نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الشطرنج الأبدي 21

أغاريس

أغاريس

الفصل 21 – أغاريس

 

 

 

” أنا من عالمٍ آخر مثلك .”

” أنا موافق ، سوف أساعدك .”

 

 

“…”

“…أفلت يدي .”

 

 

تجمد ذهن آراي لوهلة ، ثم أدرك ما سمعه . هل لفظ هذا الفتى حقاً تلك الكلمات ؟ بدا و كأنه كذلك ، لم يكُن يتوهم الأمر . و سمع ذلك بشكلٍ صحيح .

” أكره التفكير ، هذا متعب . لكن…سأسايرك لهذه المرة ، و لا إهتمام لدي في محاولة البحث في الاسباب خلف ذلك . لكنني سأراقبك . أظهر أي توانٍ و ساقتلك .”

 

 

‘من عالم آخر ؟ ‘

 

 

 

رنت هذه الكلمات في ذهن آراي . بينما ظهرت المعلومات في ذهنه . بدايةً بالفلسفي الأقدم – باراسيلوس في الحقبة الثانية ، ظهر ثلاث شياطين معروفون على نطاقٍ واسع في التاريخ . ربما كانوا أكثر من ذلك ، لكن كان هؤلاء هُم أكثرهم شهرة و شراً ؛ نجوم الشياطين الثلاثة—

 

 

 

– أوساط الحقبة الثانية ؛ الفلسفي الأقدم فون هوينهايم – باراسيلوس .

 

 

 

– أوساط الحقبة الثالثة ؛ كوكبة العدم .

 

 

 

– أواخر الحقبة الثالثة ؛ جوكر الخطأ .

 

 

‘من عالم آخر ؟ ‘

كانت جرائمهم أفظع و أسوء ما يُمكن تجاه البشر و الأعراق المختلفة ، كرههم سكان جميع القارات . و تم إعتبارهم اللطخة السوداء في التاريخ . كوارث هذا العالم و آفاته ! بسببهم وجد أمر ” أقتل على مد البصر ! ” على كافة الشياطين في كُل الأوقات . كان الإعتراف بكونه من عالمٍ آخر بهذه الكيفية الساذجة دون أدنى خوف مغازلةً للموت .

“…”

 

 

‘حتى بعد كُل تحذيرات مارلين ، لا أصدق أن شخصاً كهذا موجود…أم أن هذه الهوية ليست بالشيء المميز ؟ لا ، قد يكُون كاذباً حتى .’

” بالطبع ! أنت مجرد قمامة لم يصل للمستـ- همم ؟ أوه ! أليس هذا–”

 

رنت هذه الكلمات في ذهن آراي . بينما ظهرت المعلومات في ذهنه . بدايةً بالفلسفي الأقدم – باراسيلوس في الحقبة الثانية ، ظهر ثلاث شياطين معروفون على نطاقٍ واسع في التاريخ . ربما كانوا أكثر من ذلك ، لكن كان هؤلاء هُم أكثرهم شهرة و شراً ؛ نجوم الشياطين الثلاثة—

هز آراي رأسه داخلياً ، و أعاد تقييم هذا الشخص المدعو ‘أغاريس ‘في ذهنه من جديد . إزداد حذره تجاهه بلا وعي .

 

 

 

” عالم آخر ؟ ماذا تقصد؟ ”

 

 

كان آراي صامتاً لمدة من الوقت . قمع مشاعر الصدمة الصاعدة من صدره و هدأ نفسه مرتباً أفكاره من جديد محللاً للمعلومات في ذهنه .

بعد تفكيرٍ قصير ، قرر آراي فورياً إدعاء الحُمق . كُل شيءٍ كان ممكناً بإستثناء هويته – هوية شيطان العالم الآخر . لم ينسى آراي رُعب نظام القدر !

إنفجرت الكرة النارية و أطلقت موجة لهبٍ حارقة . شعر آراي باللهب ينشر حرارته أسفل أرديته حتى عندما كان بعيداً للغاية عنه ، تعرقت بشرته بغزارة . هدأ ذهنه و خطط لردٍ سريع . أثناء عومه في الهواء ، حرك يديه على عجل في عدة حركات سريعة . كان آراي خيميائياً قد تدرب لدى مارلين لـ6 أعوام ، و حتى قبل ذلك كان معتاداً على تحريك يديه بخفة و القيام بعدة وظائف مرةً واحدة .

 

رفع أغاريس حاجبه .

” إيه ؟ بحقك ، هل تنوي اللعب بهذه الطريقة ؟ هذا مُمل وليس ممتعاً على الإطلاق . مما أنت خائف ؟ ”

كانت تُوجد قطعةٌ ناقصة في المشهد . مثل زمنٍ تم تخطيه من منظوره الخاص .

 

 

هز أغاريس كتفيه .

– أواخر الحقبة الثالثة ؛ جوكر الخطأ .

 

 

” أيها الفتى البشري بإسم آراي رولان ، أنا أعرف أنك من عالمٍ آخر بالفعل . أنت مثلي ! أستطيع معرفة ذلك بنظرة ، بالإضافة لذلك أنت بارزٌ أكثر مني حتى .”

“حسناً ، إذا كان هذا سيجعلك مرتاحاً فلا بأس…لما لا ؟ لنبرم هذا العقد .”

 

 

” تعال ، لنتحدث قليلاً .” أشار أغاريس إلى طاولةٍ قريبة و إبتسم .” أفترض أنك حائر أيها البشري ، صحيح ؟ حوارٌ قصير ، يُمكنه توضيح كُل شيء ! أوه ، مع وجبةٍ أيضاً .”

‘لماذا أشعر و كأنني جزءٌ من الياكوزا الآن ؟ لا ، هذا الشخص طفوليٌ للغاية…رباه .‘

 

عندما إستيقظ آراي من جديد ، كان نائماً في مشفى العاصمة مع العديد من الحروقات ذات الدرجة الثانية و الجروح الناتجة من الزجاج مع بعض الأضلاع المكسورة…لكونه في الرتبة الأولى ، كان شفاءه يسيراً و تم ذلك بسرعة قبل تفاقم الإصابات . كلفه 70 بلورةً سحرية ، لشفاء نفسه في النهاية .

” أيها المالك ! ”

‘بهذا إستخدمت إحدى اللفافات التي كانت لدي ، تبقى إثنان .’

 

 

“…”

‘أرى ! إنه هو السبب في فقدان لشهيتي ، ليس هذا المشهد القبيح…نعم بالتأكيد .’

 

” يالمستوى وقاحتك حقاً . تجرؤ على التفوه بهذه الكلمات بعد ما كدّت تفعله منذ قليل بي ؟ لكن هيه…بشريٌ هاه ؟ هل من المُتفرض أن تكون هذه إهانة ؟ ”

لم يوجد رد .

 

 

 

“أيها المالك !! هل ستستجيب أم سأحرق لك هذا المكان برمته ؟ أخبرتك عدة مرات بأن لا تتجاهلني ، ستكون هذه آخر مرة لك أيها اللعين .”

ركز آراي على أسلوب كلام أغاريس الفخور ، و إنتقى كلماته الساخرة و ما يستهدفه بعناية مقرراً تغير الموضوع من ‘ ضعفه هو ‘ إلى ‘ ضعف أغاريس ‘.

 

 

من أسفل الطاولة الكبيرة في مقدمة الحانة حيث تُوجد طاولة الطلب ، رفع رجلٌ في منتصف العمر رأسه ببطء . كان لديه رأسٌ أصلع ، لحية كبيرة ، و عينان صغيرتان .

 

 

 

” نـ-نعم ! أي خدمة سيد أغاريس ؟ ” إبتسم بقسرية ، بينما كانت عيناه موشكتين على ذرف الدموع . لقد كره حقاً أغاريس ، تخطى هذا الشخص كونه بلطجياً . كان يذهب بعيداً جداً !

‘ملعون ؟ هل هو مصابٌ بلعنة ؟ مثيرٌ للإهتمام ، في هذه الحالة هذا قد يُفسّر سبب تقييد قوته …لكن لعنة ، هاه ؟’

 

 

“أعطني وجبةً كاملة أخرى ! أيضاً ا…ماذا تُريد أنت ؟ ”

” ألن يظهر رجل الشطرنج في حال قتلتك بالقسر ؟ لأنني أضررت بما يبدو كوريثه…معقول .”” هاهاها كما هو متوقع ، أنا عبقري حقاً .”

 

” هاه ! اللعنة ، كيف–”

كان آراي صامتاً لمدة من الوقت . قمع مشاعر الصدمة الصاعدة من صدره و هدأ نفسه مرتباً أفكاره من جديد محللاً للمعلومات في ذهنه .

” كما ترى ، فأنا أبدو مثل رجل الشطرنج في المظهر. بالتالي هذا قد يعني أنني أملك نفس قوته .”

 

أومأ أغاريس برأسه . تعاقد حاجباه فجأة ، و وضع يده على ذقنه مفكراً ، ناظراً إلى آراي بأعين ضيقة .

نظر آراي حول الحانة ، شعر فجأةً بالشفقة تجاه هذا المالك . كانت الحانة منذ بضع دقائق ممتلئاً بالمغامرين الجياع ، و الآن لم يبقى أحد . أصبحت المقاعد فارغة ، بينما إمتلئت الطاولات بصحون الحساء و سيقان اللحم الغير مكتملة بالإضافة إلى أكواب الخمر المسكوبة والتي ملئت الأرض . لأي درجةٍ خسر هذا المالك ؟ رثاه آراي بصدق .

‘من عالم آخر ؟ ‘

 

 

فسدت شهيته بالكامل بعد رؤية هذا المنظر ، و لم يعد في مزاجٍ للأكل بعد الآن .

 

 

‘أحمقٌ واثق ، رباه يبدو لي كالطفل الذي سيضحك عندما يحرق منزله…همم ، لديه أعداء ، علي مراجعته من جديد . مع ذلك…وجدت دميةً سيئة ، إنه أحمق يمكن الإستفادة منه .’

” أريد كوب ماء فحسب .”

 

 

” لنعد إلى العقد ، هل أنت موافق ؟”

” ماذا ؟ عليك الأكل ! الطعام هنا لذيذٌ للغاية ، و هو على حساب المالك . أليس كذلك ؟ ”

مد أغاريس يده ببادرة . حذِر آراي ، لكنه صافحه .

 

 

” لا ، سأكتفي بالماء .”

 

 

 

أصبح تعبير المالك ما بين الضحك و الدموع . بينما كان قلبه غضباناً مليئًا بالكره . كان سعيدًا لوصف طعامه باللذيذ من قبل ‘ شخص ‘ في الرتبة الثالثة . مع ذلك ، شعر بالألم لعدم توفر أي مكسب من هذا الأمر . بل كانت خسارته كبيرة ! كان أسوء ما في الأمر ، هو أنه لم يستطع الإبلاغ عن هذا لسلطات المنطقة لأن هذا عنى الإسائة لأغاريس .

” بالطبع ! أنت مجرد قمامة لم يصل للمستـ- همم ؟ أوه ! أليس هذا–”

 

 

– كان أغاريس في الرتبة الثالثة المبكرة .

 

 

 

كم ساحراً أو معززاً إمتلك هذه القوة في الإمبراطورية ؟ كانوا كثراً ، و كان لدى كُل واحدٍ فيهم مكانةٌ كبيرة . سواءاً أكان مغامراً في الفئة B أو جزئاً من الجنود النخبة في الإمبراطورية . كانوا شخصات مؤثرة ! لذلك ، خاف جميع المغامرين أغاريس . كان بإمكانه فعل ما يُريد بحدود ، و لن يُعاقب جراء ذلك .

 

 

أطلق آراي ضحكةً ساخرة .

‘أليس عليك إحترام رُتبتك قليلاً ؟ ‘

” هااب ! ”

 

 

لم يهتم بهذه الأمور بالعادة ، لكّن آراي قد شعر بالإهانة بدلاً منه . أين كانت الكرامة في البلطجة على الضعفاء ؟ و على من ليس بساحرٍ حتى ؟ كان هذا بلا معنىً حقاً . رغم أنه لم يرى نفسه كرجلٍ نبيل. قرر آراي بحزم أن لايُخفض نفسه إلى هذا الحد .

أطلق آراي ضحكةً ساخرة .

 

تحطمت السلاسل الرمادية حول أغاريس ، و بدأت بالتلاشي في غبارٍ فضي . في نفس الوقت ، إختفت الدوائر السحرية حول ذراع آراي . سرعان ما تحرر أغاريس . وقف و ألقى نظرةً غريبةً على آراي . أطلق زفيراً هادئاً و تحدث .

أخرج من جيبه ثلاث قطع فضية ، و وضعها على طاولته . لم يعلم قيمة هذا المال مقابل الطعام . لكنه دفعه على أي حال ؛ مقابل كوب الماء و الطاولتين اللتان أفسدهما سابقاً . بالنظر لذلك ، شعر المالك بالكثير من الإمتنان لـ آراي . تجاهله آراي و نظر إلى أغاريس . رغم أنه كان حذراً و منزعجاً ، إلا أنه شعر بالفضول و التعجب . هل كان الشياطين نادرين ؟ لم يكن الأمر كذلك لـ آراي ، فقد قابل واحداً في بداية رحلته .

فسدت شهيته بالكامل بعد رؤية هذا المنظر ، و لم يعد في مزاجٍ للأكل بعد الآن .

 

“…؟”

‘هذا الشخص الغريب خطير .’

إرتفع شعورٌ لايوصف بالحذر و الخطر في عقله . و شعر فجأة بأنه محاطٌ بضباب كثيف .

 

 

‘إما أنه عبقري يخطط بعمق ، أم أنه أحمق متهور لا يعرف مدى إتساع العالم…يبدو أنه الأخير .’

عندما إستيقظ آراي من جديد ، كان نائماً في مشفى العاصمة مع العديد من الحروقات ذات الدرجة الثانية و الجروح الناتجة من الزجاج مع بعض الأضلاع المكسورة…لكونه في الرتبة الأولى ، كان شفاءه يسيراً و تم ذلك بسرعة قبل تفاقم الإصابات . كلفه 70 بلورةً سحرية ، لشفاء نفسه في النهاية .

 

إنتهى كلا الجانبين أخيراً من التوصل لحل و الإتفاق على شيٍ ما . بعد العديد من الأحداث الصغيرة خلال نحو نصف ساعة .

قرأ آراي من قبل ، بأنه لم يبرز أي شيطان طيلة الحقبة الرابعة و منذ بدايتها وحتى الآن . على خلاف الحقبتين اللتان سبقتاها . فكر آراي في سبب ذلك ، و إستنتج سبباً على الفور .

أخرج من جيبه ثلاث قطع فضية ، و وضعها على طاولته . لم يعلم قيمة هذا المال مقابل الطعام . لكنه دفعه على أي حال ؛ مقابل كوب الماء و الطاولتين اللتان أفسدهما سابقاً . بالنظر لذلك ، شعر المالك بالكثير من الإمتنان لـ آراي . تجاهله آراي و نظر إلى أغاريس . رغم أنه كان حذراً و منزعجاً ، إلا أنه شعر بالفضول و التعجب . هل كان الشياطين نادرين ؟ لم يكن الأمر كذلك لـ آراي ، فقد قابل واحداً في بداية رحلته .

 

‘تسك ، بالتفكير في الأمر الآن . إستوعبت شيئاً ما للتو .’

– ألم يكُن هذا لأن نظام القدر يقتلهم على الفور ؟ لعدم تكرار مآسي الحقب السابقة ؟

“…أيها التنين من عالم آخر .”

 

 

‘بالتالي هذا سببٌ إضافي لعدم التورط مع من لا يُخفي نفسه .’

“…سأقتلك ، حررني على الفور ! أزل هذا الشيء اللعين .”

 

 

جلس أغاريس على المقعد ، و دلّاه للخلف بساقين بدلاً من أربع . في وضعيةٍ كادت أن تُسقِطه ، ثم عقد ذراعيه معاً و إبتسم مظهراً أنيابه الصغيرة .

 

 

 

” حسناً ، عن ماذا تُريد التحدث ؟ و ماذا تقصد بالعالم الآخر؟ ”

 

 

“…؟”

” سأكون مباشراً ؛ أنا أريد الخروج من هذا العالم ! أريد مساعدتك في هذا الشأن ، أنت تستطيع فعل ذلك – أليس كذلك ؟ ”

 

 

 

” لا أريد البقاء هنا ليومٍ إضافي ، أريد الخروج على الفور حقاً . ”

 

 

 

” عقد أو نحو ذلك ، هذه ليست مدة طويلة بالنسبة لما عشته حتى الآن ، إنها ليست سوى قيلولة . لكنني لا أستطيع !! ”

 

 

كان أغاريس صامتاً لمدةٍ وجيزة . لم يبدو تعبيره الأحمق و كأنه يفكر أكثر من كونه فارغاً من الداخل .في النهاية ، أطلق نفساً و إبتسم .

” أنا غير راغب ! أريد العودة . هذا المكان أنا لا أريده ، أرغب بالخروج ! بالعودة لأرضي ! بالنسبة لي ، العيش هُنا أشبه بالبقاء في وكر غوبلنز قذر . معجوجاً بالقيود و صغير الحجم ، و كأنني مختومٌ هناك . هل تعلم مدى خناقة ذلك ؟ اللعنة ، حتى شكاوي أريزلا في مكان ختمه لا تضاهي قذارة هذا المكان .”

“حسناً ، إذا كان هذا سيجعلك مرتاحاً فلا بأس…لما لا ؟ لنبرم هذا العقد .”

 

 

صرخ أغاريس يصوتٍ إحتوى على سخطٍ و غضبٍ عميقين ، مُشعراً أذني آراي بأنهما ستنفجران . كان صوته كان خشناً و عالياً للغاية . بدا و كأنه مُراهق لم يبلغ بعد ، هل ناسب صوته حتى من كان بعمره ؟

 

 

 

‘أرى ، لتحليل الأمر . فقد وجدني ‘شخصٌ غريب ‘يدعّي أنه من عالم آخر ، و أنه قد كان تنيناً فيما مضى .’

” عالم آخر ؟ ماذا تقصد؟ ”

 

 

‘لديه نوعٌ من القدرات التحليلية اللتي قد تكون المرتبطة بعينيه ، و اللتي إستطاعت معرفة هوية العالم الآخر خاصتي ، بالإضافة إلى إسمي و وجود الشطرنج ، و أيضاً أشياء قد أجهل معرفته لها لعدم ذكره لها . علاوةً على كُل ذلك — لماذا يبدو و كأنه واثق من قدرتي على ذلك ؟ كيف علم حتى بوجودي ؟ لدي العديد من الأسئلة .’

 

 

رفع أغاريس حاجبه .

‘…إنه كلبٌ مجنون علي توخي الحذر منه .’

 

 

 

أشار أغاريس إلى آراي بإصبعه السببابة .

 

 

” أيها البشري ، حتى لو لم تعرف كيفية ذلك في الوقت الحالي ، فأريدك أن تجد الطريقة لمغادرة هذا العالم ، لقد قلت أن علاقتك بذلك الشخص رجل الشيءٍ ما ، غير موجودة لكنك مخطأ . شخصٌ بمستواه لن يفعل شيئاً عن عبث ، هو الذي أرسلك إلى هذا العالم ، صحيح ؟ لديه سببٌ لهذا بالطبع . كونه قد أعطاك جزءاً من قوته أو هويته ، فهذا يدُل على أن لديه سبباً أيضاً . ”

” لعدم قدرتي على الخروج بنفسي ، و لإستحالة ذلك — لقد كُنت أنتظرك ! ”

“…”

 

لم يجلس أغاريس على المقعد ، و لم يتحدث آراي . كان المطعم صامتاً ، إنتشرت أصوات إشتعال خفيفة بسبب تعويذة أغاريس السابقة و التي حرقت عدة أجزاء من الحانة ، هرب المالك بعيداً منذ لحظة إستخدام أغاريس لسحره .

” رفقة ذلك اللعين ، لقد كان ذلك الشطرنجي جالساُ في المقعد المجاور . كان هو من فتح البوابة إلى هذا العالم و التي عبرت منها ، مما يعني أنك تملك طريقةً لفتح بوابة أيضاً أو محاولة التواصل معه .”” إدعه الآن إلى هنا ، بذلك سأستطيع الخروج .”

“أيها المالك !! هل ستستجيب أم سأحرق لك هذا المكان برمته ؟ أخبرتك عدة مرات بأن لا تتجاهلني ، ستكون هذه آخر مرة لك أيها اللعين .”

 

 

” هااب ! ”

 

 

” ماذا ؟ عليك الأكل ! الطعام هنا لذيذٌ للغاية ، و هو على حساب المالك . أليس كذلك ؟ ”

ضغطت هالة أغاريس على آراي بشدة . رغم تعبيره الهادئ خلف القناع . كان قلب آراي يخفق بسرعة ، حاول قمع ذلك و الإحتفاظ بتعبيرٍ هادئ قدر الإمكان . كان عليه الحفاظ على صورته الآن . ربما لم يدرك أغاريس ذلك ، لكّن هالة الرتبة الثالثة خاصته قد كانت تضغط على آراي . شكّك آراي حتى في نوعية هذه الهالة ، لأنها كانت خانقةً للغاية . نية قتلٍ ساحقة مثل الدم الكثيف – كانت نفاثةً بشدة ! أشعرته بالحاجة إلى التقيؤ على الفور .

 

 

‘أرى ! إنه هو السبب في فقدان لشهيتي ، ليس هذا المشهد القبيح…نعم بالتأكيد .’

 

 

 

‘بوضعه هدفه في الرغبة بالخروج جانباً . من يكون هذا ‘اللعين ‘الذي جلس رفقة رجل الشطرنج ؟ ‘

 

 

 

‘لا ، مالذي يعنيه هذا الشخص ؟ ماذا حدث في الأساس ؟ متى حصل هذا ؟ ‘

 

 

 

بدأ آراي بالتفكير . هل كان حتى عالِماً بما حصل عند قدومه أول مرة ؟ لم يستطع مواكبة ما يقوله أغاريس . و سرعان ما أدرك ماهي المشكلة .

 

 

 

‘تسك ، بالتفكير في الأمر الآن . إستوعبت شيئاً ما للتو .’

” لما لا نُبرم عقد شراكة لنلبي ‘ رغبات ‘ بعضنا البعض ؟ ”

 

 

‘كيف أتيتُ إلى هذا العالم ؟ ‘

 

 

 

لم يعلم آراي حقاً كيف حصل ذلك .

إنفجرت الكرة النارية و أطلقت موجة لهبٍ حارقة . شعر آراي باللهب ينشر حرارته أسفل أرديته حتى عندما كان بعيداً للغاية عنه ، تعرقت بشرته بغزارة . هدأ ذهنه و خطط لردٍ سريع . أثناء عومه في الهواء ، حرك يديه على عجل في عدة حركات سريعة . كان آراي خيميائياً قد تدرب لدى مارلين لـ6 أعوام ، و حتى قبل ذلك كان معتاداً على تحريك يديه بخفة و القيام بعدة وظائف مرةً واحدة .

 

كانت جرائمهم أفظع و أسوء ما يُمكن تجاه البشر و الأعراق المختلفة ، كرههم سكان جميع القارات . و تم إعتبارهم اللطخة السوداء في التاريخ . كوارث هذا العالم و آفاته ! بسببهم وجد أمر ” أقتل على مد البصر ! ” على كافة الشياطين في كُل الأوقات . كان الإعتراف بكونه من عالمٍ آخر بهذه الكيفية الساذجة دون أدنى خوف مغازلةً للموت .

‘آخر ذكرياتي ، هي أن رجل الشطرنج قد قال شيئاً عن النصف الآخر ، وعندما فتحت عيناي مجدداً كانت أمي تكاد تقتلني خنقاً بحضنها لموت صاحب الجسد السابق .’

“…أيها التنين من عالم آخر .”

 

 

كانت تُوجد قطعةٌ ناقصة في المشهد . مثل زمنٍ تم تخطيه من منظوره الخاص .

 

 

” لا أعرف ! لكنني سأفعل ذلك ، لاشيء مستحيلاً على الدمار القرمزي !”

‘يبدو أنه قد أتى في نفس توقيتي أيضاً…غريب ! هل إتفق رجل الشطرنج مع شخصٍ ما لإحضاري إلى هُنا ؟ هل هذا يعني أنني مُراقب الآن ؟ ‘

دفع بهذه الأفكار بعيداً في ذهنه ، و قال بهدوء :” لا أستطيع .”

 

 

إرتفع شعورٌ لايوصف بالحذر و الخطر في عقله . و شعر فجأة بأنه محاطٌ بضباب كثيف .

الفصل 21 – أغاريس

 

” بوووم…! ”

‘هل عقد رجل الشطرنج إتفاقاً أو شيئاً من هذا القبيل ، مع شخصٍ من هذا العالم ؟ هل هذا يعني أن مهمة صيد ‘قطة الأنفس التسع ‘هي كذبة ؟ أو ربما هو السبب الأساسي للإتفاق ؟ لا ! ‘أوقف آراي أفكاره هذه عند هذا الحد ، و لم يسمح بها بالإنجراف أكثر . كانت هذه أموراً ‘كبيرةً جداً ‘بالنسبة له ليفكر بها ! تداعيات الإستنتاجات التي قد يصل إليها كانت ستكون كارثية لمستواه الحالي ، و كان معرفتها أيضاً عديم الفائدة الآن .

 

 

” بوووم…! ”

دفع بهذه الأفكار بعيداً في ذهنه ، و قال بهدوء :” لا أستطيع .”

 

 

“…”

” ماذا ؟ ”

مد أغاريس يده ببادرة . حذِر آراي ، لكنه صافحه .

 

 

هز آراي رأسه ، و أعاد كلامه بلا مبالاة .

” الأمر ليس ميؤوساً منه تماماً .”

 

” صفقة .”

” قُلت لا أستطيع مساعدتك. ليس لدي إهتمامٌ بذلك ، و لا سببٌ يدفعني لإخراجك. بالإضافة لذلك…”

 

 

 

“…؟ ”

 

 

 

” خسرت تواصلي مع رجُل الشطرنج ، بالتالي السفر عبر العوالم غير ممكن .”

” قُلت لا أستطيع مساعدتك. ليس لدي إهتمامٌ بذلك ، و لا سببٌ يدفعني لإخراجك. بالإضافة لذلك…”

 

 

نظر أغاريس مباشرةً في عيني آراي بعينيه الغريبتين ، ثم تلاشت إبتسامته الشرسة ، و حل محلها عينان داكنتان و وجهٌ كئيب .

 

 

 

” هاه ؟ فقدت التواصل معه ، مما يعني أنك…لا ، أنت أضعف من أن تخرج من هنا حتى…”

 

 

 

وضع أغاريس يده على وجهه ، كان صوته كئيباً :”…اللعنة ، إنه لا يكذب ! لا…هيا يارجُل ، لا تستطيع فعل هذا بي…ماذا سأفعل الآن ؟ إنه عديم الفائدة… %&!*$#” بدأ يتمتم ببعض الكلمات الغريبة ، و كأنه يتحدث بلغةٍ أخرى .

 

 

من أسفل الطاولة الكبيرة في مقدمة الحانة حيث تُوجد طاولة الطلب ، رفع رجلٌ في منتصف العمر رأسه ببطء . كان لديه رأسٌ أصلع ، لحية كبيرة ، و عينان صغيرتان .

‘تباً ، كما إعتقدت ! لديه قدرةٌ لكشف الكذب أيضاً ؟ كم من قدرة يملك هذا الشخص ؟ ‘

 

 

إستلقى آراي على المقعد القريب منه ، و الذي كان أغاريس يجلس فوقه سابقاً ؛ مما جعله يسلم من النيران . و وضع ساقاً على الأخرى .

‘همم ، سيكون من الإهدار إسراف هذه الفرصة…لنلعب بحكمة .’

إنتهى كلا الجانبين أخيراً من التوصل لحل و الإتفاق على شيٍ ما . بعد العديد من الأحداث الصغيرة خلال نحو نصف ساعة .

 

‘يالها من أعينٍ مقززة…لكن هو ليس أحمقاً بالكامل ، هاه ؟ لقد رأى من خلال نواياي .‘شعر آراي ببعض القشعريرة ، هل أراد أغاريس منافسته في مدى كون أعينه أكثر إخافة ؟

” لكن…”

لم يجلس أغاريس على المقعد ، و لم يتحدث آراي . كان المطعم صامتاً ، إنتشرت أصوات إشتعال خفيفة بسبب تعويذة أغاريس السابقة و التي حرقت عدة أجزاء من الحانة ، هرب المالك بعيداً منذ لحظة إستخدام أغاريس لسحره .

 

” قُلت لا أستطيع مساعدتك. ليس لدي إهتمامٌ بذلك ، و لا سببٌ يدفعني لإخراجك. بالإضافة لذلك…”

” الأمر ليس ميؤوساً منه تماماً .”

الفصل 21 – أغاريس

 

 

” همم ؟ ماذا تقصد ؟ ”

أصبح تعبير المالك ما بين الضحك و الدموع . بينما كان قلبه غضباناً مليئًا بالكره . كان سعيدًا لوصف طعامه باللذيذ من قبل ‘ شخص ‘ في الرتبة الثالثة . مع ذلك ، شعر بالألم لعدم توفر أي مكسب من هذا الأمر . بل كانت خسارته كبيرة ! كان أسوء ما في الأمر ، هو أنه لم يستطع الإبلاغ عن هذا لسلطات المنطقة لأن هذا عنى الإسائة لأغاريس .

 

رنت هذه الكلمات في ذهن آراي . بينما ظهرت المعلومات في ذهنه . بدايةً بالفلسفي الأقدم – باراسيلوس في الحقبة الثانية ، ظهر ثلاث شياطين معروفون على نطاقٍ واسع في التاريخ . ربما كانوا أكثر من ذلك ، لكن كان هؤلاء هُم أكثرهم شهرة و شراً ؛ نجوم الشياطين الثلاثة—

رفع أغاريس رأسه ، و لمعت عيناه مختلفتي الألوان بأمل .

 

 

هز آراي رأسه داخلياً ، و أعاد تقييم هذا الشخص المدعو ‘أغاريس ‘في ذهنه من جديد . إزداد حذره تجاهه بلا وعي .

” أنت تريد من رجل الشطرنج بأن يُخرجك ، و أنا لدي مرادي منه أيضاً .”قال آراي بعد صمتٍ قصير بثبات :”إذا إستطعت الإتصال برجُل الشطرنج من جديد ، فسيُمكنك العودة . أليس كذلك ؟ بإمكاننا إجراء صفقة ، بعد كُل شيء ، لدينا نفس الهدف ؛ رجل الشطرنج ! “” بالتالي نحن نتفق في هذه النقطة ، لا إختلاف ، نعم ؟ ”

عندما إستيقظ آراي من جديد ، كان نائماً في مشفى العاصمة مع العديد من الحروقات ذات الدرجة الثانية و الجروح الناتجة من الزجاج مع بعض الأضلاع المكسورة…لكونه في الرتبة الأولى ، كان شفاءه يسيراً و تم ذلك بسرعة قبل تفاقم الإصابات . كلفه 70 بلورةً سحرية ، لشفاء نفسه في النهاية .

 

 

” ماذا تُريد أن تقول؟ ”

 

 

 

” لما لا نُبرم عقد شراكة لنلبي ‘ رغبات ‘ بعضنا البعض ؟ ”

 

 

خفف أغاريس من النيران وتحكم بها بحيث لا تحرق الكحول المسكوب على الأرض ، أو تفجر القنائن بالخلف . كان سيكون من المخيف تخيل ما سيحصُل في حال فجرها بالخطأ . رغم أنه أحب رؤية تلك المناظر .

“عقد ؟ أها ! هكذا إذن .”

 

 

 

نقر أغاريس بأظافره الطويلة على الطاولة ، ثم ضحك:” لا بأس في إبرام عقد . لكن دعني أسألك سؤالاً ، لماذا أنت ضعيفٌ هكذا ؟ أشعر بالشكّ ، أنت لست حتى في المستوى 10 . فلما تُريد ‘عقداً ‘؟ تسك ، هذه إستفادةٌ صريحة مني . أتعتقد أنني أحمق ؟ في حال فعلنا ذلك حقاً ، فستكون أنت هو الجانب المستفيد بوضوح .”

قال آراي و لم يخيبه .

 

” كما إعتقدت ، أنت…تستهين بي تماماً ، هاه ؟ تعتقد أنني أضعف من أن أضرك ؟ أحمق .”

نظر أغاريس بأعينه المستطيلة إلى آراي ، كانت الأشكال المثلثة تُومض . بدا و كأنها تحلل آراي بالكامل .

‘لديه نوعٌ من القدرات التحليلية اللتي قد تكون المرتبطة بعينيه ، و اللتي إستطاعت معرفة هوية العالم الآخر خاصتي ، بالإضافة إلى إسمي و وجود الشطرنج ، و أيضاً أشياء قد أجهل معرفته لها لعدم ذكره لها . علاوةً على كُل ذلك — لماذا يبدو و كأنه واثق من قدرتي على ذلك ؟ كيف علم حتى بوجودي ؟ لدي العديد من الأسئلة .’

 

‘بالتالي هذا سببٌ إضافي لعدم التورط مع من لا يُخفي نفسه .’

‘يالها من أعينٍ مقززة…لكن هو ليس أحمقاً بالكامل ، هاه ؟ لقد رأى من خلال نواياي .‘شعر آراي ببعض القشعريرة ، هل أراد أغاريس منافسته في مدى كون أعينه أكثر إخافة ؟

قدرته على ختم أغاريس هذه المرة ، كانت ممكنةً فقط لأن أغاريس قد إستهان به . غير آخذِ إياه بجديةٍ على الإطلاق . لأنه في الرتبة الأولى المبكرة . ماذا سيستطيع أن يفعل ؟ بالإضافة لذلك ، كان أغاريس متغطرساً بطبيعته ، بدا و كأنه يرغب بالمرح و اللعب معه ، كلعبة…لكن في النهاية ، إنقلب الآية .

 

 

بدا و كأن أغاريس يفكر هو الآخر . رغم أنه كان منغمساً في الأكل ، مثل الأطفال بهمجية . من قطعة لحمٍ لأخرى ، مزقها بأسنانه التي بدت كالأنياب .

” هااه !! ”

 

 

” لماذا ؟ سؤالك تافه ، دعني أسألك بدلاً من ذلك . لماذا أنت ضعيفٌ هكذا ؟ حتى التنين الذي فقص من بيضته للتو ، بإمكانه سحقك حتى الموت . هل أنت تنين حتى ؟ ”

‘…إنه كلبٌ مجنون علي توخي الحذر منه .’

 

” همم ؟ ماذا تقصد ؟ ”

ركز آراي على أسلوب كلام أغاريس الفخور ، و إنتقى كلماته الساخرة و ما يستهدفه بعناية مقرراً تغير الموضوع من ‘ ضعفه هو ‘ إلى ‘ ضعف أغاريس ‘.

 

 

 

‘يبدو و كأنه فخورٌ بهذه الهوية ’ التنينية ’ هاه ؟ ‘

أطلق آراي ضحكةً ساخرة .

 

 

في هذا العالم ، إنقرض عرق التنانين في الحقبة الأولى ، بينما تبقى عددٌ قليل منهم الآن كما تقول العديد من الحكايا و القصص الشعبية . ربما لأنهم ختموا أنفسهم و ربما لأسباب أخرى . قرأ آراي من قبل ، أن التنين حديث الولادة يملك قوةً تساوي معززا ًفي الرتبة الخامسة العليا . و ذلك حتى قبل تشكيل وعيه ؛ كان جسده بهذه القوة و الصلابة فحسب .

الفصل 21 – أغاريس

 

هز آراي رأسه و رثى نفسه . نظر إلى الدائرة السحرية العائمة فوق يده . كان يوجد ما بدا و كأنهما سواران على ذراعه اليُسرى ، لكنهما كانا أيضاً دوائر سحرية . وُجدت ثلاث دوائر سحرية حول يده بالمجمُوع . و لُونت بلونٍ رمادي داكن .

إسود وجه أغاريس و تحول للكآبة .

‘…إنه كلبٌ مجنون علي توخي الحذر منه .’

 

‘…إنه كلبٌ مجنون علي توخي الحذر منه .’

” هل تظنني أريد ذلك ؟ هاه ؟ اللعنة على كلاكما ؛ أنا ملعون ! قواي مختومة ! اغهه تباً— !! ”

كانت هذه هي الطريقة التي إنتهى بها أول لقاءٍ لـ آراي مع الشيطان الآخر – أغاريس .

 

” أيها الفتى البشري بإسم آراي رولان ، أنا أعرف أنك من عالمٍ آخر بالفعل . أنت مثلي ! أستطيع معرفة ذلك بنظرة ، بالإضافة لذلك أنت بارزٌ أكثر مني حتى .”

صرخ أغاريس ، بينما تناثرت بقايا الصلصة من فمه في الهواء . بدا مثل قدر ضغطٍ ساخن إنفجر ناشراً محتوياته .

 

 

” كما ترى ، فأنا أبدو مثل رجل الشطرنج في المظهر. بالتالي هذا قد يعني أنني أملك نفس قوته .”

حرك آراي أقدامه بسرعة متراجعاً ، و لم يسمح لهذه القذراة بأن تلمسه ، كان سيكره نفسه حقاً إذا سمح بحدوث ذلك ؛ بالأخص بعد رؤية كيف كان يأكُل هذا ‘ الهمجي ‘ .

 

 

‘بالتالي هذا سببٌ إضافي لعدم التورط مع من لا يُخفي نفسه .’

‘ملعون ؟ هل هو مصابٌ بلعنة ؟ مثيرٌ للإهتمام ، في هذه الحالة هذا قد يُفسّر سبب تقييد قوته …لكن لعنة ، هاه ؟’

سار آراي بعيداً و لم ينظر إلى تعبير أغاريس ، ثم أحضر مقعدين ، و جلس على أحدهما . بينما وضع الآخر مقابلاً له .

 

فور أن رأى آراي كرةً النار القرمزية ، أنفق المانا خاصته و صنع حاجزين مطاطيين أسفله ثم قفز على الفور إلى السقف !

تذكر آراي مايعرفه عن اللعنات ، وسأل:” لعنة ؟ أنت ملعون ؟ من ما ؟ ”

 

 

 

” لا أعرف إسمه ، لكنني أتذكر شكله . لسوء الحظ ، لا أستطيع قتاله الآن .”أضاف أغاريس ببرود :” سأتأكد من قتله قبل الرحيل ! ”

” أنا من عالمٍ آخر مثلك .”

 

 

ربما لم يفكر أغاريس كثيراً بالأمر لتلك الدرجة . بدا و كأنه يستطيع كسر اللعنة في أي وقتٍ يُريده .

كان هذا مُنحنىً غير متوقع للأحداث .

 

 

‘لماذا أشعر و كأنني جزءٌ من الياكوزا الآن ؟ لا ، هذا الشخص طفوليٌ للغاية…رباه .‘

” يالمستوى وقاحتك حقاً . تجرؤ على التفوه بهذه الكلمات بعد ما كدّت تفعله منذ قليل بي ؟ لكن هيه…بشريٌ هاه ؟ هل من المُتفرض أن تكون هذه إهانة ؟ ”

 

 

” مع ذلك ، ألن تحاول كسر اللعنة التي عليك أولاً ؟ بما أنك مقيد ، كيف سوف تصل إلى نفس مستوى قوته ؟ بما أنه أصابك بلعنةٍ فهو أقوى منك بالطبع ، ولأفترض بأنه هذه اللعنة تكبح قوتك ، بالتالي…لن تستطيع الوصول لنفس مستواه .”

 

 

” ووش ! ”

“…”

 

 

‘يبدو و كأنه فخورٌ بهذه الهوية ’ التنينية ’ هاه ؟ ‘

كان أغاريس صامتاً ، بالأحرى حائراً . بدا و كأنه لم يفكر ملياً بالأمر . كان هذا غير مهمٍ له – لم يفكر إلى هذا الحد .

 

 

‘لا ، مالذي يعنيه هذا الشخص ؟ ماذا حدث في الأساس ؟ متى حصل هذا ؟ ‘

” لا أعرف ! لكنني سأفعل ذلك ، لاشيء مستحيلاً على الدمار القرمزي !”

تجمد ذهن آراي لوهلة ، ثم أدرك ما سمعه . هل لفظ هذا الفتى حقاً تلك الكلمات ؟ بدا و كأنه كذلك ، لم يكُن يتوهم الأمر . و سمع ذلك بشكلٍ صحيح .

 

– أوساط الحقبة الثالثة ؛ كوكبة العدم .

أعلن بفخر ، و كأن كسر تلك اللعنة شيءٌ تافه و غير مهم .

 

 

” مع ذلك ، ألن تحاول كسر اللعنة التي عليك أولاً ؟ بما أنك مقيد ، كيف سوف تصل إلى نفس مستوى قوته ؟ بما أنه أصابك بلعنةٍ فهو أقوى منك بالطبع ، ولأفترض بأنه هذه اللعنة تكبح قوتك ، بالتالي…لن تستطيع الوصول لنفس مستواه .”

‘أحمقٌ واثق ، رباه يبدو لي كالطفل الذي سيضحك عندما يحرق منزله…همم ، لديه أعداء ، علي مراجعته من جديد . مع ذلك…وجدت دميةً سيئة ، إنه أحمق يمكن الإستفادة منه .’

 

 

أعلن بفخر ، و كأن كسر تلك اللعنة شيءٌ تافه و غير مهم .

عدل آراي وقفته ، و وضع يده على جبينه بلا وعي متنهداً .

 

 

لم يعلم آراي حقاً كيف حصل ذلك .

” لنعد إلى العقد ، هل أنت موافق ؟”

أخرج من جيبه ثلاث قطع فضية ، و وضعها على طاولته . لم يعلم قيمة هذا المال مقابل الطعام . لكنه دفعه على أي حال ؛ مقابل كوب الماء و الطاولتين اللتان أفسدهما سابقاً . بالنظر لذلك ، شعر المالك بالكثير من الإمتنان لـ آراي . تجاهله آراي و نظر إلى أغاريس . رغم أنه كان حذراً و منزعجاً ، إلا أنه شعر بالفضول و التعجب . هل كان الشياطين نادرين ؟ لم يكن الأمر كذلك لـ آراي ، فقد قابل واحداً في بداية رحلته .

 

“حسناً ، إذا كان هذا سيجعلك مرتاحاً فلا بأس…لما لا ؟ لنبرم هذا العقد .”

“حسناً ، إذا كان هذا سيجعلك مرتاحاً فلا بأس…لما لا ؟ لنبرم هذا العقد .”

 

 

 

أومأ أغاريس برأسه . تعاقد حاجباه فجأة ، و وضع يده على ذقنه مفكراً ، ناظراً إلى آراي بأعين ضيقة .

” هاه ! اللعنة ، كيف–”

 

 

” إنتظر ! حسناً ، لدي فكرة .”

بتعبير ساطع ، فتح أغاريس فمه بعد مرور ثلاث دقائق .

 

كانت تُوجد قطعةٌ ناقصة في المشهد . مثل زمنٍ تم تخطيه من منظوره الخاص .

” ما هي ؟ ”

“…؟”

 

 

” إذا كان العقد يتمحور حول إيجاد أو التواصل مع رجل الشطرنج هذا ، فالأمر بسيط و لا حاجة إلى تعقيده .”

 

 

 

“…؟”

 

 

” والذي قد يعني أيضاً أنني في مرحلةٍ ما ، سأملك القوة للسفر عبر العوالم إذا إفترضنا أنني نجوت بالطبع ، صحيح ؟ بالتالي هذا يعني أن لديك ‘ أملاً ‘ ؛ ضوءاً , رغبتك بمغادرة هذا العالم ليست مستحيلةً تماماً بعد كُل شيء…لكن هذا في حال نجوت و إفترضنا أنني إمتلكت القوة اللازمة .”

” ألن يظهر رجل الشطرنج في حال قتلتك بالقسر ؟ لأنني أضررت بما يبدو كوريثه…معقول .”” هاهاها كما هو متوقع ، أنا عبقري حقاً .”

 

 

 

إندلعت إبتسامةٌ فخورة على وجه أغاريس ، و ربت على صدره بثناء .

 

 

” إنتظر ! حسناً ، لدي فكرة .”

” هاه ؟ ماذا تقول ؟ ”

قرأ آراي من قبل ، بأنه لم يبرز أي شيطان طيلة الحقبة الرابعة و منذ بدايتها وحتى الآن . على خلاف الحقبتين اللتان سبقتاها . فكر آراي في سبب ذلك ، و إستنتج سبباً على الفور .

 

“أعطني وجبةً كاملة أخرى ! أيضاً ا…ماذا تُريد أنت ؟ ”

” عاي حسنا، لقول الأمر ببساطة .” فرك أغاريس شعره الأحمر الجميل ، ثم أشار إلى آراي و ضحك .” سأقتلك ، هذا سيجذب ذلك الرجُل .”

 

 

من أسفل الطاولة الكبيرة في مقدمة الحانة حيث تُوجد طاولة الطلب ، رفع رجلٌ في منتصف العمر رأسه ببطء . كان لديه رأسٌ أصلع ، لحية كبيرة ، و عينان صغيرتان .

كانت أعينه ساخرة .

إنتهى كلا الجانبين أخيراً من التوصل لحل و الإتفاق على شيٍ ما . بعد العديد من الأحداث الصغيرة خلال نحو نصف ساعة .

 

جلس أغاريس على المقعد ، و دلّاه للخلف بساقين بدلاً من أربع . في وضعيةٍ كادت أن تُسقِطه ، ثم عقد ذراعيه معاً و إبتسم مظهراً أنيابه الصغيرة .

“بزززززز….!”

 

 

لم يهتم بهذه الأمور بالعادة ، لكّن آراي قد شعر بالإهانة بدلاً منه . أين كانت الكرامة في البلطجة على الضعفاء ؟ و على من ليس بساحرٍ حتى ؟ كان هذا بلا معنىً حقاً . رغم أنه لم يرى نفسه كرجلٍ نبيل. قرر آراي بحزم أن لايُخفض نفسه إلى هذا الحد .

كان هذا مُنحنىً غير متوقع للأحداث .

 

 

 

إستشعر آراي الخطر القادم تجاهه ، و حرك يديه بسرعة ، مخرجاً لفافة جهزها مسبقاً من رداءه . عندما كاد أن يفتحها في أغاريس ، إنعكس في عينيه مشهد ألسنة لهبٍ قرمزية تتراقص أمامه بحيوية و جمال .

 

 

” مع ذلك ، ألن تحاول كسر اللعنة التي عليك أولاً ؟ بما أنك مقيد ، كيف سوف تصل إلى نفس مستوى قوته ؟ بما أنه أصابك بلعنةٍ فهو أقوى منك بالطبع ، ولأفترض بأنه هذه اللعنة تكبح قوتك ، بالتالي…لن تستطيع الوصول لنفس مستواه .”

” [ إين-ران ] .”

خفف أغاريس من النيران وتحكم بها بحيث لا تحرق الكحول المسكوب على الأرض ، أو تفجر القنائن بالخلف . كان سيكون من المخيف تخيل ما سيحصُل في حال فجرها بالخطأ . رغم أنه أحب رؤية تلك المناظر .

 

 

” ووش ! ”

 

 

 

” [ حاجز 2x ] ! ”

” هاه ! اللعنة ، كيف–”

 

” علي القول ، أنت مخادعٌ للغاية ، أكره أمثالك ! بشريٌ للغاية . تُريد التحدث بجدية ؟”

فور أن رأى آراي كرةً النار القرمزية ، أنفق المانا خاصته و صنع حاجزين مطاطيين أسفله ثم قفز على الفور إلى السقف !

 

 

” لماذا ؟ سؤالك تافه ، دعني أسألك بدلاً من ذلك . لماذا أنت ضعيفٌ هكذا ؟ حتى التنين الذي فقص من بيضته للتو ، بإمكانه سحقك حتى الموت . هل أنت تنين حتى ؟ ”

” بوووم ! ”

” أنا غير راغب ! أريد العودة . هذا المكان أنا لا أريده ، أرغب بالخروج ! بالعودة لأرضي ! بالنسبة لي ، العيش هُنا أشبه بالبقاء في وكر غوبلنز قذر . معجوجاً بالقيود و صغير الحجم ، و كأنني مختومٌ هناك . هل تعلم مدى خناقة ذلك ؟ اللعنة ، حتى شكاوي أريزلا في مكان ختمه لا تضاهي قذارة هذا المكان .”

 

 

إنفجرت الكرة النارية و أطلقت موجة لهبٍ حارقة . شعر آراي باللهب ينشر حرارته أسفل أرديته حتى عندما كان بعيداً للغاية عنه ، تعرقت بشرته بغزارة . هدأ ذهنه و خطط لردٍ سريع . أثناء عومه في الهواء ، حرك يديه على عجل في عدة حركات سريعة . كان آراي خيميائياً قد تدرب لدى مارلين لـ6 أعوام ، و حتى قبل ذلك كان معتاداً على تحريك يديه بخفة و القيام بعدة وظائف مرةً واحدة .

 

 

“أيها المالك !! هل ستستجيب أم سأحرق لك هذا المكان برمته ؟ أخبرتك عدة مرات بأن لا تتجاهلني ، ستكون هذه آخر مرة لك أيها اللعين .”

‘< تحليل : محاكاة> ‘

” أنت تريد من رجل الشطرنج بأن يُخرجك ، و أنا لدي مرادي منه أيضاً .”قال آراي بعد صمتٍ قصير بثبات :”إذا إستطعت الإتصال برجُل الشطرنج من جديد ، فسيُمكنك العودة . أليس كذلك ؟ بإمكاننا إجراء صفقة ، بعد كُل شيء ، لدينا نفس الهدف ؛ رجل الشطرنج ! “” بالتالي نحن نتفق في هذه النقطة ، لا إختلاف ، نعم ؟ ”

 

” أنت تريد من رجل الشطرنج بأن يُخرجك ، و أنا لدي مرادي منه أيضاً .”قال آراي بعد صمتٍ قصير بثبات :”إذا إستطعت الإتصال برجُل الشطرنج من جديد ، فسيُمكنك العودة . أليس كذلك ؟ بإمكاننا إجراء صفقة ، بعد كُل شيء ، لدينا نفس الهدف ؛ رجل الشطرنج ! “” بالتالي نحن نتفق في هذه النقطة ، لا إختلاف ، نعم ؟ ”

” ووش ، ووش ، ووش ! ”

نظر أغاريس بأعينه المستطيلة إلى آراي ، كانت الأشكال المثلثة تُومض . بدا و كأنها تحلل آراي بالكامل .

 

” لكن…”

” [ حاجزx3 ] !”

 

 

” هاه ! تباً لكُل شيء…علي الإعتراف ، أيها البشري ، أنا بحاجتك . لقد دخلت هذا العالم في لحظة ضعف و لم أملك خياراً آخر. لا أعرف كيفية الخروج ، لكن أنت أم شخصٌ له علاقةٌ بك يعرف كيفية ذلك . و إلا لم أكن سآراه في الفراغ ، و في حدود العالم .”

صنع أولاً ثلاثة حواجز بالمانا خاصته ، ظهرت الحواجز الزرقاء و الشفافة ذات الشكل السداسي متكدسةً على هيئة طبقات أمامه . كان الحاجز الأمامي أثخن و أصلب ، و إنعكس بضوءٍ صلب . عزى إختلافه لتعزيز القطعة الأثرية ذات الدرجة 4 العليا – خاتم لاسكا !

سار آراي من بعيد ، ممزقاً جزءاً مُحترقاً من رداءه . سعل بضع مرات ، ثم وصل تقريباً إلى أغاريس . كان قد نجى بالكاد بحروقٍ سطحية خفيفة .

 

” تباً لذلك ، ما زلت لم أعتد بعد على هذا…على الشعور بالخطر .”

‘لا أعتقد أن هذا يكفي لصد هذه النيران لكن…’

 

 

 

” بوووم…! ”

 

 

” أنا موافق ، سوف أساعدك .”

أُطلق صوت إنفجار مكتوم ، إندلعت ألسنة النيران في آراي ، لكنّ حواجزه صدتها . قُذف آراي بعيداً ، و إشتعلت بعض أجزاء رداءه و جلده .

 

 

 

” أوه ، رغم أنني خفضت حدة النيران و مستواها عن عمد إلا أنك نجوت و لم تمت…مثير ! هذا يشعرني بالحكة ، أمهتمٌ بقتالي ؟ ”

 

 

‘حتى بعد كُل تحذيرات مارلين ، لا أصدق أن شخصاً كهذا موجود…أم أن هذه الهوية ليست بالشيء المميز ؟ لا ، قد يكُون كاذباً حتى .’

خفف أغاريس من النيران وتحكم بها بحيث لا تحرق الكحول المسكوب على الأرض ، أو تفجر القنائن بالخلف . كان سيكون من المخيف تخيل ما سيحصُل في حال فجرها بالخطأ . رغم أنه أحب رؤية تلك المناظر .

أومأ أغاريس برأسه . تعاقد حاجباه فجأة ، و وضع يده على ذقنه مفكراً ، ناظراً إلى آراي بأعين ضيقة .

 

 

سار آراي من بعيد ، ممزقاً جزءاً مُحترقاً من رداءه . سعل بضع مرات ، ثم وصل تقريباً إلى أغاريس . كان قد نجى بالكاد بحروقٍ سطحية خفيفة .

مد أغاريس يده ببادرة . حذِر آراي ، لكنه صافحه .

 

حرك آراي أقدامه بسرعة متراجعاً ، و لم يسمح لهذه القذراة بأن تلمسه ، كان سيكره نفسه حقاً إذا سمح بحدوث ذلك ؛ بالأخص بعد رؤية كيف كان يأكُل هذا ‘ الهمجي ‘ .

” لا ، إعفني من ذلك .”

 

 

 

ترنح آراي و وقف بصعوبة ، ثم نظر إلى أغاريس بأعين حاقدة . كان الأخير متكئاً على المقعد الذي أرجعه للخلف ، جاعلاً إياه على قدمين بدلاً من أربع . و وجدت تلك الإبتسامة المتغطرسة على محياه .

 

 

 

رفع آراي يده ، و فتح اللفافة .

” كاتشا!”

 

 

” كما إعتقدت ، أنت…تستهين بي تماماً ، هاه ؟ تعتقد أنني أضعف من أن أضرك ؟ أحمق .”

 

 

 

لم يأخذه أغاريس بجدية . كان فرق المستويات بينهما شائعاَ ، كان لدى أغاريس القدرة على اللعب بـ آراي حتى الموت فقط بتعويذة واحدة . لذلك حتى بعد أن إقترب منه حتى مسافةٍ تساوي متراً ، فلم يفعل شيئاً سوى الإبتسام .

 

 

‘أليس عليك إحترام رُتبتك قليلاً ؟ ‘

” بالطبع ! أنت مجرد قمامة لم يصل للمستـ- همم ؟ أوه ! أليس هذا–”

خفف أغاريس من النيران وتحكم بها بحيث لا تحرق الكحول المسكوب على الأرض ، أو تفجر القنائن بالخلف . كان سيكون من المخيف تخيل ما سيحصُل في حال فجرها بالخطأ . رغم أنه أحب رؤية تلك المناظر .

 

 

” ووش ! ”

‘نعم ، يُقال أقتله الرجل ولا تذله .’

 

 

” كوانغ !! ”

إستلقى آراي على المقعد القريب منه ، و الذي كان أغاريس يجلس فوقه سابقاً ؛ مما جعله يسلم من النيران . و وضع ساقاً على الأخرى .

 

– أواخر الحقبة الثالثة ؛ جوكر الخطأ .

لم يستطع أغاريس إكمال كلامه . ظهر ضوءٌ فضي في الجو ، إنتشر بسرعة و تشكّل على هيئة سلاسل فضية طارت في الهواء كالثعابين . لم تمنح أغاريس أي فرصة للرد ، و سرعان ما إلتفت حول جسده بإحكام .

 

 

إنفجرت الكرة النارية و أطلقت موجة لهبٍ حارقة . شعر آراي باللهب ينشر حرارته أسفل أرديته حتى عندما كان بعيداً للغاية عنه ، تعرقت بشرته بغزارة . هدأ ذهنه و خطط لردٍ سريع . أثناء عومه في الهواء ، حرك يديه على عجل في عدة حركات سريعة . كان آراي خيميائياً قد تدرب لدى مارلين لـ6 أعوام ، و حتى قبل ذلك كان معتاداً على تحريك يديه بخفة و القيام بعدة وظائف مرةً واحدة .

” هاه ! اللعنة ، كيف–”

 

 

” هيا ، حتى أنا لن أتصرف بمكر . أليس هذا عرضاً كافياً للولاء من جهتي ؟ بصراحة ، أنت مفيد . سيكون من المؤسف عدم إستغلال وجودك .”” سأبسط لك الصورة ، كلانا شيطانان من عالمٍ آخر . مكروهان من الجميع ، مُنظمةٌ تسمى بـ نظام القدر تسعى خلفنا بإستمرار . و لن أتفاجئ في حال دخل أحدهم الحانة و قال ‘أنا من نظام القدر ‘. أوه ، لا تكُن ساذجاً و إخفي حقيقة كونك شيطاناً .”

” كوا ! ”

 

 

” هاه ؟ ماذا تقول ؟ ”

رفع آراي يده ، ظهرت المزيد من السلاسل المتكونة من المانا ، و قيدت فم أغاريس أيضاً .

” لا ، إعفني من ذلك .”

 

 

” حسناً ، هلّا نحاول إعادة النظر في العقد من جديد ؟ و هذه المرة بعين العقل…”

 

 

 

إستلقى آراي على المقعد القريب منه ، و الذي كان أغاريس يجلس فوقه سابقاً ؛ مما جعله يسلم من النيران . و وضع ساقاً على الأخرى .

 

 

أصبح الجو الثقيل داخل الحانة أسخن فجأة ، و كأن ضوء الشمس فوقهم مباشرةً . بدأت نهايات ملابس آراي بالإشتعال قليلاً . بينما أصبح الهواء داخل رئتيه ساخناً . شعر بصعوبةٍ بالتنفس ، و بأنه يفقد الهواء . كانت رائحة الدخان منتشرةً بالجو . ظن آراي أنه رأى الشرر يرقص . فجأة ، سرت الحرارة في ظهره ، عندما فقد العالم ألوانه و إسود بصره ثم إصطدم بشيءٍ ما و إحترق جسده . حدث كُل ذلك خلال ثانيةٍ واحدة !

“…أيها التنين من عالم آخر .”

‘…إنه كلبٌ مجنون علي توخي الحذر منه .’

 

 

فور جلوسه على المقعد نشر آراي ساقيه قليلاً ، إسترخى جسده ، عندما إقشعر بدنه فجأة و إنقبضت عضلاته ، إحتضن نفسه بلا وعي . إهتزت كلتا يديه بلا حسيبٍ و رقيب . تساقطت قطرات العرق الباردة من جبينه ، و شعر…بالخوف .

‘من عالم آخر ؟ ‘

 

” إذا كان العقد يتمحور حول إيجاد أو التواصل مع رجل الشطرنج هذا ، فالأمر بسيط و لا حاجة إلى تعقيده .”

” هااه !! ”

 

 

أشار أغاريس إلى آراي بإصبعه السببابة .

” تباً لذلك ، ما زلت لم أعتد بعد على هذا…على الشعور بالخطر .”

 

 

 

هز آراي رأسه و رثى نفسه . نظر إلى الدائرة السحرية العائمة فوق يده . كان يوجد ما بدا و كأنهما سواران على ذراعه اليُسرى ، لكنهما كانا أيضاً دوائر سحرية . وُجدت ثلاث دوائر سحرية حول يده بالمجمُوع . و لُونت بلونٍ رمادي داكن .

” عاي حسنا، لقول الأمر ببساطة .” فرك أغاريس شعره الأحمر الجميل ، ثم أشار إلى آراي و ضحك .” سأقتلك ، هذا سيجذب ذلك الرجُل .”

 

ضغطت هالة أغاريس على آراي بشدة . رغم تعبيره الهادئ خلف القناع . كان قلب آراي يخفق بسرعة ، حاول قمع ذلك و الإحتفاظ بتعبيرٍ هادئ قدر الإمكان . كان عليه الحفاظ على صورته الآن . ربما لم يدرك أغاريس ذلك ، لكّن هالة الرتبة الثالثة خاصته قد كانت تضغط على آراي . شكّك آراي حتى في نوعية هذه الهالة ، لأنها كانت خانقةً للغاية . نية قتلٍ ساحقة مثل الدم الكثيف – كانت نفاثةً بشدة ! أشعرته بالحاجة إلى التقيؤ على الفور .

‘بهذا إستخدمت إحدى اللفافات التي كانت لدي ، تبقى إثنان .’

أومأ أغاريس برأسه . تعاقد حاجباه فجأة ، و وضع يده على ذقنه مفكراً ، ناظراً إلى آراي بأعين ضيقة .

 

‘هل عقد رجل الشطرنج إتفاقاً أو شيئاً من هذا القبيل ، مع شخصٍ من هذا العالم ؟ هل هذا يعني أن مهمة صيد ‘قطة الأنفس التسع ‘هي كذبة ؟ أو ربما هو السبب الأساسي للإتفاق ؟ لا ! ‘أوقف آراي أفكاره هذه عند هذا الحد ، و لم يسمح بها بالإنجراف أكثر . كانت هذه أموراً ‘كبيرةً جداً ‘بالنسبة له ليفكر بها ! تداعيات الإستنتاجات التي قد يصل إليها كانت ستكون كارثية لمستواه الحالي ، و كان معرفتها أيضاً عديم الفائدة الآن .

قبل أن يخرج آراي من منزل مارلين ، كان قد طلب منه أن يصنع له ‘كيويو ‘لفائفاً تحوي قوته التي تستطيع ختم المانا . نتيجةً لذلك ، سلّمه ثلاث لفائف في تحوي تعويذةً في المستوى الثالث — [ سلاسل أفيلا ] . كانت هذه السلاسل الرمادية الداكنة ، هي ما خُتم به عندما حاول الهروب من لدى مارلين منذ 6 أعوام . تمتعت بقوةٍ تقييديةٍ كبيرة ، بالإضافة إلى القوة على ختم المانا ! كانت ثلاث بطائق منجية للحياة بالمعنى الحرفي .

 

 

 

” باك !! ”

 

 

 

وقف آراي من المقعد و ركله بعيداً بقوة لتخفيف التوتر المنتشر في جسده ، ثم أطلق نفساً و نظر إلى أغاريس المقيد كدودة . كانت عيناه مشتعلتان ، بدا و كأنه على وشك إلتهام آراي حياً بعينيه . شعر الأخير بالقشعريرة من نية قتل أغاريس ، و أخذ خطوةً للخلف بلا وعي . هل هكذا بدت الوحوش المختومة في القصص الخيالية ؟ كان هذا مخيفاً إلى حدٍ ما .

 

 

” [ حاجز 2x ] ! ”

‘نعم ، يُقال أقتله الرجل ولا تذله .’

” والذي قد يعني أيضاً أنني في مرحلةٍ ما ، سأملك القوة للسفر عبر العوالم إذا إفترضنا أنني نجوت بالطبع ، صحيح ؟ بالتالي هذا يعني أن لديك ‘ أملاً ‘ ؛ ضوءاً , رغبتك بمغادرة هذا العالم ليست مستحيلةً تماماً بعد كُل شيء…لكن هذا في حال نجوت و إفترضنا أنني إمتلكت القوة اللازمة .”

 

 

قدرته على ختم أغاريس هذه المرة ، كانت ممكنةً فقط لأن أغاريس قد إستهان به . غير آخذِ إياه بجديةٍ على الإطلاق . لأنه في الرتبة الأولى المبكرة . ماذا سيستطيع أن يفعل ؟ بالإضافة لذلك ، كان أغاريس متغطرساً بطبيعته ، بدا و كأنه يرغب بالمرح و اللعب معه ، كلعبة…لكن في النهاية ، إنقلب الآية .

 

 

” باك !! ”

” أغاريس ، أليس كذلك ؟ لنتناقش بجديةٍ هذه المرة ، كعاقلين ، كشيطانان ، كشريكين . و ننظُر للأفاق البعيدة بأمل .”

‘ملعون ؟ هل هو مصابٌ بلعنة ؟ مثيرٌ للإهتمام ، في هذه الحالة هذا قد يُفسّر سبب تقييد قوته …لكن لعنة ، هاه ؟’

 

“…؟ ”

” هيا ، حتى أنا لن أتصرف بمكر . أليس هذا عرضاً كافياً للولاء من جهتي ؟ بصراحة ، أنت مفيد . سيكون من المؤسف عدم إستغلال وجودك .”” سأبسط لك الصورة ، كلانا شيطانان من عالمٍ آخر . مكروهان من الجميع ، مُنظمةٌ تسمى بـ نظام القدر تسعى خلفنا بإستمرار . و لن أتفاجئ في حال دخل أحدهم الحانة و قال ‘أنا من نظام القدر ‘. أوه ، لا تكُن ساذجاً و إخفي حقيقة كونك شيطاناً .”

 

 

 

” أنت تُريد المغادرة ، وأنا أريد النجاة . لسنا نفس الشيء . لكن لتحقيق هدفينا فنحن بحاجةٍ لنفس الشخص – رجل الشطرنج . بالتالي أعتقد أن علينا التعاون لمحاولة الوصول إليه ، و للنجاة أيضاً مما هو قادم . ألا تعتقد ذلك ؟ بدلاً من صُنع إفتراضاتٍ لا أساس لها …؟ ”

 

 

” ما هي ؟ ”

حرر آراي فم أغاريس الذي إحمرت بشرته غضباً من السلاسل جزئياً.

” أنت تُريد المغادرة ، وأنا أريد النجاة . لسنا نفس الشيء . لكن لتحقيق هدفينا فنحن بحاجةٍ لنفس الشخص – رجل الشطرنج . بالتالي أعتقد أن علينا التعاون لمحاولة الوصول إليه ، و للنجاة أيضاً مما هو قادم . ألا تعتقد ذلك ؟ بدلاً من صُنع إفتراضاتٍ لا أساس لها …؟ ”

 

” حسناً ، عن ماذا تُريد التحدث ؟ و ماذا تقصد بالعالم الآخر؟ ”

“…سأقتلك ، حررني على الفور ! أزل هذا الشيء اللعين .”

فسدت شهيته بالكامل بعد رؤية هذا المنظر ، و لم يعد في مزاجٍ للأكل بعد الآن .

 

 

” تنهد…من فضلك ، لا تفعل هذا . ليس لدي صبر ، و أنا أحاول جاهداً كبح نفسي لئلا…أصنع منك عدواً .”” لكن هاه ! يالها من نهاية مغلقة ، على هذه الحال لن نتقدم…سأقرر التراجُع هذه المرة .”

‘يالها من أعينٍ مقززة…لكن هو ليس أحمقاً بالكامل ، هاه ؟ لقد رأى من خلال نواياي .‘شعر آراي ببعض القشعريرة ، هل أراد أغاريس منافسته في مدى كون أعينه أكثر إخافة ؟

 

 

فكر آراي لفترةٍ من الوقت . ثم قرر وضع عواطفه جانباً ، و إختيار خيارٍ عقلاني . من معرفته الحالية و الجديدة ، تشكّلت صورةٌ واضحة عن شخصية أغاريس في ذهنه . كان شخصاً صعب الإرضاء . بلا شك ، كان نقيضه التام و الذي هو من نفس نوعه . سرعان ما علم بكيفية التصرف من نوعه بفضل ذلك ، لكنه ‘هو ‘بالذات لم يكُن مناسباً لذلك. في حال كان سيصنع علاقةً مع أغاريس ، فتوجب أن يكُونا في نفس المكانة ، أو أنها كانت ستكون علاقةً فاشلة .

 

 

 

” هذه مُقامرةٌ من جانبي ، لكن حسناً…” توقف آراي قليلاً عن الكلام و ألقى نظرةً على أغاريس ثم قال :” أُقتلني و لن تغادر هذا العالم ، تأكد من ذلك – أنت بحاجتي ! وأنا أحتاجك أيضاً بالطبع .”” أما بالنسبة لرجُل الشطرنج ؟ هيه ، لا أعرف شيئاً عن هذا الشخص . محادثتي معه كانت أقصر من لقائي الحالي معك .”

 

 

” لا ، إعفني من ذلك .”

” قُلت ما لدي ، إفعل ما تُريد .”

” أيها الفتى البشري بإسم آراي رولان ، أنا أعرف أنك من عالمٍ آخر بالفعل . أنت مثلي ! أستطيع معرفة ذلك بنظرة ، بالإضافة لذلك أنت بارزٌ أكثر مني حتى .”

 

صرخ أغاريس ، بينما تناثرت بقايا الصلصة من فمه في الهواء . بدا مثل قدر ضغطٍ ساخن إنفجر ناشراً محتوياته .

” كاتشا!”

” عقد أو نحو ذلك ، هذه ليست مدة طويلة بالنسبة لما عشته حتى الآن ، إنها ليست سوى قيلولة . لكنني لا أستطيع !! ”

 

 

” هوا ! هوا ! هوا ! ”

 

 

لم يهتم بهذه الأمور بالعادة ، لكّن آراي قد شعر بالإهانة بدلاً منه . أين كانت الكرامة في البلطجة على الضعفاء ؟ و على من ليس بساحرٍ حتى ؟ كان هذا بلا معنىً حقاً . رغم أنه لم يرى نفسه كرجلٍ نبيل. قرر آراي بحزم أن لايُخفض نفسه إلى هذا الحد .

تحطمت السلاسل الرمادية حول أغاريس ، و بدأت بالتلاشي في غبارٍ فضي . في نفس الوقت ، إختفت الدوائر السحرية حول ذراع آراي . سرعان ما تحرر أغاريس . وقف و ألقى نظرةً غريبةً على آراي . أطلق زفيراً هادئاً و تحدث .

 

 

” هاه ؟ ماذا تقول ؟ ”

” علي القول ، أنت مخادعٌ للغاية ، أكره أمثالك ! بشريٌ للغاية . تُريد التحدث بجدية ؟”

” لعدم قدرتي على الخروج بنفسي ، و لإستحالة ذلك — لقد كُنت أنتظرك ! ”

 

بشكلٍ غريب لم يتحدث أغاريس ، بدا و كأنه يستمع بصبر . فوجئ آراي من ذلك لأنه خالف توقعه الأولي ، لكن كتفاه إسترخا بذلك .

هدأ أغاريس و طقطق رقبته بأعين باردة .

أرجع آراي ظهره للخلف ، إتكئ على المقعد أكثر ، و أسند رأسه المائل على ذراعه اليمنى .

 

” كما ترى ، فأنا أبدو مثل رجل الشطرنج في المظهر. بالتالي هذا قد يعني أنني أملك نفس قوته .”

” لا بأس ، لكن لما علي الثقة بك ؟ كيف أضمن ألا تخونني ؟ بعد كُل شيء…أنت بشري.”

 

 

 

” يالمستوى وقاحتك حقاً . تجرؤ على التفوه بهذه الكلمات بعد ما كدّت تفعله منذ قليل بي ؟ لكن هيه…بشريٌ هاه ؟ هل من المُتفرض أن تكون هذه إهانة ؟ ”

صرخ أغاريس يصوتٍ إحتوى على سخطٍ و غضبٍ عميقين ، مُشعراً أذني آراي بأنهما ستنفجران . كان صوته كان خشناً و عالياً للغاية . بدا و كأنه مُراهق لم يبلغ بعد ، هل ناسب صوته حتى من كان بعمره ؟

 

 

أطلق آراي ضحكةً ساخرة .

” أيها البشري ، حتى لو لم تعرف كيفية ذلك في الوقت الحالي ، فأريدك أن تجد الطريقة لمغادرة هذا العالم ، لقد قلت أن علاقتك بذلك الشخص رجل الشيءٍ ما ، غير موجودة لكنك مخطأ . شخصٌ بمستواه لن يفعل شيئاً عن عبث ، هو الذي أرسلك إلى هذا العالم ، صحيح ؟ لديه سببٌ لهذا بالطبع . كونه قد أعطاك جزءاً من قوته أو هويته ، فهذا يدُل على أن لديه سبباً أيضاً . ”

 

 

“…ألست أنت أيضاً بشرياً الآن ؟ ”

– كان أغاريس في الرتبة الثالثة المبكرة .

 

” لكن…”

سار آراي بعيداً و لم ينظر إلى تعبير أغاريس ، ثم أحضر مقعدين ، و جلس على أحدهما . بينما وضع الآخر مقابلاً له .

 

 

 

لم يجلس أغاريس على المقعد ، و لم يتحدث آراي . كان المطعم صامتاً ، إنتشرت أصوات إشتعال خفيفة بسبب تعويذة أغاريس السابقة و التي حرقت عدة أجزاء من الحانة ، هرب المالك بعيداً منذ لحظة إستخدام أغاريس لسحره .

بدا و كأن أغاريس يفكر هو الآخر . رغم أنه كان منغمساً في الأكل ، مثل الأطفال بهمجية . من قطعة لحمٍ لأخرى ، مزقها بأسنانه التي بدت كالأنياب .

 

” لكن…”

بتعبير ساطع ، فتح أغاريس فمه بعد مرور ثلاث دقائق .

مد أغاريس ذراعه و بسط كفه ، ثم بدأ بالتحدث بصوتٍ آسر .

 

أرجع آراي ظهره للخلف ، إتكئ على المقعد أكثر ، و أسند رأسه المائل على ذراعه اليمنى .

” هاه ! تباً لكُل شيء…علي الإعتراف ، أيها البشري ، أنا بحاجتك . لقد دخلت هذا العالم في لحظة ضعف و لم أملك خياراً آخر. لا أعرف كيفية الخروج ، لكن أنت أم شخصٌ له علاقةٌ بك يعرف كيفية ذلك . و إلا لم أكن سآراه في الفراغ ، و في حدود العالم .”

” هاه ؟ ماذا تقول ؟ ”

 

 

مد أغاريس ذراعه و بسط كفه ، ثم بدأ بالتحدث بصوتٍ آسر .

‘لا أعتقد أن هذا يكفي لصد هذه النيران لكن…’

 

” ووش ! ”

” أيها البشري ، حتى لو لم تعرف كيفية ذلك في الوقت الحالي ، فأريدك أن تجد الطريقة لمغادرة هذا العالم ، لقد قلت أن علاقتك بذلك الشخص رجل الشيءٍ ما ، غير موجودة لكنك مخطأ . شخصٌ بمستواه لن يفعل شيئاً عن عبث ، هو الذي أرسلك إلى هذا العالم ، صحيح ؟ لديه سببٌ لهذا بالطبع . كونه قد أعطاك جزءاً من قوته أو هويته ، فهذا يدُل على أن لديه سبباً أيضاً . ”

 

 

” يالمستوى وقاحتك حقاً . تجرؤ على التفوه بهذه الكلمات بعد ما كدّت تفعله منذ قليل بي ؟ لكن هيه…بشريٌ هاه ؟ هل من المُتفرض أن تكون هذه إهانة ؟ ”

” إمتلاكك لقوةٍ مشابهة لخاصته ، يعني أن لديك الفرصة للوصول إلى مستواه و فتح بوابة . الفرصة تعني الأمل و الأمل يعني الإمكانية ، سأمنحك دعمي و معرفتي للوصول إلى هذا الهدف لمغادرة العالم ! إذا أردت مالاً و موارداً للبحوث فسأجد طريقةً لكسبهم ، إذا أردت أتباعاً فسأعطيك إياهم ، إذا أردت فهماً لسحر الأبعاد و الفضاء ، فسأعطيك فهمي و ما أعرفه عنه ، حتى لو لم تُطبقّ قوانين الفضاء نفسها على هذا العالم . و الأهم ، سوف أحمي ذاتك الضعيفة حتى تصل إلى ذلك المستوى ! ”

 

 

” هوا ! هوا ! هوا ! ”

” سأقولها مرةً أخرى ، أنا بحاجتك . ساعدني في مغادرة العالم ! ”

لم يعلم آراي حقاً كيف حصل ذلك .

 

 

كان صوت أغاريس واثقاً و متغطرساً كمن يُلقي خطاباً أمام الجماهير للترشح للرئاسة . سقط ضوء الشمس من نافذة المطعم على وجهه المبتسم ذو الإبتسامة الشريرة ، و أضائت بشرته بلمعان نقي . أصبح شعره القرمزي مشرقاً و بدا مثل الغسق . مما أعطاه هالةً مختلفةً تماماً . أسر أغاريس الحالي ، روح كل من رآه . أطلق هالة قيادية ، جعلت الناس يتبعوه بلا وعي نحو أي هدف .

 

 

” هذه مُقامرةٌ من جانبي ، لكن حسناً…” توقف آراي قليلاً عن الكلام و ألقى نظرةً على أغاريس ثم قال :” أُقتلني و لن تغادر هذا العالم ، تأكد من ذلك – أنت بحاجتي ! وأنا أحتاجك أيضاً بالطبع .”” أما بالنسبة لرجُل الشطرنج ؟ هيه ، لا أعرف شيئاً عن هذا الشخص . محادثتي معه كانت أقصر من لقائي الحالي معك .”

أرجع آراي ظهره للخلف ، إتكئ على المقعد أكثر ، و أسند رأسه المائل على ذراعه اليمنى .

” هاه ؟ فقدت التواصل معه ، مما يعني أنك…لا ، أنت أضعف من أن تخرج من هنا حتى…”

 

” لعدم قدرتي على الخروج بنفسي ، و لإستحالة ذلك — لقد كُنت أنتظرك ! ”

” أنا موافق ، سوف أساعدك .”

” عاي حسنا، لقول الأمر ببساطة .” فرك أغاريس شعره الأحمر الجميل ، ثم أشار إلى آراي و ضحك .” سأقتلك ، هذا سيجذب ذلك الرجُل .”

 

 

قال آراي و لم يخيبه .

 

 

” لما لا نُبرم عقد شراكة لنلبي ‘ رغبات ‘ بعضنا البعض ؟ ”

” لكن…”

 

 

 

رفع أغاريس حاجبه .

 

 

‘هل عقد رجل الشطرنج إتفاقاً أو شيئاً من هذا القبيل ، مع شخصٍ من هذا العالم ؟ هل هذا يعني أن مهمة صيد ‘قطة الأنفس التسع ‘هي كذبة ؟ أو ربما هو السبب الأساسي للإتفاق ؟ لا ! ‘أوقف آراي أفكاره هذه عند هذا الحد ، و لم يسمح بها بالإنجراف أكثر . كانت هذه أموراً ‘كبيرةً جداً ‘بالنسبة له ليفكر بها ! تداعيات الإستنتاجات التي قد يصل إليها كانت ستكون كارثية لمستواه الحالي ، و كان معرفتها أيضاً عديم الفائدة الآن .

” لن أفعل ذلك الآن ، سيكون هذا لوقتٍ لاحق . بدلاً من ذلك ، أريدك أنت بأن تُساعدني للوقت الحالي .”

 

 

 

“…”

” حسناً ، هلّا نحاول إعادة النظر في العقد من جديد ؟ و هذه المرة بعين العقل…”

 

 

بشكلٍ غريب لم يتحدث أغاريس ، بدا و كأنه يستمع بصبر . فوجئ آراي من ذلك لأنه خالف توقعه الأولي ، لكن كتفاه إسترخا بذلك .

فور جلوسه على المقعد نشر آراي ساقيه قليلاً ، إسترخى جسده ، عندما إقشعر بدنه فجأة و إنقبضت عضلاته ، إحتضن نفسه بلا وعي . إهتزت كلتا يديه بلا حسيبٍ و رقيب . تساقطت قطرات العرق الباردة من جبينه ، و شعر…بالخوف .

 

“…”

” كما ترى ، فأنا أبدو مثل رجل الشطرنج في المظهر. بالتالي هذا قد يعني أنني أملك نفس قوته .”

 

 

 

” والذي قد يعني أيضاً أنني في مرحلةٍ ما ، سأملك القوة للسفر عبر العوالم إذا إفترضنا أنني نجوت بالطبع ، صحيح ؟ بالتالي هذا يعني أن لديك ‘ أملاً ‘ ؛ ضوءاً , رغبتك بمغادرة هذا العالم ليست مستحيلةً تماماً بعد كُل شيء…لكن هذا في حال نجوت و إفترضنا أنني إمتلكت القوة اللازمة .”

 

 

 

” بالتالي طلبي واضحٌ و بسيط : ساعدني في ذلك .”

 

 

 

كان أغاريس صامتاً لمدةٍ وجيزة . لم يبدو تعبيره الأحمق و كأنه يفكر أكثر من كونه فارغاً من الداخل .في النهاية ، أطلق نفساً و إبتسم .

” هاه ! اللعنة ، كيف–”

 

 

” أكره التفكير ، هذا متعب . لكن…سأسايرك لهذه المرة ، و لا إهتمام لدي في محاولة البحث في الاسباب خلف ذلك . لكنني سأراقبك . أظهر أي توانٍ و ساقتلك .”

 

 

 

مد أغاريس يده ببادرة . حذِر آراي ، لكنه صافحه .

‘لا أعتقد أن هذا يكفي لصد هذه النيران لكن…’

 

 

” سنساعد بعضنا ، الأمر بهذه البساطة ، هاه ؟ “” ليكُن ، صفقة ! ”

 

 

” ووش ! ”

” صفقة .”

 

 

إنتهى كلا الجانبين أخيراً من التوصل لحل و الإتفاق على شيٍ ما . بعد العديد من الأحداث الصغيرة خلال نحو نصف ساعة .

إنتهى كلا الجانبين أخيراً من التوصل لحل و الإتفاق على شيٍ ما . بعد العديد من الأحداث الصغيرة خلال نحو نصف ساعة .

 

 

هز أغاريس كتفيه .

“…”

 

 

” لماذا ؟ سؤالك تافه ، دعني أسألك بدلاً من ذلك . لماذا أنت ضعيفٌ هكذا ؟ حتى التنين الذي فقص من بيضته للتو ، بإمكانه سحقك حتى الموت . هل أنت تنين حتى ؟ ”

“…أفلت يدي .”

نظر آراي حول الحانة ، شعر فجأةً بالشفقة تجاه هذا المالك . كانت الحانة منذ بضع دقائق ممتلئاً بالمغامرين الجياع ، و الآن لم يبقى أحد . أصبحت المقاعد فارغة ، بينما إمتلئت الطاولات بصحون الحساء و سيقان اللحم الغير مكتملة بالإضافة إلى أكواب الخمر المسكوبة والتي ملئت الأرض . لأي درجةٍ خسر هذا المالك ؟ رثاه آراي بصدق .

 

 

” لم أنتقم بعد مما فعلته ، وبما أننا إنتهينا من هراءك…فالآن أتت الفرصة.”” حاول النجاة ! ”

 

 

رفع آراي يده ، ظهرت المزيد من السلاسل المتكونة من المانا ، و قيدت فم أغاريس أيضاً .

أصبح الجو الثقيل داخل الحانة أسخن فجأة ، و كأن ضوء الشمس فوقهم مباشرةً . بدأت نهايات ملابس آراي بالإشتعال قليلاً . بينما أصبح الهواء داخل رئتيه ساخناً . شعر بصعوبةٍ بالتنفس ، و بأنه يفقد الهواء . كانت رائحة الدخان منتشرةً بالجو . ظن آراي أنه رأى الشرر يرقص . فجأة ، سرت الحرارة في ظهره ، عندما فقد العالم ألوانه و إسود بصره ثم إصطدم بشيءٍ ما و إحترق جسده . حدث كُل ذلك خلال ثانيةٍ واحدة !

 

 

” كما إعتقدت ، أنت…تستهين بي تماماً ، هاه ؟ تعتقد أنني أضعف من أن أضرك ؟ أحمق .”

— كان أغاريس قد فجّره بلا رحمة خارج الحانة .

 

 

‘لا ، مالذي يعنيه هذا الشخص ؟ ماذا حدث في الأساس ؟ متى حصل هذا ؟ ‘

“…”

” هاه ؟ ماذا تقول ؟ ”

 

 

“…”

” لا ، إعفني من ذلك .”

 

” إمتلاكك لقوةٍ مشابهة لخاصته ، يعني أن لديك الفرصة للوصول إلى مستواه و فتح بوابة . الفرصة تعني الأمل و الأمل يعني الإمكانية ، سأمنحك دعمي و معرفتي للوصول إلى هذا الهدف لمغادرة العالم ! إذا أردت مالاً و موارداً للبحوث فسأجد طريقةً لكسبهم ، إذا أردت أتباعاً فسأعطيك إياهم ، إذا أردت فهماً لسحر الأبعاد و الفضاء ، فسأعطيك فهمي و ما أعرفه عنه ، حتى لو لم تُطبقّ قوانين الفضاء نفسها على هذا العالم . و الأهم ، سوف أحمي ذاتك الضعيفة حتى تصل إلى ذلك المستوى ! ”

عندما إستيقظ آراي من جديد ، كان نائماً في مشفى العاصمة مع العديد من الحروقات ذات الدرجة الثانية و الجروح الناتجة من الزجاج مع بعض الأضلاع المكسورة…لكونه في الرتبة الأولى ، كان شفاءه يسيراً و تم ذلك بسرعة قبل تفاقم الإصابات . كلفه 70 بلورةً سحرية ، لشفاء نفسه في النهاية .

 

 

 

‘سأتأكد من رد العدوان يوماً ما…أو قتله .’

” بوووم ! ”

 

نظر أغاريس بأعينه المستطيلة إلى آراي ، كانت الأشكال المثلثة تُومض . بدا و كأنها تحلل آراي بالكامل .

كانت هذه هي الطريقة التي إنتهى بها أول لقاءٍ لـ آراي مع الشيطان الآخر – أغاريس .

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط