نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الشطرنج الأبدي 38

تشابُكْ.

تشابُكْ.

 الفصل 38 — تشابُك.

[ النهاية!]

> منطقة قرية ألبا، بوابة البعد السري .

” [ &@;$3£# ] !! ”

مرت ثلاثة أيامٍ على الوقت الذي دخل به أول فريق إستكشافٍ رسمي إلى البعد السري الغامض، والذي تكون من سحرةٍ من محكمة الحقيقة، بالإضافة إلى حزب ‘ مخالب الجشع ‘ ذو الصنف B .

” ماذا يحدث ؟ “

منذ ذلك الحين وحتى الآن، لم تطرأ أي أخبارٍ مباشرة عنهم. مما دفع القيل والقال إلى الإزدياد؛ متحديثاً عن الموضوع ذاته — البعد السري بنحوٍ أكثر كثافةٍ و خبثاً.

— المسعى:

لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، في اليوم الفائت ظهر أحد أعضاء حزب مخالب الجشع المختفين فجأة. مثبتاً صحة الشائعات التي تقول — أن البعد السري الشفقي، منبعٌ للثروات.

بالنظر إلى جيش اللاموتى القادم تجاهه، رفع آراي يده الشاحبة، قبل تكّوين كرةٍ من الأثير؛ خلال وقتٍ قياسي. مداعباً إياها بكُل يسر. لوح بيده جاعلاً إياها تتلاشى، ثم رفع رأسه نحو السماء. بوجهٍ متأمل، بلا غضب، بإبتسامة باهتة. بدا و كأنه على الحافة، لكنه كان مستقراً؛ بِعجَب.

مدلياً بأن رفاقه داخل الحزب ينعمون بالثروات و الكنوز و العديد من الدلائل السرية الغامضة، ولسوء الحظ لم يستطيعوا الخروج من هناك، مما ذلك العضو، إلى طلب مساعدة المغامرين، بدلاً من محاولة تحريضهم. وكان ذلك بمثابة الزناد المنتظر للمغامرين، والذي بعثهم على إقامة إحتجاجات و ثورة.

” أمرٌ عالق ؟ أوه، بتذكر الأمر، لقد كنت قريباً من هذا المكان حين إلتقيتك أول مرة…هل كنت قادماً من هنا ياترى؟ نعم، هذا معقولٌ بنحوٍ مريب. “

في هذه اللحظة، تجمعت أعدادٌ كبيرة من المغامرين الذين تحاشدوا في الساحة الكبيرة والخالية من الأشجار؛ مقر القرية السابقة، بمظاهر متنوعة، ومختلف التعابير المتفاوتة بين الإثارة و الجنون. صرخوا و تهافتوا أثناء تكرار أسطر معينة.

منذ لقاء أغاريس و كاليد منذ فترةٍ غير بعيدة، تجولا معاً لمدة قصيرة. قبل أن يتفرقا و يعاودا اللقاء منذ ساعة أو نحو ذلك بالصدفة. لا، كان أغاريس قد أقبل إليه. بعد كُل شي، باتت علاقتهما جيدةً إلى حدٍ ما بعد مغامرةٍ قصيرة في زنزانة قريبة ، مما جعل أغاريس لا يمانع في البقاء معه مطولاً — أكثر من شريكه المنعزل ذاك.

— كانت أعمال الشغب مستمرةً منذ ثلاثة أيام.

‘ فووه…’ شعر آراي بالحرارة الشديدة التي دفعت به إلى التعرق بغزارة ، وقرر تغير مكان المعركة على الفور. بسرعةٍ كبيرة، قد إستخدم سلاله للإستناد على الأشجار والهرب بعيداً. كان مدى هذه التعويذة كبيراً للغاية!

” أيها الملاعين، أنتم تخبئون هذا المكان لأنفسكم! “

” إنفجار!!”

” أتحاولون إخفاء المعلومات المتعلقة بحزب مخالب الجشع ؟! نحن نعلم كُل شيء ! “

” من يكون هذا الرجل؟ إنه يغازل الموت.”

” إفتحوا البوابة ! إفتحوا البوابة ! إفتحوا البوابة ! “

نظر آراي حوله بأمل، كانت يده اليمنى ممسكةً بعصا الحكيم الاي كانت سلاحه الوحيد لإصابة عدوه، بينما كان مصباح الأضواء الثلاثة في مكانٍ قريب؛ على بعد بضع خطوات. حتى في حال أراد إستخدام عصا الحكيم للنجاة، فلم تحتوي حالياً على أي تعاويذ جاهزة؛ ناهيك عن كونه كلتا ذراعيه مقيدتين تقريباً.

” مخالب الجشع يطلبون مساعدتنا! هل حتى هذا غير مقبول؟”

فوق المنصة، سارت الأميرة عائشة بأناقة، ثم جلست على مقعدها المُفخّم و الأنيق، قبل أن تِخرج منديلاً، وتمسح به قطرات الندى على جبينها الثلجي.

لم يصل الأمر لحد إستخدم العنف – السحر بعد علانية، فلم يتجرأ أحدٌ على معارضة سلطات الدولة بصراحة و جرأة كهذه ، بالإضافة إلى ذلك، لم يصل العديد من كبار المغامرين بعد؛ كان زخمهم لايزال في إزدياد، على هذه الحال لربما كان مغامروا الصنف A في الطريق.

إنتشر صدى صوت الأميرة عائشة بين الحشد، راناً في أذهانهم. كان لكلماتها وقعٌ كبير؛ ومعنىً أكبر. وبطبيعة الحال فهم الجميع معنى ذلك؛ معنى الحق الأول. مما دفع إلى أعين العديد من المغامرين إلى الإحمرار؛ بالإضافة إلى سحرة البلاط، ومختلف السحرة.

” سأشتري بيرمانين بعد كسب ثروة من هنا.” صرخ مغامرٌ عشوائي بلهفة. أثناء نظره إلى شجرة الأشفاق التي زاد حجمها عن السابق؛ بعدة أضعاف.

‘ هل لهذا علاقةٌ بالمهمة السابقة — رقم 15؟’

” هاه…؟”

كان حذراً، غير ماكر. مكتفياً بالدفاع والمراقبة. حتى أنه كان يقلد أساليب آراي؛ كالسلاسل. مما دفع بالأخير إلى الإفتتان بتزايد.

” من يكون هذا الرجل؟ إنه يغازل الموت.”

تمتم آراي مدلياً بتعليق، تدريجياً زادت كثافة الضوء في مكان بنحوٍ لم تحتمله عيناه، وإزدادت الضوضاء، لم يعد آراي يعلم ما هو مصدرها؛ هل أتت من السماء؟ أم من أصوات خُطى اللاموتى؟ أغمض عينيه، وإستلقى على العشب البارد؛ بإرتياح، بلا هموم.

” أخبروا غورك الثمل…هيه، سيكون هذا ممتعاً.”

توقف الحارس الإمبراطوري — أولتير ، ثم أومأ برأسه.

سرعان ما بدأت مناوشةٌ بسيطة – بدائية، بعد إنتشار الكلام بين المغامرين.

” صراحتك مفاجئة، لكن…” أومأ هيروسوليم، بنظرة متأملة:” معكِ حق.”

كان هذا عراكاً همجياً — لسببٍ أحمق. فقد كانت بيرمانين عاهرةً مشهورة بين أوساط العاصمة، وطمح العديد من المغامرين لقضاء ليلة معها. ناهيك عن شراءها. بطبيعة الحال، لوجود العديد من العشاق لها؛ فلم يُصرّح الكثيرون بذلك. فلم يرد أحدٌ الموت.

توهج المكعب الأرجواني، قبل أن تتنشط دائرةٌ سحرية زرقاء في مقدمته، تدريجياً خلال أقل من ثانيتين، تجمعت المياه مشكلةً زهرة بلورية حادة الأطراف.

” ضفدع يشتهي لحم البجعة…”

> البعد السري الغامض ، حقل الضياع .

خنّق المغامر غورك ذو الوجه الثمل ذلك المغامر العشوائي، أثناء تفوهه ببضع جملٍ كليشهية؛ لتمجيد بيرمانين، وإعلام المغامر العشوائي بمكانته — والذي بدا مصّراً للغاية؛ غير مستسلم.

كان الفتى ذو الشعر الفضي، حائراً قليلاً. بدا و كأنه لم يفهم السؤال؛ أو المغزى منه. بعد ثوانٍ قليلة، رفع رأسه مومئاً، وكأنه قد وجد جواباً ملائماً.

دفع ذلك بغورك الذي أراد أيضاً شراءها غير متجرأ على ذلك بالغيرة والغضب أكثر، مدفوعاً بثمالته بطبيعة الحال، نتيجةً لذلك، كان قد قرر قتله — لإخماد غضبه.

أمال الفتى رأسه، ذو التعبير المرتبك و المذهول إلى حدٍ ما؛ دون إعتبار لوقوفها أمامه. فقد بدا وكأن عيناه لا تنظر إليها، رغم إلتقاء خط بصرهما معاً.

” سأقتلك يا إبن الـ—”

سرعان ما كان آراي في موقفٍ يائس؛ كان مشعوذ الروح يضيق الخناق عليه، مستخدماً سلاسل من الأثير لشلّه، و إعاقة حركته كثيراً. ناهيك عن عدم إمتلاك آراي لأساليب هجومية قوية، بالإضافة إلى عدم توفر أي وقتٍ له لإستخراج جرعه من حقيبته البعدية — خلال الجزئية الأخيرة.

” توقفوا !! “

‘ بالتأكيد، هذه ليست ميتةً جيدة بينما الظروف في صالحي، فعلى عكس تلك الحالة، هذا ليس مستحيلًا…’

إرتفع صوتٌ صارم، قد أتى من منصة كبيرة قد وقعت شمال الساحة؛ لدى شجرة الأشفاق. حيث سار ثلاثة أشخاص.

ظهر الجريموري الخاص به في الهواء، وفي تلك اللحظة، كان قد رفع إصبعه لإرعاب المشعوذ بشعاع إختراق الروح، لكنه قد أُصيب بدوخةٍ قد كفت لأن تلغى التعويذة؛ لتشتت أفكاره، إستغل مشعوذ الروح تلك الفرصة للتحرك بسرعة، وغرس يده الأثيرية بداخل صدر آراي؛ صدر جسد روحه.

كان الأول شيخاً، بشعرٍ فضي، ورداء ليلي مُزرّق. بينما كان الآخر رجلاً عضلياً، ذو رداءٍ ثقيل مدرّع، مزينٍ بالفضة. كان تعبيره غاضباً.

توهج المكعب الأرجواني، قبل أن تتنشط دائرةٌ سحرية زرقاء في مقدمته، تدريجياً خلال أقل من ثانيتين، تجمعت المياه مشكلةً زهرة بلورية حادة الأطراف.

” ا—”

كان حذراً، غير ماكر. مكتفياً بالدفاع والمراقبة. حتى أنه كان يقلد أساليب آراي؛ كالسلاسل. مما دفع بالأخير إلى الإفتتان بتزايد.

رفع الشيخ يده، وإكتفى بإبتسامة، مشيراً إلى الأميرة الشابة.

نبض الجرم السماوي المصغّر بضع نبضات قبل أن يتسع مداه ويتضخم كعملاقٍ أحمر، إنتشر صدى الإنفجار البلازمي الهائل في كُل مكان، متبوعاً بعددٍ لايُعد و لايُحصى من أخياط الأشفاق الملونة كالنُطف، طارت عواصف الرياح الداكنة مبتلعةً كُل شيء في طريقها دون أي رحمة. في مشهدٍ بات واضحاً من أقاصي هذه المنطقة، على هيئة قُبة أثيرية.

” إحفظ لسانك، سموها هي من ستتقدم.”

” شكراً لك، هذا من حُسنِ تعليمِك.” لم تكن الأميرة عائشة من النوع المحب للمجاملات، وضعت منديلها بعيداً، ثم إرتشفت القليل من الشاي المثلج على الطاولة لتهدئة عقلها، قبل أن تتحدث :” إستغلال سمعة الإمبراطورية لإستخراج أكبر قدر ممكن من الفوائد، وإشعار المواطنين بالقومية لردّ العدوان الخارجي من ماهو آت…هل أبليت جيداً في ذلك؟”

توقف الحارس الإمبراطوري — أولتير ، ثم أومأ برأسه.

” أتحاولون إخفاء المعلومات المتعلقة بحزب مخالب الجشع ؟! نحن نعلم كُل شيء ! “

كفّ المغامرون عن القتال، بينما تلاشت الضوضاء ببطء،  او وتوقف الجميع؛ متأملين في الجمال البهي في مرآهم؛ في الأميرة.

” شيءٌ ما خاطئ…” تمتم أغاريس،” أعتقد أن علينا…”تيبسَّ تعبيرهُ فجأة، ولم يكمل كلامه.

تقدمت الأميرة إلى الأمام، تساقط شعرها الذي بدا كالطبيعة الخضراء المكسوة بالثلج كالشلال منتجاً لوحةً فنية بهية، كان لها زوجٌ من الأعين الملونة الزجاجية، ذات سحرٌ آسر للروح . كانت شفتاها كبتلات الأزهار الناعمة، سطعت بشرتها الثلجية، وجمُلت قامتها. رغم برودة تعبيرها وهدوءه، إلا أن هذا لم يُنقِص من جمالها شيئا.

وقف كاليد المقنَّعِ أخضرُ الشعر بثبات، في غضون نظره إلى وجه الأميرة البهية عائشة من بعيد – ضمن الحشد. مسنداً يده على ذقنه، بعينين متأملتين. 

” مساء الخير.”

” وبطبيعة الحال، لدى كُل من ينتمي إلى إمبراطوريتنا؛ الحق الأول دون غيره، لإستكشاف البعد أولاً.”

عام أمامها عنصرٌ سحري غريب، بجسدٍ كروي مُثغّر الجوانب. و في تلك اللحظة عندما تحدثت بصوتها الساحر، إنتشر صداه في كُل مكان – كرياحٍ خفيفة، حاملاً معه زخماً.

‘ جميل! إستخدامه للأثير مبهر، رائع! ياله من تحكمٍ حر؛ كالماء!’

” جميعنا هنا لسببٍ واحد، ونعلمُ جيداً ماهو. لذلك لن أطيل التحدث في هذه النقطة.”” توجد أسبابٌ وجيهة لتأخيرنا لإفتتاح بعد الأشفاق الغامض؛ حتى الآن.”

سار مشعوذ الروح من بعيد، بجسدٍ مشوه ومحطم، لم يبدو كاملاً كما كان سابقاً. وإشتعل الدخان على جسده. فجأة، تشكّل رأس شبحٍ قد بزغ من كتفه على هيئة درعٍ قد تصدّى للسلاسل، وأزاحها بعيداً.

” عدم الرضى يولد بعض الجحود و النكران لدى الأنفس، كيف لا والبشر مخلوقاتٌ تميل إلى السوء. بالأخص عند وجود الفوائد، فالمنطق والعاطفة هنا يغشيان بوضوحٍ على بعض العشير.”

خنّق المغامر غورك ذو الوجه الثمل ذلك المغامر العشوائي، أثناء تفوهه ببضع جملٍ كليشهية؛ لتمجيد بيرمانين، وإعلام المغامر العشوائي بمكانته — والذي بدا مصّراً للغاية؛ غير مستسلم.

” لكن رغم ذلك…” بقي تعبير الأميرة ثابتاً، مع إنتشار صوتها المحمول بالرزانة والهدوء :” خلال الشتاء القاسي، العصر الدامي، الكوارث و الأظلمة، كنا دائماً هنا. من أجلكم، من أجل نصرة إمبراطوريتنا؛ منزلنا العزيز. كما يحمي النسر فراخه من البرد و قسوة الرياح، سنكون سقفاً لكم؛ يقيكم من كُل شر. كُنّا، و لا نزَال، و سنكُون.”

“…هذه آليةٌ وقحة بالفعل ، لكنها عمليةٌ جداً ، هيه .”إستنكر آراي ساخراً، لكّن عيناه قد إحتوتا على هدوءٍ و عزيمة كبيرة.

” ينطوي هذا البعد السري على مخاطر كامنة، كالأسحار السوداء، الوحوش المتحورة، وحتى بعض الأسحار المفقودة؛ كما ترون. حتى لو لم يكُن خطراً شديداً، إلا أنه لا يزال كامناً. ولن نلقي بأرواح أعزائنا إلى التهلكة، و نحن غير متأكدين من مدى آمنكم و سلامتكم.”

فوق المنصة، سارت الأميرة عائشة بأناقة، ثم جلست على مقعدها المُفخّم و الأنيق، قبل أن تِخرج منديلاً، وتمسح به قطرات الندى على جبينها الثلجي.

لم يقاطع أي شخصٍ الأميرة؛ وإستمع الجميع بهدوء لكلماتها، بصمت.

” سأقتلك يا إبن الـ—”

” النقطة الأولية، هي تأكيد سلامة جميع مواطنينا أولاً. فالسلامة هي الأولوية القصوى؛ والحياة قيّمة، وذلك ما دفعنا إلى تأخير إفتتاح البوابة؛ فلو قدّمنا الموعد دون تبيان، فقد نندم. والذي لا وقت له آنذاك، لأننا سنُجبَرُ على التعامل مع النتيجة، أليس كذلك؟ “

” هاه…؟”

أطلقت الأميرة تنهيدة خفيفة، إنتشر صداها كالرياح في كُل مكان، حاملاً معه ثقل مشاعرها الغير محسوسة، مبرزاً إياها كملاكٍ منعزل.

‘ كان هذا سوء تقديرٍ مني ، لم أدرك بأن الخطر على الغابة يعادل إقحامي في الأمر؛ بنحوٍ غير مباشر…حسناً، كنت مشغولاً للتفكير بذلك. لكن لا يهُم، الندم والتبرير لنفسي لن يحلّا شيئاً.’

” أعلم أن لديكم مستوىً معين من عدم الرضى تجاه هذا؛ وإن فُسِّر السبب، و يؤسفني ذلك.”

” جلجلة ، قعقعة ، جلجلة ، قعقعة…”

” هذه فرصة لنا ولكم .” إرتفعت نبرتها تدريجياً ، مع إزدياد زخم صوتها الهادئ. بإقتران مظهرها و صوتها الأثيري، مع شجرة الأشفاق خلفها ذات الأفرع المنتشرة كالجذور السماوية:” بإسمي أنا عائشة ليغ فيرلا فولنهايم، أؤكد لكم أن ثروات البعد السري، ستكون ملكاً لنا وحدنا.”

” يالحُمقِك، أتعتقد أنني سأتركك؟”

” وبطبيعة الحال، لدى كُل من ينتمي إلى إمبراطوريتنا؛ الحق الأول دون غيره، لإستكشاف البعد أولاً.”

” ماذا يحدث ؟؟! “

” فنحن شعبٌ واحد.”

” شكراً لك، هذا من حُسنِ تعليمِك.” لم تكن الأميرة عائشة من النوع المحب للمجاملات، وضعت منديلها بعيداً، ثم إرتشفت القليل من الشاي المثلج على الطاولة لتهدئة عقلها، قبل أن تتحدث :” إستغلال سمعة الإمبراطورية لإستخراج أكبر قدر ممكن من الفوائد، وإشعار المواطنين بالقومية لردّ العدوان الخارجي من ماهو آت…هل أبليت جيداً في ذلك؟”

” وهذا حقنا!!”

تحدث آراي لنفسه، أثناء التفكير بسُبلٍ للنجاة. مع تداول أفكاره وإحتضان الظلام والبرودة له، إتسع بؤبؤه قليلاً. بينما إنتشر الأدرينالين في دماغه بنحوٍ نابض قد دفع عينيه إلى الإحمرار و الإحتراق بعزم، قبل التحرك!

إنتشر صدى صوت الأميرة عائشة بين الحشد، راناً في أذهانهم. كان لكلماتها وقعٌ كبير؛ ومعنىً أكبر. وبطبيعة الحال فهم الجميع معنى ذلك؛ معنى الحق الأول. مما دفع إلى أعين العديد من المغامرين إلى الإحمرار؛ بالإضافة إلى سحرة البلاط، ومختلف السحرة.

— فقد كانت هذه فرصة؛ نهضة و ولادة جديدة!

” فووه..”لم يسع مغامرٌ شاب سوى إطلاق تصفيرة مثارة، قبل الضحك والتصفيق:” هاها! تحيا الأميرة عائشة! كُل المجد للإمبراطورية! “

لم يعدل أغاريس عن قراره الأولي بدخول البعد السري، وإستمر على إصراره حتى بعد ما حدث سابقاً. بدا و كأنه لن يستسلم تحديداً عن هذا، وكأن لاشيء سيثنيه عن ذلك.

لم يصمت الشعب من بعده؛ فقد بدو وكأنهم ينتظرون مثل هذه الكلمات، لسرعة إستجابتهم بإنسجام وعلُّو صارخين بـ:

بعد السير لبضع خطوات؛ رفع رأسه بحيرة، قبل أن يخفض جسده، ويلتقط عصا الحكيم من بين الأعشاب السوداء.

” تحيا الأميرة عائشة! كُل المجد للإمبراطورية!”

” دينغ!!”

” تحيا الأميرة عائشة! كُل المجد للإمبراطورية!”

في تلك اللحظة، أخرج ساحر البلاط هيروسوليم كتاباً، جفل أغاريس مستعداً للتحرك فورياً، بينما كادت الأميرة عائشة بأن تنفخ في ريشة كانت فوق يدها…لسوء الحظ، لم يوجد وقت، لقد تشاركوا جميعهم نفس التعبير – الناجم عن المأزق العميق و الكربة العظيمة ، تعبيرٌ من الجدية الفائقة .

” تحيا الأميرة عائشة! كُل المجد للإمبراطورية!”

من هذه النقطة، وفي هذا اليوم، كان من المقدّر أن تبدأ حكايا عديدة؛ كانت الأقدار ستتشابك، كانت المصائر ستتغير، كانت الحياة للبعض، وتنتهي لبعضٍ آخر. لم يعلم العديدون كيف بدأ الأمر، لكنهم تذكروا بإنسجام — أضواء الأشفاق. التي أبشرت بعصرٍ جديد لهم؛ كفألٍ ميمون.

” تحيا الأميرة عائشة! كُل المجد للإمبراطورية!”

” تحيا الأميرة عائشة! كُل المجد للإمبراطورية!”

“…مساء الخير. هل تحتاج إلى المساعدة؟ “

بسرعةٍ كبيرة ، تمكنت الأميرة الثالثة عائشة من إخماد الثورة و الإنفعالات الموجودة لدى المغامرين، مرضيةً إياهم مؤقتاً. هدئت البيئة بالتدريج بعد صرخات المجد والفخر، قبل أن يتناول المغامرون بضع مواضيع؛ خارج نطاق الإنفعالات والثورة اللتان وجدتا منذ قليل.

رفع الشيخ يده، وإكتفى بإبتسامة، مشيراً إلى الأميرة الشابة.

فوق المنصة، سارت الأميرة عائشة بأناقة، ثم جلست على مقعدها المُفخّم و الأنيق، قبل أن تِخرج منديلاً، وتمسح به قطرات الندى على جبينها الثلجي.

| تقدّم جيش اللاموتى، والآن أصبحوا ينون الهيمنة على الغابة بدلاً من تدميرها. أنقذ الغابة! |

” يالجمال ذلك. أيتها الأميرة، لقد جعلتي هذا الشيخ يوسع من بصره. و يراك في ضوءٍ جديد .” أومأ ساحر البلاط هيروسوليم للأميرة عائشة، مادحاً إياها بِنُدْرَة. بكُل سخاءٍ و صدق. لأراد أولتير أيضاً فعل ذلك، لكنه قد وجد لحراسة الأميرة — وكان في خضم ذلك الآن.

أجرى تواصلاً بصرياً صريحاً مع الحسناء؛ بعينين مظلمتين؛ نابضتين بالحياة، عندما إزدهرت إبتسامةٌ غير ملائمة على تعبيره:” إسم ؟ نعم ، أعتقد أنني أُدعى…”

” شكراً لك، هذا من حُسنِ تعليمِك.” لم تكن الأميرة عائشة من النوع المحب للمجاملات، وضعت منديلها بعيداً، ثم إرتشفت القليل من الشاي المثلج على الطاولة لتهدئة عقلها، قبل أن تتحدث :” إستغلال سمعة الإمبراطورية لإستخراج أكبر قدر ممكن من الفوائد، وإشعار المواطنين بالقومية لردّ العدوان الخارجي من ماهو آت…هل أبليت جيداً في ذلك؟”

” سووش!! “

” بالمستوى اللائق.” قال هيروسوليم مغمضاً عينيه بإبتسامة:” جيد جداً، لكن إياك والتمادي ثم الإغترار، فهذا حلٌ مؤقت؛ لن يستمر على المدى البعيد. حاول دائماً التفكير بهذه الطريقة، مع التأكد من عدم المبالغة.”” في المرة القادمة، إستخدمي تكتيكاً مختلفاً. وأحدثي نفس النتيجة. وفي المرة التي تليها عودي لنفس هذه الخطة…بالطبع، هذا في حال تكررت هذه الظروف مجدداً.”

” تحيا الأميرة عائشة! كُل المجد للإمبراطورية!”

” نعم، أنا مدركة.” إرتشفت الأميرة عائشة من كوبها مجدداً، قبل إشاحة نظرها بعيداً .” هذا لوحده لن يكون كافياً لإرضاء المغامرين. في تخميني ثلاثة أيام تكفي لإخماد هذه الثورة، ناهيك عن ذلك، إن لم تظهر نتيجةٌ فعلية خلال ثلاثة أيام؛ فمالمستفاد من هذا البعد السري؟ في تلك الحالة، سيكون تسليمها لأركانا أفضل.”

أمال الفتى رأسه، ذو التعبير المرتبك و المذهول إلى حدٍ ما؛ دون إعتبار لوقوفها أمامه. فقد بدا وكأن عيناه لا تنظر إليها، رغم إلتقاء خط بصرهما معاً.

” صراحتك مفاجئة، لكن…” أومأ هيروسوليم، بنظرة متأملة:” معكِ حق.”

” [زهرة أغيرول] ! “

” آه !! “

” حُوُرٌ تَغَنَى فَي وَصْفِهَا الأَنَامُ…”

سرعان ما صُدم آراي، ثم ربط الأمور، وشكّل أفكاراً واضحة—

” كاللؤلؤِ المَكْنُونِ حيَثُمَا آل المآلُ…”

” لما أتيت إلى هنا إذن ، هاه ؟ أوه لا ، لا تقترب! النجدة ، آه—”

” عيناها…همم، ليس بعد، هذه ليست جيدةً كفاية .”

أظهرت عينا كاليد شكاً صريحاً بمصداقية أغاريس ، لكنه إكتفى بقول :” أنت تستمر بمفاجئتي ، كيف تستطيع الشعور بهذه الأمور ؟” بقدر ما كان أغاريس أحد أغرب الأشخاص الذين رآهم، إلا أن كاليد لم يكن من النوع الذي سيُكذّب الآخرين عنوة.

وقف كاليد المقنَّعِ أخضرُ الشعر بثبات، في غضون نظره إلى وجه الأميرة البهية عائشة من بعيد – ضمن الحشد. مسنداً يده على ذقنه، بعينين متأملتين. 

” فووه..”لم يسع مغامرٌ شاب سوى إطلاق تصفيرة مثارة، قبل الضحك والتصفيق:” هاها! تحيا الأميرة عائشة! كُل المجد للإمبراطورية! “

بين الفينة و الأخرى، كان يغمغم ببضع كلمات، لكنه كان يهز رأسه؛ فلم تكن كلماته ملائمةً حسبما تبيّنت عيناه جمالها.

‘ لقد إستغرقَت أسبوعين للإنتهاء من تعاويذ المستوى الأول والثاني تقريباً. لا أعلم هل أسمي هذا مستوىً إعتيادياً كونها في الرتبة الثالثة، أم أنها عبقرية…في كلتا الحالتين، هذا ليس بالسيء.’

” إنه هنا…هيه.” 

بالنظر حوله؛ لم يرى آراي أي لاميتٍ تقريباً؛ خلافه هو. ولا أي أشباحٍ أيضاً؛ كان مشعوذ الروح اللعين هذا منعزلاً الآن — والتي كانت أفضل فرصةٍ للقضاء عليه!

بجانبه تمتم الفتى الشاب قرمزي الشعر والملابس ، حاد الملامح ، ذو النظرة الثاقبة التي بدا وكأنها تستطيع الرؤية عبر كل شيء — أغاريس بريمتيفيا .

‘ بما أنهم لاموتى في هذه الغابة، فإفتراض وجود مشعوذ روح هو الأكثر منطقية، إلا في حال وجد مشعوذ أموات والذي هو مستبعدٌ جداً.’

توقف كاليد قليلاً ، ثم سأل:” من هو الذي تقصده ؟ “

بعد ثوان، هناك في الشرق، رأى ظلالاً قادمة، بالتدقيق فيهم بإستخدام بركته — تحليل. أدرك بأنهم اللاموتى؛ فرقة صغيرة منهم، من الهياكل العظمية، والأشباح الصلبة. لشخصٍ مثله، كفت هذه الفرقة لقتله عشر مراتٍ على الأقل.

” طفيلي الدماء اللعين منذ آخر مرة، مستخدم الدمى أيضاً موجود .” وخز أغاريس ذقنه مضيقاً عينيه، لمعت الأشكال المثلثة بداخلها ودارت بغموض. كان حاجبه الأيسر مخفضاً قليلاً :”…بئساً ، هذا الكم من الناس يمنعني من التركيز وتحديد ما أريده .”” بالإضافة ، قتالهم في مثل هذا المكان أيضاً غير ممكن . لن يصب ذلك في صالحي .”

” إذاً إستمري.”

رغم تذمره بذلك، إلا أن أياً من تعبيره أو صوته قد أوحيا بالإحباط أو الخيبة:” على أي حال ، علي الدخول إلى هذا البعد بالتأكيد. بإمكاني الشعور بهذا من هنا، هذه المساحة تحتوي على عنصر نارٍ قوي للغاية. بالإضافة إلى العديد من الأشياء الأخرى ، إنها زنزانةٌ رفيعة المستوى بلا شك! “

لم يعدل أغاريس عن قراره الأولي بدخول البعد السري، وإستمر على إصراره حتى بعد ما حدث سابقاً. بدا و كأنه لن يستسلم تحديداً عن هذا، وكأن لاشيء سيثنيه عن ذلك.

لم يعدل أغاريس عن قراره الأولي بدخول البعد السري، وإستمر على إصراره حتى بعد ما حدث سابقاً. بدا و كأنه لن يستسلم تحديداً عن هذا، وكأن لاشيء سيثنيه عن ذلك.

بالنظر حوله؛ لم يرى آراي أي لاميتٍ تقريباً؛ خلافه هو. ولا أي أشباحٍ أيضاً؛ كان مشعوذ الروح اللعين هذا منعزلاً الآن — والتي كانت أفضل فرصةٍ للقضاء عليه!

أظهرت عينا كاليد شكاً صريحاً بمصداقية أغاريس ، لكنه إكتفى بقول :” أنت تستمر بمفاجئتي ، كيف تستطيع الشعور بهذه الأمور ؟” بقدر ما كان أغاريس أحد أغرب الأشخاص الذين رآهم، إلا أن كاليد لم يكن من النوع الذي سيُكذّب الآخرين عنوة.

بسرعةٍ كبيرة ، تمكنت الأميرة الثالثة عائشة من إخماد الثورة و الإنفعالات الموجودة لدى المغامرين، مرضيةً إياهم مؤقتاً. هدئت البيئة بالتدريج بعد صرخات المجد والفخر، قبل أن يتناول المغامرون بضع مواضيع؛ خارج نطاق الإنفعالات والثورة اللتان وجدتا منذ قليل.

منذ لقاء أغاريس و كاليد منذ فترةٍ غير بعيدة، تجولا معاً لمدة قصيرة. قبل أن يتفرقا و يعاودا اللقاء منذ ساعة أو نحو ذلك بالصدفة. لا، كان أغاريس قد أقبل إليه. بعد كُل شي، باتت علاقتهما جيدةً إلى حدٍ ما بعد مغامرةٍ قصيرة في زنزانة قريبة ، مما جعل أغاريس لا يمانع في البقاء معه مطولاً — أكثر من شريكه المنعزل ذاك.

في تلك اللحظة، إزدادت الظلمة في عينيه؛ وغدت كالدُجى. بصق بعض الدماء، وضحك:” هاهاها…هاه! لم أكُن مخطئاً، لكنني كانت محقاً للغاية. هاه ؟ هذا الشيء يفعل أكثر من إلتهامه للأسحار…هل يتعلق بكُل ماله رابطٌ بالمانا؟”

” لدي غريزةٌ قوية؛ بالأحرى نوعٌ من الحواس الخاصة ، ألم أخبرك قبلاً؟” لم يشرح أغاريس أكثر كونه كسولاً بشأن ذلك، وقال بدلاً :” لدي أمرٌ عالقٌ هنا؛ بطبيعة الحال لن أغادر قبل إتمامه.” إنتهى به المطاف بتشكيل إبتسامةً شرسة و حاقدة.

” ضفدع يشتهي لحم البجعة…”

” أمرٌ عالق ؟ أوه، بتذكر الأمر، لقد كنت قريباً من هذا المكان حين إلتقيتك أول مرة…هل كنت قادماً من هنا ياترى؟ نعم، هذا معقولٌ بنحوٍ مريب. “

” تحيا الأميرة عائشة! كُل المجد للإمبراطورية!”

أدار أغاريس رأسه بعيداً، شاعراً بالذنب إلى حدٍ ما عند سماع ماقاله، ثم تذكر ما حدث هنا منذ نحو شهر. ربت على صدره وعزّى في قلبه متذكراً ” شريكه ” الذي قد نساه :’ مالذي قد حدث للفتى؟’

مدت يدها في الهواء بسلاسة، كان كفها أبيضاً بشكلٍ لا تشوبه شائبة؛ كالثلج.

‘ نعم، لقد كان ضعيفاً كحشرة… لا تقلق، سأنتقم لك بالتأكيد في حال مت…’كشر بسرعة، غضباناً :’ اللعنة، ما فائدة كُل شيءٍ حينها ؟ لا تمت يا عديم الفائدة!’

في تلك اللحظة ، إقشعر جسده بعمق بدأً من إهتزاز بؤبؤيه. لم يكُن هو الوحيد، مباشرةً بعده بثلاث ثوان، تكرر الأمر لدى—

ولد شعورٌ منفور من الأزمة داخل صدره، مما دفعه إلى العبوس و النظر إلى الأمام بعمق – إلى المنصة الكبيرة، تحديداً إلى ساحر البلاط الإمبراطوري المسن، بعينين قد أخفتا حذراً و رغبةً بالتحدي والجنون.

لم يصمت الشعب من بعده؛ فقد بدو وكأنهم ينتظرون مثل هذه الكلمات، لسرعة إستجابتهم بإنسجام وعلُّو صارخين بـ:

— كان هذا الرجل خطيراً جداً!!

“ووش!”

لولاه لما إنتظر وسط الزحام، لما قرر إخماد نفسه، لإنتهز أول فرصةٍ لإقتحام شجرة الأشفاق للدخول في البعد!

في تلك اللحظة، إزدادت الظلمة في عينيه؛ وغدت كالدُجى. بصق بعض الدماء، وضحك:” هاهاها…هاه! لم أكُن مخطئاً، لكنني كانت محقاً للغاية. هاه ؟ هذا الشيء يفعل أكثر من إلتهامه للأسحار…هل يتعلق بكُل ماله رابطٌ بالمانا؟”

بالنسبة لأغاريس؛ فلم يوجد ضيرٌ من قتال مايصل إلى حدود المستوى 40؛ الرتبة الرابعة، لكن كان ذلك الحد، وعزى ذلك لحبه للتهور والإندفاع؛ لكونه كالنَّار! رغم ذلك، لم يكن أحمقاً كفاية لشق طريقه الدامي؛ بالأخص أمام شخصٍ كذلك الشيخ؛ كساحر البلاط الإمبراطوري — هيروسوليم.

بادئاً ذي بدء، سرعان ما أعطى أوامره لـ كلير فجأة: ” الحالة واضحة، لديك خياران؛ أن أقتلك بنفسي و أحرق بقاياك، أو أن تهربي من هنا فوراً، لأبعد ما يمكن. سأعاود الإتصال بك في وقتٍ لاحق؛ إن بقيتي حيةً بالطبع.” تحدث و كأنه قادرٌ على ذلك، دون خوف :” بالطبع، في حال لم تكوني تعلمين ذلك؛ فإحتمالية أن تصبحي لاميتة في الظروف الحالية تكاد تصل إلى 90%؛ كمشعوذ روح، أو باقي الأنواع…أياً يكُن.”

في تلك اللحظة توقف ساحر البلاط المسن عن التأمل فاتحاً عينيه، لقد مشط الحشد الكثيف، باحثاً عن شيءٍ ما.

” سأشتري بيرمانين بعد كسب ثروة من هنا.” صرخ مغامرٌ عشوائي بلهفة. أثناء نظره إلى شجرة الأشفاق التي زاد حجمها عن السابق؛ بعدة أضعاف.

” أترفض الحديث عن الأمر؟” كان كاليد على وشك التنهد، عندما أظهر أغاريس تغيراً غريباً:”هاه؟ ما بك فجأة؟”

بادئاً ذي بدء، سرعان ما أعطى أوامره لـ كلير فجأة: ” الحالة واضحة، لديك خياران؛ أن أقتلك بنفسي و أحرق بقاياك، أو أن تهربي من هنا فوراً، لأبعد ما يمكن. سأعاود الإتصال بك في وقتٍ لاحق؛ إن بقيتي حيةً بالطبع.” تحدث و كأنه قادرٌ على ذلك، دون خوف :” بالطبع، في حال لم تكوني تعلمين ذلك؛ فإحتمالية أن تصبحي لاميتة في الظروف الحالية تكاد تصل إلى 90%؛ كمشعوذ روح، أو باقي الأنواع…أياً يكُن.”

” شيءٌ ما خاطئ…” تمتم أغاريس،” أعتقد أن علينا…”تيبسَّ تعبيرهُ فجأة، ولم يكمل كلامه.

” اللعنة لنهرب ! كنت أعلم أن هذا المكان خطيرٌ للغاية !! “

” سووش!!! “

رغم تذمره بذلك، إلا أن أياً من تعبيره أو صوته قد أوحيا بالإحباط أو الخيبة:” على أي حال ، علي الدخول إلى هذا البعد بالتأكيد. بإمكاني الشعور بهذا من هنا، هذه المساحة تحتوي على عنصر نارٍ قوي للغاية. بالإضافة إلى العديد من الأشياء الأخرى ، إنها زنزانةٌ رفيعة المستوى بلا شك! “

في تلك اللحظة ، إقشعر جسده بعمق بدأً من إهتزاز بؤبؤيه. لم يكُن هو الوحيد، مباشرةً بعده بثلاث ثوان، تكرر الأمر لدى—

” ووش…!!”

كاليد، الأميرة عائشة، الحارس الإمبراطوري أوليت ، و ساحر البلاط هيروسوليم…لم يقتصر الأمر عليهم فحسب، لقد نظر جميع من إمتلك قدراً معيناً من الخبرة و غرائز الأخطار إلى إتجاهٍ واحد، في وسط هذه المعمعة الشديدة و الضجيج العالي، إلى السماء—

منذ ذلك الحين وحتى الآن، لم تطرأ أي أخبارٍ مباشرة عنهم. مما دفع القيل والقال إلى الإزدياد؛ متحديثاً عن الموضوع ذاته — البعد السري بنحوٍ أكثر كثافةٍ و خبثاً.

حيث عامت ساحرةٌ ذات شعر قصير مربوط من الخلف، بلون الأعشاب الداكنة. توهجت أطياف النيون بداخلها، كانت جمالاً نادراً، كالنجوم. إرتدت ملابس بيضاء نقية غير ملوثة بأي شكل. كانت عيناها كبحيرةٍ سماوية، هادئة و مستوية. نظرت إلى الأسفل بهدوء بلا عواطف. لم يبدو و كأنها قد لوحظت ، رغم مدى بروزها في خضم عومها في السماء كالحورية .

كان آراي يعيش بشكلٍ جيد خلال الأيام المنصرمة، تارةً يبحث في ‘ رؤوس الأشباح’؛ الأشجار المكونة من كُتل الأثير، وتارةً يُعطي كلير علماً من عنده. كانت هذه الفتاة الخادمة، تملك موهبةً لائقة، لتعلُّم الأساسيات.

” حسناً، هذا العدد يكفي حتى الآن؛ كالدفعة الأولى. كما قال جلالته. كان يُمكن أن يزيد، لكن دع هذا لوقتٍ لاحق. ما هو مهمٌ الآن، هو…البدأ؟ “

مدت يدها في الهواء بسلاسة، كان كفها أبيضاً بشكلٍ لا تشوبه شائبة؛ كالثلج.

أمالت رقبتها بلطافة، كانت النظرة على عيناها حائرتين.

” تبقى القليل.”

” نعم، لأبدأ.”

” مساء الخير.”

مدت يدها في الهواء بسلاسة، كان كفها أبيضاً بشكلٍ لا تشوبه شائبة؛ كالثلج.

‘ لقد إستغرقَت أسبوعين للإنتهاء من تعاويذ المستوى الأول والثاني تقريباً. لا أعلم هل أسمي هذا مستوىً إعتيادياً كونها في الرتبة الثالثة، أم أنها عبقرية…في كلتا الحالتين، هذا ليس بالسيء.’

” هاب…”

” كاللؤلؤِ المَكْنُونِ حيَثُمَا آل المآلُ…”

قبضت بأناملها الطويلة بلُطف، فجأة، بدأت المانا بالإهتزاز بعنف، إلتوت المنطقة بقوةٍ شديدة، و كأن العالم على وشك الإنهيار !

— كان هذا الرجل خطيراً جداً!!

” جلجلة ، قعقعة ، جلجلة ، قعقعة…”

أمالت رقبتها بلطافة، كانت النظرة على عيناها حائرتين.

بسرعةٍ كبيرة، تكثفت جزيئات المانا الخضراء في الهواء،  عندما بدأت بالتجمع داخل كفها كثقبٍ أسود نهم، لمعت أضواء النجوم داخل رياح المانا المتجمعة حول يدها.

لولاه لما إنتظر وسط الزحام، لما قرر إخماد نفسه، لإنتهز أول فرصةٍ لإقتحام شجرة الأشفاق للدخول في البعد!

” جلجلة ، قعقعة ، جلجلة ، قعقعة…”

فجأة، سمع صوت هزةٍ بدت كالأجراس؛ والتي أتت من — مسلة المهام!

” ماذا يحدث ؟ “

” حُوُرٌ تَغَنَى فَي وَصْفِهَا الأَنَامُ…”

إنتشرت القشعريرة و الخدر في ظهور جميع الأشخاص فجأة، لم يوجد أي إستثناء لذلك، من الرتبة الأولى وصولاً للرتبة الخامسة – كُلُّ من وجد بالأسفل من مغامرين و مسؤولين، قد إنتابهم نفس الإحساس بالبرودة في أعناقهم. و كأن الموت يطلق أنفاسه .

بالنظر حوله؛ لم يرى آراي أي لاميتٍ تقريباً؛ خلافه هو. ولا أي أشباحٍ أيضاً؛ كان مشعوذ الروح اللعين هذا منعزلاً الآن — والتي كانت أفضل فرصةٍ للقضاء عليه!

” آه !! “

” وهذا حقنا!!”

” ماذا يحدث ؟؟! “

بالنسبة لأغاريس؛ فلم يوجد ضيرٌ من قتال مايصل إلى حدود المستوى 40؛ الرتبة الرابعة، لكن كان ذلك الحد، وعزى ذلك لحبه للتهور والإندفاع؛ لكونه كالنَّار! رغم ذلك، لم يكن أحمقاً كفاية لشق طريقه الدامي؛ بالأخص أمام شخصٍ كذلك الشيخ؛ كساحر البلاط الإمبراطوري — هيروسوليم.

” أرغه…”

فجأة، أُسقِط آراي أرضاً، لكنه قد ألقى مابين يديه و تدحرج على الفور. وبدون أي تفكير، إستخدم آخر قوة موجود في سلاسله لمحاولة أسر مشعوذ الروح.

” النجدة يا رفاق ، لقد أصيب بنوبةٍ قلبية!”

بعد ثوان، هناك في الشرق، رأى ظلالاً قادمة، بالتدقيق فيهم بإستخدام بركته — تحليل. أدرك بأنهم اللاموتى؛ فرقة صغيرة منهم، من الهياكل العظمية، والأشباح الصلبة. لشخصٍ مثله، كفت هذه الفرقة لقتله عشر مراتٍ على الأقل.

” اللعنة لنهرب ! كنت أعلم أن هذا المكان خطيرٌ للغاية !! “

نبض الجرم السماوي المصغّر بضع نبضات قبل أن يتسع مداه ويتضخم كعملاقٍ أحمر، إنتشر صدى الإنفجار البلازمي الهائل في كُل مكان، متبوعاً بعددٍ لايُعد و لايُحصى من أخياط الأشفاق الملونة كالنُطف، طارت عواصف الرياح الداكنة مبتلعةً كُل شيء في طريقها دون أي رحمة. في مشهدٍ بات واضحاً من أقاصي هذه المنطقة، على هيئة قُبة أثيرية.

” لما أتيت إلى هنا إذن ، هاه ؟ أوه لا ، لا تقترب! النجدة ، آه—”

” يالحُمقِك، أتعتقد أنني سأتركك؟”

إنتشر الذعر و الهلع بشدة، وبدأت الفوضى التي قمعتها الأميرة عائشة بالعموم في الأرجاء؛ من جديد. إنهال المغامرون على بعضهم البعض بذعر بتعابير فزعة و مختلطة. تحركوا بإتجاهاتٍ عشوائية أثناء الدوس على بعضهم و محاولة النجاة من المجهول ، في هذه اللحظة سيطرت الغريزة الأساسية البشرية – الخوف من الموت على غالب المغامرين .

كان حذراً، غير ماكر. مكتفياً بالدفاع والمراقبة. حتى أنه كان يقلد أساليب آراي؛ كالسلاسل. مما دفع بالأخير إلى الإفتتان بتزايد.

أفلتت الساحرة قبضتها، عندما طارت منها لؤلؤةٌ فسفورية مستديرةٌ و لامعة، بدت كجرمٍ سماوي مّصغر.

” هذه فرصة لنا ولكم .” إرتفعت نبرتها تدريجياً ، مع إزدياد زخم صوتها الهادئ. بإقتران مظهرها و صوتها الأثيري، مع شجرة الأشفاق خلفها ذات الأفرع المنتشرة كالجذور السماوية:” بإسمي أنا عائشة ليغ فيرلا فولنهايم، أؤكد لكم أن ثروات البعد السري، ستكون ملكاً لنا وحدنا.”

في تلك اللحظة، أخرج ساحر البلاط هيروسوليم كتاباً، جفل أغاريس مستعداً للتحرك فورياً، بينما كادت الأميرة عائشة بأن تنفخ في ريشة كانت فوق يدها…لسوء الحظ، لم يوجد وقت، لقد تشاركوا جميعهم نفس التعبير – الناجم عن المأزق العميق و الكربة العظيمة ، تعبيرٌ من الجدية الفائقة .

لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، في اليوم الفائت ظهر أحد أعضاء حزب مخالب الجشع المختفين فجأة. مثبتاً صحة الشائعات التي تقول — أن البعد السري الشفقي، منبعٌ للثروات.

— لكن أمام مثل هذا الشخص، هل كان لهذا معنى؟

” ووش…ووش!!”

“إنـــــــــــفـــــــــــــجـــــار !!!!! “

كان لدى آراي أقل قدرٍ من المساحة للدفاع والهجوم، مستخدماً أساليب خداعية ممزوجةً بجرعه. بالإضافة لذلك، بدا وكأن مشعوذ الروح حذرٌ للغاية منه! فلم يبادر بالهجوم، أو يتقدم.

نبض الجرم السماوي المصغّر بضع نبضات قبل أن يتسع مداه ويتضخم كعملاقٍ أحمر، إنتشر صدى الإنفجار البلازمي الهائل في كُل مكان، متبوعاً بعددٍ لايُعد و لايُحصى من أخياط الأشفاق الملونة كالنُطف، طارت عواصف الرياح الداكنة مبتلعةً كُل شيء في طريقها دون أي رحمة. في مشهدٍ بات واضحاً من أقاصي هذه المنطقة، على هيئة قُبة أثيرية.

ولد شعورٌ منفور من الأزمة داخل صدره، مما دفعه إلى العبوس و النظر إلى الأمام بعمق – إلى المنصة الكبيرة، تحديداً إلى ساحر البلاط الإمبراطوري المسن، بعينين قد أخفتا حذراً و رغبةً بالتحدي والجنون.

” لـ—”

أفلتت الساحرة قبضتها، عندما طارت منها لؤلؤةٌ فسفورية مستديرةٌ و لامعة، بدت كجرمٍ سماوي مّصغر.

” آه—! “

” حسناً، هذا العدد يكفي حتى الآن؛ كالدفعة الأولى. كما قال جلالته. كان يُمكن أن يزيد، لكن دع هذا لوقتٍ لاحق. ما هو مهمٌ الآن، هو…البدأ؟ “

” النجـ—! “

سبحت الساحرة خضراء الشعر في الهواء كحوريةٍ بحرها السماء، تثاءبت بلطف وسُمع صوتها المغمغم و الخفيف في الأرجاء :” لنرى كم ستستغرق للنجاح…”

” سووش ! “

” أعتقد…أعتقد أنني كذلك.”

في اللحظة التالية، لم يبقى شيءٌ واحد هناك – أخلى الغطاء العشبي فارغاً كما قد قبل قدوم الجميع؛ مجرد مساحة خضراء خالية من البشر، ومن أي مخلوقٍ حي آخر – بيئة هادئة.

جلس آراي أرضاً، متكئاً على عصاه. كان خدِراً مستنزفاً، ولم يكُ في حالة ذهنية تسمح له بالتفكير في مدى رعب ذلك المنظر، أو أخذ همه.

” سو…”

” إنفجار !!!!”

سبحت الساحرة خضراء الشعر في الهواء كحوريةٍ بحرها السماء، تثاءبت بلطف وسُمع صوتها المغمغم و الخفيف في الأرجاء :” لنرى كم ستستغرق للنجاح…”

” تبقى القليل.”

***

‘ بما أنهم لاموتى في هذه الغابة، فإفتراض وجود مشعوذ روح هو الأكثر منطقية، إلا في حال وجد مشعوذ أموات والذي هو مستبعدٌ جداً.’

> البعد السري الغامض ، حقل الضياع .

***

كان آراي يعيش بشكلٍ جيد خلال الأيام المنصرمة، تارةً يبحث في ‘ رؤوس الأشباح’؛ الأشجار المكونة من كُتل الأثير، وتارةً يُعطي كلير علماً من عنده. كانت هذه الفتاة الخادمة، تملك موهبةً لائقة، لتعلُّم الأساسيات.

في لحاظه، سبحت الفوضى الملونة. بأفكارٍ وقوى. لكنه قد تأمل بصمت. بعد ثوان، كان قد رفع يده، إلى السماء.

بطبيعة الحال، لم يكُن هذا هو كُلّ ما فعله. في بعض الأحيان، كان يحاول تنفيذ بعض المهام؛ رفقة كلير، والذي بدوره قد أكسب كلير أداة سحرية من الدرجة 4 العليا، ذات تأثيرٍ محدود. لم يكُن آراي مهتماً بمثل ذلك الشيء، وأبقاها معها.

” ا—”

” هل إنتهتِ المانا الخاصة بك بعد؟”

” هل إنتهتِ المانا الخاصة بك بعد؟”

” تبقى القليل.”

” ا—”

فوق الأعشاب السوداء، جلس آراي على مقعده، بينما كانت كلير الواقفة أمامه تصنع العديد من الأشكال المائية المختلفة؛ أنواع متعددة من الزهور.

وقف كاليد المقنَّعِ أخضرُ الشعر بثبات، في غضون نظره إلى وجه الأميرة البهية عائشة من بعيد – ضمن الحشد. مسنداً يده على ذقنه، بعينين متأملتين. 

” إذاً إستمري.”

“…هذه آليةٌ وقحة بالفعل ، لكنها عمليةٌ جداً ، هيه .”إستنكر آراي ساخراً، لكّن عيناه قد إحتوتا على هدوءٍ و عزيمة كبيرة.

إكتفت مصاصة الدماء الشابة كلير بالصمت، بينما كانت قطرات العرق الباردة تتدفق على جبينها. أثناء تركيزها لإضافة بتلةٍ خامسة، للزهرة الأخيرة.

جلس آراي أرضاً، متكئاً على عصاه. كان خدِراً مستنزفاً، ولم يكُ في حالة ذهنية تسمح له بالتفكير في مدى رعب ذلك المنظر، أو أخذ همه.

— كان هذا تدريباً.

” إنفجار !!!!”

نوع من الأساليب التي قرأ آراي عنها من قبل، لزيادة وتحسين كمية المانا لدى المرء. بالإضافة إلى توسيع مخيلته، بنحوٍ يسمح له بممارسة الإنشاء العنصري بصورةٍ أفضل و أجود، مع الإستحضار الفوري في المعارك.

رهب تعبيره، لكّن عقله قد عمل بسرعة، نظر حوله كالبرق، قبل أن يستخدم ذراعه الأخرى الغير مشلولة، ويخرج لفافةً في الرتبة الثالثة. فتحها، وفي تلك اللحظة—

‘ لقد إستغرقَت أسبوعين للإنتهاء من تعاويذ المستوى الأول والثاني تقريباً. لا أعلم هل أسمي هذا مستوىً إعتيادياً كونها في الرتبة الثالثة، أم أنها عبقرية…في كلتا الحالتين، هذا ليس بالسيء.’

“…هذه آليةٌ وقحة بالفعل ، لكنها عمليةٌ جداً ، هيه .”إستنكر آراي ساخراً، لكّن عيناه قد إحتوتا على هدوءٍ و عزيمة كبيرة.

نظر آراي إلى كلير — إلى صندوق إستثماره الحالي. مع تداول أفكارٍ أخرى، حيال البعد السري وما كان ينوي الإقدام عليه؛ بالأحرى ما أجرى تحسناً فيه.

سرعان ما بدأت مناوشةٌ بسيطة – بدائية، بعد إنتشار الكلام بين المغامرين.

” دينغ!!”

[ الشطرنج الأبدي: المجلد 2 – أرواح ضائعة.]

فجأة، سمع صوت هزةٍ بدت كالأجراس؛ والتي أتت من — مسلة المهام!

إنتشر الذعر و الهلع بشدة، وبدأت الفوضى التي قمعتها الأميرة عائشة بالعموم في الأرجاء؛ من جديد. إنهال المغامرون على بعضهم البعض بذعر بتعابير فزعة و مختلطة. تحركوا بإتجاهاتٍ عشوائية أثناء الدوس على بعضهم و محاولة النجاة من المجهول ، في هذه اللحظة سيطرت الغريزة الأساسية البشرية – الخوف من الموت على غالب المغامرين .

سقطت قطرات المياه على الأرض، وأوقفت كلير تدريبها لإختلال تركيزها. بينما رفع آراي حاجبه، و وقف قبل التحرك نحو مصدر الضجة.

” سأقتلك يا إبن الـ—”

[ تنبيه! مهمةٌ طارئة! ]

بادئاً ذي بدء، سرعان ما أعطى أوامره لـ كلير فجأة: ” الحالة واضحة، لديك خياران؛ أن أقتلك بنفسي و أحرق بقاياك، أو أن تهربي من هنا فوراً، لأبعد ما يمكن. سأعاود الإتصال بك في وقتٍ لاحق؛ إن بقيتي حيةً بالطبع.” تحدث و كأنه قادرٌ على ذلك، دون خوف :” بالطبع، في حال لم تكوني تعلمين ذلك؛ فإحتمالية أن تصبحي لاميتة في الظروف الحالية تكاد تصل إلى 90%؛ كمشعوذ روح، أو باقي الأنواع…أياً يكُن.”

تغيرت الرموز على المسلة الصخرية القديمة، مشكّلين أسطراً جديدة.

” يالجمال ذلك. أيتها الأميرة، لقد جعلتي هذا الشيخ يوسع من بصره. و يراك في ضوءٍ جديد .” أومأ ساحر البلاط هيروسوليم للأميرة عائشة، مادحاً إياها بِنُدْرَة. بكُل سخاءٍ و صدق. لأراد أولتير أيضاً فعل ذلك، لكنه قد وجد لحراسة الأميرة — وكان في خضم ذلك الآن.

— المسعى:

> منطقة قرية ألبا، بوابة البعد السري .

> أنقذ الغابة!

” قعقعة !! “

| تقدّم جيش اللاموتى، والآن أصبحوا ينون الهيمنة على الغابة بدلاً من تدميرها. أنقذ الغابة! |

تقدمت الأميرة إلى الأمام، تساقط شعرها الذي بدا كالطبيعة الخضراء المكسوة بالثلج كالشلال منتجاً لوحةً فنية بهية، كان لها زوجٌ من الأعين الملونة الزجاجية، ذات سحرٌ آسر للروح . كانت شفتاها كبتلات الأزهار الناعمة، سطعت بشرتها الثلجية، وجمُلت قامتها. رغم برودة تعبيرها وهدوءه، إلا أن هذا لم يُنقِص من جمالها شيئا.

[ التقدم : 0%][ المكآفأة: … ]

منذ لقاء أغاريس و كاليد منذ فترةٍ غير بعيدة، تجولا معاً لمدة قصيرة. قبل أن يتفرقا و يعاودا اللقاء منذ ساعة أو نحو ذلك بالصدفة. لا، كان أغاريس قد أقبل إليه. بعد كُل شي، باتت علاقتهما جيدةً إلى حدٍ ما بعد مغامرةٍ قصيرة في زنزانة قريبة ، مما جعل أغاريس لا يمانع في البقاء معه مطولاً — أكثر من شريكه المنعزل ذاك.

سرعان ما صُدم آراي، ثم ربط الأمور، وشكّل أفكاراً واضحة—

” إبقي حيةً يافتاة، وفكري بعقل.”

‘ هل لهذا علاقةٌ بالمهمة السابقة — رقم 15؟’

توقف الحارس الإمبراطوري — أولتير ، ثم أومأ برأسه.

‘ لابد من أن الغابة قد هوجمت من قبلُ دون أن ألاحظ. كم مداها على أي حال؟ لكن لم يعد الأمر بسيطاً كـ هجوم مجموعة صغيرة . هل ولد مشعوذ روح بينهم ؟ بالتفكير في الأمر، هذه الغابة…’

” مخالب الجشع يطلبون مساعدتنا! هل حتى هذا غير مقبول؟”

‘ كان هذا سوء تقديرٍ مني ، لم أدرك بأن الخطر على الغابة يعادل إقحامي في الأمر؛ بنحوٍ غير مباشر…حسناً، كنت مشغولاً للتفكير بذلك. لكن لا يهُم، الندم والتبرير لنفسي لن يحلّا شيئاً.’

‘ بالتأكيد، هذه ليست ميتةً جيدة بينما الظروف في صالحي، فعلى عكس تلك الحالة، هذا ليس مستحيلًا…’

— كانت الغابة تُهاجم حالياً من قبل اللاموتى!

في تلك اللحظة ، إقشعر جسده بعمق بدأً من إهتزاز بؤبؤيه. لم يكُن هو الوحيد، مباشرةً بعده بثلاث ثوان، تكرر الأمر لدى—

“…هذه آليةٌ وقحة بالفعل ، لكنها عمليةٌ جداً ، هيه .”إستنكر آراي ساخراً، لكّن عيناه قد إحتوتا على هدوءٍ و عزيمة كبيرة.

لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، في اليوم الفائت ظهر أحد أعضاء حزب مخالب الجشع المختفين فجأة. مثبتاً صحة الشائعات التي تقول — أن البعد السري الشفقي، منبعٌ للثروات.

لم يكن ليفقد هدوءه في مثل هذا الوضع بطبيعة الحال، و أجبر نفسه على الهدوء و البقاء رصيناً؛ وإن ذُعرْ.

ولد شعورٌ منفور من الأزمة داخل صدره، مما دفعه إلى العبوس و النظر إلى الأمام بعمق – إلى المنصة الكبيرة، تحديداً إلى ساحر البلاط الإمبراطوري المسن، بعينين قد أخفتا حذراً و رغبةً بالتحدي والجنون.

بادئاً ذي بدء، سرعان ما أعطى أوامره لـ كلير فجأة: ” الحالة واضحة، لديك خياران؛ أن أقتلك بنفسي و أحرق بقاياك، أو أن تهربي من هنا فوراً، لأبعد ما يمكن. سأعاود الإتصال بك في وقتٍ لاحق؛ إن بقيتي حيةً بالطبع.” تحدث و كأنه قادرٌ على ذلك، دون خوف :” بالطبع، في حال لم تكوني تعلمين ذلك؛ فإحتمالية أن تصبحي لاميتة في الظروف الحالية تكاد تصل إلى 90%؛ كمشعوذ روح، أو باقي الأنواع…أياً يكُن.”

‘ كان هذا سوء تقديرٍ مني ، لم أدرك بأن الخطر على الغابة يعادل إقحامي في الأمر؛ بنحوٍ غير مباشر…حسناً، كنت مشغولاً للتفكير بذلك. لكن لا يهُم، الندم والتبرير لنفسي لن يحلّا شيئاً.’

في مثل هذه الحالة، حيث كانت المتغيرات مجهولة، وفي بيئةٍ ذات طبيعةٍ شريرة وملائمة للَّاموتى، لم يكُن آراي ليدع كلير تُصبح لغماً لاحقاً عليه. في الواقع، كان قد فكر في قتلها الآن، لكن لم يسمح الوضع الحالي بذلك.

كانت كلير صامتةً لنحو دقيقة، إضطرب تعبيرها ويأس، قبل النظر حولها بسرعة، بدا وكأنها قد فهمت شيئاً. قبل أن تقول بشفاهٍ مُرتعشة:”…سأهرب.”

كانت كلير صامتةً لنحو دقيقة، إضطرب تعبيرها ويأس، قبل النظر حولها بسرعة، بدا وكأنها قد فهمت شيئاً. قبل أن تقول بشفاهٍ مُرتعشة:”…سأهرب.”

بعد السير لبضع خطوات؛ رفع رأسه بحيرة، قبل أن يخفض جسده، ويلتقط عصا الحكيم من بين الأعشاب السوداء.

” جيد جداً، في حال رأيتك خلال الثلاثة أيامٍ القادمة؛ سأقتلك فورياً…وبالطبع، تستطعين أيضاً محاولة فعل ذلكَ معي.”

في تلك اللحظة ، إقشعر جسده بعمق بدأً من إهتزاز بؤبؤيه. لم يكُن هو الوحيد، مباشرةً بعده بثلاث ثوان، تكرر الأمر لدى—

” إبقي حيةً يافتاة، وفكري بعقل.”

سرعان ما بدأت مناوشةٌ بسيطة – بدائية، بعد إنتشار الكلام بين المغامرين.

” سووش!! “

— كان هذا الرجل خطيراً جداً!!

كان هذا آخر ما قاله آراي، قبل إلقاء كيسٍ صغير. ثم تحريك ساقيه، والركض بعيداً، معطياً كلير ظهره. بدأ بالركض بعيداً؛ عن المساحة الخالية الخاصة بمسلّة المهام.

ظهر الجريموري الخاص به في الهواء، وفي تلك اللحظة، كان قد رفع إصبعه لإرعاب المشعوذ بشعاع إختراق الروح، لكنه قد أُصيب بدوخةٍ قد كفت لأن تلغى التعويذة؛ لتشتت أفكاره، إستغل مشعوذ الروح تلك الفرصة للتحرك بسرعة، وغرس يده الأثيرية بداخل صدر آراي؛ صدر جسد روحه.

‘ بما أنهم لاموتى في هذه الغابة، فإفتراض وجود مشعوذ روح هو الأكثر منطقية، إلا في حال وجد مشعوذ أموات والذي هو مستبعدٌ جداً.’

” من يكون هذا الرجل؟ إنه يغازل الموت.”

‘ في حال كان لمشعوذ الروح وعي، فعندما يجد أتباعه مسلة المهام؛ قد يعيد ترتيب خططه أولاً؛ حسب معدل ذكاءه…نعم، تبدأ الأمور حقاً إذا أدرك نقص مهمة واحدة.’

“…بـ زيرو؟”

‘ في كُل الأحوال، سأكون في موقفٍ دفاعي، ولن يختلف الأمر كثيراً.’

منذ لقاء أغاريس و كاليد منذ فترةٍ غير بعيدة، تجولا معاً لمدة قصيرة. قبل أن يتفرقا و يعاودا اللقاء منذ ساعة أو نحو ذلك بالصدفة. لا، كان أغاريس قد أقبل إليه. بعد كُل شي، باتت علاقتهما جيدةً إلى حدٍ ما بعد مغامرةٍ قصيرة في زنزانة قريبة ، مما جعل أغاريس لا يمانع في البقاء معه مطولاً — أكثر من شريكه المنعزل ذاك.

كان آراي يركض لبضع دقائق أثناء تفكيره بمخططه القادم محللاً معطياته، عندما حلل بناظرهِ مرآهُ بعد الإلتفافة الأخيرة حول الشجرة، رأى شيئاً—

بين الأنقاض الصخرية العريقة، جلس فتىً شاب. برداءٍ أسود، بالٍ إلى حدٍ ما. كان ينظر إلى السماء بتأمل، حيث أشرقت أضواء الأشفاق الملونة كالمجرات النجمية. كانت جميلة، بهيةً و خلابة.

كان وحشاً غريب المظهر، تكّون جسده من عصي العظام البيضاء؛ ذات الأسطح الثلجية. كان له نصف رأس، من فكٍ بسيط، حول قفصه الصدري لمعت بلورةٌ أثيرية عديمة الشكل، أطلقت خيوطاً من الطاقة الثقيلة، لمعت كالضوء.

” أتحاولون إخفاء المعلومات المتعلقة بحزب مخالب الجشع ؟! نحن نعلم كُل شيء ! “

‘ أيا…تباً!’

بهذه الطريقة، بدأ آراي بجولةٍ أخرى مع مشعوذ الروح.

فزِعَ عقله مما دفعه إلى اللعن مباشرة، كان ثاني ما فعله هو رفع عصا الحكيم، والصراخ—

أطلق اللاميت صرخةً حادة غير موجية من الألم، لإصابة أضلاعه اليُسرى، والذي بدوره قد رنّ في دماغ آراي كصدى الأجراس الصدئة. كان من الطبيعي له عدم إستشعار شكل الحياة الغريب أمامه هذا، فقد كانت هذه الغابة تشوش عليه إحساسه الروحي.

” [زهرة أغيرول] ! “

” طفيلي الدماء اللعين منذ آخر مرة، مستخدم الدمى أيضاً موجود .” وخز أغاريس ذقنه مضيقاً عينيه، لمعت الأشكال المثلثة بداخلها ودارت بغموض. كان حاجبه الأيسر مخفضاً قليلاً :”…بئساً ، هذا الكم من الناس يمنعني من التركيز وتحديد ما أريده .”” بالإضافة ، قتالهم في مثل هذا المكان أيضاً غير ممكن . لن يصب ذلك في صالحي .”

توهج المكعب الأرجواني، قبل أن تتنشط دائرةٌ سحرية زرقاء في مقدمته، تدريجياً خلال أقل من ثانيتين، تجمعت المياه مشكلةً زهرة بلورية حادة الأطراف.

بجانبه تمتم الفتى الشاب قرمزي الشعر والملابس ، حاد الملامح ، ذو النظرة الثاقبة التي بدا وكأنها تستطيع الرؤية عبر كل شيء — أغاريس بريمتيفيا .

” قعقعة !! “

مدت يدها في الهواء بسلاسة، كان كفها أبيضاً بشكلٍ لا تشوبه شائبة؛ كالثلج.

” سووش!! “

بالنسبة لأغاريس؛ فلم يوجد ضيرٌ من قتال مايصل إلى حدود المستوى 40؛ الرتبة الرابعة، لكن كان ذلك الحد، وعزى ذلك لحبه للتهور والإندفاع؛ لكونه كالنَّار! رغم ذلك، لم يكن أحمقاً كفاية لشق طريقه الدامي؛ بالأخص أمام شخصٍ كذلك الشيخ؛ كساحر البلاط الإمبراطوري — هيروسوليم.

في اللحظة التالية، إنخفض ذراع آراي بدرجةٍ بسيطة إلى الأسفل؛ لوقوع ضغطٍ روحي شديدٍ عليه. وكان ذلك كافياً للسماح للطلقة المائية، بعدم إصابة اللاميت بنحوٍ مباشر، و شخطه بدلاً من ذلك.

ولد شعورٌ منفور من الأزمة داخل صدره، مما دفعه إلى العبوس و النظر إلى الأمام بعمق – إلى المنصة الكبيرة، تحديداً إلى ساحر البلاط الإمبراطوري المسن، بعينين قد أخفتا حذراً و رغبةً بالتحدي والجنون.

” [ &@;$3£# ] !! ”

أطلقت الأميرة تنهيدة خفيفة، إنتشر صداها كالرياح في كُل مكان، حاملاً معه ثقل مشاعرها الغير محسوسة، مبرزاً إياها كملاكٍ منعزل.

أطلق اللاميت صرخةً حادة غير موجية من الألم، لإصابة أضلاعه اليُسرى، والذي بدوره قد رنّ في دماغ آراي كصدى الأجراس الصدئة. كان من الطبيعي له عدم إستشعار شكل الحياة الغريب أمامه هذا، فقد كانت هذه الغابة تشوش عليه إحساسه الروحي.

” أعلم أن لديكم مستوىً معين من عدم الرضى تجاه هذا؛ وإن فُسِّر السبب، و يؤسفني ذلك.”

‘ الرتبة الثالثة؛ إنه مشعوذ روحٍ في الرتبة الثالثة!’ أدرك آراي فورياً:’…هذا ليس مستحيلاً، إمكانيات هذا المكان كافيةٌ لولادته؛ جميل، مبهر، هل لديه عقل؟ لا، لا يبدو بأنه ذو معرفة، صراخه هذا يفضح الكثير.’ لم يسمح لغرائزه كعالم بالسيطرة عليه، رغم إفتتانه بمرآى عدوه المخيف:’ قدرتي البدنية ليست كبيرة بنحوٍ كافٍ للهرب أكثر؛ وإن كان مشعوذ روح. تفاديهم أصبح مستحيلاً. بالإضافة لذلك، قد يصل إلي في حال تمكّن من زيادة جيشه؛ بإفتراض أنه ‘ مشعوذ الروح ‘ الوحيد هنا! فهذه الغابة تستطيع زيادة كمية الأثير لديه…علي قتله! ‘

” سو…”

بالنظر حوله؛ لم يرى آراي أي لاميتٍ تقريباً؛ خلافه هو. ولا أي أشباحٍ أيضاً؛ كان مشعوذ الروح اللعين هذا منعزلاً الآن — والتي كانت أفضل فرصةٍ للقضاء عليه!

” جلجلة ، قعقعة ، جلجلة ، قعقعة…”

قرر آراي في الحال، قتله بدلاً من الهرب.

في تلك اللحظة، إزدادت الظلمة في عينيه؛ وغدت كالدُجى. بصق بعض الدماء، وضحك:” هاهاها…هاه! لم أكُن مخطئاً، لكنني كانت محقاً للغاية. هاه ؟ هذا الشيء يفعل أكثر من إلتهامه للأسحار…هل يتعلق بكُل ماله رابطٌ بالمانا؟”

قفز للخلف، مستخدماً ذراعه اليمنى لإخراج لفافة مجهزةً مسبقاً — ذات قوةٍ في الرتبة الرابعة! لكن في تلك اللحظة، فقد التحكم بجسده، وألقى باللفافة إلى الأعلى.

 الفصل 38 — تشابُك.

“ووش!”

جلس آراي أرضاً، متكئاً على عصاه. كان خدِراً مستنزفاً، ولم يكُ في حالة ذهنية تسمح له بالتفكير في مدى رعب ذلك المنظر، أو أخذ همه.

رهب تعبيره، لكّن عقله قد عمل بسرعة، نظر حوله كالبرق، قبل أن يستخدم ذراعه الأخرى الغير مشلولة، ويخرج لفافةً في الرتبة الثالثة. فتحها، وفي تلك اللحظة—

إرتفع صوتٌ صارم، قد أتى من منصة كبيرة قد وقعت شمال الساحة؛ لدى شجرة الأشفاق. حيث سار ثلاثة أشخاص.

” سووش!”

إكتفت مصاصة الدماء الشابة كلير بالصمت، بينما كانت قطرات العرق الباردة تتدفق على جبينها. أثناء تركيزها لإضافة بتلةٍ خامسة، للزهرة الأخيرة.

ظهرت دوائر سحرية فضية لامعة حول ذراعه الأيمن، سرعان ما إنطلقت السلاسل بعيداً للخلف، قبل أن تتمحوط عليه، وتسحبه بقوة كبيرة دون أي إعتبار.

لم يصمت الشعب من بعده؛ فقد بدو وكأنهم ينتظرون مثل هذه الكلمات، لسرعة إستجابتهم بإنسجام وعلُّو صارخين بـ:

” إنفجار !!!!”

” أترفض الحديث عن الأمر؟” كان كاليد على وشك التنهد، عندما أظهر أغاريس تغيراً غريباً:”هاه؟ ما بك فجأة؟”

في نفس الوقت، إشتعلت اللفافة الحمراء بالنيران الزاهية. قبل أن تنفجر بقوةٍ نارية كبيرة؛ مطلقةً تعويذة في الرتبة الرابعة!

بطبيعة الحال، لم يكُن هذا هو كُلّ ما فعله. في بعض الأحيان، كان يحاول تنفيذ بعض المهام؛ رفقة كلير، والذي بدوره قد أكسب كلير أداة سحرية من الدرجة 4 العليا، ذات تأثيرٍ محدود. لم يكُن آراي مهتماً بمثل ذلك الشيء، وأبقاها معها.

‘ فووه…’ شعر آراي بالحرارة الشديدة التي دفعت به إلى التعرق بغزارة ، وقرر تغير مكان المعركة على الفور. بسرعةٍ كبيرة، قد إستخدم سلاله للإستناد على الأشجار والهرب بعيداً. كان مدى هذه التعويذة كبيراً للغاية!

” أترفض الحديث عن الأمر؟” كان كاليد على وشك التنهد، عندما أظهر أغاريس تغيراً غريباً:”هاه؟ ما بك فجأة؟”

لولا تعزيزه لنفسه، وإستخدامه للحواجز، و رداء ستار الكابوس الذي إحترق إلى حدٍ ما، لما تمكن من النجاة على الفور. كانت هذه تعويذةً في الرتبة الرابعة!

” بانغ!!”

” سووش!!”” شاا!!”

سقطت قطرات المياه على الأرض، وأوقفت كلير تدريبها لإختلال تركيزها. بينما رفع آراي حاجبه، و وقف قبل التحرك نحو مصدر الضجة.

فجأة، أُسقِط آراي أرضاً، لكنه قد ألقى مابين يديه و تدحرج على الفور. وبدون أي تفكير، إستخدم آخر قوة موجود في سلاسله لمحاولة أسر مشعوذ الروح.

 الفصل 38 — تشابُك.

” سوو!!”

‘ إبتدائاً من وقوعي في غابة مكونة من الأثير، وصولاً إلى هذه النقطة حيث تلوثت للمرة الثانية…هاهاها…هذا ليس مضحكاً.’

سار مشعوذ الروح من بعيد، بجسدٍ مشوه ومحطم، لم يبدو كاملاً كما كان سابقاً. وإشتعل الدخان على جسده. فجأة، تشكّل رأس شبحٍ قد بزغ من كتفه على هيئة درعٍ قد تصدّى للسلاسل، وأزاحها بعيداً.

في لحاظه، سبحت الفوضى الملونة. بأفكارٍ وقوى. لكنه قد تأمل بصمت. بعد ثوان، كان قد رفع يده، إلى السماء.

‘ لم يمت من الإنفجار، هاه؟’

” إنه هنا…هيه.” 

بهذه الطريقة، بدأ آراي بجولةٍ أخرى مع مشعوذ الروح.

‘ أيا…تباً!’

” بانغ!!”

“…بـ زيرو؟”

” إنفجار!!”

في لحاظه سبحت مختلف الأفكار والرؤى؛ العواطف و الرغبات؛ الوقائع والماجريات…رأى آراي أشياءاً جديدة؛ كان قد أبصر بعالمٍ مُختلف.

” ووش!!”

” جميعنا هنا لسببٍ واحد، ونعلمُ جيداً ماهو. لذلك لن أطيل التحدث في هذه النقطة.”” توجد أسبابٌ وجيهة لتأخيرنا لإفتتاح بعد الأشفاق الغامض؛ حتى الآن.”

‘ جميل! إستخدامه للأثير مبهر، رائع! ياله من تحكمٍ حر؛ كالماء!’

بجانبه تمتم الفتى الشاب قرمزي الشعر والملابس ، حاد الملامح ، ذو النظرة الثاقبة التي بدا وكأنها تستطيع الرؤية عبر كل شيء — أغاريس بريمتيفيا .

” سو!”

فجأة، لمع المكعب الأرجواني، بضوءٍ مبرق. إنتشرت الخيوط الأرجوانية منه، وبدأت بالزحف على جسد آراي. بعد ثوان، هدأ الضوء تدريجياً، وإختفت كُل العلامات على جسده. 

‘ رباه، هل هذا الشيء حذرٌ مني؟’

‘ جميل! إستخدامه للأثير مبهر، رائع! ياله من تحكمٍ حر؛ كالماء!’

كان لدى آراي أقل قدرٍ من المساحة للدفاع والهجوم، مستخدماً أساليب خداعية ممزوجةً بجرعه. بالإضافة لذلك، بدا وكأن مشعوذ الروح حذرٌ للغاية منه! فلم يبادر بالهجوم، أو يتقدم.

إنتشر الذعر و الهلع بشدة، وبدأت الفوضى التي قمعتها الأميرة عائشة بالعموم في الأرجاء؛ من جديد. إنهال المغامرون على بعضهم البعض بذعر بتعابير فزعة و مختلطة. تحركوا بإتجاهاتٍ عشوائية أثناء الدوس على بعضهم و محاولة النجاة من المجهول ، في هذه اللحظة سيطرت الغريزة الأساسية البشرية – الخوف من الموت على غالب المغامرين .

كان حذراً، غير ماكر. مكتفياً بالدفاع والمراقبة. حتى أنه كان يقلد أساليب آراي؛ كالسلاسل. مما دفع بالأخير إلى الإفتتان بتزايد.

بسرعةٍ كبيرة، تكثفت جزيئات المانا الخضراء في الهواء،  عندما بدأت بالتجمع داخل كفها كثقبٍ أسود نهم، لمعت أضواء النجوم داخل رياح المانا المتجمعة حول يدها.

سرعان ما كان آراي في موقفٍ يائس؛ كان مشعوذ الروح يضيق الخناق عليه، مستخدماً سلاسل من الأثير لشلّه، و إعاقة حركته كثيراً. ناهيك عن عدم إمتلاك آراي لأساليب هجومية قوية، بالإضافة إلى عدم توفر أي وقتٍ له لإستخراج جرعه من حقيبته البعدية — خلال الجزئية الأخيرة.

لم يعدل أغاريس عن قراره الأولي بدخول البعد السري، وإستمر على إصراره حتى بعد ما حدث سابقاً. بدا و كأنه لن يستسلم تحديداً عن هذا، وكأن لاشيء سيثنيه عن ذلك.

‘ اللعنة، هذا سيء.’

” ووش…!!”

‘…سأموت…’

” إفتحوا البوابة ! إفتحوا البوابة ! إفتحوا البوابة ! “

‘…سأموت حقاً.’

[ تنبيه! مهمةٌ طارئة! ]

نظر آراي حوله بأمل، كانت يده اليمنى ممسكةً بعصا الحكيم الاي كانت سلاحه الوحيد لإصابة عدوه، بينما كان مصباح الأضواء الثلاثة في مكانٍ قريب؛ على بعد بضع خطوات. حتى في حال أراد إستخدام عصا الحكيم للنجاة، فلم تحتوي حالياً على أي تعاويذ جاهزة؛ ناهيك عن كونه كلتا ذراعيه مقيدتين تقريباً.

سقطت قطرات المياه على الأرض، وأوقفت كلير تدريبها لإختلال تركيزها. بينما رفع آراي حاجبه، و وقف قبل التحرك نحو مصدر الضجة.

— كانت هذه حالةً يائسة!

” اللعنة لنهرب ! كنت أعلم أن هذا المكان خطيرٌ للغاية !! “

‘ مشعوذ روحٍ في الرتبة الثالثة، وليدٌ طبيعي بغرائز من بحر الذكريات المختلط، دون أي مصباح عقل. بطبيعة الحال لن أستطيع الفوز، والموت محسومٌ حتى لو هربت. لكن رغم ذلك، هل هذا مُرضٍ لي؟ هل أستطيع القبول بذلك…؟’

‘ بالتأكيد، هذه ليست ميتةً جيدة بينما الظروف في صالحي، فعلى عكس تلك الحالة، هذا ليس مستحيلًا…’

‘ بالتأكيد، هذه ليست ميتةً جيدة بينما الظروف في صالحي، فعلى عكس تلك الحالة، هذا ليس مستحيلًا…’

‘ لقد إستغرقَت أسبوعين للإنتهاء من تعاويذ المستوى الأول والثاني تقريباً. لا أعلم هل أسمي هذا مستوىً إعتيادياً كونها في الرتبة الثالثة، أم أنها عبقرية…في كلتا الحالتين، هذا ليس بالسيء.’

‘ لا! الموت هنا ليس خياراً بعد…فمازلت غير خاطٍ إلى الأمام؛ للمرة الثانية — لن تَبقى الأمُور كَما هي؛ لَن أسمَح بذلك، نعم علي النِضَال للعيش…’

مدلياً بأن رفاقه داخل الحزب ينعمون بالثروات و الكنوز و العديد من الدلائل السرية الغامضة، ولسوء الحظ لم يستطيعوا الخروج من هناك، مما ذلك العضو، إلى طلب مساعدة المغامرين، بدلاً من محاولة تحريضهم. وكان ذلك بمثابة الزناد المنتظر للمغامرين، والذي بعثهم على إقامة إحتجاجات و ثورة.

‘ فالحياة مثابرة، أليس كذلك؟’

” صراحتك مفاجئة، لكن…” أومأ هيروسوليم، بنظرة متأملة:” معكِ حق.”

تحدث آراي لنفسه، أثناء التفكير بسُبلٍ للنجاة. مع تداول أفكاره وإحتضان الظلام والبرودة له، إتسع بؤبؤه قليلاً. بينما إنتشر الأدرينالين في دماغه بنحوٍ نابض قد دفع عينيه إلى الإحمرار و الإحتراق بعزم، قبل التحرك!

منذ ذلك الحين وحتى الآن، لم تطرأ أي أخبارٍ مباشرة عنهم. مما دفع القيل والقال إلى الإزدياد؛ متحديثاً عن الموضوع ذاته — البعد السري بنحوٍ أكثر كثافةٍ و خبثاً.

” تف—!!”

‘…سأموت…’

أطلق بُصاقاً من فمه، والذي أصاب مشعوذ الروح. في تلك اللحظة، تراجع الأخير للخلف حَذِراً مرعوباً؛ غير عالمٍ لماهية ما أصابه.

بالنسبة لأغاريس؛ فلم يوجد ضيرٌ من قتال مايصل إلى حدود المستوى 40؛ الرتبة الرابعة، لكن كان ذلك الحد، وعزى ذلك لحبه للتهور والإندفاع؛ لكونه كالنَّار! رغم ذلك، لم يكن أحمقاً كفاية لشق طريقه الدامي؛ بالأخص أمام شخصٍ كذلك الشيخ؛ كساحر البلاط الإمبراطوري — هيروسوليم.

لم يتردد آراي هو الآخر.

عام أمامها عنصرٌ سحري غريب، بجسدٍ كروي مُثغّر الجوانب. و في تلك اللحظة عندما تحدثت بصوتها الساحر، إنتشر صداه في كُل مكان – كرياحٍ خفيفة، حاملاً معه زخماً.

” ووش…!!”

كان آراي يركض لبضع دقائق أثناء تفكيره بمخططه القادم محللاً معطياته، عندما حلل بناظرهِ مرآهُ بعد الإلتفافة الأخيرة حول الشجرة، رأى شيئاً—

في تلك اللحظة، لمعت عيناه مستغلاً الفرصة. حرّك يده ضارباً ذقن مشعوذ الروح بحافة عصاه التي إلتقطها تواً، مما دفع بالأخير إلى الإبتعاد عنه، إستخدم العصا مجدداً و لوح بها بنحو مكان إصابة الأخير السابقة؛ من زهرة أغيرول. لكّن مشعوذ الروح قد تراجع للخلف، مستعداً لفعل شيءٍ ما.

“بانغ! هاهو العقاب السماوي قادم!”

‘ لسوء الحظ، لامزيد من التعاويذ.’

” لدي غريزةٌ قوية؛ بالأحرى نوعٌ من الحواس الخاصة ، ألم أخبرك قبلاً؟” لم يشرح أغاريس أكثر كونه كسولاً بشأن ذلك، وقال بدلاً :” لدي أمرٌ عالقٌ هنا؛ بطبيعة الحال لن أغادر قبل إتمامه.” إنتهى به المطاف بتشكيل إبتسامةً شرسة و حاقدة.

أطلق آراي تنهيدة، و أخرج لفافته الأخيرة، مما دفع بمشعوذ الروح إلى التيبس فجأة، والتوقف عمّا كان يجهزه.

[ تنبيه! مهمةٌ طارئة! ]

ظهر الجريموري الخاص به في الهواء، وفي تلك اللحظة، كان قد رفع إصبعه لإرعاب المشعوذ بشعاع إختراق الروح، لكنه قد أُصيب بدوخةٍ قد كفت لأن تلغى التعويذة؛ لتشتت أفكاره، إستغل مشعوذ الروح تلك الفرصة للتحرك بسرعة، وغرس يده الأثيرية بداخل صدر آراي؛ صدر جسد روحه.

ظهرت دوائر سحرية فضية لامعة حول ذراعه الأيمن، سرعان ما إنطلقت السلاسل بعيداً للخلف، قبل أن تتمحوط عليه، وتسحبه بقوة كبيرة دون أي إعتبار.

‘ أوه، لا!’

رغم تذمره بذلك، إلا أن أياً من تعبيره أو صوته قد أوحيا بالإحباط أو الخيبة:” على أي حال ، علي الدخول إلى هذا البعد بالتأكيد. بإمكاني الشعور بهذا من هنا، هذه المساحة تحتوي على عنصر نارٍ قوي للغاية. بالإضافة إلى العديد من الأشياء الأخرى ، إنها زنزانةٌ رفيعة المستوى بلا شك! “

لسوء الحظ، إنفجر الضوء الأثيري من نواة الهيكل العظمي في تلك اللحظة. تشابكت خيوط الضوء، وتسللت عبر جسد آراي، كشبكة فيروسية. في اللحظة التي فكر بها بالنضال والتحرر، تجمد كمن صُعق. إلتوى وتشنّج وجهه، عندما إنتشرت أخياط الأثير البيضاء حول رأسه، كالأوردة النابضة.

” شيءٌ ما خاطئ…” تمتم أغاريس،” أعتقد أن علينا…”تيبسَّ تعبيرهُ فجأة، ولم يكمل كلامه.

في لحاظه سبحت مختلف الأفكار والرؤى؛ العواطف و الرغبات؛ الوقائع والماجريات…رأى آراي أشياءاً جديدة؛ كان قد أبصر بعالمٍ مُختلف.

***

” أخرج من جسدي أيها الحثالة! “

| تقدّم جيش اللاموتى، والآن أصبحوا ينون الهيمنة على الغابة بدلاً من تدميرها. أنقذ الغابة! |

” أنت هـ& إبن ٪؜$هرة!”

رفع الشيخ يده، وإكتفى بإبتسامة، مشيراً إلى الأميرة الشابة.

” ^]%% جسدك!”

مدلياً بأن رفاقه داخل الحزب ينعمون بالثروات و الكنوز و العديد من الدلائل السرية الغامضة، ولسوء الحظ لم يستطيعوا الخروج من هناك، مما ذلك العضو، إلى طلب مساعدة المغامرين، بدلاً من محاولة تحريضهم. وكان ذلك بمثابة الزناد المنتظر للمغامرين، والذي بعثهم على إقامة إحتجاجات و ثورة.

في تلك اللحظة، تشكّلت إبتسامةٌ غريبة على وجه آراي. كانت مشوهةً إلى حدٍ ما، وإرتجفت زوايا فمه. تقدّم إلى الأمام، ونظر حوله.

إكتفت مصاصة الدماء الشابة كلير بالصمت، بينما كانت قطرات العرق الباردة تتدفق على جبينها. أثناء تركيزها لإضافة بتلةٍ خامسة، للزهرة الأخيرة.

” يالحُمقِك، أتعتقد أنني سأتركك؟”

” هاب…”

بعد السير لبضع خطوات؛ رفع رأسه بحيرة، قبل أن يخفض جسده، ويلتقط عصا الحكيم من بين الأعشاب السوداء.

بعد السير لبضع خطوات؛ رفع رأسه بحيرة، قبل أن يخفض جسده، ويلتقط عصا الحكيم من بين الأعشاب السوداء.

” هذه مخاطرة.”

أظهرت عينا كاليد شكاً صريحاً بمصداقية أغاريس ، لكنه إكتفى بقول :” أنت تستمر بمفاجئتي ، كيف تستطيع الشعور بهذه الأمور ؟” بقدر ما كان أغاريس أحد أغرب الأشخاص الذين رآهم، إلا أن كاليد لم يكن من النوع الذي سيُكذّب الآخرين عنوة.

لم يكن مصباح الأضواء الثلاثة بعيداً؛ سرعان ما إلتقطه آراي أيضاً. في تلك اللحظة بالذات، عندما قبض بيده عليها، بدأت أضواء الأشفاق داخل المصباح بالإشراق، سكب آراي من المانا خاصته بداخلها؛ والذي بدوره قد أعاد بعض الصفاء إلى عينيه؛ تدريجياً.

أطلق اللاميت صرخةً حادة غير موجية من الألم، لإصابة أضلاعه اليُسرى، والذي بدوره قد رنّ في دماغ آراي كصدى الأجراس الصدئة. كان من الطبيعي له عدم إستشعار شكل الحياة الغريب أمامه هذا، فقد كانت هذه الغابة تشوش عليه إحساسه الروحي.

سرعان ما رفع آراي عصا الحكيم، وقربها من خلده؛ إلى صدره. حيث نطق :”[ آل-إيديكال].”

> البعد السري الغامض ، حقل الضياع .

” ووش…ووش!!”

كان لدى آراي أقل قدرٍ من المساحة للدفاع والهجوم، مستخدماً أساليب خداعية ممزوجةً بجرعه. بالإضافة لذلك، بدا وكأن مشعوذ الروح حذرٌ للغاية منه! فلم يبادر بالهجوم، أو يتقدم.

فجأة، لمع المكعب الأرجواني، بضوءٍ مبرق. إنتشرت الخيوط الأرجوانية منه، وبدأت بالزحف على جسد آراي. بعد ثوان، هدأ الضوء تدريجياً، وإختفت كُل العلامات على جسده. 

“…بـ زيرو؟”

في تلك اللحظة، إزدادت الظلمة في عينيه؛ وغدت كالدُجى. بصق بعض الدماء، وضحك:” هاهاها…هاه! لم أكُن مخطئاً، لكنني كانت محقاً للغاية. هاه ؟ هذا الشيء يفعل أكثر من إلتهامه للأسحار…هل يتعلق بكُل ماله رابطٌ بالمانا؟”

” جيد جداً، في حال رأيتك خلال الثلاثة أيامٍ القادمة؛ سأقتلك فورياً…وبالطبع، تستطعين أيضاً محاولة فعل ذلكَ معي.”

رفع عصاه عالياً، لمعت بندرة، وقوة.

بين العديد من الحكايا المقدّرة، سُجّل بعضها في التاريخ، كعلامةٍ كبيرة. بينما لم يعلم البعض بوجود حكايا أخرى، فمن كان سيتذكر مثل هذه النضالات؟ هامت الأشباح في مسارتها؛ بخفايا عديدة، وخلدٍ مُلغّم. كانوا أرواحاً ضائعة، وكانوا قصصاً مجهولة.

” هذا العالم اللعين…يجبرني على تخطي حدودي، هيهي…هذا مثيرٌ للسخرية ، لكنه ممتعٌ للغاية؟ حان الوقت لفرد سيطرتي على…مهلاً، ليس كذلك.”

كاليد، الأميرة عائشة، الحارس الإمبراطوري أوليت ، و ساحر البلاط هيروسوليم…لم يقتصر الأمر عليهم فحسب، لقد نظر جميع من إمتلك قدراً معيناً من الخبرة و غرائز الأخطار إلى إتجاهٍ واحد، في وسط هذه المعمعة الشديدة و الضجيج العالي، إلى السماء—

أثناء دوسه على بقايا مشعوذ الروح الذي لم يعد أكثر من كيسٍ فارغ، لم يعلم آراي بما كان عليه أن يشعر بالضبط في هذه اللحظة. لقد كان يضحك ، لكن عينيه المحمرتين قد ذرفتا سيلاً من الدموع أيضاً.

كان حذراً، غير ماكر. مكتفياً بالدفاع والمراقبة. حتى أنه كان يقلد أساليب آراي؛ كالسلاسل. مما دفع بالأخير إلى الإفتتان بتزايد.

بعد ثوان، هناك في الشرق، رأى ظلالاً قادمة، بالتدقيق فيهم بإستخدام بركته — تحليل. أدرك بأنهم اللاموتى؛ فرقة صغيرة منهم، من الهياكل العظمية، والأشباح الصلبة. لشخصٍ مثله، كفت هذه الفرقة لقتله عشر مراتٍ على الأقل.

فجأة، أُسقِط آراي أرضاً، لكنه قد ألقى مابين يديه و تدحرج على الفور. وبدون أي تفكير، إستخدم آخر قوة موجود في سلاسله لمحاولة أسر مشعوذ الروح.

” آه، بحق الآله…هذا موحش.”

” من يكون هذا الرجل؟ إنه يغازل الموت.”

جلس آراي أرضاً، متكئاً على عصاه. كان خدِراً مستنزفاً، ولم يكُ في حالة ذهنية تسمح له بالتفكير في مدى رعب ذلك المنظر، أو أخذ همه.

في تلك اللحظة ، إقشعر جسده بعمق بدأً من إهتزاز بؤبؤيه. لم يكُن هو الوحيد، مباشرةً بعده بثلاث ثوان، تكرر الأمر لدى—

‘ إبتدائاً من وقوعي في غابة مكونة من الأثير، وصولاً إلى هذه النقطة حيث تلوثت للمرة الثانية…هاهاها…هذا ليس مضحكاً.’

” ووش…!!”

بالنظر إلى جيش اللاموتى القادم تجاهه، رفع آراي يده الشاحبة، قبل تكّوين كرةٍ من الأثير؛ خلال وقتٍ قياسي. مداعباً إياها بكُل يسر. لوح بيده جاعلاً إياها تتلاشى، ثم رفع رأسه نحو السماء. بوجهٍ متأمل، بلا غضب، بإبتسامة باهتة. بدا و كأنه على الحافة، لكنه كان مستقراً؛ بِعجَب.

لم يكن مصباح الأضواء الثلاثة بعيداً؛ سرعان ما إلتقطه آراي أيضاً. في تلك اللحظة بالذات، عندما قبض بيده عليها، بدأت أضواء الأشفاق داخل المصباح بالإشراق، سكب آراي من المانا خاصته بداخلها؛ والذي بدوره قد أعاد بعض الصفاء إلى عينيه؛ تدريجياً.

فجأةً في تلك اللحظة، أصدرت السماء صوتاً مرعباً كإنفجار السُحب الرعدية. تجّمعت أضواء الأشفاق كمجموعةٍ من الخيوط الزغبية مُشّكلةً شمساً مستعرة بلا حرارة. إنتشرت حولها أخياط الأشفاق كالأوردة البرقية حول السماء، عندما بدأت أعمدةٌ من الضوء بالإمطار في كُل مكان.

عام أمامها عنصرٌ سحري غريب، بجسدٍ كروي مُثغّر الجوانب. و في تلك اللحظة عندما تحدثت بصوتها الساحر، إنتشر صداه في كُل مكان – كرياحٍ خفيفة، حاملاً معه زخماً.

“بانغ! هاهو العقاب السماوي قادم!”

بالنظر إلى جيش اللاموتى القادم تجاهه، رفع آراي يده الشاحبة، قبل تكّوين كرةٍ من الأثير؛ خلال وقتٍ قياسي. مداعباً إياها بكُل يسر. لوح بيده جاعلاً إياها تتلاشى، ثم رفع رأسه نحو السماء. بوجهٍ متأمل، بلا غضب، بإبتسامة باهتة. بدا و كأنه على الحافة، لكنه كان مستقراً؛ بِعجَب.

تمتم آراي مدلياً بتعليق، تدريجياً زادت كثافة الضوء في مكان بنحوٍ لم تحتمله عيناه، وإزدادت الضوضاء، لم يعد آراي يعلم ما هو مصدرها؛ هل أتت من السماء؟ أم من أصوات خُطى اللاموتى؟ أغمض عينيه، وإستلقى على العشب البارد؛ بإرتياح، بلا هموم.

توقف كاليد قليلاً ، ثم سأل:” من هو الذي تقصده ؟ “

***

” بانغ!!”

من هذه النقطة، وفي هذا اليوم، كان من المقدّر أن تبدأ حكايا عديدة؛ كانت الأقدار ستتشابك، كانت المصائر ستتغير، كانت الحياة للبعض، وتنتهي لبعضٍ آخر. لم يعلم العديدون كيف بدأ الأمر، لكنهم تذكروا بإنسجام — أضواء الأشفاق. التي أبشرت بعصرٍ جديد لهم؛ كفألٍ ميمون.

أفلتت الساحرة قبضتها، عندما طارت منها لؤلؤةٌ فسفورية مستديرةٌ و لامعة، بدت كجرمٍ سماوي مّصغر.

— فقد كانت هذه فرصة؛ نهضة و ولادة جديدة!

ظهرت دوائر سحرية فضية لامعة حول ذراعه الأيمن، سرعان ما إنطلقت السلاسل بعيداً للخلف، قبل أن تتمحوط عليه، وتسحبه بقوة كبيرة دون أي إعتبار.

بين العديد من الحكايا المقدّرة، سُجّل بعضها في التاريخ، كعلامةٍ كبيرة. بينما لم يعلم البعض بوجود حكايا أخرى، فمن كان سيتذكر مثل هذه النضالات؟ هامت الأشباح في مسارتها؛ بخفايا عديدة، وخلدٍ مُلغّم. كانوا أرواحاً ضائعة، وكانوا قصصاً مجهولة.

‘ لقد إستغرقَت أسبوعين للإنتهاء من تعاويذ المستوى الأول والثاني تقريباً. لا أعلم هل أسمي هذا مستوىً إعتيادياً كونها في الرتبة الثالثة، أم أنها عبقرية…في كلتا الحالتين، هذا ليس بالسيء.’

بين الأنقاض الصخرية العريقة، جلس فتىً شاب. برداءٍ أسود، بالٍ إلى حدٍ ما. كان ينظر إلى السماء بتأمل، حيث أشرقت أضواء الأشفاق الملونة كالمجرات النجمية. كانت جميلة، بهيةً و خلابة.

” سأشتري بيرمانين بعد كسب ثروة من هنا.” صرخ مغامرٌ عشوائي بلهفة. أثناء نظره إلى شجرة الأشفاق التي زاد حجمها عن السابق؛ بعدة أضعاف.

في لحاظه، سبحت الفوضى الملونة. بأفكارٍ وقوى. لكنه قد تأمل بصمت. بعد ثوان، كان قد رفع يده، إلى السماء.

في لحاظه، سبحت الفوضى الملونة. بأفكارٍ وقوى. لكنه قد تأمل بصمت. بعد ثوان، كان قد رفع يده، إلى السماء.

“…مساء الخير. هل تحتاج إلى المساعدة؟ “

بجانبه تمتم الفتى الشاب قرمزي الشعر والملابس ، حاد الملامح ، ذو النظرة الثاقبة التي بدا وكأنها تستطيع الرؤية عبر كل شيء — أغاريس بريمتيفيا .

أُمسِكت يده فجأةً من قبل أخرى بيضاء نحيلة، بدت كندفة ثلجٍ هشة. أتت من حسناء شابة، ذات وجهٍ رقيق. وملابس سوداء. كانت تنظر إلى وجهه؛ إلى عينيه الغامضتين مباشرة.

” طفيلي الدماء اللعين منذ آخر مرة، مستخدم الدمى أيضاً موجود .” وخز أغاريس ذقنه مضيقاً عينيه، لمعت الأشكال المثلثة بداخلها ودارت بغموض. كان حاجبه الأيسر مخفضاً قليلاً :”…بئساً ، هذا الكم من الناس يمنعني من التركيز وتحديد ما أريده .”” بالإضافة ، قتالهم في مثل هذا المكان أيضاً غير ممكن . لن يصب ذلك في صالحي .”

أمال الفتى رأسه، ذو التعبير المرتبك و المذهول إلى حدٍ ما؛ دون إعتبار لوقوفها أمامه. فقد بدا وكأن عيناه لا تنظر إليها، رغم إلتقاء خط بصرهما معاً.

بالنسبة لأغاريس؛ فلم يوجد ضيرٌ من قتال مايصل إلى حدود المستوى 40؛ الرتبة الرابعة، لكن كان ذلك الحد، وعزى ذلك لحبه للتهور والإندفاع؛ لكونه كالنَّار! رغم ذلك، لم يكن أحمقاً كفاية لشق طريقه الدامي؛ بالأخص أمام شخصٍ كذلك الشيخ؛ كساحر البلاط الإمبراطوري — هيروسوليم.

“…”

” سووش!! “

” أعتقد…أعتقد أنني كذلك.”

فجأة، لمع المكعب الأرجواني، بضوءٍ مبرق. إنتشرت الخيوط الأرجوانية منه، وبدأت بالزحف على جسد آراي. بعد ثوان، هدأ الضوء تدريجياً، وإختفت كُل العلامات على جسده. 

تمهّلت الحسناء لبضع ثوان، ثم فتحت فمها قائلة:” أنا ليلى، ما إسمك؟ “

” طفيلي الدماء اللعين منذ آخر مرة، مستخدم الدمى أيضاً موجود .” وخز أغاريس ذقنه مضيقاً عينيه، لمعت الأشكال المثلثة بداخلها ودارت بغموض. كان حاجبه الأيسر مخفضاً قليلاً :”…بئساً ، هذا الكم من الناس يمنعني من التركيز وتحديد ما أريده .”” بالإضافة ، قتالهم في مثل هذا المكان أيضاً غير ممكن . لن يصب ذلك في صالحي .”

كان الفتى ذو الشعر الفضي، حائراً قليلاً. بدا و كأنه لم يفهم السؤال؛ أو المغزى منه. بعد ثوانٍ قليلة، رفع رأسه مومئاً، وكأنه قد وجد جواباً ملائماً.

‘ اللعنة، هذا سيء.’

أجرى تواصلاً بصرياً صريحاً مع الحسناء؛ بعينين مظلمتين؛ نابضتين بالحياة، عندما إزدهرت إبتسامةٌ غير ملائمة على تعبيره:” إسم ؟ نعم ، أعتقد أنني أُدعى…”

” جيد جداً، في حال رأيتك خلال الثلاثة أيامٍ القادمة؛ سأقتلك فورياً…وبالطبع، تستطعين أيضاً محاولة فعل ذلكَ معي.”

“…بـ زيرو؟”

— كانت هذه حالةً يائسة!

[ الشطرنج الأبدي: المجلد 2 – أرواح ضائعة.]

كان آراي يركض لبضع دقائق أثناء تفكيره بمخططه القادم محللاً معطياته، عندما حلل بناظرهِ مرآهُ بعد الإلتفافة الأخيرة حول الشجرة، رأى شيئاً—

[ النهاية!]

رغم تذمره بذلك، إلا أن أياً من تعبيره أو صوته قد أوحيا بالإحباط أو الخيبة:” على أي حال ، علي الدخول إلى هذا البعد بالتأكيد. بإمكاني الشعور بهذا من هنا، هذه المساحة تحتوي على عنصر نارٍ قوي للغاية. بالإضافة إلى العديد من الأشياء الأخرى ، إنها زنزانةٌ رفيعة المستوى بلا شك! “

***

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط