نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

ثلاثة أيام من السعادة 11

جولة حول  آلات البيع

جولة حول  آلات البيع

الفصل 11: جولة حول  آلات البيع

بعد السير لمدة أربع ساعات من المبنى، و صلنا أخيرًا إلى الشقة.  شعرت بالحنين من رائحة غرفتي.

وجدت آلة لبيع الآيس كريم  في متجر الحلوى الذي كنت أذهب إليه كثيرًا عندما كنت صغيراً. أصبح المفضل لي هو الآيس كريم بالشوكولاتة ، وعصي الكيناكو ، والكراميل  ، والعلكة البرتقالية ، وحلوى الأرز. بالتفكير بالأمر ، لم أتناول شيئًا سوى الحلويات.

كان جسدي مبللًا بالعرق و قدمي تؤلمني. عندما فتحت الباب لاستخدام الحمام ، تساءلت فجأة عما إذا يجب أن أترك مياجي تستخدمه أولاً. لكن إذا أظهرت الكثير من القلق ، فقد أكون الشخص الذي يدمر هذا الإحساس بالمسافة الذي خلقته بيننا.

تجاهل الجميع وجودها ، ولم يراها  سوى الذين تراقبهم … استطعت رؤية أنها ستفقد عقلها في غضون عام. بقدر ما تتمتع  مياجي  بقدرة كبيرة على التحمل ، فإن ذلك لا يعني أنها تستطيع البقاء على قيد الحياة لمدة ثلاثين عامًا هكذا.

قاومت الرغبة  وغسلت نفسي بسرعة وغيرت وعدت إلى غرفة المعيشة.

أوقفت الموتوسيكل على جانب الطريق ، وأوقفت المحرك واقتربت من المرأة العجوز على المقعد.

مما رأيته حتى الآن ،  تستحم  مياجي  بحرية وتتناول الطعام أثناء نومي. لذلك استلقيت ونمت.

بدا المشهد أمام عيني أكبر بكثير مما   تخيلت.   مثل الثلج المتساقط الذي تشع رقاقاته بضوء قوي.

بينما كنت أتظاهر بالنوم ، سمعت مياجي تتوجه بهدوء للاستحمام. عندما كنت على وشك النهوض ، سمعت خطواتها  ، لذا أغلقت عيني  بسرعة.

اشتريت كاميرا   فضية وحزام وعشر لفات من شارئح الصور من متجر التوفير.  تلك هي الأشياء الوحيدة التي احتاجها. كنت أعرف أن الكاميرا الرقمية ستكون أرخص وأسهل في أخذ الصور ، لكنني اخترت خلاف ذلك للحصول على إحساس أكبر بـ “التقاط الصور”.

قالت مياجي “السيد   كوسونوكي “.

سألت “هل ستتحمل الثرثرة الخاصة بي لفترة أطول قليلاً؟”

تظاهرت بعدم ملاحظتها.

استلقت مياجي على سريري  و قالت “فقط لأن اليوم كان متعبًا للغاية” عندما حاولت التسلل لإلقاء نظرة على مياجي ، بدت و كأنها تفعل الشيء نفسه ، لذلك نظرنا بسرعة بعيدًا  و نمنا في مواجهة بعضنا البعض.

“السيد كوسونوكي ، هل أنت نائم؟  ”  همست مياجي بجانب وسادتي. “أنا أسأل    لأنه يبدو أنك تتظاهر بالنوم. وإذا كنت كذلك  ، فأعتقد  أنه سيكون من الجيد لو كان ذلك بسبب قلقك علي…تصبح على خير. سأستعير حمامك “.

أغلقت المرأة العجوز عينيها  ويبدو أنها مساءة   بشكل متزايد.

عندما سمعت   باب الحمام يغلق ، نهضت ونظرت نحو زاوية الغرفة حيث  جلست مياجي معظم الوقت.

كانت كلمة الفراق هي الشيء الوحيد الذي قالته لي.

ستنام هناك مجدداً  الليلة؟ في وضع لا يبدو أنه يمكنها  الحصول على   قيلولة مريحة؟ تراقبني لبضع دقائق  وبضع دقائق تنام فيها؟

“الاستثمار في شيء بسيط مثل هذا بدا أمرًا مثيرًا حقًا. …وبالتالي  أريد تقليد أوجي و التقط صور لا معنى لها . فقط استمر في التقاط صور  لآلات البيع العادية”.

أردت تجربة الأمر، لذا  جلست مكانها و قلدت طريقة جلوس مياجي   و حاولت النوم. لكن النوم لن يأتي.

“لما لا؟”

عادت مياجي وربتت على كتفي  “ماذا تفعل هنا؟ يجب أن تنام في السرير “.

“لا ، لا أعتقد أنني أستطيع  فهمها أبدًا. لكن   كما ترى … آلات البيع موجودة دائمًا. طالما أنك تقدم المال ، فسوف يقدمون لك الدفء دائمًا. يقدمون أكثر من  منتجاتهم. إنها توفر دفئ واضح، مع الثبات والدوام “.

“هذا ما أريد. يجب أن تنامي أنتِ على السرير. من السخيف النوم  هكذا “.

وجدت أن آلات البيع أكثر بكثير في  أنحاء المدينة مما كنت أتوقع بمجرد أن بدأت في البحث. التقطت بضع عشرات من الصور في المنطقة المحيطة بالشقة.

“مهما بدا الأمر سخيفًا ، فقد تعودت على ذلك ”

وجدت أن آلات البيع أكثر بكثير في  أنحاء المدينة مما كنت أتوقع بمجرد أن بدأت في البحث. التقطت بضع عشرات من الصور في المنطقة المحيطة بالشقة.

استلقيت على الجانب الأيسر من سريري ” سأنام على الجانب الأيسر. مهما كان الأمر ، فلن أستدير للجانب الأيمن   ولن أنظر حتى إليكِ.  هذا أيضاً مكان مثالي لتراقبيني عن قرب، الأمر متروك لكِ إذا   أردتي انتهاز الفرصة أم لا ، لكنني سأنام على  الجانب الأيسر على أي حال ”

قالت مياجي وهي تترك يدي: “توقف  وأبق عينيك مغمضتين”.

حاولت إلقاء حجر السماح.  شككت  في ما إذا ستقبل مياجي  شيئًا كهذا وتنام على الأرض على   سرير مع شاب. على الرغم من أنني أخبرتها أنه من الآمن أن تنام بجانبي ، إلا أن هذا لا يعني أنها ستقبل ذلك بسهولة.

“هذا مفهوم. كان ذلك قبل حوالي عشر سنوات جئت إلى هنا آخر مرة “.

“هل مازلت نصف نائم   سيد كوسونوكي؟ ”  سألت مياجي وكأنها تريد التأكد من نواياي.

تقاسمنا السرير مع مواجهة ظهورنا لبعضنا البعض. أقر  أن الاقتراح كان لإرضاء نفسي. وهكذا  كنت أزعج مياجي مرة أخرى.

تجاهلتها وأغمضت عيني. بعد حوالي عشرين دقيقة  شعرت أن مياجي تقف على الجانب الآخر.

”لطيف.  هذه تبدو طريقة ذكية لقضاء الوقت قبل الموت”.

تقاسمنا السرير مع مواجهة ظهورنا لبعضنا البعض. أقر  أن الاقتراح كان لإرضاء نفسي. وهكذا  كنت أزعج مياجي مرة أخرى.

هناك العديد من آلات البيع التي كنت أتجاهلها دائمًا على الرغم من عدد المرات التي مررت بها ، والاكتشافات البسيطة مثل تلك جعلت قلبي ينبض.

حقًا  ما كان يجب عليها أن تفعل هذا. قد يؤدي الرد على لطفي إلى الإضرار بمثابرتها التي تراكمت على مر السنين كمراقبة.

“لا ، هذه مجرد هواية.  تأتي مياجي معي  من أجل وظيفتها “.

علاوة على ذلك فإن عقل شخص يقترب من الموت  شيئ متقلب وغير مستقر. هذا النوع من اللطف لا يساعد الناس ، بل يؤلمهم.

حاولت تخيل ذلك. تحت سماء زرقاء ، على الطرق الريفية المتعرجة ، والشعور بالنسيم المريح – الذهاب إلى أي مكان. كل الذكريات والندم ستطفو من رأسي وتُترك ورائي على الطريق. الشعور بالتقدم بدون السير ،  تمامًا مثل الشخص المحتضر.

ومع ذلك  قبلت مياجي عرضي  للحنان مع مزيد من الحنان.

“افعل ما تريد، لديك هواية، صحيح؟ ”

افترضت أنها  تظهر لي الاحترام، أو ربما هي  متعبة وتريد أن تستريح.

“همم. لا أعرف ما إذا   بإمكاني تفسير الأمر بدقة،  لكن عندما كنت طفلاً  أردت أن أصبح آلة بيع عندما أكبر “. أمالت مياجي رأسها ببطء ونظرت إلي.

استيقظت مع غروب الشمس الأحمر الذي يملأ الغرفة. اعتقدت أن مياجي ستكون مستيقظة منذ فترة طويلة ، لكنها بدت وكأنها ستنام لفترة أطول قليلاً. نهضت من السرير و أغمضت عيناي من ضوء الشمس الساطع.

“نعم. هل أنت متفاحيء؟”

في اللحظة التي نظرت  فيها إلى عين مياجي  نظر كلانا بعيدًا. بعد هذا النوم العميق ، بدا شعرها وملابسها فوضوية ، و بدت شبه عازلة.

حلسا سيدة    على مقعد  أمام المتجر.  سيدة  أعرفها جيدًا.

قالت مياجي: “لقد كنت متعبة قليلاً اليوم، سأنام في مكاني المعتاد  من الغد” ثم أضافت: “لكن شكراً  لك”.

لم أعد أشعر بقدمي على الأسفلت ، بل على الرمال ، وسرعان ما تحولت إلى خشب. خمنت أننا وصلنا إلى رصيف.

********

لم أكن بحاجة حتى إلى التفكير فيما تتمناه مياجي.  رغبتها هي ترك وظيفتها كمراقبة ،  لكي لا تكون امرأة غير مرئية.

سارت  مياجي تحت غروب الشمس. ربما بسبب أمر السرير ، بدت مياجي شاردة بعض الشيء اليوم.

أنزلت جسدي ووضعت ظهري بعناية على الأرض   وأخذت نفساً عميقاً  ثم فتحت عيني.

في المتجر  قمت بسحب المبلغ الضئيل المتبقي لي وجميع أموالي بدوام جزئي عن الشهر.

تجاهل الجميع وجودها ، ولم يراها  سوى الذين تراقبهم … استطعت رؤية أنها ستفقد عقلها في غضون عام. بقدر ما تتمتع  مياجي  بقدرة كبيرة على التحمل ، فإن ذلك لا يعني أنها تستطيع البقاء على قيد الحياة لمدة ثلاثين عامًا هكذا.

هذه آخر أموالي.

“هل تعتقد أن لدينا ما يكفي من الغاز؟”

يجب أن أستخدمها بعناية.

“لا ، هذه مجرد هواية.  تأتي مياجي معي  من أجل وظيفتها “.

بعد مشاهدة غروب الشمس من على جسر للمشاة ، تناولت الحساء الخاص الذي اشتريته من متجر لحوم البقر

لقد تجاهلت احتمال أن تخونني مياجي.

قلت عندما انهيت  الحساء  الخاص بي “لا علم لي بما يجب فعله الآن، لقد أتممت كل شيء في قائمة الأشياء التي يجب القيام بها قبل أن أموت. إذن ماذا الآن؟ ”

استلقينا  على الرصيف ننظر إلى النجوم لفترة طويلة.

“افعل ما تريد، لديك هواية، صحيح؟ ”

“البحيرة التي أخبرتك أنني أرغب في زيارتها مرة أخرى قبل وفاتي. لا أعرف ما يطلق عليه رسميًا “.

“نعم ، أنا أستمع إلى الموسيقى وأقرأ  … ولكن الآن بعد أن فكرت في الأمر ،  أصبح هذان الإثنان مجرد وسيلة للاستمرار في العيش. لقد استخدمت الموسيقى والكتب كوسيلة للتوصل إلى حل وسط مع الحياة. الآن بما أنه ليس هناك حاجة لإجبار نفسي على الاستمرار ، فهما ليسا ضروريان كالسابق “.

“ربما يجب أن تغير الطريقة التي تنر إليهم بها. من الآن يمكنك الاستمتاع بجمالهم  “.

ابتسمتُ  ” رغبتي الشديدة في أن أصبح آلة بيع؟”

“نعم ولكن هناك مشكلة. لا يهم كيف أنظر إلى الكتب وأستمع إلى الموسيقى ، أشعر بأنني بعيد ، وكأنني لا أفعل شيئًا. …فكري في الأمر. معظم الأشياء في العالم مصنوعة للأشخاص الذين سيستمرون في العيش. وهو أمر طبيعي بالطبع. أنت لا تخلق شيئاً جيداً للأشخاص الذين سيموتون قريبًا “.

كان جسدي مبللًا بالعرق و قدمي تؤلمني. عندما فتحت الباب لاستخدام الحمام ، تساءلت فجأة عما إذا يجب أن أترك مياجي تستخدمه أولاً. لكن إذا أظهرت الكثير من القلق ، فقد أكون الشخص الذي يدمر هذا الإحساس بالمسافة الذي خلقته بيننا.

قام رجل قريب يبلغ من العمر حوالي 50 عامًا يأكل وعاء لحم البقر برفع حاجبه ونظر لي عندما سمعني أتحدث إلى  نفسي عن الموت.

“نعم. هل أنت متفاحيء؟”

“ألا ترى أي شيء أكثر من الجانب البسيط؟ … على سبيل المثال  هل تحب النظر إلى الأماكن المهجورة ، أو المشي على الطريق  وعد قضبان السكك الحديدية ، أو اللعب في الممرات المهجورة منذ عقود؟ ”

الفتاة التي شعرت باليأس مثلي ، لكنها اختارت بيع وقتها طوال حياتها ، وتركها بلا مستقبل.

“ذلك سخيف. اسمحي لي أن أخمن ، هل راقبتي رجال فعلوا هذا؟ ”

ترجمة : Sadegyptian

“نعم. حتى أن هناك شخصًا قضى شهره الأخير مستلقيًا على مؤخرة شاحنة صغيرة ينظر إلى السماء. لقد أعطى كل المال من بيع حياته لرجل عجوز لم يعرفه ، وطلب منه قيادة شاحنة صغيرة في جميع أنحاء الأماكن التي لا يوقفه الناس فيها “.

تجاهل الجميع وجودها ، ولم يراها  سوى الذين تراقبهم … استطعت رؤية أنها ستفقد عقلها في غضون عام. بقدر ما تتمتع  مياجي  بقدرة كبيرة على التحمل ، فإن ذلك لا يعني أنها تستطيع البقاء على قيد الحياة لمدة ثلاثين عامًا هكذا.

”لطيف.  هذه تبدو طريقة ذكية لقضاء الوقت قبل الموت”.

”لطيف.  هذه تبدو طريقة ذكية لقضاء الوقت قبل الموت”.

“كان مثيراً للاهتمام إلى حد ما.  شعور جديد عند مشاهدة محيطك يتغير بإستمرار من حولك “.

بمجرد عودتنا ، قمت بتنظيف أسناني  واستلقيت على السرير  واستمعت إلى حديث مياجي. أخبرتني الحكايات الأقل إيذاءًا عن مواضيعها السابقة بنفس الإيقاع الذي يقرأ فيه المرء كتابًا قصيرًا لطفل صغير.

حاولت تخيل ذلك. تحت سماء زرقاء ، على الطرق الريفية المتعرجة ، والشعور بالنسيم المريح – الذهاب إلى أي مكان. كل الذكريات والندم ستطفو من رأسي وتُترك ورائي على الطريق. الشعور بالتقدم بدون السير ،  تمامًا مثل الشخص المحتضر.

لم يكن لدي أي أفكار لاستعادة عُمري في هذه المرحلة. لم أرغب في مقابلة هيمينو ، ولم أرغب في العودة بالزمن إلى الوراء. لم تكن لدي الطاقة في داخلي لبدء الأمور من جديد.

“هل يمكنني سماع المزيد عن هذا؟ طالما أنه شيء  يمكنك إخباري به ولا يتعلق   بالعمل أو السرية  ”  طلبت.

قلت: “مياجي، لقد كذبت من أجلي ، صحيح؟  مثل كيف تذكرني هيمينو بالكاد “.

قالت مياجي: “أستطيع أن أقول لك الكثير عندما نعود إلى الشقة، لكنك ستبدو مشبوهًا إلى حد ما إذا واصلنا الحديث هنا”

سلكنا منعطفًا كبيرًا في طريق العودة ، مارين بحقل عباد الشمس الصغير  ومبنى سابق لمدرسة ابتدائية ، ومقبرة مبنية على أرض مائلة.

استيقظت مع غروب الشمس الأحمر الذي يملأ الغرفة. اعتقدت أن مياجي ستكون مستيقظة منذ فترة طويلة ، لكنها بدت وكأنها ستنام لفترة أطول قليلاً. نهضت من السرير و أغمضت عيناي من ضوء الشمس الساطع.

كان هناك حدث ما في المدرسة الإعدادية ، و مررنا بأطفال أصحاء   تفوح منهم رائحة مزيل العرق ورذاذ الحشرات.  بدوا   مفعمين بالحيوية   وكأنه  صيف جميل.

“لما لا؟”

عندما عدنا إلى الشقة ، ركبت الموتوسيكل مع مياجي وخرجنا مرة أخرى.

كشك الهاتف على الجانب الآخر من الشارع ، والذي بدا وكأنه حمام عام من الخارج  كان موجود لفترة طويلة  ، لكن الماكينة  لا تزال تعمل.

ربما لأننا  نرتدي ملابس خفيفة ، شعرت بوضوح بنعومة جسدها وأصبحت متوتراُ.

 

بعد تجاهل الضوء الأحمر  للإشارة عن طريق الخطأ ، ضغطت بسرعة على المكابح ولامس جسد مياجي ظهري . تمنيت حينها ألا تلاحظ نبض قلبي السريع.

وقفت للمغادرة ، قالت السيدة العجوز “وداعاً” بصوت يتلاشى بمجرد أن غادر شفتيها.

صعدنا التلال وأوقفنا الموتوسيكل على واحد  يبدو أنه  لديه أفضل إطلالة على المدينة. اشتريت   اثنين من القهوة المعلبة من آلة البيع  واستمتعت بمنظر المدينة.

وافقت  ” نعم هو كذلك ”  محاولًا أيضًا تخفيف الحالة المزاجية “يجب أن نذهب بالتأكيد ”

أسفلنا  حي سكني لمع بضوء  برتقالي بسيط، بدا صغيرًا جدًا مقارنة بضوء المدينة على بعد مسافة.

حاولت إلقاء حجر السماح.  شككت  في ما إذا ستقبل مياجي  شيئًا كهذا وتنام على الأرض على   سرير مع شاب. على الرغم من أنني أخبرتها أنه من الآمن أن تنام بجانبي ، إلا أن هذا لا يعني أنها ستقبل ذلك بسهولة.

بمجرد عودتنا ، قمت بتنظيف أسناني  واستلقيت على السرير  واستمعت إلى حديث مياجي. أخبرتني الحكايات الأقل إيذاءًا عن مواضيعها السابقة بنفس الإيقاع الذي يقرأ فيه المرء كتابًا قصيرًا لطفل صغير.

ربما يجب أن أقول الأمر على هذا النحو – في ذلك اليوم   علمت كيف بدت النجوم لأول مرة.

لم يكن هناك شيء فريد في هذه القصص  ، لكنها هدأتني أكثر من معظم الكتب الأدبية.

 

في اليوم التالي   عندما قمت بطي المزيد من طيور الكركي الورقية  بالورق  المتبقي ، فكرت فيما يجب أن أفعله. جلست مياجي على المنضدة أيضًا  تطوي  طيور الكركي الورقية.

فوجئت أن لديها هذا النوع من الهواية. ربما بدت طوال هذا الوقت و كأنها   تكتب سجل ملاحظات ، وكانت تنغمس في هوايتها الخاصة.

قلت: لن يكون من السيئ أن أموت غرقًا في غرفة طيور الكركي الورقية.

“هل تعتقد أن لدينا ما يكفي من الغاز؟”

جمعت مياجي   الكثير من طيور الكركي الورقية في يديها ورمتها فوق رأسي.

سلكنا منعطفًا كبيرًا في طريق العودة ، مارين بحقل عباد الشمس الصغير  ومبنى سابق لمدرسة ابتدائية ، ومقبرة مبنية على أرض مائلة.

عندما تعبت من طي طيور الكركي الورقية ، خرجت لأستنشق بعض الهواء النقي. اشتريت علب سجائر  من متجر السجائر ، وأشعلت واحدة على الفور ، وبعد أن شربت قهوة معلبة من آلة بيع ، أدركت شيئًا ما.

 

لم أرى هذا من قبل.

لقد تجاهلت احتمال أن تخونني مياجي.

تمتمت ونظرت مياجي  إلى وجهي وسألت “ماذا؟”

“عندما كان عُمري 17 عامًا ، تلقيت رسالة واحدة من هيمينو. لم يكن هناك شيء مهم بشكل خاص حول ما هو مكتوب في الرسالة نفسها.  لكن كان يكفي أنني كنت المتلقي ، و كانت هيمينو هي المرسل. لم تكن أبدًا من النوع الذي يكتب رسائل للآخرين أو تتصل بهم ، بغض النظر عن مدى صداقتها معهم. لذا في اللحظة التي وصلت فيها رسالة منها … كان علي أن أدرك الأمر “.

“لا ، حسنًا ، إنه أمر غبي حقًا … لقد تذكرت للتو شيئًا يمكنني فعله ، شيء يمكنني أن أقول عنه إنني أحبه.”

“أوه نعم ، لقد أخبرتني بذلك.”

“أرجوك قل لي ”

“همم. للتأكيد  ، لكن بآلة البيع   تقصد الماكينات التي تبيع القهوة والصودا وما شابه؟ مثل الذي استخدمتها للتو؟ ”

قلتُ وأنا أخدش رأسي: “أحب آلات البيع”.

عندما استيقظت من النوم  اختفت مياجي. فقط دفتر ملاحظاتها بقي بجانب السرير.

“آه”  قالت مياجي  ويبدو أنها مذهولة للحظة “… ماذا تحب فيهم؟”

كان يجب أن أتمنى عند رؤية الشهاب السابق  أن تستمر الأمور هكذا للأبد أو على الأقل حتى أموت.

“همم. لا أعرف ما إذا   بإمكاني تفسير الأمر بدقة،  لكن عندما كنت طفلاً  أردت أن أصبح آلة بيع عندما أكبر “. أمالت مياجي رأسها ببطء ونظرت إلي.

“هل يمكنني سماع المزيد عن هذا؟ طالما أنه شيء  يمكنك إخباري به ولا يتعلق   بالعمل أو السرية  ”  طلبت.

“همم. للتأكيد  ، لكن بآلة البيع   تقصد الماكينات التي تبيع القهوة والصودا وما شابه؟ مثل الذي استخدمتها للتو؟ ”

“لا ، هذه مجرد هواية.  تأتي مياجي معي  من أجل وظيفتها “.

“نعم. لكن أكثر من ذلك. السجائر ، العلب ، المشروبات ،  الآيس كريم ، الهامبرغر ، البطاطس المقلية ، شطائر اللحم البقري ، كوب المعكرونة ، البيرة ، الخمور … تقدم آلات البيع كل أنواع الأشياء. اليابان هي أرض آلات البيع. لأنها جيدة للحفاظ على البيئة والنظام “.

“أوه نعم ، لقد أخبرتني بذلك.”

“وبالتالي لديك حب لآلات البيع   ”

“ولكن أعتقد أنني أفهم ”  قالت مياجي.

“نعم. أحب استخدامها ، حتى أنني أحب أن أنظر إليها فقط. حتى آلة البيع القديمة البسيطة قد تلفت انتباهي وتجعلني أنظر إليها عن كثب “.

سمعت أصوات نسمات خفيفة وأمواج بعيدة ، و بإمكاني حتى أن أميز خطواتها عن خطواتي.

“حسنًا … إنها هواية مميزة بعض الشيء  ” كانت  مياجي على وشك  متابعة التصريح بأفكارها، لكن توقفت ‘ لكنها   هواية غبية حقًا.  رمز لحياة غبية لا قيمة لها‘

قلت عندما انهيت  الحساء  الخاص بي “لا علم لي بما يجب فعله الآن، لقد أتممت كل شيء في قائمة الأشياء التي يجب القيام بها قبل أن أموت. إذن ماذا الآن؟ ”

“ولكن أعتقد أنني أفهم ”  قالت مياجي.

“لقد تذكرت للتو. لقد كنت على هذا الطريق منذ وقت طويل. قبل أن أصبح مراقبة بوقت طويل. … إذا سرت في الطريق أكثر قليلاً ، ثم انعطف يمينًا في مكان ما وتقدم مباشرة ، ستصل إلى بحيرة النجوم. ”

ابتسمتُ  ” رغبتي الشديدة في أن أصبح آلة بيع؟”

عندما تعبت من طي طيور الكركي الورقية ، خرجت لأستنشق بعض الهواء النقي. اشتريت علب سجائر  من متجر السجائر ، وأشعلت واحدة على الفور ، وبعد أن شربت قهوة معلبة من آلة بيع ، أدركت شيئًا ما.

“لا ، لا أعتقد أنني أستطيع  فهمها أبدًا. لكن   كما ترى … آلات البيع موجودة دائمًا. طالما أنك تقدم المال ، فسوف يقدمون لك الدفء دائمًا. يقدمون أكثر من  منتجاتهم. إنها توفر دفئ واضح، مع الثبات والدوام “.

في بداية كل يوم كنت أتوجه إلى استوديو الصور وأتناول الإفطار في غضون الثلاثين دقيقة في انتظار خروج الصور الخاصة بي. في نهاية كل يوم ، كنت أضع الصور التي التقطتها في   الصباح على الطاولة ، وألقي نظرة عليها مع مياجي ، وأضع كل واحدة بعناية في ألبوم.

لقد تأثرت إلى حد ما بخطابها  “رائع. لقد قلتِ ما أردت أن أقوله أفضل بكثير مما أستطيع “.

“نعم. حتى أن هناك شخصًا قضى شهره الأخير مستلقيًا على مؤخرة شاحنة صغيرة ينظر إلى السماء. لقد أعطى كل المال من بيع حياته لرجل عجوز لم يعرفه ، وطلب منه قيادة شاحنة صغيرة في جميع أنحاء الأماكن التي لا يوقفه الناس فيها “.

“شكراً لك ” أمالت رأسها ولم تبدو سعيدة  “آلات البيع مهمة بالنسبة لنا كمراقبين أيضًا. على عكس البشر ، فهم لا يتجاهلوننا. … حسنًا ، من الجيد أن تقول إنك تحب آلات البيع. ولكن ما الذي تريد فعله حقًا؟ ”

نعم.

“حسنًا  دعيني أتحدث عن شيء آخر يعجبني. في كل مرة أتيت فيها إلى متجر السجائر هذا ، أتذكر فيلم السجائر للكاتب بول أوستر. لقد أحببت حقًا الشيء المتمثل في الذهاب أمام متجر السيجار كل صباح  للتقاط صورة متكررة لنفس المكان”

“نعم. بعد كل هذا الجهد ، ألا تريد أن ترى النجوم في أفضل الظروف أيضًا يا سيد كوسونوكي؟ … الآن أغمض عينيك  ”

“الاستثمار في شيء بسيط مثل هذا بدا أمرًا مثيرًا حقًا. …وبالتالي  أريد تقليد أوجي و التقط صور لا معنى لها . فقط استمر في التقاط صور  لآلات البيع العادية”.

“في صيف الصف الرابع ، اضطرت هيمينو إلى تغيير المدرسة بسبب تغيير وظيفة والديها. كان ذلك بمثابة حافز لصورتي عن كون الحياة مؤلمة بشكل متزايد. لقد استخدمت ملاحظتها حول “أن نكون معًا إذا لم نعثر على أي شخص بحلول سن العشرين” كدعم لمدة عشر سنوات كاملة. لكن في ذلك اليوم فقط ، علمت أن ولع هيمينو بي ، بمجرد المرور بنقطة معينة ، تحول إلى كراهية شديدة. حتى أنها خططت للانتحار أمام عيني. … ثم في وقت لاحق ”  قلت  فجأة” قبل أن ألتقي بـ هيمينو بقليل ، ذهبت بمفردي للبحث عن كبسولة زمنية ملأها فصلنا بالرسائل ودفنها في باحة المدرسة الابتدائية.  علتم  أنه لا ينبغي أن أفعل ذلك  ، لكنني سأموت قريبًا  بسبب بعض الظروف ، لذلك اعتقدت أنه يجب السماح لي بذلك على الأقل “.

قالت مياجي: “لست متأكدة من أني فهمت أو ما فائدة هذا ، لكن  أعتقد أنني أحب ذلك أيضًا” و هكذا بدأت جولتي حول آلات البيع.

“همم. للتأكيد  ، لكن بآلة البيع   تقصد الماكينات التي تبيع القهوة والصودا وما شابه؟ مثل الذي استخدمتها للتو؟ ”

“الشيء الغريب  هو أن رسالة هيمينو لم تكن في كبسولة الوقت. اعتقدت أن السبب هو أن هيمينو كانت غائبة في ذلك اليوم ، لكن بمجرد أن فكرت في الأمر ، أدركت أنه لا يمكن أن يكون كذلك.  تلك الرسائل شيئ أخذت فيه معلمتنا الكثير من الوقت حتى تجهزه. لم تكن من النوع الذي يدفن كبسولة زمنية بدون خطاب شخص ما لمجرد أنه غائب. من المتوقع أن شخصًا ما حفر كبسولة الوقت قبلي و أخذ خطاب هيمينو. وإذا كان هذا ما حدث – لا يمكنني التفكير في أي شخص آخر سيفعل ذلك غير هيمينو نفسها “.

اشتريت كاميرا   فضية وحزام وعشر لفات من شارئح الصور من متجر التوفير.  تلك هي الأشياء الوحيدة التي احتاجها. كنت أعرف أن الكاميرا الرقمية ستكون أرخص وأسهل في أخذ الصور ، لكنني اخترت خلاف ذلك للحصول على إحساس أكبر بـ “التقاط الصور”.

بينما نظرت مياجي حولها إلى جميع المباني باعتزاز ، حذرتني مرارًا وتكرارًا “لا يمكنك النظر لأعلى بعد” على حافة رؤيتي ، تمكنت بالفعل من رؤية جزء من سماء مرصعة بالنجوم مذهلة ، لكنني مشيت ورأسي لأسفل كما أخبرتني مياجي.

ملأت الكاميرا شارئح الصور وصورت الموتوسيكل  ، وتجولت لالتقاط صور لآلات البيع التي لفتت انتباهي في كل زاوية وركن.

على الرغم من أن النقطة المشتركة بين جميع الصور هو التركيز على آلة البيع ، إلا أن هذا جعل الاختلافات في كل شيء آخر بارزة.

في كل مرة ألتقط فيها صورة ، حاولت الحصول على أكبر قدر ممكن من الأشياء التي أحاطت بآلة البيع .

لم يكن هناك شيء فريد في هذه القصص  ، لكنها هدأتني أكثر من معظم الكتب الأدبية.

لم أكن مهتمًا بالاختلافات الصغيرة مثل المشروبات التي يتم تقديمها وشكل الأزرار. أردت فقط التقاط نوع المكان الذي كانت فيه آلة البيع وفي أي حالة.

قلت لمياجي بجانبي  ” أشعر أنني أفهم سبب رغبتكِ في رؤية هذا مرة أخرى قبل وفاتك ”

وجدت أن آلات البيع أكثر بكثير في  أنحاء المدينة مما كنت أتوقع بمجرد أن بدأت في البحث. التقطت بضع عشرات من الصور في المنطقة المحيطة بالشقة.

بدا المشهد أمام عيني أكبر بكثير مما   تخيلت.   مثل الثلج المتساقط الذي تشع رقاقاته بضوء قوي.

هناك العديد من آلات البيع التي كنت أتجاهلها دائمًا على الرغم من عدد المرات التي مررت بها ، والاكتشافات البسيطة مثل تلك جعلت قلبي ينبض.

في بعض الأحيان  تظهر آلة البيع نفسها وجهًا مختلفًا تمامًا في النهار والليل. بينما  بعض آلات البيع تتوهج لتبرز وتتجمع عليها الحشرات ،  البعض الآخر وفر الكهرباء عن طريق إضاءة الأزرار فقط ، لذلك  لمعت بضوء خافت في الظلام.

بعد تجاهل الضوء الأحمر  للإشارة عن طريق الخطأ ، ضغطت بسرعة على المكابح ولامس جسد مياجي ظهري . تمنيت حينها ألا تلاحظ نبض قلبي السريع.

علمت أنه حتى عندما يتعلق الأمر بهواية غبية مثل هذه ،  هناك أشخاص أكثر جدية مني ، ولا يمكنني التنافس معهم أبدًا.

استلقت مياجي على سريري  و قالت “فقط لأن اليوم كان متعبًا للغاية” عندما حاولت التسلل لإلقاء نظرة على مياجي ، بدت و كأنها تفعل الشيء نفسه ، لذلك نظرنا بسرعة بعيدًا  و نمنا في مواجهة بعضنا البعض.

لكنني من صميم قلبي لم أهتم.  هذه كما قال أحدهم ذات مرة ، الطريقة الأنسب لي.

قالت مياجي “السيد   كوسونوكي “.

في بداية كل يوم كنت أتوجه إلى استوديو الصور وأتناول الإفطار في غضون الثلاثين دقيقة في انتظار خروج الصور الخاصة بي. في نهاية كل يوم ، كنت أضع الصور التي التقطتها في   الصباح على الطاولة ، وألقي نظرة عليها مع مياجي ، وأضع كل واحدة بعناية في ألبوم.

لكنني من صميم قلبي لم أهتم.  هذه كما قال أحدهم ذات مرة ، الطريقة الأنسب لي.

على الرغم من أن النقطة المشتركة بين جميع الصور هو التركيز على آلة البيع ، إلا أن هذا جعل الاختلافات في كل شيء آخر بارزة.

“نعم. أنتِ لستِ جيدة جداً في ذلك  “.

نوع من مثل نفس الشخص الذي يلتقط الصور معهم في المنتصف ، دائمًا بنفس الوضع والتعبير.  آلات البيع بمثابة أداة للتميز.

تمتمت ونظرت مياجي  إلى وجهي وسألت “ماذا؟”

بدا صاحب استوديو الصور مهتمًا بي وكيف أتيت كل صباح فقط لسحب صور لآلات البيع.   بلغ من العمر أربعين عامًا تقريبًا  ذو شعر رمادي ، وبدا نحيفًا بشكل غير صحي ومتواضع جدًا. ذات يوم لاحظني أتحدث بشكل عرضي إلى مساحة فارغة وسألني.

لم أتوقع منه أن يصدقني ، لكنه أومأ برأسه “أرى ”  وسرعان ما قبل وجود مياجي. يبدو أنه  هناك شخص غريب مثلي في هذه الحياة.

“إذن هناك شخص ما هناك ، أليس كذلك؟”

“السيد كوسونوكي ، هل أنت نائم؟  ”  همست مياجي بجانب وسادتي. “أنا أسأل    لأنه يبدو أنك تتظاهر بالنوم. وإذا كنت كذلك  ، فأعتقد  أنه سيكون من الجيد لو كان ذلك بسبب قلقك علي…تصبح على خير. سأستعير حمامك “.

نظرنا أنا ومياجي إلى بعضنا البعض.

“أرجوك قل لي ”

“هذا صحيح، فتاة اسمها مياجي “قلت له: “وظيفتها هي مراقبتي” على الرغم من أنها  تعلم أن هذا لا معنى له ، إلا أن مياجي حنت رأسها له.

غادرنا المحل  والتقطت صورة لمياجي الواقفة بجانب الموتوسيكل.

لم أتوقع منه أن يصدقني ، لكنه أومأ برأسه “أرى ”  وسرعان ما قبل وجود مياجي. يبدو أنه  هناك شخص غريب مثلي في هذه الحياة.

 

سأل: ” هذه الصور الغريبة ، أنت   تلتقط صورًا لها؟”.

بعد ملء الخزان بالقدر الذي يمكن أن يذهب إليه في أقرب محطة وقود ، قدت الموتوسيكل باتباع إرشادات مياجي.

“هذا ليس المقصود. إنها مجرد صور لآلات البيع. أنا أتجول بمساعدة مياجي وأقوم بجولة حول آلات البيع “.

استيقظت مع غروب الشمس الأحمر الذي يملأ الغرفة. اعتقدت أن مياجي ستكون مستيقظة منذ فترة طويلة ، لكنها بدت وكأنها ستنام لفترة أطول قليلاً. نهضت من السرير و أغمضت عيناي من ضوء الشمس الساطع.

“وهل سيفيدها ذلك؟”

“لا ، حسنًا ، إنه أمر غبي حقًا … لقد تذكرت للتو شيئًا يمكنني فعله ، شيء يمكنني أن أقول عنه إنني أحبه.”

“لا ، هذه مجرد هواية.  تأتي مياجي معي  من أجل وظيفتها “.

فهمت من عبير لرجل العجوز أنه لم يفهم. قال “حسنًا ، استمر في ذلك”.

عندما عدنا إلى الشقة ، ركبت الموتوسيكل مع مياجي وخرجنا مرة أخرى.

غادرنا المحل  والتقطت صورة لمياجي الواقفة بجانب الموتوسيكل.

لكن في ذلك الوقت  بدأ كل شيء يتجمع في ذهني.

“ماذا تفعل؟ ”  قالت مياجي بينما تميل رأسها.

قالت: “يجب أن نتحرك الآن”.

”  سآخذ واحدة  بعد ما قاله الرجل العجوز”

“هل مازلت نصف نائم   سيد كوسونوكي؟ ”  سألت مياجي وكأنها تريد التأكد من نواياي.

“ستظهر فقط كصورة لا معنى لها لدراجة للآخرين ” قلت: ” كل صوري لا معنى لها للآخرين”.

في كل مرة ألتقط فيها صورة ، حاولت الحصول على أكبر قدر ممكن من الأشياء التي أحاطت بآلة البيع .

بالطبع   الناس مثل مالك الاستوديو – وسأكون قلقاً إذا لم يكونوا كذلك – هم الأقلية.

سارت  مياجي تحت غروب الشمس. ربما بسبب أمر السرير ، بدت مياجي شاردة بعض الشيء اليوم.

في صباح أحد الأيام عندما كنا نغادر الشقة للذهاب إلى مكب نفايات ، وأمسك بالباب في انتظار أن ترتدي مياجي حذائها ، نزل جاري إلى الطابق السفلي.  بدا رجلاً طويل القامة ذو عيون مرعبة. عندما خرجت مياجي وقالت “آسف لجعلك تنتظر ”  وأغلقت الباب خلفها قبل أن أقول “حسنًا ، لنذهب ”  نظر لي نظرة ريبة وإنزعاج.

“هذا ما أريد. يجب أن تنامي أنتِ على السرير. من السخيف النوم  هكذا “.

“لا ، لا أعتقد أنني أستطيع  فهمها أبدًا. لكن   كما ترى … آلات البيع موجودة دائمًا. طالما أنك تقدم المال ، فسوف يقدمون لك الدفء دائمًا. يقدمون أكثر من  منتجاتهم. إنها توفر دفئ واضح، مع الثبات والدوام “.

بدا يومًا صافياً بدون غيوم.  تهت  في منطقة لم أرها أو أسمع بها من قبل ، تجولت لمدة ساعتين ، وعندما وجدت أخيرًا أماكن أعرفها ، وصلت مرة أخرى إلى مسقط رأسي  وبلدة هيمينو.

تباطأت وسألت “ماذا؟” فقالت  كما لو تحاول إثارة إعجابي  ” سأخبرك بشيء جيد.”

ربما  هذا هو الاتجاه الأساسي الذي سلكته عندما ضعت. ربما  نوع من غريزة العودة للوطن.

بعد ملء الخزان بالقدر الذي يمكن أن يذهب إليه في أقرب محطة وقود ، قدت الموتوسيكل باتباع إرشادات مياجي.

بالطبع  لم يغير  ذلك من حقيقة أنه مكان به آلات بيع.   أوقفت الموتوسيكل على الطرق لالتقاط الصور.

التقطنا صوراً لماكينات آلات البيع القريبة ، ثم عدنا إلى الشقة.

وجدت آلة لبيع الآيس كريم  في متجر الحلوى الذي كنت أذهب إليه كثيرًا عندما كنت صغيراً. أصبح المفضل لي هو الآيس كريم بالشوكولاتة ، وعصي الكيناكو ، والكراميل  ، والعلكة البرتقالية ، وحلوى الأرز. بالتفكير بالأمر ، لم أتناول شيئًا سوى الحلويات.

لكن في ذلك الوقت  بدأ كل شيء يتجمع في ذهني.

أغلق متجر الحلوى   منذ فترة طويلة ، لكن آلة البيع  موجودة هناك من المرة الأولى التي زرتها   هي نفسها كما كانت دائمًا.

تمنيت لو كان لدي بعض الطعام لأقدمها لهم ، لكن لسوء الحظ لم أحمل الأشياء التي تحبها القطط معي.

كشك الهاتف على الجانب الآخر من الشارع ، والذي بدا وكأنه حمام عام من الخارج  كان موجود لفترة طويلة  ، لكن الماكينة  لا تزال تعمل.

قلت عندما انهيت  الحساء  الخاص بي “لا علم لي بما يجب فعله الآن، لقد أتممت كل شيء في قائمة الأشياء التي يجب القيام بها قبل أن أموت. إذن ماذا الآن؟ ”

جلست أنا ومياجي على مقعد في حديقة مليئة بالأعشاب الضارة ، مضاءة بأشعة الشمس القادمة من الأشجار ، و تناولنا الأونيغيري الذي صنعناه في الصباح.

سألت “هل ستتحمل الثرثرة الخاصة بي لفترة أطول قليلاً؟”

لم يكن هناك ما يشير إلى وجود أي شخص حولنا ، ولكن   هناك قطة سوداء وأخرى بنية اللون. نظرت القطط من بعيد ، و كأنها لا تشعر بأي خطر ثم اقتربت تدريجياً.

قالت مياجي وهو يستدير: “في الواقع  يمكن للكلاب والقطط رؤيتي، لكن  ليس وكأنهم  يحبونني.”

تمنيت لو كان لدي بعض الطعام لأقدمها لهم ، لكن لسوء الحظ لم أحمل الأشياء التي تحبها القطط معي.

عندما تعبت من طي طيور الكركي الورقية ، خرجت لأستنشق بعض الهواء النقي. اشتريت علب سجائر  من متجر السجائر ، وأشعلت واحدة على الفور ، وبعد أن شربت قهوة معلبة من آلة بيع ، أدركت شيئًا ما.

“بالتفكير في الأمر   مياجي ، هل تستطيع القطط رؤيتك؟”

ربما  هذا هو الاتجاه الأساسي الذي سلكته عندما ضعت. ربما  نوع من غريزة العودة للوطن.

وقفت مياجي وتوجهت نحو القطط. هرب القط الأسود بعيدًا  وحافظ القط ذو اللون البني على مسافة عنها ، ثم تبعه بعد ثوانٍ قليلة.

“أنتِ لا تريدين أن تريني حتى النهاية ، هاه؟”

قالت مياجي وهو يستدير: “في الواقع  يمكن للكلاب والقطط رؤيتي، لكن  ليس وكأنهم  يحبونني.”

“السيد كوسونوكي ، هل أنت نائم؟  ”  همست مياجي بجانب وسادتي. “أنا أسأل    لأنه يبدو أنك تتظاهر بالنوم. وإذا كنت كذلك  ، فأعتقد  أنه سيكون من الجيد لو كان ذلك بسبب قلقك علي…تصبح على خير. سأستعير حمامك “.

أخذنا استراحة قصيرة بعد تناول الطعام ، وبدأت مياجي  بالرسم في دفتر ملاحظاتها بقلم رصاص.

قاومت الرغبة  وغسلت نفسي بسرعة وغيرت وعدت إلى غرفة المعيشة.

تابعت نظرها لأرى   القطط. لقد صعدوا إلى أعلى الشرفة ، وبدا أن مياجي أحبت المشهد.

“السيد كوسونوكي ، هل أنت نائم؟  ”  همست مياجي بجانب وسادتي. “أنا أسأل    لأنه يبدو أنك تتظاهر بالنوم. وإذا كنت كذلك  ، فأعتقد  أنه سيكون من الجيد لو كان ذلك بسبب قلقك علي…تصبح على خير. سأستعير حمامك “.

فوجئت أن لديها هذا النوع من الهواية. ربما بدت طوال هذا الوقت و كأنها   تكتب سجل ملاحظات ، وكانت تنغمس في هوايتها الخاصة.

لم أعد أشعر بقدمي على الأسفلت ، بل على الرمال ، وسرعان ما تحولت إلى خشب. خمنت أننا وصلنا إلى رصيف.

قلت لها: “لذا هوايتكِ الرسم؟”.

“نعم. هل أنت متفاحيء؟”

“نعم. هل أنت متفاحيء؟”

“هممم … مثل الجرف أو الجسر. في مكان ما حيث قد تتعرض لخطر السقوط “.

“نعم. أنتِ لستِ جيدة جداً في ذلك  “.

“انتبه لخطوتك ، لكن استلق. وبعد ذلك يمكنك فتح عينيك “.

“وهذا هو سبب ممارستي  بإستمرار” قالت مياجي بفخر.

“وهل سيفيدها ذلك؟”

“هل يمكنك أن تريني ما رسمتِه؟”

لكن في ذلك الوقت  بدأ كل شيء يتجمع في ذهني.

أغلقت دفتر ملاحظاتها فجأة ووضعته في حقيبتها.

مما رأيته حتى الآن ،  تستحم  مياجي  بحرية وتتناول الطعام أثناء نومي. لذلك استلقيت ونمت.

قالت: “يجب أن نتحرك الآن”.

“أخبرني  سيد كوسونوكي. ماذا ستفعل لو خدعتك ، وأخذتك إلى مكان سيء؟ ”

أعتقدت أن  حشرات الصيف تصدر  كلها صوت واحد ، لكنني تمكنت من تفنيد أربعة أنواع مختلفة. حشرات تطن بصوت منخفض   ، حشرات ذات صوت حاد   ، حشرات بأصوات تشبه الطيور تبرز في آن واحد ، و صوت ضفادع يؤذي الأذن.

بعد قضاء نصف اليوم في البحث في مسقط رأسي  تجهنا إلى المدينة التالية ، عندها مررت أمام متجر الحلوى مرة أخرى.

لم أكن بحاجة حتى إلى التفكير فيما تتمناه مياجي.  رغبتها هي ترك وظيفتها كمراقبة ،  لكي لا تكون امرأة غير مرئية.

حلسا سيدة    على مقعد  أمام المتجر.  سيدة  أعرفها جيدًا.

“بالتفكير في الأمر   مياجي ، هل تستطيع القطط رؤيتك؟”

أوقفت الموتوسيكل على جانب الطريق ، وأوقفت المحرك واقتربت من المرأة العجوز على المقعد.

“في صيف الصف الرابع ، اضطرت هيمينو إلى تغيير المدرسة بسبب تغيير وظيفة والديها. كان ذلك بمثابة حافز لصورتي عن كون الحياة مؤلمة بشكل متزايد. لقد استخدمت ملاحظتها حول “أن نكون معًا إذا لم نعثر على أي شخص بحلول سن العشرين” كدعم لمدة عشر سنوات كاملة. لكن في ذلك اليوم فقط ، علمت أن ولع هيمينو بي ، بمجرد المرور بنقطة معينة ، تحول إلى كراهية شديدة. حتى أنها خططت للانتحار أمام عيني. … ثم في وقت لاحق ”  قلت  فجأة” قبل أن ألتقي بـ هيمينو بقليل ، ذهبت بمفردي للبحث عن كبسولة زمنية ملأها فصلنا بالرسائل ودفنها في باحة المدرسة الابتدائية.  علتم  أنه لا ينبغي أن أفعل ذلك  ، لكنني سأموت قريبًا  بسبب بعض الظروف ، لذلك اعتقدت أنه يجب السماح لي بذلك على الأقل “.

“أهلاً”

بينما نظرت مياجي حولها إلى جميع المباني باعتزاز ، حذرتني مرارًا وتكرارًا “لا يمكنك النظر لأعلى بعد” على حافة رؤيتي ، تمكنت بالفعل من رؤية جزء من سماء مرصعة بالنجوم مذهلة ، لكنني مشيت ورأسي لأسفل كما أخبرتني مياجي.

جاء ردها ببطء. لكن بدا أن صوتي  وصل إليها  وحولت عينيها إلي.

“شكراً لك ” أمالت رأسها ولم تبدو سعيدة  “آلات البيع مهمة بالنسبة لنا كمراقبين أيضًا. على عكس البشر ، فهم لا يتجاهلوننا. … حسنًا ، من الجيد أن تقول إنك تحب آلات البيع. ولكن ما الذي تريد فعله حقًا؟ ”

لا بد أنها   تجاوزت التسعين من العمر.  وجهها ويديها مليئين بآلاف من التجاعيد.  تطاير شعرها الأبيض الناصع   بلا حياة من رأسها  و مظهرها الكئيب مأساوي قليلاً.

تظاهرت بعدم ملاحظتها.

جلست أمام المقعد وقمت بتحيتها مرة أخرى “أهلاً. ربما لا تتذكريني ”   يمكن أن أعتبر صمتها تأكيد.

“حسنًا … إنها هواية مميزة بعض الشيء  ” كانت  مياجي على وشك  متابعة التصريح بأفكارها، لكن توقفت ‘ لكنها   هواية غبية حقًا.  رمز لحياة غبية لا قيمة لها‘

“هذا مفهوم. كان ذلك قبل حوالي عشر سنوات جئت إلى هنا آخر مرة “.

كان جسدي مبللًا بالعرق و قدمي تؤلمني. عندما فتحت الباب لاستخدام الحمام ، تساءلت فجأة عما إذا يجب أن أترك مياجي تستخدمه أولاً. لكن إذا أظهرت الكثير من القلق ، فقد أكون الشخص الذي يدمر هذا الإحساس بالمسافة الذي خلقته بيننا.

كما هو متوقع ، لم ترد. ظلت نظرة المرأة العجوز ثابتة أمامها كما لو أجري  المحادثة مع نفسي.

“هممم … مثل الجرف أو الجسر. في مكان ما حيث قد تتعرض لخطر السقوط “.

“لكني أتذكركِ جيدًا. ليس بالضرورة أن يكون لدي ذاكرة جيدة لمجرد أني صغير السن. مازلت 20 عامًا فقط ، لكنني نسيت الكثير عن الماضي. مهما بدا الحدث  جيداً  ، فسوف أنساه قريبًا . ما لا يدركه الناس هو أنهم   النسيان جيد. إذا احتفظ الجميع حقًا بأسعد ذكرى من ماضيهم بشكل مثالي ، فسيكونون أكثر حزنًا عندما يعيشون في حاضرهم الممل نسبيًا. وإذا احتفظ الجميع بأسوأ ذكرى من ماضيهم  ، فسيظلون حزينين. يتذكر الجميع فقط ما هو غير مريح  تذكره “.

 

لم تظهر رد و جدال ولا اتفاق.  المرأة العجوز لا تزال مثل التمثال.

“هل هذا صحيح ؟”  قالت مياجي وبدت تشعر بالملل.

“على الرغم من أن الذاكرة غير مستقرة إلى هذا الحد ، إلا أنكِ لم تتلاشى من ذهني بسبب مقدار ما ساعدتني   في ذلك الوقت. كان شيئاً غير مألوف. بالطبع   قبل عشر سنوات ، نادرًا ما كنت أكون ممتنًا للناس. حتى عندما كان البالغون لطيفين معي ، كنت مقتنعًا بأنهم يفعلون ذلك لأن هذا ما عليهم فعله ، لذلك لم يكن ذلك عملاً صريحًا من حسن النية. … نعم  كنت طفلاً بلا سحر. طفل من هذا القبيل قد يفكر في الهروب من المنزل. عندما كنت في الثامنة من عُمري ، أو   في التاسعة من عُمري ، نسيت بالضبط متى دخلت في شجار مع والدتي وغادرت المنزل. لقد نسيت تمامًا ما قاتلنا بشأنه. يجب أن يكون شيئًا تافهًا بشكل غبي “.

صعدنا التلال وأوقفنا الموتوسيكل على واحد  يبدو أنه  لديه أفضل إطلالة على المدينة. اشتريت   اثنين من القهوة المعلبة من آلة البيع  واستمتعت بمنظر المدينة.

جلست بجانب المرأة العجوز  وانحنيت على ظهر المقعد   لأحدق  في الأبراج البعيدة والغيوم في السماء الزرقاء.

أنزلت جسدي ووضعت ظهري بعناية على الأرض   وأخذت نفساً عميقاً  ثم فتحت عيني.

“لم أفكر كثيرًا في المستقبل ، لذلك ذهبت لقضاء الوقت في متجر الحلوى. من الواضح أنه لم يكن الوقت من اليوم الذي يخرج فيه طفل في عُمري يمشي بمفرده ، لذلك سألتني – ألا تحتاج إلى العودة إلى المنزل؟- بعد أن دخلت   في جدال حاد مع أحد الوالدين ، انتقدتك بشيء ما. عندما سمعتِ ذلك   فتحت بابًا    وأخذتي بعض الشاي والحلوى من الداخل. بعد بضع ساعات  جاءت مكالمة من والدي ، وعندما سألوكِ عما إذا كنت هناك ، أجبت -إنه موجود ، لكن ديه   يمض ساعة أخرى – ثم أغلقتِ الخط. … ربما لا يعني لك أي شيء على الإطلاق. لكنني أعتقد أنه بفضل تلك التجربة ، لا يزال بإمكاني وضع آمالي على   شخص آخر ، أو على الأقل  هذا ما أقنعت نفسي به “.

بعد مشاهدة غروب الشمس من على جسر للمشاة ، تناولت الحساء الخاص الذي اشتريته من متجر لحوم البقر

سألت “هل ستتحمل الثرثرة الخاصة بي لفترة أطول قليلاً؟”

أغلقت المرأة العجوز عينيها  ويبدو أنها مساءة   بشكل متزايد.

قالت مياجي وهو يستدير: “في الواقع  يمكن للكلاب والقطط رؤيتي، لكن  ليس وكأنهم  يحبونني.”

“إذا  نسيتِ أمري ، فأنا متأكد من أنك نسيتِ أمر هيمينو أيضًا. لقد جئت دائمًا إلى المتجر معها. … كما يوحي اسمها ، كانت مثل أميرة من قصة خيالية. لا أعني أي إهانة ، لكن جمالها الفريد   شيئ يبدو غير مناسب  لهذه المدينة. كنت أنا وهيمينو حصانين سود في المدرسة. ربما كنت مكروهًا، لكن أعتقد أن هيمينو كانت مكروهة لأنها   مختلفة  . … أعلم أن هذا وقاحة مني ، لكن لا يسعني إلا أن أشعر بالامتنان. لأنه من خلال الابتعاد عن المجموعة ، انتهى بي الأمر أنا وهيمينو معًا. بمجرد وجود هيمينو بجانبي ، يمكنني التعامل مع كل التنمر من أي شخص آخر.على أي حال عاملوني  أنا وهيمينو بنفس الطريقة “.

قلت عندما انهيت  الحساء  الخاص بي “لا علم لي بما يجب فعله الآن، لقد أتممت كل شيء في قائمة الأشياء التي يجب القيام بها قبل أن أموت. إذن ماذا الآن؟ ”

في كل مرة قلت فيها “هيمينو ”  بدا أن المرأة العجوز تظهر  رد فعل، لذا واصلت الحديث بسعادة.

“نعم ، أنا أستمع إلى الموسيقى وأقرأ  … ولكن الآن بعد أن فكرت في الأمر ،  أصبح هذان الإثنان مجرد وسيلة للاستمرار في العيش. لقد استخدمت الموسيقى والكتب كوسيلة للتوصل إلى حل وسط مع الحياة. الآن بما أنه ليس هناك حاجة لإجبار نفسي على الاستمرار ، فهما ليسا ضروريان كالسابق “.

“في صيف الصف الرابع ، اضطرت هيمينو إلى تغيير المدرسة بسبب تغيير وظيفة والديها. كان ذلك بمثابة حافز لصورتي عن كون الحياة مؤلمة بشكل متزايد. لقد استخدمت ملاحظتها حول “أن نكون معًا إذا لم نعثر على أي شخص بحلول سن العشرين” كدعم لمدة عشر سنوات كاملة. لكن في ذلك اليوم فقط ، علمت أن ولع هيمينو بي ، بمجرد المرور بنقطة معينة ، تحول إلى كراهية شديدة. حتى أنها خططت للانتحار أمام عيني. … ثم في وقت لاحق ”  قلت  فجأة” قبل أن ألتقي بـ هيمينو بقليل ، ذهبت بمفردي للبحث عن كبسولة زمنية ملأها فصلنا بالرسائل ودفنها في باحة المدرسة الابتدائية.  علتم  أنه لا ينبغي أن أفعل ذلك  ، لكنني سأموت قريبًا  بسبب بعض الظروف ، لذلك اعتقدت أنه يجب السماح لي بذلك على الأقل “.

وجدت أن آلات البيع أكثر بكثير في  أنحاء المدينة مما كنت أتوقع بمجرد أن بدأت في البحث. التقطت بضع عشرات من الصور في المنطقة المحيطة بالشقة.

“الشيء الغريب  هو أن رسالة هيمينو لم تكن في كبسولة الوقت. اعتقدت أن السبب هو أن هيمينو كانت غائبة في ذلك اليوم ، لكن بمجرد أن فكرت في الأمر ، أدركت أنه لا يمكن أن يكون كذلك.  تلك الرسائل شيئ أخذت فيه معلمتنا الكثير من الوقت حتى تجهزه. لم تكن من النوع الذي يدفن كبسولة زمنية بدون خطاب شخص ما لمجرد أنه غائب. من المتوقع أن شخصًا ما حفر كبسولة الوقت قبلي و أخذ خطاب هيمينو. وإذا كان هذا ما حدث – لا يمكنني التفكير في أي شخص آخر سيفعل ذلك غير هيمينو نفسها “.

“شكراً” أجبتها ” وداعاً  ” و تركت متجر الحلوى ورائي.

لم  أدرك ذلك مسبقًا.

أوقفت الموتوسيكل على جانب الطريق ، وأوقفت المحرك واقتربت من المرأة العجوز على المقعد.

لكن في ذلك الوقت  بدأ كل شيء يتجمع في ذهني.

في بعض الأحيان  تظهر آلة البيع نفسها وجهًا مختلفًا تمامًا في النهار والليل. بينما  بعض آلات البيع تتوهج لتبرز وتتجمع عليها الحشرات ،  البعض الآخر وفر الكهرباء عن طريق إضاءة الأزرار فقط ، لذلك  لمعت بضوء خافت في الظلام.

“عندما كان عُمري 17 عامًا ، تلقيت رسالة واحدة من هيمينو. لم يكن هناك شيء مهم بشكل خاص حول ما هو مكتوب في الرسالة نفسها.  لكن كان يكفي أنني كنت المتلقي ، و كانت هيمينو هي المرسل. لم تكن أبدًا من النوع الذي يكتب رسائل للآخرين أو تتصل بهم ، بغض النظر عن مدى صداقتها معهم. لذا في اللحظة التي وصلت فيها رسالة منها … كان علي أن أدرك الأمر “.

نعم.

“لما لا؟”

كان يجب أن أدرك الكثير في وقت سابق.

“هل يمكنني سماع المزيد عن هذا؟ طالما أنه شيء  يمكنك إخباري به ولا يتعلق   بالعمل أو السرية  ”  طلبت.

“كانت تلك رسالة  هيمينو متمثلة في طلب المساعدة. لابد أنها طلبت مساعدتي في تلك الرسالة. مثلي إلى حد كبير ، عندما حُصِرت ، تشبثت بماضيها ، وحفرت كبسولة الوقت ، و تذكرت صديق طفولتها الوحيد ، وأرسلت لي رسالة. دون أن ألاحظ نيتها ، لم أعد مؤهلاً لهذا المنصب ، و لذا فقدت هيمينو.   تغيرت هيمينو ، وفي اللحظة التي أدركت فيها ذلك ، تغيرت أنا أيضًا. سوف تنتحر هيمينو قريبًا ، وسوف أفقد حياتي قريبًا. … هذا وقت سيء للتفكير في الأمر ، لكن هذه نهاية هذه القصة القاتمة. أنا آسف للغاية لأنني جعلتكِ تجلسين وتستمعين لكل هذا   “.

“انتبه لخطوتك ، لكن استلق. وبعد ذلك يمكنك فتح عينيك “.

وقفت للمغادرة ، قالت السيدة العجوز “وداعاً” بصوت يتلاشى بمجرد أن غادر شفتيها.

لقد تجاهلت احتمال أن تخونني مياجي.

كانت كلمة الفراق هي الشيء الوحيد الذي قالته لي.

عادت مياجي وربتت على كتفي  “ماذا تفعل هنا؟ يجب أن تنام في السرير “.

“شكراً” أجبتها ” وداعاً  ” و تركت متجر الحلوى ورائي.

في المتجر  قمت بسحب المبلغ الضئيل المتبقي لي وجميع أموالي بدوام جزئي عن الشهر.

كوني منسياً من قبل فاعلة الخير  لم يؤذيني كثيرًا. د بدأت في التعود على خيانتي من قبل أفراد ذكرياتي. لكن في ذلك الوقت  أغفلت تمامًا احتمالًا معينًا.

لكن مع هذه النقاط المرجعية ، حتى مع معرفة اللون والشكل ، لم أستطع تخيل حجم السماء بالنجوم.

الفتاة التي كانت بجانبي دائمًا ، تقدم الدعم لأنني عانيت من كل أشكال خيبة الأمل.

“لا ، حسنًا ، إنه أمر غبي حقًا … لقد تذكرت للتو شيئًا يمكنني فعله ، شيء يمكنني أن أقول عنه إنني أحبه.”

الفتاة التي شعرت باليأس مثلي ، لكنها اختارت بيع وقتها طوال حياتها ، وتركها بلا مستقبل.

ستنام هناك مجدداً  الليلة؟ في وضع لا يبدو أنه يمكنها  الحصول على   قيلولة مريحة؟ تراقبني لبضع دقائق  وبضع دقائق تنام فيها؟

الفتاة التي عوضت ما تفتقر إليه في المجاملة باهتمام حلو بشكل لا يصدق.

 

لقد تجاهلت احتمال أن تخونني مياجي.

لم أكن مهتمًا بالاختلافات الصغيرة مثل المشروبات التي يتم تقديمها وشكل الأزرار. أردت فقط التقاط نوع المكان الذي كانت فيه آلة البيع وفي أي حالة.

“سأملأه من مكان ما.”

“السيد كوسونوكي؟ السيد كوسونوكي “.

تجاهل الجميع وجودها ، ولم يراها  سوى الذين تراقبهم … استطعت رؤية أنها ستفقد عقلها في غضون عام. بقدر ما تتمتع  مياجي  بقدرة كبيرة على التحمل ، فإن ذلك لا يعني أنها تستطيع البقاء على قيد الحياة لمدة ثلاثين عامًا هكذا.

لمست مياجي التي   توقفت عن التردد بشأن معانقتي في ذراعي أثناء قيادتي الموتوسيكل.

لقد تحدثت بينما كنت أحاول أن أتذكر “هذا هو الشخص الذي كان مهمًا   لكِ الذي ذكرتِه مرة واحدة؟”

تباطأت وسألت “ماذا؟” فقالت  كما لو تحاول إثارة إعجابي  ” سأخبرك بشيء جيد.”

بدا يومًا صافياً بدون غيوم.  تهت  في منطقة لم أرها أو أسمع بها من قبل ، تجولت لمدة ساعتين ، وعندما وجدت أخيرًا أماكن أعرفها ، وصلت مرة أخرى إلى مسقط رأسي  وبلدة هيمينو.

“لقد تذكرت للتو. لقد كنت على هذا الطريق منذ وقت طويل. قبل أن أصبح مراقبة بوقت طويل. … إذا سرت في الطريق أكثر قليلاً ، ثم انعطف يمينًا في مكان ما وتقدم مباشرة ، ستصل إلى بحيرة النجوم. ”

سأل: ” هذه الصور الغريبة ، أنت   تلتقط صورًا لها؟”.

“بحيرة النجوم؟”

ربما لأننا  نرتدي ملابس خفيفة ، شعرت بوضوح بنعومة جسدها وأصبحت متوتراُ.

“البحيرة التي أخبرتك أنني أرغب في زيارتها مرة أخرى قبل وفاتي. لا أعرف ما يطلق عليه رسميًا “.

قالت مياجي “السيد   كوسونوكي “.

“أوه نعم ، لقد أخبرتني بذلك.”

“مهما بدا الأمر سخيفًا ، فقد تعودت على ذلك ”

“الآن ، ألا يكون هذا شيئًا جيدًا؟”

نوع من مثل نفس الشخص الذي يلتقط الصور معهم في المنتصف ، دائمًا بنفس الوضع والتعبير.  آلات البيع بمثابة أداة للتميز.

وافقت  ” نعم هو كذلك ”  محاولًا أيضًا تخفيف الحالة المزاجية “يجب أن نذهب بالتأكيد ”

بعد قضاء نصف اليوم في البحث في مسقط رأسي  تجهنا إلى المدينة التالية ، عندها مررت أمام متجر الحلوى مرة أخرى.

“هل تعتقد أن لدينا ما يكفي من الغاز؟”

 

“سأملأه من مكان ما.”

“هذا ما أريد. يجب أن تنامي أنتِ على السرير. من السخيف النوم  هكذا “.

بعد ملء الخزان بالقدر الذي يمكن أن يذهب إليه في أقرب محطة وقود ، قدت الموتوسيكل باتباع إرشادات مياجي.

عندما تعبت من طي طيور الكركي الورقية ، خرجت لأستنشق بعض الهواء النقي. اشتريت علب سجائر  من متجر السجائر ، وأشعلت واحدة على الفور ، وبعد أن شربت قهوة معلبة من آلة بيع ، أدركت شيئًا ما.

لقد تعدى الوقت بعد منتصف الليل.   تقدمنا على طريق جبلي  و أرحنا الموتوسيكل عند الضرورة ، ووصلنا إلى ما أسمته بحيرة النجوم بعد حوالي نصف ساعة.

افترضت أنها  تظهر لي الاحترام، أو ربما هي  متعبة وتريد أن تستريح.

بعد شراء كوب رامين من المتجر القريب وتناوله على المقعد بالخارج ، أوقفت الموتوسيكل في منطقة وقوف السيارات أمامنا وسرت في طريق معظمه غير مضاء.

قلت عندما انهيت  الحساء  الخاص بي “لا علم لي بما يجب فعله الآن، لقد أتممت كل شيء في قائمة الأشياء التي يجب القيام بها قبل أن أموت. إذن ماذا الآن؟ ”

بينما نظرت مياجي حولها إلى جميع المباني باعتزاز ، حذرتني مرارًا وتكرارًا “لا يمكنك النظر لأعلى بعد” على حافة رؤيتي ، تمكنت بالفعل من رؤية جزء من سماء مرصعة بالنجوم مذهلة ، لكنني مشيت ورأسي لأسفل كما أخبرتني مياجي.

نظرنا أنا ومياجي إلى بعضنا البعض.

قالت مياجي: “الآن ، استمع جيدًا إلى ما أقوله، سأرشدك ، لذلك أريدك أن تبقي عينيك مغمضتين حتى أقول لك أن تفتحهما.”

رأينا ثلاث  شهب. تساءلت عما  أتمناه عندما رأيت الشهاب التالي.

“أنتِ لا تريدين أن تريني حتى النهاية ، هاه؟”

“نعم. هل أنت متفاحيء؟”

“نعم. بعد كل هذا الجهد ، ألا تريد أن ترى النجوم في أفضل الظروف أيضًا يا سيد كوسونوكي؟ … الآن أغمض عينيك  ”

“حسنًا … إنها هواية مميزة بعض الشيء  ” كانت  مياجي على وشك  متابعة التصريح بأفكارها، لكن توقفت ‘ لكنها   هواية غبية حقًا.  رمز لحياة غبية لا قيمة لها‘

أغمضت عيني وأمسكت مياجي بيدي  وأرشدتني ببطء على الطريق. سمح لي المشي وعيني مغلقة بسماع أصوات لم أسمعها من قبل.

“أهلاً”

أعتقدت أن  حشرات الصيف تصدر  كلها صوت واحد ، لكنني تمكنت من تفنيد أربعة أنواع مختلفة. حشرات تطن بصوت منخفض   ، حشرات ذات صوت حاد   ، حشرات بأصوات تشبه الطيور تبرز في آن واحد ، و صوت ضفادع يؤذي الأذن.

أنزلت جسدي ووضعت ظهري بعناية على الأرض   وأخذت نفساً عميقاً  ثم فتحت عيني.

سمعت أصوات نسمات خفيفة وأمواج بعيدة ، و بإمكاني حتى أن أميز خطواتها عن خطواتي.

سمعت أصوات نسمات خفيفة وأمواج بعيدة ، و بإمكاني حتى أن أميز خطواتها عن خطواتي.

“أخبرني  سيد كوسونوكي. ماذا ستفعل لو خدعتك ، وأخذتك إلى مكان سيء؟ ”

“لا ، لا أعتقد أنني أستطيع  فهمها أبدًا. لكن   كما ترى … آلات البيع موجودة دائمًا. طالما أنك تقدم المال ، فسوف يقدمون لك الدفء دائمًا. يقدمون أكثر من  منتجاتهم. إنها توفر دفئ واضح، مع الثبات والدوام “.

“سيء كيف؟”

سارت  مياجي تحت غروب الشمس. ربما بسبب أمر السرير ، بدت مياجي شاردة بعض الشيء اليوم.

“هممم … مثل الجرف أو الجسر. في مكان ما حيث قد تتعرض لخطر السقوط “.

“أنتِ لا تريدين أن تريني حتى النهاية ، هاه؟”

“لم أفكر في ذلك  ”

“وهل سيفيدها ذلك؟”

“لما لا؟”

أخذنا استراحة قصيرة بعد تناول الطعام ، وبدأت مياجي  بالرسم في دفتر ملاحظاتها بقلم رصاص.

“لا يمكنني رؤية أي سبب لقيامك بشيء من هذا القبيل.”

ابتسمت مياجي و قالت: “لا تذكر ذلك”.

“هل هذا صحيح ؟”  قالت مياجي وبدت تشعر بالملل.

ومع ذلك  قبلت مياجي عرضي  للحنان مع مزيد من الحنان.

لم أعد أشعر بقدمي على الأسفلت ، بل على الرمال ، وسرعان ما تحولت إلى خشب. خمنت أننا وصلنا إلى رصيف.

لم أرى هذا من قبل.

قالت مياجي وهي تترك يدي: “توقف  وأبق عينيك مغمضتين”.

علاوة على ذلك فإن عقل شخص يقترب من الموت  شيئ متقلب وغير مستقر. هذا النوع من اللطف لا يساعد الناس ، بل يؤلمهم.

“انتبه لخطوتك ، لكن استلق. وبعد ذلك يمكنك فتح عينيك “.

لم يكن هناك ما يشير إلى وجود أي شخص حولنا ، ولكن   هناك قطة سوداء وأخرى بنية اللون. نظرت القطط من بعيد ، و كأنها لا تشعر بأي خطر ثم اقتربت تدريجياً.

أنزلت جسدي ووضعت ظهري بعناية على الأرض   وأخذت نفساً عميقاً  ثم فتحت عيني.

بمجرد عودتنا ، قمت بتنظيف أسناني  واستلقيت على السرير  واستمعت إلى حديث مياجي. أخبرتني الحكايات الأقل إيذاءًا عن مواضيعها السابقة بنفس الإيقاع الذي يقرأ فيه المرء كتابًا قصيرًا لطفل صغير.

ما ملأ رؤيتي لم يكن “السماء المرصعة بالنجوم” التي عرفتها.

“همم. للتأكيد  ، لكن بآلة البيع   تقصد الماكينات التي تبيع القهوة والصودا وما شابه؟ مثل الذي استخدمتها للتو؟ ”

ربما يجب أن أقول الأمر على هذا النحو – في ذلك اليوم   علمت كيف بدت النجوم لأول مرة.

“لا يمكنني رؤية أي سبب لقيامك بشيء من هذا القبيل.”

لقد “رأيت” النجوم عبر الكتب والتلفزيون. كنت أعرف من السماء التي تحتوي على المثلث، التي من خلالها تحدد درب التبانة.

قالت مياجي: “لست متأكدة من أني فهمت أو ما فائدة هذا ، لكن  أعتقد أنني أحب ذلك أيضًا” و هكذا بدأت جولتي حول آلات البيع.

لكن مع هذه النقاط المرجعية ، حتى مع معرفة اللون والشكل ، لم أستطع تخيل حجم السماء بالنجوم.

في كل مرة قلت فيها “هيمينو ”  بدا أن المرأة العجوز تظهر  رد فعل، لذا واصلت الحديث بسعادة.

بدا المشهد أمام عيني أكبر بكثير مما   تخيلت.   مثل الثلج المتساقط الذي تشع رقاقاته بضوء قوي.

“نعم. لكن أكثر من ذلك. السجائر ، العلب ، المشروبات ،  الآيس كريم ، الهامبرغر ، البطاطس المقلية ، شطائر اللحم البقري ، كوب المعكرونة ، البيرة ، الخمور … تقدم آلات البيع كل أنواع الأشياء. اليابان هي أرض آلات البيع. لأنها جيدة للحفاظ على البيئة والنظام “.

قلت لمياجي بجانبي  ” أشعر أنني أفهم سبب رغبتكِ في رؤية هذا مرة أخرى قبل وفاتك ”

أغلقت المرأة العجوز عينيها  ويبدو أنها مساءة   بشكل متزايد.

قالت بفخر: “صحيح؟”

لقد تحدثت بينما كنت أحاول أن أتذكر “هذا هو الشخص الذي كان مهمًا   لكِ الذي ذكرتِه مرة واحدة؟”

استلقينا  على الرصيف ننظر إلى النجوم لفترة طويلة.

لكن في ذلك الوقت  بدأ كل شيء يتجمع في ذهني.

رأينا ثلاث  شهب. تساءلت عما  أتمناه عندما رأيت الشهاب التالي.

وجدت أن آلات البيع أكثر بكثير في  أنحاء المدينة مما كنت أتوقع بمجرد أن بدأت في البحث. التقطت بضع عشرات من الصور في المنطقة المحيطة بالشقة.

لم يكن لدي أي أفكار لاستعادة عُمري في هذه المرحلة. لم أرغب في مقابلة هيمينو ، ولم أرغب في العودة بالزمن إلى الوراء. لم تكن لدي الطاقة في داخلي لبدء الأمور من جديد.

”لطيف.  هذه تبدو طريقة ذكية لقضاء الوقت قبل الموت”.

أردت فقط أن أموت هنا بسلام ، مثل النوم –  تلك هي رغبتي، ليس لدي  طلب أكثر من ذلك.

“أرجوك قل لي ”

لم أكن بحاجة حتى إلى التفكير فيما تتمناه مياجي.  رغبتها هي ترك وظيفتها كمراقبة ،  لكي لا تكون امرأة غير مرئية.

لم أتوقع منه أن يصدقني ، لكنه أومأ برأسه “أرى ”  وسرعان ما قبل وجود مياجي. يبدو أنه  هناك شخص غريب مثلي في هذه الحياة.

تجاهل الجميع وجودها ، ولم يراها  سوى الذين تراقبهم … استطعت رؤية أنها ستفقد عقلها في غضون عام. بقدر ما تتمتع  مياجي  بقدرة كبيرة على التحمل ، فإن ذلك لا يعني أنها تستطيع البقاء على قيد الحياة لمدة ثلاثين عامًا هكذا.

“نعم ، أنا أستمع إلى الموسيقى وأقرأ  … ولكن الآن بعد أن فكرت في الأمر ،  أصبح هذان الإثنان مجرد وسيلة للاستمرار في العيش. لقد استخدمت الموسيقى والكتب كوسيلة للتوصل إلى حل وسط مع الحياة. الآن بما أنه ليس هناك حاجة لإجبار نفسي على الاستمرار ، فهما ليسا ضروريان كالسابق “.

قلت: “مياجي، لقد كذبت من أجلي ، صحيح؟  مثل كيف تذكرني هيمينو بالكاد “.

لا بد أنها   تجاوزت التسعين من العمر.  وجهها ويديها مليئين بآلاف من التجاعيد.  تطاير شعرها الأبيض الناصع   بلا حياة من رأسها  و مظهرها الكئيب مأساوي قليلاً.

التفت مياجي نحوي     ما تزال مستلقية ،  بدلاً من الإجابة قالت: “كان لدي صديق طفولة أيضًا”.

أردت تجربة الأمر، لذا  جلست مكانها و قلدت طريقة جلوس مياجي   و حاولت النوم. لكن النوم لن يأتي.

لقد تحدثت بينما كنت أحاول أن أتذكر “هذا هو الشخص الذي كان مهمًا   لكِ الذي ذكرتِه مرة واحدة؟”

استلقيت على الجانب الأيسر من سريري ” سأنام على الجانب الأيسر. مهما كان الأمر ، فلن أستدير للجانب الأيمن   ولن أنظر حتى إليكِ.  هذا أيضاً مكان مثالي لتراقبيني عن قرب، الأمر متروك لكِ إذا   أردتي انتهاز الفرصة أم لا ، لكنني سأنام على  الجانب الأيسر على أي حال ”

“نعم،  لديك ذاكرة جيدة  “.

“لا ، لا أعتقد أنني أستطيع  فهمها أبدًا. لكن   كما ترى … آلات البيع موجودة دائمًا. طالما أنك تقدم المال ، فسوف يقدمون لك الدفء دائمًا. يقدمون أكثر من  منتجاتهم. إنها توفر دفئ واضح، مع الثبات والدوام “.

انتظرت بصمت   وبدأت مياجي تتحدث ببطء.

عندما استيقظت من النوم  اختفت مياجي. فقط دفتر ملاحظاتها بقي بجانب السرير.

“ذات مرة كان لدي شخص في حياتي كان بالنسبة لي مثل هيمينو-سان بالنسبة لك.  لم يكن بإمكاننا   أبدًا أن نشعر بأننا معتادين على العيش في هذا العالم ، لذلك اعتمدنا على بعضنا البعض ، وعشنا في عالمنا الخاص الذي يتسم بالمنفعة المتبادلة. … بعد أن أصبحت مراقبة، كان أول شيء فعلته في أول يوم إجازتي هو الذهاب للاطمئنان عليه. اعتقدت أنه سيكون حزينًا للغاية بشأن اختفائي.   سيتراجع إلى منزله  في انتظار عودتي،  لم أشك في أنه لن يكون كذلك. … ومع ذلك  في غضون أسابيع قليلة بدوني ، تكيف بسرعة مع عالم بدوني. ليس ذلك فحسب؛ بل بعد شهر فقط من اختفائي ،     اندمج في هذا العالم بنفس الطريقة مثل أولئك الذين رفضونا على أنهم  مختلفون”.

غادرنا المحل  والتقطت صورة لمياجي الواقفة بجانب الموتوسيكل.

نظرت مياجي إلى السماء مرة أخرى   وابتسمت ابتسامة دافئة .

جمعت مياجي   الكثير من طيور الكركي الورقية في يديها ورمتها فوق رأسي.

”  ذلك عندما أدركت. بالنسبة له  كنت مجرد  . … لأتحدث بصدق ، أردت أن أجعله غير سعيد. أردته أن يكون حزينًا ويأسًا ، وأن يجلس  في منزله ، وينتظر عودتي التي لن تأتي أبدًا  ولا يزال يتنفس بصعوبة . لم أكن أريد أن أعرف أنه يمكنه فعل ذلك بمفرده. … لم أذهب لرؤيته منذ ذلك الحين. سواء كان سعيدًا أو حزينًا ، فسيحبطني ذلك فقط إذا علمت “.

تباطأت وسألت “ماذا؟” فقالت  كما لو تحاول إثارة إعجابي  ” سأخبرك بشيء جيد.”

“و لكن قبل أن تموتي ، هل مازلتِ تريدين مقابلته بعد كل شيء؟”

الفتاة التي عوضت ما تفتقر إليه في المجاملة باهتمام حلو بشكل لا يصدق.

“نعم. لأنني لا أعرف أي شيء آخر. في النهاية  هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنني التمسك به “.

“بحيرة النجوم؟”

رفعت مياجي نفسها وجلست وضمت ركبتيها “لذلك يمكنني أن أفهم  ما تشعر به. على الرغم من أنك ربما لا تريد مني ذلك “.

“لم أفكر كثيرًا في المستقبل ، لذلك ذهبت لقضاء الوقت في متجر الحلوى. من الواضح أنه لم يكن الوقت من اليوم الذي يخرج فيه طفل في عُمري يمشي بمفرده ، لذلك سألتني – ألا تحتاج إلى العودة إلى المنزل؟- بعد أن دخلت   في جدال حاد مع أحد الوالدين ، انتقدتك بشيء ما. عندما سمعتِ ذلك   فتحت بابًا    وأخذتي بعض الشاي والحلوى من الداخل. بعد بضع ساعات  جاءت مكالمة من والدي ، وعندما سألوكِ عما إذا كنت هناك ، أجبت -إنه موجود ، لكن ديه   يمض ساعة أخرى – ثم أغلقتِ الخط. … ربما لا يعني لك أي شيء على الإطلاق. لكنني أعتقد أنه بفضل تلك التجربة ، لا يزال بإمكاني وضع آمالي على   شخص آخر ، أو على الأقل  هذا ما أقنعت نفسي به “.

قلت: “لا، شكرا لتفهمكِ”

عندما تعبت من طي طيور الكركي الورقية ، خرجت لأستنشق بعض الهواء النقي. اشتريت علب سجائر  من متجر السجائر ، وأشعلت واحدة على الفور ، وبعد أن شربت قهوة معلبة من آلة بيع ، أدركت شيئًا ما.

ابتسمت مياجي و قالت: “لا تذكر ذلك”.

لقد تعدى الوقت بعد منتصف الليل.   تقدمنا على طريق جبلي  و أرحنا الموتوسيكل عند الضرورة ، ووصلنا إلى ما أسمته بحيرة النجوم بعد حوالي نصف ساعة.

التقطنا صوراً لماكينات آلات البيع القريبة ، ثم عدنا إلى الشقة.

سمعت أصوات نسمات خفيفة وأمواج بعيدة ، و بإمكاني حتى أن أميز خطواتها عن خطواتي.

استلقت مياجي على سريري  و قالت “فقط لأن اليوم كان متعبًا للغاية” عندما حاولت التسلل لإلقاء نظرة على مياجي ، بدت و كأنها تفعل الشيء نفسه ، لذلك نظرنا بسرعة بعيدًا  و نمنا في مواجهة بعضنا البعض.

“هذا ما أريد. يجب أن تنامي أنتِ على السرير. من السخيف النوم  هكذا “.

كان يجب أن أتمنى عند رؤية الشهاب السابق  أن تستمر الأمور هكذا للأبد أو على الأقل حتى أموت.

بالطبع  لم يغير  ذلك من حقيقة أنه مكان به آلات بيع.   أوقفت الموتوسيكل على الطرق لالتقاط الصور.

عندما استيقظت من النوم  اختفت مياجي. فقط دفتر ملاحظاتها بقي بجانب السرير.

بالطبع   الناس مثل مالك الاستوديو – وسأكون قلقاً إذا لم يكونوا كذلك – هم الأقلية.

 

“عندما كان عُمري 17 عامًا ، تلقيت رسالة واحدة من هيمينو. لم يكن هناك شيء مهم بشكل خاص حول ما هو مكتوب في الرسالة نفسها.  لكن كان يكفي أنني كنت المتلقي ، و كانت هيمينو هي المرسل. لم تكن أبدًا من النوع الذي يكتب رسائل للآخرين أو تتصل بهم ، بغض النظر عن مدى صداقتها معهم. لذا في اللحظة التي وصلت فيها رسالة منها … كان علي أن أدرك الأمر “.

 

عندما عدنا إلى الشقة ، ركبت الموتوسيكل مع مياجي وخرجنا مرة أخرى.

 

قالت: “يجب أن نتحرك الآن”.

ترجمة : Sadegyptian

مما رأيته حتى الآن ،  تستحم  مياجي  بحرية وتتناول الطعام أثناء نومي. لذلك استلقيت ونمت.

 

مما رأيته حتى الآن ،  تستحم  مياجي  بحرية وتتناول الطعام أثناء نومي. لذلك استلقيت ونمت.

“ألا ترى أي شيء أكثر من الجانب البسيط؟ … على سبيل المثال  هل تحب النظر إلى الأماكن المهجورة ، أو المشي على الطريق  وعد قضبان السكك الحديدية ، أو اللعب في الممرات المهجورة منذ عقود؟ ”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط