4 - طعم الموت.
طعم الموت
وكأن تلك الكلمات كانت المفتاح لفهم نوايا روزوال الحقيقية— وما إن عرفها، لم يعد بإمكانه التراجع.
《١》
من وخز الهواء البارد الذي غطَّى جلده، تيقَّن سوبارو تقريبًا مما يحدث.
«لا بأس. لا داعي لأي أعذار. المهم أنك عدت، سوبارو. آمنت دائمًا بأنك ستعود. قلت لنفسي: سيأتي سوبارو من أجلي. إذا اجتهدت وأتممت واجبي على أكمل وجه، فسيأتي وينقذني… وهكذا كان الحال دائمًا، أليس كذلك؟»
لكن رؤية ذلك المشهد بعينه أصابت قلبه بصدمة عميقة، صدمة يستحيل فهمها.
«…»
تجاوز البرد القارس في الملجأ كل توقعات سوبارو الفاترة.
«هذا ليس مضحكًا… ما زلنا في اليوم الثاني فقط…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ليس…»
«كتاب السحر؟ اطمئن. هذا ليس مجرَّد نسخة مقلَّدة، بل هو واحد من النسختين الأصليتين.»
ضامًا كتفيه وناثرًا أنفاسًا بيضاء بفعل الصقيع، صرَّ سوبارو على أسنانه بإحكام. وشدَّ فكيه دون أن يُطابق بينها، متجاهلًا الألم النابض في عينه اليسرى، ومجبرًا عينه اليمنى المتجمدة على البقاء مفتوحة.
كانت قد زرعت في منديل بترا تدبيرًا لمواجهة الساحرات، ومنحته القدرة على جعل بيكو تتعاون معه في تلك اللحظة تحديدًا. لم يفهم مقصدها الحقيقي. لم يشك في كونها متعاونة معه، ولكن…
قطعت الرياح الباردة كالخناجر جسده، وتساقطت الثلوج عليه؛ لا لتتراكم بل لتصدمه بقسوة. كلاهما سلبا منه حرارة جسده سريعًا، وكأنها كابوس أبيض يسلب حياته ثانيةً بعد ثانية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…فعلت كل هذا، ومع ذلك لا تحاول مرة أخرى؟ تبدو عنيدًا للغاية.»
تساقط الثلج كاسيًا الملجأ. عرف سوبارو هذا المنظر جيدًا.
لقد دفع بالفعل برسالة تحت باب منزل ريوزو. كان سوبارو قد كتب وترك رسالة تخبرها بأنه سيغادر الملجأ. إذا كانت إميليا قد قرأتها، فلا ينبغي أن تتفاجأ إلى حد يجعلها تقع في حالة من الضيق. وحتى بدون تلك الرسالة، لم يكن هناك سبب يجعلها تختبئ عن الآخرين.
«ولكن… لماذا بهذه السرعة؟»
«ألم تكن تعرف ما كانت تعانيه؟! تلك التي ظلت أسيرة تلك الغرفة، متشبثة بوعد قديم مضى عليه زمن طويل… ألم تكن تعرف شيئًا عن دموعها؟!»
«…».
رأى سوبارو هذا المشهد المغطى بالثلوج من قبل، خلال دورته الأخيرة. عندما كاد غارفيل أن يقتله، نقلته قوة البلورة إلى منشأة التجارب. وعندما خرج منها، كان العالم من حوله قد تلون بالأبيض. لكن حينها… كان الثلج قد غطى كل شيء بالفعل.
وإلا، فلن يكون منطقيًا كيف يمكنه التخطيط معتمدًا على إمكانية إعادة الأمور.
«—! دافني قالت إن الأرانب تتغذى على الطاقة السحرية؛ وكلما زادت المانا، كان أفضل لها…!»
الآن، ومع برودة الهواء الذي يلسع جلده، تأكد تقريبًا مما سيحدث.
ابتسمت إميليا وقد احمرَّت وجنتاها خجلًا، ثم انحنت قليلًا، مائلةً على جنبها، وطوت ساقيها تحتها، وربتت على فخذيها الأبيضين.
لم يولي تساقط الثلج نفسه أهمية كبيرة آنذاك، ولكن—
«إذًا، تساقط الثلج بهذه الغزارة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إذا كانت هي مَن سبَّبت هذا الجحيم الأبيض، فما الذي كان يدور في خلدها حينها؟
كان عليه أن يدرك الأمر. في غضون ساعات قليلة، أو نصف يوم على الأكثر، سيغرق الملجأ بالكامل تحت طبقة سميكة من الثلوج، كان هذا الانهمار الغزير في مثل هذا الوقت القصير كافيًا لتخيُّل شدَّته.
لكن غارفيل لم يهتم بهذا التغيير. قال بغضب: «يا ألن تنكر الأمر؟»
«يبدو أنك لست بحاجة إلى تفسير حول محتويات الكتاب. كما يبدو أنك تعرف تمامًا مَن يمتلك النسخة الأخرى. في هذه الحالة، أظن أنني أجبت عن سؤالك، أليس كذلك؟»
وفي الحاضر، تمامًا كما في ذلك الحين، أحاط البرد بسوبارو كما لو أن جسده على وشك التجمد تمامًا.
توقف غارفيل، بينما ألقى سوبارو نظرة من خلف كتفه على ظل المبنى الكبير المحجوب بستار من الثلج المتطاير، ليؤكد أن القبر كان هناك. شعر بأنفاسه تتباطأ قليلًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«على أي حال… المستوطنة في هذا الاتجاه…»
على الرغم من همسه بالكلمة بصوت منخفض، إلا أن النتيجة كانت ساطعة بلون أحمر متوهج.
«…هل أنت متعب؟»
نفض سوبارو الثلج المتراكم عن كتفيه، ثم ركَّز ذهنه على الوصول إلى المستوطنة، ساعيًا لفهم الوضع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تسببت كلمات روزوال في ارتباك سوبارو للحظة، لكنه استوعب سريعًا معناها، وفي الوقت ذاته أدرك اختلافها عن الحقائق التي يعرفها.
الخفقان المستمر في عينه اليسرى كان يُذكِّره بالمآسي المتتالية التي وقعت قبل لحظات. كأنها تهمس: ”لا تنسَ، لا تنسَ“.
ازداد شحوب وجه سوبارو فيما وضع روزوال يده على ذقنه وأومأ بتفكير. لم يكن هناك شك: لقد لمست كلمات روزوال للتو المحظور الذي يخفيه سوبارو في أعماقه—
وضع سوبارو تلك الأفكار على الرف مؤقتًا. سيكون هناك متسع لها لاحقًا، لكن في الوقت الراهن كان عليه التركيز. إذا تهاون، ستتوقف قدماه عن المسير. وهذا ما كان يخشى حدوثه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لأن ماذا؟!»
«بمعنى أنه لديك شيء مهم لتخبرني به وليس حديثًا أثناء شرب الشاي.»
«إذا كنتِ تسمعينني، أرجوكِ، أجيبي…»
«—ما الذي تظن نفسك فاعله، هااا؟!»
أزاح سوبارو الظلال المتراقصة في ذهنه، ومدَّ يده إلى جيبه ليخرج البلورة. أمسك بها بإحكام بينما تركَّزت أفكاره عليها. إذا كان لا يزال مؤهلًا، فمن المؤكد أنها ستظهر.
‹ماذا تقصد بالرسالة؟› كان ذلك معنيًّا ضمنيًا في الرد، مما جعل سوبارو يلتقط أنفاسه.
تلك العين التي تراقب الملجأ، ستستجيب لرغبة رسول الجشع—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—آه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أمامه، من خلف الرياح التي تعصف بالثلج، استطاع بصعوبة أن يلمح مبنًى حجريًا بسيطًا. بطريقة ما، نجح في العودة إلى المستوطنة التي يقيم فيها سكان الملجأ.
وسط الرياح التي تعصف من حوله، لم يسمع سوبارو أي صوت. لكن ببطء، بدأت ملامح شخص تظهر.
تحت وطأة الغضب المتفجر داخله، تصاعد البخار من الثلج الذي لامس جسد غارفيل، إذ بخر الغليان في داخله كل ما حوله. أطراف أنيابه أخذت تصدر صريرًا وهي تزداد طولًا، فيما بدأ جسده يتضخم، على شفا التحوُّل، حتى بلغ ضعف حجمه الأصلي.
حافية القدمين، تسير فوق الثلج المتراكم؛ كانت ريوزو أو بالأحرى، نسخة عنها. من المرجح أن تكون بيكو، إحدى النسخ التي أوكلت إليها الحراسة قرب منشأة التجارب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ساد صمت ثقيل في الغرفة، وكانت التعابير المتجهمة على وجهيهما تنبئ بما لا يدع مجالًا للشك أن التوتر بات يخيم على الأجواء. ورغم كل ذلك، ظل روزوال محتفظًا بهدوئه المعتاد، بل بدا وكأنه في مزاج طيب وهو يفتح ذراعيه ببساطة متعمدة.
«كان عليَّ إيجاد طريقة لتمييزك عن البقية…»
ربما لم يتمكن عقله من استيعاب ذلك حينها بسبب الصدمة. أو ربما كان اكتشافه لهذا الأمر فقط في هذه اللحظة تحت هذا الضغط دليلًا على ضعفه وهروبه من الحقيقة… وهو أمر لم يعد مسموحًا بعد الآن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حقًا؟ ألستَ ترغم نفسك؟ أعني، أنت دائمًا تفعل أشياء متهورة من أجل الآخرين… أنت تدرك ذلك، أليس كذلك؟ وهذا يجعلني أقلق حقًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بيكو، أعتقد أن هذا أنتِ على أية حال… لديَّ طلب. أرشديني إلى المستوطنة. لا وقت لديَّ للضياع.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com روزوال، الذي كان راقدًا على السرير حينها، لم يُبدِ أي محاولة للنهوض، ولم يوجه أي نظرة غاضبة نحو رام أو غارفيل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
ومع ذلك، لم يكن قادرًا على استيعاب كيف يمكن لروزوال أن يبتسم بهذه الراحة، وكأن شيئًا لم يحدث.
لم تنبس النسخة بيكو بكلمة، ولم تهز رأسها تأكيدًا، بل أدارت ظهرها لسوبارو بهدوء وركضت بخفة على الثلوج، غير مكترثة بما يحيط بها. تبعها سوبارو على الفور، مستعجلًا خلفها.
وهذه الحقيقة بحد ذاتها أكدت أنها شريكة في مخططات روزوال، وإن لم تكن مشاركة في كل تفاصيلها. إلا أن الغموض كان يكمن في الغاية الحقيقية من تلك المخططات.
كان ما حصل عليه من سلطة دون قصد لا يزال صالحًا، لكن استخدام الحقوق التي منحته إياها الساحرة بقرار منها جعل مزاجه متوترًا. بالطبع، كان ممتنًا بشدة، ولكن—
«إلى أي مدى توقعتِ هذا يا إيكيدنا…؟»
كانت قد زرعت في منديل بترا تدبيرًا لمواجهة الساحرات، ومنحته القدرة على جعل بيكو تتعاون معه في تلك اللحظة تحديدًا. لم يفهم مقصدها الحقيقي. لم يشك في كونها متعاونة معه، ولكن…
ومثل مَن يمضغ كلماته بمرارة، دفع غارفيل الثلج جانبًا وأمسك بياقة سوبارو، ثم زجَّ به بعنف نحو الحائط خلفه. ارتطم جسد سوبارو، وخرجت من حنجرته آهة مؤلمة، كأنها غصة مغروسة في حلقه.
كان هناك الكثير مما لم يفهمه بعد. لو أمكن، لتمنى لو أنه يجد جوابًا لهذا الوضع الغامض في تلك اللحظة ذاتها. لغز الملجأ، ونحيب بياتريس. لا شك أن إيكيدنا تمتلك الأجوبة لكل ذلك، بل ولكل ما لم يتضح بعد—
«اللعنة… سأفكر في هذا لاحقًا. الآن… يجب أن أتحرك!»
غمر الثلج الكثيف الملجأ، مسكونًا ببرود قاتل، يصبغ الحياة وكل شيء آخر باللون الأبيض القاتم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قهقه غارفيل بسخرية: « هل أخسر أمام فاقد العين هذا؟ هل لديك مشكلة في عينك؟! سأفوز بلا شك.»
سبق لسوبارو أن أرى هذا المشهد من قبل. ودفع حياته بسببه أيضًا.
إذا كان كل شيء الآن مشابهًا لما حدث آنذاك، إذا كان كل شيء يسير بالنسق ذاته—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—إميليا… ماذا جرى لكِ؟»
لم تكن تلك مجرَّد استعارة. بل كان إحساسًا حقيقيًا، وكأن قلبه قد وُضع تحت قبضة مميتة. وقع الكلمات كان شديدًا لدرجة لا توصف.
إذا كانت هي مَن سبَّبت هذا الجحيم الأبيض، فما الذي كان يدور في خلدها حينها؟
من وخز الهواء البارد الذي غطَّى جلده، تيقَّن سوبارو تقريبًا مما يحدث.
«ما الذي… تريده إذًا؟ ما رغبتك؟ ولماذا… لماذا تفعل كل هذا؟»
《٢》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هناك خطأ. شيء ما ليس على ما يرام. الإحساس المزعج الذي شعر به منذ لحظة لقائهما لم يتبدد.
استغرق سوبارو أكثر من ساعة حتى وصل إلى المستوطنة.
بالنسبة لسوبارو، الذي يستمر وعيه عبر الحلقات، تختلف الشروط الأساسية تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
العالم الأبيض الذي عبث بحسِه للمسافات، وفقدانه عينه حديثًا، جعلا هذه الرحلة مرهقةً إلى حد يصعب احتماله. سلبت الثلوج حرارة جسده، وقدرته على التفكير تراجعت لتصبح ثقيلة ومشوشة، أما ساقاه فقد بدتا وكأنهما تزحفان ببطء السلحفاة.
ومثل مَن يمضغ كلماته بمرارة، دفع غارفيل الثلج جانبًا وأمسك بياقة سوبارو، ثم زجَّ به بعنف نحو الحائط خلفه. ارتطم جسد سوبارو، وخرجت من حنجرته آهة مؤلمة، كأنها غصة مغروسة في حلقه.
ضامًا كتفيه وناثرًا أنفاسًا بيضاء بفعل الصقيع، صرَّ سوبارو على أسنانه بإحكام. وشدَّ فكيه دون أن يُطابق بينها، متجاهلًا الألم النابض في عينه اليسرى، ومجبرًا عينه اليمنى المتجمدة على البقاء مفتوحة.
«مع ذلك…»
«عـ-على كل حال… سمعت أنك كنتِ هنا منذ الأمس…»
همس سوبارو بشفاه مرتجفة ومخدَّرة، وهو يرفع قدميه من بين الثلوج التي غمرته حتى كاحليه.
أمامه، من خلف الرياح التي تعصف بالثلج، استطاع بصعوبة أن يلمح مبنًى حجريًا بسيطًا. بطريقة ما، نجح في العودة إلى المستوطنة التي يقيم فيها سكان الملجأ.
«بالنظر إلى كيف سيتطور ما بيننا بعد هذا، لا أظن أن هذه التصرفات مني لائقة. هل استخدمت المصطلح بالشكل الصحيح؟»
لكن ما أقلق سوبارو بشدة؛ أنه لم يكن هناك أي أثر للحياة في المستوطنة.
كيف يمكن فهم أمنيتها بالموت؟ تلك الأمنية لم تكن ما أرادته حقًا.
«…»
«لا أضواء في المنازل… أليس هناك أحد بالداخل…؟»
«في مثل هذه الظروف، يكون انعدام الدهاء لدى غارفيل مفيدًا للغاية. ستجعله شكوكه الطبيعية يلقي اللوم مباشرة على السيدة إميليا، بصوت عالٍ كعادته. وهنا يأتي دور ذكريات سكان قرية إيرلهام. فهم يعرفون عن موجة البرد الموضعية التي تستطيع السيدة إميليا -أو بدقة أكبر، الروح العظمى- أن تتسبب بها.»
بقدر ما استطاعت رؤيته، لم تكن هناك أضواء من مصابيح البلور أو الشموع. وفي ظلِّ هذا البرد القارس، كان عدم إشعال النار ضربًا من الانتحار. فلا شكَّ أن وجود النار يمثل ضرورة قصوى لوجود الحياة.
في الحال، تجمدت أحشاء سوبارو من الخوف. ومض في ذهنه أن هذا الملجأ المغطى بالثلوج قد يكون بالفعل مقدمةً لظهور ذلك الوحش الأبيض الرهيب—
«أين روزوال؟»
«كما قلت، أنا أحسدها. —ففي النهاية، يبدو أن أمنيتي العزيزة لن تتحقق أبدًا.»
‹—هل اجتاح الأرنب العظيم الملجأ بالفعل؟›
في ظلمة الممر، ترددت صوت خطوات سوبارو، بينما لم يسأل قلبه سوى سؤال واحد:
«—أوه، لقد عدت أخيرًا، لكن ما هذا الوجه الغبي الذي أعدته معك؟»
—طعم قبلتها الأولى كان طعم الموت البارد.
الخفقان المستمر في عينه اليسرى كان يُذكِّره بالمآسي المتتالية التي وقعت قبل لحظات. كأنها تهمس: ”لا تنسَ، لا تنسَ“.
ارتد سوبارو على الفور عند سماعه الصوت الذي اخترق أذنيه. وحين استدار، رأى شخصية تتقدم عبر الثلج بفظاظة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سار غارفيل بخطوات واثقة، مبعدًا كتل الثلج الغزير وكأنها لا شيء. توقف على مسافة أمتار قليلة أمام سوبارو، عابسًا بوجه مشمئز.
«آه؟ حقًا، ما هذه الملامح؟ هل سقطت عينك اليسرى في مكان ما أم ماذا؟»
تدخل روزوال مبتسمًا: «اهدآ أنتما الاثنان، سواء غارفيل أو رام. عليكم الآن التزام الصمت… تلك كلمات يجب أن تُقال في اللحظة المناسبة.»
«حدثت أشياء كثيرة بعد مغادرتي… ليس من طبعك أن تكون هكذا، تخرج طوعًا لاستقبالي عند عودتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «قتلك سيكون كمن يضع العربة أمام الحصان، ألا تعتقد؟ سيكون موتك مزعجًا بالنسبة لي. فأنا بحاجة ماسَّة إلى أن تغتنم الفرصة التالية، مهما حدث لك.»
هناك شيء خاطئ. شيء ما، في مكان ما، بدا غير طبيعي، رغم أن إميليا بدت فاتنة للغاية.
«ها! هذا ليس تعاطفًا. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنك لاحظت القوة الموجودة في البلور أيضًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تقدم عبر ممر حجري جاف، يمضي أعمق فأعمق حتى وصل إلى وجهته—
من خلال رؤية بيكو واقفة بجانبه، استنتج غارفيل أن سوبارو قد حصل على حقوق القيادة. زادت عدائية غارفيل أكثر، وألم عينه اليسرى تفاقم بفعل المشاعر المعادية المتجسدة في غارفيل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن، رغم الألم المتزايد، لم يشعر سوبارو بالخوف من عدائية غارفيل.
«الآن بدأت أشعر بالقلق. ليس لديَّ وقت لهراءك. إذا كنت ترى هذا الثلج، فلا حاجة لتفسير لماذا لا يمكنني الحديث معك أثناء شرب الشاي، اللعنة.»
ليس الأمر بسبب برودة الطقس التي تشتت انتباهه عن الألم؛ بل ارتبط ذلك بطبيعة العداء الذي يواجهه.
لكن رؤية ذلك المشهد بعينه أصابت قلبه بصدمة عميقة، صدمة يستحيل فهمها.
«… لا حاجة للانخراط في هذا الحديث الآن، رغم أن الأمر صحيح، فهذا ليس من طبعك. لا أظن أن الشخص الذي أعرفه سيقف هنا يتحدث معي بصورة غير رسمية في وقت مثل هذا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«الآن بدأت أشعر بالقلق. ليس لديَّ وقت لهراءك. إذا كنت ترى هذا الثلج، فلا حاجة لتفسير لماذا لا يمكنني الحديث معك أثناء شرب الشاي، اللعنة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com خلال لقائه العابر مع الساحرات، أخبرته ”ساحرة الشراهة“؛ دافني، أن الأرانب تنجذب إلى المانا. وعلى الرغم من أنه لم يجد بعد وسيلة لاستغلال هذه المعلومة لمواجهة تهديد الوحوش، إلا أن الحقيقة كانت واضحة الآن—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمام خطواته التي تركت آثارًا فوق الثلج، كانت الأرانب العظيمة تتقدم في خط غير منظم، لكنها تحمل الموت معها.
«بمعنى أنه لديك شيء مهم لتخبرني به وليس حديثًا أثناء شرب الشاي.»
«أنا آسفة على كل ما حدث، سوبارو. لقد أسأت إليك. أن يكون هناك شخص دائم التفكير بك بهذه الطريقة أمر لا يصدق… أنا أنانية للغاية. حتى عندما قلتُ إنني أريد أن أفهمك أكثر، لم أفهمك على الإطلاق.»
«…».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان ضجيج العالم يلاحقه، يعنفه بلا رحمة، ولكن سوبارو حاول بجهد تجاهل كل صوت، يدفعه بعيدًا عن أذنيه.
تجمد غارفيل في صمته، حيث برزت مشاعر معقدة في عينيه الجادين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان غاضبًا، وغضبه كان شديدًا. ولكنه في الوقت ذاته، كان خائفًا. عندما فكر في تلك اللحظة، تدهورت علاقته مع غارفيل بطريقة تختلف عن تلك التي تجلت عند لجوئه إلى القتل.
تفجرت عدائية غارفيل المدمرة باتجاه سوبارو قبل أن يرخى قبضته أخيرًا. سعل سوبارو بخفة وهو يحدق في غارفيل بنظرة غاضبة، لكن كل ما فعله غارفيل هو أن أشار له بذقنه.
ما زالت حيرة غارفيل من أفعال سوبارو، التي تتضمن حساب الموت، قائمة.
«بمجرد أن تعتمد السيدة إميليا عليك، لن تتمكن أبدًا من إبعادها. بالطبع، فأنت تحبها… وإذا منحتك محبوبتك السيدة إميليا ثقتها الكاملة، فلن تتمكن من صدَّها.»
لكن تلك الحيرة أوجدت مساحة كافية بينهما للحوار في تلك اللحظة.
«إن كنت لا تزال عاقلًا وغير هائج على نحوٍ مفاجئ… فهذا يعني أن الآخرين بأمان، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن غارفيل مدركًا لهذا، فواصل كفاحه في محاولة يائسة لإنقاذها. لكن لم يكن هناك ما يمكن فعله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«دونو لا أدري إلى أي مدى تعرَّف الآخرين، لكن رجالنا ونسائنا ومَن في قريتك موجودون جميعًا في الكاتدرائية. جاء الرجل المزعج بهذه الفكرة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—هذا ليس منطق إنسان.»
«أوتو فعل ذلك؟ هو مَن اقترح ذلك؟»
«ها-ها-ها-ها…»
«في وضع مثل هذا، لا يوجد أعداء أو حلفاء، هذا ما قاله. لا سبب يدفعنا لعض بعضنا البعض بلا تفكير. وتخيَّل أنه مجرد شخص عادي متورط في كل هذا.»
غمر الثلج الكثيف الملجأ، مسكونًا ببرود قاتل، يصبغ الحياة وكل شيء آخر باللون الأبيض القاتم.
بينما كانت أنياب غارفيل تصطدم ببعضها البعض، أومأ سوبارو له برأسه. وسط هذا الثلج، لا، في هذا الوضع في الملجأ، كان ممتنًا من أعماق قلبه لأن أوتو اقترح قرارًا منطقيًا. بفضل تمكنه من التحدث مع غارفيل، تأكد من أمان القرويين. المسألة المتبقية، كانت أمرًا يجب عليه تأكيده بنفسه—
سقط غارفيل على جانبه، ووجه نحو روزوال نظرة حاقدة بعينه الوحيدة المتبقية. وفي مصير مأساوي، سقط هو ورام معًا وكأنهما جسد واحد، ممددين بلا حراك على الأرض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—الثلج. هل فعلت إميليا هذا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسم روزوال بخبث أعمق: «أوه، لو توافرت الظروف المناسبة… لا أظن أن فرص انتصاره ستكون ضئيلة كما تعتقد.»
بالنسبة لسوبارو، كان سؤالًا بدا ككذبة واضحة.
كان يعرف إجابة السؤال. لم يسألها رغم ذلك لأنه كان يأمل في العثور على شعاع من الأمل. من المحتمل أنه كان… خائفًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن سوبارو مدركًا تمامًا إلى أي حدٍّ يرغب في أن يكون الأهم بالنسبة لإميليا. لكنه ليس مغرورًا بما يكفي ليصدق أنه يحتل هذه المكانة بالفعل.
خائفًا من استنتاجه الخاص: أن إميليا قد تسببت في هذا المشهد بنفسها. جعل سؤال سوبارو الذي أطلقه بصوت بدا خشنًا، غارفيل يتفوه بـ «ها!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«دونو لا أدري ذلك، أيضًا. الأميرة حبيسة في القبر منذ الليلة الماضية، كما ترى؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—ماذا؟ حبيسة في القبر…؟»
اختلطت الأصوات من حوله: صرخات الوحوش وأصوات النسخ الممزقة وهي تتحول إلى نور ثم تنفجر. ترك كل ذلك وراءه، واضعًا يديه على أذنيه، وواصل الركض عبر الرياح المحمَّلة بالثلوج.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بالنسبة لسوبارو، كان سؤالًا بدا ككذبة واضحة.
«أظن يا أنك لا تدرك أنك السبب. اختفاؤك كان له تأثير كبير على قلب الأميرة. لقد أخرجها عن مسارها، ثم دخلت إلى القبر… ولم تخرج منذ ذلك الحين.»
«هذا جنون! أعني، تركت لها رسالة ملائمة وكل…»
«رسالة…؟»
‹ماذا تقصد بالرسالة؟› كان ذلك معنيًّا ضمنيًا في الرد، مما جعل سوبارو يلتقط أنفاسه.
لقد دفع بالفعل برسالة تحت باب منزل ريوزو. كان سوبارو قد كتب وترك رسالة تخبرها بأنه سيغادر الملجأ. إذا كانت إميليا قد قرأتها، فلا ينبغي أن تتفاجأ إلى حد يجعلها تقع في حالة من الضيق. وحتى بدون تلك الرسالة، لم يكن هناك سبب يجعلها تختبئ عن الآخرين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… يبدو أن هناك مخططًا يحاكَ ليس منك أو مني.»
«النسخة الحالية منك غير كافية لتحقيق المستقبل الذي ورد في النص. وأي انحراف عما هو مسجَّل يتطلب تصحيحًا.»
«إيه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لماذا قتلت…؟ لماذا قتلت رام؟ وغارفيل أيضًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا المكان مرتبط بساحرة، والسيدة إميليا تقف في مواجهة التجربة لتحرير الملجأ. في مثل هذا الوضع، إذا هطل الثلج في غير موسمه في المكان الذي توجد فيه… يمكن تخيُّل ما سيحدث، أليس كذلك؟»
«دع ذلك لوقتٍ لاحق. اتبعني. قرار إيزولتي أعاد الأمور إلى نصابها. يغضبني ذلك، لكنك الوحيد الذي يمكنني الاعتماد عليه. سنتجه إلى القبر.»
استغرق سوبارو أكثر من ساعة حتى وصل إلى المستوطنة.
«—إميليا… ماذا جرى لكِ؟»
مؤشرًا برأسه، أشار غارفيل له ليتبعه وهو يمشي للخارج. القوة الكبيرة في أرجلهم تعني أن غارفيل دفع الثلج بعيدًا دون توقف. ومع ذلك، تمكن سوبارو من اللحاق به بعض الشيء.
من خلفها، احتضن روزوال جسدها النحيل برقة، وراح يمرر يده اليسرى بلطف على خصلات شعرها الوردي. بدا وكأن رام قد فقدت وعيها داخل لمسته الساحرة، إذ احمرت وجنتاها وارتسمت على شفتيها ابتسامة جذابة.
«القبر، يمعنى… أنك ستسمح لي بلقاء إميليا؟!»
«…»
«في مثل هذه الظروف، يكون انعدام الدهاء لدى غارفيل مفيدًا للغاية. ستجعله شكوكه الطبيعية يلقي اللوم مباشرة على السيدة إميليا، بصوت عالٍ كعادته. وهنا يأتي دور ذكريات سكان قرية إيرلهام. فهم يعرفون عن موجة البرد الموضعية التي تستطيع السيدة إميليا -أو بدقة أكبر، الروح العظمى- أن تتسبب بها.»
«أنت متفائل للغاية. لن أسمح لك بلقائها. سأجعلك تتحدث مع أميرتك لتوقف هذا الثلج عن السقوط. أنت مَن سيذهب للداخل. هذا هو عملك اللعين، وليس عملي.»
«…! حسنًا، هذا مقبول بالنسبة لي. إذا كنت لن تتدخل في حديثي مع إميليا، فحينها…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لكن لا أخفي أنني أحسدها.»
كان طلب فظ، لكن سوبارو لم يعترض، وقبل ذلك برحابة صدر.
«سوبارو.»
لم يفقد أي من سوبارو وغارفيل عداءهما تجاه بعضهما البعض. ولكن كما حدث عندما واجها الساحرة، وضعت هذه المهمة اللحظية كليهما على نفس الصفحة، وهكذا ساروا معًا في تلك اللحظة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«يا للغرابة! ألا ترى أن اجتماعكم في هذا الوقت بالذات أمر مثير للاهتمام؟»
«غارفيل، كم سمعت من ريوزو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان ذلك يعني موتها— لكن حتى مع علمه بذلك، لم يطلب سوبارو من إميليا الهروب.
فجأة، بينما كان سوبارو يحدق في الثلج، طرح هذا السؤال على غارفيل الذي يمشي أمامه. لم تجعل الكلمات غارفيل يلتفت إليه.
«قد يسيء الناس الفهم إن سمعوا ذلك، لكن معظم ذلك الحديث كان طوعيًّا… حسنًا، بما أن المعني بالأمر قال إن هناك سلطة إجبارية، فربما يجدر الشك في مدى طواعيته حقًا…»
«ها؟» همس بغضب وهو يقول: «…أفهم يا. لقد أجبرت العجوز على التحدث عن قوة البلور رغمًا عنها، أليس كذلك؟»
لقد أحس بخسارتها. ولا مجال لإنكار هذا الألم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «استمع جيدًا ياسوبارو.لديك شيء مهم شيء واحد عزيز عليك بحق. تجرد من كل شيء آخر. تخلَّ عن كل ما سواه وفكر فقط في حماية ذلك الشيء الغالي على قلبك.»
«قد يسيء الناس الفهم إن سمعوا ذلك، لكن معظم ذلك الحديث كان طوعيًّا… حسنًا، بما أن المعني بالأمر قال إن هناك سلطة إجبارية، فربما يجدر الشك في مدى طواعيته حقًا…»
«لأن غارفيل كان عقبة تحول دون حديثي معك. أما بشأن رام… فقد ارتكبت بحقها أمرًا مريعًا، لكن تعاونها كان ضروريًّا لإبعاد غارفيل عن طريقي. لولا أنها خلقت لي فرصة، لكانت فرصتي في الانتصار ضئيلة جدًا.»
«هاه، مَن يدري؟ بالنسبة لي، لم أسمع شيئًا من العجوز. كل ما عرفتُه أنك عدت ومعك إحدى ”العيون“. هذا وحده كان كافيًا ليجعلني أخرج لأرى الأمر بنفسي.»
«العيون… فهمتُ. إذًا، ما يصل إلى ريوزو يمر من بيكو، أليس كذلك؟»
لهذا السبب—
اختلط صوت طقطقة لسان غارفيل بتفسيره، ما دفع سوبارو إلى إيماءة إقرار. التفت بنظرة جانبية إلى الوراء، ليرى بيكو تتبعه دون أن تنبس بكلمة. منظرها أثار انزعاج غارفيل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تراجعت رام خطوة إلى الوراء، وعلت ملامحها نظرة مهيبة وهي تقول: «عليك أن تشكر سيد روزوال على كرمه.»
«لا أدري ما قصتك مع بيكو، لكن لا تمنحهم أسماء. هؤلاء مجرد دمى بلا عقول. لا فائدة من أن تشفق عليهم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—هـ…ـاه؟»
وإن توقف عن الشفاء قبل التحول، فقد يبقى هناك أمل ضئيل بنجاتهما معًا.
«… وكيف لا أشعر بذلك وهم يشبهون ريوزو تمامًا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لهذا السبب تحديدًا. لدينا عجوز واحدة، ولسنا بحاجة إلى المزيد. هؤلاء مجرد نسخ مزيفة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «استمع جيدًا ياسوبارو.لديك شيء مهم شيء واحد عزيز عليك بحق. تجرد من كل شيء آخر. تخلَّ عن كل ما سواه وفكر فقط في حماية ذلك الشيء الغالي على قلبك.»
ورغم أن الكلمات بدت قاسية، إلا أن وقعها على مسامع سوبارو كان يوحي وكأن غارفيل يحاول إقناع نفسه بها.
تسللت تلك الكلمات، وكأنها همسة عابرة، إلى أذنَي سوبارو المنهكتين.
/////
«ها قد وصلنا. حتى هنا عند المدخل، تراكم الثلج على نحو لا بأس به.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
توقف غارفيل، بينما ألقى سوبارو نظرة من خلف كتفه على ظل المبنى الكبير المحجوب بستار من الثلج المتطاير، ليؤكد أن القبر كان هناك. شعر بأنفاسه تتباطأ قليلًا.
شعر سوبارو بصدمة هائلة. صحيح أن قدرة روزوال على القتال دون سلاح كانت مثيرة للإعجاب، لكن المقارنة بين هذه الصدمة والمشاعر التي اجتاحته بعد رؤية موت رام وغارفيل المفاجئ لم تكن بالأمر الهيِّن.
«إميليا بالداخل. مع معرفتك بذلك، ألم تفكر في الدخول بنفسك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تنبس النسخة بيكو بكلمة، ولم تهز رأسها تأكيدًا، بل أدارت ظهرها لسوبارو بهدوء وركضت بخفة على الثلوج، غير مكترثة بما يحيط بها. تبعها سوبارو على الفور، مستعجلًا خلفها.
«أنا… سكان الملجأ لا يمكنهم الدخول. هذا هو القانون. وأنا أحد سكان هذا المكان.»
ذلك الشك كان أن روزوال يمتلك وسيلة لوراثة الذكريات.
مع انقطاع تلك الأوتار المشدودة، سقط بجسده إلى الأمام. وفي اللحظة ذاتها، امتدت ذراعان لدعمه برفق.
«سمعت من ريوزو أن الحاجز يمنعهم من المغادرة، لكن الدخول والخروج مسألتان مختلفتان، أليس كذلك؟ بالنظر إلى الوضع الحالي، كان بإمكانك… غووه؟!»
وكأن تلك الكلمات كانت المفتاح لفهم نوايا روزوال الحقيقية— وما إن عرفها، لم يعد بإمكانه التراجع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com روزوال، الذي كان راقدًا على السرير حينها، لم يُبدِ أي محاولة للنهوض، ولم يوجه أي نظرة غاضبة نحو رام أو غارفيل.
«توقف عن هذا الهراء المطوَّل، أيها الوغد.»
«بيكو، أعتقد أن هذا أنتِ على أية حال… لديَّ طلب. أرشديني إلى المستوطنة. لا وقت لديَّ للضياع.»
حاول سوبارو الإشارة إلى أن غارفيل كان بإمكانه انتهاك القاعدة والدخول بنفسه.
ولكن غارفيل قطع حديثه بالإمساك بياقة سوبارو ورفعه قليلًا عن الأرض، بينما اقتربت يده المتحولة إلى مخالب من وجهه، وأظهر له أنيابه بوضوح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ليس مضحكًا… ما زلنا في اليوم الثاني فقط…»
«أنت مَن تسبب في تساقط الثلج هنا في الملجأ، أليس كذلك، روزوال؟»
«دوري هو حماية هذا المكان. أما دورك فهو حماية الأميرة. المحارب الحقيقي لا يتراجع. أو لعلي أنتزع عينك اليمنى أيضًا؟»
«حتى لو لم تبذل كل هذا الجهد لتبرير نفسك، لن أغضب منك. أوه، سوبارو، لا داعي لأن تكون شاحب الوجه هكذا. حقًا، أنت فقط… مهمل بعض الشيء.»
تفجرت عدائية غارفيل المدمرة باتجاه سوبارو قبل أن يرخى قبضته أخيرًا. سعل سوبارو بخفة وهو يحدق في غارفيل بنظرة غاضبة، لكن كل ما فعله غارفيل هو أن أشار له بذقنه.
«اذهب.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «مثلما قال هو، كل شيء يتوقف على الظروف. أنا لن أهدأ حتى أتيقن ممن هو عدو. وعندما أعرف سأمزقه إربًا.»
ليس هناك مجال للمماطلة أو النقاش. بعد أن وصلوا إلى هذه النقطة، ليس لدى غارفيل سوى هذه الكلمة ليقولها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
استدار سوبارو وسار بخطواته على الثلج النقي، متجهًا نحو مدخل القبر المدفون تحت البياض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لا أستطيع مسامحتك. إذا كان كلاهما قد ورث تلك الذكريات، فلن يكون هناك مجال لاستمرار العلاقة بينهما.
أما مَن راقبا ظهره وهما يقفان جنبًا إلى جنب، فكان غارفيل وبيكو فقط.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في تلك اللحظة، وصل روزوال إلى السرير. دسَّ يده تحت الوسادة، وبدأ يتلمس شيئًا هناك، ثم—
إحداهما بلا مشاعر، أما الآخر فكانت مشاعره غامضة، تغلي في أعماق غضبه العارم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٣》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان الهواء البارد الساكن في الداخل مختلفًا تمامًا عن الصقيع القارس في الخارج، وكأن الزمن نفسه قد توقف.
في ظلمة الممر، ترددت صوت خطوات سوبارو، بينما لم يسأل قلبه سوى سؤال واحد:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رغم أنها بدت فاتنة للغاية وهي تتجاوب مع سوبارو…
في هذه اللحظة، هل ما زال يتمتع بعقله، أم أن اضطرابًا قد ألمَّ به؟
«هـ-هذا…»
«… إيه؟»
لقد وقعت بالفعل مآسٍ لا يمكن إصلاحها في هذا العالم…
«بالطبع. أنت تحب وسادتي، أليس كذلك؟ قلت لي هذا من قبل. ما زلت أذكر.»
فقد ريم وبترا وفريدريكا، وشاهد بياتريس تموت أمامه. وبعد كل ذلك، عاد ليجد الملجأ في هذه الحالة. محاولاته للاحتفاظ بهدوئه ليست سوى ضرب من العبث في نظره.
احترق الهدف بالكامل في غمضة عين، متحولًا إلى رماد، ولم يتبقَّ منه سوى صوت صرخاته المحتضرة: «كيي، كيي…»
لم يكن أي من هذا في حسبان سوبارو، فقد تجاوزت الأحداث كل ما يمكن لعقله تصوره، حتى أنه عجز عن تحريك قدم واحدة.
ومَن يدرك عبثية الأمور لا بد أن يصاب بالاضطراب. ليس هناك سبيل لأن يكون عاقلًا بعد كل هذا.
ومع ذلك، لم يكن بإمكانه التوقف عن التفكير. أزاح كل أفكار الاستسلام جانبًا بعزم لا يلين. كان عليه أن يتطلع إلى المستقبل، مهما كان بعيدًا وصعبًا. مستعدًّا لدفع أي ثمن من أجل ذلك، حتى لو كلفه الأمر حياته.
كان ذلك يعني موتها— لكن حتى مع علمه بذلك، لم يطلب سوبارو من إميليا الهروب.
وإلا، فما الذي يُبقي سوبارو حيًا إلى الآن—؟
«—سوبارو؟»
جعل تصريح سوبارو الواثق قبضة غارفيل على ياقة قميصه ترتخي.
جاءه الصوت من العتمة، وكأنما أطلقه من قفص أفكاره الطويل. أمامه تمامًا، انتهى الممر، ليكشف عن غرفة حجرية تشع بريقًا أزرق خافتًا. وفي قلب الغرفة، وقفت تلك الشخصية الوحيدة.
وهذه الحقيقة بحد ذاتها أكدت أنها شريكة في مخططات روزوال، وإن لم تكن مشاركة في كل تفاصيلها. إلا أن الغموض كان يكمن في الغاية الحقيقية من تلك المخططات.
شعرها الفضي يلمع في الضوء الخفيف، وعيناها البنفسجيتان تأسران مَن ينظر إليهما. لم يخطر سوبارو أي وصف لهذه الملامح، بل خرجت همسة خافتة من شفتيه:
«—إميليا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بإمكانه أن يعود إلى الوراء، مستخدمًا قدرته لإعادة الأحداث، ليخلق ”فرصة أخيرة“ للتحدث مع بياتريس مرارًا وتكرارًا. لكن كيف يمكن علاج حزن استمر أربعة قرون؟
تسللت الشكوك إلى كلمات روزوال وهو يطرح السؤال على نفسه. لكن سرعان ما تخلَّى عن تلك الشكوك.
«نعم. هذا صحيح، سوبارو… إنها أنا. أنا، إميليا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أربع مقاطع قصيرة تحولت إلى اسم، ومع الرد الذي تلقاه، اجتاح شعور هائل سوبارو كأنما صاعقة اخترقته.
«بصراحة، كنت خائفة حقًا. خفت من أن سوبارو لا يحبني من أعماق قلبه، وأنه قد يكرهني. لهذا السبب جئت إلى هنا، ولكن لم أتمكن من النجاح… ولهذا أنا سعيدة جدًا، جدًا، لأنك جئت، سوبارو.»
ارتجفت ركبتاه وسقطتا تحت ثقله. قد يراه البعض أمرًا مبالغًا فيه، لكنه لم يعد قادرًا على التحمل.
«أ-أنت مَن اختار ذلك الطريق بنفسك، أيها الأحمق! فماذا؟ هل تساقط هذا الثلج عقابًا على كل إخفاقاتها؟! هل تقول إنها تلقي باللوم عليَّ وعلى العجائز هنا؟!»
الإرهاق، الخسارة، اليأس، والراحة… مشاعر كثيرة أثقلت جسده بالرصاص. قاومها طويلًا بقوة الإرادة، لكن حين وصل إلى أذنيه ذلك الصوت الناعم كجرس فضي، بلغ حده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أحب أن أدللك، لكن تعلم أن الأطفال المدللين يتعرضون للمزاح بشعرهم…»
مع انقطاع تلك الأوتار المشدودة، سقط بجسده إلى الأمام. وفي اللحظة ذاتها، امتدت ذراعان لدعمه برفق.
حاولت رام أن تنطق باسمه بضعف، لكن روزوال قاطعها بصوت غاية في اللطف: «لم أنقض عهدي. أقدم هذه الروح لكِ.»
شعر بملمس دافئ وناعم. دفء اللمسة أمامه جعل جسده يتجمد من المفاجأة.
في تلك اللحظة، كانت إميليا تحتضنه بلطف.
هل كان هذا الرجل يدرك حقًا مشاعر بياتريس الحقيقية، تلك الفتاة التي صرخت بمرارة وحدتها؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ليس الأمر بسبب برودة الطقس التي تشتت انتباهه عن الألم؛ بل ارتبط ذلك بطبيعة العداء الذي يواجهه.
«آه، أنا… آسف… جسدي استسلم فجأة…»
«لمـ-لماذا…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
«إميليا؟»
هل كان هذا الرجل يدرك حقًا مشاعر بياتريس الحقيقية، تلك الفتاة التي صرخت بمرارة وحدتها؟
بدلًا من الرد على اعتذاره المرتبك، أحكمت إميليا ذراعيها حوله، وشدت عناقها أكثر. لم تكن قوة كبيرة، لكنها حملت إحساسًا عميقًا وكأنها تتعلق به بشدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تنبس النسخة بيكو بكلمة، ولم تهز رأسها تأكيدًا، بل أدارت ظهرها لسوبارو بهدوء وركضت بخفة على الثلوج، غير مكترثة بما يحيط بها. تبعها سوبارو على الفور، مستعجلًا خلفها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لأن ماذا؟!»
وسرعان ما أدرك سوبارو أن هذا ليس وهمًا أو سوء فهم.
«—شعرت بالوحدة.»
«… إيه؟»
«لم يكن الوقت كافيًا، سوبارو. ما دامت التجربة لم تنتهِ، فلن يتمكن السكان من مغادرة الملجأ. وبذلك، فإن المستقبل الذي تطمح إليه لن يتحقق أبدًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—!! إذًا…»
توقف سوبارو عن الحركة تمامًا. وجهها الجميل كان قريبًا جدًا منه، يكفي ليشعر بأنفاسها تلامس أنفاسه. وأثارت دهشته أكثر حين رأى حاجبيها ينخفضان بحزن بينما قالت:
نفض سوبارو الثلج المتراكم عن كتفيه، ثم ركَّز ذهنه على الوصول إلى المستوطنة، ساعيًا لفهم الوضع.
«شعرت بالوحدة، سوبارو… أعني، لقد تركتني وذهبت.»
فهم سوبارو تمامًا ما شعرت به؛ فقد تذوق هذا الشعور بالعجز مرارًا، تمامًا كما ذاق الموت مرات لا تُحصى.
«—هاه؟»
«هـ…ـذا… أ-أنتِ مخطئة. لم أقصد أبدًا أن أترككِ هكذا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن ذلك التحول يعني وقف السحر، وبالتالي موت رام. تصارعت عقله الواعي، الساعي لإنقاذها، مع غرائزه التي تناديه بالتحول حفاظًا على حياته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إميليا أخبرتني بأنها تحبني. قالت لي إن وجودي بجانبها يكفيها».
تكلم سوبارو بصعوبة، محاولًا تبرير خروجه من الملجأ. شعر أن ما حدث ما كان ليكون هكذا لو وصلت رسالته إليها. نعم، الرسالة…
جاء رد فعل سوبارو متأخرًا جدًا على تلك الكلمات، إذ كان غارقًا في ذلك المشهد الذي ترسخ في ذاكرته.
«الرسالة… صحيح. كتبتُ رسالة. أخبرتكِ بكل شيء فيها، ولهذا السبب… نويت إخباركِ بكل شيء، لكن…»
لقد كانت الكاتدرائية.
تكررت في ذهنه مرارًا صورة وجنتيها المحمرتين وارتعاشة شفتيها وهمساتها الحانية بالحب.
«تييي- هييي.» ضحكت إميليا فجأة، ضحكة صغيرة ولطيفة.
رغم أنها بدت فاتنة للغاية وهي تتجاوب مع سوبارو…
وسط تلك الأجواء المشحونة، بدت ضحكتها وكأنها قادمة من عالم آخر. ضحكة بريئة وكأن شيئًا لم يكن يحدث، كما لو كان سوبارو قد ألقى مزحة عفوية في أيامهما العادية داخل القصر. وكأنها نسيت واجبها تجاه المحاكمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لن أقتلك. لكن، أستطيع فعل أي شيء آخر بك. أليس كذلك؟»
«حتى لو لم تبذل كل هذا الجهد لتبرير نفسك، لن أغضب منك. أوه، سوبارو، لا داعي لأن تكون شاحب الوجه هكذا. حقًا، أنت فقط… مهمل بعض الشيء.»
«رام…»
«إ… إميليا…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا بأس. لا داعي لأي أعذار. المهم أنك عدت، سوبارو. آمنت دائمًا بأنك ستعود. قلت لنفسي: سيأتي سوبارو من أجلي. إذا اجتهدت وأتممت واجبي على أكمل وجه، فسيأتي وينقذني… وهكذا كان الحال دائمًا، أليس كذلك؟»
كان الهواء البارد الساكن في الداخل مختلفًا تمامًا عن الصقيع القارس في الخارج، وكأن الزمن نفسه قد توقف.
بينما كانت تتحدث بنعومة، اقتربت إميليا من صدر سوبارو.
ابتسامتها كانت ساحرة على نحو لا يُقاوم، وهمساتها الحلوة كانت تخلب القلب. تأمل سوبارو الحرارة المنبعثة من أنفاسها اللامعة والرطوبة في عينيها، فيما شعور غريب شبيه بالسحر التف حول قلبه.
غطى الفراء الذهبي جسده المكشوف، وبدأت أنيابه الحادة تصدر صوتًا وهي تنمو ببطء. رغم أن جسده كان على شفا الموت، دفعته غريزته نحو التحول إلى هيئة النمر العملاق كوسيلة للهروب من الموت المحتم.
ثم، وسط تلك المشاعر العميقة التي جعلت حلقه يجف، صرخ حدسه بشيء واحد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هناك خطأ. شيء ما ليس على ما يرام. الإحساس المزعج الذي شعر به منذ لحظة لقائهما لم يتبدد.
كيف يمكن فهم أمنيتها بالموت؟ تلك الأمنية لم تكن ما أرادته حقًا.
هناك شيء خاطئ. شيء ما، في مكان ما، بدا غير طبيعي، رغم أن إميليا بدت فاتنة للغاية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لن يفهم أحد مدى عذاب سوبارو حين فكر في الاستسلام لذلك الدفء، الغرق فيه، والانحدار في هذا المستنقع مع إميليا.
رغم أنها بدت فاتنة للغاية وهي تتجاوب مع سوبارو…
مسدت إميليا على رأسه. خديها ازدادا احمرارًا، بينما ارتسمت على وجهها ابتسامة لطيفة.
«عـ-على كل حال… سمعت أنك كنتِ هنا منذ الأمس…»
ما الذي يسعى إليه روزوال حقًا؟ ولماذا تتعاون رام معه؟
—واصل الركض.
ومع استمرار ذلك الإحساس المزعج عالقًا في حلقه، حاول سوبارو تغيير الموضوع بأداء كارثي حتى بمقاييسه. شعر أن عليه التمسك بأي شيء قبل أن ينجرف تمامًا في صوتها الحلو.
«كونك هنا يعني أنك دخلتِ المحاكمة، صحيح؟ ولكنك الآن…»
أغمض غارفيل عينيه متأملًا للحظة، مستغرقًا في أفكاره، قبل أن يتخذ قراره. حرر قبضته عن ياقة سوبارو، مفسحًا له المجال ليلتقط أنفاسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما كان يتحدث، وضع سوبارو إصبعه على أحد أطراف ذلك الإحساس المزعج.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…انتظر، لا تقل لي إن هذا…؟»
هذه الغرفة هي غرفة المحاكمة داخل القبر. المحاكمة يبدأ بمجرد دخول إميليا، إذ تُستدعى لمواجهة ماضيها ولا يُسمح لعقلها بالخروج قبل انتهاء المحاكمة.
«…»
ومع ذلك، ها هي مستيقظة أمامه، مما يعني أن محاكمتها قد انتهى—
أما فيما يخص رام، فلم يتيقن سوبارو تمامًا من مكانتها في مخططات روزوال. بناءً على ما رآه منها خلال العوالم المتكررة في الملجأ، كان لديه تخمين يقترب من الأمل، لكن…
«إميليا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ركضت إميليا بخطوات صغيرة نحوه، وأمسكت بكلتا يديه. وملامحها تحمل شيئًا من العبوس، شدَّت يديه بلطف إلى صدرها. امتزج دفء جسدها بنعومة ملمسها، ورفعت عينيها لتنظر إليه بنظرة تفيض حنانًا.
«أشعر ببعض التردد حيال ذلك. أريدك أن تفعل أشياء متهورة من أجلي وحدي… لكن لا أريدك أن تتظاهر بعدم رؤية الآخرين… آسفة، أعلم أنني أنانية جدًا، أليس كذلك؟»
توقف سوبارو عن الكلام فجأة، إثر إحساس غير متوقع. أصابعها تسللت بين خصلات شعره الأسود وبدأت تملس على رأسه برفق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سمع سوبارو مناجاة بياتريس وآلامها. ومع ذلك، كيف يمكن لرجل مثل روزوال، الذي لم يفعل شيئًا من أجلها، أن يتصرف وكأنه يفهم بياتريس حقًا؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《٦》
مسدت إميليا على رأسه. خديها ازدادا احمرارًا، بينما ارتسمت على وجهها ابتسامة لطيفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أوه، سوبارو، أنت تلمس شعري أحيانًا، أليس كذلك؟ لذا عليَّ أن أردَّ لك الجميل.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقفت رام بثبات أمام ذراعه الممدودة، نافخة صدرها المتواضع بعزم، لتسد طريقه بجسدها النحيل. لوهلة، لمع في عيني غارفيل مزيج غريب من الغضب والتردد، مزيج سببه خوفه من أن يؤذي شخصًا عزيزًا عليه. لكن بعد لحظة قصيرة، ظهر في نظره شيء آخر؛ عزيمة قاسية، وكأن إرادته باتت تميل نحو إزالة رام من طريقه أيضًا.
«…»
«بصراحة، كنت خائفة حقًا. خفت من أن سوبارو لا يحبني من أعماق قلبه، وأنه قد يكرهني. لهذا السبب جئت إلى هنا، ولكن لم أتمكن من النجاح… ولهذا أنا سعيدة جدًا، جدًا، لأنك جئت، سوبارو.»
«هل أنت واثق من ذلك؟»
لم يكن هذا جوابًا على سؤاله. ومع ذلك، نظرت إميليا إلى سوبارو بإخلاص شديد. لم يكن في عينيها سوى سوبارو. سوبارو وحده، ولا أحد غيره.
«دونو لا أدري ذلك، أيضًا. الأميرة حبيسة في القبر منذ الليلة الماضية، كما ترى؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حينما استقرت قدما سوبارو على الأرض، مرَّر يده برفق على عنقه، ثم أومأ برأسه تجاه غارفيل بامتنان.
لهذا السبب—
أمامه، من خلف الرياح التي تعصف بالثلج، استطاع بصعوبة أن يلمح مبنًى حجريًا بسيطًا. بطريقة ما، نجح في العودة إلى المستوطنة التي يقيم فيها سكان الملجأ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هل تبقى معي إلى الأبد؟ طالما أنك بجانبي، لا أحتاج إلى أي شيء آخر.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ليس في هذه الابتسامة أي سخرية أو تهكم. شعر روزوال ببهجة صادقة لرؤية حال سوبارو. وبالنسبة إلى سوبارو، كان تدفق تلك المشاعر الغامضة مثيرًا للاشمئزاز.
جاء رد فعل سوبارو متأخرًا جدًا على تلك الكلمات، إذ كان غارقًا في ذلك المشهد الذي ترسخ في ذاكرته.
في أشد أحلامه جنونًا، لم يكن يتخيل مدى الرعب الذي قد تحمله نظرات إميليا الغارقة في حب أعمى.
لم يعد هناك ما يمكن إنقاذه في الملجأ. لقد تحوَّل إلى مجرد أرض صيد لجحافل الأرانب العظيمة. امتزجت الصرخات الغاضبة واليائسة بصيحات الوحوش وأصوات مضغها، فيما كانت نهايات وحشية بلا عد تتكشف وسط تلك الثلوج الناعمة.
بسبب تعابيرها البريئة والمحببة، لم يخطر ببال سوبارو أن يبعد يديها عنه.
«في البداية، كنت خائفة جدًا، كما ترى. استعسر الأمر عليَّ. أعني، لم أتمكن من القيام بأي شيء كما يجب، واعتقدت أن سوبارو سيشعر بالإحباط مني هكذا.»
«لكنني فكرت بعدها: هذا لا يصح. لا يمكنني الاستسلام للخوف وأتوقع من الآخرين أن يهتموا بكل شيء… كان هذا غباءً مني، أليس كذلك؟ أدركت أخيرًا أنك تكفلت دائمًا بكل شيء، سوبارو.»
كانت قد زرعت في منديل بترا تدبيرًا لمواجهة الساحرات، ومنحته القدرة على جعل بيكو تتعاون معه في تلك اللحظة تحديدًا. لم يفهم مقصدها الحقيقي. لم يشك في كونها متعاونة معه، ولكن…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com توقف سوبارو عن الكلام فجأة، إثر إحساس غير متوقع. أصابعها تسللت بين خصلات شعره الأسود وبدأت تملس على رأسه برفق.
«تذكرت كلماتك، سوبارو. كلماتك التي ظلت ترافقني طوال هذه المدة. منذ لقائنا الأول، وأنت تمنحني الشجاعة وتدفعني للمضي قدمًا، تدعمني… وتقول لي إنك تحبني…»
«القبر، يمعنى… أنك ستسمح لي بلقاء إميليا؟!»
«أدركت أخيرًا أنك دائمًا ما فعلت أشياء عظيمة من أجلي. لكن بالرغم من كل ذلك، غيابك أرهقني؛ شعرت أن هذا العبء سيحطمني…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لهذا، عندما رأيتك تأتي إليَّ الآن، شعرت أن قلبي ينقبض… وبدأت الحرارة تتصاعد بداخلي حتى لم أعد أستطيع تحملها. فكرت: ربما هذا حلم، لكنه ليس كذلك… أنا آسفة، حتى أنني لم أعد أعلم ما أريد قوله. أنا… ممم… أريد أن أعبر عن مشاعري بطريقة صحيحة، لذا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «انتظر، انتظر… انتظر لحظة، انتظر!»
كان ما حصل عليه من سلطة دون قصد لا يزال صالحًا، لكن استخدام الحقوق التي منحته إياها الساحرة بقرار منها جعل مزاجه متوترًا. بالطبع، كان ممتنًا بشدة، ولكن—
«أنا آسفة على كل ما حدث، سوبارو. لقد أسأت إليك. أن يكون هناك شخص دائم التفكير بك بهذه الطريقة أمر لا يصدق… أنا أنانية للغاية. حتى عندما قلتُ إنني أريد أن أفهمك أكثر، لم أفهمك على الإطلاق.»
تلك اللحظات كانت فترة سلام ممتعة بين سكان القصر وأهل القرية. لكن روزوال كان يستغل تلك الذكريات الآن.
ومع احتضار سوبارو تحت وطأة الألم، استمر روزوال في إنزال ضرباته عليه بلا هوادة— لكمات وركلات وأحيانًا ضربة قاسية على رأسه، حتى سالت من محجر عينه اليسرى دموع من دماء.
«لكن الأمر مختلف الآن. كنت أفكر فيك طوال هذا الوقت، سوبارو. شعرت بكل هذه المشاعر… والآن أريد أن أقول لك كل ما كنت تقوله لي. أنا آسفة جدًا… هذا غير منصف مني. أحتاج حقًا أن أعبر عن هذه الأمور على نحوٍ صحيح.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أحتاج… ممم أن… أوصلها لك بوضوح.»
«سوبارو، أحبك. أحبك حقًا. عندما أفكر فيك، عندما أفكر فيك وحدك، أرغب في أن أكون معك إلى الأبد. هذا ما أشعر به.»
«لا أدري… ربما للمرة الثالثة؟ وأعتقد أنني كنت محطمًا في كل مرة.»
«سأكون سعيدة… إذا كنت تشعر نحوي بنفس الطريقة، سوبارو…»
«سوبارو، هل تشعر بالنعاس؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إيه-هيه-هيه. نعم… أحبك. سوبارو… أحبك كثيرًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٤》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لا يستطيع إعادة عقارب الزمن لتغيير السنوات الطويلة التي قضتها بياتريس بين رفوف أرشيف الكتب المحرَّمة.
«—ما الذي تظن نفسك فاعله، هااا؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «اصمت. حتى لو كانت الفتاة التي وقعت في حبها متورطة، هذا لا يغير ما عليَّ فعله».
«دونو لا أدري ذلك، أيضًا. الأميرة حبيسة في القبر منذ الليلة الماضية، كما ترى؟»
عندما وقف سوبارو عند مدخل القبر، استقبله صوت غارفيل مشحونًا بالغضب.
«روزواااااال—!!»
لم تهدأ قسوة الثلج؛ بل زادت قوة الرياح التي حملته، فبدأت تتراكم طبقات الثلج وتغمر معالم الملجأ تدريجيًا. وكما هو متوقع من أحد سكان الملجأ، كان من الطبيعي أن يشعر غارفيل بالغضب تجاه هذا المشهد. ومن غير المعقول ألا يصب هذا الغضب على سوبارو أيضًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ركضت إميليا بخطوات صغيرة نحوه، وأمسكت بكلتا يديه. وملامحها تحمل شيئًا من العبوس، شدَّت يديه بلطف إلى صدرها. امتزج دفء جسدها بنعومة ملمسها، ورفعت عينيها لتنظر إليه بنظرة تفيض حنانًا.
فقد خرج وحده، تاركًا الفتاة التي يُرجَّح أنها سبب هذا الثلج خلفه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بمفردك، بمفردك… بمفردك؟! ماذا عن الأميرة… ماذا عن نصف الشيطانة؟! وماذا عن هذا الثلج اللعين؟!»
قطعت تلك الجملة سيل أفكار سوبارو، وأوقفته مؤقتًا. وبينما واصل عقله محاولة التحقق من المعلومات المتراكمة، اشتعلت في صدره مشاعر الفقد، ليواجه روزوال غضبًا من أجل الفتاة التي كانت في صميم ذلك الألم.
«إميليا لن تخرج. إنها نائمة هناك الآن.»
إذا كان الأمر كذلك، فإن المستقبل الأمثل الذي يسعى إليه سوبارو، وأهداف روزوال—
«حتى أنا كنت سأجد صعوبة بالغة في نسج سحر دون أن يلاحظ غارفيل. لذلك، لجأتُ للحظة وجيزة إلى وسائل تعتبر بدعة بالنسبة لساحر مثلي.»
«تقول إنها نائمة هذا ليس وقت الاسترخاء…»
بالنسبة لسوبارو، الذي يستمر وعيه عبر الحلقات، تختلف الشروط الأساسية تمامًا.
«إنها منهكة. ظلت تخوض المحاكمة مرارًا وتكرارًا منذ الليلة الماضية. عقلها وجسدها… خاصةً عقلها، استُهلكا تمامًا. الآن، كل ما أريده هو أن أتركها ترتاح.»
«إذًا تركت الهجينة، والثلج لم يتوقف بعد؟! تعود خالي اليدين ورأسك منخفض، وتظن أنني سأتقبل هذا ببساطة؟! هيه، مَن تظن نفسك هاه؟!»
أصرَّت إميليا على تحدي المحاكمة عدة مرات، معتقدة أن ذلك هو السبيل الوحيد لكسر هذه الأزمة. لكنها لم تتمكن من تجاوزه رغم ذلك، وليس صعبًا تخيل الحالة النفسية التي وصلت إليها بعد كل تلك المحاولات الفاشلة.
في تلك اللحظة، وصل روزوال إلى السرير. دسَّ يده تحت الوسادة، وبدأ يتلمس شيئًا هناك، ثم—
فهم سوبارو تمامًا ما شعرت به؛ فقد تذوق هذا الشعور بالعجز مرارًا، تمامًا كما ذاق الموت مرات لا تُحصى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما كان سوبارو يحدق في الكتاب الأسود المغلَّف، دوى في أذنيه صوت رنين صاخب، وكأن العالم من حوله بدأ ينهار ببطء.
في الغرفة الحجرية، نامت إميليا بسلام تحت معطف سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ظلت همسات حبها المتفاني ودفء عناقها الحار عالقة في ذاكرته، مشتعلة في قلبه بمشاعر حب جياشة تكفي لجعل دمه يغلي، ومشحونة بندم ساحق جعله يتمنى الموت.
ولكن هذا المشهد بدا متناقضًا مع كل ما يعرفه، بل وأكثر من ذلك، أربكته فوضى اللحظة وعطلت تفكيره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «اصمت. حتى لو كانت الفتاة التي وقعت في حبها متورطة، هذا لا يغير ما عليَّ فعله».
تكررت في ذهنه مرارًا صورة وجنتيها المحمرتين وارتعاشة شفتيها وهمساتها الحانية بالحب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《٥》
لن يفهم أحد مدى عذاب سوبارو حين فكر في الاستسلام لذلك الدفء، الغرق فيه، والانحدار في هذا المستنقع مع إميليا.
لا ملامة عليه. فهذا العالم قد انهار بالفعل. كان مجرد فقاعة معدَّة للزوال. فمَن ذا الذي يمكنه لومه على اختياره الراحة وإسدال الستار على كل شيء؟
ورغم أن الكلمات بدت قاسية، إلا أن وقعها على مسامع سوبارو كان يوحي وكأن غارفيل يحاول إقناع نفسه بها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لأن ماذا؟!»
«إذًا تركت الهجينة، والثلج لم يتوقف بعد؟! تعود خالي اليدين ورأسك منخفض، وتظن أنني سأتقبل هذا ببساطة؟! هيه، مَن تظن نفسك هاه؟!»
شعر سوبارو أن غضبه يبدو أنانيًّا، وربما منفصلًا عن مشاعر الحقد والاحتقار التي حملها طوال رحلته حتى تلك اللحظة. لكنه لم يستطع السيطرة عليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان غارفيل لا يزال غاضبًا، وقد صكَّ أنيابه وهو يقترب من القبر. وقبل أن يصل إليه، وقف سوبارو عند المدخل. في تلك اللحظة، ضاقت عينا غارفيل بلونهما اليشمي، مشيرة إلى خطر داهم.
«نعم… ربما قليلًا.»
في لحظة واحدة، تحطم قلب غارفيل الذي كان ملتهبًا بالكراهية، بفعل رؤية الجروح التي أصابت محبوبته.
«أي عذر أتيت لتخبرني به الآن هاه؟»
ومع احتضار سوبارو تحت وطأة الألم، استمر روزوال في إنزال ضرباته عليه بلا هوادة— لكمات وركلات وأحيانًا ضربة قاسية على رأسه، حتى سالت من محجر عينه اليسرى دموع من دماء.
«إميليا… قالت لي إنها تحبني».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
في حين كان غارفيل يصر على غضبه ويؤكد مشاعره الغاضبة، جاءت إجابة سوبارو من حيث لم يتوقع. كان وقعها مفاجئًا إلى درجة أن غارفيل لم يستطع إلا أن يحدق فيه بذهول.
لكنه سرعان ما كشف عن أنيابه مرة أخرى، وقد أشعلت هذه الكلمات في داخله غضبًا كأنه تعرَّض للسخرية.
«يبدو أن الأمر لا يقتصر على النصف شيطانية فقط بل تحب أنت أيضًا إثارة أعصابي، صحيح لديك الجرأة لتتحدث عن هراء الحب هذا وسط كل هذه الفوضى، أليس كذلك يا؟!»
«—إميليا… ماذا جرى لكِ؟»
تحت وطأة الغضب المتفجر داخله، تصاعد البخار من الثلج الذي لامس جسد غارفيل، إذ بخر الغليان في داخله كل ما حوله. أطراف أنيابه أخذت تصدر صريرًا وهي تزداد طولًا، فيما بدأ جسده يتضخم، على شفا التحوُّل، حتى بلغ ضعف حجمه الأصلي.
تحت وطأة الغضب المتفجر داخله، تصاعد البخار من الثلج الذي لامس جسد غارفيل، إذ بخر الغليان في داخله كل ما حوله. أطراف أنيابه أخذت تصدر صريرًا وهي تزداد طولًا، فيما بدأ جسده يتضخم، على شفا التحوُّل، حتى بلغ ضعف حجمه الأصلي.
حين زأر غارفيل بكلماته، اندفع سوبارو نحوه، صارخًا في وجهه بكل ما أوتي من قوة.
رغم أن سوبارو لاحظ علامات هذا التحول الوشيك، لم تهتز ملامحه.
«—سوبارو؟»
تبدل لون وجه سوبارو حين استشفَّ ما تخفيه تلك النظرة؛ فقد سبق له في حلقة زمنية سابقة أن رأى غارفيل ينهي حياة رام بيديه.
كل ما فعله هو التحديق بعينه اليمنى فقط في غارفيل الغاضب، مستمرًا في الكلام بصوت ثابت:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إخراج إميليا لتوقف تساقط الثلج؟… لن ينفع. لأن…»
«إميليا أخبرتني بأنها تحبني. قالت لي إن وجودي بجانبها يكفيها».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنت… ماذا…؟»
وإلا، لماذا حمت سوبارو في النهاية؟
عالم مكتمل، مستقبل بعيد المنال، آمال ضائعة، وروابط مداسة: كان كل شيء منها يعبق بطعم الدم.
«قالتها بوجه لطيف، بصوت عذب، بجواري مباشرة… كان ذلك ساحرًا، لا شك في ذلك».
ارتجف سوبارو، إذ شعر بقشعريرة كأنما أصبع مبتل يمر على طول عموده الفقري.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ما الذي تقصده بحق؟! أليس واضحًا منذ البداية أن النصف شيطانية تحمل مشاعر نحوك! لكن ما أهمية ذلك الآن؟ أتريدني أن أسحق رأسك بين أنيابـ؟!»
«دونو لا أدري ذلك، أيضًا. الأميرة حبيسة في القبر منذ الليلة الماضية، كما ترى؟»
«—لا يمكن أن تقول إميليا إنها تحبني، مستحيل!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حتى تلك اللحظة، لم يستوعب سوبارو كلمة واحدة مما نطق به روزوال. كان ذهنه غارقًا في فوضى عارمة.
«نعم. هذا صحيح، سوبارو… إنها أنا. أنا، إميليا.»
«—؟!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… اجعلوا حياتكم في سبيل حمايتي. وبمجرد وصولي إلى القبر، افعلوا ما شئتم.»
حين زأر غارفيل بكلماته، اندفع سوبارو نحوه، صارخًا في وجهه بكل ما أوتي من قوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الغضب، واليأس، والحزن، والصدمة— كلها كانت تتأهب للانفجار في أي لحظة لتُمطر المهرِّج المتعالي بوابل من السخط والكراهية.
هذا الانفجار العاطفي جعل حتى غارفيل الغاضب يتراجع للحظة، ناسيًا غضبه. أطبق فمه على غير عادته، فيما سوبارو، وقد أصابته موجة من الاضطراب، أطلق صرخته المحمومة.
ما الذي يسعى إليه روزوال حقًا؟ ولماذا تتعاون رام معه؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هل تبقى معي إلى الأبد؟ طالما أنك بجانبي، لا أحتاج إلى أي شيء آخر.»
بغضبٍ ومرارة، ألقى الكلمات التي قيلت في القبر، والدفء الذي شعر به من قربها، وكل المشاعر التي تأججت بينهما، في مهب الريح.
«ما الذي تقصده بحق؟! أليس واضحًا منذ البداية أن النصف شيطانية تحمل مشاعر نحوك! لكن ما أهمية ذلك الآن؟ أتريدني أن أسحق رأسك بين أنيابـ؟!»
«في البداية، كنت خائفة جدًا، كما ترى. استعسر الأمر عليَّ. أعني، لم أتمكن من القيام بأي شيء كما يجب، واعتقدت أن سوبارو سيشعر بالإحباط مني هكذا.»
لقد أحس بخسارتها. ولا مجال لإنكار هذا الألم.
ندم على ضياع تلك الكلمات، وتلك اللحظات الحميمة، وتلك المشاعر التي خفق بها قلبه. ومع ذلك، لم يكن سوبارو قادرًا على أن يخدع نفسه بقبول ما بدا له كجوهرة زائفة.
لو كان قادرًا على التظاهر بالغباء، والاكتفاء بما قُدم له، لما كان هذا الألم ينهش صدره الآن.
أزاح سوبارو الظلال المتراقصة في ذهنه، ومدَّ يده إلى جيبه ليخرج البلورة. أمسك بها بإحكام بينما تركَّزت أفكاره عليها. إذا كان لا يزال مؤهلًا، فمن المؤكد أنها ستظهر.
«لا يمكن أن تقول إميليا إنها تحبني… أنها تعتمد عليَّ بالكامل، وتقول إن وجودي يكفيها ولا تحتاج إلى شيء آخر؟ هذا مستحيل».
بخطوات متثاقلة ثم بخطوات متسارعة، ركض سوبارو متخليًا عن تردده، ليندفع بقوة نحو هدفه. خلفه، أدركت الوحوش الشيطانية أن الفريسة الجديدة قد ولَّت هاربة، فقفزت الأجساد الصغيرة في أثره، لا تعرف سوى الجوع. التزمت النسخ بالأوامر، تقاتل دون هوادة، متجاهلة مصيرها في سبيل حمايته من الوحوش الطاردة.
«مـ-ماذا تحاول أن تقول…؟»
أحاطت الرياح بساقه المنثنية وهي تندفع لتسدد ضربة مباشرة إلى مؤخرة رأس غارفيل، محدثة صوتًا ثقيلًا أشبه بكسر بيضة. وفي لحظة، تحطمت جمجمته، وانتشرت خصلات شعره الأشقر الملطخة بالدماء على الأرض في مشهد بدا غير واقعي.
شعر بالخوف… فقد واجه شيئًا لم يستطع استيعابه إطلاقًا.
«أن تقول لي ”كل شيء“ بهذا الشكل… هذا أمر غير ممكن. ثم لو كان باك بجانبها، لما اعتمدت عليَّ بهذه الطريقة…!»
لم يكن سوبارو مدركًا تمامًا إلى أي حدٍّ يرغب في أن يكون الأهم بالنسبة لإميليا. لكنه ليس مغرورًا بما يكفي ليصدق أنه يحتل هذه المكانة بالفعل.
«بصراحة، كنت خائفة حقًا. خفت من أن سوبارو لا يحبني من أعماق قلبه، وأنه قد يكرهني. لهذا السبب جئت إلى هنا، ولكن لم أتمكن من النجاح… ولهذا أنا سعيدة جدًا، جدًا، لأنك جئت، سوبارو.»
أولى ثقتها المطلقة، ومكانتها الأهم، كانت لروح القط الصغير، رفيقها الوحيد وعائلتها.
رفع روزوال كتفيه كأنما يقول إنه أمر لا يستحق العناء، ثم اعترف بنواياه القاتلة بكل بساطة. اخترقت كلماته عقل سوبارو، متجاوزة مشاعره بالغضب، وأطلقت زفيرًا لا إراديًّا من صدره.
«إذًا تركت الهجينة، والثلج لم يتوقف بعد؟! تعود خالي اليدين ورأسك منخفض، وتظن أنني سأتقبل هذا ببساطة؟! هيه، مَن تظن نفسك هاه؟!»
ومع غياب باك، وجد سوبارو نفسه يؤدي دور البديل، لا أكثر.
«حتى أنا كنت سأجد صعوبة بالغة في نسج سحر دون أن يلاحظ غارفيل. لذلك، لجأتُ للحظة وجيزة إلى وسائل تعتبر بدعة بالنسبة لساحر مثلي.»
ذلك الاعتراف بالحب، تلك الأنامل المرتعشة بحرارة، وتلك الأنفاس المتقطعة. لم يرد أن يصدق أنها كانت كلها مزيفة.
لم يكن في وسع سوبارو امتلاك القوة أو المعرفة الكافية ليداوي جراح أربعة قرون من العزلة.
لكنها لم تكن حقيقية. وإذا لم تكن حقيقية، فلا يمكنه أن يقبل بها.
لم يكن أي من هذا في حسبان سوبارو، فقد تجاوزت الأحداث كل ما يمكن لعقله تصوره، حتى أنه عجز عن تحريك قدم واحدة.
«هناك مَن دفع تلك الفتاة إلى زاوية خانقة، حتى انتهى بها الحال إلى هذا الوضع. حوصر قلبها إلى درجة اضطرارها للاعتماد على شخص مثلي…».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إذا كنتِ تسمعينني، أرجوكِ، أجيبي…»
في هذه اللحظة، هل ما زال يتمتع بعقله، أم أن اضطرابًا قد ألمَّ به؟
«أ-أنت مَن اختار ذلك الطريق بنفسك، أيها الأحمق! فماذا؟ هل تساقط هذا الثلج عقابًا على كل إخفاقاتها؟! هل تقول إنها تلقي باللوم عليَّ وعلى العجائز هنا؟!»
ومثل مَن يمضغ كلماته بمرارة، دفع غارفيل الثلج جانبًا وأمسك بياقة سوبارو، ثم زجَّ به بعنف نحو الحائط خلفه. ارتطم جسد سوبارو، وخرجت من حنجرته آهة مؤلمة، كأنها غصة مغروسة في حلقه.
كانت تلك العبارات بلا حصر، تشكَّلت من دوامات من المشاعر العنيفة التي عصفَت بداخله.
«لا يهمني سبب انفجارها على هذا النحو! أحضر النصف شيطانية الآن! إذا عجزت حتى عن هذا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إ… إميليا…؟»
«إخراج إميليا لتوقف تساقط الثلج؟… لن ينفع. لأن…»
«لأن ماذا؟!»
«—؟!!»
«—لأن إميليا ليست هي مَن تسبب في تساقط هذا الثلج».
جعل تصريح سوبارو الواثق قبضة غارفيل على ياقة قميصه ترتخي.
جعل تصريح سوبارو الواثق قبضة غارفيل على ياقة قميصه ترتخي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبينما كان غارفيل يحملق فيه بذهول، تابع سوبارو حديثه بنبرة هادئة:
«أشعر ببعض التردد حيال ذلك. أريدك أن تفعل أشياء متهورة من أجلي وحدي… لكن لا أريدك أن تتظاهر بعدم رؤية الآخرين… آسفة، أعلم أنني أنانية جدًا، أليس كذلك؟»
«الوضع برمَّته خاطئ. الثلج وإميليا… لو كانت معتكفة في القبر، فالتوقيت المرتبط بتساقط الثلج مختل تمامًا. وإن كانت إميليا مَن أسقطت الثلج، فما هو السبب؟»
عكست عيناها البنفسجيتان صورة سوبارو بوضوح تام، لكن الواقع لم ينعكس في نظراتها.
بينما كان غارفيل يمارس سحر الشفاء، بدأت عضلاته ترتجف وتتضخم، وكأن عروقه تنبض بتسارع غريب.
«ذ-ذاك… انتقامٌ مني ومن العجائز…»
«لماذا قد ترغب إميليا في الانتقام منك؟ هذا غريب جدًا. أنت تحمل ضغينة ضدها الآن بسبب تساقط الثلج. لكن الثلج، والضغط الذي دفعها إلى الزاوية… التوقيت لا يتطابق».
كانت تلك حقًا كلمات شخص يتوهم أنه يدرك ما يدور في عقل الآخر.
منذ البداية كان الأمر مريبًا. وليس من الصعب على سوبارو أن يستنتج أن هناك مَن خطط لهذا المشهد بهذه الدقة.
شخص ما داخل الملجأ كان يحرك الخيوط؛ أخفى رسالة سوبارو، وأقنع إميليا بأن تعتكف في القبر، وأجَّج غضب غارفيل تجاهها.
أما عن هوية هذا الشخص، فقد كان لديه حدس وحيد.
وقف سوبارو في ذهول وسط هذا المشهد الذي يفوق التصور.
«ذلك الوغد في بيت العجوز. رام كان من المفترض أن تذهب لإحضاره، لكن… لا تتوقع منها الكثير في مثل هذا الوقت».
«عندما نتحدث عن شخص يمكنه التحكم في الطقس، لديَّ مشتبهان فقط. لكن إميليا ليست إحداهما. فدون باك، لا يمكنها تنفيذ أمر بهذا الحجم».
توقف سوبارو عن الحركة تمامًا. وجهها الجميل كان قريبًا جدًا منه، يكفي ليشعر بأنفاسها تلامس أنفاسه. وأثارت دهشته أكثر حين رأى حاجبيها ينخفضان بحزن بينما قالت:
«هل أنت واثق من ذلك؟»
«—الثلج. هل فعلت إميليا هذا؟»
«… تخمين قائم على بعض الأمل من جانبي. أريد أن أصدق ذلك وحسب. حتى في أشد حالات يأسها، إميليا ليست من النوع الذي يفعل شيئًا كهذا. هذا ما أريد أن أؤمن به».
«تريد أن تؤمن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أغمض غارفيل عينيه متأملًا للحظة، مستغرقًا في أفكاره، قبل أن يتخذ قراره. حرر قبضته عن ياقة سوبارو، مفسحًا له المجال ليلتقط أنفاسه.
حينما استقرت قدما سوبارو على الأرض، مرَّر يده برفق على عنقه، ثم أومأ برأسه تجاه غارفيل بامتنان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه؟ حقًا، ما هذه الملامح؟ هل سقطت عينك اليسرى في مكان ما أم ماذا؟»
«أين روزوال؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «اللعنة… سأفكر في هذا لاحقًا. الآن… يجب أن أتحرك!»
الخفقان المستمر في عينه اليسرى كان يُذكِّره بالمآسي المتتالية التي وقعت قبل لحظات. كأنها تهمس: ”لا تنسَ، لا تنسَ“.
«ذلك الوغد في بيت العجوز. رام كان من المفترض أن تذهب لإحضاره، لكن… لا تتوقع منها الكثير في مثل هذا الوقت».
«لن أفصح عنها. لديَّ عهد لا يمكنني نقضه، تمامًا كما هو حالك. ما قلته حتى الآن هو أقصى ما أستطيع تقديمه لك من تنازلات. لكن دعني أقول هذا.»
عند البحث عن مَن تتوفر فيه شروط العقل المدبر، ليس هناك سوى اسم واحد يناسب هذا الوصف. بدا أن غارفيل تقبَّل هذه الفكرة بسهولة، ربما لأن الشكوك حول روزوال كانت قد بدأت تتغلغل في داخله مسبقًا.
فهم سوبارو تمامًا ما شعرت به؛ فقد تذوق هذا الشعور بالعجز مرارًا، تمامًا كما ذاق الموت مرات لا تُحصى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سمع صوت *سكرت سكرت* حادًّا، أشبه باحتكاك أشياء صلبة ببعضها، وكان هذا الصوت مألوفًا بالنسبة له— تلك كانت أنشودة أنياب مصممة لتمزيق فرائسها. إنه صوت جرَّبه من قبل.
«رام…»
غمر الثلج الكثيف الملجأ، مسكونًا ببرود قاتل، يصبغ الحياة وكل شيء آخر باللون الأبيض القاتم.
«إميليا لن تخرج. إنها نائمة هناك الآن.»
«اصمت. حتى لو كانت الفتاة التي وقعت في حبها متورطة، هذا لا يغير ما عليَّ فعله».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
صوت غارفيل العميق، المليء بالعزم، قطع محاولة سوبارو التعبير عن قلقه بشأن رام. أحسَّ سوبارو بشيء من الحسد إزاء هذا التصميم الجازم؛ فبينما كان غارفيل يتمسك بموقفه حتى لو ثبت أن مَن يحبها قد تكون عدوته، امتلك قلبًا من فولاذ. وهو ما كان سوبارو يتمنى لو امتلكه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في الحقيقة، كل شيء جرى وفقًا لمخططات روزوال حتى أدق التفاصيل.
أما فيما يخص رام، فلم يتيقن سوبارو تمامًا من مكانتها في مخططات روزوال. بناءً على ما رآه منها خلال العوالم المتكررة في الملجأ، كان لديه تخمين يقترب من الأمل، لكن…
لن يفهم أحد مدى عذاب سوبارو حين فكر في الاستسلام لذلك الدفء، الغرق فيه، والانحدار في هذا المستنقع مع إميليا.
«—معرفة الجواب هي آخر شيء أود تحقيقه في هذا العالم».
«…فعلت كل هذا، ومع ذلك لا تحاول مرة أخرى؟ تبدو عنيدًا للغاية.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رأى سوبارو هذا المشهد المغطى بالثلوج من قبل، خلال دورته الأخيرة. عندما كاد غارفيل أن يقتله، نقلته قوة البلورة إلى منشأة التجارب. وعندما خرج منها، كان العالم من حوله قد تلون بالأبيض. لكن حينها… كان الثلج قد غطى كل شيء بالفعل.
همس سوبارو بهذه الكلمات بصوت خافت، بحيث لا يسمعها غارفيل المتحفز.
«—يبدو أنك تسيء فهم شيء ما، سوبارو.»
«أنا… بخير… تمامًا…»
《٥》
بقوته الساحرة، كواحد من أعظم السحرة في المملكة، لم يكن هناك مكان أفضل لخوض معركة مثل هذه. العدد لم يشكل عائقًا بالنسبة له؛ فبقوته الساحقة، يستطيع بلا شك اجتثاث ذلك الحشد وفتح الطريق.
بينما كانت أنياب غارفيل تصطدم ببعضها البعض، أومأ سوبارو له برأسه. وسط هذا الثلج، لا، في هذا الوضع في الملجأ، كان ممتنًا من أعماق قلبه لأن أوتو اقترح قرارًا منطقيًا. بفضل تمكنه من التحدث مع غارفيل، تأكد من أمان القرويين. المسألة المتبقية، كانت أمرًا يجب عليه تأكيده بنفسه—
«يا للغرابة! ألا ترى أن اجتماعكم في هذا الوقت بالذات أمر مثير للاهتمام؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أحب أن أدللك، لكن تعلم أن الأطفال المدللين يتعرضون للمزاح بشعرهم…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… اجعلوا حياتكم في سبيل حمايتي. وبمجرد وصولي إلى القبر، افعلوا ما شئتم.»
ابتسم روزوال ابتسامة مشبعة بالعبث عند رؤية ضيوفه غير المتوقعين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا المكان مرتبط بساحرة، والسيدة إميليا تقف في مواجهة التجربة لتحرير الملجأ. في مثل هذا الوضع، إذا هطل الثلج في غير موسمه في المكان الذي توجد فيه… يمكن تخيُّل ما سيحدث، أليس كذلك؟»
كان جسده المثقل بالجراح ملفوفًا بالضمادات، مستلقيًا على جانبه فوق السرير في الغرفة المخصصة له. وجهه كان مغطى كالعادة بتلك الألوان البهلوانية التي تشبه زينة المهرجين.
كيف يمكن فهم أمنيتها بالموت؟ تلك الأمنية لم تكن ما أرادته حقًا.
أمام هذا الرجل الذي اشتبها في كونه العقل المدبر، وقف سوبارو وغارفيل جنبًا إلى جنب، مستعدين لمواجهته.
ساد صمت ثقيل في الغرفة، وكانت التعابير المتجهمة على وجهيهما تنبئ بما لا يدع مجالًا للشك أن التوتر بات يخيم على الأجواء. ورغم كل ذلك، ظل روزوال محتفظًا بهدوئه المعتاد، بل بدا وكأنه في مزاج طيب وهو يفتح ذراعيه ببساطة متعمدة.
وكأن تلك الكلمات كانت المفتاح لفهم نوايا روزوال الحقيقية— وما إن عرفها، لم يعد بإمكانه التراجع.
«إذًا جاء شابان ليأخذا رجلًا مصابًا بجراح بالغة وسط هذا الثلج العنيف… مع أني أجد من الضروري أن أتساءل عن اختياراتكما. من مظهر عينك اليسرى، يبدو أنك بدورك مصاب بجراح خطيرة، أليس كذلك؟»
صرخ سوبارو في غضب، رافعًا إصبعه باتهام تجاه روزوال على المجزرة التي ارتكبها، لكن الأخير هز رأسه يمينًا ويسارًا وكأنه يقول: ”وهل كانت أفعالك أنت نبيلة بما يكفي لتأخذ هذا الموقف المتعالي؟“
«وفر سخريتك، روزوال. كلانا يعرف جيدًا نوع الرجل الذي أنت عليه… لكن هناك مواقف معينة يتغير فيها ما يمكن التغاضي عنه، مثل هذه اللحظة.»
«بمجرد أن تعتمد السيدة إميليا عليك، لن تتمكن أبدًا من إبعادها. بالطبع، فأنت تحبها… وإذا منحتك محبوبتك السيدة إميليا ثقتها الكاملة، فلن تتمكن من صدَّها.»
«لا أضواء في المنازل… أليس هناك أحد بالداخل…؟»
«حين أراكما واقفين جنبًا إلى جنب، تصبح كلماتك أكثر إقناعًا بكثير…»
أمامه، من خلف الرياح التي تعصف بالثلج، استطاع بصعوبة أن يلمح مبنًى حجريًا بسيطًا. بطريقة ما، نجح في العودة إلى المستوطنة التي يقيم فيها سكان الملجأ.
الجحيم— هذا كان تصويرًا حيًّا للجحيم ذاته. كان سكان القرية، وأهالي الملجأ، وربما حتى ريوزو وأوتو، جميعهم داخل الكاتدرائية. كيف استطاعوا أن يتخذوا قرارًا بهذه السرعة؟
أطلق روزوال هذه الكلمات أثناء انتقال نظراته الساخرة نحو غارفيل الواقف بجانب سوبارو، الذي وقف متأهبًا عند مدخل الغرفة ليغلق طريق الخروج. شم غارفيل أنفه باشمئزاز وهو يعبر عن ضيقه.
«مثلما قال هو، كل شيء يتوقف على الظروف. أنا لن أهدأ حتى أتيقن ممن هو عدو. وعندما أعرف سأمزقه إربًا.»
مسدت إميليا على رأسه. خديها ازدادا احمرارًا، بينما ارتسمت على وجهها ابتسامة لطيفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في صمتٍ مطبق، راقب سوبارو المشهد المروِّع؛ شاهد كيف زال روزوال عن الوجود، وكيف تلاشت حياته قطعة بعد أخرى.
ابتسم روزوال بخبث: «يا لها من طريقة همجية في التفكير… يبدو أن غارف هو غارف، كما هو معتاد.»
«ماذا؟»
أطلق غارفيل صوتًا منخفضًا أشبه بالهدير، بينما أطلقت رام، التي وقفت في زاوية الغرفة، تنهيدة ملؤها الاستهجان. وكما توقعا عند القبر، كانت رام بالفعل تنتظر إلى جانب روزوال، حتى في ظل هذا الثلج المتساقط.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا تتدخلي الآن يا رام. لا أريد أن أوجه مخالبي نحوك.»
وهذه الحقيقة بحد ذاتها أكدت أنها شريكة في مخططات روزوال، وإن لم تكن مشاركة في كل تفاصيلها. إلا أن الغموض كان يكمن في الغاية الحقيقية من تلك المخططات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «تمكنت بياتريس من الاختفاء، محققة أمنيتها العزيزة. وهذا هو المغزى من كونك هنا الآن، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لا أستطيع مسامحتك. إذا كان كلاهما قد ورث تلك الذكريات، فلن يكون هناك مجال لاستمرار العلاقة بينهما.
ما الذي يسعى إليه روزوال حقًا؟ ولماذا تتعاون رام معه؟
أحاطت الأرانب العظيمة بالكاتدرائية، التي كانت تنهار تحت وطأة ألسنة اللهب. ومع اقتراب الوحوش، ترك سوبارو هذه الأوامر الأخيرة للنسخ الست المتبقية من ريوزو.
«سوبارو، هل تشعر بالنعاس؟»
«لا تتدخلي الآن يا رام. لا أريد أن أوجه مخالبي نحوك.»
وبينما كان غارفيل يحملق فيه بذهول، تابع سوبارو حديثه بنبرة هادئة:
رفعت رام حاجبها ببرود: «إذا تجرأت على إظهار وقاحة تجاه السيد روزوال، فلن أتردد في الوقوف أمامك. الأمر كله يتوقف عليك، يا غارف.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هل كان هذا الرجل يدرك حقًا مشاعر بياتريس الحقيقية، تلك الفتاة التي صرخت بمرارة وحدتها؟
تدخل روزوال مبتسمًا: «اهدآ أنتما الاثنان، سواء غارفيل أو رام. عليكم الآن التزام الصمت… تلك كلمات يجب أن تُقال في اللحظة المناسبة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما غرس روزوال أظافره في خاصرة سوبارو الملقى على الأرض، أمال رأسه كما لو كان هذا مجرد موقف عادي. لم يعتمد على قوة ركلاته بقدر ما استغل معرفته الدقيقة بنقاط الضعف، ليزيد عذاب سوبارو بدقة مؤلمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تراجعت رام خطوة إلى الوراء، وعلت ملامحها نظرة مهيبة وهي تقول: «عليك أن تشكر سيد روزوال على كرمه.»
وصلت عضة الوحش في وركه إلى أمعائه. لم يتبقَ من أصابع يده اليمنى، التي استخدمها لإبعاد أرنب وثّاَب، سوى الإبهام. وتحت خصره، تراكمت جروح غائرة كشفت عن العظام، وقد نزف منها ما يفوق قدرة الجسد على الاحتمال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أصدر غارفيل صوتًا منزعجًا وهو يقرع لسانه بضيق: «لندع رام جانبًا… ليس لديَّ سبب لسماع كلامك أو الهدوء. كن حذرًا من كلامك، فمخالبي يمكن تنغرس في أحدكما.»
«ألا يمكن التوقف عن وضعي ضمن أهدافك المحتملة وكأنها مسألة عادية؟ أما زلت تشك فيَّ بعد كل هذا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «غـ… روز… را… رام… رام… رام… رااااام…»
رد غارفيل بحدة: «لديك جبال من الأسباب للشك بك. يا صاحب رائحة الساحرة!»
«لن أفصح عنها. لديَّ عهد لا يمكنني نقضه، تمامًا كما هو حالك. ما قلته حتى الآن هو أقصى ما أستطيع تقديمه لك من تنازلات. لكن دعني أقول هذا.»
رغم أن كليهما شك في الشخص ذاته، إلا أن ذلك لم يعني وجود ثقة بينهما. لم يطمئن سوبارو بدوره تمامًا إلى غارفيل. فكما كان لغارفيل مخالبه جاهزة، لم يكن سوبارو مستعدًا لخفض دفاعاته.
في تلك اللحظة، أغمض روزوال إحدى عينيه، لتلمع عينه الصفراء المتبقية بوميض متفحص وهو يقول: «إذا استبعدتُ مريضًا طريح الفراش مثلي، فلا تستهِن أبدًا بسوبارو. إن اشتبكتما، ليس مضمونًا على الإطلاق أن تكون كفة النصر في صالحك.»
أطلق غارفيل صوتًا منخفضًا أشبه بالهدير، بينما أطلقت رام، التي وقفت في زاوية الغرفة، تنهيدة ملؤها الاستهجان. وكما توقعا عند القبر، كانت رام بالفعل تنتظر إلى جانب روزوال، حتى في ظل هذا الثلج المتساقط.
كان في يد روزوال الكتاب الثاني للمعرفة— ذلك الكتاب الذي تنبأ بالمستقبل. وكما فعلت بياتريس، التي أحكمت عزلتها عبر قرون أربعة بكتابها الفارغ، فإن روزوال أيضًا كان قد قرأ محتويات هذا الكتاب مرارًا وتكرارًا—
قهقه غارفيل بسخرية: « هل أخسر أمام فاقد العين هذا؟ هل لديك مشكلة في عينك؟! سأفوز بلا شك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ليس…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —بين إحساس بالخسارة ووحشة الوحدة، تمنى سوبارو أن يختفي، وأراد أن يحدث ذلك في أقرب وقت ممكن.
ابتسم روزوال بخبث أعمق: «أوه، لو توافرت الظروف المناسبة… لا أظن أن فرص انتصاره ستكون ضئيلة كما تعتقد.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ضاق سوبارو ذرعًا بتعليق روزوال، لكنه أدرك في أعماقه أن الأخير محق إلى حد ما. فمنذ وصوله إلى هذا العالم، لم يحقق سوى انتصار واحد في قتال فردي… انتصار تحقق بضربات مباغتة ثلاث.
لم يولي تساقط الثلج نفسه أهمية كبيرة آنذاك، ولكن—
بالطبع، لم يكن مجديًا مقارنة غارفيل بثلاثة أوباش في زقاق مظلم.
«—يبدو أن الحديث قد انتهى…»
«كفاكم هذا الهراء! لم آتِ هنا لأناقش تفاهاتٍ كهذه! هل فقدتما صوابكما؟ العجائز في الخارج يرتجفن من البرد وينتظرن!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لإيقاف هذا الحوار العقيم، ضرب غارفيل بكعب حذائه الأرضية الخشبية بقوة، مما أثار سحابة من غبار الخشب في الغرفة. أغمض سوبارو عينه، متجاهلًا هدير غارفيل الغاضب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يخطئ غارفيل في غضبه. فقد ترك سوبارو إميليا في القبر، والجميع يعلم جيدًا أن الوقت لا يسمح بالمماطلة.
«غـاه-آآه-آآآآه…!»
التقط سوبارو أنفاسه بعمق، ثم فتح عينه اليمنى. وعندما وقع نظره على روزوال، قال مباشرة:
«—إميليا… ماذا جرى لكِ؟»
ذلك كان الشيطان المسمى بالتحامل، الذي أذاق إميليا مرارة الألم على مدار سنوات طويلة.
«أنت مَن تسبب في تساقط الثلج هنا في الملجأ، أليس كذلك، روزوال؟»
في ذهنه المثقل، لم تتردد سوى صورة فتاة واحدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بإمكاني أن أعلن براءتي، لكنك لن تتقبلها بأي حال، أليس كذلك؟ فقد جئت إلى هنا بعد أن جمعت ما يكفي من الأسباب لذلك. ألا يستحق هذا بعض الاحترام؟»
باغت سوبارو الجوهر بلا تردد.
أولى ثقتها المطلقة، ومكانتها الأهم، كانت لروح القط الصغير، رفيقها الوحيد وعائلتها.
أولى ثقتها المطلقة، ومكانتها الأهم، كانت لروح القط الصغير، رفيقها الوحيد وعائلتها.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم ينبس روزوال ببنت شفة، لكن الابتسامة التي ارتسمت على شفتيه تلاشت على الفور.
في نهاية الممر، كانت غرفة حجرية مضاءة بضوء أزرق خافت. ومن هناك، جاءه صوت ينادي باسمه.
كانت تلك اللحظة كاشفة؛ فقد ظهر الوجه الحقيقي وراء قناع مساحيق التجميل الذي اعتاده. وصمته لم يكن إلا دليلًا إضافيًا على أن سوبارو أصاب الهدف.
«إميليا؟»
ساد الصمت في الغرفة، ولم يُسمع سوى صوت الرياح والثلج المتراكم على النافذة. استمر هذا الهدوء الثقيل وكأنه لا نهاية له، حتى انكسر فجأة.
«سوبارو.»
كما كانت تفعل إيكيدنا داخل القبر، حيث تقبع في قصر أحلامها المنفصل عن الواقع، فهل ورث روزوال الذكريات حتى بعد عودة سوبارو بالموت؟
شعر بملمس دافئ وناعم. دفء اللمسة أمامه جعل جسده يتجمد من المفاجأة.
توجهت الأنظار نحوه عندما ذُكر اسمه، وبقي سوبارو صامتًا، مترقبًا ما سيقال بعد ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—؟!!»
ترك روزوال برهة قبل أن يتابع حديثه: «—هل سمعت هذا مني، كما أظن؟»
《٧》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ألا يمكن التوقف عن وضعي ضمن أهدافك المحتملة وكأنها مسألة عادية؟ أما زلت تشك فيَّ بعد كل هذا؟»
لم يدرك سوبارو مغزى السؤال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
المُلام الوحيد هو ناتسكي سوبارو. هو مَن دفعهم إلى اتخاذ قرار ينهي حياتهم، تلك الحياة التي، على عكس حياته، لن تُمنح فرصة أخرى. هذا كان ذنب ناتسكي سوبارو— جريمة لا يمكن محوها أبدًا.
كان قد توقع عدة ردود من روزوال: أعذار، ارتباك، محاولات للتهرب، وربما حتى عنف. لكن الرد الذي حصل عليه كان خارجًا عن كل تلك التوقعات.
في مواجهة سؤال لم يفهمه، لم يستطع سوبارو تخمين الإجابة المرجوة.
من وخز الهواء البارد الذي غطَّى جلده، تيقَّن سوبارو تقريبًا مما يحدث.
«همم-مم… أفهم… أفهم… كم هو مخيب للآمال.»
كانت نظرات روزوال المشفقة الموجهة نحو سوبارو تحمل سخرية مبطَّنة أثارت في نفسه مرارة أشد من الألم نفسه. لكن ما دفع الألم الحقيقي إلى التسرب من شفتي سوبارو كان شيئًا أعمق وأثقل، دائم الحضور في أعماقه:
هز روزوال رأسه، وقد تجلت الخيبة على ملامحه، وكأن الكلمات لم تكن كافية للتعبير عن إحباطه. كان واضحًا من صوته الشاحب ووجهه المرهق أنه هذا ليس ما تمناه.
أربكت تلك النظرة سوبارو؛ إذ شعر وكأن روزوال، رغم جروحه البالغة وشحوب وجهه، قد انهار من مكانته التي تفوق الرجال العاديين.
غطى الفراء الذهبي جسده المكشوف، وبدأت أنيابه الحادة تصدر صوتًا وهي تنمو ببطء. رغم أن جسده كان على شفا الموت، دفعته غريزته نحو التحول إلى هيئة النمر العملاق كوسيلة للهروب من الموت المحتم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن غارفيل لم يهتم بهذا التغيير. قال بغضب: «يا ألن تنكر الأمر؟»
«… وكيف لا أشعر بذلك وهم يشبهون ريوزو تمامًا؟»
بالنسبة لغارفيل، كان المهم هو كشف المتسبب في الأزمة التي ألمت بالملجأ، وليس مشاعر روزوال.
لو كان قادرًا على التظاهر بالغباء، والاكتفاء بما قُدم له، لما كان هذا الألم ينهش صدره الآن.
أطلق روزوال زفرة ثقيلة، وكأن الكلمات فقدت معناها لديه.
«بإمكاني أن أعلن براءتي، لكنك لن تتقبلها بأي حال، أليس كذلك؟ فقد جئت إلى هنا بعد أن جمعت ما يكفي من الأسباب لذلك. ألا يستحق هذا بعض الاحترام؟»
«النسخة الحالية منك غير كافية لتحقيق المستقبل الذي ورد في النص. وأي انحراف عما هو مسجَّل يتطلب تصحيحًا.»
تحت وطأة الغضب المتفجر داخله، تصاعد البخار من الثلج الذي لامس جسد غارفيل، إذ بخر الغليان في داخله كل ما حوله. أطراف أنيابه أخذت تصدر صريرًا وهي تزداد طولًا، فيما بدأ جسده يتضخم، على شفا التحوُّل، حتى بلغ ضعف حجمه الأصلي.
ضحك غارفيل بمرارة وقال: «الاحترام؟ ها! كم هو مثير للسخرية! ربما حان الوقت لأُريكم الاحترام على طريقتي، ياااه!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «انتظر، انتظر… انتظر لحظة، انتظر!»
اندفع غارفيل بخطوات واثقة نحو روزوال، ليختصر المسافة القليلة بين الباب والسرير في لحظة. وبحركة خاطفة، مد يده ليقبض على عنق روزوال الواثق.
عند البحث عن مَن تتوفر فيه شروط العقل المدبر، ليس هناك سوى اسم واحد يناسب هذا الوصف. بدا أن غارفيل تقبَّل هذه الفكرة بسهولة، ربما لأن الشكوك حول روزوال كانت قد بدأت تتغلغل في داخله مسبقًا.
تجاوز البرد القارس في الملجأ كل توقعات سوبارو الفاترة.
هل يمكن أن ينجح ضبط النفس في كبح جماح القوة المسعورة التي تحركها نيران الغضب؟ أمام هذا الخطر، حاول سوبارو أن يرفع صوته، لكن حركة أسرع سبقته. فقد تقدمت شخصية بخفة أمام غارفيل لتقطع عليه الطريق، وارتفع صوتها:
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أخبرتك يا غارف. لن أسمح بأي وقاحة تجاه السيد روزوال.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بعبارة أخرى، كان روزوال على دراية بأنَّ سوبارو يعيش ضمن حلقة زمنية متكررة، وحاول استغلال ذلك لهدف ما. غير أن ما فعله كان محدودًا بإطار هذه الفكرة فقط.
وقفت رام بثبات أمام ذراعه الممدودة، نافخة صدرها المتواضع بعزم، لتسد طريقه بجسدها النحيل. لوهلة، لمع في عيني غارفيل مزيج غريب من الغضب والتردد، مزيج سببه خوفه من أن يؤذي شخصًا عزيزًا عليه. لكن بعد لحظة قصيرة، ظهر في نظره شيء آخر؛ عزيمة قاسية، وكأن إرادته باتت تميل نحو إزالة رام من طريقه أيضًا.
《٤》
بقدر ما استطاعت رؤيته، لم تكن هناك أضواء من مصابيح البلور أو الشموع. وفي ظلِّ هذا البرد القارس، كان عدم إشعال النار ضربًا من الانتحار. فلا شكَّ أن وجود النار يمثل ضرورة قصوى لوجود الحياة.
تبدل لون وجه سوبارو حين استشفَّ ما تخفيه تلك النظرة؛ فقد سبق له في حلقة زمنية سابقة أن رأى غارفيل ينهي حياة رام بيديه.
من خلال رؤية بيكو واقفة بجانبه، استنتج غارفيل أن سوبارو قد حصل على حقوق القيادة. زادت عدائية غارفيل أكثر، وألم عينه اليسرى تفاقم بفعل المشاعر المعادية المتجسدة في غارفيل.
«رام، أنتِ خادمة رائعة بحق.»
«أوتو فعل ذلك؟ هو مَن اقترح ذلك؟»
جاء رد فعل سوبارو متأخرًا جدًا على تلك الكلمات، إذ كان غارقًا في ذلك المشهد الذي ترسخ في ذاكرته.
شعور بالغموض ساور سوبارو وهو يراقب الموقف، إذ انصب خوفه على احتمال اندلاع العنف من غارفيل وخشيته على سلامة رام. لم يكن هناك شيء غريب في جملة روزوال، فقد كان يمدح رام ببساطة على دفاعها المستميت عنه. لكن المشكلة لم تكن في الكلمات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—!!»
روزوال، الذي كان راقدًا على السرير حينها، لم يُبدِ أي محاولة للنهوض، ولم يوجه أي نظرة غاضبة نحو رام أو غارفيل.
لإيقاف هذا الحوار العقيم، ضرب غارفيل بكعب حذائه الأرضية الخشبية بقوة، مما أثار سحابة من غبار الخشب في الغرفة. أغمض سوبارو عينه، متجاهلًا هدير غارفيل الغاضب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ومع ذلك، تسلل إلى قلب سوبارو إحساس مزعج، وكأن شيئًا غريبًا يقبع في المشهد، دون أن يتمكن من تحديده بوضوح.
وسرعان ما تجسد ذلك الشعور الغريب أمام عينيه.
《٤》
«…»
‹ها… ماذا؟ هناك ذراع بشرية تخرج من ظهر غارفيل…›
«ولعلك تسأل: ماذا أستفيد من عزل السيدة إميليا؟ حسنًا، السيدة إميليا ضعيفة للغاية، في واقع الأمر. ليس غريبًا أن تُلقي بنفسها بين يدي ”شخص“ يستطيع تقبُّلها. وإذا كان هذا الشخص يرغب في دعم السيدة إميليا بكل جوارحه، فذلك أفضل بكثير.»
كانت ذراع بشرية كاملة، بأصابعها الخمسة المرتجفة، تشق طريقها عبر صدره وتبرز من ظهره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سمع سوبارو مناجاة بياتريس وآلامها. ومع ذلك، كيف يمكن لرجل مثل روزوال، الذي لم يفعل شيئًا من أجلها، أن يتصرف وكأنه يفهم بياتريس حقًا؟
«غـ… فو…!»
«قالتها بوجه لطيف، بصوت عذب، بجواري مباشرة… كان ذلك ساحرًا، لا شك في ذلك».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حتى تلك اللحظة، لم يستوعب سوبارو كلمة واحدة مما نطق به روزوال. كان ذهنه غارقًا في فوضى عارمة.
اهتز جسد غارفيل بعنف، وكأن الزمن قد تجمد لوهلة، قبل أن ينحني على ركبتيه ويسقط أرضًا. ومع ارتطام ركبتيه بالخشب، اختفت الذراع فجأة من ظهره، لتتدفق الدماء بغزارة من الجرح الذي كانت تسده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
«—هاه؟»
لهذا السبب—
«كتاب السحر؟ اطمئن. هذا ليس مجرَّد نسخة مقلَّدة، بل هو واحد من النسختين الأصليتين.»
جلس غارفيل على الأرض، غارقًا في دهشته ودمائه. بينما كانت رام وروزوال يحدقان إليه من أعلى، وفي الوقت ذاته…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ترك روزوال برهة قبل أن يتابع حديثه: «—هل سمعت هذا مني، كما أظن؟»
أن يصل إلى ذلك الحد بعقل مشتت كان نتاجًا لعزيمة تشبه الهوس، ومعجزة بائسة ساعدتها برودة الجو التي أبطأت عملية الأيض في جسده. لكن حتى تلك المعجزة الرخيصة بلغت حدودها.
كان هناك شيء يخترق صدر رام أيضًا.
كان جسده المثقل بالجراح ملفوفًا بالضمادات، مستلقيًا على جانبه فوق السرير في الغرفة المخصصة له. وجهه كان مغطى كالعادة بتلك الألوان البهلوانية التي تشبه زينة المهرجين.
«رو…ز…»
«حين أراكما واقفين جنبًا إلى جنب، تصبح كلماتك أكثر إقناعًا بكثير…»
«رام…»
حاولت رام أن تنطق باسمه بضعف، لكن روزوال قاطعها بصوت غاية في اللطف: «لم أنقض عهدي. أقدم هذه الروح لكِ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
من خلفها، احتضن روزوال جسدها النحيل برقة، وراح يمرر يده اليسرى بلطف على خصلات شعرها الوردي. بدا وكأن رام قد فقدت وعيها داخل لمسته الساحرة، إذ احمرت وجنتاها وارتسمت على شفتيها ابتسامة جذابة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن من زاوية تلك الابتسامة الناعمة، بدأ خيط من الدم الطازج بالتدفق ببطء.
«بيكو، أعتقد أن هذا أنتِ على أية حال… لديَّ طلب. أرشديني إلى المستوطنة. لا وقت لديَّ للضياع.»
ومع احتضار سوبارو تحت وطأة الألم، استمر روزوال في إنزال ضرباته عليه بلا هوادة— لكمات وركلات وأحيانًا ضربة قاسية على رأسه، حتى سالت من محجر عينه اليسرى دموع من دماء.
بالطبع، فقد كان صدرها مثقوبًا بعمق من الخلف.
«على أي حال… المستوطنة في هذا الاتجاه…»
ضحك غارفيل بمرارة وقال: «الاحترام؟ ها! كم هو مثير للسخرية! ربما حان الوقت لأُريكم الاحترام على طريقتي، ياااه!»
«…»
تداخل هذا المشهد مع ذاكرة أخرى في عقل سوبارو؛ مشهد بياتريس وهي مطعونة أمامه.
هل كان هذا الرجل يدرك حقًا مشاعر بياتريس الحقيقية، تلك الفتاة التي صرخت بمرارة وحدتها؟
مسدت إميليا على رأسه. خديها ازدادا احمرارًا، بينما ارتسمت على وجهها ابتسامة لطيفة.
انسحبت الذراع ببطء، ومع انعدام أي دعم لجسدها، انهارت رام إلى الأمام. كان غارفيل، رغم نزيفه الغزير، هو مَن تلقفها بين ذراعيه.
لم يفقد أي من سوبارو وغارفيل عداءهما تجاه بعضهما البعض. ولكن كما حدث عندما واجها الساحرة، وضعت هذه المهمة اللحظية كليهما على نفس الصفحة، وهكذا ساروا معًا في تلك اللحظة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… اجعلوا حياتكم في سبيل حمايتي. وبمجرد وصولي إلى القبر، افعلوا ما شئتم.»
غارقين في دمائهما، احتضن كل منهما الآخر، وكأن الألم جمع بين روحيهما في لحظة مأساوية.
مع انقطاع تلك الأوتار المشدودة، سقط بجسده إلى الأمام. وفي اللحظة ذاتها، امتدت ذراعان لدعمه برفق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان عليه أن يبذل قصارى جهده لإنقاذ إميليا من هذا المكان.
«غـ… روز… را… رام… رام… رام… رااااام…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في لحظة واحدة، تحطم قلب غارفيل الذي كان ملتهبًا بالكراهية، بفعل رؤية الجروح التي أصابت محبوبته.
كيف يمكنه أن يقول هذا بكل هذا الهدوء وبتلك الوقاحة؟! اشتعل غضب أسود في أعماق سوبارو.
رغم أن كليهما شك في الشخص ذاته، إلا أن ذلك لم يعني وجود ثقة بينهما. لم يطمئن سوبارو بدوره تمامًا إلى غارفيل. فكما كان لغارفيل مخالبه جاهزة، لم يكن سوبارو مستعدًا لخفض دفاعاته.
بينما نادى غارفيل باسم الفتاة التي في أحضانه، انطلق منه زئير غاضب مصحوبًا بنزيف دموي، في حين بدأت ذراعه تشع بضوء شاحب. أدرك سوبارو على الفور أن الطاقة المتدفقة من ذلك الضوء اللامع ما هي إلا سحر شفاء.
ولكن هذا المشهد بدا متناقضًا مع كل ما يعرفه، بل وأكثر من ذلك، أربكته فوضى اللحظة وعطلت تفكيره.
تبدل لون وجه سوبارو حين استشفَّ ما تخفيه تلك النظرة؛ فقد سبق له في حلقة زمنية سابقة أن رأى غارفيل ينهي حياة رام بيديه.
كانت صورة غارفيل في ذهنه لشخص بعيد تمامًا عن ممارسة أي نوع من السحر، فما بالك بسحر الشفاء. أن يُتقنه بهذا القدر وفي مثل هذا الظرف الحرج كشف عن مهارة مدهشة لم يتوقعها سوبارو أبدًا.
كانت تلك العبارات بلا حصر، تشكَّلت من دوامات من المشاعر العنيفة التي عصفَت بداخله.
ورغم أن غارفيل نفسه كان يعاني من جروح قاتلة، لم يأبه بجراحه، وكرَّس كل ما لديه من طاقة في محاولة لإنقاذ رام.
لم يكن أي من هذا في حسبان سوبارو، فقد تجاوزت الأحداث كل ما يمكن لعقله تصوره، حتى أنه عجز عن تحريك قدم واحدة.
«غـاه-آآه-آآآآه…!»
فهم سوبارو تمامًا ما شعرت به؛ فقد تذوق هذا الشعور بالعجز مرارًا، تمامًا كما ذاق الموت مرات لا تُحصى.
بينما كان غارفيل يمارس سحر الشفاء، بدأت عضلاته ترتجف وتتضخم، وكأن عروقه تنبض بتسارع غريب.
غطى الفراء الذهبي جسده المكشوف، وبدأت أنيابه الحادة تصدر صوتًا وهي تنمو ببطء. رغم أن جسده كان على شفا الموت، دفعته غريزته نحو التحول إلى هيئة النمر العملاق كوسيلة للهروب من الموت المحتم.
«إميليا بالداخل. مع معرفتك بذلك، ألم تفكر في الدخول بنفسك؟»
من خلال رؤية بيكو واقفة بجانبه، استنتج غارفيل أن سوبارو قد حصل على حقوق القيادة. زادت عدائية غارفيل أكثر، وألم عينه اليسرى تفاقم بفعل المشاعر المعادية المتجسدة في غارفيل.
لكن ذلك التحول يعني وقف السحر، وبالتالي موت رام. تصارعت عقله الواعي، الساعي لإنقاذها، مع غرائزه التي تناديه بالتحول حفاظًا على حياته.
وإن توقف عن الشفاء قبل التحول، فقد يبقى هناك أمل ضئيل بنجاتهما معًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أمامه، من خلف الرياح التي تعصف بالثلج، استطاع بصعوبة أن يلمح مبنًى حجريًا بسيطًا. بطريقة ما، نجح في العودة إلى المستوطنة التي يقيم فيها سكان الملجأ.
«سيكون من المزعج السماح لك بالتحول، أليس كذلك؟»
كان قد توقع عدة ردود من روزوال: أعذار، ارتباك، محاولات للتهرب، وربما حتى عنف. لكن الرد الذي حصل عليه كان خارجًا عن كل تلك التوقعات.
تقدم روزوال بخطوة واحدة إلى الأمام. انثنت ساقه اليمنى، ثم انطلقت بسرعة خاطفة.
«…»
تبدل لون وجه سوبارو حين استشفَّ ما تخفيه تلك النظرة؛ فقد سبق له في حلقة زمنية سابقة أن رأى غارفيل ينهي حياة رام بيديه.
أحاطت الرياح بساقه المنثنية وهي تندفع لتسدد ضربة مباشرة إلى مؤخرة رأس غارفيل، محدثة صوتًا ثقيلًا أشبه بكسر بيضة. وفي لحظة، تحطمت جمجمته، وانتشرت خصلات شعره الأشقر الملطخة بالدماء على الأرض في مشهد بدا غير واقعي.
فهم سوبارو تمامًا ما شعرت به؛ فقد تذوق هذا الشعور بالعجز مرارًا، تمامًا كما ذاق الموت مرات لا تُحصى.
«—!!»
سقط غارفيل على جانبه، ووجه نحو روزوال نظرة حاقدة بعينه الوحيدة المتبقية. وفي مصير مأساوي، سقط هو ورام معًا وكأنهما جسد واحد، ممددين بلا حراك على الأرض.
كانت الحياة تغادر جسد غارفيل، وفي أحضانه بقيت رام ساكنة، وابتسامة رقيقة لا تزال مرسومة على شفتيها.
إميليا، التي لم تدرك أن سوبارو يحتضر، ستكون الوحيدة المتبقية.
لم يفقد أي من سوبارو وغارفيل عداءهما تجاه بعضهما البعض. ولكن كما حدث عندما واجها الساحرة، وضعت هذه المهمة اللحظية كليهما على نفس الصفحة، وهكذا ساروا معًا في تلك اللحظة.
ليس هناك أي سحر شفاء قادر على إنقاذ وجه ميت كتلك الملامح التي ارتسمت على وجه رام. وحتى إن حاول، فلن يُفعَّل السحر على جسد فارقته الحياة بالفعل.
حاولت رام أن تنطق باسمه بضعف، لكن روزوال قاطعها بصوت غاية في اللطف: «لم أنقض عهدي. أقدم هذه الروح لكِ.»
بحلول اللحظة التي سحب فيها روزوال يده، كانت روح رام قد غادرت بالفعل، بعد أن تحطم قلبها.
ومع ذلك، ها هي مستيقظة أمامه، مما يعني أن محاكمتها قد انتهى—
لم يكن غارفيل مدركًا لهذا، فواصل كفاحه في محاولة يائسة لإنقاذها. لكن لم يكن هناك ما يمكن فعله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«حتى أنا كنت سأجد صعوبة بالغة في نسج سحر دون أن يلاحظ غارفيل. لذلك، لجأتُ للحظة وجيزة إلى وسائل تعتبر بدعة بالنسبة لساحر مثلي.»
أربع مقاطع قصيرة تحولت إلى اسم، ومع الرد الذي تلقاه، اجتاح شعور هائل سوبارو كأنما صاعقة اخترقته.
مسح روزوال يديه وقدمه الملطخة بالدماء بأطراف الأغطية، ثم التفت نحو سوبارو، الذي ظل واقفًا في مكانه، عاجزًا عن النطق أو الحركة.
«إخراج إميليا لتوقف تساقط الثلج؟… لن ينفع. لأن…»
رمق روزوال سوبارو بنظرة متفحصة قبل أن يضيق عينيه قليلًا، ثم هز كتفيه بلا مبالاة وهو يتحدث مجددًا:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي الحاضر، تمامًا كما في ذلك الحين، أحاط البرد بسوبارو كما لو أن جسده على وشك التجمد تمامًا.
«والآن، ووفاءً بالعهد الذي قطعناه، فلنتحدث يا ناتسكي سوبارو.»
《٦》
وقف سوبارو في ذهول وسط هذا المشهد الذي يفوق التصور.
رقدت رام غارقة في بركة من الدماء، بينما سُحقت جمجمة غارفيل حتى قضى نحبه. فوق جثتيهما، وقف روزوال، الذي ارتكب تلك المجزرة، متأملًا بهدوء في اتجاه سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يستطع سوبارو، الذي وقف مشلولًا من الصدمة، حتى أن ينطق بكلمة واحدة بعد مشاهدته لهذا العمل الوحشي. ولما أدرك روزوال حالة الذهول التي استبدت بسوبارو، حدَّق فيه بعينه الصفراء الوحيدة، وقال بنبرة هادئة:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تلك العين التي تراقب الملجأ، ستستجيب لرغبة رسول الجشع—
«الاعتقاد بأن مستخدمي السحر لا يمكنهم القتال بلا سلاح… ضرب من التحيز، تراه؟ إنه الفخ الذي حتى الساحرات يقعن فيه أحيانًا. احرص على تذكُّر هذا لاحقًا.»
كان جسده المثقل بالجراح ملفوفًا بالضمادات، مستلقيًا على جانبه فوق السرير في الغرفة المخصصة له. وجهه كان مغطى كالعادة بتلك الألوان البهلوانية التي تشبه زينة المهرجين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تطايرت الدماء، وتردد صوت تمزيق اللحم معلنًا بداية مشهد مأساوي. تأخرت باقي الأرانب قليلًا، لكنها سرعان ما انقضَّت على ذراعيه، وركبتيه، وظهره.
ربما كان يقصد بهذه الكلمات تقديم نصيحة صادقة، لكن حديثه المصحوب برفع إصبعه بدا أشبه بمحاضرة مرعبة لسوبارو.
«أتمنى ألا تقول لي: لماذا لم تفعل شيئًا من أجلها؟ أو ما شابه. هل تعرف ماذا أرادت تلك الفتاة من شخص ما ليبدد حزنها؟ لقد سمعت مناجاتها، أليس كذلك؟»
شعر سوبارو بصدمة هائلة. صحيح أن قدرة روزوال على القتال دون سلاح كانت مثيرة للإعجاب، لكن المقارنة بين هذه الصدمة والمشاعر التي اجتاحته بعد رؤية موت رام وغارفيل المفاجئ لم تكن بالأمر الهيِّن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
ومع ذلك، لم يكن قادرًا على استيعاب كيف يمكن لروزوال أن يبتسم بهذه الراحة، وكأن شيئًا لم يحدث.
‹ما الذي تفهمه أنت!؟ كيف لا أكون حزينًا على موتهما! سأقتلك!!›
وكأن تلك الكلمات كانت المفتاح لفهم نوايا روزوال الحقيقية— وما إن عرفها، لم يعد بإمكانه التراجع.
«لمـ-لماذا…؟»
لو كان قادرًا على التظاهر بالغباء، والاكتفاء بما قُدم له، لما كان هذا الألم ينهش صدره الآن.
«في مثل هذه الظروف، يكون انعدام الدهاء لدى غارفيل مفيدًا للغاية. ستجعله شكوكه الطبيعية يلقي اللوم مباشرة على السيدة إميليا، بصوت عالٍ كعادته. وهنا يأتي دور ذكريات سكان قرية إيرلهام. فهم يعرفون عن موجة البرد الموضعية التي تستطيع السيدة إميليا -أو بدقة أكبر، الروح العظمى- أن تتسبب بها.»
«مم؟ لماذا ماذا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان ضجيج العالم يلاحقه، يعنفه بلا رحمة، ولكن سوبارو حاول بجهد تجاهل كل صوت، يدفعه بعيدًا عن أذنيه.
إميليا، التي لم تدرك أن سوبارو يحتضر، ستكون الوحيدة المتبقية.
«لماذا قتلت…؟ لماذا قتلت رام؟ وغارفيل أيضًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«تذكرت كلماتك، سوبارو. كلماتك التي ظلت ترافقني طوال هذه المدة. منذ لقائنا الأول، وأنت تمنحني الشجاعة وتدفعني للمضي قدمًا، تدعمني… وتقول لي إنك تحبني…»
«لأن غارفيل كان عقبة تحول دون حديثي معك. أما بشأن رام… فقد ارتكبت بحقها أمرًا مريعًا، لكن تعاونها كان ضروريًّا لإبعاد غارفيل عن طريقي. لولا أنها خلقت لي فرصة، لكانت فرصتي في الانتصار ضئيلة جدًا.»
«—هاه؟»
كانت قد زرعت في منديل بترا تدبيرًا لمواجهة الساحرات، ومنحته القدرة على جعل بيكو تتعاون معه في تلك اللحظة تحديدًا. لم يفهم مقصدها الحقيقي. لم يشك في كونها متعاونة معه، ولكن…
رفع روزوال كتفيه كأنما يقول إنه أمر لا يستحق العناء، ثم اعترف بنواياه القاتلة بكل بساطة. اخترقت كلماته عقل سوبارو، متجاوزة مشاعره بالغضب، وأطلقت زفيرًا لا إراديًّا من صدره.
«لكن… هذا جنون. اليوم هو الثاني فقط… لماذا يحدث هذا الآن…؟!»
كانت الحياة تغادر جسد غارفيل، وفي أحضانه بقيت رام ساكنة، وابتسامة رقيقة لا تزال مرسومة على شفتيها.
كان هذا الجواب العبثي امتدادًا لوضعٍ يفوق التصور. تعليق مجنون على مصير مجنون. ما الذي يجري؟
رفع روزوال الكتاب بين يديه، مما ذكَّر سوبارو بالكلمات التي سمعها منه سابقًا. حين تطرق الحديث إلى هذا الأمر من قبل، أوضح روزوال أن هاتين النسختين هما الأصليتان الوحيدتان، وأن إحداهما كانت بحوزة بياتريس. أما الأخرى—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ردة فعل غير متوقعة. سوبارو الذي أعرفه شابٌّ لا يرى شيئًا سوى ما أمامه، فيندفع بغضب ويحاول الإمساك بي. أليس كذلك، ناتسكي سوبارو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ذ-ذاك… انتقامٌ مني ومن العجائز…»
«ما الذي تحاول قوله؟ أنت مجنون… لن أستطيع أبدًا…!»
«إميليا؟»
«أن تسامحني أو نحو ذلك؟ لا حاجة لمثل هذا الكلام. عليك أن تكون صادقًا مع قلبك. هذا هو الـ ”أنت“ الذي أريده، الـ ”أنت“ الذي كنت أريده دائمًا، دااائـمًا.»
«—ماذا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سمع سوبارو مناجاة بياتريس وآلامها. ومع ذلك، كيف يمكن لرجل مثل روزوال، الذي لم يفعل شيئًا من أجلها، أن يتصرف وكأنه يفهم بياتريس حقًا؟
«—!! توقف عن النظر إليَّ بهذه العين! ما هذا بحق؟ ماذا دهاك؟!»
طوال هذا الحوار، لم يكف روزوال عن التحديق في سوبارو بعينه اليسرى الوحيدة. كان بريق تلك القزحية الصفراء أشبه بشيء ينقب عميقًا في روحه، مما جعله يشعر بالغثيان حتى اهتز صوته وانكسر.
«…»
وبينما كان غارفيل يحملق فيه بذهول، تابع سوبارو حديثه بنبرة هادئة:
«لقد قتلتَ شخصين! وليس هذا كل شيء! أتحدث عن كل ما حدث من قبل أيضًا! نعم، حين كنت تتحدث عن جماعة طائفة الساحرة! ظللتَ تخدعني مرارًا وتكرارًا—»
أصدر غارفيل صوتًا منزعجًا وهو يقرع لسانه بضيق: «لندع رام جانبًا… ليس لديَّ سبب لسماع كلامك أو الهدوء. كن حذرًا من كلامك، فمخالبي يمكن تنغرس في أحدكما.»
«—مرارًا وتكرارًا. نعم، مرارًا وتكرارًا، سوبارو.»
بغضبٍ ومرارة، ألقى الكلمات التي قيلت في القبر، والدفء الذي شعر به من قربها، وكل المشاعر التي تأججت بينهما، في مهب الريح.
توقف غارفيل، بينما ألقى سوبارو نظرة من خلف كتفه على ظل المبنى الكبير المحجوب بستار من الثلج المتطاير، ليؤكد أن القبر كان هناك. شعر بأنفاسه تتباطأ قليلًا.
ارتجف سوبارو، إذ شعر بقشعريرة كأنما أصبع مبتل يمر على طول عموده الفقري.
ارتعش سوبارو وهو يصيح بذهول أمام ظهور ”الأرنب العظيم“، أحد الوحوش الثلاثة العظيمة.
تفاقمت عاصفة مشاعره العنيفة، فأخذ يصرخ بكل ما أثقله من ألم حتى تلك اللحظة. ومع ذلك، كان التعبير الذي ارتسم على وجه روزوال غريبًا، لا يناسب الموقف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com خلال لقائه العابر مع الساحرات، أخبرته ”ساحرة الشراهة“؛ دافني، أن الأرانب تنجذب إلى المانا. وعلى الرغم من أنه لم يجد بعد وسيلة لاستغلال هذه المعلومة لمواجهة تهديد الوحوش، إلا أن الحقيقة كانت واضحة الآن—
كان روزوال يبتسم. انفرجت شفتاه الرقيقتان بابتسامة شيطانية، يفيض وجهه بتعبير ملؤه الترحيب والسعادة وهو يواصل التحديق في سوبارو.
«—ماذا؟»
ليس في هذه الابتسامة أي سخرية أو تهكم. شعر روزوال ببهجة صادقة لرؤية حال سوبارو. وبالنسبة إلى سوبارو، كان تدفق تلك المشاعر الغامضة مثيرًا للاشمئزاز.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شعر بالخوف… فقد واجه شيئًا لم يستطع استيعابه إطلاقًا.
بينما كان روزوال يحدق في عيني سوبارو المرتجفتين، أومأ برأسه وكأنه إيماءة تنمُّ عن مودة مصطنعة.
«قالتها بوجه لطيف، بصوت عذب، بجواري مباشرة… كان ذلك ساحرًا، لا شك في ذلك».
«—لأنك تؤمن بأن ما حدث يمكن التراجع عنه، أليس كذلك؟»
«حسنًا. بما أنك لا تفهم، سأقوم، بوصفي شخصًا يعتقد أنه يفهم، بإرشادك بإرادتي. سأخبرك تحديدًا لماذا، رغم مشاهدتك موت هذين الاثنين ومواجهتك لي، مَن قتلهما بيديه، لا تتصرف بدافع عاطفة.»
«…»
«تذكرت كلماتك، سوبارو. كلماتك التي ظلت ترافقني طوال هذه المدة. منذ لقائنا الأول، وأنت تمنحني الشجاعة وتدفعني للمضي قدمًا، تدعمني… وتقول لي إنك تحبني…»
«الأمر بسيط للغاية. أنت لست حزينًا على موتهما. أنت مندهش. ولكن، لا تشعر بالحزن. ولهذا السبب لم تهجم عليَّ بدافع الغضب.»
شعر سوبارو أن غضبه يبدو أنانيًّا، وربما منفصلًا عن مشاعر الحقد والاحتقار التي حملها طوال رحلته حتى تلك اللحظة. لكنه لم يستطع السيطرة عليه.
كانت تلك حقًا كلمات شخص يتوهم أنه يدرك ما يدور في عقل الآخر.
«إذًا تركت الهجينة، والثلج لم يتوقف بعد؟! تعود خالي اليدين ورأسك منخفض، وتظن أنني سأتقبل هذا ببساطة؟! هيه، مَن تظن نفسك هاه؟!»
«—سوبارو؟»
‹ما الذي تفهمه أنت!؟ كيف لا أكون حزينًا على موتهما! سأقتلك!!›
ذلك الشك كان أن روزوال يمتلك وسيلة لوراثة الذكريات.
كانت تلك العبارات بلا حصر، تشكَّلت من دوامات من المشاعر العنيفة التي عصفَت بداخله.
طفحت في قلب سوبارو كلمات عديدة، كأصداء غاضبة تتزاحم على شفتيه، جاهزة لتُقال.
وسرعان ما أدرك سوبارو أن هذا ليس وهمًا أو سوء فهم.
كانت تلك العبارات بلا حصر، تشكَّلت من دوامات من المشاعر العنيفة التي عصفَت بداخله.
«إيه-هيه-هيه. نعم… أحبك. سوبارو… أحبك كثيرًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الغضب، واليأس، والحزن، والصدمة— كلها كانت تتأهب للانفجار في أي لحظة لتُمطر المهرِّج المتعالي بوابل من السخط والكراهية.
«—لأنك تؤمن بأن ما حدث يمكن التراجع عنه، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…انتظر، لا تقل لي إن هذا…؟»
«—؟!!»
ارتعدت أوصاله وتجمد دمه في عروقه. شعر وكأن قلبه انقبض بقبضة قاتلة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن هذا جوابًا على سؤاله. ومع ذلك، نظرت إميليا إلى سوبارو بإخلاص شديد. لم يكن في عينيها سوى سوبارو. سوبارو وحده، ولا أحد غيره.
ومع صرخته، كما لو أن الفزع استدعى الكارثة، قفزت الوحوش من بين الثلوج واحدة تلو الأخرى. أصدرت تلك الكائنات الصغيرة أصوات *كيي، كيي*، بينما استمر صوت *سكرت سكرت* يصاحب تحريك أنيابها، وعددها تجاوز حدود العد.
لم تكن تلك مجرَّد استعارة. بل كان إحساسًا حقيقيًا، وكأن قلبه قد وُضع تحت قبضة مميتة. وقع الكلمات كان شديدًا لدرجة لا توصف.
«—يبدو أنك تسيء فهم شيء ما، سوبارو.»
صدمته العبارة بقوة مرعبة، إذ بدت كلمات روزوال وكأنها تشير مباشرة إلى ”العودة بعد الموت“. كان القانون الذي تحكمه الساحرة صارمًا وقاسيًا. ربما يتوقف الزمن في تلك اللحظة، وتنبثق الأذرع السوداء لتفرض حكمها. أو ربما، لا تكفي تلك الأذرع وحدها، فتعود الساحرة من جديد، لتلتهم الملجأ بأكمله—
عالم مكتمل، مستقبل بعيد المنال، آمال ضائعة، وروابط مداسة: كان كل شيء منها يعبق بطعم الدم.
«… لن تأتي؟»
«الاعتقاد بأن مستخدمي السحر لا يمكنهم القتال بلا سلاح… ضرب من التحيز، تراه؟ إنه الفخ الذي حتى الساحرات يقعن فيه أحيانًا. احرص على تذكُّر هذا لاحقًا.»
«هذا الترقب… أرى. إذًا لقد عقدتَ معها عهدًا. في ضوء ذلك، أستطيع الآن تقبُّل الكثير من أقوالك وأفعالك السابقة. إنها ماكرة بحق.»
«تقبل؟ لا، قبل هذا كله… كيف…؟!»
«—سوبارو؟»
لكن بينما بدأت كلمات سوبارو المتكسرة تخفت، التفت روزوال نحو نافذة الغرفة. وفي زاوية عين سوبارو المغمضة، ضاقت عينا روزوال قليلًا قبل أن ينطق بكلمة واحدة:
ازداد شحوب وجه سوبارو فيما وضع روزوال يده على ذقنه وأومأ بتفكير. لم يكن هناك شك: لقد لمست كلمات روزوال للتو المحظور الذي يخفيه سوبارو في أعماقه—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتسم روزوال بخبث: «يا لها من طريقة همجية في التفكير… يبدو أن غارف هو غارف، كما هو معتاد.»
«أنت… هل أدركت ما كان يحدث لي؟!»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لأشرح لك، ربما يكون من الأسرع أن أريك بدلًا من الكلام.»
«لـ-لماذا… أنت…»
«انتظر! يبدو أنك تتهرَّب مرة أخرى—»
كيف يمكن فهم أمنيتها بالموت؟ تلك الأمنية لم تكن ما أرادته حقًا.
حينما استدار روزوال واتجه نحو السرير، حاول سوبارو أن يقترب منه، لكنه تردد في تخطِّي بركة الدم التي لامست أطراف أصابعه، حيث ترقد جثتا رام وغارفيل.
«—أوه، لقد عدت أخيرًا، لكن ما هذا الوجه الغبي الذي أعدته معك؟»
كما كانت تفعل إيكيدنا داخل القبر، حيث تقبع في قصر أحلامها المنفصل عن الواقع، فهل ورث روزوال الذكريات حتى بعد عودة سوبارو بالموت؟
في تلك اللحظة، وصل روزوال إلى السرير. دسَّ يده تحت الوسادة، وبدأ يتلمس شيئًا هناك، ثم—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…انتظر، لا تقل لي إن هذا…؟»
تداخل هذا المشهد مع ذاكرة أخرى في عقل سوبارو؛ مشهد بياتريس وهي مطعونة أمامه.
أربع مقاطع قصيرة تحولت إلى اسم، ومع الرد الذي تلقاه، اجتاح شعور هائل سوبارو كأنما صاعقة اخترقته.
«كتاب السحر؟ اطمئن. هذا ليس مجرَّد نسخة مقلَّدة، بل هو واحد من النسختين الأصليتين.»
«يبدو أنك لست بحاجة إلى تفسير حول محتويات الكتاب. كما يبدو أنك تعرف تمامًا مَن يمتلك النسخة الأخرى. في هذه الحالة، أظن أنني أجبت عن سؤالك، أليس كذلك؟»
همس سوبارو بهذه الكلمات بصوت خافت، بحيث لا يسمعها غارفيل المتحفز.
رفع روزوال الكتاب بين يديه، مما ذكَّر سوبارو بالكلمات التي سمعها منه سابقًا. حين تطرق الحديث إلى هذا الأمر من قبل، أوضح روزوال أن هاتين النسختين هما الأصليتان الوحيدتان، وأن إحداهما كانت بحوزة بياتريس. أما الأخرى—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان حال سوبارو يرثى له، حتى بات من الصعب على أي شخص أن يتحمل رؤيته في هذه الحالة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت ذراع بشرية كاملة، بأصابعها الخمسة المرتجفة، تشق طريقها عبر صدره وتبرز من ظهره.
«إذًا… كان معك طوال الوقت!»
«يبدو أنك لست بحاجة إلى تفسير حول محتويات الكتاب. كما يبدو أنك تعرف تمامًا مَن يمتلك النسخة الأخرى. في هذه الحالة، أظن أنني أجبت عن سؤالك، أليس كذلك؟»
«…»
بينما كان سوبارو يحدق في الكتاب الأسود المغلَّف، دوى في أذنيه صوت رنين صاخب، وكأن العالم من حوله بدأ ينهار ببطء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما ركز سوبارو أفكاره، محاولًا مطابقة ما يراه مع ذكرياته السابقة، وجد الدليل الذي يبحث عنه. مُتجاهلًا واقع اللحظة الراهنة، أرهق عقله حتى حافة الانهيار، ليصل في النهاية إلى استنتاج ذي معنى.
كان في يد روزوال الكتاب الثاني للمعرفة— ذلك الكتاب الذي تنبأ بالمستقبل. وكما فعلت بياتريس، التي أحكمت عزلتها عبر قرون أربعة بكتابها الفارغ، فإن روزوال أيضًا كان قد قرأ محتويات هذا الكتاب مرارًا وتكرارًا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«روزوال…؟»
«من مظهرك، يبدو أن بياتريس قد أدت واجبها بطريقةٍ ما.»
«في وضع مثل هذا، لا يوجد أعداء أو حلفاء، هذا ما قاله. لا سبب يدفعنا لعض بعضنا البعض بلا تفكير. وتخيَّل أنه مجرد شخص عادي متورط في كل هذا.»
«—واجب؟ ما الذي تعرفه عن واجبها…؟»
قطعت تلك الجملة سيل أفكار سوبارو، وأوقفته مؤقتًا. وبينما واصل عقله محاولة التحقق من المعلومات المتراكمة، اشتعلت في صدره مشاعر الفقد، ليواجه روزوال غضبًا من أجل الفتاة التي كانت في صميم ذلك الألم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حقًا؟ ألستَ ترغم نفسك؟ أعني، أنت دائمًا تفعل أشياء متهورة من أجل الآخرين… أنت تدرك ذلك، أليس كذلك؟ وهذا يجعلني أقلق حقًا.»
هل كان هذا الرجل يدرك حقًا مشاعر بياتريس الحقيقية، تلك الفتاة التي صرخت بمرارة وحدتها؟
«روزوال…؟»
«ألم تكن تعرف ما كانت تعانيه؟! تلك التي ظلت أسيرة تلك الغرفة، متشبثة بوعد قديم مضى عليه زمن طويل… ألم تكن تعرف شيئًا عن دموعها؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت ذراع بشرية كاملة، بأصابعها الخمسة المرتجفة، تشق طريقها عبر صدره وتبرز من ظهره.
ضاق سوبارو ذرعًا بتعليق روزوال، لكنه أدرك في أعماقه أن الأخير محق إلى حد ما. فمنذ وصوله إلى هذا العالم، لم يحقق سوى انتصار واحد في قتال فردي… انتصار تحقق بضربات مباغتة ثلاث.
«بالطبع كنت أعرف. إنها شخص عرفته منذ ولادتي. إحساسها بالكآبة الذي تحمله في قلبها، ورغبتها في التحرر… كانت أمورًا لطالما أدركتها.»
«لهذا، عندما رأيتك تأتي إليَّ الآن، شعرت أن قلبي ينقبض… وبدأت الحرارة تتصاعد بداخلي حتى لم أعد أستطيع تحملها. فكرت: ربما هذا حلم، لكنه ليس كذلك… أنا آسفة، حتى أنني لم أعد أعلم ما أريد قوله. أنا… ممم… أريد أن أعبر عن مشاعري بطريقة صحيحة، لذا…»
«رام، أنتِ خادمة رائعة بحق.»
«—!! إذًا…»
—وقبَّلت شفتي سوبارو الصامت.
«أتمنى ألا تقول لي: لماذا لم تفعل شيئًا من أجلها؟ أو ما شابه. هل تعرف ماذا أرادت تلك الفتاة من شخص ما ليبدد حزنها؟ لقد سمعت مناجاتها، أليس كذلك؟»
《٨》
«أنـا… أنا… أنا…»
أصابت كلمات روزوال قلب سوبارو كطعنة موجعة، حتى شعر وكأن قلبه ينفث دماءً.
شعور بالغموض ساور سوبارو وهو يراقب الموقف، إذ انصب خوفه على احتمال اندلاع العنف من غارفيل وخشيته على سلامة رام. لم يكن هناك شيء غريب في جملة روزوال، فقد كان يمدح رام ببساطة على دفاعها المستميت عنه. لكن المشكلة لم تكن في الكلمات.
نعم، لقد كانت الحقيقة. سوبارو سمع مناجاة بياتريس. حاول أن يمد يده لينقذها، لكن يده رُفضت، وصوته لم يصل إليها، وفي النهاية، سُلبت حياة بياتريس بسيف آثم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنت متفائل للغاية. لن أسمح لك بلقائها. سأجعلك تتحدث مع أميرتك لتوقف هذا الثلج عن السقوط. أنت مَن سيذهب للداخل. هذا هو عملك اللعين، وليس عملي.»
أولئك الذين في الداخل اختاروا الموت حرقًا بدلًا من أن تُنهش أجسادهم على يد الوحوش الشيطانية. هذا كل ما في الأمر.
لم يكن في وسع سوبارو امتلاك القوة أو المعرفة الكافية ليداوي جراح أربعة قرون من العزلة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسم روزوال بخبث أعمق: «أوه، لو توافرت الظروف المناسبة… لا أظن أن فرص انتصاره ستكون ضئيلة كما تعتقد.»
بإمكانه أن يعود إلى الوراء، مستخدمًا قدرته لإعادة الأحداث، ليخلق ”فرصة أخيرة“ للتحدث مع بياتريس مرارًا وتكرارًا. لكن كيف يمكن علاج حزن استمر أربعة قرون؟
بالنسبة لغارفيل، كان المهم هو كشف المتسبب في الأزمة التي ألمت بالملجأ، وليس مشاعر روزوال.
لا يستطيع إعادة عقارب الزمن لتغيير السنوات الطويلة التي قضتها بياتريس بين رفوف أرشيف الكتب المحرَّمة.
«هـ-هذا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لكن لا أخفي أنني أحسدها.»
شعور بالغموض ساور سوبارو وهو يراقب الموقف، إذ انصب خوفه على احتمال اندلاع العنف من غارفيل وخشيته على سلامة رام. لم يكن هناك شيء غريب في جملة روزوال، فقد كان يمدح رام ببساطة على دفاعها المستميت عنه. لكن المشكلة لم تكن في الكلمات.
وبينما كان غارفيل يحملق فيه بذهول، تابع سوبارو حديثه بنبرة هادئة:
تسللت تلك الكلمات، وكأنها همسة عابرة، إلى أذنَي سوبارو المنهكتين.
—واصل الركض.
لم يصدق ما سمعه للتو. رفع وجهه وحدق في فم روزوال، ذلك الفم الذي نطق بتلك الكلمات المستفزة. لكن روزوال لم ينتبه لنظراته، بل تابع كلامه مع تنهيدة غامضة:
أن يصل إلى ذلك الحد بعقل مشتت كان نتاجًا لعزيمة تشبه الهوس، ومعجزة بائسة ساعدتها برودة الجو التي أبطأت عملية الأيض في جسده. لكن حتى تلك المعجزة الرخيصة بلغت حدودها.
«—الثلج. هل فعلت إميليا هذا؟»
«تمكنت بياتريس من الاختفاء، محققة أمنيتها العزيزة. وهذا هو المغزى من كونك هنا الآن، أليس كذلك؟»
«أمنيتها العزيزة…؟ هل… هل تقصد أن موتها بتلك الطريقة كان أمنيتها العزيزة؟!»
ومع احتضار سوبارو تحت وطأة الألم، استمر روزوال في إنزال ضرباته عليه بلا هوادة— لكمات وركلات وأحيانًا ضربة قاسية على رأسه، حتى سالت من محجر عينه اليسرى دموع من دماء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«تلك كانت رغبتها. ما يتمناه كل شخص في نهايته هو أمر لا ينبغي للآخرين الاستهانة به، ورغباتها كانت تخصها وحدها. لا يحق لك أو لي تدنيس نهايتها.»
ذلك الشك كان أن روزوال يمتلك وسيلة لوراثة الذكريات.
«لقد قتلت رام وغارفيل، ثم تأتي لتلقي عليَّ مثل هذا الكلام؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
صرخ سوبارو في غضب، رافعًا إصبعه باتهام تجاه روزوال على المجزرة التي ارتكبها، لكن الأخير هز رأسه يمينًا ويسارًا وكأنه يقول: ”وهل كانت أفعالك أنت نبيلة بما يكفي لتأخذ هذا الموقف المتعالي؟“
رد غارفيل بحدة: «لديك جبال من الأسباب للشك بك. يا صاحب رائحة الساحرة!»
سمع سوبارو مناجاة بياتريس وآلامها. ومع ذلك، كيف يمكن لرجل مثل روزوال، الذي لم يفعل شيئًا من أجلها، أن يتصرف وكأنه يفهم بياتريس حقًا؟
كيف يمكن فهم أمنيتها بالموت؟ تلك الأمنية لم تكن ما أرادته حقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أغمض غارفيل عينيه متأملًا للحظة، مستغرقًا في أفكاره، قبل أن يتخذ قراره. حرر قبضته عن ياقة سوبارو، مفسحًا له المجال ليلتقط أنفاسه.
وإلا، لماذا حمت سوبارو في النهاية؟
«نعم… ربما قليلًا.»
«كما قلت، أنا أحسدها. —ففي النهاية، يبدو أن أمنيتي العزيزة لن تتحقق أبدًا.»
«مم؟ لماذا ماذا؟»
«—؟»
إحداهما بلا مشاعر، أما الآخر فكانت مشاعره غامضة، تغلي في أعماق غضبه العارم.
حتى تلك اللحظة، لم يستوعب سوبارو كلمة واحدة مما نطق به روزوال. كان ذهنه غارقًا في فوضى عارمة.
إميليا، التي لم تدرك أن سوبارو يحتضر، ستكون الوحيدة المتبقية.
ومع ذلك، أثار ما قاله روزوال أخيرًا شعورًا غريبًا ومُقلقًا في نفس سوبارو، كأن هناك نغمة نشازًا تخترق عقله.
تحقيق أمنية عزيزة؟ تلبية رغبة؟ بدا الأمر خاطئًا وغير متناسق. أما فيما يخص رغبته هو—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تكلم سوبارو بصعوبة، محاولًا تبرير خروجه من الملجأ. شعر أن ما حدث ما كان ليكون هكذا لو وصلت رسالته إليها. نعم، الرسالة…
«ما الذي… تريده إذًا؟ ما رغبتك؟ ولماذا… لماذا تفعل كل هذا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ركضت إميليا بخطوات صغيرة نحوه، وأمسكت بكلتا يديه. وملامحها تحمل شيئًا من العبوس، شدَّت يديه بلطف إلى صدرها. امتزج دفء جسدها بنعومة ملمسها، ورفعت عينيها لتنظر إليه بنظرة تفيض حنانًا.
«لن أفصح عنها. لديَّ عهد لا يمكنني نقضه، تمامًا كما هو حالك. ما قلته حتى الآن هو أقصى ما أستطيع تقديمه لك من تنازلات. لكن دعني أقول هذا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «قتلك سيكون كمن يضع العربة أمام الحصان، ألا تعتقد؟ سيكون موتك مزعجًا بالنسبة لي. فأنا بحاجة ماسَّة إلى أن تغتنم الفرصة التالية، مهما حدث لك.»
«…»
«أنا أبذل قصارى جهدي دائمًا، وأتصرف بما يخدم مصلحتي في تحقيق رغبتي العزيزة. كل مخططاتي، تجديفي، دعمي ومساعدتي— كلها من أجل ذلك الهدف. لم أُدر ظهري له أبدًا.»
بينما كان سوبارو يحدق في الكتاب الأسود المغلَّف، دوى في أذنيه صوت رنين صاخب، وكأن العالم من حوله بدأ ينهار ببطء.
أكد روزوال بصراحة وجرأة، وبدون أي خجل، أنه كان مخلصًا في كل أفعاله حتى اللحظة.
باغت سوبارو الجوهر بلا تردد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كيف يمكنه أن يقول هذا بكل هذا الهدوء وبتلك الوقاحة؟! اشتعل غضب أسود في أعماق سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شعر سوبارو أن غضبه يبدو أنانيًّا، وربما منفصلًا عن مشاعر الحقد والاحتقار التي حملها طوال رحلته حتى تلك اللحظة. لكنه لم يستطع السيطرة عليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لماذا قتلت…؟ لماذا قتلت رام؟ وغارفيل أيضًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
«مصلحة؟ لم تُدر ظهرك لها أبدًا، هراء! أنت… حتى أنت، الأمر يتعلق بذلك الكتاب، أليس كذلك؟! أنت تتبع ما كُتب فيه، أليس كذلك؟! هل ستخبرني بنفس ما قالته بياتريس؟! أن كل ما فعلته حتى الآن -وما تفعله في هذا الملجأ- هو…!»
«لمـ-لماذا…؟»
في المحاولة الأولى التي اكتشف فيها سوبارو ذلك الكتاب، أخبرته بياتريس أنها تتبع ما كُتب فيه حرفيًّا. لكن ذلك كان كذبًا؛ فقد اكتشف سوبارو لاحقًا أن صفحات كتابها كانت فارغة.
«عـ-على كل حال… سمعت أنك كنتِ هنا منذ الأمس…»
《٨》
وماذا عن كتاب روزوال إذًا؟ هل كان المستقبل مكتوبًا بدقة فيه؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «الأمر بسيط للغاية. أنت لست حزينًا على موتهما. أنت مندهش. ولكن، لا تشعر بالحزن. ولهذا السبب لم تهجم عليَّ بدافع الغضب.»
«ما الذي… تريده إذًا؟ ما رغبتك؟ ولماذا… لماذا تفعل كل هذا؟»
«هل سقوط الثلج أيضًا وفقًا لما في الكتاب؟! هل الكتاب أخبرك أن تُسقط الثلج؟ ما الغاية من هذا بحق؟!»
«—معرفة الجواب هي آخر شيء أود تحقيقه في هذا العالم».
«الأمر واضح.؛ لعزل السيدة إميليا.»
«أنت مَن تسبب في تساقط الثلج هنا في الملجأ، أليس كذلك، روزوال؟»
«—هـ…ـاه؟»
«حتى لو لم تبذل كل هذا الجهد لتبرير نفسك، لن أغضب منك. أوه، سوبارو، لا داعي لأن تكون شاحب الوجه هكذا. حقًا، أنت فقط… مهمل بعض الشيء.»
«يبدو أن عليَّ التكرار. هذا الثلج يضر بالسكان، ويؤدي إلى عزل السيدة إميليا، مما يجعلها في حالة نفسية مضطربة. ولولا هذا الثلج، لما وصلت إلى تلك الحالة، أليس كذلك؟»
استغرق سوبارو أكثر من ساعة حتى وصل إلى المستوطنة.
كان استنتاج روزوال يصف حالة إميليا في القبر بدقة، وكأنه يراها بعينيه.
«في البداية، كنت خائفة جدًا، كما ترى. استعسر الأمر عليَّ. أعني، لم أتمكن من القيام بأي شيء كما يجب، واعتقدت أن سوبارو سيشعر بالإحباط مني هكذا.»
تقدمت الأمور تمامًا كما تنبأ روزوال. لكن المسألة لم تكن في النتائج؛ بل في التفكير المتطرف الذي قاده لاتخاذ مثل هذا القرار.
«…».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حتى لو أتيحت لك الفرصة لتكرار الأمور، لا أملك أنا مثلها. الشخص الذي ينتظرك بعد المحاولة الجديدة لن يكون أنا الذي تراه أمامك الآن. هذه نهايتي— ولكن هذا لا بأس به.»
وقف سوبارو في حيرة من أمره، فيما فتح روزوال ذراعيه قليلًا وكأنه يشرح أمرًا بديهيًّا.
انطلق كرة نارية قرمزية بحجم قبضة اليد بسرعة سهم، مخترقة النافذة ومذيبة زجاجها في طريقها، لتصيب مباشرة الظل الذي حاول التسلل عبر النافذة.
«هذا المكان مرتبط بساحرة، والسيدة إميليا تقف في مواجهة التجربة لتحرير الملجأ. في مثل هذا الوضع، إذا هطل الثلج في غير موسمه في المكان الذي توجد فيه… يمكن تخيُّل ما سيحدث، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما غرس روزوال أظافره في خاصرة سوبارو الملقى على الأرض، أمال رأسه كما لو كان هذا مجرد موقف عادي. لم يعتمد على قوة ركلاته بقدر ما استغل معرفته الدقيقة بنقاط الضعف، ليزيد عذاب سوبارو بدقة مؤلمة.
«لـ-لماذا… أنت…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«في مثل هذه الظروف، يكون انعدام الدهاء لدى غارفيل مفيدًا للغاية. ستجعله شكوكه الطبيعية يلقي اللوم مباشرة على السيدة إميليا، بصوت عالٍ كعادته. وهنا يأتي دور ذكريات سكان قرية إيرلهام. فهم يعرفون عن موجة البرد الموضعية التي تستطيع السيدة إميليا -أو بدقة أكبر، الروح العظمى- أن تتسبب بها.»
سرت قشعريرة في جسد سوبارو بينما كان روزوال يتحدث. كان يشير إلى تلك الموجة الباردة التي عرفها سكان القصر والقرية سابقًا، عندما تساقط الثلج خارج موسمه حول قصر روزوال.
تلك اللحظات كانت فترة سلام ممتعة بين سكان القصر وأهل القرية. لكن روزوال كان يستغل تلك الذكريات الآن.
«ما الذي تحاول قوله؟ أنت مجنون… لن أستطيع أبدًا…!»
ارتجف سوبارو، إذ شعر بقشعريرة كأنما أصبع مبتل يمر على طول عموده الفقري.
في الحقيقة، كل شيء جرى وفقًا لمخططات روزوال حتى أدق التفاصيل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جاءه الصوت من العتمة، وكأنما أطلقه من قفص أفكاره الطويل. أمامه تمامًا، انتهى الممر، ليكشف عن غرفة حجرية تشع بريقًا أزرق خافتًا. وفي قلب الغرفة، وقفت تلك الشخصية الوحيدة.
اشتبه غارفيل بإميليا، وامتدت شكوكه بين سكان المستوطنة كالنار في الهشيم. وعلى الرغم من أن أهل قرية إيرلهام أرادوا تصديق إميليا، إلا أن ذكرياتهم عن الثلج كانت مرتبطة بها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رغم أن كليهما شك في الشخص ذاته، إلا أن ذلك لم يعني وجود ثقة بينهما. لم يطمئن سوبارو بدوره تمامًا إلى غارفيل. فكما كان لغارفيل مخالبه جاهزة، لم يكن سوبارو مستعدًا لخفض دفاعاته.
لقد كانت إميليا هي من أسقط الثلج، وكل ذرة تراب في تلك الأرض، في ذلك العالم، حملت مبررًا لإلصاق كل جريمة بها، بغض النظر عن الفاعل الحقيقي.
بالطبع، لم يكن مجديًا مقارنة غارفيل بثلاثة أوباش في زقاق مظلم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ذلك كان الشيطان المسمى بالتحامل، الذي أذاق إميليا مرارة الألم على مدار سنوات طويلة.
كلمات روزوال الأخيرة، موته المهيب، ندمه على فقدان رام وغارفيل، غموض مصير بيترا وفريدريكا، عجزه عن إنقاذ ريم وبياتريس— كلها كانت تمزق قلب سوبارو.
وهذه الحقيقة بحد ذاتها أكدت أنها شريكة في مخططات روزوال، وإن لم تكن مشاركة في كل تفاصيلها. إلا أن الغموض كان يكمن في الغاية الحقيقية من تلك المخططات.
«ولعلك تسأل: ماذا أستفيد من عزل السيدة إميليا؟ حسنًا، السيدة إميليا ضعيفة للغاية، في واقع الأمر. ليس غريبًا أن تُلقي بنفسها بين يدي ”شخص“ يستطيع تقبُّلها. وإذا كان هذا الشخص يرغب في دعم السيدة إميليا بكل جوارحه، فذلك أفضل بكثير.»
«انتظر، انتظر… انتظر لحظة، انتظر!»
«بمجرد أن تعتمد السيدة إميليا عليك، لن تتمكن أبدًا من إبعادها. بالطبع، فأنت تحبها… وإذا منحتك محبوبتك السيدة إميليا ثقتها الكاملة، فلن تتمكن من صدَّها.»
استمرت اعترافات روزوال، وأثارت تلك الكلمات في نفس سوبارو خوفًا غريزيًّا جعله يرفع يديه.
رفع روزوال الكتاب بين يديه، مما ذكَّر سوبارو بالكلمات التي سمعها منه سابقًا. حين تطرق الحديث إلى هذا الأمر من قبل، أوضح روزوال أن هاتين النسختين هما الأصليتان الوحيدتان، وأن إحداهما كانت بحوزة بياتريس. أما الأخرى—
لكن تلك الحيرة أوجدت مساحة كافية بينهما للحوار في تلك اللحظة.
شعر وكأن حقيقة مروِّعة، أو معلومة صادمة، قد كُشفت أمامه في تلك اللحظة.
وكأن تلك الكلمات كانت المفتاح لفهم نوايا روزوال الحقيقية— وما إن عرفها، لم يعد بإمكانه التراجع.
«بمجرد أن تعتمد السيدة إميليا عليك، لن تتمكن أبدًا من إبعادها. بالطبع، فأنت تحبها… وإذا منحتك محبوبتك السيدة إميليا ثقتها الكاملة، فلن تتمكن من صدَّها.»
حين زأر غارفيل بكلماته، اندفع سوبارو نحوه، صارخًا في وجهه بكل ما أوتي من قوة.
«هذا ليس…»
‹لا. لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا.›
لقد قاوم سوبارو هذا الشعور في تلك اللحظة التي لجأت إليه إميليا في القبر. تحمل كل ذلك لأنه علم أن تلك لم تكن مشاعرها الحقيقية، ولم يسمح لنفسه أن يغرق في مشاعر حب مزيفة ليست سوى ظل باهت للحقيقة—
«تييي- هييي.» ضحكت إميليا فجأة، ضحكة صغيرة ولطيفة.
«أرى أنك ترفض هذا اليوم. يا للخسارة بالنسبة لي. يبدو أن النسخة الحالية منك منشغلة بأمور جانبية أكثر مما ينبغي.»
«أين روزوال؟»
«الوضع برمَّته خاطئ. الثلج وإميليا… لو كانت معتكفة في القبر، فالتوقيت المرتبط بتساقط الثلج مختل تمامًا. وإن كانت إميليا مَن أسقطت الثلج، فما هو السبب؟»
«أمور جانبية؟ انتظر… هل هذا السبب وراء ما فعلته برسالتي؟»
كان هناك الكثير مما لم يفهمه بعد. لو أمكن، لتمنى لو أنه يجد جوابًا لهذا الوضع الغامض في تلك اللحظة ذاتها. لغز الملجأ، ونحيب بياتريس. لا شك أن إيكيدنا تمتلك الأجوبة لكل ذلك، بل ولكل ما لم يتضح بعد—
غمر الثلج الكثيف الملجأ، مسكونًا ببرود قاتل، يصبغ الحياة وكل شيء آخر باللون الأبيض القاتم.
«—رسالة؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنت مَن تسبب في تساقط الثلج هنا في الملجأ، أليس كذلك، روزوال؟»
تسللت الشكوك إلى كلمات روزوال وهو يطرح السؤال على نفسه. لكن سرعان ما تخلَّى عن تلك الشكوك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت صورة غارفيل في ذهنه لشخص بعيد تمامًا عن ممارسة أي نوع من السحر، فما بالك بسحر الشفاء. أن يُتقنه بهذا القدر وفي مثل هذا الظرف الحرج كشف عن مهارة مدهشة لم يتوقعها سوبارو أبدًا.
تقدَّم خطوة واحدة، غامرًا في بركة الدماء، مما دفع جسد سوبارو إلى الارتداد لا إراديًّا إلى الخلف. لوَّح روزوال بذراعه الطويلة، مرتسمًا على وجهه ابتسامة حزينة، ثم قال:
في ذهنه المثقل، لم تتردد سوى صورة فتاة واحدة.
«النسخة الحالية منك غير كافية لتحقيق المستقبل الذي ورد في النص. وأي انحراف عما هو مسجَّل يتطلب تصحيحًا.»
«لن أفصح عنها. لديَّ عهد لا يمكنني نقضه، تمامًا كما هو حالك. ما قلته حتى الآن هو أقصى ما أستطيع تقديمه لك من تنازلات. لكن دعني أقول هذا.»
داعبت إميليا خصلات شعره، تداعب جبينه بأطراف أصابعها، وقد بدا عليها المرح وهي تستمتع بفعل ما يحلو لها مع سوبارو.
«هل تنوي… قتلي؟»
ومع ذلك، لم يكن قادرًا على استيعاب كيف يمكن لروزوال أن يبتسم بهذه الراحة، وكأن شيئًا لم يحدث.
«قتلك سيكون كمن يضع العربة أمام الحصان، ألا تعتقد؟ سيكون موتك مزعجًا بالنسبة لي. فأنا بحاجة ماسَّة إلى أن تغتنم الفرصة التالية، مهما حدث لك.»
كان ذلك يعني موتها— لكن حتى مع علمه بذلك، لم يطلب سوبارو من إميليا الهروب.
«—ماذا؟»
تجاوز البرد القارس في الملجأ كل توقعات سوبارو الفاترة.
من وخز الهواء البارد الذي غطَّى جلده، تيقَّن سوبارو تقريبًا مما يحدث.
تسببت كلمات روزوال في ارتباك سوبارو للحظة، لكنه استوعب سريعًا معناها، وفي الوقت ذاته أدرك اختلافها عن الحقائق التي يعرفها.
بناءً على ما هو مكتوب في كتاب المعرفة، أدرك روزوال أن سوبارو يخوض حلقات زمنية. لكنه لم يكن يعلم أن الموت هو الزناد الذي يفعِّل العودة بالزمن.
ركض سوبارو دون تردد، عابرًا وسط أهوال المشهد في خط مستقيم نحو وجهته. أصداء الأنياب المحمومة تحاصره من كل جانب، والأرانب الشرهة للحم استبشرت بقدوم فريسة جديدة إلى ساحة وليمتها. أخرج الكريستالة من جيبه وأطلق صرخة مجنونة محفوفة بالمخاطر.
وعليه، اعتقد روزوال أنه لا يمكنه قتل سوبارو ما لم يُفعِّل الحلقة بنفسه عن طواعية. إذا كانت الأمور على هذا النحو، فهناك فرصة للنجاة—
«لن أقتلك. لكن، أستطيع فعل أي شيء آخر بك. أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في اللحظة التالية، تلقى سوبارو ضربة عنيفة اخترقت ضلوعه وكأنها تستهدف ضفيرة معدته مباشرة، لترسله مرتطمًا بالجدار بقوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هذه الوحوش، التي لم يبقَ لها من غرائز سوى جوع لا يشبع، وصلت إلى الملجأ.
«غـ-آه…»
«بالنظر إلى كيف سيتطور ما بيننا بعد هذا، لا أظن أن هذه التصرفات مني لائقة. هل استخدمت المصطلح بالشكل الصحيح؟»
نعم، لقد كانت الحقيقة. سوبارو سمع مناجاة بياتريس. حاول أن يمد يده لينقذها، لكن يده رُفضت، وصوته لم يصل إليها، وفي النهاية، سُلبت حياة بياتريس بسيف آثم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«غـواا! غـ-غيااا!»
بينما غرس روزوال أظافره في خاصرة سوبارو الملقى على الأرض، أمال رأسه كما لو كان هذا مجرد موقف عادي. لم يعتمد على قوة ركلاته بقدر ما استغل معرفته الدقيقة بنقاط الضعف، ليزيد عذاب سوبارو بدقة مؤلمة.
ومع احتضار سوبارو تحت وطأة الألم، استمر روزوال في إنزال ضرباته عليه بلا هوادة— لكمات وركلات وأحيانًا ضربة قاسية على رأسه، حتى سالت من محجر عينه اليسرى دموع من دماء.
«القبر، يمعنى… أنك ستسمح لي بلقاء إميليا؟!»
ومع كل هذا، لم يمت. لم تحدث العودة بالموت. لم تتكرر الحلقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ترك روزوال برهة قبل أن يتابع حديثه: «—هل سمعت هذا مني، كما أظن؟»
«…فعلت كل هذا، ومع ذلك لا تحاول مرة أخرى؟ تبدو عنيدًا للغاية.»
«رسالة…؟»
«أنـا… أنا… أنا…»
مسح روزوال يديه وقدمه الملطخة بالدماء بأطراف الأغطية، ثم التفت نحو سوبارو، الذي ظل واقفًا في مكانه، عاجزًا عن النطق أو الحركة.
«آآه… أم أن هذه محاولة أخرى منك بالفعل؟ الآن بعدما فكرت في الأمر، لا أملك وسيلة لمعرفة ما إذا كنت قد جربت أم لا. يا لها من هفوة كبيرة في حساباتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ليس الأمر بسبب برودة الطقس التي تشتت انتباهه عن الألم؛ بل ارتبط ذلك بطبيعة العداء الذي يواجهه.
كانت نظرات روزوال المشفقة الموجهة نحو سوبارو تحمل سخرية مبطَّنة أثارت في نفسه مرارة أشد من الألم نفسه. لكن ما دفع الألم الحقيقي إلى التسرب من شفتي سوبارو كان شيئًا أعمق وأثقل، دائم الحضور في أعماقه:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن أعداد النسخ بدأت تتناقص أمام عينيه. لم يمضِ وقت طويل حتى تمزقت بيكو، أول مَن جاء لنجدته، بين أنياب الأرانب، وتحوَّلت النسخ الباقية إلى مجرد عوائق مؤقتة غير فعالة. دفع بها للقتال حتى النهاية، وجعلها تنفجر لتقضي على أكبر عدد ممكن من الوحوش. كرر هذا التكتيك مرارًا وتكرارًا—
«روز…وال… أنت… تتحدث وكأني جربت… مرات كثيرة…»
داعبت إميليا خصلات شعره، تداعب جبينه بأطراف أصابعها، وقد بدا عليها المرح وهي تستمتع بفعل ما يحلو لها مع سوبارو.
عالم مكتمل، مستقبل بعيد المنال، آمال ضائعة، وروابط مداسة: كان كل شيء منها يعبق بطعم الدم.
«أوه؟ يبدو أننا نخوض في موضوع بالغ الأهمية الآن؟ هيا أخبرني.»
أربكت تلك النظرة سوبارو؛ إذ شعر وكأن روزوال، رغم جروحه البالغة وشحوب وجهه، قد انهار من مكانته التي تفوق الرجال العاديين.
«أنا… مَن يطرح عليك السؤال… لماذا… تتصرف… وتخطط بناءً على افتراض أنني… أو أن أحدًا آخر… يمكنه إعادة الأمور؟ هل تعتقد حقًا…؟»
«الكاتدرائية—!»
أخيرًا، تحولت الهواجس التي لطالما رافقته إلى شك ملموس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ذلك الشك كان أن روزوال يمتلك وسيلة لوراثة الذكريات.
ومع ذلك، ها هي مستيقظة أمامه، مما يعني أن محاكمتها قد انتهى—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمام خطواته التي تركت آثارًا فوق الثلج، كانت الأرانب العظيمة تتقدم في خط غير منظم، لكنها تحمل الموت معها.
كما كانت تفعل إيكيدنا داخل القبر، حيث تقبع في قصر أحلامها المنفصل عن الواقع، فهل ورث روزوال الذكريات حتى بعد عودة سوبارو بالموت؟
«لا شك أن الثلوج هي السبب.»
هذا الانفجار العاطفي جعل حتى غارفيل الغاضب يتراجع للحظة، ناسيًا غضبه. أطبق فمه على غير عادته، فيما سوبارو، وقد أصابته موجة من الاضطراب، أطلق صرخته المحمومة.
وإلا، فلن يكون منطقيًا كيف يمكنه التخطيط معتمدًا على إمكانية إعادة الأمور.
الآن، ومع برودة الهواء الذي يلسع جلده، تأكد تقريبًا مما سيحدث.
«إذا كان الأمر كذلك… فهذا مقبول. لكن إن كان صحيحًا… فلا أستطيع…»
«—معرفة الجواب هي آخر شيء أود تحقيقه في هذا العالم».
بينما كان روزوال يحدق في عيني سوبارو المرتجفتين، أومأ برأسه وكأنه إيماءة تنمُّ عن مودة مصطنعة.
لا أستطيع مسامحتك. إذا كان كلاهما قد ورث تلك الذكريات، فلن يكون هناك مجال لاستمرار العلاقة بينهما.
«ها؟» همس بغضب وهو يقول: «…أفهم يا. لقد أجبرت العجوز على التحدث عن قوة البلور رغمًا عنها، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد ارتكب روزوال العديد من الخطايا الفادحة لتحقيق هدف غامض بالنسبة لسوبارو، ولم يقتصر هذا المسار على هذه الحلقة فقط؛ بل كان نهج هذا الرجل في كل مرة ومضة من المستقبل القادم.
إذا كان الأمر كذلك، فإن المستقبل الأمثل الذي يسعى إليه سوبارو، وأهداف روزوال—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—هـ…ـاه؟»
لقد أحس بخسارتها. ولا مجال لإنكار هذا الألم.
«—يبدو أن الحديث قد انتهى…»
رغم أن كليهما شك في الشخص ذاته، إلا أن ذلك لم يعني وجود ثقة بينهما. لم يطمئن سوبارو بدوره تمامًا إلى غارفيل. فكما كان لغارفيل مخالبه جاهزة، لم يكن سوبارو مستعدًا لخفض دفاعاته.
لكن بينما بدأت كلمات سوبارو المتكسرة تخفت، التفت روزوال نحو نافذة الغرفة. وفي زاوية عين سوبارو المغمضة، ضاقت عينا روزوال قليلًا قبل أن ينطق بكلمة واحدة:
أغمض غارفيل عينيه متأملًا للحظة، مستغرقًا في أفكاره، قبل أن يتخذ قراره. حرر قبضته عن ياقة سوبارو، مفسحًا له المجال ليلتقط أنفاسه.
«غوا.»
«…»
بالطبع، لم يكن مجديًا مقارنة غارفيل بثلاثة أوباش في زقاق مظلم.
على الرغم من همسه بالكلمة بصوت منخفض، إلا أن النتيجة كانت ساطعة بلون أحمر متوهج.
انطلق كرة نارية قرمزية بحجم قبضة اليد بسرعة سهم، مخترقة النافذة ومذيبة زجاجها في طريقها، لتصيب مباشرة الظل الذي حاول التسلل عبر النافذة.
«أشعر ببعض التردد حيال ذلك. أريدك أن تفعل أشياء متهورة من أجلي وحدي… لكن لا أريدك أن تتظاهر بعدم رؤية الآخرين… آسفة، أعلم أنني أنانية جدًا، أليس كذلك؟»
احترق الهدف بالكامل في غمضة عين، متحولًا إلى رماد، ولم يتبقَّ منه سوى صوت صرخاته المحتضرة: «كيي، كيي…»
«ما هذا الذي…؟»
أكد روزوال بصراحة وجرأة، وبدون أي خجل، أنه كان مخلصًا في كل أفعاله حتى اللحظة.
«—إميليا… ماذا جرى لكِ؟»
«أفهم، أفهم… —إذًا هكذا ينتهي الأمر؟»
«إذًا… كان معك طوال الوقت!»
شهق سوبارو عندما قبض روزوال على عنقه من الأمام ورفع جسده بسهولة بيد نحيلة. أنَّ سوبارو وتلوى في محاولة للفرار، لكن روزوال لم يعر مقاومته أي اهتمام. بخطى سريعة، جرَّه بلا رحمة نحو الباب، ليخرجه بعنف من المنزل ويقذفه إلى الخارج، حيث هبَّت رياح باردة تعصف بلا شفقة.
«—!! توقف عن النظر إليَّ بهذه العين! ما هذا بحق؟ ماذا دهاك؟!»
قُذف سوبارو وسط الثلوج، فحاول نفض شيء بارد لمس رأسه، وتمكَّن بصعوبة من الجلوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقفت رام بثبات أمام ذراعه الممدودة، نافخة صدرها المتواضع بعزم، لتسد طريقه بجسدها النحيل. لوهلة، لمع في عيني غارفيل مزيج غريب من الغضب والتردد، مزيج سببه خوفه من أن يؤذي شخصًا عزيزًا عليه. لكن بعد لحظة قصيرة، ظهر في نظره شيء آخر؛ عزيمة قاسية، وكأن إرادته باتت تميل نحو إزالة رام من طريقه أيضًا.
ثم أدرك ما كان أمامه، فتسمر في مكانه وعقدت الدهشة لسانه.
رد غارفيل بحدة: «لديك جبال من الأسباب للشك بك. يا صاحب رائحة الساحرة!»
«حسنًا. بما أنك لا تفهم، سأقوم، بوصفي شخصًا يعتقد أنه يفهم، بإرشادك بإرادتي. سأخبرك تحديدًا لماذا، رغم مشاهدتك موت هذين الاثنين ومواجهتك لي، مَن قتلهما بيديه، لا تتصرف بدافع عاطفة.»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سمع صوت *سكرت سكرت* حادًّا، أشبه باحتكاك أشياء صلبة ببعضها، وكان هذا الصوت مألوفًا بالنسبة له— تلك كانت أنشودة أنياب مصممة لتمزيق فرائسها. إنه صوت جرَّبه من قبل.
قطعت تلك الجملة سيل أفكار سوبارو، وأوقفته مؤقتًا. وبينما واصل عقله محاولة التحقق من المعلومات المتراكمة، اشتعلت في صدره مشاعر الفقد، ليواجه روزوال غضبًا من أجل الفتاة التي كانت في صميم ذلك الألم.
امتزج الفراء الأبيض الناصع تمامًا مع مشهد الثلج الذي غطَّى أراضي الملجأ، بينما ارتجفت أجساد صغيرة لا تكاد تملأ راحة اليد، وأخذت أعينها المستديرة تتفحص المكان ببراءة مخادعة. كانت تلك المخلوقات تبدو لطيفة، لكنها ليست سوى أدوات عشوائية للقتل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«الأ-الأرانب…!»
«قالتها بوجه لطيف، بصوت عذب، بجواري مباشرة… كان ذلك ساحرًا، لا شك في ذلك».
ارتعش سوبارو وهو يصيح بذهول أمام ظهور ”الأرنب العظيم“، أحد الوحوش الثلاثة العظيمة.
ومع صرخته، كما لو أن الفزع استدعى الكارثة، قفزت الوحوش من بين الثلوج واحدة تلو الأخرى. أصدرت تلك الكائنات الصغيرة أصوات *كيي، كيي*، بينما استمر صوت *سكرت سكرت* يصاحب تحريك أنيابها، وعددها تجاوز حدود العد.
كانت قد زرعت في منديل بترا تدبيرًا لمواجهة الساحرات، ومنحته القدرة على جعل بيكو تتعاون معه في تلك اللحظة تحديدًا. لم يفهم مقصدها الحقيقي. لم يشك في كونها متعاونة معه، ولكن…
هذه الوحوش، التي لم يبقَ لها من غرائز سوى جوع لا يشبع، وصلت إلى الملجأ.
—طعم قبلتها الأولى كان طعم الموت البارد.
«لكن… هذا جنون. اليوم هو الثاني فقط… لماذا يحدث هذا الآن…؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لن أقتلك. لكن، أستطيع فعل أي شيء آخر بك. أليس كذلك؟»
تذكَّر سوبارو أن الأرانب العظيمة هاجمت الملجأ، وفقًا لما يعرفه، في اليوم الخامس. كان يفترض أن هناك متسعًا من الوقت. فما الذي دفعها إلى الظهور بهذه السرعة؟
«غارفيل، كم سمعت من ريوزو؟»
«لا شك أن الثلوج هي السبب.»
كيف يمكنه أن يقول هذا بكل هذا الهدوء وبتلك الوقاحة؟! اشتعل غضب أسود في أعماق سوبارو.
«—! دافني قالت إن الأرانب تتغذى على الطاقة السحرية؛ وكلما زادت المانا، كان أفضل لها…!»
تقدَّم خطوة واحدة، غامرًا في بركة الدماء، مما دفع جسد سوبارو إلى الارتداد لا إراديًّا إلى الخلف. لوَّح روزوال بذراعه الطويلة، مرتسمًا على وجهه ابتسامة حزينة، ثم قال:
هل سيتركها هنا؟ إميليا، التي لم يعد لديها أحد تعتمد عليه؟
خلال لقائه العابر مع الساحرات، أخبرته ”ساحرة الشراهة“؛ دافني، أن الأرانب تنجذب إلى المانا. وعلى الرغم من أنه لم يجد بعد وسيلة لاستغلال هذه المعلومة لمواجهة تهديد الوحوش، إلا أن الحقيقة كانت واضحة الآن—
«لا أدري… ربما للمرة الثالثة؟ وأعتقد أنني كنت محطمًا في كل مرة.»
«الثلج…! لا شيء يمنعها من التهام السحر العظيم الذي يتحكم في الطقس. لهذا السبب…!»
«لا بأس. لا داعي لأي أعذار. المهم أنك عدت، سوبارو. آمنت دائمًا بأنك ستعود. قلت لنفسي: سيأتي سوبارو من أجلي. إذا اجتهدت وأتممت واجبي على أكمل وجه، فسيأتي وينقذني… وهكذا كان الحال دائمًا، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا المكان مرتبط بساحرة، والسيدة إميليا تقف في مواجهة التجربة لتحرير الملجأ. في مثل هذا الوضع، إذا هطل الثلج في غير موسمه في المكان الذي توجد فيه… يمكن تخيُّل ما سيحدث، أليس كذلك؟»
«بالنسبة إلى الأرنب العظيم، هذا المكان مثالي للتغذية. السكان ذوو الدماء الشبيهة بالبشر تلقُّوا بركة مانا غزيرة منذ ولادتهم… والأهم من ذلك، أن الجميع -بما فيهم القرويون الذين تم إجلاؤهم-ومجتمعون في مكان واحد.»
«غـاه-آآه-آآآآه…!»
«الكاتدرائية—!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «سوبارو، أحبك. أحبك حقًا. عندما أفكر فيك، عندما أفكر فيك وحدك، أرغب في أن أكون معك إلى الأبد. هذا ما أشعر به.»
وكأن تلك الفكرة أشعلت عزمه، دفع سوبارو جسده المتألم إلى الوقوف بصعوبة. مسح دماء أنفه بكمه، وتقدم نحو روزوال مع اقتراب هجوم الأرانب الوشيك.
تقدَّم خطوة واحدة، غامرًا في بركة الدماء، مما دفع جسد سوبارو إلى الارتداد لا إراديًّا إلى الخلف. لوَّح روزوال بذراعه الطويلة، مرتسمًا على وجهه ابتسامة حزينة، ثم قال:
«روزوال! الآن… فقط الآن، لنوقف القتال! علينا التوجه إلى الكاتدرائية! هل يمكننا الاحتماء هناك؟ لا، يجب أن نلتقي بإميليا في القبر ونهرب معًا إلى الخارج…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حينما استقرت قدما سوبارو على الأرض، مرَّر يده برفق على عنقه، ثم أومأ برأسه تجاه غارفيل بامتنان.
ومثل مَن يمضغ كلماته بمرارة، دفع غارفيل الثلج جانبًا وأمسك بياقة سوبارو، ثم زجَّ به بعنف نحو الحائط خلفه. ارتطم جسد سوبارو، وخرجت من حنجرته آهة مؤلمة، كأنها غصة مغروسة في حلقه.
«الهرب؟ إلى أين؟ هناك الحاجز. سكان الملجأ لا يستطيعون الفرار.»
«إلى أي مدى توقعتِ هذا يا إيكيدنا…؟»
«هـ-هذا…»
«أوتو فعل ذلك؟ هو مَن اقترح ذلك؟»
«لم يكن الوقت كافيًا، سوبارو. ما دامت التجربة لم تنتهِ، فلن يتمكن السكان من مغادرة الملجأ. وبذلك، فإن المستقبل الذي تطمح إليه لن يتحقق أبدًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جاءه الصوت من العتمة، وكأنما أطلقه من قفص أفكاره الطويل. أمامه تمامًا، انتهى الممر، ليكشف عن غرفة حجرية تشع بريقًا أزرق خافتًا. وفي قلب الغرفة، وقفت تلك الشخصية الوحيدة.
بينما تلعثم سوبارو، دفع روزوال صدره بخفة وواصل سيره بهدوء نحو الأمام.
جاء رد فعل سوبارو متأخرًا جدًا على تلك الكلمات، إذ كان غارقًا في ذلك المشهد الذي ترسخ في ذاكرته.
أمام خطواته التي تركت آثارًا فوق الثلج، كانت الأرانب العظيمة تتقدم في خط غير منظم، لكنها تحمل الموت معها.
«…»
بقوته الساحرة، كواحد من أعظم السحرة في المملكة، لم يكن هناك مكان أفضل لخوض معركة مثل هذه. العدد لم يشكل عائقًا بالنسبة له؛ فبقوته الساحقة، يستطيع بلا شك اجتثاث ذلك الحشد وفتح الطريق.
«أوه، سوبارو، أنت تلمس شعري أحيانًا، أليس كذلك؟ لذا عليَّ أن أردَّ لك الجميل.»
ومع ذلك، لم يشعر سوبارو مطلقًا بأن روزوال يمتلك الإرادة للمقاومة. كان تقدمه المستمر يوحي بوضوح أنَّه رجل يمضي إلى حتفه بإرادته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… اجعلوا حياتكم في سبيل حمايتي. وبمجرد وصولي إلى القبر، افعلوا ما شئتم.»
«انتظر، انتظر، تبًا، روزوال…! لم ننتهِ بعد من حديثنا!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا، انتهينا. على الأقل، ليس لديَّ ما أقوله لك بعد الآن، ولا سبب للعيش.»
«حـ-حتى لو أعدت المحاولة، هذا المسار هو الأسوأ! لو تحدثنا أكثر… لو تحدثنا بصدق… أم أنك تظنُّ أنَّك ستفعل ذلك في المرة القادمة، لكن…»
حينما استدار روزوال واتجه نحو السرير، حاول سوبارو أن يقترب منه، لكنه تردد في تخطِّي بركة الدم التي لامست أطراف أصابعه، حيث ترقد جثتا رام وغارفيل.
«—يبدو أنك تسيء فهم شيء ما، سوبارو.»
«ماذا؟»
«لكنني فكرت بعدها: هذا لا يصح. لا يمكنني الاستسلام للخوف وأتوقع من الآخرين أن يهتموا بكل شيء… كان هذا غباءً مني، أليس كذلك؟ أدركت أخيرًا أنك تكفلت دائمًا بكل شيء، سوبارو.»
تجمَّد سوبارو عند سماع كلمة ”سوء فهم“. وقف روزوال في مكانه، لكنه اكتفى بإدارة رأسه نحو سوبارو، الذي ظل مشدوهًا دون أن ينبس ببنت شفة.
ثم تابع روزوال حديثه:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «اذهب.»
«حتى لو أتيحت لك الفرصة لتكرار الأمور، لا أملك أنا مثلها. الشخص الذي ينتظرك بعد المحاولة الجديدة لن يكون أنا الذي تراه أمامك الآن. هذه نهايتي— ولكن هذا لا بأس به.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ركضت إميليا بخطوات صغيرة نحوه، وأمسكت بكلتا يديه. وملامحها تحمل شيئًا من العبوس، شدَّت يديه بلطف إلى صدرها. امتزج دفء جسدها بنعومة ملمسها، ورفعت عينيها لتنظر إليه بنظرة تفيض حنانًا.
صدمت كلمات روزوال سوبارو كأنها صاعقة. كان روزوال يؤكد أن الفرصة لإعادة المحاولة تخص سوبارو وحده، وأن كل شيء آخر في الحلقة الزمنية لا علاقة له بها.
«لا أضواء في المنازل… أليس هناك أحد بالداخل…؟»
بعبارة أخرى، كان روزوال على دراية بأنَّ سوبارو يعيش ضمن حلقة زمنية متكررة، وحاول استغلال ذلك لهدف ما. غير أن ما فعله كان محدودًا بإطار هذه الفكرة فقط.
«… تخمين قائم على بعض الأمل من جانبي. أريد أن أصدق ذلك وحسب. حتى في أشد حالات يأسها، إميليا ليست من النوع الذي يفعل شيئًا كهذا. هذا ما أريد أن أؤمن به».
فبالنسبة إلى روزوال الذي سيموت في هذه الحلقة، تنتهي حياته ووعيه هنا. حتى لو أعاد سوبارو الزمن، لن يكون هذا ”روزوال“ في انتظاره في الطرف الآخر.
«أوه، سوبارو، أنت تلمس شعري أحيانًا، أليس كذلك؟ لذا عليَّ أن أردَّ لك الجميل.»
لكن هذا النوع من التفكير كان ببساطة—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حافية القدمين، تسير فوق الثلج المتراكم؛ كانت ريوزو أو بالأحرى، نسخة عنها. من المرجح أن تكون بيكو، إحدى النسخ التي أوكلت إليها الحراسة قرب منشأة التجارب.
غطى الفراء الذهبي جسده المكشوف، وبدأت أنيابه الحادة تصدر صوتًا وهي تنمو ببطء. رغم أن جسده كان على شفا الموت، دفعته غريزته نحو التحول إلى هيئة النمر العملاق كوسيلة للهروب من الموت المحتم.
«—هذا ليس منطق إنسان.»
بالنسبة لسوبارو، الذي يستمر وعيه عبر الحلقات، تختلف الشروط الأساسية تمامًا.
تراجعت رام خطوة إلى الوراء، وعلت ملامحها نظرة مهيبة وهي تقول: «عليك أن تشكر سيد روزوال على كرمه.»
أما روزوال، الذي لا يستمر وعيه، فحين يموت تنتهي قصته. ومع إدراكه لهذه النهاية، قبل بها وضمنها ضمن خطته وكأنها أمر واقع. كان هذا ضربًا من الجنون.
‹ماذا تقصد بالرسالة؟› كان ذلك معنيًّا ضمنيًا في الرد، مما جعل سوبارو يلتقط أنفاسه.
«في النهاية، سيأتي اليوم الذي تلحق بي فيه حقًا، يا سوبارو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا تتدخلي الآن يا رام. لا أريد أن أوجه مخالبي نحوك.»
«روزوال…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أظن يا أنك لا تدرك أنك السبب. اختفاؤك كان له تأثير كبير على قلب الأميرة. لقد أخرجها عن مسارها، ثم دخلت إلى القبر… ولم تخرج منذ ذلك الحين.»
«استمع جيدًا ياسوبارو.لديك شيء مهم شيء واحد عزيز عليك بحق. تجرد من كل شيء آخر. تخلَّ عن كل ما سواه وفكر فقط في حماية ذلك الشيء الغالي على قلبك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«كان عليَّ إيجاد طريقة لتمييزك عن البقية…»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ليس…»
أما روزوال، الذي لا يستمر وعيه، فحين يموت تنتهي قصته. ومع إدراكه لهذه النهاية، قبل بها وضمنها ضمن خطته وكأنها أمر واقع. كان هذا ضربًا من الجنون.
«إذا فعلت ذلك—»
«لهذا السبب تحديدًا. لدينا عجوز واحدة، ولسنا بحاجة إلى المزيد. هؤلاء مجرد نسخ مزيفة.»
وسط هذه اللحظة التي حملت في طياتها إلحاحًا وصدقًا عميقين، ارتسمت ابتسامة على وجه روزوال وهو ينظر إلى سوبارو.
ربما لم يتمكن عقله من استيعاب ذلك حينها بسبب الصدمة. أو ربما كان اكتشافه لهذا الأمر فقط في هذه اللحظة تحت هذا الضغط دليلًا على ضعفه وهروبه من الحقيقة… وهو أمر لم يعد مسموحًا بعد الآن.
تذكَّر سوبارو أن الأرانب العظيمة هاجمت الملجأ، وفقًا لما يعرفه، في اليوم الخامس. كان يفترض أن هناك متسعًا من الوقت. فما الذي دفعها إلى الظهور بهذه السرعة؟
ثم انقضَّ الأرنب العظيم، الذي كان قد اقترب بشدة، وغرس أنيابه في عنق روزوال.
تطايرت الدماء، وتردد صوت تمزيق اللحم معلنًا بداية مشهد مأساوي. تأخرت باقي الأرانب قليلًا، لكنها سرعان ما انقضَّت على ذراعيه، وركبتيه، وظهره.
صوت غارفيل العميق، المليء بالعزم، قطع محاولة سوبارو التعبير عن قلقه بشأن رام. أحسَّ سوبارو بشيء من الحسد إزاء هذا التصميم الجازم؛ فبينما كان غارفيل يتمسك بموقفه حتى لو ثبت أن مَن يحبها قد تكون عدوته، امتلك قلبًا من فولاذ. وهو ما كان سوبارو يتمنى لو امتلكه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«روزواااااال—!!»
«بمعنى أنه لديك شيء مهم لتخبرني به وليس حديثًا أثناء شرب الشاي.»
«—يمكنك أن تصبح مثلي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا تتدخلي الآن يا رام. لا أريد أن أوجه مخالبي نحوك.»
اختفت ابتسامة المهرِّج تحت أجساد الأرانب التي احتشدت بجنون حوله. وكأنها تلتهمه بشغف، غطَّت الأرانب جسد روزوال بالكامل. ومع سقوطه على جانبه بلا مقاومة، أخذت الأنياب تنهش جسده بلا رحمة. راحت الأرانب تتغذى بنهم، تلتهم كل ما طالته أنيابها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن من زاوية تلك الابتسامة الناعمة، بدأ خيط من الدم الطازج بالتدفق ببطء.
تناثرت الدماء الطازجة على الثلوج البيضاء، لتشكِّل لوحة جحيمية على هذا القماش الطبيعي الهائل. ولم تلبث تلك اللوحة الدامية أن اختفت أيضًا، إذ راحت الوحوش الشيطانية تلعق الثلج الملطخ بالدماء، تمحو أي أثر متبقٍّ.
‹لا. لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا.›
في صمتٍ مطبق، راقب سوبارو المشهد المروِّع؛ شاهد كيف زال روزوال عن الوجود، وكيف تلاشت حياته قطعة بعد أخرى.
《٨》
—لقد شاهد كل شيء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٧》
لكن سوبارو لم يحق له في لومهم. لقد مارسوا ببساطة حقهم الطبيعي؛ حقَّهم في اختيار نهايتهم. هذا الحق الذي لا يملكه سوبارو. وهكذا، اتخذوا خيارهم.
عالم مكتمل، مستقبل بعيد المنال، آمال ضائعة، وروابط مداسة: كان كل شيء منها يعبق بطعم الدم.
ومع ذلك، عضَّ سوبارو على تلك المرارة المتصاعدة، متشبثًا بقراره.
تلك اللحظات كانت فترة سلام ممتعة بين سكان القصر وأهل القرية. لكن روزوال كان يستغل تلك الذكريات الآن.
لقد حان الوقت. هذه المرة سيستسلم حقًّا لهذا العالم؛ فقد آن الأوان للتخلي عنه.
«حتى أنا كنت سأجد صعوبة بالغة في نسج سحر دون أن يلاحظ غارفيل. لذلك، لجأتُ للحظة وجيزة إلى وسائل تعتبر بدعة بالنسبة لساحر مثلي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—!!»
من كل صوب، تردد صوت أنياب الوحوش، *كيشي كيشي*، أسرى لشهوتها التي لا تعرف شبعًا.
ابتسم روزوال بخبث: «يا لها من طريقة همجية في التفكير… يبدو أن غارف هو غارف، كما هو معتاد.»
لم يعد هناك ما يمكن إنقاذه في الملجأ. لقد تحوَّل إلى مجرد أرض صيد لجحافل الأرانب العظيمة. امتزجت الصرخات الغاضبة واليائسة بصيحات الوحوش وأصوات مضغها، فيما كانت نهايات وحشية بلا عد تتكشف وسط تلك الثلوج الناعمة.
«لأن غارفيل كان عقبة تحول دون حديثي معك. أما بشأن رام… فقد ارتكبت بحقها أمرًا مريعًا، لكن تعاونها كان ضروريًّا لإبعاد غارفيل عن طريقي. لولا أنها خلقت لي فرصة، لكانت فرصتي في الانتصار ضئيلة جدًا.»
ركض سوبارو دون تردد، عابرًا وسط أهوال المشهد في خط مستقيم نحو وجهته. أصداء الأنياب المحمومة تحاصره من كل جانب، والأرانب الشرهة للحم استبشرت بقدوم فريسة جديدة إلى ساحة وليمتها. أخرج الكريستالة من جيبه وأطلق صرخة مجنونة محفوفة بالمخاطر.
«أنت… ماذا…؟»
باستخدام حقوقه بصفته رسولًا، استدعى سوبارو النسخ المتبقية من ريوزو في الملجأ. كلفها بمهمة اعتراض الوحوش الشيطانية، وفي غمرة الفوضى، تمكَّن بصعوبة من النجاة.
لكن أعداد النسخ بدأت تتناقص أمام عينيه. لم يمضِ وقت طويل حتى تمزقت بيكو، أول مَن جاء لنجدته، بين أنياب الأرانب، وتحوَّلت النسخ الباقية إلى مجرد عوائق مؤقتة غير فعالة. دفع بها للقتال حتى النهاية، وجعلها تنفجر لتقضي على أكبر عدد ممكن من الوحوش. كرر هذا التكتيك مرارًا وتكرارًا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «غوا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اختلط صوت طقطقة لسان غارفيل بتفسيره، ما دفع سوبارو إلى إيماءة إقرار. التفت بنظرة جانبية إلى الوراء، ليرى بيكو تتبعه دون أن تنبس بكلمة. منظرها أثار انزعاج غارفيل.
«ها-ها-ها-ها…»
تسربت ضحكة جافة من فمه وهو يتوقف، لتقع عيناه على المبنى المشتعل أمامه. كانت ألسنة اللهب تتراقص ببراعة مدمرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سمعت من ريوزو أن الحاجز يمنعهم من المغادرة، لكن الدخول والخروج مسألتان مختلفتان، أليس كذلك؟ بالنظر إلى الوضع الحالي، كان بإمكانك… غووه؟!»
لقد كانت الكاتدرائية.
ما بين سكان قرية إيرهام وأهالي الملجأ، كان ينبغي أن يكون هناك ما يقارب مئة نفس احتموا بداخلها. المكان الذي كان من المفترض أن ينتظر فيه الناجون قد التهمته النيران بالكامل.
تلك اللحظات كانت فترة سلام ممتعة بين سكان القصر وأهل القرية. لكن روزوال كان يستغل تلك الذكريات الآن.
لم تكن الأرانب العظيمة، المسكونة بالجوع وحده، قادرة على إشعال النار في فرائسها. إذًا، مَن أشعل النار؟ ولأي غرض؟ لم يكن سوبارو بحاجة إلى التفكير في الإجابة، فقد عرفها في الحال.
تكررت في ذهنه مرارًا صورة وجنتيها المحمرتين وارتعاشة شفتيها وهمساتها الحانية بالحب.
أولئك الذين في الداخل اختاروا الموت حرقًا بدلًا من أن تُنهش أجسادهم على يد الوحوش الشيطانية. هذا كل ما في الأمر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أفهم، أفهم… —إذًا هكذا ينتهي الأمر؟»
الجحيم— هذا كان تصويرًا حيًّا للجحيم ذاته. كان سكان القرية، وأهالي الملجأ، وربما حتى ريوزو وأوتو، جميعهم داخل الكاتدرائية. كيف استطاعوا أن يتخذوا قرارًا بهذه السرعة؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن سوبارو لم يحق له في لومهم. لقد مارسوا ببساطة حقهم الطبيعي؛ حقَّهم في اختيار نهايتهم. هذا الحق الذي لا يملكه سوبارو. وهكذا، اتخذوا خيارهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «مثلما قال هو، كل شيء يتوقف على الظروف. أنا لن أهدأ حتى أتيقن ممن هو عدو. وعندما أعرف سأمزقه إربًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الغضب، واليأس، والحزن، والصدمة— كلها كانت تتأهب للانفجار في أي لحظة لتُمطر المهرِّج المتعالي بوابل من السخط والكراهية.
المُلام الوحيد هو ناتسكي سوبارو. هو مَن دفعهم إلى اتخاذ قرار ينهي حياتهم، تلك الحياة التي، على عكس حياته، لن تُمنح فرصة أخرى. هذا كان ذنب ناتسكي سوبارو— جريمة لا يمكن محوها أبدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «روزوال! الآن… فقط الآن، لنوقف القتال! علينا التوجه إلى الكاتدرائية! هل يمكننا الاحتماء هناك؟ لا، يجب أن نلتقي بإميليا في القبر ونهرب معًا إلى الخارج…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… اجعلوا حياتكم في سبيل حمايتي. وبمجرد وصولي إلى القبر، افعلوا ما شئتم.»
«… لا حاجة للانخراط في هذا الحديث الآن، رغم أن الأمر صحيح، فهذا ليس من طبعك. لا أظن أن الشخص الذي أعرفه سيقف هنا يتحدث معي بصورة غير رسمية في وقت مثل هذا.»
أحاطت الأرانب العظيمة بالكاتدرائية، التي كانت تنهار تحت وطأة ألسنة اللهب. ومع اقتراب الوحوش، ترك سوبارو هذه الأوامر الأخيرة للنسخ الست المتبقية من ريوزو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
دون أن ينظر إلى مشهد النيران، حوَّل سوبارو رأسه نحو الثلوج، إلى حيث يُفترض أن يكون القبر.
بخطوات متثاقلة ثم بخطوات متسارعة، ركض سوبارو متخليًا عن تردده، ليندفع بقوة نحو هدفه. خلفه، أدركت الوحوش الشيطانية أن الفريسة الجديدة قد ولَّت هاربة، فقفزت الأجساد الصغيرة في أثره، لا تعرف سوى الجوع. التزمت النسخ بالأوامر، تقاتل دون هوادة، متجاهلة مصيرها في سبيل حمايته من الوحوش الطاردة.
«في البداية، كنت خائفة جدًا، كما ترى. استعسر الأمر عليَّ. أعني، لم أتمكن من القيام بأي شيء كما يجب، واعتقدت أن سوبارو سيشعر بالإحباط مني هكذا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —بين إحساس بالخسارة ووحشة الوحدة، تمنى سوبارو أن يختفي، وأراد أن يحدث ذلك في أقرب وقت ممكن.
اختلطت الأصوات من حوله: صرخات الوحوش وأصوات النسخ الممزقة وهي تتحول إلى نور ثم تنفجر. ترك كل ذلك وراءه، واضعًا يديه على أذنيه، وواصل الركض عبر الرياح المحمَّلة بالثلوج.
طعم الموت
كان ضجيج العالم يلاحقه، يعنفه بلا رحمة، ولكن سوبارو حاول بجهد تجاهل كل صوت، يدفعه بعيدًا عن أذنيه.
«دوري هو حماية هذا المكان. أما دورك فهو حماية الأميرة. المحارب الحقيقي لا يتراجع. أو لعلي أنتزع عينك اليمنى أيضًا؟»
أن يصل إلى ذلك الحد بعقل مشتت كان نتاجًا لعزيمة تشبه الهوس، ومعجزة بائسة ساعدتها برودة الجو التي أبطأت عملية الأيض في جسده. لكن حتى تلك المعجزة الرخيصة بلغت حدودها.
—واصل الركض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن ذلك التحول يعني وقف السحر، وبالتالي موت رام. تصارعت عقله الواعي، الساعي لإنقاذها، مع غرائزه التي تناديه بالتحول حفاظًا على حياته.
《٨》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «دونو لا أدري إلى أي مدى تعرَّف الآخرين، لكن رجالنا ونسائنا ومَن في قريتك موجودون جميعًا في الكاتدرائية. جاء الرجل المزعج بهذه الفكرة.»
عينه اليسرى غارقة في ظلمة فارغة، ورؤيته في عينه اليمنى تلاشت شيئًا فشيئًا. ومع ذلك، لم يكترث بالألم.
لم يعد هناك ما يمكن إنقاذه في الملجأ. لقد تحوَّل إلى مجرد أرض صيد لجحافل الأرانب العظيمة. امتزجت الصرخات الغاضبة واليائسة بصيحات الوحوش وأصوات مضغها، فيما كانت نهايات وحشية بلا عد تتكشف وسط تلك الثلوج الناعمة.
في ذهنه المثقل، لم تتردد سوى صورة فتاة واحدة.
«ها-ها-ها-ها…»
لم يعد هناك ما يمكن إنقاذه في الملجأ. لقد تحوَّل إلى مجرد أرض صيد لجحافل الأرانب العظيمة. امتزجت الصرخات الغاضبة واليائسة بصيحات الوحوش وأصوات مضغها، فيما كانت نهايات وحشية بلا عد تتكشف وسط تلك الثلوج الناعمة.
تقدم عبر ممر حجري جاف، يمضي أعمق فأعمق حتى وصل إلى وجهته—
«—! دافني قالت إن الأرانب تتغذى على الطاقة السحرية؛ وكلما زادت المانا، كان أفضل لها…!»
«—سوبارو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «عندما نتحدث عن شخص يمكنه التحكم في الطقس، لديَّ مشتبهان فقط. لكن إميليا ليست إحداهما. فدون باك، لا يمكنها تنفيذ أمر بهذا الحجم».
في نهاية الممر، كانت غرفة حجرية مضاءة بضوء أزرق خافت. ومن هناك، جاءه صوت ينادي باسمه.
«تلك كانت رغبتها. ما يتمناه كل شخص في نهايته هو أمر لا ينبغي للآخرين الاستهانة به، ورغباتها كانت تخصها وحدها. لا يحق لك أو لي تدنيس نهايتها.»
بدعوة من الصوت، خطا إلى الأمام بخطى ثقيلة، وفي وسط الغرفة، وقفت فتاة تنظر إليه وتقول:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بإمكاني أن أعلن براءتي، لكنك لن تتقبلها بأي حال، أليس كذلك؟ فقد جئت إلى هنا بعد أن جمعت ما يكفي من الأسباب لذلك. ألا يستحق هذا بعض الاحترام؟»
‹لا. لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا.›
«سوبارو، هذا أنت حقًّا! عجبًا، أين كنت؟ كنت قلقة عليك!»
«أتمنى ألا تقول لي: لماذا لم تفعل شيئًا من أجلها؟ أو ما شابه. هل تعرف ماذا أرادت تلك الفتاة من شخص ما ليبدد حزنها؟ لقد سمعت مناجاتها، أليس كذلك؟»
ركضت إميليا بخطوات صغيرة نحوه، وأمسكت بكلتا يديه. وملامحها تحمل شيئًا من العبوس، شدَّت يديه بلطف إلى صدرها. امتزج دفء جسدها بنعومة ملمسها، ورفعت عينيها لتنظر إليه بنظرة تفيض حنانًا.
«والآن، ووفاءً بالعهد الذي قطعناه، فلنتحدث يا ناتسكي سوبارو.»
«…هل أنت متعب؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حينما استقرت قدما سوبارو على الأرض، مرَّر يده برفق على عنقه، ثم أومأ برأسه تجاه غارفيل بامتنان.
«نعم… ربما قليلًا.»
ارتجف سوبارو، إذ شعر بقشعريرة كأنما أصبع مبتل يمر على طول عموده الفقري.
«تيي-هيي إذًا… في هذه الحالة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتسمت إميليا وقد احمرَّت وجنتاها خجلًا، ثم انحنت قليلًا، مائلةً على جنبها، وطوت ساقيها تحتها، وربتت على فخذيها الأبيضين.
«…وسادة على الفخذين، هاه؟»
«هذا جنون! أعني، تركت لها رسالة ملائمة وكل…»
تجمَّد سوبارو عند سماع كلمة ”سوء فهم“. وقف روزوال في مكانه، لكنه اكتفى بإدارة رأسه نحو سوبارو، الذي ظل مشدوهًا دون أن ينبس ببنت شفة.
«بالطبع. أنت تحب وسادتي، أليس كذلك؟ قلت لي هذا من قبل. ما زلت أذكر.»
ازداد شحوب وجه سوبارو فيما وضع روزوال يده على ذقنه وأومأ بتفكير. لم يكن هناك شك: لقد لمست كلمات روزوال للتو المحظور الذي يخفيه سوبارو في أعماقه—
بفخر طفيف يملأ تعابيرها مع احمرار خفيف على وجهها، قدمت إميليا عرضها. وببطء، جلس سوبارو في مكانه واستسلم لكرمها، واضعًا رأسه على فخذيها الناعمين. وبمجرد أن لامس شعره جلدها، تنهدت بلطف، «هممم.»، لكنها بدأت على الفور تمسح على رأسه برفق.
«كم مرة قدمت لك وسادة من فخذي يا سوبارو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تجمد غارفيل في صمته، حيث برزت مشاعر معقدة في عينيه الجادين.
«لا أدري… ربما للمرة الثالثة؟ وأعتقد أنني كنت محطمًا في كل مرة.»
«أحب أن أدللك، لكن تعلم أن الأطفال المدللين يتعرضون للمزاح بشعرهم…»
داعبت إميليا خصلات شعره، تداعب جبينه بأطراف أصابعها، وقد بدا عليها المرح وهي تستمتع بفعل ما يحلو لها مع سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنا… سكان الملجأ لا يمكنهم الدخول. هذا هو القانون. وأنا أحد سكان هذا المكان.»
بسبب تعابيرها البريئة والمحببة، لم يخطر ببال سوبارو أن يبعد يديها عنه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ثم إن إرادته وقواه كانت قد خارت تمامًا. فما كان يجب أن يملأ بطنه قد تسرب منه بالفعل…
في تلك اللحظة، وصل روزوال إلى السرير. دسَّ يده تحت الوسادة، وبدأ يتلمس شيئًا هناك، ثم—
«…»
كان حال سوبارو يرثى له، حتى بات من الصعب على أي شخص أن يتحمل رؤيته في هذه الحالة.
مسح روزوال يديه وقدمه الملطخة بالدماء بأطراف الأغطية، ثم التفت نحو سوبارو، الذي ظل واقفًا في مكانه، عاجزًا عن النطق أو الحركة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وصلت عضة الوحش في وركه إلى أمعائه. لم يتبقَ من أصابع يده اليمنى، التي استخدمها لإبعاد أرنب وثّاَب، سوى الإبهام. وتحت خصره، تراكمت جروح غائرة كشفت عن العظام، وقد نزف منها ما يفوق قدرة الجسد على الاحتمال.
«إلى أي مدى توقعتِ هذا يا إيكيدنا…؟»
بينما كانت تتحدث بنعومة، اقتربت إميليا من صدر سوبارو.
أن يصل إلى ذلك الحد بعقل مشتت كان نتاجًا لعزيمة تشبه الهوس، ومعجزة بائسة ساعدتها برودة الجو التي أبطأت عملية الأيض في جسده. لكن حتى تلك المعجزة الرخيصة بلغت حدودها.
هذه الغرفة هي غرفة المحاكمة داخل القبر. المحاكمة يبدأ بمجرد دخول إميليا، إذ تُستدعى لمواجهة ماضيها ولا يُسمح لعقلها بالخروج قبل انتهاء المحاكمة.
«سوبارو، هل تشعر بالنعاس؟»
لقد كانت الكاتدرائية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«فقط… قليلًا… نعم. آه، لا بأس، لا بأس… يمكنني فعل هذا… يمكنني فعل هذا…»
«حقًا؟ ألستَ ترغم نفسك؟ أعني، أنت دائمًا تفعل أشياء متهورة من أجل الآخرين… أنت تدرك ذلك، أليس كذلك؟ وهذا يجعلني أقلق حقًا.»
—واصل الركض.
«أنا… بخير… تمامًا…»
مسح روزوال يديه وقدمه الملطخة بالدماء بأطراف الأغطية، ثم التفت نحو سوبارو، الذي ظل واقفًا في مكانه، عاجزًا عن النطق أو الحركة.
«أشعر ببعض التردد حيال ذلك. أريدك أن تفعل أشياء متهورة من أجلي وحدي… لكن لا أريدك أن تتظاهر بعدم رؤية الآخرين… آسفة، أعلم أنني أنانية جدًا، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حينما استقرت قدما سوبارو على الأرض، مرَّر يده برفق على عنقه، ثم أومأ برأسه تجاه غارفيل بامتنان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حـ-حتى لو أعدت المحاولة، هذا المسار هو الأسوأ! لو تحدثنا أكثر… لو تحدثنا بصدق… أم أنك تظنُّ أنَّك ستفعل ذلك في المرة القادمة، لكن…»
أخذت إميليا تتحدث بسرعة، وكلماتها توالت بلا توقف. لكن صوتها بدأ يبتعد شيئًا فشيئًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
على عكس الساحات المغمورة بالثلوج في الملجأ، كانت أجواء القبر تحتفظ بقدر من الدفء، ما أعاد سريان الحياة في جسد سوبارو الممزق وأعاد نزيفه من جديد. بقع الدم على الأرض الحجرية أخذت في الاتساع، والدم الذي كان يسعل به سوبارو تناثر على خد إميليا. لكنها لم تكترث لذلك، ولم تلتفت إلى الدم الذي لطخها.
«مهلًا، سوبارو، هل تسمعني؟ هناك الكثير والكثير مما أريد أن أقوله لك. لذا، أرجوك، دعني أبقى إلى جانبك. استمع إلى صوتي. دعني أتحدث، حسنًا؟»
«—يبدو أنك تسيء فهم شيء ما، سوبارو.»
بناءً على ما هو مكتوب في كتاب المعرفة، أدرك روزوال أن سوبارو يخوض حلقات زمنية. لكنه لم يكن يعلم أن الموت هو الزناد الذي يفعِّل العودة بالزمن.
لم تكن تتجاهله، بل لم تكن تعي حالته. لم تدرك ما حدث له، ولا الدم الذي لطخ وجنتها.
من خلفها، احتضن روزوال جسدها النحيل برقة، وراح يمرر يده اليسرى بلطف على خصلات شعرها الوردي. بدا وكأن رام قد فقدت وعيها داخل لمسته الساحرة، إذ احمرت وجنتاها وارتسمت على شفتيها ابتسامة جذابة.
بقوته الساحرة، كواحد من أعظم السحرة في المملكة، لم يكن هناك مكان أفضل لخوض معركة مثل هذه. العدد لم يشكل عائقًا بالنسبة له؛ فبقوته الساحقة، يستطيع بلا شك اجتثاث ذلك الحشد وفتح الطريق.
عكست عيناها البنفسجيتان صورة سوبارو بوضوح تام، لكن الواقع لم ينعكس في نظراتها.
تكررت في ذهنه مرارًا صورة وجنتيها المحمرتين وارتعاشة شفتيها وهمساتها الحانية بالحب.
«الآن بدأت أشعر بالقلق. ليس لديَّ وقت لهراءك. إذا كنت ترى هذا الثلج، فلا حاجة لتفسير لماذا لا يمكنني الحديث معك أثناء شرب الشاي، اللعنة.»
لم ترَ إميليا ما كان خطأً في سوبارو، ولم تدرك التغيرات التي طالت الملجأ، ولا النهاية التي كانت تقترب منهما ببطء. وربما كان سوبارو أيضًا على نفس الحال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي الحاضر، تمامًا كما في ذلك الحين، أحاط البرد بسوبارو كما لو أن جسده على وشك التجمد تمامًا.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان عليه أن يبذل قصارى جهده لإنقاذ إميليا من هذا المكان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
خارج القبر، كانت وحوش الأرانب العظيمة قد بدأت في إحاطة المكان. وليس من المستبعد أن تقتحم الداخل قريبًا. وحينها، مثلما ابتلعت روزوال، لن تترك الأرانب أي أثر من إميليا.
تدخل روزوال مبتسمًا: «اهدآ أنتما الاثنان، سواء غارفيل أو رام. عليكم الآن التزام الصمت… تلك كلمات يجب أن تُقال في اللحظة المناسبة.»
كان ذلك يعني موتها— لكن حتى مع علمه بذلك، لم يطلب سوبارو من إميليا الهروب.
«…»
«آه—»
كان مقيدًا برغبته الأنانية في البقاء إلى جانبها خلال لحظاته الأخيرة.
لقد أحس بخسارتها. ولا مجال لإنكار هذا الألم.
كلمات روزوال الأخيرة، موته المهيب، ندمه على فقدان رام وغارفيل، غموض مصير بيترا وفريدريكا، عجزه عن إنقاذ ريم وبياتريس— كلها كانت تمزق قلب سوبارو.
«الأ-الأرانب…!»
تسللت الشكوك إلى كلمات روزوال وهو يطرح السؤال على نفسه. لكن سرعان ما تخلَّى عن تلك الشكوك.
—بين إحساس بالخسارة ووحشة الوحدة، تمنى سوبارو أن يختفي، وأراد أن يحدث ذلك في أقرب وقت ممكن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد كانت الكاتدرائية.
حين بدأت الدنيا تتلاشى إلى بياض، كانت وعيه وروحه ينكمشان شيئًا فشيئًا، وبدأت قواه تتلاشى، وفقدت أطرافه الإحساس.
في نهاية الممر، كانت غرفة حجرية مضاءة بضوء أزرق خافت. ومن هناك، جاءه صوت ينادي باسمه.
رد غارفيل بحدة: «لديك جبال من الأسباب للشك بك. يا صاحب رائحة الساحرة!»
إميليا، التي لم تدرك أن سوبارو يحتضر، ستكون الوحيدة المتبقية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هل سيتركها هنا؟ إميليا، التي لم يعد لديها أحد تعتمد عليه؟
وكأن تلك الكلمات كانت المفتاح لفهم نوايا روزوال الحقيقية— وما إن عرفها، لم يعد بإمكانه التراجع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم ينبس روزوال ببنت شفة، لكن الابتسامة التي ارتسمت على شفتيه تلاشت على الفور.
«آه—»
حتى لو أراد الندم، كان الأوان قد فات. فات الأوان على كل شيء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —بين إحساس بالخسارة ووحشة الوحدة، تمنى سوبارو أن يختفي، وأراد أن يحدث ذلك في أقرب وقت ممكن.
خانته الكلمات، وبهت الضوء في عينيه السوداوين.
في المحاولة الأولى التي اكتشف فيها سوبارو ذلك الكتاب، أخبرته بياتريس أنها تتبع ما كُتب فيه حرفيًّا. لكن ذلك كان كذبًا؛ فقد اكتشف سوبارو لاحقًا أن صفحات كتابها كانت فارغة.
لم تنتبه إميليا لذلك، بل ظنَّت أنه صمت وحسب. أمالت رأسها في براءة، ثم ابتسمت بلطف، واقتربت من وجهه بهدوء—
كان غاضبًا، وغضبه كان شديدًا. ولكنه في الوقت ذاته، كان خائفًا. عندما فكر في تلك اللحظة، تدهورت علاقته مع غارفيل بطريقة تختلف عن تلك التي تجلت عند لجوئه إلى القتل.
ثم إن إرادته وقواه كانت قد خارت تمامًا. فما كان يجب أن يملأ بطنه قد تسرب منه بالفعل…
«…»
«القبر، يمعنى… أنك ستسمح لي بلقاء إميليا؟!»
«يبدو أن الأمر لا يقتصر على النصف شيطانية فقط بل تحب أنت أيضًا إثارة أعصابي، صحيح لديك الجرأة لتتحدث عن هراء الحب هذا وسط كل هذه الفوضى، أليس كذلك يا؟!»
—وقبَّلت شفتي سوبارو الصامت.
حين زأر غارفيل بكلماته، اندفع سوبارو نحوه، صارخًا في وجهه بكل ما أوتي من قوة.
طعم الموت
—طعم قبلتها الأولى كان طعم الموت البارد.
«غـواا! غـ-غيااا!»
«أي عذر أتيت لتخبرني به الآن هاه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
/////
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات