نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

خاصة الجحيم والشياطين 21

وداع منك

وداع منك

أنا سعيدة لأجل أودين الذي انتصر على المعلم وأرغب باحتضانه لكنني أتحفظ وأتراجع عن هذه الفكرة.

لو لم يمنحني الماء لما نبتت سلاسل رابطتنا، إنه خطأ ابتسامته الجميلة الدافئة وخطأ يده الرقيقة الحنونة وخطأ طيبته وعنايته لكن لا، لا زال الوقت مبكر لقول ذلك فأنا ورغم احتراق قلبي مع احتراق هذه السلاسل إلا أنني سأحاول.

أودين يبتسم لي كالعادة ويستقبلني بابتسامة جميلة ويرد على تهنئتي بأسلوب لبق وبوجه بشوش ويقدم لي مهمة لإنجازها وهذه المهمة تتطلب مني الانخراط بالبشر.

قلت: “لا ترحل”.

لا بأس، أنا لست خائفة وأنا أمتلك ثقة كبيرة بنفسي وسأفعلها لأثبت لأودين أنني قوية وأن مجهوداته لم تذهب هباءً.

لن أفعل، لن أفلته مهما حدث وسأبقى متمسكة به لآخر يوم بحياتي.

أخذني أودين لمنزل عجوزين بالقرية بعد أن أخبرني بقصتهما وما سأفعله هناك.

استدار ودفع يدي التي تمسك بقميصه من الخلف وأشار بكلتا يديه على صدره وقال غاصباً: “انظري لي جيداً، هل أنت واثقة أنك تريدين ربط حياتك ببقائي؟! هل أنت غبية لهذه الدرجة؟!”.

قصتهما حزينة حيث تزوجت ابنتهما الوحيدة قبل عشر سنوات ورحلت مع زوجها للعاصمة ولم تعد لتزور والديها بعد سنتين من رحيلها بالرغم من بقائها حية.

قرب وجهه من وجهي فاضطربت قليلاً لكنه لم يفعلها، لم يقبلني وأكتفى بمسح خدي بخده وترك ذلك شعور مرضي.

أما ما سأفعله هناك كان تحدي صغير، سأخدم العجوزين مقابل المسكن والطعام والماء لديهم لأتعلم التأقلم والعيش لوحدي بعيداً عن أودين.

هذا ما قاله وهكذا استقبلني دون أي تعليق على النزال الأخير وعلى انتصاري.

لم أبدي أي أعتراض وقبلت بالأمر وها أنا أعد الطعام للعجوزان.

كنت أقدس هذه السلاسل وأرويها يومياً لتكبر لكن الخطأ خطؤه لأنه هو من كان يمنحني الماء الذي كنت أروي به سلاسل رابطتنا.

أعددت لهم بعض الشاي بعد الانتهاء من الافطار وخرجت لمركز التدريب وحدي وأنا بالطريق كانت ميرا تسير أمامي فترددت للحظة لكني لم أفكر ابداً وركضت سرت بجانبها وألقيت التحية.

قال: “بيلي أنا سأغادر القرية”.

ردت التحية وسرنا معاً وتحدثنا وكان كل ما أفكر به هو رؤية أودين بالمركز.

قرب وجهه من وجهي فاضطربت قليلاً لكنه لم يفعلها، لم يقبلني وأكتفى بمسح خدي بخده وترك ذلك شعور مرضي.

رأيته فألقى علي التحية وذهب لقضاء شؤونه فشعرت بحزن لبعده وفرح لرؤيته.

ظلمتك ضوء الشمس مقارنة بضوء سواك وسوء حياتك إذا شاركتني به سيكون فرحي وسعادتي لأنك وطني وكل ما أمتلك.

انقضت السبع أيام بسرعة وباليوم الأخير استطعت هزيمة شاب متدرب منذ عدة سنوات بمبارزة فردية وكان هذا الشاب من بين الأمهر بالقتال القريب.

إنه ماذا؟! إنه الوداع؟! بهذه السهولة؟! ألا يعلم هؤلاء البشر أنها كلمة صعبة؟! إنها كلمة لا تتعلق بهم وحدهم، إنها كلمة لا تتعلق فقط بمشاعرهم وشؤونهم بل هي كلمة تتعلق بالرابطة التي تجمعنا.

لربما كانت مجرد مصادفة لكن حتى وإن كانت كذلك فأنا سعيدة وفخورة ومتطلعة للإطراء من أودين لكنه لم يكن هناك.

لا بأس، أنا لست خائفة وأنا أمتلك ثقة كبيرة بنفسي وسأفعلها لأثبت لأودين أنني قوية وأن مجهوداته لم تذهب هباءً.

عند بداية النزال كان يقف بجوار الباب لكنه لم يعد هنا الآن، تلاشى السرور وخرجت لأبحث عنه لكنني لم أجده.

صرخت وناجيت لوجه لم اعد استطيع رؤيته وقلت: “لا لا لا، لن اصبر ولن أعتاد فهذه كلها اكاذيب، أنها جمل تسعى لمنحي أمل زائف، أمل لن يأتي وإن أتى سيطرق الباب وسيرحل وسيزول.

عدت لمنزل العجوزان وودعتهما واخذت حاجاتي وعدت لمنزل أودين ووجدته ينتظرني مبتسماً فقال: “سنخرج برحلة اليوم”.

هذه الرابطة أشعر بها تؤلمني، أشعر بها تحطمني وتؤذي قلبي وأشعر به وهو يحاول قطعها وهي التي أصبحت سلاسل من جسدي.

هذا ما قاله وهكذا استقبلني دون أي تعليق على النزال الأخير وعلى انتصاري.

سؤاله محرج لكن قلبي وصل لمرحلة لن يؤثر به مثل هذا الأمر فها أنا أقول وبكل سعادة: “نعم أنا لا أحب شيء بهذه الحياة سواك، أنت كل ما أريد وأملك، أنا فقط اكتفي بك”.

جهز أودين طعام رائع واشترى الحلوى وخرجنا لتلة كبيرة لوحدنا ليلاً واشعلنا النار وتناولنا الشواء الذي أعده أودين بمهارة عالية.

لم ولن أفلته، هذا مستحيل علي لكن هل هو هين عليه أيضاً؟! هل حقاً رابطتنا بالنسبة له مجرد خيوط؟! هل قطعها هين وسهل عليه وهل فعلاً هو لم يضع جزء من جسده بهذه الرابطة؟!

رغم لذة الطعام إلا أنني تناولته وأنا قلقة من شعور غير سار أثقل صدري، هناك أمر غريب وأنا خائفة من ذلك، أشعر ان لدى أودين الكثير ليقوله لكن للأسف الكلام الكثير تلخص بجملة واحدة فقط قالها بعد انهاء الطعام.

بالنسبة له رابطتنا مجرد خيوط يسهل قطعها بيديه لأن هذه الخيوط لا تحوي أي جزء منه لكن هذه الرابطة لي كالسلاسل ولذلك هو يرى نفسه يقطع مجرد خيوط بيده وأنا أراه يصهر السلاسل ويحرقها ويحرق ما بداخلها من جزء كبير مني.

قال: “بيلي أنا سأغادر القرية”.

أرجوك يا أودين أنصت لي لأني أتلاشى بغيابك وما يبقيني هو حضورك ووجودك فإذا أردت هجري فقتلني ولا تتركني أتعذب وأحصل على موت بطيء.

جملة واحدة لكنها بنظري اكثر رعباً من قصص أخطر الشياطين.

عدت لمنزل العجوزان وودعتهما واخذت حاجاتي وعدت لمنزل أودين ووجدته ينتظرني مبتسماً فقال: “سنخرج برحلة اليوم”.

تابع أودين وقال: “هيا لنعد للمنزل”.

الماضي الخاص بي سيبقى يؤرقني وينغص عيشي ويمتثل أمامي ما لم اتخلص منه، أنا حقا آسف لكن لا خيار آخر، أنا ذاهب لذا افلتيني رجاءً”..

لم يعطني يده ليساعدني على النهوض وجمع بعض الحاجات وقال: “أجمعي البقية وهيا”.

الماضي الخاص بي سيبقى يؤرقني وينغص عيشي ويمتثل أمامي ما لم اتخلص منه، أنا حقا آسف لكن لا خيار آخر، أنا ذاهب لذا افلتيني رجاءً”..

نهضت وبدأت بجمع الحاجات المتبقية وأنا افكر بسوء ينتظرني من هذا اليوم، أولاً لم يكن من أجل الثناء علي اذا فزت أو مواساتي وتشجيعي اذا خسرت ورحل فور بدء نزالي والآن قال هذه الجملة الغريبة وعندما كنا سنغادر لم يساعدني بالنهوض وترك علي حمل لا يتركه أبداً علي بالعادة، ماذا يعني كل هذا؟!

سؤاله محرج لكن قلبي وصل لمرحلة لن يؤثر به مثل هذا الأمر فها أنا أقول وبكل سعادة: “نعم أنا لا أحب شيء بهذه الحياة سواك، أنت كل ما أريد وأملك، أنا فقط اكتفي بك”.

سرت وأنا أفكر بما قاله، لربما يهذي أو يلمح لشيء ما، لربما يريدنا أن نغادر القرية لا أن يغادرها، نعم بالطبع هو يريدنا أن نغادر القرية وهذا الحزن الذي يرافق كلامه أمر طبيعي لأنه اعتاد القرية وأنا كذلك لكن لماذا أرسلني لمنزل الجدين؟!

مرر يديه على ظهري واحتضنني فكانت هذه أول مرة يحتضنني هكذا وبهذه الطريق فما كان مني إلا أن احتضنته.

لا لا يا أنا، أنسي الأمر، أودين سيأخذك حتماً ولن يتخلى عنك، هو لا يفكر سوى بترك القرية ولا يزال كلامه مبهم لكن لماذا؟! لماذا أشعر أنه يسبقني بخطوات كثيرة رغم أنني أسير خلفه ولو مددت يدي لأمسكت ظهره؟!

ها هو لا يزال قريب ورغم ذلك أنا أشعر أنه بعيد كل البعد وهذا ليس بشعور خاطئ، إنه لا يحرص على سلامتي ولا يهتم بسيري بقربه كالعادة وإن توقفت الآن عن السير لأكمل طريقه دون أن يلاحظني وهو الذي كان يعد خطواتي ويحفظ نمطها وسرعتها قبل هءا اليوم.

قال: “أنا سأرحل”.

هل أتوقف هنا لأعلم أن كان هذا الشعور الذي بداخلي حقيقي أم أنه مجرد وهم وخوف لا داعي له؟!

صرخت وناجيت لوجه لم اعد استطيع رؤيته وقلت: “لا لا لا، لن اصبر ولن أعتاد فهذه كلها اكاذيب، أنها جمل تسعى لمنحي أمل زائف، أمل لن يأتي وإن أتى سيطرق الباب وسيرحل وسيزول.

ابتلعت اللا شيء الذي سجنته بفمي وقررت قطعاً أنني لا أريد أن أتوقف وأحاول معرفة ما إذا كان أودين قد نسيني وقرر التخلي عني، أنا من الأساس لن أسمح له بفعل ذلك وإن كان قد حسم قراره.

“أخرسييي” صوته دوى وكاد يحطم سمعي، مسح عينيه ونظر لي فظهرت عينيه وكأنها كانت تحوي دمعة.

أنا سأحارب وسأكافح ولن أستسلم بسهولة، لن أسمح للقافلة بالسير على جسدي ولن أسمح للأقدام بأن تدوسني.

سؤاله محرج لكن قلبي وصل لمرحلة لن يؤثر به مثل هذا الأمر فها أنا أقول وبكل سعادة: “نعم أنا لا أحب شيء بهذه الحياة سواك، أنت كل ما أريد وأملك، أنا فقط اكتفي بك”.

رغم عنه سيبقى معي ورغم عنه لن يتركني ولن يرحل أو إن أراد الرحيل عليه أن يأخذني معه ولن يحدث شيء سوى شيء أنا أقبله وأريده.

أفلتني وربت على رأسي قائلاً: “إنه الوداع”.

وصلنا للمنزل فوضع الحاجات بغرفة الاستقبال وذهب لغرفته وأنا اشعر بعدم الراحة والخوف حتى عاد ومعه حقيبته الكبيرة.

رغم لذة الطعام إلا أنني تناولته وأنا قلقة من شعور غير سار أثقل صدري، هناك أمر غريب وأنا خائفة من ذلك، أشعر ان لدى أودين الكثير ليقوله لكن للأسف الكلام الكثير تلخص بجملة واحدة فقط قالها بعد انهاء الطعام.

فزع قلبي وارتجف لهذا المنظر، إنه جاد برحيله ويبدو أنه لا يعتزم أخذي.

أفلتني وربت على رأسي قائلاً: “إنه الوداع”.

قال: “بيلي أنا آسف حقاً، علي المغادرة لوقت لا أعلم بحق قدره، لربما أعود ولربما لا لكن هذا ليس المهم”.

احتضنه بكل ما أوتيت من قوة وأعجز عن الكلام أكثر فصوت بكائي وشهيقي بدأ يخنقني وكأن هناك وجود لشيطان صغير مرعب يعتصر رقبتي لكن ها هو الشيطان يسقط ويتلاشى.

لا هذا هو الأهم، هذا هو محور حياتي فوجوده سبب هدوئي حين بياتي وإن غادر لربما سيكون بُعده سبب مماتي فماذا اسمعه يقول؟!

تابع أودين وقال: “هيا لنعد للمنزل”.

قال: “أنا قمت بشراء هذا المنزل من أجلك وتركت لك أسفل سريرك مبلغ وفير من المال، لديك خياران وكلاهما جيد لذا المهم أن تختاري ما يريحك، إما أن تبقي بهذا المنزل وتعيشي به وإما ان تذهبي لبيت العجوزين وتعيشي معهما، ميرا ستبقى تتفقدك كل فترة وعليك مواصلة الذهاب لمركز التدريب وقال المعلم أنه سيعطيك مال مقابل تعليم الأطفال القراءة والكتابة، ستكون حياتك سهلة لذا أعتني بنفسك رجاءً وتذكري أنك قوية ولا بأس بطلب المساعدة إن كنت بحاجتها، هيا حان وقت الوداع”.

كل الناس تأكل لأجل الشعور بالجوع، كل الناس تشرب لأجل الشعور بالعطش، كل الناس تخرج لأجل الشعور بالضيق لكنني على غرارهم أكل وأشرب وأخرج من أجلك، كل مشاعري نابعة من التفكير بك فأنا لا اتنفس سوى الهواء الذي تتنفسه ولا هواء من أجلي إذا غادرت.

ما هذا الكلام الذي يقوله وكأنه لن يعود مجدداً وكأن هذا الوداع سيكون أبدي لا مجرد فراق لمدة زمنية؟! ترك لي مال واشترى المنزل؟! أعيش لوحدي أو مع العجوزين؟! أعمل وأعتمد على الآخرين؟! ما هذا الهراء؟! أنا لا أريد سوى العيش معه.

إنه ماذا؟! إنه الوداع؟! بهذه السهولة؟! ألا يعلم هؤلاء البشر أنها كلمة صعبة؟! إنها كلمة لا تتعلق بهم وحدهم، إنها كلمة لا تتعلق فقط بمشاعرهم وشؤونهم بل هي كلمة تتعلق بالرابطة التي تجمعنا.

اقترب مني وأمسك رأسي وقبل ناصيتي وابتسم لي وقال وهو ينظر بعيني مباشرة بينما يديه تمسك رأسي برقة: “أريد منك طلب أخير فحسب، من فضلك سامحيني على كل ما فعلته لك من أمور سيئة، جعلت حياتك متقلبة وجعلتك تنامين بالبرية وكنت استفزك وازعجك كثيرا بهذا المنزل وطوال هذه السنة”.

كن شيطاناً سفاحاً، كن أحمقاً ضعيفاً، كن طفلاً أو عجوزاً وأعلم أنني سأبقى أحبك وسأبقى رافضة لفكرة فراقك بجميع أحوالك”.

أفلتني وربت على رأسي قائلاً: “إنه الوداع”.

سؤاله محرج لكن قلبي وصل لمرحلة لن يؤثر به مثل هذا الأمر فها أنا أقول وبكل سعادة: “نعم أنا لا أحب شيء بهذه الحياة سواك، أنت كل ما أريد وأملك، أنا فقط اكتفي بك”.

إنه ماذا؟! إنه الوداع؟! بهذه السهولة؟! ألا يعلم هؤلاء البشر أنها كلمة صعبة؟! إنها كلمة لا تتعلق بهم وحدهم، إنها كلمة لا تتعلق فقط بمشاعرهم وشؤونهم بل هي كلمة تتعلق بالرابطة التي تجمعنا.

لم أتردد، لم أفكر للحظة وقفزت عليه واحتضنت رقبته وأمسكته بقوة وقلت: “نعم أنا أريدك بحياتي بل أريدك كل حياتي، كن غاضباً كن صلباً كن متحجراً أو كن ما يعلو بصدرك أو يصغر فأنا كل ما يهمني هو بقائي معك.

هذه الرابطة أشعر بها تؤلمني، أشعر بها تحطمني وتؤذي قلبي وأشعر به وهو يحاول قطعها وهي التي أصبحت سلاسل من جسدي.

إن كنت تريد قتلي فأنا راضية لأن هذا الصواب وهو صواب لأنه صادر منك وهذا ما ينطبق على كل الأمور الأخرى لذا من فضلك لا ترحل ولا تقل وداعاً فأنا لا أقوى عليها أبداً أبداً”.

كنت طوال هذا الوقت أغذي هذه السلاسل التي تجمعنا بحبي وأمنحها الحياة، كنت أضع بها جزء من نظري ويدي وقدمي وجُل قلبي وجُل روحي.

ظلمتك ضوء الشمس مقارنة بضوء سواك وسوء حياتك إذا شاركتني به سيكون فرحي وسعادتي لأنك وطني وكل ما أمتلك.

بالنسبة له رابطتنا مجرد خيوط يسهل قطعها بيديه لأن هذه الخيوط لا تحوي أي جزء منه لكن هذه الرابطة لي كالسلاسل ولذلك هو يرى نفسه يقطع مجرد خيوط بيده وأنا أراه يصهر السلاسل ويحرقها ويحرق ما بداخلها من جزء كبير مني.

خذني معك وسأطبخ لك وسأمنحك رعايتي وحتى جسدي أفعل به ما تشاء، اقسم أنني لن أعصي لك أمر”.

كنت أقدس هذه السلاسل وأرويها يومياً لتكبر لكن الخطأ خطؤه لأنه هو من كان يمنحني الماء الذي كنت أروي به سلاسل رابطتنا.

أنا لن أعتاد الألم ولن أقوى على الصبر، أنا لا اريد فراقك ولن أفارقك مهما كان السبب ولو عنا ذلك موتي”.

لو لم يمنحني الماء لما نبتت سلاسل رابطتنا، إنه خطأ ابتسامته الجميلة الدافئة وخطأ يده الرقيقة الحنونة وخطأ طيبته وعنايته لكن لا، لا زال الوقت مبكر لقول ذلك فأنا ورغم احتراق قلبي مع احتراق هذه السلاسل إلا أنني سأحاول.

انقضت السبع أيام بسرعة وباليوم الأخير استطعت هزيمة شاب متدرب منذ عدة سنوات بمبارزة فردية وكان هذا الشاب من بين الأمهر بالقتال القريب.

رغم أنه تركني بعيون فارغة وقلب متألم واستدار ليرحل إلا أنني جمعت شتات نفسي المحطمة وركضت خلفه قبل أن يمسك مقبض الباب.

صرخت وقلت: “لن أنسى”.

أمسكت قميصه من الخلف وقلت: “ماذا تظن نفسك فاعل؟!”.

نحن الآن نتجه لمكان حيث يوجد بشر يكرهوننا ونكرههم وسيسعون لقتلنا كما سنسعى لقتلهم لكن لا بأس فأنا سأذهب مع أودين إلى حيث يذهب وإن اضطرني ذلك للعودة للجحيم وكما قلت: “سأرقص معك يا أودين وإن راقصت الشياطين”.

قال: “أنا سأرحل”.

أنا فقط أنت لا شيء قبلك ولا بعدك، أنت بدايتي ونهايتي، عقلي لا يفكر إلا بك وقلبي لا يهوى سواك، عيني تبي النظر لغيرك وحتى أذني تبى إلا بسماع صوتك، أنا أتناول طعامي من أجل النهوض والبقاء بجانبك، أحرك جسدي لأجل السير بالقرب منك وكل شيء لدي تملّكه كيانك، لن ترحمني نفسي بغيابك لأنني سأحرق نفسي إحراقا، سأمنع الطعام بتاتاً وسأرتمي دواماً.

قلت: “لا ترحل”.

رأيته فألقى علي التحية وذهب لقضاء شؤونه فشعرت بحزن لبعده وفرح لرؤيته.

قال: “عليك الاستمرار بالحياة رغم رحيلي فأن__”.

صرخت وناجيت لوجه لم اعد استطيع رؤيته وقلت: “لا لا لا، لن اصبر ولن أعتاد فهذه كلها اكاذيب، أنها جمل تسعى لمنحي أمل زائف، أمل لن يأتي وإن أتى سيطرق الباب وسيرحل وسيزول.

قاطعته وقلت: “لا تكمل، ما فائدة كلامك إذا لم تكن تعلم معناه ومدى تأثير وقعه على الطرف الآخر؟! منذ متى قررت أن تصبح بمثل هذه القسوة؟! لربما فراقي ليس بشيء مهم لديك لكن فراقك يعني نهاية حياتي”.

لربما كانت مجرد مصادفة لكن حتى وإن كانت كذلك فأنا سعيدة وفخورة ومتطلعة للإطراء من أودين لكنه لم يكن هناك.

ضربته على جنبه فشعرت وكأنني شخص يغرس دبوس بتمثال حجري لا يتأثر لكن رغم عدم تأثره صرخت له وقلت: “انظر لي وكفاك تجاهلاً وجفاءً”.

بالنسبة له رابطتنا مجرد خيوط يسهل قطعها بيديه لأن هذه الخيوط لا تحوي أي جزء منه لكن هذه الرابطة لي كالسلاسل ولذلك هو يرى نفسه يقطع مجرد خيوط بيده وأنا أراه يصهر السلاسل ويحرقها ويحرق ما بداخلها من جزء كبير مني.

استدار ودفع يدي التي تمسك بقميصه من الخلف وأشار بكلتا يديه على صدره وقال غاصباً: “انظري لي جيداً، هل أنت واثقة أنك تريدين ربط حياتك ببقائي؟! هل أنت غبية لهذه الدرجة؟!”.

أنت مميز مهما كنت فلا تقل لي انظري لي وابحثي فيّ فأنا وضعتك كمرجع لكل شيء أريده ولكل شيء جميل يرضيني.

لم أتردد، لم أفكر للحظة وقفزت عليه واحتضنت رقبته وأمسكته بقوة وقلت: “نعم أنا أريدك بحياتي بل أريدك كل حياتي، كن غاضباً كن صلباً كن متحجراً أو كن ما يعلو بصدرك أو يصغر فأنا كل ما يهمني هو بقائي معك.

ها هو لا يزال قريب ورغم ذلك أنا أشعر أنه بعيد كل البعد وهذا ليس بشعور خاطئ، إنه لا يحرص على سلامتي ولا يهتم بسيري بقربه كالعادة وإن توقفت الآن عن السير لأكمل طريقه دون أن يلاحظني وهو الذي كان يعد خطواتي ويحفظ نمطها وسرعتها قبل هءا اليوم.

أنا لا أفكر سوى بالبقاء معك مهما كان الثمن الذي علي دفعه، أحرقني عذبني بالسوط ولا ترحمني أو حطمني وفتت عظامي فأنا اختار جحيمك على نعيم هذه الحياة ونعيم سواك.

هذا ما قاله وهكذا استقبلني دون أي تعليق على النزال الأخير وعلى انتصاري.

ظلمتك ضوء الشمس مقارنة بضوء سواك وسوء حياتك إذا شاركتني به سيكون فرحي وسعادتي لأنك وطني وكل ما أمتلك.

“أخرسييي” صوته دوى وكاد يحطم سمعي، مسح عينيه ونظر لي فظهرت عينيه وكأنها كانت تحوي دمعة.

أنا أريدك وطن فقدته منذ زمن، وطن سلب مني وجعلني فتاة بائسة حزينة حسودة لا تملك مكان تعود إليه فيضيق صدرها كلما رأت مكان جديد لأنها تعلم أنه مكان يستحيل أن يكون وطنها.

أنا سأحارب وسأكافح ولن أستسلم بسهولة، لن أسمح للقافلة بالسير على جسدي ولن أسمح للأقدام بأن تدوسني.

أنا معك كلما تقدمت سجلت ذلك كإنجاز لي لكنني بدونك كشخص لا زال يبحث عن معداته لينجز.

لربما كانت مجرد مصادفة لكن حتى وإن كانت كذلك فأنا سعيدة وفخورة ومتطلعة للإطراء من أودين لكنه لم يكن هناك.

أسير وأسير وأبحث ومهما بحثت بعدك لن أجد ما سيرضيني لأنك كطعام حلو سيجعلني أتقيأ كل شيء سواه.

وصلنا للمنزل فوضع الحاجات بغرفة الاستقبال وذهب لغرفته وأنا اشعر بعدم الراحة والخوف حتى عاد ومعه حقيبته الكبيرة.

أنت مميز مهما كنت فلا تقل لي انظري لي وابحثي فيّ فأنا وضعتك كمرجع لكل شيء أريده ولكل شيء جميل يرضيني.

خذني معك وسأطبخ لك وسأمنحك رعايتي وحتى جسدي أفعل به ما تشاء، اقسم أنني لن أعصي لك أمر”.

إن كنت تريد قتلي فأنا راضية لأن هذا الصواب وهو صواب لأنه صادر منك وهذا ما ينطبق على كل الأمور الأخرى لذا من فضلك لا ترحل ولا تقل وداعاً فأنا لا أقوى عليها أبداً أبداً”.

أنا علي الذهاب لذلك المكان، أنا سأذهب لهناك لأدمر ما يؤرق حياتي ويزعجني وأتخلص منه للأبد لأنني إذا لم أتخلص منه لن استطيع الراحة بالنوم أو بالطعام أو بالعمل أو بالتدربب.

احتضنه بكل ما أوتيت من قوة وأعجز عن الكلام أكثر فصوت بكائي وشهيقي بدأ يخنقني وكأن هناك وجود لشيطان صغير مرعب يعتصر رقبتي لكن ها هو الشيطان يسقط ويتلاشى.

ردت التحية وسرنا معاً وتحدثنا وكان كل ما أفكر به هو رؤية أودين بالمركز.

لقد وضع أودين يده على رأسي وربت قليلاً فمنحني ذلك بستان أخضر زاهي مورد جعل ذلك الشيطان يتلاشى كما تلاشى صوت بكائي وشهيقي.

انا لم أفلته ولم أنطق بكلمة فمضى وقت قصير دافئ مريح تمنيت أنه استمر للأبد لكنه انتهى وها هو أودين ترك التربيت على رأسي وتنهد وقال: “أعلم جيداً أنالفراق صعب ومؤلم لكن هذه هي سنة الحياة، لا أحد يحب شيء إلا ويخسره ولا أحد يتعلق بشخص إلا ويفارقه لذا عليك المواصلة والصبر والإعتياد”.

قال أودين وهو يربت على رأسي بحنان: “بيلي، أنا لدي ماضي يؤرقني ويقطن بأعماق الظلمة، ماضي يستقر بمنطقة سحيقة بعيداً للغاية بغياهب الجحيم بعزلة عن الحياة الهانئة وبعزلة عن الحياة الطبيعية حيث يستطيع البشر العيش.

ها هو لا يزال قريب ورغم ذلك أنا أشعر أنه بعيد كل البعد وهذا ليس بشعور خاطئ، إنه لا يحرص على سلامتي ولا يهتم بسيري بقربه كالعادة وإن توقفت الآن عن السير لأكمل طريقه دون أن يلاحظني وهو الذي كان يعد خطواتي ويحفظ نمطها وسرعتها قبل هءا اليوم.

أنا علي الذهاب لذلك المكان، أنا سأذهب لهناك لأدمر ما يؤرق حياتي ويزعجني وأتخلص منه للأبد لأنني إذا لم أتخلص منه لن استطيع الراحة بالنوم أو بالطعام أو بالعمل أو بالتدربب.

قال: “أجمع حاجاتك جميعها لأننا سنرحل”.

الماضي الخاص بي سيبقى يؤرقني وينغص عيشي ويمتثل أمامي ما لم اتخلص منه، أنا حقا آسف لكن لا خيار آخر، أنا ذاهب لذا افلتيني رجاءً”..

أسير وأسير وأبحث ومهما بحثت بعدك لن أجد ما سيرضيني لأنك كطعام حلو سيجعلني أتقيأ كل شيء سواه.

لم ولن أفلته، هذا مستحيل علي لكن هل هو هين عليه أيضاً؟! هل حقاً رابطتنا بالنسبة له مجرد خيوط؟! هل قطعها هين وسهل عليه وهل فعلاً هو لم يضع جزء من جسده بهذه الرابطة؟!

قلت: “لا ترحل”.

أنا كنت أظن أنه سيرحل بسهولة لكن حتى هو يأبى، أنه يقدم لي هذا التفسير ويطلب مني افلاته ليرحل لكن حتى هو يأبى إفلاتي ولا زال يربت على رأسي وكأنه يقول لي: “بيلي لا تتركيني ولا تسمحي لي بالذهاب لذلك الجحيم لوحدي”.

 

انا لم أفلته ولم أنطق بكلمة فمضى وقت قصير دافئ مريح تمنيت أنه استمر للأبد لكنه انتهى وها هو أودين ترك التربيت على رأسي وتنهد وقال: “أعلم جيداً أنالفراق صعب ومؤلم لكن هذه هي سنة الحياة، لا أحد يحب شيء إلا ويخسره ولا أحد يتعلق بشخص إلا ويفارقه لذا عليك المواصلة والصبر والإعتياد”.

إن كنت تريد قتلي فأنا راضية لأن هذا الصواب وهو صواب لأنه صادر منك وهذا ما ينطبق على كل الأمور الأخرى لذا من فضلك لا ترحل ولا تقل وداعاً فأنا لا أقوى عليها أبداً أبداً”.

صرخت وناجيت لوجه لم اعد استطيع رؤيته وقلت: “لا لا لا، لن اصبر ولن أعتاد فهذه كلها اكاذيب، أنها جمل تسعى لمنحي أمل زائف، أمل لن يأتي وإن أتى سيطرق الباب وسيرحل وسيزول.

ها هو لا يزال قريب ورغم ذلك أنا أشعر أنه بعيد كل البعد وهذا ليس بشعور خاطئ، إنه لا يحرص على سلامتي ولا يهتم بسيري بقربه كالعادة وإن توقفت الآن عن السير لأكمل طريقه دون أن يلاحظني وهو الذي كان يعد خطواتي ويحفظ نمطها وسرعتها قبل هءا اليوم.

أنا لن أعتاد الألم ولن أقوى على الصبر، أنا لا اريد فراقك ولن أفارقك مهما كان السبب ولو عنا ذلك موتي”.

قاطعته وقلت: “لا تكمل، ما فائدة كلامك إذا لم تكن تعلم معناه ومدى تأثير وقعه على الطرف الآخر؟! منذ متى قررت أن تصبح بمثل هذه القسوة؟! لربما فراقي ليس بشيء مهم لديك لكن فراقك يعني نهاية حياتي”.

قال: “أنت لم تعودي بحاجتي لذا من فضلك أفلتيني، ستعيشين هنا حياة جيدة وبمرور الوقت ستنسي وجودي وستعتادي العيش وحيدة، ستعيشي من أجل نفسك وحسب، ستتزوجين وستنجبين أطفال وستكون حياتك رائعة لذا لا بأس بإفلاتي الآن”.

أنا أريدك وطن فقدته منذ زمن، وطن سلب مني وجعلني فتاة بائسة حزينة حسودة لا تملك مكان تعود إليه فيضيق صدرها كلما رأت مكان جديد لأنها تعلم أنه مكان يستحيل أن يكون وطنها.

لن أفعل، لن أفلته مهما حدث وسأبقى متمسكة به لآخر يوم بحياتي.

كانت نظرته يائسة فرميت نفسي لصدره واحتضنته مجدداً وقلت: “أنا أعلم، أنا فقط أدركت ذلك منذ فترة ليست بقصيرة، أنت تريد فعل بأحد ما كما جعلتني افعل بالتوأمين، أنا لا أهتم أبداً بذلك الشخص وأنا لا أظن أنك مخطئ، أنا بالحقيقة لا أهتم بأحد غيرك فألف عين من عيونهم تبكي خير لي من أن تدمع عينك.

احتضنت رأسه بقوة أكبر وناجيته متوسلة قائلة: “أنا احتاجك، أنا لن أعيش حياة جيدة أبداً دونك ويستحيل أن انساك، إذا كنت سأتالم وأبكي سأفعل ذلك من أجلك، إذا كنت سأتطور وأبذل جهدي سأفعل ذلك من أجلك، إذا كنت سأتزوج سأفعل من أجلك وإذا كنت سأنجب طفل سأنجب من أجلك فأنا كنت افعل كل شيء من أجلك لذا أنا اتوسل.

رغم أنه تركني بعيون فارغة وقلب متألم واستدار ليرحل إلا أنني جمعت شتات نفسي المحطمة وركضت خلفه قبل أن يمسك مقبض الباب.

أرجوك يا أودين أنصت لي لأني أتلاشى بغيابك وما يبقيني هو حضورك ووجودك فإذا أردت هجري فقتلني ولا تتركني أتعذب وأحصل على موت بطيء.

 

لقد سقطت ولولا عنايتك لما نهضت، دونك سأسقط للأبد لذا نعم اقتلني، كن صادق ولا تتهرب من حقيقة مغادرتك، برحيلك ستهلكني لا محالة لذا هيا اقتلني بسيفك، افعلها وانظر للحقيقة بنفسك ولا تتهرب من حقيقة أنا سأعيشها بدونك”.

أفلتني بعد حضن ليس بقصير منحني الراحة والسكينة ثم ابتسم لي ومسح دموعي بمنديلة ثم قال: “هل تحبيني؟!”.

تنهد وقال: “هذا كلام بلا معنى فأنا مدرك أنك الآن قوية وتستطيعي العيش، لقد كنت تذهبين لمركز التدريب وتتدربي وأنت بالفعل تجيدين إعداد بضع الأطعمة، فقط استمري بذلك وتناسي الحزن الناتج عن هذا التغير الذي سيحدث برحيلي”.

 

صرخت وقلت: “لن أنسى”.

ظلمتك ضوء الشمس مقارنة بضوء سواك وسوء حياتك إذا شاركتني به سيكون فرحي وسعادتي لأنك وطني وكل ما أمتلك.

حاول أبعادي برقة وهو يشيح بنظره عني لكني تمسكت برأسه بقوة أكبر ورفضت إفلاته وقلت وأنا متمسكة به: “أنا لست قوية، لا تصدق هذا الهراء الذي تشاهده عينك وانظر لي بقلبك، أنا لا زلت هشة من الداخل، أقف قوية من اجل البقاء بجانبك، اذهب للمركز لأنك هناك، اتدرب لأن ذلك يسعدك ويجعلك تثني علي.

بالنسبة له رابطتنا مجرد خيوط يسهل قطعها بيديه لأن هذه الخيوط لا تحوي أي جزء منه لكن هذه الرابطة لي كالسلاسل ولذلك هو يرى نفسه يقطع مجرد خيوط بيده وأنا أراه يصهر السلاسل ويحرقها ويحرق ما بداخلها من جزء كبير مني.

أنت هو ذلك الكيان الذي يسكنني ويمنحني الحياة، أنت هو روحي صدقني، لا حياة لجسدي برحيلك وليكن بعلمك أنني لن أكل ولن أشرب ولن أخرج من المنزل إذا لم يكن ذلك بسببك فأنت هو الدافع الذي يدفعني بالحياة.

أرجوك يا أودين أنصت لي لأني أتلاشى بغيابك وما يبقيني هو حضورك ووجودك فإذا أردت هجري فقتلني ولا تتركني أتعذب وأحصل على موت بطيء.

كل الناس تأكل لأجل الشعور بالجوع، كل الناس تشرب لأجل الشعور بالعطش، كل الناس تخرج لأجل الشعور بالضيق لكنني على غرارهم أكل وأشرب وأخرج من أجلك، كل مشاعري نابعة من التفكير بك فأنا لا اتنفس سوى الهواء الذي تتنفسه ولا هواء من أجلي إذا غادرت.

بالنسبة له رابطتنا مجرد خيوط يسهل قطعها بيديه لأن هذه الخيوط لا تحوي أي جزء منه لكن هذه الرابطة لي كالسلاسل ولذلك هو يرى نفسه يقطع مجرد خيوط بيده وأنا أراه يصهر السلاسل ويحرقها ويحرق ما بداخلها من جزء كبير مني.

خذني معك وسأطبخ لك وسأمنحك رعايتي وحتى جسدي أفعل به ما تشاء، اقسم أنني لن أعصي لك أمر”.

كنت طوال هذا الوقت أغذي هذه السلاسل التي تجمعنا بحبي وأمنحها الحياة، كنت أضع بها جزء من نظري ويدي وقدمي وجُل قلبي وجُل روحي.

دموعي تنهمر بلا توقف وبالكاد أستطيع المحافظة على صوتي لكن علي ذلك، سأحارب من أجله ولن أخسره، تابعت وأنا أبكي وأشهق: “أنت هو الحياة وأنت هو أنا، أنا بدونك لست أنا، لا بل أنا بدونك لست أنت لأنني أنا هو أنت، أنا فقط هو ما منحتني إياه.

أنا لا أفكر سوى بالبقاء معك مهما كان الثمن الذي علي دفعه، أحرقني عذبني بالسوط ولا ترحمني أو حطمني وفتت عظامي فأنا اختار جحيمك على نعيم هذه الحياة ونعيم سواك.

ابتسامتك وحنانك ووجودك وكلامك، كل ذلك هو ما أحياني بعد موتي، كان حنانك الدم الذي يسري بعروقي وابتسامتك الدفئ الذي يحتضن قلبي، وجودك الروح لجسدي وسماع صوتك طاقتي التي تحركني.

فزع قلبي وارتجف لهذا المنظر، إنه جاد برحيله ويبدو أنه لا يعتزم أخذي.

أنا فقط أنت لا شيء قبلك ولا بعدك، أنت بدايتي ونهايتي، عقلي لا يفكر إلا بك وقلبي لا يهوى سواك، عيني تبي النظر لغيرك وحتى أذني تبى إلا بسماع صوتك، أنا أتناول طعامي من أجل النهوض والبقاء بجانبك، أحرك جسدي لأجل السير بالقرب منك وكل شيء لدي تملّكه كيانك، لن ترحمني نفسي بغيابك لأنني سأحرق نفسي إحراقا، سأمنع الطعام بتاتاً وسأرتمي دواماً.

ابتسامتك وحنانك ووجودك وكلامك، كل ذلك هو ما أحياني بعد موتي، كان حنانك الدم الذي يسري بعروقي وابتسامتك الدفئ الذي يحتضن قلبي، وجودك الروح لجسدي وسماع صوتك طاقتي التي تحركني.

كن عطوفا وارحمني أنا أتوسل إليك، خذني معك حتى للجحيم، سأرقص معك وإن راقصت الشياطين.

أنت هو ذلك الكيان الذي يسكنني ويمنحني الحياة، أنت هو روحي صدقني، لا حياة لجسدي برحيلك وليكن بعلمك أنني لن أكل ولن أشرب ولن أخرج من المنزل إذا لم يكن ذلك بسببك فأنت هو الدافع الذي يدفعني بالحياة.

أودين انت بعمري وحياتي وبكل ما أملك فخذني معك، أودين من فضلك أجبني؟ أودين أنا أحبك سي__”.

قرب وجهه من وجهي فاضطربت قليلاً لكنه لم يفعلها، لم يقبلني وأكتفى بمسح خدي بخده وترك ذلك شعور مرضي.

“أخرسييي” صوته دوى وكاد يحطم سمعي، مسح عينيه ونظر لي فظهرت عينيه وكأنها كانت تحوي دمعة.

أبعدني عنه بالقوة بلحظة ضعفي التي نتجت من الصدمة وقال وأنا أقف أمامه: “انا لست الشخص الجيد الذي تظنيه، أنا منافق وأنا الشيطان بعينه”.

رغم عنه سيبقى معي ورغم عنه لن يتركني ولن يرحل أو إن أراد الرحيل عليه أن يأخذني معه ولن يحدث شيء سوى شيء أنا أقبله وأريده.

كانت نظرته يائسة فرميت نفسي لصدره واحتضنته مجدداً وقلت: “أنا أعلم، أنا فقط أدركت ذلك منذ فترة ليست بقصيرة، أنت تريد فعل بأحد ما كما جعلتني افعل بالتوأمين، أنا لا أهتم أبداً بذلك الشخص وأنا لا أظن أنك مخطئ، أنا بالحقيقة لا أهتم بأحد غيرك فألف عين من عيونهم تبكي خير لي من أن تدمع عينك.

رغم عنه سيبقى معي ورغم عنه لن يتركني ولن يرحل أو إن أراد الرحيل عليه أن يأخذني معه ولن يحدث شيء سوى شيء أنا أقبله وأريده.

كن شيطاناً سفاحاً، كن أحمقاً ضعيفاً، كن طفلاً أو عجوزاً وأعلم أنني سأبقى أحبك وسأبقى رافضة لفكرة فراقك بجميع أحوالك”.

ضربته على جنبه فشعرت وكأنني شخص يغرس دبوس بتمثال حجري لا يتأثر لكن رغم عدم تأثره صرخت له وقلت: “انظر لي وكفاك تجاهلاً وجفاءً”.

قال بصوت هادئ ومنخفض: “أنت لن تفعلي” فأصريت وقلت: “بل سأفعل لذا أرجوك أتركني بجانبك ولا اهتم بما سألاقيه من خطر من أجلك”.

قال: “أنت لم تعودي بحاجتي لذا من فضلك أفلتيني، ستعيشين هنا حياة جيدة وبمرور الوقت ستنسي وجودي وستعتادي العيش وحيدة، ستعيشي من أجل نفسك وحسب، ستتزوجين وستنجبين أطفال وستكون حياتك رائعة لذا لا بأس بإفلاتي الآن”.

مرر يديه على ظهري واحتضنني فكانت هذه أول مرة يحتضنني هكذا وبهذه الطريق فما كان مني إلا أن احتضنته.

قال: “بيلي أنا سأغادر القرية”.

أفلتني بعد حضن ليس بقصير منحني الراحة والسكينة ثم ابتسم لي ومسح دموعي بمنديلة ثم قال: “هل تحبيني؟!”.

سرت وأنا أفكر بما قاله، لربما يهذي أو يلمح لشيء ما، لربما يريدنا أن نغادر القرية لا أن يغادرها، نعم بالطبع هو يريدنا أن نغادر القرية وهذا الحزن الذي يرافق كلامه أمر طبيعي لأنه اعتاد القرية وأنا كذلك لكن لماذا أرسلني لمنزل الجدين؟!

سؤاله محرج لكن قلبي وصل لمرحلة لن يؤثر به مثل هذا الأمر فها أنا أقول وبكل سعادة: “نعم أنا لا أحب شيء بهذه الحياة سواك، أنت كل ما أريد وأملك، أنا فقط اكتفي بك”.

انا لم أفلته ولم أنطق بكلمة فمضى وقت قصير دافئ مريح تمنيت أنه استمر للأبد لكنه انتهى وها هو أودين ترك التربيت على رأسي وتنهد وقال: “أعلم جيداً أنالفراق صعب ومؤلم لكن هذه هي سنة الحياة، لا أحد يحب شيء إلا ويخسره ولا أحد يتعلق بشخص إلا ويفارقه لذا عليك المواصلة والصبر والإعتياد”.

ابتسم لي ووضع يديه على خدي ومسح رطوبة عيني بإبهامه وقال: “وأنا أيضاً أحبك”.

كانت نظرته يائسة فرميت نفسي لصدره واحتضنته مجدداً وقلت: “أنا أعلم، أنا فقط أدركت ذلك منذ فترة ليست بقصيرة، أنت تريد فعل بأحد ما كما جعلتني افعل بالتوأمين، أنا لا أهتم أبداً بذلك الشخص وأنا لا أظن أنك مخطئ، أنا بالحقيقة لا أهتم بأحد غيرك فألف عين من عيونهم تبكي خير لي من أن تدمع عينك.

لا اعلم لكنه شعور رائع، يحبني وأحبه، هذا فقط ما أريده لهذه اللحظة واتمنى أن يستمر للأبد.

لن أفعل، لن أفلته مهما حدث وسأبقى متمسكة به لآخر يوم بحياتي.

قرب وجهه من وجهي فاضطربت قليلاً لكنه لم يفعلها، لم يقبلني وأكتفى بمسح خدي بخده وترك ذلك شعور مرضي.

لا بأس، أنا لست خائفة وأنا أمتلك ثقة كبيرة بنفسي وسأفعلها لأثبت لأودين أنني قوية وأن مجهوداته لم تذهب هباءً.

قال: “أجمع حاجاتك جميعها لأننا سنرحل”.

مرر يديه على ظهري واحتضنني فكانت هذه أول مرة يحتضنني هكذا وبهذه الطريق فما كان مني إلا أن احتضنته.

اومأت برأسي وأسرعت لغرفتي أخرجت القليل من الملابس فأتى للغرفة ووضع هذه الملابس بالحقيبة وأنا أحضرت سكاكيني والمال الذي تركه أسفل السرير واحضرت قوسي وسهامي وانطلقنا لمكان أجهله وأرهبه.

قال: “بيلي أنا سأغادر القرية”.

ما ينتظرنا لن يكون رحلة لعشاق إنما حرب إنتقام وسفك دماء، إنها رحلة سلب ارواح وليست أرواحنا بعيدة من ذلك.

قال: “بيلي أنا سأغادر القرية”.

نحن الآن نتجه لمكان حيث يوجد بشر يكرهوننا ونكرههم وسيسعون لقتلنا كما سنسعى لقتلهم لكن لا بأس فأنا سأذهب مع أودين إلى حيث يذهب وإن اضطرني ذلك للعودة للجحيم وكما قلت: “سأرقص معك يا أودين وإن راقصت الشياطين”.

قال: “أنا سأرحل”.

 

عند بداية النزال كان يقف بجوار الباب لكنه لم يعد هنا الآن، تلاشى السرور وخرجت لأبحث عنه لكنني لم أجده.

قرب وجهه من وجهي فاضطربت قليلاً لكنه لم يفعلها، لم يقبلني وأكتفى بمسح خدي بخده وترك ذلك شعور مرضي.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط