إستغلال.
الفصل 37 — سوء فهم.
و من ناحيةٍ أخرى ، كانت مشاعرٌ غامضة بالنسبة لها كالسخط و الإذلال تشتعل في صدرها بخُفت ، بنحوٍ غير مؤثر . لم تفهم كلير هذه العواطف ، و لم يمنعها ذلك من تطوير مشاعر سيئة تجاه زيرو . مما دفعها في تلك اللحظة ، لإعادة التفكير بما مرت به منذ إستيقاظها و لقاءها لـ زيرو ، و سؤال نفسها :
‘…بالفعل ، جعل الآخرين يقدمون أنفسهم طوعاً بدل إجبارهم هي إستراتيجةٌ مُثلى . رغم أن هذا لم يكُن ما حدث تماماً.’
> العاصمة كريفولا ، القصر الإمبراطوري ، المكتبة الإمبراطورية .
داخل الغرفة الشاسعة و المحتوية على عددٍ كبير من الأرفف المتنوعة ، وجدت طاولةٌ صغيرة . جلس رجلان بقربها ،
‘ على أي حال ، يبدو أن هذا قد نجح…همم .’
ناهيك عن أن هذا لم يكن ما أرعب آراي ذو العلم المحدود والصدر الوسيع، إنمّا حقيقة أن القطع الأثرية من الدرجة 2 قد مثّلت قوة ساحر في الرتبة السادسة!
كان الأول رجلاً مسناً نحيلاً . بشعرٍ فضي داكن قصير ، كان بلا لحية . أشعت عيناه بالحكمة الوفيرة و التوقعات الكبيرة تجاه الحياة . إرتدى رداء ساحرٍ بلون السماء النيلية الداكنة والذي إحتوى على العديد من النقوش . أطلق جسده حضوراً خافتاً غير ملحوظ ، و كأنه مجرد شيخٍ قديم عادي يستمتع برؤية نمو أحفاده .
– كان هذا هو ساحر البلاط الإمبراطوري ؛ هيروسوليم غالاسكا – ساحرٌ في الرتبة الخامسة !
” همم ، إذاً لا تستطيع إعطاء تفسير ؟ قُل الأمر مباشرة ، تنهد .”
– كان هذا هو ساحر البلاط الإمبراطوري ؛ هيروسوليم غالاسكا – ساحرٌ في الرتبة الخامسة !
أمامه جلس رجلٌ قد بدا وسيماً رغم كبر سنه. بشعرٍ أزرق مخضّر ، كانت حواجبه كثيفة ، كان أنفه مستقيماً. إبتسم بهدوء، مرتدياً قلنسوة ملكية بنقوشٍ من الفضة ، طُرزت عليها التنانين و الغريفين المتنوعة ، عام نصف تاج مرصّع بجواهر ملونة أعلى رأسه، أطلق جسده هالةً كثيفة و ضغطاً عميقاً لا يسبره غور .
– كان هذا هو الإمبراطور الحالي لإمبراطورية فولنهايم العظمى ؛ فاران سير ليغيا فولنهايم – ساحرٌ في الرتبة الخامسة أيضاً !
” هذه فكرةٌ معقولة كانت قد طرأت في بالي من قبل ، في هذه الحالة لنبدأ توزيع المهام بمن سيخمد الثورة القادمة . أي إقتراحات ؟ ”
” خاطئ ؟ هذه كلماتٌ كبيرة . القدر كنهرٍ طويل ، ما أنا سوى شيخ ضعيف يريد أن يرتوي من بعض ماءه لكي يبصر بما لا يراه . ربما كان تفسيري للأمر خاطئاً ، و ربما ظهر متغيرٌ غير متوقع ذو إحتمالية غيرت الأمر ؟ توجد إحتمالاتٌ عديدة لهذا ، فالقدر غير محدود .”
جلس أهم رجلين في إمبراطورية فولنهايم ، على طاولةٍ واحدة في المكتبة الهادئة ، و إحتسيا بعض الشاي من أكوابهما البيضاء ذات النقوش اللامعة . بجوٍ هادئ و متناغم ، لعبا الشطرنج ، أثناء تحدثهما عن مواضيع مختلفة .
كانت الجائزة الأولى – القطعة الأثرية . عصاةً سوداء طويلة صُنعت من معدنٍ صلب لامع قد بدا رخامياً ، أعلاها وجد مُكعب سداسي الأوجه حوله العديد من الحلقات المتداخلة ، لمعت دائرتان سحريتان حول حلقتين . و نبضت كرةٌ أرجوانية ذات هالة غامضة وأثيرية بداخل المكعب ، لقد بدت كأداةٍ تكنولوجية من عصور متقدمة . و أطلقت هالةً سحرية و آسرةً كالخيال .
لم يسع آراي الذي قد أنهى للتو تخفيف حمى كلير ، سوى التذمر في قلبه غير راض .
” أوداين يشكي من إخبارك له بوحيٍ خاطئ .”
” ووش .”
” خاطئ ؟ هذه كلماتٌ كبيرة . القدر كنهرٍ طويل ، ما أنا سوى شيخ ضعيف يريد أن يرتوي من بعض ماءه لكي يبصر بما لا يراه . ربما كان تفسيري للأمر خاطئاً ، و ربما ظهر متغيرٌ غير متوقع ذو إحتمالية غيرت الأمر ؟ توجد إحتمالاتٌ عديدة لهذا ، فالقدر غير محدود .”
بشكل واضحٍ ، كان شعر كلير ‘ الطويل ‘ والمنسدل بالسابق ، قد غدا أقصر . فلو كان بطول ذراعٍ في السابق ، فالآن هو بطول يصل إلى رقبتها فحسب .
” همم ، إذاً لا تستطيع إعطاء تفسير ؟ قُل الأمر مباشرة ، تنهد .”
أمسك آراي بعصا الحكيم الطويلة ، قبل توجيه بعض المانا إليها من يده . لمع المكعب الأرجواني بضوءٍ نقي ، والذي قد إنعكس على عيني آراي الداكنتين .
أطلق الإمبراطور فاران تنهيدة ساخرة ، بينما إكتفى هيروسوليم بإبتسامةٍ غامضة على محياه . بعد دقائق من الصمت ، فتح الإمبراطور فاران موضوعاً آخراً :
أتتها صفعةٌ مباشرة على وجهها ، مما جعل حركتها تُّشل لثانية من هذه الهجمة الغير متوقعة والوقحة!
” حدثت ضجة كبيرة في مدينة آلة الفضة ، ما رأيك بشأن هذا ؟ ”
” لقد وصلتني الأنباء ، مثل هذه الحوادث تبعث على الحزن والآسى بالفعل . تعازي الحارة لعائلة كرودفورد ، بالتأكيد ستعاود المدينة الإزدهار من جديد عما قريب . فحتى أكبر الأشجار تنبت من برعم صغير قد قاوم أعتى الأعاصير .” حرك ساحر البلاط هيروسوليم بيدقه الأسود مسقطاً الحصان الأبيض يساره ، توقف قليلاً , ثم أكمل بصوته الجاف :” لكن بدلاً من التركيز على شؤون البعييدين أوصي جلالتك بالنظر فيما هو قادم .”
‘ أصبحت هذه الفتاة عبئاً ، نعم لقد قررت كيفية التعامل معها .’
” بالطبع سأفعل ذلك ، لكن الأمان مهم في مثل هذه الأحوال .”” هل الأمور جاهزة عندك ؟ ”
لم يخفف من قوة يده ، إبتسم ببرود . مستمراً بخنق الفتاة ضعيفة الجسد واهنة الحال . لقد إستخدم يده اليمنى مزيلاً قناعه ، ثم نظر بعينيه الداكنتين عديمتي الضوء إلى كلير.
” لا ، ليس بعد تماماً . رسول آركانا قد أخذ وقتاً أطول من المفترض ، ومازال الملك لم يعطي مرسوماً رسمياً بعد .”
كانت عصا الحكيم قطعةً أثرية من الدرجة 2 !
” إذاً…” شد الإمبراطور فاران قبضته بخفة ، وتحدث بهدوء .” علينا البدأ قبل أن تنفجر البوابة ، الوقت مناسبٌ على أي حال .”
***
حرك إحدى قطعه .
— مرت بضع ساعات .
” لا ، إنفجار البوابة أمرٌ حتمي . و إفتتاحها قبل ذلك حتميٌ أكثر .” أوضح ساحر البلاط هيروسوليم ، وجهة نظره أثناء اللعب برفق :” أيها الإمبراطور ، هذا يحدث في جيلك أنت بالذات .” لم يفسر ، مضيفاً :”إذا كانت نعمة ، فهي ليست نقمة. إذا كانت لعنة فلا مفر منها. ماهو آتٍ آت ، بصفتك الإمبراطور أنت تعلم ما عليك فعله حيال ذلك .”
[ نجاح — تم تنفيذ المهمة ! ]
— كش الملك.
خسر الإمبراطور فاران في اللعبة .
وزد على ذلك؛ أن عدد القطع السحرية في الدرجة 2 في العالم قد عدّ بالآلاف، ولم يتميز منها سوى مجموعة صغيرة إستحقت أن تُصنّف في القطعة الأثرية ذات الدرجة 1…وكانت هذه القطعة الأثرية في يد آراي الآن – عصا الحكيم…
” حسناً ، سأتذكر كلماتك .”لم يتغير تعبيره الهادئ ، أومأ برأسه ثم سأل برفق طالباً المشورة:” هيروسوليم ، مالذي تراه ؟ لدينا مجموعةٌ واعدة من الأمراء هذه المرة ، بدأً من الأمير الأول المجتهد إيدواردز ، سيراً إلى العسكري الناجح سيغفريد وصولاً إلى الأميرة المحورية عائشة ؛ إنهم ينشئون جيداً ، حتى أنني قلق من أن يخططوا ضدي .”
ضغط آراي على بضع أزرار قد وجدت على اللوح ، مؤكداً موافقته على المهمة رقم 3 ذات المحتوى البسيط :
ألقى الإمبراطور فاران مزحةً صغيرة ، أثناء مدحه بسخاء لورثة الجيل القادم من الإمبراطورية .
‘ يالها من صدفة ، وجود هذا المصباح يقمع من تأثير المجال الروحي على روحي ، علاوة على أنه يقلل من تأثير عصا الحكيم هذه بناءاً على الآثار السلبية التي أتت معها…’
‘ هذه ثغرةٌ واضحةٌ للغاية ، مالذي فكر به واضع هذه المهمة ؟ هل هي موضوعةٌ عمداً ؟ غريب .’
” إنهم أطفالي جميعاً ، علي كوالد و كإمبراطور بأن أكُون محايداً بطبيعة الحال . لهذا السبب لم أحدد حتى الآن ولي عهد يخلفني ، ففي نظري — فرصهم متساوية .” ثم أضاف :” نعم ، ستبدأ قريباً ثورةٌ هناك ، بإمكاني رؤية بعض المغامرين الذين يشعلون بعض الشرارات هنا وهناك…فعلتهم هذه مثيرةٌ للإهتمام ، أي أميرٍ ترشح لأن يهتم بهذه النيران الصغيرة ؟ ”
توقف مؤقتاً قبل أن يكمل بعد برهة :” لا عليك من هذه الناحية ، لدي مهمةٌ ‘ ملائمة ‘ بجائزةٍ جيدة لنفسي . بإمكانك إخباري إذا وجدتي مهمةً تريدينها .” بقوله لذلك ، كان يقول كلاماً ضمنياً بعدم مشاركته في مهمة مزدوجة .
” أنا سعيدٌ لأن جلالتك مدركٌ لما يحدث . المغامرون يريدون تشكيل صورةٍ ما ، لنيل أحقية دخول بعد الأشفاق السري . و لعدم إمتلاكهم لطريقةٍ شرعية ، فهذه الثورة الصغيرة حلٌ معقول من منظورهم — لجذب الإهتمام نحوهم .”
لمح آراي كلير القادمة من بعيد ، مما جعله يفكر :
” توكيل مسؤولية البعد السري لأحد الأمراء أمرٌ غير مناسب كما يعلم جلالتك ، فهذا تحيزٌ صريح عبر إعطاء سلطة كبيرة. لكن ماذا عن توزيع المهام ؟ بهذه الطريقة ، لن تكون منحازاً لجانبٍ معين . بالإضافة إلى أن سموهم سيجدون حلاً و طريقةً تخصهم لتحديد المسار القادم .”
‘ بدأ هذا يصبح مزعجاً أيضاً…هل أتوقف ؟ هذا يبعث على…الكُره .’
” كُنت أجرب شيئاً ما فحسب ، على أي حال…ماذا ؟ هل أنتِ جائعة ؟ مهلاً…” لم يفهم آراي سبب تعبيرها الغريب والذي لم يكن له علاقةٌ بما فعله للتو ، عبس وسأل بشكّ :” أنتِ لا تريدين دمي ، أليس كذلك ؟ سيكون علي الرفض .”
كان ساحر البلاط الإمبراطوري مستشاراً للإمبراطور أيضاً بجانب كونه حارساً شخصياً و رئيساً لدائرة البلاط الإمبراطوري ، كان منصباً بمسؤولياتٍ كبيرة و مهامٍ غير بسيطة على الإطلاق . لذلك تطلب شخصاً عريقاً ذو أصالة و سدادة في الرأي ، بعقلٍ فذ و قوة لائقة — كـ هيروسوليم .
” هذه فكرةٌ معقولة كانت قد طرأت في بالي من قبل ، في هذه الحالة لنبدأ توزيع المهام بمن سيخمد الثورة القادمة . أي إقتراحات ؟ ”
” إستخدم القرعة .”
حُيِّر تعبير الإمبراطور فاران قليلاً :”…قرعة ؟ ألا تعتقد أن هذه طريقةٌ غير مناسبة ؟ ”
وزد على ذلك؛ أن عدد القطع السحرية في الدرجة 2 في العالم قد عدّ بالآلاف، ولم يتميز منها سوى مجموعة صغيرة إستحقت أن تُصنّف في القطعة الأثرية ذات الدرجة 1…وكانت هذه القطعة الأثرية في يد آراي الآن – عصا الحكيم…
” لا يوجد ما هو غير مناسب ، بالأحرى سيكون ذلك فقط غير مُرضٍ ، أليس كذلك ؟ ” ضحك ساحر البلاط هيروسوليم ، متحدثاً بصوته المسن الهادئ و المنعش :” علاوةً على أن هذه ليست هي النقطة المهمة ، فكثيراً ما يظهر القدر في أبسط الأشياء الصغيرة . بالطبع تراكم هذه الأمور يصنع صورةً واضحة ، لكن الصدف و الحظ يأتيان أولاً .”
‘ لا ! لا تنظري في عينيه ! ‘
جلس أهم رجلين في إمبراطورية فولنهايم ، على طاولةٍ واحدة في المكتبة الهادئة ، و إحتسيا بعض الشاي من أكوابهما البيضاء ذات النقوش اللامعة . بجوٍ هادئ و متناغم ، لعبا الشطرنج ، أثناء تحدثهما عن مواضيع مختلفة .
” هذا يصنع بعض الفرق .” أومأ الإمبراطور فاران ، قبل أن يقول بضحكة خفيفة :” لديك قدرةٌ عجيبة على الإقناع .”
أتتها صفعةٌ مباشرة على وجهها ، مما جعل حركتها تُّشل لثانية من هذه الهجمة الغير متوقعة والوقحة!
***
ثانيةٌ واحدة ، كان هذا هو الوقت الذي إحتاجه آراي للحركة و تثبيط جسد كلير قبل إخراجها لسحرها ، ثم تقييدها بخنق رقبتها النحيلة بلا رحمة بقوةٍ كبيرة ، معززاً يده بالمانا .
> داخل البعد السري الغامض .
وقف آراي رولان العالق داخل البعد السري لأكثر من أسبوعين ، بنظرةٍ عميقةٍ على محياه ناظراً إلى المسّلة الصخرية أمامه . كان صامتاً لفترةٍ طويلة ، و لم يعلم أحدٌ بما كان يفكر .
إقتربت كلير بسرعة ، ونظرت حول المكان بحذرٍ وتحفظ ، قبل أن تسأل بإقتضاب :”…مالذي كُنت تفعله ؟ ”
” سعال…سعال…!”
لكن فجأةً كان قد سمع صوت مصاصة الدماء التي أنقذها منذ نصف يوم – كلير الذي قد قاطع أفكاره .
” زيرو ، لما لا نأخذ المهمة رقم 13 ؟ ” إقترحت كلير بهدوء .
> داخل البعد السري الغامض .
بالنظر إلى المهمة و محتوياتها ، كانت قد تطلبت إنقاذ الغابة من هجوم مجموعةٍ بسيطة من اللاموتى ، كان مستوى خطرها بالمقبول ، وكانت مكافأتها لائقة . لكّن آراي قد هز رأسه .
“…أنا…آسفة…”
” لا ، ليس لدي إهتمامٌ في ذلك .” صمت قليلاً ، قبل أن يقرر قول :” لم أقل أنني قد قررت تنفيذ المهام ؛ و لن أفعل شيئاً سيضرني بوضوح كهذا .”
‘ ما موقفي تجاه…زيرو ؟ ‘
أظهرت كلير تعبيراً محيراً عند سماع ذلك ، بدا و كأنها لم تفهم . ثم صمتت للحظة ، قبل كشط المسلة مجدداً قبل الإيماء لنفسها بإرتياح .
صمتت كلير ، عُّج ذهنها بالضوضاء كم صرخ في أذنيه من هذيان ما، لكنها مع ذلك ، قد تجاهلت هذه الأمور ، و نظرت إلى ظهر زيرو السائر بعيداً بعينيها القرمزتين ، وفي النهاية ، لم تستطع إعطاء إجابةٍ معينة لذلك .
لم تعلم كلير ما كان عليها فعله .
“أنتِ محيرة من لما أنقذتك ؟ لا تسألي .” قال آراي بعد صمتٍ قصير :” أنتِ لم تكوني في خطر ، بل حياتك التي كانت في خطر – هذان ليسا نفس الشيء .”
كان هذا الشيء ، هو جهاز سحري بإسم ‘ شاهد المساهمة ‘ . والذي سجّل المهام و تحقق منها ؛ كان قد أدى وظيفة ‘ كشك التحقق ‘ ، كالموجود في نقابةٍ المغامرين ، لكنه كان آلياً و تلقائياً تقريباً.
كانت هذه المقارنة خاطئة منذ الأساس ؛ حياة شخص بغابة ، لكن آراي لم يبال في كلتا الحالتين .
***
” حسناً ، سأتذكر كلماتك .”لم يتغير تعبيره الهادئ ، أومأ برأسه ثم سأل برفق طالباً المشورة:” هيروسوليم ، مالذي تراه ؟ لدينا مجموعةٌ واعدة من الأمراء هذه المرة ، بدأً من الأمير الأول المجتهد إيدواردز ، سيراً إلى العسكري الناجح سيغفريد وصولاً إلى الأميرة المحورية عائشة ؛ إنهم ينشئون جيداً ، حتى أنني قلق من أن يخططوا ضدي .”
” في حالتي فسأنقذ ما هو أمامي فقط ، وما أستطيع إنقاذه منه فحسب…قد أقرر أيضاً عدم إنقاذه في بعض الأحيان ، نعم ، أنا مزاجيٌ للغاية .”
> العاصمة كريفولا ، القصر الإمبراطوري ، المكتبة الإمبراطورية .
” ومن كان ليعتقد بأن هذا قد يفيدني بالفعل ! كما يقال : لا بأس في أن تكون شخصاً جيداً في بعض الأحيان .”
كان آراي صامتاً ، ونظر بعمق فحسب إلى ما كان أمامه . لمعت عيناه بوضوحٍ و بصيرة ، عندما شعر بموجة صغيرة من الإلهام فجأة ، مما دفعه إلى هز رأسه .
توقف مؤقتاً قبل أن يكمل بعد برهة :” لا عليك من هذه الناحية ، لدي مهمةٌ ‘ ملائمة ‘ بجائزةٍ جيدة لنفسي . بإمكانك إخباري إذا وجدتي مهمةً تريدينها .” بقوله لذلك ، كان يقول كلاماً ضمنياً بعدم مشاركته في مهمة مزدوجة .
” سووش! ”
كانت كلير صامتة ، لقد نظرت إلى هذا المشهد بمزيجٍ معقد من العواطف المتنوعة ، لم يكُن ذهنها واضحاً ، لقد شعرت بالتأكيد بكل ما قد حدث للتو ، و رأته جيداً . لكنها مع ذلك ، قد شعرت بأن هذا لم يأثر فيها على الإطلاق بنحوٍ ملموس . و كأن هذه الأحداث قد حدثت لشخصٍ آخر .
حيِّرت كلير أكثر ، لكن آراي لم يبال بذلك . و تراجع للخلف ، حيث وجد عمودٌ صخري صغيرٌ بطول مترٍ واحد ، إحتوى على كتابٍ حجري ، كتبت فيه العديد من المعلومات و الرموز الغامضة .
داخل الغرفة الشاسعة و المحتوية على عددٍ كبير من الأرفف المتنوعة ، وجدت طاولةٌ صغيرة . جلس رجلان بقربها ،
كان هذا الشيء ، هو جهاز سحري بإسم ‘ شاهد المساهمة ‘ . والذي سجّل المهام و تحقق منها ؛ كان قد أدى وظيفة ‘ كشك التحقق ‘ ، كالموجود في نقابةٍ المغامرين ، لكنه كان آلياً و تلقائياً تقريباً.
‘…بالفعل ، جعل الآخرين يقدمون أنفسهم طوعاً بدل إجبارهم هي إستراتيجةٌ مُثلى . رغم أن هذا لم يكُن ما حدث تماماً.’
“أراضيةٌ الآن؟ إتبعيني ، علينا التجهيز لما هو قادم .”
“شوا…”
ضغط آراي على بضع أزرار قد وجدت على اللوح ، مؤكداً موافقته على المهمة رقم 3 ذات المحتوى البسيط :
” أنا…لا ، ليس هذا ما أقصده .” أظهرت كلير تعبيراً محرجاً إلى حدٍ ما ، و إحمر خداها بوضوح . ثم تمتمت بصوتٍ منخفض أثناء نظرها للأسفل :”…هل لديك ملابسٌ إضافية ؟ و…بعض أدوات التنظيف ؟ ”
3- المسعى :
> تنبأ بالكارثة !
لكن فجأةً كان قد سمع صوت مصاصة الدماء التي أنقذها منذ نصف يوم – كلير الذي قد قاطع أفكاره .
| قد تحدث كارثة في وقتٍ قريب ، ماهي ؟ |
“أنتِ محيرة من لما أنقذتك ؟ لا تسألي .” قال آراي بعد صمتٍ قصير :” أنتِ لم تكوني في خطر ، بل حياتك التي كانت في خطر – هذان ليسا نفس الشيء .”
[ التقدم : 0% ] [ المكافأة : قطعة أثرية قديمة ، مصباح الأضواء الثلاثة .]
كانت كلير لا تزال ترتدي نفس رداءها القديم والممزق ، لحسن الحظ أنها غطيت بعباءةٍ بيضاء قد أعطاها آراي إياها ، أو أن مظهرها – مرتديةً طقمها البالي و العفن كان سيكون محرجاً للغاية .
‘ هذه ثغرةٌ واضحةٌ للغاية ، مالذي فكر به واضع هذه المهمة ؟ هل هي موضوعةٌ عمداً ؟ غريب .’
‘ أصبحت هذه الفتاة عبئاً ، نعم لقد قررت كيفية التعامل معها .’
أخرج آراي ورقةً وقلماً ، ثم كتب ثلاث سيناريوهاتٍ محتملة ، مستخدماً ما لديه من ‘ معطيات ‘ في ذهنه . كان صامتاً لدقائق ، في بعض الأحيان نقر بحواف القلم الخلفية على الورقة . بعد مدةٍ قصيرة ، كان قد إنتهى من الكتابة و التعديل .
من ناحيةٍ أخرى ، تجولت كلير في عالم أحلامها غير مدركةٍ لما كان ينتظرها .
ثم—
إمراةٌ ذات جمال سماوي و شعرٍ فضي منسدل كالحرير ؛
‘ بالطبع ، بإستخدام < تحليل > معها…مثيرٌ للإهتمام .’
” شا! ”
‘ في الواقع ، كان الأمر كذلك…هذه ثغرةٌ بالفعل .’
” ووش .”
‘ وهذا المصباح ، إنه من الدرجة 3 العليا أيضاً على الأقل . و آثاره هذه — تناسبني جداً ، جميل . رائع ، هكذا تبدأ الأمور بالتسارع ! ‘
كانت كلير لا تزال ترتدي نفس رداءها القديم والممزق ، لحسن الحظ أنها غطيت بعباءةٍ بيضاء قد أعطاها آراي إياها ، أو أن مظهرها – مرتديةً طقمها البالي و العفن كان سيكون محرجاً للغاية .
بعد أن وضع آراي الورقة على شاهد المساهمة ، أضاء الأخير بضوءٍ أخضر أرجواني ، بدأ بالإهتزاز قليلاً محدثاً ضجةً بسيطة . و فجأة ، إختفت الورقة على سطحها .
ظهرت أُسس و طُرق إستخدام ‘ آليتها ‘ داخل رأسه ، بجانب العديد من المعلومات الأخرى . في الواقع ، كان هذا شيئاً يُسعد به المرء . ففي العادة تطلّبت العناصر السحرية من هذه الدرجة العديد من الإختبارات لتأكيد كُل المعلومات عنها ، والذي كان سيستغرق وقتاً طويلاً . لكن لم يبدو و كأنه توجد حاجةٌ لذلك – تقريباً . فقد تلقى ما كان يحتاجه بوضوح .
إقتربت كلير بسرعة ، ونظرت حول المكان بحذرٍ وتحفظ ، قبل أن تسأل بإقتضاب :”…مالذي كُنت تفعله ؟ ”
” كُنت أجرب شيئاً ما فحسب ، على أي حال…ماذا ؟ هل أنتِ جائعة ؟ مهلاً…” لم يفهم آراي سبب تعبيرها الغريب والذي لم يكن له علاقةٌ بما فعله للتو ، عبس وسأل بشكّ :” أنتِ لا تريدين دمي ، أليس كذلك ؟ سيكون علي الرفض .”
في اللحظة التالية ، كان أول رد فعل لكلير ، هو محاولة إخفاض رأسها بشكلٍ لا شعوري . لكّنها أدركت بأن وضعية جسدها لن تسمح لها بذلك ، مما جعلها تشعر بالذعر مشيحةً عينيها بعيداً لوهلة .
رغم إمتلاكه لبعض الفضول تجاه عملية شرب الدم لمصاصي الدماء ، إلا أن آراي إمتلك القدرة على كبح فضوله – ولم يتخطى الحد . لقد شعر بخوفٍ غامض تجاه هذا الأمر ، و مع وجود ما يسمى بـ” سحر الدم ” و ” سحر البصيرة ” كان قد وضع لنفسه قانوناً صريحاً بمراقبة كُل ما يخصه من ملابس و أدوات ، ناهيك عن شيءٍ من جسده !
— كان من اللزام الحذر في هذا العالم .
‘هذا العالم ليس عادلاً…’ زلقى آراي نظرة بسيطة على كلير، والتي كانت ترتجف مكانها، إنسدلت قطرات من العرق على جبينها، بينما كانت الدموع تجري على خديها،’ أنا أؤمن أنني لست السبب في حالتها هذه…فهذه مبالغة! لكن وليكُن.’
كانت توجد قطعةٌ أثرية من الدرجة 1 في العالم ، و التي صنّفت شتّى أنواع العناصر السحرية من الدرجة 2 حتى الدرجة 0، بترتيبٍ سري خاص. في العادة ، كان هذا التصنيف مقتضراً بمجموعات معينة من المنظمات السحرية وأخفي عن العامة، و لم يكُن تصنفيها ثابتاً . فقدت تغيرت القائمة بإستمرار يومياً.
” أنا…لا ، ليس هذا ما أقصده .” أظهرت كلير تعبيراً محرجاً إلى حدٍ ما ، و إحمر خداها بوضوح . ثم تمتمت بصوتٍ منخفض أثناء نظرها للأسفل :”…هل لديك ملابسٌ إضافية ؟ و…بعض أدوات التنظيف ؟ ”
— لقد نظر ذلك البؤبؤ الواحد الشطرنجي إليها بثبات .
” أنا…لا ، ليس هذا ما أقصده .” أظهرت كلير تعبيراً محرجاً إلى حدٍ ما ، و إحمر خداها بوضوح . ثم تمتمت بصوتٍ منخفض أثناء نظرها للأسفل :”…هل لديك ملابسٌ إضافية ؟ و…بعض أدوات التنظيف ؟ ”
كانت كلير لا تزال ترتدي نفس رداءها القديم والممزق ، لحسن الحظ أنها غطيت بعباءةٍ بيضاء قد أعطاها آراي إياها ، أو أن مظهرها – مرتديةً طقمها البالي و العفن كان سيكون محرجاً للغاية .
‘ التصنيف |2| : 4 ‘
أمسك آراي بعصا الحكيم جيداً، شعر بالحماس والضغط قليلاً أثناء نظره للقذيفة الجليدية السريعة المنطلقةً تجاهه بوميضٍ خاطف، أقسم أنه لم يكن ليتتبعها لولا تميزه بـ<تحليل>. رفع عصاه سريعاً غير ناسٍ لإحكام قبضته الأخرى على المصباح ثم ضخ المانا خلال كلا العنصرين ما جعلهما يشرقان بضوءٍ جديد ، تلى ذلك قوله بهدوء بلغةٍ سحرية :” 「 آل-إيديكال」! ”
لقد كانت فاقدةً للذاكرة ، لكنها لم تنسى الأساسيات ؛ الحس السليم المتعلق بالأناقة و النظافة . ناهيك عن ذلك ، فقد كانت تشعر بشعورٍ لا يطاق من الحكة لغسل نفسها ! مما جعلها تقتنع بتزايد ، بأنها ذاتها السابقة قد كرهت الأوساخ بشدة .
“…أنا…آسفة…”
‘ نعم ، لا مشكلة في ذلك .’
بعد التفكير لبضع ثوانٍ ، أخرج آراي مجموعةً من الأشياء من حقيبته البعدية ، قبل أن يقول :” هذه ملابس إضافيةٌ لي ، إنها صغيرة على مقاسك ، لكنها كُل ما أملك – في الوقت الحالي . بالإضافة ، فهذه أدواتٌ للتنظيف ، إنها تُستخدم هكذا…”
سرعان ما تلقت كلير هذه الرزمة بتعبير ممتن ، قبل أن تعذر نفسها و تغادر . ناظراً إلى ظهرها أطلق آراي تنهيدة .خلع قلنسوته قبل فرك رأسه بإنزعاج .
” سووش!”
‘ بدأ هذا يصبح مزعجاً أيضاً…هل أتوقف ؟ هذا يبعث على…الكُره .’
” لقد وصلتني الأنباء ، مثل هذه الحوادث تبعث على الحزن والآسى بالفعل . تعازي الحارة لعائلة كرودفورد ، بالتأكيد ستعاود المدينة الإزدهار من جديد عما قريب . فحتى أكبر الأشجار تنبت من برعم صغير قد قاوم أعتى الأعاصير .” حرك ساحر البلاط هيروسوليم بيدقه الأسود مسقطاً الحصان الأبيض يساره ، توقف قليلاً , ثم أكمل بصوته الجاف :” لكن بدلاً من التركيز على شؤون البعييدين أوصي جلالتك بالنظر فيما هو قادم .”
” با!! ”
‘ هل بدأت أضّل طريقي ؟ ‘
وقف آراي رولان العالق داخل البعد السري لأكثر من أسبوعين ، بنظرةٍ عميقةٍ على محياه ناظراً إلى المسّلة الصخرية أمامه . كان صامتاً لفترةٍ طويلة ، و لم يعلم أحدٌ بما كان يفكر .
كان آراي صامتاً ، ونظر بعمق فحسب إلى ما كان أمامه . لمعت عيناه بوضوحٍ و بصيرة ، عندما شعر بموجة صغيرة من الإلهام فجأة ، مما دفعه إلى هز رأسه .
أمامه جلس رجلٌ قد بدا وسيماً رغم كبر سنه. بشعرٍ أزرق مخضّر ، كانت حواجبه كثيفة ، كان أنفه مستقيماً. إبتسم بهدوء، مرتدياً قلنسوة ملكية بنقوشٍ من الفضة ، طُرزت عليها التنانين و الغريفين المتنوعة ، عام نصف تاج مرصّع بجواهر ملونة أعلى رأسه، أطلق جسده هالةً كثيفة و ضغطاً عميقاً لا يسبره غور .
” سووش!”
بالإضافة إلى ألم الإختناق ، الجوع ، الخوف ، والعديد من المشاعر الأخرى التي إختلجت بها، إنقبض قلب كلير بضيق مع إشتداد صدرها ، في تلك اللحظة إهتزت عيناها عندما ومضت حزمٌ من خيوط الضوء المتشابكة في مجال بصرها ، مشكلةً مشهداً لـ—
بعد أن غادرت كلير بثوانٍ ، أضاءت الشاهدة الصخرية ، بهذا السطر .
لم يخفف من قوة يده ، إبتسم ببرود . مستمراً بخنق الفتاة ضعيفة الجسد واهنة الحال . لقد إستخدم يده اليمنى مزيلاً قناعه ، ثم نظر بعينيه الداكنتين عديمتي الضوء إلى كلير.
— نهب ثرواته وتدمير الغرض النهائي منه – الميراث !
[ نجاح — تم تنفيذ المهمة ! ]
” هذا يصنع بعض الفرق .” أومأ الإمبراطور فاران ، قبل أن يقول بضحكة خفيفة :” لديك قدرةٌ عجيبة على الإقناع .”
‘ في الواقع ، كان الأمر كذلك…هذه ثغرةٌ بالفعل .’
***
[ التقدم : 0% ] [ المكافأة : قطعة أثرية قديمة ، مصباح الأضواء الثلاثة .]
لم يتفاجئ آراي بالنتيجة بعد قراءة السطر ، فقد عنى وجود الثغرة بأنه سيحقق شيئاً فعلياً و حقيقياً — فقد كانت هذه مهمة مسجلة . لكّن هذا لم يسمح لتعبيره بألا يكون مندهشاً و مترقباً .
” سووش!”
كانت الإجابة بسيطةً للغاية — ما كان نوع الشيء الذي قد يُعتبر ‘ كارثة ‘ للبعد السري ؟ بطبيعة الحال ، كان أحد سيناريوهين :
“ها!!”
— دماره !
‘ على أي حال ، يبدو أن هذا قد نجح…همم .’
— نهب ثرواته وتدمير الغرض النهائي منه – الميراث !
‘ ما موقفي تجاه…زيرو ؟ ‘
في كلتا الحالتين ، كانت النتيجة واحدة – ليست بالشيء الجيد . صُّنف كلاهما كـ ‘ مصيبة ‘ للبعد…في الواقع ، كانت مثل هذه الأسئلة شيئاً نموذجياً للغاية ، لأنها قد كانت في إتجاهٍ واحد . لذلك بطبيعة الحال ، كان من المُسلّم أن يجاوب آراي عليها مع المعطيات التي كانت لديه .
” لا ، إنفجار البوابة أمرٌ حتمي . و إفتتاحها قبل ذلك حتميٌ أكثر .” أوضح ساحر البلاط هيروسوليم ، وجهة نظره أثناء اللعب برفق :” أيها الإمبراطور ، هذا يحدث في جيلك أنت بالذات .” لم يفسر ، مضيفاً :”إذا كانت نعمة ، فهي ليست نقمة. إذا كانت لعنة فلا مفر منها. ماهو آتٍ آت ، بصفتك الإمبراطور أنت تعلم ما عليك فعله حيال ذلك .”
” سووش ! ”
بالطبع ، كانت كُل هذه الأحداث منذ يوم – ما حصل لكلير ، هي خطةً بسيطة قد حاكها آراي لحظة إستلامه لمكافأتيه .
في تلك اللحظة ، لقد تجمعت أضواء الأشفاق الملونة في السماء ، كسحبٍ رعدية ، لم تصدر الكثير من الضوضاء و عامت بصمتٍ كخيوط الزغب المتشابكة . فجأة ، إنطلق عمودان من السماء – وسقطا إلى الأسفل كالبرق !
ثم—
و من ناحيةٍ أخرى ، كانت مشاعرٌ غامضة بالنسبة لها كالسخط و الإذلال تشتعل في صدرها بخُفت ، بنحوٍ غير مؤثر . لم تفهم كلير هذه العواطف ، و لم يمنعها ذلك من تطوير مشاعر سيئة تجاه زيرو . مما دفعها في تلك اللحظة ، لإعادة التفكير بما مرت به منذ إستيقاظها و لقاءها لـ زيرو ، و سؤال نفسها :
” سووش !! ”
كان لصوتها المنخفض بعضُ القلق و الإلحاح ، أثناء محاولتها لربط نفسها بالمنشفة البيضاء. لكّن آراي لم يدر ظهره لتنبؤه بحصول مثل هذا الشيء ، وقال :” تستطيعين المغادرة ، كُنت أفعل شيئاً ما فحسب – لا حاجة إلى القلق .”
لم يرى آراي العملية ، لكّنه أدرك فجأةً بأن جائزته قد وصلت ، عندما رأى غرضان يعومان أمامه أثناء لمعانهما بهالةٍ زاهية ثلاثية الألوان . كانت هذه السرعة أفضل بألف مرة من الطلب عبر الإنترنت – كانت فوريةً للغاية !
‘هذا العالم ليس عادلاً…’ زلقى آراي نظرة بسيطة على كلير، والتي كانت ترتجف مكانها، إنسدلت قطرات من العرق على جبينها، بينما كانت الدموع تجري على خديها،’ أنا أؤمن أنني لست السبب في حالتها هذه…فهذه مبالغة! لكن وليكُن.’
كانت الجائزة الأولى – القطعة الأثرية . عصاةً سوداء طويلة صُنعت من معدنٍ صلب لامع قد بدا رخامياً ، أعلاها وجد مُكعب سداسي الأوجه حوله العديد من الحلقات المتداخلة ، لمعت دائرتان سحريتان حول حلقتين . و نبضت كرةٌ أرجوانية ذات هالة غامضة وأثيرية بداخل المكعب ، لقد بدت كأداةٍ تكنولوجية من عصور متقدمة . و أطلقت هالةً سحرية و آسرةً كالخيال .
‘هذا العالم ليس عادلاً…’ زلقى آراي نظرة بسيطة على كلير، والتي كانت ترتجف مكانها، إنسدلت قطرات من العرق على جبينها، بينما كانت الدموع تجري على خديها،’ أنا أؤمن أنني لست السبب في حالتها هذه…فهذه مبالغة! لكن وليكُن.’
كان الآخر مصباحاً صغيراً بدا كالساعة الرملية ، حُبست ثلاث أنواعٍ من الأضواء بداخله ؛ أزرق و أخضر و أرجواني ، ودارت داخل بعضها البعض كمجرةٍ صغيرة .
— أن سحرها قد إختفى !
” كاككا ! كاكا !! كراك !! ”
في اللحظة التالية ، كان أول رد فعل لكلير ، هو محاولة إخفاض رأسها بشكلٍ لا شعوري . لكّنها أدركت بأن وضعية جسدها لن تسمح لها بذلك ، مما جعلها تشعر بالذعر مشيحةً عينيها بعيداً لوهلة .
أظهر آراي حذراً واضحاً ، لكن سرعان ما خف . بعد ثوان – فور أن حاول لمس القطعة الأثرية ، إنفجر البرق الأسود حولها فجأة على حين غرة ، صرخت غرائزه على الفور مما دفعه إلى رميها بتلقائية . مع ذلك ، إستمر البرق الأسود بالطقطقة حولها لبضع ثوان أخرى ، و لم يفعل أي شيءٍ له .
‘هاه ! ‘
‘…ما كان ذلك ؟ ‘
” خاطئ ؟ هذه كلماتٌ كبيرة . القدر كنهرٍ طويل ، ما أنا سوى شيخ ضعيف يريد أن يرتوي من بعض ماءه لكي يبصر بما لا يراه . ربما كان تفسيري للأمر خاطئاً ، و ربما ظهر متغيرٌ غير متوقع ذو إحتمالية غيرت الأمر ؟ توجد إحتمالاتٌ عديدة لهذا ، فالقدر غير محدود .”
حرك إحدى قطعه .
في تلك اللحظة عندما حيِّر آراي حول هذه الظاهرة الغريبة ، غزا سيلٌ من المعلومات ذهنه . مما جعل بؤبؤه يتشتت لعدة أجزاءٍ من الثانية ، لكنه قد كان معتاداً جداً على ذلك ، و سرعان ما إستعادت عيناه صفاءها .
لم يتفاجئ آراي بالنتيجة بعد قراءة السطر ، فقد عنى وجود الثغرة بأنه سيحقق شيئاً فعلياً و حقيقياً — فقد كانت هذه مهمة مسجلة . لكّن هذا لم يسمح لتعبيره بألا يكون مندهشاً و مترقباً .
” أنا سعيدٌ لأن جلالتك مدركٌ لما يحدث . المغامرون يريدون تشكيل صورةٍ ما ، لنيل أحقية دخول بعد الأشفاق السري . و لعدم إمتلاكهم لطريقةٍ شرعية ، فهذه الثورة الصغيرة حلٌ معقول من منظورهم — لجذب الإهتمام نحوهم .”
‘ عصا الحكيم ‘
‘ الدرجة : 2 ‘
‘ التصنيف |2| : 4 ‘
إختنقت كلير أثناء شربها للجرعة. لكنها قد أنهتها بسلام في النهاية، حين أدركت أنها بدأت تتماثل للشفاء بسرعة!
‘ عصا الحكيم ‘
‘ المسار : مجهول ‘
ثلاث رجالٍ أشداء بملابس مسودةً وأعين كالقمر القرمزي الشرير ؛
‘ بإمكان عصا الحكيم إستيعاب أسحار الآخرين حتى المستوى السادس ، وتحليل هيكلة التعاويذ المستخدمة ضمن نطاقٍ يصل إلى 30-100 متر ، بالمقابل لديها القدرة على إطلاق هذه الأسحار و تخزينها داخل نواتها فور إنتهاء عملية التحليل و الإستيعاب .’
‘ عصا الحكيم ‘
‘ قدراتها الأخرى مجهولة ، يُنصح مستخدمها بأن يكون حذراً جداً أثناء التعامل معها ، فما يُمكن أن تجلبه غير مفهوم .’
لكّن حتى مع خطرها هذا، ما كان لـ آراي إلّا الإبتسام محدثاً نفسه:’ هيه، هل هذه هو جزاء صبري ؟ تسك ، بالفعل ! كان الأمر يستحق ، أصبح لدي أقل قدر معين من القوة لمحاولة الدفاع عن نفسي الآن . قطعةٌ أثرية من الدرجة 2…’
‘هاه ! ‘
ظهرت أُسس و طُرق إستخدام ‘ آليتها ‘ داخل رأسه ، بجانب العديد من المعلومات الأخرى . في الواقع ، كان هذا شيئاً يُسعد به المرء . ففي العادة تطلّبت العناصر السحرية من هذه الدرجة العديد من الإختبارات لتأكيد كُل المعلومات عنها ، والذي كان سيستغرق وقتاً طويلاً . لكن لم يبدو و كأنه توجد حاجةٌ لذلك – تقريباً . فقد تلقى ما كان يحتاجه بوضوح .
بجسده الصغير، إندفع آراي نحو معدة كلير للإنقضاض عليها أكثر . كان حينها أن بدأت كلير بإطلاق برودة حادة ، كانت على وشك الإنتشار لكن في تلك اللحظة–
” سو!! ”
‘ الآثار السلبية : كُل ما طالت فترة حيازة الساحر لها ، سقط في الأوهام الغريبة و الغامضة ، حتى يغرق تماماً فيها بلا عودة ؛ منفصلاً عن العالم الواقعي ، و كأن روحه قد إقتيدت إلى عالمٍ آخر .’
” بالطبع سأفعل ذلك ، لكن الأمان مهم في مثل هذه الأحوال .”” هل الأمور جاهزة عندك ؟ ”
‘ همم ، فقدانها للذاكرة هو أمرٌ مؤقت ، أشك في أنه سيأخذ أكثر من شهرٍ ليُشفى ، فهو مجرد تبعات من التلوث ؛ ليس بالأمر الجلل…بالطبع ، وجود تحفيز لها سيسرع هذه العملية .’
كان هذا هو العنصر السحري الأول – عصا الحكيم . بدت كقطعةٍ أثرية ممتازة . كانت مواصفتها عالية ، لحدٍ كبير .
كان الأول رجلاً مسناً نحيلاً . بشعرٍ فضي داكن قصير ، كان بلا لحية . أشعت عيناه بالحكمة الوفيرة و التوقعات الكبيرة تجاه الحياة . إرتدى رداء ساحرٍ بلون السماء النيلية الداكنة والذي إحتوى على العديد من النقوش . أطلق جسده حضوراً خافتاً غير ملحوظ ، و كأنه مجرد شيخٍ قديم عادي يستمتع برؤية نمو أحفاده .
” هذا يصنع بعض الفرق .” أومأ الإمبراطور فاران ، قبل أن يقول بضحكة خفيفة :” لديك قدرةٌ عجيبة على الإقناع .”
‘ مصباح الأضواء الثلاثة .’
‘ أحد المفاتيح العشرة للوصول إلى مساحة الميراث الحقيقي .’
كانت ردة فعلها السريعة هذه رغم ظروفها الغير ملائمة مؤشراً جيداً ، مما جعله يومأ برأسه .
‘ يعطي علامة مستحقة لنيل الميراث أو جزء منه ، جمع جميع المصابيح العشرة يعطي الحق في أخذ الميراث كاملاً ! ‘
” لا ، ليس بعد تماماً . رسول آركانا قد أخذ وقتاً أطول من المفترض ، ومازال الملك لم يعطي مرسوماً رسمياً بعد .”
‘ يُصفي الذهن من أي أفكار سلبية و ينقي الروح من التلوثات ، ويزيد من معدّل التفكير والقدرة على الإستنتاج بشكلٍ كبير ، مع إبقاء العقل مستقراً – موجهاً إياه إلى الدرب الصحيح .’
لكن فجأةً كان قد سمع صوت مصاصة الدماء التي أنقذها منذ نصف يوم – كلير الذي قد قاطع أفكاره .
‘ نفذ المزيد من المهام و أجمع المصابيح العشرة في جميع الحقول ! ‘
في تلك اللحظة ، إهتز صدر آراي، إتسعت عيناه ، و جفت شفتاه شاعراً أيضاً بقشعريرة في عموده الفقري ، لإدراكه :
” نعم ، كما قلت أنت…سأبدأ حياةً جديدة .”
صمتت كلير ، عُّج ذهنها بالضوضاء كم صرخ في أذنيه من هذيان ما، لكنها مع ذلك ، قد تجاهلت هذه الأمور ، و نظرت إلى ظهر زيرو السائر بعيداً بعينيها القرمزتين ، وفي النهاية ، لم تستطع إعطاء إجابةٍ معينة لذلك .
‘ الدرجة 2 ، التصنيف 4 ! ‘
كانت عصا الحكيم قطعةً أثرية من الدرجة 2 !
” سووش ! ”
كانت توجد قطعةٌ أثرية من الدرجة 1 في العالم ، و التي صنّفت شتّى أنواع العناصر السحرية من الدرجة 2 حتى الدرجة 0، بترتيبٍ سري خاص. في العادة ، كان هذا التصنيف مقتضراً بمجموعات معينة من المنظمات السحرية وأخفي عن العامة، و لم يكُن تصنفيها ثابتاً . فقدت تغيرت القائمة بإستمرار يومياً.
كانت كلير لا تزال ترتدي نفس رداءها القديم والممزق ، لحسن الحظ أنها غطيت بعباءةٍ بيضاء قد أعطاها آراي إياها ، أو أن مظهرها – مرتديةً طقمها البالي و العفن كان سيكون محرجاً للغاية .
لكن على مر العصور، كانت تتسرب بعض القوائم في بعض الأحيان. لذلك كان الكثيرون في العالم السحري مدركين لوجود هذه القطعة الأثرية.
— لقد نظر ذلك البؤبؤ الواحد الشطرنجي إليها بثبات .
ناهيك عن أن هذا لم يكن ما أرعب آراي ذو العلم المحدود والصدر الوسيع، إنمّا حقيقة أن القطع الأثرية من الدرجة 2 قد مثّلت قوة ساحر في الرتبة السادسة!
‘ همم ، فقدانها للذاكرة هو أمرٌ مؤقت ، أشك في أنه سيأخذ أكثر من شهرٍ ليُشفى ، فهو مجرد تبعات من التلوث ؛ ليس بالأمر الجلل…بالطبع ، وجود تحفيز لها سيسرع هذه العملية .’
وزد على ذلك؛ أن عدد القطع السحرية في الدرجة 2 في العالم قد عدّ بالآلاف، ولم يتميز منها سوى مجموعة صغيرة إستحقت أن تُصنّف في القطعة الأثرية ذات الدرجة 1…وكانت هذه القطعة الأثرية في يد آراي الآن – عصا الحكيم…
” إستخدم القرعة .”
” هذه فكرةٌ معقولة كانت قد طرأت في بالي من قبل ، في هذه الحالة لنبدأ توزيع المهام بمن سيخمد الثورة القادمة . أي إقتراحات ؟ ”
في التصنيف الرابع بينها!
أتتها صفعةٌ مباشرة على وجهها ، مما جعل حركتها تُّشل لثانية من هذه الهجمة الغير متوقعة والوقحة!
— بعد بضع ساعاتٍ أخرى .
‘…يارجل! حتى لو كانت هذه هي المهمة رقم 3 ، أليست هذه المكافأة…غشاً كبيراً ؟! هل هذا معقول حتى…؟’ أعاد آراي تقييم البعد السري في ذهنه من جديد بعد تهدئة نفسه، مفكراً بأنه قد إستهان حقاً بهذا المكان:’ هذا المكان يتخطى بالفعل إحتمالاتي و معرفتي الأولوية ، فكيف يُمكِن إلقاء قطعةٍ أثرية بهذه الدرجة عرضاً…حتى آركانا لن يفعلوا ذلك .’
” ووش .”
لم تكُن هذه أول مرةٍ يرى فيها آراي أداة كهذه من الدرجة 2 ، فقد إمتلك مارلين بعضاً منها لديه ، و قد أعطاه مسبقاً تحذيراً خاصاً بعدم لمسهم أو الإقتراب منهم ؛ لئلا يتأثر بهم ، مما جعله مألوفاً مع هذا النوع من الأشياء. لذلك كان الفتى أبيض الشعر مدركاً: غالباً ما تطلبت القطع السحرية من هذا المستوى ختماً ، فقد أثرت على البيئة حولها منتجةً شذوذاتٍ غريبة ، وأثرت على مستخدميها أيضاً – كانت أشياءاً شريرة !
” إبقي حيةً يا فتاة…فهذا ليس هو الوقت المناسب للموت بعد .”
‘ أحد المفاتيح العشرة للوصول إلى مساحة الميراث الحقيقي .’
ناهيك عن ذلك، كان من غير الممكن تخزينها في الحقائب البعدية . مما دفع مالكها إلى حيازته حوله دائماً . سواءاً أكان بختمٍ أم لا ، فقد كان عليه التعامل معها.
‘ ما موقفي تجاه…زيرو ؟ ‘
لكّن حتى مع خطرها هذا، ما كان لـ آراي إلّا الإبتسام محدثاً نفسه:’ هيه، هل هذه هو جزاء صبري ؟ تسك ، بالفعل ! كان الأمر يستحق ، أصبح لدي أقل قدر معين من القوة لمحاولة الدفاع عن نفسي الآن . قطعةٌ أثرية من الدرجة 2…’
كان على الطبيب شفاء مريضه، أما ما أتى معه من تبعات فقد كان لذويه.
‘ وهذا المصباح ، إنه من الدرجة 3 العليا أيضاً على الأقل . و آثاره هذه — تناسبني جداً ، جميل . رائع ، هكذا تبدأ الأمور بالتسارع ! ‘
‘ نعم ، لا مشكلة في ذلك .’
أثناء تجول أفكار آراي و فحصه لِلِعْبَتيه الجديدتين ، أقبلت كلير التي قاطعت إستحمامها لشعورها بالخطر و الإنذار بعد رؤيتها لأضواء الشفق تسقط حيث إشتهبت أنه موقع آراي، فلم تكن بعيدةً على أي حال .
كانت عصا الحكيم قطعةً أثرية من الدرجة 2 !
” هل أنت بخير ؟ هل حدث شيءٌ ما ؟! ”
داخل الغرفة الشاسعة و المحتوية على عددٍ كبير من الأرفف المتنوعة ، وجدت طاولةٌ صغيرة . جلس رجلان بقربها ،
> العاصمة كريفولا ، القصر الإمبراطوري ، المكتبة الإمبراطورية .
كان لصوتها المنخفض بعضُ القلق و الإلحاح ، أثناء محاولتها لربط نفسها بالمنشفة البيضاء. لكّن آراي لم يدر ظهره لتنبؤه بحصول مثل هذا الشيء ، وقال :” تستطيعين المغادرة ، كُنت أفعل شيئاً ما فحسب – لا حاجة إلى القلق .”
” إستخدمي هذه .”
كانت ردة فعلها السريعة هذه رغم ظروفها الغير ملائمة مؤشراً جيداً ، مما جعله يومأ برأسه .
‘ المسار : مجهول ‘
كان على الطبيب شفاء مريضه، أما ما أتى معه من تبعات فقد كان لذويه.
— مرت بضع ساعات .
— لقد نظر ذلك البؤبؤ الواحد الشطرنجي إليها بثبات .
أمسك آراي بعصا الحكيم الطويلة ، قبل توجيه بعض المانا إليها من يده . لمع المكعب الأرجواني بضوءٍ نقي ، والذي قد إنعكس على عيني آراي الداكنتين .
رغم شعوره ببعض الشفقة أثناء نظره لـ كلير النائمة ، إلا أن آراي لم يندم على الإطلاق . في الواقع ، بفكره الحالي لفكر في إحتمالية قتلها آنذاك لتحريرها من بؤس ما كانت تعاني منه الآن ، في حال قد علم بأنها قد تمرض بهذه الشدة .
‘ إنها قطعةٌ أثرية من الدرجة 2 ، أشك بمحدودية إستخدامها بنسخ الأسحار…أم ربما هي كذلك . لكن مالمقصود هنا بنسخ الأسحار — أهي التعاويذ فحسب ؟ ‘
” أنظري إلى عيناي ، هل تعتقدين أن لدي إهتماماً في جسدك…؟ لا تبالغي في تقدير نفسك .” أطلق آراي ضحكةً ساخرة ، قبل النظر إلى كلير بنظرةٍ عميقة — قد أشعرت روحها بأنها متجردة و مراقبة ، من اللامكان ، بأعين خفية باردة بلا عواطف.
‘ بالطبع ، بإستخدام < تحليل > معها…مثيرٌ للإهتمام .’
‘ بدأ هذا يصبح مزعجاً أيضاً…هل أتوقف ؟ هذا يبعث على…الكُره .’
لمعت عينا آراي ببريقٍ غامض ، وقرر أولاً إجراء بعض التجارب لتعميق سيطرته على هذه القطعة الأثرية النادرة .
” سو!! ”
” سو!! ”
لمح آراي كلير القادمة من بعيد ، مما جعله يفكر :
لم يتفاجئ آراي بالنتيجة بعد قراءة السطر ، فقد عنى وجود الثغرة بأنه سيحقق شيئاً فعلياً و حقيقياً — فقد كانت هذه مهمة مسجلة . لكّن هذا لم يسمح لتعبيره بألا يكون مندهشاً و مترقباً .
‘ همم ، فقدانها للذاكرة هو أمرٌ مؤقت ، أشك في أنه سيأخذ أكثر من شهرٍ ليُشفى ، فهو مجرد تبعات من التلوث ؛ ليس بالأمر الجلل…بالطبع ، وجود تحفيز لها سيسرع هذه العملية .’
” سووش ! ”
لم يكُن آراي مبالياً تجاه هذا الأمر ، ولم يهتم في حال قد إستعادت ذاكرتها أم لا ، والآن مع إكتسابه لهذين الكنزين ؛ ‘ عصا الحكيم ‘ و ‘ مصباح الأضواء الثلاثة ‘…كان قد فقد إهتمامه بـ كلير تقريباً . مع ذلك فلم يعني هذا أنها قد كانت عديمة النفع تماماً له.
كانت كلير صامتة ، لقد نظرت إلى هذا المشهد بمزيجٍ معقد من العواطف المتنوعة ، لم يكُن ذهنها واضحاً ، لقد شعرت بالتأكيد بكل ما قد حدث للتو ، و رأته جيداً . لكنها مع ذلك ، قد شعرت بأن هذا لم يأثر فيها على الإطلاق بنحوٍ ملموس . و كأن هذه الأحداث قد حدثت لشخصٍ آخر .
‘ يالها من صدفة ، وجود هذا المصباح يقمع من تأثير المجال الروحي على روحي ، علاوة على أنه يقلل من تأثير عصا الحكيم هذه بناءاً على الآثار السلبية التي أتت معها…’
” هل أنت بخير ؟ هل حدث شيءٌ ما ؟! ”
بالنظر إليها من الأعلى إلى الأسفل بأعين صامتة ، تحدث آراي :” و هنا ، لدي إقتراحٌ بسيط – إستخدمي جسدكِ للتسديد مقابل هذه الخدمات ، ما هو عليكِ الآن ؛ و ما سيكون عليكِ في المستقبل .”” بهذه الطريقة ، لن يكون هناك حرج ، بالأحرى ستكونين الجانب المستفيد مؤقتاً . لكن أنظري للأمر من ناحية أخرى: ستكون عنايتي لك هي ما ستتلقينه بالمقابل؛ وأنا أحسن ذلك.”
‘لكن لهذا بالضبط علي الإحتراس…فختمها من عدمه ما يزال مبهماً لي.’
كان آراي صامتاً ، ونظر بعمق فحسب إلى ما كان أمامه . لمعت عيناه بوضوحٍ و بصيرة ، عندما شعر بموجة صغيرة من الإلهام فجأة ، مما دفعه إلى هز رأسه .
“ها!!”
‘ أصبحت هذه الفتاة عبئاً ، نعم لقد قررت كيفية التعامل معها .’
نعم، لقد أنقذ حياتها لكن ماذا في ذلك؟ هل عنى هذا أن عليه الوصاية عليها؟
توقف آراي الذي قد فهم بشكلٍ مبدئي كيفية أستخدم عصا الحكيم بعد محاولة صغيرة ، قبل إلقاء نظرة على كلير ، مما جعل عيناه تلمعان قليلاً .
ثلاث رجالٍ أشداء بملابس مسودةً وأعين كالقمر القرمزي الشرير ؛
‘ أوه ، لقد أصبحت أنظف .’ بالنظر إلى كلير التي قد تغيرت كثيراً لجمالٍ واضح بعد غسلة واحدة ، أومأ آراي . ثم قال :”لقد قررتِ قص شعرك ؟ ”
كان ساحر البلاط الإمبراطوري مستشاراً للإمبراطور أيضاً بجانب كونه حارساً شخصياً و رئيساً لدائرة البلاط الإمبراطوري ، كان منصباً بمسؤولياتٍ كبيرة و مهامٍ غير بسيطة على الإطلاق . لذلك تطلب شخصاً عريقاً ذو أصالة و سدادة في الرأي ، بعقلٍ فذ و قوة لائقة — كـ هيروسوليم .
“ها!!”
بشكل واضحٍ ، كان شعر كلير ‘ الطويل ‘ والمنسدل بالسابق ، قد غدا أقصر . فلو كان بطول ذراعٍ في السابق ، فالآن هو بطول يصل إلى رقبتها فحسب .
في اللحظة التالية ، كان أول رد فعل لكلير ، هو محاولة إخفاض رأسها بشكلٍ لا شعوري . لكّنها أدركت بأن وضعية جسدها لن تسمح لها بذلك ، مما جعلها تشعر بالذعر مشيحةً عينيها بعيداً لوهلة .
” نعم ، كما قلت أنت…سأبدأ حياةً جديدة .”
ثانيةٌ واحدة ، كان هذا هو الوقت الذي إحتاجه آراي للحركة و تثبيط جسد كلير قبل إخراجها لسحرها ، ثم تقييدها بخنق رقبتها النحيلة بلا رحمة بقوةٍ كبيرة ، معززاً يده بالمانا .
— لقد كانت ضائعة .
‘ هل هذا هو ” تطور الشخصية ” المزعوم لدى النساء ؟ هيه ، ياله من مستوىً من النضج…شخصيات الدرجة الثالثة هؤلاء…’ ألقى آراي بتعليقٍ ساخر في ذهنه ، لكنه قال :” هذا خياركِ الخاص ، إفعلي ما شئتِ .” ثم طرح موضوعاً مغايراً :” بالنسبة للدفع ؛ حول أدوات التنظيف و الملابس ، بإمكاني التغاضي عن أول مرة ، لكن سيتكرر هذا بالتأكيد . و أنا أمانع في ذلك .”
” سوو!”
لم يذكر آراي هذه النقطة في السابق ، مما جعل كلير تتغاضى عن التفكير في الأمر. لكنه حقاً قد كان منزعجاً من ذلك.
” سووش !!! ”
نعم، لقد أنقذ حياتها لكن ماذا في ذلك؟ هل عنى هذا أن عليه الوصاية عليها؟
” إستخدم القرعة .”
” سووش !!! ”
كان على الطبيب شفاء مريضه، أما ما أتى معه من تبعات فقد كان لذويه.
آمن الفتى المنطوي آراي رولان بذلك.
“ها!!”
” همم ، لنرى ماذا لديك…” أمعن آراي النظر في كلير ثم هز رأسه بخيبة آمل .” أنتِ لا تملكين شيئاً لرد هذه الدين ، أليس كذلك ؟ وعلى هذه الحال ، سيزداد عبئك أكثر ، و مجرد حمايتي بقوتك – ليس بالكاف لرد هذا ، نعم . حتى الحراس الشخصيون يملكون قدراً معيناً من اللباقة . ناهيك عن ذلك ، فسيكون كل شيءٍ من رعاية و حمل مسؤولية على عاتقي .”
” هذا صحيح…” تغير تعبير كلير قليلاً ، و لم تتمكن سوى من الإيماءة بموافقة ، فلم يكن ما قاله كذباً . شعرت ببعض القلق والأزمة في صدرها .
” همم ، إذاً لا تستطيع إعطاء تفسير ؟ قُل الأمر مباشرة ، تنهد .”
أكمل آراي :” في حال إعتبرتكِ حارساً شخصياً ، فيجب أن تملكي قدراً معيناً من الإستقلالية عني — لكن هذا غير ممكن على الأقل في وضعك الحالي .”
وضع آراي إصبعه على جبين كلير ، قبل إطلاق تنهيدة إعتيادية للتخفيف من نفسه . ثم الوقوف من مكانه و النظر إلى السماء .
لم تملك كلير أي شيء — بجانب بعض الملابس الممزقة…لا شيء أكثر ! كانت في حالٍ يُرثى لها حقاً ، ناهيك عن ذلك ، فلم تكُن كمية المانا لديها حتى نصف كميتها الأصلية . فلم يكُن لدى آراي
” خاطئ ؟ هذه كلماتٌ كبيرة . القدر كنهرٍ طويل ، ما أنا سوى شيخ ضعيف يريد أن يرتوي من بعض ماءه لكي يبصر بما لا يراه . ربما كان تفسيري للأمر خاطئاً ، و ربما ظهر متغيرٌ غير متوقع ذو إحتمالية غيرت الأمر ؟ توجد إحتمالاتٌ عديدة لهذا ، فالقدر غير محدود .”
بالنظر إليها من الأعلى إلى الأسفل بأعين صامتة ، تحدث آراي :” و هنا ، لدي إقتراحٌ بسيط – إستخدمي جسدكِ للتسديد مقابل هذه الخدمات ، ما هو عليكِ الآن ؛ و ما سيكون عليكِ في المستقبل .”” بهذه الطريقة ، لن يكون هناك حرج ، بالأحرى ستكونين الجانب المستفيد مؤقتاً . لكن أنظري للأمر من ناحية أخرى: ستكون عنايتي لك هي ما ستتلقينه بالمقابل؛ وأنا أحسن ذلك.”
” همم ، لنرى ماذا لديك…” أمعن آراي النظر في كلير ثم هز رأسه بخيبة آمل .” أنتِ لا تملكين شيئاً لرد هذه الدين ، أليس كذلك ؟ وعلى هذه الحال ، سيزداد عبئك أكثر ، و مجرد حمايتي بقوتك – ليس بالكاف لرد هذا ، نعم . حتى الحراس الشخصيون يملكون قدراً معيناً من اللباقة . ناهيك عن ذلك ، فسيكون كل شيءٍ من رعاية و حمل مسؤولية على عاتقي .”
كانت كلير صامتة و مستمعة ، لكن عند التركيز بالسطر الأخير ، إغمق تعبيرها بينما تقلص بؤبؤها قليلاً .
أمسك آراي بعصا الحكيم الطويلة ، قبل توجيه بعض المانا إليها من يده . لمع المكعب الأرجواني بضوءٍ نقي ، والذي قد إنعكس على عيني آراي الداكنتين .
” سووش! ”
من شعورها الجزئي بالإهانة و الحذر و الخوف اللحظي كأنثى وبالفطرة حين قيل لها ذلك، إنطلقت جزءٌ بسيط من هالتها. لكنها وبلا سابق إنذار، قد رأت بأن آراي رولان – الذي تعمّد صياغة كلامه بهذه الطريقة ذات سوء الفهم – قد إنقض آراي عليها بعصاه الجديدة!
” بانغ !! ”
كانت توجد قطعةٌ أثرية من الدرجة 1 في العالم ، و التي صنّفت شتّى أنواع العناصر السحرية من الدرجة 2 حتى الدرجة 0، بترتيبٍ سري خاص. في العادة ، كان هذا التصنيف مقتضراً بمجموعات معينة من المنظمات السحرية وأخفي عن العامة، و لم يكُن تصنفيها ثابتاً . فقدت تغيرت القائمة بإستمرار يومياً.
توقف مؤقتاً قبل أن يكمل بعد برهة :” لا عليك من هذه الناحية ، لدي مهمةٌ ‘ ملائمة ‘ بجائزةٍ جيدة لنفسي . بإمكانك إخباري إذا وجدتي مهمةً تريدينها .” بقوله لذلك ، كان يقول كلاماً ضمنياً بعدم مشاركته في مهمة مزدوجة .
” كليك ! كليك ! ”
‘…يارجل! حتى لو كانت هذه هي المهمة رقم 3 ، أليست هذه المكافأة…غشاً كبيراً ؟! هل هذا معقول حتى…؟’ أعاد آراي تقييم البعد السري في ذهنه من جديد بعد تهدئة نفسه، مفكراً بأنه قد إستهان حقاً بهذا المكان:’ هذا المكان يتخطى بالفعل إحتمالاتي و معرفتي الأولوية ، فكيف يُمكِن إلقاء قطعةٍ أثرية بهذه الدرجة عرضاً…حتى آركانا لن يفعلوا ذلك .’
كانت ضربةً مباشرة برأس العصا، جمعت كلير كلتا يديها على عجل و دافعت عن نفسها بتصالبي. لكن فجأة، إستقبلتها ركلةٌ على معدتها. لم تكن بتلك القوة الكبيرة ، لكنها قد كانت كافية لإسقاطها أرضاً .
لم يسع آراي الذي قد أنهى للتو تخفيف حمى كلير ، سوى التذمر في قلبه غير راض .
” سووش! ”
لم يتردد آراي هو الآخر، كان مدركاً لحالة كلير وامدى بطئ ردود فعلها في حالتها هذه، فلم تكن بكامل عافيتها وبحالتها الذروة. نتيجةً لذلك، تعمّد إستخدام حركات بيطة – لكن مشتتة – فقط للتأكد من أنها لن تأخذ الوقت الكافي لإستخدام المانا خاصتها وجعلها تركز على أشياء أخرى.
— لقد نظر ذلك البؤبؤ الواحد الشطرنجي إليها بثبات .
“ها!!”
وإلا لن تستغرق سوى خمس ثوان لإنهاءه.
” هذه فكرةٌ معقولة كانت قد طرأت في بالي من قبل ، في هذه الحالة لنبدأ توزيع المهام بمن سيخمد الثورة القادمة . أي إقتراحات ؟ ”
كانت الجائزة الأولى – القطعة الأثرية . عصاةً سوداء طويلة صُنعت من معدنٍ صلب لامع قد بدا رخامياً ، أعلاها وجد مُكعب سداسي الأوجه حوله العديد من الحلقات المتداخلة ، لمعت دائرتان سحريتان حول حلقتين . و نبضت كرةٌ أرجوانية ذات هالة غامضة وأثيرية بداخل المكعب ، لقد بدت كأداةٍ تكنولوجية من عصور متقدمة . و أطلقت هالةً سحرية و آسرةً كالخيال .
“ها!!”
كان على الطبيب شفاء مريضه، أما ما أتى معه من تبعات فقد كان لذويه.
بجسده الصغير، إندفع آراي نحو معدة كلير للإنقضاض عليها أكثر . كان حينها أن بدأت كلير بإطلاق برودة حادة ، كانت على وشك الإنتشار لكن في تلك اللحظة–
لمعت عينا آراي ببريقٍ غامض ، وقرر أولاً إجراء بعض التجارب لتعميق سيطرته على هذه القطعة الأثرية النادرة .
” با!! ”
” بالطبع سأفعل ذلك ، لكن الأمان مهم في مثل هذه الأحوال .”” هل الأمور جاهزة عندك ؟ ”
أتتها صفعةٌ مباشرة على وجهها ، مما جعل حركتها تُّشل لثانية من هذه الهجمة الغير متوقعة والوقحة!
” سو!! ”
” سووش !! ” ” ها!! ”
وقف آراي رولان العالق داخل البعد السري لأكثر من أسبوعين ، بنظرةٍ عميقةٍ على محياه ناظراً إلى المسّلة الصخرية أمامه . كان صامتاً لفترةٍ طويلة ، و لم يعلم أحدٌ بما كان يفكر .
ثانيةٌ واحدة ، كان هذا هو الوقت الذي إحتاجه آراي للحركة و تثبيط جسد كلير قبل إخراجها لسحرها ، ثم تقييدها بخنق رقبتها النحيلة بلا رحمة بقوةٍ كبيرة ، معززاً يده بالمانا .
‘ بالطبع ، بإستخدام < تحليل > معها…مثيرٌ للإهتمام .’
” هاه…” زفر آراي بشدة ، قبل أن يقول بعمق :” حتى لو قبلت مساعدتكِ هل إعتقدتي حقاً أنني بحاجةٍ لك ؟ هاه ؟ همم ، هذا ليس موقفاً إستخدم فيه إقتباساً كـ’ عض اليد التي أطعمتك ‘ فيوجد سوءٌ فهمٍ صغيرٌ هنا ، لكنه لا يبرر إظهار…نية قتلٍ أمامي ! ”
” هذه فكرةٌ معقولة كانت قد طرأت في بالي من قبل ، في هذه الحالة لنبدأ توزيع المهام بمن سيخمد الثورة القادمة . أي إقتراحات ؟ ”
لم يخفف من قوة يده ، إبتسم ببرود . مستمراً بخنق الفتاة ضعيفة الجسد واهنة الحال . لقد إستخدم يده اليمنى مزيلاً قناعه ، ثم نظر بعينيه الداكنتين عديمتي الضوء إلى كلير.
لم يفهم آراي سبب تغيرها أو ما مرت به ، لكنه ضحك هازاً رأسه ، ثم أطلق صوتاً مستنكراً :” الأسف…؟ نعم ، هذه خطوةٌ أولى جيدة .” أطلق يده من رقبة كلير ، قبل رفع نفسه و الوقوف من عليها ، ثم تمديد نفسه قليلاً ، لقد قمع الرعشة على يده اليسرى. لم يفهم أو يعلم ما مرت به، لكن مقاومتها قد تلاشت، لذلك أومأ لنفسه داخلياً – وإن شعر بقطرة ذنب -.
” أنظري إلى عيناي ، هل تعتقدين أن لدي إهتماماً في جسدك…؟ لا تبالغي في تقدير نفسك .” أطلق آراي ضحكةً ساخرة ، قبل النظر إلى كلير بنظرةٍ عميقة — قد أشعرت روحها بأنها متجردة و مراقبة ، من اللامكان ، بأعين خفية باردة بلا عواطف.
أوقفت كلير مقاومتها بلا وعي منصتةً له، لكنها قد أُخيفت حينما نظرت إلى عينيه، فلم ترى أو تفكر حتى من قبل ، بوجود شيئٍ كهاتين العينين ؛ في العين اليسرى بؤبؤٌ أبيضٌ غريب الشكل ، بدا كقطعة ملك من الشطرنج لكنه قد كان بؤبؤاً واضحاً . لُّوث بإسودادٍ حالك الظلام رغم بياضه ، وحوله رقعٌ بيضاء أُضيئت كالمصابيح . في العين الأخرى ، لم يوجد أي بؤبؤ ، بل فقط رقعٌ مربعية متعاقبة داخل العدسة ؛ مُبيضة و مسودة .
‘ نعم ، لا مشكلة في ذلك .’
لم تملك كلير أي شيء — بجانب بعض الملابس الممزقة…لا شيء أكثر ! كانت في حالٍ يُرثى لها حقاً ، ناهيك عن ذلك ، فلم تكُن كمية المانا لديها حتى نصف كميتها الأصلية . فلم يكُن لدى آراي
— لقد نظر ذلك البؤبؤ الواحد الشطرنجي إليها بثبات .
كانت توجد قطعةٌ أثرية من الدرجة 1 في العالم ، و التي صنّفت شتّى أنواع العناصر السحرية من الدرجة 2 حتى الدرجة 0، بترتيبٍ سري خاص. في العادة ، كان هذا التصنيف مقتضراً بمجموعات معينة من المنظمات السحرية وأخفي عن العامة، و لم يكُن تصنفيها ثابتاً . فقدت تغيرت القائمة بإستمرار يومياً.
بالإضافة إلى ألم الإختناق ، الجوع ، الخوف ، والعديد من المشاعر الأخرى التي إختلجت بها، إنقبض قلب كلير بضيق مع إشتداد صدرها ، في تلك اللحظة إهتزت عيناها عندما ومضت حزمٌ من خيوط الضوء المتشابكة في مجال بصرها ، مشكلةً مشهداً لـ—
كانت كلير صامتة و مستمعة ، لكن عند التركيز بالسطر الأخير ، إغمق تعبيرها بينما تقلص بؤبؤها قليلاً .
‘هذا العالم ليس عادلاً…’ زلقى آراي نظرة بسيطة على كلير، والتي كانت ترتجف مكانها، إنسدلت قطرات من العرق على جبينها، بينما كانت الدموع تجري على خديها،’ أنا أؤمن أنني لست السبب في حالتها هذه…فهذه مبالغة! لكن وليكُن.’
حشدٌ من الأشخاص الذين نظروا جميعاً إلى ساحة الإعدام حيث قُصّت رقبة شخصٍ ما ؛
‘ بدأ هذا يصبح مزعجاً أيضاً…هل أتوقف ؟ هذا يبعث على…الكُره .’
إمراةٌ ذات جمال سماوي و شعرٍ فضي منسدل كالحرير ؛
لمعت عينا آراي ببريقٍ غامض ، وقرر أولاً إجراء بعض التجارب لتعميق سيطرته على هذه القطعة الأثرية النادرة .
ثلاث رجالٍ أشداء بملابس مسودةً وأعين كالقمر القرمزي الشرير ؛
لم يذكر آراي هذه النقطة في السابق ، مما جعل كلير تتغاضى عن التفكير في الأمر. لكنه حقاً قد كان منزعجاً من ذلك.
كهلٌ قديم بلحيةٍ فضية طويلة ، وجسدٍ قصير ملثم.
‘ أحد المفاتيح العشرة للوصول إلى مساحة الميراث الحقيقي .’
” هل أنت بخير ؟ هل حدث شيءٌ ما ؟! ”
إختلفوا جميعاً في هيئاتهم، لكن ومع ذلك…تشابهوا في شيءٍ واحد — تلك النظرة الباردة و المستحقرة على محياهم!
وضع آراي إصبعه على جبين كلير ، قبل إطلاق تنهيدة إعتيادية للتخفيف من نفسه . ثم الوقوف من مكانه و النظر إلى السماء .
‘ لا ! لا تنظري في عينيه ! ‘
‘هاه ! ‘
في اللحظة التالية ، كان أول رد فعل لكلير ، هو محاولة إخفاض رأسها بشكلٍ لا شعوري . لكّنها أدركت بأن وضعية جسدها لن تسمح لها بذلك ، مما جعلها تشعر بالذعر مشيحةً عينيها بعيداً لوهلة .
” سووش!”
بشكل واضحٍ ، كان شعر كلير ‘ الطويل ‘ والمنسدل بالسابق ، قد غدا أقصر . فلو كان بطول ذراعٍ في السابق ، فالآن هو بطول يصل إلى رقبتها فحسب .
“…أنا…آسفة…”
” ومن كان ليعتقد بأن هذا قد يفيدني بالفعل ! كما يقال : لا بأس في أن تكون شخصاً جيداً في بعض الأحيان .”
كانت هذه المقارنة خاطئة منذ الأساس ؛ حياة شخص بغابة ، لكن آراي لم يبال في كلتا الحالتين .
لم يفهم آراي سبب تغيرها أو ما مرت به ، لكنه ضحك هازاً رأسه ، ثم أطلق صوتاً مستنكراً :” الأسف…؟ نعم ، هذه خطوةٌ أولى جيدة .” أطلق يده من رقبة كلير ، قبل رفع نفسه و الوقوف من عليها ، ثم تمديد نفسه قليلاً ، لقد قمع الرعشة على يده اليسرى. لم يفهم أو يعلم ما مرت به، لكن مقاومتها قد تلاشت، لذلك أومأ لنفسه داخلياً – وإن شعر بقطرة ذنب -.
‘هذا العالم ليس عادلاً…’ زلقى آراي نظرة بسيطة على كلير، والتي كانت ترتجف مكانها، إنسدلت قطرات من العرق على جبينها، بينما كانت الدموع تجري على خديها،’ أنا أؤمن أنني لست السبب في حالتها هذه…فهذه مبالغة! لكن وليكُن.’
‘هاه ! ‘
” أنا…لا ، ليس هذا ما أقصده .” أظهرت كلير تعبيراً محرجاً إلى حدٍ ما ، و إحمر خداها بوضوح . ثم تمتمت بصوتٍ منخفض أثناء نظرها للأسفل :”…هل لديك ملابسٌ إضافية ؟ و…بعض أدوات التنظيف ؟ ”
أدرك آراي بإنه وربما قد حفز جزءاً من ذكرياتها، فلم تكن كلير تنظر إليه، وإنما كانت عيناها الحمراوتين مشتتين!
أخرج جرعةً زرقاء من حقيبته البعدية ، و ألقاها إليها.
” سووش !!! ”
” إستخدمي هذه .”
سقطت الجرعة لدى كلير، لكنها كانت ساكنةً لبضع ثوان، بعد مدة، نظرت بعينين داكنتين إلى آراي ؛ بعواطفٍ مجهولة . رفعت الجرعة ثم شربتها .
لقد تجمعت المياه كالإعصار المزدهر، مشكلاً وردة ذات بتلة واحدة ، تجمدت الوردة في رأس بلوري مغلق . وإنطلق بسرعة كبيرة.
” با!! ”
” سعال…سعال…!”
من شعورها الجزئي بالإهانة و الحذر و الخوف اللحظي كأنثى وبالفطرة حين قيل لها ذلك، إنطلقت جزءٌ بسيط من هالتها. لكنها وبلا سابق إنذار، قد رأت بأن آراي رولان – الذي تعمّد صياغة كلامه بهذه الطريقة ذات سوء الفهم – قد إنقض آراي عليها بعصاه الجديدة!
إختنقت كلير أثناء شربها للجرعة. لكنها قد أنهتها بسلام في النهاية، حين أدركت أنها بدأت تتماثل للشفاء بسرعة!
كان آراي صامتاً ، ونظر بعمق فحسب إلى ما كان أمامه . لمعت عيناه بوضوحٍ و بصيرة ، عندما شعر بموجة صغيرة من الإلهام فجأة ، مما دفعه إلى هز رأسه .
‘لكن لهذا بالضبط علي الإحتراس…فختمها من عدمه ما يزال مبهماً لي.’
كانت الخشونة في حلقها، والألم في رقبتها ويديها يختفي. ناهيك عن شعورها العام بالتحسن والحيوية فجأة، فقد بات فكرها أوضح.
‘ أصبحت هذه الفتاة عبئاً ، نعم لقد قررت كيفية التعامل معها .’
لكن فجأةً كان قد سمع صوت مصاصة الدماء التي أنقذها منذ نصف يوم – كلير الذي قد قاطع أفكاره .
أصبح آراي هادئاً إلى حدٍ ما، و لم يبدو كشخصه ‘ الغاضب ‘ منذ ثوان . رفع يده ولوح بها ، قبل أن يتوقف ثم يصفع جبينه . تعاقد حاجباه مشكلين عبوساً طفيفاً ، ثم نظر إلى كلير وقال :” أرى .”” إستخدام جسدكِ ، لا أعني بهذا تلك الأمور…هل إستعدتي ذاكرتك بهذا الشأن في الأساس ؟ تسك ، ما قصدته قد كان خدمتي ! في حال أصبحتِ خادمتي ، فلن أبال بالنفقات لأن هذا أمرٌ أساسي علي فعله ، كسيدٍ لك .”
‘ أحد المفاتيح العشرة للوصول إلى مساحة الميراث الحقيقي .’
“يقال أن على المرء تبرأة نفسه لئلا يخوض فيما لا يريده لاحقا، لذلك سأقول الآن بأنني لست بالجيد. ناهيك عن ذلك، فلا أمانع تكرار ما فعلته الآن – مادامت سلامتي مرتبطة بهذا.” قائلاً ذلك، لقد أمسك بـ’ عصاه و مصباحه ‘ الملقين على الأرض. بدت عيناه شاردتين، لكنه إبتسم:”ما رأيك؟ هل تودّين المخاطرة وخدمتي؟ يفترض أن أعطيك مميزات ذلك، لكنني لا أشعر حقاً بالرغبة في فعل ذلك. لكن بدلاً من ذلك…”
” سووش! ”
“هجومٌ واحد ، لإحقاق العدالة كوني المتسبب في سوء الفهم ، سأعطيك الحق لمهاجمتي هجوماً واحداً – بكل ما لديك، وهذا لحقن أي دم لاحق. لكن هاجميني بصدق، زي تهاون يعني كذبك وعدم صدقك.”
” إبقي حيةً يا فتاة…فهذا ليس هو الوقت المناسب للموت بعد .”
لم تفهم كلير المغزى من ذلك . لكن في تلك اللحظة ، سار آراي وصولاً إليها بلا خوف ، ونظر إليها بتعبيرٍ واضح، بصوته الطفولي والغير ملائم، قال بتنهد:” بالإضافة لذلك ، لا حاجة إلى النظر إليّ بهذه الأعين فأنا لست…وحشاً.”
لم تملك كلير أي شيء — بجانب بعض الملابس الممزقة…لا شيء أكثر ! كانت في حالٍ يُرثى لها حقاً ، ناهيك عن ذلك ، فلم تكُن كمية المانا لديها حتى نصف كميتها الأصلية . فلم يكُن لدى آراي
بدت كلير و كأنها شابةٌ قليلة الكلام في الأصل ، لكّن عيناها قد أظهرت عزماً غامضاً في تلك اللحظة . رفعت يدها مشكلةً كرةً مائية صغيرة ، ثم بدأت هالتها بالإرتفاع. لم تتردد كلير هذه المرة في إعادة تجهيز سحرها بعد أن غادر آراي لمسافةٍ غير بعيدة .
لقد تجمعت المياه كالإعصار المزدهر، مشكلاً وردة ذات بتلة واحدة ، تجمدت الوردة في رأس بلوري مغلق . وإنطلق بسرعة كبيرة.
” لا ، ليس لدي إهتمامٌ في ذلك .” صمت قليلاً ، قبل أن يقرر قول :” لم أقل أنني قد قررت تنفيذ المهام ؛ و لن أفعل شيئاً سيضرني بوضوح كهذا .”
” [ زهرة أغيرول ] .”
بعد أن وضع آراي الورقة على شاهد المساهمة ، أضاء الأخير بضوءٍ أخضر أرجواني ، بدأ بالإهتزاز قليلاً محدثاً ضجةً بسيطة . و فجأة ، إختفت الورقة على سطحها .
كان الأول رجلاً مسناً نحيلاً . بشعرٍ فضي داكن قصير ، كان بلا لحية . أشعت عيناه بالحكمة الوفيرة و التوقعات الكبيرة تجاه الحياة . إرتدى رداء ساحرٍ بلون السماء النيلية الداكنة والذي إحتوى على العديد من النقوش . أطلق جسده حضوراً خافتاً غير ملحوظ ، و كأنه مجرد شيخٍ قديم عادي يستمتع برؤية نمو أحفاده .
” سووش! ”
كان الآخر مصباحاً صغيراً بدا كالساعة الرملية ، حُبست ثلاث أنواعٍ من الأضواء بداخله ؛ أزرق و أخضر و أرجواني ، ودارت داخل بعضها البعض كمجرةٍ صغيرة .
” سوو!”
في تلك اللحظة ، إهتز صدر آراي، إتسعت عيناه ، و جفت شفتاه شاعراً أيضاً بقشعريرة في عموده الفقري ، لإدراكه :
لكن فجأةً كان قد سمع صوت مصاصة الدماء التي أنقذها منذ نصف يوم – كلير الذي قد قاطع أفكاره .
أمسك آراي بعصا الحكيم جيداً، شعر بالحماس والضغط قليلاً أثناء نظره للقذيفة الجليدية السريعة المنطلقةً تجاهه بوميضٍ خاطف، أقسم أنه لم يكن ليتتبعها لولا تميزه بـ<تحليل>. رفع عصاه سريعاً غير ناسٍ لإحكام قبضته الأخرى على المصباح ثم ضخ المانا خلال كلا العنصرين ما جعلهما يشرقان بضوءٍ جديد ، تلى ذلك قوله بهدوء بلغةٍ سحرية :” 「 آل-إيديكال」! ”
“أراضيةٌ الآن؟ إتبعيني ، علينا التجهيز لما هو قادم .”
لمعت عينا آراي ببريقٍ غامض ، وقرر أولاً إجراء بعض التجارب لتعميق سيطرته على هذه القطعة الأثرية النادرة .
” سووش !!! ”
” سو!! ”
” سووش! ”
صمتت كلير ، عُّج ذهنها بالضوضاء كم صرخ في أذنيه من هذيان ما، لكنها مع ذلك ، قد تجاهلت هذه الأمور ، و نظرت إلى ظهر زيرو السائر بعيداً بعينيها القرمزتين ، وفي النهاية ، لم تستطع إعطاء إجابةٍ معينة لذلك .
في اللحظة التالية، رأت كلير ضوءاً بنفسجياً غامقاً، كان كستارة ليلية مرصعةً بالنجوم، لم يستمر إلا لثانية. لم تفهم كلير ما حدث و صُدمت. لأنه ما قد حدث هو…
” كليك ! كليك ! ”
— أن سحرها قد إختفى !
— كش الملك.
” هاه…” زفر آراي بشدة ، قبل أن يقول بعمق :” حتى لو قبلت مساعدتكِ هل إعتقدتي حقاً أنني بحاجةٍ لك ؟ هاه ؟ همم ، هذا ليس موقفاً إستخدم فيه إقتباساً كـ’ عض اليد التي أطعمتك ‘ فيوجد سوءٌ فهمٍ صغيرٌ هنا ، لكنه لا يبرر إظهار…نية قتلٍ أمامي ! ”
“أراضيةٌ الآن؟ إتبعيني ، علينا التجهيز لما هو قادم .”
كان صوت ‘ زيرو ‘ هادئاً ، لم يظهر أي تغيرٍ آخر غريب . أخفض عصاه المتوهجة ، ثم أدار ظهره و غادر – دون إلقاء أي نظرةٍ أخرى عليها .
كانت كلير صامتة ، لقد نظرت إلى هذا المشهد بمزيجٍ معقد من العواطف المتنوعة ، لم يكُن ذهنها واضحاً ، لقد شعرت بالتأكيد بكل ما قد حدث للتو ، و رأته جيداً . لكنها مع ذلك ، قد شعرت بأن هذا لم يأثر فيها على الإطلاق بنحوٍ ملموس . و كأن هذه الأحداث قد حدثت لشخصٍ آخر .
و من ناحيةٍ أخرى ، كانت مشاعرٌ غامضة بالنسبة لها كالسخط و الإذلال تشتعل في صدرها بخُفت ، بنحوٍ غير مؤثر . لم تفهم كلير هذه العواطف ، و لم يمنعها ذلك من تطوير مشاعر سيئة تجاه زيرو . مما دفعها في تلك اللحظة ، لإعادة التفكير بما مرت به منذ إستيقاظها و لقاءها لـ زيرو ، و سؤال نفسها :
توقف آراي الذي قد فهم بشكلٍ مبدئي كيفية أستخدم عصا الحكيم بعد محاولة صغيرة ، قبل إلقاء نظرة على كلير ، مما جعل عيناه تلمعان قليلاً .
‘ ما موقفي تجاه…زيرو ؟ ‘
صمتت كلير ، عُّج ذهنها بالضوضاء كم صرخ في أذنيه من هذيان ما، لكنها مع ذلك ، قد تجاهلت هذه الأمور ، و نظرت إلى ظهر زيرو السائر بعيداً بعينيها القرمزتين ، وفي النهاية ، لم تستطع إعطاء إجابةٍ معينة لذلك .
لم تعلم كلير ما كان عليها فعله .
— لقد كانت ضائعة .
” با!! ”
***
‘ تبقّى الآن فقط البدأ بإعادة تأهيلها…هذا متعب .’
— بعد بضع ساعاتٍ أخرى .
‘ زد أنني قد كسبت تعويذةً بالمستوى الثالث مخزنةً بداخل عصا الحكيم وإن لم تكن بتلك القوة ، بإضافة لفافاتي و جرعي إلى المعادلة فليس علي مؤقتاً القلق من التهديدات ذات الرتبة الثالثة، قليلاً !’
لم يسع آراي الذي قد أنهى للتو تخفيف حمى كلير ، سوى التذمر في قلبه غير راض .
‘ لقد بالغت ، كان خنقي لها قد زاد من حالتها سوءاً…إنها مريضةٌ الآن ، كان هذا متوقعاً على أي حال. لكن حتى مع جرعة شفائي ذات الدرجة ٤ مازالت تصبح هكذا؟ تسك الحياة شيءٌ هش. ‘
رغم شعوره ببعض الشفقة أثناء نظره لـ كلير النائمة ، إلا أن آراي لم يندم على الإطلاق . في الواقع ، بفكره الحالي لفكر في إحتمالية قتلها آنذاك لتحريرها من بؤس ما كانت تعاني منه الآن ، في حال قد علم بأنها قد تمرض بهذه الشدة .
‘ هل بدأت أضّل طريقي ؟ ‘
‘ على أي حال ، يبدو أن هذا قد نجح…همم .’
ظهرت أُسس و طُرق إستخدام ‘ آليتها ‘ داخل رأسه ، بجانب العديد من المعلومات الأخرى . في الواقع ، كان هذا شيئاً يُسعد به المرء . ففي العادة تطلّبت العناصر السحرية من هذه الدرجة العديد من الإختبارات لتأكيد كُل المعلومات عنها ، والذي كان سيستغرق وقتاً طويلاً . لكن لم يبدو و كأنه توجد حاجةٌ لذلك – تقريباً . فقد تلقى ما كان يحتاجه بوضوح .
‘ لا ! لا تنظري في عينيه ! ‘
بالطبع ، كانت كُل هذه الأحداث منذ يوم – ما حصل لكلير ، هي خطةً بسيطة قد حاكها آراي لحظة إستلامه لمكافأتيه .
لقد كانت فاقدةً للذاكرة ، لكنها لم تنسى الأساسيات ؛ الحس السليم المتعلق بالأناقة و النظافة . ناهيك عن ذلك ، فقد كانت تشعر بشعورٍ لا يطاق من الحكة لغسل نفسها ! مما جعلها تقتنع بتزايد ، بأنها ذاتها السابقة قد كرهت الأوساخ بشدة .
بالنظر إلى المهمة و محتوياتها ، كانت قد تطلبت إنقاذ الغابة من هجوم مجموعةٍ بسيطة من اللاموتى ، كان مستوى خطرها بالمقبول ، وكانت مكافأتها لائقة . لكّن آراي قد هز رأسه .
‘ تبقّى الآن فقط البدأ بإعادة تأهيلها…هذا متعب .’
لم يرى آراي العملية ، لكّنه أدرك فجأةً بأن جائزته قد وصلت ، عندما رأى غرضان يعومان أمامه أثناء لمعانهما بهالةٍ زاهية ثلاثية الألوان . كانت هذه السرعة أفضل بألف مرة من الطلب عبر الإنترنت – كانت فوريةً للغاية !
منذ الأساس ، لم تكُن كلير بربع قوتها الكاملة حتى تتمكن من مجابهة آراي الصحي ‘ إلى حدٍ ما ‘. علاوةً على عدم إمتلاكها لكمية مانا كبيرة ؛ لقد أنفقت الكمية الضئيلة المتبقية في حماية آراي و نفسها من آثار المجال السحري ، وبإستخدام تلك التعويدة الأخيرة – زهرة أغيرول ، فقد إنتهت المانا لديها. زد على ذلك أنها كانت جائعة ، مرهقة ، و غير مكتملة نفسياً . لقد إحتاجت بالتأكيد إلى فترةٍ معينة من الراحة بالإضافة إلى العديد من البلورات السحرية لإستعادة المانا خاصتها ، لكن هل كان آراي ليمنحها كُل ذلك بسلام ؟ إضرب الحديد وهو ساخن؛ وإستغل التراكمات!
لم يذكر آراي هذه النقطة في السابق ، مما جعل كلير تتغاضى عن التفكير في الأمر. لكنه حقاً قد كان منزعجاً من ذلك.
‘…بالفعل ، جعل الآخرين يقدمون أنفسهم طوعاً بدل إجبارهم هي إستراتيجةٌ مُثلى . رغم أن هذا لم يكُن ما حدث تماماً.’
بالنظر إلى المهمة و محتوياتها ، كانت قد تطلبت إنقاذ الغابة من هجوم مجموعةٍ بسيطة من اللاموتى ، كان مستوى خطرها بالمقبول ، وكانت مكافأتها لائقة . لكّن آراي قد هز رأسه .
أثناء تجول أفكار آراي و فحصه لِلِعْبَتيه الجديدتين ، أقبلت كلير التي قاطعت إستحمامها لشعورها بالخطر و الإنذار بعد رؤيتها لأضواء الشفق تسقط حيث إشتهبت أنه موقع آراي، فلم تكن بعيدةً على أي حال .
‘ زد أنني قد كسبت تعويذةً بالمستوى الثالث مخزنةً بداخل عصا الحكيم وإن لم تكن بتلك القوة ، بإضافة لفافاتي و جرعي إلى المعادلة فليس علي مؤقتاً القلق من التهديدات ذات الرتبة الثالثة، قليلاً !’
حسب آراي ما لديه ، مجهزاً العديد من الخطط الأخرى و الموقف المحتملة . لم يشعر بالثقة الزائدة أو الغطرسة ، بالأحرى كان يحاول محاولة مواكبة هذا التطور السريع الذي حدث له عبر زيادة المعلومات لديه بالتحليل المستمر . مما دفعه إلى إلقاء باقي عواطفه جانباً ، والتفكير بمنطق — مُخططاً للأمام.
” في حالتي فسأنقذ ما هو أمامي فقط ، وما أستطيع إنقاذه منه فحسب…قد أقرر أيضاً عدم إنقاذه في بعض الأحيان ، نعم ، أنا مزاجيٌ للغاية .”
‘…أمتلك أدنى مستوىً من القوة ، همم ، حان وقت التقصي .’
أخرج جرعةً زرقاء من حقيبته البعدية ، و ألقاها إليها.
” إستخدم القرعة .”
وضع آراي إصبعه على جبين كلير ، قبل إطلاق تنهيدة إعتيادية للتخفيف من نفسه . ثم الوقوف من مكانه و النظر إلى السماء .
أمسك آراي بعصا الحكيم الطويلة ، قبل توجيه بعض المانا إليها من يده . لمع المكعب الأرجواني بضوءٍ نقي ، والذي قد إنعكس على عيني آراي الداكنتين .
” إبقي حيةً يا فتاة…فهذا ليس هو الوقت المناسب للموت بعد .”
من ناحيةٍ أخرى ، تجولت كلير في عالم أحلامها غير مدركةٍ لما كان ينتظرها .
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
