نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الشطرنج الأبدي 31

النظام الحقيقي .

النظام الحقيقي .

الفصل 33 — النظام الحقيقي.

رفع الشيخ يداه ، ومنها طارت تسع أحجارٍ سوداء داكنة .

 

كان صوتهما واضحاً لـ آراي ، و تحدثا بكلماتٍ مفهومة . لكن بسماع ‘ موضوعهم ‘ أدرك آراي أمراً .

‘…اللعنة .‘

 

 

 

في البداية ، كان أول ما شعر آراي به هو الألم الذي رن في رأسه بصوتٍ عال كأجراس الكنائس . كان مؤلماً للحد الذي أشعره و كأن رأسه على وشك الإنفجار . لحُسن الحظ ، إنحسر الصداع المؤلم بسرعة . و بدأ ذهنه بالإسترخاء تدريجياً . لم تكُن هذه أول مرةٍ يقع فيها في مثل هذا الموقف ، و أشعره هذا السيناريو المألوف بالسخط .

خلع آراي قفازه الأيسر . و خلع الخاتم الأسود ذو فص نقش القطة ثلاثية الأعين والذيول . رفع يده ثم نظر إلى الخاتم بعمق .

 

 

‘ نعم ، إفعل ذلك…! صداعٌ شديد ، يليه إيجاد نفسي في مكانٍ لا أعرفه .‘

خلال ثانية واحدة مشتركة ، توقف كلاهما عن التحدث . ونظرا لنفس الإتجاه – لنفس المكان . حددت خمس أعين تلك المنطقة ، و بدا وكأن الوقت قد توقف .

 

” النظام الحقيقي ، هاه ؟ ليكُن ، سأبحث عنها بعد العودة . لكن علي التفكير الآن بمغادرة هذا المكان . بدلاً من…”

فتح آراي عيناه بتعب وعدم رغبة . ما رآه ، قد طابق ما توقعه بالفعل – مكانٌ غير مألوف ! إعتاد على ذلك ، و شعر بالألم في قلبه .

 

 

 

‘ نعم ، شخصٌ ما يعبث معي بالتأكيد…هل تجد هذا ممتعاً ؟ سأقتلك !‘

كان ذلك الألم عندما يحلل ما يفوقه – كمحاولة تحميل لعبة لا يستطيع معالج الجهاز تحملها ، كان أشبه بحدوث ‘ خطأ ‘ في عقله لعدم قدرته على تحمل ذلك . بالطبع ما تلى هذا السيناريو هو عطل ما ساوى الموت للعقل البشري .

 

 

كان آراي مستلقياً أسفل شجرة ، مُلِئ مجال بصره بالأشجار الشريرة . ذات الجذوع و الأغصان الرمادية الشاحبة . رُسمت عليها أوجهٌ بمختلف التعابير المرعبة . لم توجد فوقها أي أوراق ، بل ثمارٌ بحجم كرات القدم ، كانت بيضاء طيفية . ككُتلٍ من الأطياف المتشابكة . والتي إحتوت بداخلها على أوجهٍ أخرى متقلبة التعابير ، تارةً ناحبة ، و تارةً ضاحكة – كانت أشجاراً غريبةً للغاية !

 

 

تذكر آراي شيئاً ما ، حتى لو لم يحتفظ بالأشياء في ذاكرته الخاصة ، فقد كانت توجد الذاكرة التحليلية الخاصة بـ < تحليل >! كانت هذه الذاكرة الأخرى تسجل كُل شيءٍ في يومه . بتفاصيل لا يعلمها حتى هو ، لأنها قد كانت تُصور كُل شيءٍ من منظوره . و بإمكانه العودة إليها في أي وقت .

نظر إلى الأرض ، كان الغطاء العشبي الذي جلس عليه ، قاسياً . صبغ باللون الرمادي الميت ، وبدا جافاً .

 

 

 

‘هذا المكان…إنه يشعرني بعدم الراحة .‘

أطلق قط الأنفس التسعة شخيراً بارداً ، ثم حول أنظاره إلى الروح العائمة في الهواء . لعب بالخواتم الداكنة بيده الصغيرة قليلاً ، كان المعدن الأسود يتلألأ بغبار الذهب المضيء . إشتعلت أفصاص الخواتم بنيران مسودة جحيمية ، ثم ظهرت نقوشٌ تحوي هيئته القطية على الخواتم .

 

‘ بالتفكير بمنطقية كما أفعل دائماً ، فعلى الأرجح أنني كُنت أبحث عن…’

أمعن آراي النظر قليلاً إلى الأشجار ، ثم إتسعت عيناه بكفر فور إدراكه لحقيقة ماهية ذلك الشيء ؛ كان ذلك سهلاً على شخصٍ مثله – باحث في الأرواح !

شحب وجه آراي كالملاءات ، بينما أدرك على الفور سبب التحذير السابق لرجل الشطرنج ، والذي جعله ينهاه عن البحث عن قط الأنفس التسعة قبل إكتساب قوةٍ كافية – كان هذا القط خطيراً للغاية !

 

 

” أثير…؟ ”

 

 

 

– كانت هذه الأشجار متفجرةً بالأثير بغزارة ! كانت تلك الثمار الكبيرة فوق الأشجار ، أثيراً !

من خرج من الكسر – كان شيخاً طويلاً ببشرةٍ شاحبة كالأوراق ، إرتدى رداء ساحرٍ أسود كلاسيكي . ذو أكمامٍ طويلة . كان شعره الطويل ناصع البياض ، و لم تكن لحيته أقصر من ذلك . بدت آثار الزمن واضحةً عليه ، برزت العديد من الشقوق الكبيرة في وجهه . و أصدر هالةً عميقة . كانت عيناه حالكتا السود كالهاوية بلا قعر ، محتويةً على سحر غريب ، كأنها تستطيع سحب كُل روح تنظر إليها إلى بحرٍ كبير . إرتدى عدسةً أحادية على عينه اليُمنى ، و التي تناسقت مع عينيه الغامضتين . معطيةً إياه سحراً فلسفياً .

 

‘ النظام الحقيقي ، هاه ؟ هذه يذكرني بشيءٍ ما…‘

” تباً ! ”

 

 

 

بدلاً من الفرح أو التهليل لإيجاد هذا الكم الكبير من الأثير ، شعر آراي بالرعب على الفور . دون أي تردد قفز على قدميه ، و بدأ بالركض !

هدأ آراي من نفسه ، لكنه لم يتمكن من قمع موجة الرعب التي إجتاحت صدره . شعر بأنه حظي بكابوسٍ كاد فيه أن يُلتهم من هاوية مظلمة لا قعر لها .

 

‘ مالذي رأيته حتى أُحدث مثل رد الفعل المهول هذا ؟ ‘

– مما تكون الأثير ؟

‘ مالذي رأيته حتى أُحدث مثل رد الفعل المهول هذا ؟ ‘

كان الأثير هو المادة الخام التي شكلت الروح ، بنسبة 100% .

– مما تكون الأثير ؟

 

‘ بالتالي هذا يترك لي خياراً آخر وحيد ؛ بأنني إستخدمت < تحليل : تتبع الأصل > للبحث في هذا الخاتم !’

– هل الأثير خطر ؟

 

بلا شك ، كان خطيراً للغاية ! كان لديه القدرة على قتل المرء من الإجهاد العقلي . إستنزاف المرء ، و إستهلاك أفكاره . لديه القدرة على التسبب في هلوساتٍ سمعية وبصرية للآخرين ، وربما حتى الإنفصام ! و إعتمد ذلك على مدى تركز الأثير في المنطقة .

 

 

 

 

” هاه…اللعنة ، هذا لا ينتهي . هل أنا أدور في حلقة ؟ ”

كان آراي يركض بإستمرار ، من مكانٍ لآخر . غُطيت هذه الغابة بالأشجار متشابهة الخصائص ، و لم يرى آراي شيئاً سواها هي و بعض…الأشباح الهائمة .

 

 

 

” هاه…اللعنة ، هذا لا ينتهي . هل أنا أدور في حلقة ؟ ”

أطلق آراي زفيراً طويلاً بعد إعادة تنظيم أفكاره .

 

 

لم يكُن آراي متأكداً . جلس على الأرض ، وفكر في البدأ بتحليل المنطقة ، عندما تذكر شيئاً ما على الفور .

 

 

 

‘ صحيح ! لما لستُ في الخارج ؟ ‘

لقد كان الأمر ببساطة – كمحاولة شخصيةٍ في شاشة العرض التحدث إلى المصور أو المشاهد ؛ كان هذا ببساطة – إختراقاً للجدار الرابع !

 

『 مرحباً ، لقد مرت مدة . كيف تبلي مؤخراً ؟ لقد أتممت ما طلبته . هذا هو ما تريده ، أليس كذلك ؟ 』

دموع غريس – البلورة التي حصل عليها من آيلون . قد أعطته نتيجة تحليل مفاداها بأن هذه البلورة تملك القدرة على ‘ إخراج المرء ‘ من هذا البعد السري…لكن لم يبدو كذلك . لم يظن آراي أنه في العالم الخارجي ؛ لِلمعان و رقص أضواء الشفق في السماء الليلية فوق ! ناهيك عن هالة هذا المكان ، ورقة مستويات المانا في الجو .

” ها! ”

 

كان الفضاء الذهبي يضغط على هيئة آراي الروحية بشكلٍ ملتوي ، شعر الأخير بخوفٍ أكبر من الموت . وكأن أي ‘ صلة ‘ بوجوده على وشك أن تمحى تماماً . كانت هيئته الروحية ترتعش بلا حسيب ولا رقيب .

‘ أين أنا الآن ؟ ‘

كان هذا سيريه كيف تمت صناعة هذا الخاتم ، وربما قد يرى أيضاً ما هو أعمق ؛ كالحالة السابقة لقطة الأنفس التسع – وقت صُنع الخاتم ، و هل كانت حيةً أم لا…بالطبع ، كان هذا في حالة إمتلك الخاتم ‘ علاقة ‘ مع القطة ؛ لم يستبعد آراي مثل هذه الإحتمالية ، و ساعده تتبع الأصل في ذلك .

 

‘ نعم ، التاريخ الحقيقي يكاد يكون شبه مختفي . وما يظهر للعلن متحكمٌ به ! ذلك ما كُنت سأفعله في وجدت مثل هذه الأسرار…الشاهد على ذلك ، أن سماء نجوم آركانا لم يذكروا وجود ” الشمس ” بينهم . ألا يُعتبر هذا تزييفاً كافياً ؟ ‘

عبس آراي ، وتفاقم الشعور بالعجز و عدم الراحة بداخله . بدا و كأن هذا البعد السري قد إمتلك مساحةً أكبر مما يبدو . كان قد تورط و حُبس هنا في لحظة عجز و سهو .

 

 

 

” أوه صحيح…ذلك الشيء .”

 

 

 

خلع آراي قفازه الأيسر . و خلع الخاتم الأسود ذو فص نقش القطة ثلاثية الأعين والذيول . رفع يده ثم نظر إلى الخاتم بعمق .

” شا!! ”

 

 

‘ ما أنا فاعلٌ بك ؟ ‘

『 جيد ، أنت تبلي حسناً . لقد صنعت خواتماً مثالية و تستحق ثنائي بذلك . بالنسبة للمقابل ، فسيتكفل أتباعي بإرساله لك .』

 

 

بإمعان النظر إلى الخاتم الأسود ، لم يقرر آراي تحليله على الفور . بل هدأ من نفسه

『 كيف ستتعامل معه ؟ هل أستطيع أخذه لنفسي ؟ الإستفادة منه ؟ 』

 

 

إذا حاول تحليل ما يتخطى حدوده ، فلن تكون النتيجة شيئاً جيداً . لقد إختبر ذلك منذ سنوات بالصدفة…نبضت الأوردة في رأسه بمجرد محاولته لتذكر الأمر .

 

 

『 تأكد من خدمتي بشكلٍ جيد ، و تذكر ، أنا أراقبك دائماً . بدأً من الآن . مع ذلك ، أنت لن تتذكر أي شيءٍ عني . ربما عندما يحين الوقت ستفعل .』

‘ لا أُريد تكرار ذلك حقاً ، لحُسن الحظ بإمكاني معرفة ما لا يُمكنني تحليله بنظرة…بعد كُل شيء ، إنها تملك ” هالةً ” واضحة…كهذا الخاتم !’

شحب وجه آراي كالملاءات ، بينما أدرك على الفور سبب التحذير السابق لرجل الشطرنج ، والذي جعله ينهاه عن البحث عن قط الأنفس التسعة قبل إكتساب قوةٍ كافية – كان هذا القط خطيراً للغاية !

 

 

كان ذلك الألم عندما يحلل ما يفوقه – كمحاولة تحميل لعبة لا يستطيع معالج الجهاز تحملها ، كان أشبه بحدوث ‘ خطأ ‘ في عقله لعدم قدرته على تحمل ذلك . بالطبع ما تلى هذا السيناريو هو عطل ما ساوى الموت للعقل البشري .

تشكًل السواد في هيئة قطة سوداء . كان لونه الغرابي داكناً بلا أي إنعكاس ضوء ، وكأنه يلتهم كُل شيء . رقصت ثلاثة ذيول من خلفه ، ولمعت أعينه كالمصابيح .

 

『 تأكد من خدمتي بشكلٍ جيد ، و تذكر ، أنا أراقبك دائماً . بدأً من الآن . مع ذلك ، أنت لن تتذكر أي شيءٍ عني . ربما عندما يحين الوقت ستفعل .』

إيجاد هذا الخاتم بالصدفة ، قد جعل آراي غاية السعادة . كان هذا العالم كبيراً و شاسعاً للغاية – بلا حدود ، في مثل هذا العالم كيف قد يجد أي أثر لقطة الأنفس التسع ؟ مع كُل هذه المسؤوليات التي يملكها الآن ، كاد حتى ينسى وجود هذه المهمة . ناهيك عن مدى ضخامة العالم ، كانت تُوجد العديد من الأبعاد السرية المخفية ، التي لايعرف مكان وجودها سوى الآله . مالذي يضمن عدم إختباء القطة في أحدها ؟

『 هاه ؟ أنت…هل تتحدث بجدية ؟ ماذا عما طلبته مسبقاً ؟ لكن لا مشكلة لدي ، تستطيع أخذه إذا أردت لكن بالمقابل… 』

 

 

بدأ البحث عن هذه القطة هو أمرٌ مزعج ، و قد يكون آخر ما يفعله آراي في حياته . و هذا في حال لم يمت قبل إيجاد حلٍ لجسده.

 

 

كان آراي سعيداً بمعرفة ذلك ، أثبت له ذلك أن القط موجود في هذا العالم حقاً . على الأقل ، لم يكُن سيطارد سراباً .

‘ كيف يُمكنني الإستفادة منه ؟ من هذا الخاتم اللعين الذي تسبب في حالتي الحالية…’

‘ اللعنة ! ‘

 

لم يكن هذا خياراً سيئاً .

‘ لما لا أستخدام < تحليل : تتبع الأصل > ؟ همم…معقول ، آمل ألا يتكرر مشهد ضوء الشمس ذاك مُجدداً…’

” شا!!! ”

 

 

لم يكن هذا خياراً سيئاً .

‘هذا المكان…إنه يشعرني بعدم الراحة .‘

 

إيجاد هذا الخاتم بالصدفة ، قد جعل آراي غاية السعادة . كان هذا العالم كبيراً و شاسعاً للغاية – بلا حدود ، في مثل هذا العالم كيف قد يجد أي أثر لقطة الأنفس التسع ؟ مع كُل هذه المسؤوليات التي يملكها الآن ، كاد حتى ينسى وجود هذه المهمة . ناهيك عن مدى ضخامة العالم ، كانت تُوجد العديد من الأبعاد السرية المخفية ، التي لايعرف مكان وجودها سوى الآله . مالذي يضمن عدم إختباء القطة في أحدها ؟

كان هذا سيريه كيف تمت صناعة هذا الخاتم ، وربما قد يرى أيضاً ما هو أعمق ؛ كالحالة السابقة لقطة الأنفس التسع – وقت صُنع الخاتم ، و هل كانت حيةً أم لا…بالطبع ، كان هذا في حالة إمتلك الخاتم ‘ علاقة ‘ مع القطة ؛ لم يستبعد آراي مثل هذه الإحتمالية ، و ساعده تتبع الأصل في ذلك .

لم يكُن آراي متأكداً . جلس على الأرض ، وفكر في البدأ بتحليل المنطقة ، عندما تذكر شيئاً ما على الفور .

 

‘ بالتفكير بمنطقية كما أفعل دائماً ، فعلى الأرجح أنني كُنت أبحث عن…’

سجل آراي ملاحظة ، و وضعها أرضاً .

 

 

『 همف ! 』

‘ < تحليل : تتبع الأصل > ‘

 

 

” جلجلة !!”

أغمض آراي عينه ، و تغير المشهد الداكن من سقف الغرفة . سمح آراي لوعيه بالإنجراف مع التيار .

 

 

 

” ووش.”

 

 

 

عندما عاد بصره إليه ، كان أول ما رآه هو سواداً دامساً مطلقاً ، و كأنه عاد إلى العدم . حيث لا يُوجد شيء . و لا حتى الظلام ، فقط اللون الأسود المطلق الذي غطى كُل شيء . في هذا الظلام . لم يكُن لـ آراي أي إدراك و لا حواس . كاد يغرق في الظلام الداكن و يخسر وعيه .

 

 

بلا شك ، كان خطيراً للغاية ! كان لديه القدرة على قتل المرء من الإجهاد العقلي . إستنزاف المرء ، و إستهلاك أفكاره . لديه القدرة على التسبب في هلوساتٍ سمعية وبصرية للآخرين ، وربما حتى الإنفصام ! و إعتمد ذلك على مدى تركز الأثير في المنطقة .

” سا! ”

لقد كان الأمر ببساطة – كمحاولة شخصيةٍ في شاشة العرض التحدث إلى المصور أو المشاهد ؛ كان هذا ببساطة – إختراقاً للجدار الرابع !

 

” باك! ”

فجأة ، فتًحت ثلاثة أعين من العدم . كانت مثل الفوانيس التي تملك القدرة على إضائة العالم . أشرقت بضوءٍ أقوى من الشمس كألمع النجوم ، و إنتشر وهجها في كُل مكان مشعلةٍ السواد المطلق بشراراتٍ ذهبية كالغبار . نظر آراي إلى الأعين الثلاثة مباشرة ، بدت هذه الأعين و كأنها تحوي أسرار الكون ، وكأن لاشيء يخفى عليها . كانت عميقةً كالكون اللامحدود .

‘…اللعنة .‘

 

 

خلال لحظات ، ظهر الشكل الكامل لصاحب الأعين الثلاثة أمام آراي ، بينما شعر بالرهبة تنتشر بداخله كرقاقات الجليد . سريعة الإزدهار و عميقة التأثير ، كان صوت إنتشار الصقيع مسموعاً له .

 

 

 

‘…هل هذه هي قطة الأنفس التسعة ؟ ‘

 

 

 

تشكًل السواد في هيئة قطة سوداء . كان لونه الغرابي داكناً بلا أي إنعكاس ضوء ، وكأنه يلتهم كُل شيء . رقصت ثلاثة ذيول من خلفه ، ولمعت أعينه كالمصابيح .

كان الأثير هو المادة الخام التي شكلت الروح ، بنسبة 100% .

 

 

– ألم يكُن هذا الوحش أمامه ، هو ما كانت مهمته عليه – قطة الأنفس التسع ؟

 

 

‘ لما لا أستخدام < تحليل : تتبع الأصل > ؟ همم…معقول ، آمل ألا يتكرر مشهد ضوء الشمس ذاك مُجدداً…’

‘ إنه هو ! يبدو مطابقاً تماماً للصورة…‘ برؤيته عن قرب ، دبت الرهبة في قلب آراي . و ركزت عيناه على القطة بشكلٍ كبير بلا وعي . كان يشعر بقمعٍ حقيقي ، و شعر بضآلته . رغم عدم فهمه لسبب ذلك . هل كانت هالةً فطرية ؟

 

 

 

” كراك !! ”

 

 

‘ من هو هذا الشيخ ؟ قدرته على صُنع خواتم تستطيع الإستمرار كُل تلك الفترة داخل بعدٍ سري قديم ، يبرز مدى مهارته و قوة حرفيته بإستغلاله لهذا الخام . قط الأنفس التسعة هذا أيضاً يبدو أنه يتسم بالغرور ، من محادثتهم هذه لا يبدو أن هذا الشيخ تابعٌ له . بل بدلاً من ذلك ، هم يجرون صفقة .’

ظهر كسرٌ زجاجي في الفراغ اللامع ، و إنتشرت منه العديد من شرارات الذهب مثل أوراق الزهور في كُل مكان . إمتدت يدٌ بيضاء ذابلة من الكسر ، و سرعان ما خرجت يدٌ ذابلة .

‘ إنه هو ! يبدو مطابقاً تماماً للصورة…‘ برؤيته عن قرب ، دبت الرهبة في قلب آراي . و ركزت عيناه على القطة بشكلٍ كبير بلا وعي . كان يشعر بقمعٍ حقيقي ، و شعر بضآلته . رغم عدم فهمه لسبب ذلك . هل كانت هالةً فطرية ؟

 

 

” ها! ”

 

 

كان الأثير هو المادة الخام التي شكلت الروح ، بنسبة 100% .

من خرج من الكسر – كان شيخاً طويلاً ببشرةٍ شاحبة كالأوراق ، إرتدى رداء ساحرٍ أسود كلاسيكي . ذو أكمامٍ طويلة . كان شعره الطويل ناصع البياض ، و لم تكن لحيته أقصر من ذلك . بدت آثار الزمن واضحةً عليه ، برزت العديد من الشقوق الكبيرة في وجهه . و أصدر هالةً عميقة . كانت عيناه حالكتا السود كالهاوية بلا قعر ، محتويةً على سحر غريب ، كأنها تستطيع سحب كُل روح تنظر إليها إلى بحرٍ كبير . إرتدى عدسةً أحادية على عينه اليُمنى ، و التي تناسقت مع عينيه الغامضتين . معطيةً إياه سحراً فلسفياً .

بدلاً من الفرح أو التهليل لإيجاد هذا الكم الكبير من الأثير ، شعر آراي بالرعب على الفور . دون أي تردد قفز على قدميه ، و بدأ بالركض !

 

 

『 مرحباً ، لقد مرت مدة . كيف تبلي مؤخراً ؟ لقد أتممت ما طلبته . هذا هو ما تريده ، أليس كذلك ؟ 』

 

 

 

‘ لغة مارلين القديمة ؟ تبدو أيضاً…بدائيةً إلى حدٍ ما. ‘

 

 

كان ذلك الألم عندما يحلل ما يفوقه – كمحاولة تحميل لعبة لا يستطيع معالج الجهاز تحملها ، كان أشبه بحدوث ‘ خطأ ‘ في عقله لعدم قدرته على تحمل ذلك . بالطبع ما تلى هذا السيناريو هو عطل ما ساوى الموت للعقل البشري .

رفع الشيخ يداه ، ومنها طارت تسع أحجارٍ سوداء داكنة .

『 تأكد من خدمتي بشكلٍ جيد ، و تذكر ، أنا أراقبك دائماً . بدأً من الآن . مع ذلك ، أنت لن تتذكر أي شيءٍ عني . ربما عندما يحين الوقت ستفعل .』

 

‘ نعم ، التاريخ الحقيقي يكاد يكون شبه مختفي . وما يظهر للعلن متحكمٌ به ! ذلك ما كُنت سأفعله في وجدت مثل هذه الأسرار…الشاهد على ذلك ، أن سماء نجوم آركانا لم يذكروا وجود ” الشمس ” بينهم . ألا يُعتبر هذا تزييفاً كافياً ؟ ‘

” باك! ”

『 جيد ، أنت تبلي حسناً . لقد صنعت خواتماً مثالية و تستحق ثنائي بذلك . بالنسبة للمقابل ، فسيتكفل أتباعي بإرساله لك .』

 

 

فرقع بأصابعه ، و بدأت الأحجار السوداء بالتقشر و التنحت لوحدها ، في عاصفةٍ سوداء صغيرة . خلال ثوان ، إتخذت هيئة خواتمٍ سوداء – تماماً كالتّي حصل آراي عليها بالصدفة من لدى الغوبلن الأزرق .

 

 

 

『 جيد ، أنت تبلي حسناً . لقد صنعت خواتماً مثالية و تستحق ثنائي بذلك . بالنسبة للمقابل ، فسيتكفل أتباعي بإرساله لك .』

‘ نعم ، التاريخ الحقيقي يكاد يكون شبه مختفي . وما يظهر للعلن متحكمٌ به ! ذلك ما كُنت سأفعله في وجدت مثل هذه الأسرار…الشاهد على ذلك ، أن سماء نجوم آركانا لم يذكروا وجود ” الشمس ” بينهم . ألا يُعتبر هذا تزييفاً كافياً ؟ ‘

 

 

لوح قط الأنفس التسعة بذراعه ، وطارت الخواتم إليه .

 

 

 

‘همم ، هذا الشيخ هو صانع الخواتم هاه ؟’

 

 

 

أدرك آراي بعض الأمور من النظر إلى هذا المشهد ، لم يعمل عقله ببطء ، كان سريع التفكير . سرعان ما إستنتج بعض الإحتماليات و بدأ بإستبعادها قامعاً كُل المشاعر الأخرى في صدره ، بدأ بالتفكير . لم يكن هذا هو الوقت الملائم للشعور بالـ” رهبة ” أو ” الإثارة ” بل كان وقت التحليل !

 

 

أخرج الشيخ لسانه و هز كتفيه مثل طفلٍ صغير . بالنظر إلى مظهره المسن و العميق ، أظهر هذا مفارقةً عجيبة . حتى آراي قد شعر بوجود ” خطأ ” في ذلك .

‘ من هو هذا الشيخ ؟ قدرته على صُنع خواتم تستطيع الإستمرار كُل تلك الفترة داخل بعدٍ سري قديم ، يبرز مدى مهارته و قوة حرفيته بإستغلاله لهذا الخام . قط الأنفس التسعة هذا أيضاً يبدو أنه يتسم بالغرور ، من محادثتهم هذه لا يبدو أن هذا الشيخ تابعٌ له . بل بدلاً من ذلك ، هم يجرون صفقة .’

” 29/12/9991 ق.ج .”

 

 

كان هذا حقاً قط الأنفس التسعة !

فرقع بأصابعه ، و بدأت الأحجار السوداء بالتقشر و التنحت لوحدها ، في عاصفةٍ سوداء صغيرة . خلال ثوان ، إتخذت هيئة خواتمٍ سوداء – تماماً كالتّي حصل آراي عليها بالصدفة من لدى الغوبلن الأزرق .

 

 

‘ قط الأنفس التسعة على علاقةٍ بالعالم ، لايبدو أنه منفصل تماماً . على الأقل هذا يثبت لي أنه موجود ، مع ذلك همم…’

نظر إلى الأرض ، كان الغطاء العشبي الذي جلس عليه ، قاسياً . صبغ باللون الرمادي الميت ، وبدا جافاً .

 

‘ تحليله مباشرةً بـ< تحليل : تحليل تام > هو شيءٌ لن أفعله أبداً ، فهذا ينطوي على مخاطرةٍ كبيرة ، لأنني قد لا أستطيع تحمل سيل البيانات التي قد تفجر عقلي ، آخر مرة كان مارلين قد عالجني قبل أن أموت.’

كان آراي سعيداً بمعرفة ذلك ، أثبت له ذلك أن القط موجود في هذا العالم حقاً . على الأقل ، لم يكُن سيطارد سراباً .

 

 

 

『 هاه ، هل فكرت بعرضي لك ؟ خططك ستُصبح أسرع هكذا ، ثق بي ، ستصل لمرادك – فهو ليس بالأمر المستحيل.』

 

 

 

『 المشاركة في منظمتك ؟ أعفني من ذلك .』

 

 

لقد كان الأمر ببساطة – كمحاولة شخصيةٍ في شاشة العرض التحدث إلى المصور أو المشاهد ؛ كان هذا ببساطة – إختراقاً للجدار الرابع !

『 همف ! أنت لا تستحق عطف هذا الملك ، تستطيع الذهاب .』

 

 

رفع الشيخ يداه ، ومنها طارت تسع أحجارٍ سوداء داكنة .

أخرج الشيخ لسانه و هز كتفيه مثل طفلٍ صغير . بالنظر إلى مظهره المسن و العميق ، أظهر هذا مفارقةً عجيبة . حتى آراي قد شعر بوجود ” خطأ ” في ذلك .

 

 

 

『 بالنسبة لذلك…ما هو ؟ 』

 

 

 

خلال ثانية واحدة مشتركة ، توقف كلاهما عن التحدث . ونظرا لنفس الإتجاه – لنفس المكان . حددت خمس أعين تلك المنطقة ، و بدا وكأن الوقت قد توقف .

 

 

 

『 همم ، هذا غريب . أنا لا أرى أي أحد ، هل تستطيع ؟ بإمكاني إستشعاره ، إنه يعوم هناك ناظراً إلينا منذ لحظة دخولي إلى هنا . مرحباً ! أعطنا ردة فعل يا رفيق ! 』 كان للشيخ تعبيرٌ مهتم ، فرك لحيته الطويلة ، و إنتشر صوته كالموجات المهتزة :『 هذا مثير ، ما نوع السحر الذي تستخدمه ؟ هل هذا إسقاطٌ نجمي ؟ روحٌ من عالم الأرواح ؟ تعال ، كيف تفعل هذا ؟ لم أرى شيئاً كهذا من قبل. 』 لوح بيده كتحية مغمضاً لعينيه ، كانت توجد إبتسامةٌ لطيفة على وجهه .

” كراك !! ”

 

تجمد ذهن آراي ، بينما إزداد اللون الأبيض في ذهنه ، بدا وكأن قلبه سيقفز من صدره . لقد كانا ينظران إليه مباشرةً ، لكنه رفض حتى التفكير في هذه الإحتمالية…السخيفة . بالنسبة لـ آراي ، كانت توجد العديد من الأشياء الممكنة و الغير ممكنة في العالم . كانت توجد قواعد أساسية ، و كانت توجد مسلمات . حتى السفر عبر العوالم قد كان ممكناً ، فماذا عن باقي الأشياء ؟

『 همم ، يبدو لي واضحاً و غير مرئي . تماماً كما تراه أنت . رغم ذلك ، بما ‘ أنك ‘ لم تعرفه فكيف يمكنني ذلك ؟ 』

‘ أعتقد أن علي إعادة قراءة كتب التاريخ في ذهني. للبحث بشكلٍ أدق مع هذه الدلائل…‘

 

 

كان صوتهما واضحاً لـ آراي ، و تحدثا بكلماتٍ مفهومة . لكن بسماع ‘ موضوعهم ‘ أدرك آراي أمراً .

 

 

 

‘ موضوعوهما الغريب هذا…مهلاً ! ‘

 

 

 

‘ يُمكنهم رؤيتي…؟ ‘

‘ اللعنة ! ‘

 

‘ من هو هذا الشيخ ؟ قدرته على صُنع خواتم تستطيع الإستمرار كُل تلك الفترة داخل بعدٍ سري قديم ، يبرز مدى مهارته و قوة حرفيته بإستغلاله لهذا الخام . قط الأنفس التسعة هذا أيضاً يبدو أنه يتسم بالغرور ، من محادثتهم هذه لا يبدو أن هذا الشيخ تابعٌ له . بل بدلاً من ذلك ، هم يجرون صفقة .’

تجمد ذهن آراي ، بينما إزداد اللون الأبيض في ذهنه ، بدا وكأن قلبه سيقفز من صدره . لقد كانا ينظران إليه مباشرةً ، لكنه رفض حتى التفكير في هذه الإحتمالية…السخيفة . بالنسبة لـ آراي ، كانت توجد العديد من الأشياء الممكنة و الغير ممكنة في العالم . كانت توجد قواعد أساسية ، و كانت توجد مسلمات . حتى السفر عبر العوالم قد كان ممكناً ، فماذا عن باقي الأشياء ؟

 

 

 

لكن هذا المشهد هنا ، قد كان كافياً لجعله يخاف لبضع سنوات مستقبلية .

أطلق آراي زفيراً طويلاً بعد إعادة تنظيم أفكاره .

 

شحب وجه آراي كالملاءات ، بينما أدرك على الفور سبب التحذير السابق لرجل الشطرنج ، والذي جعله ينهاه عن البحث عن قط الأنفس التسعة قبل إكتساب قوةٍ كافية – كان هذا القط خطيراً للغاية !

‘ هذا مستحيل ! أنا أتخيل ذلك بلا شك .’

 

 

> كانوا أقوياء للغاية ! للحد الذي مكّنهم و هم منظمةٌ واحدة – من السيطرة على قارةٍ بأكملها لألف عام !

لا ، تخطى هذا الإستحالة . كان هذا منافياً تماماً للمنطق السليم الذي يعرفه آراي ، لأنه قد إخترق قواعد ‘ الزمكان ‘ و ‘ الواقع ‘ بالكامل .

” كراك !! ”

 

『 بالطبع لا ، كُنت أمزح لا أكثر . حسناً ، سأغادر الآن ، لا تنسى إرسال الخريطة ! وداعاً . 』

『 كيف ستتعامل معه ؟ هل أستطيع أخذه لنفسي ؟ الإستفادة منه ؟ 』

 

 

 

『 إنقلع ! إنه ملكي في هذه المرحلة ، هو لن يغادر هذا المكان دون إذنٍ مني .』

” تباً ! ”

 

 

『 إيه ؟ هذا لؤمٌ منك ! حسناً ، في حال قررت أخذه لنفسي كمقابل فهل ستوافق ؟ لا مانع ، أليس كذلك ؟』

دارت أعينه كعواصف مجرية تحوي نجوم الكون ، كانت عميقةً و شاسعة .

 

 

『 هاه ؟ أنت…هل تتحدث بجدية ؟ ماذا عما طلبته مسبقاً ؟ لكن لا مشكلة لدي ، تستطيع أخذه إذا أردت لكن بالمقابل… 』

 

 

 

– مالذي كان يشاهده آراي ؟

” أزييز !! ”

 

 

كانت ‘ الذكريات ‘ الخاصة بالخاتم ، مجرد أمور مسجلة في قطعة معدن قديمة . والتي تستطيع < تحليل : تتبع الأصل > مشاهدتها ؛ أقرب إلى مقطع فيديو مسجل . في أول مرة إستخدم فيها آراي هذه المهارة ، كاد أن يحترق من ضوء الشمس القادم من الرمز المشتعل . و حتى بعد بضع مرات أخرى جرب فيها < تحليل : تتبع الأصل > فقد رأى أخطاراً مختلفة ، مثل الغرق أو الطحن بمطرقةٍ حديدية . والتي كانت خطيرةً للغاية له . كانت ستكون ضارةً لـ”روحه ” .

لم يكُن آراي متأكداً . جلس على الأرض ، وفكر في البدأ بتحليل المنطقة ، عندما تذكر شيئاً ما على الفور .

 

لوح قط الأنفس التسع بيد القط خاصته ، هبت رياحٌ كونية . شعر آراي بأنه يُشفط داخل هاويةٍ لا نهائية ، و لم يتدراك أي شيءٍ بعد .

لكن لم يره أو يستشعره أحدٌ من قبل . لما ذلك ؟ لأنه لم يكن موجوداً في الأصل ، لا في الزمن الحقيقي ، و لا في وقت حدوث ذلك الحدث .

بتخمينات صغيرة ، كاد قط الأنفس التسعة أن يصل لعين الحقيقة . لكن بدا و كأن ذاته العليا غير مبالية تجاه الأمر ، و كأن هذا الأمر التافه لا يستحق إهتمامها . أطلق صوت خرخرة و أغمض عيناً واحدة .

 

 

لقد كان الأمر ببساطة – كمحاولة شخصيةٍ في شاشة العرض التحدث إلى المصور أو المشاهد ؛ كان هذا ببساطة – إختراقاً للجدار الرابع !

 

 

‘ لا أُريد تكرار ذلك حقاً ، لحُسن الحظ بإمكاني معرفة ما لا يُمكنني تحليله بنظرة…بعد كُل شيء ، إنها تملك ” هالةً ” واضحة…كهذا الخاتم !’

『 بالطبع لا ، كُنت أمزح لا أكثر . حسناً ، سأغادر الآن ، لا تنسى إرسال الخريطة ! وداعاً . 』

 

 

” أوه صحيح…ذلك الشيء .”

صنع الشيخ كسراً آخر ، و عبر من خلاله . سرعان ما إختفى ظله .

 

 

 

『 همف ! 』

‘ أين أنا الآن ؟ ‘

 

 

أطلق قط الأنفس التسعة شخيراً بارداً ، ثم حول أنظاره إلى الروح العائمة في الهواء . لعب بالخواتم الداكنة بيده الصغيرة قليلاً ، كان المعدن الأسود يتلألأ بغبار الذهب المضيء . إشتعلت أفصاص الخواتم بنيران مسودة جحيمية ، ثم ظهرت نقوشٌ تحوي هيئته القطية على الخواتم .

『 هاه ؟ أنت…هل تتحدث بجدية ؟ ماذا عما طلبته مسبقاً ؟ لكن لا مشكلة لدي ، تستطيع أخذه إذا أردت لكن بالمقابل… 』

 

『 المشاركة في منظمتك ؟ أعفني من ذلك .』

『 لا تستطيع التحدث ولا المشاركة ، مجرد أصلٍ مشاهد هاه ؟ سحر الزمن لا يستطيع فعل ذلك ، فلا علاقة له بالأرواح ، و هو غير مكتمل ولا أساس له بعد . كلا هذين السحرين لم يتخطى المرحلة الثانية في تطويرهما حتى الآن ، فكيف أتيت أنت إلى هنا ؟ ناهيك عن الحالة الحالية لعالم الأرواح بعد ولادة حاكم الأرواح .』

ولا حتى آركانا في أوج قوتها قد سيطرت على قارة كاملة .

 

كان آراي يركض بإستمرار ، من مكانٍ لآخر . غُطيت هذه الغابة بالأشجار متشابهة الخصائص ، و لم يرى آراي شيئاً سواها هي و بعض…الأشباح الهائمة .

” جلجلة !!”

تذكر آراي شيئاً ما ، حتى لو لم يحتفظ بالأشياء في ذاكرته الخاصة ، فقد كانت توجد الذاكرة التحليلية الخاصة بـ < تحليل >! كانت هذه الذاكرة الأخرى تسجل كُل شيءٍ في يومه . بتفاصيل لا يعلمها حتى هو ، لأنها قد كانت تُصور كُل شيءٍ من منظوره . و بإمكانه العودة إليها في أي وقت .

 

 

كان الفضاء الذهبي يضغط على هيئة آراي الروحية بشكلٍ ملتوي ، شعر الأخير بخوفٍ أكبر من الموت . وكأن أي ‘ صلة ‘ بوجوده على وشك أن تمحى تماماً . كانت هيئته الروحية ترتعش بلا حسيب ولا رقيب .

 

 

كان الأثير هو المادة الخام التي شكلت الروح ، بنسبة 100% .

‘ اللعنة ! ‘

 

 

 

شحب وجه آراي كالملاءات ، بينما أدرك على الفور سبب التحذير السابق لرجل الشطرنج ، والذي جعله ينهاه عن البحث عن قط الأنفس التسعة قبل إكتساب قوةٍ كافية – كان هذا القط خطيراً للغاية !

 

 

كان صوتهما واضحاً لـ آراي ، و تحدثا بكلماتٍ مفهومة . لكن بسماع ‘ موضوعهم ‘ أدرك آراي أمراً .

أمام هذا القط الداكن ، شعر آراي بأنه ضئيل الحجم ، وكأنه نجمةٌ عابرة في المجرة الفسيحة . ضئيلةٌ و بلا أي أثر ، كقطرةٍ داخل بحرٍ عملاق . كان قط الأنفس التسع أمامه هائلاً كنيرانٍ كونية تستطيع إلتهام كُل شيء ، أشد و أكبر من الثقوب السوداء العملاقة .

ولا حتى آركانا في أوج قوتها قد سيطرت على قارة كاملة .

 

 

ضاقت أعينه الذهبية الغامضة و الغير مفهومة على آراي ، وكأنها تستطيع رؤية كُل شيءٍ من خلاله .

تشكًل السواد في هيئة قطة سوداء . كان لونه الغرابي داكناً بلا أي إنعكاس ضوء ، وكأنه يلتهم كُل شيء . رقصت ثلاثة ذيول من خلفه ، ولمعت أعينه كالمصابيح .

 

『 كيف ستتعامل معه ؟ هل أستطيع أخذه لنفسي ؟ الإستفادة منه ؟ 』

『 ما هو أكثر إثارةً للإهتمام أنك قد دخلت هذه ‘ المساحة ‘ دون أن أشعر بذلك . همم ، هل تخطيت الزمكان ؟ لا أعتقد أن هذا العالم قد تطور لهذا الحد بعد ، بالتالي قد أستنتج أنك هاربٌ من قصة أخرى بذلك ربما ، فهذا يجعل وجودك منطقياً .』

 

 

 

『 إذا كُنت شخصاً من المستقبل أم الماضي ، فسيكون هذا مثيراً للإهتمام أيضاً بنحوٍ كاف . منطقي ، هذا سيزيد من فرصي الأخرى للمستقبل .』

‘ النظام الحقيقي ، هاه ؟ هذه يذكرني بشيءٍ ما…‘

 

 

بتخمينات صغيرة ، كاد قط الأنفس التسعة أن يصل لعين الحقيقة . لكن بدا و كأن ذاته العليا غير مبالية تجاه الأمر ، و كأن هذا الأمر التافه لا يستحق إهتمامها . أطلق صوت خرخرة و أغمض عيناً واحدة .

‘…هل هذه هي قطة الأنفس التسعة ؟ ‘

 

تجمد ذهن آراي ، بينما إزداد اللون الأبيض في ذهنه ، بدا وكأن قلبه سيقفز من صدره . لقد كانا ينظران إليه مباشرةً ، لكنه رفض حتى التفكير في هذه الإحتمالية…السخيفة . بالنسبة لـ آراي ، كانت توجد العديد من الأشياء الممكنة و الغير ممكنة في العالم . كانت توجد قواعد أساسية ، و كانت توجد مسلمات . حتى السفر عبر العوالم قد كان ممكناً ، فماذا عن باقي الأشياء ؟

『 دخولك إلى هنا لن يمر بسلام ، فأنت مفيد . ربما لن يكون الأمر الآن ، لكنه دعه لوقته . قريباً بما فيه الكفاية ، ستصلك المعلومات بشأن منظمتي . همم ، إسم هذه المنظمة سيكون…』

 

 

 

كان صوته ثقيلاً و غير قابلٍ للنقاش ، تحدث بسرعةٍ لم تكن بطيئةً ولا سريعة ، خرجت كُل كلمةٍ من اللامكان . و إنتشر صداها الكوني في كامل المساحة الذهبية ، هازتاً أركان آراي بشكلٍ كامل .

عندما عاد بصره إليه ، كان أول ما رآه هو سواداً دامساً مطلقاً ، و كأنه عاد إلى العدم . حيث لا يُوجد شيء . و لا حتى الظلام ، فقط اللون الأسود المطلق الذي غطى كُل شيء . في هذا الظلام . لم يكُن لـ آراي أي إدراك و لا حواس . كاد يغرق في الظلام الداكن و يخسر وعيه .

 

 

『 النظام الحقيقي .』

 

 

 

” شا!!! ”

 

 

 

لوح قط الأنفس التسع بيد القط خاصته ، هبت رياحٌ كونية . شعر آراي بأنه يُشفط داخل هاويةٍ لا نهائية ، و لم يتدراك أي شيءٍ بعد .

『 كيف ستتعامل معه ؟ هل أستطيع أخذه لنفسي ؟ الإستفادة منه ؟ 』

 

 

『 تأكد من خدمتي بشكلٍ جيد ، و تذكر ، أنا أراقبك دائماً . بدأً من الآن . مع ذلك ، أنت لن تتذكر أي شيءٍ عني . ربما عندما يحين الوقت ستفعل .』

 

 

 

دارت أعينه كعواصف مجرية تحوي نجوم الكون ، كانت عميقةً و شاسعة .

 

 

‘…اللعنة .‘

” شا!! ”

 

 

 

عندما فتح آراي عينيه من جديد ، إكتشف أنه كان يخنق نفسه محاولاً التنفس . كان قلبه ينبض بسرعة و توسعت شعيراته الدموية مشعرةً إياه بملايين الإبر تنغز جسده بقسوة ، ضاق صدره البارد باحثاً عن بعض الأكسجين .

‘ النظام الحقيقي ، هاه ؟ هذه يذكرني بشيءٍ ما…‘

 

تعهد آراي في قلبه ، و كره هذا الوجود على الفور بتحيزٍ صريح . صفع رأسه على الفور ، مهدئاً من هيجان عواطفه . ثم أخذ نفساً .

” هاه!! ”

في الأرض العشبية السابقة ، لمعت بضع رموزٍ محترقة بضوءٍ ذهبي .

 

لقد كان الأمر ببساطة – كمحاولة شخصيةٍ في شاشة العرض التحدث إلى المصور أو المشاهد ؛ كان هذا ببساطة – إختراقاً للجدار الرابع !

” هاه…هاه…”

بتخمينات صغيرة ، كاد قط الأنفس التسعة أن يصل لعين الحقيقة . لكن بدا و كأن ذاته العليا غير مبالية تجاه الأمر ، و كأن هذا الأمر التافه لا يستحق إهتمامها . أطلق صوت خرخرة و أغمض عيناً واحدة .

 

 

كان آراي يلهث بشدة ، تحرك صدره صعوداً و هبوطاً . إحمرت بشرته بشكلٍ واضح كالبندورة ، و كان غارقاً تماماً في عرقه الذي ملئ الفراش أسفله .

– هل الأثير خطر ؟

 

 

‘ ماذا حدث ؟ ‘

” أوه صحيح…ذلك الشيء .”

 

 

شعر آراي بوجود شيءٍ ناقص في ذاكرته ، هل حظي بكابوسٍ سيء ؟

 

 

> كانوا أقوياء للغاية ! للحد الذي مكّنهم و هم منظمةٌ واحدة – من السيطرة على قارةٍ بأكملها لألف عام !

هدأ آراي من نفسه ، لكنه لم يتمكن من قمع موجة الرعب التي إجتاحت صدره . شعر بأنه حظي بكابوسٍ كاد فيه أن يُلتهم من هاوية مظلمة لا قعر لها .

 

 

” 29/12/9991 ق.ج .”

‘ إهدئ ! ‘

 

 

‘ أين أنا الآن ؟ ‘

وضع آراي يده على صدره لمحاولة تهدئة قلبه الهائج .

 

 

 

‘ بالتفكير بمنطقية كما أفعل دائماً ، فعلى الأرجح أنني كُنت أبحث عن…’

 

 

لم يكُن آراي متأكداً . جلس على الأرض ، وفكر في البدأ بتحليل المنطقة ، عندما تذكر شيئاً ما على الفور .

سقطت نظرة آراي على الأرض ، وهناك رأى ورقةً بيضاء – شيئاً جهزه مسبقاً . قرأها ثم أومأ ، لكّن تعبيره لم يسترخي على الإطلاق .

 

 

 

‘ تحليله مباشرةً بـ< تحليل : تحليل تام > هو شيءٌ لن أفعله أبداً ، فهذا ينطوي على مخاطرةٍ كبيرة ، لأنني قد لا أستطيع تحمل سيل البيانات التي قد تفجر عقلي ، آخر مرة كان مارلين قد عالجني قبل أن أموت.’

 

 

『 همف ! 』

‘ بالتالي هذا يترك لي خياراً آخر وحيد ؛ بأنني إستخدمت < تحليل : تتبع الأصل > للبحث في هذا الخاتم !’

『 هاه ؟ أنت…هل تتحدث بجدية ؟ ماذا عما طلبته مسبقاً ؟ لكن لا مشكلة لدي ، تستطيع أخذه إذا أردت لكن بالمقابل… 』

 

سرعان ما عوض آراي بعض أجزاء ذكرياته الناقصة بفرضياتٍ معقولة من عنده .

سرعان ما عوض آراي بعض أجزاء ذكرياته الناقصة بفرضياتٍ معقولة من عنده .

 

 

‘ تحليله مباشرةً بـ< تحليل : تحليل تام > هو شيءٌ لن أفعله أبداً ، فهذا ينطوي على مخاطرةٍ كبيرة ، لأنني قد لا أستطيع تحمل سيل البيانات التي قد تفجر عقلي ، آخر مرة كان مارلين قد عالجني قبل أن أموت.’

‘ مالذي رأيته حتى أُحدث مثل رد الفعل المهول هذا ؟ ‘

‘ لا أُريد تكرار ذلك حقاً ، لحُسن الحظ بإمكاني معرفة ما لا يُمكنني تحليله بنظرة…بعد كُل شيء ، إنها تملك ” هالةً ” واضحة…كهذا الخاتم !’

 

『 المشاركة في منظمتك ؟ أعفني من ذلك .』

‘ مثيرٌ للإهتمام…لا يبدو أنني أستطيع التذكر ، هاه ؟’

『 إنقلع ! إنه ملكي في هذه المرحلة ، هو لن يغادر هذا المكان دون إذنٍ مني .』

 

لوح قط الأنفس التسع بيد القط خاصته ، هبت رياحٌ كونية . شعر آراي بأنه يُشفط داخل هاويةٍ لا نهائية ، و لم يتدراك أي شيءٍ بعد .

تذكر آراي شيئاً ما ، حتى لو لم يحتفظ بالأشياء في ذاكرته الخاصة ، فقد كانت توجد الذاكرة التحليلية الخاصة بـ < تحليل >! كانت هذه الذاكرة الأخرى تسجل كُل شيءٍ في يومه . بتفاصيل لا يعلمها حتى هو ، لأنها قد كانت تُصور كُل شيءٍ من منظوره . و بإمكانه العودة إليها في أي وقت .

『 همف ! أنت لا تستحق عطف هذا الملك ، تستطيع الذهاب .』

 

 

‘ أرى الآن ، قط الأنفس التسعة ! ‘

لقد كان الأمر ببساطة – كمحاولة شخصيةٍ في شاشة العرض التحدث إلى المصور أو المشاهد ؛ كان هذا ببساطة – إختراقاً للجدار الرابع !

 

 

سرعان ما رأى آراي عبر ما حدث معوضاً ما فقده من ذاكرته ، إشتعلت الحرارة في صدره وغضب فجأة .

『 تأكد من خدمتي بشكلٍ جيد ، و تذكر ، أنا أراقبك دائماً . بدأً من الآن . مع ذلك ، أنت لن تتذكر أي شيءٍ عني . ربما عندما يحين الوقت ستفعل .』

 

 

‘ إبن العاهرة ! إنه مجرد قط لكنه يتصرف بهذا القدر من الغموض و الهيبة ، هاه ؟ هل هذا رائعٌ جداً ؟ سأقتلك ! ‘

『 ما هو أكثر إثارةً للإهتمام أنك قد دخلت هذه ‘ المساحة ‘ دون أن أشعر بذلك . همم ، هل تخطيت الزمكان ؟ لا أعتقد أن هذا العالم قد تطور لهذا الحد بعد ، بالتالي قد أستنتج أنك هاربٌ من قصة أخرى بذلك ربما ، فهذا يجعل وجودك منطقياً .』

 

‘ مثيرٌ للإهتمام…لا يبدو أنني أستطيع التذكر ، هاه ؟’

تعهد آراي في قلبه ، و كره هذا الوجود على الفور بتحيزٍ صريح . صفع رأسه على الفور ، مهدئاً من هيجان عواطفه . ثم أخذ نفساً .

 

 

 

” لكن مع ذلك…من كان ذاك المسن ؟ ” عبس آراي ، و لم يسعه سوى الشعور بالنفور الغريزي من كليهما — الرجل المسن و القط .

 

 

ظهر كسرٌ زجاجي في الفراغ اللامع ، و إنتشرت منه العديد من شرارات الذهب مثل أوراق الزهور في كُل مكان . إمتدت يدٌ بيضاء ذابلة من الكسر ، و سرعان ما خرجت يدٌ ذابلة .

‘ أعتقد أن علي إعادة قراءة كتب التاريخ في ذهني. للبحث بشكلٍ أدق مع هذه الدلائل…‘

 

 

أدرك آراي بعض الأمور من النظر إلى هذا المشهد ، لم يعمل عقله ببطء ، كان سريع التفكير . سرعان ما إستنتج بعض الإحتماليات و بدأ بإستبعادها قامعاً كُل المشاعر الأخرى في صدره ، بدأ بالتفكير . لم يكن هذا هو الوقت الملائم للشعور بالـ” رهبة ” أو ” الإثارة ” بل كان وقت التحليل !

‘ النظام الحقيقي ، هاه ؟ هذه يذكرني بشيءٍ ما…‘

سرعان ما رأى آراي عبر ما حدث معوضاً ما فقده من ذاكرته ، إشتعلت الحرارة في صدره وغضب فجأة .

 

” هاه!! ”

عبس آراي متذكراً أحداث أوائل الحقبة الثالثة – قبل نحو 19 ألف عامٍ من الآن . أؤرخ في السجلات التاريخية – ما تبقى منها ، أنه بعد بضع عقود من دمار آركانا و إختفائها ، سادت الفوضى في العالم . عندما بدأت المنظمات المختلفة بالظهور في كُل مكان . منها السري ومنها الشرير ومنها الصالح . كانوا كثيرين ، وبلا رادع . حدثت الكثير من الإحتكاكات .

” شا!!! ”

 

 

من بين جميع النُظم الشريرة ، برز ‘ النظام الحقيقي ‘ بالأخص . كُتب في المؤرخات بأن أعضائها قد آمنوا بالوحدة المشتركة للجميع ، و بأن كُل المخلوقات الحية هي ” متساوية ” و ذات ” نفس الجوهر ” . كطائفة عقائدية . في النهاية ، عمت الفوضى الكبيرة في القارة الشمالية بسبب ذلك ، و أُقيمت حربٌ ضخمة بين إمبراطوريةٍ سُميت بـ أليوستير و النظام الحقيقي . و فاز الأخير بها .

أمعن آراي النظر قليلاً إلى الأشجار ، ثم إتسعت عيناه بكفر فور إدراكه لحقيقة ماهية ذلك الشيء ؛ كان ذلك سهلاً على شخصٍ مثله – باحث في الأرواح !

 

 

> كانوا أقوياء للغاية ! للحد الذي مكّنهم و هم منظمةٌ واحدة – من السيطرة على قارةٍ بأكملها لألف عام !

أدرك آراي بعض الأمور من النظر إلى هذا المشهد ، لم يعمل عقله ببطء ، كان سريع التفكير . سرعان ما إستنتج بعض الإحتماليات و بدأ بإستبعادها قامعاً كُل المشاعر الأخرى في صدره ، بدأ بالتفكير . لم يكن هذا هو الوقت الملائم للشعور بالـ” رهبة ” أو ” الإثارة ” بل كان وقت التحليل !

 

『 بالنسبة لذلك…ما هو ؟ 』

ولا حتى آركانا في أوج قوتها قد سيطرت على قارة كاملة .

لكن لم يره أو يستشعره أحدٌ من قبل . لما ذلك ؟ لأنه لم يكن موجوداً في الأصل ، لا في الزمن الحقيقي ، و لا في وقت حدوث ذلك الحدث .

 

 

‘ منظمة كرينفال المجنون…ما علاقة هذه المنظمة بالخاصة بالقط الأسود ؟ لدى كليهما نفس الإسم بعد كُل شيء…‘

 

 

 

لم يكُن لدى آراي أي فكرة على الإطلاق . كان مستوى معرفته التاريخية ، يُعتبر بحدود ” اللائق ” بين جموع السحرة – لا أكثر . بالأحرى ، عندما نظر للأمر من زاويةٍ آخرى – زاوية شاملة للغموض والأحداث ، فقد إكتشف بأنه كان أساسياً للغاية !

 

 

 

‘وهذا يفتح علي باباً جديداً من الآن ، علي فهم غموض هذا العالم ! كُنت سأفعل ذلك على أي حال ، أصبح لدي سببٌ إضافي الآن فحسب .‘

 

 

 

‘ لكن مع ذلك ، سيكون البحث في الكتب بلا فائدة ؛ بإستثناء الأحداث العامة وبعض النقاط الرئيسية المبهمة بشدة كالحرب السحرية الأولى وبعض الإختراعات ، فكُل شيءٍ آخر في الحقبة الثانية قد ضاع في غياهب التاريخ ؛ الأمر نفسه مع آرابيا القارة المركزية ، مُحي كُل شيءٍ مع كوكبة العدم…غالب ما قرأته هو أيضاً نتاج خيال المؤرخين ، وبعض الإفتراضات المخفية .‘

 

 

『 همم ، يبدو لي واضحاً و غير مرئي . تماماً كما تراه أنت . رغم ذلك ، بما ‘ أنك ‘ لم تعرفه فكيف يمكنني ذلك ؟ 』

‘ نعم ، التاريخ الحقيقي يكاد يكون شبه مختفي . وما يظهر للعلن متحكمٌ به ! ذلك ما كُنت سأفعله في وجدت مثل هذه الأسرار…الشاهد على ذلك ، أن سماء نجوم آركانا لم يذكروا وجود ” الشمس ” بينهم . ألا يُعتبر هذا تزييفاً كافياً ؟ ‘

‘ نعم ، التاريخ الحقيقي يكاد يكون شبه مختفي . وما يظهر للعلن متحكمٌ به ! ذلك ما كُنت سأفعله في وجدت مثل هذه الأسرار…الشاهد على ذلك ، أن سماء نجوم آركانا لم يذكروا وجود ” الشمس ” بينهم . ألا يُعتبر هذا تزييفاً كافياً ؟ ‘

 

خلع آراي قفازه الأيسر . و خلع الخاتم الأسود ذو فص نقش القطة ثلاثية الأعين والذيول . رفع يده ثم نظر إلى الخاتم بعمق .

أطلق آراي زفيراً طويلاً بعد إعادة تنظيم أفكاره .

 

 

 

” النظام الحقيقي ، هاه ؟ ليكُن ، سأبحث عنها بعد العودة . لكن علي التفكير الآن بمغادرة هذا المكان . بدلاً من…”

 

 

 

قبل أن يُنهي كلامه . فجأة ، لمع الخاتم الأسود بضوءٍ ذهبي أكثر إشراقاً من الشمس . إندفع عمودٌ حارق على الأرض ، مصدراً صوتاً عالياً .

 

 

 

” بام ! ”

 

 

 

” أزييز !! ”

 

 

‘ منظمة كرينفال المجنون…ما علاقة هذه المنظمة بالخاصة بالقط الأسود ؟ لدى كليهما نفس الإسم بعد كُل شيء…‘

طارت سحابةٌ من الغبار ، مما جعل آراي يتراجع للخلف حتى إنقشعت سحابة الغبار الصغيرة أمامه .

‘ لما لا أستخدام < تحليل : تتبع الأصل > ؟ همم…معقول ، آمل ألا يتكرر مشهد ضوء الشمس ذاك مُجدداً…’

 

 

في الأرض العشبية السابقة ، لمعت بضع رموزٍ محترقة بضوءٍ ذهبي .

 

 

 

” 29/12/9991 ق.ج .”

تعهد آراي في قلبه ، و كره هذا الوجود على الفور بتحيزٍ صريح . صفع رأسه على الفور ، مهدئاً من هيجان عواطفه . ثم أخذ نفساً .

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط