نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

خاصة الجحيم والشياطين 28

إعصار ودمار

إعصار ودمار

أردت اللحاق بأوراغيري بأسرع وقت كي أمنعه من التهور وارتكاب جنون كهذا الجنون الذي ارتكبه هنا بأرض المعركة.

يسير أوراغيري تاركاً تلك الجثث خلفه ويتقدم نحو آخر امرأة بهذه القرية ويبدو أنها امرأة تم بتر كلا قدميها وتم ربط كلتا يديها.

ترددت عندما فكرت بالاقتراب من أرض المعركة وأخذ حصان وعدلت عن هذه الفكرة كي لا يظن جيش الدولة أنني مراقبة جاءت مع جيش الفايكنج.

قالت متوسلة باكية ومتألمة: “لا لا أنا أتوسل إليك”.

ركضت بأقصى سرعتي واتجهت للقرية القريبة حيث سرقت من هناك حصان وتابعت طريقي باتجاه قرية الفايكنج.

_”لا اهتم، أنا فقط سعيد ولن اتراجع بتاتاً، توسلك يجعلني أرغب بالمزيد، هيا يا عمتي، عمتي أعطيني المزيد هيا، هيا”.

تابعت التقدم بأقصى سرعة ممكنة حتى حل الظلام الدامس وصعبت الحركة واضطررت للوقف لنيل بعض الراحة.

قال وهو ينظر لها بسعادة وحسرة لبلوغها الحد: “آاااه، يبدو أن جسدك لن يصمد لفترة أطول، كم وددت لو أن جسدك يتجدد لأذيقه هذا العذاب إلى أبد الأبدين لكن لا بأس، يكفيني هذا لأنك ميتة لا محالة وسيرتاح الوجود من قرفك”.

استيقظت فور شروق الشمس وانطلقت بأقصى سرعتي اتجه لقرية الفايكنج وبالكاد وصلت عندما انتصف الليل.

سمعت صوت صراخ فسألت نفسي، هل لا زال علي اللحاق بأوراغيري لأمنعه من ما يفعله أم أن الأوان قد فات؟!

نبض صدري بلا توقف وأنا بالفعل أشعر بخوف مرعب يجعلني أتردد وأقف حائرة عاجزة عن دخول القرية، ترى هل وصل أوراغيري؟!

أيتها الأرواح لا بأس احقدي علي وأفعلي ما تشائين فما هو الحقد سوى نتيجة لدى البشر.

ربطت الحصان بشجرة بعيدة قليلاً عن بوابة القرية ودخلت القرية سيراً على قدمي وليتني لم أدخلها وليتني لم أتبع جيش الفايكنج وليتني ذهبت لقرية المعلم ولمنزل ميرا كما طلب مني أوراغيري.

مازال أوراغيري يحاول إيقاظ المرأة على أمل الاستمرار بمتعته وجحيمه لكنها انضمت للائحة الموتى الكثر وأصبحت جثة كبقية أهل قريتها.

هذا الذي أراه أمر صعب التصديق ويكاد يخالط الخيال لشدة وحشيته فما دمار هذه القرية نتيجة أفعال إنسان بل شيطان لا محالة.

لم أطل النظر بجثث النساء المقطعة لكني لم استطع منع نفسي من التركيز على حقيقة قتل أوراغيري للأطفال حتى، لقد قام بقطع رأس كل طفل وجده بالقرية بلا رحمة وبلا أي تردد.

القرية محترقة والجثث تملأ الطرقات والأزقة وكلها جثث الضعاف من البشر من نساء وأطفال.

نهض أوراغيري وابتسامته تكاد تنفجر من شرها ويكأنها شر مطلق لا شرور فوقها ولا بعدها، ابتسامة شيطان متكاملة ختمت الشناعة وابدعت بارتكاب الخطيئة وتلذذت بما لا يصح للبشر التفكير به حتى.

منظر وحشي أقشعر له بدني وحاول تجاهله بصري لكن لا فائدة من تجاهل الحقيقة، أوراغيري قام بقتل كل من وجده بهذه القرية وهو المسؤول عن هذا الخراب والدمار وعن هذه الدماء غير المنقطعة.

ركضت بأقصى سرعتي واتجهت للقرية القريبة حيث سرقت من هناك حصان وتابعت طريقي باتجاه قرية الفايكنج.

لم أطل النظر بجثث النساء المقطعة لكني لم استطع منع نفسي من التركيز على حقيقة قتل أوراغيري للأطفال حتى، لقد قام بقطع رأس كل طفل وجده بالقرية بلا رحمة وبلا أي تردد.

يخفض أوراغيري رأسه وينظر لكلتا يديه الدامية ويقول: “أنا الآن مستاء من قتلي للأطفال وأنا أمتلك شعور يكاد أن يكون ندم لكنه ليس بندم بحت”.

تقدمت بالقرية بحثاً عن أودين لكن ما وجدته لم يكن سوى أثار أفعال أوراغيري الوحشية لكن هذه المرة وحشية فاقت الحدود والتصور.

وضع أوراغيري قناعه على وجهه واتجه لحصانه الأسود الأصيل ورفع سيفه بجانبه فارتعب الحصان فجأة لكنه أصبح جزئين، رأس وجسد.

حفل جثث!!

وضع أوراغيري قناعه على وجهه واتجه لحصانه الأسود الأصيل ورفع سيفه بجانبه فارتعب الحصان فجأة لكنه أصبح جزئين، رأس وجسد.

أوراغيري علق بوسط القرية عدت جثث بطرق مخيفة مرعبة وبمنتصف تلك الجثث التي علقها على شكل دائري علق جثث بطريقة عشوائية لكن هل هي حقاً عشوائية؟!

مازال أوراغيري يحاول إيقاظ المرأة على أمل الاستمرار بمتعته وجحيمه لكنها انضمت للائحة الموتى الكثر وأصبحت جثة كبقية أهل قريتها.

سمعت صوت صراخ فسألت نفسي، هل لا زال علي اللحاق بأوراغيري لأمنعه من ما يفعله أم أن الأوان قد فات؟!

أوراغيري علق بوسط القرية عدت جثث بطرق مخيفة مرعبة وبمنتصف تلك الجثث التي علقها على شكل دائري علق جثث بطريقة عشوائية لكن هل هي حقاً عشوائية؟!

لا شك أنني وإن وجدت أوراغيري لن استطيع إيقافه وما فائدة إيقافه بعد أن ارتكب هذه المجزرة؟!

أشعل النار وقام بكوي اصابعها المقطوعة ثم فك يدها الأخرى وفعل بها كما فعل باليد الأخرى وهي فقدت وعيها من شدة الالم لكنه أيقظها بأبشع الطرق.

تقدمت واقتربت من مصدر الصوت وصعدت طريق مرتفع قليلاً فشعرت بصوت يناديني من خلفي فنظرت للوراء فكان ما رأيته منظر مرعب، الجثث التي وجدتها بوسط القرية كانت مرتبة بطريقة نجمة خماسية تحيطها دائرة وهذا بحد ذاته أمر مرعب لكن لماذا هذا الشكل ناداني؟!

استدار وتركها فشعرت أنني أرى من خلالها، أرى أن حشوة رأسها تنصهر وتحترق من الداخل والألم يفعل فعله بتعابيرها وبتشنجات جسدها.

تجاهلت الأمر وأقتربت أكثر وأكثر من مصدر الصوت فكان صوت صراخ انقطع فجأة ليحل عوضاً عنه الصوت المدوي الصامت للموت.

أشعل النار وقام بكوي اصابعها المقطوعة ثم فك يدها الأخرى وفعل بها كما فعل باليد الأخرى وهي فقدت وعيها من شدة الالم لكنه أيقظها بأبشع الطرق.

بقيت خائفة وارتجف واتقدم بحذر حتى ظهر صوته، “انا جد آسف لجعلك تنتظرين عمتي كريستينا”.

ابتسم ابتسامة أفزعت أخبث شيطان، جرها وكأنها تنتمي لفصيلة الجرذان فصرخت ونادت لأمان.

اختبأت ونظرت بحذر لأوراغيري الذي وجدته قد أنهى تقطيع جثث بعض النساء بطريقة وحشية يبدو أنها طالت بعض الشيء وانتهت للتو.

اختبأت ونظرت بحذر لأوراغيري الذي وجدته قد أنهى تقطيع جثث بعض النساء بطريقة وحشية يبدو أنها طالت بعض الشيء وانتهت للتو.

يسير أوراغيري تاركاً تلك الجثث خلفه ويتقدم نحو آخر امرأة بهذه القرية ويبدو أنها امرأة تم بتر كلا قدميها وتم ربط كلتا يديها.

مازال أوراغيري يحاول إيقاظ المرأة على أمل الاستمرار بمتعته وجحيمه لكنها انضمت للائحة الموتى الكثر وأصبحت جثة كبقية أهل قريتها.

وصل لها وجلس أمامها وسحب شعرها بعنف وخلع قناعه الخشبي المرعب وعلقه بجنبه وتابع تحديقه بتلك المرأة التي تبين لي أنها السيدة كريستينا صاحبة المتجر.

مازال أوراغيري يحاول إيقاظ المرأة على أمل الاستمرار بمتعته وجحيمه لكنها انضمت للائحة الموتى الكثر وأصبحت جثة كبقية أهل قريتها.

قال أوراغيري لها: “لقد أجهزت على الجميع، الرجال أولاً ثم النساء والأطفال وحان دور الزعيم الأخير، النجم الأثير والكيان المثير”.

القرية محترقة والجثث تملأ الطرقات والأزقة وكلها جثث الضعاف من البشر من نساء وأطفال.

قالت متوسلة باكية ومتألمة: “لا لا أنا أتوسل إليك”.

قال: “لا لا لا لا، لنذهب معاً، كنت تجبريني بالماضي لأتي معك لجحيمك فلما سأنصت لتوسلك الآن؟! إنه وقت متعتي لذا لا تنتظري أي شفقة”.

قال وهو يمعن النظر بهذه الدموع التي استقرت براحة يده: “أيها الأطفال أنا حزين من أجلكم ولذلك أنا أبكي، أنا بحق آسف لكنني لن أسمح لكم بالعيش لأنكم من سلالة قذرة عليها أن تباد.

_”انت مختل ومجنون، أتركني”.

الحاضر ناتج عن الماضي، الكره ناتج عن الظلم، الدمار ناتج عن الحقد والإعصار ناتج عن الفوضى.

_”آااه، سأعتبر هذا مدحاً وسأشكرك لأنك ساهمتي بجعلي كذلك، نعم سأشكرك لكن بطريقتي الخاصة أو بطريقتنا الخاصة، اتذكرين؟!”.

قال وهو يمعن النظر بهذه الدموع التي استقرت براحة يده: “أيها الأطفال أنا حزين من أجلكم ولذلك أنا أبكي، أنا بحق آسف لكنني لن أسمح لكم بالعيش لأنكم من سلالة قذرة عليها أن تباد.

ابتسم ابتسامة أفزعت أخبث شيطان، جرها وكأنها تنتمي لفصيلة الجرذان فصرخت ونادت لأمان.

تجاهلت الأمر وأقتربت أكثر وأكثر من مصدر الصوت فكان صوت صراخ انقطع فجأة ليحل عوضاً عنه الصوت المدوي الصامت للموت.

سحبها وجرها حتى وصل لبوابة القرية حيث ربطها بشجرة هناك ثم أمسكها بقوة وبسكينه بدأ يقطع أصبعها.

أحرق وجهها وايقظها ثم ذهب لمتجرها وأحضر زجاجة تحوي ماء واحضر سوط للضرب.

صرخت لكنه بقي ينظر لها بابتسامة وفرح وكأنه بلغ النجوم إنجازاً.

أنتم بذور الشيطان التي ستكبر لتصبح أتباع له لذا أنا لن أسمح لهذه البذرور أن تكبر وتبرعم وتثمر ثمر إذا نضج سيكون ثمر سام قاتل.

قطع أصابع يدها الخمسة وبين كل واحد والذي يليه اعطاها إستراحة قصيرة والأسوأ والأمر من كل ذلك أنه قطع كل اصبع ثلاثة قطع.

_”انت مختل ومجنون، أتركني”.

أشعل النار وقام بكوي اصابعها المقطوعة ثم فك يدها الأخرى وفعل بها كما فعل باليد الأخرى وهي فقدت وعيها من شدة الالم لكنه أيقظها بأبشع الطرق.

هل استطيع نسيان ما فعله أوراغيري والعيش مع أودين وكأنني لم أرى أو أسمع أي شيء مما حدث أم أن مواجهة الحقيقة أمر حتمي لا مهرب منه؟!

أحرق وجهها وايقظها ثم ذهب لمتجرها وأحضر زجاجة تحوي ماء واحضر سوط للضرب.

لحقت بأودين فرأيته يسير خارج القرية وكأنه عجوز هرم أحدب الظهر أنساه خرفه الطريق والبشر.

قال وهو يقف امامها ولا ينوي خير: “كنت متأكد أنك مازلت تحتفظين به”.

نهض أوراغيري وابتسامته تكاد تنفجر من شرها ويكأنها شر مطلق لا شرور فوقها ولا بعدها، ابتسامة شيطان متكاملة ختمت الشناعة وابدعت بارتكاب الخطيئة وتلذذت بما لا يصح للبشر التفكير به حتى.

قالت: “أتوسل لك، أتوسل لك، اقسم أنني نادمة”.

ترددت عندما فكرت بالاقتراب من أرض المعركة وأخذ حصان وعدلت عن هذه الفكرة كي لا يظن جيش الدولة أنني مراقبة جاءت مع جيش الفايكنج.

_”لا اهتم، أنا فقط سعيد ولن اتراجع بتاتاً، توسلك يجعلني أرغب بالمزيد، هيا يا عمتي، عمتي أعطيني المزيد هيا، هيا”.

لولا جنون التيارات الهوائية الشاذة التي دخلت بفوضى لما تكون الإعصار ولما حصل الدمار.

بدأ يضربها بالسوط الذي جعله حارقاً بوضعه على النار وهي تصرخ وتفقد الوعي مراراً وتكراراً لكنه يضع هذا الماء الذي معه على اماكن الضرب وعلى وجهها الذي يحرقه كي تستيقظ.

لحقت بأودين فرأيته يسير خارج القرية وكأنه عجوز هرم أحدب الظهر أنساه خرفه الطريق والبشر.

لم تعد تستطيع الكلام وبقي أودين بنفس النهج يعذبها ويلقي عليها تلك المادة التي يبدو أنها تحوي حمض ليزيد من ألمها.

بدأ يضربها بالسوط الذي جعله حارقاً بوضعه على النار وهي تصرخ وتفقد الوعي مراراً وتكراراً لكنه يضع هذا الماء الذي معه على اماكن الضرب وعلى وجهها الذي يحرقه كي تستيقظ.

قال وهو ينظر لها بسعادة وحسرة لبلوغها الحد: “آاااه، يبدو أن جسدك لن يصمد لفترة أطول، كم وددت لو أن جسدك يتجدد لأذيقه هذا العذاب إلى أبد الأبدين لكن لا بأس، يكفيني هذا لأنك ميتة لا محالة وسيرتاح الوجود من قرفك”.

أحكم أوراغيري يده على دموعه ثم نزل للأسفل وملأ يده بالتراب ثم نفض يده وأزال التراب العالق بها وقال: “لترحلوا بسلام وبسرعة دون حقد وضغينة فما هذه المشاعر السلبية سوى مشاعر تضر صاحبها أكثر من أي أحد سواه فالراغب بالانتقام الشنيع مريض جاهل أحمق لكنه حي متوهج مليء عكسكم أنت أيها الأموت المنطفئين الفارغين”.

استدار وتركها فشعرت أنني أرى من خلالها، أرى أن حشوة رأسها تنصهر وتحترق من الداخل والألم يفعل فعله بتعابيرها وبتشنجات جسدها.

سقطت دموع أوراغيري من أسفل قناعه فوضع يديه أسفل هذا القناع وأمسك بتلك الدموع الساقطة التي أصبحت حمراء بسبب اختلاطها بالدماء.

احضر أودين خشبة طويلة من النار ومزق ملابس المرأة واستعد لوضع الحطبة لكنني لم انظر.

أنتم بذور الشيطان التي ستكبر لتصبح أتباع له لذا أنا لن أسمح لهذه البذرور أن تكبر وتبرعم وتثمر ثمر إذا نضج سيكون ثمر سام قاتل.

لم اعد أستطع أكثر، هذا الشر زاد عن حده كثيراً وأنا لم أدرك ذلك إلا لهذه اللحظة، على ماذا كنت انظر؟!

يختلط علي كل شيء، الحب والكره، الشر والخير، الابتسامة والسخط، الدموع والضحك والرغبة والاستسلام فاتساءل: ممن علي الهرب؟! هل علي الهرب من أوراغيري ومن حياته للأبد أم علي الهرب من التفكير بفعلته ولومه؟!

لربما هذه الصدمة الأخيرة التي تلقيتها ايقظتني لكن ما الفائدة؟! كل شيء أنتهى وتمت إبادة القرية عن بكرة أبيها.

تجاهلت الأمر وأقتربت أكثر وأكثر من مصدر الصوت فكان صوت صراخ انقطع فجأة ليحل عوضاً عنه الصوت المدوي الصامت للموت.

مازال أوراغيري يحاول إيقاظ المرأة على أمل الاستمرار بمتعته وجحيمه لكنها انضمت للائحة الموتى الكثر وأصبحت جثة كبقية أهل قريتها.

_”لا اهتم، أنا فقط سعيد ولن اتراجع بتاتاً، توسلك يجعلني أرغب بالمزيد، هيا يا عمتي، عمتي أعطيني المزيد هيا، هيا”.

نهض أوراغيري وابتسامته تكاد تنفجر من شرها ويكأنها شر مطلق لا شرور فوقها ولا بعدها، ابتسامة شيطان متكاملة ختمت الشناعة وابدعت بارتكاب الخطيئة وتلذذت بما لا يصح للبشر التفكير به حتى.

يسير أوراغيري تاركاً تلك الجثث خلفه ويتقدم نحو آخر امرأة بهذه القرية ويبدو أنها امرأة تم بتر كلا قدميها وتم ربط كلتا يديها.

وضع أوراغيري قناعه على وجهه واتجه لحصانه الأسود الأصيل ورفع سيفه بجانبه فارتعب الحصان فجأة لكنه أصبح جزئين، رأس وجسد.

بدأ يضربها بالسوط الذي جعله حارقاً بوضعه على النار وهي تصرخ وتفقد الوعي مراراً وتكراراً لكنه يضع هذا الماء الذي معه على اماكن الضرب وعلى وجهها الذي يحرقه كي تستيقظ.

أخذ أوراغيري الرأس ورماه أرضاً وأخرج سكينه ثم لم يجلس أمام هذا الرأس المبتور بل سقطة أمامه وكأنه انهار جاثياً على ركبتيه.

قال وهو يقف امامها ولا ينوي خير: “كنت متأكد أنك مازلت تحتفظين به”.

أمسك بالرأس الذي لا يزال ينزف وبدأ يسلخه وينظفه وهو يقهقه ضاحكاً بين اللحظة والأخرى.

هل استطيع نسيان ما فعله أوراغيري والعيش مع أودين وكأنني لم أرى أو أسمع أي شيء مما حدث أم أن مواجهة الحقيقة أمر حتمي لا مهرب منه؟!

يجلس وبيده سكينه والجمجمة الكبيرة ويضحك بصوت مرتفع حتى يبدو أنه انفجر ضاحكاً ثم يتوقف ويعود يتابع عمله بتركيز ثم يقهقه ضاحكاً مرة أخرى وهكذا حتى ينهي سلخ جمجمة رأس الحصان ويقف على قدميه المرتجفة.

يتراجع أوراغيري ويفتح يديه على وسعها ويقول: “لقد أتممتها، لقد فعلتها وها هي أمامكم، إنها لعنة جمجمة الحصان اللعنة التي أنتم من ابتكرتموها وأنتم من افتخر بها.

يتقدم ببطء وبقدمين بالكاد تستطيع حمله ويحضر رمح يجعل نهايته تثبت جمجمة رأس الحصان ثم يقطع رأس السيدة كرستينا ويغرس الرمح برأسها ثم يغرس الرمح بالأرض فيظهر الشكل كالتالي: من الأعلى رأس جمجمة الشيطان المثبت بالرمح الذي يخترق رأس السبدة كريستينا ثم يخترق الأرض ليقف هذا الشكل بثبات.

أوراغيري علق بوسط القرية عدت جثث بطرق مخيفة مرعبة وبمنتصف تلك الجثث التي علقها على شكل دائري علق جثث بطريقة عشوائية لكن هل هي حقاً عشوائية؟!

يتراجع أوراغيري ويفتح يديه على وسعها ويقول: “لقد أتممتها، لقد فعلتها وها هي أمامكم، إنها لعنة جمجمة الحصان اللعنة التي أنتم من ابتكرتموها وأنتم من افتخر بها.

الحاضر ناتج عن الماضي، الكره ناتج عن الظلم، الدمار ناتج عن الحقد والإعصار ناتج عن الفوضى.

لقد دمرتم حياتي وحياة والدتي ثم قررتم وضع هذه اللعنة أمام منزلنا وها أنا أرد الصاع صاعين ثم أكرر فعلتكم وأضع أجود جمجمة وجدتها لتكون رمز لعنتكم”.

لم تعد تستطيع الكلام وبقي أودين بنفس النهج يعذبها ويلقي عليها تلك المادة التي يبدو أنها تحوي حمض ليزيد من ألمها.

يخفض أوراغيري كلتا يديه ويبدأ ينظر للأعلى ويقول: “أيتها الأرواح الصاعدة هل تظنون أنني مخطئ؟! هل تظنون أنني ارتكبت جريمة شنيعة بحقكم؟! هل أنتم تحقدون علي؟!

بقيت خائفة وارتجف واتقدم بحذر حتى ظهر صوته، “انا جد آسف لجعلك تنتظرين عمتي كريستينا”.

أنا ومن أنا؟! هل أنتم مدركون لحقيقتي؟! أنا هو الشخص الذي اخطأتم بحقه بالبداية لذا لا تستاؤوا من كوني مخطئ بحقكم.

ابتسم ابتسامة أفزعت أخبث شيطان، جرها وكأنها تنتمي لفصيلة الجرذان فصرخت ونادت لأمان.

أنا من ارتكبتم بحقه وبحق والدته أفضع الجرائم لذلك ارتكب بحقكم هذه الجريمة وأنتم من ولّدتم هذا الحقد الذي تنامى بداخلي ودفعني لفعل فعلتي لذلك لا بأس.

خيبة وما هو هذا الذي ارتكبه سوى جنون حتى هو بذاته رافض له رغم كل تلك المبررات التي نطق بها والتي هدأ بها نفسه.

أيتها الأرواح لا بأس احقدي علي وأفعلي ما تشائين فما هو الحقد سوى نتيجة لدى البشر.

تابعت التقدم بأقصى سرعة ممكنة حتى حل الظلام الدامس وصعبت الحركة واضطررت للوقف لنيل بعض الراحة.

حقدكم علي ناتج من حقدي عليكم لكن حقدي عليكم كان ناتج من استمتاعكم بتعذيبي وبألمي لذا أنا لست نادم واطلب منكم الرحيل للأبد دون أن تخلدوا بصدري أي ذرة ندم”.

قالت متوسلة باكية ومتألمة: “لا لا أنا أتوسل إليك”.

يخفض أوراغيري رأسه وينظر لكلتا يديه الدامية ويقول: “أنا الآن مستاء من قتلي للأطفال وأنا أمتلك شعور يكاد أن يكون ندم لكنه ليس بندم بحت”.

كان يجب عليكم الموت لذلك منحتكم الرحمة بالموت السريع وما أجمل هذا الخلاص الذي هو ثاني أعظم خلاص بعد عدم ولادة الإنسان بمثل هذا العالم البائس”.

سقطت دموع أوراغيري من أسفل قناعه فوضع يديه أسفل هذا القناع وأمسك بتلك الدموع الساقطة التي أصبحت حمراء بسبب اختلاطها بالدماء.

لم اعد أستطع أكثر، هذا الشر زاد عن حده كثيراً وأنا لم أدرك ذلك إلا لهذه اللحظة، على ماذا كنت انظر؟!

قال وهو يمعن النظر بهذه الدموع التي استقرت براحة يده: “أيها الأطفال أنا حزين من أجلكم ولذلك أنا أبكي، أنا بحق آسف لكنني لن أسمح لكم بالعيش لأنكم من سلالة قذرة عليها أن تباد.

أنا ومن أنا؟! هل أنتم مدركون لحقيقتي؟! أنا هو الشخص الذي اخطأتم بحقه بالبداية لذا لا تستاؤوا من كوني مخطئ بحقكم.

أنتم بذور الشيطان التي ستكبر لتصبح أتباع له لذا أنا لن أسمح لهذه البذرور أن تكبر وتبرعم وتثمر ثمر إذا نضج سيكون ثمر سام قاتل.

أخذ أوراغيري الرأس ورماه أرضاً وأخرج سكينه ثم لم يجلس أمام هذا الرأس المبتور بل سقطة أمامه وكأنه انهار جاثياً على ركبتيه.

أنا بالفعل لست نادم على قتلكم لأنني أرى أنكم ولولا قتلي لكم ستكبرون لتصبحوا مثل أبائكم لأن أباؤكم كانوا أطفال مثلكم وأصبحوا كأجدادهم وهذه السلسلة عليها أن تتوقف هنا وعلى يد شخص ذاق من هذه السلالة الأمرين.

أمسك بالرأس الذي لا يزال ينزف وبدأ يسلخه وينظفه وهو يقهقه ضاحكاً بين اللحظة والأخرى.

كان يجب عليكم الموت لذلك منحتكم الرحمة بالموت السريع وما أجمل هذا الخلاص الذي هو ثاني أعظم خلاص بعد عدم ولادة الإنسان بمثل هذا العالم البائس”.

أخذ أوراغيري الرأس ورماه أرضاً وأخرج سكينه ثم لم يجلس أمام هذا الرأس المبتور بل سقطة أمامه وكأنه انهار جاثياً على ركبتيه.

أحكم أوراغيري يده على دموعه ثم نزل للأسفل وملأ يده بالتراب ثم نفض يده وأزال التراب العالق بها وقال: “لترحلوا بسلام وبسرعة دون حقد وضغينة فما هذه المشاعر السلبية سوى مشاعر تضر صاحبها أكثر من أي أحد سواه فالراغب بالانتقام الشنيع مريض جاهل أحمق لكنه حي متوهج مليء عكسكم أنت أيها الأموت المنطفئين الفارغين”.

أحرق وجهها وايقظها ثم ذهب لمتجرها وأحضر زجاجة تحوي ماء واحضر سوط للضرب.

تقدم أوراغيري وسار ليغادر القرية لكنه توقف فجأة ونظر خلفه للحظة ثم نكس رأسه ونظر للأمام وتابع السير وكأن لسان حاله يقول: “أين هي السعادة الناتجة عن تحقيق الهدف؟!”.

خيبة وما هو هذا الذي ارتكبه سوى جنون حتى هو بذاته رافض له رغم كل تلك المبررات التي نطق بها والتي هدأ بها نفسه.

هذا الذي أراه أمر صعب التصديق ويكاد يخالط الخيال لشدة وحشيته فما دمار هذه القرية نتيجة أفعال إنسان بل شيطان لا محالة.

كالأعصار مر بقرية دمرها ومسحها عن بكرة أبيها وعندما نظر لحاله وجدها ليست أفضل حال من هذه القرية المدمرة والتي آل حالها إلى خراب أبدي.

يجلس وبيده سكينه والجمجمة الكبيرة ويضحك بصوت مرتفع حتى يبدو أنه انفجر ضاحكاً ثم يتوقف ويعود يتابع عمله بتركيز ثم يقهقه ضاحكاً مرة أخرى وهكذا حتى ينهي سلخ جمجمة رأس الحصان ويقف على قدميه المرتجفة.

عندما أنظر لهذا الاعصار أرى من خلاله الفوضى والبؤس وعدم الرضا الذي أدى به للجنون وللتخبط النفسي ولصراعات الذات.

صرخت لكنه بقي ينظر لها بابتسامة وفرح وكأنه بلغ النجوم إنجازاً.

لولا جنون التيارات الهوائية الشاذة التي دخلت بفوضى لما تكون الإعصار ولما حصل الدمار.

قال وهو ينظر لها بسعادة وحسرة لبلوغها الحد: “آاااه، يبدو أن جسدك لن يصمد لفترة أطول، كم وددت لو أن جسدك يتجدد لأذيقه هذا العذاب إلى أبد الأبدين لكن لا بأس، يكفيني هذا لأنك ميتة لا محالة وسيرتاح الوجود من قرفك”.

الحاضر ناتج عن الماضي، الكره ناتج عن الظلم، الدمار ناتج عن الحقد والإعصار ناتج عن الفوضى.

تقدمت واقتربت من مصدر الصوت وصعدت طريق مرتفع قليلاً فشعرت بصوت يناديني من خلفي فنظرت للوراء فكان ما رأيته منظر مرعب، الجثث التي وجدتها بوسط القرية كانت مرتبة بطريقة نجمة خماسية تحيطها دائرة وهذا بحد ذاته أمر مرعب لكن لماذا هذا الشكل ناداني؟!

لكل فعل رد فعل ولا وجود لدخان بلا نار ولا وجود أيضاً لمبررات وأعذار لأفعال أوراغيري سوى حبي لأودين.

لقد دمرتم حياتي وحياة والدتي ثم قررتم وضع هذه اللعنة أمام منزلنا وها أنا أرد الصاع صاعين ثم أكرر فعلتكم وأضع أجود جمجمة وجدتها لتكون رمز لعنتكم”.

يختلط علي كل شيء، الحب والكره، الشر والخير، الابتسامة والسخط، الدموع والضحك والرغبة والاستسلام فاتساءل: ممن علي الهرب؟! هل علي الهرب من أوراغيري ومن حياته للأبد أم علي الهرب من التفكير بفعلته ولومه؟!

أردت اللحاق بأوراغيري بأسرع وقت كي أمنعه من التهور وارتكاب جنون كهذا الجنون الذي ارتكبه هنا بأرض المعركة.

هل استطيع نسيان ما فعله أوراغيري والعيش مع أودين وكأنني لم أرى أو أسمع أي شيء مما حدث أم أن مواجهة الحقيقة أمر حتمي لا مهرب منه؟!

لم أطل النظر بجثث النساء المقطعة لكني لم استطع منع نفسي من التركيز على حقيقة قتل أوراغيري للأطفال حتى، لقد قام بقطع رأس كل طفل وجده بالقرية بلا رحمة وبلا أي تردد.

لحقت بأودين فرأيته يسير خارج القرية وكأنه عجوز هرم أحدب الظهر أنساه خرفه الطريق والبشر.

ربطت الحصان بشجرة بعيدة قليلاً عن بوابة القرية ودخلت القرية سيراً على قدمي وليتني لم أدخلها وليتني لم أتبع جيش الفايكنج وليتني ذهبت لقرية المعلم ولمنزل ميرا كما طلب مني أوراغيري.

استغليت هذه اللحظة وأسرعت لحصاني وأخذت الطريق خارج القرية عودة لقرية المعلم وأنا لا أمتلك أية قرارات مستقبلية بل كل ما أمتلكه هو مجرد أفكار ورغبات.

نبض صدري بلا توقف وأنا بالفعل أشعر بخوف مرعب يجعلني أتردد وأقف حائرة عاجزة عن دخول القرية، ترى هل وصل أوراغيري؟!

تقدمت بالقرية بحثاً عن أودين لكن ما وجدته لم يكن سوى أثار أفعال أوراغيري الوحشية لكن هذه المرة وحشية فاقت الحدود والتصور.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط