نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

خاصة الجحيم والشياطين 4

من رحم المعاناة، ولادة الشيطان

من رحم المعاناة، ولادة الشيطان

من أنا؟! ما هو عمري؟! ما هو هدفي؟! ماذا أفعل هنا بهذا القبو؟!

اسرعت إلي وأمسكت كتفي متوسلة ناظرة بعيني وقالت: “عزيزي أرجوك لا”.

الكثير والكثير من الاسئلة يجب تغير إجاباتها اليوم.

البكاء للسبب الأول سيظهر ضعفي وخسارتي وسيظهر نصر من يظلمني لذا هذا خيار ليس من ضمن خياراتي بتاتاً.

أنا لست أوراغيري بل أنا شيطان، عمري ليس بست عشرة سنة بل أنا وليد هذه اللحظة وهدفي هو سحب الجميع إلى الهاوية وجعلهم يسقطون بالجحيم الذي عشته، أنا هنا فقط لأنني حصلت على ما أحتاجه.

جثت على قدميها واحتضنتني وهي تبكي كأنها طفل لم يأكل منذ أيام.

كان التعب يسيطر على جسدي كالعادة فلجأت للنوم واستيقظت على تعب وإرهاق مختلفين تماماً.

تراجعت أمي للخلف وأدركت حجم المصيبة التي قامت بها بشكل مفاجئ فسقطتْ العصا من يدها.

من الآن فصاعداً سترافقني الكوابيس كلما نمت ولن تفارقني بسبب تلك الصفقة وبسبب ذلك الحلم، هذا الكابوس الذي حلمت به كان مجرد بداية جحيم آخر أحصل عليه عند نومي لكن الآن لا وقت للتفكير بذلك.

كان التعب يسيطر على جسدي كالعادة فلجأت للنوم واستيقظت على تعب وإرهاق مختلفين تماماً.

شعرت بنعاس شديد وإرهاق محطم ورغبت بالعودة للنوم لكني جاهدت نفسي وبقيت انتظر عودة أمي لتعذبني مجدداً كما جرت العادة.

تغورقت عينيها بالدمع ورفعت سوطها لأعلى حد وانزلت ضربة قوية ساخطة أصابت رقبتي وجزء من أسفل خدي وتركت لي ألم لا يطاق لكنني بقيت محافظ على لا ردة فعل.

فُتح باب أدخل نور يعم البشر بالخارج الذين يعملون ويمرحون ويتحابون، هذا النور المحرم علي بينما أنا هنا بظلام دامس، نور يمثل الحياة الطبيعية السعيدة التي لم أعد اتطلع إليها بعد الآن فأنا فقط اتطلع لظلام حالك يعم الجميع.

نظرت لعيني مباشرة ودموعها تسقط على وجنتها بلا أي صوت بكاء، قلبها محطم لا يستطيع البكاء من أجلي.

كنت بالعادة أبدأ بالتوسل والبكاء قبل أن يبدأ التعذيب حتى، كنت أضع اللوم على نفسي واعتذر.

لم يكن الألم السبب الوحيد الذي جعلني أستسلم للنوم فذلك الحضن بالفعل اعطاني شعور افتقدته منذ أمد وها أنا أستيقظ خارج ذلك القبو لأول مرة منذ أكثر من شهر لكني لا ساتيقظ كوني أوراغيري بل استيقظ كوني شخص آخر وكيان مختلف.

كنت اتمنى الموت لعله يزور متألم فينهي ومناجي فيلبي اما الآن فأنا هو المنادي وأنا هو الملبي.

حملت بيدها المرتجفة السوط وتجنبت العصا فقلت: “لا بأس اضربيني ودوسي علي، لأنهم أذوك أذيني، لأنهم حطموك حطميني، لأنهم سخروا منك اسخري مني ولأنهم هجروك اهجروني، لا بأس، اضربيني ولا تتجنبي رأسي ثم أسرعي إليهم واخبريهم، أحمليني وأريهم، اقتليني وناجيهم وبالنهاية لا انصحك بانتظار ردهم.

نزلت أمي أول خطواتها وهي تشرئب بنظرها إلي متعجبة من سكوني وهدوئي وفجأة وهي تنزل تحطم السلم أسفل قدمها وسقطت.

صفعتني على وجهي واكملت بصيغة الأمر العنيفة قائلة: “اشعر بالشفقة على نفسك”.

انطفأت الشمعة التي كانت بيدها وحاولت النهوض متألمة.

قلت بتروي وهدوء رغم الألم الصارخ الذي عم كامل جسدي: “أنت مخطئة، أنا لست الشخص الذي يجب عليه أن يصرخ ويبكي، أنت من يحتاج ذلك، لا بأس يمكنك البكاء والصراخ، يمكنك مشاركتي آلامك واحزانك، هيا يا أمي، عليك أن تبكي”.

أتت والدتي لتنفس عن غضبها وهمومها وأحزانها فخانتها الحياة مجدداً واسقطتها أرضاً.

أدركت بالفعل أنها ما زالت تملك هذا الشعور من أجلي لكنها سرعان ما تبدأ بالسخط لتتناسى الأمر لكي لا يأنبها ضميرها ولا تفسد على نفسها هذا الملجأ الذي تظن أنه يخفف عنها وهي لا تعلم أنها بفعلها هذا تقود نفسها للهلاك ولا تقودني إليه.

سئمت من تعدد العثرات وظلم الحياة الذي لم ينفك عنها فلما هنا أيضا تعثرت بحادثة سخيفة كهذه؟!

صفعتني على وجهي واكملت بصيغة الأمر العنيفة قائلة: “اشعر بالشفقة على نفسك”.

رأتها عيناي المعتادة على الظلام وهي بالكاد تنهض وسرعان ما غضبت وضربت الأرض بقدمها وصرخت بأعلى صوتها صراخ ناتج عن ألم ومعاناة لا حصر لها.

أتت والدتي لتنفس عن غضبها وهمومها وأحزانها فخانتها الحياة مجدداً واسقطتها أرضاً.

حتى بهذا المكان ظلمتها الحياة وأسقطتها لكن هل حقا الحياة هي من أسقطتها؟!

أدركت بالفعل أنها ما زالت تملك هذا الشعور من أجلي لكنها سرعان ما تبدأ بالسخط لتتناسى الأمر لكي لا يأنبها ضميرها ولا تفسد على نفسها هذا الملجأ الذي تظن أنه يخفف عنها وهي لا تعلم أنها بفعلها هذا تقود نفسها للهلاك ولا تقودني إليه.

فكرت بالأمر بينما هي تصعد السلم لاحضار شمعة أخرى فكانت إجابتي قطعا لا.

أنا لست أوراغيري بل أنا شيطان، عمري ليس بست عشرة سنة بل أنا وليد هذه اللحظة وهدفي هو سحب الجميع إلى الهاوية وجعلهم يسقطون بالجحيم الذي عشته، أنا هنا فقط لأنني حصلت على ما أحتاجه.

والدتي لم تكن سيئة الحظ بل هي مجرد غبية ضعيفة منهزمة مكسورة.

مدت يدها وهي تقترب مني بشفاه مرتجفة وقالت معتذرة بصوت باكي: “لا لا يا بني أنا ل__”.

عادت وأشعلت الشمع المحيط بكلا جانبي لتحسين رؤيتها وكان ذلك مصدر ضوء مزعج لي ويمثل جحيم على وشك البدء.

قلت مؤكداً: “أمي اللعنة عليك، ماما اللعنة عليك”.

“هل أنت فرح بسقوطي أيها الحقير؟!” والدتي قالت.

والدتي لم تكن سيئة الحظ بل هي مجرد غبية ضعيفة منهزمة مكسورة.

قلت بصوت منخفض: “أمي، أنت الشخص الوحيد بالحياة الذي لن أفرح بسقوطه أبدا ً”.

أتت والدتي لتنفس عن غضبها وهمومها وأحزانها فخانتها الحياة مجدداً واسقطتها أرضاً.

_”تقول هذا الكلام لتتودد لي ولتنجي نفسك أيها الملعون، أنا لن أحررك أبداً”.

كانت تحمل سوطها وتبدأ بالضرب مباشرة لتتناسى شعور الشفقة علي وشعور الذنب الذي يتملكها.

_”لا بأس يا أمي، خففي بعض من ألمك هنا، وماذا بيديك أن تفعلي غير ذلك؟!”.

أتألم؟! ليت الأمر بيدي، لو كان الأمر بيدي لما تألمت للحظة فألمي منذ سنوات أشد من الموت بعينه.

_”أتشعر بالشفقة علي أيها الحقير”.

اسرعت إلي وأمسكت كتفي متوسلة ناظرة بعيني وقالت: “عزيزي أرجوك لا”.

صفعتني على وجهي واكملت بصيغة الأمر العنيفة قائلة: “اشعر بالشفقة على نفسك”.

قلت: “لماذا تراجعتي وتوقفتي؟! هل توقفت الحياة ولو لمرة واحدة من تسليط ظلمها عليك؟! هل أعطتك فرصة للراحة ولو لمرة واحدة؟! لماذا تريدين اعطائي فرصة لالتقاط النفس وانا المخطئ؟! أنا السبب لذا لا تتوقفي، انزلي السخط علي، حطمي جسدي وفتتي عظامي فأنا الخطيئة الملعونة التي دمرت حياتك، أنت لم تخطئي”.

قلت لها دون إبداء أي رد فعل أو تغيير بنبرة الصوت: “أنا آسف لكن لم أعد أهتم بنفسي لذا لا مشكلة لدي بعد الآن لكني بالطبع سأبقى أشفق عليك، كنت تبذلين جهدك منذ سنوات مديدة، لقد فعلت أفضل ما لديك من أجلي، أنا لم أعد أهتم بهذا الألم فأنا لا أحب أحد بالحياة سواك، أنا حتى لا أحب نفسي وأفضلك عليها، سأقدم نفسي قربان لأجلك فأحرقيها”.

جثت على قدميها واحتضنتني وهي تبكي كأنها طفل لم يأكل منذ أيام.

دمعت عينها وهي تنظر إلي، كانت دمعتها حبيسة بجفنها منذ مدة ولم تكن دمعة وليدة لهذه اللحظة.

فكرت بالأمر بينما هي تصعد السلم لاحضار شمعة أخرى فكانت إجابتي قطعا لا.

كان جسدي مشوه بالفعل والدماء والرضوض لم تترك لنملة طريق على جسدي.

تراجعت أمي للخلف وأدركت حجم المصيبة التي قامت بها بشكل مفاجئ فسقطتْ العصا من يدها.

كنت أفكر منذ فترة طويلة بالسبب الذي دفعها لتنظر لي وتدمع وهي لا تزال تجرم بحقي وتجعلني اصرخ واتلوع واتذوق الجحيم لكن اليوم أدركت وفهمت الأمر جيداً.

سئمت من تعدد العثرات وظلم الحياة الذي لم ينفك عنها فلما هنا أيضا تعثرت بحادثة سخيفة كهذه؟!

كانت تحمل سوطها وتبدأ بالضرب مباشرة لتتناسى شعور الشفقة علي وشعور الذنب الذي يتملكها.

اصرخ؟! أنا بالفعل أصرخ، كل موضع صغير بجسدي يصرخ.

أدركت بالفعل أنها ما زالت تملك هذا الشعور من أجلي لكنها سرعان ما تبدأ بالسخط لتتناسى الأمر لكي لا يأنبها ضميرها ولا تفسد على نفسها هذا الملجأ الذي تظن أنه يخفف عنها وهي لا تعلم أنها بفعلها هذا تقود نفسها للهلاك ولا تقودني إليه.

من الآن فصاعداً سترافقني الكوابيس كلما نمت ولن تفارقني بسبب تلك الصفقة وبسبب ذلك الحلم، هذا الكابوس الذي حلمت به كان مجرد بداية جحيم آخر أحصل عليه عند نومي لكن الآن لا وقت للتفكير بذلك.

مسحت دموعها وبدأت التعذيب وقالت: “هيا اصرخ، اصرخ، ابكي، تألم وتوسل ولكن كل هذا لن يفيدك لأنك أنت هو السبب”.

قلت بصوت منخفض: “أمي، أنت الشخص الوحيد بالحياة الذي لن أفرح بسقوطه أبدا ً”.

اصرخ؟! أنا بالفعل أصرخ، كل موضع صغير بجسدي يصرخ.

“هل أنت فرح بسقوطي أيها الحقير؟!” والدتي قالت.

أتألم؟! ليت الأمر بيدي، لو كان الأمر بيدي لما تألمت للحظة فألمي منذ سنوات أشد من الموت بعينه.

دمعت عينها وهي تنظر إلي، كانت دمعتها حبيسة بجفنها منذ مدة ولم تكن دمعة وليدة لهذه اللحظة.

أتوسل؟! وهل ذلك سيفيدني؟ عندما أتوسل سالبي حاجة بنفسك وشعور بداخلك يدفعك لتظني أنك صاحبة السلطة والقوة هنا ومن أنت لتظني ذلك؟! أنت مجرد غبية ضعيفة منهزمة مكسورة.

شعرت بنعاس شديد وإرهاق محطم ورغبت بالعودة للنوم لكني جاهدت نفسي وبقيت انتظر عودة أمي لتعذبني مجدداً كما جرت العادة.

شعرت برغبة حقيقية بالبكاء لكن البكاء لن يفيد أيضاً، البكاء فطرة لدى الإنسان يستخدمه الصغار لسببين: لانهم ضعفاء وليس لديهم حيلة والسبب الاخر ليحصلوا على ما يريدونه وكلا السببان لا يتوافران هنا لي.

قلت لها دون إبداء أي رد فعل أو تغيير بنبرة الصوت: “أنا آسف لكن لم أعد أهتم بنفسي لذا لا مشكلة لدي بعد الآن لكني بالطبع سأبقى أشفق عليك، كنت تبذلين جهدك منذ سنوات مديدة، لقد فعلت أفضل ما لديك من أجلي، أنا لم أعد أهتم بهذا الألم فأنا لا أحب أحد بالحياة سواك، أنا حتى لا أحب نفسي وأفضلك عليها، سأقدم نفسي قربان لأجلك فأحرقيها”.

البكاء للسبب الأول سيظهر ضعفي وخسارتي وسيظهر نصر من يظلمني لذا هذا خيار ليس من ضمن خياراتي بتاتاً.

لا بأس، الألم الجسدي الذي اشعر به لا يهم، كان علي إجبار نفسي واقناعها بهذا لاستطيع النطق والكلام.

الخيار الثاني لن يفيد أيضاً، لقد جربته منذ بدأ هذا الجحيم ولم أحصل على ما أريد بل العكس كنت ببكائي أسعد قلبها وألبي حاجتها بتفريغ غضبها.

والدتي لم تكن سيئة الحظ بل هي مجرد غبية ضعيفة منهزمة مكسورة.

توقفت للحظة وقالت يائسة: “هيا اصرخ وابكي، لماذا لا تبكي؟!”.

جثت على قدميها واحتضنتني وهي تبكي كأنها طفل لم يأكل منذ أيام.

قلت بتروي وهدوء رغم الألم الصارخ الذي عم كامل جسدي: “أنت مخطئة، أنا لست الشخص الذي يجب عليه أن يصرخ ويبكي، أنت من يحتاج ذلك، لا بأس يمكنك البكاء والصراخ، يمكنك مشاركتي آلامك واحزانك، هيا يا أمي، عليك أن تبكي”.

كنت بالعادة أبدأ بالتوسل والبكاء قبل أن يبدأ التعذيب حتى، كنت أضع اللوم على نفسي واعتذر.

تغورقت عينيها بالدمع ورفعت سوطها لأعلى حد وانزلت ضربة قوية ساخطة أصابت رقبتي وجزء من أسفل خدي وتركت لي ألم لا يطاق لكنني بقيت محافظ على لا ردة فعل.

لا يحتاج الأمر لطول النظر فيه لمعرفة ما جرى، بكل بساطة لقد كسرت أمي على الأقل ثلاثة أو أربعة اضلع من ضلوع جسدي.

ظهرت العروق على وجهها وأحمرت وجنتيها ونظرت لي بسخط غير راضية وحملت العصا الخشبية القوية وبأقوى ما لديها ضربت جانبي وظهر صوت قوي ومدوي لربما غادر القبو والمنزل أيضاً.

اصرخ؟! أنا بالفعل أصرخ، كل موضع صغير بجسدي يصرخ.

لا يحتاج الأمر لطول النظر فيه لمعرفة ما جرى، بكل بساطة لقد كسرت أمي على الأقل ثلاثة أو أربعة اضلع من ضلوع جسدي.

أدركت بالفعل أنها ما زالت تملك هذا الشعور من أجلي لكنها سرعان ما تبدأ بالسخط لتتناسى الأمر لكي لا يأنبها ضميرها ولا تفسد على نفسها هذا الملجأ الذي تظن أنه يخفف عنها وهي لا تعلم أنها بفعلها هذا تقود نفسها للهلاك ولا تقودني إليه.

تراجعت أمي للخلف وأدركت حجم المصيبة التي قامت بها بشكل مفاجئ فسقطتْ العصا من يدها.

شعرت برغبة حقيقية بالبكاء لكن البكاء لن يفيد أيضاً، البكاء فطرة لدى الإنسان يستخدمه الصغار لسببين: لانهم ضعفاء وليس لديهم حيلة والسبب الاخر ليحصلوا على ما يريدونه وكلا السببان لا يتوافران هنا لي.

لا بأس، الألم الجسدي الذي اشعر به لا يهم، كان علي إجبار نفسي واقناعها بهذا لاستطيع النطق والكلام.

انطفأت الشمعة التي كانت بيدها وحاولت النهوض متألمة.

قلت: “لماذا تراجعتي وتوقفتي؟! هل توقفت الحياة ولو لمرة واحدة من تسليط ظلمها عليك؟! هل أعطتك فرصة للراحة ولو لمرة واحدة؟! لماذا تريدين اعطائي فرصة لالتقاط النفس وانا المخطئ؟! أنا السبب لذا لا تتوقفي، انزلي السخط علي، حطمي جسدي وفتتي عظامي فأنا الخطيئة الملعونة التي دمرت حياتك، أنت لم تخطئي”.

_”لا بأس يا أمي، خففي بعض من ألمك هنا، وماذا بيديك أن تفعلي غير ذلك؟!”.

نظرت لعيني مباشرة ودموعها تسقط على وجنتها بلا أي صوت بكاء، قلبها محطم لا يستطيع البكاء من أجلي.

كنت بالعادة أبدأ بالتوسل والبكاء قبل أن يبدأ التعذيب حتى، كنت أضع اللوم على نفسي واعتذر.

حملت بيدها المرتجفة السوط وتجنبت العصا فقلت: “لا بأس اضربيني ودوسي علي، لأنهم أذوك أذيني، لأنهم حطموك حطميني، لأنهم سخروا منك اسخري مني ولأنهم هجروك اهجروني، لا بأس، اضربيني ولا تتجنبي رأسي ثم أسرعي إليهم واخبريهم، أحمليني وأريهم، اقتليني وناجيهم وبالنهاية لا انصحك بانتظار ردهم.

رأتها عيناي المعتادة على الظلام وهي بالكاد تنهض وسرعان ما غضبت وضربت الأرض بقدمها وصرخت بأعلى صوتها صراخ ناتج عن ألم ومعاناة لا حصر لها.

لا تنظري خلفك، لا تنظري لجثة ابنك بين يديهم بل اهجريهم أنت أيضاً، أريدك أن تلعنيني وتلعنيهم، إلعني آباءهم وابناءهم وأحفادهم وسلالتهم وأنسالهم وأجدادهم ولا تنسي أن تلعني نفسك أيضاً، العنينا جميعا لأننا بشر، أنت فقط ضعيفة وهم أقوياء، أنا فقط ضعيف وأنت قوية، لذا ماما، اللعنة علي وعليك وعليهم”.

فكرت بالأمر بينما هي تصعد السلم لاحضار شمعة أخرى فكانت إجابتي قطعا لا.

سقط السوط، سكن الريح، توقف النبض وسقط حمل كبير وأُدركت الحقيقة.

سئمت من تعدد العثرات وظلم الحياة الذي لم ينفك عنها فلما هنا أيضا تعثرت بحادثة سخيفة كهذه؟!

مدت يدها وهي تقترب مني بشفاه مرتجفة وقالت معتذرة بصوت باكي: “لا لا يا بني أنا ل__”.

شعرت بنعاس شديد وإرهاق محطم ورغبت بالعودة للنوم لكني جاهدت نفسي وبقيت انتظر عودة أمي لتعذبني مجدداً كما جرت العادة.

قاطعتها وقلت: “خسرت والداك وزوجك والذي كنت تظنيه عشيقك وها أنت تخسرين ابنك وتتركيه يتعفن لوحده هنا لكن لا بأس، أنت لستي ملامة فهم من تركوك ورموك بهذا المنزل لتتعفني وحيدة حبيسة لذا لا تلومي نفسك، فقط اكتفي بلعنهم وألعنيني وأنا سألعنك”.

والدتي لم تكن سيئة الحظ بل هي مجرد غبية ضعيفة منهزمة مكسورة.

اسرعت إلي وأمسكت كتفي متوسلة ناظرة بعيني وقالت: “عزيزي أرجوك لا”.

لا تنظري خلفك، لا تنظري لجثة ابنك بين يديهم بل اهجريهم أنت أيضاً، أريدك أن تلعنيني وتلعنيهم، إلعني آباءهم وابناءهم وأحفادهم وسلالتهم وأنسالهم وأجدادهم ولا تنسي أن تلعني نفسك أيضاً، العنينا جميعا لأننا بشر، أنت فقط ضعيفة وهم أقوياء، أنا فقط ضعيف وأنت قوية، لذا ماما، اللعنة علي وعليك وعليهم”.

قلت مؤكداً: “أمي اللعنة عليك، ماما اللعنة عليك”.

لا يحتاج الأمر لطول النظر فيه لمعرفة ما جرى، بكل بساطة لقد كسرت أمي على الأقل ثلاثة أو أربعة اضلع من ضلوع جسدي.

قالت باكية متوسلة وهي تضع رأسها لأول مرة أسفل من رأسي: “لا لا لا، أنا آسفة، أنا مخطئة، أنا آسفة، لا، لا، لا”.

ظهرت العروق على وجهها وأحمرت وجنتيها ونظرت لي بسخط غير راضية وحملت العصا الخشبية القوية وبأقوى ما لديها ضربت جانبي وظهر صوت قوي ومدوي لربما غادر القبو والمنزل أيضاً.

جثت على قدميها واحتضنتني وهي تبكي كأنها طفل لم يأكل منذ أيام.

الخيار الثاني لن يفيد أيضاً، لقد جربته منذ بدأ هذا الجحيم ولم أحصل على ما أريد بل العكس كنت ببكائي أسعد قلبها وألبي حاجتها بتفريغ غضبها.

لم يكن الألم السبب الوحيد الذي جعلني أستسلم للنوم فذلك الحضن بالفعل اعطاني شعور افتقدته منذ أمد وها أنا أستيقظ خارج ذلك القبو لأول مرة منذ أكثر من شهر لكني لا ساتيقظ كوني أوراغيري بل استيقظ كوني شخص آخر وكيان مختلف.

رأتها عيناي المعتادة على الظلام وهي بالكاد تنهض وسرعان ما غضبت وضربت الأرض بقدمها وصرخت بأعلى صوتها صراخ ناتج عن ألم ومعاناة لا حصر لها.

 

عادت وأشعلت الشمع المحيط بكلا جانبي لتحسين رؤيتها وكان ذلك مصدر ضوء مزعج لي ويمثل جحيم على وشك البدء.

كان جسدي مشوه بالفعل والدماء والرضوض لم تترك لنملة طريق على جسدي.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط