جرّب استخراج معرفتي
الفصل 128: جرّب استخراج معرفتي
*****************************
طلب لين جي من مو إن إزالة دروع الـ”ميكا المحلية” الخاصة بأولئك الرجال الممددين على الأرض. وعند نزع الألواح الواقية عن وجوههم، كان من الممكن رؤية أن هؤلاء المتطفلين، الذين كانت دموعهم تسيل بغزارة، كانوا جميعًا شبابًا إلى حدٍّ ما.
كما كان يشتبه، كان هود، الذي صعد إلى الطابق العلوي، زعيم هذه المجموعة. وكان متوسط أعمارهم حوالي العشرين، مما جعلهم يُعتبرون عصابة شابة.
ومع ذلك، فإن الدافع السخيف المتمثل في “سرقة الكتب” خفف قليلاً من غضب لين جي.
لو كانت هذه المجموعة تنوي حقًا اقتحام المنزل وسرقته باستخدام الأسلحة، لكان على لين جي تعليمهم كيف يكونون بشراً صالحين بدلاً من تقييدهم الآن بنيّة التحدث معهم بلباقة.
كان هود، الذي كان يُعامل “بلباقة”، يُبعد نظره عن أجزاء الدرع التي أُزيلت بعنف والمبعثرة على الأرض، بينما كان ينظر إلى حدّ السيف الذي يهدد رقبته.
العلماء والسحرة متشابهون من حيث اعتمادهم على قوى خارجية للتلاعب بالأثير. وبدون تدريب أجسادهم بشكل خاص، فإن قدراتهم البدنية بالكاد تتجاوز الأشخاص العاديين، مع قوة جسدية تعادل بالكاد رتبة غير طبيعي.
بعبارة أخرى، كانوا مجرد حملان تنتظر الذبح في هذه اللحظة.
علاوة على ذلك، عندما ألقى هود نظرة أقرب على المعاناة المؤلمة التي أصابت رفاقه، أدرك حقيقة صارخة. هذه المعاناة لم تكن ناجمة عن هجوم من الكائن البشري الاصطناعي.
لم تكن هناك إصابات جسدية على الإطلاق، بل كانوا يصرخون في حالة من الهذيان غير المفهومة بينما يتقيأون ويحكّون أجسادهم بشكل جنوني، وكأنهم قد أصيبوا بالجنون.
كان هذا… يبدو وكأنه محاولة فاشلة لنهب المعرفة، مما تسبب في معاناة أرواحهم من ارتداد سلبي.
راقب هود رفاقه في رعب شديد، وكان من الصعب عليه أن يفهم ما حدث. احتمالية الفشل في نهب المعرفة منخفضة للغاية، وكان كل منهم يحمل كتابًا واحدًا فقط. فكيف حدث الخطأ؟
الأثير هو عملة الدم والروح، يمثل المسارين الأساسيين لتطور الأثير.
وباعتبارهم علماء متخصصين في الروح، فإن الكمية الروحية وقوتها لديهم تتجاوز معظم السحرة بشكل كبير.
— هناك قول مأثور: “يمكن لعالم جيد أن يصبح ساحرًا جيدًا بالتأكيد، ولكن الساحر الجيد ليس بالضرورة أن يكون عالمًا جيدًا.”
في معظم الحالات، هناك سببان رئيسيان للفشل عند محاولة نهب المعرفة:
أولاً: أن تحتوي المعرفة المنهوبة على أشياء تتجاوز تمامًا فهمهم، مثل المعرفة المحرمة أو القديمة أو عالية المستوى التي لا تستطيع أرواحهم تحملها.
في هذه الحالات، تكون العواقب أكثر شدة وقد تؤدي إلى إصابة الروح بصدمة أو تمزق، مما يتسبب في تأثيرات غير متوقعة على الجسد.
ثانيًا: أن تكون كمية المعرفة أكثر من الحد الأقصى لاستيعاب الروح. مثل الإفراط في تناول الطعام، يؤدي ذلك إلى زيادة في الحمل الذهني، مما يسبب فقدانًا للذاكرة أو طردًا فوريًا للمعرفة.
إذا كان كلا السببين موجودين، فإن النتيجة ستكون تمامًا مثل حالة هؤلاء الأشخاص، يتلوون على الأرض وقد فقدوا عقولهم.
بمعنى آخر، مجرد محاولة نهب معرفة كتاب واحد في هذا المتجر المليء بالكتب كانت كافية لتحويل الشخص مؤقتًا إلى مختل عقلي.
“هل أنتم من اتحاد الحقيقة؟”
جلس لين جي على الكرسي، مشيرًا بسيفه إلى رقبة هود.
بدأت مجموعة المتطفلين المربوطين واحدًا تلو الآخر في التوقف عن الصراخ والأنين، ربما استعادوا القليل من الوعي، والآن كانوا مستلقين على الأرض بعيون فارغة، يتمتمون بكلمات غير مفهومة. وحده هود بقي جالسًا على الأرض.
ارتعد هود متراجعًا، ولا يزال مشهد تحطم سلاحه ودرعه بضربة واحدة يطارده ككابوس.
“نعم،” أجاب أخيرًا.
كانت نظرة لين جي إليه تشبه نظرة شخص يرى طالبًا من مدرسة مرموقة يلجأ إلى السرقة. على الرغم من أنه لا توجد علاقة مباشرة بين التعلم الجيد والأخلاق، إلا أن الأمر كان غريبًا.
اختيار السير في هذا الطريق الضال بينما الطريق المستقيم مفتوح يبدو محزنًا حقًا.
كان هود مألوفًا للغاية بهذه النظرة. أعضاء آخرون من اتحاد الحقيقة كانوا ينظرون إلى “الباحثين عن الحقيقة” بهذه الطريقة.
في داخله، شعر هود بالغضب والاستياء وعدم الرضا.
لكن عندما تذكر تحذير لين جي، اختار أن يبقى صامتًا مطيعًا.
ولكن هذا لم يكن بدافع الخوف.
لو كان “الباحثون عن الحقيقة” يخافون، لما أُطلق عليهم لقب المجانين.
والمجانين لا يعني أنهم حمقى، فالحكيم يعرف كيف يخضع للظروف.
كان هود يعرف هذا القول جيدًا، وقرر التحمل.
“بريت هول وترولوبي روبرت. هل سمعت عن هذين الباحثين؟”
سأل لين جي فجأة.
تفاجأ هود. لم يكن يعرف هدف صاحب المكتبة من هذا السؤال.
ولكنه هدأ نفسه قبل أن يجيب: “بريت هول كان رئيس قسم الطب سابقًا. أما روبرت، فكان آخر رئيس لقسم الآثار، لكنه توفي منذ أكثر من مئة عام.”
“بعد وفاته، أصبحت حالة قسم الآثار في فوضى ولم يرغب أحد في تولي قيادته. لذلك، ألغى المدير السابق لاتحاد الحقيقة القسم بأكمله.”
“لا أصدق أن هذين الباحثين المذكورين في تلك الوثيقة الممزقة هما في الواقع علماء من أصحاب رتب رئاسة الأقسام، لكن حتى هؤلاء لم يتمكنوا من استعارة ذلك الكتاب ‘صعود وسقوط ألفوردز’.”
“يبدو أن هذا الكتاب عالي المستوى للغاية… يجب أن أتعامل مع الأمر برؤية طويلة المدى…”
“لكن يبدو أن هناك شيئًا ما غير صحيح بشأن وفاة روبرت. حتى لو مات بسبب أسباب طبيعية، لا يوجد سبب منطقي يجعل الجميع يرفضون قيادة القسم فجأة، بل وتم إلغاء التخصص بأسره.”
“مم، ربما لا علاقة بين هذا وذاك، ولكن إن كان الأمر كذلك، فالجملة الأخيرة تبدو غير ضرورية.”
“بالتأكيد هناك شيء ما متعلق بهذا.”
لاحظ لين جي أن هود يبدو وكأنه يريد إظهار معرفته الخاصة. لقد ظهرت عليه علامات الرضا الطبيعي عندما تحدث عن الجزء الأخير من الموضوع.
“كيف مات روبرت؟” سأل لين جي فجأة.
أدرك هود أنه كشف عن نفسه فصمت.
“لا بأس، يمكنني أن أسألهم إذا كنت لا ترغب في إخباري,” قال لين جي وهو يشير إلى رفاق هود الممددين على الأرض.
“هم لا يعرفون” رد هود وهو يهز رأسه.
“أنت تعرف الكثير، يبدو” قال لين جي وهو يربت على ذقنه.
“بالطبع.” سخر هود، “نحن الباحثون عن الحقيقة نسير على الطريق الصحيح نحو الحقيقة. سرعتنا في التعلم أكثر كفاءة من أي شخص آخر. طالما أن نتمكن من استيعاب كل المعرفة المطلوبة، في النهاية سنصل إلى الحقيقة!”
لم يعر لين جي اهتمامًا لكلامه. “بما أنك لا تستطيع قول شيء، فمن المحتمل أن هذه المسألة لا يمكن الكشف عنها للجمهور.”
“من المفترض أن سرقة المعرفة تأتي من شخص ما أو من مصادر معينة، أليس كذلك؟ أنا أتساءل من يمكنه تزويدك بكل هذه المعلومات السرية… من سلوكك المتهور، يبدو أنك لا تخشى أن تُحاسب.”
توقف لين جي عن الكلام وركز نظرته على هود ثم ابتسم ابتسامة ودودة.
“يا هود الصغير، لا يبدو أنك شخص مهم، لذا لا بد من وجود احتمال واحد فقط. والديك… في مناصب رفيعة في اتحاد الحقيقة.”
“ماذا لو استخدمتك للتفاوض مع اتحاد الحقيقة؟”
بالطبع، لم تكن هذه الكلمات تهدف إلى الخداع. كيف لصاحب مكتبة مستقيم وطيب أن يفعل شيئًا كهذا ويأخذ أحدًا كرهينة؟
كان المقصود من اقتراحه هو زيادة فعالية حل هذه المسألة وليس أكثر.
تجمد وجه هود. وأثناء النظر إلى حافة السيف التي كانت تقترب من رقبته، هز رأسه بسرعة.
“لا؟” قال لين جي وهو يوقع تنهيدة. “آه، كنت أمزح فقط. يبدو أنك طفل صغير ليس لديك حس فكاهي.”
قبل أن يتمكن هود من الاسترخاء، سمع لين جي يكمل قائلاً: “ماذا عن هذا؟ بما أنك كنت تذكر دائمًا عن الباحثين عن الحقيقة وسرقة المعرفة وما إلى ذلك، فلن أبرم أي صفقة مع اتحاد الحقيقة بعد الآن. بدلاً من ذلك، أنت وأنا سنلعب لعبة.”
“أنت تحاول استخراج معرفتي. إذا نجحت، سأتركك. ولكن إذا فشلت، فلتعتبر الأمر وكأنني سرقت معرفتك وتخبرني عن وفاة روبرت.”
ابتسم لين جي ابتسامة عريضة. “ماذا عن ذلك؟”
*********************************************************************
ترجمة Nobody
بسم الله.
سبحان الله.
الحمد لله.
الله أكبر.
استغفر الله.
لا إله إلا الله.
لا حول ولا قوة إلا بالله.
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد.
الفصل 128: جرّب استخراج معرفتي ***************************** طلب لين جي من مو إن إزالة دروع الـ”ميكا المحلية” الخاصة بأولئك الرجال الممددين على الأرض. وعند نزع الألواح الواقية عن وجوههم، كان من الممكن رؤية أن هؤلاء المتطفلين، الذين كانت دموعهم تسيل بغزارة، كانوا جميعًا شبابًا إلى حدٍّ ما. كما كان يشتبه، كان هود، الذي صعد إلى الطابق العلوي، زعيم هذه المجموعة. وكان متوسط أعمارهم حوالي العشرين، مما جعلهم يُعتبرون عصابة شابة. ومع ذلك، فإن الدافع السخيف المتمثل في “سرقة الكتب” خفف قليلاً من غضب لين جي. لو كانت هذه المجموعة تنوي حقًا اقتحام المنزل وسرقته باستخدام الأسلحة، لكان على لين جي تعليمهم كيف يكونون بشراً صالحين بدلاً من تقييدهم الآن بنيّة التحدث معهم بلباقة. كان هود، الذي كان يُعامل “بلباقة”، يُبعد نظره عن أجزاء الدرع التي أُزيلت بعنف والمبعثرة على الأرض، بينما كان ينظر إلى حدّ السيف الذي يهدد رقبته. العلماء والسحرة متشابهون من حيث اعتمادهم على قوى خارجية للتلاعب بالأثير. وبدون تدريب أجسادهم بشكل خاص، فإن قدراتهم البدنية بالكاد تتجاوز الأشخاص العاديين، مع قوة جسدية تعادل بالكاد رتبة غير طبيعي. بعبارة أخرى، كانوا مجرد حملان تنتظر الذبح في هذه اللحظة. علاوة على ذلك، عندما ألقى هود نظرة أقرب على المعاناة المؤلمة التي أصابت رفاقه، أدرك حقيقة صارخة. هذه المعاناة لم تكن ناجمة عن هجوم من الكائن البشري الاصطناعي. لم تكن هناك إصابات جسدية على الإطلاق، بل كانوا يصرخون في حالة من الهذيان غير المفهومة بينما يتقيأون ويحكّون أجسادهم بشكل جنوني، وكأنهم قد أصيبوا بالجنون. كان هذا… يبدو وكأنه محاولة فاشلة لنهب المعرفة، مما تسبب في معاناة أرواحهم من ارتداد سلبي. راقب هود رفاقه في رعب شديد، وكان من الصعب عليه أن يفهم ما حدث. احتمالية الفشل في نهب المعرفة منخفضة للغاية، وكان كل منهم يحمل كتابًا واحدًا فقط. فكيف حدث الخطأ؟ الأثير هو عملة الدم والروح، يمثل المسارين الأساسيين لتطور الأثير. وباعتبارهم علماء متخصصين في الروح، فإن الكمية الروحية وقوتها لديهم تتجاوز معظم السحرة بشكل كبير. — هناك قول مأثور: “يمكن لعالم جيد أن يصبح ساحرًا جيدًا بالتأكيد، ولكن الساحر الجيد ليس بالضرورة أن يكون عالمًا جيدًا.” في معظم الحالات، هناك سببان رئيسيان للفشل عند محاولة نهب المعرفة: أولاً: أن تحتوي المعرفة المنهوبة على أشياء تتجاوز تمامًا فهمهم، مثل المعرفة المحرمة أو القديمة أو عالية المستوى التي لا تستطيع أرواحهم تحملها. في هذه الحالات، تكون العواقب أكثر شدة وقد تؤدي إلى إصابة الروح بصدمة أو تمزق، مما يتسبب في تأثيرات غير متوقعة على الجسد. ثانيًا: أن تكون كمية المعرفة أكثر من الحد الأقصى لاستيعاب الروح. مثل الإفراط في تناول الطعام، يؤدي ذلك إلى زيادة في الحمل الذهني، مما يسبب فقدانًا للذاكرة أو طردًا فوريًا للمعرفة. إذا كان كلا السببين موجودين، فإن النتيجة ستكون تمامًا مثل حالة هؤلاء الأشخاص، يتلوون على الأرض وقد فقدوا عقولهم. بمعنى آخر، مجرد محاولة نهب معرفة كتاب واحد في هذا المتجر المليء بالكتب كانت كافية لتحويل الشخص مؤقتًا إلى مختل عقلي. “هل أنتم من اتحاد الحقيقة؟” جلس لين جي على الكرسي، مشيرًا بسيفه إلى رقبة هود. بدأت مجموعة المتطفلين المربوطين واحدًا تلو الآخر في التوقف عن الصراخ والأنين، ربما استعادوا القليل من الوعي، والآن كانوا مستلقين على الأرض بعيون فارغة، يتمتمون بكلمات غير مفهومة. وحده هود بقي جالسًا على الأرض. ارتعد هود متراجعًا، ولا يزال مشهد تحطم سلاحه ودرعه بضربة واحدة يطارده ككابوس. “نعم،” أجاب أخيرًا. كانت نظرة لين جي إليه تشبه نظرة شخص يرى طالبًا من مدرسة مرموقة يلجأ إلى السرقة. على الرغم من أنه لا توجد علاقة مباشرة بين التعلم الجيد والأخلاق، إلا أن الأمر كان غريبًا. اختيار السير في هذا الطريق الضال بينما الطريق المستقيم مفتوح يبدو محزنًا حقًا. كان هود مألوفًا للغاية بهذه النظرة. أعضاء آخرون من اتحاد الحقيقة كانوا ينظرون إلى “الباحثين عن الحقيقة” بهذه الطريقة. في داخله، شعر هود بالغضب والاستياء وعدم الرضا. لكن عندما تذكر تحذير لين جي، اختار أن يبقى صامتًا مطيعًا. ولكن هذا لم يكن بدافع الخوف. لو كان “الباحثون عن الحقيقة” يخافون، لما أُطلق عليهم لقب المجانين. والمجانين لا يعني أنهم حمقى، فالحكيم يعرف كيف يخضع للظروف. كان هود يعرف هذا القول جيدًا، وقرر التحمل. “بريت هول وترولوبي روبرت. هل سمعت عن هذين الباحثين؟” سأل لين جي فجأة. تفاجأ هود. لم يكن يعرف هدف صاحب المكتبة من هذا السؤال. ولكنه هدأ نفسه قبل أن يجيب: “بريت هول كان رئيس قسم الطب سابقًا. أما روبرت، فكان آخر رئيس لقسم الآثار، لكنه توفي منذ أكثر من مئة عام.” “بعد وفاته، أصبحت حالة قسم الآثار في فوضى ولم يرغب أحد في تولي قيادته. لذلك، ألغى المدير السابق لاتحاد الحقيقة القسم بأكمله.” “لا أصدق أن هذين الباحثين المذكورين في تلك الوثيقة الممزقة هما في الواقع علماء من أصحاب رتب رئاسة الأقسام، لكن حتى هؤلاء لم يتمكنوا من استعارة ذلك الكتاب ‘صعود وسقوط ألفوردز’.” “يبدو أن هذا الكتاب عالي المستوى للغاية… يجب أن أتعامل مع الأمر برؤية طويلة المدى…” “لكن يبدو أن هناك شيئًا ما غير صحيح بشأن وفاة روبرت. حتى لو مات بسبب أسباب طبيعية، لا يوجد سبب منطقي يجعل الجميع يرفضون قيادة القسم فجأة، بل وتم إلغاء التخصص بأسره.” “مم، ربما لا علاقة بين هذا وذاك، ولكن إن كان الأمر كذلك، فالجملة الأخيرة تبدو غير ضرورية.” “بالتأكيد هناك شيء ما متعلق بهذا.” لاحظ لين جي أن هود يبدو وكأنه يريد إظهار معرفته الخاصة. لقد ظهرت عليه علامات الرضا الطبيعي عندما تحدث عن الجزء الأخير من الموضوع. “كيف مات روبرت؟” سأل لين جي فجأة. أدرك هود أنه كشف عن نفسه فصمت. “لا بأس، يمكنني أن أسألهم إذا كنت لا ترغب في إخباري,” قال لين جي وهو يشير إلى رفاق هود الممددين على الأرض. “هم لا يعرفون” رد هود وهو يهز رأسه. “أنت تعرف الكثير، يبدو” قال لين جي وهو يربت على ذقنه. “بالطبع.” سخر هود، “نحن الباحثون عن الحقيقة نسير على الطريق الصحيح نحو الحقيقة. سرعتنا في التعلم أكثر كفاءة من أي شخص آخر. طالما أن نتمكن من استيعاب كل المعرفة المطلوبة، في النهاية سنصل إلى الحقيقة!” لم يعر لين جي اهتمامًا لكلامه. “بما أنك لا تستطيع قول شيء، فمن المحتمل أن هذه المسألة لا يمكن الكشف عنها للجمهور.” “من المفترض أن سرقة المعرفة تأتي من شخص ما أو من مصادر معينة، أليس كذلك؟ أنا أتساءل من يمكنه تزويدك بكل هذه المعلومات السرية… من سلوكك المتهور، يبدو أنك لا تخشى أن تُحاسب.” توقف لين جي عن الكلام وركز نظرته على هود ثم ابتسم ابتسامة ودودة. “يا هود الصغير، لا يبدو أنك شخص مهم، لذا لا بد من وجود احتمال واحد فقط. والديك… في مناصب رفيعة في اتحاد الحقيقة.” “ماذا لو استخدمتك للتفاوض مع اتحاد الحقيقة؟” بالطبع، لم تكن هذه الكلمات تهدف إلى الخداع. كيف لصاحب مكتبة مستقيم وطيب أن يفعل شيئًا كهذا ويأخذ أحدًا كرهينة؟ كان المقصود من اقتراحه هو زيادة فعالية حل هذه المسألة وليس أكثر. تجمد وجه هود. وأثناء النظر إلى حافة السيف التي كانت تقترب من رقبته، هز رأسه بسرعة. “لا؟” قال لين جي وهو يوقع تنهيدة. “آه، كنت أمزح فقط. يبدو أنك طفل صغير ليس لديك حس فكاهي.” قبل أن يتمكن هود من الاسترخاء، سمع لين جي يكمل قائلاً: “ماذا عن هذا؟ بما أنك كنت تذكر دائمًا عن الباحثين عن الحقيقة وسرقة المعرفة وما إلى ذلك، فلن أبرم أي صفقة مع اتحاد الحقيقة بعد الآن. بدلاً من ذلك، أنت وأنا سنلعب لعبة.” “أنت تحاول استخراج معرفتي. إذا نجحت، سأتركك. ولكن إذا فشلت، فلتعتبر الأمر وكأنني سرقت معرفتك وتخبرني عن وفاة روبرت.” ابتسم لين جي ابتسامة عريضة. “ماذا عن ذلك؟” ********************************************************************* ترجمة Nobody بسم الله. سبحان الله. الحمد لله. الله أكبر. استغفر الله. لا إله إلا الله. لا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد.
الفصل 128: جرّب استخراج معرفتي ***************************** طلب لين جي من مو إن إزالة دروع الـ”ميكا المحلية” الخاصة بأولئك الرجال الممددين على الأرض. وعند نزع الألواح الواقية عن وجوههم، كان من الممكن رؤية أن هؤلاء المتطفلين، الذين كانت دموعهم تسيل بغزارة، كانوا جميعًا شبابًا إلى حدٍّ ما. كما كان يشتبه، كان هود، الذي صعد إلى الطابق العلوي، زعيم هذه المجموعة. وكان متوسط أعمارهم حوالي العشرين، مما جعلهم يُعتبرون عصابة شابة. ومع ذلك، فإن الدافع السخيف المتمثل في “سرقة الكتب” خفف قليلاً من غضب لين جي. لو كانت هذه المجموعة تنوي حقًا اقتحام المنزل وسرقته باستخدام الأسلحة، لكان على لين جي تعليمهم كيف يكونون بشراً صالحين بدلاً من تقييدهم الآن بنيّة التحدث معهم بلباقة. كان هود، الذي كان يُعامل “بلباقة”، يُبعد نظره عن أجزاء الدرع التي أُزيلت بعنف والمبعثرة على الأرض، بينما كان ينظر إلى حدّ السيف الذي يهدد رقبته. العلماء والسحرة متشابهون من حيث اعتمادهم على قوى خارجية للتلاعب بالأثير. وبدون تدريب أجسادهم بشكل خاص، فإن قدراتهم البدنية بالكاد تتجاوز الأشخاص العاديين، مع قوة جسدية تعادل بالكاد رتبة غير طبيعي. بعبارة أخرى، كانوا مجرد حملان تنتظر الذبح في هذه اللحظة. علاوة على ذلك، عندما ألقى هود نظرة أقرب على المعاناة المؤلمة التي أصابت رفاقه، أدرك حقيقة صارخة. هذه المعاناة لم تكن ناجمة عن هجوم من الكائن البشري الاصطناعي. لم تكن هناك إصابات جسدية على الإطلاق، بل كانوا يصرخون في حالة من الهذيان غير المفهومة بينما يتقيأون ويحكّون أجسادهم بشكل جنوني، وكأنهم قد أصيبوا بالجنون. كان هذا… يبدو وكأنه محاولة فاشلة لنهب المعرفة، مما تسبب في معاناة أرواحهم من ارتداد سلبي. راقب هود رفاقه في رعب شديد، وكان من الصعب عليه أن يفهم ما حدث. احتمالية الفشل في نهب المعرفة منخفضة للغاية، وكان كل منهم يحمل كتابًا واحدًا فقط. فكيف حدث الخطأ؟ الأثير هو عملة الدم والروح، يمثل المسارين الأساسيين لتطور الأثير. وباعتبارهم علماء متخصصين في الروح، فإن الكمية الروحية وقوتها لديهم تتجاوز معظم السحرة بشكل كبير. — هناك قول مأثور: “يمكن لعالم جيد أن يصبح ساحرًا جيدًا بالتأكيد، ولكن الساحر الجيد ليس بالضرورة أن يكون عالمًا جيدًا.” في معظم الحالات، هناك سببان رئيسيان للفشل عند محاولة نهب المعرفة: أولاً: أن تحتوي المعرفة المنهوبة على أشياء تتجاوز تمامًا فهمهم، مثل المعرفة المحرمة أو القديمة أو عالية المستوى التي لا تستطيع أرواحهم تحملها. في هذه الحالات، تكون العواقب أكثر شدة وقد تؤدي إلى إصابة الروح بصدمة أو تمزق، مما يتسبب في تأثيرات غير متوقعة على الجسد. ثانيًا: أن تكون كمية المعرفة أكثر من الحد الأقصى لاستيعاب الروح. مثل الإفراط في تناول الطعام، يؤدي ذلك إلى زيادة في الحمل الذهني، مما يسبب فقدانًا للذاكرة أو طردًا فوريًا للمعرفة. إذا كان كلا السببين موجودين، فإن النتيجة ستكون تمامًا مثل حالة هؤلاء الأشخاص، يتلوون على الأرض وقد فقدوا عقولهم. بمعنى آخر، مجرد محاولة نهب معرفة كتاب واحد في هذا المتجر المليء بالكتب كانت كافية لتحويل الشخص مؤقتًا إلى مختل عقلي. “هل أنتم من اتحاد الحقيقة؟” جلس لين جي على الكرسي، مشيرًا بسيفه إلى رقبة هود. بدأت مجموعة المتطفلين المربوطين واحدًا تلو الآخر في التوقف عن الصراخ والأنين، ربما استعادوا القليل من الوعي، والآن كانوا مستلقين على الأرض بعيون فارغة، يتمتمون بكلمات غير مفهومة. وحده هود بقي جالسًا على الأرض. ارتعد هود متراجعًا، ولا يزال مشهد تحطم سلاحه ودرعه بضربة واحدة يطارده ككابوس. “نعم،” أجاب أخيرًا. كانت نظرة لين جي إليه تشبه نظرة شخص يرى طالبًا من مدرسة مرموقة يلجأ إلى السرقة. على الرغم من أنه لا توجد علاقة مباشرة بين التعلم الجيد والأخلاق، إلا أن الأمر كان غريبًا. اختيار السير في هذا الطريق الضال بينما الطريق المستقيم مفتوح يبدو محزنًا حقًا. كان هود مألوفًا للغاية بهذه النظرة. أعضاء آخرون من اتحاد الحقيقة كانوا ينظرون إلى “الباحثين عن الحقيقة” بهذه الطريقة. في داخله، شعر هود بالغضب والاستياء وعدم الرضا. لكن عندما تذكر تحذير لين جي، اختار أن يبقى صامتًا مطيعًا. ولكن هذا لم يكن بدافع الخوف. لو كان “الباحثون عن الحقيقة” يخافون، لما أُطلق عليهم لقب المجانين. والمجانين لا يعني أنهم حمقى، فالحكيم يعرف كيف يخضع للظروف. كان هود يعرف هذا القول جيدًا، وقرر التحمل. “بريت هول وترولوبي روبرت. هل سمعت عن هذين الباحثين؟” سأل لين جي فجأة. تفاجأ هود. لم يكن يعرف هدف صاحب المكتبة من هذا السؤال. ولكنه هدأ نفسه قبل أن يجيب: “بريت هول كان رئيس قسم الطب سابقًا. أما روبرت، فكان آخر رئيس لقسم الآثار، لكنه توفي منذ أكثر من مئة عام.” “بعد وفاته، أصبحت حالة قسم الآثار في فوضى ولم يرغب أحد في تولي قيادته. لذلك، ألغى المدير السابق لاتحاد الحقيقة القسم بأكمله.” “لا أصدق أن هذين الباحثين المذكورين في تلك الوثيقة الممزقة هما في الواقع علماء من أصحاب رتب رئاسة الأقسام، لكن حتى هؤلاء لم يتمكنوا من استعارة ذلك الكتاب ‘صعود وسقوط ألفوردز’.” “يبدو أن هذا الكتاب عالي المستوى للغاية… يجب أن أتعامل مع الأمر برؤية طويلة المدى…” “لكن يبدو أن هناك شيئًا ما غير صحيح بشأن وفاة روبرت. حتى لو مات بسبب أسباب طبيعية، لا يوجد سبب منطقي يجعل الجميع يرفضون قيادة القسم فجأة، بل وتم إلغاء التخصص بأسره.” “مم، ربما لا علاقة بين هذا وذاك، ولكن إن كان الأمر كذلك، فالجملة الأخيرة تبدو غير ضرورية.” “بالتأكيد هناك شيء ما متعلق بهذا.” لاحظ لين جي أن هود يبدو وكأنه يريد إظهار معرفته الخاصة. لقد ظهرت عليه علامات الرضا الطبيعي عندما تحدث عن الجزء الأخير من الموضوع. “كيف مات روبرت؟” سأل لين جي فجأة. أدرك هود أنه كشف عن نفسه فصمت. “لا بأس، يمكنني أن أسألهم إذا كنت لا ترغب في إخباري,” قال لين جي وهو يشير إلى رفاق هود الممددين على الأرض. “هم لا يعرفون” رد هود وهو يهز رأسه. “أنت تعرف الكثير، يبدو” قال لين جي وهو يربت على ذقنه. “بالطبع.” سخر هود، “نحن الباحثون عن الحقيقة نسير على الطريق الصحيح نحو الحقيقة. سرعتنا في التعلم أكثر كفاءة من أي شخص آخر. طالما أن نتمكن من استيعاب كل المعرفة المطلوبة، في النهاية سنصل إلى الحقيقة!” لم يعر لين جي اهتمامًا لكلامه. “بما أنك لا تستطيع قول شيء، فمن المحتمل أن هذه المسألة لا يمكن الكشف عنها للجمهور.” “من المفترض أن سرقة المعرفة تأتي من شخص ما أو من مصادر معينة، أليس كذلك؟ أنا أتساءل من يمكنه تزويدك بكل هذه المعلومات السرية… من سلوكك المتهور، يبدو أنك لا تخشى أن تُحاسب.” توقف لين جي عن الكلام وركز نظرته على هود ثم ابتسم ابتسامة ودودة. “يا هود الصغير، لا يبدو أنك شخص مهم، لذا لا بد من وجود احتمال واحد فقط. والديك… في مناصب رفيعة في اتحاد الحقيقة.” “ماذا لو استخدمتك للتفاوض مع اتحاد الحقيقة؟” بالطبع، لم تكن هذه الكلمات تهدف إلى الخداع. كيف لصاحب مكتبة مستقيم وطيب أن يفعل شيئًا كهذا ويأخذ أحدًا كرهينة؟ كان المقصود من اقتراحه هو زيادة فعالية حل هذه المسألة وليس أكثر. تجمد وجه هود. وأثناء النظر إلى حافة السيف التي كانت تقترب من رقبته، هز رأسه بسرعة. “لا؟” قال لين جي وهو يوقع تنهيدة. “آه، كنت أمزح فقط. يبدو أنك طفل صغير ليس لديك حس فكاهي.” قبل أن يتمكن هود من الاسترخاء، سمع لين جي يكمل قائلاً: “ماذا عن هذا؟ بما أنك كنت تذكر دائمًا عن الباحثين عن الحقيقة وسرقة المعرفة وما إلى ذلك، فلن أبرم أي صفقة مع اتحاد الحقيقة بعد الآن. بدلاً من ذلك، أنت وأنا سنلعب لعبة.” “أنت تحاول استخراج معرفتي. إذا نجحت، سأتركك. ولكن إذا فشلت، فلتعتبر الأمر وكأنني سرقت معرفتك وتخبرني عن وفاة روبرت.” ابتسم لين جي ابتسامة عريضة. “ماذا عن ذلك؟” ********************************************************************* ترجمة Nobody بسم الله. سبحان الله. الحمد لله. الله أكبر. استغفر الله. لا إله إلا الله. لا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
