نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

خاصة الجحيم والشياطين 6

أمل زائف

أمل زائف

باليوم التالي لاعتذار والدتي استيقظت وكانت والدتي قد اعدت الإفطار من أجلي وتناولناه معاً وهي مبتسمة وتثرثر بكلام سايرتها به ومع اقترب وقت الظهيرة بدأت تضمحل وبدأ الحزن يتشكل على وجهها.

خرجتُ غاضباً وبقيت انتظر قدوم عشيق أمي وبالفعل أتى بجسده الضخم المقزز وبشعره البني المجدل وببشرته البيضاء المحمرة وكأنه مثل أعلى لكل رجل بهذه القرية، إنه يمثل قمة هرم رجال الفايكنج بشكله وقوته ومكانته فهو زعيم هذه القرية اللعينة، زعيم قرية الفايكنج أتى لمنزلنا كما جرت العادة.

سقط الجحيم على قلب والدتي عندما طرق الباب وكان الزائر جحيم غير مرحب به، والدتي خائفة ومترددة ولكن لا تستطيع رفضه فشعرتُ برغبة وشعور مختلف وأمسكت بيدي فجأة تفتح لهذين الرجلين الضخمين الباب.

القمر مكتمل بهذه الليلة الموحشة وأنا لا زلت بالغابة، لن أعود للمنزل بتاتاً وسأنام هنا.

قال أحد الزائرين: “انظر ماذا لدينا هنا، لم نرك منذ وقت طويل يا ابن الحرام، أين كنت؟!”.

لم يفهم الرجلان الموقف وتعجبا فكررت طلبي لكن لوكا امسك يده اليمنى بيده اليسرى وطقطق أصابعه وهو متوجه لي وقال: “يبدو أنك بحاجة لتأديب من البداية حتى النهاية، هل غيابك طوال هذه الفترة جعلك تظن أنك اكثر بقليل من مجرد حشرة؟!”

كان هذا الرجل يدعى لوكا وهو رجل مستفز بكلامه وكل حركاته لذا تجنبت النظر بعينيه وبقيت انظر للرجل الآخر الذي سرعان ما شعر بالقرف مني وقال: “أنت ابن عاهرة فاشل اضعف من تحمل ضربة واحدة لذا ابتعد بسرعة”.

لم تجرؤ أمي على معارضة الرجلين ونهرهم واكتفت بطلب مغادرتي وتركي للأمر لكنني تركتها وقلت: “هيا ارحلا”.

ابتسمت له وقلت: “رينالدو، تسخر مني بسبب امتلاكي لصفة تميزك وأنت أكثر شخص مشتهر بها؟!”.

تتقدم عدة وحوش أضخم مني حج وأشد رعب وقوة وتحاصرني من جميع الاتجاهات وأنا اصرخ، ليساعدني أحد أرجوكم، اي أحد، “ماما، ماماااااااااااااااا”.

غضب رينالدو وأمسكني من رقبتي ورفعني فأمسكه لوكا ليهدئه قليلاً لكنني تابعت غير مبالي بما سيحدث: “ألستما فاشلان مثلي تماما عجزتما عن إيجاد عمل لائق وتكوين عائلة فأتيتم لهنا حاملين معك فشلكم فقط لتخففوا عن__”.

تراجع رينالدو وبسق أرضاً وقال: “ستأتي هذه العاهرة متوسلة لي عندما تموتون جوعا”.

تركه لوكا وهو ساخط علي ورماني رينالدو أرضاً فاسرعت والدتي إلي حيث كانت مختبئة وما كانت ستخرج لولا صوت ارتطامي القوي بالأرض.

لست أكثر من حشرة لا تضر ولا تنفع، غيابي لم يشكل إلا أمر واحد بذهن الجميع وهو غياب عيب من عيوب القرية وجالب لسوء الحظ لقريتهم.

لم تجرؤ أمي على معارضة الرجلين ونهرهم واكتفت بطلب مغادرتي وتركي للأمر لكنني تركتها وقلت: “هيا ارحلا”.

طوال حياتي لم أذي أحد فلماذا أنا بهذا الشكل المقرف والاشخاص السيئون يبدون بأجمل مظهر؟!

لم يفهم الرجلان الموقف وتعجبا فكررت طلبي لكن لوكا امسك يده اليمنى بيده اليسرى وطقطق أصابعه وهو متوجه لي وقال: “يبدو أنك بحاجة لتأديب من البداية حتى النهاية، هل غيابك طوال هذه الفترة جعلك تظن أنك اكثر بقليل من مجرد حشرة؟!”

فقط أنا اقوى من ذلك الأرنب وتلك الوحوش اقوى مني، هكذا هو الأمر، هكذا سيسير الأمر، سأكون أقوى وأقتلهم وإن فشلت سأكون ضعيف أستحق الموت.

احتضنتني والدتي وغطت جسدي لكي لا يضربني لوكا الذي توقف أمامنا وقال: “ابتعدي عنه وإلا ضربت كليكما”.

لن أرحم أحد، كما اصطدت البارحة أرنب ولم أحزن وأشعر بأي شيء لقتله سأصطاد البشر، سأعاملهم بالمثل، القوي يأكل الضعيف.

قلت: “أنت ابتعد وارحل، لا نريد مالك، هيا ارحل”.

 

أخرج رينالدو سيفه غاضباً ونظر بعيني فارتعدت والدتي خائفة لكن شعور بداخلي اعطاني القوة فكررت كلامي وقلت وانا انظر لكليهما: “ارحلا”.

بالكاد استطعت تنظيم أنفاسي وشعرت أنني نجوت لكن قدماي لا تتحرك، لقد خارت قواي والدم غطى نصف وجهي بالفعل.

تراجع رينالدو وبسق أرضاً وقال: “ستأتي هذه العاهرة متوسلة لي عندما تموتون جوعا”.

نظرت عارياً للماء ورأيت انعكاس جسدي على المياه الراكدة.

غادر الرجلان وبقيت والدتي تحتضنني وهي خائفة فما كان مني إلا أن ربت على رأسها.

كانت ثملة ومتعبة فطلبت مني الابتعاد فابتعدت فحملتْ زجاجة المشروب لمتابعة الشرب وتحطيم نفسها أكثر وأكثر فحاولتُ منعها وأخذتُ الزجاجة من يدها وقلت: “أن بقيتي هكذا لن يتحسن الوضع أبدا”.

ذهبت للغابة بعد أن هدأتها، وحملت معي فأس تقطيع الحطب التي كانت لدينا.

غادر الرجلان وبقيت والدتي تحتضنني وهي خائفة فما كان مني إلا أن ربت على رأسها.

بذلت كل جهدي ونجحت بتنفيذ خطة اصطياد الأرنب التي تعلمتها بالنظر وعدت وبيدي أرنب جيد سيكفينا لعشاء اليوم وطعام الغد بأكمله.

كم أنا مقرف شنيع ومنفر!! هذا لا يطاق، حتى نفسي جعلوني ارغب بالهرب منها.

حثثت والدتي لطرد زائر الليلة لكنها بقيت تتجاهل كلامي وقالت انها لا تريد الأكل وسرعان ما اخرجت زجاجة المشروب وبدأت تعد المنزل لاستقبال ذلك الحقير الذي تحلم بأنه عشيقها وهو ليس إلا حثاله يستغلها ولا ينظر لها إلا على أنها امرأة لأغراض ليلية لا أكثر ولا أقل.

لكن لا، أنا لا أريد الموت بهذه الطريقة، أنا لا أريد أن أؤكل، لا هذا امر لا أستطيع تحمله، لا لا لا.

قالت لي بعد أن نصحتها بطرده: “يكفي يا بني، هيا أخرج، هذه امور لن تفهمها أبداً بهذا السن، فقط نحن الكبار من يفهمها”.

حثثت والدتي لطرد زائر الليلة لكنها بقيت تتجاهل كلامي وقالت انها لا تريد الأكل وسرعان ما اخرجت زجاجة المشروب وبدأت تعد المنزل لاستقبال ذلك الحقير الذي تحلم بأنه عشيقها وهو ليس إلا حثاله يستغلها ولا ينظر لها إلا على أنها امرأة لأغراض ليلية لا أكثر ولا أقل.

خرجتُ غاضباً وبقيت انتظر قدوم عشيق أمي وبالفعل أتى بجسده الضخم المقزز وبشعره البني المجدل وببشرته البيضاء المحمرة وكأنه مثل أعلى لكل رجل بهذه القرية، إنه يمثل قمة هرم رجال الفايكنج بشكله وقوته ومكانته فهو زعيم هذه القرية اللعينة، زعيم قرية الفايكنج أتى لمنزلنا كما جرت العادة.

هكذا سأكون أنا، شيطان يستتر خلف رداء الضعف والبؤس، لا يرحم عندما يكون الأقوى ويضع لنفسه قناع لا يمثله ويخفي وجهه الحقيقي.

نظرت له باشمئزاز فبادلني النظرة للحظة وتابع طريقه للمنزل وكأنه لم يراني.

بذلت كل جهدي ونجحت بتنفيذ خطة اصطياد الأرنب التي تعلمتها بالنظر وعدت وبيدي أرنب جيد سيكفينا لعشاء اليوم وطعام الغد بأكمله.

لست أكثر من حشرة لا تضر ولا تنفع، غيابي لم يشكل إلا أمر واحد بذهن الجميع وهو غياب عيب من عيوب القرية وجالب لسوء الحظ لقريتهم.

أفلتُ نفسي من يدها وهربت من المنزل وركضت للغابة.

صعدت لأعلى التلة على أمل رؤيتها وبالفعل وجدتها تجلس هناك كالعادة، فتاة أصغر مني بسنتين من القرية تدعى سايا وهي فتاة ضخمة جميلة تجلس على هذه التلة المعزولة والمطلة على القرية.

نزلت من أعلى التلة حزين وغاضب لكن سرعان ما جعلني قلبي اتأنى قليلاً، لقد ذكرني بأن سايا لا تتحدث لأحد بالقرية سوى والديها وهذا هو طبعها فهي قليلة الكلام ولكن ماذا في ذلك؟!

لا أعلم لما قطعت كل هذه المسافة لأصل لهذا المكان، شعرت أن رغبتي بالعودة فاقت رغبتي بالمتابعة فما كان مني إلا أن اقف حائراً حتى شعرت سايا بوجودي فنظرت للخلف وابتسمت لي كما جرت العادة فأُجبرتُ على متابعة الطريق والجلوس بجوارها والنظر للقرية اللعينة كما كنا نفعل عادة.

 

نحن لا نتكلم ولا نتواصل، نحن نكتفي بالجلوس والتأمل كما كنا نفعل بالعادة، لم اكن أفهمها جيداً، كانت تشبه الجميع ولكنني أشعر انها تعيش بعالم مختلف عن عالمهم.

تركه لوكا وهو ساخط علي ورماني رينالدو أرضاً فاسرعت والدتي إلي حيث كانت مختبئة وما كانت ستخرج لولا صوت ارتطامي القوي بالأرض.

كان صمت سايا مؤلم للغاية، صمتها قطّع جسدي بسكونه وآلم عقلي بطوله فاضطربت ونهضت مغادراً لكنها قالت: “سأنتظرك غداً أيضا”.

لا يمكنني السماح لأحد برؤيتي هكذا ولا استطيع تحريك جسدي، بالكاد فقط أصابعي تتحرك ووعي يتلاشى تدريجياً لكني لا استطيع النوم هكذا بالعراء، أنا خائف لكن لا مهرب لي من النوم.

لا اعلم ولا أفهم، أنا فقط متعب من التفكير، لماذا لم تسألني عن المكان الذي كنت مختفي فيه طوال هذا الوقت؟!

فقط أنا اقوى من ذلك الأرنب وتلك الوحوش اقوى مني، هكذا هو الأمر، هكذا سيسير الأمر، سأكون أقوى وأقتلهم وإن فشلت سأكون ضعيف أستحق الموت.

لماذا لم تسألني عن حالي؟! لماذا لم تتحدث إلي؟! لماذا لم تسألني عن هذا الندب الجديد الذي حصلت عليه بفترة غيابي؟!

تتقدم عدة وحوش أضخم مني حج وأشد رعب وقوة وتحاصرني من جميع الاتجاهات وأنا اصرخ، ليساعدني أحد أرجوكم، اي أحد، “ماما، ماماااااااااااااااا”.

نزلت من أعلى التلة حزين وغاضب لكن سرعان ما جعلني قلبي اتأنى قليلاً، لقد ذكرني بأن سايا لا تتحدث لأحد بالقرية سوى والديها وهذا هو طبعها فهي قليلة الكلام ولكن ماذا في ذلك؟!

بذلت كل جهدي ونجحت بتنفيذ خطة اصطياد الأرنب التي تعلمتها بالنظر وعدت وبيدي أرنب جيد سيكفينا لعشاء اليوم وطعام الغد بأكمله.

أنا المخطئ من البداية لرفع آمالي وانتظار ولو القليل من الإهتمام منها أو من أي أحد.

أدركت ما فعلته فجلست وأحتضنتني معتذرة لكن بلا فائدة، إنها كاذبة وإعتذاراتها هذه كاذبة لكنها ليست مذنبة، إن الذنب ذنبي لأني أصدقها بكل مرة.

هذه ليلة أخرى مخيبة للأمال لكنني أنا من جعلها كذلك، حاولت الدفاع عن عاهرة حقيرة واتجهت لمن خذلني وتركني عندما كنت بأمس حاجته لا مرة بل عديد المرات.

أريد أن أكون برعب تلك الوحوش، أريد أن أهاب بمجرد النظر لعيني لكن لا، ذلك لا ينفع، البشر وحوش مختلفة، كلما زادت بشاعة الحيوان كلما زادت هيبته وكلما أخاف خصمه.

ماذا أفعل؟! لمن التجئ؟! هذا قاسي بعض الشيء، أنه قاسي لدرجة لا تطاق، أنا أتحطم، أنا اتهوى، اريد أحد، أريد مكان، أريد شيء، فقط شيء واحد.

لديها ظهر مرتفع ولونها بني ولديها شعر كشعر الحصان بالأعلى وفكها أسود اللون ومرعب للغاية.

مخذول وحيد مقيد محطم معذب مشوه مغتصب وملعون، أنا كل شيء بائس بهذه الحياة.

لماذا لم تسألني عن حالي؟! لماذا لم تتحدث إلي؟! لماذا لم تسألني عن هذا الندب الجديد الذي حصلت عليه بفترة غيابي؟!

أسير للمكان الوحيد الذي يمكنني السير إليه وأجد ذلك الزعيم الحقير قد غادر بالفعل ووجدت والدتي مستهلكة كالعادة، جسدها مستخدم وعقلها مفرغ، دائماً ما كان يتركها هكذا، إنها لا تحب ذلك وتكرهه لكنها لا تستطيع كره ذلك الرجل.

أدركت ما فعلته فجلست وأحتضنتني معتذرة لكن بلا فائدة، إنها كاذبة وإعتذاراتها هذه كاذبة لكنها ليست مذنبة، إن الذنب ذنبي لأني أصدقها بكل مرة.

تشرب النبيذ وحالها يرثى له، إنها خاسرة فوضوية مستخدمة محرجة وكاره.

أقتربت هذه الوحوش مني تدريجياً وغريزة الأفتراس هي كل ما تظهره لكياني الضعيف.

اتجهت لها واحتضنت رأسها ومسحت خدي بخدها.

لا أعلم بالضبط ما هي هذه الوحوش التي تتضاعف وتظهر من العدم أمامي، أنا لم أرى شبيه لها من قبل، إنها وحوش تشبه الكلاب لكنها اكثر رعبا بألف مرة.

كانت ثملة ومتعبة فطلبت مني الابتعاد فابتعدت فحملتْ زجاجة المشروب لمتابعة الشرب وتحطيم نفسها أكثر وأكثر فحاولتُ منعها وأخذتُ الزجاجة من يدها وقلت: “أن بقيتي هكذا لن يتحسن الوضع أبدا”.

أقتربت هذه الوحوش مني تدريجياً وغريزة الأفتراس هي كل ما تظهره لكياني الضعيف.

نظرت لي بتلك العيون المرهقة وأطالت النظر ثم سرعان ما امتلأت عينيها بالطاقة وتحولت لحاقدة غاضبة وبلحظة سحبت الزجاجة الكبيرة من يدي وضربتني بها بأقوى ما لديها.

ماذا أفعل؟! لمن التجئ؟! هذا قاسي بعض الشيء، أنه قاسي لدرجة لا تطاق، أنا أتحطم، أنا اتهوى، اريد أحد، أريد مكان، أريد شيء، فقط شيء واحد.

فكرت بي كوني سبب حالها وأخرجت الكثير من الغضب الذي اجتمع بداخلها وضربتني تلك الضربة، سقطت أرضاً وبدأ العالم كله يدور وبدأ بصري يتلاشى تدريجياً لكن غضب عارم اجتاح جسدي من الداخل وسيطر علي وأعاد لي وعي.

سقط الجحيم على قلب والدتي عندما طرق الباب وكان الزائر جحيم غير مرحب به، والدتي خائفة ومترددة ولكن لا تستطيع رفضه فشعرتُ برغبة وشعور مختلف وأمسكت بيدي فجأة تفتح لهذين الرجلين الضخمين الباب.

نهضت بجسدي العلوي ورأيت الدماء تنزف من رأسي ورأيت أمي تقف أمامي غاضبة بشدة والنبيذ على الأرض يسيل كما بدأ الدم يسيل على وجهي.

لست أكثر من حشرة لا تضر ولا تنفع، غيابي لم يشكل إلا أمر واحد بذهن الجميع وهو غياب عيب من عيوب القرية وجالب لسوء الحظ لقريتهم.

بالكاد استطيع الرؤية وشتى المشاعر تتضارب بعقلي وكره جم بدأ يجتاح قلبي ومنبعه هو ذلك الغضب الذي اجتاحني.

لكن لا، أنا لا أريد الموت بهذه الطريقة، أنا لا أريد أن أؤكل، لا هذا امر لا أستطيع تحمله، لا لا لا.

كنت كالأحمق لا أزال متعلق بها وهي لا زالت كالوحش بحياتي، تستمر بخذلي وأنا الذي كدت اصدق كذبها ودموعها من أجلي.

أريد أن أكون برعب تلك الوحوش، أريد أن أهاب بمجرد النظر لعيني لكن لا، ذلك لا ينفع، البشر وحوش مختلفة، كلما زادت بشاعة الحيوان كلما زادت هيبته وكلما أخاف خصمه.

أدركت ما فعلته فجلست وأحتضنتني معتذرة لكن بلا فائدة، إنها كاذبة وإعتذاراتها هذه كاذبة لكنها ليست مذنبة، إن الذنب ذنبي لأني أصدقها بكل مرة.

نزلت من أعلى التلة حزين وغاضب لكن سرعان ما جعلني قلبي اتأنى قليلاً، لقد ذكرني بأن سايا لا تتحدث لأحد بالقرية سوى والديها وهذا هو طبعها فهي قليلة الكلام ولكن ماذا في ذلك؟!

أفلتُ نفسي من يدها وهربت من المنزل وركضت للغابة.

صعدت لأعلى التلة على أمل رؤيتها وبالفعل وجدتها تجلس هناك كالعادة، فتاة أصغر مني بسنتين من القرية تدعى سايا وهي فتاة ضخمة جميلة تجلس على هذه التلة المعزولة والمطلة على القرية.

كنت أكذب على نفسي وكنت أعللها بأمل زائف، كنت أتطلع لضوء بنهاية النفق ما كنت ببالغه بتاتاً، لن أعيش حياة جيدة مع والدتي ووالدتي لن تكون جيدة معي بتاتاً، لن تكون سوى شخص سيء آخر حالها كحال قاطني هذه القرية اللعينة جميعهم.

لن أرحم أحد، كما اصطدت البارحة أرنب ولم أحزن وأشعر بأي شيء لقتله سأصطاد البشر، سأعاملهم بالمثل، القوي يأكل الضعيف.

تابعت التوغل بالغابة وتوقفت عند اكبر شجرة صادفتها وجلست متكئاً عليها.

قالت لي بعد أن نصحتها بطرده: “يكفي يا بني، هيا أخرج، هذه امور لن تفهمها أبداً بهذا السن، فقط نحن الكبار من يفهمها”.

مسحت الدم عن وجهي ونظرت ليدي، هناك الكثير من الدماء، هذه الدماء كفيلة بقتلي، أمي كانت تريد قتلي، كانت غاضبة ولا يوجد أصدق من الغضب، الغضب يخرج دفائن حقد القلب، سواء كانت تلك الدفائن من شخص نحبه أو يحبنا فذلك لا ينفي حقيقة أن هذه الدفائن صادقة وتمثل نظرة الشخص المقابل لنا.

من هذه اللحظة أنا شخص مختلف، سأدمرهم جميعاً، سأنتقم وسأجعل عيونهم لا تتذوق طعم للراحة، سأجعل ليلهم قلق وسأجعل نهارهم جحيم ومشقة وسأجعل هذا مسعاي وهدفي.

الأمر لا يحتاج للتفكير فالجميع اعدائي ولا احد بصفي وأولهم أمي، جميع البشر بجهة وأنا وجسدي المتهالك بجهة أخرى ونسعى للحصول على يأسهم جميعا.

نظرت لي بتلك العيون المرهقة وأطالت النظر ثم سرعان ما امتلأت عينيها بالطاقة وتحولت لحاقدة غاضبة وبلحظة سحبت الزجاجة الكبيرة من يدي وضربتني بها بأقوى ما لديها.

لن أعود للمنزل فأنا لا منزل لي، لن أعود للسرير فأنا لا نوم وراحة من أجلي وهذا ما علي ان أمليه على نفسي لتتقدم.

تابعت التوغل بالغابة وتوقفت عند اكبر شجرة صادفتها وجلست متكئاً عليها.

القمر مكتمل بهذه الليلة الموحشة وأنا لا زلت بالغابة، لن أعود للمنزل بتاتاً وسأنام هنا.

تشرب النبيذ وحالها يرثى له، إنها خاسرة فوضوية مستخدمة محرجة وكاره.

كادت عيني تغفو وإذا بوهج لامع يكرر نفسه، ما هذا؟!

فكرت بي كوني سبب حالها وأخرجت الكثير من الغضب الذي اجتمع بداخلها وضربتني تلك الضربة، سقطت أرضاً وبدأ العالم كله يدور وبدأ بصري يتلاشى تدريجياً لكن غضب عارم اجتاح جسدي من الداخل وسيطر علي وأعاد لي وعي.

تلاشى كل النوم من عيني بلحظة فزعي ونهوضي وعندما ركزت النظر وجدت عيون مضيئة ظهرت من الظلام أفزعتني ولاشت النوم من جسدي.

غادر الرجلان وبقيت والدتي تحتضنني وهي خائفة فما كان مني إلا أن ربت على رأسها.

لا أعلم بالضبط ما هي هذه الوحوش التي تتضاعف وتظهر من العدم أمامي، أنا لم أرى شبيه لها من قبل، إنها وحوش تشبه الكلاب لكنها اكثر رعبا بألف مرة.

كنت أكذب على نفسي وكنت أعللها بأمل زائف، كنت أتطلع لضوء بنهاية النفق ما كنت ببالغه بتاتاً، لن أعيش حياة جيدة مع والدتي ووالدتي لن تكون جيدة معي بتاتاً، لن تكون سوى شخص سيء آخر حالها كحال قاطني هذه القرية اللعينة جميعهم.

لديها ظهر مرتفع ولونها بني ولديها شعر كشعر الحصان بالأعلى وفكها أسود اللون ومرعب للغاية.

شعرت أن كل الحياة ضدي حتى الحيوانات والطبيعة، شعرت أن كل شيء أحاط بي وطعنني بصدري.

أقتربت هذه الوحوش مني تدريجياً وغريزة الأفتراس هي كل ما تظهره لكياني الضعيف.

كان شكلي مقرفاً سيئاً لا يُنظر إليه حتى، تساءلت، لماذا أنا بهذا القرف؟!

لكن لا، أنا لا أريد الموت بهذه الطريقة، أنا لا أريد أن أؤكل، لا هذا امر لا أستطيع تحمله، لا لا لا.

حثثت والدتي لطرد زائر الليلة لكنها بقيت تتجاهل كلامي وقالت انها لا تريد الأكل وسرعان ما اخرجت زجاجة المشروب وبدأت تعد المنزل لاستقبال ذلك الحقير الذي تحلم بأنه عشيقها وهو ليس إلا حثاله يستغلها ولا ينظر لها إلا على أنها امرأة لأغراض ليلية لا أكثر ولا أقل.

تتقدم عدة وحوش أضخم مني حج وأشد رعب وقوة وتحاصرني من جميع الاتجاهات وأنا اصرخ، ليساعدني أحد أرجوكم، اي أحد، “ماما، ماماااااااااااااااا”.

لست أكثر من حشرة لا تضر ولا تنفع، غيابي لم يشكل إلا أمر واحد بذهن الجميع وهو غياب عيب من عيوب القرية وجالب لسوء الحظ لقريتهم.

صرخت بتلك الليلة المظلمة ولم يكن هناك أي جواب، اقتربت الوحوش أكثر وأكثر لكنها فجأة أرتعبت وكأن شيء ما ظهر من خلفي وجعلها تهرب جميعها ولا تنظر للخلف.

غضب رينالدو وأمسكني من رقبتي ورفعني فأمسكه لوكا ليهدئه قليلاً لكنني تابعت غير مبالي بما سيحدث: “ألستما فاشلان مثلي تماما عجزتما عن إيجاد عمل لائق وتكوين عائلة فأتيتم لهنا حاملين معك فشلكم فقط لتخففوا عن__”.

نظرت للخلف وانا خائف من ظهور شيء أشد رعب مما رأيت ولكن لم أرى أي شيء فهدأ قلبي.

لا اعلم ولا أفهم، أنا فقط متعب من التفكير، لماذا لم تسألني عن المكان الذي كنت مختفي فيه طوال هذا الوقت؟!

بالكاد استطعت تنظيم أنفاسي وشعرت أنني نجوت لكن قدماي لا تتحرك، لقد خارت قواي والدم غطى نصف وجهي بالفعل.

بالكاد استطعت تنظيم أنفاسي وشعرت أنني نجوت لكن قدماي لا تتحرك، لقد خارت قواي والدم غطى نصف وجهي بالفعل.

لا يمكنني تسليم نفسي للنوم لكن أين اذهب؟!

فكرت بي كوني سبب حالها وأخرجت الكثير من الغضب الذي اجتمع بداخلها وضربتني تلك الضربة، سقطت أرضاً وبدأ العالم كله يدور وبدأ بصري يتلاشى تدريجياً لكن غضب عارم اجتاح جسدي من الداخل وسيطر علي وأعاد لي وعي.

لا يمكنني السماح لأحد برؤيتي هكذا ولا استطيع تحريك جسدي، بالكاد فقط أصابعي تتحرك ووعي يتلاشى تدريجياً لكني لا استطيع النوم هكذا بالعراء، أنا خائف لكن لا مهرب لي من النوم.

صرخت بتلك الليلة المظلمة ولم يكن هناك أي جواب، اقتربت الوحوش أكثر وأكثر لكنها فجأة أرتعبت وكأن شيء ما ظهر من خلفي وجعلها تهرب جميعها ولا تنظر للخلف.

أستيقظت على ضوء الشمس وأستطعت النهوض أخيراً بعد تلقي بعض الطاقة من ذلك الجحيم.

حثثت والدتي لطرد زائر الليلة لكنها بقيت تتجاهل كلامي وقالت انها لا تريد الأكل وسرعان ما اخرجت زجاجة المشروب وبدأت تعد المنزل لاستقبال ذلك الحقير الذي تحلم بأنه عشيقها وهو ليس إلا حثاله يستغلها ولا ينظر لها إلا على أنها امرأة لأغراض ليلية لا أكثر ولا أقل.

اتجهت للبحيرة القريبة من القرية واغتسلت هناك وشعرت بقلبي ككتلة معدنية ثقيلة للغاية، كتلة أتعبت صدري وجسدي وجعلتني أثق مرة أخرى بالبشر فما كان منهم إلا أن يمنحوني الخذلان.

فقط أنا اقوى من ذلك الأرنب وتلك الوحوش اقوى مني، هكذا هو الأمر، هكذا سيسير الأمر، سأكون أقوى وأقتلهم وإن فشلت سأكون ضعيف أستحق الموت.

شعرت أن كل الحياة ضدي حتى الحيوانات والطبيعة، شعرت أن كل شيء أحاط بي وطعنني بصدري.

غادر الرجلان وبقيت والدتي تحتضنني وهي خائفة فما كان مني إلا أن ربت على رأسها.

نظرت عارياً للماء ورأيت انعكاس جسدي على المياه الراكدة.

سقط الجحيم على قلب والدتي عندما طرق الباب وكان الزائر جحيم غير مرحب به، والدتي خائفة ومترددة ولكن لا تستطيع رفضه فشعرتُ برغبة وشعور مختلف وأمسكت بيدي فجأة تفتح لهذين الرجلين الضخمين الباب.

كان شكلي مقرفاً سيئاً لا يُنظر إليه حتى، تساءلت، لماذا أنا بهذا القرف؟!

نظرت له باشمئزاز فبادلني النظرة للحظة وتابع طريقه للمنزل وكأنه لم يراني.

طوال حياتي لم أذي أحد فلماذا أنا بهذا الشكل المقرف والاشخاص السيئون يبدون بأجمل مظهر؟!

ذهبت للغابة بعد أن هدأتها، وحملت معي فأس تقطيع الحطب التي كانت لدينا.

ألهذا السبب لم تتكلم معي سايا البارحة؟! أنها لا تتكلم مع احد بالعادة لكنها كانت تتكلم معي من وقت لآخر بالماضي، البارحة بالذات لم تتكلم معي وكيف تتكلم معي وأنا بهذا الشكل المقرف؟!

كنت كالأحمق لا أزال متعلق بها وهي لا زالت كالوحش بحياتي، تستمر بخذلي وأنا الذي كدت اصدق كذبها ودموعها من أجلي.

كم أنا مقرف شنيع ومنفر!! هذا لا يطاق، حتى نفسي جعلوني ارغب بالهرب منها.

هذه ليلة أخرى مخيبة للأمال لكنني أنا من جعلها كذلك، حاولت الدفاع عن عاهرة حقيرة واتجهت لمن خذلني وتركني عندما كنت بأمس حاجته لا مرة بل عديد المرات.

خرجت من الماء وارتديت ملابسي ونظرت لنفسي مرة أخيرة، أريد النهوض والبحث عن ذات أقوى من ذاتي فاتصنع قوتها واتطبع بطبعها.

البشر عكس ذلك، كلما ازدادت قوتهم ووحشيتهم بحثو لانفسهم عن ستر يسترون به مكرهم وقوتهم، يستترون خلف رداء المنصب وخلف رداء جمال المنظر وحسن الوجه، إنهم هكذا، شياطين خلف أقنعة.

أريد أن أكون برعب تلك الوحوش، أريد أن أهاب بمجرد النظر لعيني لكن لا، ذلك لا ينفع، البشر وحوش مختلفة، كلما زادت بشاعة الحيوان كلما زادت هيبته وكلما أخاف خصمه.

تلاشى كل النوم من عيني بلحظة فزعي ونهوضي وعندما ركزت النظر وجدت عيون مضيئة ظهرت من الظلام أفزعتني ولاشت النوم من جسدي.

البشر عكس ذلك، كلما ازدادت قوتهم ووحشيتهم بحثو لانفسهم عن ستر يسترون به مكرهم وقوتهم، يستترون خلف رداء المنصب وخلف رداء جمال المنظر وحسن الوجه، إنهم هكذا، شياطين خلف أقنعة.

كانت ثملة ومتعبة فطلبت مني الابتعاد فابتعدت فحملتْ زجاجة المشروب لمتابعة الشرب وتحطيم نفسها أكثر وأكثر فحاولتُ منعها وأخذتُ الزجاجة من يدها وقلت: “أن بقيتي هكذا لن يتحسن الوضع أبدا”.

هكذا سأكون أنا، شيطان يستتر خلف رداء الضعف والبؤس، لا يرحم عندما يكون الأقوى ويضع لنفسه قناع لا يمثله ويخفي وجهه الحقيقي.

نظرت للخلف وانا خائف من ظهور شيء أشد رعب مما رأيت ولكن لم أرى أي شيء فهدأ قلبي.

لن أرحم أحد، كما اصطدت البارحة أرنب ولم أحزن وأشعر بأي شيء لقتله سأصطاد البشر، سأعاملهم بالمثل، القوي يأكل الضعيف.

لم يفهم الرجلان الموقف وتعجبا فكررت طلبي لكن لوكا امسك يده اليمنى بيده اليسرى وطقطق أصابعه وهو متوجه لي وقال: “يبدو أنك بحاجة لتأديب من البداية حتى النهاية، هل غيابك طوال هذه الفترة جعلك تظن أنك اكثر بقليل من مجرد حشرة؟!”

فقط أنا اقوى من ذلك الأرنب وتلك الوحوش اقوى مني، هكذا هو الأمر، هكذا سيسير الأمر، سأكون أقوى وأقتلهم وإن فشلت سأكون ضعيف أستحق الموت.

اتجهت لها واحتضنت رأسها ومسحت خدي بخدها.

على الجميع أن يعلم أن هذه هي الحقيقة وعليه إدراكها جيداً، القوي يأكل الضعيف، على الضعيف تناسى البكاء وعليه السعي ليصبح أقوى كإحدى تلك الوحوش.

هكذا سأكون أنا، شيطان يستتر خلف رداء الضعف والبؤس، لا يرحم عندما يكون الأقوى ويضع لنفسه قناع لا يمثله ويخفي وجهه الحقيقي.

من هذه اللحظة أنا شخص مختلف، سأدمرهم جميعاً، سأنتقم وسأجعل عيونهم لا تتذوق طعم للراحة، سأجعل ليلهم قلق وسأجعل نهارهم جحيم ومشقة وسأجعل هذا مسعاي وهدفي.

غضب رينالدو وأمسكني من رقبتي ورفعني فأمسكه لوكا ليهدئه قليلاً لكنني تابعت غير مبالي بما سيحدث: “ألستما فاشلان مثلي تماما عجزتما عن إيجاد عمل لائق وتكوين عائلة فأتيتم لهنا حاملين معك فشلكم فقط لتخففوا عن__”.

 

لم يفهم الرجلان الموقف وتعجبا فكررت طلبي لكن لوكا امسك يده اليمنى بيده اليسرى وطقطق أصابعه وهو متوجه لي وقال: “يبدو أنك بحاجة لتأديب من البداية حتى النهاية، هل غيابك طوال هذه الفترة جعلك تظن أنك اكثر بقليل من مجرد حشرة؟!”

قالت لي بعد أن نصحتها بطرده: “يكفي يا بني، هيا أخرج، هذه امور لن تفهمها أبداً بهذا السن، فقط نحن الكبار من يفهمها”.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط