نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

خاصة الجحيم والشياطين 13

جحيم الحياة ونعيم الموت

جحيم الحياة ونعيم الموت

بيلي تتحدث:

لكن هذا التفجير والسحق والضرب لم ينتهي بتاتا، عقلي يتهالك، قلبي يتقطع وجسدي يخرج عن السيطرة.

هلاك وسقوط، كلمتان تلخصان المرحلة السيئة التي أمر بها.

كنت سأضع ما حدث بطفولتي خلف ظهري وانطلق كوني بيلي الفتاة اللطيفة التي تساعد الجميع وتتلقى لطفهم بالمقابل.

لا أعلم ما هو الصواب والخطأ فأنا فقط اتلقى الجحيم بلا خيار، عقوبة استحقها بالفعل، كان علي الهرب لكن لم يعد هذا الخيار متاح لي الآن.

إناء ماء وشيطانان بدآ يغسلا جسدي القذر الذي ترك البارحة بقذارته ونجاسته ولكنهما نجساه مرة أخرى وهما مستمتعان بابتسامة شريرة علت وجوههم التي لا أرغب برؤيتها.

أنا  يالكاد أملك أدنى قوة للنهوض، جسدي محطم وعقلي خائف ولا استطيع التوقف عن التفكير.

لا نعرف اسماءنا ولا نعرف من نحن ولا نريد المعرفة، نريد انتهاء اليوم فقط.

أين المهرب؟! أين الخلاص؟! لقد خرجت من جحيم أسوأ من هذا الجحيم لكن هل حقا سأُمنح فرصة أخرى؟!

نحن بعيدين قرابة العشر أمتار عن بوابة الكهف والضوء خافت للغاية وبالكاد استطيع رؤية نفسي لكني لا أرى صاحب الصوت الذي يستقر بعمق الكهف بعيداً عني متوغلاً أكثر بالظلمة.

انا لا أريد فرصة أخرى بهذه الحياة، أريد نقاء وصفاء، أريد عدم التفكير، أريد فضاء واسع أسود ولا شيء آخر، أهكذا هو الموت؟! هكذا يقال وما يقال جميل للغاية.

إناء ماء وشيطانان بدآ يغسلا جسدي القذر الذي ترك البارحة بقذارته ونجاسته ولكنهما نجساه مرة أخرى وهما مستمتعان بابتسامة شريرة علت وجوههم التي لا أرغب برؤيتها.

فُتح الباب ولم يفزع قلبي حتى، لقد اعتدت الأمر، سحبت من يدي وكشف عني الغطاء الذي هو الشيء الوحيد الذي يستر جسدي ثم حُملت ورُميت بالغرفة.

قال: “تحركِ وأفعلِ ما يخبرك به عقلك، انظرِ لوجهي جيدا، انظر لوجهيهما، انظر لأجسادهم، انظر لحالهم، انظر لحالك، انظر لجسدك، انظر لوجهك، انظر للوضع وقرري، فكرِ بالمستقبل وبالماضي وقررِ الحاضر، لن اجبرك، الخيار لكي لتمسحي الماضي وتتقدمي”.

إناء ماء وشيطانان بدآ يغسلا جسدي القذر الذي ترك البارحة بقذارته ونجاسته ولكنهما نجساه مرة أخرى وهما مستمتعان بابتسامة شريرة علت وجوههم التي لا أرغب برؤيتها.

الجدان كانا يشكلان حاجز بيني وبين جحيم شرهم وبمجرد موت الجدين بدأ التحرش الاغتصاب لكن لم أتخيل بتاتا أن يصل الأمر إلى هذا الحد.

دمية، تعريف جسدي الذي استخدم كأداة للأستمتاع وجني المال لتوأمين شيطانان لا يعرفان معنى الرحمة بتاتاً.

نهضت، استطعت النهوض ومحاربة الألم، ألم اليوم أفضل من ألم ألف يوم بالمستقبل.

كانا مثل أخوتي تماما عندما كانا صغيران لكنهما سمحا للظلام بالسيطرة عليهم وخسروا إنسانيتهم.

كان المنظر لوحده كفيل بقتل رجل من شدة رعبه ورهبته لكنني رأيت أسوأ من ذلك.

الجدان كانا يشكلان حاجز بيني وبين جحيم شرهم وبمجرد موت الجدين بدأ التحرش الاغتصاب لكن لم أتخيل بتاتا أن يصل الأمر إلى هذا الحد.

وقف هءا الرجل بجانبهم وقال بكل برود: “افعلي ما يجب”.

كان علي الهرب لكني لم ارغب بمواجهة الحياة الخارجية وفضلت البقاء مع عائلتي، مع أشخاص كنت أحبهم وظننت أني أعرفهم، كنت أعرف قشورهم وشكلهم الخارجي وغابت حقيقتهم عن بصري، حقيقة الإنسان تظهر بالظلمة، حين يمنح السلطة والقوة تظهر حقيقة الإنسان.

نهضت، استطعت النهوض ومحاربة الألم، ألم اليوم أفضل من ألم ألف يوم بالمستقبل.

أنا لم أكن أعرف أخوتي، لم يخبرني أحد ولم يرشدني مخلوق، هذه النتيجة التي ستحدث لا محالة عند ترك فتاة صغيرة وحيدة بعالم واسع مليء بالشرور.

قال: “انظري إلي” فنظرت ثم صدر صوت خطوات ذلك الرجل الذي كان يخاطبني وكان صوت خطواته يقترب.

أنا وحيدة بمواجهة الجحيم مرة أخرى وأنا التي لم تتعافى بعد من جحيم طفولتها.

باعوني بسعر بخس كالعادة لكن ما هذا؟! هذا كثير!! قلبي فَزِع وروحي ستخرج من جسدي طالبة رحمة ونهض جسدي صدمة.

لا يلام أحد سواي، كان خطئي، إنه مصير حتمي أتى إلي واستغل ضعفي وسكوني وعدم هربي.

لم افكر أبداً ومددت جسدي ونمت، شعرت بالارتخاء وبالارتواء وبشعور لم أشعر به منذ زمن مديد.

كنت سأضع ما حدث بطفولتي خلف ظهري وانطلق كوني بيلي الفتاة اللطيفة التي تساعد الجميع وتتلقى لطفهم بالمقابل.

من هذا ولماذا يتحدث هكذا؟!

عاملني الجدين بلطف عندما كنت أفعل شيء حسن لهما وأخوي فعلا المثل كذلك، قررت الإستمرار بهذه الخطوات لعيش حياة جيدة يملؤها الحب.

نعم بيدي قوة، أما السعي وراء الحياة وأما ترك الأمور لرحمة الآخرين، مددت يدي بصعوبة، تناولت وعاء الماء وشربت لكنني لم أرتوي.

لم تكن سوى بضع خطوات حتى أدركت الأمر تماما، الجحيم ليس ما يوجد بالهوامش بل هو ما يوجد بالصفحة الرئيسية لكل ضعيف يمكن أن يُستغل، بمجرد أن يُمسِك بك أحد من يدك التي تؤلمك لن يفلتك حتى يحرقك بسعير جحيمه، لأنك ضعيف حياتك كلها ستكون خوف وضعف وبؤس.

أمامي طعام كثير لكن أين أنا وكيف وصلت لهنا؟! آااه هذا مؤلم للغاية، بمجرد تحريك جسدي حركة صغيرة شعرت بالدمار الشامل داخلياً وخارجياً.

فقط ما أريده هو الموت لكن حتى هذا بعيد، أوصلوني لأطراف القرية بالعربة وعندما وصلنا رموني بالكهف وذهبوا ليتموا صفقتهم.

انه يضعني بموقف ليقربني بشدة من فعل الخيار الذي يريده، يريدني أن أفعل ما يظنه هو أنه صائب، إذا تراجعت سأكون ضعيفة بنظره ولا أعلم ماذا يمكن أن يفعل بي.

باعوني بسعر بخس كالعادة لكن ما هذا؟! هذا كثير!! قلبي فَزِع وروحي ستخرج من جسدي طالبة رحمة ونهض جسدي صدمة.

ماذا؟! لماذا؟! توقف أنا لست مستعد وأنا خائفة، دموعي بدأت تنزل وبدأت أشهق خيفة وشفتاي بدأت ترتجف، هذا مخيف لكن فجأة صرخ وقال: “أخرسيي”.

ارتجفت كل حواسي وصرخت كأنها النهاية، لا هذا جحيم لست مستعدة له، أنهم أكثر من عشر رجال ليسوا بشباب صغار، هؤلاء وحوش اشتروا جسدي.

حمل أخي الشي ضريه ورفعه للأعلى ثم ألقاه على الأرض بكل هدوء وجعل بطنه للأعلى وداس بعنف وقوة بقدمه على البطن الذي اخرج كل ما بداخله من دماء.

أُغلق عيني ولا أرى شيء، لا بأس يا أنا لن يكون الألم شديد، سينهار جسدي بسرعة، سينتهي الأمر بطرفة عين.

انا لا أريد فرصة أخرى بهذه الحياة، أريد نقاء وصفاء، أريد عدم التفكير، أريد فضاء واسع أسود ولا شيء آخر، أهكذا هو الموت؟! هكذا يقال وما يقال جميل للغاية.

لكن هذا التفجير والسحق والضرب لم ينتهي بتاتا، عقلي يتهالك، قلبي يتقطع وجسدي يخرج عن السيطرة.

قال: “لو امتلك جميع الاطفال فرص متساوية وعادلة منذ ولادتهم وحتى بلوغهم لما كان العالم بهذا السوء، أنت ما زلت طفلة رقيقة ليس عليك ان تخافي بعد الان”.

لا تفكري، لا تفكري، لا تفكري، هاي لا تفكري.

تبعته وأنا أجر جريمة بشعة بيدي سقط عليها ضوء القمر بوسط الغابة فجأة.‬‬‬‬

آاااه إنني أستعيد وعي، أين أنا بالضبط؟! هذا يبدو مختلف قليلاً عن الكهف الذي كنت بداخله.

غادر الرجل الضخم وترك وحش وأرنب، بدأت بتمزيق أذنيه ثم قطّعت اعضائه التناسلية ثم أخرجت عينيه من رأسه وامسكت حجر وفتت اسنانه وقطعت خده وشعرت انه يلفظ انفاسه الاخيرة فطعنته ببطنه ثلاث طعنات وبعد لحظة ختمت العرض بطعنة بقلبه.

أمامي طعام كثير لكن أين أنا وكيف وصلت لهنا؟! آااه هذا مؤلم للغاية، بمجرد تحريك جسدي حركة صغيرة شعرت بالدمار الشامل داخلياً وخارجياً.

بيلي تتحدث:

كان هنالك ماء بجانب الطعام، أنا أحتاجه، أحتاج الماء، أحتاج الطعام، أحتاج النهوض لكن لا شيء من أجلي كيف سيكون هذا من أجل شخص مثلي؟! من قد يمنح شخص مثلي بهذه الحياة؟!

قال: “من يرضى بالقليل يبقى بالأسفل، نحن الجائعون من نصعد وننهش بكم ونأكلكم أنتم، أنتم من يرضا بالقليل”.

أنا لا أشعر سوى بالألم، من أجلي لا حياة بل مجرد جحيم، لا حركة بل مجرد قيد، لا ضوء بل مجرد ظلام، هذه هي حياتي.

اخذت الماء وارتويت، شربت وشربت أكثر من حاجتي حتى، حملت قطعة اللحم وأكلت، انهيت كل شيء أمامي ولم أترك سوى الاوعية وإناء الماء.

“انهضي أيتها العاهرة ها هو ما تحتاجينه أمامك لماذا لم تركضِ له بيديك وقدميك؟!” صوت رجل أفزعني صدر من عمق الكهف.

قال الرجل وهو ييقظ التوأمين بعنف: “هاي استيقظا بسرعة، استيقظ ايها الأحمق، أنت استيقظ”.

تابع كلامه قائلاً: “ها أنت تستسلمين وتفوتين فرصة أخرى للخلاص، كم هي عدد الفرص التي فوتها قبل وصولك لهنا؟!”.

بقي صوت الشهيق هو الصوت الوحيد الذي يقطع الصمت الحاد الذي عم هذه الليلة.

ماذا؟! من هناك؟! أنا خائفة، أظهر نفسك، أنه صوت مرعب لكنه صادق.

أنا لا أشعر سوى بالألم، من أجلي لا حياة بل مجرد جحيم، لا حركة بل مجرد قيد، لا ضوء بل مجرد ظلام، هذه هي حياتي.

تابع: “هل تعلمين من أنا؟! هل تستطيعين التخمين؟! ماذا تظنين؟! هيا أجيبيني”.

نظر إلي ببرود عند باب الكهف فرأيت شيء لم أره من قبل، إنه يبدو شاب أكثر مما ظننت، لديه شعر أبيض مربوط ووجهه مشوه قليلاً وجسده ضخم وقوي.

من هذا ولماذا يتحدث هكذا؟!

كان المنظر لوحده كفيل بقتل رجل من شدة رعبه ورهبته لكنني رأيت أسوأ من ذلك.

أكمل كلامه: “أنا سأخاطبك باسم الحياة، سأخبرك قوانينها وخياراتها وأنت حرة، البشر يولدوا مخيرين، لكنهم ليسو متساوين بسعة خياراتهم، اتمنى أن تكوني مستعدة لأن هناك سكين بيدي وهي على أتم الاستعداد لتقطيعك”.

كانت جراحهم جديدة ولم يتم العناية بها لذا هم إما ميتين أو على وشك الموت.

ماذا؟! لماذا؟! توقف أنا لست مستعد وأنا خائفة، دموعي بدأت تنزل وبدأت أشهق خيفة وشفتاي بدأت ترتجف، هذا مخيف لكن فجأة صرخ وقال: “أخرسيي”.

جررته معي وخرجت لأري هذا الشاب أنني استحق الأمر، أريته أنني جائعة، أريته أنني أتضور جوعاً من أجل الخلاص، من اجل النجاة سأتضور جوعاً.

صُدم قلبي ولم استطع السيطرة على أنفاسي لكن هناك شيء بداخلي دفعني للنظر، النظر لصاحب هذا الصوت.

نحن بعيدين قرابة العشر أمتار عن بوابة الكهف والضوء خافت للغاية وبالكاد استطيع رؤية نفسي لكني لا أرى صاحب الصوت الذي يستقر بعمق الكهف بعيداً عني متوغلاً أكثر بالظلمة.

انا لا اشبههم، أنا لا أريد فعل ما يفعلوه، هذا الجحيم لا اريده، لا أريد فعله ولا أريد ان يفعل بي.

بعد أن صرخ علي صمت، توقفت عن البكاء لكن الشهيق لم يتوقف.

كلامه هذا؟! وكأنه يخاطبني بكلام أود سماعه، تأنيب ولوم علي تلقيه، أنا لم اسمع بحياتي صوت قريب لهذه الدرجة، كأنه يصدر من فم يخاطب قلبي.

قال هذا الرجل بصوت أقل حدة: “لماذا تبكين؟! ألم يخبرك أحد بحقيقة البكاء؟! ألم تفكري ولو لمرة بالبكاء؟! لا بأس، أنا سأخبرك وأريح رأسك الفارغ من عناء التفكير، البكاء هو فطرة لدى الإنسان، يبكي الإنسان منذ ولادته فيبكي لسببين رئيسيين أولهما للحصول على ما يحتاجه والاخر هو لأنه ضعيف ولا يملك حيلة أخرى للحصول على ما يريد.

أنا لا أشعر سوى بالألم، من أجلي لا حياة بل مجرد جحيم، لا حركة بل مجرد قيد، لا ضوء بل مجرد ظلام، هذه هي حياتي.

فكري جيداً، هل يتوفر لكي أحد السببين؟! سأجيب عنك.

احتاج للعودة من جديد، أحتاج لبناء نفسي مرة أخرى، بناء شخصية وذات جديدة ثم الخروج للمحاربة والمكافحة، أحتاج للابتسام لوجوه اكرهها ولا اتقبلها.

لا، لا تملكين أحد السببين لكنك تملكين سبب ثالث مزيف، تخفيف الألم بالبكاء، تظنون أيها الحمقى أن البكاء يخفف الألم، الانتقام يخفف الألم، النجاح يخفف الألم، النصر يخفف الألم، ألم الآخرين يخفف الألم”.

استيقظت وشعرت عند استيقاظي بأني نمت لوقت طويل، ذلك الرجل لم يصدر أي صوت خلال نومي ولم يصدر أي حركة لكنه قال فجأة عندما استيقظت: “انهضي”.

كلامه هذا؟! وكأنه يخاطبني بكلام أود سماعه، تأنيب ولوم علي تلقيه، أنا لم اسمع بحياتي صوت قريب لهذه الدرجة، كأنه يصدر من فم يخاطب قلبي.

صُدم قلبي ولم استطع السيطرة على أنفاسي لكن هناك شيء بداخلي دفعني للنظر، النظر لصاحب هذا الصوت.

تابع: “الآن سأخاطبك باسم الحياة، هل ستأكلين وتشربين وتعيشين ام أنك ستموتين؟! لا فرصة أخرى ولا وقت للتفكير قرري فالسكين بيدي”.

ارتجفت كل حواسي وصرخت كأنها النهاية، لا هذا جحيم لست مستعدة له، أنهم أكثر من عشر رجال ليسوا بشباب صغار، هؤلاء وحوش اشتروا جسدي.

نعم بيدي قوة، أما السعي وراء الحياة وأما ترك الأمور لرحمة الآخرين، مددت يدي بصعوبة، تناولت وعاء الماء وشربت لكنني لم أرتوي.

اقتربت من أحد التوامين البشعين وضربته بقبضة يدي على وجهه وبالتحديد على الرض الملون على وجهه.

أخذت حبتين عنب وأكلتهن ونظرت لمصدر الصوت وشعرت أنني بدأت ألمح ملامح من حجمه وشكلة وكان يبدو رجل بشعر طويل وبلا لحية.

لا افهم، ماذا تعني؟! هل أنا.. ماذا؟! من؟ ماذا؟ لماذا؟ اين؟ ومتى؟ كله لا يهم، نفذي فقط.

قال: “من يرضى بالقليل يبقى بالأسفل، نحن الجائعون من نصعد وننهش بكم ونأكلكم أنتم، أنتم من يرضا بالقليل”.

اقتربت من أحد التوامين البشعين وضربته بقبضة يدي على وجهه وبالتحديد على الرض الملون على وجهه.

لا افهم، ماذا تعني؟! هل أنا.. ماذا؟! من؟ ماذا؟ لماذا؟ اين؟ ومتى؟ كله لا يهم، نفذي فقط.

كان علي الهرب لكني لم ارغب بمواجهة الحياة الخارجية وفضلت البقاء مع عائلتي، مع أشخاص كنت أحبهم وظننت أني أعرفهم، كنت أعرف قشورهم وشكلهم الخارجي وغابت حقيقتهم عن بصري، حقيقة الإنسان تظهر بالظلمة، حين يمنح السلطة والقوة تظهر حقيقة الإنسان.

اخذت الماء وارتويت، شربت وشربت أكثر من حاجتي حتى، حملت قطعة اللحم وأكلت، انهيت كل شيء أمامي ولم أترك سوى الاوعية وإناء الماء.

أمامي طعام كثير لكن أين أنا وكيف وصلت لهنا؟! آااه هذا مؤلم للغاية، بمجرد تحريك جسدي حركة صغيرة شعرت بالدمار الشامل داخلياً وخارجياً.

قال: “جيد جيد، الآن ضعي رأسك وارتاحي، استجمعي طاقتك وفكري ملياً بما عليك فعله”.

أنا لم أكن أعرف أخوتي، لم يخبرني أحد ولم يرشدني مخلوق، هذه النتيجة التي ستحدث لا محالة عند ترك فتاة صغيرة وحيدة بعالم واسع مليء بالشرور.

لم افكر أبداً ومددت جسدي ونمت، شعرت بالارتخاء وبالارتواء وبشعور لم أشعر به منذ زمن مديد.

بقي صوت الشهيق هو الصوت الوحيد الذي يقطع الصمت الحاد الذي عم هذه الليلة.

بماذا أفكر؟! ماذا سأفعل؟! هل أريد النجاة؟!

قال: “انا آسف، أنا حقا آسف، آسف لما فعلته وآسف من أجلك” إنه يعتذر لي أنا؟!!

أنا لا أريد عيش الجحيم أكثر من ذلك، لا أريد العودة لتلك الحياة القاسية.

لكن هذا التفجير والسحق والضرب لم ينتهي بتاتا، عقلي يتهالك، قلبي يتقطع وجسدي يخرج عن السيطرة.

ماذا سأفعل؟!

قال: “انا آسف، أنا حقا آسف، آسف لما فعلته وآسف من أجلك” إنه يعتذر لي أنا؟!!

سأفعل كل ما يتطلبه الأمر للنجاة.

اقتربت من أحد التوامين البشعين وضربته بقبضة يدي على وجهه وبالتحديد على الرض الملون على وجهه.

بماذا سأفكر؟!

ماذا ينتظر شخص مثلي؟! شخص لا يملك اي شيء ولا يرغب بفعل أي شيء، لا شيء سينتظره.

سأفكر كيف سأنجو.

كان علي الهرب لكني لم ارغب بمواجهة الحياة الخارجية وفضلت البقاء مع عائلتي، مع أشخاص كنت أحبهم وظننت أني أعرفهم، كنت أعرف قشورهم وشكلهم الخارجي وغابت حقيقتهم عن بصري، حقيقة الإنسان تظهر بالظلمة، حين يمنح السلطة والقوة تظهر حقيقة الإنسان.

نعم سأنجو، سأفعل كل ما يتطلب الأمر لأنجو، سآكل، سأشرب، سأنجو، نعم سأتحرك لأنجو، سأهرب ولن اتوقف، سأفكر، نعم سأفكر، أريد النجاة.

ماذا ينتظر شخص مثلي؟! شخص لا يملك اي شيء ولا يرغب بفعل أي شيء، لا شيء سينتظره.

استيقظت وشعرت عند استيقاظي بأني نمت لوقت طويل، ذلك الرجل لم يصدر أي صوت خلال نومي ولم يصدر أي حركة لكنه قال فجأة عندما استيقظت: “انهضي”.

قال: “انا آسف، أنا حقا آسف، آسف لما فعلته وآسف من أجلك” إنه يعتذر لي أنا؟!!

نهضت، استطعت النهوض ومحاربة الألم، ألم اليوم أفضل من ألم ألف يوم بالمستقبل.

ماذا؟! من هناك؟! أنا خائفة، أظهر نفسك، أنه صوت مرعب لكنه صادق.

قال: “انظري إلي” فنظرت ثم صدر صوت خطوات ذلك الرجل الذي كان يخاطبني وكان صوت خطواته يقترب.

ما هو الذي لا بأس به؟! لا هذا بأس وشديد أيضا.

اقترب حتى اصبح أمامي تماما ولكنني لم أخف، كنت ارتدي معطف كبير يغطي جسدي ولكن من الداخل لم ارتدي أي شيء وهذا شعور سيء عندما يكون رجل مثله أمامي لكن هذا الرجل مختلف بطريقة ما.

التعب سيطر على قدماي وأشعر أنني سأفقد وعيي، امساك رجل مثله يدي ليس بشيء ارغب به، أريد منه تركي، ما زلت أريد الموت.

اشعل عود كبريت وأنار العديد من الشمعات وظهر ذلك المنظر الشنيع أمامي.

كانا مثل أخوتي تماما عندما كانا صغيران لكنهما سمحا للظلام بالسيطرة عليهم وخسروا إنسانيتهم.

كان التوأمين ملقين بوسط الشمع وأيديهم وأقدامهم مبتورة بالإضافة لإمتلاكهم الكثير من الرضوض على وجهيهما.

وقف هءا الرجل بجانبهم وقال بكل برود: “افعلي ما يجب”.

كانت جراحهم جديدة ولم يتم العناية بها لذا هم إما ميتين أو على وشك الموت.

تحرك نحو التوأم الآخر الذي بلل نفسه خوفا وقال: “هذه المرة الثانية التي تبلل نفسك أيها الاحمق، طوال هذا الوقت كنت تلعب دور الوحش لذا لا بأس بتجربة الدور الآخر للقليل من الوقت، اقتربت نهايتك لذا لا تكن حزين هكذا”.

قال الرجل وهو ييقظ التوأمين بعنف: “هاي استيقظا بسرعة، استيقظ ايها الأحمق، أنت استيقظ”.

صرخت وبكيت وشهقت وغطيت وجهي وتراجعت ومن فعلتي أنا فزعت.

ارتعب التوأمين بمجرد فتح عينيهما وحاولا التحرر من حالهم لكن ماذا سيفعلان بأطرافهم المبتورة وافواههم المغلقة؟!

فكري جيداً، هل يتوفر لكي أحد السببين؟! سأجيب عنك.

وقف هءا الرجل بجانبهم وقال بكل برود: “افعلي ما يجب”.

قال: “انظري إلي” فنظرت ثم صدر صوت خطوات ذلك الرجل الذي كان يخاطبني وكان صوت خطواته يقترب.

ماذا؟! كلامه مبهم، لا استطيع الفهم، ماذا يقصد؟! ماذا أفعل؟!

سأفكر كيف سأنجو.

قال: “تحركِ وأفعلِ ما يخبرك به عقلك، انظرِ لوجهي جيدا، انظر لوجهيهما، انظر لأجسادهم، انظر لحالهم، انظر لحالك، انظر لجسدك، انظر لوجهك، انظر للوضع وقرري، فكرِ بالمستقبل وبالماضي وقررِ الحاضر، لن اجبرك، الخيار لكي لتمسحي الماضي وتتقدمي”.

لكن هذا التفجير والسحق والضرب لم ينتهي بتاتا، عقلي يتهالك، قلبي يتقطع وجسدي يخرج عن السيطرة.

لا هذا كذب، أنه يضعني بموقف ليجبرني على قرار يريدني أن اختاره لكن هذا ليس صائب بالضبط.

أنا لم أكن أعرف أخوتي، لم يخبرني أحد ولم يرشدني مخلوق، هذه النتيجة التي ستحدث لا محالة عند ترك فتاة صغيرة وحيدة بعالم واسع مليء بالشرور.

انه يضعني بموقف ليقربني بشدة من فعل الخيار الذي يريده، يريدني أن أفعل ما يظنه هو أنه صائب، إذا تراجعت سأكون ضعيفة بنظره ولا أعلم ماذا يمكن أن يفعل بي.

قال: “تحركِ وأفعلِ ما يخبرك به عقلك، انظرِ لوجهي جيدا، انظر لوجهيهما، انظر لأجسادهم، انظر لحالهم، انظر لحالك، انظر لجسدك، انظر لوجهك، انظر للوضع وقرري، فكرِ بالمستقبل وبالماضي وقررِ الحاضر، لن اجبرك، الخيار لكي لتمسحي الماضي وتتقدمي”.

اقتربت من أحد التوامين البشعين وضربته بقبضة يدي على وجهه وبالتحديد على الرض الملون على وجهه.

ماذا ينتظر شخص مثلي؟! شخص لا يملك اي شيء ولا يرغب بفعل أي شيء، لا شيء سينتظره.

قال الرجل بنظره ساخرة: “حقا؟! ما زلت لا تروين نفسك بشكل جيد، سأريك كيف يفعلها الجائعون”.

أمسك بيدي وسرت بجانبه وتركنا خلفنا جثتا التوأمين وكأننا لسنا الفاعلين، وكأننا لم نمر من هنا.

تقدم خطوة وأنا تراجعت عشرة وفجأة لكمة لا ترحم أبداً تلقاها احد التوأمين على بطنه فصرخ متألماً عاجزاً.

أنا فتاة غارقة لا أنتظر أي شيء سواك، لا أحب أحد سواك، أنا هنا انتظر من اجلك، ايها الموت أنا أناديك وأحلم بك فهل ستلبي مناجاتي؟!

حمل أخي الشي ضريه ورفعه للأعلى ثم ألقاه على الأرض بكل هدوء وجعل بطنه للأعلى وداس بعنف وقوة بقدمه على البطن الذي اخرج كل ما بداخله من دماء.

قال الرجل وهو ييقظ التوأمين بعنف: “هاي استيقظا بسرعة، استيقظ ايها الأحمق، أنت استيقظ”.

بسق الكثير من الدماء وتُرك ليتألم للحظات حتى بالكاد بدأ يلتقط انفاسه ثم بدأ الدعس والرفس والركل حتى اخرجت هذه الجثة كل ما بداخلها من اعضاء وأحشاء وكان ذلك منظر مقرف بشدة.

اقترب حتى اصبح أمامي تماما ولكنني لم أخف، كنت ارتدي معطف كبير يغطي جسدي ولكن من الداخل لم ارتدي أي شيء وهذا شعور سيء عندما يكون رجل مثله أمامي لكن هذا الرجل مختلف بطريقة ما.

كان المنظر لوحده كفيل بقتل رجل من شدة رعبه ورهبته لكنني رأيت أسوأ من ذلك.

غادر الرجل الضخم وترك وحش وأرنب، بدأت بتمزيق أذنيه ثم قطّعت اعضائه التناسلية ثم أخرجت عينيه من رأسه وامسكت حجر وفتت اسنانه وقطعت خده وشعرت انه يلفظ انفاسه الاخيرة فطعنته ببطنه ثلاث طعنات وبعد لحظة ختمت العرض بطعنة بقلبه.

تحرك نحو التوأم الآخر الذي بلل نفسه خوفا وقال: “هذه المرة الثانية التي تبلل نفسك أيها الاحمق، طوال هذا الوقت كنت تلعب دور الوحش لذا لا بأس بتجربة الدور الآخر للقليل من الوقت، اقتربت نهايتك لذا لا تكن حزين هكذا”.

ارتعب التوأمين بمجرد فتح عينيهما وحاولا التحرر من حالهم لكن ماذا سيفعلان بأطرافهم المبتورة وافواههم المغلقة؟!

ما هو الذي لا بأس به؟! لا هذا بأس وشديد أيضا.

التعب سيطر على قدماي وأشعر أنني سأفقد وعيي، امساك رجل مثله يدي ليس بشيء ارغب به، أريد منه تركي، ما زلت أريد الموت.

لا أستطيع التراجع ولا التقدم ولا أعرف ماذا أفعل، اتجه هذا الشاب نحوي وقال عندما توقف: “أنها ليست صفقة مع شيطان، إنه خيارك، تركته هنا أو عذبته بيديك سيموت بكلا الحالتين”.

ماذا؟! كلامه مبهم، لا استطيع الفهم، ماذا يقصد؟! ماذا أفعل؟!

إنه شيطان لا محالة وهذه صفقة معه، إن قتلته سأكسب الرضا وإن تركته سيصخط علي هذا الشياطان الذي يوَسوِسُ لي بشره.

اقتربت من أحد التوامين البشعين وضربته بقبضة يدي على وجهه وبالتحديد على الرض الملون على وجهه.

تابع كلامه قائلاً: “من أجل نفسك اثبتي قدرتك على النهوض والعيش، كان طوال هذا الوقت يلعب دور الوحش ظناً منه أنه الاقوى وكان مستمتع بتعذيبك لانك كنتي مجرد ارنب ضعيف لكن الادوار قلبت، إنه خيارك، الآن يمكنك ان تصبحي الوحش الذي يمزق هذا الارنب.

تذكرِ كل ما فعله بك، أنظرِ حولك وابحثِ بنفسك ستجدين الصواب، ستجدين الوسيلة بداخلك، فقط اعتزمِ واجتهدِ ولا تخافي فلكل مجتهد نصيب”.

امسك يدي ورفعني للأعلى فنهضت، ما زال الدم يملأ جسدي وائحة الجريمة تفوح منه.

اتذكر ما فعله بي؟! لا لست بحاجة للتذكر فكل ما فعله يتمثل بالألم الذي أشعر به، لست بحاجة للنظر حولي لفهم الوضع، لم يعمي الخوف بصري وفهمت الوضع مسبقاً.

سأذهب لحياة طبيعية؟! ومن قال أن الحياة جيدة سواء الطبيعية أو غير ذلك؟!

انا قوية، أنا بالفعل شاهدت الكثير من الوحوش لذا يمكنني أن أصبح اشرسها، الصواب؟! نعم اتباعه هو الصواب، اتباع الأقوى هو الصواب، سأتبع الأقوى حتى أجد ذاتي ونفسي.

تابع: “هل تعلمين من أنا؟! هل تستطيعين التخمين؟! ماذا تظنين؟! هيا أجيبيني”.

الوسيلة بداخلي، لطالما كانت بداخلي، قلوبنا تعمى بالتقليد فلا نفكر كثيرا بحل مبتكر، لست بحاجة للاجتهاد، أنه سهل، أنا فقط اريد أخذ انتقامي وهذا هو ما يهم، الحل معي، المعطف يحوي بأحد أجيابه سكين.

لا يلام أحد سواي، كان خطئي، إنه مصير حتمي أتى إلي واستغل ضعفي وسكوني وعدم هربي.

لطالما كان بحوزتي مثل هذه السكين، الهرب، الصراخ، المناجات وطلب المساعدة حتى الدفاع عن النفس والقتل وغيرها من الأمور التي كانت بيدي وكنت استطيع فعلها، كنت اصرف النظر عنها واتجاهلها وكأنها ليست خيارات.

الجدان كانا يشكلان حاجز بيني وبين جحيم شرهم وبمجرد موت الجدين بدأ التحرش الاغتصاب لكن لم أتخيل بتاتا أن يصل الأمر إلى هذا الحد.

غادر الرجل الضخم وترك وحش وأرنب، بدأت بتمزيق أذنيه ثم قطّعت اعضائه التناسلية ثم أخرجت عينيه من رأسه وامسكت حجر وفتت اسنانه وقطعت خده وشعرت انه يلفظ انفاسه الاخيرة فطعنته ببطنه ثلاث طعنات وبعد لحظة ختمت العرض بطعنة بقلبه.

لكن هذا التفجير والسحق والضرب لم ينتهي بتاتا، عقلي يتهالك، قلبي يتقطع وجسدي يخرج عن السيطرة.

جررته معي وخرجت لأري هذا الشاب أنني استحق الأمر، أريته أنني جائعة، أريته أنني أتضور جوعاً من أجل الخلاص، من اجل النجاة سأتضور جوعاً.

ماذا؟! كلامه مبهم، لا استطيع الفهم، ماذا يقصد؟! ماذا أفعل؟!

نظر إلي ببرود عند باب الكهف فرأيت شيء لم أره من قبل، إنه يبدو شاب أكثر مما ظننت، لديه شعر أبيض مربوط ووجهه مشوه قليلاً وجسده ضخم وقوي.

سأفعل كل ما يتطلبه الأمر للنجاة.

قال وهو يستدير: “هيا اتبعيني”.

لطالما كان بحوزتي مثل هذه السكين، الهرب، الصراخ، المناجات وطلب المساعدة حتى الدفاع عن النفس والقتل وغيرها من الأمور التي كانت بيدي وكنت استطيع فعلها، كنت اصرف النظر عنها واتجاهلها وكأنها ليست خيارات.

تبعته وأنا أجر جريمة بشعة بيدي سقط عليها ضوء القمر بوسط الغابة فجأة.‬‬‬‬

عاملني الجدين بلطف عندما كنت أفعل شيء حسن لهما وأخوي فعلا المثل كذلك، قررت الإستمرار بهذه الخطوات لعيش حياة جيدة يملؤها الحب.

هل هذا ما أنا فعلته؟! كيف فعلته بالضبط؟! هل ساعدتني الظلمة ام أن وسوست هذا الغريب هي ما احدثت الفارق؟!

نعم سأنجو، سأفعل كل ما يتطلب الأمر لأنجو، سآكل، سأشرب، سأنجو، نعم سأتحرك لأنجو، سأهرب ولن اتوقف، سأفكر، نعم سأفكر، أريد النجاة.

ألتفت هءا الشاب لي وأنا ما زلت واقفة بصدمة لرؤية ما بيدي وما فعلته وقال: “ما فعلته ليس بخطأ، لو كان مكانك لفعل ما هو أسوأ”.

لا يلام أحد سواي، كان خطئي، إنه مصير حتمي أتى إلي واستغل ضعفي وسكوني وعدم هربي.

لا لا، خطأ، خطا، خطأ، لو كنت بمكانه لما تمنيت أن يفعل بي ما فعلته أنا، حتى لو كان أخطأ بحقي كثيراً ما فعلته ليس بصحيح بحقه.

أنا لا أريد عيش الجحيم أكثر من ذلك، لا أريد العودة لتلك الحياة القاسية.

الأمر لا يتعلق بما فعلته من جريمة بحق هذا الشيطان بل يتعلق بالجريمة التي اقترفتها بحق نفسي.

نعم سأنجو، سأفعل كل ما يتطلب الأمر لأنجو، سآكل، سأشرب، سأنجو، نعم سأتحرك لأنجو، سأهرب ولن اتوقف، سأفكر، نعم سأفكر، أريد النجاة.

أنا لا أريد أن أصبح هكذا، الأمر لا يُتقبل، ماذا؟! ما أنا بالضبط؟! لما فعلت ذلك؟! لا أنا لست وحش.

وقف هءا الرجل بجانبهم وقال بكل برود: “افعلي ما يجب”.

الدموع لا تفيد، الدموع لن تعيد ذاتي، لقد لطخت يداي، أصبحت مثلهم تماما، لا لا أريد، أنا لست بوحش.

نظرت لهذا الشاب وليدي الملطخة فقال: “هيا لنذهب”.

انا لا اشبههم، أنا لا أريد فعل ما يفعلوه، هذا الجحيم لا اريده، لا أريد فعله ولا أريد ان يفعل بي.

لم افكر أبداً ومددت جسدي ونمت، شعرت بالارتخاء وبالارتواء وبشعور لم أشعر به منذ زمن مديد.

نعم ابكي، فقط ابكي، الوحوش لا تبكي، الشياطين تضحك والبشر يبكون، أمي أنا لست مثلهم، لن أذيك مثلهم، أمي أنا أبكي وأنا لا اشبههم ولن افعل مثلهم.

بماذا سأفكر؟!

صرخت وبكيت وشهقت وغطيت وجهي وتراجعت ومن فعلتي أنا فزعت.

اشعل عود كبريت وأنار العديد من الشمعات وظهر ذلك المنظر الشنيع أمامي.

مر وقت ولم يحدث أي شيء، لم يرحل ذلك الشاب لكنه لم يخبرني أن اتوقف عن البكاء لكنني بالفعل توقفت.

لا نعرف اسماءنا ولا نعرف من نحن ولا نريد المعرفة، نريد انتهاء اليوم فقط.

بقي صوت الشهيق هو الصوت الوحيد الذي يقطع الصمت الحاد الذي عم هذه الليلة.

نعم ابكي، فقط ابكي، الوحوش لا تبكي، الشياطين تضحك والبشر يبكون، أمي أنا لست مثلهم، لن أذيك مثلهم، أمي أنا أبكي وأنا لا اشبههم ولن افعل مثلهم.

قال: “انا آسف، أنا حقا آسف، آسف لما فعلته وآسف من أجلك” إنه يعتذر لي أنا؟!!

ما هو الذي لا بأس به؟! لا هذا بأس وشديد أيضا.

تابع قائلاً: “لا أعلم ان كان ما قمت به صحيح أم لا لكن على الأقل أنا أشعر أنني فعلت الصواب من أجلك ليس من أجل نفسي، أنت ما زلت صغيرة بالرغم من ذلك مررتي بجحيم حقيقي، ما كان علي جعل طفلة مثلك تمر بهذا”.

هل هذا ما أنا فعلته؟! كيف فعلته بالضبط؟! هل ساعدتني الظلمة ام أن وسوست هذا الغريب هي ما احدثت الفارق؟!

طفلة؟! أنا لست طفلة، أنا بالفعل بالسادسة عشر من عمري.

عاملني الجدين بلطف عندما كنت أفعل شيء حسن لهما وأخوي فعلا المثل كذلك، قررت الإستمرار بهذه الخطوات لعيش حياة جيدة يملؤها الحب.

جحيم حقيقي؟! انت لم ترى شيء مما رأيته فلا تحكم علي أيها الوحش الحقير.

أنا وحيدة بمواجهة الجحيم مرة أخرى وأنا التي لم تتعافى بعد من جحيم طفولتها.

قال: “لو امتلك جميع الاطفال فرص متساوية وعادلة منذ ولادتهم وحتى بلوغهم لما كان العالم بهذا السوء، أنت ما زلت طفلة رقيقة ليس عليك ان تخافي بعد الان”.

انه يضعني بموقف ليقربني بشدة من فعل الخيار الذي يريده، يريدني أن أفعل ما يظنه هو أنه صائب، إذا تراجعت سأكون ضعيفة بنظره ولا أعلم ماذا يمكن أن يفعل بي.

اقترب مني وجلس أمامي وانا على الأرض وقال: “أعدك انني سأحميك، سأطعمك، سأسقيك، سألبسك أفضل الملابس واشتري لك كل ما تريديه، فقط لا تبكي، لا تخافي، انتهى كل شيء سيء، ستذهبين لمنزل جيد، لسرير جيد، لطعام جيد وبين أناس جيدين، حسنا؟!”.

قال: “انا آسف، أنا حقا آسف، آسف لما فعلته وآسف من أجلك” إنه يعتذر لي أنا؟!!

امسك يدي ورفعني للأعلى فنهضت، ما زال الدم يملأ جسدي وائحة الجريمة تفوح منه.

سأذهب لحياة طبيعية؟! ومن قال أن الحياة جيدة سواء الطبيعية أو غير ذلك؟!

نظرت لهذا الشاب وليدي الملطخة فقال: “هيا لنذهب”.

ماذا؟! كلامه مبهم، لا استطيع الفهم، ماذا يقصد؟! ماذا أفعل؟!

أمسك بيدي وسرت بجانبه وتركنا خلفنا جثتا التوأمين وكأننا لسنا الفاعلين، وكأننا لم نمر من هنا.

قال: “من يرضى بالقليل يبقى بالأسفل، نحن الجائعون من نصعد وننهش بكم ونأكلكم أنتم، أنتم من يرضا بالقليل”.

لا نعرف اسماءنا ولا نعرف من نحن ولا نريد المعرفة، نريد انتهاء اليوم فقط.

نعم سأنجو، سأفعل كل ما يتطلب الأمر لأنجو، سآكل، سأشرب، سأنجو، نعم سأتحرك لأنجو، سأهرب ولن اتوقف، سأفكر، نعم سأفكر، أريد النجاة.

التعب سيطر على قدماي وأشعر أنني سأفقد وعيي، امساك رجل مثله يدي ليس بشيء ارغب به، أريد منه تركي، ما زلت أريد الموت.

ماذا؟! من هناك؟! أنا خائفة، أظهر نفسك، أنه صوت مرعب لكنه صادق.

ماذا ينتظر شخص مثلي؟! شخص لا يملك اي شيء ولا يرغب بفعل أي شيء، لا شيء سينتظره.

باعوني بسعر بخس كالعادة لكن ما هذا؟! هذا كثير!! قلبي فَزِع وروحي ستخرج من جسدي طالبة رحمة ونهض جسدي صدمة.

سأذهب لحياة طبيعية؟! ومن قال أن الحياة جيدة سواء الطبيعية أو غير ذلك؟!

الأمر لا يتعلق بما فعلته من جريمة بحق هذا الشيطان بل يتعلق بالجريمة التي اقترفتها بحق نفسي.

سأذهب اطبخ وامسح وأحضر الماء وأعمل بجد وتعب وشقاء من اجل العيش وهذا ما لا ارغبه أيضاً.

الجدان كانا يشكلان حاجز بيني وبين جحيم شرهم وبمجرد موت الجدين بدأ التحرش الاغتصاب لكن لم أتخيل بتاتا أن يصل الأمر إلى هذا الحد.

لست بشخص يستطيع المواكبة، لقد انتهى أمري منذ زمن، لقد فاتني السباق، أنا بالفعل بمؤخرة سباق الحياة، الجميع بالامام وأنا بأقدام محطمة وعقل فارغ لا استطيع اللحاق بهم أبداً.

ماذا؟! لماذا؟! توقف أنا لست مستعد وأنا خائفة، دموعي بدأت تنزل وبدأت أشهق خيفة وشفتاي بدأت ترتجف، هذا مخيف لكن فجأة صرخ وقال: “أخرسيي”.

احتاج للعودة من جديد، أحتاج لبناء نفسي مرة أخرى، بناء شخصية وذات جديدة ثم الخروج للمحاربة والمكافحة، أحتاج للابتسام لوجوه اكرهها ولا اتقبلها.

لا نعرف اسماءنا ولا نعرف من نحن ولا نريد المعرفة، نريد انتهاء اليوم فقط.

لا لا، لا اريد، أنا آسفة لن اتحرك، سأبقى بمكاني ولن ألحق بأحد، لن انظر لأحد وسأنطوي على نفسي، سأنتظر الموت.

انه يضعني بموقف ليقربني بشدة من فعل الخيار الذي يريده، يريدني أن أفعل ما يظنه هو أنه صائب، إذا تراجعت سأكون ضعيفة بنظره ولا أعلم ماذا يمكن أن يفعل بي.

نعم بالفعل سانتظره ساكنه لأنني مرهقة، تتوقف الحركة للحظة ويتلاشى الضوء وبلحظة يختفي كل شيء.

لا تفكري، لا تفكري، لا تفكري، هاي لا تفكري.

أنا فتاة غارقة لا أنتظر أي شيء سواك، لا أحب أحد سواك، أنا هنا انتظر من اجلك، ايها الموت أنا أناديك وأحلم بك فهل ستلبي مناجاتي؟!

قال وهو يستدير: “هيا اتبعيني”.

فُتح الباب ولم يفزع قلبي حتى، لقد اعتدت الأمر، سحبت من يدي وكشف عني الغطاء الذي هو الشيء الوحيد الذي يستر جسدي ثم حُملت ورُميت بالغرفة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط