نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الشطرنج الأبدي 15

معرفة !

معرفة !

تجاهل مارلين جزئية عدم قدرتي على التنظيف ، بإعتبارها شيئاً غير مهم . و بعد إعطائي عدة توجيهات بشأن المنزل و الغرف ، قال :” آراي ، بإمكانك العيش لدي مؤقتاً لست أعوام . كـ شيطان فأنت مكروهٌ من القدر ، أعتقد أنك تدرك مدى ذلك بعد هذه الحادثة . لكن لا حاجة إلى القلق ، طيلة هذه الست أعوام ، لن يأتي أي عضوٍ من نظام القدر لدي مطلقاً . و حتى لو حصل ذلك ، فأنا أملك طُرقي للتعامل معهم .”

 

 

” إحتاج مصاصوا الدماء البشر كمصدر غذاء لهم ، و كألعاب أيضاً . إستخدم سُكان السماء البشر كعينات للتجارب ، فقد كانت لديهم مرونة عالية تجاه المانا بعد كُل شيء . بينما كان التنانين يحتاجونهم في الأشغال البسيطة ؛ كانوا ماشيةً لديهم .”

” بالمقابل كتلميذي فعليك الأداء بواجباتك خلال هذه المدة .”

شعرت بالحيرة .

 

 

” حسناً .”

 

 

 

أومأ مارلين لي ، و لوح بيده .

” هو الوحش الذي تسبب بنهاية حكم التنانين للعالم ، الوحش الشرير الذي وضع منجلاً على رقبة العالم . كان قد عُرف بعدة ألقاب ؛ تنين النهاية ، كارثة العالم ، الثقب الأسود و أهمها هو…”

 

 

” بإمكانك الإنصراف ، أعتقد أنك متعبٌ للغاية . خذ قسطاً من الراحة ليومين ، و في حالة كُنت جائعاً فلا حاجة إلى إعلامي ؛ سيصلك الطعام بطريقةٍ ما .”” أوه ، بعد يومين سنناقش حالة جسدك الفريدة و سنأخذ أول درسٍ لك ، إرتح جيداً حتى ذلك الحين .”

” في الحقبة الأولى ، إستطاع البشر إستغلال الكوارث التي سببها التنين الآثم ديفوريكس في العالم ، و صنع أول حضارة بشرية في التاريخ بعد الإستقلال عن بقية الأعراق . كانت هذه الحضارة هي حضارة فاراخ . سرعان ما صنعوا أول نواة مانا في الوجود . بذلك تمكّن البشر لأول مرةٍ في التاريخ من إستخدام المانا .”” سرعان ما تطوروا بسرعة خلال خمسة آلاف عام أو نحو ذلك . في الأثناء عاث التنين الآثم خراباً و فساداً في العالم . التفاصيل مجهولة و ضائعة ، لكن في النهاية رفقة ملك التنانين الذهبي الأقدم ، ختم القديسُ الأول الأسطوري ديفوريكس .”

 

همم ؟ أنا أتساءل حقاً – ما هذه الأشياء ؟ أوه ، يبدو أنها أرواح على ما أعتقد؟

بدا و كأنني قد أصبحت تلميذه رغماً عني . و لسببٍ أجهله .

تجاهل مارلين جزئية عدم قدرتي على التنظيف ، بإعتبارها شيئاً غير مهم . و بعد إعطائي عدة توجيهات بشأن المنزل و الغرف ، قال :” آراي ، بإمكانك العيش لدي مؤقتاً لست أعوام . كـ شيطان فأنت مكروهٌ من القدر ، أعتقد أنك تدرك مدى ذلك بعد هذه الحادثة . لكن لا حاجة إلى القلق ، طيلة هذه الست أعوام ، لن يأتي أي عضوٍ من نظام القدر لدي مطلقاً . و حتى لو حصل ذلك ، فأنا أملك طُرقي للتعامل معهم .”

 

 

عندما وصلت إلى الغرفة المخصصة لي ، إنفجرت المشاعر التي كُنت أصارع لقمعها طِوال اليوم .

 

 

أومأت و أخرجت الجريموري خاصتي . كان أبيضاً مقدساً . فتحت الصفحة الأساسية ، ثم أظهرتها له .

” اللعنة ! ”

‘ إذاً يُمكن العبث بها ؟ ظننت ذلك ، إحساسي لم يكُن مخطئاً .’

 

 

بدأت بلكم و تحطيم كُل ما وقع على أنظاري ، لم أهتم بأي شيء و إستمررت فقط بالضرب و التحطيم و التكسير حتى خارت قواي تماماً .

 

 

” أرى ، لقد أتيت من منطقة نائية بعد كُل شيء . هاه ؟ ريفيٌ جاهل .”

” اللعنة ! اللعنة ! اللعنة ! اللعنة ! اللعنة ! اللعنة ! اللعنة ! اللعنة !!! ”

مثيرٌ للإهتمام ، هل لدى أمي علاقةٌ بالقمر ؟ بدأت بالبحث في ذكرياتي ، ثم خلال دقائق ، إكتشفت شيئاً – في ذلك اليوم الذي أظهرت فيه أمي أعراضها الغريبة لأول مرة – كان القمر مكتملاً .

 

” حسناً .”

” اللعنة على كُل شيء !! اللعنة عليكم جميعاً !! ”

مديت يدي للأمام ، ثم أخرجت شيئاً ما – الجريموري خاصتي . سقطت الكتاب في يدي بينما أُصبت بالذهول .

 

[ لنهرب ! ]

لم أستطع التحكم بنفسي ، سيول مشاعر الغضب و العجز بداخلي قد أصبحت أكبر مما أستطيع تحمله . كرهت كُل شخص و كل شيء .

شحب وجهي على الفور .

 

 

ماذا يحصُل بحق الجحيم ؟

أخرج بلورة أخرى وسلّمها لي .

 

بقدر ما أشعر بالقلق على أمي و أبي ، فالقلق الأكبر لا يزال متجهاً إلى ميزوكي . أنا حقاً لا أريد أن يحصُل لها أي شيء ، هذه الفتاة قد تحملت بما فيه الكفاية . رجاءاً ، لماذا حظها سيءٌ لهذه الدرجة ؟ لماذا حياتُها ملعونةٌ هكذا ؟ هل هي تناسخ للورد الشياطين ؟

” فيردي أنت الآخر…عليك اللعنة ! ”

” بام ! ”

 

” ذلك الشيء ؟ ”

” قطعت ذراعك أولاً لأجل إنقاذي ، و الآن ضحيت بنفسك لأجل إرسالنا بعيداً ؟ تظُن أن فعل ذلك رائعٌ هاه ؟ التضحية بنفسك بإستمرار ، رائع بطوليٌ جداً !”

 

 

 

كُنت غاضباً بالأخص تجاه أشخاصٍ معينين بدأت بالدوس على الأرض بلا وعي .

” بام ! ”

 

كُنت مصدوماً إلى حدٍ ما .

” كيراتوس لافانيت و نظام القدر ، أليس كذلك ؟ سأحرقُكم جميعاً . سأدمركم حتى آخر فرد ، جميعاً ! ”

 

 

 

قُلت مثل هذا الكلمات الكبيرة ، بينما إختبئ حالياً في حجر أحدهم ، محدداً هدفي المستقبلي و عدوي الأكبر .

” في النهاية أخيراً ، أوقفته كاهنة القدر ، الساحرة ذات الرتبة التاسعة . أنهته شخصياً بنفسها و وضعت حداً لطُغيانه و فظائعه ، ثم…” صمت مارلين لمدةٍ وجيزة , و أطلق تنهيدة .”أعلنت للعالم أنه ليس أكثر من شيطانٍ شرير ، وحشٌ ليس من هذا العالم . قتله لكُل أولئك الأشخاص و صنع تلك المذابح ، لحججٍ واهية كالسعي خلف الخلود ما هي سوى أعذار لتغطية ذلك .”في هذه المرحلة ، كان صوت مارلين بارداً كالصقيع في الشتاء مشعرني بالبرودة : ” جميع الشياطين كذلك ، لن يهتموا بما يحدث في العالم أو لسُكانه مقابل تنفيذ أهدافهم الخاصة . مجرد وحوشٍ أنانية وجشعة .”

 

لسوء الحظ ، ليس لدي أي مرآة لأُمعن النظر في وجهي . لكن بحق الجحيم – ماذا يحصُل لي ؟ لا ، مالذي حدث ؟ كدت أنسى ذلك ، لكن ألا أبدو مثل رجل الشطرنج ؟ حالتي مريبةٌ فوق الحد صحيح ؟ كما توقعت ، ذلك الشخص لم يكتفي بإرسالي إلى هذا العالم فحسب . بل قد فعل شيئاً ما لي . خائنٌ لعين ، لم يفي بالصفقة المتبادلة .

بعد الإستمرار في التنفيس عن نفسي لثلاث ساعات ، شعرت بالفراغ و الهدوء . إستلقيت على الأرض ناشراً أطرافي المليئة بالكدمات ، و نظرت إلى السقف . حتى بعد كُل مافعلته من تنفيس ، مشاعر الإحباط و العجز هذه لم تختفي بعد . لقد تخللت في كاملي كياني مثل الجذور . كان قلبي الفارغ يشعر بالألم و الحزن ، شعرت بالرغبة بالصراخ و البكاء لكنني لم أفعل ذلك .

 

 

” لا أعرف شيئاً .”

– أنا لا أملك الحق في هذا .

حسناً .

 

قال مارلين ببرود أثناء النظر إلي :” هنا يُصبح الأمر مثيراً للإهتمام . في أوائل الحقبة الثانية ، عندما كانت آركانا لا تزال في بداياتها . ظهر أول شيطان في التاريخ.”

منذ البداية…حصل كُل هذا بسببي ، لقد كُنت مصباحاً جذب العث إلى داره .

” إحتاج مصاصوا الدماء البشر كمصدر غذاء لهم ، و كألعاب أيضاً . إستخدم سُكان السماء البشر كعينات للتجارب ، فقد كانت لديهم مرونة عالية تجاه المانا بعد كُل شيء . بينما كان التنانين يحتاجونهم في الأشغال البسيطة ؛ كانوا ماشيةً لديهم .”

 

لسوء الحظ ، ليس لدي أي مرآة لأُمعن النظر في وجهي . لكن بحق الجحيم – ماذا يحصُل لي ؟ لا ، مالذي حدث ؟ كدت أنسى ذلك ، لكن ألا أبدو مثل رجل الشطرنج ؟ حالتي مريبةٌ فوق الحد صحيح ؟ كما توقعت ، ذلك الشخص لم يكتفي بإرسالي إلى هذا العالم فحسب . بل قد فعل شيئاً ما لي . خائنٌ لعين ، لم يفي بالصفقة المتبادلة .

أنا لعنة .

 

 

أرى .

هكذا إذن .

 

 

” القتل و الذبح كانا فقط كُل ما يفعله ، تكتلات الدم اللانهائية تلك قد غطت سماء جميع القارات لأشهر وأعوام…أصبحت السماء بلونٍ قرمزي دامي ، و إستمرت على هذه الحال لمدة طويلة . إختلط ذلك اللون الدموي بخيوطٍ بيضاء لا تعد و لاتحصى ، كنوعٍ من الأنسجة الحريرية . عاش العالم في رعب و خوفين مستمرين لمدةٍ طويلة . كان باراسيلوس كابوساً حقيقياً…هل تستطيع تخيل ذلك ؟ ”

هكذا تبدأ الأمور .

” تأملك يومياً في سحرك يزيد من فهمك له .”

 

 

حسب كلام هذا الشخص الغامض – مارلين . فيردي قد فعل شيئاً لا يجب عليه فعله ، و إستخدم قطعةً أثريةً ملعونة ، مضحياً بنفسه لأجل إرسالنا بعيداً . لا أعرف شيئاً عن ما فعله ، لكن مع شخصية فيردي هذه ، فلابد من و أنه قد فعل نفس الشيء مع كُل من كان في القصر .

مثيرٌ للإهتمام ، هل لدى أمي علاقةٌ بالقمر ؟ بدأت بالبحث في ذكرياتي ، ثم خلال دقائق ، إكتشفت شيئاً – في ذلك اليوم الذي أظهرت فيه أمي أعراضها الغريبة لأول مرة – كان القمر مكتملاً .

 

 

بالتالي ، تم إرسال الجميع إلى أماكن مختلفة .

شيطان ؟ أثير إهتمامي على الفور و بدأت بالإستماع بجديةً أكبر . في الواقع ، بهذا قد أستطيع معرفة سبب كونهم مكروهين إلى هذا الحد . مالذي فعله شياطين العالم الآخر الذي عبروا قبلي إلى سكان هذا العالم ؟ إنه لايبدو شيئاً لطيفاً لي . مع ذلك ، مهما حصل فهو ليس من شأني .

 

لم يتوقف مارلين وكأنه لم يظمأ من التحدث طيلة تلك المدة ، ثم بدأ بالإكمال من جديد :” مات باراسيلوس في أوساط الحقبة الثانية ، و في أواخر الحقبة الثانية لسببٍ مجهول حتى الآن ، بدأت آركانا حرباً مع المنظمة التي صنعتها كاهنة القدر – نظام القدر . عُرفت تلك الحرب بالحرب السحرية الأولى ، لسوء الحظ ما حصل بعد ذلك إختفى مع الوقت و لم تعد توجد سوى القليل من السجلات حول الأمر…مع ذلك ، هناك شيءٌ واحد معروف . و الذي نشره نظام القدر للعالم .”

حسب تلك الخريطة ، تم إرسالي إلى المنطقة التي تقع في شرق جنوب القارة الغربية . من هذا أستطيع إستنتاج أن البقية قد نقلوا إلى أماكن أقرب أو أبعد من هذه البقعة .

حسناً .

 

 

لا ، ميزوكي قد نُقلت إلى القارة الشرقية التي تقع في نهاية العالم . بينما نُقلت أمي إلى ما هو أبعد من ذلك – القمر . هذا يعني أن البقية قد نُقلوا إلى أي مكانٍ مُحتمل في هذا العالم الواسع .

” هؤلاء هم قاطنوا القارة الشرقية – الشياطين .”

 

 

مع ذلك ، لماذا بالذات تم نقلي إلى هُنا ؟ ميزوكي قد نُقلت إلى القارة الشرقية لسببٍ أو لآخر . هذا منطقي ، فتلك القارة هي أصل أمي . لكن لماذا أُرسلت إلى هُنا ؟ أمام منزل هذا الشخص الملعون ؟ أنا أكرهه بالفعل ، و لا أريد حتى تصديق أنني قد نُقلت بعشوائيةٍ إلى المنطقة بالقرب من منزله .

” ساحر جريموري .”

 

 

لأن ميزوكي و أمي قد نُقلا إلى مكانين ملائِمين غالباً ، فهذا يعني أن سحر الفضاء المستخدم ليس بعشوائي .

 

 

 

أنا قلق .

 

 

 

صدري يضيق بإستمرار ، هل ميزوكي بخير ؟ يُمكنها إستخدام ذراعيها لكن ليس إلى حد القتال بها ، ناهيك عن هذا – ساقاها لا تزال مكسورتان . هي لن تستطيع المشي بدون العربة .

 

 

عدّل جلسته فوق المقعد ، و بدأ مارلين بالسرد بصوتٍ هادئ :” بدأ تاريخ هذا العالم في الحقبة الأولى ، منذ ما يُساوي 40 ألف عام . ما قبل ذلك ، تم إعتباره و دراسته كعصور ما قبل التاريخ . في ذلك الوقت ، كانت القارة لا تزال موحدة – قارةٌ وحيدة عظيمة شملت كُل الأعراق و الأنواع . و في القارة العظيمة ، كان يوجد جنسٌ واحد مسيطر بقوة لا مثيل لها ، و جبروت و غطرسة ملئا العالم .”

تخيلت مشهداً لـ ميزوكي في غابةٍ ممتلئة بالوحوش ، و هي تحاول إجبار نفسها على إستخدام يديها للبحث عن غصنٍ بالكاد للقتال به .

لم أستطع التحكم بنفسي ، سيول مشاعر الغضب و العجز بداخلي قد أصبحت أكبر مما أستطيع تحمله . كرهت كُل شخص و كل شيء .

 

 

شحب وجهي على الفور .

 

 

 

توقف ، لاتفكر بهذه السيناريوهات .

” بام ! ”

 

 

بقدر ما أشعر بالقلق على أمي و أبي ، فالقلق الأكبر لا يزال متجهاً إلى ميزوكي . أنا حقاً لا أريد أن يحصُل لها أي شيء ، هذه الفتاة قد تحملت بما فيه الكفاية . رجاءاً ، لماذا حظها سيءٌ لهذه الدرجة ؟ لماذا حياتُها ملعونةٌ هكذا ؟ هل هي تناسخ للورد الشياطين ؟

 

 

 

حسناً .

 

 

 

تنهدت .

نظر مارلين إلى الجريموري للحظات ثم هز كتفيه .

 

بقدر ما أشعر بالقلق على أمي و أبي ، فالقلق الأكبر لا يزال متجهاً إلى ميزوكي . أنا حقاً لا أريد أن يحصُل لها أي شيء ، هذه الفتاة قد تحملت بما فيه الكفاية . رجاءاً ، لماذا حظها سيءٌ لهذه الدرجة ؟ لماذا حياتُها ملعونةٌ هكذا ؟ هل هي تناسخ للورد الشياطين ؟

أمي .

 

 

 

كيفما نظرت إليها ، أليست غامضةً للغاية ؟ أولاً ، تلك المسافة ‘ الكبيرة ‘ بين القارة الشرقية و جُزر آرتيميس . ثم نومها الطويل و خسارتُها لذكرياتها ، يلي ذلك إخطاء مرسوم القدر و الشبح الأسود الغامض ، و عدة أشياء أخرى . ثم الآن – القمر !

 

 

 

مثيرٌ للإهتمام ، هل لدى أمي علاقةٌ بالقمر ؟ بدأت بالبحث في ذكرياتي ، ثم خلال دقائق ، إكتشفت شيئاً – في ذلك اليوم الذي أظهرت فيه أمي أعراضها الغريبة لأول مرة – كان القمر مكتملاً .

 

 

 

نعم ، كان البدر يسطُع عليها من نوافذ الرواق حين حصلت تلك الأمور .

يبدو لي ، أنه حتى من بين الشياطين . فأمي هي شخصٌ مميز ، شيءٌ مثل ‘ شيطان عال الرتبة ‘ ، وإلا لماذا أرسلوا شخصاً قوياً جداً مثل كيراتوس ؟ كيف تمكنت من الهرب من القارة الشرقية ؟

 

مالذي حصل ؟

لو لم يكُن لكونها في القمر الآن ، لإعتبرت هذا شيئاً عادياً . لكن الآن أنا متشكك – ما علاقتُها بالقمر ؟ ما خطب قمر هذا العالم ؟

 

 

 

يبدو لي ، أنه حتى من بين الشياطين . فأمي هي شخصٌ مميز ، شيءٌ مثل ‘ شيطان عال الرتبة ‘ ، وإلا لماذا أرسلوا شخصاً قوياً جداً مثل كيراتوس ؟ كيف تمكنت من الهرب من القارة الشرقية ؟

 

 

كُنت غاضباً بالأخص تجاه أشخاصٍ معينين بدأت بالدوس على الأرض بلا وعي .

لكن ما علاقة الشياطين بالقمر ؟ مثيرٌ للشّكّ ، هل القمر هو شيٌ مثل ‘ عالم الشياطين الأصلي ‘ ؟ إذا كان الأمر كذلك ، فما علاقة هذا بألوان القمر الثلاثة ؟ بعنوان ‘ القمر الجديد ‘ في التقويم التاريخي ؟

” أرني دائرتك السحرية من جديد .”

 

 

كانت لدي العديد من الأسئلة ، ولم أعلم من أين علي البدأ .

’ هذه هي ! ’

 

 

الآن ، لنأتي إلى الموضوع الأخير – فيردي .

” إلى أي قسمٍ تنتمي ؟ ”

 

 

أنا آسف .

 

 

 

كُنت لئيماً للغاية تجاه هذا الشخص ، رغم أنه تصرف بطبيعية . مثل والدٍ قلق .

 

 

 

‘ على الرجل تحمل مسؤولياته .’

 

 

” لماذا ذلك ؟ ألم يُوجد سحرٌ آنذاك ؟ ألا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم ؟ ”

حتى النهاية ، فيردي لم يخُن كلماته التي قالها لي . كان حقاً مثالاً يُحتذى به ؛ رجلاً حقيقياً .

 

 

 

[ هاهاهاها ، هل كنتم تسمعون ذلك يا رفاق ؟ ]

– أنا لا أملك الحق في هذا .

 

’ هذه هي ! ’

[ هذا البشري مضحكٌ للغاية ! لكنه وسيمٌ أيضاً .]

همم ؟

 

” كيراتوس لافانيت و نظام القدر ، أليس كذلك ؟ سأحرقُكم جميعاً . سأدمركم حتى آخر فرد ، جميعاً ! ”

” همم ؟ ”

 

 

 

نظرت إلى إحدى زوايا الغُرفة ، و التي صدرت منها هذه الضوضاء التي بدت مثل الكلام الغير مسموع . بدأت بالسير إلى ذلك الإتجاه .

حسناً .

 

بينما أطلق جريموري الشمس هالةً دافئةً مثل ضوء الشمس ، لم يُشعرني الجريموري الحالي سوى بالبرودة – البرودة الصادرة من أعماقي

[ اللعنة ، يا رفاق ! لنهرب !! إنه قادم .]

” بام ! ”

 

نظر مارلين إلى الجريموري للحظات ثم هز كتفيه .

[ الهرب ؟ هذا مزعجٌ للغاية . هو لا يستطيع رؤيتنا على أي حال ، فلماذا نُتعب أنفسنا بالهرب ؟ ]

 

 

 

[ هذا صحيح ! كيويو ، أنت حذرٌ للغاية ! ]

أرى ، هل كان فيردي أحمقاً ؟ نعم ، لقد كان كذلك . بالتفكير في هذا الآن ، كيف عاش هذا الشخص هكذا ؟ إنه محظوظ .

 

أرى .

عامت كرات الضوء الملونة أمامي ، تجاذبت ونفرت من بعضها البعض . بدت مثل كرات الزغب المضيئة .

 

 

عدّل جلسته فوق المقعد ، و بدأ مارلين بالسرد بصوتٍ هادئ :” بدأ تاريخ هذا العالم في الحقبة الأولى ، منذ ما يُساوي 40 ألف عام . ما قبل ذلك ، تم إعتباره و دراسته كعصور ما قبل التاريخ . في ذلك الوقت ، كانت القارة لا تزال موحدة – قارةٌ وحيدة عظيمة شملت كُل الأعراق و الأنواع . و في القارة العظيمة ، كان يوجد جنسٌ واحد مسيطر بقوة لا مثيل لها ، و جبروت و غطرسة ملئا العالم .”

همم ؟ أنا أتساءل حقاً – ما هذه الأشياء ؟ أوه ، يبدو أنها أرواح على ما أعتقد؟

 

 

 

” مهلاً ، هل أنتم أرواح ؟ لم أرى أرواحاً من قبل ، أوه لا ، يوجد ذلك المُستدعى منذ قليل…”

مثيرٌ للإهتمام ، هل لدى أمي علاقةٌ بالقمر ؟ بدأت بالبحث في ذكرياتي ، ثم خلال دقائق ، إكتشفت شيئاً – في ذلك اليوم الذي أظهرت فيه أمي أعراضها الغريبة لأول مرة – كان القمر مكتملاً .

 

” مهلاً ، هل أنتم أرواح ؟ لم أرى أرواحاً من قبل ، أوه لا ، يوجد ذلك المُستدعى منذ قليل…”

صمتت كرات الضوء الصغيرة ، بينما إبتعدت قليلاً عن بعضها .

 

 

 

[ لنهرب ! ]

 

 

” ماذا تعني ؟ أنا- ”

[ نعم لنهرب ! هذا البشري يستطيع رؤيتنا ! ]

 

 

هل هي كالزراعة ؟

[ مستحيل ! كيف ذلك ؟ ]

 

 

 

شعرت بالحيرة .

 

 

 

في النهاية هل كانت هذه أرواحاً أم لا ؟

 

 

همم ، جنسٌ هيمن على العالم ؟ عندما أفكر في الأمر ، أتساءل – هل هم البشر ؟ أستبعد ذلك ، لم أرى من قبل أي سيناريو كان البشر هم فيه المسيطرون قدماً…برزت عدة أسماء في ذهني ، وقلت بتشكك :” التنانين ؟ ”

إستلقيت على السرير ، راغباً بالنوم . لكنني تذكرت شيئاً ما كُنت غافلاً عنه ، ماذا حصل لي ؟

 

 

أمسكت بالمانا ‘ الخارجية ‘ التي دخلت كفي ، بدأت بتسييرها عبر عروقي الخاصة ، ثم وجهتها إلى الجريموري خاصتي ، والذي أخرجته سابقاً .

لسوء الحظ ، ليس لدي أي مرآة لأُمعن النظر في وجهي . لكن بحق الجحيم – ماذا يحصُل لي ؟ لا ، مالذي حدث ؟ كدت أنسى ذلك ، لكن ألا أبدو مثل رجل الشطرنج ؟ حالتي مريبةٌ فوق الحد صحيح ؟ كما توقعت ، ذلك الشخص لم يكتفي بإرسالي إلى هذا العالم فحسب . بل قد فعل شيئاً ما لي . خائنٌ لعين ، لم يفي بالصفقة المتبادلة .

 

 

” مارلين ، كيف أستطيع أن أُصبح أقوى ؟ ”

مديت يدي للأمام ، ثم أخرجت شيئاً ما – الجريموري خاصتي . سقطت الكتاب في يدي بينما أُصبت بالذهول .

همم ؟

 

 

” هاه ؟ ”

عندما وصلت إلى الغرفة المخصصة لي ، إنفجرت المشاعر التي كُنت أصارع لقمعها طِوال اليوم .

 

شعرت بالحذر فجأة ، لماذا كان يسأل عن مثل مثل هذا الشيء الواضح ؟

أيا .

اومأ مارلين وسأل بتتابع :” جيد ، ليست بالمدة البعيدة . في أي رتبةٍ أنت ؟ هل حققت أي إختراق مؤخراً ؟”

 

 

مالذي حصل ؟

هكذا إذن .

 

 

إنه يبدو مختلفاً…للغاية .

 

 

 

الجريموري الذي كان في الأصل كتاباً ذهبياً قديماً ، في وسطه علامة شمسٍ تبدو وكأنها تستطيع إضائة العالم بأكمله . قد تحول إلى كتابٍ أبيض نقي ، بزخارف سوداء شيطانية و قطعة ملك سوداء في الوسط ، وكأنه دستور قوانين سماوي .

 

 

[ هذا البشري مضحكٌ للغاية ! لكنه وسيمٌ أيضاً .]

بينما أطلق جريموري الشمس هالةً دافئةً مثل ضوء الشمس ، لم يُشعرني الجريموري الحالي سوى بالبرودة – البرودة الصادرة من أعماقي

 

 

” لا أعلم ، لقد إختفت هكذا فحسب . لا تُوجد أي سجلات بهذا الشأن أيضاً . إذا كُنت فضولياً فإبحث بنفسك عنه .”

…يا إلهي ، ماذا حدث فجأة ؟

” حسناً .”

 

 

أشياء غريبة و عديدة تحصُل لي ، أكاد لا أستطيع التعامل معهم جميعاً بل و يبدو الآن ، أنه حتى رجل الشطرنج الذي ليس في هذا العالم قد قرر التدخل في اللعبة . فهمت ، هل العبث مع مختارٍ سابق ممتعٌ إلى هذا الحد ؟ بإستخدام معرفتي هذه و النظر في حالتي الآن – يُراودني الشكّ .

 

 

” قطعت ذراعك أولاً لأجل إنقاذي ، و الآن ضحيت بنفسك لأجل إرسالنا بعيداً ؟ تظُن أن فعل ذلك رائعٌ هاه ؟ التضحية بنفسك بإستمرار ، رائع بطوليٌ جداً !”

هل لا أزال الشخصية الرئيسية لقصةٍ ما ؟ القدر يحاول العبث معي من جديد…شعرت بالكآبة . توقف آراي ! أوقف أفكارك عند هذا الحد . محاولة التفكير أكثر في الأمر ، لن يِصيبني سوى بالكآبة المستمرة

كُنت لئيماً للغاية تجاه هذا الشخص ، رغم أنه تصرف بطبيعية . مثل والدٍ قلق .

 

 

سرعان ما تمكنت من الهدوء.

 

 

 

هذا غريب .

 

 

 

ماذا حصل لجسدي ؟ أصبحت هادئاً فجأة ، و نسيت كُل شيءٍ آخر . لم يبقى بداخلي سوى الإهتمام – الفضول بشأن ما حدث لي

 

 

 

أثناء تفكيري في ذلك ، سقطت نائماً بلا وعي . كان جفناي ثقيلان بحيث لم أدرك .

الآن ، لنأتي إلى الموضوع الأخير – فيردي .

 

 

 

 

 

بعد فترةٍ قصيرة ؛ بضع أيام . في الساحة الكبيرة في الطابق الأرضي ، جلس مارلين على مقعده الهزاز . كانت الساحة الفوضوية أنظف قليلاً من السابق ، على الأقل أصبح لون الرخام البرتقالي المائل إلى البني واضحاً .

” حقاً ؟ ” أمال مارلين رأسه وتمتم:” خمس دقائق لمحاولةٍ واحدة ، سرعةٌ بطيئة . مع ذلك…”

 

 

” مارلين ، كيف أستطيع أن أُصبح أقوى ؟ ”

بالتالي ، تم إرسال الجميع إلى أماكن مختلفة .

 

 

” القوة ؟ بالطبع ، من الأكيد أنها ستكون أولى أولوياتك . تبدو صغيراً ، متى أقمت مراسم الإيقاظ خاصتك ؟ ”

أخرج مارلين بلورةً سحرية ، كانت زرقاء تتلائلئ بضوءٍ سماوي . وضعها في كفي ، وقال :” حاول إمتصاصها إلى داخل الجريموري الخاص بك . أنت تعرف على الأقل كيفية فعل ذلك ، صحيح ؟ ”

 

ما هو نظام القدر ؟ ماذا فعل الشياطين ؟ لماذا هُم مكروهون بشدة ؟ لماذا تم عزل القارة الشرقية ؟ ما خطب القمر ؟ يارجل ! كانت لدي العديد من الأسئلة ؛ عددٌ لا يُعد و لا يُحصى .

” منذ أربعة أشهر تقريباً .”

 

 

 

اومأ مارلين وسأل بتتابع :” جيد ، ليست بالمدة البعيدة . في أي رتبةٍ أنت ؟ هل حققت أي إختراق مؤخراً ؟”

 

 

” آركانا قد دُمرت بلا آثر . بقاياها في القارة الغربية و الجنوبية قد إختفتا . لم يبقى فجأةً سوى آثارها . و المتسبب في ذلك ؛ هم حفنة من الآثمين ، مخلوقاتٌ نجسة تحب المذابح و الدم . حمقى يتحدون القدر و يمشون عكس التدفق الطبيعي للأمور .”

شعرت بالحذر فجأة ، لماذا كان يسأل عن مثل مثل هذا الشيء الواضح ؟

” مهلاً مهلاً . هذا لا يُفسر سبب كره الجميع للشياطين ، أليس كذلك ؟ ”

 

 

” في الرتبة الأولى المبكرة ، أصبحت كذلك منذ مدة قريبة .”

لكن ما علاقة الشياطين بالقمر ؟ مثيرٌ للشّكّ ، هل القمر هو شيٌ مثل ‘ عالم الشياطين الأصلي ‘ ؟ إذا كان الأمر كذلك ، فما علاقة هذا بألوان القمر الثلاثة ؟ بعنوان ‘ القمر الجديد ‘ في التقويم التاريخي ؟

 

” إعتقدت ذلك ، أنت حتى لا تعرف شيئاً عن والدتك .”” سنناقش مشكلتك لاحقاً . لكن إستمع جيداً الآن ، درسنا الأول سيكون حول التاريخ . في هذا العالم ، فقط الحمقى من يعيشون بدون معرفة التاريخ .”” التاريخ هو مسار العالم ، جوهر كُل شيء . معرفة التاريخ أهم حتى من تعلم السحر .”

” إلى أي قسمٍ تنتمي ؟ ”

نعم ، بلا شكّ . هُم أقوى عرق ، في الألعاب و في كُل شيءٍ آخر . بجلودهم الصخرية القرمزية ، ومخالبهم المصنوعة من أجود المعادن . عظماء !

 

 

” ساحر جريموري .”

صمت مارلين لثلاث دقائق أخرى قبل أن يجيب مجدداً . ” نعم ، لغة آركانا الحديثة و لغة آركانا القديمة ناشئتان في الأساس من هذه الحضارة . بالإضافة إلى لغة مارلين القديمة و سحر الرؤية …نشأ الكثير من هذه الحضارة و في هذه الحقبة .”” كانت آركانا حضارةً مجيدة ، غالب ما يُستخدم الآن في العالم ؛ بما ضمن العديد من السلطات . قد صُنعوا جميعاً في هذه الحقبة .”

 

هل لا أزال الشخصية الرئيسية لقصةٍ ما ؟ القدر يحاول العبث معي من جديد…شعرت بالكآبة . توقف آراي ! أوقف أفكارك عند هذا الحد . محاولة التفكير أكثر في الأمر ، لن يِصيبني سوى بالكآبة المستمرة

” همم…” صمت مارلين لمدةٍ بسيطة ، ثم قال :” أرني دائرتك الأساسية .”

حتى النهاية ، فيردي لم يخُن كلماته التي قالها لي . كان حقاً مثالاً يُحتذى به ؛ رجلاً حقيقياً .

 

 

” هل بإمكاني الرفض ؟ ”

 

 

 

” أنت قلقٌ بلا داعٍ ، لا إهتمام لدي بالعبث بها .”

لأن ميزوكي و أمي قد نُقلا إلى مكانين ملائِمين غالباً ، فهذا يعني أن سحر الفضاء المستخدم ليس بعشوائي .

 

 

‘ إذاً يُمكن العبث بها ؟ ظننت ذلك ، إحساسي لم يكُن مخطئاً .’

في الواقع ، كُنت صفحةً بيضاء فارغة فيما يتعلق بهذا الشأن . ناهيك عن تاريخ جزر آرتيميس ، أنا لا أعرف أي شيء عن هذا العالم بعد .

 

 

أومأت و أخرجت الجريموري خاصتي . كان أبيضاً مقدساً . فتحت الصفحة الأساسية ، ثم أظهرتها له .

عدّل جلسته فوق المقعد ، و بدأ مارلين بالسرد بصوتٍ هادئ :” بدأ تاريخ هذا العالم في الحقبة الأولى ، منذ ما يُساوي 40 ألف عام . ما قبل ذلك ، تم إعتباره و دراسته كعصور ما قبل التاريخ . في ذلك الوقت ، كانت القارة لا تزال موحدة – قارةٌ وحيدة عظيمة شملت كُل الأعراق و الأنواع . و في القارة العظيمة ، كان يوجد جنسٌ واحد مسيطر بقوة لا مثيل لها ، و جبروت و غطرسة ملئا العالم .”

 

 

” عندما سألت عن كيفية زيادة قوتك ، مالذي عنيته بالضبط ؟ هل تُريد أن تُصبح أقوى بسرعة عبر زيادة رُتبتك ؟ بالتضحية بمستقبلك ؟ لدي عدة طُرق لذلك .”

حتى رغم حديثه كُل هذه المدة ، كان صوته لا يزال كما كان من قبل . هادئاً و خشناً مع الرزانة الباردة – و لا أثر تعب .

 

 

كان هذا خياراً مثيراً للإهتمام ، لكنني هزيت رأسي .

أومأت و أخرجت الجريموري خاصتي . كان أبيضاً مقدساً . فتحت الصفحة الأساسية ، ثم أظهرتها له .

 

 

” لا ، أنا لا أعرف حتى كيفية زيادة رُتبتي بطبيعة . كيف تتم عملية تدريب السحر ؟ ”

 

 

” هاه ؟ ”

هل هي كالزراعة ؟

 

 

” بالمقابل كتلميذي فعليك الأداء بواجباتك خلال هذه المدة .”

” أرى ، أنت بلا أساسيات . هل تعرف مثلث الجريموري الأساسي ؟ قواعد الجريموري الثلاثة ؟ ”

 

 

أخرج بلورة أخرى وسلّمها لي .

همم ؟

” اللعنة ! اللعنة ! اللعنة ! اللعنة ! اللعنة ! اللعنة ! اللعنة ! اللعنة !!! ”

 

هل هي إسمٌ شائع لشيءٍ ما ؟

” لا يبدو أنك تعرف ، ألم يُعلمك والدك هذا ؟ ”

قُلت بإنزعاج :” كان والدي ساحر نواة ، و لم يوجد أحدٌ لتعليمي هذا .”

 

 

قُلت بإنزعاج :” كان والدي ساحر نواة ، و لم يوجد أحدٌ لتعليمي هذا .”

 

 

” إلى أي قسمٍ تنتمي ؟ ”

” أرى ، لقد أتيت من منطقة نائية بعد كُل شيء . هاه ؟ ريفيٌ جاهل .”

” أنت قلقٌ بلا داعٍ ، لا إهتمام لدي بالعبث بها .”

 

[ نعم لنهرب ! هذا البشري يستطيع رؤيتنا ! ]

إشتدت أعصابي لكنني قمعت ذلك .

 

 

 

رسم مارلين مثلثاً على الأرض عبر عصى خشبية لم أعلم من أين أتى بها . لا مهلاً ، كيف يُمكن ذلك في الأساس ؟ هذا ليس قلماً !

 

 

إختفت هكذا فحسب ؟ أي نوعٍ من الأجوبة هو هذا ؟

” تأملك يومياً في سحرك يزيد من فهمك له .”

 

 

” مارلين ، كيف أستطيع أن أُصبح أقوى ؟ ”

” إبقاءك للجريموري الخاص بك في حيز الوجود ، يُساعدك على تجسيد سحرك بشكلٍ أفضل .”

كانت لدي العديد من الأسئلة ، ولم أعلم من أين علي البدأ .

 

هل هي كالزراعة ؟

” إمتصاصك للمانا يصُنع السحر .”

” مهلاً ، هل أنتم أرواح ؟ لم أرى أرواحاً من قبل ، أوه لا ، يوجد ذلك المُستدعى منذ قليل…”

 

همم ؟ عبست . هذا مجرد فائضٌ من المدح ، ماذا فعل بالضبط ليُكره الشياطين ؟ لم أسمع سبباً بعد .

” هذه القواعد الثلاثة ، تُشكل مثلث الجريموري الأساسي . إنها المبدأ الذي على كُل مستخدم سلطةٍ أن يكون عالماً به .” أشار مارلين بعصاه إلى القاعدة الأولى :” كُل قاعدةً في هذه المثلث تضخم الأخرى ، إنها مرتبطون ببعضهم إرتباطاً وثيقاً ؛ زيادة الأول يعني زيادة الأخر .”

 

 

 

” عندما تتأمل في سحرك و تفهمه بشكلٍ جيد ، فستعرف كيفية إظهاره .”

” هو الوحش الذي تسبب بنهاية حكم التنانين للعالم ، الوحش الشرير الذي وضع منجلاً على رقبة العالم . كان قد عُرف بعدة ألقاب ؛ تنين النهاية ، كارثة العالم ، الثقب الأسود و أهمها هو…”

 

 

” إبقاءك للجريموري خاصتك في حيز الوجود على الدوام ، يعطي سحرك شكلاً و هيئة .”

 

 

” تأدب ، كن محترماً . لا تنسى الأخلاق الأساسية في منزلي .”

” إمتصاصُك للمانا من البلورات السحرية ، يعطيك القدرة على إظهار هذا ‘ الشكل ‘ . مما يسمح لك بإستخدام سحرك .”

 

 

في الواقع ، كانت لدي العديد من الأسئلة .

فهمت هذه الجزئية…مع ذلك ، ما علاقة هذا بذاك ؟

 

 

” من هُم برأيك ؟ ”

أخرج مارلين بلورةً سحرية ، كانت زرقاء تتلائلئ بضوءٍ سماوي . وضعها في كفي ، وقال :” حاول إمتصاصها إلى داخل الجريموري الخاص بك . أنت تعرف على الأقل كيفية فعل ذلك ، صحيح ؟ ”

” أرى ، لقد أتيت من منطقة نائية بعد كُل شيء . هاه ؟ ريفيٌ جاهل .”

 

” هيه .” ضحك مارلين ، بدا صوته البارد محتقراً إلى حدٍ ما .” البشر قد كانوا عبيداً للأجناس الأخرى . جنسٌ متعدد الوظائف و الإستخدمات ، بخصوبةٍ عالية بالإضافة إلى كونهم طعاماً شهياً – أين قد تجد عرقاً مفيداً أكثر منهم ؟ “” بإستثناء الجان ، كان مصاصوا الدماء – سكان السماء – و التنانين ، قد إستعبدوا البشر لعصور . حتى الماشية لدى سكان السماء حظوا بمكانةً أكبر منهم ، أتدرك ذلك ؟ ”

” حسناً .”

” لا يبدو أنك تعرف ، ألم يُعلمك والدك هذا ؟ ”

 

 

جلستُ في وضعيةٍ متأملة ، ثم أمسكت بالبلورة بإحكام . أخرجت المانا الخام عبر كفي و سكبتها داخل البلورة السحرية ، تفاعلت البلورة السحرية بالمثل و بدأت المانا بالإختلاط .

نظرت إلى إحدى زوايا الغُرفة ، و التي صدرت منها هذه الضوضاء التي بدت مثل الكلام الغير مسموع . بدأت بالسير إلى ذلك الإتجاه .

 

” اللعنة على كُل شيء !! اللعنة عليكم جميعاً !! ”

أمسكت بالمانا ‘ الخارجية ‘ التي دخلت كفي ، بدأت بتسييرها عبر عروقي الخاصة ، ثم وجهتها إلى الجريموري خاصتي ، والذي أخرجته سابقاً .

هل هي كالزراعة ؟

 

 

إستمررت بفعل ذلك لخمس دقائق ، في النهاية إستنزفت المانا داخل البلورة السحرية و شعرت بالتعب .

” مارلين ، كيف أستطيع أن أُصبح أقوى ؟ ”

 

 

” هل من المفترض أن يحدث شيءٌ الآن ؟ لأنني لا أشعر بأي إختلاف .” إنتابني شعورٌ بالإنزعاج من ذلك . هل فعلت شيئاً عديم الفائدة للتو ؟

حتى رغم حديثه كُل هذه المدة ، كان صوته لا يزال كما كان من قبل . هادئاً و خشناً مع الرزانة الباردة – و لا أثر تعب .

 

 

” حقاً ؟ ” أمال مارلين رأسه وتمتم:” خمس دقائق لمحاولةٍ واحدة ، سرعةٌ بطيئة . مع ذلك…”

 

 

أيا .

” أرني دائرتك السحرية من جديد .”

شيطان ؟ أثير إهتمامي على الفور و بدأت بالإستماع بجديةً أكبر . في الواقع ، بهذا قد أستطيع معرفة سبب كونهم مكروهين إلى هذا الحد . مالذي فعله شياطين العالم الآخر الذي عبروا قبلي إلى سكان هذا العالم ؟ إنه لايبدو شيئاً لطيفاً لي . مع ذلك ، مهما حصل فهو ليس من شأني .

 

” قُلت لا فرق .” قال مارلين :” كلاهُما آثمون يمشون ضد تدفق القدر ، معادون للقدر . الأصل لا يُهم في هذه المرحلة ، بما أنهم أعداء للقدر على أي حال . حماقة فعلية .”” بالتالي هم جميعاً شياطين…أي معادٍ للقدر هو شيطان ، هل فهمت ؟ ”

نظر مارلين إلى الجريموري للحظات ثم هز كتفيه .

 

 

[ هاهاهاها ، هل كنتم تسمعون ذلك يا رفاق ؟ ]

” أنت تعاني من مشكلةِ ما ، ليست لدي أي فكرةٍ الآن . حسناً ، لنرى . حاول مجدداً .”

 

 

 

أخرج بلورة أخرى وسلّمها لي .

 

 

 

في الواقع ، أنا لا أفهم . كيف ذلك ؟

صمتت كرات الضوء الصغيرة ، بينما إبتعدت قليلاً عن بعضها .

 

 

كررت العملية و حاولت إمتصاصها من جديد ، لكن لم يحدث شيء أيضاً .

شعرت ببعض الإحساس بالخطر – كلامه هذا لا يُبشر بالخير .

 

كان هذا مؤلماً .

” لاتستطيع ، هاه ؟ همم ، يبدو أنه…تسك .” نقر مارلين على لسانه ، و صفق بكفيه ، قال :” لايُهم ، هذا لم يكن موضوعنا الأساسي على أي حال .”” للنتقل إلى الأهم – مالذي تعرفه عن التاريخ ؟ ”

 

 

تجاهل مارلين هذه النقطة ، وبدأ سرده من جديد :” من الإقتات على بعض بقايا الحضارة الأولى . بدأت آركانا بالتطور من الصفر ، في البداية لم يكونوا أكثر من تجمع علماء و لصوص أبحاث ، مجرد أرواح ضائعة فضولية تبحث عن الحقيقة…”

اللعنة ، دعنا نكمل هذا الموضوع على الأقل ! يُوجد شيءٌ خاطئٌ يحدث معي .

 

 

‘ لن يظهر سلف البشر الأسطوري الذي أنهى الظلم ، أليس كذلك ؟ سيكون هذا مملاً كدرس تاريخ . ‘ إستمعت بإهتمام . و شعرت بأن عالماً سحرياً بكل هذه الأشياء الرائعة ، كان له تاريخه الخاص المدهش .

مع ذلك ، هذا سؤالٌ أحمق .

[ هذا البشري مضحكٌ للغاية ! لكنه وسيمٌ أيضاً .]

 

 

” لا أعرف شيئاً .”

 

 

كان هذا خياراً مثيراً للإهتمام ، لكنني هزيت رأسي .

في الواقع ، كُنت صفحةً بيضاء فارغة فيما يتعلق بهذا الشأن . ناهيك عن تاريخ جزر آرتيميس ، أنا لا أعرف أي شيء عن هذا العالم بعد .

 

 

[ مستحيل ! كيف ذلك ؟ ]

ما هو نظام القدر ؟ ماذا فعل الشياطين ؟ لماذا هُم مكروهون بشدة ؟ لماذا تم عزل القارة الشرقية ؟ ما خطب القمر ؟ يارجل ! كانت لدي العديد من الأسئلة ؛ عددٌ لا يُعد و لا يُحصى .

 

 

الآن ، لنأتي إلى الموضوع الأخير – فيردي .

” إعتقدت ذلك ، أنت حتى لا تعرف شيئاً عن والدتك .”” سنناقش مشكلتك لاحقاً . لكن إستمع جيداً الآن ، درسنا الأول سيكون حول التاريخ . في هذا العالم ، فقط الحمقى من يعيشون بدون معرفة التاريخ .”” التاريخ هو مسار العالم ، جوهر كُل شيء . معرفة التاريخ أهم حتى من تعلم السحر .”

بينما أطلق جريموري الشمس هالةً دافئةً مثل ضوء الشمس ، لم يُشعرني الجريموري الحالي سوى بالبرودة – البرودة الصادرة من أعماقي

 

 

أرى ، هل كان فيردي أحمقاً ؟ نعم ، لقد كان كذلك . بالتفكير في هذا الآن ، كيف عاش هذا الشخص هكذا ؟ إنه محظوظ .

” صحيح ، لذلك دعني أكمل كلامي وإخرس .”

 

” هاه ؟ ”

عدّل جلسته فوق المقعد ، و بدأ مارلين بالسرد بصوتٍ هادئ :” بدأ تاريخ هذا العالم في الحقبة الأولى ، منذ ما يُساوي 40 ألف عام . ما قبل ذلك ، تم إعتباره و دراسته كعصور ما قبل التاريخ . في ذلك الوقت ، كانت القارة لا تزال موحدة – قارةٌ وحيدة عظيمة شملت كُل الأعراق و الأنواع . و في القارة العظيمة ، كان يوجد جنسٌ واحد مسيطر بقوة لا مثيل لها ، و جبروت و غطرسة ملئا العالم .”

” لاتستطيع ، هاه ؟ همم ، يبدو أنه…تسك .” نقر مارلين على لسانه ، و صفق بكفيه ، قال :” لايُهم ، هذا لم يكن موضوعنا الأساسي على أي حال .”” للنتقل إلى الأهم – مالذي تعرفه عن التاريخ ؟ ”

 

” هاه ؟ ”

” من هُم برأيك ؟ ”

 

 

 

همم ، جنسٌ هيمن على العالم ؟ عندما أفكر في الأمر ، أتساءل – هل هم البشر ؟ أستبعد ذلك ، لم أرى من قبل أي سيناريو كان البشر هم فيه المسيطرون قدماً…برزت عدة أسماء في ذهني ، وقلت بتشكك :” التنانين ؟ ”

 

 

” عندما تتأمل في سحرك و تفهمه بشكلٍ جيد ، فستعرف كيفية إظهاره .”

” صحيح ، لقد كانوا التنانين .”

 

 

 

نعم ، بلا شكّ . هُم أقوى عرق ، في الألعاب و في كُل شيءٍ آخر . بجلودهم الصخرية القرمزية ، ومخالبهم المصنوعة من أجود المعادن . عظماء !

اومأ مارلين وسأل بتتابع :” جيد ، ليست بالمدة البعيدة . في أي رتبةٍ أنت ؟ هل حققت أي إختراق مؤخراً ؟”

 

 

أريد لقاء تنينٍ ذات يوم .

 

 

حتى رغم حديثه كُل هذه المدة ، كان صوته لا يزال كما كان من قبل . هادئاً و خشناً مع الرزانة الباردة – و لا أثر تعب .

سألت :” ماذا عن البشر ؟”

 

 

” أتقول البشر ؟ ”

 

 

شحب وجهي على الفور .

” هيه .” ضحك مارلين ، بدا صوته البارد محتقراً إلى حدٍ ما .” البشر قد كانوا عبيداً للأجناس الأخرى . جنسٌ متعدد الوظائف و الإستخدمات ، بخصوبةٍ عالية بالإضافة إلى كونهم طعاماً شهياً – أين قد تجد عرقاً مفيداً أكثر منهم ؟ “” بإستثناء الجان ، كان مصاصوا الدماء – سكان السماء – و التنانين ، قد إستعبدوا البشر لعصور . حتى الماشية لدى سكان السماء حظوا بمكانةً أكبر منهم ، أتدرك ذلك ؟ ”

 

 

 

” إحتاج مصاصوا الدماء البشر كمصدر غذاء لهم ، و كألعاب أيضاً . إستخدم سُكان السماء البشر كعينات للتجارب ، فقد كانت لديهم مرونة عالية تجاه المانا بعد كُل شيء . بينما كان التنانين يحتاجونهم في الأشغال البسيطة ؛ كانوا ماشيةً لديهم .”

” هاه ؟ ”

 

 

مثيرٌ للإهتمام ، ياله من تاريخٍ إنساني مجيد .

 

 

 

” لماذا ذلك ؟ ألم يُوجد سحرٌ آنذاك ؟ ألا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم ؟ ”

[ هذا البشري مضحكٌ للغاية ! لكنه وسيمٌ أيضاً .]

 

 

” لا .” قال مارلين بهدوء :” في ذلك الوقت كان البشر ضعفاء بشدة . كان السحر محتكراً للتنانين فحسب ، و لم تملك بقية الأعراق سوى بعض فنون المانا الموروثة لهم من أسلافهم . ناهيك عن البشر الذين لم يدركوا وجود المانا حتى ، بل ركزوا فحسب على البقاء أحياء .”

 

 

 

من وصفه – كان هذا العصر قطعاً بدائياً بالكامل .

 

 

إستلقيت على السرير ، راغباً بالنوم . لكنني تذكرت شيئاً ما كُنت غافلاً عنه ، ماذا حصل لي ؟

مثيرٌ للإهتمام ، ألا يعني هذا أنهم تطوروا كثيراً مقارنةً بتلك الأوقات ؟ فكرت في ذلك ، و إكتشفت . كانت توجد العديد من الإختلافات فقط بسماع هذا .

” القوة ؟ بالطبع ، من الأكيد أنها ستكون أولى أولوياتك . تبدو صغيراً ، متى أقمت مراسم الإيقاظ خاصتك ؟ ”

 

هكذا تبدأ الأمور .

عناصر أولية و متقدمة و أساسية ، سلطاتٌ غامضة و شرقٌ مجهول…همم .

لم أستطع التحكم بنفسي ، سيول مشاعر الغضب و العجز بداخلي قد أصبحت أكبر مما أستطيع تحمله . كرهت كُل شخص و كل شيء .

 

أنا آسف .

في الواقع ، كانت لدي العديد من الأسئلة .

ماذا يحصُل بحق الجحيم ؟

 

” قُلت لا فرق .” قال مارلين :” كلاهُما آثمون يمشون ضد تدفق القدر ، معادون للقدر . الأصل لا يُهم في هذه المرحلة ، بما أنهم أعداء للقدر على أي حال . حماقة فعلية .”” بالتالي هم جميعاً شياطين…أي معادٍ للقدر هو شيطان ، هل فهمت ؟ ”

‘ لن يظهر سلف البشر الأسطوري الذي أنهى الظلم ، أليس كذلك ؟ سيكون هذا مملاً كدرس تاريخ . ‘ إستمعت بإهتمام . و شعرت بأن عالماً سحرياً بكل هذه الأشياء الرائعة ، كان له تاريخه الخاص المدهش .

 

 

لسوء الحظ ، ليس لدي أي مرآة لأُمعن النظر في وجهي . لكن بحق الجحيم – ماذا يحصُل لي ؟ لا ، مالذي حدث ؟ كدت أنسى ذلك ، لكن ألا أبدو مثل رجل الشطرنج ؟ حالتي مريبةٌ فوق الحد صحيح ؟ كما توقعت ، ذلك الشخص لم يكتفي بإرسالي إلى هذا العالم فحسب . بل قد فعل شيئاً ما لي . خائنٌ لعين ، لم يفي بالصفقة المتبادلة .

أكمل مارلين بصوته الهادئ البارد :” إستمر التنانين بحكم العالم بهذه الطريقة لعصور عدة ، حتى ولد ذلك ‘ الشيء ‘ .”

مع ذلك ، لماذا بالذات تم نقلي إلى هُنا ؟ ميزوكي قد نُقلت إلى القارة الشرقية لسببٍ أو لآخر . هذا منطقي ، فتلك القارة هي أصل أمي . لكن لماذا أُرسلت إلى هُنا ؟ أمام منزل هذا الشخص الملعون ؟ أنا أكرهه بالفعل ، و لا أريد حتى تصديق أنني قد نُقلت بعشوائيةٍ إلى المنطقة بالقرب من منزله .

 

 

” ذلك الشيء ؟ ”

” في الحقبة الأولى ، إستطاع البشر إستغلال الكوارث التي سببها التنين الآثم ديفوريكس في العالم ، و صنع أول حضارة بشرية في التاريخ بعد الإستقلال عن بقية الأعراق . كانت هذه الحضارة هي حضارة فاراخ . سرعان ما صنعوا أول نواة مانا في الوجود . بذلك تمكّن البشر لأول مرةٍ في التاريخ من إستخدام المانا .”” سرعان ما تطوروا بسرعة خلال خمسة آلاف عام أو نحو ذلك . في الأثناء عاث التنين الآثم خراباً و فساداً في العالم . التفاصيل مجهولة و ضائعة ، لكن في النهاية رفقة ملك التنانين الذهبي الأقدم ، ختم القديسُ الأول الأسطوري ديفوريكس .”

 

 

ياله من إستخدام للكلمات .

مثيرٌ للإهتمام ، هل لدى أمي علاقةٌ بالقمر ؟ بدأت بالبحث في ذكرياتي ، ثم خلال دقائق ، إكتشفت شيئاً – في ذلك اليوم الذي أظهرت فيه أمي أعراضها الغريبة لأول مرة – كان القمر مكتملاً .

 

 

” لقد كان وحشاً .” قال مارلين بصوتٍ رزين و بدا و كأنه قد أصبح أكثر جدية .” خلال مدة بسيطة من ولادته ، أنهى عصر حكم التنانين بنفسه . السجلات مفقودة بهذا الشأن ، لكن يُقال بأنه قد دمر نصف عشائر التنانين العشرة بنفسه . و تصدى لملوكهم وحاربهم حتى فتك بهم .”

 

 

 

” هو الوحش الذي تسبب بنهاية حكم التنانين للعالم ، الوحش الشرير الذي وضع منجلاً على رقبة العالم . كان قد عُرف بعدة ألقاب ؛ تنين النهاية ، كارثة العالم ، الثقب الأسود و أهمها هو…”

 

 

صمتت كرات الضوء الصغيرة ، بينما إبتعدت قليلاً عن بعضها .

” التنين الآثم ديفوريكيس .”

 

 

مثيرٌ للإهتمام ، ياله من تاريخٍ إنساني مجيد .

واو . كُنت مندهشاً ، أولم يكُن هذا تقديماً رهيباً ؟ مخيفٌ و غير واقعي ، يبدو لي مثل القصص التي تُحكى للأطفال قبل نومهم . مع ذلك ، تنينٌ شرير ؟ أي نوعٍ من المؤامرات هي هذه ؟ أما زال هُناك من يستخدم مثل هذا السيناريو؟ تجاهلت شعور الإختناق المجهول في حلقي و سألت :” ماذا حدث بعد ذلك ؟ ”

 

 

 

” في الحقبة الأولى ، إستطاع البشر إستغلال الكوارث التي سببها التنين الآثم ديفوريكس في العالم ، و صنع أول حضارة بشرية في التاريخ بعد الإستقلال عن بقية الأعراق . كانت هذه الحضارة هي حضارة فاراخ . سرعان ما صنعوا أول نواة مانا في الوجود . بذلك تمكّن البشر لأول مرةٍ في التاريخ من إستخدام المانا .”” سرعان ما تطوروا بسرعة خلال خمسة آلاف عام أو نحو ذلك . في الأثناء عاث التنين الآثم خراباً و فساداً في العالم . التفاصيل مجهولة و ضائعة ، لكن في النهاية رفقة ملك التنانين الذهبي الأقدم ، ختم القديسُ الأول الأسطوري ديفوريكس .”

عامت كرات الضوء الملونة أمامي ، تجاذبت ونفرت من بعضها البعض . بدت مثل كرات الزغب المضيئة .

 

 

قال مارلين بخفة .” منذ الحقبة الأولى و حتى الآن ، مازال ذلك الختم موجوداً في هاوية الظلام في القارة المركزية ، أو ربما هذه مجرد حكايةٍ قديمة . لا أحد يعلم .”

 

 

 

قبل أن أسأل مصدوماً ، أكمل مارلين سرده بلا توقف :”مع مرور الوقت ، إختفت الحضارة البشرية الأولى ؛ حضارة فاراخ لأسبابٍ غامضة ، بهذه الطريقة أسدل الستار عن أول حقبةٍ بشرية تاريخية مسجلة .” “بعد مدة ، بدأت الحقبة الثانية . و ظهرت ثاني حضارةٍ بشرية في القارة الغربية و الجنوبية ، كانت هذه الحضارة تعرف بإسم آركانا .”

 

 

 

” إنتظر ! ماذا حصل لحضارة فاراخ ؟” لم أسمح لمارلين بالإستمرار وقاطعته هذه المرة . ماخطب هذا التسرع ؟ رويدك!

 

 

” عندما سألت عن كيفية زيادة قوتك ، مالذي عنيته بالضبط ؟ هل تُريد أن تُصبح أقوى بسرعة عبر زيادة رُتبتك ؟ بالتضحية بمستقبلك ؟ لدي عدة طُرق لذلك .”

صمت مارلين لثلاث دقائق قبل أن يجيب .

أنا آسف .

 

 

” لا أعلم ، لقد إختفت هكذا فحسب . لا تُوجد أي سجلات بهذا الشأن أيضاً . إذا كُنت فضولياً فإبحث بنفسك عنه .”

” بام ! ”

 

أكمل مارلين هذه المرة بإنزعاجٍ واضح في صوته :” منذ قدومه لأول مرة ، سعى باراسيلوس إلى هدفٍ مجنون و غير واقعي . ألا وهو الخلود ! دائماً ما كرر و فعل كُل شيءٍ يستطيع فعله لأجل الوصول إلى هذا الهدف . حتى شجرة العالم – يغدراسيل الخاصة بعرق الجان قد تضررت كثيراً منه . عاش باراسيلوس لمدةٍ تساوي 6 آلاف عام ، و أفنى كُل جهوده أثناء ذلك للوصول للخلود .في النهاية طفح كيله و يأس من هدفه . ثم قرر التمادي أخيراً و إرتكاب مجازر عشوائية بحق جميع البشر .”

إختفت هكذا فحسب ؟ أي نوعٍ من الأجوبة هو هذا ؟

 

 

 

تجاهل مارلين هذه النقطة ، وبدأ سرده من جديد :” من الإقتات على بعض بقايا الحضارة الأولى . بدأت آركانا بالتطور من الصفر ، في البداية لم يكونوا أكثر من تجمع علماء و لصوص أبحاث ، مجرد أرواح ضائعة فضولية تبحث عن الحقيقة…”

” عندما وصل هوينهايم إلى ذروته ، أعلن للعالم أنه لم يعد فون هوينهايم ، بل باراسيلوس . معنى هذه الكلمة في لغة آركانا القديمة هي ‘ الرقم واحد على مر العصور ‘ و…”

 

” قطعت ذراعك أولاً لأجل إنقاذي ، و الآن ضحيت بنفسك لأجل إرسالنا بعيداً ؟ تظُن أن فعل ذلك رائعٌ هاه ؟ التضحية بنفسك بإستمرار ، رائع بطوليٌ جداً !”

آركانا .

 

 

 

أسمع هذه الكلمة كثيراً منذ قدومي إلى هذا العالم .

تنهدت .

 

صمت مارلين لثلاث دقائق قبل أن يجيب .

هل هي إسمٌ شائع لشيءٍ ما ؟

 

 

” صحيح ، لقد كانوا التنانين .”

” هل لآركانا علاقةٌ بلغة آركانا القديمة ؟”

 

 

 

صمت مارلين لثلاث دقائق أخرى قبل أن يجيب مجدداً . ” نعم ، لغة آركانا الحديثة و لغة آركانا القديمة ناشئتان في الأساس من هذه الحضارة . بالإضافة إلى لغة مارلين القديمة و سحر الرؤية …نشأ الكثير من هذه الحضارة و في هذه الحقبة .”” كانت آركانا حضارةً مجيدة ، غالب ما يُستخدم الآن في العالم ؛ بما ضمن العديد من السلطات . قد صُنعوا جميعاً في هذه الحقبة .”

 

 

” أنت قلقٌ بلا داعٍ ، لا إهتمام لدي بالعبث بها .”

قال مارلين ببرود أثناء النظر إلي :” هنا يُصبح الأمر مثيراً للإهتمام . في أوائل الحقبة الثانية ، عندما كانت آركانا لا تزال في بداياتها . ظهر أول شيطان في التاريخ.”

بعد مدة ، و لشهر ونصف . لم أستطع تحريك جسدي المتورم . كانت هذه تجربةً فظيعة . العيش بهذه الآلام التي بدت مثل السكين الساخنة التي مزقت الزُبد . لم يعالجني مارلين هذه المرة ، كان علي البقاء مع ذلك الألم لحظةً بلحظة .

 

 

شيطان ؟ أثير إهتمامي على الفور و بدأت بالإستماع بجديةً أكبر . في الواقع ، بهذا قد أستطيع معرفة سبب كونهم مكروهين إلى هذا الحد . مالذي فعله شياطين العالم الآخر الذي عبروا قبلي إلى سكان هذا العالم ؟ إنه لايبدو شيئاً لطيفاً لي . مع ذلك ، مهما حصل فهو ليس من شأني .

شعرت بالحذر فجأة ، لماذا كان يسأل عن مثل مثل هذا الشيء الواضح ؟

 

” إعتقدت ذلك ، أنت حتى لا تعرف شيئاً عن والدتك .”” سنناقش مشكلتك لاحقاً . لكن إستمع جيداً الآن ، درسنا الأول سيكون حول التاريخ . في هذا العالم ، فقط الحمقى من يعيشون بدون معرفة التاريخ .”” التاريخ هو مسار العالم ، جوهر كُل شيء . معرفة التاريخ أهم حتى من تعلم السحر .”

” كان هذا الشيطان الأول يُسمى فون هوينهايم ، كان رجلاً ذا شأن . بدأ من الصفر حتى طور عدة أنواع من السحر و التخصصات بنفسه . كان موهوباً و عبقرياً أسمى ، مثل هذا الرجل هو موهبةٌ أسمى تتكرر مرةً كل حقبة . مثل سُليمان و أبيليوس.”

” هيه .” ضحك مارلين ، بدا صوته البارد محتقراً إلى حدٍ ما .” البشر قد كانوا عبيداً للأجناس الأخرى . جنسٌ متعدد الوظائف و الإستخدمات ، بخصوبةٍ عالية بالإضافة إلى كونهم طعاماً شهياً – أين قد تجد عرقاً مفيداً أكثر منهم ؟ “” بإستثناء الجان ، كان مصاصوا الدماء – سكان السماء – و التنانين ، قد إستعبدوا البشر لعصور . حتى الماشية لدى سكان السماء حظوا بمكانةً أكبر منهم ، أتدرك ذلك ؟ ”

 

 

همم ؟ عبست . هذا مجرد فائضٌ من المدح ، ماذا فعل بالضبط ليُكره الشياطين ؟ لم أسمع سبباً بعد .

 

 

 

” عندما وصل هوينهايم إلى ذروته ، أعلن للعالم أنه لم يعد فون هوينهايم ، بل باراسيلوس . معنى هذه الكلمة في لغة آركانا القديمة هي ‘ الرقم واحد على مر العصور ‘ و…”

 

 

قلت على عجل :”أردت سؤال هذا منذ مدة ، لكن مالفرق بين شياطين الشرق و شياطين العالم الآخر ؟ بالإضافة لذلك ، أين كانوا قبل ذبح آركانا ؟ ”

” مهلاً مهلاً . هذا لا يُفسر سبب كره الجميع للشياطين ، أليس كذلك ؟ ”

” إبقاءك للجريموري خاصتك في حيز الوجود على الدوام ، يعطي سحرك شكلاً و هيئة .”

 

 

” صحيح ، لذلك دعني أكمل كلامي وإخرس .”

 

 

 

” حسناً…”

شحب وجهي على الفور .

 

” تأدب ، كن محترماً . لا تنسى الأخلاق الأساسية في منزلي .”

أكمل مارلين هذه المرة بإنزعاجٍ واضح في صوته :” منذ قدومه لأول مرة ، سعى باراسيلوس إلى هدفٍ مجنون و غير واقعي . ألا وهو الخلود ! دائماً ما كرر و فعل كُل شيءٍ يستطيع فعله لأجل الوصول إلى هذا الهدف . حتى شجرة العالم – يغدراسيل الخاصة بعرق الجان قد تضررت كثيراً منه . عاش باراسيلوس لمدةٍ تساوي 6 آلاف عام ، و أفنى كُل جهوده أثناء ذلك للوصول للخلود .في النهاية طفح كيله و يأس من هدفه . ثم قرر التمادي أخيراً و إرتكاب مجازر عشوائية بحق جميع البشر .”

 

 

 

” القتل و الذبح كانا فقط كُل ما يفعله ، تكتلات الدم اللانهائية تلك قد غطت سماء جميع القارات لأشهر وأعوام…أصبحت السماء بلونٍ قرمزي دامي ، و إستمرت على هذه الحال لمدة طويلة . إختلط ذلك اللون الدموي بخيوطٍ بيضاء لا تعد و لاتحصى ، كنوعٍ من الأنسجة الحريرية . عاش العالم في رعب و خوفين مستمرين لمدةٍ طويلة . كان باراسيلوس كابوساً حقيقياً…هل تستطيع تخيل ذلك ؟ ”

 

 

 

” في النهاية أخيراً ، أوقفته كاهنة القدر ، الساحرة ذات الرتبة التاسعة . أنهته شخصياً بنفسها و وضعت حداً لطُغيانه و فظائعه ، ثم…” صمت مارلين لمدةٍ وجيزة , و أطلق تنهيدة .”أعلنت للعالم أنه ليس أكثر من شيطانٍ شرير ، وحشٌ ليس من هذا العالم . قتله لكُل أولئك الأشخاص و صنع تلك المذابح ، لحججٍ واهية كالسعي خلف الخلود ما هي سوى أعذار لتغطية ذلك .”في هذه المرحلة ، كان صوت مارلين بارداً كالصقيع في الشتاء مشعرني بالبرودة : ” جميع الشياطين كذلك ، لن يهتموا بما يحدث في العالم أو لسُكانه مقابل تنفيذ أهدافهم الخاصة . مجرد وحوشٍ أنانية وجشعة .”

” مهلاً ، هل أنتم أرواح ؟ لم أرى أرواحاً من قبل ، أوه لا ، يوجد ذلك المُستدعى منذ قليل…”

 

” أنت قلقٌ بلا داعٍ ، لا إهتمام لدي بالعبث بها .”

أرى .

 

 

 

كُنت مصدوماً إلى حدٍ ما .

 

 

” اللعنة ! ”

باراسيلوس ؟ كاهنة القدر ؟ الرتبة التاسعة ؟ الخلود ؟

 

 

أكمل مارلين هذه المرة بإنزعاجٍ واضح في صوته :” منذ قدومه لأول مرة ، سعى باراسيلوس إلى هدفٍ مجنون و غير واقعي . ألا وهو الخلود ! دائماً ما كرر و فعل كُل شيءٍ يستطيع فعله لأجل الوصول إلى هذا الهدف . حتى شجرة العالم – يغدراسيل الخاصة بعرق الجان قد تضررت كثيراً منه . عاش باراسيلوس لمدةٍ تساوي 6 آلاف عام ، و أفنى كُل جهوده أثناء ذلك للوصول للخلود .في النهاية طفح كيله و يأس من هدفه . ثم قرر التمادي أخيراً و إرتكاب مجازر عشوائية بحق جميع البشر .”

أصبحت لدي العديد من الأسئلة .

نظام القدر من صنع كاهنة القدر ؟! هذه التي تملك قوة الرتبة التاسعة ؟ الآن ، فكرت في ذلك للتو بعد سماع هذا…رغم أنه يبدو معقولاً ، من المنطقي أن تصنع منهية أول شيطان منظمةً لإيقاف ما يأتي بعده . مع ذلك ، هذا صادم . أليس من المفترض أن أسمع عن الرتبة التاسعة بعد مدةٍ طويلة من الآن ؟…هذا مخيفٌ نوعٌ ما ، إذا كانت مجرد الرتبة السادسة تملك القدرة على صُنع كوابيسٍ لي و تدمير حياتي بهذا الشكل عبر إعطائي منعطفاً هكذا…التفكير في وجود مثل هذه الرتبة بعد ذلك ..

 

بقدر ما أشعر بالقلق على أمي و أبي ، فالقلق الأكبر لا يزال متجهاً إلى ميزوكي . أنا حقاً لا أريد أن يحصُل لها أي شيء ، هذه الفتاة قد تحملت بما فيه الكفاية . رجاءاً ، لماذا حظها سيءٌ لهذه الدرجة ؟ لماذا حياتُها ملعونةٌ هكذا ؟ هل هي تناسخ للورد الشياطين ؟

أرى ، هكذا إذن . نعم ، يجب أن تكون الأمور هكذا .

إنه يبدو مختلفاً…للغاية .

 

 

لم يتوقف مارلين وكأنه لم يظمأ من التحدث طيلة تلك المدة ، ثم بدأ بالإكمال من جديد :” مات باراسيلوس في أوساط الحقبة الثانية ، و في أواخر الحقبة الثانية لسببٍ مجهول حتى الآن ، بدأت آركانا حرباً مع المنظمة التي صنعتها كاهنة القدر – نظام القدر . عُرفت تلك الحرب بالحرب السحرية الأولى ، لسوء الحظ ما حصل بعد ذلك إختفى مع الوقت و لم تعد توجد سوى القليل من السجلات حول الأمر…مع ذلك ، هناك شيءٌ واحد معروف . و الذي نشره نظام القدر للعالم .”

 

 

في النهاية هل كانت هذه أرواحاً أم لا ؟

ماذا ؟

قُلت مثل هذا الكلمات الكبيرة ، بينما إختبئ حالياً في حجر أحدهم ، محدداً هدفي المستقبلي و عدوي الأكبر .

 

 

نظام القدر من صنع كاهنة القدر ؟! هذه التي تملك قوة الرتبة التاسعة ؟ الآن ، فكرت في ذلك للتو بعد سماع هذا…رغم أنه يبدو معقولاً ، من المنطقي أن تصنع منهية أول شيطان منظمةً لإيقاف ما يأتي بعده . مع ذلك ، هذا صادم . أليس من المفترض أن أسمع عن الرتبة التاسعة بعد مدةٍ طويلة من الآن ؟…هذا مخيفٌ نوعٌ ما ، إذا كانت مجرد الرتبة السادسة تملك القدرة على صُنع كوابيسٍ لي و تدمير حياتي بهذا الشكل عبر إعطائي منعطفاً هكذا…التفكير في وجود مثل هذه الرتبة بعد ذلك ..

كررت العملية و حاولت إمتصاصها من جديد ، لكن لم يحدث شيء أيضاً .

 

” هاه ؟ ”

…شعرت بالرعب .

” التنين الآثم ديفوريكيس .”

 

تخيلت مشهداً لـ ميزوكي في غابةٍ ممتلئة بالوحوش ، و هي تحاول إجبار نفسها على إستخدام يديها للبحث عن غصنٍ بالكاد للقتال به .

” آركانا قد دُمرت بلا آثر . بقاياها في القارة الغربية و الجنوبية قد إختفتا . لم يبقى فجأةً سوى آثارها . و المتسبب في ذلك ؛ هم حفنة من الآثمين ، مخلوقاتٌ نجسة تحب المذابح و الدم . حمقى يتحدون القدر و يمشون عكس التدفق الطبيعي للأمور .”

من وصفه – كان هذا العصر قطعاً بدائياً بالكامل .

 

 

” هؤلاء هم قاطنوا القارة الشرقية – الشياطين .”

 

 

شعرت بالحيرة .

’ هذه هي ! ’

 

 

 

قلت على عجل :”أردت سؤال هذا منذ مدة ، لكن مالفرق بين شياطين الشرق و شياطين العالم الآخر ؟ بالإضافة لذلك ، أين كانوا قبل ذبح آركانا ؟ ”

” إمتصاصُك للمانا من البلورات السحرية ، يعطيك القدرة على إظهار هذا ‘ الشكل ‘ . مما يسمح لك بإستخدام سحرك .”

 

 

” لا فرق .”

 

 

أرى ، هكذا إذن . نعم ، يجب أن تكون الأمور هكذا .

” هاه ؟ ”

[ اللعنة ، يا رفاق ! لنهرب !! إنه قادم .]

 

 

” قُلت لا فرق .” قال مارلين :” كلاهُما آثمون يمشون ضد تدفق القدر ، معادون للقدر . الأصل لا يُهم في هذه المرحلة ، بما أنهم أعداء للقدر على أي حال . حماقة فعلية .”” بالتالي هم جميعاً شياطين…أي معادٍ للقدر هو شيطان ، هل فهمت ؟ ”

 

 

شيطان ؟ أثير إهتمامي على الفور و بدأت بالإستماع بجديةً أكبر . في الواقع ، بهذا قد أستطيع معرفة سبب كونهم مكروهين إلى هذا الحد . مالذي فعله شياطين العالم الآخر الذي عبروا قبلي إلى سكان هذا العالم ؟ إنه لايبدو شيئاً لطيفاً لي . مع ذلك ، مهما حصل فهو ليس من شأني .

” بالإضافة لذلك ، وجود شياطين الشرق من عدمهم محط سؤال لدى الكثير . فلا أحد يعرف عنهم شيئاً سوى نظام القدر ، و لم يراهم سوى القليل من الناس بصدفة نادرة . على أي حال ، معهم أو بدونهم فالعالم سيستمر بالتحرك — كما هو دائماً . الأفضل لك ألا تفكر كثيراً في الأمر .”

 

 

شيطان ؟ أثير إهتمامي على الفور و بدأت بالإستماع بجديةً أكبر . في الواقع ، بهذا قد أستطيع معرفة سبب كونهم مكروهين إلى هذا الحد . مالذي فعله شياطين العالم الآخر الذي عبروا قبلي إلى سكان هذا العالم ؟ إنه لايبدو شيئاً لطيفاً لي . مع ذلك ، مهما حصل فهو ليس من شأني .

” أرى .” نظرت إلى مارلين بفضول ،وقلت :” تبدو كارهاً كبيراً للشياطين ، لماذا لا تقُتلني إذن ؟ بل و حتى أنك قد أخذتني كتلميذٍ لك . ألا تجد هذا مفارقاً لتصرفاتك ؟ بماذا تفكر ؟ “لم أتعمد إستفزاز مارلين ، لكنني كُنت فضولياً حقاً تجاه هذا .

 

 

 

” أنت لست بحاجةٍ إلى معرفة السبب ، عليك فحسب الصمت وتعلم كُل ما تستطيع تعلمه أثناء المكوث هنا لدي . فهذه فرصةٌ لا تتكرر . لديك أهدافك و مسؤولياتك ، ركز عليها بدل سؤال مثل هذه الأسئلة .”

 

 

 

توقف مارلين عن الكلام .

 

 

أومأت و أخرجت الجريموري خاصتي . كان أبيضاً مقدساً . فتحت الصفحة الأساسية ، ثم أظهرتها له .

حتى رغم حديثه كُل هذه المدة ، كان صوته لا يزال كما كان من قبل . هادئاً و خشناً مع الرزانة الباردة – و لا أثر تعب .

 

 

” منذ أربعة أشهر تقريباً .”

” مع ذلك آراي ، أنت مزعج . إذا أردت السؤال فسأل بطريقةٍ ملائمة مثل طالب يبحث عن العالم ، لا تقاطع كلامي .”” أنت تقاطعني منذ السابق بدون أي نيةٍ لإيقاف هذا .”” الألم إحدى طُرق التعليم . مع شخصٍ مثلك ، بناءاً على نوع أفعالي فهي تحدد ما إذا كانت ستعمل معك أم لا . لكنه فعالٌ جداً على كُل حال ، بالأخص مع الأشقياء في سنك .”

 

 

” لماذا ذلك ؟ ألم يُوجد سحرٌ آنذاك ؟ ألا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم ؟ ”

شعرت ببعض الإحساس بالخطر – كلامه هذا لا يُبشر بالخير .

 

 

 

” ماذا تعني ؟ أنا- ”

 

 

” أرى ، لقد أتيت من منطقة نائية بعد كُل شيء . هاه ؟ ريفيٌ جاهل .”

” ما أعنيه هو أنك تحتاج إلى التربية من جديد ، طفلٌ بلا أخلاق…أكره أمثالك .”

بعد مدة ، و لشهر ونصف . لم أستطع تحريك جسدي المتورم . كانت هذه تجربةً فظيعة . العيش بهذه الآلام التي بدت مثل السكين الساخنة التي مزقت الزُبد . لم يعالجني مارلين هذه المرة ، كان علي البقاء مع ذلك الألم لحظةً بلحظة .

 

” صحيح ، لقد كانوا التنانين .”

” بام ! ”

 

 

 

قبل أن أدرك ، شعرت بألمٍ حارق في يدي . صرخت خلاياي العصبية بصوتٍ كان مسموعاً لأذناي.

 

 

 

” بام ! ”

 

 

 

” لا تظنني ساخطاً تجاهك أو ما شابه ، أنا لا أهتم بكلتا الحالتين . لكن علي التوضيح ، لست فرداً من عائلتك و لاتابعاً لك .”

 

 

 

” بام ! ”

 

 

 

” أنا سيدك ؛ معلمك .”

 

 

 

” بام ! ”

 

 

واو . كُنت مندهشاً ، أولم يكُن هذا تقديماً رهيباً ؟ مخيفٌ و غير واقعي ، يبدو لي مثل القصص التي تُحكى للأطفال قبل نومهم . مع ذلك ، تنينٌ شرير ؟ أي نوعٍ من المؤامرات هي هذه ؟ أما زال هُناك من يستخدم مثل هذا السيناريو؟ تجاهلت شعور الإختناق المجهول في حلقي و سألت :” ماذا حدث بعد ذلك ؟ ”

” لا أعلم ما إذا كان أسلوبك هذا في التحدث مع الناس ، هو عادةً لا شعورية فيك أم لا . أو حتى إزدراءاً فطرياً للآخرين لمختلف الأسباب . حسناً ، أنت لست أول شخصٍ أراه بهذه الشخصية . لست مميزاً كثيراً ، لذلك وجب علي قول هذا لك .”

” هيه .” ضحك مارلين ، بدا صوته البارد محتقراً إلى حدٍ ما .” البشر قد كانوا عبيداً للأجناس الأخرى . جنسٌ متعدد الوظائف و الإستخدمات ، بخصوبةٍ عالية بالإضافة إلى كونهم طعاماً شهياً – أين قد تجد عرقاً مفيداً أكثر منهم ؟ “” بإستثناء الجان ، كان مصاصوا الدماء – سكان السماء – و التنانين ، قد إستعبدوا البشر لعصور . حتى الماشية لدى سكان السماء حظوا بمكانةً أكبر منهم ، أتدرك ذلك ؟ ”

 

كان هذا خياراً مثيراً للإهتمام ، لكنني هزيت رأسي .

” تأدب ، كن محترماً . لا تنسى الأخلاق الأساسية في منزلي .”

 

 

أصوات الضربات التي مزقت جلدي و أصدرت ما بدا و كأنه صوت طبول ، و صوت مارلين البارد الخشن . كانا فقط ما أستطيع سماعه .

هذا غريب .

 

 

نظرت إلى السقف الممتلئ برسوم الفلك والدوائر السحرية بأعين فارغة ، شعرت بأنني عذراء تتعرض للإغتصاب…مهلاً ، هل كُنت كذلك ؟ شعور الكسر و اليأس هذا…الجحيم!!

 

 

 

بعد مدة ، و لشهر ونصف . لم أستطع تحريك جسدي المتورم . كانت هذه تجربةً فظيعة . العيش بهذه الآلام التي بدت مثل السكين الساخنة التي مزقت الزُبد . لم يعالجني مارلين هذه المرة ، كان علي البقاء مع ذلك الألم لحظةً بلحظة .

 

 

” ما أعنيه هو أنك تحتاج إلى التربية من جديد ، طفلٌ بلا أخلاق…أكره أمثالك .”

كان هذا مؤلماً .

 

 

” صحيح ، لقد كانوا التنانين .”

نعم ، علي التأدب ولو لفترةٍ مؤقتة .

[ هذا البشري مضحكٌ للغاية ! لكنه وسيمٌ أيضاً .]

 

أرى .

إشتدت أعصابي لكنني قمعت ذلك .

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط