أطلال ؟
الفصل 36 — أطلال ؟
كانت غرفة الضيوف ، أنيقةً بنحوٍ كاف ، لكن ليس ببذاخة . كانت صغيرة الحجم ، بجدرانٍ مطلية باللون الرمادي . مدفئة ، أريكة في آخر الغرفة ، و طاولة بمقاعد في وسطها .
— 2/2/9989 ق.ج .
> العاصمة كريفولا ، مبنى نقابة المغامرين .
— بدا من النوع المهووس .
في الطابق الثالث ، وقعت غرفة رئيس نقابة المغامرين . بالداخل ، كانت توجد غرفةٌ فسيحة ، مؤثثة بشكلٍ جيد غير باذخ . كانت توجد سجادة طويلة ، ثلاث دواليب ، و مكتبٍ عريض لدى النافذة .
” لا سبب حقاً ، إعتبره مجرد حديثٍ جانبي .” هز لايول رأسه بخفة مخفياً قلقه .
داخل الغرفة ، وجد رجلان .
” لا سبب حقاً ، إعتبره مجرد حديثٍ جانبي .” هز لايول رأسه بخفة مخفياً قلقه .
” مؤخراً كان غرينوك ، المغامر من الصنف B يُظهر تصرفاتٍ مُريبة . و بعد التحقيق في ذلك ، إكتشفت بأن رفيقه — آيلون قد إختفى منذ نحوٍ نصف شهر . بالتحديد في نفس اليوم الذي بدأت فيه أضواء الشفق في السماء الليلية بالبروز…” أدلى نائب سيد النقابة – إيفادن بتقريره بهدوء .
كان إيفادن رجلاً ذو بنية جسدية متوسطة نسبياً ، بشعرٍ بني ، وعينيان زارقاوتان . كان وجهه عريضاً ، و أنفه طويلاً . بدت ملامح وجهه شائعة و غير مميزة – تماماً كشخصيته.
***
” بعد جمع بعض الدلائل ، كان على التصرف شخصياً . قبضت عليه خلسة ، و بعد تحقيقٍ خفيف ، رأيت هذه في حوزته .”
> في المساء ، نحو الساعة 5:40 ، وقف إيفادن أمام أسوار قصرٍ صغير وقع في ضواحي العاصمة . أقرب إلى فلة كبيرة .
متكئاً على الكرسي ، نظر آينزورد إلى السقف بتعبير ممل و هادئ . و لم يحوي تعبيره أي لمحةٍ من إبتسامته السابقة ، بدا هادئاً و بارداً إلى حدٍ ما .
داخل كيسٍ شفافٍ بدا و كأنه مصنوعٌ من مادة شبيهة بالبلاستك المُغلِف ، كانت توجد بلورتان صغيرتا الحجم . نبض ضوء الشفق المتلألأ بداخلهما ، و إنتشر في كُل الإتجاهات بداخل البلورة . بدت كتحفة فنية .
أومأ وقال برفق و أسف :” في هذه الحالة نعم ، آه يالها من حوادث مؤسفةً حقاً تحدث في هذا العالم .” عادت نبرته للحيوية سريعاً .” إذاً ما خطب هذه الشائعات ؟ ”
كان لايول يوركشير ؛ سيد هذا الفرع من نقابة المغامرين ، يحمل تعبيراً هادئاً على وجهه . كان لايول رجلاً طويلاً ، في منتصف العمر . بشعرٍ أشقر باهت ، و عينان زمردتيان . إرتدى ملابس رسمية ، من ثلاث قطع .
لم تسع عيناه سوى أن تلمع قليلاً ، متمتماً :” أرى ، لا مثيل لهذا الشيء ضمن معرفتي . بالتأكيد له علاقةٌ بالشائعات الأخيرة ، حول وجود بعدٍ سري داخل منطقة قرية ألبا ، هاه ؟ ”
فحص آينزورد الغرفة ، وسقطت عيناه على إيفادن .
أومأ لـ إيفادن ، ثم بدأ بفحص البلورتين — دمعتا غريس .
لم تسع عيناه سوى أن تلمع قليلاً ، متمتماً :” أرى ، لا مثيل لهذا الشيء ضمن معرفتي . بالتأكيد له علاقةٌ بالشائعات الأخيرة ، حول وجود بعدٍ سري داخل منطقة قرية ألبا ، هاه ؟ ”
” شائعات…يا سيدي ؟ ” تعاقد حاجبا إيفادن مُمِيلاً رأسه .
” يبدو أنك لا تعلم بعد .” وضع لايول المغلف جانباً . ثم إستلقى على مقعده ، و تحدث :” منذ شهرٍ تقريباً ، حدثت المآسة في قرية ألبا .”” ظهرت شجرةٌ غريبة تنبع بظاهرةٍ سحرية غريبة – منتجةً خيوط أشفاقٍ ملونة ومتراقصة .”
” مات جميع من في القرية بسبب هذه الخيوط حسبما يُقال ، وظهر بعدٌ سري يحتوي على أطلال قديمة بكنوزٍ شتّى .”
” اغهههههه…غوه! ”
” يُقال بأن مغامراً ما من الصنف D قد إبتُلع من البوابة ، و هو حالياً يعيش حياةً فارهة مستمتعاً بالكنوز بداخل البعد السري الغامض . لأنه لم يعد حتى الآن ؛ إما أنه يسرح و يمرح مع هذه الكنوز ، وإما أنه قد فارق الحياة بالفعل بسبب خطورة ذلك المكان ؛ على أي حال ، فلا أحد يعلم شيئاً بعد .”
” هذه أيضاً تجربةٌ فاشلة ، تبقت ثلاث عينات أخرى من هذا السائل ؛ كانت هذه جرعةٌ سيئة . غاريث و كاث . نظفّا هذه البقايا .” رفع حاجبه الأيسر فجأة .” همم ؟ أوه ، يبدو أن هناك ضيف .” ثم غمغم بعد النظر حوله :” علي غسل هذه الأوساخ ، غاريث نظف البقايا لوحدك . كاث ، إغسيليني .” رغم قوله لذلك ، إلا أنه كان نظيفاً تماماً ؛ بإستثناء بقعتين باللون الأخضر ، بحجم الفاصوليا الصغيرة ؛ فوق قفازه .
” و هنا…” وضع لايول مستنداً أخرجه من الأدراج أسفل الطاولة ، و تحدث برفق :” يبدو وكأن دائرة البلاط الإمبراطوري والعائلة المالكة ، راغبان في الإستفادة من وجودنا عبر إستخدامنا ككبش فداء لإختبار المياه داخل هذا البعد السري .”
لم يظهر إيفادن أي تعبيرٍ متفاجئ ، إذ أن هذا كان أمراً طبيعياً و مُسلّماً به . كانت مهمة المغامرين الأساسية هي ” الإستكشاف ” ! سواءاً أكان داخل بعدٍ سري أم زنزانة أم دهليز ، فالأمر لم يهم . بقدر ما كانوا مفيدين جداً في ذلك .
لهذا السبب لم يغضب أي منهما من الوقاحة الصريحة لدائرة البلاط ، محاولين إستخدامهما بهذه الطريقة . بدلاً من ذلك ، كانا ممتنين بالأحرى ، لإعطائهم الفرصة الأولى لإستكشاف مثل ذلك المكان الغامض — بالطبع مع بعض الإمتيازات الملائمة .
” مات جميع من في القرية بسبب هذه الخيوط حسبما يُقال ، وظهر بعدٌ سري يحتوي على أطلال قديمة بكنوزٍ شتّى .”
” يبدو و كأن هذا البعد السري ليس بالبسيط ، جميع الدلائل المتوفرة لدي حالياً تُشير إلى أن شيئاً ما سيحصل عما قريب . على سبيل المثال ، لم يتحدث ساحر البلاط الإمبراطوري هيروسوليم بأي شيءٍ حتى الآن ، رغم إمتلاكه للقوة لكشف الستار عن هذا الأمر…هذا لوحده مريبٌ كفاية .”” مما قد يمنعني من إتخاذات بعض القرارات الكبيرة ، والذي جعلني أقرر الإتصال بالمقر الرئيسي بدلاً من ذلك .”
***
لم يتغير تعبير آينزورد ، عندما تحدث بصوتٍ حيوي خالف أفكاره :” السيد إيفادن ! هذه زيارةٌ غير متوقعة ، كيف لي أن أخدمك ؟” صفق بيديه ، و أشار إلى الخادمة الواقفة قرب الباب — إندرالين بعينه اليُمنى .” هيا يا فتاة ، مالذي تنتظرينه ؟ لدينا ضيف . أعدّي بعض الشاي الخاص ، كاثرين ، رافيقيها .”
“سيدي ، لما تخبرني بذلك ؟ ” كان إيفادن مُحِّيراً قليلاً .
الفصل 36 — أطلال ؟
” لا سبب حقاً ، إعتبره مجرد حديثٍ جانبي .” هز لايول رأسه بخفة مخفياً قلقه .
” تيب…”
كان قلبه قلقاً مؤخراً ، إذ أن ما كان على وشك الحدوث ، قد بدا كحدثٍ كبير قد يخرج عن السيطرة .
‘ أرجوا أن يسرع الفرع الرئيسي بالإستجابة لهذا…’ رفع لايول المستند الورقي من على الطاولة ، وسلّمه إلى إيفادن .” أعط هذا المستند لحزب مخالب الجشع ، هم أهلٌ لهذه المهمة .”
لم يظهر إيفادن أي تعبيرٍ متفاجئ ، إذ أن هذا كان أمراً طبيعياً و مُسلّماً به . كانت مهمة المغامرين الأساسية هي ” الإستكشاف ” ! سواءاً أكان داخل بعدٍ سري أم زنزانة أم دهليز ، فالأمر لم يهم . بقدر ما كانوا مفيدين جداً في ذلك .
“…مخالب الجشع ؟ ”
***
تصلّب تعبير إيفادن قليلاً قبل أن يومأ برأسه ويعذر نفسه مغادراً .
***
لم تسع عيناه سوى أن تلمع قليلاً ، متمتماً :” أرى ، لا مثيل لهذا الشيء ضمن معرفتي . بالتأكيد له علاقةٌ بالشائعات الأخيرة ، حول وجود بعدٍ سري داخل منطقة قرية ألبا ، هاه ؟ ”
” يُقال بأن مغامراً ما من الصنف D قد إبتُلع من البوابة ، و هو حالياً يعيش حياةً فارهة مستمتعاً بالكنوز بداخل البعد السري الغامض . لأنه لم يعد حتى الآن ؛ إما أنه يسرح و يمرح مع هذه الكنوز ، وإما أنه قد فارق الحياة بالفعل بسبب خطورة ذلك المكان ؛ على أي حال ، فلا أحد يعلم شيئاً بعد .”
> في المساء ، نحو الساعة 5:40 ، وقف إيفادن أمام أسوار قصرٍ صغير وقع في ضواحي العاصمة . أقرب إلى فلة كبيرة .
لدى البوابة المعدنية المصنوعة من القضبان ، إنحنت فتاةٌ ذات زي خادمة بلونين أحمر و أبيض ، قبل فتح البوابة .
” مرحباً بك ، سيد إيفادن . رافقني من فضلك إلى غرفة الضيوف .”
عبس إيفادن بلا وعي ، و بتذكر حقيقة قدومه إلى هنا — ضِيقَ صدره و دب شعورٌ كريه بعدم الراحة فيه . لكنه قمع ذلك ، و إحتفظ بتعبيرٍ هادئ و رزين .
أومأ وقال برفق و أسف :” في هذه الحالة نعم ، آه يالها من حوادث مؤسفةً حقاً تحدث في هذا العالم .” عادت نبرته للحيوية سريعاً .” إذاً ما خطب هذه الشائعات ؟ ”
— في مكانٍ آخر داخل القصر ، غرفة ذات مصباحٍ واحد مشرق .
” لا سبب حقاً ، إعتبره مجرد حديثٍ جانبي .” هز لايول رأسه بخفة مخفياً قلقه .
— 2/2/9989 ق.ج .
” روغههه…”
” لم يتحمل التحفيز .”
أومأت الفتاة الخادمة – كاثرين بتعبيرٍ هادئ ، قبل مغادرة الغرفة .
” اغههههه !!! اااااااهههه !!!! النجدة—! توقف ! أيها الـ- اههه !! ”
كان يوجد ثلاثة أشخاص — شابان و فتاةٌ واحدة . واقفون حول طاولة طويلة ، نامت فوقها جثةٌ متعفنة ؛ باللون الأخضر . كانت تصرخ و تولول ، قّيدت بسلاسل عديدة محاولةً النضال ، و أصدر جسدها تفاعلات غريبة و قاسية . كان شعرها يتساقط بسرعةٍ مرئية ، و إنتفخت أوردتها كالبالون .
> العاصمة كريفولا ، مبنى نقابة المغامرين .
” راهههغهـ-! اغهه!! ”
الفصل 36 — أطلال ؟
” هويا ، لا يسري هذا جيداً .”
” لم يشرب الشاي ، مؤسف ، لكن لا يهم .”
كان الشاب الأول ، بشعرٍ طويل ، لُّون باللون الأحمر الغامق و الهادئ — كاللحم . رُبط خلف ظهره في جديلةٍ طويلة . إرتدى قلنسوة داكنة و غُطي وجه بقناعٍ شفاف و عازل من مادةٍ كالزجاج . كان له وجهٌ وسيم ، بعينان كالماء ، و بشرةٍ واضحة و نقية . كان تعبيره بارداً كالصقيع ، و حمل جديةً بالغة . كان هذا الشاب يُدعى بـ آينزورد ، والذي كان قائد حزب مخالب الجشع .
كان الشاب الآخر ، أكبر ببضع سنين . بدا صارماً ، بشعرٍ بني ، و ُغطي جسده بقلنسوةٍ بيضاء ، إرتدى أسفلها ملابس خادم كلاسيكية .
فور رؤيته ، لم يستطع إيفادن الحفاظ على تعبيره هادئاً وتجهم . منذ البداية ، لم يرد القدوم إلى هنا بسبب هذا الشخص — آينزورد أوبريت !
بدت الفتاة في الثامنة عشرة ، إرتدت زي خادمة من طبقتين ، كان بلونين ؛ أحمرٌ و جلبابٌ أبيض . وقفت بعيداً ، عند باب الغرفة . ولم تشارك بشكلٍ مباشر ، حمل وجهها تعبيراً عادياً . رغم بشاعة ما كان يحدث أمامها ؛ و كأنها قد إعتادت على ذلك ، لا ، و كأن هذا قد كان مشهداً عادياً .
” يبدو أنك لا تعلم بعد .” وضع لايول المغلف جانباً . ثم إستلقى على مقعده ، و تحدث :” منذ شهرٍ تقريباً ، حدثت المآسة في قرية ألبا .”” ظهرت شجرةٌ غريبة تنبع بظاهرةٍ سحرية غريبة – منتجةً خيوط أشفاقٍ ملونة ومتراقصة .”
” راغوههه—!”
” سأزيد التحفيز قليلاً .”
“رااغهههه!!”
” اغهههههه…غوه! ”
” اهههه!! اغوهه!! ”
” لم يتحمل التحفيز .”
إستمرت صرخات الجسد فوق الطاولة بالإرتفاع .
” اغهههههه…غوه! ”
كان قلبه قلقاً مؤخراً ، إذ أن ما كان على وشك الحدوث ، قد بدا كحدثٍ كبير قد يخرج عن السيطرة .
في النهاية ، بعد بضع ثوانٍ قصيرة . إختنق صوت الجثة قبل توقفها عن الحركة و النضال. أنتج فمها رغوة كثيفة ، ذات لونٍ أحمر .
إستعادة التاريخ قد عنت قفزةً نوعية في الحياة ! كان بيرسيوس ؛ والملقب بناهض الحقبة ، مثالاً واضحاً على ذلك . مجرد إمتلاكه لـ” ميراث ” يعود للـ” الساحر ” من سماء نجوم آركانا ، قد جعل نسله ملوكاً !
” تيب…”
رفع آينزورد يده الي أمسكت بإبرة طويلة ، و سحبها من الجثة . تساقط سائلٌ أخضر داكن و بلوري منها . إسترخى حاجباه مشكلاً تعبيراً راثياً ، و هز كتفيه بلا مبالاة .
” روغههه…”
” يُقال بأن مغامراً ما من الصنف D قد إبتُلع من البوابة ، و هو حالياً يعيش حياةً فارهة مستمتعاً بالكنوز بداخل البعد السري الغامض . لأنه لم يعد حتى الآن ؛ إما أنه يسرح و يمرح مع هذه الكنوز ، وإما أنه قد فارق الحياة بالفعل بسبب خطورة ذلك المكان ؛ على أي حال ، فلا أحد يعلم شيئاً بعد .”
” لم يتحمل التحفيز .”
بدت الفتاة في الثامنة عشرة ، إرتدت زي خادمة من طبقتين ، كان بلونين ؛ أحمرٌ و جلبابٌ أبيض . وقفت بعيداً ، عند باب الغرفة . ولم تشارك بشكلٍ مباشر ، حمل وجهها تعبيراً عادياً . رغم بشاعة ما كان يحدث أمامها ؛ و كأنها قد إعتادت على ذلك ، لا ، و كأن هذا قد كان مشهداً عادياً .
” هذه أيضاً تجربةٌ فاشلة ، تبقت ثلاث عينات أخرى من هذا السائل ؛ كانت هذه جرعةٌ سيئة . غاريث و كاث . نظفّا هذه البقايا .” رفع حاجبه الأيسر فجأة .” همم ؟ أوه ، يبدو أن هناك ضيف .” ثم غمغم بعد النظر حوله :” علي غسل هذه الأوساخ ، غاريث نظف البقايا لوحدك . كاث ، إغسيليني .” رغم قوله لذلك ، إلا أنه كان نظيفاً تماماً ؛ بإستثناء بقعتين باللون الأخضر ، بحجم الفاصوليا الصغيرة ؛ فوق قفازه .
” يُقال بأن مغامراً ما من الصنف D قد إبتُلع من البوابة ، و هو حالياً يعيش حياةً فارهة مستمتعاً بالكنوز بداخل البعد السري الغامض . لأنه لم يعد حتى الآن ؛ إما أنه يسرح و يمرح مع هذه الكنوز ، وإما أنه قد فارق الحياة بالفعل بسبب خطورة ذلك المكان ؛ على أي حال ، فلا أحد يعلم شيئاً بعد .”
— بدا من النوع المهووس .
” روغههه…”
” يبدو أنك لا تعلم بعد .” وضع لايول المغلف جانباً . ثم إستلقى على مقعده ، و تحدث :” منذ شهرٍ تقريباً ، حدثت المآسة في قرية ألبا .”” ظهرت شجرةٌ غريبة تنبع بظاهرةٍ سحرية غريبة – منتجةً خيوط أشفاقٍ ملونة ومتراقصة .”
خلع آينزورد القلنسوة التي كان يرتديها ، و غادر غرفة التجارب ، رفقة خادمته يول . كان عليه التجهيز للقاء الضيف الموجود.
” راغوههه—!”
***
— مرت ساعة .
” اغههههه !!! اااااااهههه !!!! النجدة—! توقف ! أيها الـ- اههه !! ”
كانت غرفة الضيوف ، أنيقةً بنحوٍ كاف ، لكن ليس ببذاخة . كانت صغيرة الحجم ، بجدرانٍ مطلية باللون الرمادي . مدفئة ، أريكة في آخر الغرفة ، و طاولة بمقاعد في وسطها .
” يُقال بأن مغامراً ما من الصنف D قد إبتُلع من البوابة ، و هو حالياً يعيش حياةً فارهة مستمتعاً بالكنوز بداخل البعد السري الغامض . لأنه لم يعد حتى الآن ؛ إما أنه يسرح و يمرح مع هذه الكنوز ، وإما أنه قد فارق الحياة بالفعل بسبب خطورة ذلك المكان ؛ على أي حال ، فلا أحد يعلم شيئاً بعد .”
فُتح الباب ، و دخل آينزورد رفقة بعض خدمه إلى الغرفك .
في الطابق الثالث ، وقعت غرفة رئيس نقابة المغامرين . بالداخل ، كانت توجد غرفةٌ فسيحة ، مؤثثة بشكلٍ جيد غير باذخ . كانت توجد سجادة طويلة ، ثلاث دواليب ، و مكتبٍ عريض لدى النافذة .
فور رؤيته ، لم يستطع إيفادن الحفاظ على تعبيره هادئاً وتجهم . منذ البداية ، لم يرد القدوم إلى هنا بسبب هذا الشخص — آينزورد أوبريت !
أومأ وقال برفق و أسف :” في هذه الحالة نعم ، آه يالها من حوادث مؤسفةً حقاً تحدث في هذا العالم .” عادت نبرته للحيوية سريعاً .” إذاً ما خطب هذه الشائعات ؟ ”
إستمرت صرخات الجسد فوق الطاولة بالإرتفاع .
كان آينزورد يبدو كشابٍ نبيل ، مُبتسماً بلطف . كان الهواء حوله مختلفاً عن الناس الطبيعيين ، و أشع بالكرامة و النُبل . إرتدى ملابس جميلة ، بلونين أزرق و أخضر ، لكنها كانت بسيطةً إلى حدٍ ما .
لم تسع عيناه سوى أن تلمع قليلاً ، متمتماً :” أرى ، لا مثيل لهذا الشيء ضمن معرفتي . بالتأكيد له علاقةٌ بالشائعات الأخيرة ، حول وجود بعدٍ سري داخل منطقة قرية ألبا ، هاه ؟ ”
لم تحوي أي مجوهرات أو مقتنيات ثمينة . ما أبرز وجهه الأنيق ، هو العدسة الأحادية الموضوعة في عينه اليمنى ؛ والتي أعطته جو عالمٍ نبيل ذو أصالةٍ في الرأي .
ألقى إيفادن نظرةً صامتة على الكوب ، قبل النظر لـ آينزورد الذي إتسعت إبتسامته إلى حدٍ ما.
“رااغهههه!!”
فحص آينزورد الغرفة ، وسقطت عيناه على إيفادن .
الفصل 36 — أطلال ؟
‘ إنه هو بالفعل . قدومه بهذا التوقيت مريب ، في العادة كان سيكون مقتصراً على إستدعاء أحدنا لمبنى الرابطة — لكن قدوم إيفادن شخصياً…همم ؟ ‘ أمعن آينزورد النظر إلى إيفادن ، و بعد رؤية المستند في يده توصل لإدراكٍ سريع .’ مهمةٌ جديدة بهذه السرعة ؟ غريب . يبدو أن قائد الفرع نفسه هو المسؤول هذه المرة…لا ، بل شخصٌ أعلى ؟ نعم ، فهذا المستند لا يبدو كالذي يُستخدم في النقابة بالعادة…هل لهذا علاقةٌ بدائرة البلاط ؟ أم العائلة الملكية ؟ لن تخفض النقابة نفسها لهذا الحد لأجل نبيل في العادة .’
في الطابق الثالث ، وقعت غرفة رئيس نقابة المغامرين . بالداخل ، كانت توجد غرفةٌ فسيحة ، مؤثثة بشكلٍ جيد غير باذخ . كانت توجد سجادة طويلة ، ثلاث دواليب ، و مكتبٍ عريض لدى النافذة .
كان لايول يوركشير ؛ سيد هذا الفرع من نقابة المغامرين ، يحمل تعبيراً هادئاً على وجهه . كان لايول رجلاً طويلاً ، في منتصف العمر . بشعرٍ أشقر باهت ، و عينان زمردتيان . إرتدى ملابس رسمية ، من ثلاث قطع .
‘ معقول ، هيهيهي زيادة كثافة الشائعات الأخيرة تؤتي ثمارها الآن ، هاه ؟ إنهم مجبورون على التحرك ، لكن يبدو أنهم في نفس الوقت يرغبون بأخذ الموضوع بروية…’
” لم يشرب الشاي ، مؤسف ، لكن لا يهم .”
لم يتغير تعبير آينزورد ، عندما تحدث بصوتٍ حيوي خالف أفكاره :” السيد إيفادن ! هذه زيارةٌ غير متوقعة ، كيف لي أن أخدمك ؟” صفق بيديه ، و أشار إلى الخادمة الواقفة قرب الباب — إندرالين بعينه اليُمنى .” هيا يا فتاة ، مالذي تنتظرينه ؟ لدينا ضيف . أعدّي بعض الشاي الخاص ، كاثرين ، رافيقيها .”
***
” لم يتحمل التحفيز .”
بعد ذلك ، سار إلى الأمام ثم سحب المقعد الخشبي إلى الخلف قليلاً و جلس عليه . أسند كوعيه على الطاولة ، و أمال رأسه واضعاً إياه على يديه .
فُتح الباب ، و دخل آينزورد رفقة بعض خدمه إلى الغرفك .
” إذاً سيد إيفادن ، كيف يُمكنني مساعدتك ؟ ”
” يُقال بأن مغامراً ما من الصنف D قد إبتُلع من البوابة ، و هو حالياً يعيش حياةً فارهة مستمتعاً بالكنوز بداخل البعد السري الغامض . لأنه لم يعد حتى الآن ؛ إما أنه يسرح و يمرح مع هذه الكنوز ، وإما أنه قد فارق الحياة بالفعل بسبب خطورة ذلك المكان ؛ على أي حال ، فلا أحد يعلم شيئاً بعد .”
بدت الفتاة في الثامنة عشرة ، إرتدت زي خادمة من طبقتين ، كان بلونين ؛ أحمرٌ و جلبابٌ أبيض . وقفت بعيداً ، عند باب الغرفة . ولم تشارك بشكلٍ مباشر ، حمل وجهها تعبيراً عادياً . رغم بشاعة ما كان يحدث أمامها ؛ و كأنها قد إعتادت على ذلك ، لا ، و كأن هذا قد كان مشهداً عادياً .
طرح إيفادن الموضوع مباشرة بوجه مظلم :” هل سمعت بالشائعات الأخيرة ؟ ”
” هل تقصد المتعلقة بقرية ألبا ؟ ” برؤية وجه إيفادن و تعبيره ، لم يستطع آينزورد حمل نفسه على اللف و الدوران و دخل إلى الموضوع مباشرة هو الآخر ، على أي حال بدا و كأن الرسميات بلا داعٍ الآن .
” بالنسبة للعقد الخاص بالإستكشاف ، هذه إمتيازاتٌ مقبولة…”
أومأ وقال برفق و أسف :” في هذه الحالة نعم ، آه يالها من حوادث مؤسفةً حقاً تحدث في هذا العالم .” عادت نبرته للحيوية سريعاً .” إذاً ما خطب هذه الشائعات ؟ ”
سلّم إيفادن مستنداً لـ آينزورد . قائلاً :” يبدو أن بعداً سرياً غامضاً قد ظهر في تلك المنطقة ، و الذي على ما يبدو أنه يؤدي إلى أطلالٍ قديمة قد تعود إلى الحقبة الثالثة .” قمع الإشمئزاز من الظهور في تعبيره وقال بمهّنيةٍ تامة :” أجرت دائرة البلاط الإمبراطوري تحقيقاتها الخاصة في ذلك المكان ، و الآن هي تخطط لإرسال أول بعثةٍ إستكشافية . و قد تم إختيار سيادتكم ضمن هذه البعثة .”
سلّم إيفادن مستنداً لـ آينزورد . قائلاً :” يبدو أن بعداً سرياً غامضاً قد ظهر في تلك المنطقة ، و الذي على ما يبدو أنه يؤدي إلى أطلالٍ قديمة قد تعود إلى الحقبة الثالثة .” قمع الإشمئزاز من الظهور في تعبيره وقال بمهّنيةٍ تامة :” أجرت دائرة البلاط الإمبراطوري تحقيقاتها الخاصة في ذلك المكان ، و الآن هي تخطط لإرسال أول بعثةٍ إستكشافية . و قد تم إختيار سيادتكم ضمن هذه البعثة .”
” أوه ، أطلالٌ للحقبة الثالثة ؟ لأي عصرٍ تعود ؟ ” تمت إثارة إهتمام آينزورد ، و لمعت عيناه بوضوح . بعد تلقي المستندات ، بدأ بقرائتها بإهتمام .
“…مخالب الجشع ؟ ”
في حال إنتمى هذا البعد السري المجهول للحقب السابقة ، فقد عنى هذا بوضوح أنه لم يكُن بالشيء البسيط . ناهيك عن الحقبة الثالثة ، كثيراً ما أثار كُل ما إنتمى لأوائل هذه الحقبة الرابعة ، ضجةً متوسطة لدى المغامرين . في هذه العصور المتقلبة ذات الإشراق الضعيف ، كان ” الماضي ” كنزاً لا يُثمن لعدم قدرة ” المستقبل ” على مواكبة إشراقه .
” راغوههه—!”
لم يظهر إيفادن أي تعبيرٍ متفاجئ ، إذ أن هذا كان أمراً طبيعياً و مُسلّماً به . كانت مهمة المغامرين الأساسية هي ” الإستكشاف ” ! سواءاً أكان داخل بعدٍ سري أم زنزانة أم دهليز ، فالأمر لم يهم . بقدر ما كانوا مفيدين جداً في ذلك .
إستعادة التاريخ قد عنت قفزةً نوعية في الحياة ! كان بيرسيوس ؛ والملقب بناهض الحقبة ، مثالاً واضحاً على ذلك . مجرد إمتلاكه لـ” ميراث ” يعود للـ” الساحر ” من سماء نجوم آركانا ، قد جعل نسله ملوكاً !
خلال وقتٍ قصير — دقيقةٌ و نصف . أتت كاثرين ، حاملةً في يدها صينيةً صغيرة . وضعتها على الطاولة ، ثم سكبت سائلاً من الإبريق على كلا الكوبين ، كان بلونٍ أخضر فسفوري ، متلائلأً قليلاً . و ذو لمعانٍ باهت .
صمت إيفادن لبرهة ، وعندما نوِلَ الكوب و البسكويت لم يسعه سوى السؤال :”…هل هذا شاي ؟ ” إذ أنه ذُهل وحيِّر بحذرٍ شديد .
داخل كيسٍ شفافٍ بدا و كأنه مصنوعٌ من مادة شبيهة بالبلاستك المُغلِف ، كانت توجد بلورتان صغيرتا الحجم . نبض ضوء الشفق المتلألأ بداخلهما ، و إنتشر في كُل الإتجاهات بداخل البلورة . بدت كتحفة فنية .
كان الشاب الأول ، بشعرٍ طويل ، لُّون باللون الأحمر الغامق و الهادئ — كاللحم . رُبط خلف ظهره في جديلةٍ طويلة . إرتدى قلنسوة داكنة و غُطي وجه بقناعٍ شفاف و عازل من مادةٍ كالزجاج . كان له وجهٌ وسيم ، بعينان كالماء ، و بشرةٍ واضحة و نقية . كان تعبيره بارداً كالصقيع ، و حمل جديةً بالغة . كان هذا الشاب يُدعى بـ آينزورد ، والذي كان قائد حزب مخالب الجشع .
” هاهاها…” قهقه آينزورد بخفة ، مبتسماً بلطف :” أنا سعيدٌ بملاحظتك لذلك .”” هذا ليس الشاي المعتاد ، بل أقرب إلى جرعةٍ خيميائية — شايٌ طبي .”
كان الشاب الأول ، بشعرٍ طويل ، لُّون باللون الأحمر الغامق و الهادئ — كاللحم . رُبط خلف ظهره في جديلةٍ طويلة . إرتدى قلنسوة داكنة و غُطي وجه بقناعٍ شفاف و عازل من مادةٍ كالزجاج . كان له وجهٌ وسيم ، بعينان كالماء ، و بشرةٍ واضحة و نقية . كان تعبيره بارداً كالصقيع ، و حمل جديةً بالغة . كان هذا الشاب يُدعى بـ آينزورد ، والذي كان قائد حزب مخالب الجشع .
” مما صنع ؟ ”
‘ معقول ، هيهيهي زيادة كثافة الشائعات الأخيرة تؤتي ثمارها الآن ، هاه ؟ إنهم مجبورون على التحرك ، لكن يبدو أنهم في نفس الوقت يرغبون بأخذ الموضوع بروية…’
” أوه ، هل هذا ما يُقلقك ؟ “” إنها مصنوعة من بعض الأعشاب المختلطة مع نواة وحشٍ سحري من الصنف C ، والتي بطريقةٍ ما — تمكنت من تحويلها إلى أكوامانا ؛ مستخرجاً فوائدها . لا تقلق ، هذا الشاي لا يشكل سوى 10% من قدرة الشاي الكاملة ، هل راق لك ؟ هل لديك إهتمامٌ بشراءه ؟ إنه منتجٌ قيم ، أنظر في الأمر من فضلك .”
” لديه قدراتٌ علاجية تكفي لمعززٍ في الرتبة الثانية لأن يستعد وضوحه بعد فقدان كميةٍ كبيرة من الدم ، مع أثارٍ لإستعادة المانا و الحيوية ، و تسريع عمليات الأيض .”
ألقى إيفادن نظرةً صامتة على الكوب ، قبل النظر لـ آينزورد الذي إتسعت إبتسامته إلى حدٍ ما.
> العاصمة كريفولا ، مبنى نقابة المغامرين .
أومأ وقال برفق و أسف :” في هذه الحالة نعم ، آه يالها من حوادث مؤسفةً حقاً تحدث في هذا العالم .” عادت نبرته للحيوية سريعاً .” إذاً ما خطب هذه الشائعات ؟ ”
” لنتحدث عن العقد .”
‘ أرجوا أن يسرع الفرع الرئيسي بالإستجابة لهذا…’ رفع لايول المستند الورقي من على الطاولة ، وسلّمه إلى إيفادن .” أعط هذا المستند لحزب مخالب الجشع ، هم أهلٌ لهذه المهمة .”
” بالنسبة للعقد الخاص بالإستكشاف ، هذه إمتيازاتٌ مقبولة…”
” هل تقصد المتعلقة بقرية ألبا ؟ ” برؤية وجه إيفادن و تعبيره ، لم يستطع آينزورد حمل نفسه على اللف و الدوران و دخل إلى الموضوع مباشرة هو الآخر ، على أي حال بدا و كأن الرسميات بلا داعٍ الآن .
كان الشاب الآخر ، أكبر ببضع سنين . بدا صارماً ، بشعرٍ بني ، و ُغطي جسده بقلنسوةٍ بيضاء ، إرتدى أسفلها ملابس خادم كلاسيكية .
تحدث آينزورد مع إيفادن حول الشروط و الإمتيازات المقدمة . و سرعان ما مرت 30 دقيقة ، قبل مغادرة إيفادن للمكان بعد توقيع عقدٍ مع آينزورد حول حقوق الإستكشاف وما إلى ذلك.
” لم يشرب الشاي ، مؤسف ، لكن لا يهم .”
متكئاً على الكرسي ، نظر آينزورد إلى السقف بتعبير ممل و هادئ . و لم يحوي تعبيره أي لمحةٍ من إبتسامته السابقة ، بدا هادئاً و بارداً إلى حدٍ ما .
” اغههههه !!! اااااااهههه !!!! النجدة—! توقف ! أيها الـ- اههه !! ”
” أوه ، هل هذا ما يُقلقك ؟ “” إنها مصنوعة من بعض الأعشاب المختلطة مع نواة وحشٍ سحري من الصنف C ، والتي بطريقةٍ ما — تمكنت من تحويلها إلى أكوامانا ؛ مستخرجاً فوائدها . لا تقلق ، هذا الشاي لا يشكل سوى 10% من قدرة الشاي الكاملة ، هل راق لك ؟ هل لديك إهتمامٌ بشراءه ؟ إنه منتجٌ قيم ، أنظر في الأمر من فضلك .”
” كاث ، إتصلِ بالفرقة – لدي مهمةٌ جديدة لهم .”
متكئاً على الكرسي ، نظر آينزورد إلى السقف بتعبير ممل و هادئ . و لم يحوي تعبيره أي لمحةٍ من إبتسامته السابقة ، بدا هادئاً و بارداً إلى حدٍ ما .
أومأت الفتاة الخادمة – كاثرين بتعبيرٍ هادئ ، قبل مغادرة الغرفة .
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات