نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

البداية بعد النهاية 426

تغيير القصة

تغيير القصة

– سيسيليا :

الريف الشمالي لروزاري مليئ بالمستوطنات الصغيرة والعقارات الخاصة ولكن لا توجد مواقع محصنة إضافية، سافرنا بأقصى سرعة شمالًا وغربًا وعندما إقتربنا من سانديرين شعرت بالمعركة قبل وقت طويل من رؤيتها، بقيت أنا ونيكو شرق المدينة ولم نعتزم إشراك أنفسنا لأن ميلزري وماوار ستقومان بالأشياء بشكل مرتب.

“ها نحن هنا مرة أخرى” قلت ملقية نظرة سريعة على يساري.

‘أعتقد أن الموت السريع في المعركة أفضل من أسابيع التعذيب والمجاعة في أعماق تايغرين كالوم’.

طار نيكو بجانبي محلقين خارج الحاجز الوقائي المحيط بالنصف الغربي من سيز كلار، خلفنا ملأ 20 ألف جندي من جيش الأكريا المخلصين شوارع روزاري، تمتد المدينة على نصفي السيادة حيث قام الدرع الشفاف بتقسيمها بدقة.

إختفت نواتي.

طلع الفجر تقريبا وهب نسيم بارد من بحر هوة فريترا رافعا الشعر الرمادي الفضي الذي لم أصبغه أبدًا.

دفعت بكل هذه القوة مأثرة فيها.

الأن صار الدرع مختلفًا في نظري فسابقا بدا متراصا بطريقة لا يمكن تفسيرها أما حاليا يمكنني رؤيته بوضوح، علامات مانا البازيليسك واضحة مثل بقع الدم والمرؤوسين من السهل ملاحظة شكلهم من الأساس، على الجانب الآخر من الدرع لم أشعر سوى بمقاومة ضئيلة فقد إختبأ المتمردون الخونة داخل مواقع يمكنهم الدفاع عنها في جميع أنحاء المدينة لكننا نفوقهم عددًا بخمسة إلى واحد.

سافر صوتي عبر الريح مباشرة إلى أذني خادم دراغوث.

“علمت سيريس أنني قادمة” أخبرت نيكو “لقد سحبت قواتها”.

لم تعطي سيريس لدراغوث سوى لمحة عابرة قبل التركيز على ساحر فريترا الشاب.

ظل نيكو هادئًا.

“إبقوا هنا أيها الرجال” قال دون الحديث عن الجزء الخفي الذي إكتشفناه أنا ونيكو: أيا كانت الحالة التي فيها السيادة أورليث أردنا أن يراه عدد قليل من الناس حسب الضرورة.

نحن بالكاد نتحدث منذ أن خرج من غرفة نومي بعد محادثتنا، لقد تجنبت عن قصد التفكير في الكذبة التي شاركناها والحقيقة التي أخفيها عنه لكنني لم أكن مستعدة للمخاطرة بالإفصاح عما تعلمته… ليس بعد…

من المفترض أن يكون نيكو كنت أعرف ذلك بعيدًا في ذهني لكنه لم يكن نيكو…

إستدرت فجأة وطرت لأعلى حتى تتمكن كل قواتي من رؤيتي، عندما تحدثت جاء صوتي من كل مكان في وقت واحد كأن كل جزيئ من مانا الغلاف الجوي قد صار بوقا ضخم.

دفعت يدي إلى الأمام وضغطت على الدرع مرة أخرى.

“أيها المحاربون! اليوم ستقاتلون من أجل روح قارتكم… هذه ليست حربا بل إستصلاح فقد حاول هؤلاء الخونة كسر ألاكريا نفسها عن طريق زرع الأكاذيب والشقاق لكن أنظروا!”.

أعطتني المنجل نفس الإبتسامة – المحبطة التي لا تندهش – والتي رأيتها مرات عديدة من قبل.

لوحت نحو النصف المقابل من المدينة، تحركت المانا داخل الدرع العملاق نحو مخابئ المقاومة – مما جعل هؤلاء الآلاف من الرجال والنساء يبرزون – أين كشفت عن صغر حجم قواتهم.

“علمت سيريس أنني قادمة” أخبرت نيكو “لقد سحبت قواتها”.

“حتى هم يعرفون أن المعركة خاسرة فقد فرت معظم قواتهم بالفعل!”.

“تعال هؤلاء الجنود غير مهمين هدفنا الحقيقي ينتظرنا في أديلغارد ما لم تكن قد هربت بالفعل”.

جاء الرد في هدير مدوي مع 20 ألف صوت عال لصرخة معركة تصم الآذان حيتها إستدرت وضغطت بإحدى يدي على الحاجز.

“ماذا إكتشفت هنا يا وولفروم؟” سأل دراغوث.

تم ربط قوة صاحب السيادة من خلال مئات الأميال من القوة الدفاعية التي تدفع ضد بقية العالم، قام وعيي بتتبع خطوطها وصولاً إلى أديلغارد أسفل شبكة المانا نحو قلب ألة سيريس حيث يوجد أولريث فريترا بنفسه، إستطعت أن أشعر به – البطارية التي يعمل بها كل هذا – لكن هذا كل شيء لم يكن لدي أي إحساس بما فعلوه به.

لا بد أنها شعرت بهذا أيضًا لأنها تقدمت فجأة نحو الخزان في المركز حيث إنطلقت صاعقة من الطاقة السوداء من يدها محطمة الزجاج.

هذه المرة عندما حولت حواسي إتجاه المانا صار رد فعلها مثل الأوراق التي تنمو بإتجاه ضوء الشمس، توجهت جزيئات المانا الفردية التي تشكل الحاجز نحوي وإرتجفت البنية بأكملها، شددت أصابعي ملامسة الدرع وحينما سحبت يدي خرجت معها قبضة من الطاقة غير المادية متلألئة مثل اليراعات في كآبة الفجر، فتحت يدي وتركت المانا تتدفق بين أصابعي إلا أن ذابت في شكلها الأساسي، إتسعت الفتحة الموجودة في الدرع وإشتعلت الحواف بضوء أبيض وامض، زحف الضوء على السطح اللامع وإتسعت الحفرة لتزداد سرعتها مع كل ثانية تمر.

تتشقق…

على الرغم من أن جنودي لم يتمكنوا من رؤية وجهي إلا أني ركزت ملامحي في تعبير عن التصميم الهادئ – أنا قائدة على رأس جيش ولست طفلة كما تعتقد سيريس، مهما كان المكان الذي تختبئ فيها آمل أن ترى هذا ما عملت جاهدة على إنشائه لسنوات دمرته في لحظة.

إنهارت نواتي…

إتسعت الفجوة في الدرع حتى وصل عرضها إلى بضع مئات من الأقدام مما فتح الطريق أمام جنودي لكنني لم أمر بالهجوم على الفور، إتبع خط نظري الحافة المتراجعة حتى فاجأني إنفجار الدرع مثل الفقاعة ففي لحظة كان هنا والأن…

“دمروه” أمرت مركزة كل قوتي على الضرب مرة أخرى.

“لقد أعلن صاحب السيادة العليا أن أي ساحر أو عامي أو عبد أدار ظهره لهذه القارة لا يستحق العيش فيها… لا رحمة” أخذت نفسا عميقا ببطئ “هجوم!”.

إتسعت عيناها قليلاً ثم أدارت وجهها بعيدًا عني في الوقت نفسه أضاءت العديد من بلورات الإسقاط حول المختبر، صدمت عندما رأيت الصور التي تنعكس في عدة شاشات: ظهرت سيريس من خلال ضباب رمادي باهت تنظر بجدية إلى قطعة تسجيل وأنا بجانبها أتصبب عرقاً تحت هالة من اللهب عديم اللون مكافحة ضد درعها مثل طفل يحاول القيام بخطوته الأولى، تغيرت الصورة وأظهرت الدرج خارج المختبر مع التركيز على التعبيرات المنزعجة لجنودي وهم يتبادلون النظرات أو يتراجعون ثم تغيرت مرة أخرى إلى وجه السيادي أورليث.

تبع ضجيج إطلاق المقاليع أمري مثل الهتاف بينما الذخيرة المشبعة تتطاير في الهواء متجاوزة المكان الذي كان فيه الدرع ومحطمة المباني في النصف الغربي من المدينة، تكسرت الحجارة القاسية وأرسلت شظايا مميتة لعشرات الأقدام مفجرة براميل من السائل القابل للإشتعال، تطايرت في المناطق المحيطة مما أدى إلى إشتعالها على الفور وإنتشار النيران في المدينة، تجمعت مجموعات من بلورات المانا في أقواس وتفجرت بسبب قوة هبوطها لتنهار عدة مباني كاملة.

“لأولئك منكم الذين لا يصدقونني” تابعت سيريس وظهرت شفرة من المانا الداكنة في يدها “يمكننا تغيير قصة حياتنا ويمكننا أن نجعل السياديين ينزفون!”.

موجة صدمة من الضوضاء والمانا تموجت أمامي.

“سيسيل يجب علينا…”.

ظهرت دروع العدو في كل مكان مع موجة النيران والتعاويذ كهجوم مضاد، إنطلقت صاعقة زرقاء من الأرض في إتجاهي لكن عندما وصلت إلي تجمدت الشرارة الكهربائية وبقيت في الهواء، عادت الموجة على نفس مسار صاعقة البرق بحوالي 50 قدمًا تحتي متحركة نحو الأرض.

“حتى هم يعرفون أن المعركة خاسرة فقد فرت معظم قواتهم بالفعل!”.

إنفجرت العشرات من النيران الصغيرة للخارج من نقطة التأثير وشعرت أن العديد من توقيعات المانا تتلاشى.

“لا يوجد سبب لبقائنا هنا” قال نيكو معيدا إياي إلى المعركة “سينظف جانبنا هذا المكان بسرعة كافية بدون مساعدتنا”.

تلوى شيء في أحشائي بشكل غير مريح.

ظهر الإعتراف ببطء على وجه المنجل العريض.

‘أعتقد أن الموت السريع في المعركة أفضل من أسابيع التعذيب والمجاعة في أعماق تايغرين كالوم’.

طلع الفجر تقريبا وهب نسيم بارد من بحر هوة فريترا رافعا الشعر الرمادي الفضي الذي لم أصبغه أبدًا.

“لا يوجد سبب لبقائنا هنا” قال نيكو معيدا إياي إلى المعركة “سينظف جانبنا هذا المكان بسرعة كافية بدون مساعدتنا”.

“دراغوث وصل بالفعل” لاحظ نيكو بحزن ملقيا نظرة خاطفة علي.

تقود ميلزري قوة من الغرب للإستيلاء على قاعدة عمليات سيريس في سانديرين بينما قام دراغوث والجنود من فيكور بدوريات في هوة فريترا لمنع أي إنسحاب جماعي.

‘أعتقد أن الموت السريع في المعركة أفضل من أسابيع التعذيب والمجاعة في أعماق تايغرين كالوم’.

نظرت إلى الأسفل بإتجاه مركز تشكيل جنودي على الأرض وقلت “إيشيرون أنت في القيادة وتعرف الأوامر”.

“علمت سيريس أنني قادمة” أخبرت نيكو “لقد سحبت قواتها”.

سافر صوتي عبر الريح مباشرة إلى أذني خادم دراغوث.

رفع ذقنه محدقا بشراسة في المنجل “لقد علمتني كل ما أحتاجه لأهزمك معلمتي هذا كل ما أحتاجه منك”.

“نعم أيتها الإرث” بدا رده ضعيفًا وبعيدًا.

إستدرت فجأة وطرت لأعلى حتى تتمكن كل قواتي من رؤيتي، عندما تحدثت جاء صوتي من كل مكان في وقت واحد كأن كل جزيئ من مانا الغلاف الجوي قد صار بوقا ضخم.

“دعنا لا نضيع المزيد من الوقت” نظرت إلى نيكو وأومأت برأسي.

تم ربط قوة صاحب السيادة من خلال مئات الأميال من القوة الدفاعية التي تدفع ضد بقية العالم، قام وعيي بتتبع خطوطها وصولاً إلى أديلغارد أسفل شبكة المانا نحو قلب ألة سيريس حيث يوجد أولريث فريترا بنفسه، إستطعت أن أشعر به – البطارية التي يعمل بها كل هذا – لكن هذا كل شيء لم يكن لدي أي إحساس بما فعلوه به.

طرنا على إرتفاع أعلى متجهين شمالًا وعندما وصلنا إلى قمة المنحدرات فوق روزاري حلقت عدة عشرات من التعاويذ – أسهم من السحر الأخضر والأزرق والأحمر والأسود – داخل سلسلة من المخابئ المغطاة.

“لا يزال أورليث يسيطر بنشاط على هذه المانا” قالت سيريس مقتربة من الجانب المقابل لي “مع إنتشارها بشكل رقيق للغاية ومعالجتها مرحلة بمرحلة للوصول إلى الزوايا البعيدة لسيز كلار ضعفت سيطرته عليها لكن هنا هو قريب جدًا” أشارت إلى البازيليسك الذي يطفو خلفها “أعتقد أنك ستجدين صعوبة أكبر بكثير في إبعاد السيطرة عنه”.

بشخير من الإنزعاج أمسكت خيوط كل تعويذة وسحبتها عن مسارها مجبرة إياها على التجمع في الهواء أمامنا، لمعت عصا نيكو بالضوء الأحمر حيث قام بتحريكها في الهواء أمامه أين قصفت كرات من النيران الزرقاء المخابئ مما أدى إلى تحطيم دروعهم وإنهيار المباني المعززة على السحرة بداخلها، بتكثيف كل التعاويذ المجمعة في عاصفة من الرصاص متعدد العناصر أرسلتهم مرة أخرى نحو المتبقين في المخابئ متخلصة من تواقيع المانا القليلة المتبقية التي إستطعت إكتشافها.

“لا تتظاهر بإعطاء جنودي الأوامر بينما أنا…” لعن دراغوث لكنه رأى عبوسي.

توقف نيكو في مكانه للحظة مراقبا أي نشاط آخر لكن يمكنني القول أن المباني تحته لم تعد واضحة.

“خذنا إلى الباب إذا كان هذا هو ما تريده الإرث” رد دراغوث.

“تعال هؤلاء الجنود غير مهمين هدفنا الحقيقي ينتظرنا في أديلغارد ما لم تكن قد هربت بالفعل”.

“ها نحن هنا مرة أخرى” قلت ملقية نظرة سريعة على يساري.

“هذا دفاع رمزي” قال نيكو بعناية كما لو أنه لم يسمع ما قلته “حتى مع إستبعاد وجود أي منجل أو خدم – أو أنت – لا يكفي هذا التحصين الضئيل ليوم واحد ضد أرقامنا المتفوقة فأين جيوشها؟”.

إختفى الدرع.

“سوف نكتشف ذلك قريبًا” أجبته مسرعة إلى الأمام بينما أشعر به يتبعني بتعويذة الرياح التي إستخدمها.

في لحظة شعرت وكأن عمري تلاشى.

الريف الشمالي لروزاري مليئ بالمستوطنات الصغيرة والعقارات الخاصة ولكن لا توجد مواقع محصنة إضافية، سافرنا بأقصى سرعة شمالًا وغربًا وعندما إقتربنا من سانديرين شعرت بالمعركة قبل وقت طويل من رؤيتها، بقيت أنا ونيكو شرق المدينة ولم نعتزم إشراك أنفسنا لأن ميلزري وماوار ستقومان بالأشياء بشكل مرتب.

إنسكب سائل سميك مزرق على الأرض وملأ المختبر برائحة نفاذة.

بإمكاني أنا ونيكو إختراق الدرع بالقرب من أديلغارد كما فعلت من قبل وتجنب مئات الأميال من الطيران، إلا أن الجزء الأكبر من جيشنا إضطر للهجوم على الأرض من روزاري وكنت أرغب في رؤيتهم لي أحطم الدرع، بالإضافة إلى ذلك هذه فرصة لإكتساح على طول السيادة وجعل وجودي معروفًا للناس والمواطنين والسحرة المتمردين على حد سواء.

بإمكاني أنا ونيكو إختراق الدرع بالقرب من أديلغارد كما فعلت من قبل وتجنب مئات الأميال من الطيران، إلا أن الجزء الأكبر من جيشنا إضطر للهجوم على الأرض من روزاري وكنت أرغب في رؤيتهم لي أحطم الدرع، بالإضافة إلى ذلك هذه فرصة لإكتساح على طول السيادة وجعل وجودي معروفًا للناس والمواطنين والسحرة المتمردين على حد سواء.

ومع ذلك كنت حريصة على وضع حد للأشياء بحلول الوقت الذي نصل فيه إلى أديلغارد حيث مقر سيريس ومصدر طاقة الدرع، إن سيريس ماكرة لذا أشك في أنني سأجدها واقفة على شرفة منزلها في إنتظاري بعد كل شيء تمكنت من خداع والقبض على صاحب السيادة، عندما ظهرت المدينة فوجئت برؤية الدخان والنار يتصاعد من عدة مواقع مختلفة في جميع الأنحاء مع توقيع مانا قوي يشع من الحافة الشرقية للمدينة.

إنها عزلاء لكنها ما زالت تجمع المانا.

“دراغوث وصل بالفعل” لاحظ نيكو بحزن ملقيا نظرة خاطفة علي.

“حتى هم يعرفون أن المعركة خاسرة فقد فرت معظم قواتهم بالفعل!”.

أبقيت تعبيري صامتًا “غير مهم طالما أنه لم يدع سيريس تفلت من أيدينا بتجاهل واجباته”.

بدأ أورليث يتلوى داخل خزانه وشعرت بضعف في الدرع لذا ضاعفت جهودي ما زاد من النيران حولي.

كل المناجل – بإستثناء نيكو بالطبع – تشعر بالمرارة والإحباط من منصبي لذا سارعوا للحصول على أي إشادة صغيرة يمكن أن يجدوها، كل منهم يأمل في إستبدال كاديل بصفته اليد اليمنى لأغرونا وإثبات أنهم يستحقون مركزهم، لم يكن من المستغرب أن دراغوث قد إنتهز هذه الفرصة للفوز بالنصر لنفسه لكن لا يهم بالنظر إلى حجم الحرب القادمة لم تعد المناجل ذات صلة في نظري، عندما إقتربنا من ملكية سيريس المطلة على بحر هوة فريترا لاحظت أخيرًا دراغوث يحلق فوق العقار وذراعيه متقاطعتان بينما يراقبنا نقترب.

سافر صوتي عبر الريح مباشرة إلى أذني خادم دراغوث.

“أنت خارج الموقع دراغوث” تحدث نيكو عندما إقتربنا بما يكفي.

أعطتنا سيريس فقط إبتسامة مهينة لجهودنا.

طفى دراغوث لأعلى بمقدار قدم أو نحو ذلك بينما ينظر إلى نيكو من أسفل أنفه “لدي جاسوس في المدينة قبل سقوط الدروع أخبرني عن نشاطهم، بما أنك أخرتِ جولتك في السيادة إعتقدت أنه من الأفضل إغلاق المدينة للتحضير لوصولك أيتها الإرث…” أعطاني إيماءة ساخرة “لا تزال سفن وجنود فيكور يقومون بدوريات في البحر ولكن إذا كان الجرذان يفرون من سفنهم الغارقة فإننا لم نرهم”.

شد الألم حواسي بعيدًا عن وجهه الشاحب المتعرق نحو نواتي مرة أخرى…

‘ربما هذا لأنك لا تستطيع أن ترى ما وراء حدود مؤخرتك’ فكرت.

– سيسيليا :

سألت بصوت عالٍ “هل كانت هناك أي علامة على سيريس؟”.

ترجمة : Ozy.

هز دراغوث رأسه “ومع ذلك فإن أعماق الملكية محمي بالدروع قد تكون مختبئة هناك إذا كنت أعرفها حقا سيكون لديها بعض الحيل في جعبتها”.

ظهر الإعتراف ببطء على وجه المنجل العريض.

“لا أهتم بحيلها” قلت ولم أحاول إخفاء غضبي من منجل فيكوريان “إنتهى الأمر”.

بإمكاني أنا ونيكو إختراق الدرع بالقرب من أديلغارد كما فعلت من قبل وتجنب مئات الأميال من الطيران، إلا أن الجزء الأكبر من جيشنا إضطر للهجوم على الأرض من روزاري وكنت أرغب في رؤيتهم لي أحطم الدرع، بالإضافة إلى ذلك هذه فرصة لإكتساح على طول السيادة وجعل وجودي معروفًا للناس والمواطنين والسحرة المتمردين على حد سواء.

“بالفعل حقيقة أنني تمكنت من قلب أحد أتباعها تشير إلى أنها فقدت لمستها” ضحك دراغوث “صنع نقطة ضعف بسبب شخص غير معروف من القارة الأخرى… لا عجب أنها سقطت لهذه الدرجة”.

غرق الدم المتدفق في أذني مغطيا كل ما قاله نيكو لكنني هناك تقريبًا، في أي لحظة سيسقط الدرع وعندما يحدث ذلك سأستخدم مانا أورليث التي تم جمعها لتقسيم سيريس خلية بخلية.

نزلت إلى إحدى الشرفات المفتوحة في الملكية ورأيت جنود دراغوث ينهبون المكان ويسحبون أي شيء له قيمة ثم يجمعونه في أكوام، ساحر واحد لفت إنتباهي حيث وقف منتبهاً وكأنه ينتظر وصولنا بمظهر غير ملحوظ بشكل عام ولكن هناك إزدواجية غريبة بالنسبة له، إحدى عينيه حمراء مع قرن قصير عالق في شعره الأسود وعلى الجانب الآخر لديه عين بنية اللون مع قرن محطم لم يتبق منه سوى جذع خشن نصف مخفي، لم يتوانى عند إقترابنا مثل معظم الجنود وبدلاً من ذلك تحرك بخطوة خلف دراغوث كما لو أنه ينتمي إلى هناك.

شيء ما إنكسر بداخلي.

توقف العديد من السحرة عما يفعلونه وإتخذوا تشكيلًا حول الإثنين.

لم تعطي سيريس لدراغوث سوى لمحة عابرة قبل التركيز على ساحر فريترا الشاب.

“ماذا إكتشفت هنا يا وولفروم؟” سأل دراغوث.

ساد الهدوء في المختبر بإستثناء الضرب المتواصل للمعدات.

“لقد تابعنا معظم كابلات المانا لأسفل بعدة مستويات لكننا لم نتمكن من تجاوز أخر باب، نعتقد أنه يؤدي إلى الشيء الذي يمنح القوة للدرع” أجاب الرجل بصوت واثق قليلاً.

إنهارت نواتي…

“خذنا إلى الباب إذا كان هذا هو ما تريده الإرث” رد دراغوث.

إنفصل جسد أورليث عن الأسلاك التي طعنت في جسده وسقط على الأرض مثل الجثة.

توقفت بعد أن مشيت عبر ممر كبير متصل ومغطى بلوحات خيالية، بدلاً من الرد قمت فقط بالتلويح بيدي حينها تحرك الشاب وولفروم من الدماء العليا ريدواتر وهرع أمامي دون أن يقابل عيني، قادنا عبر عدة غرف حتى وصلنا إلى سلم شديد الإنحدار وبمرور الوقت الذي إتبعنا فيه الدرج الضيق لأسفل علمت أننا يجب أن نكون في عمق الجرف تحت منزل سيريس، “الباب” المعني عبارة عن مربع حديدي سميك داخل الجدار والعلامة الوحيدة على كيفية فتحه عبارة عن بلورة مانا خافتة مثبتة على الحائط القريب.

لمع السيف وسقط رأس أورليث المتبقي على الأرض ليسترخي في السائل وعيناه بلا بصر تحدقان في وجهي.

“أيا كان السحر الذي يدخل في هذا الباب فإننا لم نتمكن من كسره” قال وولفروم “لقد أرسلت في طلب العديد من السحرة لمساعدتنا في…”.

“ماذا إكتشفت هنا يا وولفروم؟” سأل دراغوث.

إستطعت أن أشعر بالمانا التي تسكن البلورة وكذلك المانا المخزنة في الجهاز فوق الباب التي من شأنها أن تسحبه إلى الحائط مع سلسلة من المشابك تثبته في الأسفل مما يمنعه من الفتح بقوة، الباب نفسه محصن بشدة ضد القوة السحرية لكن الآليات المرفقة تعتمد على نظام إدخال المانا وبالتالي يسهل التلاعب بها من قبلي على الأقل، دفعت المانا لإغلاق المشابك ثم قمت بتنشيط آلية السلسلة حيث تحرك الباب قليلاً مما جعل الأرضية تهتز ورفع إلى التجويف فوقه بصوت خفيف، المكان خلفه عبارة عن مختبر من نوع ما مضاء بضوء أزرق بارد مع أسطوانات زجاجية ضخمة مليئة بسائل متوهج.

“إنتظروا هنا” أمر نيكو الجنود قبل أن يخطو بحذر عبر الباب.

تدلت كميات لا تصدق من المانا داخل السائل الذي إرتجف في وجودي.

وراء الصفوف الأولى من الأسطوانات تم عزل مركز المختبر بدرع على شكل قبة وحينما رأيت لون دخاني كثيف بشكل لا يصدق تعرفت على مصدر المانا، مشيت للأمام بين الأسطوانات الزرقاء الساطعة التي تصدر فقاعات بصمت حيث ظهر خزان أكبر مباشرة في وسط المنطقة المحمية، طفى أورليث فريترا داخله بنظرة ضائعة ووجهه خال من الفكر أو التعبير – على الأقل ظهر هذا على أحد رؤوسه – أما الآخر فهو مفقود تمامًا ولم يبقَ شيء سوى جذع عارٍ لعنق إلتئم في ندبة دموية.

“إنتظروا هنا” أمر نيكو الجنود قبل أن يخطو بحذر عبر الباب.

من المفترض أن يكون نيكو كنت أعرف ذلك بعيدًا في ذهني لكنه لم يكن نيكو…

“لا تتظاهر بإعطاء جنودي الأوامر بينما أنا…” لعن دراغوث لكنه رأى عبوسي.

“بالفعل حقيقة أنني تمكنت من قلب أحد أتباعها تشير إلى أنها فقدت لمستها” ضحك دراغوث “صنع نقطة ضعف بسبب شخص غير معروف من القارة الأخرى… لا عجب أنها سقطت لهذه الدرجة”.

ظهر الإعتراف ببطء على وجه المنجل العريض.

“ما هذا؟” سألت وشعرت أن وجهي محمر لأنني أدركت أن سيريس قد أنشأت نوعًا من الفخ بعد كل شيء لكنني لم أفهم ما نوعه بعد.

“إبقوا هنا أيها الرجال” قال دون الحديث عن الجزء الخفي الذي إكتشفناه أنا ونيكو: أيا كانت الحالة التي فيها السيادة أورليث أردنا أن يراه عدد قليل من الناس حسب الضرورة.

جاء الرد في هدير مدوي مع 20 ألف صوت عال لصرخة معركة تصم الآذان حيتها إستدرت وضغطت بإحدى يدي على الحاجز.

ربطت الأنابيب الزجاجية العديد من هذه الأسطوانات ببعضها البعض مع مجموعة متنوعة من الأجهزة والتحف الملحقة بالجدران، لم يكن أي منها منطقيًا بالنسبة لي حيث إنتشرت بلورات الإسقاط الفارغة على الجدران مثل العيون غير المرئية بين المعدات الأخرى، ألقيت نظرة خاطفة على نيكو: عيناه تتحركان بسرعة عبر المختبر وفمه مفتوح قليلاً – تمنيت للحظة أن أمنحه مزيدًا من الوقت للإستمتاع – لكن هناك شيء أكثر إلحاحًا للعناية به.

سافر صوتي عبر الريح مباشرة إلى أذني خادم دراغوث.

وراء الصفوف الأولى من الأسطوانات تم عزل مركز المختبر بدرع على شكل قبة وحينما رأيت لون دخاني كثيف بشكل لا يصدق تعرفت على مصدر المانا، مشيت للأمام بين الأسطوانات الزرقاء الساطعة التي تصدر فقاعات بصمت حيث ظهر خزان أكبر مباشرة في وسط المنطقة المحمية، طفى أورليث فريترا داخله بنظرة ضائعة ووجهه خال من الفكر أو التعبير – على الأقل ظهر هذا على أحد رؤوسه – أما الآخر فهو مفقود تمامًا ولم يبقَ شيء سوى جذع عارٍ لعنق إلتئم في ندبة دموية.

تقود ميلزري قوة من الغرب للإستيلاء على قاعدة عمليات سيريس في سانديرين بينما قام دراغوث والجنود من فيكور بدوريات في هوة فريترا لمنع أي إنسحاب جماعي.

وقفت فريستي بجانب الخزان بشعرها اللؤلئي ورداء المعركة الأسود.

دفعت بكل هذه القوة مأثرة فيها.

“لقد وعدت أنني سآتي من أجلك يا سيريس وها أنا ذا”.

أعطتني المنجل نفس الإبتسامة – المحبطة التي لا تندهش – والتي رأيتها مرات عديدة من قبل.

هز دراغوث رأسه “ومع ذلك فإن أعماق الملكية محمي بالدروع قد تكون مختبئة هناك إذا كنت أعرفها حقا سيكون لديها بعض الحيل في جعبتها”.

“مرحبا” قال دراغوث ملوحا لسيريس ومال بلا مبالاة في إتجاه إحدى الخزانات.

بشخير من الإنزعاج أمسكت خيوط كل تعويذة وسحبتها عن مسارها مجبرة إياها على التجمع في الهواء أمامنا، لمعت عصا نيكو بالضوء الأحمر حيث قام بتحريكها في الهواء أمامه أين قصفت كرات من النيران الزرقاء المخابئ مما أدى إلى تحطيم دروعهم وإنهيار المباني المعززة على السحرة بداخلها، بتكثيف كل التعاويذ المجمعة في عاصفة من الرصاص متعدد العناصر أرسلتهم مرة أخرى نحو المتبقين في المخابئ متخلصة من تواقيع المانا القليلة المتبقية التي إستطعت إكتشافها.

لم تعطي سيريس لدراغوث سوى لمحة عابرة قبل التركيز على ساحر فريترا الشاب.

“لا!” صرخت وشعرت أن الوقت قد توقف بشكل مفاجئ.

“كل هذا الوقت وولف؟ هل علمتك القليل جدًا؟”.

إنفجرت العشرات من النيران الصغيرة للخارج من نقطة التأثير وشعرت أن العديد من توقيعات المانا تتلاشى.

رفع ذقنه محدقا بشراسة في المنجل “لقد علمتني كل ما أحتاجه لأهزمك معلمتي هذا كل ما أحتاجه منك”.

“لأولئك منكم الذين لا يصدقونني” تابعت سيريس وظهرت شفرة من المانا الداكنة في يدها “يمكننا تغيير قصة حياتنا ويمكننا أن نجعل السياديين ينزفون!”.

إنفجر دراغوث ضاحكا “دراغوث الغبي تفوق على خطط سيريس من سيتوقع هذا؟”.

ظهر الإعتراف ببطء على وجه المنجل العريض.

نقرت سيريس بأظافرها بينما تنظر إلى الزوج من خلف درعها “بالكاد أعترف أن مشاعري مجروحة ولكن من الأفضل أن تثق وتخيب بدل أن لا تكون لديك هذه الإمكانية على الإطلاق… إلى جانب ذلك أعتقد أن كايرا نجحت في هروبها أليس كذلك؟”.

“كفى!” صرخت مرة أخرى وطلبت من نيكو ودراغوث والصبي ذو القرن الواحد “تراجعوا”.

“كفى” صرخت متقدمة نحو الدرع ومنزعجة أكثر من أن سيريس قد تجاهلتني لأجل تبادل الكلمات غير المجدية مع صبي صغير غاضب “إعتقدت أنك ذكية سيريس لكنك وضعت نفسك في مأزق وأنت الآن تعتمدين على خدعة قديمة تفوقت عليها بالفعل، أنا في الواقع أشعر بخيبة أمل نوعًا ما بالنظر إلى الحذر المخيف الذي يبدو أن جميع المناجل الأخرى يمنحونه لك”.

طار نيكو بجانبي محلقين خارج الحاجز الوقائي المحيط بالنصف الغربي من سيز كلار، خلفنا ملأ 20 ألف جندي من جيش الأكريا المخلصين شوارع روزاري، تمتد المدينة على نصفي السيادة حيث قام الدرع الشفاف بتقسيمها بدقة.

قبل أن تتمكن من الرد دفعت يدي إلى الدرع ومزقته أو بالأحرى حاولت ذلك لكنها قاومتني.

إنفجرت العشرات من النيران الصغيرة للخارج من نقطة التأثير وشعرت أن العديد من توقيعات المانا تتلاشى.

“لا يزال أورليث يسيطر بنشاط على هذه المانا” قالت سيريس مقتربة من الجانب المقابل لي “مع إنتشارها بشكل رقيق للغاية ومعالجتها مرحلة بمرحلة للوصول إلى الزوايا البعيدة لسيز كلار ضعفت سيطرته عليها لكن هنا هو قريب جدًا” أشارت إلى البازيليسك الذي يطفو خلفها “أعتقد أنك ستجدين صعوبة أكبر بكثير في إبعاد السيطرة عنه”.

أحسست بإعوجاج تيمبوس الذي تقف عليه يسحبها بعيدًا.

إستخدمت تركيزي مع المانا لتجميع قوتي الكاملة حيث إصطدمت المانا بالمانا ليرتجف الدرع ومع ذلك لم ينكسر.

نزلت إلى إحدى الشرفات المفتوحة في الملكية ورأيت جنود دراغوث ينهبون المكان ويسحبون أي شيء له قيمة ثم يجمعونه في أكوام، ساحر واحد لفت إنتباهي حيث وقف منتبهاً وكأنه ينتظر وصولنا بمظهر غير ملحوظ بشكل عام ولكن هناك إزدواجية غريبة بالنسبة له، إحدى عينيه حمراء مع قرن قصير عالق في شعره الأسود وعلى الجانب الآخر لديه عين بنية اللون مع قرن محطم لم يتبق منه سوى جذع خشن نصف مخفي، لم يتوانى عند إقترابنا مثل معظم الجنود وبدلاً من ذلك تحرك بخطوة خلف دراغوث كما لو أنه ينتمي إلى هناك.

“دمروه” أمرت مركزة كل قوتي على الضرب مرة أخرى.

“أيها المحاربون! اليوم ستقاتلون من أجل روح قارتكم… هذه ليست حربا بل إستصلاح فقد حاول هؤلاء الخونة كسر ألاكريا نفسها عن طريق زرع الأكاذيب والشقاق لكن أنظروا!”.

أرسل نيكو طلقات متعددة العناصر ومسامير حديدية نحو الدرع من جانب واحد بينما إستحضر دراغوث مطرقة حرب سوداء خشنة مغطاة برياح الفراغ وهجم مرارًا وتكرارًا على الحاجز.

“دمروه” أمرت مركزة كل قوتي على الضرب مرة أخرى.

أعطتنا سيريس فقط إبتسامة مهينة لجهودنا.

أحسست بإعوجاج تيمبوس الذي تقف عليه يسحبها بعيدًا.

“لفترة طويلة جدًا كانت ألاكريا بمثابة ملعب للآلهة المجانين” قالت سيريس بصوت عالٍ بما يكفي لسماعها – رغم الإنفجار الإرتجاجي للعديد من التعويذات – دون توجيه الكلام لشخص محدد “يُوَلِدون الناس مثل الوحوش ويخصصون لنا الهدف من حياتنا عند الولادة على أساس نقاء الدم فقط ويطردون من لا يلبي إحتياجاتهم لكن في الحقيقة حياتنا اليومية أسوأ بكثير مما يعرفه أي شخص”.

“سيسيل يجب علينا…”.

بجواري توقف نيكو ناظرا حول الغرفة في إرتباك.

هناك شيء ما يحدث لكن لم يكن لدي سوى إحساس غامض بالحركة والصراخ واللكم ثم إنجذب إلى الداخل مرة أخرى.

“لأن كل هذا – يعود وجودنا بالكامل لدماء أسلافنا الأوائل المعروفين – وسيلة لخلق شعب قوي بما يكفي بحيث يتمكن أغرونا من الوقوف على ظهورنا عندما يصل نحو هدفه النهائي” تابعت سيريس مستديرة إلى يسارها ولم تعد تنظر إلينا.

إنهارت نواتي…

“كفى!” صرخت مرة أخرى وطلبت من نيكو ودراغوث والصبي ذو القرن الواحد “تراجعوا”.

إختفى الدرع.

دفعت يدي إلى الأمام وضغطت على الدرع مرة أخرى.

تدفقت المانا نحوي لذا فتحت نفسي عليها بالكامل مستوعبة إياها حتى الإنفجار، أحاطت ألسنة اللهب الشبحية ببشرتي بينما أحرق المانا التي لم أستطع إحتوائها.

ساد الهدوء في المختبر بإستثناء الضرب المتواصل للمعدات.

أعطتنا سيريس فقط إبتسامة مهينة لجهودنا.

بدلاً من دفع المانا في محاولة للسيطرة عليها قمت بسحبها إلي.

“لا أهتم بحيلها” قلت ولم أحاول إخفاء غضبي من منجل فيكوريان “إنتهى الأمر”.

إنتشرت إبتسامة منتصرة على وجهي لأن سطح الدرع الدخاني بدأ ينحني، سيريس على حق لم أستطع كسر قبضة أورليث الصارمة على مانا فالسيادي قوي للغاية لكن يمكنني إستيعابها كما فعلت مع طائر العنقاء والسيادي كيروس.

هز دراغوث رأسه “ومع ذلك فإن أعماق الملكية محمي بالدروع قد تكون مختبئة هناك إذا كنت أعرفها حقا سيكون لديها بعض الحيل في جعبتها”.

توقفت سيريس لتراقبني وملأ الحزن ملامحها لأنها أدركت خسارتها “بدأ أغرونا حربًا مع أرض الآلهة إفيوتس لكنه لا يتوقع منكم الفوز في القتال لأجله ولا من دماء فريترا ولا مناجله أو حتى أطيافه، سيحرقنا جميعًا كوقود لطموحه لأنه لا يريد أن يكون لورد للكائنات الأدنى بل ينوي أن يصبح ملك الأزوراس”.

تقود ميلزري قوة من الغرب للإستيلاء على قاعدة عمليات سيريس في سانديرين بينما قام دراغوث والجنود من فيكور بدوريات في هوة فريترا لمنع أي إنسحاب جماعي.

تدفقت المانا نحوي لذا فتحت نفسي عليها بالكامل مستوعبة إياها حتى الإنفجار، أحاطت ألسنة اللهب الشبحية ببشرتي بينما أحرق المانا التي لم أستطع إحتوائها.

“ها نحن هنا مرة أخرى” قلت ملقية نظرة سريعة على يساري.

“أنت مخطئة” تحدثت من خلال أسناني المطبقة “سأنتصر في حربه من أجله وبعد ذلك سأعود إلى الوطن”.

إختفى الدرع.

“سيسيليا…” قال نيكو وبدا غير مرتاح متراجعا عني بخطوة.

كنت على الأرض رغم أنني لم أتذكر السقوط.

أدارت سيريس رأسها في إتجاهي ورفعت حاجبها قليلاً “أوه سيدة سيسيليا الإرث الذي ولد من عالم آخر سامحيني لكن هل إعتقدت أنني كنت أتحدث معك؟”.

توقفت سيريس لتراقبني وملأ الحزن ملامحها لأنها أدركت خسارتها “بدأ أغرونا حربًا مع أرض الآلهة إفيوتس لكنه لا يتوقع منكم الفوز في القتال لأجله ولا من دماء فريترا ولا مناجله أو حتى أطيافه، سيحرقنا جميعًا كوقود لطموحه لأنه لا يريد أن يكون لورد للكائنات الأدنى بل ينوي أن يصبح ملك الأزوراس”.

إتسعت عيناها قليلاً ثم أدارت وجهها بعيدًا عني في الوقت نفسه أضاءت العديد من بلورات الإسقاط حول المختبر، صدمت عندما رأيت الصور التي تنعكس في عدة شاشات: ظهرت سيريس من خلال ضباب رمادي باهت تنظر بجدية إلى قطعة تسجيل وأنا بجانبها أتصبب عرقاً تحت هالة من اللهب عديم اللون مكافحة ضد درعها مثل طفل يحاول القيام بخطوته الأولى، تغيرت الصورة وأظهرت الدرج خارج المختبر مع التركيز على التعبيرات المنزعجة لجنودي وهم يتبادلون النظرات أو يتراجعون ثم تغيرت مرة أخرى إلى وجه السيادي أورليث.

وراء الصفوف الأولى من الأسطوانات تم عزل مركز المختبر بدرع على شكل قبة وحينما رأيت لون دخاني كثيف بشكل لا يصدق تعرفت على مصدر المانا، مشيت للأمام بين الأسطوانات الزرقاء الساطعة التي تصدر فقاعات بصمت حيث ظهر خزان أكبر مباشرة في وسط المنطقة المحمية، طفى أورليث فريترا داخله بنظرة ضائعة ووجهه خال من الفكر أو التعبير – على الأقل ظهر هذا على أحد رؤوسه – أما الآخر فهو مفقود تمامًا ولم يبقَ شيء سوى جذع عارٍ لعنق إلتئم في ندبة دموية.

“ما هذا؟” سألت وشعرت أن وجهي محمر لأنني أدركت أن سيريس قد أنشأت نوعًا من الفخ بعد كل شيء لكنني لم أفهم ما نوعه بعد.

“إنها تصور هذا” قال نيكو وهو ينظر من لوحة إلى أخرى “لكن لا…”.

شيء ما إنكسر بداخلي.

“إسمعيني يا ألاكريا” تابعت سيريس وهي ترفع صوتها وكأنها تلقي خطابًا “لا تصدقي الأكاذيب التي قيلت لك… في أي وقت يجرؤ فيه أحد الألاكريان على التعبير عن معارضته لهذا النظام القاسي فإن القصة هي نفسها دائمًا، أنا لا أقاتل للإستيلاء على السلطة أو لزيادة مكانة سيز كلار أو حتى لأني أعتقد أنني أستطيع هزيمة أغرونا وحدي بل أحارب لأظهر لكم أنه ممكن، ربما تكون حضارتنا قد نمت في تربة فريترا النتنة وتم تقليمها بإفتقارهم إلى التعاطف والإنسانية لكنها سقيت بدمائنا، إنها حضارتنا وليست حضارة الأزوراس لقد حان الوقت للتخلي عن بقية السياديين يمكنكم أنتم وحدكم المطالبة بالسيادة على أنفسكم”.

“لأولئك منكم الذين لا يصدقونني” تابعت سيريس وظهرت شفرة من المانا الداكنة في يدها “يمكننا تغيير قصة حياتنا ويمكننا أن نجعل السياديين ينزفون!”.

بدأ أورليث يتلوى داخل خزانه وشعرت بضعف في الدرع لذا ضاعفت جهودي ما زاد من النيران حولي.

تدفقت المانا نحوي وخنقتني.

“سيسيل يجب علينا…”.

كل المناجل – بإستثناء نيكو بالطبع – تشعر بالمرارة والإحباط من منصبي لذا سارعوا للحصول على أي إشادة صغيرة يمكن أن يجدوها، كل منهم يأمل في إستبدال كاديل بصفته اليد اليمنى لأغرونا وإثبات أنهم يستحقون مركزهم، لم يكن من المستغرب أن دراغوث قد إنتهز هذه الفرصة للفوز بالنصر لنفسه لكن لا يهم بالنظر إلى حجم الحرب القادمة لم تعد المناجل ذات صلة في نظري، عندما إقتربنا من ملكية سيريس المطلة على بحر هوة فريترا لاحظت أخيرًا دراغوث يحلق فوق العقار وذراعيه متقاطعتان بينما يراقبنا نقترب.

غرق الدم المتدفق في أذني مغطيا كل ما قاله نيكو لكنني هناك تقريبًا، في أي لحظة سيسقط الدرع وعندما يحدث ذلك سأستخدم مانا أورليث التي تم جمعها لتقسيم سيريس خلية بخلية.

–+–

لا بد أنها شعرت بهذا أيضًا لأنها تقدمت فجأة نحو الخزان في المركز حيث إنطلقت صاعقة من الطاقة السوداء من يدها محطمة الزجاج.

شيء ما إنكسر بداخلي.

إنسكب سائل سميك مزرق على الأرض وملأ المختبر برائحة نفاذة.

“نعم أيتها الإرث” بدا رده ضعيفًا وبعيدًا.

إنفصل جسد أورليث عن الأسلاك التي طعنت في جسده وسقط على الأرض مثل الجثة.

كل المناجل – بإستثناء نيكو بالطبع – تشعر بالمرارة والإحباط من منصبي لذا سارعوا للحصول على أي إشادة صغيرة يمكن أن يجدوها، كل منهم يأمل في إستبدال كاديل بصفته اليد اليمنى لأغرونا وإثبات أنهم يستحقون مركزهم، لم يكن من المستغرب أن دراغوث قد إنتهز هذه الفرصة للفوز بالنصر لنفسه لكن لا يهم بالنظر إلى حجم الحرب القادمة لم تعد المناجل ذات صلة في نظري، عندما إقتربنا من ملكية سيريس المطلة على بحر هوة فريترا لاحظت أخيرًا دراغوث يحلق فوق العقار وذراعيه متقاطعتان بينما يراقبنا نقترب.

“لأولئك منكم الذين لا يصدقونني” تابعت سيريس وظهرت شفرة من المانا الداكنة في يدها “يمكننا تغيير قصة حياتنا ويمكننا أن نجعل السياديين ينزفون!”.

“سيسيليا…” قال نيكو وبدا غير مرتاح متراجعا عني بخطوة.

لمع السيف وسقط رأس أورليث المتبقي على الأرض ليسترخي في السائل وعيناه بلا بصر تحدقان في وجهي.

“إنها تصور هذا” قال نيكو وهو ينظر من لوحة إلى أخرى “لكن لا…”.

إختفى الدرع.

“علمت سيريس أنني قادمة” أخبرت نيكو “لقد سحبت قواتها”.

إندفعت نيران الشبح إلى يدي وقابلت عيني سيريس.

“علمت سيريس أنني قادمة” أخبرت نيكو “لقد سحبت قواتها”.

إنها عزلاء لكنها ما زالت تجمع المانا.

قبل أن تتمكن من الرد دفعت يدي إلى الدرع ومزقته أو بالأحرى حاولت ذلك لكنها قاومتني.

دفعت بكل هذه القوة مأثرة فيها.

“أيها المحاربون! اليوم ستقاتلون من أجل روح قارتكم… هذه ليست حربا بل إستصلاح فقد حاول هؤلاء الخونة كسر ألاكريا نفسها عن طريق زرع الأكاذيب والشقاق لكن أنظروا!”.

تجمعت مانا سيريس وبعد ذلك إختفت.

أبقيت تعبيري صامتًا “غير مهم طالما أنه لم يدع سيريس تفلت من أيدينا بتجاهل واجباته”.

“لا!” صرخت وشعرت أن الوقت قد توقف بشكل مفاجئ.

وراء الصفوف الأولى من الأسطوانات تم عزل مركز المختبر بدرع على شكل قبة وحينما رأيت لون دخاني كثيف بشكل لا يصدق تعرفت على مصدر المانا، مشيت للأمام بين الأسطوانات الزرقاء الساطعة التي تصدر فقاعات بصمت حيث ظهر خزان أكبر مباشرة في وسط المنطقة المحمية، طفى أورليث فريترا داخله بنظرة ضائعة ووجهه خال من الفكر أو التعبير – على الأقل ظهر هذا على أحد رؤوسه – أما الآخر فهو مفقود تمامًا ولم يبقَ شيء سوى جذع عارٍ لعنق إلتئم في ندبة دموية.

أحسست بإعوجاج تيمبوس الذي تقف عليه يسحبها بعيدًا.

“كفى!” صرخت مرة أخرى وطلبت من نيكو ودراغوث والصبي ذو القرن الواحد “تراجعوا”.

إشتعلت النيران.

كل تلك المانا جاءت مسرعة في إنفجار أبيض.

شيء ما إنكسر بداخلي.

طار نيكو بجانبي محلقين خارج الحاجز الوقائي المحيط بالنصف الغربي من سيز كلار، خلفنا ملأ 20 ألف جندي من جيش الأكريا المخلصين شوارع روزاري، تمتد المدينة على نصفي السيادة حيث قام الدرع الشفاف بتقسيمها بدقة.

“ماذا؟” زأر دراغوث متقدمًا إلى الأمام أين ظهر إعوجاج تيمبوس المضمّن في الأرض.

نقرت سيريس بأظافرها بينما تنظر إلى الزوج من خلف درعها “بالكاد أعترف أن مشاعري مجروحة ولكن من الأفضل أن تثق وتخيب بدل أن لا تكون لديك هذه الإمكانية على الإطلاق… إلى جانب ذلك أعتقد أن كايرا نجحت في هروبها أليس كذلك؟”.

قال شيئًا آخر لكن كلماته ضاعت تحت طنين أذني.

تدفقت المانا نحوي لذا فتحت نفسي عليها بالكامل مستوعبة إياها حتى الإنفجار، أحاطت ألسنة اللهب الشبحية ببشرتي بينما أحرق المانا التي لم أستطع إحتوائها.

بدت الجاذبية وكأنها تتغير ببطء على الجانبين مثل تسريب سفينة على وشك الغرق.

ربطت الأنابيب الزجاجية العديد من هذه الأسطوانات ببعضها البعض مع مجموعة متنوعة من الأجهزة والتحف الملحقة بالجدران، لم يكن أي منها منطقيًا بالنسبة لي حيث إنتشرت بلورات الإسقاط الفارغة على الجدران مثل العيون غير المرئية بين المعدات الأخرى، ألقيت نظرة خاطفة على نيكو: عيناه تتحركان بسرعة عبر المختبر وفمه مفتوح قليلاً – تمنيت للحظة أن أمنحه مزيدًا من الوقت للإستمتاع – لكن هناك شيء أكثر إلحاحًا للعناية به.

تدفقت المانا نحوي وخنقتني.

“مرحبا” قال دراغوث ملوحا لسيريس ومال بلا مبالاة في إتجاه إحدى الخزانات.

شعرت أنني أغرق تحت الأمواج التي أمسكت بي وحاولت جذبي للأسفل.

القشرة البيضاء الصلبة للعضو السحري تم سحبها إلى الداخل في جحيم المانا الذي إندلع الآن في عظامي.

لكن حال نواتي أسوأ… أسوأ بكثير.

نزلت إلى إحدى الشرفات المفتوحة في الملكية ورأيت جنود دراغوث ينهبون المكان ويسحبون أي شيء له قيمة ثم يجمعونه في أكوام، ساحر واحد لفت إنتباهي حيث وقف منتبهاً وكأنه ينتظر وصولنا بمظهر غير ملحوظ بشكل عام ولكن هناك إزدواجية غريبة بالنسبة له، إحدى عينيه حمراء مع قرن قصير عالق في شعره الأسود وعلى الجانب الآخر لديه عين بنية اللون مع قرن محطم لم يتبق منه سوى جذع خشن نصف مخفي، لم يتوانى عند إقترابنا مثل معظم الجنود وبدلاً من ذلك تحرك بخطوة خلف دراغوث كما لو أنه ينتمي إلى هناك.

كنت على الأرض رغم أنني لم أتذكر السقوط.

بجواري توقف نيكو ناظرا حول الغرفة في إرتباك.

هناك أيدي تشدني وتمسك وجهي وتجبر رأسي على الإلتفاف لكن الملامح الحادة والمذعورة التي تحدق في وجهي لم ترتب بشكل صحيح.

تتألم…

من المفترض أن يكون نيكو كنت أعرف ذلك بعيدًا في ذهني لكنه لم يكن نيكو…

‘أعتقد أن الموت السريع في المعركة أفضل من أسابيع التعذيب والمجاعة في أعماق تايغرين كالوم’.

شد الألم حواسي بعيدًا عن وجهه الشاحب المتعرق نحو نواتي مرة أخرى…

“حتى هم يعرفون أن المعركة خاسرة فقد فرت معظم قواتهم بالفعل!”.

تتألم…

قبل أن تتمكن من الرد دفعت يدي إلى الدرع ومزقته أو بالأحرى حاولت ذلك لكنها قاومتني.

تتشقق…

كنت على الأرض رغم أنني لم أتذكر السقوط.

النواة – نواتي – مغطاة بشبكة عنكبوتية من الشقوق المجهرية ولكن حتى هذا خاطئ لأنه بدلاً من دفع المانا داخل النواة إلى الخارج – كل هذه المانا من السائل الذي يغطي الأرض إلى الأسطوانات الضخمة ذات اللون الأزرق الفاتح والمعدات – تتسرب إلى نواتي والضغط يتزايد ويتزايد ويتزايد و…

ومع ذلك كنت حريصة على وضع حد للأشياء بحلول الوقت الذي نصل فيه إلى أديلغارد حيث مقر سيريس ومصدر طاقة الدرع، إن سيريس ماكرة لذا أشك في أنني سأجدها واقفة على شرفة منزلها في إنتظاري بعد كل شيء تمكنت من خداع والقبض على صاحب السيادة، عندما ظهرت المدينة فوجئت برؤية الدخان والنار يتصاعد من عدة مواقع مختلفة في جميع الأنحاء مع توقيع مانا قوي يشع من الحافة الشرقية للمدينة.

إنهارت نواتي…

إنتشرت إبتسامة منتصرة على وجهي لأن سطح الدرع الدخاني بدأ ينحني، سيريس على حق لم أستطع كسر قبضة أورليث الصارمة على مانا فالسيادي قوي للغاية لكن يمكنني إستيعابها كما فعلت مع طائر العنقاء والسيادي كيروس.

في لحظة شعرت وكأن عمري تلاشى.

“علمت سيريس أنني قادمة” أخبرت نيكو “لقد سحبت قواتها”.

القشرة البيضاء الصلبة للعضو السحري تم سحبها إلى الداخل في جحيم المانا الذي إندلع الآن في عظامي.

ومع ذلك كنت حريصة على وضع حد للأشياء بحلول الوقت الذي نصل فيه إلى أديلغارد حيث مقر سيريس ومصدر طاقة الدرع، إن سيريس ماكرة لذا أشك في أنني سأجدها واقفة على شرفة منزلها في إنتظاري بعد كل شيء تمكنت من خداع والقبض على صاحب السيادة، عندما ظهرت المدينة فوجئت برؤية الدخان والنار يتصاعد من عدة مواقع مختلفة في جميع الأنحاء مع توقيع مانا قوي يشع من الحافة الشرقية للمدينة.

شهقت لاهثة والدموع تتدفق على خدي.

ترجمة : Ozy.

هناك شيء ما يحدث لكن لم يكن لدي سوى إحساس غامض بالحركة والصراخ واللكم ثم إنجذب إلى الداخل مرة أخرى.

أعطتنا سيريس فقط إبتسامة مهينة لجهودنا.

إختفت نواتي.

نزلت إلى إحدى الشرفات المفتوحة في الملكية ورأيت جنود دراغوث ينهبون المكان ويسحبون أي شيء له قيمة ثم يجمعونه في أكوام، ساحر واحد لفت إنتباهي حيث وقف منتبهاً وكأنه ينتظر وصولنا بمظهر غير ملحوظ بشكل عام ولكن هناك إزدواجية غريبة بالنسبة له، إحدى عينيه حمراء مع قرن قصير عالق في شعره الأسود وعلى الجانب الآخر لديه عين بنية اللون مع قرن محطم لم يتبق منه سوى جذع خشن نصف مخفي، لم يتوانى عند إقترابنا مثل معظم الجنود وبدلاً من ذلك تحرك بخطوة خلف دراغوث كما لو أنه ينتمي إلى هناك.

كل تلك المانا جاءت مسرعة في إنفجار أبيض.

“ماذا إكتشفت هنا يا وولفروم؟” سأل دراغوث.

للحظة كنت أطفو في وسط كون أبيض فارغ كما لو أن الإنفجار قد مسح السحر ولم يترك ورائه شيئًا سواي.

ومع ذلك كنت حريصة على وضع حد للأشياء بحلول الوقت الذي نصل فيه إلى أديلغارد حيث مقر سيريس ومصدر طاقة الدرع، إن سيريس ماكرة لذا أشك في أنني سأجدها واقفة على شرفة منزلها في إنتظاري بعد كل شيء تمكنت من خداع والقبض على صاحب السيادة، عندما ظهرت المدينة فوجئت برؤية الدخان والنار يتصاعد من عدة مواقع مختلفة في جميع الأنحاء مع توقيع مانا قوي يشع من الحافة الشرقية للمدينة.

وبعدها إندفع الظلام وأصبح كل شيء أسود…

إنفصل جسد أورليث عن الأسلاك التي طعنت في جسده وسقط على الأرض مثل الجثة.

–+–

جاء الرد في هدير مدوي مع 20 ألف صوت عال لصرخة معركة تصم الآذان حيتها إستدرت وضغطت بإحدى يدي على الحاجز.

ترجمة : Ozy.

إندفعت نيران الشبح إلى يدي وقابلت عيني سيريس.

في الوقت بعد مدة لأني أردت أن أشارككم غباء سيسيليا بسرعة…

توقفت سيريس لتراقبني وملأ الحزن ملامحها لأنها أدركت خسارتها “بدأ أغرونا حربًا مع أرض الآلهة إفيوتس لكنه لا يتوقع منكم الفوز في القتال لأجله ولا من دماء فريترا ولا مناجله أو حتى أطيافه، سيحرقنا جميعًا كوقود لطموحه لأنه لا يريد أن يكون لورد للكائنات الأدنى بل ينوي أن يصبح ملك الأزوراس”.

كل المناجل – بإستثناء نيكو بالطبع – تشعر بالمرارة والإحباط من منصبي لذا سارعوا للحصول على أي إشادة صغيرة يمكن أن يجدوها، كل منهم يأمل في إستبدال كاديل بصفته اليد اليمنى لأغرونا وإثبات أنهم يستحقون مركزهم، لم يكن من المستغرب أن دراغوث قد إنتهز هذه الفرصة للفوز بالنصر لنفسه لكن لا يهم بالنظر إلى حجم الحرب القادمة لم تعد المناجل ذات صلة في نظري، عندما إقتربنا من ملكية سيريس المطلة على بحر هوة فريترا لاحظت أخيرًا دراغوث يحلق فوق العقار وذراعيه متقاطعتان بينما يراقبنا نقترب.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط