نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الشطرنج الأبدي 29

شؤم

شؤم

الفصل 29 — شؤم

 

 

 

> قرية ألبا ( سابقاً ) .

 

 

 

— مرت بضع دقائق منذ بداية القتال .

…الرتبة السادسة .

 

” كراك ! ”

عدّل أغاريس وضعيته ، رفع ذراعيه و شد قبضته بقوة . كانت المانا حوله تتحرك بدقة ، كنوعٍ من المستشعرات الحساسة . لم تكن مرئية ، لكنها بإنتشرت على نطاقٍ واسع . كانت هذه حواس أغاريس التنينية .

 

 

كان أغاريس منزعجاً للغاية . حتى بعد كُل محاولاته ، إلا أن بارام إستمر بالإختباء ؛ و كأنه غير موجود على الإطلاق .

‘ الحالة أكبر مما توقعت ، كيف لايزال مخفياً عني ؟ ‘

— كان هذا مخيفاً كالجحيم !

 

 

في حياته السابقة ، من كان أغاريس ؟ كان تنيناً مجيداً حظي بإعتراف لورد التنانين الأعلى ؛ سيد جميع عشائر التنانين في العالم !

ماذا كان يحدث هنا ؟ لإختصار هذا ، فقد كان ‘ أمراً كبيراً جداً ‘. هل كان يستطيع تحمل الأمر ؟ كانت الإجابة هي لا بالتأكيد ، كان هذا أكبر منه و من سلطته . لقد فاقت حدوده . كان مجرد قائد للفرقة التي تدير هذه المنطقة . كان هذا أمراً يجب أن يصل إلى ساحر البلاط الإمبراطوري نفسه بلا شك ، لأنه لم يستطع التقرير بنفسه . بحيث إنطوى الأمر على مذبحة سحرية و بوابة ! علاوةً على شجرة الشفق الكبيرة و المثيرة للريبة .

 

 

لم يكُن مجرد تنين عادي ، بل تنين مبارك بالعديد من البركات الهائلة من مختلف اللوردات , كان الأقوى و الأكثر تميزاً بين كُل جيل التنانين الشباب ، و حتى بين الكثير من الأعراق الأخرى . لذلك ، لم تقل غطرسته و فخره بنفسه حتى بعد القدوم إلى هذا العالم ، و خسرانه لقوته . لكن لإستخدامه عناصراً خبيثة مثل الدم و الظلام ، كان لديه أعداء في كُل مكان ، ودائماً ما تمت مطاردته لمحاولة صيده .

بإستخدام بديه كمسند ، عدّل أغاريس جسده ، رفع ساقيه و ركل الدمية.

 

 

كان عدواً عاماً للجميع ! حتى رغم كُل ذلك ، إستمر أغاريس بالبقاء على قيد الحياة و النجاة دائماً من كل أنواع المطاردات و المخاطر لأعوام و عقود. لم يكُن هذا لكونه مختاراً أم محظوطاً ، بل نجى بقدرته الخاصة – بقوته !

 

 

 

لذلك كانت لديه ثقةٌ طاغية بنفسه ، بأنه يستطيع فعل كُل مايريد ، و النجاة دائماً من كُل المواقف في حال إمتلك القوة اللازمة لذلك .

” أوه ، ممتاز ! لاتُريد الظهور ؟ أنت تُريد اللعب بهذه الطريقة ، هاه ؟ لك ذلك — سأدمر هذا المكان عن بكرة أبيه ! ”

 

 

أغمض أغاريس عينيه ، و فعّل حواسه إلى أقصى حد . كان بإمكانه الشعور بحركة ذرات الرمال ، و بإتجاهات نسمات الرياح المختلفة . شعر بأن لديه إستشعاراً كاملاً للمنطقة ، لكنه مع ذلك ، إستمر في محاولة زيادة مداه .

— مرت بضع دقائق منذ بداية القتال .

 

” بام ! ”

” وجدتك ! ”

” آل-ميا .”

 

 

” سووش…! ”

 

 

 

ألقى أغاريس بكرة نارٌ تجاه المكان الذي حدده ، عندما أُشعلت دائرة سحرية بيضاء ، و ظهر إعصارٌ عاتٍ منها .

‘ ما نوع علاقة هذا الخاتم بقطة الأنفس التسع ؟ لما يملكه هذا الغوبلن الأزرق ؟ هل هو الوحيد ؟ ‘

 

 

” ووووش!!!”

 

 

 

‘ لم أجده ؟ كيف يخدع حواسي ؟ ‘

 

 

‘ اللعنة ، لما لم يخبرني بقدوم شخصٍ كهذا مُسبقاً ؟ ‘

كان أغاريس منزعجاً للغاية . حتى بعد كُل محاولاته ، إلا أن بارام إستمر بالإختباء ؛ و كأنه غير موجود على الإطلاق .

” مساء الخير ، أيها السادة من البرج . هل لي السؤال – ماذا تفعلون هنا ؟”

 

 

” سووش ! ”

 

 

— كان أغاريس شخصاً خطيراً لا ينبغي العبث معه !

” بووم ! ”

تجمعت المانا أمام أغاريس ، و تشكلت كرةٌ نارية فوق كفه الأيمن . كانت بلونٍ قرمزي ، حارقةً و شريرة . لم تبدو مثل كنيرانٍ عادية . كشمسٍ مُصغرة .

 

 

تفادى أغاريس السيف الذي ظهر خلف ظهره بسرعة ، و لكم الدمية رامياً إياها بعيداً . في هذه المرحلة ، إستمر القتال لأزيد من عشر دقائق . كان جسده يحتوي على العديد من التمزقات الناتجة من السيوف و سحر الماء الخاص بالدُمى . لم يستطع التهور أكثر ، كانت كتله دمه تقل بإستمرار . في حال قرر التهور و المخاطرة أكثر من ذلك ، فسيتعذر عليه شفاء نفسه !

 

 

 

بإستخدام بديه كمسند ، عدّل أغاريس جسده ، رفع ساقيه و ركل الدمية.

 

 

ومض اللهب الداكن و تراقص .إلتهمت الكرتين بعضها البعض كنجمان خبيثان يسعيان للهيمنة على الأخر ، بدأ الكرة بإصدار أنواعٍ مختلفة من الألوان المتنوعة أثناء نبضها و ومضها بإستمرار مصدرةً أصوات إنفجارات . فجأة ، إتسع مدى الكرة و تغيرت هالتها بشدة .

” بام ! ”

 

 

” بام ! ”

كره أغاريس جسده البشري ، لأسبابٍ لا تُعد و لا تحصى . كان ضعيفاً ، صغيراً ، بطيئاً . كان دفاعه ضعيفاً ، لم تكن كتلة دمه كبيرة . و حددت كمية المانا خاصته و كتلة دمه ، محاولة زيادتهما قد أضرا به .

 

 

من بعيد ، راقب شابٌ ما هذا المشهد بصمت .

‘ لديه سحرٌ متعلق بالأوهام ، بالإضافة لذلك فهو يتحكم بهذه الدُمى ، أيضاً توجد فخاخٌ سحرية…هذا ليس مثيراً .‘

” أوه ، ممتاز ! لاتُريد الظهور ؟ أنت تُريد اللعب بهذه الطريقة ، هاه ؟ لك ذلك — سأدمر هذا المكان عن بكرة أبيه ! ”

 

” لا ، أيتها الآنسة الشابة . كُل ما في الأمر أننا نهتم بشؤوننا الخاصة ، ماذا عنكم أنتم ؟ ”

دلك أغاريس قبضته الدامية ، ظهرت فكرةٌ في رأسه و إبتسم . عندما شعر بحركةٍ رقيقة في الهواء .

 

 

إستعاد بارام هدوءه خلال ثانية ، و فكر . ثم وقف من مكانه أخيراً . و تغير تعبيره لآخر جاد . ظهر فجأة من الفراغ ، و إختفى ستار الإخفاء متعدد الألوان حوله . كان عليه التصرف بنفسه للتعامل مع هذا المتغير الغير متوقع .

” سووو !”

أغمض أغاريس عينيه ، و فعّل حواسه إلى أقصى حد . كان بإمكانه الشعور بحركة ذرات الرمال ، و بإتجاهات نسمات الرياح المختلفة . شعر بأن لديه إستشعاراً كاملاً للمنطقة ، لكنه مع ذلك ، إستمر في محاولة زيادة مداه .

 

سار إيثانول في ساحة القرية بتعبيرٍ داكن . كان متألماً للغاية . و قبض على يده بقوة .

” بوووم ! ”

 

 

ومض اللهب الداكن و تراقص .إلتهمت الكرتين بعضها البعض كنجمان خبيثان يسعيان للهيمنة على الأخر ، بدأ الكرة بإصدار أنواعٍ مختلفة من الألوان المتنوعة أثناء نبضها و ومضها بإستمرار مصدرةً أصوات إنفجارات . فجأة ، إتسع مدى الكرة و تغيرت هالتها بشدة .

تحرك ظلٌ رشيق ، و وقف أمام أغاريس . كانت فتاةً شابة ، إرتدت ملابس منفذي القانون الداكنة . و أمسكت بسيفٍ أسود .

كانوا وحوشاً على هيئةٍ بشرية ، بشعرٍ بلون الثلج و قرونٍ سوداء كالنصال . كان لديهم أجنحةٌ أحلك سواداً من الليالي ، و ذيلٌ فروي أبيض كثيف .

 

صفع أغاريس كف شارون ، قفز و وقف بثبات مبتعداً عن نطاق الشق المائي ، ثم نظر حوله .

” إهدئ ، أنا حليفتك الآن . لست ضدك . ما رأيك بالتعاون ضد هذا الـ–”

كان إيثانول الذي يشاهد من أعلى شجرةٍ بعيدة ، يُحلل الوضع بهدوءٍ تام . لمعت عيناه كالألماس بإنعكاسات متلألئة ، و سرعان ما تشكلت صورةٌ واضحة عن مشهد المعركة في ذهنه .

 

— كان هذا مخيفاً كالجحيم !

” من أنتِ ، هاه ؟ ”

كان المقدر ألا تكون الأمور هادئةً على الإطلاق…لفترةٍ طويلة .

 

أمسكت إحدى الدمى بقدم أغاريس فجأة ، ولم تمنحه الفرصة للرد . تم إلقاءُه في الهواء ، و عندما كان يحاول موازنة نفسه ، إستقبله شقٌ مائي طوله خمس أمتار من سيف الدمية الي كانت تقاتل شارون . كانت هذه الدمى الثلاثة تعبث ، لم يكن لديهم أي تركيز . مرةً ركزوا على شارون لوحدها و مرةً ألقوا هجمة مفاجئة تجاه أغاريس . كان تحكم بارام بهم عشوائياً إلى حدٍ ما . كان من الجيد أنه ليس منظماً .

” من محكمة الحقيقة ، شارون كرولبا .”

 

 

كان آخر هموم آراي هو إيجاد هذه القطة ، حيث أنها لم تكُن بالشيء المهم و العاجل . بدلاً من محاولة البحث عند مالا سيجده ، كان من الأفضل التركيز على مسؤولياته و ما لديه من أمورٍ أخرى – و الآن هنا في هذا البعد السري غامض الأصل ، كان قد وجد ما بدا و كأنه ‘ أثر ‘ لهذه القطة الغامضة .

نظر أليها أغاريس من الأعلى للأسفل مشعراً إياها بعدم الراحة و النفور ، قبل أن تتحدث إستنكر و هز رأسه وقال عابساً :” إنقلعي !” تجاهلها ، و بدأ بقتال الدمية من جديد .

آمن ذوي محكمة الحقيقة بأن جميع من في العالم – بإستثناء الآثمة – إستحقوا العدالة .

 

صمت إيثانول لمدةٍ وجيزة ، قبل أن يهز رأسه .

من بعيد ، راقب شابٌ ما هذا المشهد بصمت .

 

 

خلع آراي قفازه الأيسر ، و إرتدى الخاتم . ثم أعاد إرتداء القفاز من جديد . كان لديه كُل الوقت للبحث فيه ، لم يكن هذا وقتاً مناسباً لذلك . قرر أولاً مغادرة هذه البقعة ، في حال وجود مخلوقاتٍ حيةٍ أخرى ، فستجذبهم دماء هذا الغوبلن بالتأكيد .

‘ تأخرنا قليلاً و حدث كُل هذا ؟ يبدو أننا أمنا المنطقة الخاطئة ، لا بد من و أن تلك المصفوفة الأخرى فخ هاه…؟ ‘

 

 

 

‘ همم ، هذا الفتى بالنسبة لعمره فهو يملك قوةً كبيرة . علاوةً على كمية مانا هائلة . لكنه متهور و غير حكيم ، متوقع . في قتالٍ واحد لواحد بالكاد أستطيع تصنيف قوته في مستوى القاع تقريباً في الفرقة الثانية .’

أراد آراي الحركة ، لكن فجأة–

 

 

كان إيثانول الذي يشاهد من أعلى شجرةٍ بعيدة ، يُحلل الوضع بهدوءٍ تام . لمعت عيناه كالألماس بإنعكاسات متلألئة ، و سرعان ما تشكلت صورةٌ واضحة عن مشهد المعركة في ذهنه .

قلبها ، و بسرعة—

 

 

‘ معززون برداءٍ أزرق و سيف ، جميعهم يستخدمون عنصراً مائياً . أرى ، هم من مدرسة سيف النهر المفترس .‘

 

 

 

‘ ذلك ” المشعوذ ” المختبئ ، هو الأخطر هنا . تدخله يعني النهاية . لكنه يشاهد فحسب مختفياً ، و من بلادة هؤلاء الثلاث – يُرى لي أن مسيطرٌ عليهم ؟ ألهذا يختبئ ؟ ‘

‘ حدث كُل هذا لأنني قد تأخرت ، ربما لتمكنت من منع الأمر في حال وصلت مبكراً…‘

 

” سووش ! ”

‘ ألهذا يقاتلون من أجله ؟ سأفترض ذلك مؤقتاً .’

لم يكُن مجرد تنين عادي ، بل تنين مبارك بالعديد من البركات الهائلة من مختلف اللوردات , كان الأقوى و الأكثر تميزاً بين كُل جيل التنانين الشباب ، و حتى بين الكثير من الأعراق الأخرى . لذلك ، لم تقل غطرسته و فخره بنفسه حتى بعد القدوم إلى هذا العالم ، و خسرانه لقوته . لكن لإستخدامه عناصراً خبيثة مثل الدم و الظلام ، كان لديه أعداء في كُل مكان ، ودائماً ما تمت مطاردته لمحاولة صيده .

 

 

أمطرت السماء بسهام مائية تجاه شارون ، أصدرت أصوات صفير إخترقت الهواء . رقصت شارون بسيفها ، و إنسلت من خلال السهام المائية كالثعابين . كانت خفيفةً و رشيقة كنسيم رياح ، أصابتها ثلاثة سهام من بين العشرات ، لكنها لم تكن بالشيء الجلل .

ومض اللهب الداكن و تراقص .إلتهمت الكرتين بعضها البعض كنجمان خبيثان يسعيان للهيمنة على الأخر ، بدأ الكرة بإصدار أنواعٍ مختلفة من الألوان المتنوعة أثناء نبضها و ومضها بإستمرار مصدرةً أصوات إنفجارات . فجأة ، إتسع مدى الكرة و تغيرت هالتها بشدة .

 

‘ علي المغادرة—’

‘ شيري ، سيكون من الأفضل إنهاء الأمر سريعاً . ألا تعتقدين ذلك ؟ ‘

” شيري نحن لم نتركه ، بالأحرى لا نستطيع مطاردته في حالتنا الحالية . هل أنتِ متأكدة من أنك تستطيعين إعتقال ذلك الشخص العنيف بهدوء ؟ حتى لو كان مصاباً ، فما يزال شخصاً خَطِراً ، بالإضافة لذلك…” أشار إلى شجرة الشفق وأكمل :” تأمين هذا الشيء هو أولى أولوياتنا حالياً ، ذلك المتحكم بالدُمى قد هرب الآن و يبدو أنه هو المسؤول أيضاً عن هذا من كلماته الأخيرة .”” بالإضافة لذلك ، سيكون من السهل البحث عن الفتى لاحقاً مع مميزاته الواضحة هذه ومعاملته كشاهدٍ ستأتي بعد التحقيق في هذا المكان أولاً .”

 

لذلك كانت لديه ثقةٌ طاغية بنفسه ، بأنه يستطيع فعل كُل مايريد ، و النجاة دائماً من كُل المواقف في حال إمتلك القوة اللازمة لذلك .

‘ أنا في خضم هذا بالفعل ، لكن هذا غير ممكن . مستخدم التعويذة مختبئ .’

أمسكت إحدى الدمى بقدم أغاريس فجأة ، ولم تمنحه الفرصة للرد . تم إلقاءُه في الهواء ، و عندما كان يحاول موازنة نفسه ، إستقبله شقٌ مائي طوله خمس أمتار من سيف الدمية الي كانت تقاتل شارون . كانت هذه الدمى الثلاثة تعبث ، لم يكن لديهم أي تركيز . مرةً ركزوا على شارون لوحدها و مرةً ألقوا هجمة مفاجئة تجاه أغاريس . كان تحكم بارام بهم عشوائياً إلى حدٍ ما . كان من الجيد أنه ليس منظماً .

 

سُحب ظهر أغاريس من قبل شارون ، عندما كاد أن يمزقه النصل المائي . إسود تعبيره و طفح كيله تماماً ! كان شخصاً قليل الصبر منذ البداية ، أشعره هذا الإستفزاز العاري بنيران تحرق كبده . كان هذا لا يطاق ! كيف تجرأ مجرد بشري على فعل هذا به ؟

أمسكت إحدى الدمى بقدم أغاريس فجأة ، ولم تمنحه الفرصة للرد . تم إلقاءُه في الهواء ، و عندما كان يحاول موازنة نفسه ، إستقبله شقٌ مائي طوله خمس أمتار من سيف الدمية الي كانت تقاتل شارون . كانت هذه الدمى الثلاثة تعبث ، لم يكن لديهم أي تركيز . مرةً ركزوا على شارون لوحدها و مرةً ألقوا هجمة مفاجئة تجاه أغاريس . كان تحكم بارام بهم عشوائياً إلى حدٍ ما . كان من الجيد أنه ليس منظماً .

إنتصب الشعر على جسد أغاريس ، بينما إحترق الرون الدموي على جسده بشكلٍ أشد و أكثف . تجاهل أغاريس الإصابات الكثيفة و الحفر المحترقة على جسده .

 

أصبح تعبير قائد هذه الفرقة شاحباً و دق قلبه بسرعة ، بينما إرتفعت مشاعر الغضب في صدره .

في كُل مرةٍ حاول فيها أغاريس الإمساك بـ بارام ، ظهرت أمامه ‘ دمية ‘ تحت سيطرة الأخير فجأة . خرج بعضهم من تحت الأرض ، و آخرون من الفراغ . بينما تفعلت الفخاخ أيضاً بالغالب .

 

 

 

” سووش…ووشش… ”

 

 

 

سُحب ظهر أغاريس من قبل شارون ، عندما كاد أن يمزقه النصل المائي . إسود تعبيره و طفح كيله تماماً ! كان شخصاً قليل الصبر منذ البداية ، أشعره هذا الإستفزاز العاري بنيران تحرق كبده . كان هذا لا يطاق ! كيف تجرأ مجرد بشري على فعل هذا به ؟

تشكّلت كرة أرجوانية مسودة فوق كفه الأيسر ، كانت من اللهب الداكن . كان الظلام يلتهم نفسه داخلها . و بدت كنذير شؤم ملعون .

 

 

صفع أغاريس كف شارون ، قفز و وقف بثبات مبتعداً عن نطاق الشق المائي ، ثم نظر حوله .

 

 

 

” أوه ، ممتاز ! لاتُريد الظهور ؟ أنت تُريد اللعب بهذه الطريقة ، هاه ؟ لك ذلك — سأدمر هذا المكان عن بكرة أبيه ! ”

لكنه بالتأكيد لم يستطع فعل ذلك أيضاً ( رغم رغبته الداخلية في تسليم الأمر لمحكمة الحقيقة ). في نفس الوقت الذي كان عليه موازنة الأمور فيه ، كان عليه الحد من تدخل محكمة الحقيقة قدر الإمكان ، جعلهم ينقلعون قد كان أفضل !

 

 

لمعت عيناه بضوءٍ قاتم و مظلم . بدأت المانا حوله بالإرتفاع و التكثف بمعدلٍ سريع .

 

 

 

” ووش…ووش…ووش…”

 

 

 

إنتصب الشعر على جسد أغاريس ، بينما إحترق الرون الدموي على جسده بشكلٍ أشد و أكثف . تجاهل أغاريس الإصابات الكثيفة و الحفر المحترقة على جسده .

” إين-داما .”

 

إزداد غضب شارون أكثر .قبل أن ترد ، رفع إيثانول كفه و تحدث بصوته اللطيف :” إذاً ما رأيك في إعطائي تفسيراً لتلك الجثث ؟ بركة الدماء ؟ علاوةً على ذلك ، يبدو أنكم غير مدركين على الإطلاق لما يحدث هنا . مشعوذٌ ما قد إستخدم أدوات سحرية لفتح بوابة بالإجبار ، بإستخدام هذه الدماء كوقود . بالإضافة إلى مصفوفة الإخفاء في الخارج ، ساحر دم ، و مستخدم لسحر الوهم…مذهلٌ للغاية ، هل هذه هي المنظمة التي تفخر بها إمبراطورية فولنهايم ؟ أين كاهنكم عن هذا ؟ أم أنكم جعلتم هذا يحدث تحت أنوفكم عنوة ؟”

” إين-داما .”

 

 

 

تشكّلت كرة أرجوانية مسودة فوق كفه الأيسر ، كانت من اللهب الداكن . كان الظلام يلتهم نفسه داخلها . و بدت كنذير شؤم ملعون .

 

 

ظهروا لأول مرةٍ في أواخر الحقبة الثالثة ، مباشرةً بعد بداية العصر الأخير من الحقبة بـ300 عام . والذي كان في نفس الفترة الفوضوية حين ظهرت ‘ قاعة الحكمة ‘ لأول مرة . بادئين ما لقبه المؤرخون بأقوى حربٍ في التاريخ ؛ الحرب السحرية الثانية ! حدثت العديد من المآسي خلال هذه الحرب الكبيرة ، و فُقدت قارة بأكملها . مع إنقراض عددٍ لا يُعد و لا يحصى من الفصائل و المنظمات المجيدة ذات التاريخ الطويل ، على رأسهم نظام المنطق .

” إين-ار .”

 

 

إستعاد بارام هدوءه خلال ثانية ، و فكر . ثم وقف من مكانه أخيراً . و تغير تعبيره لآخر جاد . ظهر فجأة من الفراغ ، و إختفى ستار الإخفاء متعدد الألوان حوله . كان عليه التصرف بنفسه للتعامل مع هذا المتغير الغير متوقع .

تجمعت المانا أمام أغاريس ، و تشكلت كرةٌ نارية فوق كفه الأيمن . كانت بلونٍ قرمزي ، حارقةً و شريرة . لم تبدو مثل كنيرانٍ عادية . كشمسٍ مُصغرة .

كان أغاريس منزعجاً للغاية . حتى بعد كُل محاولاته ، إلا أن بارام إستمر بالإختباء ؛ و كأنه غير موجود على الإطلاق .

 

 

” آل-ميا .”

 

 

 

إنفجرت ألسنة اللهب أسفل قدمَي أغاريس ، قاذفةً إياه عالياً في السماء . رفرف شعر أغاريس ، بسرعةٍ كبيرة و بتركيزٍ شديد ، قرّب الكرتين ذات العناصر المختلفة معاً . ثم دمجها فجأة .

” وجدتك ! ”

 

‘ ألهذا يقاتلون من أجله ؟ سأفترض ذلك مؤقتاً .’

” سووش…سووش…سووش…!! ”

…الرتبة السادسة .

 

 

ومض اللهب الداكن و تراقص .إلتهمت الكرتين بعضها البعض كنجمان خبيثان يسعيان للهيمنة على الأخر ، بدأ الكرة بإصدار أنواعٍ مختلفة من الألوان المتنوعة أثناء نبضها و ومضها بإستمرار مصدرةً أصوات إنفجارات . فجأة ، إتسع مدى الكرة و تغيرت هالتها بشدة .

بعد دقائق قليلةً من ذلك ، ظهر ثلاثة سحرة برداءٍ نيلي . تنوعت رتبهم بين الثانية العليا و الثالثة المتوسطة .

 

غضبت شارون ، و ردت ببرود :” دائرة البلاط الإمبراطوري ، هل نحن بحاجةٍ إلى تعليمكم قوانينا من جديد ؟ ”

” بانغ ! بانغ ! ”

 

 

من بعيد ، لدى الشجرة . إنتشرت القشعريرة أسفل عمود إيثانول الفقري . و بات فزعاً ، شعر بأنه سيختفي تماماً من الوجود إذا لمسته تلك النيران .

‘ أوه ، لا ! ‘

 

 

‘ لم أجده ؟ كيف يخدع حواسي ؟ ‘

شحب تعبير أغاريس ، كان قد فقد السيطرة ! إشتعلت النيران بعنف ، و أصدرت هالةً كبيرة و شريرة . كانت قويةً للغاية . لمعت في الليل مثل نجمٍ مشؤوم ، إنتشر ضوءها الداكن بعيداً . بدأ حجم الكرة بالإتساع ، كانت بحجم قبضةٍ في البداية ، ثم أصبحت بحجم كرة قدم كبيرة .

 

 

” في حال علم سُكان الإمبراطورية بالقدر القاسي و المؤلم لسكان القرية ؛ أولئك المساكين الذين ماتوا دون أن يعلم أحد بوجودهم ، والذين لم يرتاحوا حتى بعد موتهم . ماذا سيحصل ؟ بعد إدراكهم لـ’ مدى جدوى ‘ حماتهم ؟ ”

‘ أي نوعٍ من السحر المطلق هو هذا…!؟ ‘

كان هذا الإسم يعود لوحشٍ سحري ، من الصنف S . والذي كان يساوي…

 

من بعيد ، لدى الشجرة . إنتشرت القشعريرة أسفل عمود إيثانول الفقري . و بات فزعاً ، شعر بأنه سيختفي تماماً من الوجود إذا لمسته تلك النيران .

 

 

‘ اللعنة ، لما لم يخبرني بقدوم شخصٍ كهذا مُسبقاً ؟ ‘

كان هذا السحر قوياً للغاية !

 

 

” بانغ ! بانغ ! ”

حتى بارام و شارون قد أظهرا تعبيراً مصدوماً ، تدفقت قطرات العرق البارد على وجيهيهما . بدا و كأن الوقت قد توقف في تلك اللحظة ، و نظر الجميع إلى النجم الأرجواني الداكن و المشتعل في السماء . كان ضوءه المشؤوم و الشرير يطلق هالةً شيطانية أسوء من الموت ، بدت و كأنها تستطيع إلتهام كُل شيء و تدميره دون ترك أي أثر ؛ دون أي بقايا أو رماد .

 

 

 

ذكرهم ذلك فجأةً بالجريموري صاحب أقوى قوةٍ نارية في العالم سلطة – القزم الأرجواني للملك بيرسيوس !

 

 

 

‘ هذا الفتى…‘

 

 

 

‘ ما هو ؟ هل له علاقة بنجوم آركانا ؟ لا ، لا أستطيع السماح لها بالإنفجار ؛ ستفسد الأمور هكذا …سيكون من المتعب سماع توبيخٍ من قبل سيدي ، قد يقتلني حتى .’

‘ ذلك ” المشعوذ ” المختبئ ، هو الأخطر هنا . تدخله يعني النهاية . لكنه يشاهد فحسب مختفياً ، و من بلادة هؤلاء الثلاث – يُرى لي أن مسيطرٌ عليهم ؟ ألهذا يختبئ ؟ ‘

 

 

‘ اللعنة ، لما لم يخبرني بقدوم شخصٍ كهذا مُسبقاً ؟ ‘

” بوووم ! ”

 

– كان هؤلاء هم سحرة دائرة البلاط .

إستعاد بارام هدوءه خلال ثانية ، و فكر . ثم وقف من مكانه أخيراً . و تغير تعبيره لآخر جاد . ظهر فجأة من الفراغ ، و إختفى ستار الإخفاء متعدد الألوان حوله . كان عليه التصرف بنفسه للتعامل مع هذا المتغير الغير متوقع .

 

 

 

 

 

 

> البعد السري المجهول .

” مساء الخير ، أيها السادة من البرج . هل لي السؤال – ماذا تفعلون هنا ؟”

 

توقفت أفكار آراي فجأة ، و إنتصب شعره بقسوة . كان ظهره غارقاً في العرق البارد ، إقشعر عموده الفقري و إنتشرت البرودة في صدره . كان يشعر بالموت خلفه يحدق به ، أدار رأسه ببطء .

— قطة الأنفس التسعة .

من بعيد ، لدى الشجرة . إنتشرت القشعريرة أسفل عمود إيثانول الفقري . و بات فزعاً ، شعر بأنه سيختفي تماماً من الوجود إذا لمسته تلك النيران .

 

 

كانت هذه القطة ، هي البند الوحيد في إتفاق آراي مع الغامض – رجل الشطرنج لمغادرة عالمه السابق ؛ الأرض ، و الهرب من قدر المختار المحتوم . لقتلها أم الإمساك بها ؛ كان هذا خيار آراي ، و لم يحدد رجل الشطرنج ذلك و ترك الأمر له.

أراد آراي الحركة ، لكن فجأة–

 

” سووش ، سووش ، سووش…! ”

كانت قطة الأنفس التسع كما رآها آراي في الصورة ، هي قطة كالليل ، بثلاثة أعين شمسية ، و ثلاثة ذيول .

 

 

 

كان آخر هموم آراي هو إيجاد هذه القطة ، حيث أنها لم تكُن بالشيء المهم و العاجل . بدلاً من محاولة البحث عند مالا سيجده ، كان من الأفضل التركيز على مسؤولياته و ما لديه من أمورٍ أخرى – و الآن هنا في هذا البعد السري غامض الأصل ، كان قد وجد ما بدا و كأنه ‘ أثر ‘ لهذه القطة الغامضة .

 

 

 

‘ محاولة معرفة سبب وجود مثل هذا الشيء هنا ، هو محفزٌ كاف لي الآن لتفتيش كُل هذا البعد السري و سبب ظهوره هنا . بعد كُل شيء ، لا توجد صدفة في هذا الكون…فقط قدر .’

 

 

 

نظر آراي إلى الخاتم بإهتمام . كان هذا خاتماً عادياً ، بإستثناء النقش الذهبي على سطحه ، بدا كأي خاتم عادي آخر . لم يبدو و كأنه شيءٌ مميز .

 

 

 

‘ ما نوع علاقة هذا الخاتم بقطة الأنفس التسع ؟ لما يملكه هذا الغوبلن الأزرق ؟ هل هو الوحيد ؟ ‘

 

 

كان هذا عرقاً قد سُمي بالعشيرة ، لعدم كثرة أعدادهم و ملائمتها لكلمة ‘ عرق ‘. رغم ذلك ، تم الإعتراف بهم كالعرق الأقوى في التاريخ بلا أي منازع من قبل البشرية و مختلف الأعراق الباقية . كانوا أقوياء و أشداء ، أحبتهم المانا ، وخضعت البيئة لهم . و كأنهم أبناء الطبيعة الأم ؛ أكثر حتى من التنانين و الجان .

لم يشك آراي بوجود علاقة بين القطة و الخاتم ، رغم أنه لم يهتم كثيراً بهذه القطة ، إلا أنه قد أجرى بحثه الخاص سراً في موسوعات الوحوش السحرية الموجودة في مكتبة مارلين . لكنه لم يجد ذكر إسم هذا الوحش على الإطلاق ؛ كان غير موجود في هذا العالم !

 

 

 

خلع آراي قفازه الأيسر ، و إرتدى الخاتم . ثم أعاد إرتداء القفاز من جديد . كان لديه كُل الوقت للبحث فيه ، لم يكن هذا وقتاً مناسباً لذلك . قرر أولاً مغادرة هذه البقعة ، في حال وجود مخلوقاتٍ حيةٍ أخرى ، فستجذبهم دماء هذا الغوبلن بالتأكيد .

 

 

 

‘ علي المغادرة—’

 

 

 

توقفت أفكار آراي فجأة ، و إنتصب شعره بقسوة . كان ظهره غارقاً في العرق البارد ، إقشعر عموده الفقري و إنتشرت البرودة في صدره . كان يشعر بالموت خلفه يحدق به ، أدار رأسه ببطء .

 

 

تفادى أغاريس السيف الذي ظهر خلف ظهره بسرعة ، و لكم الدمية رامياً إياها بعيداً . في هذه المرحلة ، إستمر القتال لأزيد من عشر دقائق . كان جسده يحتوي على العديد من التمزقات الناتجة من السيوف و سحر الماء الخاص بالدُمى . لم يستطع التهور أكثر ، كانت كتله دمه تقل بإستمرار . في حال قرر التهور و المخاطرة أكثر من ذلك ، فسيتعذر عليه شفاء نفسه !

“غرررر…”

بعد دقائق قليلةً من ذلك ، ظهر ثلاثة سحرة برداءٍ نيلي . تنوعت رتبهم بين الثانية العليا و الثالثة المتوسطة .

 

” إهدئ ، أنا حليفتك الآن . لست ضدك . ما رأيك بالتعاون ضد هذا الـ–”

على بعد 15 متراً منه ، كان يُوجد ذئبٌ جبّار ، بحجمٍ ساوى الأفيال البالغة . لُطِّخ فروه بكُل أنواع القذرات و الدماء الأرجوانية وكأنها تحمل جميع خطايا العالم . لُّونت عيناه بلون الدم ، و غُرست مخالبه الألماسية العمالقة في الأرض . برزت أجنحةٌ شريرة كالغربان من ظهره ، و إمتدت قرونٌ سوداء طويلة و حادة كالنصال من رأسه . كانت أسنانه تبدو كترسانة سيوفٍ ثقيلة .

‘ هذا الفتى…‘

 

— عشيرة الأشورا .

ظهرت كلمةٌ في ذهن آراي و إبيَّض صدره رُعباً .

 

 

‘ أنا في خضم هذا بالفعل ، لكن هذا غير ممكن . مستخدم التعويذة مختبئ .’

– أشوراغون .

 

 

من بعيد ، لدى الشجرة . إنتشرت القشعريرة أسفل عمود إيثانول الفقري . و بات فزعاً ، شعر بأنه سيختفي تماماً من الوجود إذا لمسته تلك النيران .

كان هذا الإسم يعود لوحشٍ سحري ، من الصنف S . والذي كان يساوي…

” آل-ميا .”

 

” شيري نحن لم نتركه ، بالأحرى لا نستطيع مطاردته في حالتنا الحالية . هل أنتِ متأكدة من أنك تستطيعين إعتقال ذلك الشخص العنيف بهدوء ؟ حتى لو كان مصاباً ، فما يزال شخصاً خَطِراً ، بالإضافة لذلك…” أشار إلى شجرة الشفق وأكمل :” تأمين هذا الشيء هو أولى أولوياتنا حالياً ، ذلك المتحكم بالدُمى قد هرب الآن و يبدو أنه هو المسؤول أيضاً عن هذا من كلماته الأخيرة .”” بالإضافة لذلك ، سيكون من السهل البحث عن الفتى لاحقاً مع مميزاته الواضحة هذه ومعاملته كشاهدٍ ستأتي بعد التحقيق في هذا المكان أولاً .”

…الرتبة السادسة .

‘ لم أجده ؟ كيف يخدع حواسي ؟ ‘

 

” روووواااااااررر !!! ”

‘ أوه يا إلهي…أنا ميتٌ هذه المرة . من بين كُل الأمور الممكنة – كيف لمطية أشورا أن تُوجد هُنا…!؟’

 

 

 

— عشيرة الأشورا .

 

 

 

كان هذا عرقاً قد سُمي بالعشيرة ، لعدم كثرة أعدادهم و ملائمتها لكلمة ‘ عرق ‘. رغم ذلك ، تم الإعتراف بهم كالعرق الأقوى في التاريخ بلا أي منازع من قبل البشرية و مختلف الأعراق الباقية . كانوا أقوياء و أشداء ، أحبتهم المانا ، وخضعت البيئة لهم . و كأنهم أبناء الطبيعة الأم ؛ أكثر حتى من التنانين و الجان .

صمت إيثانول لمدةٍ وجيزة ، قبل أن يهز رأسه .

 

‘ أوه ، لا ! ‘

كانوا وحوشاً على هيئةٍ بشرية ، بشعرٍ بلون الثلج و قرونٍ سوداء كالنصال . كان لديهم أجنحةٌ أحلك سواداً من الليالي ، و ذيلٌ فروي أبيض كثيف .

‘ صحيح ، كدت أنسى ذلك .’

 

 

ظهروا لأول مرةٍ في أواخر الحقبة الثالثة ، مباشرةً بعد بداية العصر الأخير من الحقبة بـ300 عام . والذي كان في نفس الفترة الفوضوية حين ظهرت ‘ قاعة الحكمة ‘ لأول مرة . بادئين ما لقبه المؤرخون بأقوى حربٍ في التاريخ ؛ الحرب السحرية الثانية ! حدثت العديد من المآسي خلال هذه الحرب الكبيرة ، و فُقدت قارة بأكملها . مع إنقراض عددٍ لا يُعد و لا يحصى من الفصائل و المنظمات المجيدة ذات التاريخ الطويل ، على رأسهم نظام المنطق .

ألقى أغاريس بكرة نارٌ تجاه المكان الذي حدده ، عندما أُشعلت دائرة سحرية بيضاء ، و ظهر إعصارٌ عاتٍ منها .

 

أغمض أغاريس عينيه ، و فعّل حواسه إلى أقصى حد . كان بإمكانه الشعور بحركة ذرات الرمال ، و بإتجاهات نسمات الرياح المختلفة . شعر بأن لديه إستشعاراً كاملاً للمنطقة ، لكنه مع ذلك ، إستمر في محاولة زيادة مداه .

كان الأشوراغون هم الحيوانات الأليفة و المطيات الخاصة بعشيرة الأشورا ، رأى آراي الكثير من الصور و الرسومات المختلفة في الكُتب عنهم . حتى بدون إستخدام < تحليل : محاكاة > ، كان متأكداً 100% ، أن ذلك…هو أشوراغون . ناهيك عن كُل شيء آخر ، شعر آراي بالرعب يجتاحه ، كان هذا أضخم وحشٍ رآه على الإطلاق . بدا كمن كان يقتلهم بـDark Souls في صباه بمتعة كبيرة ، أثناء نقده لمدى ‘ واقعية ‘ تجسيد الوحوش . هل كان هذا إنتقاماً من المطورين ضده ؟

 

 

 

سبق وأن قرأ عن الأشوراغون في الكُتب التاريخية و موسوعات الوحش فحسب . لكنه لم يتوقع على الإطلاق في حياته أن يرى واحداً ! أدرك آراي في هذه اللحظة ، بأن أكثر شيءٍ مرعب في الحياة ، هو رؤية الأساطير الموجودة في الكُتب التاريخية على أرض الواقع . بالأخص لو كانوا مثل هذا الوحش .

 

 

 

— كان هذا مخيفاً كالجحيم !

> العالم الحقيقي .

 

 

بدا و كأن الأشوراغون حذر ، لم يتحرك و ثُّبتت عيناه الدمويتان على آراي .

 

 

‘ إنه حذرٌ مني ! يبدو أنني أمثل هيئةً غير معروفة له ، ممتاز…هل هذه أول مرةٍ يرى فيها شخصاً مثلي ؟ عكس الغوبلنز ؟ معقول .’ رأى آراي أعين الأشوراغون الحذرة ، و أضائت عيناه ، قامعاً خوفه بالكاد.’ ممتاز ، ممتازٌ جداً . لدي فرصةٌ الآن…’

‘ إنه حذرٌ مني ! يبدو أنني أمثل هيئةً غير معروفة له ، ممتاز…هل هذه أول مرةٍ يرى فيها شخصاً مثلي ؟ عكس الغوبلنز ؟ معقول .’ رأى آراي أعين الأشوراغون الحذرة ، و أضائت عيناه ، قامعاً خوفه بالكاد.’ ممتاز ، ممتازٌ جداً . لدي فرصةٌ الآن…’

 

 

 

‘ لسوء الحظ ، ليس لدي أي جرعات لصُنع قنبلة دخانية لمحاولة تفاديه مباشرة ، حتى مع ذلك هل هذا ممكن ؟ لا ، علي توقع أسوء السيناريوهات ، لا منطق مع وحش من الصنف S .’

 

 

 

حرك جسده قليلاً ، و كما توقع ، إنتصب فرو الأشوراغون على الفور تأهباً و تدفق سيل اللعاب من فمه الذي توسع قليلاً مبرزاً أسنانه الشريرة . بدا و كأنه سيقفز عليه مباشرة ، لكنه لم يفعل شيئاً .

صفع أغاريس كف شارون ، قفز و وقف بثبات مبتعداً عن نطاق الشق المائي ، ثم نظر حوله .

 

” بام ! ”

‘ هوه..’ أخذ آراي نفساً عميقاً ثم قمع كُل المشاعر المتصاعدة في صدره – كان عليه ألا يفقد هدوءه و لو بأدنى درجة !

 

 

 

أراد آراي الحركة ، لكن فجأة–

> البعد السري المجهول .

 

كان إيثانول الذي يشاهد من أعلى شجرةٍ بعيدة ، يُحلل الوضع بهدوءٍ تام . لمعت عيناه كالألماس بإنعكاسات متلألئة ، و سرعان ما تشكلت صورةٌ واضحة عن مشهد المعركة في ذهنه .

” روووواااااااررر !!! ”

 

 

 

هدر الأشوراغون بصوتٍ متوحش كالرعد المدوي في السماء و إنتشر في أذني آراي بصدىً مهتز ، دب الفزع في قلب الفتى الصغير و توقف عن الحركة تماماً ؛ كان قد شُّل…في تلك اللحظة ، صُعق آراي كمن اُصيب بالبرق . وتذكر الوقت الذي أراد فيه إستخدام قرص الإتصال للتواصل مع عضو أشباح آركانا ذاك ، بعد ظهور برج الميزان .

 

 

‘ ذلك ” المشعوذ ” المختبئ ، هو الأخطر هنا . تدخله يعني النهاية . لكنه يشاهد فحسب مختفياً ، و من بلادة هؤلاء الثلاث – يُرى لي أن مسيطرٌ عليهم ؟ ألهذا يختبئ ؟ ‘

كان الوقت يُعيد نفسه .

 

 

 

‘…هل تريد القول أن لاشيء قد تغير ؟ ‘

 

 

تقدّم الأشوراغون بخطواتٍ ثابتة بقوائمه الأربعة ، مقترباً من آراي .

 

 

في حياته السابقة ، من كان أغاريس ؟ كان تنيناً مجيداً حظي بإعتراف لورد التنانين الأعلى ؛ سيد جميع عشائر التنانين في العالم !

‘ لا ! علي التأقلم الآن ؛ علي عدم الخوف…علي أن أتصرف كالمعتاد ؛ كأنا…هذا هو كُل شيء .‘

أغمض أغاريس عينيه ، و فعّل حواسه إلى أقصى حد . كان بإمكانه الشعور بحركة ذرات الرمال ، و بإتجاهات نسمات الرياح المختلفة . شعر بأن لديه إستشعاراً كاملاً للمنطقة ، لكنه مع ذلك ، إستمر في محاولة زيادة مداه .

 

” إين-ار .”

هدأت عينا آراي المشتتان ، و أصبحت كسطح بركةٍ جليدية هادئة . في هذه اللحظة ، عندما كاد أن يقترب من الموت .

كانوا وحوشاً على هيئةٍ بشرية ، بشعرٍ بلون الثلج و قرونٍ سوداء كالنصال . كان لديهم أجنحةٌ أحلك سواداً من الليالي ، و ذيلٌ فروي أبيض كثيف .

 

‘ أي نوعٍ من السحر المطلق هو هذا…!؟ ‘

لم يُّفكر كثيراً في كيفية الخروج من هذا المكان أو الهرب من الأشوراغون . كان فقط هادئاَ و بارداً كالجليد . كالمعتاد ، كنفسه .

‘ أي نوعٍ من السحر المطلق هو هذا…!؟ ‘

 

 

‘ صحيح ، كدت أنسى ذلك .’

 

 

كان هذا الإسم يعود لوحشٍ سحري ، من الصنف S . والذي كان يساوي…

تحرك آراي ببساطة و روية ، و أخرج شيئاً من جيبه الموجود أسفل خصره . كانت بلورةً صغيرة ، أضائت بأشفاق منيرة و متقلبة. كانت دمعة غريس التي حصل عليها من المغامر الذي قتله سابقاً!

” كراك ! ”

 

 

قلبها ، و بسرعة—

في حال قرر فعل شيءٍ يتخطى سلطته كالموافقة على مشاركة محكمة الحقيقة ، فسيقاضى و يعاقب بشدةً على ذلك . و في حال تحقق ما قاله إيثانول ، فستحدث ضجةٌ كبيرة ستسبب ضرراً كبيراً لسمعة دائرة البلاط الإمبراطوري و ساحر البلاط نفسه أيضاً والذي سيجعله كبش فداء . كان هذا سيئاً ، و توجب عليه منعه بالتأكيد . كيف ذلك ؟ عبر تسليم القضية لمحكمة الحقيقة ، والتي ستتعامل مع الأمر بخفية ؛ كالظلال كما هم عليه . حينها لن يعلم أحد .

 

 

” كراك ! ”

 

 

 

ضغط بقوة على البلورة ، محطماً إياها على الفور . إنتشرت الشقوق على البلورة الصغيرة ، و أصبحت قطعاً صغيرة .

” بام ! ”

 

” وجدتك ! ”

” سووش ، سووش ، سووش…! ”

— قطة الأنفس التسعة .

 

 

تدفقت خيوط الأشفاق فجأة من وسط البلورة المتحطمة و كانت متمايلةً بشكلٍ حي ، إتسع مداها و بدأت بالدوران كمجرةٍ مُصغرة . فجأة ، إبتلعت آراي و الذي تلاشى بدوره في جزيئاتٍ ملونة .

‘ لم أجده ؟ كيف يخدع حواسي ؟ ‘

 

 

” سووش…! ”

 

 

> العالم الحقيقي .

 

 

 

سار إيثانول في ساحة القرية بتعبيرٍ داكن . كان متألماً للغاية . و قبض على يده بقوة .

” آل-ميا .”

 

 

‘ حدث كُل هذا لأنني قد تأخرت ، ربما لتمكنت من منع الأمر في حال وصلت مبكراً…‘

كان الوقت يُعيد نفسه .

 

حرك جسده قليلاً ، و كما توقع ، إنتصب فرو الأشوراغون على الفور تأهباً و تدفق سيل اللعاب من فمه الذي توسع قليلاً مبرزاً أسنانه الشريرة . بدا و كأنه سيقفز عليه مباشرة ، لكنه لم يفعل شيئاً .

‘ عدد الضحايا ليس بالكبير ، لكن مع ذلك…‘

تقدّم الأشوراغون بخطواتٍ ثابتة بقوائمه الأربعة ، مقترباً من آراي .

 

تحرك آراي ببساطة و روية ، و أخرج شيئاً من جيبه الموجود أسفل خصره . كانت بلورةً صغيرة ، أضائت بأشفاق منيرة و متقلبة. كانت دمعة غريس التي حصل عليها من المغامر الذي قتله سابقاً!

” هااه…”

 

 

سار إيثانول في ساحة القرية بتعبيرٍ داكن . كان متألماً للغاية . و قبض على يده بقوة .

” أخي ، لا حاجة إلى الحزن هكذا .” نظرت شارون إلى القرية قليلاً ، ثم حولت أنظارها إلى شجرة الأشفاق الساحرة في وسط القرية . كانت آسرةً للغاية . تحدثت بهدوء ، مغيرةً الموضوع :” بدلاً من ذلك ، هل كان من الآمن حقاً ترك ذلك الفتى ذو الشعر الأحمر ؟ ”

 

 

‘ علي المغادرة—’

صمت إيثانول لمدةٍ وجيزة ، قبل أن يهز رأسه .

 

 

 

” شيري نحن لم نتركه ، بالأحرى لا نستطيع مطاردته في حالتنا الحالية . هل أنتِ متأكدة من أنك تستطيعين إعتقال ذلك الشخص العنيف بهدوء ؟ حتى لو كان مصاباً ، فما يزال شخصاً خَطِراً ، بالإضافة لذلك…” أشار إلى شجرة الشفق وأكمل :” تأمين هذا الشيء هو أولى أولوياتنا حالياً ، ذلك المتحكم بالدُمى قد هرب الآن و يبدو أنه هو المسؤول أيضاً عن هذا من كلماته الأخيرة .”” بالإضافة لذلك ، سيكون من السهل البحث عن الفتى لاحقاً مع مميزاته الواضحة هذه ومعاملته كشاهدٍ ستأتي بعد التحقيق في هذا المكان أولاً .”

 

 

كانت هذه الأرض ملكاً لإمبراطورية فولنهايم ، و وقعت داخل إحدى أقاليمهم . لقد حدث مثل هذا الشيء الغامض داخل أراضيهم . مما عنى أنه سواءاً كان ‘ صالحاً ‘ أم ‘ طالحاً ‘ فقد كان من مسؤوليتهم التعامل معه . لم يريدوا تدخل منظمات أجنبية مثل محكمة الحقيقة ، رغم حسن نيتهم .

عندما إختل توازن سحر أغاريس المركب ، تمكّن بارام من جعلها تنفجر في السماء . لم تكُن قوتها و نطاقها بحدود المتوقعين ، لكن كسحرٍةٍ مخضرمين ؛ علم إيثانول ، شارون ، و بارام . بأن شيئاً ما في المنطقة قد ” إختلف “عن السابق ، لكنهم لم يتمكنوا من وضع أيديهم عليه .

 

 

 

— كان أغاريس شخصاً خطيراً لا ينبغي العبث معه !

” وجدتك ! ”

 

كره أغاريس جسده البشري ، لأسبابٍ لا تُعد و لا تحصى . كان ضعيفاً ، صغيراً ، بطيئاً . كان دفاعه ضعيفاً ، لم تكن كتلة دمه كبيرة . و حددت كمية المانا خاصته و كتلة دمه ، محاولة زيادتهما قد أضرا به .

بعد دقائق قليلةً من ذلك ، ظهر ثلاثة سحرة برداءٍ نيلي . تنوعت رتبهم بين الثانية العليا و الثالثة المتوسطة .

” سووش ! ”

 

 

– كان هؤلاء هم سحرة دائرة البلاط .

 

 

” من محكمة الحقيقة ، شارون كرولبا .”

كانت دائرة البلاط منظمةً ذات تاريخ عريق في إمبراطورية فولنهايم ، و وقعت تحت قيادة ساحر البلاط الإمبراطوري . و إهتموا بالشؤون السحرية داخل أقاليم الدولة ، سواءاً بالتحقيق فيها أم بإصدار الأحكام المتعلقة بالتعامل معها .

 

 

 

إنحنى السحرة الأربعة لبعضهم بأدب .

 

 

 

” مساء الخير ، أيها السادة من البرج . هل لي السؤال – ماذا تفعلون هنا ؟”

لم يُّفكر كثيراً في كيفية الخروج من هذا المكان أو الهرب من الأشوراغون . كان فقط هادئاَ و بارداً كالجليد . كالمعتاد ، كنفسه .

 

تفادى أغاريس السيف الذي ظهر خلف ظهره بسرعة ، و لكم الدمية رامياً إياها بعيداً . في هذه المرحلة ، إستمر القتال لأزيد من عشر دقائق . كان جسده يحتوي على العديد من التمزقات الناتجة من السيوف و سحر الماء الخاص بالدُمى . لم يستطع التهور أكثر ، كانت كتله دمه تقل بإستمرار . في حال قرر التهور و المخاطرة أكثر من ذلك ، فسيتعذر عليه شفاء نفسه !

غضبت شارون ، و ردت ببرود :” دائرة البلاط الإمبراطوري ، هل نحن بحاجةٍ إلى تعليمكم قوانينا من جديد ؟ ”

ذكرهم ذلك فجأةً بالجريموري صاحب أقوى قوةٍ نارية في العالم سلطة – القزم الأرجواني للملك بيرسيوس !

 

 

” لا ، أيتها الآنسة الشابة . كُل ما في الأمر أننا نهتم بشؤوننا الخاصة ، ماذا عنكم أنتم ؟ ”

” سووش…سووش…سووش…!! ”

 

أمسكت إحدى الدمى بقدم أغاريس فجأة ، ولم تمنحه الفرصة للرد . تم إلقاءُه في الهواء ، و عندما كان يحاول موازنة نفسه ، إستقبله شقٌ مائي طوله خمس أمتار من سيف الدمية الي كانت تقاتل شارون . كانت هذه الدمى الثلاثة تعبث ، لم يكن لديهم أي تركيز . مرةً ركزوا على شارون لوحدها و مرةً ألقوا هجمة مفاجئة تجاه أغاريس . كان تحكم بارام بهم عشوائياً إلى حدٍ ما . كان من الجيد أنه ليس منظماً .

إزداد غضب شارون أكثر .قبل أن ترد ، رفع إيثانول كفه و تحدث بصوته اللطيف :” إذاً ما رأيك في إعطائي تفسيراً لتلك الجثث ؟ بركة الدماء ؟ علاوةً على ذلك ، يبدو أنكم غير مدركين على الإطلاق لما يحدث هنا . مشعوذٌ ما قد إستخدم أدوات سحرية لفتح بوابة بالإجبار ، بإستخدام هذه الدماء كوقود . بالإضافة إلى مصفوفة الإخفاء في الخارج ، ساحر دم ، و مستخدم لسحر الوهم…مذهلٌ للغاية ، هل هذه هي المنظمة التي تفخر بها إمبراطورية فولنهايم ؟ أين كاهنكم عن هذا ؟ أم أنكم جعلتم هذا يحدث تحت أنوفكم عنوة ؟”

 

 

 

كان إيثانول شخصاً مثقفاً ذو معرفة ، بتركيب جميع المعطيات معاً كان من السهل عليه أخذ فكرة عن ما يحدث ‘ هنا ‘.

” بام ! ”

 

” بووم ! ”

” في حال علم سُكان الإمبراطورية بالقدر القاسي و المؤلم لسكان القرية ؛ أولئك المساكين الذين ماتوا دون أن يعلم أحد بوجودهم ، والذين لم يرتاحوا حتى بعد موتهم . ماذا سيحصل ؟ بعد إدراكهم لـ’ مدى جدوى ‘ حماتهم ؟ ”

 

 

” هااه…”

كانت هذه كلماتًا سامة ، وإحتوت على تهديدٍ خفي . عنى بإختصار : سنذيع خبر ما حدث هنا لسكان الإمبراطورية ، في حال لم تستجيوا لمطالبنا .

‘ لديه سحرٌ متعلق بالأوهام ، بالإضافة لذلك فهو يتحكم بهذه الدُمى ، أيضاً توجد فخاخٌ سحرية…هذا ليس مثيراً .‘

 

تحرك آراي ببساطة و روية ، و أخرج شيئاً من جيبه الموجود أسفل خصره . كانت بلورةً صغيرة ، أضائت بأشفاق منيرة و متقلبة. كانت دمعة غريس التي حصل عليها من المغامر الذي قتله سابقاً!

” لهذا ، ما رأيك بتسليم مسؤولية ‘ التحقيق ‘ في هذه القضية إلينا ؟ أعدك أن لا يعلم أحد شيئاً ، و سنعطيكم نتيجةً مرضية .”

 

 

كانوا وحوشاً على هيئةٍ بشرية ، بشعرٍ بلون الثلج و قرونٍ سوداء كالنصال . كان لديهم أجنحةٌ أحلك سواداً من الليالي ، و ذيلٌ فروي أبيض كثيف .

أصبح تعبير قائد هذه الفرقة شاحباً و دق قلبه بسرعة ، بينما إرتفعت مشاعر الغضب في صدره .

 

 

توفي جميع سكان القرية ، و تم إبراز مثل هذا المنظر الدموي هنا . مالم يجدوا تفسيراً ملائماً يوضح كيفية موتهم و سبب ظهور شجرة خيوط الشفق هذه و أصلها ، فلن يغادروا هذه المنطقة أبداً . إتبّعت محكمة الحقيقة طريقة التفكير اللاعقلانية هذه ، و لم يكونوا مثل غالب السحرة الذين سعوا وراء المنطق و الفوائد فحسب .

ماذا كان يحدث هنا ؟ لإختصار هذا ، فقد كان ‘ أمراً كبيراً جداً ‘. هل كان يستطيع تحمل الأمر ؟ كانت الإجابة هي لا بالتأكيد ، كان هذا أكبر منه و من سلطته . لقد فاقت حدوده . كان مجرد قائد للفرقة التي تدير هذه المنطقة . كان هذا أمراً يجب أن يصل إلى ساحر البلاط الإمبراطوري نفسه بلا شك ، لأنه لم يستطع التقرير بنفسه . بحيث إنطوى الأمر على مذبحة سحرية و بوابة ! علاوةً على شجرة الشفق الكبيرة و المثيرة للريبة .

 

 

كان الوقت يُعيد نفسه .

في حال قرر فعل شيءٍ يتخطى سلطته كالموافقة على مشاركة محكمة الحقيقة ، فسيقاضى و يعاقب بشدةً على ذلك . و في حال تحقق ما قاله إيثانول ، فستحدث ضجةٌ كبيرة ستسبب ضرراً كبيراً لسمعة دائرة البلاط الإمبراطوري و ساحر البلاط نفسه أيضاً والذي سيجعله كبش فداء . كان هذا سيئاً ، و توجب عليه منعه بالتأكيد . كيف ذلك ؟ عبر تسليم القضية لمحكمة الحقيقة ، والتي ستتعامل مع الأمر بخفية ؛ كالظلال كما هم عليه . حينها لن يعلم أحد .

 

 

لم يشك آراي بوجود علاقة بين القطة و الخاتم ، رغم أنه لم يهتم كثيراً بهذه القطة ، إلا أنه قد أجرى بحثه الخاص سراً في موسوعات الوحوش السحرية الموجودة في مكتبة مارلين . لكنه لم يجد ذكر إسم هذا الوحش على الإطلاق ؛ كان غير موجود في هذا العالم !

لكنه بالتأكيد لم يستطع فعل ذلك أيضاً ( رغم رغبته الداخلية في تسليم الأمر لمحكمة الحقيقة ). في نفس الوقت الذي كان عليه موازنة الأمور فيه ، كان عليه الحد من تدخل محكمة الحقيقة قدر الإمكان ، جعلهم ينقلعون قد كان أفضل !

” إين-ار .”

 

” بووم ! ”

— كانت توجد قاعدةٌ غير مكتوبة في القارة لجميع المنظمات و الدول : أبعدوا محكمة الحقيقة !

 

 

 

في القطاع الحكومي و السحري ، كانت سمعتهم سيئة . لأنهم حكموا على الأمور بناءاً على ‘ الخير ‘ و ‘ الشر ‘ . كانت معاييرهم مكونةً من لونين كأرديتهم : أسود أم أبيض . لم يهتموا بالفوائد أو يتجاهلوا الأمور الصغيرة للصورة الكبيرة ، و لم يتعاملوا برمادية – لقد كانوا خيراً حقيقياً تطفل على كُل شيء لتحقيق العدالة .

لم يُّفكر كثيراً في كيفية الخروج من هذا المكان أو الهرب من الأشوراغون . كان فقط هادئاَ و بارداً كالجليد . كالمعتاد ، كنفسه .

 

 

كانت هذه الأرض ملكاً لإمبراطورية فولنهايم ، و وقعت داخل إحدى أقاليمهم . لقد حدث مثل هذا الشيء الغامض داخل أراضيهم . مما عنى أنه سواءاً كان ‘ صالحاً ‘ أم ‘ طالحاً ‘ فقد كان من مسؤوليتهم التعامل معه . لم يريدوا تدخل منظمات أجنبية مثل محكمة الحقيقة ، رغم حسن نيتهم .

لم يكُن مجرد تنين عادي ، بل تنين مبارك بالعديد من البركات الهائلة من مختلف اللوردات , كان الأقوى و الأكثر تميزاً بين كُل جيل التنانين الشباب ، و حتى بين الكثير من الأعراق الأخرى . لذلك ، لم تقل غطرسته و فخره بنفسه حتى بعد القدوم إلى هذا العالم ، و خسرانه لقوته . لكن لإستخدامه عناصراً خبيثة مثل الدم و الظلام ، كان لديه أعداء في كُل مكان ، ودائماً ما تمت مطاردته لمحاولة صيده .

 

كره أغاريس جسده البشري ، لأسبابٍ لا تُعد و لا تحصى . كان ضعيفاً ، صغيراً ، بطيئاً . كان دفاعه ضعيفاً ، لم تكن كتلة دمه كبيرة . و حددت كمية المانا خاصته و كتلة دمه ، محاولة زيادتهما قد أضرا به .

كان هذا تطفلاً غير مرغوبٍ به .

 

 

كان إيثانول شخصاً مثقفاً ذو معرفة ، بتركيب جميع المعطيات معاً كان من السهل عليه أخذ فكرة عن ما يحدث ‘ هنا ‘.

لكن لم يفكر سحرة البرج بهذه الطريقة .

 

 

كان الوقت يُعيد نفسه .

توفي جميع سكان القرية ، و تم إبراز مثل هذا المنظر الدموي هنا . مالم يجدوا تفسيراً ملائماً يوضح كيفية موتهم و سبب ظهور شجرة خيوط الشفق هذه و أصلها ، فلن يغادروا هذه المنطقة أبداً . إتبّعت محكمة الحقيقة طريقة التفكير اللاعقلانية هذه ، و لم يكونوا مثل غالب السحرة الذين سعوا وراء المنطق و الفوائد فحسب .

‘ أوه ، لا ! ‘

 

” سووش…! ”

توفي سكان القرية جميعاً بوحشية ، لكن هل إهتمت دائرة اليلاط بهذه الحادثة ؟ هل كانوا سيحققون العدالة لهم ؟ كان الجواب هو لا ، في حال ظهرت فائدة كبيرة كالكنوز التي قد تكون موجودةً في هذا البعد السري بعد إستكشافه .

ضغط بقوة على البلورة ، محطماً إياها على الفور . إنتشرت الشقوق على البلورة الصغيرة ، و أصبحت قطعاً صغيرة .

 

 

آمن ذوي محكمة الحقيقة بأن جميع من في العالم – بإستثناء الآثمة – إستحقوا العدالة .

لكنه بالتأكيد لم يستطع فعل ذلك أيضاً ( رغم رغبته الداخلية في تسليم الأمر لمحكمة الحقيقة ). في نفس الوقت الذي كان عليه موازنة الأمور فيه ، كان عليه الحد من تدخل محكمة الحقيقة قدر الإمكان ، جعلهم ينقلعون قد كان أفضل !

 

 

كان المقدر ألا تكون الأمور هادئةً على الإطلاق…لفترةٍ طويلة .

ماذا كان يحدث هنا ؟ لإختصار هذا ، فقد كان ‘ أمراً كبيراً جداً ‘. هل كان يستطيع تحمل الأمر ؟ كانت الإجابة هي لا بالتأكيد ، كان هذا أكبر منه و من سلطته . لقد فاقت حدوده . كان مجرد قائد للفرقة التي تدير هذه المنطقة . كان هذا أمراً يجب أن يصل إلى ساحر البلاط الإمبراطوري نفسه بلا شك ، لأنه لم يستطع التقرير بنفسه . بحيث إنطوى الأمر على مذبحة سحرية و بوابة ! علاوةً على شجرة الشفق الكبيرة و المثيرة للريبة .

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط