نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

خاصة الجحيم والشياطين 15

قرية جديدة

قرية جديدة

أنا بالفعل خائفة، أنا أريد العودة لتلك الغابة، تلك الغابة حيث العزلة وحيث كان المكان جميل للغاية.

هذا الشخص يبدو أنه المعلم الذي تحدث عنه هذا الشاب وطلب رؤيته ويبدو أنه شخص ذو وقار وهيبة وحكمة.

انا لا أريد العيش بمجتمع، أنا أريد الانطواء والعيش وحيدة بمساحتي الخاصة، هذا مرعب، كل هؤلاء الناس سينظرون نحوي.

_”اه أنا بالواقع لا اتحدث معك أنا اتحدث لهذه الفتاة” أشار إلي بأصبعه وأوقع الفتاة بالإحراج مما زاد السخط والكره الموجهان إلينا.

تركني ذلك الشاب خارج القرية ودخل إليها وتأخر، لقد تأخر كثيراً، القرية قريبة وهناك الكثير من الشياطين بالقرب مني وهذا أمر يدفعني للتفكير بالهرب لكن ذلك الشاب أتى أخيراً.

حاولت تحريك يدي عدة مرات مشيرةً له بضرورة إفلات يدي فلا داعي لأمساكها أكثر لكنه بقي ممسك بها وسحبني معه للخارج.

لقد كنت أبكي لكنه لم يغضب بل ابتسم لي ومسح دموعي وأنا احاول أبعاد وجهي والاختباء من نظره.

أنا أشعر بأن صاحب هذا الوجه الشاب عانى كثيراً حتى استطاع اطلاق مثل هذه التنهيدة الفريدة والجميلة والمليئة بالتعب والإرهاق.

وضع بين يدي ملابس وطلب مني ارتدائها لكي لا أدخل القرية بالمعطف الملطخ بالدم.

حاولت تحريك يدي عدة مرات مشيرةً له بضرورة إفلات يدي فلا داعي لأمساكها أكثر لكنه بقي ممسك بها وسحبني معه للخارج.

ابتعد قليلا فارتديت الملابس الجميلة التي احضرها ثم حملت هذا الوشاح الوردي الذي اشتراه ولففته حول رقبتي، أنه اختيار رائع، أخفيت به فمي وشعرت بالراحة النفسية لدفئه.

قالت لهذا الشاب: “ماذا تريد؟!”.

هذه الملابس الجديدة بنية جميلة مريحة ساترة وطويلة لكنها كبيرة قليلاً وبالفعل نجحت بنيل إعجابي كلياً وجعلت خيالي يسرح قليلاً لكنني سرعان ما عدت إليه، سرعان ما عدت للواقع المرير.

_”اخبره أن متدرب جديد يرغب برؤيته”.

أتى ذلك الشاي ونظر إلي من أعلى وابتسم وقال: “تبدين جميلة للغاية، هذه الملابس تليق بك حقاً”.

سحقا لك ولغداً أيها الحقير، ارحل ارحل ارحل، أنا لا اريد البقاء لغد، أنا لست سعيدة، هذا ليس بيتي وهذه ليست غرفتي، أنا سأهرب، نعم سأهرب.

كان لكلماته وقع لم يأثر بي إطلاقاً، أنا ممرت بالكثير لذلك أدرك جيداً أن الكلام المعسول يخرج من أفواه الشياطين ولا يتقنه سوى أسوأ نوع من أنواع الشياطين، أصحاب الكلام المعسول حثالة يرتدون قناع الإنفتاح الاجتماعي.

أنا لا أستطيع، ركضت لما يسميه مكاني الخاص واغلقت الباب ودمعتي على خدي، لحق بي وطرق الباب لكنني انكمشت على نفسي بزاوية الغرفة.

دخلنا القرية بوقت الغروب وكان الناس بحركة وضجة اكرهها بشدة.

قال: “بالطبع واثق”.

لم يكن لي خيار، كنت مضطرة فاقتربت من هذا الشاب وأمسكت بيده بقوة فنظر لي ونظرت له.

انا لا أريد العيش بمجتمع، أنا أريد الانطواء والعيش وحيدة بمساحتي الخاصة، هذا مرعب، كل هؤلاء الناس سينظرون نحوي.

كنت خائفة من ردة فعله لكنه ابتسم لي، اكتفى بالابتسام والإمساك بيدي وتابع الطريق.

_”حسنا شكراً جزيلاً لك”.

انا لست فتاة صغيرة، أنا بعمر السادسة عشر لكني خائفة، أنا أضعف من أي طفلة بهذه القرية.

قال: “أنا فقط أردت سؤالك عن أمر بالقرية إذ لا يشكل هذا إزعاج لك”.

من ينظر لي لا يستطيع تخمين عمري الحقيقي وكذلك هذا الشاب، يبدو رجل راشد من مسافة بعيدة لكن بهذا القرب أشعر أنه ليس كذلك، إن لم يخني تخميني فعمره ببداية العشرينات فهو بالفعل ليس برجل كما اعتقدت بالبداية بل هو مجرد شاب ورغم ذلك يمتلك وجه مرعب، وجه مشوه محترق يخبئ بباطنه الكثير من الحزن ويطلق القليل من الكلام.

_”اتقصدين صاحب محل الألبسة؟!”.

أنا أعرف وأعرف جيداً هذا النوع من البشر، لقد عرفت الكثير من الناس بحياتي القصيرة وللأسف كنت انظر لحقائقهم لأنني كنت أسفل منهم وكنت بلا قيمة بنظرهم لذا لا أحد منهم أخفى حقيقته عني لأني لا شيء.

أنا لا أطيق العيش بالقرب من البشر ولا أريد سوى العزلة والموت، أريد السكون والهدوء بآخر لحظات حياتي.

كنت عبدة يريني الجميع أسوأ ما فيه وهذا كان الأسوأ، كنت بحاجة لأحد منهم ليتصنع الطيبة لكن لا طيبة تمنح لنا نحن من نعيش بالأسفل، لقد وضعت على جباهنا تلك العلامات التي ميزتنا على أننا معيبين سكان الأرض مكسوري الجناح محظورين من النظر للنجوم التي تزين السماء.

تنهد واخرج من الحقيبة الكبيرة الغطاء الذي منحني إياه سابقاً وتابع كلامه قائلاً: “إذا كنت تريدين العناد ورفض الكلام معي فيمكنك الذهاب لغرفتك وفعل ما تشائين فهي من هذه اللحظة مكانك الخاص”.

رجل قاسي القلب يتصنع الطيبة أمام خطيبته ليسحرها ببداية علاقتهم ويأتي إلي ويعذبني ويرني حقيقته لأني لا شيء سوى عبدة، لأنه أعلى مني ولا قيمة لي يرني حقيقته، يرني الحقيقة البشرية السيئة والوحشية ولا يتظاهر أمامي وهذا ما أتاح لي فرصة قراءة بواطن البشر وحقائقهم.

حدق المعلم بيدها أكثر ثم نظر إلينا وقال: “من أنتما؟!” هذا مخيف.

أنا أشعر بأن صاحب هذا الوجه الشاب عانى كثيراً حتى استطاع اطلاق مثل هذه التنهيدة الفريدة والجميلة والمليئة بالتعب والإرهاق.

_”اخبره أن متدرب جديد يرغب برؤيته”.

تنهيدة حزينة ترغب بالبكاء، إنها دمعة واحدة، هذه التنهيدة ستبكي دمعة واحدة وتكره هؤلاء البشر، ابكي ابكي يا صغيريتي فأنا خليلتك والوحيدة التي تستطيع فهمك فحالي من حالك.

_”أنت مخطئ، الشخص الذي يأتي لهنا هو من يقرر قبوله من رفضه، المعلم فقط يحكم على ما لديه وأنا لدي الكثير لذا قررت من تلقاء نفسي أنني سأقبل”.

نعم، نحن من لمسنا القاع نستطيع إمساك أيدي بعضنا ونستطيع فهم بعضنا بلا كلام حتى.

لديه وجه مشوه محترق يتكلم دون أن يحرك فمه وكأنه يقول: “ها أنا، ها أنا أيها البشر، أحرقتموني؟! عذبتموني؟! حاربتوني؟! كل هذا لا يهم فكما ترون ها أنا أقف”.

هذا الشاب كاره حاقد حزين وحسود حاله كحالي تماماً، إنه يكرههم كما أكرههم تماماً، إنه يكره كل من يبتسم ويحقد على كل من يعيش حياته بسعادة، إنه لا يحب أحد ويكره الجميع.

لم تتغير قبضت الشاب ذو الشعر الأبيض على يدي دلالة على عدم تأثره بالجو المحيط وعدم تأثره بكل هذه النظرات الحاقدة الموجهة نحونا.

أنا أراهن أنه من هؤلاء اللذين لديهم الكثير من الانتظار للموت، موت عادل ومريح ينسيك كل الهموم البشرية.

نهض ذلك الشاب فتبعته وخرجنا وبدأنا ننتظر عند مدخل المركز حتى خرجت الفتاة ميرا بعد بعض الوقت، صدمت لرؤيتنا وكأنها تضايقت من الأمر.

انظر لوجه هذا الشاب واتمعن بتفاصيله فتارةً أرى الهدوء والسكون بحركاته وقراراته كأنه عجوز حكيم وتارة أرى بوجهه ملامح شابة محظورة من الخطأ مقيدة بالصواب ولكن هذا الذي لديه من وجل ووقار أعمق من ذلك.

دخلنا القرية بوقت الغروب وكان الناس بحركة وضجة اكرهها بشدة.

لكن ما هذا؟! ما هذا الذي أفكر به؟! كيف غرقت بعينيه؟! كيف رأيتها جميلة؟! هذا الشاب إنه ساكن من سكان الجحيم وهذا بالذات أحد أنواع البشر اللذين علي الهرب منهم.

قال: “أنا فقط أردت سؤالك عن أمر بالقرية إذ لا يشكل هذا إزعاج لك”.

لقد رأيته جميل رغم بشاعته ولكني لا زلت أؤمن بجماله، إنه جميل وفاتن، إنه شديد الجمال.

شعري أبيض وأسير بكل نضج لهدف، لا يوم للعبث ولا يوم للسقوط، لكن هل أنا مستيقظ؟!”.

لديه وجه مشوه محترق يتكلم دون أن يحرك فمه وكأنه يقول: “ها أنا، ها أنا أيها البشر، أحرقتموني؟! عذبتموني؟! حاربتوني؟! كل هذا لا يهم فكما ترون ها أنا أقف”.

تجاهل هذا الشاب الجميع وتحرك ليذهب لهذا الذي يدعونه بالعلم وتركني وراء ظهره فتحركت خطوة وتوقفت فالتفت لي ذو الشعر الأبيض ومد يده.

العينين، هل سر هذا الجمال بالعينين؟! عيونه بالكاد يفتحها وينظر لمحيطه بنصف عين ويتابع السير وكأنه يعلن أنه الأقوى ويقول: “أنا شيطان بالعلن فأروني ماذا أنتم صانعين أيها المنافقين المختبئين.

دخلنا لمركز التدريب الكبير وكان هناك الكثير من الأسلحة، جلست الفتاة أمام كرسي المعلم فاتبع صاحب الشعر الأبيض حركتها فجلست أنا الأخرى بجانبه.

أيتها الشياطين الزاحفة خلفي تعالي وأحصدي روحي، ستكون حفلة لا مداد لها، سيكون رقص جميلة وسأكون أنا بطليعته.

_”لا أنه محل بالحي الذي يليه شرقا”.

شعري أبيض وأسير بكل نضج لهدف، لا يوم للعبث ولا يوم للسقوط، لكن هل أنا مستيقظ؟!”.

استاءت الفتاة وقالت: “هذه وقاحة لكن لا بأس، فليخلي الجميع الساحة……… حسنا هيا أيها الضخم، ألن تخرج سيفك الآخر”.

هل أنت مستيقظ؟! أيها الفتى هل أنت مستيقظ لترى هذا الجمال؟! جمال هذه الحياة هل تراه؟! هل تستطيع أبصار الألوان الوردية أم أنك تعيش بمحيط تملؤه الألوان القاتمة، محيط رمادي أسود كمحيطي.

العينين، هل سر هذا الجمال بالعينين؟! عيونه بالكاد يفتحها وينظر لمحيطه بنصف عين ويتابع السير وكأنه يعلن أنه الأقوى ويقول: “أنا شيطان بالعلن فأروني ماذا أنتم صانعين أيها المنافقين المختبئين.

نحن متشابهان بطرق تتقاطع أو تقاطعت بالفعل، {تقاطع الجحيم} حيث سكنّا وحصلنا على أرواحنا التي سكنتنا وبدلت بصرنا وسمعنا وحياتنا.

نعم الموت هو هدفي ومسعاي وهو نهايتي.

نحن متشابهان، نحن نتعذب ونكره البشر لكن نحن رغم تشابه جوهرنا إلا أننا مختلفان، أنا فريدة، أنا لا أحد يشبهني، أنا شخص عاش جحيم فريد حيث تملكني الجحيم وأصبح جزء مني وهذا ليس بقريب حتى من الجحيم الذي عاشه هذا الشاب الذي حمل جحيمه على كثقل على كتفيه.

_”أنت مخطئ، الشخص الذي يأتي لهنا هو من يقرر قبوله من رفضه، المعلم فقط يحكم على ما لديه وأنا لدي الكثير لذا قررت من تلقاء نفسي أنني سأقبل”.

هذا الشاب يسير بوجه مشوه يراه الجميع بشع وبشعر أبيض ناصع يراه الجميع غريب وغير مقبول لكن لا بأس، أنا أراه جميل وأرى شعره معتاد والسؤال هنا لما؟! لما أنا الوحيدة التي تراه جميل وليس غريب؟! لما أنا لا زلت أمسك يده وأنا التي لو قطعت يدي ما وضعتها بيد إنسان مرة أخرى؟!

استاءت الفتاة وقالت: “هذه وقاحة لكن لا بأس، فليخلي الجميع الساحة……… حسنا هيا أيها الضخم، ألن تخرج سيفك الآخر”.

أنا وما أنا؟! لا أحد يعلم بأمري ولا أحد يعلم بما عشته وهذا الذي عشته هو ما يدفعني لأتقبل هذا الشاب رغم كرهي له، أنا أتقبله وأراه جميل وعادي ليس بغريب ببساطة لأني أبشع منه ولأني رأيت ما يمكنه صنع إنسان أغرب من هذا بكثير.

قال: “بالطبع واثق”.

أنا لا أنظر لطريقي وأغرق بالنظر لوجه هذا الشاب لكني أشحت نظري باللحظة التي نظر إلي بها وقال: “سنذهب لزعيم القرية لذا رجاءً لا تفعلي أي شيء محرج من فضلك”.

_”فقط استخدام القوس لكنني لست محترف باستخدامه”.

ماذا يقصد؟! هل أنا أسبب له الإحراج؟! هل شكلي مريب؟! هل أنا غريبة وملفتة للأنظار؟! هل من السيء سيري معه؟! هل أشكل ثقل عليه؟!

رد عليها وقال: “لا أحتاج لذلك، أستطيع هزيمتك بسيف واحد”.

كل هذه الاسئلة سألتها لنفسي ولم تستطع نفسي تكذيبها، أنا بالفعل أملك الكثير من الاخطاء وتحيط بي هالة غير مرغوبة يصنعها إنطوائي وخوفي، أنا أنفر من البشر ولا أحبهم وهذا يجب أن يكون ظاهر بمجرد النظر نحوي.

هذا الشخص يبدو أنه المعلم الذي تحدث عنه هذا الشاب وطلب رؤيته ويبدو أنه شخص ذو وقار وهيبة وحكمة.

سرنا قليلاً وأمسكت بوجهي استراح وسكن على كتف هذا الشاب ونحن نسير فابتعدت فزعة كأن شيء مريب حدث فقال: “ألم اخبرك ألا تفعلي أي شيء محرج؟!”.

ليتهما لم ينقذاني عندما دنت نهايتي من قدمي، ليتهما تركاني وليت لحظة الألم تلك تحولت لموت ونهاية.

مد يده لي وأنا التي أفلته ورفضته منذ لحظة فنظرت حولي وشاهدت البعض يشاهدون فما استطعت الرفض وأمسكت بيده.

طاطأت الفتاة ميرا رأسها وفتحت يدها ومدتها للأمام وقالت محرجة: “انا آسفه ايها المعلم”.

يده مقرفة لا أحبها، كف يده محترق كلياً وأنا لا أحب أيدي الرجال، أنا اكره كل ما يتعلق بهم، لا يوجد شيء خاص بأحد منهم.

لم تتغير قبضت الشاب ذو الشعر الأبيض على يدي دلالة على عدم تأثره بالجو المحيط وعدم تأثره بكل هذه النظرات الحاقدة الموجهة نحونا.

دخلنا لمنزل كبير به ساحة كان به بعض الأشخاص يتدربون، تقدمنا قليلاً وطلب هذا الشاب الشبان اللذين يتدربون بالساحة وسألهم: “هل المعلم هنا؟! ارغب برؤيته”.

_”اريد سؤالك عن منزل يمكننا المكوث به بهذه القرية لشخصين كما ترين”.

اجاب شاب أصلع: “نعم إنه بالداخل ماذا تريد؟!”.

لم يبحث صاحب الشعر الابيض طويلاً واشترى بعض اللحم وطبقي رامن وعدنا للمنزل.

_”اخبره أن متدرب جديد يرغب برؤيته”.

قال الشاب الأصلع: “نعم إنه هو”.

_”متدرب جديد؟!!! لست أنت من يقرر ذلك، المعلم عندما يراك سيقرر”.

طاطأت الفتاة ميرا رأسها وفتحت يدها ومدتها للأمام وقالت محرجة: “انا آسفه ايها المعلم”.

_”أنت مخطئ، الشخص الذي يأتي لهنا هو من يقرر قبوله من رفضه، المعلم فقط يحكم على ما لديه وأنا لدي الكثير لذا قررت من تلقاء نفسي أنني سأقبل”.

تنهيدة حزينة ترغب بالبكاء، إنها دمعة واحدة، هذه التنهيدة ستبكي دمعة واحدة وتكره هؤلاء البشر، ابكي ابكي يا صغيريتي فأنا خليلتك والوحيدة التي تستطيع فهمك فحالي من حالك.

نظر الشاب الأصلع بإشمئزاز وقال: “حقاً؟! هل أنت واثق أنك أنت من تقرر؟!”.

ابتعد قليلا فارتديت الملابس الجميلة التي احضرها ثم حملت هذا الوشاح الوردي الذي اشتراه ولففته حول رقبتي، أنه اختيار رائع، أخفيت به فمي وشعرت بالراحة النفسية لدفئه.

أجابه هذا الشاب الذي يمسك يدي وهو لا يبدي أي تغير بملامحه ونبرة صوته: “وهل ترى بعيني تردد بالاجابة؟!”.

نعم، نحن من لمسنا القاع نستطيع إمساك أيدي بعضنا ونستطيع فهم بعضنا بلا كلام حتى.

غضب ذلك الشاب الأصلع وقال: “حسنا أرني كيف ستقبل إن واجهت افضل متدرب بالمركز هنا، هاي ميرا اوقفي تدريبك مع بلود، هذا الفتى يتحدى اقوى متدربة هنا ليجتاز دخول المركز”.

وضع بين يدي ملابس وطلب مني ارتدائها لكي لا أدخل القرية بالمعطف الملطخ بالدم.

تحدثت فتاة تبدو بغاية الرشاقة والقوة وقالت: “هل هو هذا الضخم؟!”.

استاءت الفتاة وقالت: “هذه وقاحة لكن لا بأس، فليخلي الجميع الساحة……… حسنا هيا أيها الضخم، ألن تخرج سيفك الآخر”.

قال الشاب الأصلع: “نعم إنه هو”.

أنا أشعر بأن صاحب هذا الوجه الشاب عانى كثيراً حتى استطاع اطلاق مثل هذه التنهيدة الفريدة والجميلة والمليئة بالتعب والإرهاق.

قالت الفتاة: “هاي، هل أنت واثق من نفسك حقاً لتتحداني؟!”.

العينين، هل سر هذا الجمال بالعينين؟! عيونه بالكاد يفتحها وينظر لمحيطه بنصف عين ويتابع السير وكأنه يعلن أنه الأقوى ويقول: “أنا شيطان بالعلن فأروني ماذا أنتم صانعين أيها المنافقين المختبئين.

لم تتغير قبضت الشاب ذو الشعر الأبيض على يدي دلالة على عدم تأثره بالجو المحيط وعدم تأثره بكل هذه النظرات الحاقدة الموجهة نحونا.

تنهد واخرج من الحقيبة الكبيرة الغطاء الذي منحني إياه سابقاً وتابع كلامه قائلاً: “إذا كنت تريدين العناد ورفض الكلام معي فيمكنك الذهاب لغرفتك وفعل ما تشائين فهي من هذه اللحظة مكانك الخاص”.

قال: “بالطبع واثق”.

رد عليها وقال: “لا أحتاج لذلك، أستطيع هزيمتك بسيف واحد”.

قالت الفتاة: “حسنا دعني أخبرك بأمر، إما أنك متهور أو أحمق، متهور إذا كنت ضعيف وتريد عبور البوابة بهزيمتي وأحمق إن كنت حقا واثق من قدرتك وتظن أنك تستطيع هزيمتي”.

أنا بالفعل خائفة، أنا أريد العودة لتلك الغابة، تلك الغابة حيث العزلة وحيث كان المكان جميل للغاية.

أفلت هذا الشاب يدي ووضع الحقيبة وسحب سيف واحد وقال: “ثرثرتي كثيرا هلا بدأنا”.

_”حسنا ما كان شرط نزالك معها”.

استاءت الفتاة وقالت: “هذه وقاحة لكن لا بأس، فليخلي الجميع الساحة……… حسنا هيا أيها الضخم، ألن تخرج سيفك الآخر”.

أبعدني قليلاً وأوقفني عند الباب وابتسم لي وربت على رأسي بطريقة غريبة كريهة ثم عاد لجحيم لم يدركه جيدا، أنه متجه لمكان كل من فيه كارهون لغروره.

رد عليها وقال: “لا أحتاج لذلك، أستطيع هزيمتك بسيف واحد”.

قالت: “أيها المعلم أنا لم اكن مصابة”.

زاد استياء الفتاة وقالت: “الأمر تخطى الجرأة وأصبح وقاحة صريحة وواضحة”

لم أعطه الاذن ليدخل ولكنه دخل، هكذا هو الحال، سيكون دائماً هكذا، أنا لست بفتاة حرة، أنا كنت عبدة وسأبقى كذلك، إن بقيت ضعيفة خاملة سأبقى كذلك لا محالة.

_”حسنا إذاً اسمحي لي ايتها الجميلة من فضلك”.

أنا لا أطيق العيش بالقرب من البشر ولا أريد سوى العزلة والموت، أريد السكون والهدوء بآخر لحظات حياتي.

_”اه حسنا إذا يبدو انك عرفت قدرك وتذكرت بعض الآداب لذا تفضل”.

اقسم انها ستكره هذا الرجل الجلف الأحمق لاحراجها مرتين بهذه الطريقة.

_”اه أنا بالواقع لا اتحدث معك أنا اتحدث لهذه الفتاة” أشار إلي بأصبعه وأوقع الفتاة بالإحراج مما زاد السخط والكره الموجهان إلينا.

انا لست فتاة صغيرة، أنا بعمر السادسة عشر لكني خائفة، أنا أضعف من أي طفلة بهذه القرية.

أبعدني قليلاً وأوقفني عند الباب وابتسم لي وربت على رأسي بطريقة غريبة كريهة ثم عاد لجحيم لم يدركه جيدا، أنه متجه لمكان كل من فيه كارهون لغروره.

جرني معه للغرفة الابعد عن غرفتي واخبرني أنها غرفته والغرفة التي بالمنتصف ستكون غرفة الإستقبال والجلوس.

أخذ الخصمان أماكنهم وبدأ الجميع بالهتاف للفتاة وهم يدعونها ميرا ويطلبون منها قطع إحدى يدي هذا المغرور.

قال الشاب الأصلع: “نعم إنه هو”.

تقدمت ميرا وبقي الشاب خصمها يقف بمكانه ولكنها بسرعة خاطفة هاجمت لكن أمر مفاجئ حصل وهو طيران سيفها من يدها بكل سهولة ما أغلق أفواه جميع الحاضرين.

أنا بالفعل بين خيارين أحلاهما مر لكنر غم خوفي إلا أنني يستيحل أن ابقى هنا، لقد ركضت لذو الشعر الأبيض وأمسكت بيده وذهبت معه وأنا متشبثة به.

تراجعت القتاة بتردد فتقدم الشاب بسرعة ولم يهاجم الفتاة التي ارتعبت بل هاجم سيفها الذي حلق بالسماء بمجرد ضربة واحدة من سيف هذا الوحش.

أتى ذلك الشاي ونظر إلي من أعلى وابتسم وقال: “تبدين جميلة للغاية، هذه الملابس تليق بك حقاً”.

أمسك الشاب بالفتاة ميرا من عنقها بقوة ونظر لذلك الشاب الأصلع الذي تحدث معه بالبداية وقال: “بدأت تتبجح بفتاة وأنت تسمي نفسك رجلاً وهي لم تصمد للحظة فاتساءل عن صمودك لو اخترت القتال بنفسك كالرجال”.

انا لا أريد العيش بمجتمع، أنا أريد الانطواء والعيش وحيدة بمساحتي الخاصة، هذا مرعب، كل هؤلاء الناس سينظرون نحوي.

أفلت ذو الشعر الأبيض ميرا فسقطت وبدأت تسعل وتحاول إلتقاط أنفاسها فقال: “هيا نادوا المعلم”.

يده مقرفة لا أحبها، كف يده محترق كلياً وأنا لا أحب أيدي الرجال، أنا اكره كل ما يتعلق بهم، لا يوجد شيء خاص بأحد منهم.

قال رجل يقف أمام البوابة الكبير: “ها أنا هنا يا هذا ولقد رأيت كل شيء بالفعل، جميعكم عودا لعملكم وألحق بي أيها الشاب وأنت أيضاً يا ميرا”.

مد يده لي وأنا التي أفلته ورفضته منذ لحظة فنظرت حولي وشاهدت البعض يشاهدون فما استطعت الرفض وأمسكت بيده.

هذا الشخص يبدو أنه المعلم الذي تحدث عنه هذا الشاب وطلب رؤيته ويبدو أنه شخص ذو وقار وهيبة وحكمة.

قال: “بالطبع واثق”.

تجاهل هذا الشاب الجميع وتحرك ليذهب لهذا الذي يدعونه بالعلم وتركني وراء ظهره فتحركت خطوة وتوقفت فالتفت لي ذو الشعر الأبيض ومد يده.

غضب ذلك الشاب الأصلع وقال: “حسنا أرني كيف ستقبل إن واجهت افضل متدرب بالمركز هنا، هاي ميرا اوقفي تدريبك مع بلود، هذا الفتى يتحدى اقوى متدربة هنا ليجتاز دخول المركز”.

لا، أنا لا أفهم، لا أنا لا ارغب بالذهاب ولا ارغب بالبقاء، على الأقل تعال وخذني، أنت تعلم أنني خائفة، أنا لا أرغب بالبقاء وحيدة بين هؤلاء الكارهين ولا أرغب بالركض لهذا الشاب فيظن نفسه أصبح شخص موثوق لدي.

نظر الشاب الأصلع بإشمئزاز وقال: “حقاً؟! هل أنت واثق أنك أنت من تقرر؟!”.

أنا بالفعل بين خيارين أحلاهما مر لكنر غم خوفي إلا أنني يستيحل أن ابقى هنا، لقد ركضت لذو الشعر الأبيض وأمسكت بيده وذهبت معه وأنا متشبثة به.

_”فقط استخدام القوس لكنني لست محترف باستخدامه”.

دخلنا لمركز التدريب الكبير وكان هناك الكثير من الأسلحة، جلست الفتاة أمام كرسي المعلم فاتبع صاحب الشعر الأبيض حركتها فجلست أنا الأخرى بجانبه.

ماذا يقصد؟! هل أنا أسبب له الإحراج؟! هل شكلي مريب؟! هل أنا غريبة وملفتة للأنظار؟! هل من السيء سيري معه؟! هل أشكل ثقل عليه؟!

كان المعلم رجل ذو وقار ومكانة ولا يبدو كبيراً بالعمر، جلس على كرسيه بكل هدوء وقال: “ميرا ألم اعلمك الطريقة الصحيحة لأمساك السيف منذ أول يوم دخلتي به لهذا المركز؟!”.

أنا لا أطيق العيش بالقرب من البشر ولا أريد سوى العزلة والموت، أريد السكون والهدوء بآخر لحظات حياتي.

طاطأت الفتاة ميرا رأسها وفتحت يدها ومدتها للأمام وقالت محرجة: “انا آسفه ايها المعلم”.

أنا سأتي، أنا سآتيك ولن يمنعني عن احتضانك أحد فأنت هو السعادة وأنت هو الراحة التي لن اكتسبها سوى بالهرب من هذه القرية.

كانت يدها مهشمة قليلاً من إمساك السيف فقال المعلم بعد رؤيتها: “إذا كنت مصابة ولا تستطيعين حمل سيفك لماذا تقدمتي للمواجهة؟!”.

قالت لهذا الشاب: “ماذا تريد؟!”.

قالت: “أيها المعلم أنا لم اكن مصابة”.

اجاب شاب أصلع: “نعم إنه بالداخل ماذا تريد؟!”.

حدق المعلم بيدها أكثر ثم نظر إلينا وقال: “من أنتما؟!” هذا مخيف.

انا لا أريد العيش بمجتمع، أنا أريد الانطواء والعيش وحيدة بمساحتي الخاصة، هذا مرعب، كل هؤلاء الناس سينظرون نحوي.

قال الشاب: “أنا شاب خرج من قرية الفايكنج وعن كل شيء يتعلق بهم، أتيت أبحث عن المهارة وتعلم فن مبارزة السيف”.

قال:”اسمي أورا__ اعتذر اسمي أودين”.

قال المعلم: “حسنا هذا جيد، ماذا تجيد من الأسلحة؟!”.

أمسك الشاب بالفتاة ميرا من عنقها بقوة ونظر لذلك الشاب الأصلع الذي تحدث معه بالبداية وقال: “بدأت تتبجح بفتاة وأنت تسمي نفسك رجلاً وهي لم تصمد للحظة فاتساءل عن صمودك لو اخترت القتال بنفسك كالرجال”.

_”فقط استخدام القوس لكنني لست محترف باستخدامه”.

أيها الموت هل أنت هنا؟! هل تستطيع تلبية ندائي؟! هل ستأخذني بحضنك عندما أتي راكضة إليك؟!

_”حسنا ما كان شرط نزالك معها”.

قالت: “أيها المعلم أنا لم اكن مصابة”.

_”قبولي بالمركز هنا”.

_”اه أنا بالواقع لا اتحدث معك أنا اتحدث لهذه الفتاة” أشار إلي بأصبعه وأوقع الفتاة بالإحراج مما زاد السخط والكره الموجهان إلينا.

_”حسنا إذا لقد قبلت، عد غداً صباحا”.

كنت عبدة يريني الجميع أسوأ ما فيه وهذا كان الأسوأ، كنت بحاجة لأحد منهم ليتصنع الطيبة لكن لا طيبة تمنح لنا نحن من نعيش بالأسفل، لقد وضعت على جباهنا تلك العلامات التي ميزتنا على أننا معيبين سكان الأرض مكسوري الجناح محظورين من النظر للنجوم التي تزين السماء.

_”حسنا شكراً جزيلاً لك”.

_”اخبره أن متدرب جديد يرغب برؤيته”.

نهض ذلك الشاب فتبعته وخرجنا وبدأنا ننتظر عند مدخل المركز حتى خرجت الفتاة ميرا بعد بعض الوقت، صدمت لرؤيتنا وكأنها تضايقت من الأمر.

سحقا لك ولغداً أيها الحقير، ارحل ارحل ارحل، أنا لا اريد البقاء لغد، أنا لست سعيدة، هذا ليس بيتي وهذه ليست غرفتي، أنا سأهرب، نعم سأهرب.

قالت لهذا الشاب: “ماذا تريد؟!”.

أنا سأتي، أنا سآتيك ولن يمنعني عن احتضانك أحد فأنت هو السعادة وأنت هو الراحة التي لن اكتسبها سوى بالهرب من هذه القرية.

قال: “أنا فقط أردت سؤالك عن أمر بالقرية إذ لا يشكل هذا إزعاج لك”.

يده مقرفة لا أحبها، كف يده محترق كلياً وأنا لا أحب أيدي الرجال، أنا اكره كل ما يتعلق بهم، لا يوجد شيء خاص بأحد منهم.

نظرت ميرا لصاحب الشعر الابيض بتمعن وقالت: “أولاً ما هو أسمك؟!”.

أنا لا أطيق العيش بالقرب من البشر ولا أريد سوى العزلة والموت، أريد السكون والهدوء بآخر لحظات حياتي.

قال:”اسمي أورا__ اعتذر اسمي أودين”.

تجاهل هذا الشاب الجميع وتحرك ليذهب لهذا الذي يدعونه بالعلم وتركني وراء ظهره فتحركت خطوة وتوقفت فالتفت لي ذو الشعر الأبيض ومد يده.

_”ما هذا؟! هل لديك شك بإسمك؟! على أية حال أنا أدعى ميرا سررت بلقائك، ماذا تريد ان تسال؟!”.

 

_”اريد سؤالك عن منزل يمكننا المكوث به بهذه القرية لشخصين كما ترين”.

لقد كنت أبكي لكنه لم يغضب بل ابتسم لي ومسح دموعي وأنا احاول أبعاد وجهي والاختباء من نظره.

_”هذا فقط؟! حسناً يمكنك سؤال صاحب محل الأقمشة بوسط القرية لديه منزل لا يسكنه احد”.

كان المعلم رجل ذو وقار ومكانة ولا يبدو كبيراً بالعمر، جلس على كرسيه بكل هدوء وقال: “ميرا ألم اعلمك الطريقة الصحيحة لأمساك السيف منذ أول يوم دخلتي به لهذا المركز؟!”.

_”اتقصدين صاحب محل الألبسة؟!”.

هذا الشاب كاره حاقد حزين وحسود حاله كحالي تماماً، إنه يكرههم كما أكرههم تماماً، إنه يكره كل من يبتسم ويحقد على كل من يعيش حياته بسعادة، إنه لا يحب أحد ويكره الجميع.

_”لا أنه محل بالحي الذي يليه شرقا”.

سأعود مجدداً لتلك الحال، لن أتخلى عن كرهي لهذا العالم وسأركض ليد الموت التي مدت لي، يد الرحمة التي تأخذك بعيداً عن هؤلاء البشر والشياطين.

_”ااااه حسنا شكرا لك، هيا”.

لم يبحث صاحب الشعر الابيض طويلاً واشترى بعض اللحم وطبقي رامن وعدنا للمنزل.

_”انتظر قليلا” ركضت نحونا ونظرت إلي بتمعن وابتسامة وقالت: “ما اسم هذه الفتاة الجميلة وما الرابط بينكما؟!”.

قال الشاب: “أنا شاب خرج من قرية الفايكنج وعن كل شيء يتعلق بهم، أتيت أبحث عن المهارة وتعلم فن مبارزة السيف”.

قال: “هذا ليس من شأنك، هيا عودي لعملك”.

تحدثت فتاة تبدو بغاية الرشاقة والقوة وقالت: “هل هو هذا الضخم؟!”.

صدمت ميرا وابتسمت ابتسامة ساخرة متألمة ونحن استدرنا وتابعنا طريقنا.

أخذ الخصمان أماكنهم وبدأ الجميع بالهتاف للفتاة وهم يدعونها ميرا ويطلبون منها قطع إحدى يدي هذا المغرور.

اقسم انها ستكره هذا الرجل الجلف الأحمق لاحراجها مرتين بهذه الطريقة.

قالت: “أيها المعلم أنا لم اكن مصابة”.

تكلم صاحب الشعر الأبيض مع صاحب محل الأقمشة قليلاً ثم قادنا للمنزل الذي وافق عليه صاحب الشعر الأبيض.

دفع هذا الشاب للرجل بعض المال وأخذ المفتاح وبدأ يتفحص المنزل جيدا ثم عاد لغرفة وهو ممسك بيدي ويجبرني على اللحاق به وقال: “هذه الغرفة ستكون لك من الآن فصاعدا”.

دفع هذا الشاب للرجل بعض المال وأخذ المفتاح وبدأ يتفحص المنزل جيدا ثم عاد لغرفة وهو ممسك بيدي ويجبرني على اللحاق به وقال: “هذه الغرفة ستكون لك من الآن فصاعدا”.

لم يبحث صاحب الشعر الابيض طويلاً واشترى بعض اللحم وطبقي رامن وعدنا للمنزل.

أهذه الغرفة الكبيرة لي؟! ستكون لي وحدي؟!!!! لكنها فارغة.

أمسك الشاب بالفتاة ميرا من عنقها بقوة ونظر لذلك الشاب الأصلع الذي تحدث معه بالبداية وقال: “بدأت تتبجح بفتاة وأنت تسمي نفسك رجلاً وهي لم تصمد للحظة فاتساءل عن صمودك لو اخترت القتال بنفسك كالرجال”.

جرني معه للغرفة الابعد عن غرفتي واخبرني أنها غرفته والغرفة التي بالمنتصف ستكون غرفة الإستقبال والجلوس.

حدق المعلم بيدها أكثر ثم نظر إلينا وقال: “من أنتما؟!” هذا مخيف.

حاولت تحريك يدي عدة مرات مشيرةً له بضرورة إفلات يدي فلا داعي لأمساكها أكثر لكنه بقي ممسك بها وسحبني معه للخارج.

قال: “هذا ليس من شأنك، هيا عودي لعملك”.

اتجهنا لوسط القرية فكانت اغلب المتاجر والمحلات مغلقة إلا محلات المشروبات والسكر وبعض محلات الاطعمة حيث تعتق الشارع برائحة الشواء والرامن.

تنهيدة حزينة ترغب بالبكاء، إنها دمعة واحدة، هذه التنهيدة ستبكي دمعة واحدة وتكره هؤلاء البشر، ابكي ابكي يا صغيريتي فأنا خليلتك والوحيدة التي تستطيع فهمك فحالي من حالك.

لم يبحث صاحب الشعر الابيض طويلاً واشترى بعض اللحم وطبقي رامن وعدنا للمنزل.

قالت لهذا الشاب: “ماذا تريد؟!”.

افلتني مباشرة فبقيت واقفة على الباب فدخل ووضع الطعام بغرفة الاستقبال وقال: “من الآن فصاعدا سنأكل بغرفة الاستقبال، هيا ما بك؟ أدخلي”.

أبعدني قليلاً وأوقفني عند الباب وابتسم لي وربت على رأسي بطريقة غريبة كريهة ثم عاد لجحيم لم يدركه جيدا، أنه متجه لمكان كل من فيه كارهون لغروره.

تنهد واخرج من الحقيبة الكبيرة الغطاء الذي منحني إياه سابقاً وتابع كلامه قائلاً: “إذا كنت تريدين العناد ورفض الكلام معي فيمكنك الذهاب لغرفتك وفعل ما تشائين فهي من هذه اللحظة مكانك الخاص”.

_”اه حسنا إذا يبدو انك عرفت قدرك وتذكرت بعض الآداب لذا تفضل”.

مكاني الخاص؟! هذا كذب، سيأتي لي عاجلاً ام أجلاً، سيأتي مثلهم تماماً، لقد كانو كأخوتي وعائلتي لكن بمجرد أن تسيطر عليهم الشهوة ستعتاذ الشياطين منهم.

أنا وما أنا؟! لا أحد يعلم بأمري ولا أحد يعلم بما عشته وهذا الذي عشته هو ما يدفعني لأتقبل هذا الشاب رغم كرهي له، أنا أتقبله وأراه جميل وعادي ليس بغريب ببساطة لأني أبشع منه ولأني رأيت ما يمكنه صنع إنسان أغرب من هذا بكثير.

اول مرة سيعتذر ويقسم انه لن يكررها وسيبقى يحاول تصنع الطيبة لكن ثاني مرة سيألف الأمر وبعدها سأقع بشباك الجحيم مجدداً.

أنا لا أستطيع، ركضت لما يسميه مكاني الخاص واغلقت الباب ودمعتي على خدي، لحق بي وطرق الباب لكنني انكمشت على نفسي بزاوية الغرفة.

أنا سأتي، أنا سآتيك ولن يمنعني عن احتضانك أحد فأنت هو السعادة وأنت هو الراحة التي لن اكتسبها سوى بالهرب من هذه القرية.

لم أعطه الاذن ليدخل ولكنه دخل، هكذا هو الحال، سيكون دائماً هكذا، أنا لست بفتاة حرة، أنا كنت عبدة وسأبقى كذلك، إن بقيت ضعيفة خاملة سأبقى كذلك لا محالة.

 

وضع الطعام بجانبي وغطاني بالغطاء وقال: “يمكنك وضع الوشاح كوسادة ريثما نشتري كل شيء غدا”.

كنت عبدة يريني الجميع أسوأ ما فيه وهذا كان الأسوأ، كنت بحاجة لأحد منهم ليتصنع الطيبة لكن لا طيبة تمنح لنا نحن من نعيش بالأسفل، لقد وضعت على جباهنا تلك العلامات التي ميزتنا على أننا معيبين سكان الأرض مكسوري الجناح محظورين من النظر للنجوم التي تزين السماء.

سحقا لك ولغداً أيها الحقير، ارحل ارحل ارحل، أنا لا اريد البقاء لغد، أنا لست سعيدة، هذا ليس بيتي وهذه ليست غرفتي، أنا سأهرب، نعم سأهرب.

اول مرة سيعتذر ويقسم انه لن يكررها وسيبقى يحاول تصنع الطيبة لكن ثاني مرة سيألف الأمر وبعدها سأقع بشباك الجحيم مجدداً.

أنا لا أطيق العيش بالقرب من البشر ولا أريد سوى العزلة والموت، أريد السكون والهدوء بآخر لحظات حياتي.

قال الشاب: “أنا شاب خرج من قرية الفايكنج وعن كل شيء يتعلق بهم، أتيت أبحث عن المهارة وتعلم فن مبارزة السيف”.

ليتهما لم ينقذاني عندما دنت نهايتي من قدمي، ليتهما تركاني وليت لحظة الألم تلك تحولت لموت ونهاية.

أيها الموت هل أنت هنا؟! هل تستطيع تلبية ندائي؟! هل ستأخذني بحضنك عندما أتي راكضة إليك؟!

سأعود مجدداً لتلك الحال، لن أتخلى عن كرهي لهذا العالم وسأركض ليد الموت التي مدت لي، يد الرحمة التي تأخذك بعيداً عن هؤلاء البشر والشياطين.

دخلنا لمركز التدريب الكبير وكان هناك الكثير من الأسلحة، جلست الفتاة أمام كرسي المعلم فاتبع صاحب الشعر الأبيض حركتها فجلست أنا الأخرى بجانبه.

أيها الموت هل أنت هنا؟! هل تستطيع تلبية ندائي؟! هل ستأخذني بحضنك عندما أتي راكضة إليك؟!

مد يده لي وأنا التي أفلته ورفضته منذ لحظة فنظرت حولي وشاهدت البعض يشاهدون فما استطعت الرفض وأمسكت بيده.

أنا سأتي، أنا سآتيك ولن يمنعني عن احتضانك أحد فأنت هو السعادة وأنت هو الراحة التي لن اكتسبها سوى بالهرب من هذه القرية.

تنهيدة حزينة ترغب بالبكاء، إنها دمعة واحدة، هذه التنهيدة ستبكي دمعة واحدة وتكره هؤلاء البشر، ابكي ابكي يا صغيريتي فأنا خليلتك والوحيدة التي تستطيع فهمك فحالي من حالك.

أخطاء الماضي لن تتكرر والموت حق لكل البشر، الموت نهاية يخافها الكثير من البشر لكني لست مثلهم فأنا لا أخاف هذه النهاية بل أعشقها، نهاية لا استطيع انتظارها لذلك قررت السير إليها وهذا مسعاي.

أنا وما أنا؟! لا أحد يعلم بأمري ولا أحد يعلم بما عشته وهذا الذي عشته هو ما يدفعني لأتقبل هذا الشاب رغم كرهي له، أنا أتقبله وأراه جميل وعادي ليس بغريب ببساطة لأني أبشع منه ولأني رأيت ما يمكنه صنع إنسان أغرب من هذا بكثير.

نعم الموت هو هدفي ومسعاي وهو نهايتي.

_”ااااه حسنا شكرا لك، هيا”.

 

هل أنت مستيقظ؟! أيها الفتى هل أنت مستيقظ لترى هذا الجمال؟! جمال هذه الحياة هل تراه؟! هل تستطيع أبصار الألوان الوردية أم أنك تعيش بمحيط تملؤه الألوان القاتمة، محيط رمادي أسود كمحيطي.

 

نعم الموت هو هدفي ومسعاي وهو نهايتي.

لم يكن لي خيار، كنت مضطرة فاقتربت من هذا الشاب وأمسكت بيده بقوة فنظر لي ونظرت له.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط