مقدمة
بقديم الزمان أحضروا أربعة حيوانات، قرد علموه أن الموز حكر له وأسد علموه أنه ملك الغابة وصقر علموه أنه ملك السماء والحبوان الأخير أرنب علموه أنه وجبة للملوك.
بوجهها الغاضب والحاقد والكاره لي تمسك السوط وتعد العصا وتبدأ تضربني بلا رحمة وأنا أتوسل وأبكي وأنوح وأتألم وهي لا تهتم بكل ذلك.
نحن ولدنا بأنفاق وهمية تحوي ضوء واحد وما سوى هذا الضوء ظلام حالك أو طريق يقود للضوء ولسنا نحن من نحدد طبيعة هذا الضوء بل هي البيئة المحيطة بنا والتي تحدد ضوء كل إنسان.
أكل الأسد الأرنب ولماذا؟! الجواب سهل وبسيط، فقط لأنه وجد والديه يأكلان الأرنب وهذا ما وجد البيئة قائمة عليه.
الأرنب هرب من الأسد لكنه أصبح وجبته والسؤال هنا معقد بعض الشيء، لماذا لم يهرب الأرنب من هذه البيئة التي جعلت منه وجبة؟!
.
الجواب معقد لكن إجابته سهلة الاستخلاص وستجدها فقط إن نظرت للبيئة المحيطة بك، انظر لكل هؤلاء البشر المحيطين بك وأخبرني كم شخص خرج من بيئته وتميز، أخبرني كم عدد هؤلاء الأشخاص مقارنة بعدد الأشخاص اللذين يعيشون حياتهم كقطيع الأغنام مسيرين غير مخيرين.
النبتة تنمو باتجاه ضوء الشمس والإنسان ينمو باتجاه ضوء بيئته ومحيطة.
الأرنب لم يغادر البيئة التي وجد نفسه بها وجبة لأنه وجد والديه يعيشا بمثل هذه البيئة فلم يخرج منها.
دعنا ننتقل الآن لقصة حرب الصقور والقرود وهي قصة معقدة أكثر من سابقتها لكنني سأساعدك لتفهمها ببساطة فأصغي جيداً لصوتك الداخلي.
.
كان الصقر يصطاد الأرانب وكان القرد يلهو بين الشجر ويأكل الموز حتى فكر الأرنب بحكمة وقرر إحضار موزة وحقن بعض دمائه بهذه الموزة وإطعامها للصقر.
هذا مكان مظلم لا يدخله الضوء بتاتاً سوى عندما يحين وقت التعذيب، يُفتح باب قبو منزلنا ويدخل الجلاد المختص بتعذيبي ويدخل معه نور السطح.
إنها تضحية بسيطة، جرح الأرنب نفسه وخاطر بالحديث مع الصقر وأقنعه أنه هذه الموز نعمة احتكرها القرود لأنفسهم.
إنها تضحية بسيطة، جرح الأرنب نفسه وخاطر بالحديث مع الصقر وأقنعه أنه هذه الموز نعمة احتكرها القرود لأنفسهم.
تذوق الصقر الموزة التي شُبعت بدم هذا الأرنب ووجدها نعمة وقرر إقامة حرب على القرود.
أنا طفل أمه امرأة مستحقرة وولادته خطيئة أما وجوده مصيبة وهذا ما لقنته بطفولتي وهذا ما أصبحت أؤمن به ولهذا أنا مؤمن أن ما أقدم عليه أمر ليس بخاطئ.
نور أصبح محرم علي وأصبحت اكرهه شديد الكره لأنه يُدخل جلاد بمجرد إشراقه وما أكثرها تلك الأضواء التي تعمينا عندما تشرق لجمالها لكنها بالنهاية لا تكون سوى بوابات للجحيم.
كانت مذبحة ما كان سينتصر بها القرود لولا أن الصقور لما أكلت الموز لم تجده طعام لذيذ مرغوب ومتقبل.
القرد لم يكن مخطئ لأنه دافع عن أرضه ولم يسمح لعدوه بمعاودة النهوض وقضى عليه.
وضعت سكين بيد القرد ووضع صقر جائع مريض عليل أمامه وحرض القرد على قتل هذا الصقر الذي قتل أخاه.
أنا بدوري لست بشخص مختلف فأنا لست شخص مميز، أنا مجرد طفل وضعوه بين الشياطين، طفل وضع على رأسه قرنين ونبذ وعذب فماذا تنتظرون؟!
هذا القرد ليس بمخطئ فهذا الصقر هاجمه وقتل أخاه وحاول سلبه طعامه الذي هو له فقط لكن من قرر ذلك؟! من قرر أن الموز حكر للقرود؟! لماذا عدت القرود أن رغبة الصقور بالحصول على الموز جريمة؟!
أنا طفل أمه امرأة مستحقرة وولادته خطيئة أما وجوده مصيبة وهذا ما لقنته بطفولتي وهذا ما أصبحت أؤمن به ولهذا أنا مؤمن أن ما أقدم عليه أمر ليس بخاطئ.
لا يهم، كلها إجابات لو استطعنا نحن البشر إجابتها لما كنا تحاربنا ولما كنا تقاتلنا لذا لا فائدة من البحث عن مثل هذه الإجابات بأنفسنا.
تجبرني على تناول الطعام وشرب القليل من الماء كي أحيا للغد وتستمر هي بتفريغ غضبها وألمها علي ثم تطفئ الشمع وتغادر القبو وتتركني أنام بهذه الظلمة الحالكة وهذا الألم المستمر.
القرد حصل على السكين وقتل الصقر لكن اسمح لي بسؤالك سؤال فكر قليلاً بإجابته ثم تابع القراءة، من أعطى السكين للقرد؟!
.
إجابة مريحة لكن من سيقر بها؟! من سيعترف بأنها إجابة وسيرفض النظام والبيئة؟!
.
الجواب الذي سيريح أنفسنا وضمائرنا نحن البشر سهل وبسيط وهو كالتالي: “الخطأ خطأ البيئة التي علمت أن الموز حكر للقرود وأن الأرانب وجبات وأن الصقور طعامهم الوحيد هو الأرانب”.
.
لا أحد مخطئ؟! هل تظن ذلك؟! الجميع تحرك وفق لمصلحته ولربما الخطأ كان خطأ الصقر الذي سمح للأرنب بخداعه لكن منذ متى كانت الطيبة خطأ؟!
إذا لم تستطع التوصل للإجابة فلك هذا السؤال، من جعل الصقر عليل مريض؟! هل هم القرود؟!
الصقر توسل القرد ووعده أن سيتراجع لكن القرد قتله وهل كان ذلك خطأ؟!
.
القرد لم يكن مخطئ لأنه دافع عن أرضه ولم يسمح لعدوه بمعاودة النهوض وقضى عليه.
.
القرود ظنت أن الغذاء سيقل إن شاركتهم الصقور به وأن الصقور سيغتروا بأنفسهم إن لم تدافع القرود عن أنفسها وسينتج عن هذا الغرور ظلم وتحيز ولن يتقاسم الغذاء بالتساوي بل سيأخذ الأقوى أجود الغذاء ويسمن نفسه على حساب جوع الأضعف.
القرود لم تنتصر على الصقور ومرض الصقر لم يكن بسبب القرود بل كان بسبب تلك الأرانب التي اختبأت بعد الحرب الطاحنة.
إذا ولد الإنسان لوالد سيء يسيء معاملة أمه ووجد أن مجتمعه يحتقر المرأة وأن أمه التي يجب أن يتعاطف معها تصب غضبها عليه وتكرهه لأنها تؤمن أن ابنها سيصبح كوالده فإن الابن هذا سيصبح كوالده لا محالة فبيئته قادته لشيء واحد، نوره قاده نحو طريق غير متفرع يقود لاستحقار المرأة وظلمها.
.
الأرنب هو من منح السكين للقرد وهو الذي خدع الصقر وحرمه من الغذاء المناسب له فأمرضه.
الصقر توسل القرد ووعده أن سيتراجع لكن القرد قتله وهل كان ذلك خطأ؟!
أين العدل بعيش طفل بالجحيم فقط لأن والديه ارتكبا خطأ وهذا الخطأ يعد جريمة لدى المجتمع الذي ولد فيه؟!
دعنا ننتقل الآن لقصة حرب الصقور والقرود وهي قصة معقدة أكثر من سابقتها لكنني سأساعدك لتفهمها ببساطة فأصغي جيداً لصوتك الداخلي.
هل كان القرد مخطئ أم أن الخطأ خطأ الصقر الذي خُدع بسهولة؟! هل كان خطأ مشترك أم كان خطأ الأرنب؟!
صديقي صديقي أنصت لصوت قلبك واسأل نفسك، هل كان الأرنب مخطئ؟!
لنقلب الأمور مرة أخرى ولنضع الخطأ على الصقر مجدداً، رغم انتصار الصقور على القرود إلا أن الصقور تركت القرود لتعيش والسؤال هنا لماذا؟! كان على الصقور عندما غلبت أعدائها وتمكنت منهم أن تبيدهم فلا تسمح لهم بالعودة.
الأرنب هو من منح السكين للقرد وهو الذي خدع الصقر وحرمه من الغذاء المناسب له فأمرضه.
لقد خطط الأرنب بمكر ودهاء لينقذ نفسه وليتخلص من الصقور ولسوء حظ القرود أنهم كانوا أدوات ولقد تعاطفت الصقور مع الأرانب وظنت أن القرود من تخدعها وتحتكر الغذاء اللذيذ لنفسها وتدفع الصقور لتناول الأرانب المساكين ظناً منهم أن هؤلاء الأرانب هي الغذاء الوحيد المتوفر.
الصقر توسل القرد ووعده أن سيتراجع لكن القرد قتله وهل كان ذلك خطأ؟!
القرود ظنت أن الغذاء سيقل إن شاركتهم الصقور به وأن الصقور سيغتروا بأنفسهم إن لم تدافع القرود عن أنفسها وسينتج عن هذا الغرور ظلم وتحيز ولن يتقاسم الغذاء بالتساوي بل سيأخذ الأقوى أجود الغذاء ويسمن نفسه على حساب جوع الأضعف.
القرود ظنت أن الغذاء سيقل إن شاركتهم الصقور به وأن الصقور سيغتروا بأنفسهم إن لم تدافع القرود عن أنفسها وسينتج عن هذا الغرور ظلم وتحيز ولن يتقاسم الغذاء بالتساوي بل سيأخذ الأقوى أجود الغذاء ويسمن نفسه على حساب جوع الأضعف.
لا أحد مخطئ؟! هل تظن ذلك؟! الجميع تحرك وفق لمصلحته ولربما الخطأ كان خطأ الصقر الذي سمح للأرنب بخداعه لكن منذ متى كانت الطيبة خطأ؟!
الأرنب استخدم ذكائه ولم يتخلى عن أرضه وقرر التخلص من عدوه القوي بذكاء وهذه هي قصتنا التي ما هي سوى اسقاط لهذه المعظلة على حياة البشر.
ما رأيك إن كنت شيطان وأخبرتك بجوانب مرعبة غفلت عنها بهذه القصة؟! ما رأيك أن نطقت بفم الشيطان ووسوست لك؟!
القرود ظنت أن الغذاء سيقل إن شاركتهم الصقور به وأن الصقور سيغتروا بأنفسهم إن لم تدافع القرود عن أنفسها وسينتج عن هذا الغرور ظلم وتحيز ولن يتقاسم الغذاء بالتساوي بل سيأخذ الأقوى أجود الغذاء ويسمن نفسه على حساب جوع الأضعف.
استمع وفكر جيداً لما لدي من أفكار لأنها صائبة بوجهة نظري على الأقل.
الصقر كان مخطئ وخطؤه من البداية كان بأنه رحم الأرنب ولم يأكله مباشرة واستمع له، كان على هذا الصقر أن يكون أكثر وحشية وشراسة فلا يتحدث ولا ينصت لفريسته لأن هذا الأرنب الوضيع ليس سوى وجبة لا يحق لها الحديث.
البشر ما هم سوى اختلافات بالظروف والبيئات أي أنك لو ولدت بنفق شخص آخر ستصبح ذلك الشخص الآخر تماماً بلا أي اختلاف بالشكل أو العقل أو السلوك.
القرد حصل على السكين وقتل الصقر لكن اسمح لي بسؤالك سؤال فكر قليلاً بإجابته ثم تابع القراءة، من أعطى السكين للقرد؟!
لنقلب الأمور مرة أخرى ولنضع الخطأ على الصقر مجدداً، رغم انتصار الصقور على القرود إلا أن الصقور تركت القرود لتعيش والسؤال هنا لماذا؟! كان على الصقور عندما غلبت أعدائها وتمكنت منهم أن تبيدهم فلا تسمح لهم بالعودة.
نحن نتيجة لحشو أطفال وكل وعاء بما فيه ينضح، إن وضع بداخلك حسن السلوك لأصبحت حسن السلوك وإن وضع بك أن الغضب من الرجولة فستصبح رجل تغضب كثيراً.
الطفل الغني الذي ولد بعائلة غنية والذي تعلم إدارة الأموال والتجارة سيصبح تاجر والذي لم يتعلم سيضيع أموال وثروة والده وهذا أمر حتمي.
القرد لم يكن مخطئ لأنه دافع عن أرضه ولم يسمح لعدوه بمعاودة النهوض وقضى عليه.
هذا مكان مظلم لا يدخله الضوء بتاتاً سوى عندما يحين وقت التعذيب، يُفتح باب قبو منزلنا ويدخل الجلاد المختص بتعذيبي ويدخل معه نور السطح.
أنا أؤمن بأن الإنسان مجرد ظروف ومجرد بيئة، الإنسان لا يختلف جوهرياً عن النباتات فهو كيفما سقيته وكيفما وجهته سينمو.
الأرنب استخدم ذكائه ولم يتخلى عن أرضه وقرر التخلص من عدوه القوي بذكاء وهذه هي قصتنا التي ما هي سوى اسقاط لهذه المعظلة على حياة البشر.
إذا لم تستطع التوصل للإجابة فلك هذا السؤال، من جعل الصقر عليل مريض؟! هل هم القرود؟!
البشر اللذين ولدوا ببيئة عُلّموا بها بعض الأمور كما علّمت القرود أن الموز حكر لها، البشر اللذين لم يغيروا بيئاتهم التي ظلموا بها كما لم تغير الأرانب بيئاتها والبشر اللذين اخطؤوا أخطاء كثيرة كما أخطأت الصقور.
الأرنب استخدم ذكائه ولم يتخلى عن أرضه وقرر التخلص من عدوه القوي بذكاء وهذه هي قصتنا التي ما هي سوى اسقاط لهذه المعظلة على حياة البشر.
عندما نسقط هذه القصة على البشر فإننا لا يمكننا أن نصدق كلام أولئك الشياطين اللذين يوسوسون لنا لذا علينا صياغة جواب مختلف لسؤال: “على من الخطأ؟!”.
أنا أؤمن بأن الإنسان مجرد ظروف ومجرد بيئة، الإنسان لا يختلف جوهرياً عن النباتات فهو كيفما سقيته وكيفما وجهته سينمو.
دعنا ننتقل الآن لقصة حرب الصقور والقرود وهي قصة معقدة أكثر من سابقتها لكنني سأساعدك لتفهمها ببساطة فأصغي جيداً لصوتك الداخلي.
الجواب الذي سيريح أنفسنا وضمائرنا نحن البشر سهل وبسيط وهو كالتالي: “الخطأ خطأ البيئة التي علمت أن الموز حكر للقرود وأن الأرانب وجبات وأن الصقور طعامهم الوحيد هو الأرانب”.
إجابة مريحة لكن من سيقر بها؟! من سيعترف بأنها إجابة وسيرفض النظام والبيئة؟!
الجواب الذي سيريح أنفسنا وضمائرنا نحن البشر سهل وبسيط وهو كالتالي: “الخطأ خطأ البيئة التي علمت أن الموز حكر للقرود وأن الأرانب وجبات وأن الصقور طعامهم الوحيد هو الأرانب”.
إجابة مريحة لكن من سيقر بها؟! من سيعترف بأنها إجابة وسيرفض النظام والبيئة؟!
نحن البشر نحاول الوصول لإجابات بسيطة ترضي أنفسنا وعقولنا التي ترغب بسير الحياة بلا تعقيد وبالطبع إجابات كهذه مرفوضة فالبيئة مهما كانت ظالمة فهي عادلة وهي الواقع لذا لا بأس بالظلم فهو وجود حتمي عكس العدل الذي ما إن وجد ولو بجزء صغير من هذه الحياة سيكون مجرد شذوذ وحالة نادرة صعبة التكرار.
إذا ولد الإنسان لوالد سيء يسيء معاملة أمه ووجد أن مجتمعه يحتقر المرأة وأن أمه التي يجب أن يتعاطف معها تصب غضبها عليه وتكرهه لأنها تؤمن أن ابنها سيصبح كوالده فإن الابن هذا سيصبح كوالده لا محالة فبيئته قادته لشيء واحد، نوره قاده نحو طريق غير متفرع يقود لاستحقار المرأة وظلمها.
أنا أؤمن بأن الإنسان مجرد ظروف ومجرد بيئة، الإنسان لا يختلف جوهرياً عن النباتات فهو كيفما سقيته وكيفما وجهته سينمو.
هذه هي القصة التي أضعها بين أيديكم وما هي سوى قصة معقدة لا تستطيع معرفة المخطئ من المصيب فيها لكن لا بأس فما هي سوى قصة نقرؤها للمتعة ولاعتزال البشر بعالم جميل مثير ومشوق يبدأ معكم بسرد أحد أبطال الرواية.
الصقر كان مخطئ وخطؤه من البداية كان بأنه رحم الأرنب ولم يأكله مباشرة واستمع له، كان على هذا الصقر أن يكون أكثر وحشية وشراسة فلا يتحدث ولا ينصت لفريسته لأن هذا الأرنب الوضيع ليس سوى وجبة لا يحق لها الحديث.
أحد أبطال الرواية وهو أوراغيري يتحدث:-
هل يمكن للبشر بأن نعرّفهم بأنهم ابناء أبويهم ونكتفي؟! هل مكان ولادتك وهوية والديك هما محددان رئيسيان لمن ستصبح بالمستقبل؟! هل تقرر حياتك منذ ولادتك؟!
أنا أؤمن بأن الإنسان مجرد ظروف ومجرد بيئة، الإنسان لا يختلف جوهرياً عن النباتات فهو كيفما سقيته وكيفما وجهته سينمو.
أنا مجرد إنسان لكنهم ينبذوني ويكرهوني فقط لأني ولدت لأب وأم خاطئين، أنا أتحمل ذنب لم أرتكبه فقط لأنني ولدت بالنفق الخاطئ وهذا بحد ذاته أمر خاطئ.
النبتة تنمو باتجاه ضوء الشمس والإنسان ينمو باتجاه ضوء بيئته ومحيطة.
نحن ولدنا بأنفاق وهمية تحوي ضوء واحد وما سوى هذا الضوء ظلام حالك أو طريق يقود للضوء ولسنا نحن من نحدد طبيعة هذا الضوء بل هي البيئة المحيطة بنا والتي تحدد ضوء كل إنسان.
لدي جسد هزيل ضعيف عكس جميع الفايكنج الأقوياء فأنا لا أمتلك أي طبقة لحم تفصل عظامي عن جلدي فجسدي جائع مريض متهالك منذ أكثر من شهر لأنني أصبحت حبيس لهذا المكان.
الإنسان الذي ولد لأبوين صالحين وببيئة صالحة ووجد أصدقاء صالحين لن ينحرف لأن ضوء نفقه وجهه نحو الطريق المستقيم.
إجابة مريحة لكن من سيقر بها؟! من سيعترف بأنها إجابة وسيرفض النظام والبيئة؟!
إذا ولد الإنسان لوالد سيء يسيء معاملة أمه ووجد أن مجتمعه يحتقر المرأة وأن أمه التي يجب أن يتعاطف معها تصب غضبها عليه وتكرهه لأنها تؤمن أن ابنها سيصبح كوالده فإن الابن هذا سيصبح كوالده لا محالة فبيئته قادته لشيء واحد، نوره قاده نحو طريق غير متفرع يقود لاستحقار المرأة وظلمها.
مد يدك لي وأنقذني ولا بأس بهويتك، كن شيطاناً أو كن إنساناً فأنا لا أهتم بهوية صاحب اليد التي تنتشلني من هذا العذاب فأنا مجرد إنسان يبحث عن الخلاص وعن درب غير هذا الدرب الذي أنا عالق به.
الطفل الغني الذي ولد بعائلة غنية والذي تعلم إدارة الأموال والتجارة سيصبح تاجر والذي لم يتعلم سيضيع أموال وثروة والده وهذا أمر حتمي.
البشر ما هم سوى اختلافات بالظروف والبيئات أي أنك لو ولدت بنفق شخص آخر ستصبح ذلك الشخص الآخر تماماً بلا أي اختلاف بالشكل أو العقل أو السلوك.
نحن نتيجة لحشو أطفال وكل وعاء بما فيه ينضح، إن وضع بداخلك حسن السلوك لأصبحت حسن السلوك وإن وضع بك أن الغضب من الرجولة فستصبح رجل تغضب كثيراً.
كان الصقر يصطاد الأرانب وكان القرد يلهو بين الشجر ويأكل الموز حتى فكر الأرنب بحكمة وقرر إحضار موزة وحقن بعض دمائه بهذه الموزة وإطعامها للصقر.
أنا بدوري لست بشخص مختلف فأنا لست شخص مميز، أنا مجرد طفل وضعوه بين الشياطين، طفل وضع على رأسه قرنين ونبذ وعذب فماذا تنتظرون؟!
يدخل الجلاد ويغلق باب القبو الذي يدخل نور السطح ويستدل على طريقه بواسطة الشمعة التي يحملها والتي يضيء بها باقي الشمعات.
أنا طفل أمه امرأة مستحقرة وولادته خطيئة أما وجوده مصيبة وهذا ما لقنته بطفولتي وهذا ما أصبحت أؤمن به ولهذا أنا مؤمن أن ما أقدم عليه أمر ليس بخاطئ.
مد يدك لي وأنقذني ولا بأس بهويتك، كن شيطاناً أو كن إنساناً فأنا لا أهتم بهوية صاحب اليد التي تنتشلني من هذا العذاب فأنا مجرد إنسان يبحث عن الخلاص وعن درب غير هذا الدرب الذي أنا عالق به.
أنا مجرد إنسان لكنهم ينبذوني ويكرهوني فقط لأني ولدت لأب وأم خاطئين، أنا أتحمل ذنب لم أرتكبه فقط لأنني ولدت بالنفق الخاطئ وهذا بحد ذاته أمر خاطئ.
منزلنا أنا وأمي، أنا السجين المعذب وهي الجلاد المهذب.
أين العدل بعيش طفل بالجحيم فقط لأن والديه ارتكبا خطأ وهذا الخطأ يعد جريمة لدى المجتمع الذي ولد فيه؟!
نحن ولدنا بأنفاق وهمية تحوي ضوء واحد وما سوى هذا الضوء ظلام حالك أو طريق يقود للضوء ولسنا نحن من نحدد طبيعة هذا الضوء بل هي البيئة المحيطة بنا والتي تحدد ضوء كل إنسان.
أنا لست سوى طفل أدعى أوراغيري ولدت بقرية الفايكنج وعمري ستة عشر سنة وأعيش بمنزل والدتي ولا أمتلك أي أقرباء سواها.
لدي جسد هزيل ضعيف عكس جميع الفايكنج الأقوياء فأنا لا أمتلك أي طبقة لحم تفصل عظامي عن جلدي فجسدي جائع مريض متهالك منذ أكثر من شهر لأنني أصبحت حبيس لهذا المكان.
كان الصقر يصطاد الأرانب وكان القرد يلهو بين الشجر ويأكل الموز حتى فكر الأرنب بحكمة وقرر إحضار موزة وحقن بعض دمائه بهذه الموزة وإطعامها للصقر.
هذا مكان مظلم لا يدخله الضوء بتاتاً سوى عندما يحين وقت التعذيب، يُفتح باب قبو منزلنا ويدخل الجلاد المختص بتعذيبي ويدخل معه نور السطح.
الصقر توسل القرد ووعده أن سيتراجع لكن القرد قتله وهل كان ذلك خطأ؟!
نور أصبح محرم علي وأصبحت اكرهه شديد الكره لأنه يُدخل جلاد بمجرد إشراقه وما أكثرها تلك الأضواء التي تعمينا عندما تشرق لجمالها لكنها بالنهاية لا تكون سوى بوابات للجحيم.
يدخل الجلاد ويغلق باب القبو الذي يدخل نور السطح ويستدل على طريقه بواسطة الشمعة التي يحملها والتي يضيء بها باقي الشمعات.
يتكشّف وجه ذلك الجلاد لي ويتكشّف وجهي له ونحن أسفل الأرض بالقبو الذي يقع أسفل منزلنا.
إذا لم تستطع التوصل للإجابة فلك هذا السؤال، من جعل الصقر عليل مريض؟! هل هم القرود؟!
منزلنا أنا وأمي، أنا السجين المعذب وهي الجلاد المهذب.
القرد حصل على السكين وقتل الصقر لكن اسمح لي بسؤالك سؤال فكر قليلاً بإجابته ثم تابع القراءة، من أعطى السكين للقرد؟!
بوجهها الغاضب والحاقد والكاره لي تمسك السوط وتعد العصا وتبدأ تضربني بلا رحمة وأنا أتوسل وأبكي وأنوح وأتألم وهي لا تهتم بكل ذلك.
النبتة تنمو باتجاه ضوء الشمس والإنسان ينمو باتجاه ضوء بيئته ومحيطة.
تجبرني على تناول الطعام وشرب القليل من الماء كي أحيا للغد وتستمر هي بتفريغ غضبها وألمها علي ثم تطفئ الشمع وتغادر القبو وتتركني أنام بهذه الظلمة الحالكة وهذا الألم المستمر.
إذا لم تستطع التوصل للإجابة فلك هذا السؤال، من جعل الصقر عليل مريض؟! هل هم القرود؟!
تذوق الصقر الموزة التي شُبعت بدم هذا الأرنب ووجدها نعمة وقرر إقامة حرب على القرود.
استمع وفكر جيداً لما لدي من أفكار لأنها صائبة بوجهة نظري على الأقل.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
