نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

خاصة الجحيم والشياطين 30

شياطين من الماضي

شياطين من الماضي

بدأ أودين السرد قائلاً: “بدأت القصة حتى قبل ولادتي، أحبت والدتي رجل يدعى شمايكل وهو أحبها كثيراً وكان شمايكل مرشح ليصبح زعيم القرية وكان يتسلل مع والدتي ليلاً للغابة ويفعلان الخطيئة معاً.

كانا يعلمان أنهما لا يقومان بفعل صائب ورغم ذلك استمرا بحبهما وجنونهما.

اختفت ابتسامة أودين الساخرة ووضع يده على فمه وحاول إخفاء تعابير وجهه وقال بصوت منخفض: “بذلك اليوم أنتهت الطفولة، أنتهى الخداع وتفتحت كلا عيني لجحيم لم أكن مدرك له ولقسوته، كنت بداخل المنزل بعزلة عن الكره والحقد والسخط الموجه لي لكني بذلك اليوم خرجت.

كانت أمي تحبه لدرجة العمى فما كان منه سوى أن خانها وتزوج بابنة زعيم القرية العجوز ليرث منصب الزعامة وبفعلته تلك قرر بؤس حياة والدتي بتخليه عنها.

لست نادم على ذلك وكما قلت لك، لو عاد بي الزمن عدة مرات لعدت وانتقمت مرة واثنتين وثلاث وبقدر ما استطيع.

بكت والدتي كثيراً وسرعان ما تزوجت برجل آخر وانجبتني وهي لا تعلم ماذا سيحصل لها بالمستقبل.

نبوءة تتعلق بهلاك ابناء شعبها وتحاول الحفاظ على طفل يتعلق بهذه النبوءة؟؟ هذا قطعاً مستحيل.

تم رفضي لأنني كنت أول مولود بهذه القرية هزيل رغم عدم معاناته من أي مرض، كان من الطبيعي أن يولد الأطفال سمينين ويكبرون سمينين كذلك، إنها قرية الفايكنج وهكذا هي سلالتنا.

قال: “ألم تسمعي الكلام الأنف ذكره أيتها الحكيمة؟!”.

غضب زوج أمي بشدة ولم يعلم أين يخبئ وجهه من العار فما كان منه إلا أن يقوم بفعل أناني ظالم.

كانت أمي تحبه لدرجة العمى فما كان منه سوى أن خانها وتزوج بابنة زعيم القرية العجوز ليرث منصب الزعامة وبفعلته تلك قرر بؤس حياة والدتي بتخليه عنها.

ليصرف عن نفسه العيب إتهم والدتي بالخيانة وهي بالفعل كذلك، والدي كان شمايكل الذي كانت والدته من خارج القرية أي هزيلة ولا تحمل خصائص الفايكنج.

تابع أودين: “كانت العجوز راحلة فرفعت يدي نحوها دون سبب وجيه، لربما كنت أتطلع بعد ذلك لحضورها ولمكانتها والدمع يملأ وجهي، أعادت نظرها إلي وقالت: “عد يا بني لوالدتك فهي الوحيدة التي لن تتخلى عنك” ثم تابعت طريقها مغادرة فحاولت شكرها وصوتي يختنق بالبكاء لكن ذلك لم ينجح.

لسوء حظ والدتي وسوء حظي أني ولدت لا أشبه أحد من الفايكنج بل أشبه تلك العجوز الشمطاء.

رحلت الفتاة مع والدتها وتركتني وأنا عدت بالكاد للمنزل ولا مال لدي ولا طعام.

تم وصف والدتي بالخائنة ولم يعترف شمايكل زعيم القرية بفعلته وتم طرد والدتي لذلك المنزل ومنعت من مغادرة القرية لأنها ستجلب العار للفايكنج بخروج عاهرة منهم.

أخذت الطريق الذي رأيت والدتي تتركني منه وعدت للمنزل.

سُميتُ بأوراغيري رغم عن أمي فكان ذلك الاسم وسمة عار قيدتني وفرضت علي ذلك الجحيم.

بدأت بتمرير يدي على شعره ورقبته وخده وصدره فشعرت بأنه يستيقظ فارتبكت قليلاً وإزلت شعري المتناثر عن وجهي لحظة استيقاظه.

اسمي يعني حرفياً ما يشير إليه، “الخيانة”.

لم يكن هناك حتى وقت للتألم فقط أجتمع حولي حشد حاقد ساخط بمجرد أن بدأ خطاب مرتجل من شخص بالكاد نظرت لوجهه، ذلك الرجل الذي رماني بدأ يرفع صوته ويجمهر الناس ويدب الرعب بقلبي حيث كان خطابه عن سخط ولعنة حلت على قرية الفايكنج منذ ولادة هذه الآفة وكان يقصدني.

سميت بذلك الاسم وأصبحت عار على القرية”.

وصلنا للمنزل فذهب أودين لغرفته وأنا استلقيت بغرفتي لأنام لكن النوم كان بعيد عن عيني، كان الصباح قريب وبالفعل مر الوقت الطويل وبالنهاية بزغ ضوء الفجر.

توقف أودين عن الكلام ونظر للأسفل يميناً وتابع: “بدأت طفولتي وانتهت بذلك المنزل، ربتني والدتي على الفقر والجوع الذي كنا نعيشه وعلمتني القراءة والكتابة حتى أصبح عمري عشر سنوات، كانت سنوات جميلة بالرغم من كل الضرب الذي كنت اتلقاه على أصغر خطأ وبدون خطأ حتى.

الآن كل شيء أصبح من الماضي، انتهى الانتقام وانتهى الجحيم، تلك السلاسل التي تقيدك زالت تماماً وما عدت بحاجة لتذكر شيء من طفولتك”.

كنت أعد الطعام وأرتب المنزل وأعتني بالحيوانات وبالرغم من ذلك كانت والدتي تفرغ غضبها علي وتبكي كثيراً وأنا اشعر بحزن كبير لكنني كنت أبقيه دفين بجوفي.

صرخت بأعلى صوتي مرة واثنتين، كانت ليلة ممطرة صاخبة، استجمعت كل قوتي لأصرخمرة أخرى لكنني لم أنجح، لم يعد صوتي يصرخ، يأس مني ورحل ولم أعد استطيع الكلام حتى.

كنت كل شيء تملكه والدتي، كانت تحبني وتمنحني العطف والحنان لكن أولئك الأوغاد نغصوا عيشتنا، شمايكل كان يأتي ليلاً لوالدتي ويغتصبها مقابل بعض المال ولا يهتم بحالتها وما حل بها وكل ذلك بسبيل بقائه بمنصبه.

دمعة سقطت من عينه لكنه سرعان ما مسحها، ذكرى قاسية كانت ترهقه وتحطم عقله لكن اليوم عليه التخلي عنها، عليه المتابعة والمضي قدماً وترك هذه الذكرى خلف ظهره.

كان هناك رجلان أولئك اللذان حاولا التهجم عليك، كانا يأتيان بعد الظهيرة ويغتصبوها أيضاً مقابل بعض المال.

كانت حياة أمي متعبة بشدة ومرهقة ولم تمنح الحق بالدفاع عن نفسها ولم يكن أحد ليصدقها.

كانت حياة أمي متعبة بشدة ومرهقة ولم تمنح الحق بالدفاع عن نفسها ولم يكن أحد ليصدقها.

صرخت بأعلى صوتي مرة واثنتين، كانت ليلة ممطرة صاخبة، استجمعت كل قوتي لأصرخمرة أخرى لكنني لم أنجح، لم يعد صوتي يصرخ، يأس مني ورحل ولم أعد استطيع الكلام حتى.

كانت مخطئة وطيبتها دفعتها للجنون، كان عليها الصراخ وقول الحقيقة، كان عليها ان تقول أن شمايكل هو والدي لكنها لم تقل لأن ذلك سيدفعه لكرهها وسيفسد عليه أمر زعامة القرية.

تابع: “بعد خروجي اقسمت على موتهم جميعا، قتلت حفيدة العجوز ودب الرعب بقلوبهم، ارتكبت عدة جرائم قتل بالقرية ثم قتلت أمي ووضعت السكين بيد شمايكل.

أنا بدوري لم يُسمح لي بالخروج من المنزل بتاتاً وعندما كان يأتي إلينا أي أحد كان باب غرفتي يغلق حتى حان ذلك اليوم”.

وصلنا للمنزل فذهب أودين لغرفته وأنا استلقيت بغرفتي لأنام لكن النوم كان بعيد عن عيني، كان الصباح قريب وبالفعل مر الوقت الطويل وبالنهاية بزغ ضوء الفجر.

اختفت ابتسامة أودين الساخرة ووضع يده على فمه وحاول إخفاء تعابير وجهه وقال بصوت منخفض: “بذلك اليوم أنتهت الطفولة، أنتهى الخداع وتفتحت كلا عيني لجحيم لم أكن مدرك له ولقسوته، كنت بداخل المنزل بعزلة عن الكره والحقد والسخط الموجه لي لكني بذلك اليوم خرجت.

نظر أودين لاقدامه المقيدة وتابع: “أمسكني وكان فرق القوى بيننا كالفرق بين الحصى والجبل لذا كانت رمية واحدة منه كفيلة بتحطيم جسدي، لأول مرة بحياتي أرى نفسي على ذلك الارتفاع عن مستوى الأرض، لقد رماني عالياً فسقطت بقوة.

خرجت من المنزل بقرار كان يجب أن اتخذه عاجلاً أم آجلاً، اتجهت للقرية وكنت كالأحمق فقط أعلم عن العالم الخارجي ما قالته لي والدتي، كانت النظرات جميعها موجهه نحوي حتى وصلت لوسط القرية.

هربت باتجاه المنزل وظننت أنني نجوت لكني وجدت السيدة كريستينا بانتظاري”.

أتى إلي رجل وسألني عن اسمي فابتسمت له ظناً مني أنه سيكون سعيد بابتسامتي كما أسعد بابتسامة والدتي لكن حدث العكس تماماً، بمجرد نطقي لما كنت أظنه اسمي تحولت نظراته لجحيم بحت، نظر لي فشعرت بالخطر بشكل سريع غريزي وتراجعت خائفاً فقال: “أنت أوراغيري ليست أورا أيها الآفة” صدمت ولم ينطق فمي بأي حرف”.

دمعة سقطت من عينه لكنه سرعان ما مسحها، ذكرى قاسية كانت ترهقه وتحطم عقله لكن اليوم عليه التخلي عنها، عليه المتابعة والمضي قدماً وترك هذه الذكرى خلف ظهره.

نظر أودين لاقدامه المقيدة وتابع: “أمسكني وكان فرق القوى بيننا كالفرق بين الحصى والجبل لذا كانت رمية واحدة منه كفيلة بتحطيم جسدي، لأول مرة بحياتي أرى نفسي على ذلك الارتفاع عن مستوى الأرض، لقد رماني عالياً فسقطت بقوة.

لم استطع مقاومة رغبة تقبيلة فقربت وجهي من وجهه ببطء، حركت شفتي لتقبيله وهو مستيقظ لكني تذكرت كلامه بذلك اليوم فقبلت ناصيته.

لم يكن هناك حتى وقت للتألم فقط أجتمع حولي حشد حاقد ساخط بمجرد أن بدأ خطاب مرتجل من شخص بالكاد نظرت لوجهه، ذلك الرجل الذي رماني بدأ يرفع صوته ويجمهر الناس ويدب الرعب بقلبي حيث كان خطابه عن سخط ولعنة حلت على قرية الفايكنج منذ ولادة هذه الآفة وكان يقصدني.

كان بيني وبين الموت كلمة واحدة من عجوز وضعت نفسها بين الحشد وصرخت وقالت: “توقفوا”.

تحدث عن خيانة والدتي بخطاب طويل لم أدركه لكنني فهمت أنها حادثة لطخت اسم الفايكنج وكانت غريبة كلياً ولم يتقبلها أحد.

صمتَ قليلاً ثم وضع يده على رأسه فغطى إحدى عينيه وبالعين الأخرى رأيت جحيم وحزن وألم لم أره من قبل إلا مرة واحدة بطفولتي بعين صبي واحد.

كنت رمز للجريمة وللخيانة وللنجاسة وللعار ولسوء الفعل ولم يعترض أحد على ذلك حيث أيد جميع أهل القرية هراء ذلك الرجل لكن خرج صوت ليس بغريب عني حاول إيقاف ما يحدث لكن هذا الرجل استمر بالصراخ ووضح أن لديه ثلاث بقرات مرضن هذا الأسبوع ولا شك أنني أنا الآفة التي تسببت بهذا الطاعون لأنني بذات نفسي طاعون”.

دب الرعب بنفسي وبقيت أبحث عن أي نظرة رحمة واستعطاف لكنني لم أجدها بأي وجه وحتى بوجه والدتي لم تكن الرحمة موجودة، كانت تقف بعيداً عن الحشد وأنا رأيتها، مددت يدي لها لكنها استدارت ورحلت دون وداع أو أي عاطفة، فقط تركتني لمصير لا مفر منه بالنسبة لأرنب بلا أقدام بين قطيع الضباع.

مد أودين يده للأمام وابتسم بسخرية وهو ينظر لها وقال: “كنت طاعون أرعب كبيرهم، كنت سم أمرض حياتهم، كنت كرعد أخاف وجودهم وكنت خطأ أفزع حياتهم وبالفعل كنت وجود كرهه جميعهم ولا أكره ذلك لحد اللحظة”.

إننا في نعمة من الأرض والسماء وإذا ما فعلت فعلتك هذه بهذا الطفل وجفت الأراضي وحبس المطر فماذا أنت وأنتم فاعلون؟! إنه طفل من نبوءة ألم تصدق كلامي؟!”.

اعاد نظره أسفل يمينا وأكمل حديثه بحزن: “ذلك الرجل الذي حاول الدفاع عني تراجع بسرعة رغم أنه كان الذي يأتي لمنزلنا كل ليلة، كان هو شمايكل.

كنت عندما أهرب من القرية لا أستطيع التقدم أكثر ليلاً لصوت الكلاب والوحوش وأكتفي بالعودة والنوم بحظيرة المنزل.

أخرج الرجل الصارخ بوسط الحشد سيف مرعب وحاد وبمجرد النظر له علمت أنه حاد كسكين ذو نصل حاد وقاطع.

قالت: “مالي أراك فاعلاً بهذا الطفل؟! هل أنت أيها الأحمق أخترت أبويك؟!”.

أخبر هذا الرجل الجميع عن رغبته بقتلي وأيّده الجميع ولم يكن هناك أحد لصده”.

وضعت ناصيتي على ناصيته وابتسمت له وقلت: “هيا لنعد للقرية، لنعد معاً، دائماً معا”.

تنهد أودين وقال: “جميع من أهلكتهم كانوا ينون إهلاك وقتلي وأيدوا ذلك الرجل بكلمة واحدة، القتل ولا حل غيره.

بمجرد وصولي للمنزل بعد مسافة الطريق الطويلة تسلل بعض الدفئ لجسدي.

دب الرعب بنفسي وبقيت أبحث عن أي نظرة رحمة واستعطاف لكنني لم أجدها بأي وجه وحتى بوجه والدتي لم تكن الرحمة موجودة، كانت تقف بعيداً عن الحشد وأنا رأيتها، مددت يدي لها لكنها استدارت ورحلت دون وداع أو أي عاطفة، فقط تركتني لمصير لا مفر منه بالنسبة لأرنب بلا أقدام بين قطيع الضباع.

تجهم وجه أودين وأنا كنت قد أسقطت السهم والقوس من يدي منذ فترة طويلة وأحتضنه من الخلف ودموعي لا تتوقف.

تجمدت خوفاً ودمعت عيني ولم يخرج صوتي حتى، شعرت وكأن وجودهم ونظراتهم ضغط أطبق فمي وأثقل كتفي وأرعب تحملي.

شرد بوجهي مستغرباً فقلت: “صباح الخير”.

كان بيني وبين الموت كلمة واحدة من عجوز وضعت نفسها بين الحشد وصرخت وقالت: “توقفوا”.

تعبت يدي بشدة من رفع السهم بوجهه أو أن هذه هي الحجة التي منحتها لنفسي لابعاد السهم عن وجهه.

كانت عجوز تتكئ على عكاز وكانت طاعنة بالسن أقتربت من الرجل الذي أمسكني بيد وبيده الأخرى أمسك السيف فصمت كل أهل القرية وسكن الجميع وقطع حدة صمتهم كلام هذه العجوز الذي يستحيل أن أنسى حرف منه.

اعاد نظره أسفل يمينا وأكمل حديثه بحزن: “ذلك الرجل الذي حاول الدفاع عني تراجع بسرعة رغم أنه كان الذي يأتي لمنزلنا كل ليلة، كان هو شمايكل.

قالت: “مالي أراك فاعلاً بهذا الطفل؟! هل أنت أيها الأحمق أخترت أبويك؟!”.

كانوا ظالمين معك وأنت منحتهم ما يستحقوا وما منحوك إياه فلا تفكر أنني أراك مذنب أو مجرم لفعلتك لا بل أنا لو علمت بالأمر من البداية لشجعتك لفعله وما حاولت إيقافك.

أنزل الرجل سيفه ولكنه أحكم قبضته على ملابسي وصدري وقال بصوت مختنق ساخط: “لا أيتها الحكيمة لكن هذا الطفل ولد من نجاسة وم__” .

بدأ أودين السرد قائلاً: “بدأت القصة حتى قبل ولادتي، أحبت والدتي رجل يدعى شمايكل وهو أحبها كثيراً وكان شمايكل مرشح ليصبح زعيم القرية وكان يتسلل مع والدتي ليلاً للغابة ويفعلان الخطيئة معاً.

قاطعته وقالت: “اصمت”.

خيانة والدتي جريمة فضيعة لأنها ضعيفة ولا تمتلك من يساندها لكن فعل هؤلاء الأقوياء جريمة يمكن تناسيها وغض البصر عنها لأن هناك من يساندهم.

تجمد الرجل ولم يتحرك رغم جبروت قوته وهشاشة ضعف العجوز بينما أنا بقيت بدوري أنظر إليها وأتطلع لخلاص مع حضورها لكن ذلك الرجل لم يتوقف.

ابتسمت له فابتسم لي فشعرت أن إعصار ناري اجتاح قلبي وأزاح همي وكل حزني وقلقي.

قال: “ألم تسمعي الكلام الأنف ذكره أيتها الحكيمة؟!”.

اختفت ابتسامة أودين الساخرة ووضع يده على فمه وحاول إخفاء تعابير وجهه وقال بصوت منخفض: “بذلك اليوم أنتهت الطفولة، أنتهى الخداع وتفتحت كلا عيني لجحيم لم أكن مدرك له ولقسوته، كنت بداخل المنزل بعزلة عن الكره والحقد والسخط الموجه لي لكني بذلك اليوم خرجت.

تقدمت العجوز عدة خطوات صغيرة بصعوبة وقالت: “سمعته وفور سماعه أمرت حفيدتي بمساعدتي للحضور وإيقاف الجريمة التي تود أرتكابها، تصف هذا الطفل بالنجس؟! منذ ولادته لم تطرق المجاعة أبوابنا فشرعت بذكر البركة التي ضاعت ونسبت ضياعها إليه ولم تنسبها لإهمالكم وسكركم وعربدتكم وتقصيركم.

نظر أودين لاقدامه المقيدة وتابع: “أمسكني وكان فرق القوى بيننا كالفرق بين الحصى والجبل لذا كانت رمية واحدة منه كفيلة بتحطيم جسدي، لأول مرة بحياتي أرى نفسي على ذلك الارتفاع عن مستوى الأرض، لقد رماني عالياً فسقطت بقوة.

ليلاً أمتلأت الحانات وهجرت المزرعات وصباحاً نام الرجال ونهضت النساء وتتساءل عن البركة؟! إني لمحذرتك ومحذرتكم جميعاً، إذا ما مات هذا الطفل أإننا لمغتنون؟! أو نحن نائمون؟!

لم تشفق علي وكانت جادة بمحاولة قتلي من شدة التعذيب، عذبتني يومياً وبلا توقف حتى ظننت أن ذلك سيستمر للأبد.

إننا في نعمة من الأرض والسماء وإذا ما فعلت فعلتك هذه بهذا الطفل وجفت الأراضي وحبس المطر فماذا أنت وأنتم فاعلون؟! إنه طفل من نبوءة ألم تصدق كلامي؟!”.

كنت كل شيء تملكه والدتي، كانت تحبني وتمنحني العطف والحنان لكن أولئك الأوغاد نغصوا عيشتنا، شمايكل كان يأتي ليلاً لوالدتي ويغتصبها مقابل بعض المال ولا يهتم بحالتها وما حل بها وكل ذلك بسبيل بقائه بمنصبه.

صمت الجميع ولم يجرؤ أحد على نقاش عجوز بآخر العمر لا تقوى على السير إلا بعكاز وبمساعدة حفيدتها.

سحبت سكيني ومررتها بخفة على صدره ورسمت دائرة بها حول قلبه، لم اجرحه فبقي ينظر ليدي الرقيقة التي يظن أن بستطاعتها قتله.

لم أعلم عن أي نبوءة تحدثت ولا أهتم لأن النبوءة لا شك أنها تحققت بهلاكهم”.

يذكرني بذلك اليوم الذي فرحت به لدفاع صاحبة المتجر عني وبعدها لم تتخلى عني، لم تتخلى عن التلذذ بتعذيبي وألمي.

نبوءة تتعلق بهلاك ابناء شعبها وتحاول الحفاظ على طفل يتعلق بهذه النبوءة؟؟ هذا قطعاً مستحيل.

نبوءة تتعلق بهلاك ابناء شعبها وتحاول الحفاظ على طفل يتعلق بهذه النبوءة؟؟ هذا قطعاً مستحيل.

تابع أودين: “كانت العجوز راحلة فرفعت يدي نحوها دون سبب وجيه، لربما كنت أتطلع بعد ذلك لحضورها ولمكانتها والدمع يملأ وجهي، أعادت نظرها إلي وقالت: “عد يا بني لوالدتك فهي الوحيدة التي لن تتخلى عنك” ثم تابعت طريقها مغادرة فحاولت شكرها وصوتي يختنق بالبكاء لكن ذلك لم ينجح.

أخرج الرجل الصارخ بوسط الحشد سيف مرعب وحاد وبمجرد النظر له علمت أنه حاد كسكين ذو نصل حاد وقاطع.

أخذت الطريق الذي رأيت والدتي تتركني منه وعدت للمنزل.

سحبتني لقبو متجرها واغتصبتني، كانت تأخذني طوال الليل وتفجر جسدي بكل اجزائه، تستغل كل نقطة به ولا ترحمني، تستمتع بالعنف الجنسي لجسدي وتتلذذ بتعذيبي فرأيت الجحيم لليالي مديدة بسببها”.

بقيت أقف أمام الباب عاجز عن إتخاذ قراري بالدخول، لقد تخلت عني والدتي ورحلت وتركتني للتو فلما أنا عائد إليها؟! هل أنا حمل ثقيل عليها وهل أنا حقاً طفل بائس جلب لها العار والشقاء؟!

لم استطع مقاومة رغبة تقبيلة فقربت وجهي من وجهه ببطء، حركت شفتي لتقبيله وهو مستيقظ لكني تذكرت كلامه بذلك اليوم فقبلت ناصيته.

بعد ذلك الكلام الذي قيل وكل ذلك الكره الموجه نحوي هل يحق لي العودة إليها؟! أكان يجب علي الموت وحسب؟! هل هي تتمنى موتي أيضا؟!

بقيت أقف أمام الباب عاجز عن إتخاذ قراري بالدخول، لقد تخلت عني والدتي ورحلت وتركتني للتو فلما أنا عائد إليها؟! هل أنا حمل ثقيل عليها وهل أنا حقاً طفل بائس جلب لها العار والشقاء؟!

“نعم هي كذلك”، أخبرت نفسي الجواب فور تذكري تمنيها موتي السنة الفائتة وأنزلت يدي للعودة لكن فجأة الباب فُتح، نظرت للأعلى وإذا بوالدتي تدمع وهي ساكنه فرتجفت شفتاي وهطلت دموعي وخرت قدماي أرضاً ولم استطع إمساك نفسي عن البكاء، مجرد وجودها بقربي أعطاني الشعور بالأمان فبكيت دون توقف وأنا أحتضنها”.

ابتسمت لها فمدت يدها لتأخذ الحلوى بعد التوقف عن البكاء لكن يد من ظلمة حالكة ومن نقطة لم أكن واعي لها ارعبتني بإمساك قطعة الحلوى، رمت تلك المرأة الحلوى على الأرض وداست عليها فركضت لأهرب لكنها أمسكتني وبقيت تضرب بي حتى أقسم كل جزء بجسدي أنها لحظة هلاك.

ابتسم وتابع قائلاً: “كنت راضياً برؤية دموع والدتي من أجل عودتي، لقد أحتضنتني وبكت بصوت عالي وبشدة ولم تفلتني بتاتاً.

بمنزلنا القديم المنعزل لم يكن لدينا حطب لإشعال الموقد ولم يكن لدينا طعام لندفئ أجسادنا ونسد جوعنا لذلك لم أكن مهتم بمثل ذلك الغطاء الرقيق البالي.

“هي فرحة ولم تكن تريد تركي هناك، أنها والدتي وتحبني”، أخبرت نفسي ذلك وقضيت باقي اليوم وأنا أحتضنها ولا أكاد أفلتها للحظة، أحضرت لي الماء وأطعمتني بعض الطعام وبقيت تعتني بي طوال اليوم.

ليصرف عن نفسه العيب إتهم والدتي بالخيانة وهي بالفعل كذلك، والدي كان شمايكل الذي كانت والدته من خارج القرية أي هزيلة ولا تحمل خصائص الفايكنج.

لحسن حظي لم يأت أحد الرجال لمنزلنا بذلك اليوم لذلك أقسمت قبل نومي بتلك الليلة أنني لا أريد شيء من هذه الحياة أكثر من قربها مني ومن سلامتها وابتسامتها”.

ابتسمت لها فمدت يدها لتأخذ الحلوى بعد التوقف عن البكاء لكن يد من ظلمة حالكة ومن نقطة لم أكن واعي لها ارعبتني بإمساك قطعة الحلوى، رمت تلك المرأة الحلوى على الأرض وداست عليها فركضت لأهرب لكنها أمسكتني وبقيت تضرب بي حتى أقسم كل جزء بجسدي أنها لحظة هلاك.

صمت قليلاً ثم تجهم بوجه يشع بالحزن، قال: “توقفت والدتي عن ضربي وأطعمتني واعتنت بي فطغت علي مشاعر الفرح والسعادة حتى ارتكبت ذلك الخطأ، بتلك الليلة نسيت إغلاق باب الحظيرة وهربت البقرة أو إن صح الكلام ابتعدت قليلاً وسرقها أحدهم.

كنت أشعر بتعب وإرهاق ولم أشعر إلا برغبة وضع جسدي على قش الحظيرة لكنني لم أصله.

ضربتني أمي بشدة لهروب البقرة، كانت تأخذ راحة من ضربي ثم تعاود الضرب مرة واثنتين وثلاثة، أشتدت الأيام القاحلة ولم نعد نرى الحليب الذي كان يبقينا على قيد الحياة، أصبحت والدتي تحسن من سلوكها ومن ابتسامتها عندما يأتوا الرجال لمنزلنا ليمنحوها المزيد من المال وبالمقابل تزيد سخطها وغضبها علي لتخفف عن نفسها، كنت مليء بالرضوض وبالكاد استطيع النوم من شدة الألم”.

كنت أعلم أنني سأضرب وأوبخ بواسطة والدتي لأني بالفعل استحق ذلك، ما كان علي الإلتفات بالطريق وكان علي الالتزام والمحافظة على الطعام الذي دفعنا من اجله المال.

تعبت يدي بشدة من رفع السهم بوجهه أو أن هذه هي الحجة التي منحتها لنفسي لابعاد السهم عن وجهه.

يذكرني عقلي بذلك اليوم الذي تركتني به والدتي بين أنياب وحوش القرية ليقتلوني وتخلت عني.

تابع: “قررت مواجهة الموت بيوم عاصف فاخذت المال واشتريت الخبز وبعض الشاي وأعطيتهم لوالدتي التي قامت بضربي لخروجي لكنني بالنهاية ابتسمت لها وعينها دمعت، لا أستطيع لحد هذه اللحظة تفسير شعورها بذلك اليوم ولم أفهم لحد اللحظة سبب سقوط دموعها”.

مد أودين يده للأمام وابتسم بسخرية وهو ينظر لها وقال: “كنت طاعون أرعب كبيرهم، كنت سم أمرض حياتهم، كنت كرعد أخاف وجودهم وكنت خطأ أفزع حياتهم وبالفعل كنت وجود كرهه جميعهم ولا أكره ذلك لحد اللحظة”.

أنا أفهمها ربما، لست واثقة لكنها بتلك اللحظة لربما كانت خائفة على طفلها الذي خاطر بنفسه فضربته وعندما ابتسم أدركت أنه واعي فأصبحت فخوره به حزينة على حاله فها هو يبتسم أمامها رغم أنها ضربته وكأنه يقول لها ها أنا طفل صغير اعتدت الألم من صغري.

رغم ذلك الظلم الذي لم استطع رفضه إلا انني سعدت لدفاع السيدة كريستينا عني، كنت أحمق بسعادتي لأنها كانت منافقة بوجهين.

تابع أودين: “مضت سنتان وأمي بالكاد تخرج من المنزل وأنا أشتري الحاجات وأتحمل التنمر والضرب المستمر من أطفال القرية الصغار والكبار وحتى الرجال الكبار والنساء الذين لم يقصروا.

خيانة والدتي جريمة فضيعة لأنها ضعيفة ولا تمتلك من يساندها لكن فعل هؤلاء الأقوياء جريمة يمكن تناسيها وغض البصر عنها لأن هناك من يساندهم.

كنت أُرمى بالحجارة كثيراً وأُضرب بالعصي ولا أذكر يوم عدت به بعد تلقي الضرب بدون أصابات قوية لكن ذلك اليوم كان مختلف.

لم يكن هناك حتى وقت للتألم فقط أجتمع حولي حشد حاقد ساخط بمجرد أن بدأ خطاب مرتجل من شخص بالكاد نظرت لوجهه، ذلك الرجل الذي رماني بدأ يرفع صوته ويجمهر الناس ويدب الرعب بقلبي حيث كان خطابه عن سخط ولعنة حلت على قرية الفايكنج منذ ولادة هذه الآفة وكان يقصدني.

وجدت على قارعة الطريق الفتاة التي كانت مع العجوز بذلك اليوم وهي تبكي فأعطيتها قطعة الحلوى التي كنت اسرقها من المتجر عندما تسمح لي الفرصة.

بكل ليلة استطعت النجاة فيها من السيدة كريستينا والنجاة من ألمها كان عقلي يتكفل بإلامي، كان يذكرني بذلك اليوم الذي كانت به حفيدة العجوز تختبأ خلف الأشجار وأنا أغتصب فلم تساعدني وتخلت عني.

ابتسمت لها فمدت يدها لتأخذ الحلوى بعد التوقف عن البكاء لكن يد من ظلمة حالكة ومن نقطة لم أكن واعي لها ارعبتني بإمساك قطعة الحلوى، رمت تلك المرأة الحلوى على الأرض وداست عليها فركضت لأهرب لكنها أمسكتني وبقيت تضرب بي حتى أقسم كل جزء بجسدي أنها لحظة هلاك.

بذلك اليوم خسرت غطائي وما بقي لي من شعور بالآمان، كنت أُغتصب كثيراً من مراهقين كنت أظنهم أطفال وكانت تلك الطفلة حفيدة العجوز الحكيمة تعلم بالأمر لكنها لم تساعدني ولم تطلب النجدة من أجلي لكنني لم أضع اللوم على ضعفها لأنني مدرك أنني الأضعف الذي يجب أن لا ينتقل ما يعانيه لها”.

نظرت للفتاة عدة مرات مناجياً إياها بعيني لتساعدني لكنها بقيت متفرجة وأمها تضربني بشدة.

تابع: “بعد خروجي اقسمت على موتهم جميعا، قتلت حفيدة العجوز ودب الرعب بقلوبهم، ارتكبت عدة جرائم قتل بالقرية ثم قتلت أمي ووضعت السكين بيد شمايكل.

رحلت الفتاة مع والدتها وتركتني وأنا عدت بالكاد للمنزل ولا مال لدي ولا طعام.

مد أودين يده للأمام وابتسم بسخرية وهو ينظر لها وقال: “كنت طاعون أرعب كبيرهم، كنت سم أمرض حياتهم، كنت كرعد أخاف وجودهم وكنت خطأ أفزع حياتهم وبالفعل كنت وجود كرهه جميعهم ولا أكره ذلك لحد اللحظة”.

كنت أعلم أنني سأضرب وأوبخ بواسطة والدتي لأني بالفعل استحق ذلك، ما كان علي الإلتفات بالطريق وكان علي الالتزام والمحافظة على الطعام الذي دفعنا من اجله المال.

تعبت يدي بشدة من رفع السهم بوجهه أو أن هذه هي الحجة التي منحتها لنفسي لابعاد السهم عن وجهه.

صفعتي والدتي على وجهي والدم يملأه وجرتني للغرفة لكنني لم أحزن لذلك فهذا هو الامر الطبيعي والمعتاد”.

بالبداية كنت أظن أن الضرب هنا أفضل من أن تمسكني السيدة كريستينا لكنني أصبت بهشاشة لا توصف، لقد تهالك جسدي وأصبحت على شفا حفرة من الموت.

اتجهت نظرات أودين نحوي مباشرة وشعرت انه يخاطبني بقوة لأول مرة، قال: “أنا بالفعل شخص مختلف كلياً عن ما كنت عليه لذا من فضلك انسي هذا الكلام بمجرد سماعه.

كانت عجوز تتكئ على عكاز وكانت طاعنة بالسن أقتربت من الرجل الذي أمسكني بيد وبيده الأخرى أمسك السيف فصمت كل أهل القرية وسكن الجميع وقطع حدة صمتهم كلام هذه العجوز الذي يستحيل أن أنسى حرف منه.

سأخبرك بأمر لو قطع رأسي لن أخبر به أحد غيرك أبداً”.

أنا أنساهم ورودي ينساهم ونحن نعيش معاً بهذه الحياة التي سنجعلها معاً وردية ولن نسمح لأحد بافسادها.

أخرج قناعه الخشبي الدامي من جنبه ورفعه لمستوى صدره وأبقى نظره مركز عليه وتابع قائلاً: “أنا ولربما بسبب ذلك اليوم فعلت كل هذا الذي فعلته بلا أي ذرة ندم وبسبب ذلك اليوم أنا أقسم أن الزمن لو عاد بي لكررت فعلتي وبطريقة أشنع حتى”.

سميت بذلك الاسم وأصبحت عار على القرية”.

بحزن وبؤس لا مثيل له وضع القناع على فخذيه ومسح عليه بأصابعه ثم تابع سرده قائلاً: “بذلك اليوم الممطر خرجت لاشتري بعض الخبز مقابل بيع الغطاء الذي كنت أحمي نفسي به من البرد القارس لكني لم أهتم بخسارته لأنه بالكاد يدفئني.

كنت أشعر بتعب وإرهاق ولم أشعر إلا برغبة وضع جسدي على قش الحظيرة لكنني لم أصله.

بمنزلنا القديم المنعزل لم يكن لدينا حطب لإشعال الموقد ولم يكن لدينا طعام لندفئ أجسادنا ونسد جوعنا لذلك لم أكن مهتم بمثل ذلك الغطاء الرقيق البالي.

إننا في نعمة من الأرض والسماء وإذا ما فعلت فعلتك هذه بهذا الطفل وجفت الأراضي وحبس المطر فماذا أنت وأنتم فاعلون؟! إنه طفل من نبوءة ألم تصدق كلامي؟!”.

كنت أسير واحمل الغطاء وفجأة تلقيت ضربة قوية على رأسي فسقطت أرضاً وفقدت وعي.

نهضت وجلست أمامه وأمسكت بكلتا يدي يده ثم قلت: “رودي، أنت شخص لطيف وجميل وحنون، لا أريد ذلك الاسم الذي اخترته لنفسك لتنتقم، أريد الاسم الذي يعبر عن حياة جديدة ويعبر عن كوننا معاً، أنا بيلي وأنت رودي، الاسماء متشابهة، أم أنك لا تحب أن تُجمع اسماؤنا معاً؟!”.

تم جري من قبل ثلاثة مراهقين لكهف واغتصبوني لوقت طويل، لقد تحطمت كلياً ولم انهض، بقيت بالكهف خائف بشدة، لم أعد للقرية لعدة أيام، لقد تزرق جسدي من شدة البرد وكانت اطرافي على شفا حفرة من السقوط وكان يفصلني عن الموت بحث والدتي عني.

صفعتي والدتي على وجهي والدم يملأه وجرتني للغرفة لكنني لم أحزن لذلك فهذا هو الامر الطبيعي والمعتاد”.

وجدتني وحملتني للمنزل ولم تبكي من أجلي، لم تحتضني ولم تدفئني ولم تشفق علي حتى.

أنا بدوري لم يُسمح لي بالخروج من المنزل بتاتاً وعندما كان يأتي إلينا أي أحد كان باب غرفتي يغلق حتى حان ذلك اليوم”.

بذلك اليوم خسرت غطائي وما بقي لي من شعور بالآمان، كنت أُغتصب كثيراً من مراهقين كنت أظنهم أطفال وكانت تلك الطفلة حفيدة العجوز الحكيمة تعلم بالأمر لكنها لم تساعدني ولم تطلب النجدة من أجلي لكنني لم أضع اللوم على ضعفها لأنني مدرك أنني الأضعف الذي يجب أن لا ينتقل ما يعانيه لها”.

تجمدت خوفاً ودمعت عيني ولم يخرج صوتي حتى، شعرت وكأن وجودهم ونظراتهم ضغط أطبق فمي وأثقل كتفي وأرعب تحملي.

تجهم وجه أودين أكثر وقال: “الجحيم الحقيقي بدأ عندما علمت السيدة التي عذبتها صاحبة المتجر بما كان يجري معي.

أخرج الرجل الصارخ بوسط الحشد سيف مرعب وحاد وبمجرد النظر له علمت أنه حاد كسكين ذو نصل حاد وقاطع.

تبعتْ أولئك المراهقين عندما جروني معهم ووبختهم واخبرت آباءهم فلم تُعتَبر فعلتهم جريمة بل أنا من أُعتبر المخطئ وكنت سأقتل مرة أخرى لكن السيدة كريستينا منعتهم من قتلي.

كنت أُرمى بالحجارة كثيراً وأُضرب بالعصي ولا أذكر يوم عدت به بعد تلقي الضرب بدون أصابات قوية لكن ذلك اليوم كان مختلف.

خيانة والدتي جريمة فضيعة لأنها ضعيفة ولا تمتلك من يساندها لكن فعل هؤلاء الأقوياء جريمة يمكن تناسيها وغض البصر عنها لأن هناك من يساندهم.

تابع: “قررت مواجهة الموت بيوم عاصف فاخذت المال واشتريت الخبز وبعض الشاي وأعطيتهم لوالدتي التي قامت بضربي لخروجي لكنني بالنهاية ابتسمت لها وعينها دمعت، لا أستطيع لحد هذه اللحظة تفسير شعورها بذلك اليوم ولم أفهم لحد اللحظة سبب سقوط دموعها”.

رغم ذلك الظلم الذي لم استطع رفضه إلا انني سعدت لدفاع السيدة كريستينا عني، كنت أحمق بسعادتي لأنها كانت منافقة بوجهين.

نهضت ومددت يدي له فبقي شارد بوجهي للحظة ثم أمسك يدي ونهض دون تشكيل حمل على يدي.

سحبتني لقبو متجرها واغتصبتني، كانت تأخذني طوال الليل وتفجر جسدي بكل اجزائه، تستغل كل نقطة به ولا ترحمني، تستمتع بالعنف الجنسي لجسدي وتتلذذ بتعذيبي فرأيت الجحيم لليالي مديدة بسببها”.

تحدث عن خيانة والدتي بخطاب طويل لم أدركه لكنني فهمت أنها حادثة لطخت اسم الفايكنج وكانت غريبة كلياً ولم يتقبلها أحد.

طأطأ أودين رأسه كلياً وتابع: “لم أخبر أحد، لم اتجرأ، لم يكن هناك أحد من أجلي وحتى والدتي لم تكن لتساعدني، كانت تعلم ما يجري لي لكنها كانت تتجاهله”.

صمت قليلاً ثم تجهم بوجه يشع بالحزن، قال: “توقفت والدتي عن ضربي وأطعمتني واعتنت بي فطغت علي مشاعر الفرح والسعادة حتى ارتكبت ذلك الخطأ، بتلك الليلة نسيت إغلاق باب الحظيرة وهربت البقرة أو إن صح الكلام ابتعدت قليلاً وسرقها أحدهم.

دمعة سقطت من عينه لكنه سرعان ما مسحها، ذكرى قاسية كانت ترهقه وتحطم عقله لكن اليوم عليه التخلي عنها، عليه المتابعة والمضي قدماً وترك هذه الذكرى خلف ظهره.

نبوءة تتعلق بهلاك ابناء شعبها وتحاول الحفاظ على طفل يتعلق بهذه النبوءة؟؟ هذا قطعاً مستحيل.

تابع كلامه: “مرت ست سنوات قضيتها بقعر الجحيم، حتى والدتي لم تعد تتكلم معي ولم تعد تنظر نحوي، كنت حي على الطعام الذي كانت تمنحني أياه صاحبة المتجر مقابل الكثير من العذاب.

كنت أشعر بتعب وإرهاق ولم أشعر إلا برغبة وضع جسدي على قش الحظيرة لكنني لم أصله.

كنت عندما أهرب من القرية لا أستطيع التقدم أكثر ليلاً لصوت الكلاب والوحوش وأكتفي بالعودة والنوم بحظيرة المنزل.

كانوا ظالمين معك وأنت منحتهم ما يستحقوا وما منحوك إياه فلا تفكر أنني أراك مذنب أو مجرم لفعلتك لا بل أنا لو علمت بالأمر من البداية لشجعتك لفعله وما حاولت إيقافك.

بكل ليلة استطعت النجاة فيها من السيدة كريستينا والنجاة من ألمها كان عقلي يتكفل بإلامي، كان يذكرني بذلك اليوم الذي كانت به حفيدة العجوز تختبأ خلف الأشجار وأنا أغتصب فلم تساعدني وتخلت عني.

بعد ذلك الكلام الذي قيل وكل ذلك الكره الموجه نحوي هل يحق لي العودة إليها؟! أكان يجب علي الموت وحسب؟! هل هي تتمنى موتي أيضا؟!

يذكرني عقلي بذلك اليوم الذي تركتني به والدتي بين أنياب وحوش القرية ليقتلوني وتخلت عني.

كنت أعد الطعام وأرتب المنزل وأعتني بالحيوانات وبالرغم من ذلك كانت والدتي تفرغ غضبها علي وتبكي كثيراً وأنا اشعر بحزن كبير لكنني كنت أبقيه دفين بجوفي.

يذكرني بذلك اليوم الذي فرحت به لدفاع صاحبة المتجر عني وبعدها لم تتخلى عني، لم تتخلى عن التلذذ بتعذيبي وألمي.

كنت أسير واحمل الغطاء وفجأة تلقيت ضربة قوية على رأسي فسقطت أرضاً وفقدت وعي.

بذلك اليوم كنت وحيد متألم بالحظيرة وأشعر بكل ظلم هذه الحياة يحيط بعنقي ويخنقني بلا رحمة فلم استطع النوم، اجتمعت كل الآلام بليلة واحدة، شعرت أن دموعي ما عادت تسقط رغم كل محاولات البكاء.

وضعت ناصيتي على ناصيته وابتسمت له وقلت: “هيا لنعد للقرية، لنعد معاً، دائماً معا”.

صرخت بأعلى صوتي مرة واثنتين، كانت ليلة ممطرة صاخبة، استجمعت كل قوتي لأصرخمرة أخرى لكنني لم أنجح، لم يعد صوتي يصرخ، يأس مني ورحل ولم أعد استطيع الكلام حتى.

كان بيني وبين الموت كلمة واحدة من عجوز وضعت نفسها بين الحشد وصرخت وقالت: “توقفوا”.

دمعة واحدة فقط، نعم دمعة واحدة كانت كفيلة بإدراك حقيقة أنني أصبحت خاوٍ.

لم يكن هناك حتى وقت للتألم فقط أجتمع حولي حشد حاقد ساخط بمجرد أن بدأ خطاب مرتجل من شخص بالكاد نظرت لوجهه، ذلك الرجل الذي رماني بدأ يرفع صوته ويجمهر الناس ويدب الرعب بقلبي حيث كان خطابه عن سخط ولعنة حلت على قرية الفايكنج منذ ولادة هذه الآفة وكان يقصدني.

استيقظت ووجدت نفسي بقبو أعرفه جيداً يمثل الجحيم بحد ذاته، جحيم شديد القسوة وشديد الظلمة”.

صمت الجميع ولم يجرؤ أحد على نقاش عجوز بآخر العمر لا تقوى على السير إلا بعكاز وبمساعدة حفيدتها.

صمتَ قليلاً ثم وضع يده على رأسه فغطى إحدى عينيه وبالعين الأخرى رأيت جحيم وحزن وألم لم أره من قبل إلا مرة واحدة بطفولتي بعين صبي واحد.

أنزل الرجل سيفه ولكنه أحكم قبضته على ملابسي وصدري وقال بصوت مختنق ساخط: “لا أيتها الحكيمة لكن هذا الطفل ولد من نجاسة وم__” .

تنهد أودين ثم تابع كلامه بغضب وصوت متألم: “كانت يدي مقيدة وكنت أسير لدى السيدة كريستينا كما جرت العادة.

اقتربت من وجهه وقبلت خده ثم مسحت بكلتا يدي على خديه، أنه شعور رائع ويمكنه أن يتحول لإدمان.

أتت شيطانة المتعة وبيدها الكثير من الطعام، لم أرغب بتناول شيء منه ورفضته رفض قاطع لكنها ارغمتني على الأكل والشرب، إنها تحتاجني حي لأتألم وتحتاج بعض الطاقة بجسدي لأتمكن من الصراخ.

تعبت يدي بشدة من رفع السهم بوجهه أو أن هذه هي الحجة التي منحتها لنفسي لابعاد السهم عن وجهه.

بذلك اليوم دمرتني بشدة، لم أستطع التنفس، أصبح وضعي كوضعي عندما جعلني بعض الأطفال لعبة بأيديهم يغرقوا رأسي بماء الحيوانات القذر ويخرجوه لحظة ويعيدوه لألف لحظة.

استيقظت ووجدت نفسي بقبو أعرفه جيداً يمثل الجحيم بحد ذاته، جحيم شديد القسوة وشديد الظلمة”.

لم أتنفس للحظة وبقيت غارق بجحيمها، صرخت وتوسلت ولكن لا أحد من أجلي.

جعلت جميع أهل القرية يرونه وهو يحمل السكين ووهو ثمل بشدة بمنزلنا وجثة والدتي أمامه، تم إعدامه ورمي جثة والدتي للخنازير وكنت سأرمى حي كوجبة إضافية للخنازير لكن لا اعلم كيف استطعت الهرب من بين تلك الحشود الكارهة والتي عزمت قتلي بأبشع طريقة متاحة.

خرجت بعد ثلاثة أيام من قبوها وأنا أقسم لها أنني لن أغيب عنها ليلة أخرى فأخرجتني وهي لا تزال على قسمها القديم بأنها إذ لم أطع أمرها ستخبر جميع أهل القرية بسرقتي للحلوى من متجرها وستقطع يدي على أثر هذا الخبر.

كنت عندما أهرب من القرية لا أستطيع التقدم أكثر ليلاً لصوت الكلاب والوحوش وأكتفي بالعودة والنوم بحظيرة المنزل.

كنت أشعر بتعب وإرهاق ولم أشعر إلا برغبة وضع جسدي على قش الحظيرة لكنني لم أصله.

وصلنا للمنزل فذهب أودين لغرفته وأنا استلقيت بغرفتي لأنام لكن النوم كان بعيد عن عيني، كان الصباح قريب وبالفعل مر الوقت الطويل وبالنهاية بزغ ضوء الفجر.

وجدت والدتي تنتظر عودتي وباللحظة التي أقتربت منها وأبصرت وجودها شعرت وكأن حجمها تضاعف ألف مرة وبضربة واحدة لم أعد أستطيع رؤية النور.

يذكرني بذلك اليوم الذي فرحت به لدفاع صاحبة المتجر عني وبعدها لم تتخلى عني، لم تتخلى عن التلذذ بتعذيبي وألمي.

لم استطع عد أيام التعذيب بقبو منزلنا الذي عُذبت به بالضرب المتواصل على يد أمي التي كانت تفرغ حزنها وألمها علي بكل يوم وبكل ليلة.

وضعت ناصيتي على ناصيته وابتسمت له وقلت: “هيا لنعد للقرية، لنعد معاً، دائماً معا”.

بالبداية كنت أظن أن الضرب هنا أفضل من أن تمسكني السيدة كريستينا لكنني أصبت بهشاشة لا توصف، لقد تهالك جسدي وأصبحت على شفا حفرة من الموت.

نهضت وجلست أمامه وأمسكت بكلتا يدي يده ثم قلت: “رودي، أنت شخص لطيف وجميل وحنون، لا أريد ذلك الاسم الذي اخترته لنفسك لتنتقم، أريد الاسم الذي يعبر عن حياة جديدة ويعبر عن كوننا معاً، أنا بيلي وأنت رودي، الاسماء متشابهة، أم أنك لا تحب أن تُجمع اسماؤنا معاً؟!”.

كنت أريد مخرج، صرخت كل أعضائي بشكل قاسي ولم أرحم نفسي بالصراخ والتوسل والاعتذار لكن لا فائدة.

الفايكنج أصبحوا شياطين من الماضي وذكراهم أصبحت طي النسيان وأمر لم يعد معروف لأحد وفي خبايا المجهول.

كنت بظلمة قاتمة والنور الوحيد الذي أستطيع رؤيته هو نور صاحبه شيطان متألم قست عليه الحياة فلم يرحم ضعفي.

كان هناك رجلان أولئك اللذان حاولا التهجم عليك، كانا يأتيان بعد الظهيرة ويغتصبوها أيضاً مقابل بعض المال.

ضربتني بقسوة، أسقطت حزنها كأن لديها منه ثروة وكان بينها وبين الجنون خطوة وبينها وبين الرحم فجوة.

لم استطع مقاومة رغبة تقبيلة فقربت وجهي من وجهه ببطء، حركت شفتي لتقبيله وهو مستيقظ لكني تذكرت كلامه بذلك اليوم فقبلت ناصيته.

لم تشفق علي وكانت جادة بمحاولة قتلي من شدة التعذيب، عذبتني يومياً وبلا توقف حتى ظننت أن ذلك سيستمر للأبد.

قال: “ألم تسمعي الكلام الأنف ذكره أيتها الحكيمة؟!”.

كل ذلك بسبب خطأ واحد؟! لأن حليب البقرة تلاشى بسببي؟! تعبت من شدة التفكير وأخرجتني بالنهاية بعد عدم صراخي وتألمي أكثر حيث أصبح ضربي كضرب غصن شجر ضعيف فقط يتكسر”.

اختفت ابتسامة أودين الساخرة ووضع يده على فمه وحاول إخفاء تعابير وجهه وقال بصوت منخفض: “بذلك اليوم أنتهت الطفولة، أنتهى الخداع وتفتحت كلا عيني لجحيم لم أكن مدرك له ولقسوته، كنت بداخل المنزل بعزلة عن الكره والحقد والسخط الموجه لي لكني بذلك اليوم خرجت.

تجهم وجه أودين وأنا كنت قد أسقطت السهم والقوس من يدي منذ فترة طويلة وأحتضنه من الخلف ودموعي لا تتوقف.

تابع أودين: “كانت العجوز راحلة فرفعت يدي نحوها دون سبب وجيه، لربما كنت أتطلع بعد ذلك لحضورها ولمكانتها والدمع يملأ وجهي، أعادت نظرها إلي وقالت: “عد يا بني لوالدتك فهي الوحيدة التي لن تتخلى عنك” ثم تابعت طريقها مغادرة فحاولت شكرها وصوتي يختنق بالبكاء لكن ذلك لم ينجح.

تابع: “بعد خروجي اقسمت على موتهم جميعا، قتلت حفيدة العجوز ودب الرعب بقلوبهم، ارتكبت عدة جرائم قتل بالقرية ثم قتلت أمي ووضعت السكين بيد شمايكل.

قال باستغراب وتعجب: “آااه، صباح الخير”.

جعلت جميع أهل القرية يرونه وهو يحمل السكين ووهو ثمل بشدة بمنزلنا وجثة والدتي أمامه، تم إعدامه ورمي جثة والدتي للخنازير وكنت سأرمى حي كوجبة إضافية للخنازير لكن لا اعلم كيف استطعت الهرب من بين تلك الحشود الكارهة والتي عزمت قتلي بأبشع طريقة متاحة.

خرجت من المنزل بقرار كان يجب أن اتخذه عاجلاً أم آجلاً، اتجهت للقرية وكنت كالأحمق فقط أعلم عن العالم الخارجي ما قالته لي والدتي، كانت النظرات جميعها موجهه نحوي حتى وصلت لوسط القرية.

هربت باتجاه المنزل وظننت أنني نجوت لكني وجدت السيدة كريستينا بانتظاري”.

كنت أرغب بشراء عبدة لتخدمني لأركز أكثر على التدريب لكني صادفتك بطريقي وتخليت عن تلك الفكرة”.

صمت قليلاً وتنهد ثم تابع: “كان يوم مثلج وأخذ الطريق مني الكثير من الوقت، من بين كل ذلك الحشد كنت أنا الوحيد الذي يرتدي فقط قطعة واحدة من الملابس ويشعر بالبرد.

بمجرد وصولي للمنزل بعد مسافة الطريق الطويلة تسلل بعض الدفئ لجسدي.

ضربتني بقسوة، أسقطت حزنها كأن لديها منه ثروة وكان بينها وبين الجنون خطوة وبينها وبين الرحم فجوة.

لم يكن دفئ موقد المنزل بل دفئ موقد شيطان ملتهب ومشتعل ويظن أنه حصل على فرصته لإمتلاكِ بمجرد موت والدتي.

تم وصف والدتي بالخائنة ولم يعترف شمايكل زعيم القرية بفعلته وتم طرد والدتي لذلك المنزل ومنعت من مغادرة القرية لأنها ستجلب العار للفايكنج بخروج عاهرة منهم.

حاولت سحبي لجحيمها مجدداً فلم استطيع تمالك نفسي ولم اتحمل أكثر وأمسكت حطبة من الموقد بيدي وحاولت إخافتها لكنها ضربت يدي بالكرسي فعاودت وأمسكت حطبة أخرى وهددتها.

اعاد نظره أسفل يمينا وأكمل حديثه بحزن: “ذلك الرجل الذي حاول الدفاع عني تراجع بسرعة رغم أنه كان الذي يأتي لمنزلنا كل ليلة، كان هو شمايكل.

هددتها بإحراقي لنفسي إن اقتربت مني وبالفعل أحرقت وجهي واستطعت الهرب.

نهضت ومددت يدي له فبقي شارد بوجهي للحظة ثم أمسك يدي ونهض دون تشكيل حمل على يدي.

لم تلحق بي وتمكنتُ من مغادرة القرية واقسمت أني سأنتقم منهم جميعاً.

كان بيني وبين الموت كلمة واحدة من عجوز وضعت نفسها بين الحشد وصرخت وقالت: “توقفوا”.

تدربت سنة كاملة لوحدي بالغابة ثم عدت وانتقمت، انتقمت انتقام يستحقوه وما كان إلا انتقام ناتج عن أفعالهم.

يذكرني عقلي بذلك اليوم الذي تركتني به والدتي بين أنياب وحوش القرية ليقتلوني وتخلت عني.

لست نادم على ذلك وكما قلت لك، لو عاد بي الزمن عدة مرات لعدت وانتقمت مرة واثنتين وثلاث وبقدر ما استطيع.

خرجت بعد ثلاثة أيام من قبوها وأنا أقسم لها أنني لن أغيب عنها ليلة أخرى فأخرجتني وهي لا تزال على قسمها القديم بأنها إذ لم أطع أمرها ستخبر جميع أهل القرية بسرقتي للحلوى من متجرها وستقطع يدي على أثر هذا الخبر.

كنت أرغب بشراء عبدة لتخدمني لأركز أكثر على التدريب لكني صادفتك بطريقي وتخليت عن تلك الفكرة”.

لم أتنفس للحظة وبقيت غارق بجحيمها، صرخت وتوسلت ولكن لا أحد من أجلي.

ابقى رأسه مطأطأ وأنا مسحت دموعي ويدي تلف جسده فقال: “يمكنك سحب سكينك وقتلي فأنا بالفعل أشعر بشعور سيء أجهله، لا أريده لكنني لم أعد أهتم”.

أنا أفهمها ربما، لست واثقة لكنها بتلك اللحظة لربما كانت خائفة على طفلها الذي خاطر بنفسه فضربته وعندما ابتسم أدركت أنه واعي فأصبحت فخوره به حزينة على حاله فها هو يبتسم أمامها رغم أنها ضربته وكأنه يقول لها ها أنا طفل صغير اعتدت الألم من صغري.

سحبت سكيني ومررتها بخفة على صدره ورسمت دائرة بها حول قلبه، لم اجرحه فبقي ينظر ليدي الرقيقة التي يظن أن بستطاعتها قتله.

لم تلحق بي وتمكنتُ من مغادرة القرية واقسمت أني سأنتقم منهم جميعاً.

أمسكت يده وفتحتها ووضعت السكين بها وأغلقتها وهو ينظر ليدي.

نبوءة تتعلق بهلاك ابناء شعبها وتحاول الحفاظ على طفل يتعلق بهذه النبوءة؟؟ هذا قطعاً مستحيل.

احتضنته بقوة وقلت: “كن منتقم، كن قاتل، كن مجرم، كن سفاح، كن إن شئت حاصد أرواح البشر جميعاً وأبدأ بروحي، أفعل ما شئت وكن ما شئت فأنا لا أهتم لأنني أحبك، أنا اعيش من أجلك ويستحيل أن استطيع قتلك”.

أنا بدوري لم يُسمح لي بالخروج من المنزل بتاتاً وعندما كان يأتي إلينا أي أحد كان باب غرفتي يغلق حتى حان ذلك اليوم”.

مررت يدي على وجهه ومسحت خدي بخده فتماشى وجهه مع وجهي وكأنه يرحب بذلك.

تجهم وجه أودين وأنا كنت قد أسقطت السهم والقوس من يدي منذ فترة طويلة وأحتضنه من الخلف ودموعي لا تتوقف.

قلت: “أنت لم تكن مخطأ، هم المخطئون، نحن لم نفسد العالم بقتل بعض الأشرار، وما العيب بموتهم، أدفن الجميع بيدك وعش معي وحدي، أنا لا أهتم بأحد سواك.

قال: “ألم تسمعي الكلام الأنف ذكره أيتها الحكيمة؟!”.

كانوا ظالمين معك وأنت منحتهم ما يستحقوا وما منحوك إياه فلا تفكر أنني أراك مذنب أو مجرم لفعلتك لا بل أنا لو علمت بالأمر من البداية لشجعتك لفعله وما حاولت إيقافك.

نهضت ومددت يدي له فبقي شارد بوجهي للحظة ثم أمسك يدي ونهض دون تشكيل حمل على يدي.

الآن كل شيء أصبح من الماضي، انتهى الانتقام وانتهى الجحيم، تلك السلاسل التي تقيدك زالت تماماً وما عدت بحاجة لتذكر شيء من طفولتك”.

الآن كل شيء أصبح من الماضي، انتهى الانتقام وانتهى الجحيم، تلك السلاسل التي تقيدك زالت تماماً وما عدت بحاجة لتذكر شيء من طفولتك”.

وضعت ناصيتي على ناصيته وابتسمت له وقلت: “هيا لنعد للقرية، لنعد معاً، دائماً معا”.

سميت بذلك الاسم وأصبحت عار على القرية”.

نهضت ومددت يدي له فبقي شارد بوجهي للحظة ثم أمسك يدي ونهض دون تشكيل حمل على يدي.

ابتعدت قليلاً وابتسمت له كما كان يبتسم لي وطال الصمت للحظة ولم أعلم بماذا أناديه، هل أناديه أودين؟!

فك قدميه وجمع شتات أمره ثم انطلقنا للقرية وأنا احتضن يده.

طأطأ أودين رأسه كلياً وتابع: “لم أخبر أحد، لم اتجرأ، لم يكن هناك أحد من أجلي وحتى والدتي لم تكن لتساعدني، كانت تعلم ما يجري لي لكنها كانت تتجاهله”.

وصلنا للمنزل فذهب أودين لغرفته وأنا استلقيت بغرفتي لأنام لكن النوم كان بعيد عن عيني، كان الصباح قريب وبالفعل مر الوقت الطويل وبالنهاية بزغ ضوء الفجر.

أتى إلي رجل وسألني عن اسمي فابتسمت له ظناً مني أنه سيكون سعيد بابتسامتي كما أسعد بابتسامة والدتي لكن حدث العكس تماماً، بمجرد نطقي لما كنت أظنه اسمي تحولت نظراته لجحيم بحت، نظر لي فشعرت بالخطر بشكل سريع غريزي وتراجعت خائفاً فقال: “أنت أوراغيري ليست أورا أيها الآفة” صدمت ولم ينطق فمي بأي حرف”.

أعددت الإفطار من جميع الأصناف وبذلت كل ما لدي لإعداد إفطار جيد ولائق.

اختفت ابتسامة أودين الساخرة ووضع يده على فمه وحاول إخفاء تعابير وجهه وقال بصوت منخفض: “بذلك اليوم أنتهت الطفولة، أنتهى الخداع وتفتحت كلا عيني لجحيم لم أكن مدرك له ولقسوته، كنت بداخل المنزل بعزلة عن الكره والحقد والسخط الموجه لي لكني بذلك اليوم خرجت.

لم يستيقظ أودين ونفذ صبري فاتجهت له وجلست بجانبه، مررت يدي على خده وشعرت أنه يحلم بحلم سيء وفضيع.

وجدت على قارعة الطريق الفتاة التي كانت مع العجوز بذلك اليوم وهي تبكي فأعطيتها قطعة الحلوى التي كنت اسرقها من المتجر عندما تسمح لي الفرصة.

لم يكن مرتاح بتاتاً فتلك الأيام كانت صعبة عليه أيضاً وكانت مؤلمة ومجهدة عليه نفسياً وعقلياً.

الفايكنج أصبحوا شياطين من الماضي وذكراهم أصبحت طي النسيان وأمر لم يعد معروف لأحد وفي خبايا المجهول.

اقتربت من وجهه وقبلت خده ثم مسحت بكلتا يدي على خديه، أنه شعور رائع ويمكنه أن يتحول لإدمان.

لم أعلم عن أي نبوءة تحدثت ولا أهتم لأن النبوءة لا شك أنها تحققت بهلاكهم”.

استلقيت بجانبه وبقيت أمسح على خده وأتمعن بوجهه، أودين أنت جميل وأجمل ما في الوجود.

تابع أودين: “كانت العجوز راحلة فرفعت يدي نحوها دون سبب وجيه، لربما كنت أتطلع بعد ذلك لحضورها ولمكانتها والدمع يملأ وجهي، أعادت نظرها إلي وقالت: “عد يا بني لوالدتك فهي الوحيدة التي لن تتخلى عنك” ثم تابعت طريقها مغادرة فحاولت شكرها وصوتي يختنق بالبكاء لكن ذلك لم ينجح.

بدأت بتمرير يدي على شعره ورقبته وخده وصدره فشعرت بأنه يستيقظ فارتبكت قليلاً وإزلت شعري المتناثر عن وجهي لحظة استيقاظه.

صمت الجميع ولم يجرؤ أحد على نقاش عجوز بآخر العمر لا تقوى على السير إلا بعكاز وبمساعدة حفيدتها.

شرد بوجهي مستغرباً فقلت: “صباح الخير”.

تجمد الرجل ولم يتحرك رغم جبروت قوته وهشاشة ضعف العجوز بينما أنا بقيت بدوري أنظر إليها وأتطلع لخلاص مع حضورها لكن ذلك الرجل لم يتوقف.

قال باستغراب وتعجب: “آااه، صباح الخير”.

كانت حياة أمي متعبة بشدة ومرهقة ولم تمنح الحق بالدفاع عن نفسها ولم يكن أحد ليصدقها.

لم استطع مقاومة رغبة تقبيلة فقربت وجهي من وجهه ببطء، حركت شفتي لتقبيله وهو مستيقظ لكني تذكرت كلامه بذلك اليوم فقبلت ناصيته.

تدربت سنة كاملة لوحدي بالغابة ثم عدت وانتقمت، انتقمت انتقام يستحقوه وما كان إلا انتقام ناتج عن أفعالهم.

ابتعدت قليلاً وابتسمت له كما كان يبتسم لي وطال الصمت للحظة ولم أعلم بماذا أناديه، هل أناديه أودين؟!

تبعتْ أولئك المراهقين عندما جروني معهم ووبختهم واخبرت آباءهم فلم تُعتَبر فعلتهم جريمة بل أنا من أُعتبر المخطئ وكنت سأقتل مرة أخرى لكن السيدة كريستينا منعتهم من قتلي.

أودين، إنه اسم مزيف أستعاره لنفسه ليحقق أنتقامه لذا لا أريده، أنا أريد شيء خاص بي، اسم جديد أتملكه وحدي.

يذكرني بذلك اليوم الذي فرحت به لدفاع صاحبة المتجر عني وبعدها لم تتخلى عني، لم تتخلى عن التلذذ بتعذيبي وألمي.

قلت له: “رودي، هذا كان اسم دبي الصغير المحشو عندما كنت صغيرة ومن هذه اللحظة هذا هو اسمك الجديد”.

ليلاً أمتلأت الحانات وهجرت المزرعات وصباحاً نام الرجال ونهضت النساء وتتساءل عن البركة؟! إني لمحذرتك ومحذرتكم جميعاً، إذا ما مات هذا الطفل أإننا لمغتنون؟! أو نحن نائمون؟!

نهض وقال: “ماذااا؟! ولماذا هذا؟!”.

لم يكن هناك حتى وقت للتألم فقط أجتمع حولي حشد حاقد ساخط بمجرد أن بدأ خطاب مرتجل من شخص بالكاد نظرت لوجهه، ذلك الرجل الذي رماني بدأ يرفع صوته ويجمهر الناس ويدب الرعب بقلبي حيث كان خطابه عن سخط ولعنة حلت على قرية الفايكنج منذ ولادة هذه الآفة وكان يقصدني.

نهضت وجلست أمامه وأمسكت بكلتا يدي يده ثم قلت: “رودي، أنت شخص لطيف وجميل وحنون، لا أريد ذلك الاسم الذي اخترته لنفسك لتنتقم، أريد الاسم الذي يعبر عن حياة جديدة ويعبر عن كوننا معاً، أنا بيلي وأنت رودي، الاسماء متشابهة، أم أنك لا تحب أن تُجمع اسماؤنا معاً؟!”.

كل ذلك بسبب خطأ واحد؟! لأن حليب البقرة تلاشى بسببي؟! تعبت من شدة التفكير وأخرجتني بالنهاية بعد عدم صراخي وتألمي أكثر حيث أصبح ضربي كضرب غصن شجر ضعيف فقط يتكسر”.

قال: “لا أبداً أنا احببت الاسم الجديد”.

دمعة واحدة فقط، نعم دمعة واحدة كانت كفيلة بإدراك حقيقة أنني أصبحت خاوٍ.

أمسك كلتا يدي ونظر لي وقال: “انا أريد بالفعل أن نجتمع بكل شيء معاً”.

أودين، إنه اسم مزيف أستعاره لنفسه ليحقق أنتقامه لذا لا أريده، أنا أريد شيء خاص بي، اسم جديد أتملكه وحدي.

ابتسمت له فابتسم لي فشعرت أن إعصار ناري اجتاح قلبي وأزاح همي وكل حزني وقلقي.

خرجت بعد ثلاثة أيام من قبوها وأنا أقسم لها أنني لن أغيب عنها ليلة أخرى فأخرجتني وهي لا تزال على قسمها القديم بأنها إذ لم أطع أمرها ستخبر جميع أهل القرية بسرقتي للحلوى من متجرها وستقطع يدي على أثر هذا الخبر.

أوراغيري كان شيطان؟! أودين كان شيطان يرتدي قناع الملائكة؟! أنا لا أهتم وأنا شاكرة للاثنين اللذان مكناني من الحصول على هذا الشخص الجديد المدعو برودي.

أنزل الرجل سيفه ولكنه أحكم قبضته على ملابسي وصدري وقال بصوت مختنق ساخط: “لا أيتها الحكيمة لكن هذا الطفل ولد من نجاسة وم__” .

إنه لي وأنا له وأنا لم أعد أهتم بكونه شيطان فكل أولئك الشياطين ماتوا وأصبحوا من الماضي وهذا الذي أمامي هو رودي فقط ولا غير.

صمت قليلاً ثم تجهم بوجه يشع بالحزن، قال: “توقفت والدتي عن ضربي وأطعمتني واعتنت بي فطغت علي مشاعر الفرح والسعادة حتى ارتكبت ذلك الخطأ، بتلك الليلة نسيت إغلاق باب الحظيرة وهربت البقرة أو إن صح الكلام ابتعدت قليلاً وسرقها أحدهم.

الفايكنج أصبحوا شياطين من الماضي وذكراهم أصبحت طي النسيان وأمر لم يعد معروف لأحد وفي خبايا المجهول.

وجدت والدتي تنتظر عودتي وباللحظة التي أقتربت منها وأبصرت وجودها شعرت وكأن حجمها تضاعف ألف مرة وبضربة واحدة لم أعد أستطيع رؤية النور.

أنا أنساهم ورودي ينساهم ونحن نعيش معاً بهذه الحياة التي سنجعلها معاً وردية ولن نسمح لأحد بافسادها.

سُميتُ بأوراغيري رغم عن أمي فكان ذلك الاسم وسمة عار قيدتني وفرضت علي ذلك الجحيم.

أمسكت يده وفتحتها ووضعت السكين بها وأغلقتها وهو ينظر ليدي.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط