نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

خاصة الجحيم والشياطين 25

قرية الفايكنج

قرية الفايكنج

نحن الآن بقرية غريبة للغاية كل من فيها ضخام الحجم حتى أضعف رجل فيها يبدو أضخم من أودين بقليل.

عدنا للمنزل وبقي يحتضنني ويمسح على شعري ولم نأكل حتى حل الليل.

قال أودين بصوت منخفض ونحن نسير لوسط القرية: “أنها قريتي، قرية الفايكنج”.

نظر رجل باستغراب لأودين وقال: “من أنت؟!”.

كنت قد سمعت عن سكان هذه القرية بالماضي، شعب الفايكنج هم بحارة يجيدون الملاحة والتجارة والزراعة وعرف عنهم ببطشهم ونهبهم وسمعت عنهم أنهم لم يكونوا من سكان هذه الجزيرة لكنهم استغلوا ضعف القوات البحرية لدول الجزيرة وسيطروا على ميناء الجزيرة بالابتزاز والنصب وبخبرتهم الواسعة.

صرخ صوت من بعيد: “هاي توقفوا، من أمركم بفعل مثل هكذا شيء دون إذن مني؟!”.

هذه القرية أمرها غريب، تبعد عن البحر ولا تبدو مزدهرة بالتجارة والصناعة الحربية فقط أرى فيها الزراعة ورجال ضخام الحجم بشعر مجدل.

ارتجف التاجر وتراجع لكن زعيم القرية اتجه للتاجر وقاطع تدفق أودين قائلاً: “من فضلك راعي ظرف هذه القرية ورد بضاعتك واقبل دعوتي بميدان الزعامة”.

قال أودين: “ها قد وصلنا”.

أنا بالفعل أريد أن أكون قوية وأريد المقاومة لكن ماذا بيدي أن أفعل أمام القوة التي تفوق قوتي وحيلتي؟!! أنا بالفعل متعبة من شدة المحاولة ومن تكرار العثرات.

دخلنا لمكان كبير وواسع كان يجلس به أربعة رجال بينهم رجل يجلس بموضع بارز وشعره مجدل وأبيض لكنه لا يبدو لون شعره الحقيقي عكس أودين.

نحن الآن بقرية غريبة للغاية كل من فيها ضخام الحجم حتى أضعف رجل فيها يبدو أضخم من أودين بقليل.

قال أودين لهم: “مرحبا بكم سكان قريتي القديمة، تحياتي الخاصة لك ايها الزعيم ساتو تشرفني رؤيتك مجدداً”.

تصنم الرجل فبرز زعيم القرية وقال: “مالي أراكم تشترون وكأن لا شيء عسير بانتظارنا؟!”.

نظر من يبدو عليه أنه زعيم القرية لأودين بنظرة شك وقال: “من أنت؟!”.

لم أكن بطيئة لكنهم سريعون رغم احجامهم الضخمة.

تابع أودين بابتسامته الواثقة وقال: “انا شخص شاكر جزيل الشكر لك لأنك أنقذتني من أن أصبح وجبة إضافية لخنازير ذلك الدفن، أو لا تقل لي انك نسيت وجهي بهذه السرعة؟!”.

وضعت رأسي لأنام لكن لم تغفو عيني لريبة المكان والشعور الثقيل الذي لم يفارقني.

وجبة خنازير ماذا؟!!

عدنا للمنزل وطمأنني أودين واعتذر عن كل هذه المشاهد المقرفة التي رأيتها اليوم.

نهض الرجال الثلاث بحذر وأيديهم.على سيوفهم بينما بقي الزعيم جالس وقال بكل برود: “أجلسوا من فضلكم”، جلس الرجال وتابع الزعيم: “أوراغيري، ما الذي أتى بك لهنا؟!”.

شرب فنجان أودين؟! هذا يعني أنه عاهد اهل قريته على قتل الشخص المتمرد وشرب القهوة، انها عادة سمعت بها كثيراً.

أوراغيري؟! لماذا يدعو أودين بأوراغيري؟! هل يقصد بكلمة أوراغيري المعنى الحرفي لها أي الخيانة؟!

سألته: “بهذا المنزل وعلى هذا السرير؟!”.

قال أودين بنفس النبرة ونفس الاسلوب: “أنا فقط مجرد تاجر، سمعت بما جرى لقريتي القديمة وأتيت لكم بحل مقابل منفعة مشتركة”.

نظر الزعيم لأودين بشك وقال: “ألست أنت من أحرق المحاصيل؟!”.

قال أودين بنفس النبرة ونفس الاسلوب: “أنا فقط مجرد تاجر، سمعت بما جرى لقريتي القديمة وأتيت لكم بحل مقابل منفعة مشتركة”.

كانت نظرات الرجال الثلاث مشابه أيضاً لنظرة الزعيم لكن ابتسامة أودين لم تتغير بتاتا وقال: “أنا آسف لكنني لا أمتلك الجرأة لاحراق محاصيل قرية الفايكنج ثم أتى لهنا لبيعهم محاصيل بديلة”.

قال الشاب بسخط وغضب: “اخرس أيها القذر، أنا يستحيل أن اكون صديق قديم لشخص مثلك”.

رد الزعيم: “وكيف سنصدقك؟!”.

تجهم الرجلين بغضب وكأن تعابير وجوههم ستقتلهم إن استمروا عليها لكنهم بصقوا غضبهم ورحلوا.

قال أودين: “ببساطة لست مضطر لتصديقي فقط شك بي وخذ ما بيدي وازرعه وإن لم يجلب لك النفع لا تعطني أجره واقتلني وأتهمني بالنحس كما كنتم تفعلون دائما”.

شد ذلك الشاب يده على السيف وتقدم لكن أودين لم يتقدم واخرج سيفه فحسب.

قال الزعيم: “وكيف سأخذ هذا النبات منك وأزرعه وأنا أشك بك؟! وإن كانت النباتات جيدة فهذا لا يعني أنك لم تحرق المحصول لتبيعنا”.

أنا بالفعل أريد أن أكون قوية وأريد المقاومة لكن ماذا بيدي أن أفعل أمام القوة التي تفوق قوتي وحيلتي؟!! أنا بالفعل متعبة من شدة المحاولة ومن تكرار العثرات.

قال أودين: “قلت لك أن لا أحد مجنون يفكر بأحراق محاصيل الفايكنج ويأتي ليبيعهم محصول آخر”.

أدركت أنه يشعر بالوحدة لكن قُرب وجهه يثيرني بشكل غريزي، لأنفاسه وملامسته لهيب يشعل جسدي فما بيدي إلا أن اتراجع قليلاً بحركة بديهية.

قال الزعيم: “لكنك أوراغيري، وكما يعنيه اسمك بالضبط أوراغيري فأنت تمثل الخيانة وهذا أمر غير مستبعد منك”.

نظر رجل باستغراب لأودين وقال: “من أنت؟!”.

قال أودين: “آااه حقا أنا آسف من أجلكم، ستقضون هذا الشتاء دون طعام، ستجوع النساء ويموت الأطفال وسيصاب رجال هذه القرية باللعنة الحقيقية، لعنة أوراغيري، وأنت تفهم قصدي”.

_”أنها عبدة لي”.

نهض رجل وسحب سيفه وقال بغضب: “أنه انت بلا أدنى شك، أنت من أحرق المحاصيل”.

شد ذلك الشاب يده على السيف وتقدم لكن أودين لم يتقدم واخرج سيفه فحسب.

“أجلسسس” صرخ زعيم القرية فأعاد الرجل سيفه لغمده غير راضي وجلس.

انسحبنا أنا وأودين من التجمع واتجهنا لمتجر القرية ودخلنا هناك لنشتري بعض الحاجات.

قال أودين: “أنا لا أدعوكم لتصديقي ولا أريد منكم محبة أو اعتذار لكنني جئت كأي تاجر يبحث عن بباب رزق له، أنا أعرض لكم بضاعتي كما عرض لكم من سبقني من تجار وهذا ما جئت من أجله”.

قال أحدهم: “ما هذا؟! أنت حقا أوراغيري، لم تكذب كريستينا إذا”.

أخرج أودين من حقيبته الكبيرة كيس كبير من البذور ووضع بعضه بوعاء ومرره أمام الزعبم ثم أعاد الكيس لحقيبته ونهض وكأنه أستعد للمغادرة والابتسامة تلاشت عن وجهه.

تقلصت المسافة بيننا ولم استطع الركض أكثر لأنني اخذت طريق صعود الجبل خلف أودين.

قال أودين وهو يعرض البذور للزعيم: “يمكنك شراء هذه البذور من أي تاجر كبير لإنقاذ الأطفال على الأقل، كلما أسرعتم بهذا المحصول كلما كان أفضل لكم، إنها نباتات تنمو بمثل هذا الوقت من السنة وليست مرتفعة السعر لذا ستكون جيدة لتخفيف مصيبتكم بالشتاء، هيا يا بيلي”.

قال الشاب بسخط وغضب: “اخرس أيها القذر، أنا يستحيل أن اكون صديق قديم لشخص مثلك”.

غادرنا المكان وعدنا لذلك المنزل، وضعنا امتعتنا وبدأنا ننظف المكان ولم ننتهي حتى أتى الليل.

استدار ونظر للجهة الأخرى بعيداً عني وقال: “أنا لم أناديك هنا لأنني أردت منك شيء خاطئ أبداً ولا لأوعضك هذا الوعض بل فقط أردت استذكار شخص عزيز علي، لا بأس يمكنك العودة والنوم ليلة سعيدة”.

كان هناك سرير بالغرفة الداخلية أخبرني أودين ان أنام عليه وهو يريد النوم على السرير الذي بالغرفة الأولى.

قال أودين: “ببساطة لست مضطر لتصديقي فقط شك بي وخذ ما بيدي وازرعه وإن لم يجلب لك النفع لا تعطني أجره واقتلني وأتهمني بالنحس كما كنتم تفعلون دائما”.

وضعت رأسي لأنام لكن لم تغفو عيني لريبة المكان والشعور الثقيل الذي لم يفارقني.

الرجل الآخر سقط فور تلقيه ركلة على معدته ثم تدحرج للأسفل على أثر ركلة أخرى على وجهه.

مضى الوقت وبدأت خيوط ترابط الوعي تتفك شيئا فشيئا لكنها ارتبطت فجأة بسبب صوت همس بإسمي.

نظر من يبدو عليه أنه زعيم القرية لأودين بنظرة شك وقال: “من أنت؟!”.

سمعت صوت أودين ينادي باسمي وبالفعل لم أُكَذِب خبر وخرجت لغرفة أودين غير متأكدة من ما سمعته.

أدرك أودين أن مشاعره سيطرت عليه بشكل مبالغ به فتركني وعاد وغطى وجهه كما بالسابق.

نظرت لأودين المستلقي على السرير فوجدته ينام ويضع يده على رأسه ويغطي بها عينه.

قال أودين بنفس النبرة ونفس الاسلوب: “أنا فقط مجرد تاجر، سمعت بما جرى لقريتي القديمة وأتيت لكم بحل مقابل منفعة مشتركة”.

نظر لي وقال وهو ينهض ويجلس على السرير: “تعالي إلى هنا”.

_”نعم، أنت سبب ذلك الحريق”.

اتجهت له محرجة وفور جلوسي سحبني لحضنه، كان هذا أمر خطير جداً بالنسبة لفتى وفتاة لكنه سرعان ما داعب خدي بخده وأدخل شعور الحزن المنبعث منه لقلبي.

قال رجل بخبث ونوايا سيئة وهو يطرق الباب: “افتحي الباب أيتها اللطيفة”.

أدركت أنه يشعر بالوحدة لكن قُرب وجهه يثيرني بشكل غريزي، لأنفاسه وملامسته لهيب يشعل جسدي فما بيدي إلا أن اتراجع قليلاً بحركة بديهية.

استدار ونظر للجهة الأخرى بعيداً عني وقال: “أنا لم أناديك هنا لأنني أردت منك شيء خاطئ أبداً ولا لأوعضك هذا الوعض بل فقط أردت استذكار شخص عزيز علي، لا بأس يمكنك العودة والنوم ليلة سعيدة”.

أدرك أودين أن مشاعره سيطرت عليه بشكل مبالغ به فتركني وعاد وغطى وجهه كما بالسابق.

نهضت بسرعة وركضت نحو الغابة من الاتجاه الذي ذهب به أودين فبدؤوا يركضو خلفي.

قال بصوت دفين وحزين: “اتعلمين؟ اكثر شيء أكرهه بهذه الحياة هو الرغبة الجنسية لدى البشر، تدفعهم للأخطاء واستباحة حرمات الآخرين واجسادهم ولربما ببعض الاحيان حياتهم باكملها”.

أتى زعيم القرية وحاول تهدئت الوضع لكن ذلك الشاب اخرج سيفه بالفعل.

توقف وتنهد ثم تابع: “بسبب هذه الرغبة ظلم الكثير وتدمرت حياتهم وانقلبت رأسا على عقب”.

شعرت أن هذا الكلام لم يكن موجه لي، نعم شعرت أنه كان موجه لذلك الشخص فلم ألقي له بالا واستسلمت للنوم.

تحركت يده الأخرى وأمسكت بالغطاء بقوة وتابع قائلا: “المثبط الأكبر لسيطرة هذه الشهوة هو ما ساد من تقاليد وأعراف تقيد هذه الرغبة من إيذاء الغير مثل الزواج والنظرة المعيبة للأشخاص الذين يشبعون هذه الرغبة بطرائق غير سليمة وأيضا عقوبة هذا الإشباع بالاضافة للتربية الحسنة لكن إن غابت هذه المثبطات لربما شخص واحد من كل مائة الذي لن يسمح لمثل هذه الشهوة بالسيطرة عليه ولربما أكثر من النصف سيشبعونها بطرائق باغية مؤذية معتدية ومُحطِمة.

صرخ الزعيم ووبخ ذلك الشاب وأخبره انه عندما خسر حصل أودين على الأمان وأن عليه لوم ضعفه وإخفاقه.

أنا فقط أريد تحذيرك من أن تسمحي لشخص مهما وصلت ثقتك به أن يأخذك بخلوه ويمتلك زمام أمرك”.

قال الزعيم: “لكنك أوراغيري، وكما يعنيه اسمك بالضبط أوراغيري فأنت تمثل الخيانة وهذا أمر غير مستبعد منك”.

استدار ونظر للجهة الأخرى بعيداً عني وقال: “أنا لم أناديك هنا لأنني أردت منك شيء خاطئ أبداً ولا لأوعضك هذا الوعض بل فقط أردت استذكار شخص عزيز علي، لا بأس يمكنك العودة والنوم ليلة سعيدة”.

تصنم الرجل فبرز زعيم القرية وقال: “مالي أراكم تشترون وكأن لا شيء عسير بانتظارنا؟!”.

ليلة سعيدة؟! اعتقد أنها بنهاية هذا الكلام ستكون حزينة ووحيدة وكأنها تضع حاجز بيننا وأنا لا أريد ذلك.

“أجلسسس” صرخ زعيم القرية فأعاد الرجل سيفه لغمده غير راضي وجلس.

أقتربت منه واحتضنتنه من الخلف ومسحت براحة يدي على كامل ذراعه ثم احتضنته بقوة ومسحت خدي بخده قليلا ثم قلت: “هل كان ذلك الشخص يفعل هذا؟!”.

قالت السيدة: “يآااه إنها فتاة مسكينة حقا، هذا المختل قاسي، لا بد أن قسوته تحطمك”.

قال: “نعم، كان كذلك”.

قال أودين: “أنا أدعى من الآن فصاعداً أودين ولست بأوراغيري أما هذه الفتاة فهي من ممتلكاتي لذا أياكم والنظر إليها أو السير بطريق هي تسير به، هيا عودا من حيث أتيتما، عودا لمكب النفايات حيث تجدون الفشلة أمثالكم”.

سألته: “بهذا المنزل وعلى هذا السرير؟!”.

تصنم الرجل فبرز زعيم القرية وقال: “مالي أراكم تشترون وكأن لا شيء عسير بانتظارنا؟!”.

لم يجب واستدار إلي مبتسما واحتضنني بقوة وبقينا هكذا فاغمضت عيني لأنام بعمق لكنه بلحظة همس باذني وقال: “أنا حقا أسف، أنا أحبك”.

قال: “أنا اسف جداً لأنني تركتك لوحدك، أحسنت بالصراخ والبكاء وطعنه بيده، كنت مثابرة واستحققت الخلاص، أولئك الذين لا يقاومون يستحقوا ما يحدث لهم لأنه خطؤهم أما من يقاوم ولو بالصراخ حتى فهو من يستحق الحياة الفضلى ومن سيحصل عليها بالنهاية، الآن لا بأس عليك الهدوء والراحة”.

شعرت أن هذا الكلام لم يكن موجه لي، نعم شعرت أنه كان موجه لذلك الشخص فلم ألقي له بالا واستسلمت للنوم.

قالت السيدة: “يآااه إنها فتاة مسكينة حقا، هذا المختل قاسي، لا بد أن قسوته تحطمك”.

باليوم التالي استيقظت وكان أودين قد أعد نفسه فنهضت لأخرج معه لكنه طلب مني البقاء لكنني ألحيت بإصرار.

اتجه أودين للتاجر ونظر له بحدة وقال: “كل من بهذه القرية اشترى شيء فليعده للتاجر وليعد التاجر له ماله هذا ليس وقت__”.

اتجهنا للقرية وكان هناك تاجر بعربة كبيرة يبيع أواني فخارية فابتسم أودين ابتسامة عابرة رحلت بلحظة ليحل بمكانها تجهم مخيف.

قال أودين بنفس النبرة ونفس الاسلوب: “أنا فقط مجرد تاجر، سمعت بما جرى لقريتي القديمة وأتيت لكم بحل مقابل منفعة مشتركة”.

انطلق أودين وملامح الجد بارزة على وجهه وقصد زعيم القرية وأخبره أن أمر طارئ يحدث بالقرية.

أوراغيري؟! لماذا يدعو أودين بأوراغيري؟! هل يقصد بكلمة أوراغيري المعنى الحرفي لها أي الخيانة؟!

تحرك زعيم القرية واتجه مع أودين فكان بعض الرجال متجمهرين حول عربة التاجر فتقدم أودين وقال: “هاي هاي ماذا أراكم تفعلون هنا؟!”.

نظرت لأودين المستلقي على السرير فوجدته ينام ويضع يده على رأسه ويغطي بها عينه.

نظر رجل باستغراب لأودين وقال: “من أنت؟!”.

تصنم الرجل فبرز زعيم القرية وقال: “مالي أراكم تشترون وكأن لا شيء عسير بانتظارنا؟!”.

أجاب أودين بكل ثقة: “أنا شخص سيوفر ماله للشتاء القادم لكي لا يموت اطفالي جوعاً ولن اشتري فخاريات بمثل هذه الأوقات العصيبة، الآن اخبرني من أنت؟!”.

امسكت بأودين من يده وقلبي يشعر بخوف من ذلك المتجر ومن تلك السيدة، إنها سيدة يستحيل أن توصف بأنها ودودة بأي حال من الأحوال، شعرت ان الخبث زائد عن حده لديها.

تصنم الرجل فبرز زعيم القرية وقال: “مالي أراكم تشترون وكأن لا شيء عسير بانتظارنا؟!”.

_”أنا لا اضيع وقتي هنا، اوراغيري أنا شربت فنجانك”.

اتجه أودين للتاجر ونظر له بحدة وقال: “كل من بهذه القرية اشترى شيء فليعده للتاجر وليعد التاجر له ماله هذا ليس وقت__”.

أستقبلتنا السيدة هناك بنظرة تبدو خائفة وكأنها تخفي جثة خلفها فتجاهلها أودين وتابعنا طريقنا للداخل.

تنرفز التاجر بغضب وقال: “هاي ومن قال أنني أرد بضاعتي”.

_”نعم، أنت سبب ذلك الحريق”.

اخرج أودين سيفه بابتسامة مرعبة وقال: “أنا قلت”.

نهض أودين وأمسك سيفيه وجاء صوت صاخب من الخارج فخرج أودين ونظرت أنا من النافذة فكان منظر مهول.

ارتجف التاجر وتراجع لكن زعيم القرية اتجه للتاجر وقاطع تدفق أودين قائلاً: “من فضلك راعي ظرف هذه القرية ورد بضاعتك واقبل دعوتي بميدان الزعامة”.

نهضت بسرعة وركضت نحو الغابة من الاتجاه الذي ذهب به أودين فبدؤوا يركضو خلفي.

نظر التاجر حوله مرتعباً وكأنه فار تحيط به القطط فما كان منه إلا أن رد بضاعته بنفس غير راضية.

وضعت رأسي لأنام لكن لم تغفو عيني لريبة المكان والشعور الثقيل الذي لم يفارقني.

انسحبنا أنا وأودين من التجمع واتجهنا لمتجر القرية ودخلنا هناك لنشتري بعض الحاجات.

لم اعد استطيع السيطرة على دموعي وبدأت اصرخ لكنهم سرعان ما أمسكوا بي.

أستقبلتنا السيدة هناك بنظرة تبدو خائفة وكأنها تخفي جثة خلفها فتجاهلها أودين وتابعنا طريقنا للداخل.

“أجلسسس” صرخ زعيم القرية فأعاد الرجل سيفه لغمده غير راضي وجلس.

قالت السيدة بريبة: “هاي عزيزي أورا، لما لا ترد التحية؟! … لا بأس اخبرني كيف حالك؟!”.

تقدمهم شاب ووجه كلامه لأودين قائلاً: “أنت هو أوراغيري ولم يعد لدينا أي شك بالأمر”.

قال أودين: “انا بخير”.

شعرت أن تلك الضربات قاتلة حقا لكن الرجلان نهضا، أخرجا سيوفهم وأستعدا بخوف لمواجهة أودين.

_”اه اتمنى ان تبقى كذلك دائما، ومن هذه الفتاة اللطيفة؟!”.

قال بصوت دفين وحزين: “اتعلمين؟ اكثر شيء أكرهه بهذه الحياة هو الرغبة الجنسية لدى البشر، تدفعهم للأخطاء واستباحة حرمات الآخرين واجسادهم ولربما ببعض الاحيان حياتهم باكملها”.

_”أنها عبدة لي”.

أستقبلتنا السيدة هناك بنظرة تبدو خائفة وكأنها تخفي جثة خلفها فتجاهلها أودين وتابعنا طريقنا للداخل.

عبدة؟ لم احب الوصف وبل أكرهه، على أية حال أنا مجبرة على التماشي مع الأمر.

مضى الوقت وبدأت خيوط ترابط الوعي تتفك شيئا فشيئا لكنها ارتبطت فجأة بسبب صوت همس بإسمي.

قالت السيدة: “يآااه إنها فتاة مسكينة حقا، هذا المختل قاسي، لا بد أن قسوته تحطمك”.

اخرج أودين سيفه بابتسامة مرعبة وقال: “أنا قلت”.

تجهم أودين بغضب وانتهى من جمع الحاجات واخرج النقود واسقطها أرضا وغادر فلحقت به فورا لكن صاحبة المتجر قالت: “عد لي ليلاً فهناك أمر بانتظارك”.

قال الزعيم: “وكيف سأخذ هذا النبات منك وأزرعه وأنا أشك بك؟! وإن كانت النباتات جيدة فهذا لا يعني أنك لم تحرق المحصول لتبيعنا”.

امسكت بأودين من يده وقلبي يشعر بخوف من ذلك المتجر ومن تلك السيدة، إنها سيدة يستحيل أن توصف بأنها ودودة بأي حال من الأحوال، شعرت ان الخبث زائد عن حده لديها.

أخرج أودين من حقيبته الكبيرة كيس كبير من البذور ووضع بعضه بوعاء ومرره أمام الزعبم ثم أعاد الكيس لحقيبته ونهض وكأنه أستعد للمغادرة والابتسامة تلاشت عن وجهه.

طلب أودين مني البقاء بالمنزل وذهب مبتعداً عن القرية لكن فجأة طُرق الباب.

نهض رجل وسحب سيفه وقال بغضب: “أنه انت بلا أدنى شك، أنت من أحرق المحاصيل”.

نظرت من النافذة فوجدت عيون تنظر لي ارعبتني فتراجعت مسرعة.

أخرج أودين من حقيبته الكبيرة كيس كبير من البذور ووضع بعضه بوعاء ومرره أمام الزعبم ثم أعاد الكيس لحقيبته ونهض وكأنه أستعد للمغادرة والابتسامة تلاشت عن وجهه.

قال رجل بخبث ونوايا سيئة وهو يطرق الباب: “افتحي الباب أيتها اللطيفة”.

عدنا للمنزل وطمأنني أودين واعتذر عن كل هذه المشاهد المقرفة التي رأيتها اليوم.

قلبي يرتجف ولا اعلم ماذا افعل؟! لم يكن بيدي خيار غير الهرب ولكنهم عند الباب، طُرق الباب بعنف ويبدو أنهم سيكسرونه خلال لحظة فهربت.

نظرت لأودين المستلقي على السرير فوجدته ينام ويضع يده على رأسه ويغطي بها عينه.

اتجهت للنافذة بالخلف وفتحتها وقفزت على صندوق خشبي لكنه تحطم وهوى بي وأصدر صوت مرتفع فادركوا محاولة هربي.

سمعت صوت أودين ينادي باسمي وبالفعل لم أُكَذِب خبر وخرجت لغرفة أودين غير متأكدة من ما سمعته.

نهضت بسرعة وركضت نحو الغابة من الاتجاه الذي ذهب به أودين فبدؤوا يركضو خلفي.

لم اعد استطيع السيطرة على دموعي وبدأت اصرخ لكنهم سرعان ما أمسكوا بي.

لم أكن بطيئة لكنهم سريعون رغم احجامهم الضخمة.

_”أنا لا اضيع وقتي هنا، اوراغيري أنا شربت فنجانك”.

تقلصت المسافة بيننا ولم استطع الركض أكثر لأنني اخذت طريق صعود الجبل خلف أودين.

قال أودين: “قلت لك أن لا أحد مجنون يفكر بأحراق محاصيل الفايكنج ويأتي ليبيعهم محصول آخر”.

لم اعد استطيع السيطرة على دموعي وبدأت اصرخ لكنهم سرعان ما أمسكوا بي.

نظر من يبدو عليه أنه زعيم القرية لأودين بنظرة شك وقال: “من أنت؟!”.

أخرجت سكيني وطعنت يد الرجل بسرعة فتألم وحاولت الهرب لكن الرجل الآخر أمسكني واخذ السكين وصوتي تفجر بالصراخ لكن صوت فجأة قال: “هاي هاي، ماذا تفعلان؟!”.

تجهم أودين بغضب وانتهى من جمع الحاجات واخرج النقود واسقطها أرضا وغادر فلحقت به فورا لكن صاحبة المتجر قالت: “عد لي ليلاً فهناك أمر بانتظارك”.

نزل أودين من أعلى الجبل وهما يمسكاني بغضب ووجه جاد.

تجهم الرجلين بغضب وكأن تعابير وجوههم ستقتلهم إن استمروا عليها لكنهم بصقوا غضبهم ورحلوا.

قال أحدهم: “ما هذا؟! أنت حقا أوراغيري، لم تكذب كريستينا إذا”.

تحرك زعيم القرية واتجه مع أودين فكان بعض الرجال متجمهرين حول عربة التاجر فتقدم أودين وقال: “هاي هاي ماذا أراكم تفعلون هنا؟!”.

وصل أودين وزاد سرعته عندما اقترب وبلحظة حلق الرجل الذي كان يمسك بي للخلف من قوة الضربة التي تلقاها من قبضة أودين.

كانت نظرات الرجال الثلاث مشابه أيضاً لنظرة الزعيم لكن ابتسامة أودين لم تتغير بتاتا وقال: “أنا آسف لكنني لا أمتلك الجرأة لاحراق محاصيل قرية الفايكنج ثم أتى لهنا لبيعهم محاصيل بديلة”.

الرجل الآخر سقط فور تلقيه ركلة على معدته ثم تدحرج للأسفل على أثر ركلة أخرى على وجهه.

“أجلسسس” صرخ زعيم القرية فأعاد الرجل سيفه لغمده غير راضي وجلس.

شعرت أن تلك الضربات قاتلة حقا لكن الرجلان نهضا، أخرجا سيوفهم وأستعدا بخوف لمواجهة أودين.

_”حسناً حسناً لا بأس، إذا هزمتني يمكنك قتلي لكن إن هزمتك لن اقتلك وأريد الأمان من جميع اهل القرية”.

كنت خائفة لضخامتهم لكن أودين اخرج سيفه وهجم عليهم وبلحظة طار سيف الرجل الأول وسقط الرجل الأخر أثر ركلة تلقاها من أودين.

عدنا للمنزل وبقي يحتضنني ويمسح على شعري ولم نأكل حتى حل الليل.

لم افهم ما جرى بالضبط لكن أودين انهى المواجهة دون قتلهم ودون تعرضه لأي خدش.

قال أودين: “قلت لك أن لا أحد مجنون يفكر بأحراق محاصيل الفايكنج ويأتي ليبيعهم محصول آخر”.

قال أحدهم بألم: “أيها الحقير، هل أنت حقا أوراغيري؟!”.

انطلق أودين وملامح الجد بارزة على وجهه وقصد زعيم القرية وأخبره أن أمر طارئ يحدث بالقرية.

قال أودين: “أنا أدعى من الآن فصاعداً أودين ولست بأوراغيري أما هذه الفتاة فهي من ممتلكاتي لذا أياكم والنظر إليها أو السير بطريق هي تسير به، هيا عودا من حيث أتيتما، عودا لمكب النفايات حيث تجدون الفشلة أمثالكم”.

نهض أودين وأمسك سيفيه وجاء صوت صاخب من الخارج فخرج أودين ونظرت أنا من النافذة فكان منظر مهول.

تجهم الرجلين بغضب وكأن تعابير وجوههم ستقتلهم إن استمروا عليها لكنهم بصقوا غضبهم ورحلوا.

صرخ صوت من بعيد: “هاي توقفوا، من أمركم بفعل مثل هكذا شيء دون إذن مني؟!”.

اتى إلي رودي بابتسامة جميلة مسحت كل ذلك الرعب الذي دب بقلبي واحتضنني.

_”لن تهزمني أيها الاحمق وسأقطع راسك”.

قال: “أنا اسف جداً لأنني تركتك لوحدك، أحسنت بالصراخ والبكاء وطعنه بيده، كنت مثابرة واستحققت الخلاص، أولئك الذين لا يقاومون يستحقوا ما يحدث لهم لأنه خطؤهم أما من يقاوم ولو بالصراخ حتى فهو من يستحق الحياة الفضلى ومن سيحصل عليها بالنهاية، الآن لا بأس عليك الهدوء والراحة”.

تحركت يده الأخرى وأمسكت بالغطاء بقوة وتابع قائلا: “المثبط الأكبر لسيطرة هذه الشهوة هو ما ساد من تقاليد وأعراف تقيد هذه الرغبة من إيذاء الغير مثل الزواج والنظرة المعيبة للأشخاص الذين يشبعون هذه الرغبة بطرائق غير سليمة وأيضا عقوبة هذا الإشباع بالاضافة للتربية الحسنة لكن إن غابت هذه المثبطات لربما شخص واحد من كل مائة الذي لن يسمح لمثل هذه الشهوة بالسيطرة عليه ولربما أكثر من النصف سيشبعونها بطرائق باغية مؤذية معتدية ومُحطِمة.

كلامه صحيح لا وبل هو أصح من أصح شيء سمعته بحياتي، بذلك الجحيم الذي عشته بطفولتي كنت أنا الصامتة المنهارة والخاسرة بالنهاية والفتاة الأخرى كانت الصاخبة الباكية والناجية.

أقتربت منه واحتضنتنه من الخلف ومسحت براحة يدي على كامل ذراعه ثم احتضنته بقوة ومسحت خدي بخده قليلا ثم قلت: “هل كان ذلك الشخص يفعل هذا؟!”.

أنا بالفعل أريد أن أكون قوية وأريد المقاومة لكن ماذا بيدي أن أفعل أمام القوة التي تفوق قوتي وحيلتي؟!! أنا بالفعل متعبة من شدة المحاولة ومن تكرار العثرات.

اخرج أودين سيفه بابتسامة مرعبة وقال: “أنا قلت”.

أنا أبكي وأصرخ على صدره وها أنا أشعر بأمان لم أكن أشعر به عادةً، كنت أظن أنني لا أمتلك فرصة للنجاة وكنت أظن أن الأوان قد فات للهرب لكنه أتى من أجلي، أودين سيكون دائماً من أجلي وهذا جُل ما أريده.

أدركت أنه يشعر بالوحدة لكن قُرب وجهه يثيرني بشكل غريزي، لأنفاسه وملامسته لهيب يشعل جسدي فما بيدي إلا أن اتراجع قليلاً بحركة بديهية.

عدنا للمنزل وبقي يحتضنني ويمسح على شعري ولم نأكل حتى حل الليل.

_”أنا لا اضيع وقتي هنا، اوراغيري أنا شربت فنجانك”.

نهض أودين وأمسك سيفيه وجاء صوت صاخب من الخارج فخرج أودين ونظرت أنا من النافذة فكان منظر مهول.

قال أودين بنفس النبرة ونفس الاسلوب: “أنا فقط مجرد تاجر، سمعت بما جرى لقريتي القديمة وأتيت لكم بحل مقابل منفعة مشتركة”.

العشرات من رجال ونساء هذه القرية أتوا وهم يحملون شعل نار وكأنهم خارجين بطقس تطهير شيطان.

_”حسناً حسناً لا بأس، إذا هزمتني يمكنك قتلي لكن إن هزمتك لن اقتلك وأريد الأمان من جميع اهل القرية”.

تقدمهم شاب ووجه كلامه لأودين قائلاً: “أنت هو أوراغيري ولم يعد لدينا أي شك بالأمر”.

قال أودين وهو يعرض البذور للزعيم: “يمكنك شراء هذه البذور من أي تاجر كبير لإنقاذ الأطفال على الأقل، كلما أسرعتم بهذا المحصول كلما كان أفضل لكم، إنها نباتات تنمو بمثل هذا الوقت من السنة وليست مرتفعة السعر لذا ستكون جيدة لتخفيف مصيبتكم بالشتاء، هيا يا بيلي”.

قال أودين: “من الغباء أن تمتلك شك بأمر واضح كهذا إلا إن كانت الحقيقة تخيفك، إن أخافتك لا بأس، شك بها لِتُطمئن نفسك قليلاً ولتخفف عنها”.

اتجه أودين للتاجر ونظر له بحدة وقال: “كل من بهذه القرية اشترى شيء فليعده للتاجر وليعد التاجر له ماله هذا ليس وقت__”.

رد الشاب: “بماذا تهذي أيها الحقير؟! أنت تعلم أنك السبب”.

_”حسناً حسناً لا بأس، إذا هزمتني يمكنك قتلي لكن إن هزمتك لن اقتلك وأريد الأمان من جميع اهل القرية”.

_”السبب؟!”.

توقف وتنهد ثم تابع: “بسبب هذه الرغبة ظلم الكثير وتدمرت حياتهم وانقلبت رأسا على عقب”.

_”نعم، أنت سبب ذلك الحريق”.

لم افهم ما جرى بالضبط لكن أودين انهى المواجهة دون قتلهم ودون تعرضه لأي خدش.

_”أنت من بدأت تهذي أيها الأحمق”.

أقتربت منه واحتضنتنه من الخلف ومسحت براحة يدي على كامل ذراعه ثم احتضنته بقوة ومسحت خدي بخده قليلا ثم قلت: “هل كان ذلك الشخص يفعل هذا؟!”.

أي حريق؟! مما سمعته ورأيته يبدو أن محصول هذه القرية قد أحترق ويبدو أن أودين المتهم الأول بافتعال الحريق.

وضعت رأسي لأنام لكن لم تغفو عيني لريبة المكان والشعور الثقيل الذي لم يفارقني.

قال ذلك الشاب غاضباً: “أنت جالب الحظ السيء عليك الموت واللعنة”.

أدركت أنه يشعر بالوحدة لكن قُرب وجهه يثيرني بشكل غريزي، لأنفاسه وملامسته لهيب يشعل جسدي فما بيدي إلا أن اتراجع قليلاً بحركة بديهية.

قال أودين بكل برود: “اذهب للجحيم واذهب تصرف من أجل إنقاذ قريتك عوضاً عن تضيع وقتك هنا على أمر لا طائلة منه”.

العشرات من رجال ونساء هذه القرية أتوا وهم يحملون شعل نار وكأنهم خارجين بطقس تطهير شيطان.

_”أنا لا اضيع وقتي هنا، اوراغيري أنا شربت فنجانك”.

نهض الرجال الثلاث بحذر وأيديهم.على سيوفهم بينما بقي الزعيم جالس وقال بكل برود: “أجلسوا من فضلكم”، جلس الرجال وتابع الزعيم: “أوراغيري، ما الذي أتى بك لهنا؟!”.

شرب فنجان أودين؟! هذا يعني أنه عاهد اهل قريته على قتل الشخص المتمرد وشرب القهوة، انها عادة سمعت بها كثيراً.

كنت خائفة لضخامتهم لكن أودين اخرج سيفه وهجم عليهم وبلحظة طار سيف الرجل الأول وسقط الرجل الأخر أثر ركلة تلقاها من أودين.

قال أودين: “آااه هذا رائع، لا بأس افعل ما شئت”.

قال أودين: “آااه حقا أنا آسف من أجلكم، ستقضون هذا الشتاء دون طعام، ستجوع النساء ويموت الأطفال وسيصاب رجال هذه القرية باللعنة الحقيقية، لعنة أوراغيري، وأنت تفهم قصدي”.

صرخ صوت من بعيد: “هاي توقفوا، من أمركم بفعل مثل هكذا شيء دون إذن مني؟!”.

شعرت أن هذا الكلام لم يكن موجه لي، نعم شعرت أنه كان موجه لذلك الشخص فلم ألقي له بالا واستسلمت للنوم.

أتى زعيم القرية وحاول تهدئت الوضع لكن ذلك الشاب اخرج سيفه بالفعل.

قال الزعيم: “وكيف سأخذ هذا النبات منك وأزرعه وأنا أشك بك؟! وإن كانت النباتات جيدة فهذا لا يعني أنك لم تحرق المحصول لتبيعنا”.

قال أودين ساخراً: “لا بأس هذا الشاب بنفس عامي ونفس شهري إنها مسألة بسيطة بين أصدقاء قدامى وستنتهي هنا”.

ارتجف التاجر وتراجع لكن زعيم القرية اتجه للتاجر وقاطع تدفق أودين قائلاً: “من فضلك راعي ظرف هذه القرية ورد بضاعتك واقبل دعوتي بميدان الزعامة”.

قال الشاب بسخط وغضب: “اخرس أيها القذر، أنا يستحيل أن اكون صديق قديم لشخص مثلك”.

نهض رجل وسحب سيفه وقال بغضب: “أنه انت بلا أدنى شك، أنت من أحرق المحاصيل”.

_”حسناً حسناً لا بأس، إذا هزمتني يمكنك قتلي لكن إن هزمتك لن اقتلك وأريد الأمان من جميع اهل القرية”.

اتى إلي رودي بابتسامة جميلة مسحت كل ذلك الرعب الذي دب بقلبي واحتضنني.

_”لن تهزمني أيها الاحمق وسأقطع راسك”.

_”اه اتمنى ان تبقى كذلك دائما، ومن هذه الفتاة اللطيفة؟!”.

شد ذلك الشاب يده على السيف وتقدم لكن أودين لم يتقدم واخرج سيفه فحسب.

تجهم الرجلين بغضب وكأن تعابير وجوههم ستقتلهم إن استمروا عليها لكنهم بصقوا غضبهم ورحلوا.

هاجم الشاب ووجه ضربته لأودين لكن أودين تخطى السيف بسرعة خاطفة وبلحظة كانت نهاية سيف أودين بجانب وجه الشاب.

نهض أودين وأمسك سيفيه وجاء صوت صاخب من الخارج فخرج أودين ونظرت أنا من النافذة فكان منظر مهول.

قال أودين ساخراً وسيفه قاب قوسين أو ادنى من وجه الشاب: “حسمت المعركة قبل ان تبدأ، هيا أرحل”.

وضعت رأسي لأنام لكن لم تغفو عيني لريبة المكان والشعور الثقيل الذي لم يفارقني.

تراجع أودين ولكن ذلك الشاب حاول قطع جسد أودين لكن أودين بكل بساطة صد بسيفه.

أنا فقط أريد تحذيرك من أن تسمحي لشخص مهما وصلت ثقتك به أن يأخذك بخلوه ويمتلك زمام أمرك”.

صرخ الزعيم ووبخ ذلك الشاب وأخبره انه عندما خسر حصل أودين على الأمان وأن عليه لوم ضعفه وإخفاقه.

_”أنت من بدأت تهذي أيها الأحمق”.

عدنا للمنزل وطمأنني أودين واعتذر عن كل هذه المشاهد المقرفة التي رأيتها اليوم.

قال أودين ساخراً: “لا بأس هذا الشاب بنفس عامي ونفس شهري إنها مسألة بسيطة بين أصدقاء قدامى وستنتهي هنا”.

لا أعلم لماذا كل هذا الكره الموجه لكن مما رأيته لا أحد بهذه القرية يكن الخير لأودين وجميعهم يكرهونه وهذا أمر لا شك به.

نظر الزعيم لأودين بشك وقال: “ألست أنت من أحرق المحاصيل؟!”.

أنا فقط أريد تحذيرك من أن تسمحي لشخص مهما وصلت ثقتك به أن يأخذك بخلوه ويمتلك زمام أمرك”.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط