نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الأب الزومبي ١

 

 

«أبي، أسمع أصواتًا غريبة من الخارج.»

الظلام الدامس في الخارج، جرف المخاوف البدائية المنسية منذ فترة طويلة. مع النافذة كدرع لي، قمت بمسح المنطقة، في محاولة لتحديد مصدر الصوت.

 

 

«أوه، صغيرتي سو يون، لماذا لم تنمِ بعد؟»

صرخ الطفل من الألم مراقبًا بأم عينيه تلك المخلوقات وهي تُمزق ذراعاه. كان يصرخ من الخوف، غير قادر على المقاومة. لم يكن سوى فريسة عاجزة تلتهمها أكلة اللحوم.

 

شعرت بعدم يقين حيال المدة التي مضت منذ بداية تلك الأحداث. أصبحت أيامي عابرة بلا لون، خالية من أي نشاط يستحق الذكر، سوى انتظار قدوم فريق الإنقاذ. ما كان بوسعي القيام به يومًا بعد يوم هو مجرد التحديق من خلال النافذة مختبئًا وراء الستائر لمراقبة الوضع في الخارج.

«تلك الأصوات الغريبة… تُخيفني.»

 

 

 

همست سو يون بقلق أثناء اقترابها مني وهي تفرك عينيها من النعاس.

حينها، نادتني ابنتي سو يون بصوت ضعيف مشوب بالخوف مقاطعةً حبل أفكاري.

 

 

عند النظر إلى ابنتي الصغيرة، سو يون، التي دخلت لتوها المدرسة الابتدائية، انتابتني مشاعر القلق والخوف تجاهها.

 

 

 

جلست على ركبتي حتى أتمكن من النظر مباشرةً إلى عينيها، ثم ربت برفق على رأسها لتهدئتها.

«حسنًا، بشأن والدتك… سيعاود بابا الاتصال بها.»

 

بات من الصعب عليَّ التزام الهدوء في ظل الكارثة التي كانت تتكشف في الخارج. الصرخات الغريبة التي رافقت صراخ الضحايا كل ليلة… لم تكن صرخات بشرية.

«بابا ليس متأكدًا أيضًا من ماهية هذه الأصوات.»

كان صوتًا مزعجًا، كما لو أن حنجرتهم ممزقة أو أشبه حتى بكونه عويلًا مروعًا لا يُطاق.

 

 

«همم… إنها غريبة.»

تساءلت عما إذا كانت غاضبة مني لعدم إجابتها على جميع الأسئلة التي كانت تدور في ذهنها.

 

«أنا أفتقد أمي…»

«بابا يعتقد ذلك أيضًا. ثمَّ… لماذا لا تدعي بابا يذهب للتحقق منها، في حين يمكن لصغيرتنا سو يون العودة إلى فراشها الدافئ؟.»

«أرجوكم! فليساعدني أحد ما!»

 

لم أكن مختلفًا عنها. تيبس جسدي في مكانه مثل تمثال حجري، غير قادر على فعل أي شيء سوى مراقبة تحركاتها بعيني. خلفها، رأيت مجموعة من المخلوقات المجهولة تلاحقها بخطوات متقطعة.

«لا… أشعر بالخوف عندما أكون وحدي. أريد البقاء مع أبي.»

«انهضي، انهضي…»

 

 

«…»

 

 

 

حينها نظرت إليها، وبقيت كلماتي معلقةً بين شفتيَّ، دون أن تجد طريقها للخروج.

«من أين أتى هذا؟»

 

على الرغم من فقدان المرأة لتوازنها، لم تفلت الشيء الذي أمسكته بين ذراعيها ولذا ارتطم رأسها أولًا بالأرض الصلبة. استلقت هناك دون أدنى حركة، وارتعش الجزء العلوي من جسدها، كما لو قد أصيبت بارتجاج. وما كان بين ذراعيها شق طريقه بعيدًا عن قبضتها.

في الآونة الأخيرة، انتشرت تقارير متعددة عبر وسائل الإعلام حول انتشار فيروس جديد، يُعتقد أنه يحد من وظائف العقل لدى المصابين؛ مما يفقدهم القدرة على التحكم في أنفسهم، ولا يتبقى لديهم سوى ميولهم العنيفة.

لم تكن هناك طريقة لوجود خدمة خلوية في وضع مثل هذا. حتى ونحن في وسط سيول، لم تكن هناك خدمة خلوية متاحة؛ لذا لم يكن هناك سبيل للوصول إليها.

 

 

عدة مرات خلال اليوم، انطلقت التحذيرات في جميع أنحاء المدينة، تحث المواطنين على ضرورة البقاء في منازلهم. ولكن، توقفت تلك التحذيرات كذلك مثل سائر الأمور عندما انقطعت الكهرباء.

نظرت إلى الطابق الأرضي خارج المجمع السكني بوجه كئيب. انعكس أمام ناظريَّ العديد من المخلوقات غير المعروفة أمام مدخل المجمع.

 

 

بعدها، انقلب العالم بأسره رأسًا على عقب.

«كل شيء سيكون على ما يرام، بابا هنا.»

 

«تلك الأصوات الغريبة… تُخيفني.»

كل يوم، تعالت الصيحات المفزعة مئات أو حتى آلاف المرات، تشق طريقها إلى أذهان العقلاء؛ مما دفع الناجين إلى الفرار بعيدًا عن الضوء إلى أماكن أكثر قتامةً وعمقًا.

 

 

 

كنت واحدًا من تلك النفوس القليلة المتبقية، جنبًا إلى جنب مع ابنتي الصغيرة، انتظرنا بفارغ الصبر وصول فريق الإنقاذ؛ ليُمدَّ لنا يد العون.

 

 

نحن البشر، الذين وقفنا على قمة السلسلة الغذائية واعتبرنا أنفسنا حتى خارجها… كانت هذه لحظة لم يكن فيها أي من ذلك مهمًا.

شعرت بعدم يقين حيال المدة التي مضت منذ بداية تلك الأحداث. أصبحت أيامي عابرة بلا لون، خالية من أي نشاط يستحق الذكر، سوى انتظار قدوم فريق الإنقاذ. ما كان بوسعي القيام به يومًا بعد يوم هو مجرد التحديق من خلال النافذة مختبئًا وراء الستائر لمراقبة الوضع في الخارج.

بمجرد أن استفقت، التفت إلى يميني. وعندها وقفت بهدوء، مرتاحًا لشعوري بالتنفس اللطيف القادم من هذا الجانب.

 

كان صوتًا مزعجًا، كما لو أن حنجرتهم ممزقة أو أشبه حتى بكونه عويلًا مروعًا لا يُطاق.

لحظتها، عبثت ابنتي سو يون بأصابعها ببراءة ثم سألتني بترقب: «متى ستعود أمي؟»

 

 

وكنت هنا، أنظر إليه، مشاهدًا المشهد بأكمله دون أن أتمكن من فعل أي شيء…

«حسنًا، بشأن والدتك… سيعاود بابا الاتصال بها.»

 

 

فقط بمجرد رؤيتهم على هذا النحو، أحسست برعشة تسري في عمودي الفقري مضاعفةً مخاوفي.

«أنا أفتقد أمي…»

وقد مرت ثمانية أيام منذ ذلك الحين.

 

صرخ الطفل من الألم مراقبًا بأم عينيه تلك المخلوقات وهي تُمزق ذراعاه. كان يصرخ من الخوف، غير قادر على المقاومة. لم يكن سوى فريسة عاجزة تلتهمها أكلة اللحوم.

عند سماع إجابتي، علا وجهها ملامح خيبة الأمل، أما أنا فظللت متأملًا لبضع لحظات.

اندفع صوت امرأة اتجاهي، لكنه لم يكن قريبًا. بل كأنه صدى اخترق الظلام المحيط في الخارج.

 

عدة مرات خلال اليوم، انطلقت التحذيرات في جميع أنحاء المدينة، تحث المواطنين على ضرورة البقاء في منازلهم. ولكن، توقفت تلك التحذيرات كذلك مثل سائر الأمور عندما انقطعت الكهرباء.

لم تكن هناك طريقة لوجود خدمة خلوية في وضع مثل هذا. حتى ونحن في وسط سيول، لم تكن هناك خدمة خلوية متاحة؛ لذا لم يكن هناك سبيل للوصول إليها.

 

 

همست لنفسي من خلال صرير أسناني مشجعًا المرأة على الاستمرار في الهروب.

انتقلت بنظري إلى التقويم المعلق على جدار المطبخ، ولم أستطع إلا أن أتنهد بحسرة عندما رأيت عدد علامات ”X“ في التقويم.

 

 

عندما ظهر الفيروس لأول مرة، حاولت جاهدًا منع زوجتي من الذهاب إلى العمل. ومع ذلك، لم تفكر كثيرًا في الأمر وتوجهت إلى العمل مرتدية قناعها كما تفعل عادةً.

 

 

انتقلت بنظري إلى مدخل المجمع السكني، وكانت المخلوقات المجهولة لا تزال في نفس المكان مكررةً سلوكها الغريب.

وقد مرت ثمانية أيام منذ ذلك الحين.

 

 

‹هل يجب علي مساعدتها؟ لا. ماذا سأحقق بهذا؟ علاوة على ذلك، ماذا لو وقعت في مشكلة وورطت سو يون؟›

بات من الصعب عليَّ التزام الهدوء في ظل الكارثة التي كانت تتكشف في الخارج. الصرخات الغريبة التي رافقت صراخ الضحايا كل ليلة… لم تكن صرخات بشرية.

عندما ظهر الفيروس لأول مرة، حاولت جاهدًا منع زوجتي من الذهاب إلى العمل. ومع ذلك، لم تفكر كثيرًا في الأمر وتوجهت إلى العمل مرتدية قناعها كما تفعل عادةً.

 

 

بشرية؟ لا، من غير الصواب حتى تسميتهم ببشر. جاءت هذه الصرخات من مخلوقات مشابه فقط للبشر.

 

 

 

كان صوتًا مزعجًا، كما لو أن حنجرتهم ممزقة أو أشبه حتى بكونه عويلًا مروعًا لا يُطاق.

وقد مرت ثمانية أيام منذ ذلك الحين.

 

 

أجلست سو يون على الأريكة وبحذر تقدمت نحو النافذة. رفعت زاوية الستائر قليلًا لأرى ما يجري في الخارج.

«أرجوكم! فليساعدني أحد ما!»

 

 

انبعث الدخان الرمادي الكثيف من العديد من المباني في الأمام، لكن لم أسمع أي صوت لسيارات الإطفاء. هذا يعني أن الاتصال برقم الطوارئ ”١١٩“ لن يجدي نفعًا.

لحظتها، عبثت ابنتي سو يون بأصابعها ببراءة ثم سألتني بترقب: «متى ستعود أمي؟»

 

 

نظرت إلى الطابق الأرضي خارج المجمع السكني بوجه كئيب. انعكس أمام ناظريَّ العديد من المخلوقات غير المعروفة أمام مدخل المجمع.

 

 

 

وقف هناك، رجل منحنيًا وملوحًا بذراعيه ذهابًا وإيابًا، من الصعب معرفة ما يدور في عقله، أو لماذا يتصرف بهذه الطريقة. استمر الرجل في تصرفه غير الطبيعي هذا على مدى الثلاثة أيام الماضية.

 

 

 

ثم أخيرًا، وقعت عيناي على المرأة الملقاة على الأرض بجواره. كانت قد فقدت ساقها اليمنى كما واصل جسدها الارتجاف على نحوٍ متقطع.

 

 

«أبي…؟»

 ‹هل كانت ترتجف من شدة الألم أم تتوسل طلبًا للمساعدة؟›

همست سو يون بقلق أثناء اقترابها مني وهي تفرك عينيها من النعاس.

 

بعدها، انقلب العالم بأسره رأسًا على عقب.

ومع ذلك، عندما فحصتها بتمعن، لم تكن هناك علامات ألم أو يأس على وجهها. بدلًا من ذلك، كانت هناك نظرة شوق في عينيها حيث لوحت بذراعيها ببطء، كما لو كانت تحاول الوصول إلى شيء ما، وفي كل مرة تفعل ذلك، أدركت تمامًا ما كانت تسعى للوصول إليه—

وقد مرت ثمانية أيام منذ ذلك الحين.

 

بمجرد أن استفقت، التفت إلى يميني. وعندها وقفت بهدوء، مرتاحًا لشعوري بالتنفس اللطيف القادم من هذا الجانب.

كانت تحدق في الطابق الخامس، حيث كنت أنا.

وبالطبع لا تنسوا إلقاء نظرة على رواياتي الأخرى: *نظام المانجا في عالم ناروتو* وون شوت *القطة والتنين*، وون شوت *الحياة كشبح* وون شوت *العيش في الظلام*.

 

 

عندما التقت أعيننا، سقط قلبي في جوفي، وغمرتني موجة من مشاعر الخوف والرهبة.

«بابا ليس متأكدًا أيضًا من ماهية هذه الأصوات.»

 

 

في كل مرة، لم يكن لدي خيار آخر سوى إغلاق عيني بإحكام والسماح للستائر بالانغلاق.

لم تكن هناك طريقة لوجود خدمة خلوية في وضع مثل هذا. حتى ونحن في وسط سيول، لم تكن هناك خدمة خلوية متاحة؛ لذا لم يكن هناك سبيل للوصول إليها.

 

 

«أبي!»

كانوا يطاردونها بطريقة مرعبة. لوحت أذرعهم بلا حسيب ولا رقيب واهتزت رؤوسهم بطريقة غير طبيعية، ما كانوا يفعلونه لا يمكن اعتباره ركضًا عاديًا. بدلًا من ذلك، بدا الأمر وكأنهم يلاحقون فريستهم التي حاولت الهرب.

 

 

حينها، نادتني ابنتي سو يون بصوت ضعيف مشوب بالخوف مقاطعةً حبل أفكاري.

 

 

 

مشيت نحوها واحتضنتها بشدة بين ذراعيَّ مطمئنًا إياها. وبالمثل عانقتني بإحكام دون قول أي شيء، لكنني شعرت بعبوسها.

بعدها، انقلب العالم بأسره رأسًا على عقب.

 

 

تساءلت عما إذا كانت غاضبة مني لعدم إجابتها على جميع الأسئلة التي كانت تدور في ذهنها.

عندما ظهر الفيروس لأول مرة، حاولت جاهدًا منع زوجتي من الذهاب إلى العمل. ومع ذلك، لم تفكر كثيرًا في الأمر وتوجهت إلى العمل مرتدية قناعها كما تفعل عادةً.

 

في كل مرة، لم يكن لدي خيار آخر سوى إغلاق عيني بإحكام والسماح للستائر بالانغلاق.

ومع ذلك، مهما كان السؤال الذي طرحته، لم يكن لدي خيار سوى الرد بنفس الجملة:

————————————————————————————————————————————————————————

 

 

«كل شيء سيكون على ما يرام، بابا هنا.»

 

 

بشرية؟ لا، من غير الصواب حتى تسميتهم ببشر. جاءت هذه الصرخات من مخلوقات مشابه فقط للبشر.

 

عدت إلى النافذة ورفعت الستائر قليلًا مرة أخرى.

* * *

 

 

 

 

 

الشيء التالي الذي أتذكره، أنني كنت نائمًا على الأريكة.

 

 

«من أين أتى هذا؟»

بمجرد أن استفقت، التفت إلى يميني. وعندها وقفت بهدوء، مرتاحًا لشعوري بالتنفس اللطيف القادم من هذا الجانب.

سارعت نحو النافذة وألقيت نظرة فاحصة.

 

كانت صرختها مختنقة ومليئة باليأس. بينما كنت مذهولًا من هذا المشهد، بدأ عقلي في العمل بسرعة.

عدت إلى النافذة ورفعت الستائر قليلًا مرة أخرى.

لحظتها، عبثت ابنتي سو يون بأصابعها ببراءة ثم سألتني بترقب: «متى ستعود أمي؟»

 

‹هل يجب علي مساعدتها؟ لا. ماذا سأحقق بهذا؟ علاوة على ذلك، ماذا لو وقعت في مشكلة وورطت سو يون؟›

كان الخارج مغمورًا بالظلام الدامس؛ مما يخلق منظرًا مشؤومًا حقًا.

 

 

 

أضواء مصابيح الشوارع، والنوافذ الساطعة التي انتشرت في المجمعات السكنية في كل طابق، والسيارات التي كانت تسير على طول الطرق… لم أتمكن من العثور على أيٍّ من هذه الأشياء في أي مكان.

كم من الوقت يجب عليَّ أن أنتظر حتى وصول فريق الإنقاذ؟ بدا الأمر وكأنه انتظار ميؤوس منه.

 

 

انتقلت بنظري إلى مدخل المجمع السكني، وكانت المخلوقات المجهولة لا تزال في نفس المكان مكررةً سلوكها الغريب.

كان طفلًا صغيرًا، طفلًا أصغر من سو يون.

 

 

وها هو الرجل لا يزال هناك، يلوح بذراعيه ذهابًا وإيابًا، بغض النظر عما هو الوقت من اليوم.

 

 

انتقلت بنظري إلى مدخل المجمع السكني، وكانت المخلوقات المجهولة لا تزال في نفس المكان مكررةً سلوكها الغريب.

خفضت رأسي متنهدًا بعمق. تساءلت كم من الوقت سيستغرق كل هذا حتى يختفي؟

أمسكت بقوة بقماش الستائر بين يدي، متنفسًا بخشونة وعمق، كما ارتجفت ذراعاي بشدة. اقتربت المخلوقات المجهولة من المرأة على الأرض أكثر فأكثر. كدت أشعر برعبها، كما لو كنت أنا مَن يرقد في منتصف الشارع وليس هي.

 

 

كم من الوقت يجب عليَّ أن أنتظر حتى وصول فريق الإنقاذ؟ بدا الأمر وكأنه انتظار ميؤوس منه.

 

 

 

ضغطت شفتي معًا وعدت إلى الأريكة. هناك، نامت سو يون مثل الطفل الرضيع. ربت على رأسها بحنان، وهمست في أذنيها:

كل يوم، تعالت الصيحات المفزعة مئات أو حتى آلاف المرات، تشق طريقها إلى أذهان العقلاء؛ مما دفع الناجين إلى الفرار بعيدًا عن الضوء إلى أماكن أكثر قتامةً وعمقًا.

 

انبعث الدخان الرمادي الكثيف من العديد من المباني في الأمام، لكن لم أسمع أي صوت لسيارات الإطفاء. هذا يعني أن الاتصال برقم الطوارئ ”١١٩“ لن يجدي نفعًا.

«لا بأس، كل شيء سيكون على ما يرام.»

 

 

 

كانت مجرد محاولة بسيطة لخداعها لتجاهل الواقع.

 

 

 

«ساعدني، أرجوك ساعدني!»

 

 

 

في تلك اللحظة، جعلني الصراخ المفاجئ أقفز من مكاني، وأعادني إلى الواقع. وقفت بدهشة وشحذت سمعي متأهبًا لهذا الصوت المفاجئ.

 

 

 

«من أين أتى هذا؟»

وبالطبع لا تنسوا إلقاء نظرة على رواياتي الأخرى: *نظام المانجا في عالم ناروتو* وون شوت *القطة والتنين*، وون شوت *الحياة كشبح* وون شوت *العيش في الظلام*.

 

عندما التقت أعيننا، سقط قلبي في جوفي، وغمرتني موجة من مشاعر الخوف والرهبة.

اندفع صوت امرأة اتجاهي، لكنه لم يكن قريبًا. بل كأنه صدى اخترق الظلام المحيط في الخارج.

«بابا يعتقد ذلك أيضًا. ثمَّ… لماذا لا تدعي بابا يذهب للتحقق منها، في حين يمكن لصغيرتنا سو يون العودة إلى فراشها الدافئ؟.»

 

«من أين أتى هذا؟»

سارعت نحو النافذة وألقيت نظرة فاحصة.

«لا بأس، كل شيء سيكون على ما يرام.»

 

 

الظلام الدامس في الخارج، جرف المخاوف البدائية المنسية منذ فترة طويلة. مع النافذة كدرع لي، قمت بمسح المنطقة، في محاولة لتحديد مصدر الصوت.

 

 

كانت صرختها مختنقة ومليئة باليأس. بينما كنت مذهولًا من هذا المشهد، بدأ عقلي في العمل بسرعة.

حدقت في المسافة أمامي محاولًا التكيف مع الظلام. وعندما اعتادت عيناي ببطء على الظلام، كان بإمكاني رؤية شخص ما يجري من بعيد.

 

 

همست لنفسي من خلال صرير أسناني مشجعًا المرأة على الاستمرار في الهروب.

على بعد مبنيين تقريبًا، ركضت امرأة بكل قوتها، تحمل شيئًا بين ذراعيها. لم أستطع رؤية وجهها، لكن من قلة الضوضاء التي أحدثتها أقدامها، يمكنني أن أقول إنها كانت حافية القدمين.

‹توقف عن الارتعاش، اهدأ.›

 

ظللت أردد نفس العبارة مرارًا وتكرارًا كما لو كنت ممسوسًا، لكن جسدي، المخمور بالخوف، لم يستجب.

«ساعدني!»

 

 

 

تحول صراخها ببطء إلى عويل عالٍ. كانت تصرخ بأعلى صوتها، كما لو كانت تتمسك بحياتها العزيزة. ورغم ذلك، لم يأت أحد لمساعدتها.

‹هل يجب علي مساعدتها؟ لا. ماذا سأحقق بهذا؟ علاوة على ذلك، ماذا لو وقعت في مشكلة وورطت سو يون؟›

 

 

لم أكن مختلفًا عنها. تيبس جسدي في مكانه مثل تمثال حجري، غير قادر على فعل أي شيء سوى مراقبة تحركاتها بعيني. خلفها، رأيت مجموعة من المخلوقات المجهولة تلاحقها بخطوات متقطعة.

 

 

 

كانوا يطاردونها بطريقة مرعبة. لوحت أذرعهم بلا حسيب ولا رقيب واهتزت رؤوسهم بطريقة غير طبيعية، ما كانوا يفعلونه لا يمكن اعتباره ركضًا عاديًا. بدلًا من ذلك، بدا الأمر وكأنهم يلاحقون فريستهم التي حاولت الهرب.

 

 

 

فقط بمجرد رؤيتهم على هذا النحو، أحسست برعشة تسري في عمودي الفقري مضاعفةً مخاوفي.

 

 

 

لم يتحركوا مثل البشر، وبدوا يائسين لإغلاق المسافة بينهم وبين المرأة الهاربة.

 

 

لم يتحركوا مثل البشر، وبدوا يائسين لإغلاق المسافة بينهم وبين المرأة الهاربة.

«أرجوكم! فليساعدني أحد ما!»

 

 

 

كانت صرختها مختنقة ومليئة باليأس. بينما كنت مذهولًا من هذا المشهد، بدأ عقلي في العمل بسرعة.

 

 

«أرجوكم! فليساعدني أحد ما!»

‹هل يجب علي مساعدتها؟ لا. ماذا سأحقق بهذا؟ علاوة على ذلك، ماذا لو وقعت في مشكلة وورطت سو يون؟›

 

 

 

نظرت إلى سو يون، التي كانت لا تزال نائمة. لم أستطع المخاطرة بحياتها لإنقاذ شخص لم أكن أعرفه.

 

 

في الآونة الأخيرة، انتشرت تقارير متعددة عبر وسائل الإعلام حول انتشار فيروس جديد، يُعتقد أنه يحد من وظائف العقل لدى المصابين؛ مما يفقدهم القدرة على التحكم في أنفسهم، ولا يتبقى لديهم سوى ميولهم العنيفة.

«يجب أن أحمي سو يون. من فضلك، من فضلك، فلينقذ أي شخص تلك المرأة المسكينة… وينقذني أنا وسو يون أيضًا.»

 

 

انهمرت الدموع بصمت على وجهي.

كنت مغمض العينين وقلبي مليء بالتمنيات، ربما لشخص لا يمكن للواقع أن يُظهره.

 

 

أجلست سو يون على الأريكة وبحذر تقدمت نحو النافذة. رفعت زاوية الستائر قليلًا لأرى ما يجري في الخارج.

بعد لحظات، تعثرت المرأة بحجر وانزلقت.

 

 

مد الطفل يده ليهز والدته.

«انهضي، انهضي…»

 

 

نظرت إلى سو يون، التي كانت لا تزال نائمة. لم أستطع المخاطرة بحياتها لإنقاذ شخص لم أكن أعرفه.

همست لنفسي من خلال صرير أسناني مشجعًا المرأة على الاستمرار في الهروب.

 

 

جلست على ركبتي حتى أتمكن من النظر مباشرةً إلى عينيها، ثم ربت برفق على رأسها لتهدئتها.

أمسكت بقوة بقماش الستائر بين يدي، متنفسًا بخشونة وعمق، كما ارتجفت ذراعاي بشدة. اقتربت المخلوقات المجهولة من المرأة على الأرض أكثر فأكثر. كدت أشعر برعبها، كما لو كنت أنا مَن يرقد في منتصف الشارع وليس هي.

 

 

 

على الرغم من فقدان المرأة لتوازنها، لم تفلت الشيء الذي أمسكته بين ذراعيها ولذا ارتطم رأسها أولًا بالأرض الصلبة. استلقت هناك دون أدنى حركة، وارتعش الجزء العلوي من جسدها، كما لو قد أصيبت بارتجاج. وما كان بين ذراعيها شق طريقه بعيدًا عن قبضتها.

 

 

نظرت إلى سو يون، التي كانت لا تزال نائمة. لم أستطع المخاطرة بحياتها لإنقاذ شخص لم أكن أعرفه.

كان طفلًا صغيرًا، طفلًا أصغر من سو يون.

 

 

كنت مغمض العينين وقلبي مليء بالتمنيات، ربما لشخص لا يمكن للواقع أن يُظهره.

مد الطفل يده ليهز والدته.

«أمي… أمي…»

 

 

صوت الطفل العذب جعل عقلي يدور.

 

 

عدت إلى النافذة ورفعت الستائر قليلًا مرة أخرى.

«أمي… أمي…»

كانت صرختها مختنقة ومليئة باليأس. بينما كنت مذهولًا من هذا المشهد، بدأ عقلي في العمل بسرعة.

 

صرخ الطفل من الألم مراقبًا بأم عينيه تلك المخلوقات وهي تُمزق ذراعاه. كان يصرخ من الخوف، غير قادر على المقاومة. لم يكن سوى فريسة عاجزة تلتهمها أكلة اللحوم.

اخترق أنينه الظلام وتردد صداه في جميع أنحاء المدينة. وفي لمح البصر، انقضت المخلوقات المجهولة عليهم. غطيت فمي بكلتا يدي، غير قادر على رفع عيني عنهما.

 

 

 

غطيت فمي، غير قادر على فعل أي شيء سوى مشاهدة المشهد المروع يتكشف أمام عيني. أردت أن أتجنب النظر، لكن جسدي المتيبس لم يسمح لي بذلك. لقد كانت لحظة رعب وقسوة ويأس تام. حتى هذه الكلمات لم تكن كافية لوصف الشعور الذي أحاط بي في تلك اللحظة.

 

 

 

نحن البشر، الذين وقفنا على قمة السلسلة الغذائية واعتبرنا أنفسنا حتى خارجها… كانت هذه لحظة لم يكن فيها أي من ذلك مهمًا.

بعد لحظات، تعثرت المرأة بحجر وانزلقت.

 

«تلك الأصوات الغريبة… تُخيفني.»

انهمرت الدموع بصمت على وجهي.

 

 

«بابا ليس متأكدًا أيضًا من ماهية هذه الأصوات.»

كل ما استطعت فعله هو تغطية فمي وكبح الأنين الذي حاول الخروج. تدفقت موجة من الخوف وعدم التصديق من خلالي، مما جعلني أرتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

 

 

 

الوحوش التي بدت بشرية… كانوا يأكلون البشر. وكانت المرأة والطفل يؤكلان أحياءً.

 

 

 

صرخ الطفل من الألم مراقبًا بأم عينيه تلك المخلوقات وهي تُمزق ذراعاه. كان يصرخ من الخوف، غير قادر على المقاومة. لم يكن سوى فريسة عاجزة تلتهمها أكلة اللحوم.

كانت صرختها مختنقة ومليئة باليأس. بينما كنت مذهولًا من هذا المشهد، بدأ عقلي في العمل بسرعة.

 

 

وكنت هنا، أنظر إليه، مشاهدًا المشهد بأكمله دون أن أتمكن من فعل أي شيء…

كانت صرختها مختنقة ومليئة باليأس. بينما كنت مذهولًا من هذا المشهد، بدأ عقلي في العمل بسرعة.

 

شعرت بالعجز الشديد. ارتخت ساقاي وسقطت على الأرض. أيقظ الضجيج سو يون، التي تعثرت إلى جانبي بينما تفرك عينيها.

«أبي!»

 

 

«أبي…؟»

كنت مغمض العينين وقلبي مليء بالتمنيات، ربما لشخص لا يمكن للواقع أن يُظهره.

 

 

سرعان ما لففت ذراعي حولها، وغطيت عينيها. نظرت إليَّ بحيرة. حملتها، وزحفت تحت طاولة الطعام. عندما رأت عيني المحتقنتين بالدماء، انزعج تعبيرها، وبدت على وشك البكاء.

 

 

 

غطيت فمها وقلت بصوت مرتجف: «لا بأس، لا بأس.»

«أرجوكم! فليساعدني أحد ما!»

 

«أبي!»

لكن لم يكن ذلك كافيًا وبدأت في النحيب. ضغطت بيدي اليمنى بقوة على فمها، ودعوت ألا تنتقل صرخاتها بعيدًا.

 

 

 ‹هل كانت ترتجف من شدة الألم أم تتوسل طلبًا للمساعدة؟›

عضت شفتي السفلى وبذلت قصارى جهدي لأتوقف عن الارتعاش.

على بعد مبنيين تقريبًا، ركضت امرأة بكل قوتها، تحمل شيئًا بين ذراعيها. لم أستطع رؤية وجهها، لكن من قلة الضوضاء التي أحدثتها أقدامها، يمكنني أن أقول إنها كانت حافية القدمين.

 

«بابا يعتقد ذلك أيضًا. ثمَّ… لماذا لا تدعي بابا يذهب للتحقق منها، في حين يمكن لصغيرتنا سو يون العودة إلى فراشها الدافئ؟.»

‹توقف عن الارتعاش، اهدأ.›

 

 

 

ظللت أردد نفس العبارة مرارًا وتكرارًا كما لو كنت ممسوسًا، لكن جسدي، المخمور بالخوف، لم يستجب.

 

 

 

«كل شيء سيكون على ما يرام. نحن بأمان. سنكون بخير.»

window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "663b2a7000a9d3471ea9a021", id: "pf-8890-1"})  

 

كانت تحدق في الطابق الخامس، حيث كنت أنا.

ظللت أكرر العبارات المطمئنة، لكنها كانت كلمات لا معنى لها، تم نطقها دون أي اعتبار جاد.

 

 

«يجب أن أحمي سو يون. من فضلك، من فضلك، فلينقذ أي شخص تلك المرأة المسكينة… وينقذني أنا وسو يون أيضًا.»

في الحقيقة، الوضع كان بعيدًا عن أن يكون على ما يرام على الإطلاق. كنت مرعوبة حقًا…

 

 

لم أكن مختلفًا عنها. تيبس جسدي في مكانه مثل تمثال حجري، غير قادر على فعل أي شيء سوى مراقبة تحركاتها بعيني. خلفها، رأيت مجموعة من المخلوقات المجهولة تلاحقها بخطوات متقطعة.

كنت أتمنى بصدق أن أخرج من هذا الوضع أكثر من أي شخص آخر.

 

————————————————————————————————————————————————————————

«أبي!»

 

 

أفتخر بمشاركتكم رواية جديدة مع غلاف مذهل من تعديل صديقي المبدع والمترجم المميز <الخال>، وإذا أردتم اكتشاف عالم مليئ بالألغاز والخفايا، فأنصحكم بروايته؛ ”عرش الحالم“ و ”جمرات البحر العميق“ فهي روايات تجمع بين الإثارة والخيال و الغموض بأسلوب ممتع.

 

 

كنت واحدًا من تلك النفوس القليلة المتبقية، جنبًا إلى جنب مع ابنتي الصغيرة، انتظرنا بفارغ الصبر وصول فريق الإنقاذ؛ ليُمدَّ لنا يد العون.

وبالطبع لا تنسوا إلقاء نظرة على رواياتي الأخرى: *نظام المانجا في عالم ناروتو* وون شوت *القطة والتنين*، وون شوت *الحياة كشبح* وون شوت *العيش في الظلام*.

«أبي…؟»

 

 

لقر هرمت حقًا من أجل اللحظة التي أرى فيها الرواية على الموقع،  أتمنى أن تعجبكم الرواية، ولو وجدتم أي أخطاء في الفصل أو لديكم اقتراحات لتحسينه أرجو الإشارة إليه في التعليقات، وأتمنى أن لا تبخلوا عليَّ بها فهي ما تحفزني للاستمرار.

 

 

كان طفلًا صغيرًا، طفلًا أصغر من سو يون.

اندفع صوت امرأة اتجاهي، لكنه لم يكن قريبًا. بل كأنه صدى اخترق الظلام المحيط في الخارج.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط