كلمة واحدة... القلب
الفصل 203: بكلمة واحدة… القلب
“بهجة الحياة”
ظل وجه هايتانغ هادئًا، غير واضح ما يدور في ذهنها. بدا أنها لم تتوقع أن يلقي فان شيان مثل هذه القصيدة بينما يظهر أيضًا النزاهة والشجاعة التي يجب أن يتحلى بها الرجل. لقد كانت رمزًا لجيلها، ومع ذلك فقد أوقعتها الظروف في قبضة فان شيان. لم تكن تتوقع منه أن يواجهها وحده بهذه الشجاعة. في تلك اللحظة، أدركت أنها لا تفهم حقًا هذا الشاب الذي يقف أمامها، ولم تستطع إلا أن تعقد حاجبيها.
“في الليلة الماضية، كان المطر خفيفًا والرياح شديدة. رغم أنني نمت بعمق طوال الليل، لم أكن واعيًا تمامًا عندما استيقظت. سألت الخادمة التي فتحت الستائر عن أشجار التفاح المزهر. قالت إنها كما هي. ألا تعرف؟ ألا تعرف؟ يجب أن تكون أوراقها الخضراء قد أزهرت، وزهورها الحمراء ذبلت.”
تحت الشجرة، تلا فان شيان بهدوء، بصوت لطيف، وكأنه غير متأكد مما إذا كان يتحدث عن الناس أم الأشياء. كانت هذه هي المرة الأولى التي يلقي فيها الشاعر الخالد فان شيان قصيدة منذ تلك الليلة في القصر. [1]
رفعت هايتانغ رأسها وضاقت عينيها نحو فان شيان. فجأة، ابتسمت. “لن أعير انتباهًا لتظاهرك ومحاولاتك لإضعاف عزيمتي. أشعر فقط أن ما قلته سابقًا كان له معنى. أنت مسؤول في مملكة تشينغ، ولك الحرية في استخدام أي وسيلة تراها مناسبة، لذا لا ألومك على ذلك. أما فيما يتعلق بجودة شعرك، فمثل هذه الأمور لم تكن يومًا ذات معنى بالنسبة لي، لذا لا أفهم مغزاها. ولكن… أشجار التفاح المزهر لا يجب أن تتبلل بالمطر. إذا تراكم الماء في أوعيتها، فإنها ستتعفن. لذا عندما تزهر أوراقها الخضراء وتذبل أزهارها الحمراء… ربما تكون أغصانها قد أصابها العفن والضعف.”
نظرت هايتانغ بهدوء إلى جسده النحيف، بل الهزيل، واسترخى قبضتها تدريجيًا على السيف.
ربما لم يكن فان شيان الأفضل في قراءة أفكار الآخرين، لكنه بالتأكيد فهم طبيعة النساء. في عالم كان الرجال فيه ينظرون للنساء كأدنى شأنًا، كان نادرًا أن يحاول أحدهم فهم ما تريده امرأة أو يعاملها على قدم المساواة.
“إذا كنتِ تريدين القتال، فسأقاتل.” استدار فان شيان فجأة، ينظر إلى هايتانغ بابتسامة على وجهه ونظرة عزيمة. “ولكن يومًا ما، أود أن أرى، حتى دون هذه الأساليب الحذرة، إن كنتُ قادرًا على حماية حياة شياو إن من يديك، هايتانغ.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أساليب حذرة؟” كانت تلك بالطبع إشارة إلى محاولات السيطرة على الرغبات.
“أساليب حذرة؟”
كانت تلك بالطبع إشارة إلى محاولات السيطرة على الرغبات.
لم يجرؤ وانغ تشينيان على الكذب. “سمعت بعضه.”
ظل وجه هايتانغ هادئًا، غير واضح ما يدور في ذهنها. بدا أنها لم تتوقع أن يلقي فان شيان مثل هذه القصيدة بينما يظهر أيضًا النزاهة والشجاعة التي يجب أن يتحلى بها الرجل. لقد كانت رمزًا لجيلها، ومع ذلك فقد أوقعتها الظروف في قبضة فان شيان. لم تكن تتوقع منه أن يواجهها وحده بهذه الشجاعة. في تلك اللحظة، أدركت أنها لا تفهم حقًا هذا الشاب الذي يقف أمامها، ولم تستطع إلا أن تعقد حاجبيها.
اتكأ فان شيان على نافذة عربته وهو ينظر إلى الأرض الجريحة. تذكر القوة المرعبة التي أظهرها فرسان الظلام في اليوم السابق، وشعر ببعض القلق.
لكن بدا أن اهتمامها كان بشيء آخر.
“سمعت أنك لم تعد تكتب الشعر، السيد فان.” قالت بهدوء. “ما الذي جعلك بهذه الأناقة اليوم؟”
“النظر إلى أشجار الصنوبر يذكّر المرء بالشتاء. النظر إلى الأقحوان يذكّر بالخريف. النظر إلى أشجار التفاح…” توقف فان شيان فجأة قبل أن يكمل كلمة “الربيع” [2]. ابتسم وضيق عينيه نحو هايتانغ. “لقد توقفت عن كتابة الشعر لأنه لا فائدة منه للأمة أو للشعب. لدي سمعة كشاعر في مملكة تشينغ، لكنني كنت دائمًا متعجلًا في الحديث بالشعر. تلك القصيدة كتبتها منذ سنوات بعد عاصفة. واليوم، بعد أن رأيت مظهرك الرقيق، لم أستطع منع نفسي من تلاوتها. آمل ألا تظني ذلك سخيفًا.”
“أجل، سيدي،” قال وانغ تشينيان باحترام. “أنت حقًا مميز، سيدي، لتجعل مقاتلة مرعبة وقوية تهرب بكلمات قليلة فقط.”
رفعت هايتانغ رأسها وضاقت عينيها نحو فان شيان. فجأة، ابتسمت.
“لن أعير انتباهًا لتظاهرك ومحاولاتك لإضعاف عزيمتي. أشعر فقط أن ما قلته سابقًا كان له معنى. أنت مسؤول في مملكة تشينغ، ولك الحرية في استخدام أي وسيلة تراها مناسبة، لذا لا ألومك على ذلك. أما فيما يتعلق بجودة شعرك، فمثل هذه الأمور لم تكن يومًا ذات معنى بالنسبة لي، لذا لا أفهم مغزاها. ولكن… أشجار التفاح المزهر لا يجب أن تتبلل بالمطر. إذا تراكم الماء في أوعيتها، فإنها ستتعفن. لذا عندما تزهر أوراقها الخضراء وتذبل أزهارها الحمراء… ربما تكون أغصانها قد أصابها العفن والضعف.”
[3] أغنية “الفتاة التي تجمع الفطر” “الفتاة التي تجمع الفطر” هي أغنية أطفال صينية معروفة. استخدام فان شيان للإشارة إلى الأغنية يعكس خفة ظله وميله إلى السخرية، وربما محاولة لتخفيف التوتر في الموقف أو لإظهار جوانب أكثر إنسانية في شخصيته.
بعد قول ذلك، استدارت، وبعد لحظات اختفت في غابات الجبال الهادئة. لم يتبق سوى عطر خافت، وصوت الطيور، وفان شيان المحرج.
لهذا السبب، قبلت هايتانغ عرض فان شيان للسلام بهدوء مقابل الترياق.
“سيدة الزهور، كيف تتركينني؟” تنهد فان شيان، وكأنه فقد شيئًا ما. “كنت على وشك أن أخبركِ قصة فتاة تجمع الفطر.” [3]
ظل وجه هايتانغ هادئًا، غير واضح ما يدور في ذهنها. بدا أنها لم تتوقع أن يلقي فان شيان مثل هذه القصيدة بينما يظهر أيضًا النزاهة والشجاعة التي يجب أن يتحلى بها الرجل. لقد كانت رمزًا لجيلها، ومع ذلك فقد أوقعتها الظروف في قبضة فان شيان. لم تكن تتوقع منه أن يواجهها وحده بهذه الشجاعة. في تلك اللحظة، أدركت أنها لا تفهم حقًا هذا الشاب الذي يقف أمامها، ولم تستطع إلا أن تعقد حاجبيها.
غادرت هايتانغ بخطوات واثقة ومطمئنة، وكذلك فعل فان شيان أثناء عودته. ربت على ملابسه خلفه، وشبك يديه خلف ظهره، وعاد يمشي ببطء على الطريق الجبلي المغطى بالطحالب. على بعد بضع خطوات، لمحت عيناه حراس النمور السبعة ينعطفون عند الزاوية، مستعدين لمواجهة عدو كبير، ومعهم وانغ تشينيان يقود مجموعة من مسؤولي مجلس المراقبة مختبئين بين الأدغال، جاهزين للهجوم.
عندما رأوا المفوض يعود بسلام وهدوء، تنفس الجميع الصعداء. وقف مسؤولو مجلس المراقبة المختبئون في الأدغال، جميعهم مغطون بالعشب الرطب والأوراق. بدا الأمر مضحكًا للغاية.
“إذن، هل سمعت ما قلته لها؟” ابتسم فان شيان، لكنها كانت ابتسامة مشؤومة.
“سيدي، هل انتهى الأمر؟” قال وانغ تشينيان بقلق وهو يتبع فان شيان. “تقول تقاريرنا إن هايتانغ سيدة من المستوى التاسع العلوي، وفي شمال تشي يقولون إنها تيانماي. ومع ذلك، تبدو عادية جدًا… ألم تضع يدها عليك، سيدي؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com [2] معنى اسم هايتانغ وأبعاده الرمزية بالإضافة إلى أن اسم هايتانغ يعني “شجرة التفاح المزهر”، فإن كلمة “الربيع” في اللغة الصينية تحمل معاني مزدوجة، حيث يمكن أن تشير إلى فصل الربيع، ولكنها قد تُستخدم أيضًا كرمز للرغبة أو الشهوة. هذه الإشارة تضيف بعدًا آخر للعلاقة المعقدة بين فان شيان وهايتانغ، خصوصًا مع استخدامه للمنشط.
“تضع يدها عليّ؟” سمع فان شيان النبرة المزدوجة المعنى في كلمات وانغ تشينيان وزجره. “لو وضعت يدها عليّ، هل كنت سأعود بهذه السهولة والهدوء؟”
لكن هذه القصيدة كانت أكثر حميمية من الأولى، ولذلك تردد في استخدامها ذلك اليوم. ابتسم لنفسه. كان حريصًا على اختيار كلماته بعناية. عندما وصف هايتانغ بالرقة، كان يعلم أن ذلك سيجعلها، في حالتها المتأثرة بالمنشط، تشعر بسعادة داخلية. رغم مكانتها كواحدة من أعظم تلاميذ كو هي، وكونها تُعبد كـ”تيانماي”، إلا أنها كأي امرأة، كانت ترغب في أن تُرى كرقيقة. حتى البطلات يرغبن في أن يُعامَلن كامرأة حقيقية.
توقف فجأة ونظر إلى وانغ تشينيان بريبة. “لطالما كنت بارعًا في المراقبة. أفترض أن سمعك جيد؟”
قبل دخولهم القرية، ذهب فان شيان إلى عربة سي لي لي للمرة الأخيرة. تبادلا النظرات بصمت لفترة طويلة قبل أن يتحدث أخيرًا: “بعد دخولنا شمال تشي، سيكون من الصعب عليّ رؤيتك.”
“هذا صحيح، سيدي.” لم يكن وانغ تشينيان متأكدًا مما يقصده.
لهذا السبب، قبلت هايتانغ عرض فان شيان للسلام بهدوء مقابل الترياق.
“إذن، هل سمعت ما قلته لها؟” ابتسم فان شيان، لكنها كانت ابتسامة مشؤومة.
رفعت هايتانغ رأسها وضاقت عينيها نحو فان شيان. فجأة، ابتسمت. “لن أعير انتباهًا لتظاهرك ومحاولاتك لإضعاف عزيمتي. أشعر فقط أن ما قلته سابقًا كان له معنى. أنت مسؤول في مملكة تشينغ، ولك الحرية في استخدام أي وسيلة تراها مناسبة، لذا لا ألومك على ذلك. أما فيما يتعلق بجودة شعرك، فمثل هذه الأمور لم تكن يومًا ذات معنى بالنسبة لي، لذا لا أفهم مغزاها. ولكن… أشجار التفاح المزهر لا يجب أن تتبلل بالمطر. إذا تراكم الماء في أوعيتها، فإنها ستتعفن. لذا عندما تزهر أوراقها الخضراء وتذبل أزهارها الحمراء… ربما تكون أغصانها قد أصابها العفن والضعف.”
لم يجرؤ وانغ تشينيان على الكذب. “سمعت بعضه.”
“سيدة الزهور، كيف تتركينني؟” تنهد فان شيان، وكأنه فقد شيئًا ما. “كنت على وشك أن أخبركِ قصة فتاة تجمع الفطر.” [3]
“ماذا سمعت؟”
غادرت هايتانغ بخطوات واثقة ومطمئنة، وكذلك فعل فان شيان أثناء عودته. ربت على ملابسه خلفه، وشبك يديه خلف ظهره، وعاد يمشي ببطء على الطريق الجبلي المغطى بالطحالب. على بعد بضع خطوات، لمحت عيناه حراس النمور السبعة ينعطفون عند الزاوية، مستعدين لمواجهة عدو كبير، ومعهم وانغ تشينيان يقود مجموعة من مسؤولي مجلس المراقبة مختبئين بين الأدغال، جاهزين للهجوم.
بدا القلق على وجه وانغ تشينيان. “سمعت بعض الأبيات الشعرية الجميلة، وأحاديث عن الطب.”
“لا تفشي أي شيء،” حذره فان شيان. “إذا انتشر الخبر بأنني خدرت هايتانغ بمنشط للشهوة، فسأغضب شعب شمال تشي. وقد لا تستطيع هايتانغ إظهار وجهها في العلن مجددًا.”
دخلت القافلة القرية دون توقف. وقف القرويون مذهولين وهم يشاهدون العربات تمر ببطء على الطريق الحجري، متجهةً إلى الشمال الشرقي. كان ستار عربة فان شيان مفتوحًا كعادته. أحب أن يجلس ويراقب الناس والمناظر الطبيعية تمر أمامه، دون أن تحجب عيناه قطعة قماش سوداء.
“أجل، سيدي،” قال وانغ تشينيان باحترام. “أنت حقًا مميز، سيدي، لتجعل مقاتلة مرعبة وقوية تهرب بكلمات قليلة فقط.”
هزت سي لي لي رأسها بهدوء، وقد بدت عليها ملامح الهدوء: “شكرًا لك على كل جهودك خلال هذه الرحلة.”
لم يعر فان شيان انتباهًا لإطرائه. وقف لبرهة مستغرقًا في التفكير. بدا أن أحداث اليوم بسيطة، لكنها كانت مرهقة نفسيًا للغاية. حرص على التأكيد لها على مكانته كمسؤول، ليُظهر لها أن الأمر لم يكن مجرد قتال عابر، كي لا تغضب بسبب تأثير المنشط وتنسى الأمور التي عليها أن تكون واعية لها.
“إذن، هل سمعت ما قلته لها؟” ابتسم فان شيان، لكنها كانت ابتسامة مشؤومة.
غادرت هايتانغ بخطوات واثقة ومطمئنة، وكذلك فعل فان شيان أثناء عودته. ربت على ملابسه خلفه، وشبك يديه خلف ظهره، وعاد يمشي ببطء على الطريق الجبلي المغطى بالطحالب. على بعد بضع خطوات، لمحت عيناه حراس النمور السبعة ينعطفون عند الزاوية، مستعدين لمواجهة عدو كبير، ومعهم وانغ تشينيان يقود مجموعة من مسؤولي مجلس المراقبة مختبئين بين الأدغال، جاهزين للهجوم.
نظرت هايتانغ بهدوء إلى جسده النحيف، بل الهزيل، واسترخى قبضتها تدريجيًا على السيف.
عندما رأوا المفوض يعود بسلام وهدوء، تنفس الجميع الصعداء. وقف مسؤولو مجلس المراقبة المختبئون في الأدغال، جميعهم مغطون بالعشب الرطب والأوراق. بدا الأمر مضحكًا للغاية.
رفعت هايتانغ رأسها وضاقت عينيها نحو فان شيان. فجأة، ابتسمت. “لن أعير انتباهًا لتظاهرك ومحاولاتك لإضعاف عزيمتي. أشعر فقط أن ما قلته سابقًا كان له معنى. أنت مسؤول في مملكة تشينغ، ولك الحرية في استخدام أي وسيلة تراها مناسبة، لذا لا ألومك على ذلك. أما فيما يتعلق بجودة شعرك، فمثل هذه الأمور لم تكن يومًا ذات معنى بالنسبة لي، لذا لا أفهم مغزاها. ولكن… أشجار التفاح المزهر لا يجب أن تتبلل بالمطر. إذا تراكم الماء في أوعيتها، فإنها ستتعفن. لذا عندما تزهر أوراقها الخضراء وتذبل أزهارها الحمراء… ربما تكون أغصانها قد أصابها العفن والضعف.”
عندما رأوا المفوض يعود بسلام وهدوء، تنفس الجميع الصعداء. وقف مسؤولو مجلس المراقبة المختبئون في الأدغال، جميعهم مغطون بالعشب الرطب والأوراق. بدا الأمر مضحكًا للغاية.
[1] القصيدة “كما في حلم” للشاعرة لي تشينغتشاو فان شيان يقتبس من قصيدة شهيرة للشاعرة الصينية لي تشينغتشاو، التي عاشت في عهد أسرة سونغ الجنوبية. اسم هايتانغ يتطابق مع حروف الكلمة الصينية التي تعني “شجرة التفاح المزهر الصينية”، مما يضيف بُعدًا شعريًا ورمزيًا إلى المشهد، حيث إن القصيدة تحمل أيضًا إشارات إلى الزهور والطبيعة.
كان فان شيان قد خطط لكل شيء بعناية. قصيدة كما في حلم للشاعرة لي تشينغتشاو كانت واحدة من أسلحته النفسية ضد هايتانغ منذ أن سمع من يان روهاي عن هذه الفتاة الشمالية الغامضة. بل إنه أعد قصيدة أخرى للشاعر هان وو بعنوان ينهض بكسل:
“في منتصف الليل هطل المطر، وجاءت موجة برد. هل لا تزال أشجار التفاح المزهر واقفة؟ أستلقي على جانبي وأتأمل الستائر.”
هزت سي لي لي رأسها بهدوء، وقد بدت عليها ملامح الهدوء: “شكرًا لك على كل جهودك خلال هذه الرحلة.”
لكن هذه القصيدة كانت أكثر حميمية من الأولى، ولذلك تردد في استخدامها ذلك اليوم. ابتسم لنفسه. كان حريصًا على اختيار كلماته بعناية. عندما وصف هايتانغ بالرقة، كان يعلم أن ذلك سيجعلها، في حالتها المتأثرة بالمنشط، تشعر بسعادة داخلية. رغم مكانتها كواحدة من أعظم تلاميذ كو هي، وكونها تُعبد كـ”تيانماي”، إلا أنها كأي امرأة، كانت ترغب في أن تُرى كرقيقة. حتى البطلات يرغبن في أن يُعامَلن كامرأة حقيقية.
“إذا كنتِ تريدين القتال، فسأقاتل.” استدار فان شيان فجأة، ينظر إلى هايتانغ بابتسامة على وجهه ونظرة عزيمة. “ولكن يومًا ما، أود أن أرى، حتى دون هذه الأساليب الحذرة، إن كنتُ قادرًا على حماية حياة شياو إن من يديك، هايتانغ.”
ربما لم يكن فان شيان الأفضل في قراءة أفكار الآخرين، لكنه بالتأكيد فهم طبيعة النساء. في عالم كان الرجال فيه ينظرون للنساء كأدنى شأنًا، كان نادرًا أن يحاول أحدهم فهم ما تريده امرأة أو يعاملها على قدم المساواة.
لم يعر فان شيان انتباهًا لإطرائه. وقف لبرهة مستغرقًا في التفكير. بدا أن أحداث اليوم بسيطة، لكنها كانت مرهقة نفسيًا للغاية. حرص على التأكيد لها على مكانته كمسؤول، ليُظهر لها أن الأمر لم يكن مجرد قتال عابر، كي لا تغضب بسبب تأثير المنشط وتنسى الأمور التي عليها أن تكون واعية لها.
لكن فان شيان أراد ذلك، لأنه أحب أي امرأة تُظهر نفسها بشكل جيد، وكان دائمًا يسعى لترك أثر في حياتها بطريقة تجعلها تستمتع بذلك.
تحركت القافلة ببطء على طول حافة البحر الشمالي، متجهة نحو وادٍ آخر. جلس فان شيان في عربته، يراقب البحيرة الواسعة والضباب الذي ينساب فوقها. كان وجهه هادئًا، لكن عقله كان منشغلًا بالعديد من الأفكار.
أخرج فان شيان حبة صغيرة من جيبه، من نفس النوع الذي أعطاه لهايتانغ، وابتلعها.
“ما نوع هذا الدواء؟” سأل وانغ تشينيان بفضول. أعطاه فان شيان واحدة وقال:
“أقراص مصنوعة من قشر البرتقال المجفف. تطرد الحرارة الداخلية. أحتفظ بها معي دائمًا.”
توقف فجأة ونظر إلى وانغ تشينيان بريبة. “لطالما كنت بارعًا في المراقبة. أفترض أن سمعك جيد؟”
لم يكن هناك ترياق لمنشط فان شيان. العلاج الوحيد كان الانتظار يومًا كاملًا مع نقع الجسد في ماء بارد. لكن السبب الحقيقي في عدم قدرة هايتانغ على التخلص من تأثيره كان القصب المحيط بالبحر الشمالي. كل ربيع، تطلق هذه الأعشاب زغبًا أبيض يتفاعل مع المنشط، مما يزيد من تأثيره ويجعل الحكة والحرارة في الجسد أشد، ما يوهمها بأن السم لا يمكن التخلص منه.
ظل وجه هايتانغ هادئًا، غير واضح ما يدور في ذهنها. بدا أنها لم تتوقع أن يلقي فان شيان مثل هذه القصيدة بينما يظهر أيضًا النزاهة والشجاعة التي يجب أن يتحلى بها الرجل. لقد كانت رمزًا لجيلها، ومع ذلك فقد أوقعتها الظروف في قبضة فان شيان. لم تكن تتوقع منه أن يواجهها وحده بهذه الشجاعة. في تلك اللحظة، أدركت أنها لا تفهم حقًا هذا الشاب الذي يقف أمامها، ولم تستطع إلا أن تعقد حاجبيها.
لهذا السبب، قبلت هايتانغ عرض فان شيان للسلام بهدوء مقابل الترياق.
الفصل 203: بكلمة واحدة… القلب “بهجة الحياة”
بينما كان يفكر في كل هذا، لم يستطع فان شيان سوى أن يهز رأسه ويتنهد. لقد كان محظوظًا جدًا. لكنه لم يكن يعلم متى قد ينقلب حظه ضده.
بدا القلق على وجه وانغ تشينيان. “سمعت بعض الأبيات الشعرية الجميلة، وأحاديث عن الطب.”
ذلك اليوم، توقفت البعثة الدبلوماسية في وادٍ بجانب البحيرة. جلس شياو إن في عربته، ساقاه المكسورتان ووجهه الخالي من التعبير يعكسان استسلامًا صامتًا. كان يعلم أن مصيره السجن في يد العائلة الملكية لشمال تشي. عائلة زان المتعصبة ستضغط عليه بشتى الطرق لمعرفة مكان المعبد، بينما كو هي سيبذل كل جهده لمنعه من التحدث، ربما بقتله.
“أجل، سيدي،” قال وانغ تشينيان باحترام. “أنت حقًا مميز، سيدي، لتجعل مقاتلة مرعبة وقوية تهرب بكلمات قليلة فقط.”
أما شانغ شانهو، فقد شعر فجأة بالإرهاق من كل القتال والمؤامرات. فكرة الموت على يد فان شيان في صباح اليوم التالي لم تعد تبدو سيئة.
ظل وجه هايتانغ هادئًا، غير واضح ما يدور في ذهنها. بدا أنها لم تتوقع أن يلقي فان شيان مثل هذه القصيدة بينما يظهر أيضًا النزاهة والشجاعة التي يجب أن يتحلى بها الرجل. لقد كانت رمزًا لجيلها، ومع ذلك فقد أوقعتها الظروف في قبضة فان شيان. لم تكن تتوقع منه أن يواجهها وحده بهذه الشجاعة. في تلك اللحظة، أدركت أنها لا تفهم حقًا هذا الشاب الذي يقف أمامها، ولم تستطع إلا أن تعقد حاجبيها.
تحركت القافلة ببطء على طول حافة البحر الشمالي، متجهة نحو وادٍ آخر. جلس فان شيان في عربته، يراقب البحيرة الواسعة والضباب الذي ينساب فوقها. كان وجهه هادئًا، لكن عقله كان منشغلًا بالعديد من الأفكار.
رفعت هايتانغ رأسها وضاقت عينيها نحو فان شيان. فجأة، ابتسمت. “لن أعير انتباهًا لتظاهرك ومحاولاتك لإضعاف عزيمتي. أشعر فقط أن ما قلته سابقًا كان له معنى. أنت مسؤول في مملكة تشينغ، ولك الحرية في استخدام أي وسيلة تراها مناسبة، لذا لا ألومك على ذلك. أما فيما يتعلق بجودة شعرك، فمثل هذه الأمور لم تكن يومًا ذات معنى بالنسبة لي، لذا لا أفهم مغزاها. ولكن… أشجار التفاح المزهر لا يجب أن تتبلل بالمطر. إذا تراكم الماء في أوعيتها، فإنها ستتعفن. لذا عندما تزهر أوراقها الخضراء وتذبل أزهارها الحمراء… ربما تكون أغصانها قد أصابها العفن والضعف.”
قبل دخولهم القرية، ذهب فان شيان إلى عربة سي لي لي للمرة الأخيرة. تبادلا النظرات بصمت لفترة طويلة قبل أن يتحدث أخيرًا:
“بعد دخولنا شمال تشي، سيكون من الصعب عليّ رؤيتك.”
هزت سي لي لي رأسها بهدوء، وقد بدت عليها ملامح الهدوء: “شكرًا لك على كل جهودك خلال هذه الرحلة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com [2] معنى اسم هايتانغ وأبعاده الرمزية بالإضافة إلى أن اسم هايتانغ يعني “شجرة التفاح المزهر”، فإن كلمة “الربيع” في اللغة الصينية تحمل معاني مزدوجة، حيث يمكن أن تشير إلى فصل الربيع، ولكنها قد تُستخدم أيضًا كرمز للرغبة أو الشهوة. هذه الإشارة تضيف بعدًا آخر للعلاقة المعقدة بين فان شيان وهايتانغ، خصوصًا مع استخدامه للمنشط.
نظر فان شيان إلى وجهها اللطيف وانحناءات جسدها الناعمة. مال برأسه قليلاً وكأنه على وشك أن يقول شيئًا، لكنه في النهاية غادر العربة دون أن ينطق بكلمة.
رفعت هايتانغ رأسها وضاقت عينيها نحو فان شيان. فجأة، ابتسمت. “لن أعير انتباهًا لتظاهرك ومحاولاتك لإضعاف عزيمتي. أشعر فقط أن ما قلته سابقًا كان له معنى. أنت مسؤول في مملكة تشينغ، ولك الحرية في استخدام أي وسيلة تراها مناسبة، لذا لا ألومك على ذلك. أما فيما يتعلق بجودة شعرك، فمثل هذه الأمور لم تكن يومًا ذات معنى بالنسبة لي، لذا لا أفهم مغزاها. ولكن… أشجار التفاح المزهر لا يجب أن تتبلل بالمطر. إذا تراكم الماء في أوعيتها، فإنها ستتعفن. لذا عندما تزهر أوراقها الخضراء وتذبل أزهارها الحمراء… ربما تكون أغصانها قد أصابها العفن والضعف.”
كان المرج خارج وودوهي لا يزال يحمل آثار المعركة الدامية من اليوم السابق. في الأعشاب الكثيفة تحت التلة، كانت هناك بقايا أطراف مقطوعة وأسلحة ملقاة هنا وهناك.
غادرت هايتانغ بخطوات واثقة ومطمئنة، وكذلك فعل فان شيان أثناء عودته. ربت على ملابسه خلفه، وشبك يديه خلف ظهره، وعاد يمشي ببطء على الطريق الجبلي المغطى بالطحالب. على بعد بضع خطوات، لمحت عيناه حراس النمور السبعة ينعطفون عند الزاوية، مستعدين لمواجهة عدو كبير، ومعهم وانغ تشينيان يقود مجموعة من مسؤولي مجلس المراقبة مختبئين بين الأدغال، جاهزين للهجوم.
اتكأ فان شيان على نافذة عربته وهو ينظر إلى الأرض الجريحة. تذكر القوة المرعبة التي أظهرها فرسان الظلام في اليوم السابق، وشعر ببعض القلق.
“أجل، سيدي،” قال وانغ تشينيان باحترام. “أنت حقًا مميز، سيدي، لتجعل مقاتلة مرعبة وقوية تهرب بكلمات قليلة فقط.”
دخلت القافلة القرية دون توقف. وقف القرويون مذهولين وهم يشاهدون العربات تمر ببطء على الطريق الحجري، متجهةً إلى الشمال الشرقي. كان ستار عربة فان شيان مفتوحًا كعادته. أحب أن يجلس ويراقب الناس والمناظر الطبيعية تمر أمامه، دون أن تحجب عيناه قطعة قماش سوداء.
“سيدي، هل انتهى الأمر؟” قال وانغ تشينيان بقلق وهو يتبع فان شيان. “تقول تقاريرنا إن هايتانغ سيدة من المستوى التاسع العلوي، وفي شمال تشي يقولون إنها تيانماي. ومع ذلك، تبدو عادية جدًا… ألم تضع يدها عليك، سيدي؟”
تحت الشجرة، تلا فان شيان بهدوء، بصوت لطيف، وكأنه غير متأكد مما إذا كان يتحدث عن الناس أم الأشياء. كانت هذه هي المرة الأولى التي يلقي فيها الشاعر الخالد فان شيان قصيدة منذ تلك الليلة في القصر. [1]
[1] القصيدة “كما في حلم” للشاعرة لي تشينغتشاو
فان شيان يقتبس من قصيدة شهيرة للشاعرة الصينية لي تشينغتشاو، التي عاشت في عهد أسرة سونغ الجنوبية. اسم هايتانغ يتطابق مع حروف الكلمة الصينية التي تعني “شجرة التفاح المزهر الصينية”، مما يضيف بُعدًا شعريًا ورمزيًا إلى المشهد، حيث إن القصيدة تحمل أيضًا إشارات إلى الزهور والطبيعة.
[2] معنى اسم هايتانغ وأبعاده الرمزية
بالإضافة إلى أن اسم هايتانغ يعني “شجرة التفاح المزهر”، فإن كلمة “الربيع” في اللغة الصينية تحمل معاني مزدوجة، حيث يمكن أن تشير إلى فصل الربيع، ولكنها قد تُستخدم أيضًا كرمز للرغبة أو الشهوة. هذه الإشارة تضيف بعدًا آخر للعلاقة المعقدة بين فان شيان وهايتانغ، خصوصًا مع استخدامه للمنشط.
لم يجرؤ وانغ تشينيان على الكذب. “سمعت بعضه.”
[3] أغنية “الفتاة التي تجمع الفطر”
“الفتاة التي تجمع الفطر” هي أغنية أطفال صينية معروفة. استخدام فان شيان للإشارة إلى الأغنية يعكس خفة ظله وميله إلى السخرية، وربما محاولة لتخفيف التوتر في الموقف أو لإظهار جوانب أكثر إنسانية في شخصيته.
لم يعر فان شيان انتباهًا لإطرائه. وقف لبرهة مستغرقًا في التفكير. بدا أن أحداث اليوم بسيطة، لكنها كانت مرهقة نفسيًا للغاية. حرص على التأكيد لها على مكانته كمسؤول، ليُظهر لها أن الأمر لم يكن مجرد قتال عابر، كي لا تغضب بسبب تأثير المنشط وتنسى الأمور التي عليها أن تكون واعية لها.
قبل دخولهم القرية، ذهب فان شيان إلى عربة سي لي لي للمرة الأخيرة. تبادلا النظرات بصمت لفترة طويلة قبل أن يتحدث أخيرًا: “بعد دخولنا شمال تشي، سيكون من الصعب عليّ رؤيتك.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات