نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الأب الزومبي ٢٠


لاهثًا، انحنيت تاركًا الرأس الطائر يبحر فوقي. لقد مررت بكل المحطات راكضًا بأقصى سرعتي. عضضت شفتي وأنا أركض، وسرعان ما رأيت محطة وانغسيمني على مسافة. 

— غررررر!!!

 

ومض وجهها في ذهني. تخيلتها تركض نحوي بابتسامة لطيفة، وتصل إلي وتعانقني. بدت قريبة جدًا، على بعد ذراع فقط، لكنها اختفت أمامي مثل السراب.

كان هناك مبنى مهجور قيد الإنشاء أمام المحطة. من الواضح أن أعمال البناء كانت متوقفة، حيث أن لافتة ”السلامة أولًا“ تمزقت جزئيًا.

 

 

– لا تمت.

كنت أعلم أنه من المستحيل التخلص منه. شعرت، دون وعي، أن موقع البناء سيكون ساحة معركتي الأخيرة. استخدمت أتباعي كطعم بينما شققت طريقي على عجل نحو موقع البناء.

اخترق قضيب التسليح جسده بصوت انشقاق العظام.

 

 

ثمانية، تسعة، عشرة منهم… سمعت صرخات لا نهاية لها من أتباعي. شعرت بالاستياء في صرخاتهم. أغمضت عيني لأتجاهل عويلهم.

قمت بتثبيت قطعتين من حديد التسليح أسفل الأنبوب الدائري كرافعة، وسحبتهما للأسفل بأقصى ما أستطيع. ارتجفت ذراعي اليمنى بعنف، وأصبح من الصعب التنفس. ارتعش الأنبوب الخرساني المسلح أخيرًا. كنت أعلم أنه يمكنني تحويل هذا المخلوق إلى فطيرة لحم بمجرد أن أدفعه خارج حاجز الحماية.

 

 

 ‹أنا آسف، أنا آسف!›

 ‹هل مات؟ هل مات حقًا؟›

 

 

كانت وفاتهم بلا معنى. لم أكن آمرهم بالقتال. بدلًا من ذلك، كان الأمر أشبه بأمر كاميكازي. 

لقد كان دماغه طعامًا شهيًا، تمامًا كما اعتقدت أنه سيكون. شعرت بتوتر عضلات جسدي وتوسعها مرارًا وتكرارًا بينما واصلت تناول الطعام. شعرت أن عضلاتي نمت بقوة مثل عضلات المخلوق الأسود. وفي لحظات، كنت قد انتهيت من كل ذلك. ولم تتبقى سوى السوائل.

 

 

ومع ذلك، لم تكن هناك طريقة يمكنني من خلالها السماح لنفسي بالموت. إذا مت، ماذا سيحدث للجميع في الشقة؟ ماذا عن بقية أتباعي الذين اتبعوا أوامري؟ ماذا عن سو يون؟

 

 

 

لم أستطع توقع العواقب. أغلقت عينيَّ بإحكام وعضضت على شفتي السفلى. شعرت بالسوء تجاه أتباعي، لكنني لم أستطع الموت هنا.

 

 

 

بالكاد وصلت إلى موقع البناء، على الرغم من أنني ضحيت بأتباعي للقيام بذلك. كنت أعرف أن البحث في موقع البناء عن سلاح يمكنني استخدامه لمحاربة المخلوق الأسود أفضل من أخذ قسط من الراحة في مثل هذا الوقت. بعد بحث مكثف، ثبتت عيناي على كومة من قضبان التسليح. كانت هناك قضبان حديدية ملقاة على الأرض. يبدو أن الأسلاك التي كانت تربطهم معًا قد انقطعت.

محطة وانغسيمني هي محطة مترو أنفاق في سيول، كوريا. يقع في منطقة هاينج دانج دونج، حيث تقيم الشخصية الرئيسية.   

 

*غررررر!!!*

*غررررر!!!*

كان ذهني يصرخ في وجهي لكي أتحرك، وأن عليَّ العودة إلى الشقة. ومع ذلك، فإن جسدي لم يتبعه. بدلًا من ذلك، بدأت جفوني تُغلق. رمشت عدة مرات، ورؤيتي تومض مثلما كانت الأضواء قبل انقطاع التيار الكهربائي. وفي نهاية المطاف، ابتلعني الظلام.

 

 

سمعت صراخها من ورائي. كنت على يقين من أنه سيمسك بي من رقبتي في أي لحظة. شعرت بقشعريرة أسفل عمودي الفقري، وأصبح الهواء حولي باردًا كالثلج. حتى من دون أن ألتفت، شعرت بفمه المفتوح على مصراعيه يضغط على رقبتي. ألقيت بنفسي على أقرب كومة من قضبان التسليح، وأمسكت بأقرب واحد مني.

 

 

 

لوحت بالقضيب محاولًا استعادة توازني. في اللحظة التي رآني فيها، اندفع نحوي. أول رد فعل لجسدي كان دفع قضيب التسليح بأقصى ما أستطيع، مما أدى إلى تشويه المخلوق أثناء طيرانه في الهواء. ذهب قضيب التسليح مباشرةً من خلال قلبه.

 

 

 ‹هل مات؟ هل مات حقًا؟›

صرخ المخلوق وعوى.

عندما أخرجت أنفاسي الخانقة التي كانت محاصرة بداخلي، بدأ جسدي المرتعش يستقر. وقفت ببطء على قدمي، وأخذت نفسًا عميقًا وعينيَّ مغلقة. شعور بالانتعاش والهدوء لم أشعر به من قبل غمر جسدي.

 

 

صرخته ملأت الهواء من حولي. لكنها لم تكن صرخة ألم. بل غضبًا، الغضب الذي يعتمر المفترس عندما يتحداه شيء يعتبره فريسة. لقد كافحت بشراسة أكبر. أحكمت قبضتي على طول قضيب التسليح، وتمسكت به بأقصى ما أستطيع. استخدمت كل قوتي في محاولة لمواجهة مقاومة المخلوق. ومع ذلك، كنت أقترب أكثر من المخلوق، مثل برادة الحديد تجاه المغناطيس.

 

 

 

في النهاية تركت قضيب التسليح. وقعت عينيَّ على قضيب تسليح آخر على الأرض، فالتقطته بسرعة.

 

 

 

 ‹الجميع، ليمسك كل منكم بقضيب تسليح ويطعنه!›

 

 

«غرر! غاه! غرر!!!»

أعطيت الأمر لأتباعي المتبقين، الذين التقط كل منهم قضيب التسليح وهم يندفعون نحوي. باستخدام كل قوتي، قمت بطعن قضيب التسليح قطريًا في جسم المخلوق.

كان هناك مبنى مهجور قيد الإنشاء أمام المحطة. من الواضح أن أعمال البناء كانت متوقفة، حيث أن لافتة ”السلامة أولًا“ تمزقت جزئيًا.

 

 

*كسر!*

ليس لدي الوقت لأكون عاطفيًا. ومن أجل إنهاء الأمر والقضاء عليه، اضطررت إلى تنفيذ ضربة قاتلة. وباستخدام قضبان التسليح التي كانت متناثرة حولي، دفعت بكل قوتي نحو الأنابيب الخرسانية المسلحة. ومع ذلك، فإن قضيب تسليح واحد لن يكون كافيًا لتحريك شيء يزن عدة أطنان.

 

 

اخترق قضيب التسليح جسده بصوت انشقاق العظام.

 

 

أعادتني كلمات جيونج أوك إلى صوابي.

*سحق! كسر! اجتز!*

 

 

 ‹هل مات؟ هل مات حقًا؟›

نفذ أتباعي هجومهم الخاص. بدا جسد المخلوق وكأنه مملوء بالرصاص. كنت أعلم أنني لا أستطيع التوقف. لم يكن هذا كافيًا لوقفه. ترنح للحظة، ثم اندفع نحوي، وانتزع أحد أتباعي وقطع رأسه. تراجعت بأسرع ما يمكن عندما مد المخلوق ذراعيه نحوي.

 ‹من أين يأتي هذا الألم؟ لماذا أتألم؟ أشعر و كأنني أحتضر. يبدو الأمر وكأنني يمكن أن أموت في أي لحظة. سو يون…›

 

 

ورغم محاولتي اليائسة للإفلات منه، إلا أنه تمكن من الإمساك بذراعي اليسرى بأذرعه الطويلة.

 ‹هل هذا نوع من الارتداد؟ هل لأن مفاصلي غير متوازنة؟›

 

 

*كسر!*

خرجت قضبان التسليح من جسمه بالكامل، لكن هذا لم يمنعه من مهاجمة أتباعي باستمرار بذراعيه. يبدو أن تقييد تحركاته لم يساهم سوى بالقليل جدًا. لا يزال يمزق أتباعي بقوته الساحقة كما لو كان يمزق أكوامًا من الورق.

 

كنت عاقلًا، لكن كل شيء بدا سلميًا للغاية. شعرت وكأنني لم أكن نفسي. وبعد لحظة، شممت رائحة شيء حلو. استنشقت باستمرار، وسقط نظري في النهاية على الشيء الذي كان ينبعث منه الرائحة. أدركت أنها كانت قادمة من جثة المخلوق الأسود الممزقة. مشيت إليها.

 ‹همم؟›

ومضت حياتي كلها أمام عيني. في اللحظة التي نادتني فيها سو يون بـ ”أبي“ بعد أن ظلت بعيدة عني لما بدا وكأنه عصور. في اللحظة التي شكرني فيها الناجون. في اللحظة التي وصفني فيها جيونج أوك بزعيم الزومبي. ومضت كل تلك الذكريات مثل شريط فيلم غير واضح.

 

«غرر… غرر… غا…»

غرز أظافره الحادة في مرفقي ممزقًا النصف السفلي من ذراعي كما لو كانت مصنوعة من مادة الستايروفوم. اتسعت عيناي عندما رأيت ذراعي اليسرى تطير في الهواء.

 ‹شعور غير عادي؟›

 

 

«غررررر!!!»

وعندما انقشع الغبار، لاحظته ملقى هناك، مع نصف رأس محطم. وكانت الخرسانة المسلحة مضغوطة على قضبان التسليح التي لا تزال تضغط على جسده، وتمزق لحمه. كان جسده في حالة من الفوضى، وتسربت أحشاؤه إلى الخارج، كما نزف سائل أسود حبري من رأسه وفمه المحطمين.

 

 

هدد عواء الغضب بتمزيق ذهني. أعطيت الأوامر لأتباعي، وأنا بالكاد أتشبث بعقلانيتي.

 

 

 

 ‹واصل الطعن! لا تتوقف!›

 

 

 ‹الآن يمكنني الذهاب لرؤية سو يون.›

عندما أمرت أتباعي بمهاجمة ”ذلك“، ذهبت إلى داخل المبنى نصف المكتمل للبحث عن شيء يمكن أن ينهي حياته. هرعت إلى الدرج مرورًا بالطابقين الثاني والثالث دون توقف.

 

 

 

كنت أسمع صراخ أتباعي من الأسفل، يتبعه عواء المخلوق، مثل صدى متنافر. خدر عواءه ذهني، مما جعلني أفقد السيطرة على ساقي. ظللت أرفع رأسي، وألكم فخذي، اللذين كانا متصلبين بسبب الخوف الساحق.

*خفض.*

 

*بييييب! *

عندما وصلت إلى الطابق الرابع، لفت انتباهي شيء ما. كان هناك زوج من الأنابيب الخرسانية المسلحة المقاومة للاهتزاز بالقرب من جدران الموقع. لم أكن متأكدًا مما يفعله أنبوب الصرف الصحي في الطابق الرابع، لكن ليس هذا هو الوقت المناسب للتفكير في مثل هذه الأشياء. نظرت من فوق حاجز الحماية لتقييم الوضع بالأسفل، ورأيت أتباعي يتمزقون بسبب ”ذلك“.

 

 

 

خرجت قضبان التسليح من جسمه بالكامل، لكن هذا لم يمنعه من مهاجمة أتباعي باستمرار بذراعيه. يبدو أن تقييد تحركاته لم يساهم سوى بالقليل جدًا. لا يزال يمزق أتباعي بقوته الساحقة كما لو كان يمزق أكوامًا من الورق.

عندما وصلت إلى الطابق الرابع، لفت انتباهي شيء ما. كان هناك زوج من الأنابيب الخرسانية المسلحة المقاومة للاهتزاز بالقرب من جدران الموقع. لم أكن متأكدًا مما يفعله أنبوب الصرف الصحي في الطابق الرابع، لكن ليس هذا هو الوقت المناسب للتفكير في مثل هذه الأشياء. نظرت من فوق حاجز الحماية لتقييم الوضع بالأسفل، ورأيت أتباعي يتمزقون بسبب ”ذلك“.

 

 

ليس لدي الوقت لأكون عاطفيًا. ومن أجل إنهاء الأمر والقضاء عليه، اضطررت إلى تنفيذ ضربة قاتلة. وباستخدام قضبان التسليح التي كانت متناثرة حولي، دفعت بكل قوتي نحو الأنابيب الخرسانية المسلحة. ومع ذلك، فإن قضيب تسليح واحد لن يكون كافيًا لتحريك شيء يزن عدة أطنان.

شعرت بأن حواسي تعود ببطء. ارتحف جسدي كله، عانيت من سعال شديد بينما كنت أمتص الهواء بشراهة. عدت ببطء إلى صوابي، وشعرت براحة شديدة تغمرني.

 

 

قمت بتثبيت قطعتين من حديد التسليح أسفل الأنبوب الدائري كرافعة، وسحبتهما للأسفل بأقصى ما أستطيع. ارتجفت ذراعي اليمنى بعنف، وأصبح من الصعب التنفس. ارتعش الأنبوب الخرساني المسلح أخيرًا. كنت أعلم أنه يمكنني تحويل هذا المخلوق إلى فطيرة لحم بمجرد أن أدفعه خارج حاجز الحماية.

 

 

 

وضعت كل ما تبقى من قوتي وراء ذلك، مما أدى إلى تحطيم أسناني المتبقية. شعرت أن عضلاتي ستنفجر في أي لحظة. سمعت صوت طقطقة مفاصلي المخلوعة. انتفخت عروقي خارج جسدي، كما لو أنها على وشك الانفجار.

 

 

 

«غررررر!»

صرخته ملأت الهواء من حولي. لكنها لم تكن صرخة ألم. بل غضبًا، الغضب الذي يعتمر المفترس عندما يتحداه شيء يعتبره فريسة. لقد كافحت بشراسة أكبر. أحكمت قبضتي على طول قضيب التسليح، وتمسكت به بأقصى ما أستطيع. استخدمت كل قوتي في محاولة لمواجهة مقاومة المخلوق. ومع ذلك، كنت أقترب أكثر من المخلوق، مثل برادة الحديد تجاه المغناطيس.

 

 

بذلت كل قوتي لدفع الأنبوب الخرساني المسلح.

 

 

كان يرقد هناك، وينفث سائلًا لزجًا يشبه مياه المستنقعات النتنة، دون أن يقدم أي مقاومة. أمسكت بقضيب التسليح الأخير المتبقي على الأرض لإنهاء علاقتي المحبطة مع المخلوق. ركزت باهتمام بينما كنت أهدف إلى رأسه الثابت.

*ثود، لفة، ثود*

 

 

*كسر!*

تمكنت أخيرًا من تحريك الأنبوب الخرساني. رأيت أتباعي في الأسفل يذبحهم المخلوق الأسود. استغرق الأمر لحظة لتسجيل الأنبوب الخرساني المتساقط. جثمت على الفور، واستعددت للقفز.

 

 

«غرر!»

تردد صدى صرير المعدن على الخرسانة في موقع البناء.

في النهاية تركت قضيب التسليح. وقعت عينيَّ على قضيب تسليح آخر على الأرض، فالتقطته بسرعة.

 

 

قضبان التسليح التي كانت عالقة قطريًا في جسده منعته من القفز. وبينما كان يكافح بقوة أكبر، مزقت القضبان لحمه وأحشائه. أبقته القضبان في مكانه.

ومض وجهها في ذهني. تخيلتها تركض نحوي بابتسامة لطيفة، وتصل إلي وتعانقني. بدت قريبة جدًا، على بعد ذراع فقط، لكنها اختفت أمامي مثل السراب.

 

 

— غررررر!!!

 

 

صرخته ملأت الهواء من حولي. لكنها لم تكن صرخة ألم. بل غضبًا، الغضب الذي يعتمر المفترس عندما يتحداه شيء يعتبره فريسة. لقد كافحت بشراسة أكبر. أحكمت قبضتي على طول قضيب التسليح، وتمسكت به بأقصى ما أستطيع. استخدمت كل قوتي في محاولة لمواجهة مقاومة المخلوق. ومع ذلك، كنت أقترب أكثر من المخلوق، مثل برادة الحديد تجاه المغناطيس.

حدق المخلوق في الطابق الرابع بينما أطلق عواءً رهيبًا. لم تكن صرخة كراهية، بل صرخة حيوان عرف أنه سيواج نهايته. لقد علم أنه لا توجد طريقة لتجنب سقوط الأنابيب الخرسانية المسلحة.

كنت أعلم أنه من المستحيل التخلص منه. شعرت، دون وعي، أن موقع البناء سيكون ساحة معركتي الأخيرة. استخدمت أتباعي كطعم بينما شققت طريقي على عجل نحو موقع البناء.

 

 

*تحطم!*

 

 

 ‹انتظر، هل صررت على أسناني للتو؟›

اهتزت الأرض كما لو أن زلزالًا قد وقع، وأثار الاهتزاز الهائل سحابة ضخمة من الغبار. شعرت بالاهتزاز من خلال ساقي أثناء انتقاله إلى أعلى المبنى إلى الطابق الرابع. حدقت بينما كنت أغطي فمي وأنفي بذراعي الوحيدة المتبقية.

 

 

 

 ‹هل مات؟ هل مات حقًا؟›

 

 

 

— غرر…غر…

 

 

نفذ أتباعي هجومهم الخاص. بدا جسد المخلوق وكأنه مملوء بالرصاص. كنت أعلم أنني لا أستطيع التوقف. لم يكن هذا كافيًا لوقفه. ترنح للحظة، ثم اندفع نحوي، وانتزع أحد أتباعي وقطع رأسه. تراجعت بأسرع ما يمكن عندما مد المخلوق ذراعيه نحوي.

ما زلت أسمع صراخه. لم يمت بعد. كان لا يزال يتنفس، على الرغم من سقوط كتلة من الخرسانة المسلحة تزن طنين فوقه مباشرةً من الطابق الرابع. أحكمت قبضتي وأنا أشق طريقي إلى الطابق الأول.

 

 

 

وعندما انقشع الغبار، لاحظته ملقى هناك، مع نصف رأس محطم. وكانت الخرسانة المسلحة مضغوطة على قضبان التسليح التي لا تزال تضغط على جسده، وتمزق لحمه. كان جسده في حالة من الفوضى، وتسربت أحشاؤه إلى الخارج، كما نزف سائل أسود حبري من رأسه وفمه المحطمين.

«غرر! غاه! غرر!!!»

 

 

كان يرقد هناك، وينفث سائلًا لزجًا يشبه مياه المستنقعات النتنة، دون أن يقدم أي مقاومة. أمسكت بقضيب التسليح الأخير المتبقي على الأرض لإنهاء علاقتي المحبطة مع المخلوق. ركزت باهتمام بينما كنت أهدف إلى رأسه الثابت.

 

 

شعرت بأن حواسي تعود ببطء. ارتحف جسدي كله، عانيت من سعال شديد بينما كنت أمتص الهواء بشراهة. عدت ببطء إلى صوابي، وشعرت براحة شديدة تغمرني.

 ‹اذهب إلى الجحيم.›

«غررررر!»

 

 

بدت عروقي الزرقاء على وشك الانفجار. بكل ما أوتيت من قوة، طعنت قضيب التسليح في وجهه.

 

 

 

خرج عواء رهيب من المخلوق.

*خفض.*

 

شعرت فجأة بالنعاس. كانت عينيَّ تنغلقان من تلقاء نفسها. لم أستطع المقاومة، كما لو كنت في حالة سبات. تصرف جسدي بشكل غريزي. بدا الأمر طبيعيًا تمامًا بالنسبة لي أن أذهب إلى النوم.

*كسر!*

لوحت بالقضيب محاولًا استعادة توازني. في اللحظة التي رآني فيها، اندفع نحوي. أول رد فعل لجسدي كان دفع قضيب التسليح بأقصى ما أستطيع، مما أدى إلى تشويه المخلوق أثناء طيرانه في الهواء. ذهب قضيب التسليح مباشرةً من خلال قلبه.

 

«غرر!»

مع صرخة أخيرة محتضرة، اخترق قضيب التسليح البارد جمجمته. تدلى جسده مثل دمية، دمية مقطوعة الخيوط. اهتز قضيب التسليح الذي اخترقه بعنف. حينها، فقدت ساقاي قوتهما، وسقطت أرضًا.

أعطيت الأمر لأتباعي المتبقين، الذين التقط كل منهم قضيب التسليح وهم يندفعون نحوي. باستخدام كل قوتي، قمت بطعن قضيب التسليح قطريًا في جسم المخلوق.

 

كنت عاقلًا، لكن كل شيء بدا سلميًا للغاية. شعرت وكأنني لم أكن نفسي. وبعد لحظة، شممت رائحة شيء حلو. استنشقت باستمرار، وسقط نظري في النهاية على الشيء الذي كان ينبعث منه الرائحة. أدركت أنها كانت قادمة من جثة المخلوق الأسود الممزقة. مشيت إليها.

لقد انتهى الأمر. انتهى كل شيء. لست أحلم. لقد غمرتني فرحة التغلب على خصمي، جنبًا إلى جنب مع الأدرينالين الذي لا يزال يتدفق عبر عضلاتي. لم يسعني سوى الابتسام. شعرت بالذهول. لقد كانت سعادة نابعة من معرفة أنني انتهيت من هذا المخلوق إلى الأبد. عندها، تصورت طفلًا يركض نحوي مبتسمًا.

«غرر! غاه! غرر!!!»

 

وقفت في نقطة غامضة، لا معنى لها، ولا وزن لها في الزمان والمكان. بدا كل شيء في هذا العالم وكأنه تموجات على سطح بحيرة هادئة. قمت بتدليك رقبتي المتصلبة، وحركتها ببطء من جانب إلى آخر. رفعت يدي اليمنى لأخدش الجزء المثير للحكة من فمي.

 ‹الآن يمكنني الذهاب لرؤية سو يون.›

 

 

 

*بيييب!*

لقد كان دماغه طعامًا شهيًا، تمامًا كما اعتقدت أنه سيكون. شعرت بتوتر عضلات جسدي وتوسعها مرارًا وتكرارًا بينما واصلت تناول الطعام. شعرت أن عضلاتي نمت بقوة مثل عضلات المخلوق الأسود. وفي لحظات، كنت قد انتهيت من كل ذلك. ولم تتبقى سوى السوائل.

 

 

في تلك اللحظة، هاجم ضجيج عالي تردد طبلة أذني، مما تسبب في تشويش رؤيتي. لقد كان صريرًا عالي التردد. بدت الأضواء تومض أمام عيني.

 

 

ورغم محاولتي اليائسة للإفلات منه، إلا أنه تمكن من الإمساك بذراعي اليسرى بأذرعه الطويلة.

 ‹هل هناك مشكلة في عقلي؟›

 

 

 

كان من الصعب الحفاظ على توازني، كما لو أن خطأً ما أصاب أذني الداخلية. إلى جانب هذا الصداع المفاجئ، بدأ فمي يشعرني بحكة شديدة. شعرت وكأن مئات أو آلاف الحشرات تزحف داخل فمي. شعرت بعقلي ينزلق بعيدًا، كما لو أن قضيب التسليح الذي اخترق رأس المخلوق الأسود قد اخترق عقلي أيضًا.

 

 

 

 ‹هل هذا نوع من الارتداد؟ هل لأن مفاصلي غير متوازنة؟›

 

 

 

كان ذلك مستحيلًا. لم أشعر بأي إرهاق جسدي، ولم أشعر بأي ألم جسدي، باستثناء هذا الصداع. ومع ذلك، بسبب ذلك، كان جسدي كله في عذاب.

 

 

ورغم محاولتي اليائسة للإفلات منه، إلا أنه تمكن من الإمساك بذراعي اليسرى بأذرعه الطويلة.

«غرر! غاه! غرر!!!»

الكاميكازي هي تقنية استخدمها الطيارون اليابانيون في الحرب العالمية الثانية. كانوا يربطون المتفجرات بطائراتهم ويحاولون القضاء على أهداف العدو عن طريق صدم طائراتهم بها ثم الانتحار.

 

أعادتني كلمات جيونج أوك إلى صوابي.

سال اللعاب من فمي. لم أستطع التنفس. لففت يدي اليمنى حول رقبتي من الألم.

 

 

 

 ‹من أين يأتي هذا الألم؟ لماذا أتألم؟ أشعر و كأنني أحتضر. يبدو الأمر وكأنني يمكن أن أموت في أي لحظة. سو يون…›

«غرر… غاه!»

 

 

ومض وجهها في ذهني. تخيلتها تركض نحوي بابتسامة لطيفة، وتصل إلي وتعانقني. بدت قريبة جدًا، على بعد ذراع فقط، لكنها اختفت أمامي مثل السراب.

*خفض.*

 

 

«غرر… غاه!»

*بانت، بانت.*

 

 ‹من أين يأتي هذا الألم؟ لماذا أتألم؟ أشعر و كأنني أحتضر. يبدو الأمر وكأنني يمكن أن أموت في أي لحظة. سو يون…›

ظللت أرتجف وأتلوى، محاولًا مقاومة هذا الألم المسبب للموت. لم أستطع أن أموت هكذا. لم أستطع ترك سو يون ورائي هكذا. أصبح التنفس أكثر صعوبة، كما لو أن أحدهم قد وضع حجرًا كبيرًا في حلقي. لم أتمكن من سحب أي هواء. بدا أن دمي توقف عن التدفق بمجرد وصوله إلى رقبتي المسدودة، غير قادر على الوصول إلى دماغي. شعرت وكأن رأسي على وشك الانفجار وعيناي على وشك الخروج.

 

 

 ‹أنا آسف، أنا آسف!›

«غرر… غرر… غا…»

 ‹صحيح، لا أستطيع أن أموت. لقد فزت بالمعركة، والموت فقط للخاسرين.› 

 

 

ومضت حياتي كلها أمام عيني. في اللحظة التي نادتني فيها سو يون بـ ”أبي“ بعد أن ظلت بعيدة عني لما بدا وكأنه عصور. في اللحظة التي شكرني فيها الناجون. في اللحظة التي وصفني فيها جيونج أوك بزعيم الزومبي. ومضت كل تلك الذكريات مثل شريط فيلم غير واضح.

ورغم محاولتي اليائسة للإفلات منه، إلا أنه تمكن من الإمساك بذراعي اليسرى بأذرعه الطويلة.

 

 

على الرغم من أنني كنت هكذا الآن، جثة حية، إلا أنني ما زلت أحظى بلحظات ثمينة حيث شعرت فيها أنني على قيد الحياة.

لم أستطع توقع العواقب. أغلقت عينيَّ بإحكام وعضضت على شفتي السفلى. شعرت بالسوء تجاه أتباعي، لكنني لم أستطع الموت هنا.

 

 

– لا تمت.

 

 

ومض وجهها في ذهني. تخيلتها تركض نحوي بابتسامة لطيفة، وتصل إلي وتعانقني. بدت قريبة جدًا، على بعد ذراع فقط، لكنها اختفت أمامي مثل السراب.

أعادتني كلمات جيونج أوك إلى صوابي.

 

 

«غرر… غرر… غا…»

 ‹صحيح، لا أستطيع أن أموت. لقد فزت بالمعركة، والموت فقط للخاسرين.› 

في النهاية تركت قضيب التسليح. وقعت عينيَّ على قضيب تسليح آخر على الأرض، فالتقطته بسرعة.

 

ليس لدي الوقت لأكون عاطفيًا. ومن أجل إنهاء الأمر والقضاء عليه، اضطررت إلى تنفيذ ضربة قاتلة. وباستخدام قضبان التسليح التي كانت متناثرة حولي، دفعت بكل قوتي نحو الأنابيب الخرسانية المسلحة. ومع ذلك، فإن قضيب تسليح واحد لن يكون كافيًا لتحريك شيء يزن عدة أطنان.

فتحت عينيَّ على مصراعيها وضربت جبهتي بالأرض.

 

 

نفذ أتباعي هجومهم الخاص. بدا جسد المخلوق وكأنه مملوء بالرصاص. كنت أعلم أنني لا أستطيع التوقف. لم يكن هذا كافيًا لوقفه. ترنح للحظة، ثم اندفع نحوي، وانتزع أحد أتباعي وقطع رأسه. تراجعت بأسرع ما يمكن عندما مد المخلوق ذراعيه نحوي.

«غرر!»

شعرت فجأة بالنعاس. كانت عينيَّ تنغلقان من تلقاء نفسها. لم أستطع المقاومة، كما لو كنت في حالة سبات. تصرف جسدي بشكل غريزي. بدا الأمر طبيعيًا تمامًا بالنسبة لي أن أذهب إلى النوم.

 

– لا تمت.

وجهت كل ما تبقى من قوتي إلى ذراعي بينما قمت بتقويم الجزء العلوي من جسدي المتصلب بالقوة.

 

 

 

«غااا!»

 

 

على الرغم من أنني كنت هكذا الآن، جثة حية، إلا أنني ما زلت أحظى بلحظات ثمينة حيث شعرت فيها أنني على قيد الحياة.

في تلك اللحظة، بدأ شيء ما ينمو داخل فمي الذي أشعرني بالحكة. شق طريقه عبر لثتي، ونمى في مواقعه الصحيحة. صررت أسناني لمحاربة الألم.

 

 

 

 ‹انتظر، هل صررت على أسناني للتو؟›

كان هناك مبنى مهجور قيد الإنشاء أمام المحطة. من الواضح أن أعمال البناء كانت متوقفة، حيث أن لافتة ”السلامة أولًا“ تمزقت جزئيًا.

 

 

كنت أعلم أنني فقدت كل أسناني، لكن بطريقة ما، في تلك اللحظة بالذات، كنت أضغط على أسناني. عندما قمت بتقويم ظهري، تحسن حلقي المسدود ببطء. شق نسيم الصيف طريقه عبر الفجوة. عقلي، الذي سقط في الهاوية، بالكاد عاد إلى صوابه، مسجلًا الهواء العذب عبر أنفي وفمي.

ليس لدي الوقت لأكون عاطفيًا. ومن أجل إنهاء الأمر والقضاء عليه، اضطررت إلى تنفيذ ضربة قاتلة. وباستخدام قضبان التسليح التي كانت متناثرة حولي، دفعت بكل قوتي نحو الأنابيب الخرسانية المسلحة. ومع ذلك، فإن قضيب تسليح واحد لن يكون كافيًا لتحريك شيء يزن عدة أطنان.

 

 

*بانت، بانت.*

كان هناك مبنى مهجور قيد الإنشاء أمام المحطة. من الواضح أن أعمال البناء كانت متوقفة، حيث أن لافتة ”السلامة أولًا“ تمزقت جزئيًا.

 

 

شعرت بأن حواسي تعود ببطء. ارتحف جسدي كله، عانيت من سعال شديد بينما كنت أمتص الهواء بشراهة. عدت ببطء إلى صوابي، وشعرت براحة شديدة تغمرني.

 

 

 ‹شعور غير عادي؟›

«غرر…»

 

 

 

عندما أخرجت أنفاسي الخانقة التي كانت محاصرة بداخلي، بدأ جسدي المرتعش يستقر. وقفت ببطء على قدمي، وأخذت نفسًا عميقًا وعينيَّ مغلقة. شعور بالانتعاش والهدوء لم أشعر به من قبل غمر جسدي.

 

 

 

لقد ذهب الخوف من الموت الذي اجتاحني منذ لحظات فقط مثل الريح. فتحت عينيَّ ونظرت إلى الأفق. بدا كل شيء بعيدًا، كما لو كنت أحلم. رأيت العالم كله وكأنني في نوم عميق.

 

 

 

وقفت في نقطة غامضة، لا معنى لها، ولا وزن لها في الزمان والمكان. بدا كل شيء في هذا العالم وكأنه تموجات على سطح بحيرة هادئة. قمت بتدليك رقبتي المتصلبة، وحركتها ببطء من جانب إلى آخر. رفعت يدي اليمنى لأخدش الجزء المثير للحكة من فمي.

ومضت حياتي كلها أمام عيني. في اللحظة التي نادتني فيها سو يون بـ ”أبي“ بعد أن ظلت بعيدة عني لما بدا وكأنه عصور. في اللحظة التي شكرني فيها الناجون. في اللحظة التي وصفني فيها جيونج أوك بزعيم الزومبي. ومضت كل تلك الذكريات مثل شريط فيلم غير واضح.

 

كان هناك مبنى مهجور قيد الإنشاء أمام المحطة. من الواضح أن أعمال البناء كانت متوقفة، حيث أن لافتة ”السلامة أولًا“ تمزقت جزئيًا.

*خفض.*

*كسر!*

 

 

شعرت وكأن لحمي قد تم تقطيعه. كان الدم الأسود يقطر أسفل إصبعي السبابة الأيمن.

كنت أسمع صراخ أتباعي من الأسفل، يتبعه عواء المخلوق، مثل صدى متنافر. خدر عواءه ذهني، مما جعلني أفقد السيطرة على ساقي. ظللت أرفع رأسي، وألكم فخذي، اللذين كانا متصلبين بسبب الخوف الساحق.

 

— غرر…غر…

لقد نمت أسناني. لا، لقد خرج زوج من الأنياب. كانت أسناني حادة وشبيهة بشفرات الحلاقة، مثل أسنان سمكة القرش. كان هناك خطأ ما.

 

 

بذلت كل قوتي لدفع الأنبوب الخرساني المسلح.

كنت عاقلًا، لكن كل شيء بدا سلميًا للغاية. شعرت وكأنني لم أكن نفسي. وبعد لحظة، شممت رائحة شيء حلو. استنشقت باستمرار، وسقط نظري في النهاية على الشيء الذي كان ينبعث منه الرائحة. أدركت أنها كانت قادمة من جثة المخلوق الأسود الممزقة. مشيت إليها.

كان ذهني يصرخ في وجهي لكي أتحرك، وأن عليَّ العودة إلى الشقة. ومع ذلك، فإن جسدي لم يتبعه. بدلًا من ذلك، بدأت جفوني تُغلق. رمشت عدة مرات، ورؤيتي تومض مثلما كانت الأضواء قبل انقطاع التيار الكهربائي. وفي نهاية المطاف، ابتلعني الظلام.

 

 

*بلع.*

لم أستطع توقع العواقب. أغلقت عينيَّ بإحكام وعضضت على شفتي السفلى. شعرت بالسوء تجاه أتباعي، لكنني لم أستطع الموت هنا.

 

 

سال لعابي من فمي. انفجر الجوع الذي لم أتمكن من الشعور به سابقًا بداخلي مثل بركان على وشك الانفجار.

لم أكن متأكدًا من كيفية وصف الحالة التي كنت فيها في تلك اللحظة. لا يبدو من الصواب أن أقول إنني فقدت عقلي. ومع ذلك، لم أكن أتبع غرائزي فحسب. ودون تردد، ذهبت إلى رأس المخلوق الأسود، وكسرت جمجمته لكشف دماغه.

 

«غررررر!!!»

لم أكن متأكدًا من كيفية وصف الحالة التي كنت فيها في تلك اللحظة. لا يبدو من الصواب أن أقول إنني فقدت عقلي. ومع ذلك، لم أكن أتبع غرائزي فحسب. ودون تردد، ذهبت إلى رأس المخلوق الأسود، وكسرت جمجمته لكشف دماغه.

مع صرخة أخيرة محتضرة، اخترق قضيب التسليح البارد جمجمته. تدلى جسده مثل دمية، دمية مقطوعة الخيوط. اهتز قضيب التسليح الذي اخترقه بعنف. حينها، فقدت ساقاي قوتهما، وسقطت أرضًا.

 

 

كان دماغه أسود اللون قاتمًا. لم أعرف كيف أصف شعوري في تلك اللحظة.

 

 

 

‹هل هو الشعور بالجلوس أمام قطعة من اللحم البقري الطري أثناء طهيها؟›

صرخته ملأت الهواء من حولي. لكنها لم تكن صرخة ألم. بل غضبًا، الغضب الذي يعتمر المفترس عندما يتحداه شيء يعتبره فريسة. لقد كافحت بشراسة أكبر. أحكمت قبضتي على طول قضيب التسليح، وتمسكت به بأقصى ما أستطيع. استخدمت كل قوتي في محاولة لمواجهة مقاومة المخلوق. ومع ذلك، كنت أقترب أكثر من المخلوق، مثل برادة الحديد تجاه المغناطيس.

 

 

لم أستطع منع فمي من سيلان لعابه. أمكنني بالفعل تذوق الحلاوة تحوم داخل فمي. فتحت فمي على أوشع نطاق لأمضغ دماغه.

ليس لدي الوقت لأكون عاطفيًا. ومن أجل إنهاء الأمر والقضاء عليه، اضطررت إلى تنفيذ ضربة قاتلة. وباستخدام قضبان التسليح التي كانت متناثرة حولي، دفعت بكل قوتي نحو الأنابيب الخرسانية المسلحة. ومع ذلك، فإن قضيب تسليح واحد لن يكون كافيًا لتحريك شيء يزن عدة أطنان.

 

 

*التهام، التهام*

 

 

 

لقد كان دماغه طعامًا شهيًا، تمامًا كما اعتقدت أنه سيكون. شعرت بتوتر عضلات جسدي وتوسعها مرارًا وتكرارًا بينما واصلت تناول الطعام. شعرت أن عضلاتي نمت بقوة مثل عضلات المخلوق الأسود. وفي لحظات، كنت قد انتهيت من كل ذلك. ولم تتبقى سوى السوائل.

محطة وانغسيمني هي محطة مترو أنفاق في سيول، كوريا. يقع في منطقة هاينج دانج دونج، حيث تقيم الشخصية الرئيسية.   

 

«غررررر!»

*بييييب! *

 

 

 ‹انتظر، هل صررت على أسناني للتو؟›

بدأ الأنين عالي التردد مرة أخرى. سحق الضجيج العالي طبلة أذني، وعبث بعقلي. لم أستطع الحفاظ على توازني. كنت أعلم أنني يجب أن أقف منتصبًا، لكن العالم أمامي كان بالفعل جانبيًا. وفي لحظات، شعرت ببرودة الأرض تسري في جلدي.

 

 

 

رغبت في التحرك. أخبرني عقلي أن أتحرك. لكن جسدي لم يعره انتباه. بعد فترة من الوقت، اجتاح جسدي شعور غير عادي.

 

 

 

 ‹شعور غير عادي؟›

*بيييب!*

 

 

لقد كان شعورًا لم أشعر به منذ فترة؛ لذلك استغرق الأمر مني بعض الوقت لأدرك ماهيته. لم أشعر بذلك أبدًا بعد أن تحولت إلى هذا .

 

 

 

النعاس.

كنت أعلم أنه من المستحيل التخلص منه. شعرت، دون وعي، أن موقع البناء سيكون ساحة معركتي الأخيرة. استخدمت أتباعي كطعم بينما شققت طريقي على عجل نحو موقع البناء.

 

 

شعرت فجأة بالنعاس. كانت عينيَّ تنغلقان من تلقاء نفسها. لم أستطع المقاومة، كما لو كنت في حالة سبات. تصرف جسدي بشكل غريزي. بدا الأمر طبيعيًا تمامًا بالنسبة لي أن أذهب إلى النوم.

 

 

لقد نمت أسناني. لا، لقد خرج زوج من الأنياب. كانت أسناني حادة وشبيهة بشفرات الحلاقة، مثل أسنان سمكة القرش. كان هناك خطأ ما.

كان ذهني يصرخ في وجهي لكي أتحرك، وأن عليَّ العودة إلى الشقة. ومع ذلك، فإن جسدي لم يتبعه. بدلًا من ذلك، بدأت جفوني تُغلق. رمشت عدة مرات، ورؤيتي تومض مثلما كانت الأضواء قبل انقطاع التيار الكهربائي. وفي نهاية المطاف، ابتلعني الظلام.

 

  1. محطة وانغسيمني هي محطة مترو أنفاق في سيول، كوريا. يقع في منطقة هاينج دانج دونج، حيث تقيم الشخصية الرئيسية. 

 

*غررررر!!!*

  1. الكاميكازي هي تقنية استخدمها الطيارون اليابانيون في الحرب العالمية الثانية. كانوا يربطون المتفجرات بطائراتهم ويحاولون القضاء على أهداف العدو عن طريق صدم طائراتهم بها ثم الانتحار.


لقد ذهب الخوف من الموت الذي اجتاحني منذ لحظات فقط مثل الريح. فتحت عينيَّ ونظرت إلى الأفق. بدا كل شيء بعيدًا، كما لو كنت أحلم. رأيت العالم كله وكأنني في نوم عميق.

*ثود، لفة، ثود*

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط