نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

البداية@بعد@النهاية@kol 454

بين الساقطين 1

بين الساقطين 1

– ليليا هيلستيا :

“من السهل عليك أن تقولي ذلك” صاح جارود ملوحا في وجهي “لم يكن عليك ركوب الوحش أقسم أنني مازلت غير متأكد من أن تانر يعرف كيف يتحكم فيه حقًا”.

أرهقت ساقاي عندما وصلت إلى المنحدر الطويل للمسار الجبلي المتعرج، وضعت يدي على فخذي وإستدرت لأتأمل القافلة الممتدة على سفح الجبل خلفي.

مدعوم من قبل: Youssef Ahmed

جارود ريدنر الذي يسير بجانبي وضع يديه على ركبتيه ولهث بحثًا عن الهواء.

“تراجعوا!” أمرت ديان مستبدلة نبرة أمرها بصراخ مهووس لكن لم يكن هناك مكان يذهب إليه أي منا.

“لا أفهم… لماذا نسلك هذا الطريق الجبلي القديم” قال لاهثاً.

غرقت على ركبتي والدموع تنهمر على خدي ثم أخذت نفسًا متسارعًا.

على الرغم من أنني أعلم أنه يتحدث بطريقة بلاغية إلا أنني أجبت على أي حال “لا يوجد مكان يذهب إليه هؤلاء الأشخاص في شمال سابين ففالدن ومارلو وإلكشاير – لا يمكنهم دعمهم، رغم ذلك فإن القرى الزراعية الواقعة بين زيروس وبلاك باند بها مساحة كما أنه لا توجد أي طرق عبر الغابة الكثيفة والمستنقعية بين مدينة مارلو وزيروس”.

تغلب عليّ غضبي وقلقي لذا وقفت أمام العائلة المنكمشة ونظرت إليه بشراسة “مهما كان ما تفعله يبدو وكأنه سوف يسقط الجبل معنا! تعويذاتك أخافت بعض وحوش المانا وهؤلاء الناس تقريبًا…”.

“أنا… أعرف…” وقف منتصبًا وشد وجهه بينما يحاول التحكم في تنفسه.

إلتوت معدتي مع إقتراب توقيع الأطياف ونيتهم ​​تضربني مثل السوط.

مر بنا عدد قليل من المغامرين الذين يقومون بدور الحراس وكذلك عربة فيها فتاة صغيرة تحدق بيأس على حافة الطريق الجبلي، تحكم جدها في زمام إثنين من المتزلجين الكبار الذين يجرون عربتهم الصغيرة فقد مات والداها أثناء القتال عند الجدار.

على الرغم من كلماتي الواثقة لجارود عندما بدأنا في شق طريقنا على طول قافلتنا والتحدث إلى عائلة تلو الأخرى لم أستطع إلا أن أشعر بالإحتيال في محاولاتي لنشر الهدوء، بعد كل شيء ألم أقف متجمدة بينما يتم إعدام مجرد طفلة عرضًا بسبب قسوتهم والآن أقفز لتنفيذ أمر المرأة بيرهاتا…

“مرحبًا كاشيري” قلت لها ملوحة قليلاً.

لوحت بيدي لأسكتها ثم أخفيت إبتسامتي خلف تفاحتي وأخذت قضمة منها ببطء.

عندما لم تلوح لي أخرجت شيئًا من حقيبتي وألقيته لها، شاهدته وهو يطير في الهواء ويهبط على المقعد المجاور لها بتعبير خال.

“ربما أستطيع أن أفهم ما يقولونه…” تمتم جارود بينما يلقي تعويذة.

قفزت من الإثارة وأسرعت لإزالة ورق الشمع حيث إتسعت عيناها وتألقت بالإثارة بينما تضع الكراميل المطاطي في فمها.

لاهثة إستوعبت رؤيتهم بفارغ الصبر: كائنان جميلان بلون أبيض بلوري مع حراشف بلون أزرق جليدي في أجنحتهما وأشواك لامعة على طول ظهريهما، يقودهما كائن ثالث أسود مثل منتصف الليل ويغلي بنية القتل على عكس أي شيء كنت أتخيله.

“طفلة مسكينة” قال جارود متنهدا حينما مرت العربة بجواره.

إختار جارود فجوة بين عربة والأسرة التي نتبعها سيرًا على الأقدام ثم جلس بالقرب من صخرة كبيرة سقطت من الجبل وتشققت إلى نصفين على حافة الطريق، من خلال الموضع بدا الأمر كما لو أن شخصًا ما قد حركها بالسحر منذ وقت طويل والآن أصبحت طاولة مريحة لجارود حتى يسحب بعض حاويات الطعام، تابعت مرتاحة الآن بعد أن سحبت بعض الأشياء من أداة البعد الخاص بي وقمت بوضعهم للمشاركة ثم إخترت تفاحة.

هناك أكثر من 200 شخص في قافلتنا وهم أشخاص مثل كاشيري الذين فقدوا كل شيء تقريبًا والأمل الوحيد لديهم هو الهروب من القرى الأصغر مثل أشبر لأنهم لم يعودوا قادرين على إعالة أنفسهم بعد الحرب، لقد تمزقت العائلات وإستعبد الناس وأخذت ممتلكاتهم منهم أو دمرت وعندما إنتهت الحرب فجأة إفتقرت سابين إلى القيادة والبنية التحتية لإرسال المساعدة أو إعادة البناء، مع عدم عودة عدد لا يحصى من الأمهات والبنات والأبناء والآباء من الحرب لم تتمكن الكثير من العائلات من البقاء على قيد الحياة بعيدًا عن المدن.

تغلب عليّ غضبي وقلقي لذا وقفت أمام العائلة المنكمشة ونظرت إليه بشراسة “مهما كان ما تفعله يبدو وكأنه سوف يسقط الجبل معنا! تعويذاتك أخافت بعض وحوش المانا وهؤلاء الناس تقريبًا…”.

من المفارقات أن عددًا قليلاً من الموجودين في القافلة هم أشخاص ساعدناهم على الهروب من المدن في البداية، لم يتمكنوا من المخاطرة بالقيام برحلة العودة بمفردهم وإنتظروا بدلاً من ذلك شهورًا للحصول على المساعدة، سيعود بعضهم إلى زيروس وبلاك باند لكن لم يكن لدى البعض الآخر منازل أو عائلات أو حياة ليعودوا إليها، مع عدم وجود أمل خاص بهم هم بحاجة إلى شخص ما ليتدخل ويساعدهم على إشعال الأمل من جديد، دفعت صخرة صغيرة بإصبع قدمي وشاهدتها ترتد إلى أسفل الجبل شديد الإنحدار بطقطقة متكررة تحت السحق المستمر لعجلات العربة وأصوات العديد من الأشخاص سواء البشر أو وحوش المانا.

بدأ المغامرون بالفعل في تشكيل الصفوف فبعضهم يستحضر الدروع حول اللاجئين والبعض الآخر يهتف تعويذات هجومية لشن هجوم مضاد على أي شخص يقترب، يمكننا جميعًا أن نشعر بقوة توقيعات المانا غير المخفية وقد رأيت بالفعل النظرات اليائسة التي يتم تبادلها بين حراسنا وسمعت إرتعاش أصواتهم.

ظل جارود صامتًا لكنه إحتفظ بوجه شجاع من أجل أولئك الذين مروا في القوافل.

***

سمعت الحراس ينادون فأدرت أذني في إتجاههم.

عندما علمت أنه على حق وقفت منتصبة وبذلت قصارى جهدي لإستعادة قواي، ساعدنا المرأة على إطلاق سراح المتزلجين ثم تقدمت عدة عائلات أخرى لإيجاد أماكن للعائلة الكبيرة للإحتماء وإعادة توزيع البضائع الموجودة في عربتهم التي أصبحت عديمة الفائدة الآن. بإفتراض أننا سنغادر هذا الجبل وجدت نفسي أفكر: ولكن ربما يعني ذلك أنه لا يزال لديهم بعض الأمل وإلا فلماذا أهتم؟.

“أعلنوا عن فترة الراحة” قال جارود وهو يرى مظهري القلق “سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتمكن الجميع من الصعود إلى هذا المنحدر… إذا سنتمكن من أخذ قسط من الراحة نحن أيضا أليس كذلك؟”.

لم تكن لدي القوة لتبادل الكلمات مع هذا الشيطان من أسوأ كوابيسي لكنه لم يكن يستمع على أي حال فرأسه مرفوع إلى أعلى وأنفه الغريب والمتقرح يستنشق الهواء مثل الوحش.

أومأت برأسي ورفعت حقيبتي على ظهري مستمرة في السير على الطريق الذي إستوى ثم إنحنى حول واد واسع في سفح الجبل.

درت بينما أنا راكعة بجوار جسد جارود وحدقت دون أن أفهم في السماء أين ظهرت ثلاثة أشكال مجنحة ضخمة فوق الجبال وطارت نحونا مباشرة.

“ما لا يقل عن نصف ساعة حتى تصل العربات الأخيرة إلى هنا ولكن يجب علينا جميعا أن نتأقلم بشكل مريح في هذه المساحة المسطحة”.

إندفع المتزلجون الذين يسحبون العربة الأمامية فوق بعضهم البعض للعودة والإبتعاد نازعين أحزمتهم وخدشوا مقعد السائق مما أدى إلى تمزيق جد كاشيري إلى أشلاء، عندما أصاب الضباب العربة لم أعد قادرة على مشاهدة ما يحدث أو الشعور بقلبي بسبب الخدر المقزز الذي يسيطر على ذهني وجسدي، فجأة أمسك بي جارود وسحبني للخلف بعيدًا عن الضباب بينما يلتهم العربتين الثانية والثالثة في الصف أيضًا، كل شيء يصرخ حتى الجبل إنقلب رأسًا على عقب وكأنه يحاول أن يقذفنا في السماء…

إختار جارود فجوة بين عربة والأسرة التي نتبعها سيرًا على الأقدام ثم جلس بالقرب من صخرة كبيرة سقطت من الجبل وتشققت إلى نصفين على حافة الطريق، من خلال الموضع بدا الأمر كما لو أن شخصًا ما قد حركها بالسحر منذ وقت طويل والآن أصبحت طاولة مريحة لجارود حتى يسحب بعض حاويات الطعام، تابعت مرتاحة الآن بعد أن سحبت بعض الأشياء من أداة البعد الخاص بي وقمت بوضعهم للمشاركة ثم إخترت تفاحة.

‘التنين! ثلاثة تنانين!’.

أطلقت إمرأة سمينة الجسم ترتدي ملابس زاهية الألوان صفيرًا أثناء مرورها بنا في عربتها الصغيرة التي يجرها طائر كبير يكاد يكون لامعًا مثل صاحبته.

إقتربت توقيعات مانا بنفس قوة توقيعات السحرة الألكريان الذين أخذونا أسرى بسرعة، في غضون لحظات تمكنت من رؤية مجموعة من خمسة أشكال تنطلق بسرعة عبر الهواء نحونا.

“أوه متى ستطلب مني موعدًا لتناول الغداء يا جارود ريدنر؟”.

كشفت عن أسنانها في وجهه وأسكتته “في الوقت الحالي لدينا السيادي ولكن لا يوجد إعوجاج تيمبوس بما أنه مع سيثين، نحن بحاجة إلى إرسال إشارة وهذه الوحدات الديكاثية توفر لنا الغطاء في حالة وجود… صحبة” تحول تركيزها نحوي “يتسارع نبضك لكلماتي وكأنها تعني لك الأمل” كشفت عن أنيابها الطويلة وإنحنت على مقربة مني “اعلم أنك إذا نجوت من هذا فسيكون ذلك لأنك فعلت بالضبط ما قلته وسيكون ذلك لأنني أنقذتك لذا لا تبحثي عن أمل من خارج نفسك هل تفهمين؟”.

إحمرت خدود جارود وعمل فمه بصمت مكافحا من أجل الرد.

لاهثة إستوعبت رؤيتهم بفارغ الصبر: كائنان جميلان بلون أبيض بلوري مع حراشف بلون أزرق جليدي في أجنحتهما وأشواك لامعة على طول ظهريهما، يقودهما كائن ثالث أسود مثل منتصف الليل ويغلي بنية القتل على عكس أي شيء كنت أتخيله.

“ربما عندما يأتي اليوم الذي لا يؤدي فيه وجودك إلى إحمرار وجهه أو سرقة لسانه يا روز إيلين” أجبتهل بينما أضحك.

أمسكت فتاتان أكبر سناً بأشقائهما الأصغر بين ذراعيهما وأسرعتا نحوي، سارع الإثنان الآخران للهروب من الأمام وقام والدهما بسحبهما عبر الفتحة.

صرخت وهي تستدير في عربتها وتعدل بلوزتها الضيقة “يا للأسف أخشى أنني محكوم عليّ بسماع صوت الصمت فقط من شفتيه التي قبلتها الريح” أعطتني إبتسامة شريرة “على عكسك يا سيدة هيلستيا”.

بدأ المغامرون بالفعل في تشكيل الصفوف فبعضهم يستحضر الدروع حول اللاجئين والبعض الآخر يهتف تعويذات هجومية لشن هجوم مضاد على أي شخص يقترب، يمكننا جميعًا أن نشعر بقوة توقيعات المانا غير المخفية وقد رأيت بالفعل النظرات اليائسة التي يتم تبادلها بين حراسنا وسمعت إرتعاش أصواتهم.

لوحت بيدي لأسكتها ثم أخفيت إبتسامتي خلف تفاحتي وأخذت قضمة منها ببطء.

الطيف ذو الذراع الواحدة تقدم في إتجاهنا مرة أخرى بإبتسامة فظيعة منحوتة على وجهه المحترق “قالتها بيرهاتا أليس كذلك؟ ألقي تعويذة وستموت… حمقى كل ما عليكم فعله هو الجلوس ساكنين والصمت”.

أخذ جارود وقته في تمزيق قطعة من اللحم المجفف عن اللوح وقضم قضمات صغيرة منها ثم نظر في كل مكان بإستثناء وجهي.

تغلب عليّ غضبي وقلقي لذا وقفت أمام العائلة المنكمشة ونظرت إليه بشراسة “مهما كان ما تفعله يبدو وكأنه سوف يسقط الجبل معنا! تعويذاتك أخافت بعض وحوش المانا وهؤلاء الناس تقريبًا…”.

بعد دقيقة تنحنح قائلا “هل فكرت يومًا في… الماضي؟ مثل أكاديمية زيروس وكيف كانت ستكون الحياة لو لم يهاجم الألكريان؟”.

“مستحيل…” تنفست والكلمة ليست أكثر من مجرد أنين.

“بالتأكيد” أجبت مقلبة التفاحة التي بين يدي على نحو غائب “من الصعب عدم القيام بذلك حتى عندما أعلم أن ذلك لن يساعد في أي شيء” ترددت ثم قابلت عين جارود “ما الذي يدور في ذهنك؟”.

ظل جارود صامتًا لكنه إحتفظ بوجه شجاع من أجل أولئك الذين مروا في القوافل.

“أنا فقط…” توقف وأخذ قضمة بينما يمضغ ببطء “كل ما حدث منذ الهجوم على الأكاديمية كان فظيعًا كما تعلمين؟ ولكن…” تحرك في مقعده وعيناه تدوران حوله باحثا عن الكلمات وأدركت أنه يبدو… مذنباً “لا أريد أن أبدو وكأنني أستبعد الرعب الذي واجهه هؤلاء الأشخاص – والذي واجهه الجميع في ديكاثين مثل الجان أو تلك الفتاة ولكن…”وأطلق تنهيدة متعبة ونظر إليّ أخيرًا “أردت فقط أن أقول أنا أحب هذا… أنا أحب ما نقوم به مثل مساعدة هؤلاء الناس؟ وقضاء الوقت…. إحداث فرق حقيقي على ما أعتقد لكن لولا الحرب ولو لم تنقذي حياتي عندما حاولت قتلك حرفيًا لا أعرف من كنت سأصبح… هل من السيئ على ما أعتقد أنني أفضل ما أنا عليه الآن؟”.

إنبعث هدير منخفض من حلقه ونظر إليّ بغضب “صمتا لا تقولي شيئًا تحت ألم الموت”.

شعرت بالدموع تتجمع خلف عيني فأغمضتهما بسرعة.

عندها فقط عادت عيناي المليئتان بالدموع إلى جارود.

“لا أعتقد أن هذا سيئ” قمت بتطهير حلقي ولكن لم أكن متأكدة مما سأقوله.

أصابعي أصبحت بيضاء حول لحم جارود الميت.

بعد أن شعر جارود بالإحراج ضحك بسخرية “بالحديث عن إنقاذ حياتي أعتقد أن الذي يتسلق قمة التلال هناك هو تانر هل ترينه؟، من كان يظن أنني سأنتهي بالعمل جنبًا إلى جنب مع أجنحة النصل مرة أخرى أليس كذلك؟ أقسم أنني مازلت أعاني من كوابيس بشأن فيلكور…”.

“من يتحدث نيابة عنكم؟”.

“يجب عليك إظهار المزيد من التقدير لوحش المانا الذي ساعدك على الهروب من زيروس” أجبته ضاحكة.

إلتوت معدتي مع إقتراب توقيع الأطياف ونيتهم ​​تضربني مثل السوط.

“من السهل عليك أن تقولي ذلك” صاح جارود ملوحا في وجهي “لم يكن عليك ركوب الوحش أقسم أنني مازلت غير متأكد من أن تانر يعرف كيف يتحكم فيه حقًا”.

“ما لا يقل عن نصف ساعة حتى تصل العربات الأخيرة إلى هنا ولكن يجب علينا جميعا أن نتأقلم بشكل مريح في هذه المساحة المسطحة”.

“حسنًا يبدو أنه أصبح قادرًا على التعامل مع الأمر الآن…” إنفجرت شاهقة من دون توقف ثم وقفت على قدمي بينما أصبح جسدي بأكمله باردًا من الرعب.

إختار جارود فجوة بين عربة والأسرة التي نتبعها سيرًا على الأقدام ثم جلس بالقرب من صخرة كبيرة سقطت من الجبل وتشققت إلى نصفين على حافة الطريق، من خلال الموضع بدا الأمر كما لو أن شخصًا ما قد حركها بالسحر منذ وقت طويل والآن أصبحت طاولة مريحة لجارود حتى يسحب بعض حاويات الطعام، تابعت مرتاحة الآن بعد أن سحبت بعض الأشياء من أداة البعد الخاص بي وقمت بوضعهم للمشاركة ثم إخترت تفاحة.

إلتوى جناح النصل بشدة وأصبح طيرانه سريعًا وغير منتظم قبل لحظات فقط من إنطلاق دخان من الضوء الأخضر عبر السماء وضربه من الخلف، خرج فيلكور وتانر عن السيطرة حيث إختفت الصورة الظلية البعيدة لجناح النصل عن الأنظار عندما هبطوا من السماء، ظهرت أربعة شخصيات داكنة بسرعة ومع إقترابهم توسعت نية القتل أمامهم مثل موجة من المانا السوداء الساحقة.

لم يتردد جارود حيث تبعني مباشرة والرياح تلتف حول ذراعيه وساقيه.

“حراس!” صرخت منطلقة بسرعة نحو مقدمة القافلة.

أخذ جارود وقته في تمزيق قطعة من اللحم المجفف عن اللوح وقضم قضمات صغيرة منها ثم نظر في كل مكان بإستثناء وجهي.

لم يتردد جارود حيث تبعني مباشرة والرياح تلتف حول ذراعيه وساقيه.

بعد أن شعر جارود بالإحراج ضحك بسخرية “بالحديث عن إنقاذ حياتي أعتقد أن الذي يتسلق قمة التلال هناك هو تانر هل ترينه؟، من كان يظن أنني سأنتهي بالعمل جنبًا إلى جنب مع أجنحة النصل مرة أخرى أليس كذلك؟ أقسم أنني مازلت أعاني من كوابيس بشأن فيلكور…”.

بدأ المغامرون بالفعل في تشكيل الصفوف فبعضهم يستحضر الدروع حول اللاجئين والبعض الآخر يهتف تعويذات هجومية لشن هجوم مضاد على أي شخص يقترب، يمكننا جميعًا أن نشعر بقوة توقيعات المانا غير المخفية وقد رأيت بالفعل النظرات اليائسة التي يتم تبادلها بين حراسنا وسمعت إرتعاش أصواتهم.

إقترب من المرأة وتحدث بنبرة منخفضة بالكاد أستطيع أن أفهمها “هل أنت متأكدة من أن هذه هي أفضل فكرة بيرهاتا؟ نستطيع…”.

إنطلقت الصيحات من عربات القطار مما أدى إلى توقف العربات الواحدة تلو الأخرى لأن معظم الأشخاص الذين نرافقهم ليسوا سحرة، لم يتمكنوا من الشعور بما يقترب ولم يروا تانر يصاب في الهواء لكنهم رأوا التعويذات الدفاعية تُلقى وذلك كاف لإرسالهم إلى حالة من الفوضى.

“من فضلك هذا يكفي!” صرخ جارود وركض إلى جانبي “نحن نفهم حسنا؟”.

لم يكن هناك وقت للتنظيم ولم نتمكن من الإلتفاف أو الركض أو الإختباء فقد إختفت المسافة من الطريق إلى التلال حيث ظهر جناح النصل بينما إنقضت علينا الأشكال في ما بدا وكأنه ثوانٍ.

أخذت نفسًا عميقًا وتجهزت لإلقاء تعويذة.

ديان وايتهول إحدى المغامرين الذين يقودون حماية قافلتنا خفضت ذراعها إلى الأسفل وصرخت “هجوم!”.

في غضون بضعة أنفاس بدا الأمر كما لو أن الأطياف إختفوا .

حبست أنفاسي بينما إنطلقت وابل من التعاويذ في الهواء ولم تجد هدفها.

تغلب عليّ غضبي وقلقي لذا وقفت أمام العائلة المنكمشة ونظرت إليه بشراسة “مهما كان ما تفعله يبدو وكأنه سوف يسقط الجبل معنا! تعويذاتك أخافت بعض وحوش المانا وهؤلاء الناس تقريبًا…”.

تبلور الجليد الأسود حول أقدام مدافعينا في الخطوط الأمامية وتكثف في أشواك مندفعا للأعلى ومخترقا المانا والدروع ثم اللحم والعظام بسهولة، سمعت تمزق الأوتار كسر العظام حيث صرخ الرجال والنساء ثم صمتوا عندما أصبحت أشكالهم الجسدية المألوفة فوضى حمراء ممزقة تلطخ الجليد الأسود، خلفهم تراجع الخط الثاني للخلف وومضت التعاويذ الدفاعية بحيث لم يكن وابل النيران المرتدة واضحًا.

“طفلة مسكينة” قال جارود متنهدا حينما مرت العربة بجواره.

يبدو أن رعب العرض سرق القوة حتى من هؤلاء المحاربين الأقوياء.

كنت في الحرب بطريقتي الخاصة وقاتلت وقتلت لكنني لم أر قط مثل هذا الموت العرضي والمروع… حتى في أسوأ أيام إحتلال الألكريان لزيروس لم أواجه شيئًا كهذا.

“تراجعوا!” أمرت ديان مستبدلة نبرة أمرها بصراخ مهووس لكن لم يكن هناك مكان يذهب إليه أي منا.

بعد صفير منخفض تفتحت دماء مشرقة مثل زهرة على صدر جارود، نظرت إلي بدهشة وإرتباك حيث فتح فمه وأغلقه ثم سقط على الأرض.

تصاعد الضباب الأخضر مما تبقى من الجثث وإجتاح الناجين بحيث لم أستطع الإبتعاد عندما بدأت أجسامهم تذوب مثل الشمع، صرخاتهم المحتضرة تغلي بالصفارة والدم حيث إنسلخ وجه ديان المنمش وشعرها المجعد ليكشف عن الجمجمة تحتها قبل أن تنهار.

عندما علمت أنه على حق وقفت منتصبة وبذلت قصارى جهدي لإستعادة قواي، ساعدنا المرأة على إطلاق سراح المتزلجين ثم تقدمت عدة عائلات أخرى لإيجاد أماكن للعائلة الكبيرة للإحتماء وإعادة توزيع البضائع الموجودة في عربتهم التي أصبحت عديمة الفائدة الآن. بإفتراض أننا سنغادر هذا الجبل وجدت نفسي أفكر: ولكن ربما يعني ذلك أنه لا يزال لديهم بعض الأمل وإلا فلماذا أهتم؟.

إندفع المتزلجون الذين يسحبون العربة الأمامية فوق بعضهم البعض للعودة والإبتعاد نازعين أحزمتهم وخدشوا مقعد السائق مما أدى إلى تمزيق جد كاشيري إلى أشلاء، عندما أصاب الضباب العربة لم أعد قادرة على مشاهدة ما يحدث أو الشعور بقلبي بسبب الخدر المقزز الذي يسيطر على ذهني وجسدي، فجأة أمسك بي جارود وسحبني للخلف بعيدًا عن الضباب بينما يلتهم العربتين الثانية والثالثة في الصف أيضًا، كل شيء يصرخ حتى الجبل إنقلب رأسًا على عقب وكأنه يحاول أن يقذفنا في السماء…

إندفع المتزلجون الذين يسحبون العربة الأمامية فوق بعضهم البعض للعودة والإبتعاد نازعين أحزمتهم وخدشوا مقعد السائق مما أدى إلى تمزيق جد كاشيري إلى أشلاء، عندما أصاب الضباب العربة لم أعد قادرة على مشاهدة ما يحدث أو الشعور بقلبي بسبب الخدر المقزز الذي يسيطر على ذهني وجسدي، فجأة أمسك بي جارود وسحبني للخلف بعيدًا عن الضباب بينما يلتهم العربتين الثانية والثالثة في الصف أيضًا، كل شيء يصرخ حتى الجبل إنقلب رأسًا على عقب وكأنه يحاول أن يقذفنا في السماء…

سقطت على ركبتي وتقيأت في التراب.

عندما مدت يدها نحو وجهي جفلت بعيدًا لكنها أسرع مني حيث شبكت أصابعها حول خدي “إذهبي يا طفلة وهدئي شعبك ثم إشرحي ما هو المطلوب منهم وتأكدي من أنهم يفهمون أن إستمرار وجودهم هو أمر في أيديهم”.

كنت في الحرب بطريقتي الخاصة وقاتلت وقتلت لكنني لم أر قط مثل هذا الموت العرضي والمروع… حتى في أسوأ أيام إحتلال الألكريان لزيروس لم أواجه شيئًا كهذا.

 

“ألقي تعويذة أخرى وستموت” قالت إحدى الشخصيات وصوتها كصوت إمرأة.

‘تسعة من هذه القوى’ فكرت في فزع ‘كيف يكون هذا الشيء ممكنا حتى؟’.

شاهدتها بإرتجاف تهبط وسط مذبحة هجومهم والضباب يتلاشى حولها بشعر أسود نفاث وعيون حمراء… وقرون.

“من يتحدث نيابة عنكم؟”.

إعتقدت أن كلمة فريترا ليس لها معنى إلا جزئيًا حتى تلك اللحظة.

فوقنا تشبث المتزلجان بالجبل وعربة نصف مدمرة تتدلى تحتهما، بقي السائق مستلقيًا في التراب على بعد عشرة أقدام يعالج مرفقه المصاب بكدمات شديدة ويلعن وحوش المانا.

“إحمل سلاحك وستموت” تابعت قائلة بينما تخطو نحو حفنة من المغامرين الذين ما زالوا يتنفسون “أهرب وستموت…. إستفزني وستموت” توقفت أمامي ونظرتها القرمزية تجتاح مقدمة القافلة.

حبست أنفاسي بينما إنطلقت وابل من التعاويذ في الهواء ولم تجد هدفها.

سمعت صوتها ينزل على سفح الجبل مرددا صدى مكننا من سماعها حتى من على بعد نصف ميل.

“ما تقوله” أكدت “تعال دعنا نمنع هؤلاء المساكين من التدافع على سفح الجبل”.

“من يتحدث نيابة عنكم؟”.

الطيف سيقتلني وقد رأيت ذلك بوضوح كما رأيت التنانين في السماء لكنني ميتة منذ اللحظة التي أسقط فيها تانر وجناح النصل…

“أنا… أفعل” قلت بصوت ضعيف على الرغم من أن ذلك لم يكن صحيحًا بالمعنى الدقيق للكلمة “على ما أعتقد…” مكافحة مسحت يدي الملطختين بالتراب ووقفت “هذا ليس… نحن فقط نساعد الناس على الإنتقال إلى المدن الباقية هذا كل ما في الأمر نحن لا ننقل أي شيء ذي قيمة… بإستثناء حياة البشر”.

فوقنا تشبث المتزلجان بالجبل وعربة نصف مدمرة تتدلى تحتهما، بقي السائق مستلقيًا في التراب على بعد عشرة أقدام يعالج مرفقه المصاب بكدمات شديدة ويلعن وحوش المانا.

إبتسمت المرأة بتعبير قاسي على وجهها الحاد “جيد لأن هذا هو بالضبط ما نحتاجه الآن” قالت من فوق كتفها “راست توجه إلى مؤخرة القافلة وتأكد من ألا يتحلى أحد بالشجاعة”.

بدأ المغامرون بالفعل في تشكيل الصفوف فبعضهم يستحضر الدروع حول اللاجئين والبعض الآخر يهتف تعويذات هجومية لشن هجوم مضاد على أي شخص يقترب، يمكننا جميعًا أن نشعر بقوة توقيعات المانا غير المخفية وقد رأيت بالفعل النظرات اليائسة التي يتم تبادلها بين حراسنا وسمعت إرتعاش أصواتهم.

أصيب راست بحروق شديدة وفقد معظم ذراعه لكنه لم يبد أي علامة خارجية على الألم عندما أومأ برأسه متفهمًا وطار على الطريق.

سمعت الحراس ينادون فأدرت أذني في إتجاههم.

“فارج أعطِ السيادي إلى رينزي وساعدني في الإستعدادات” تابعت بعينيها الثاقبتين اللتين تتجهان نحو السماء.

أومأت برأسي ورفعت حقيبتي على ظهري مستمرة في السير على الطريق الذي إستوى ثم إنحنى حول واد واسع في سفح الجبل.

هبط رجل ثان بجانبها له وجه ضيق وحاد وذقن طويلة منحنية بقرون قصيرة بارزة من كل صدغ فوق عينيه الصغيرتين بينما يحمل فوق كتفه شكلاً منبطحًا.

عندما إبتعدت عن عربته التي ربما في منتصف طريق خط العربات والأشخاص الذين يسيرون على الأقدام وهم يتسلقون سفح الجبل إهتزت الأرض تحت قدمي.

إقترب من المرأة وتحدث بنبرة منخفضة بالكاد أستطيع أن أفهمها “هل أنت متأكدة من أن هذه هي أفضل فكرة بيرهاتا؟ نستطيع…”.

“ليس أنت لا ينبغي لي أن…” تحدثت بشكل غير مريح بنصف ضحك ونصف بكاء.

كشفت عن أسنانها في وجهه وأسكتته “في الوقت الحالي لدينا السيادي ولكن لا يوجد إعوجاج تيمبوس بما أنه مع سيثين، نحن بحاجة إلى إرسال إشارة وهذه الوحدات الديكاثية توفر لنا الغطاء في حالة وجود… صحبة” تحول تركيزها نحوي “يتسارع نبضك لكلماتي وكأنها تعني لك الأمل” كشفت عن أنيابها الطويلة وإنحنت على مقربة مني “اعلم أنك إذا نجوت من هذا فسيكون ذلك لأنك فعلت بالضبط ما قلته وسيكون ذلك لأنني أنقذتك لذا لا تبحثي عن أمل من خارج نفسك هل تفهمين؟”.

أصابعي أصبحت بيضاء حول لحم جارود الميت.

إبتلعت لعابي في حلقي وأومأت برأسي.

إلتوت معدتي مع إقتراب توقيع الأطياف ونيتهم ​​تضربني مثل السوط.

عندما مدت يدها نحو وجهي جفلت بعيدًا لكنها أسرع مني حيث شبكت أصابعها حول خدي “إذهبي يا طفلة وهدئي شعبك ثم إشرحي ما هو المطلوب منهم وتأكدي من أنهم يفهمون أن إستمرار وجودهم هو أمر في أيديهم”.

بدا أن نسيمًا خفيفًا تحول ضد الريح الباردة القادمة من الشرق والتي تهب حول جارود فقط.

أعطتني دفعة ناعمة عندما أطلقت سراحي وكدت أسقط إلى الوراء.

“تعالي هناك الكثير من الناس هنا يتطلعون إلينا للحصول على نوع من القيادة”.

“ليليا هل أنتِ…” أمسك جارود بذراعي ليثبتني ثم إستخدم كمه لمسح بقعة القيء العالق بشفتي وهمس “ماذا سنفعل؟”.

بشكل أعمى تلمست يدي حتى أغلقت حول ذراع جارود الذي يبرد بالفعل.

“ما تقوله” أكدت “تعال دعنا نمنع هؤلاء المساكين من التدافع على سفح الجبل”.

كنت في الحرب بطريقتي الخاصة وقاتلت وقتلت لكنني لم أر قط مثل هذا الموت العرضي والمروع… حتى في أسوأ أيام إحتلال الألكريان لزيروس لم أواجه شيئًا كهذا.

على الرغم من كلماتي الواثقة لجارود عندما بدأنا في شق طريقنا على طول قافلتنا والتحدث إلى عائلة تلو الأخرى لم أستطع إلا أن أشعر بالإحتيال في محاولاتي لنشر الهدوء، بعد كل شيء ألم أقف متجمدة بينما يتم إعدام مجرد طفلة عرضًا بسبب قسوتهم والآن أقفز لتنفيذ أمر المرأة بيرهاتا…

تصاعد الضباب الأخضر مما تبقى من الجثث وإجتاح الناجين بحيث لم أستطع الإبتعاد عندما بدأت أجسامهم تذوب مثل الشمع، صرخاتهم المحتضرة تغلي بالصفارة والدم حيث إنسلخ وجه ديان المنمش وشعرها المجعد ليكشف عن الجمجمة تحتها قبل أن تنهار.

ربما من المفيد أن السحرة الأربعة الأقوياء يطيرون ويلقون التعويذات فهالاتهم العقابية مثل ثقل عاصفة رعدية قادمة، معظم الأشخاص الذين تحت رعايتنا خائفين جدًا من فعل أي شيء بإستثناء ما قيل لهم بالضبط… مثلي.

إستحضرت جدارًا آخر إلى جانبهم مما منعهم من الإنحراف إلى أقصى اليمين والهبوط من المنحدر المميت.

***

“من يتحدث نيابة عنكم؟”.

“فقط إبق مع عائلتك وحافظ على هدوئك” قلت لرجل في منتصف العمر ظل أطفاله الستة يئنون من داخل عربتهم حيث تحركت الثيران الأربع التي تسحب العربة الكبيرة لكنه أمسكهم بقوة “أنا واثقة من أنهم عندما يحصلون على ما يريدون سوف يتركوننا وشأننا”.

عندما إبتعدت عن عربته التي ربما في منتصف طريق خط العربات والأشخاص الذين يسيرون على الأقدام وهم يتسلقون سفح الجبل إهتزت الأرض تحت قدمي.

إبتسمت وكرهت نفسي لذلك.

من المفارقات أن عددًا قليلاً من الموجودين في القافلة هم أشخاص ساعدناهم على الهروب من المدن في البداية، لم يتمكنوا من المخاطرة بالقيام برحلة العودة بمفردهم وإنتظروا بدلاً من ذلك شهورًا للحصول على المساعدة، سيعود بعضهم إلى زيروس وبلاك باند لكن لم يكن لدى البعض الآخر منازل أو عائلات أو حياة ليعودوا إليها، مع عدم وجود أمل خاص بهم هم بحاجة إلى شخص ما ليتدخل ويساعدهم على إشعال الأمل من جديد، دفعت صخرة صغيرة بإصبع قدمي وشاهدتها ترتد إلى أسفل الجبل شديد الإنحدار بطقطقة متكررة تحت السحق المستمر لعجلات العربة وأصوات العديد من الأشخاص سواء البشر أو وحوش المانا.

‘هل كنت أكذب على الرجل؟’ لم يكن لدي أي وسيلة لمعرفة ذلك وهذا حطم قلبي.

“ما تقوله” أكدت “تعال دعنا نمنع هؤلاء المساكين من التدافع على سفح الجبل”.

عندما إبتعدت عن عربته التي ربما في منتصف طريق خط العربات والأشخاص الذين يسيرون على الأقدام وهم يتسلقون سفح الجبل إهتزت الأرض تحت قدمي.

“أنا… أفعل” قلت بصوت ضعيف على الرغم من أن ذلك لم يكن صحيحًا بالمعنى الدقيق للكلمة “على ما أعتقد…” مكافحة مسحت يدي الملطختين بالتراب ووقفت “هذا ليس… نحن فقط نساعد الناس على الإنتقال إلى المدن الباقية هذا كل ما في الأمر نحن لا ننقل أي شيء ذي قيمة… بإستثناء حياة البشر”.

تحطم الحجر في مكان ما عميقًا تحتنا.

“فقط إبق مع عائلتك وحافظ على هدوئك” قلت لرجل في منتصف العمر ظل أطفاله الستة يئنون من داخل عربتهم حيث تحركت الثيران الأربع التي تسحب العربة الكبيرة لكنه أمسكهم بقوة “أنا واثقة من أنهم عندما يحصلون على ما يريدون سوف يتركوننا وشأننا”.

شهقت عندما إصطدم كاحلي بصخرة وإندفعت الثيران الأربعة نحو الجزء الخلفي من العربة الصغيرة التي أمامهم، لعن الأب في ذعر وهز زمام العربة بلا جدوى بينما أطفاله يصرخون من خلف القماش السميك الذي يغطي عربتهم، خفض الثيران رؤوسهم وإصطدموا بمؤخرة العربة مما أدى إلى تحطم الخشب ودفعه نحو حافة الطريق، صرخت المرأة الوحيدة في العربة في مفاجأة ورعب وهسهس المتزلجون محاولين الصعود إلى سفح الجبل وسحب العربة المكسورة خلفهم.

“بالتأكيد” أجبت مقلبة التفاحة التي بين يدي على نحو غائب “من الصعب عدم القيام بذلك حتى عندما أعلم أن ذلك لن يساعد في أي شيء” ترددت ثم قابلت عين جارود “ما الذي يدور في ذهنك؟”.

أثارت السحالي المنزعجة رعب الثيران أكثر حيث إنحرفت الوحوش يمينًا للإلتفاف حول العربة الأصغر وأخذتهم – والعائلة التي يجرونها – نحو حافة الطريق والمنحدر الحاد أسفل الجبل.

شهقت عندما إصطدم كاحلي بصخرة وإندفعت الثيران الأربعة نحو الجزء الخلفي من العربة الصغيرة التي أمامهم، لعن الأب في ذعر وهز زمام العربة بلا جدوى بينما أطفاله يصرخون من خلف القماش السميك الذي يغطي عربتهم، خفض الثيران رؤوسهم وإصطدموا بمؤخرة العربة مما أدى إلى تحطم الخشب ودفعه نحو حافة الطريق، صرخت المرأة الوحيدة في العربة في مفاجأة ورعب وهسهس المتزلجون محاولين الصعود إلى سفح الجبل وسحب العربة المكسورة خلفهم.

عندما وصلت أمسكت بالمانا المحدودة الخاصة بالمياه في الغلاف الجوي وقمت بتكثيفها في جدار قبل أن يسقط الثيران على الجانب، إصطدمت الثيران بالجدار وأجبرهم على السير بشكل مستقيم ليبقيهم على الطريق بينما يتحركون على طول حافته حتى إرتدت العربة عن جدار الماء خلفهم، دفعت كلتا يدي إلى الأمام مرسلة الجدار كموجة عبر الأرض أسفل العربة محولة التراب والحصى إلى وحل كثيف لإيقاف العجلات.

إحمرت خدود جارود وعمل فمه بصمت مكافحا من أجل الرد.

إنزلقت العربة من جانب إلى آخر بينما حاول الثيران شق طريقهم حول العربة التالية في الصف.

بعد أن شعرنا بتحسن قليل واصلنا أنا وجارود السير على طول الطريق وبذلنا قصارى جهدنا لشرح ما يحدث وتقديم العزاء والتوجيه حيثما كانت هناك حاجة إليه، إستغرق الأمر ما يقرب من ساعتين للوصول إلى نهاية القافلة حيث الساحر ذو الذراع الواحدة يراقب الطريق للتأكد من عدم محاولة أحد الإلتفاف والفرار، في هذه الأثناء إستمر الجبل في الإهتزاز مثل بركان على وشك الإنفجار ولم يقدم لنا خاطفونا أي تفسير إضافي.

إستحضرت جدارًا آخر إلى جانبهم مما منعهم من الإنحراف إلى أقصى اليمين والهبوط من المنحدر المميت.

هناك تمزق صغير في قميصه وتحته ثقب نظيف في لحمه حيث تجمع الدم.

من الواضح ما الذي سيحدث إذا حولت الوحوش الهاربة قافلتنا إلى تدافع كامل.

ظل جارود صامتًا لكنه إحتفظ بوجه شجاع من أجل أولئك الذين مروا في القوافل.

جمعت أكبر قدر ممكن من القوة خلف جدار الماء وقمت بتكثيفه في منجل مسقطتا النصل السائل عبر الحزام الذي يربطهم بالعربة، تشقق الخشب والجلد وصرخت الثيران في ذعر ثم قفزت من الطريق في إنسجام تام أسفل سفح الجبل شديد الإنحدار.

“أنا… أعرف…” وقف منتصبًا وشد وجهه بينما يحاول التحكم في تنفسه.

نظرت بعيدًا غير قادرة على تحمل المنظر الذي أعقب ذلك.

أطلقت إمرأة سمينة الجسم ترتدي ملابس زاهية الألوان صفيرًا أثناء مرورها بنا في عربتها الصغيرة التي يجرها طائر كبير يكاد يكون لامعًا مثل صاحبته.

إستقرت العربة على مسافة بعيدة عن الطريق ولا يزال صراخ الأطفال المذعورين لاهثين يصدر من داخلها، بقيت عجلاتها عالقة في الوحل الكثيف مستقرة في تلك اللحظة لكنني لم أضيع أي وقت في الإندفاع إلى مؤخرة العربة وتمزيق الغطاء القماشي، حدقت ستة وجوه شاحبة بينما والدهم يكافح للوصول إليهم من الجانب الآخر.

سمعت صوتها ينزل على سفح الجبل مرددا صدى مكننا من سماعها حتى من على بعد نصف ميل.

“تعالوا أخرجوا… أخرجوا!” حثهم ولوح لهم.

أطلقت إمرأة سمينة الجسم ترتدي ملابس زاهية الألوان صفيرًا أثناء مرورها بنا في عربتها الصغيرة التي يجرها طائر كبير يكاد يكون لامعًا مثل صاحبته.

أمسكت فتاتان أكبر سناً بأشقائهما الأصغر بين ذراعيهما وأسرعتا نحوي، سارع الإثنان الآخران للهروب من الأمام وقام والدهما بسحبهما عبر الفتحة.

“ربما سيتركوننا نذهب الآن” قال جارود بأمل “إذا حصلوا على ما يريدون فلا يوجد سبب لإيذائنا أليس كذلك؟”.

رغم ذلك تغير الوزن حيث إنزلقت العربة جانبًا في الوحل.

لم يكن هناك وقت للتنظيم ولم نتمكن من الإلتفاف أو الركض أو الإختباء فقد إختفت المسافة من الطريق إلى التلال حيث ظهر جناح النصل بينما إنقضت علينا الأشكال في ما بدا وكأنه ثوانٍ.

أمسكت بالطفلين الأولين وسحبتهما إلى بر الأمان لكن عندما وصلت إلى الزوج الثاني إنزلقت العربة مرة أخرى وصرخت الطفلة الأكبر منزلقة بينما الأرضية الخشبية تترنح تحتها، هبت عاصفة من الرياح على الجانب العريض من العربة ودفعتها نحوي مرة أخرى حيث إندفعت الفتاة فأمسكتها ورفعتها من سطح العربة إلى الأرض الصلبة.

عندما أخذتها ساعدني على الوقوف.

ركض جارود للأعلى وقام بتوجيه عاصفة الرياح ليدفع العربة ببطء إلى الطريق.

“هل تشعرين بذلك؟” سأل عندما توقف ونظر نحو الغرب مستخدماً يده لحماية عينيه من الشمس.

فوقنا تشبث المتزلجان بالجبل وعربة نصف مدمرة تتدلى تحتهما، بقي السائق مستلقيًا في التراب على بعد عشرة أقدام يعالج مرفقه المصاب بكدمات شديدة ويلعن وحوش المانا.

بعد أن شعر جارود بالإحراج ضحك بسخرية “بالحديث عن إنقاذ حياتي أعتقد أن الذي يتسلق قمة التلال هناك هو تانر هل ترينه؟، من كان يظن أنني سأنتهي بالعمل جنبًا إلى جنب مع أجنحة النصل مرة أخرى أليس كذلك؟ أقسم أنني مازلت أعاني من كوابيس بشأن فيلكور…”.

إقتربت هالة قاتلة ونظرت لأعلى لأرى فريترا راست ذو الذراع الواحدة يهبط في وسطنا وبحدق ببطء بعينيه العدائيتين “حافظي على شعبك في الطابور يا فتاة”.

بعد دقيقة تنحنح قائلا “هل فكرت يومًا في… الماضي؟ مثل أكاديمية زيروس وكيف كانت ستكون الحياة لو لم يهاجم الألكريان؟”.

تغلب عليّ غضبي وقلقي لذا وقفت أمام العائلة المنكمشة ونظرت إليه بشراسة “مهما كان ما تفعله يبدو وكأنه سوف يسقط الجبل معنا! تعويذاتك أخافت بعض وحوش المانا وهؤلاء الناس تقريبًا…”.

“أنا… أعرف…” وقف منتصبًا وشد وجهه بينما يحاول التحكم في تنفسه.

إختنقت من كلماتي بينما نية القتل تلتف حول حلقي مثل قبضة مخالب حتى أن عيناي جحظتا وخدشت رقبتي لكنني لم أستطع التنفس.

بشكل أعمى تلمست يدي حتى أغلقت حول ذراع جارود الذي يبرد بالفعل.

إقترب الألكريان “لا تظني أن حاجتنا إليك كبيرة لدرجة تجعلنا على إستعداد لتحمل عدم إحترامنا يا فتاة، ربما تكون بقية هذه المجموعة المثيرة للشفقة أكثر مرونة إذا قمت بنشر أحشائك من أحد أطراف القافلة إلى الطرف الآخر؟”.

وببطء شديد توجهت برأسي نحو المكان الذي حلقت فيه الأطياف فوقنا… لم يكونوا حتى ينظرون…

“من فضلك هذا يكفي!” صرخ جارود وركض إلى جانبي “نحن نفهم حسنا؟”.

الوافدون الخمسة الجدد جميعهم ذوو قرون وعيون حمراء تمامًا مثل بيرهاتا ورفاقها وكل واحد منهم على الأقل بقوة ساحر ذو نواة بيضاء…

نظر راست إلى جارود بإزدراء ثم طار في الهواء لتتراجع هالته معه.

عندما لم تلوح لي أخرجت شيئًا من حقيبتي وألقيته لها، شاهدته وهو يطير في الهواء ويهبط على المقعد المجاور لها بتعبير خال.

غرقت على ركبتي والدموع تنهمر على خدي ثم أخذت نفسًا متسارعًا.

“إحمل سلاحك وستموت” تابعت قائلة بينما تخطو نحو حفنة من المغامرين الذين ما زالوا يتنفسون “أهرب وستموت…. إستفزني وستموت” توقفت أمامي ونظرتها القرمزية تجتاح مقدمة القافلة.

“غبي…” شهقت وحركت رأسي لأمسح دموعي بغضب.

“ألقي تعويذة أخرى وستموت” قالت إحدى الشخصيات وصوتها كصوت إمرأة.

“لقد قيل لي ذلك كثيرا” قال جارود الراكع بجانبي.

على الرغم من أنني أعلم أنه يتحدث بطريقة بلاغية إلا أنني أجبت على أي حال “لا يوجد مكان يذهب إليه هؤلاء الأشخاص في شمال سابين ففالدن ومارلو وإلكشاير – لا يمكنهم دعمهم، رغم ذلك فإن القرى الزراعية الواقعة بين زيروس وبلاك باند بها مساحة كما أنه لا توجد أي طرق عبر الغابة الكثيفة والمستنقعية بين مدينة مارلو وزيروس”.

“ليس أنت لا ينبغي لي أن…” تحدثت بشكل غير مريح بنصف ضحك ونصف بكاء.

أصابعي أصبحت بيضاء حول لحم جارود الميت.

“لا يهم” أكد وهو يمد لي يده.

“إحمل سلاحك وستموت” تابعت قائلة بينما تخطو نحو حفنة من المغامرين الذين ما زالوا يتنفسون “أهرب وستموت…. إستفزني وستموت” توقفت أمامي ونظرتها القرمزية تجتاح مقدمة القافلة.

عندما أخذتها ساعدني على الوقوف.

نظرت بعيدًا غير قادرة على تحمل المنظر الذي أعقب ذلك.

“تعالي هناك الكثير من الناس هنا يتطلعون إلينا للحصول على نوع من القيادة”.

“لقد قيل لي ذلك كثيرا” قال جارود الراكع بجانبي.

عندما علمت أنه على حق وقفت منتصبة وبذلت قصارى جهدي لإستعادة قواي، ساعدنا المرأة على إطلاق سراح المتزلجين ثم تقدمت عدة عائلات أخرى لإيجاد أماكن للعائلة الكبيرة للإحتماء وإعادة توزيع البضائع الموجودة في عربتهم التي أصبحت عديمة الفائدة الآن. بإفتراض أننا سنغادر هذا الجبل وجدت نفسي أفكر: ولكن ربما يعني ذلك أنه لا يزال لديهم بعض الأمل وإلا فلماذا أهتم؟.

“من فضلك هذا يكفي!” صرخ جارود وركض إلى جانبي “نحن نفهم حسنا؟”.

بعد أن شعرنا بتحسن قليل واصلنا أنا وجارود السير على طول الطريق وبذلنا قصارى جهدنا لشرح ما يحدث وتقديم العزاء والتوجيه حيثما كانت هناك حاجة إليه، إستغرق الأمر ما يقرب من ساعتين للوصول إلى نهاية القافلة حيث الساحر ذو الذراع الواحدة يراقب الطريق للتأكد من عدم محاولة أحد الإلتفاف والفرار، في هذه الأثناء إستمر الجبل في الإهتزاز مثل بركان على وشك الإنفجار ولم يقدم لنا خاطفونا أي تفسير إضافي.

ركض جارود للأعلى وقام بتوجيه عاصفة الرياح ليدفع العربة ببطء إلى الطريق.

بدأت ريح مريرة تهب على سفح الجبل مما أدى إلى برودة الهواء حتى إنسحب معظم الناس إلى عربات مغطاة للتجمع حول القطع الأثرية الدافئة أو أشعلوا النيران ونصبوا الخيام على قاعدة الجرف الذي يحد الطريق، مع عباءتي المشدودة حول كتفي إبتعدت عن العربة الأخيرة في قافلتنا وبدأت في طريقي إلى أعلى الجبل مع جارود.

عندما مدت يدها نحو وجهي جفلت بعيدًا لكنها أسرع مني حيث شبكت أصابعها حول خدي “إذهبي يا طفلة وهدئي شعبك ثم إشرحي ما هو المطلوب منهم وتأكدي من أنهم يفهمون أن إستمرار وجودهم هو أمر في أيديهم”.

“هل تشعرين بذلك؟” سأل عندما توقف ونظر نحو الغرب مستخدماً يده لحماية عينيه من الشمس.

***

“مستحيل…” تنفست والكلمة ليست أكثر من مجرد أنين.

إبتلعت لعابي بشدة وثبت نفسي لما يجب أن أفعله.

إقتربت توقيعات مانا بنفس قوة توقيعات السحرة الألكريان الذين أخذونا أسرى بسرعة، في غضون لحظات تمكنت من رؤية مجموعة من خمسة أشكال تنطلق بسرعة عبر الهواء نحونا.

***

نهضت بيرهاتا وفارج لمقابلتهما.

وببطء شديد توجهت برأسي نحو المكان الذي حلقت فيه الأطياف فوقنا… لم يكونوا حتى ينظرون…

الوافدون الخمسة الجدد جميعهم ذوو قرون وعيون حمراء تمامًا مثل بيرهاتا ورفاقها وكل واحد منهم على الأقل بقوة ساحر ذو نواة بيضاء…

–+–

‘تسعة من هذه القوى’ فكرت في فزع ‘كيف يكون هذا الشيء ممكنا حتى؟’.

‘تسعة من هذه القوى’ فكرت في فزع ‘كيف يكون هذا الشيء ممكنا حتى؟’.

“ربما سيتركوننا نذهب الآن” قال جارود بأمل “إذا حصلوا على ما يريدون فلا يوجد سبب لإيذائنا أليس كذلك؟”.

أصيب راست بحروق شديدة وفقد معظم ذراعه لكنه لم يبد أي علامة خارجية على الألم عندما أومأ برأسه متفهمًا وطار على الطريق.

لم أستطع أن أتفق معه لأن ذهني معلق بالزلزال الذي هز الجبل خلال الساعتين الماضيتين.

رغم ذلك تغير الوزن حيث إنزلقت العربة جانبًا في الوحل.

“ربما أستطيع أن أفهم ما يقولونه…” تمتم جارود بينما يلقي تعويذة.

شعرت بالدموع تتجمع خلف عيني فأغمضتهما بسرعة.

بدا أن نسيمًا خفيفًا تحول ضد الريح الباردة القادمة من الشرق والتي تهب حول جارود فقط.

تبلور الجليد الأسود حول أقدام مدافعينا في الخطوط الأمامية وتكثف في أشواك مندفعا للأعلى ومخترقا المانا والدروع ثم اللحم والعظام بسهولة، سمعت تمزق الأوتار كسر العظام حيث صرخ الرجال والنساء ثم صمتوا عندما أصبحت أشكالهم الجسدية المألوفة فوضى حمراء ممزقة تلطخ الجليد الأسود، خلفهم تراجع الخط الثاني للخلف وومضت التعاويذ الدفاعية بحيث لم يكن وابل النيران المرتدة واضحًا.

“إنهم الأطياف… أعتقد أن هذا هو الإسم الذي يطلقونه على أنفسهم… من هم الأطياف؟… ذلك الرجل الذي قبضوا عليه هو صاحب السيادة مهما كان معنى ذلك… إنهم ينتظرون أحد أجهزة النقل الآني الخاصة بهم لكن هؤلاء الوافدين الجدد – إنهم يستجيبون لنوع من الإشارة التي أرسلتها بيرهاتا – ليس لديهم جهاز… إنهم يتجادلون الآن ولا….اللعنة…”.

إنبعث هدير منخفض من حلقه ونظر إليّ بغضب “صمتا لا تقولي شيئًا تحت ألم الموت”.

بعد صفير منخفض تفتحت دماء مشرقة مثل زهرة على صدر جارود، نظرت إلي بدهشة وإرتباك حيث فتح فمه وأغلقه ثم سقط على الأرض.

“ليليا هل أنتِ…” أمسك جارود بذراعي ليثبتني ثم إستخدم كمه لمسح بقعة القيء العالق بشفتي وهمس “ماذا سنفعل؟”.

في مكان ما بدا الصراخ وكأنه إنذار بعيد حيث أصبح موحلًا بسبب دقات نبضي في أذني.

“مستحيل…” تنفست والكلمة ليست أكثر من مجرد أنين.

“جارود…؟” سقطت إلى جانبه وضغطت يدي على صدره.

إستحضرت جدارًا آخر إلى جانبهم مما منعهم من الإنحراف إلى أقصى اليمين والهبوط من المنحدر المميت.

هناك تمزق صغير في قميصه وتحته ثقب نظيف في لحمه حيث تجمع الدم.

تبلور الجليد الأسود حول أقدام مدافعينا في الخطوط الأمامية وتكثف في أشواك مندفعا للأعلى ومخترقا المانا والدروع ثم اللحم والعظام بسهولة، سمعت تمزق الأوتار كسر العظام حيث صرخ الرجال والنساء ثم صمتوا عندما أصبحت أشكالهم الجسدية المألوفة فوضى حمراء ممزقة تلطخ الجليد الأسود، خلفهم تراجع الخط الثاني للخلف وومضت التعاويذ الدفاعية بحيث لم يكن وابل النيران المرتدة واضحًا.

وصلت يده إلى خدي ولطخت وجهي بالدم ثم تراجعت ببطء إلى جانبه حيث خرج أنين مؤلم من شفتيه ثم أصبح ساكنًا والضوء يتلاشى من عينيه.

نهضت بيرهاتا وفارج لمقابلتهما.

كل ما أمكنني فعله هو التحديق برعب في جسد صديقي.

“ما لا يقل عن نصف ساعة حتى تصل العربات الأخيرة إلى هنا ولكن يجب علينا جميعا أن نتأقلم بشكل مريح في هذه المساحة المسطحة”.

وببطء شديد توجهت برأسي نحو المكان الذي حلقت فيه الأطياف فوقنا… لم يكونوا حتى ينظرون…

حدق في وجهي حينها أدركت فجأة أنه على الرغم من أنني محاطة بالناس إلا أنني وحيدة تمامًا، عرفت بعض المغامرين الذين يحرسوننا لكنهم لم يكونوا أصدقائي وقد مات معظمهم في الهجوم الأولي، جميع الأشخاص الذين كنا نساعد في نقلهم غرباء عني تقريبًا وفي أفضل الأحوال أشخاص وجدتهم وساعدتهم على الهروب من زيروس، أبي وأمي على مسافة طويلة فقد ساعدت فانيسي في تنظيم هذه الرحلة ولم تكن هناك حاجة لحضورها شخصيًا…

ظل الناس يتحركون من حولي ويأتون ليروا فقط ثم يتراجعوا عندما أدركوا أن جارود قد مات بالفعل، لكنني لم أستطع أن أرفع عيني عن الأطياف وهم يطيرون بعيدًا ويهبطون بالقرب من مقدمة عربتنا.

بشكل أعمى تلمست يدي حتى أغلقت حول ذراع جارود الذي يبرد بالفعل.

عندها فقط عادت عيناي المليئتان بالدموع إلى جارود.

كشفت عن أسنانها في وجهه وأسكتته “في الوقت الحالي لدينا السيادي ولكن لا يوجد إعوجاج تيمبوس بما أنه مع سيثين، نحن بحاجة إلى إرسال إشارة وهذه الوحدات الديكاثية توفر لنا الغطاء في حالة وجود… صحبة” تحول تركيزها نحوي “يتسارع نبضك لكلماتي وكأنها تعني لك الأمل” كشفت عن أنيابها الطويلة وإنحنت على مقربة مني “اعلم أنك إذا نجوت من هذا فسيكون ذلك لأنك فعلت بالضبط ما قلته وسيكون ذلك لأنني أنقذتك لذا لا تبحثي عن أمل من خارج نفسك هل تفهمين؟”.

حدق في وجهي حينها أدركت فجأة أنه على الرغم من أنني محاطة بالناس إلا أنني وحيدة تمامًا، عرفت بعض المغامرين الذين يحرسوننا لكنهم لم يكونوا أصدقائي وقد مات معظمهم في الهجوم الأولي، جميع الأشخاص الذين كنا نساعد في نقلهم غرباء عني تقريبًا وفي أفضل الأحوال أشخاص وجدتهم وساعدتهم على الهروب من زيروس، أبي وأمي على مسافة طويلة فقد ساعدت فانيسي في تنظيم هذه الرحلة ولم تكن هناك حاجة لحضورها شخصيًا…

يبدو أن رعب العرض سرق القوة حتى من هؤلاء المحاربين الأقوياء.

كنت وحدي ولم يكن لدي أي فكرة عما يجب فعله بعد ذلك.

إستقرت العربة على مسافة بعيدة عن الطريق ولا يزال صراخ الأطفال المذعورين لاهثين يصدر من داخلها، بقيت عجلاتها عالقة في الوحل الكثيف مستقرة في تلك اللحظة لكنني لم أضيع أي وقت في الإندفاع إلى مؤخرة العربة وتمزيق الغطاء القماشي، حدقت ستة وجوه شاحبة بينما والدهم يكافح للوصول إليهم من الجانب الآخر.

إلتوت معدتي مع إقتراب توقيع الأطياف ونيتهم ​​تضربني مثل السوط.

“من يتحدث نيابة عنكم؟”.

الطيف ذو الذراع الواحدة تقدم في إتجاهنا مرة أخرى بإبتسامة فظيعة منحوتة على وجهه المحترق “قالتها بيرهاتا أليس كذلك؟ ألقي تعويذة وستموت… حمقى كل ما عليكم فعله هو الجلوس ساكنين والصمت”.

شهقت عندما إصطدم كاحلي بصخرة وإندفعت الثيران الأربعة نحو الجزء الخلفي من العربة الصغيرة التي أمامهم، لعن الأب في ذعر وهز زمام العربة بلا جدوى بينما أطفاله يصرخون من خلف القماش السميك الذي يغطي عربتهم، خفض الثيران رؤوسهم وإصطدموا بمؤخرة العربة مما أدى إلى تحطم الخشب ودفعه نحو حافة الطريق، صرخت المرأة الوحيدة في العربة في مفاجأة ورعب وهسهس المتزلجون محاولين الصعود إلى سفح الجبل وسحب العربة المكسورة خلفهم.

لم تكن لدي القوة لتبادل الكلمات مع هذا الشيطان من أسوأ كوابيسي لكنه لم يكن يستمع على أي حال فرأسه مرفوع إلى أعلى وأنفه الغريب والمتقرح يستنشق الهواء مثل الوحش.

“طفلة مسكينة” قال جارود متنهدا حينما مرت العربة بجواره.

إنبعث هدير منخفض من حلقه ونظر إليّ بغضب “صمتا لا تقولي شيئًا تحت ألم الموت”.

هبط رجل ثان بجانبها له وجه ضيق وحاد وذقن طويلة منحنية بقرون قصيرة بارزة من كل صدغ فوق عينيه الصغيرتين بينما يحمل فوق كتفه شكلاً منبطحًا.

واحدًا تلو الآخر شعرت بأن وجود الأطياف يختفي حتى عندما حدقت في راست فقدت كل إدراك لتوقيع المانا الخانق الخاص به.

“من فضلك هذا يكفي!” صرخ جارود وركض إلى جانبي “نحن نفهم حسنا؟”.

في غضون بضعة أنفاس بدا الأمر كما لو أن الأطياف إختفوا .

أومأت برأسي ورفعت حقيبتي على ظهري مستمرة في السير على الطريق الذي إستوى ثم إنحنى حول واد واسع في سفح الجبل.

بشكل أعمى تلمست يدي حتى أغلقت حول ذراع جارود الذي يبرد بالفعل.

“أنا… أفعل” قلت بصوت ضعيف على الرغم من أن ذلك لم يكن صحيحًا بالمعنى الدقيق للكلمة “على ما أعتقد…” مكافحة مسحت يدي الملطختين بالتراب ووقفت “هذا ليس… نحن فقط نساعد الناس على الإنتقال إلى المدن الباقية هذا كل ما في الأمر نحن لا ننقل أي شيء ذي قيمة… بإستثناء حياة البشر”.

‘ما الذي يجري بحق الجحيم؟’.

قفزت من الإثارة وأسرعت لإزالة ورق الشمع حيث إتسعت عيناها وتألقت بالإثارة بينما تضع الكراميل المطاطي في فمها.

أجاب إنبثاق بعيد ولكن يقترب بسرعة على سؤالي.

بعد أن شعرنا بتحسن قليل واصلنا أنا وجارود السير على طول الطريق وبذلنا قصارى جهدنا لشرح ما يحدث وتقديم العزاء والتوجيه حيثما كانت هناك حاجة إليه، إستغرق الأمر ما يقرب من ساعتين للوصول إلى نهاية القافلة حيث الساحر ذو الذراع الواحدة يراقب الطريق للتأكد من عدم محاولة أحد الإلتفاف والفرار، في هذه الأثناء إستمر الجبل في الإهتزاز مثل بركان على وشك الإنفجار ولم يقدم لنا خاطفونا أي تفسير إضافي.

درت بينما أنا راكعة بجوار جسد جارود وحدقت دون أن أفهم في السماء أين ظهرت ثلاثة أشكال مجنحة ضخمة فوق الجبال وطارت نحونا مباشرة.

“ربما أستطيع أن أفهم ما يقولونه…” تمتم جارود بينما يلقي تعويذة.

‘التنين! ثلاثة تنانين!’.

“من فضلك هذا يكفي!” صرخ جارود وركض إلى جانبي “نحن نفهم حسنا؟”.

لاهثة إستوعبت رؤيتهم بفارغ الصبر: كائنان جميلان بلون أبيض بلوري مع حراشف بلون أزرق جليدي في أجنحتهما وأشواك لامعة على طول ظهريهما، يقودهما كائن ثالث أسود مثل منتصف الليل ويغلي بنية القتل على عكس أي شيء كنت أتخيله.

إلتوى جناح النصل بشدة وأصبح طيرانه سريعًا وغير منتظم قبل لحظات فقط من إنطلاق دخان من الضوء الأخضر عبر السماء وضربه من الخلف، خرج فيلكور وتانر عن السيطرة حيث إختفت الصورة الظلية البعيدة لجناح النصل عن الأنظار عندما هبطوا من السماء، ظهرت أربعة شخصيات داكنة بسرعة ومع إقترابهم توسعت نية القتل أمامهم مثل موجة من المانا السوداء الساحقة.

نظرت إلى راست من زاوية عيني بينما التنانين تتباطأ وتتحرك نحو الغرب مستكشفة قافلتنا، لم يكن يراقبني بل يختبئ بجوار عربة وعيناه المحتقنتان بالدم مسلطتان على التنانين.

لم تكن لدي القوة لتبادل الكلمات مع هذا الشيطان من أسوأ كوابيسي لكنه لم يكن يستمع على أي حال فرأسه مرفوع إلى أعلى وأنفه الغريب والمتقرح يستنشق الهواء مثل الوحش.

‘لا’ فكرت يائسة فجأة،

عندما مدت يدها نحو وجهي جفلت بعيدًا لكنها أسرع مني حيث شبكت أصابعها حول خدي “إذهبي يا طفلة وهدئي شعبك ثم إشرحي ما هو المطلوب منهم وتأكدي من أنهم يفهمون أن إستمرار وجودهم هو أمر في أيديهم”.

أصابعي أصبحت بيضاء حول لحم جارود الميت.

“هل تشعرين بذلك؟” سأل عندما توقف ونظر نحو الغرب مستخدماً يده لحماية عينيه من الشمس.

‘سيعتقدون أننا مجرد… نحن ولن يدركوا وجود الأطياف هنا لذا سيغادرون!’.

إستقرت العربة على مسافة بعيدة عن الطريق ولا يزال صراخ الأطفال المذعورين لاهثين يصدر من داخلها، بقيت عجلاتها عالقة في الوحل الكثيف مستقرة في تلك اللحظة لكنني لم أضيع أي وقت في الإندفاع إلى مؤخرة العربة وتمزيق الغطاء القماشي، حدقت ستة وجوه شاحبة بينما والدهم يكافح للوصول إليهم من الجانب الآخر.

إبتلعت لعابي بشدة وثبت نفسي لما يجب أن أفعله.

كنت وحدي ولم يكن لدي أي فكرة عما يجب فعله بعد ذلك.

الطيف سيقتلني وقد رأيت ذلك بوضوح كما رأيت التنانين في السماء لكنني ميتة منذ اللحظة التي أسقط فيها تانر وجناح النصل…

“ربما سيتركوننا نذهب الآن” قال جارود بأمل “إذا حصلوا على ما يريدون فلا يوجد سبب لإيذائنا أليس كذلك؟”.

أخذت نفسًا عميقًا وتجهزت لإلقاء تعويذة.

لم يكن هناك وقت للتنظيم ولم نتمكن من الإلتفاف أو الركض أو الإختباء فقد إختفت المسافة من الطريق إلى التلال حيث ظهر جناح النصل بينما إنقضت علينا الأشكال في ما بدا وكأنه ثوانٍ.

–+–

شعرت بالدموع تتجمع خلف عيني فأغمضتهما بسرعة.

– ترجمة : Ozy.

تصاعد الضباب الأخضر مما تبقى من الجثث وإجتاح الناجين بحيث لم أستطع الإبتعاد عندما بدأت أجسامهم تذوب مثل الشمع، صرخاتهم المحتضرة تغلي بالصفارة والدم حيث إنسلخ وجه ديان المنمش وشعرها المجعد ليكشف عن الجمجمة تحتها قبل أن تنهار.

مدعوم من قبل: Youssef Ahmed

إبتسمت وكرهت نفسي لذلك.

 

أطلقت إمرأة سمينة الجسم ترتدي ملابس زاهية الألوان صفيرًا أثناء مرورها بنا في عربتها الصغيرة التي يجرها طائر كبير يكاد يكون لامعًا مثل صاحبته.

كل ما أمكنني فعله هو التحديق برعب في جسد صديقي.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط