التابوت
صمت آرثر للحظة، مسلطاً نظره على الشاب في السرير كما لو كان يحاول فك شيفرة غامضة لا يمكن للعين المجردة رؤيتها. الهواء في الغرفة بدا أثقل، وكأن الكلمات التي تبادلاها حملت في طياتها كآبة الماضي وغموض المصير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “فارغ؟.”
في تلك الأثناء، ظل الرجل صاحب الندبة واقفًا بجانب الجدار، وجهه متصلبٌ، وعيناه تحملان نفس الجمود البارد، لكنه كان يتابع المشهد بصمت، وكأنه يعايش تكرارًا لمشهد مألوف لا داعي للتعليق عليه.
تحدث ببطء، لكن بصوت عميق يحمل خلفه إحساساً بالعظمة الخفية، “هذه الروح، يا صديقي… ليست كأي روح أخرى. كأنها متشابكة مع ذكريات قديمة ومظلمة، كما لو أن شيئاً غير طبيعي جرى في خفايا روحه.” ثم التفت نحو الرجل ذو الندبة، مُظهرًا في عينيه بريقاً غريباً يشوبه مزيج من القلق والإثارة.
الرجل ذو الندبة استجاب لتلك النظرة برد فعل باهت، وكأن الصمت هو لغته الأبدية. نظراته كانت باردة، لا حياة فيها، كسول كأنه يتجول بين أحلام لم يتبقى منها سوى رماد. ببطء أدار رأسه نحو آرثر وقال بلا مبالاة: “أرثر، أعدتني إلى هنا في منتصف الليل لأجل هذا؟ ماذا تريد مني؟ المكتب ينتظر مني تنفيذ الأوامر، وليس إضاعة الوقت على أسئلة لا أهمية لها.”
ابتسم آرثر، لكنه كان يعلم أن تحت تلك اللامبالاة يختبئ اهتمامٌ خافت، اهتمامٌ يغذي فضولاً مقموعاً لسبب ما. قال بنبرة ماكرة، “ألا ترى أنه شيء مثير، ألا يوقظ فضولك؟ لمَ تلك البرود، ألا تشعر بشيء غير طبيعي؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ” ألم يكن من الأفضل أن ترسلوا رأس اليقطين ذاك ليقوم بالمهمة؟ ربما كان سيضيف بعض الإثارة إلى هذا المكان الكئيب.”
الرجل ذو الندبة تابع حديثه بنبرة جامدة، مثل حجر قديم غير مبالٍ بمشاعر من حوله، “آرثر، لن أكذب وأقول أنني مهتم. لكن لا يعني ذلك أنني لا أشعر بتلك الهالة… الغريبة التي تنبعث من ذلك الشاب. ومع ذلك، الفضول لن ينفعنا هنا، فقط اخبرني بما علي فعله.”
تبدلت ملامح الرجل ذو الندبة قليلاً، تخللها توتر خفيف لم يدم طويلاً، ولكنه كان كافياً لإيقاظ ذكرى مخبأة في أعماق الظلام. نظر حوله ببطء، وكأنه يتحسس جدران الغرفة، كمن يستشعر الظلال الخفية التي تحوم في الأرجاء. ثم، وبعد لحظة من الترقب، نظر إلى آرثر بنظرة حادة وقال بصوت خفيض، “أمسك نفسك يا آرثر… لا نريد إيقاظ تلك الأشباح من جديد.”
أطلق آرثر ضحكة قصيرة، ضحكة حملت مزيجاً من الحذر والاستفزاز، ثم قال بصوتٍ خافت، “آه، لا تخف، لن أدع فضولك يقودك للكارثة هذه المرة. رغم كل شيء، لا نريد تكرار تلك الحادثة، أليس كذلك؟”
تبدلت ملامح الرجل ذو الندبة قليلاً، تخللها توتر خفيف لم يدم طويلاً، ولكنه كان كافياً لإيقاظ ذكرى مخبأة في أعماق الظلام. نظر حوله ببطء، وكأنه يتحسس جدران الغرفة، كمن يستشعر الظلال الخفية التي تحوم في الأرجاء. ثم، وبعد لحظة من الترقب، نظر إلى آرثر بنظرة حادة وقال بصوت خفيض، “أمسك نفسك يا آرثر… لا نريد إيقاظ تلك الأشباح من جديد.”
ثم دوى صوت صافرة إنذار عالي، مثل صوت صفارات الحرائق التي تمزق صمت الليل، جعل الضوضاء تكسر ما تبقى من هدوء الغرفة. ارتفعت وتيرة الاهتزازات، حتى بدا المكان وكأنه يوشك على الانهيار، لكن آرثر لم يظهر أي انزعاج. بخطوات بطيئة، تقدم نحو الباب المزدوج الكبير في نهاية الغرفة، وضع يده على مقبض الباب، وأدار المقبض ببطء، ليصاحب صوت صرير الأبواب القديمة تلاشي صفارات الإنذار شيئًا فشيئًا، وكأن المكان كان ينتظر بفارغ الصبر فتح الباب ليتنفس الصعداء.
الأجواء في الغرفة ازدادت برودة، كما لو أن الكلمات استدعت أرواحاً نائمة منذ زمن بعيد، بينما تردد صدى تحذير الرجل في أركان الغرفة، محذراً من مسارات الماضي الملتوية.
اقترب آرثر من التابوت المهيب، ووضع كفه بحذر على غطائه الحجري المنقوش برموز معقدة تلمع بانعكاسات خافتة من الضوء المتراقص. تمايلت أنفاسه ببطء، ثم انحنى ليتمتم بكلمات غير مفهومة، كان صوته منخفضًا، يتخلله وهن غامض كأنما يستدعي طيفًا قديمًا من عوالم أخرى.
ابتسم آرثر ببطء، كانت نظرته تلك تحمل تلميحًا غير مبالٍ يختبئ وراءه عبء من الأفكار المخفية، ثم قال بتنهيدة مسرحية، “تسك، أنت حقًا قاتل للمتعة، يا صديقي… لم أكن لأعتقد أنني سأرى هذا الوجه الكسول على عينيك يومًا.” ضحك بخفة، لكنها كانت ضحكة جافة كأنها صدى أصوات قديمة، تلاشت في هواء الغرفة المعبق برائحة الذكريات المنسية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أطلق آرثر ضحكة قصيرة، ضحكة حملت مزيجاً من الحذر والاستفزاز، ثم قال بصوتٍ خافت، “آه، لا تخف، لن أدع فضولك يقودك للكارثة هذه المرة. رغم كل شيء، لا نريد تكرار تلك الحادثة، أليس كذلك؟”
أخذ الرجل ذو الندبة نفسًا طويلًا، كان وكأنه يمتص الغموض الذي يملأ المكان، قبل أن يرد بنبرته اللامبالية التي لا تخفي شيئًا ولا تكشف شيئًا، “آرثر، ليس لدي وقت لكل هذا الهراء. إن كان المكتب يريد مني أمرًا، فقله مباشرة دون إضاعة وقتي.”
” ألم يكن من الأفضل أن ترسلوا رأس اليقطين ذاك ليقوم بالمهمة؟ ربما كان سيضيف بعض الإثارة إلى هذا المكان الكئيب.”
تحدث ببطء، لكن بصوت عميق يحمل خلفه إحساساً بالعظمة الخفية، “هذه الروح، يا صديقي… ليست كأي روح أخرى. كأنها متشابكة مع ذكريات قديمة ومظلمة، كما لو أن شيئاً غير طبيعي جرى في خفايا روحه.” ثم التفت نحو الرجل ذو الندبة، مُظهرًا في عينيه بريقاً غريباً يشوبه مزيج من القلق والإثارة.
رد الرجل ذو الندبة، بنبرة ثابتة وكأن كلماته خالية من أي مشاعر، “كاجويا غير متاح حاليًا.”
توهجت عينا آرثر ببصيص من الفضول، لكنه لم يدم طويلًا، قبل أن يتلاشى وهو يهمهم، “غير متاح؟ عجبًا، أليست مجموعتكم منشغلة دائمًا بأمور كهذه؟” ثم رفع يديه بعفوية، وكأن ما سيقوله لا يستحق حتى اهتمامًا حقيقيًا. “لا يهم، لا يهم… على أي حال، سيصل تابوت ‘الجسد النائم’ قريبًا. كل ما عليك فعله هو استخدام سلطتك لتحويل تلك الروح إلى الجسد الموجود في التابوت.”
أمسك آرثر بحافة العربة، وجذبها ببطء نحو الداخل، وكأنه يجر ظلامًا حيًا. قال بصوت منخفض، وكأنه يتمتم لنفسه، “ها هو، هنا في الوقت المحدد.”
أومأ الرجل ببطء، غير مبالٍ، وكأن الموضوع لا يشكل أي أهمية بالنسبة له. لكنه، بعد لحظات صمت، همس بصوت هادئ مفعم بغموض ثقيل، “لقد سمعت أنكم أمسكتم بتاج الأمير المجنون مجددًا… لدي اهتمام بمقايضته.”
ابتسم آرثر، ابتسامة تحمل تلميحًا مستترًا من المتعة، وقال بسخرية متسلية، “ها، أخيرًا تتحدث من تلقاء نفسك، يا صديقي. لكن للأسف، هذا غير ممكن. إنها أوامر من الأعلى، ولا يمكنني مخالفتها.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتسم آرثر، ابتسامة تحمل تلميحًا مستترًا من المتعة، وقال بسخرية متسلية، “ها، أخيرًا تتحدث من تلقاء نفسك، يا صديقي. لكن للأسف، هذا غير ممكن. إنها أوامر من الأعلى، ولا يمكنني مخالفتها.”
لم يظهر على الرجل أي تعبير من خيبة الأمل أو الامتعاض، بل فقط استمر في التحديق بنظرة خاملة، كأن كلام آرثر قد تبخر في الهواء ولم يترك أي أثر. تكشر وجهه قليلًا، وكأن ذكرى ما قد مرت بخاطره، لكنه سرعان ما عاد إلى مظهره المتكاسل ونظرته الخالية من أي حياة، كجدار قديم تصدعت أجزاؤه من قدم الزمان.
رد الرجل ذو الندبة، بنبرة ثابتة وكأن كلماته خالية من أي مشاعر، “كاجويا غير متاح حاليًا.”
الرجل ذو الندبة استجاب لتلك النظرة برد فعل باهت، وكأن الصمت هو لغته الأبدية. نظراته كانت باردة، لا حياة فيها، كسول كأنه يتجول بين أحلام لم يتبقى منها سوى رماد. ببطء أدار رأسه نحو آرثر وقال بلا مبالاة: “أرثر، أعدتني إلى هنا في منتصف الليل لأجل هذا؟ ماذا تريد مني؟ المكتب ينتظر مني تنفيذ الأوامر، وليس إضاعة الوقت على أسئلة لا أهمية لها.”
في تلك اللحظة الصامتة المحملة بالتوتر، بدأ السكون المحيط في غرفة العمليات الكئيبة بالانهيار، وكأن المكان ذاته قد أفاق من سبات عميق، يعتريه خوف خفي لا يوصف. الجدران ارتعدت، والأدوات المعدنية صدرت عنها أصوات قرع خافتة بينما اهتزت فوق الرفوف، وكان الضباب العالق في زوايا الغرفة يرتعش في ضوء المصابيح المهترئة التي بدأت تتأرجح بشكل عشوائي، تومض ثم تخفت، وكأن الغرفة بأكملها تحاول جاهدة الهروب من لعنة خفية تلفها.
في تلك اللحظة الصامتة المحملة بالتوتر، بدأ السكون المحيط في غرفة العمليات الكئيبة بالانهيار، وكأن المكان ذاته قد أفاق من سبات عميق، يعتريه خوف خفي لا يوصف. الجدران ارتعدت، والأدوات المعدنية صدرت عنها أصوات قرع خافتة بينما اهتزت فوق الرفوف، وكان الضباب العالق في زوايا الغرفة يرتعش في ضوء المصابيح المهترئة التي بدأت تتأرجح بشكل عشوائي، تومض ثم تخفت، وكأن الغرفة بأكملها تحاول جاهدة الهروب من لعنة خفية تلفها.
نظر آرثر بعينين يملؤهما التسلية إلى الرجل صاحب الندبة، وقال ببطء، “يبدو أنه قد وصل أخيرًا.” لكن كلمات آرثر لم تقابلها سوى نظرة الرجل اللامبالية، عينيه مغمورتان بجمود بارد، وكأنه روح عتيقة من عصر غابر، منفصلة تمامًا عن هذا الواقع المهتز، منشغلة بعالمها الداخلي المعزول عن الفوضى المتصاعدة.
ثم دوى صوت صافرة إنذار عالي، مثل صوت صفارات الحرائق التي تمزق صمت الليل، جعل الضوضاء تكسر ما تبقى من هدوء الغرفة. ارتفعت وتيرة الاهتزازات، حتى بدا المكان وكأنه يوشك على الانهيار، لكن آرثر لم يظهر أي انزعاج. بخطوات بطيئة، تقدم نحو الباب المزدوج الكبير في نهاية الغرفة، وضع يده على مقبض الباب، وأدار المقبض ببطء، ليصاحب صوت صرير الأبواب القديمة تلاشي صفارات الإنذار شيئًا فشيئًا، وكأن المكان كان ينتظر بفارغ الصبر فتح الباب ليتنفس الصعداء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ” ألم يكن من الأفضل أن ترسلوا رأس اليقطين ذاك ليقوم بالمهمة؟ ربما كان سيضيف بعض الإثارة إلى هذا المكان الكئيب.”
رفع الرجل ذو الندبة حاجبه بحيرة طفيفة، نظرة الاستغراب استحوذت على ملامحه الصارمة وهو يوجه سؤالًا غير مسموع نحو آرثر، الذي لم يُبدِ أي تعبير على وجهه سوى نظرة غامضة.
عندما فتح آرثر الأبواب على مصراعيها، انكشفت له العربة الحديدية التي كانت تنتظر في الممر المظلم، مغلفة بهالة كئيبة. كانت حاملة المرضى المعدنية، وقد وضعت عليها ملاءة بيضاء قديمة، ملطخة ببقع من الدماء الجافة، كأنها آثار حياة اندثرت منذ زمن. أما التابوت الحجري الأسود الذي كان يحتل قلب العربة، فكان يزهو بغموض ثقيل، رموز وأنماط معقدة تغطي سطحه، تتشابك بطريقة تثير الريبة، وكأنها طلاسم كُتبت بأيدٍ خفية لتحفظ شيئًا أسود وأزليًا في داخله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ” ألم يكن من الأفضل أن ترسلوا رأس اليقطين ذاك ليقوم بالمهمة؟ ربما كان سيضيف بعض الإثارة إلى هذا المكان الكئيب.”
أمسك آرثر بحافة العربة، وجذبها ببطء نحو الداخل، وكأنه يجر ظلامًا حيًا. قال بصوت منخفض، وكأنه يتمتم لنفسه، “ها هو، هنا في الوقت المحدد.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تقدم آرثر بالحاملة، خطواته بطيئة وثقيلة، وكأنها تترك أثرًا مظلمًا في الهواء الرطب المشبع برائحة الحديد الصدئ واليأس العتيق. كان صوت عجلات الحاملة يصرخ على الأرضية الحجرية الباردة، يخرق الصمت المخيف للغرفة، حتى استقرت الحاملة في منتصف غرفة العمليات، محاطة بجدران داكنة تحاكي الزنازين. التفت نحو الأبواب الضخمة التي دخل منها وأغلقها بإحكام، كأنما يتقن طقوسًا خفية لا يجدر بأحد الاطلاع عليها. تمتم بنبرة واثقة ومنخفضة، “غلق الأبواب ضروري دائمًا.”
ثم دوى صوت صافرة إنذار عالي، مثل صوت صفارات الحرائق التي تمزق صمت الليل، جعل الضوضاء تكسر ما تبقى من هدوء الغرفة. ارتفعت وتيرة الاهتزازات، حتى بدا المكان وكأنه يوشك على الانهيار، لكن آرثر لم يظهر أي انزعاج. بخطوات بطيئة، تقدم نحو الباب المزدوج الكبير في نهاية الغرفة، وضع يده على مقبض الباب، وأدار المقبض ببطء، ليصاحب صوت صرير الأبواب القديمة تلاشي صفارات الإنذار شيئًا فشيئًا، وكأن المكان كان ينتظر بفارغ الصبر فتح الباب ليتنفس الصعداء.
الأجواء في الغرفة ازدادت برودة، كما لو أن الكلمات استدعت أرواحاً نائمة منذ زمن بعيد، بينما تردد صدى تحذير الرجل في أركان الغرفة، محذراً من مسارات الماضي الملتوية.
الرجل صاحب الندبة لم ينبس بكلمة، لكنه كان يتابع بعينيه الخاليتين من أي عاطفة، وكأنهما عينا مخلوق طاعن في العمر، سئم من تفاصيل الدنيا لكنه مدركٌ لها بحدة. نظرة باردة انطبعت على وجهه، كإقرارٍ صامت على صحة كلام آرثر، وكأن تلك العبارة تختزل قاعدة يعرفها كلاهما جيدًا.
صمت آرثر للحظة، مسلطاً نظره على الشاب في السرير كما لو كان يحاول فك شيفرة غامضة لا يمكن للعين المجردة رؤيتها. الهواء في الغرفة بدا أثقل، وكأن الكلمات التي تبادلاها حملت في طياتها كآبة الماضي وغموض المصير.
أمسك آرثر بحافة العربة، وجذبها ببطء نحو الداخل، وكأنه يجر ظلامًا حيًا. قال بصوت منخفض، وكأنه يتمتم لنفسه، “ها هو، هنا في الوقت المحدد.”
تحرك آرثر بخطوات ثابتة نحو الطاولة القريبة، حيث تراصت الأدوات الطبية، وأخذ إبرة ضخمة، وامتدت يده بهدوء نحو زجاجة سوداء وضعت بعناية بين بقية الزجاجات، مغلفة بهالة كريهة لا يُعرف مصدرها، كأنها تخفي شيئًا غير أرضي. أدخل الإبرة بعناية في الزجاجة وسحب السائل الغامض ببطء؛ كان لونه أزرق براق، كزرقة الليل التي تلف أحلك الأسرار، ولمعت عينا آرثر بنظرة غريبة وهو يتابع تدفق السائل إلى الإبرة.
بمجرد امتلاء الحقنة، رفع طرف أكمامه، كاشفًا عن ذراعه التي تشبعت بآثار عدة ندوب، بعضها قديم كالحفر التي يحفرها الزمن على الحجر. غرس الإبرة الضخمة في عضلة ذراعه، وحقن السائل الأزرق دون تردد، كأن هذه الطقوس قد أصبحت جزءًا من تكوينه. عندما انتهى، أعاد الحقنة إلى الطاولة بإيماءة اعتيادية، كمن أدى عملاً تافهًا لا يستحق الذكر.
من جيبه الداخلي، أخرج آرثر قفازات بيضاء، مختلفة عن القفازات السوداء التي ارتداها سابقًا في غرفة الرمال حين واجه رين. ارتدى القفازات الجديدة ببطء، بحركات دقيقة ومترابطة، كأنه يستعد لمواجهة قدرٍ غامض.
توهجت عينا آرثر ببصيص من الفضول، لكنه لم يدم طويلًا، قبل أن يتلاشى وهو يهمهم، “غير متاح؟ عجبًا، أليست مجموعتكم منشغلة دائمًا بأمور كهذه؟” ثم رفع يديه بعفوية، وكأن ما سيقوله لا يستحق حتى اهتمامًا حقيقيًا. “لا يهم، لا يهم… على أي حال، سيصل تابوت ‘الجسد النائم’ قريبًا. كل ما عليك فعله هو استخدام سلطتك لتحويل تلك الروح إلى الجسد الموجود في التابوت.”
في تلك الأثناء، ظل الرجل صاحب الندبة واقفًا بجانب الجدار، وجهه متصلبٌ، وعيناه تحملان نفس الجمود البارد، لكنه كان يتابع المشهد بصمت، وكأنه يعايش تكرارًا لمشهد مألوف لا داعي للتعليق عليه.
اقترب آرثر من التابوت المهيب، ووضع كفه بحذر على غطائه الحجري المنقوش برموز معقدة تلمع بانعكاسات خافتة من الضوء المتراقص. تمايلت أنفاسه ببطء، ثم انحنى ليتمتم بكلمات غير مفهومة، كان صوته منخفضًا، يتخلله وهن غامض كأنما يستدعي طيفًا قديمًا من عوالم أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بحذرٍ شديد، رفع الغطاء ببطء، لتقابله فراغات النعش الخالية من أي شيء. لم يكن هناك أثر لحياة، ولا بقايا لجسد. كان النعش فارغًا بشكل ينذر بالخطر، وكأن شيئًا أو شخصًا كان من المفترض أن يكون هنا، قد تبخر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“فارغ؟.”
صمت آرثر للحظة، مسلطاً نظره على الشاب في السرير كما لو كان يحاول فك شيفرة غامضة لا يمكن للعين المجردة رؤيتها. الهواء في الغرفة بدا أثقل، وكأن الكلمات التي تبادلاها حملت في طياتها كآبة الماضي وغموض المصير.
أمسك آرثر بحافة العربة، وجذبها ببطء نحو الداخل، وكأنه يجر ظلامًا حيًا. قال بصوت منخفض، وكأنه يتمتم لنفسه، “ها هو، هنا في الوقت المحدد.”
رفع الرجل ذو الندبة حاجبه بحيرة طفيفة، نظرة الاستغراب استحوذت على ملامحه الصارمة وهو يوجه سؤالًا غير مسموع نحو آرثر، الذي لم يُبدِ أي تعبير على وجهه سوى نظرة غامضة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قال الرجل بلهجة مشوبة بالريبة، “ماذا تقصد، آرثر؟
في تلك الأثناء، ظل الرجل صاحب الندبة واقفًا بجانب الجدار، وجهه متصلبٌ، وعيناه تحملان نفس الجمود البارد، لكنه كان يتابع المشهد بصمت، وكأنه يعايش تكرارًا لمشهد مألوف لا داعي للتعليق عليه.
رد الرجل ذو الندبة، بنبرة ثابتة وكأن كلماته خالية من أي مشاعر، “كاجويا غير متاح حاليًا.”
أمسك آرثر بحافة العربة، وجذبها ببطء نحو الداخل، وكأنه يجر ظلامًا حيًا. قال بصوت منخفض، وكأنه يتمتم لنفسه، “ها هو، هنا في الوقت المحدد.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات