الخطيئة 19

الأطفال

19. الأطفال

الصدفة خير من ألف ميعاد

بدأ النزال وبدأت شفق بصد ضربات نبيل بكل ما أوتيت من قوة كانت ضرباته سريعة وذات عزم تالياً قامت هي بتوجيه سهام جليدية نحو نبيل الذي تراجع للخلف بعد أن تجاوز ضرباتها حرك يديه بطريقة دائرية معلناً أنه على وشك استخدام قوته السحرية تراجع فريقه بلحظة لخلفه
قامت شفق باستخدام سحر الأرض حيث غطت كل المكان المحيط بفريقها بواسطة جدار عندما فجأة ظهرت كرات حجرية كبيرة من الأرض وجهها نبيل نحو الجدار تالياً ظهرت سيوف ضوئية وجهها نحو فريق الغرباء بعد أن هدَّ جدارهم
لم يكن للفريق مكان يهربون إليه اخترقت السيوف نسخ الظل التي ظن الجميع أنها فريق الغرباء أدرك نبيل أنها خدعة عندما وجد تالياً سيفاً موجهاً لرقبته من الخلف وأعلن انسحاب فريقه
انتهت المباراة وأعلن فوز فريق الغرباء توجه نبيل تالياً نحو تجمع فريق الغرباء وقال:
لم أتوقع أن لديكم ساحر ظل
شفق: نعم لدينا سياف
نبيل: سمعت عن كونه لا يستخف بكم
نظرت له شفق تابع:
أنتم فريق ذكي فعلاً لم يخطر ببالي أن تقوموا بالإلتفاف حولنا من دون أن ندرك ذلك
شفق بابتسامة: هذا ما حصل
غادر نبيل تالياً بعد أن قال: سررت لنزالنا إياكم
بعد مغادرته قال سياف: متى اتقنت سحر التخفي ذاك
شفق كنت أتدرب عليه منذ مدة أنا الآن قادرة على إخفاء أي شيء أريده بمجرد التركيز عليه
ريان: تحسنت مهاراتك بشكل ملحوظ تستحقين جائزة
شفق بابتسامة: لا داعي لذلك يكفي أننا فزنا في أول نزال وبطل هذا النزال سياف
اتجهوا تالياً نحو بناء اللجنة المنظمة حيث عرفوا أنه سيتوجب عليهم نزال فريق يدعى عيون الصقر
وأن نزالهم قد قرر غداً
عادوا للمكان الذي كانوا قد خيموا فيه كانوا على وشك الاحتفال عندما قاطعهم صوت لينا كانت تصرخ: شفق.. شفق..
استدارت شفق ونظرت للينا التي بدا الذعر عليها والقلق واضحين أكملت:
شفق لقد اختفى أخي الصغير سهيل
شفق التي شعرت بالقلق: متى
لينا: منذ ساعة
نظرت شفق للفريق وقالت: علينا التفرق والعثور عليه
بدأوا رحلة البحث في المدينة حيث تفرقوا لكن دون جدوى أنتهى الليل وحل الصباح والفريق لم ينم لساعة
بينما كانت شفق تبحث في السوق كانت قادرة على سماع صوت تلك الكائنات وفهم لغتها حيث سمعت همساً: سنأخذ الأطفال وسنعطيهم للسيد سيكون مسروراً منا
بدأت شفق بتتبع الصوت فالوحوش كانت متنكرة تغطي وجوهها بقناع ما ويرتدون رداءً أسود طويل
لحقت شفق بهم
حان وقت النزال اجتمع فريق الغرباء ودخلوا وقفا في الساحة بانتظار شفق التي تأخرت
ملَّ قائد فريق عيون الصقر من الانتظار لذلك قال: يبدو أن قائدكم قد هرب
زياد: لا هي فقط تأخرت
ريان: ربما حصل معها شيء ما.
الحكم: إن لم تكن هنا خلال دقائق ستخسرون
هبة: ليس من عادتها التأخر
سياف: هذا مقلق حقاً
مضى ربع ساعة
الحكم: انتهى الوقت الفائز هو فريق عيون الصقر
تقدم جمال نحوهم وقال: من الواضح أن قائدتكم جبانة وإلا لما كانت قد هربت
سياف: اسحب كلامك بالتأكيد لديها سببها للتأخر
جمال: وبسبب تأخرها ذاك خسرتم
نعود لشفق
كانت ما تزال تمشي خلف تلك الكائنات الذين وقفا أمام مبنى مهجور كان السحر الأسود يشع منه وبقوة سحر مشؤوم ينذر بخطر كبير
سمعت شفق صوت طفل يبكي قادم من جهة ما لذلك اختبأت خلف أحد الجدران
اختلست النظر لتشاهد اثنين من الكائنات يحملون الطفل الذي فجأة قد توقف عن البكاء كما لو أن تعويذة ألقت عليه
تسللت شفق لداخل المبنى واستخدمت قدرتها على الاختفاء لتجد العشرات من الأطفال الفاقدين للوعي داخل المبنى
سمعت صوت الكائنات سيكونون قربان جيد لسيدنا لن يكون طفل الخطيئة قادراً على مواجهته هذه المرة أبداً
هذا ما تهامست به الكائنات
خرجت شفق من المبنى مسرعة أرادت طلب النجدة لمساعدة الأطفال مشت بعيداً عن المبنى لكنها لم تبتعد كثيراً عندما رأت جاد
اتجهت نحوه وقف جندي أمامه وقال: سيدي اختفى الكثير من الأطفال الآن لكننا لم نعثر لهم على أثر
صرخت شفق: سيد جاد
نظر جاد لها وقال: أنت هنا لقد أقلقت الجميع أين كنت
شفق: الأطفال أعرف مكانهم من فضلك اتبعني
جاد الذي تغيرت ملامح للجادة قال: أين؟
شفق: هم موجودون في أحد المنازل المهجورة القريبة من هنا لكن تلك الوحوش تحيط بالمكان
جاد: هل أنت متأكدة
شفق: أجل
تبعها جاد تالياً لذاك المنزل كان قادراً على الشعور بالهالة السوداء التي تحيط به
أدرك وجود الكائنات رفع يده تالياً لأعلى رفع سبابته وأطلق سهم أحمر نحو السماء باستخدام السحر
ظهر الحراس الملكين تالياً
جاد: سيد ضياء هنالك تجمع للكائنات هنا
السيد ضياء الذي كان يقف خلف جاد: نعم ويبدو أنهم يستعدون للرحيل
شفق: سيدي هنالك عشرات الأطفال في الداخل لقد تسللت للمنزل ورأيتهم
السيد ضياء: هذا أنت! أليس من المفترض أنه لديك نزال الآن
جاد: انتهى النزال وأعلنوا فوز الفريق الآخر.. ماذا سنفعل من أجل الأطفال
شفق: أنا قادرة على جعل أي شيء يختفي بمجرد التركيز عليه
السيد ضياء: سحر الاختفاء حسناً.. جيد يمكننا الدخول وحماية الأطفال إذاً من داخل المنزل وسنعمل على إخراجهم.. تلك الكائنات لن تتوقع ذلك.. حسناً ستدخلين معنا
أومأت شفق رأسها بالموافقة
جمع سيد ضياء جنوده وأخبرهم بالخطة
تالياً دخل الجنود متخفين للمنزل وصلوا للأطفال قاموا بحملهم
بينما كان آخر جندي يقوم بحمل آخر طفل دخل كائن الذي لاحظ اختفاء الأطفال فقد قامت شفق بإخفائهم
سمعت شفق صوت همس الكائنات تالياً التي أحاطت بالمكان
صرخت شفق: أجروا للخارج تلك الكائنات تريد قتلكم
همَّ الجنود بالجري خرج آخر جندي من المنزل عندما فجأة بدأ الأطفال يتحركون بطريقة غريبة فقد تمت السيطرة على عقولهم وبدأوا بمهاجمة جنود الحراس الملكيين الذين أبعدوا الأطفال عنهم
ظهرت خلفهم تلك الكائنات الذين أزالوا الأقنعة وظهر وجوههم التي لا ملامح فيها لا أعين ولا أنوف ولا غيرها
تراجعت شفق للخلف وبدأ الرعب يتسلل لقبها مجدداً كانت قادرة على سماع همس الوحوش:
اقتل دمر.. شتت
حتى أن الأطفال بدأوا ينطقون تلك الكلمات لكن بلغتهم
وقفت شفق السماء مكانها فقد تذكرت تلك السيدة بدأت تهمس يكفي… لا تقتلوها
انذرفت الدموع من عينيها
كان جاد يراقب دخل جنود السحر باشتباك مع الوحوش والأطفال المسيطر عليهم من قبل تلك الكائنات
أصيب عدد كبير من جنود الحراس الملكيين
أمر السيد ضياء بتراجع الجنود كانت شفق لا تزال واقفة مكانها
عندما رأت الطفل سهيل أخو لينا تذكرت بسمة تلك الطفلة التي شكرتها صرخت: يكفي
في تلك اللحظة لمع خنجرها الصدء وتحول لسيف وسطه جوهرة
لمع السيف.. في اللحظة التالية اختفت الكائنات وسقط الأطفال على الأرض
جثت شفق السماء التي كانت تحاول أخذ شهيق على ركبتيها
وقف جاد أمامها وقال: من أين لك بهذا السيف أنت بالتأكيد لم تسرقيه..