وودوهي
الفصل 204: وودوهي
“بهجة الحياة”
كانت قرية وودوهي الصغيرة والنائية تقع على الحدود بين مملكة تشينغ وولاية تشي الشمالية. نظرًا لأنها لم تكن منطقة تهم الجيوش للحروب، لم تشهد معارك كبيرة منذ سنوات طويلة. ومع ذلك، كان لكل طرف معسكرات حراسة، مما جعل المناوشات الصغيرة أمرًا لا مفر منه. ومع تحول الولايات التابعة إلى مركز للتجارة والحروب بين الدولتين، أصبحت القرية أكثر هدوءًا وكآبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان فان شيان قد ترجل بالفعل من العربة، وسار على الجسر وهو ينادي المسؤولين المنتظرين، ثم أدار رأسه لينظر إلى العربة التي كانت تعبر ببطء وعدم استقرار. بدا الجسر أقل استقرارًا مع كل خطوة، وازداد صوت الأنين الناتج عن خشبه.
كان فان شيان يعلم أنه قبل عشرين عامًا كانت هذه القرية جزءًا من ولاية وي الشمالية، لكنها أصبحت الآن جزءًا من أراضي مملكة تشينغ. لذلك، لم يكن لدى سكان القرية مشاعر تقارب تجاه البعثة الدبلوماسية. بدا أن الأمر سيستغرق عدة سنوات حتى يعتاد الناس على تغيير الحكام.
رغم أن هيتانغ جاءت لاغتيال شياو إن وحاولت في وقت ما قتله هو شخصيًا، إلا أنه كان معجبًا بها. كان جانب من إعجابه هو قوتها الطبيعية. والجانب الآخر كان الطريقة التي وضعت بها يديها على خصرها ولوّحت بإصبعها نحوه كما لو كانت فتاة ريفية. لقد تركت هيتانغ انطباعًا قويًا لدى فان شيان.
انعكست أشعة الشمس بخفوت على بلاط القرية الزجاجي. جلس فان شيان في عربته على الطريق، ضيقًا عينيه، محاولًا بلا توقف التخطيط لما سيفعله بمجرد دخولهم أراضي ولاية تشي الشمالية.
لم يعتقد فان شيان يومًا أن الجنيات قد توجد، وإن وجدن، فلا شك أنهن شياطين في ثياب ملائكة.
كان فان شيان يهدف إلى استخراج السر من شياو إن. كان هذا أكثر أهمية بالنسبة له من مصالح وأوامر البلاط التشينغي. السبب هو أن المعبد كان مرتبطًا بوو تشو، والرسالة التي تركتها له والدته في الصندوق أظهرت أنها قد تسللت ذات مرة إلى المعبد وسرقت أشياء منه.
على الجانب الآخر من الجدول، كان مسؤولو ولاية تشي الشمالية ومسؤول معبد هونغلو ضمن البعثة الدبلوماسية ينتظرون وصولهم. هناك، كان جنود الحامية المحلية الهزيلون والمرهقون يقفون للحراسة، لكن من طريقة إمساكهم للرماح، لم يكن واضحًا إذا ما كانوا يحاولون التظاهر بالوقار أم أنهم كانوا على وشك النوم وهم ممسكون بالرماح.
ارتسمت ابتسامة طفيفة على زوايا شفتي فان شيان. لم يرَ والدته يي تشينغمي أبدًا، ومع ذلك كان يحبها حبًا عميقًا. عندما فكر في كيف أن تلك المرأة الشابة تسللت سرًا إلى “معبد الفراغ” – الذي كان يقع في مكان مجهول – أطلق تنهيدة إعجاب بشجاعة والدته وجرأتها ودهائها.
مدت يديها الناعمتين من أكمام خضراء واسعة. أظهرت ملابسها الجميلة انحناءات جسدها الملساء، وربطت شعرها الأسود ببساطة بدبوس من خشب الأبنوس. كانت شفتاها قرمزيتين، وعيناها تنظران برقة، وحاجباها مرسومان بدقة. بدت كلوحة فنية جميلة من كل زاوية.
كان فان شيان يعلم أنه مختلف عن والدته، ولم يكن هذا الأمر يُشعره بالإحباط إطلاقًا. على العكس، جعله يشعر بمزيد من الإيجابية تجاه هذه الحياة الثانية الغامضة والخطيرة.
كانت هناك جداول صغيرة تحيط بقرية وودوهي، وهي التي شكلت الحدود بين ولاية تشي الشمالية ومملكة تشينغ. امتدت على الجدول منصات خشبية مؤقتة تكفي لعبور عربة واحدة في كل مرة.
لذلك كان بحاجة لمعرفة مكان المعبد. فقط عندها يمكنه الذهاب لاستكشاف المكان الذي خطت فيه والدته يومًا ما، والشعور بالآثار التي تركتها خلفها.
كانت هيتانغ مختلفة تمامًا عما تخيله فان شيان وهو في العاصمة. لم تكن بجمال شي فيشوان [1]، لكن جمال شي فيشوان كان خارجيًا. أما هيتانغ فامتلكت جمال الروح.
كانت هناك جداول صغيرة تحيط بقرية وودوهي، وهي التي شكلت الحدود بين ولاية تشي الشمالية ومملكة تشينغ. امتدت على الجدول منصات خشبية مؤقتة تكفي لعبور عربة واحدة في كل مرة.
دون أن يأخذ وقتًا للراحة، أصدر فان شيان أوامره بسرعة لمرؤوسيه ببدء الترتيبات لحفل لقاء رسمي مع نظرائهم. شعر وانغ تشينيان ببعض الحيرة. “لماذا لا نستمر في مرافقة شياو إن؟ ربما يمكننا طرح الأسئلة على الطريق إلى شانغجينغ.” لم يكن يعرف السر الذي يخفيه شياو إن، ولكن باعتباره مساعدًا موثوقًا للمفوض فان، كان يعلم ما يريده فان شيان.
على الجانب الآخر من الجدول، كان مسؤولو ولاية تشي الشمالية ومسؤول معبد هونغلو ضمن البعثة الدبلوماسية ينتظرون وصولهم. هناك، كان جنود الحامية المحلية الهزيلون والمرهقون يقفون للحراسة، لكن من طريقة إمساكهم للرماح، لم يكن واضحًا إذا ما كانوا يحاولون التظاهر بالوقار أم أنهم كانوا على وشك النوم وهم ممسكون بالرماح.
لذلك كان بحاجة لمعرفة مكان المعبد. فقط عندها يمكنه الذهاب لاستكشاف المكان الذي خطت فيه والدته يومًا ما، والشعور بالآثار التي تركتها خلفها.
عبرت العربة الأولى الجسر ببطء. اهتزت العجلات فوق السطح غير المستوي. بدا الجسر وكأنه قد ينهار في أي لحظة، مما جعل المشاهدين يشعرون بالتوتر.
هذه كانت سي ليلي: حسناء نهر ليوجينغ، والجمال الذي أسر قلب الإمبراطور.
كان فان شيان قد ترجل بالفعل من العربة، وسار على الجسر وهو ينادي المسؤولين المنتظرين، ثم أدار رأسه لينظر إلى العربة التي كانت تعبر ببطء وعدم استقرار. بدا الجسر أقل استقرارًا مع كل خطوة، وازداد صوت الأنين الناتج عن خشبه.
ارتسمت ابتسامة طفيفة على زوايا شفتي فان شيان. لم يرَ والدته يي تشينغمي أبدًا، ومع ذلك كان يحبها حبًا عميقًا. عندما فكر في كيف أن تلك المرأة الشابة تسللت سرًا إلى “معبد الفراغ” – الذي كان يقع في مكان مجهول – أطلق تنهيدة إعجاب بشجاعة والدته وجرأتها ودهائها.
لاحظ فان شيان تجاعيد القلق على جبينه، فسارع أحد مسؤولي ولاية تشي الشمالية ولقبه “هو” لطمأنته. قال: “لقد اختبرناه، لا توجد أي مشاكل”.
مدت يديها الناعمتين من أكمام خضراء واسعة. أظهرت ملابسها الجميلة انحناءات جسدها الملساء، وربطت شعرها الأسود ببساطة بدبوس من خشب الأبنوس. كانت شفتاها قرمزيتين، وعيناها تنظران برقة، وحاجباها مرسومان بدقة. بدت كلوحة فنية جميلة من كل زاوية.
أومأ فان شيان برأسه. كان يعلم أن التعاملات بين الدولتين تعتمد على القوة. لم يكن بحاجة إلى أن يكون ودودًا للغاية مع هذا المسؤول ذي الرتبة المنخفضة. ركز اهتمامه على الموكب الدبلوماسي. إذا كانت هيتانغ تنوي بالفعل قتل شياو إن لإسكاته، فإن هذه اللحظة على الجسر ستكون فرصتها الأخيرة.
ارتسمت ابتسامة طفيفة على زوايا شفتي فان شيان. لم يرَ والدته يي تشينغمي أبدًا، ومع ذلك كان يحبها حبًا عميقًا. عندما فكر في كيف أن تلك المرأة الشابة تسللت سرًا إلى “معبد الفراغ” – الذي كان يقع في مكان مجهول – أطلق تنهيدة إعجاب بشجاعة والدته وجرأتها ودهائها.
فجأة، شعر فان شيان بانقباض في قلبه. استدار ببطء، لكنه لم يرَ سوى صف من أشجار الحور الممتدة على جانب الجدول إلى الجنوب الشرقي. كانت الأشجار نحيفة ولكنها تتجه بحدة نحو السماء، مثل رماح الجنود.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسم فان شيان لهيتانغ وأومأ برأسه بخفة، معبرًا عن امتنانه وربما قدرًا معينًا من النية الحسنة. كان يعلم أنه بمجرد وصولهم إلى شانغجينغ في ولاية تشي الشمالية، سيراها مجددًا بلا شك. كما أمره تشينغ بينغبينغ أن يجد وسيلة للتقرب من كو هي.
مرتدية ملابس مزخرفة بالأزهار وتحمل سلة، وقفت شابة تراقب الموكب وهو يعبر الجسر. هبّت الرياح على ضفة النهر، تحركت القماشة المربوطة حول رأسها، كاشفة عن وجه عادي وعينين براقتين.
هذه كانت سي ليلي: حسناء نهر ليوجينغ، والجمال الذي أسر قلب الإمبراطور.
ابتسم فان شيان لهيتانغ وأومأ برأسه بخفة، معبرًا عن امتنانه وربما قدرًا معينًا من النية الحسنة. كان يعلم أنه بمجرد وصولهم إلى شانغجينغ في ولاية تشي الشمالية، سيراها مجددًا بلا شك. كما أمره تشينغ بينغبينغ أن يجد وسيلة للتقرب من كو هي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقف شياو إن مستقيمًا، وكتفاه كأنهما من الحديد، كما لو أنهما قويان بما يكفي لحمل السماء عليهما.
كانت هيتانغ مختلفة تمامًا عما تخيله فان شيان وهو في العاصمة. لم تكن بجمال شي فيشوان [1]، لكن جمال شي فيشوان كان خارجيًا. أما هيتانغ فامتلكت جمال الروح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسم فان شيان لهيتانغ وأومأ برأسه بخفة، معبرًا عن امتنانه وربما قدرًا معينًا من النية الحسنة. كان يعلم أنه بمجرد وصولهم إلى شانغجينغ في ولاية تشي الشمالية، سيراها مجددًا بلا شك. كما أمره تشينغ بينغبينغ أن يجد وسيلة للتقرب من كو هي.
لم يعتقد فان شيان يومًا أن الجنيات قد توجد، وإن وجدن، فلا شك أنهن شياطين في ثياب ملائكة.
كانت هيتانغ مختلفة تمامًا عما تخيله فان شيان وهو في العاصمة. لم تكن بجمال شي فيشوان [1]، لكن جمال شي فيشوان كان خارجيًا. أما هيتانغ فامتلكت جمال الروح.
رغم أن هيتانغ جاءت لاغتيال شياو إن وحاولت في وقت ما قتله هو شخصيًا، إلا أنه كان معجبًا بها. كان جانب من إعجابه هو قوتها الطبيعية. والجانب الآخر كان الطريقة التي وضعت بها يديها على خصرها ولوّحت بإصبعها نحوه كما لو كانت فتاة ريفية. لقد تركت هيتانغ انطباعًا قويًا لدى فان شيان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن العديد من أفراد الحرس الحريري لولاية تشي الشمالية من الشباب يعرفون مظهر شياو إن، لكن من القصص التي يرويها العامة وأحاديث الرجال المسنين في الثكنات، كانوا يعلمون أن الهياكل التجسسية الحالية لولاية تشي الشمالية تم إنشاؤها بالكامل بفضل عمل هذا الرجل العجوز المؤسف، العاجز عن الوقوف بمفرده. بمعنى آخر، كان هذا الرجل ذو الشعر الأبيض يُعتبر بمثابة الأب الروحي لهم.
رفع الستار ودخلها دون أن ينظر مجددًا إلى جانب الجدول. بعد عبور الجدول والمرور عبر غابة، وصلت البعثة الدبلوماسية، تحت حماية الجيش النظامي لولاية تشي الشمالية، إلى طريق رئيسي. شم فان شيان الهواء ونظر إلى الأشجار الخضراء المزهرة على جانبي الطريق، وشعر بشيء غريب: هل غادروا البلاد بالفعل؟ لماذا لم يشعر بأي اختلاف؟
كان نصف أفراد البعثة الدبلوماسية على الأقل من موظفي مجلس الرقابة لمملكة تشينغ. ومع انضمام الموكب للطريق الرئيسي، بمجرد أن رأوا الحراس بسيوفهم المنحنية، بدأت مشاعر عدائية قوية بالتشكل بينهم. كل يد وضعت بشكل لا إرادي على مقبض سيفها.
كان الجنود على الطريق الرئيسي أكثر إثارة للإعجاب. كانت هناك كتيبتان، واحدة على كل جانب من الطريق. على أحد الجانبين، وقفت صفوف من النساء: فتيات شابات رقيقات، نساء خادمات رشيقات في منتصف العمر، وسيدات عجائز مخادعات. أما على الجانب الآخر من الطريق، فكان هناك صف من الرجال، يبدون أكثر كآبة من النساء، يرتدون ملابس مزينة بالحرير، ويحملون سيوفًا منحنية على خصورهم، مع هالة قاتمة تلتف حولهم.
أومأ فان شيان برأسه. كان يعلم أن التعاملات بين الدولتين تعتمد على القوة. لم يكن بحاجة إلى أن يكون ودودًا للغاية مع هذا المسؤول ذي الرتبة المنخفضة. ركز اهتمامه على الموكب الدبلوماسي. إذا كانت هيتانغ تنوي بالفعل قتل شياو إن لإسكاته، فإن هذه اللحظة على الجسر ستكون فرصتها الأخيرة.
كان نصف أفراد البعثة الدبلوماسية على الأقل من موظفي مجلس الرقابة لمملكة تشينغ. ومع انضمام الموكب للطريق الرئيسي، بمجرد أن رأوا الحراس بسيوفهم المنحنية، بدأت مشاعر عدائية قوية بالتشكل بينهم. كل يد وضعت بشكل لا إرادي على مقبض سيفها.
قريبًا، كانت الخادمات القادمات من شانغجينغ قد دخلن عربة سي ليلي، حاملات معهن العديد من الزينة والأدوات. داخل العربة، غمرن سي ليلي بالعطور الزكية. وبعد فترة، فتحت أبواب العربة ونزلت سي ليلي برفق على سلم صغير.
مجلس الرقابة لمملكة تشينغ والحرس الحريري لولاية تشي الشمالية كانا أكثر منظمتين سرية وخطورة في البلاد. على مدى العقود الماضية، كان الجانبان على تواصل سري لا يحصى، وكانت معركتهم في التجسس ومكافحة التجسس قاسية بلا رحمة. كانت أيدي كل منهما ملطخة بدماء الآخر.
دون أن يأخذ وقتًا للراحة، أصدر فان شيان أوامره بسرعة لمرؤوسيه ببدء الترتيبات لحفل لقاء رسمي مع نظرائهم. شعر وانغ تشينيان ببعض الحيرة. “لماذا لا نستمر في مرافقة شياو إن؟ ربما يمكننا طرح الأسئلة على الطريق إلى شانغجينغ.” لم يكن يعرف السر الذي يخفيه شياو إن، ولكن باعتباره مساعدًا موثوقًا للمفوض فان، كان يعلم ما يريده فان شيان.
مع لقائهما المفاجئ على الطريق الرئيسي ذلك اليوم، تصاعدت مشاعر التوتر بينهما.
على الجانب الآخر من الجدول، كان مسؤولو ولاية تشي الشمالية ومسؤول معبد هونغلو ضمن البعثة الدبلوماسية ينتظرون وصولهم. هناك، كان جنود الحامية المحلية الهزيلون والمرهقون يقفون للحراسة، لكن من طريقة إمساكهم للرماح، لم يكن واضحًا إذا ما كانوا يحاولون التظاهر بالوقار أم أنهم كانوا على وشك النوم وهم ممسكون بالرماح.
اقترب مسؤول من ولاية تشي الشمالية على عجل لشرح الأمور لفان شيان. لوّح فان شيان بيده بلا مبالاة، مما سمح للمرؤوسين بالتراجع قليلًا. في النهاية، كان هذا لقاءً وديًا بين دولتين مفصولتين بشريط مائي، وليس اشتباكًا بالسيوف على ساحة المعركة. لكن الحراس السبعة التابعين له ظلوا بوجوه جامدة.
رنّ صوت سلاسل الحديد وهي تُجر على الأرض. نظر فان شيان ببرود إلى الرجل العجوز بينما ساعده الحاضرون على النزول من العربة. كانت ساقا شياو إن مكسورتين، مما جعل النزول من العربة صعبًا بشكل خاص. كان هناك رائحة خفيفة حلوة للدم تنبعث من الملابس التي تغطي ركبتيه.
في الحقيقة، كانت المشاعر بين هاتين الدولتين، المفصولتين بنهر – وخاصة عند حدود قرية وودوهي – أوضح من أي وقت مضى.
تحت أنظار الجميع، تألقت. وبعد لحظة من الدهشة، عاد فان شيان إلى ملامحه المعتادة.
دون أن يأخذ وقتًا للراحة، أصدر فان شيان أوامره بسرعة لمرؤوسيه ببدء الترتيبات لحفل لقاء رسمي مع نظرائهم. شعر وانغ تشينيان ببعض الحيرة. “لماذا لا نستمر في مرافقة شياو إن؟ ربما يمكننا طرح الأسئلة على الطريق إلى شانغجينغ.” لم يكن يعرف السر الذي يخفيه شياو إن، ولكن باعتباره مساعدًا موثوقًا للمفوض فان، كان يعلم ما يريده فان شيان.
كان نصف أفراد البعثة الدبلوماسية على الأقل من موظفي مجلس الرقابة لمملكة تشينغ. ومع انضمام الموكب للطريق الرئيسي، بمجرد أن رأوا الحراس بسيوفهم المنحنية، بدأت مشاعر عدائية قوية بالتشكل بينهم. كل يد وضعت بشكل لا إرادي على مقبض سيفها.
هز فان شيان رأسه. “هذا لن ينفع. سيكون هناك جواسيس لولاية تشي الشمالية على طول الطريق، لذلك لن يكون الأمر سهلًا. من الأفضل أن نسلمه لهم فحسب. يمكننا أن نقلق أقل. إذا حدث أي شيء لشياو إن على الطريق، فستكون ولاية تشي الشمالية هي المسؤولة. هل تعتقد أنهم لن يجرؤوا على إعادة يان بينغيون إلينا؟”
كانت هيتانغ مختلفة تمامًا عما تخيله فان شيان وهو في العاصمة. لم تكن بجمال شي فيشوان [1]، لكن جمال شي فيشوان كان خارجيًا. أما هيتانغ فامتلكت جمال الروح.
رغم ما قاله، شعر فان شيان بشيء من الكآبة. إذا دخلوا شانغجينغ، لم يكن من الواضح ما إذا كان شياو إن سيكون آمنًا من كو هي. بالنظر إلى أن قوة شياو إن كانت مرتبطة بشانغ شانهو، لم يكن لديه وسيلة أفضل لاستخراج السر من شفتي الرجل العجوز الذابلتين.
عبرت العربة الأولى الجسر ببطء. اهتزت العجلات فوق السطح غير المستوي. بدا الجسر وكأنه قد ينهار في أي لحظة، مما جعل المشاهدين يشعرون بالتوتر.
رنّ صوت سلاسل الحديد وهي تُجر على الأرض. نظر فان شيان ببرود إلى الرجل العجوز بينما ساعده الحاضرون على النزول من العربة. كانت ساقا شياو إن مكسورتين، مما جعل النزول من العربة صعبًا بشكل خاص. كان هناك رائحة خفيفة حلوة للدم تنبعث من الملابس التي تغطي ركبتيه.
أومأ فان شيان برأسه. كان يعلم أن التعاملات بين الدولتين تعتمد على القوة. لم يكن بحاجة إلى أن يكون ودودًا للغاية مع هذا المسؤول ذي الرتبة المنخفضة. ركز اهتمامه على الموكب الدبلوماسي. إذا كانت هيتانغ تنوي بالفعل قتل شياو إن لإسكاته، فإن هذه اللحظة على الجسر ستكون فرصتها الأخيرة.
لم يكن العديد من أفراد الحرس الحريري لولاية تشي الشمالية من الشباب يعرفون مظهر شياو إن، لكن من القصص التي يرويها العامة وأحاديث الرجال المسنين في الثكنات، كانوا يعلمون أن الهياكل التجسسية الحالية لولاية تشي الشمالية تم إنشاؤها بالكامل بفضل عمل هذا الرجل العجوز المؤسف، العاجز عن الوقوف بمفرده. بمعنى آخر، كان هذا الرجل ذو الشعر الأبيض يُعتبر بمثابة الأب الروحي لهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقف شياو إن مستقيمًا، وكتفاه كأنهما من الحديد، كما لو أنهما قويان بما يكفي لحمل السماء عليهما.
خيم جو غريب على المكان. لم يكن الحرس الحريري لولاية تشي الشمالية يعرفون كيف يجب أن يعاملوا شياو إن. هل هو بطل قومي؟ أم مجرد بقايا من النظام السابق؟ هل هو سلفهم، أم مجرم يجب حراسته بصرامة؟
ارتسمت ابتسامة طفيفة على زوايا شفتي فان شيان. لم يرَ والدته يي تشينغمي أبدًا، ومع ذلك كان يحبها حبًا عميقًا. عندما فكر في كيف أن تلك المرأة الشابة تسللت سرًا إلى “معبد الفراغ” – الذي كان يقع في مكان مجهول – أطلق تنهيدة إعجاب بشجاعة والدته وجرأتها ودهائها.
بعد لحظة من الصمت، استحوذت المشاعر التي كانت تغلي في دمائهم على الموقف. بزيهم الفاخر، ترجل الحرس الحريري من خيولهم، وخطوا إلى الطريق الرئيسي، وركعوا على الأرض، مظهرين الاحترام للرجل العجوز. “المجد للمعلم شياو!” هتفوا بصوت واحد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسم فان شيان لهيتانغ وأومأ برأسه بخفة، معبرًا عن امتنانه وربما قدرًا معينًا من النية الحسنة. كان يعلم أنه بمجرد وصولهم إلى شانغجينغ في ولاية تشي الشمالية، سيراها مجددًا بلا شك. كما أمره تشينغ بينغبينغ أن يجد وسيلة للتقرب من كو هي.
عند صوت تحيتهم، بدا أن قوة مألوفة وعظيمة عادت إلى جسد شياو إن. نظر إلى تلاميذه الراكعين في الطريق وضيق عينيه. تطاير شعره الأبيض الفضي الفوضوي في الريح، وفتح شفتيه الجافتين ليتحدث. لكنه في النهاية لم يستطع قول كلمة واحدة، واكتفى بالتلويح بيده.
تحت أنظار الجميع، تألقت. وبعد لحظة من الدهشة، عاد فان شيان إلى ملامحه المعتادة.
كانت حركة يده هي التي جعلت فان شيان، الواقف يراقب خلفه، يشعر بالصدمة.
كان فان شيان يعلم أنه قبل عشرين عامًا كانت هذه القرية جزءًا من ولاية وي الشمالية، لكنها أصبحت الآن جزءًا من أراضي مملكة تشينغ. لذلك، لم يكن لدى سكان القرية مشاعر تقارب تجاه البعثة الدبلوماسية. بدا أن الأمر سيستغرق عدة سنوات حتى يعتاد الناس على تغيير الحكام.
وقف شياو إن مستقيمًا، وكتفاه كأنهما من الحديد، كما لو أنهما قويان بما يكفي لحمل السماء عليهما.
كان فان شيان يعلم أنه قبل عشرين عامًا كانت هذه القرية جزءًا من ولاية وي الشمالية، لكنها أصبحت الآن جزءًا من أراضي مملكة تشينغ. لذلك، لم يكن لدى سكان القرية مشاعر تقارب تجاه البعثة الدبلوماسية. بدا أن الأمر سيستغرق عدة سنوات حتى يعتاد الناس على تغيير الحكام.
قريبًا، كانت الخادمات القادمات من شانغجينغ قد دخلن عربة سي ليلي، حاملات معهن العديد من الزينة والأدوات. داخل العربة، غمرن سي ليلي بالعطور الزكية. وبعد فترة، فتحت أبواب العربة ونزلت سي ليلي برفق على سلم صغير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقف شياو إن مستقيمًا، وكتفاه كأنهما من الحديد، كما لو أنهما قويان بما يكفي لحمل السماء عليهما.
تحت أنظار الجميع، تألقت. وبعد لحظة من الدهشة، عاد فان شيان إلى ملامحه المعتادة.
رنّ صوت سلاسل الحديد وهي تُجر على الأرض. نظر فان شيان ببرود إلى الرجل العجوز بينما ساعده الحاضرون على النزول من العربة. كانت ساقا شياو إن مكسورتين، مما جعل النزول من العربة صعبًا بشكل خاص. كان هناك رائحة خفيفة حلوة للدم تنبعث من الملابس التي تغطي ركبتيه.
مدت يديها الناعمتين من أكمام خضراء واسعة. أظهرت ملابسها الجميلة انحناءات جسدها الملساء، وربطت شعرها الأسود ببساطة بدبوس من خشب الأبنوس. كانت شفتاها قرمزيتين، وعيناها تنظران برقة، وحاجباها مرسومان بدقة. بدت كلوحة فنية جميلة من كل زاوية.
[1] شي فايشوان (Shi Feixuan) هي شخصية من رواية ووشيا الشهيرة “أسطورة التنينين التوأمين لتانغ” للكاتب هوانغ يي. تُعتبر واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في الرواية، وتمتاز بجمالها الفائق وقوتها الهائلة.
هذه كانت سي ليلي: حسناء نهر ليوجينغ، والجمال الذي أسر قلب الإمبراطور.
رغم أن هيتانغ جاءت لاغتيال شياو إن وحاولت في وقت ما قتله هو شخصيًا، إلا أنه كان معجبًا بها. كان جانب من إعجابه هو قوتها الطبيعية. والجانب الآخر كان الطريقة التي وضعت بها يديها على خصرها ولوّحت بإصبعها نحوه كما لو كانت فتاة ريفية. لقد تركت هيتانغ انطباعًا قويًا لدى فان شيان.
رفع الستار ودخلها دون أن ينظر مجددًا إلى جانب الجدول. بعد عبور الجدول والمرور عبر غابة، وصلت البعثة الدبلوماسية، تحت حماية الجيش النظامي لولاية تشي الشمالية، إلى طريق رئيسي. شم فان شيان الهواء ونظر إلى الأشجار الخضراء المزهرة على جانبي الطريق، وشعر بشيء غريب: هل غادروا البلاد بالفعل؟ لماذا لم يشعر بأي اختلاف؟
[1] شي فايشوان (Shi Feixuan) هي شخصية من رواية ووشيا الشهيرة “أسطورة التنينين التوأمين لتانغ” للكاتب هوانغ يي. تُعتبر واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في الرواية، وتمتاز بجمالها الفائق وقوتها الهائلة.
مع لقائهما المفاجئ على الطريق الرئيسي ذلك اليوم، تصاعدت مشاعر التوتر بينهما.
أومأ فان شيان برأسه. كان يعلم أن التعاملات بين الدولتين تعتمد على القوة. لم يكن بحاجة إلى أن يكون ودودًا للغاية مع هذا المسؤول ذي الرتبة المنخفضة. ركز اهتمامه على الموكب الدبلوماسي. إذا كانت هيتانغ تنوي بالفعل قتل شياو إن لإسكاته، فإن هذه اللحظة على الجسر ستكون فرصتها الأخيرة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات