كسب إعجاب العقيد العجوز
صامتًا لبعض الوقت. طُلب منه تحديد استراتيجية العدو الأساسي للرايخ. لم يكن سرًّا أن العداوة بين الفرنسيين والألمان قديمة قدم الزمن. كانت منافسة تاريخية ومتجذرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت المحاضرة طويلة ومملة، تضمنت معلومات كان برونو يعرفها بالفعل وحفظها عن ظهر قلب في حياته السابقة. لكن من الواضح أن بقية الطلاب كانوا يعانون لمواكبة وتيرة العقيد العجوز، الذي بدا نشيطًا على نحو غير متوقع لرجل في سنه.
لكن برونو كان يواجه صراعًا داخليًا: هل يعبّر عن رأيه الصادق أم يقول ما يرضي المدرّس؟ بلا شك، كان واضحًا من زيه الفخم وميدالياته المتلألئة أن الرجل العجوز بطل حرب. ومع ذلك، كان سلاح الفرسان يرفض الاعتراف بأن أسلوبهم القتالي أصبح عتيقًا منذ زمن.
لذلك، أدى برونو التحية العسكرية قبل أن يغادر لحضور سلسلة من الدروس في مواضيع متنوعة. وعند عودته إلى قصره ليلاً، استقبلته زوجته الحامل بيد تحمل جعة والأخرى صحن طعام، على أمل مساعدته على الاسترخاء واستعادة طاقته ليبدأ يومًا جديدًا.
ورغم أن كتائب الفرسان لا تزال قائمة في جميع القوى الأوروبية الكبرى، فقد أثبتت عدم فاعليتها خلال حرب القرم قبل ما يقرب من خمسين عامًا. ومع ظهور الرشاشات التي ستصبح سائدة قريبًا، بالكاد يمكن للفرسان أن يُستخدموا ككشافة، حتى تحلّ الميكانيكية محلهم تمامًا.
لم يكن بوسع برونو أن يقول ببساطة: “لدي ذكريات من القرن الحادي والعشرين، والتاريخ سيثبت أنني على حق.” لذلك، سارع إلى تقديم تفسير معقول .
في النهاية، قرر برونو التعبير عن آرائه الصادقة؛ فقد أدرك أن التملق لن يوصله إلى أي مكان. لهذا بادر بقول رأيه بصراحة:
رفع برونو رأسه بثقة، وكأنما اتخذ قراره بمواجهة ما قد يأتي من عواقب. تنفس بعمق قبل أن يتحدث، وملأ صوته القاعة بنبرة حازمة.
توقف لوهلة، وكأن الكلمات التي سيقولها تحمل أهمية خاصة:
“مع احترامي، الفرنسيون يتبنون مفهومًا قديمًا للحرب. لديهم رشاشان فقط لكل كتيبة مشاة، وهذا ببساطة لا يكفي لخوض الحروب المقبلة. لكن، لنكن منصفين، الرايخ يعاني من النقص ذاته.”
توقف قليلاً، ثم ختم بصوت متزن:
توقف للحظة، محاولاً قراءة تعابير وجه العقيد، ثم تابع بنبرة واثقة:
لذلك، أدى برونو التحية العسكرية قبل أن يغادر لحضور سلسلة من الدروس في مواضيع متنوعة. وعند عودته إلى قصره ليلاً، استقبلته زوجته الحامل بيد تحمل جعة والأخرى صحن طعام، على أمل مساعدته على الاسترخاء واستعادة طاقته ليبدأ يومًا جديدًا.
لن يدرك برونو فورًا، لكن كلماته في اليوم الأول من دراسته في كلية الحرب البروسية سيكون لها تأثير غير مباشر على مسار التاريخ، وكيف ستستعد ألمانيا للصراع القادم، الذي كان أقرب مما توقعه ، وأشد تدميرًا مما كانت عليه في الأصل .
“التكنولوجيا العسكرية تتقدم من حيت القوة والحجم بسرعة تفوق تقدمنا في تكنولوجيا النقل . ولهذا، لن تكون الحروب القادمة قائمة على المناورات السريعة أو التكتيكات الالتفافية، بل سنشهد حروبًا ثابتة في مناطق محددة. سنخوض موجات بشرية لتحطيم نيران الرشاشات المتحصنة، حيث كل خطوة للأمام ستكون بمثابة تحدٍ أمام سيل من الرصاص.”
صامتًا لبعض الوقت. طُلب منه تحديد استراتيجية العدو الأساسي للرايخ. لم يكن سرًّا أن العداوة بين الفرنسيين والألمان قديمة قدم الزمن. كانت منافسة تاريخية ومتجذرة.
إذا كنتَ قد استخدمت رشاشًا بنفسك وكان لديك قليل من البصيرة، فستدرك بسهولة أن فهمنا الحالي للحرب في طريقه إلى الزوال. وإذا كنتَ تريد مثالًا واقعيًا، فراقب ما يحدث الآن في جنوب إفريقيا مع البوير. إن الاستخدام الواسع للرشاشات في هذه الحرب يثبت صحة نظريتي.
استقام في وقفته، وكأن كلماته تُثبّت رؤيته للمستقبل في أذهان الحاضرين:
“من وجهة نظري الحل الأمثل هو التركيز على حرب دفاعية ضد فرنسا، عبر تحصين الحدود الفرنسية-الألمانية بشكل محكم قبل اندلاع الصراع. بهذه الطريقة، سنتمكن من استنزاف العدو مع الحفاظ على خسائرنا عند الحد الأدنى، دون إهدار أرواح جنودنا في هجمات مضادة لا طائل منها.”
“وجهة نظر مثيرة للاهتمام. يمكنك الجلوس أيها الشاب. سنبدأ الآن محاضرتنا الأولى.”
تجمدت أعين زملائه عليه، بينما واصل الحديث:
“لن تكون الحرب المقبلة غزوًا خاطفًا كما كان الحال في عام 1871؛ بل ستتحول إلى حرب استنزاف طويلة، حيث يُعد الحفاظ على كل روح نصرًا بحد ذاته. دعوا العدو يأتي إلينا، ولينزف أمام تحصيناتنا، بينما نُمطره بنيران المدفعية والرشاشات.”
“أما سلاح الفرسان، فمصيره الاندثار. فالعناد الذي أبداه الحرس القديم لإبقاء هذا السلاح في المشهد العسكري هو ما منحه فرصة للبقاء، وإن كان بقلب ميت. في أفضل الأحوال، سيقتصر دور الفرسان على الاستطلاع في أطراف المعركة، أما زمن الهجمات الجماعية فقد انتهى منذ كارثة لواء الفرسان الخفيف. الاعتقاد بأن تلك الهجمات ما زالت قادرة على تحقيق النصر ليس إلا وهمًا ينتمي لجيل مضى.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “استرح أيها النقيب.. لن أوبخك على تصريحك السابق . في الواقع، أشعر بفضول لمعرفة كيف توصلت إلى هذا الاستنتاج. حسب علمي، تخرجت من سنتين فقط ولم يتم إرسالك إلا اي مكان بإستثناء البعتة الصينية ، وأنا متأكد ان الفيلق الاستكشافي لشرق آسيا لا يستخدم الرشاشات. لذا، يجب أن أسألك من أين أتيت بنظريتك هذه؟”
نظر برونو إلى العقيد، مدركًا تمامًا أنه يخوض في موضوع حساس. لكنه أكمل حديثه دون تردد:
لم يكن بوسع برونو أن يقول ببساطة: “لدي ذكريات من القرن الحادي والعشرين، والتاريخ سيثبت أنني على حق.” لذلك، سارع إلى تقديم تفسير معقول .
لن يدرك برونو فورًا، لكن كلماته في اليوم الأول من دراسته في كلية الحرب البروسية سيكون لها تأثير غير مباشر على مسار التاريخ، وكيف ستستعد ألمانيا للصراع القادم، الذي كان أقرب مما توقعه ، وأشد تدميرًا مما كانت عليه في الأصل .
“أما سلاح الفرسان، فمصيره الاندثار. فالعناد الذي أبداه الحرس القديم لإبقاء هذا السلاح في المشهد العسكري هو ما منحه فرصة للبقاء، وإن كان بقلب ميت. في أفضل الأحوال، سيقتصر دور الفرسان على الاستطلاع في أطراف المعركة، أما زمن الهجمات الجماعية فقد انتهى منذ كارثة لواء الفرسان الخفيف. الاعتقاد بأن تلك الهجمات ما زالت قادرة على تحقيق النصر ليس إلا وهمًا ينتمي لجيل مضى.”
توقف للحظة، محاولاً قراءة تعابير وجه العقيد، ثم تابع بنبرة واثقة:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
توقف قليلاً، ثم ختم بصوت متزن:
“التكنولوجيا العسكرية تتقدم من حيت القوة والحجم بسرعة تفوق تقدمنا في تكنولوجيا النقل . ولهذا، لن تكون الحروب القادمة قائمة على المناورات السريعة أو التكتيكات الالتفافية، بل سنشهد حروبًا ثابتة في مناطق محددة. سنخوض موجات بشرية لتحطيم نيران الرشاشات المتحصنة، حيث كل خطوة للأمام ستكون بمثابة تحدٍ أمام سيل من الرصاص.”
.
“بينما يتشبث الفرنسيون وقادتهم بهذه الأفكار البالية، نرتكب نحن في الرايخ الخطأ ذاته. وإذا لم ندرك طبيعة الحروب في هذا القرن، سنجد أنفسنا نلقي برجالنا إلى حتفهم بلا طائل، ليس في ساحات بعيدة عن الوطن، بل هنا، في قلب أوروبا ذاتها.”
استقام في وقفته، وكأن كلماته تُثبّت رؤيته للمستقبل في أذهان الحاضرين:
ساد صمت طويل في الفصل، بينما كانت عيون الطلاب مثبتة على برونو. لم تكن آراؤه مألوفة في المؤسسة العسكرية، باستثناء الذين خاضوا معارك استعمارية حيث استخدمت الرشاشات لصد موجات الهجوم البشري.
“لن تكون الحرب المقبلة غزوًا خاطفًا كما كان الحال في عام 1871؛ بل ستتحول إلى حرب استنزاف طويلة، حيث يُعد الحفاظ على كل روح نصرًا بحد ذاته. دعوا العدو يأتي إلينا، ولينزف أمام تحصيناتنا، بينما نُمطره بنيران المدفعية والرشاشات.”
وبجرأته في إخبار مدرّسه، وهو ضابط قديم في سلاح الفرسان، بأن أسلوبه الحربي قد عفا عليه الزمن، كان الطلاب يتوقعون أن يتعرض برونو للتوبيخ، سواء بسبب كبرياء المدرس أو إيمانه الشديد بالأساليب القديمة.
توقف قليلاً، ثم ختم بصوت متزن:
كان الجميع تقريبًا متأكدين من أن العقيد العجوز سيوبّخ برونو على تعليقاته الوقحة .
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن العقيد اكتفى بالنظر إليه بهدوء لفترة، دون أن يُظهر أي إشارة إلى أفكاره.بعد الصمت تكلم ولكن عكس توقع الجميع لم يدن العقيد وجهة نظر برونو، لكنه أيضًا لم يثنِ عليه. بل اكتفى بالقول:
ساد صمت طويل في الفصل، بينما كانت عيون الطلاب مثبتة على برونو. لم تكن آراؤه مألوفة في المؤسسة العسكرية، باستثناء الذين خاضوا معارك استعمارية حيث استخدمت الرشاشات لصد موجات الهجوم البشري.
“وجهة نظر مثيرة للاهتمام. يمكنك الجلوس أيها الشاب. سنبدأ الآن محاضرتنا الأولى.”
.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ثم ألقى نظرة سريعة على ساعته قبل أن يميل إلى الخلف قائلاً بابتسامة خفيفة:
.
“التكنولوجيا العسكرية تتقدم من حيت القوة والحجم بسرعة تفوق تقدمنا في تكنولوجيا النقل . ولهذا، لن تكون الحروب القادمة قائمة على المناورات السريعة أو التكتيكات الالتفافية، بل سنشهد حروبًا ثابتة في مناطق محددة. سنخوض موجات بشرية لتحطيم نيران الرشاشات المتحصنة، حيث كل خطوة للأمام ستكون بمثابة تحدٍ أمام سيل من الرصاص.”
.
كانت المحاضرة طويلة ومملة، تضمنت معلومات كان برونو يعرفها بالفعل وحفظها عن ظهر قلب في حياته السابقة. لكن من الواضح أن بقية الطلاب كانوا يعانون لمواكبة وتيرة العقيد العجوز، الذي بدا نشيطًا على نحو غير متوقع لرجل في سنه.
عند نهاية الحصة، استعدّ الطلاب للمغادرة، لكن قبل أن يتمكن برونو من الخروج، ناداه العقيد :
رفع برونو رأسه بثقة، وكأنما اتخذ قراره بمواجهة ما قد يأتي من عواقب. تنفس بعمق قبل أن يتحدث، وملأ صوته القاعة بنبرة حازمة.
“النقيب فون زينتنر، أريد التحدث معك للحظة…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الخنادق تُستخدم بشكل متزايد هناك، وسيكون من الخطأ تجاهل ذلك والاعتقاد بأن الحرب القادمة بين القوى العظمى ستكون مشابهة للحرب الفرنسية البروسية التي مضى على نهايتها ثلاثون عامًا.”
شعر برونو بقلق يخالجه، خائفًا من أن يكون قد أثار كبرياء الرجل العجوز كضابط فرسان فخور. تنهد بعمق، ووقف منتصبًا أمام مكتب العقيد منتظرًا التوبيخ.
لكن الضابط العجوز فاجأه بإحضار إبريق شاي وبدأ في صب كأس له . ظهرت على وجهه نظرة فضولية، وهو يتحدث إلى برونو بطريقة لم يكن يتوقعها.
“التكنولوجيا العسكرية تتقدم من حيت القوة والحجم بسرعة تفوق تقدمنا في تكنولوجيا النقل . ولهذا، لن تكون الحروب القادمة قائمة على المناورات السريعة أو التكتيكات الالتفافية، بل سنشهد حروبًا ثابتة في مناطق محددة. سنخوض موجات بشرية لتحطيم نيران الرشاشات المتحصنة، حيث كل خطوة للأمام ستكون بمثابة تحدٍ أمام سيل من الرصاص.”
“استرح أيها النقيب.. لن أوبخك على تصريحك السابق . في الواقع، أشعر بفضول لمعرفة كيف توصلت إلى هذا الاستنتاج. حسب علمي، تخرجت من سنتين فقط ولم يتم إرسالك إلا اي مكان بإستثناء البعتة الصينية ، وأنا متأكد ان الفيلق الاستكشافي لشرق آسيا لا يستخدم الرشاشات. لذا، يجب أن أسألك من أين أتيت بنظريتك هذه؟”
“عائلتي تدير شركة تصنيع أسلحة لصالح الرايخ وجيشه. لقد شاهدت بنفسي قدرات الرشاشات والمدفعية الحديثة. وأعلم أيضًا بالتطورات الحالية لهذه الأسلحة ويمكنن إستنتاج ما ستكون عليه في العقد القادم.
بعض التصاميم المستخدمة حاليًا تجعل فريق رشاش واحد يعادل قوة نصف كتيبة. وإذا تم نشرها بأعداد كافية في ساحة المعركة، فلن يهم عدد الرجال الذين ترسلهم لتطويق العدو؛ سيتم القضاء عليهم بنيران كثيفة. وإن لم يتم ذلك، فستتكفل المدفعية بالمهمة.
لم يكن بوسع برونو أن يقول ببساطة: “لدي ذكريات من القرن الحادي والعشرين، والتاريخ سيثبت أنني على حق.” لذلك، سارع إلى تقديم تفسير معقول .
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “مع احترامي، الفرنسيون يتبنون مفهومًا قديمًا للحرب. لديهم رشاشان فقط لكل كتيبة مشاة، وهذا ببساطة لا يكفي لخوض الحروب المقبلة. لكن، لنكن منصفين، الرايخ يعاني من النقص ذاته.”
“عائلتي تدير شركة تصنيع أسلحة لصالح الرايخ وجيشه. لقد شاهدت بنفسي قدرات الرشاشات والمدفعية الحديثة. وأعلم أيضًا بالتطورات الحالية لهذه الأسلحة ويمكنن إستنتاج ما ستكون عليه في العقد القادم.
“عائلتي تدير شركة تصنيع أسلحة لصالح الرايخ وجيشه. لقد شاهدت بنفسي قدرات الرشاشات والمدفعية الحديثة. وأعلم أيضًا بالتطورات الحالية لهذه الأسلحة ويمكنن إستنتاج ما ستكون عليه في العقد القادم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أدهش برونو أن ضابط فرسان مخضرم يوافقه الرأي، لكنه عندما تذكر أن الرجل كان مدرّسًا في كلية الحرب البروسية، أدرك أنه قد يكون أكثر فهمًا لتطورات الحروب من غيره ممن لديهم نفس الخلفية.
رفع برونو رأسه بثقة، وكأنما اتخذ قراره بمواجهة ما قد يأتي من عواقب. تنفس بعمق قبل أن يتحدث، وملأ صوته القاعة بنبرة حازمة.
بعض التصاميم المستخدمة حاليًا تجعل فريق رشاش واحد يعادل قوة نصف كتيبة. وإذا تم نشرها بأعداد كافية في ساحة المعركة، فلن يهم عدد الرجال الذين ترسلهم لتطويق العدو؛ سيتم القضاء عليهم بنيران كثيفة. وإن لم يتم ذلك، فستتكفل المدفعية بالمهمة.
وبجرأته في إخبار مدرّسه، وهو ضابط قديم في سلاح الفرسان، بأن أسلوبه الحربي قد عفا عليه الزمن، كان الطلاب يتوقعون أن يتعرض برونو للتوبيخ، سواء بسبب كبرياء المدرس أو إيمانه الشديد بالأساليب القديمة.
إذا كنتَ قد استخدمت رشاشًا بنفسك وكان لديك قليل من البصيرة، فستدرك بسهولة أن فهمنا الحالي للحرب في طريقه إلى الزوال. وإذا كنتَ تريد مثالًا واقعيًا، فراقب ما يحدث الآن في جنوب إفريقيا مع البوير. إن الاستخدام الواسع للرشاشات في هذه الحرب يثبت صحة نظريتي.
استقام في وقفته، وكأن كلماته تُثبّت رؤيته للمستقبل في أذهان الحاضرين:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أدهش برونو أن ضابط فرسان مخضرم يوافقه الرأي، لكنه عندما تذكر أن الرجل كان مدرّسًا في كلية الحرب البروسية، أدرك أنه قد يكون أكثر فهمًا لتطورات الحروب من غيره ممن لديهم نفس الخلفية.
الخنادق تُستخدم بشكل متزايد هناك، وسيكون من الخطأ تجاهل ذلك والاعتقاد بأن الحرب القادمة بين القوى العظمى ستكون مشابهة للحرب الفرنسية البروسية التي مضى على نهايتها ثلاثون عامًا.”
لكن برونو كان يواجه صراعًا داخليًا: هل يعبّر عن رأيه الصادق أم يقول ما يرضي المدرّس؟ بلا شك، كان واضحًا من زيه الفخم وميدالياته المتلألئة أن الرجل العجوز بطل حرب. ومع ذلك، كان سلاح الفرسان يرفض الاعتراف بأن أسلوبهم القتالي أصبح عتيقًا منذ زمن.
ظل العقيد صامتًا لبعض الوقت. وعندما انتهى برونو من حديثه، كان الشاي جاهزًا، فقام بإعداد كوب له وللعقيد الشاب . وبعد دقائق من الصمت واحتساء الشاي، أعطى أخيرًا رأيه في استنتاج برونو، مبدياً إيماءة موافقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أدهش برونو أن ضابط فرسان مخضرم يوافقه الرأي، لكنه عندما تذكر أن الرجل كان مدرّسًا في كلية الحرب البروسية، أدرك أنه قد يكون أكثر فهمًا لتطورات الحروب من غيره ممن لديهم نفس الخلفية.
“على عكس ما قد تتوقعه من رجل قديم الطراز مثلي فأنا أتفق مع كل ما قلته تمامًا. للأسف، معظم زملائ في قيادات الأركان لا تشارك الرأي نفسه، وستجد أن العديد من الضباط الشباب هنا في الكلية متمسكون بالتقاليد القديمة أيضاً، ولن يعترفوا بسهولة بصحة ، هذه الأفكار مهما كانت منطقية…
أحيانآ يكون مواجهة الأفكار الراسخة أصعب بكثير من مواجهة العدو في ساحة المعركة”
رفع برونو رأسه بثقة، وكأنما اتخذ قراره بمواجهة ما قد يأتي من عواقب. تنفس بعمق قبل أن يتحدث، وملأ صوته القاعة بنبرة حازمة.
“حسننا أتطلع إلى متابعة تقدمك خلال السنوات الثلاث القادمة. وآمل بصدق أن تكون من بين الخريجين الخمسة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أدهش برونو أن ضابط فرسان مخضرم يوافقه الرأي، لكنه عندما تذكر أن الرجل كان مدرّسًا في كلية الحرب البروسية، أدرك أنه قد يكون أكثر فهمًا لتطورات الحروب من غيره ممن لديهم نفس الخلفية.
توقف لوهلة، وكأن الكلمات التي سيقولها تحمل أهمية خاصة:
لكن الضابط العجوز فاجأه بإحضار إبريق شاي وبدأ في صب كأس له . ظهرت على وجهه نظرة فضولية، وهو يتحدث إلى برونو بطريقة لم يكن يتوقعها.
ة
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“انا رجل عجوز ومريض ولن اعيش طويلاً وإذا اندلعت الحرب حقًا بين الرايخ وفرنسا، أتمنى أن يكون رجال مثلك في مواقع القيادة. أشخاص قادرون على رؤية أبعد من التقليد وعلى التعامل مع الواقع كما هو، لا كما يريدن أن يكون.”
ثم ألقى نظرة سريعة على ساعته قبل أن يميل إلى الخلف قائلاً بابتسامة خفيفة:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الخنادق تُستخدم بشكل متزايد هناك، وسيكون من الخطأ تجاهل ذلك والاعتقاد بأن الحرب القادمة بين القوى العظمى ستكون مشابهة للحرب الفرنسية البروسية التي مضى على نهايتها ثلاثون عامًا.”
“الآن اذهب. لقد احتجزتك طويلًا. وأستاذك القادم لن يكون صبورًا مثلي.”
بعض التصاميم المستخدمة حاليًا تجعل فريق رشاش واحد يعادل قوة نصف كتيبة. وإذا تم نشرها بأعداد كافية في ساحة المعركة، فلن يهم عدد الرجال الذين ترسلهم لتطويق العدو؛ سيتم القضاء عليهم بنيران كثيفة. وإن لم يتم ذلك، فستتكفل المدفعية بالمهمة.
نهض برونو بسرعة، محييًا العقيد بتحية محترمة، ثم غادر الغرفة بخطوات ثابتة، وذهنه ممتلئ بما سمعه.
أما العقيد فقد ظلت أفكار برونو في ذهنه وقام بكتب رسالة إلى صديق له يناقش فيها ضرورة إرسال مراقبين إلى جنوب إفريقيا لمتابعة التطورات الميدانية هناك.
أدهش برونو أن ضابط فرسان مخضرم يوافقه الرأي، لكنه عندما تذكر أن الرجل كان مدرّسًا في كلية الحرب البروسية، أدرك أنه قد يكون أكثر فهمًا لتطورات الحروب من غيره ممن لديهم نفس الخلفية.
في النهاية، قرر برونو التعبير عن آرائه الصادقة؛ فقد أدرك أن التملق لن يوصله إلى أي مكان. لهذا بادر بقول رأيه بصراحة:
لذلك، أدى برونو التحية العسكرية قبل أن يغادر لحضور سلسلة من الدروس في مواضيع متنوعة. وعند عودته إلى قصره ليلاً، استقبلته زوجته الحامل بيد تحمل جعة والأخرى صحن طعام، على أمل مساعدته على الاسترخاء واستعادة طاقته ليبدأ يومًا جديدًا.
ظل العقيد صامتًا لبعض الوقت. وعندما انتهى برونو من حديثه، كان الشاي جاهزًا، فقام بإعداد كوب له وللعقيد الشاب . وبعد دقائق من الصمت واحتساء الشاي، أعطى أخيرًا رأيه في استنتاج برونو، مبدياً إيماءة موافقة.
أما العقيد فقد ظلت أفكار برونو في ذهنه وقام بكتب رسالة إلى صديق له يناقش فيها ضرورة إرسال مراقبين إلى جنوب إفريقيا لمتابعة التطورات الميدانية هناك.
توقف قليلاً، ثم ختم بصوت متزن:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لن يدرك برونو فورًا، لكن كلماته في اليوم الأول من دراسته في كلية الحرب البروسية سيكون لها تأثير غير مباشر على مسار التاريخ، وكيف ستستعد ألمانيا للصراع القادم، الذي كان أقرب مما توقعه ، وأشد تدميرًا مما كانت عليه في الأصل .
صامتًا لبعض الوقت. طُلب منه تحديد استراتيجية العدو الأساسي للرايخ. لم يكن سرًّا أن العداوة بين الفرنسيين والألمان قديمة قدم الزمن. كانت منافسة تاريخية ومتجذرة.
“أما سلاح الفرسان، فمصيره الاندثار. فالعناد الذي أبداه الحرس القديم لإبقاء هذا السلاح في المشهد العسكري هو ما منحه فرصة للبقاء، وإن كان بقلب ميت. في أفضل الأحوال، سيقتصر دور الفرسان على الاستطلاع في أطراف المعركة، أما زمن الهجمات الجماعية فقد انتهى منذ كارثة لواء الفرسان الخفيف. الاعتقاد بأن تلك الهجمات ما زالت قادرة على تحقيق النصر ليس إلا وهمًا ينتمي لجيل مضى.”
“انا رجل عجوز ومريض ولن اعيش طويلاً وإذا اندلعت الحرب حقًا بين الرايخ وفرنسا، أتمنى أن يكون رجال مثلك في مواقع القيادة. أشخاص قادرون على رؤية أبعد من التقليد وعلى التعامل مع الواقع كما هو، لا كما يريدن أن يكون.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات