نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

خلال الليل أصبح وحشًا 18

الفصل 18

الفصل 18

الإثنين في النهار

تساقط مطر خفيف في الطريق إلى المدرسة – يوم اثنين كئيب، من خلاله، مشيتُ مع مظلتي شاتمًا الطقس الذي كنت آمل أن يتعافى فجأة بين عشية وضحاها.

منذ أن أصبحتُ وحشًا، توقفت عن النوم.

هنا ستبدأ المحاكمة الحقيقية. لتوضيح ذلك، المسار الممتد للأمام من هنا حقل ألغام.

وهكذا، فإن الشكل الذي اتخذه جسدي تم تحديده بالحد الفاصل بين النهار والليل. عادة، أعود إلى شكلي البشري بين الساعة الرابعة والخامسة صباحًا، عند بدء شروق الشمس. بطبيعة الحال، عندما أعود إلى المنزل في شكل وحش، لم تكن هناك روح مستيقظة في منزلي. هناك وقت طويل حتى الإفطار والتوجه إلى المدرسة، لذلك لدي قدر لا بأس به من وقت الفراغ.

شعرتُ بالراحة. لقد أزال هذا الصوت أي شك لدي حول نفسي. لقد فعلت الشيء الصحيح كعضو في هذا الفصل. مع هذا الدوس المشؤوم كخطوتي الأولى، واصلت السير مباشرة إلى مقعدي.

في عدد من المرات، قررتُ أنني قد أحاول النوم على الأقل، حتى ولو لمدة ساعة أو ساعتين، وذهبت لأستلقي. ومع ذلك، مرارًا وتكرارًا بينما كنت مستلقيًا هناك، لا أنام، ورائحة القهوة تنفجر في النهاية من الطابق الأول. في النهاية، تخليت عن ذلك.

ومع ذلك، فقط إلى متى يكون ذلك؟

اليوم، كالعادة، جلست وحدي في غرفتي على سريري مع وجود الكثير من الوقت في يدي. إذا قمت بتشغيل الأضواء الخاصة بي وتسلل الوهج إلى الردهة، فقد تلاحظ عائلتي شيئًا ما، لذلك فتحتُ الستائر وجلست هناك بهدوء في الظلام. كانت السماء ملبدة بالغيوم منذ يوم السبت، وظل القمر مختبئاً من حينها.

عندما ناداني أحدهم، عدتُ إلى صوابي. استدرتُ لأرى كاساي المرح.

في السابق، كنت أستخدم الضوء الخافت من شاشة هاتفي الخلوي لقراءة المانجا، لكن في الآونة الأخيرة لم أكن مهتمًا بهذا. بدلاً من ذلك، بمجرد أن أنتهي من واجبي المنزلي، أجلس ساكناً، مثل أداة ثابتة، في انتظار الوقت لتتوقف من تلقاء نفسها.

تساقط مطر خفيف في الطريق إلى المدرسة – يوم اثنين كئيب، من خلاله، مشيتُ مع مظلتي شاتمًا الطقس الذي كنت آمل أن يتعافى فجأة بين عشية وضحاها.

بينما لم أفكر في أي شيء، شعرت بالراحة هذه المرة إلى حد ما. في الواقع، كانت محاولة إبقاء ذهني صافيًا صعبة قليلاً. كان المعلمون في الأفلام يتمتعون بالقدرة على تصفية أذهانهم تمامًا، لكن حتى أنهم غالبًا ما قالوا شيئًا مثل: الزن الحقيقي يتطلب الكثير من التدريب.

علي أن أكون حذراً.

استلقيتُ ممدداً على سريري، محدقاً في السقف. على الرغم من أنني لم أستطع النوم، إلا أنه طالما كنت أحدق في السقف، شعرت وكأن جسدي يستريح.
إذا كنت سأفكر في الأشياء على أي حال، فقد تكون أشياء ممتعة أيضًا. وضعت يدي على رأسي وبدأت أتخيل ما سأفعله الليلة القادمة.

منذ أن أصبحتُ وحشًا، توقفت عن النوم.

عندما يحل الليل، ربما أتوجه إلى المدرسة وأراقب يانو من الظل، كما هو الحال دائمًا، وبعد ذلك سأكون حراً في قضاء الوقت في مكان آخر. إذن ماذا أفعل الليلة؟ تخيلت وجهات مختلفة، كل أنواع الطرق لقضاء الساعات. لقد زرت عددًا من الجزر خلال عطلة نهاية الأسبوع. عندما عبرت فوق الأمواج، وجدت الطبيعة والأشخاص الذين لم ألتق معهم من قبل. كان هناك الكثير من الحيوانات بخلاف القطط والكلاب المعتادة أيضًا، لكنهم جميعًا هربوا بمجرد إدراكهم لوجودي.

ربما الأمر كما قالت نوتو – يمكنك أن تعيش بحرية أكبر بمجرد بلوغك سن الرشد. إذا كان هذا صحيحًا، فأي سن كانت تقصد؟ كم سنة ستستغرق؟

ربما حان الوقت لمحاولة مشاهدة المعالم السياحية في بلد آخر. افترضت أنه على الرغم من أنني لم أستطع البقاء لفترة طويلة، إلا أنني أستطيع الوصول إلى بعض البلدان الأخرى في آسيا، على أقل تقدير. وإذا نجح ذلك، فإن العالم كله سيُصبح محارتي.

لا يمكنني فعل شيء من هذا القبيل. لم يكن لدي أدنى قدر من الإحساس الفطري الذي سمح لكاساي بالعيش بهذه الطريقة. اضطررت إلى المضي قدمًا في الحياة خطوة بخطوة، مع الحرص على عدم الخطو على أي من الألغام، ولكن التأكد من أن تلك اليقظة والحذر لم تثقل كاهلي. إذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف ينتهي بي الأمر مكشوفًا ومنبوذ.

بينما كنت أفكر في هذا، فجأة خطرت لي فكرة.

هززت رأسي كأنني أنفض قطرات المطر من شعري، وتخلصت من هذه الأفكار الجبانة.

فقط كم من الوقت أنوي الاستمرار في القيام بذلك؟ لقد اعتقدت كما لو أن هذه الليالي الغريبة ستدوم إلى الأبد، لكن في الحقيقة، لم يكن لدي أي فكرة عن المدة التي قد تستمر فيها التحولات الليلية. كما كنت أفكر في الليلة التي طاردت فيها موتودا بعيدًا، قد تعود ليالي إلى طبيعتها في أي لحظة.

ربما الأمر كما قالت نوتو – يمكنك أن تعيش بحرية أكبر بمجرد بلوغك سن الرشد. إذا كان هذا صحيحًا، فأي سن كانت تقصد؟ كم سنة ستستغرق؟

صليت أن يستمر ذلك لأطول فترة ممكنة. ولكن ماذا تعني عبارة ’أطول وقت ممكن؟’ حتى نهاية الاعدادية؟ حتى نهاية المدرسة الثانوية؟ حتى نهاية الجامعة؟ حتى أصبح رجلاً عجوزاً؟

بينما كنت أفكر في هذا، فجأة خطرت لي فكرة.

لم أستطع حقًا تحديدها بعبارات ملموسة. على أقل تقدير، سيكون من الرائع أن تستمر حتى أحصل على بعض الحرية. حتى لم أشعر بالاختناق طوال الوقت. أود أن أبقي شكلي الوحشي تحت تصرفي حتى ذلك الحين.

ربما الأمر كما قالت نوتو – يمكنك أن تعيش بحرية أكبر بمجرد بلوغك سن الرشد. إذا كان هذا صحيحًا، فأي سن كانت تقصد؟ كم سنة ستستغرق؟

ومع ذلك، فقط إلى متى يكون ذلك؟

سقط شيء عند قدمي.

ربما الأمر كما قالت نوتو – يمكنك أن تعيش بحرية أكبر بمجرد بلوغك سن الرشد.
إذا كان هذا صحيحًا، فأي سن كانت تقصد؟ كم سنة ستستغرق؟

لم تكن هناك حاجة حتى لتفعيل قدراتي في التخيل. لقد عرفت الإجابة بمجرد النظر إلى تلك الحقيبة. لم أكن بحاجة إلى تخيل ذلك على الإطلاق.

ما المدة التي يجب أن أراقبها للتأكد من أن لا أحد يفسد ليالي زميلتي في الصف؟ إلى متى ستظل يانو تحافظ على عادة التسلل إلى المدرسة في الليل؟

“تلميذ ما من تلاميذ السنة الأولى سقط من دراجته وكُسرت عظامه، لذلك علي أن آخذه إلى المستشفى.” “ألا يمكنكِ فقط تركه؟”

إلى متى سيستمر هذا؟ لا أقصد ببساطة حماية استراحاتها في منتصف الليل. إلى متى ستستمر يانو في إثارة غضبنا جميعًا بسبب عدم تمكنها من قراءة جو الغرفة؟ إلى متى سترفض ميدوريكاوا التواصل مع الآخرين؟ إلى متى سيستمتع موتودا وناكاجاوا بإيذاء الآخرين؟ إلى متى لن تتمكن إيغوتشي من الإيمان بالأشخاص المحيطين بها؟

كل ما عليّ الحفاظ عليه هنا هو مكاني. يمكنني القدوم إلى المدرسة بشكل طبيعي، والجلوس لأخذ دروسي، وأخذ فترات الراحة. عليّ فقط أن أتأكد من أن هذا الوضع الراهن المقبول لم يأخذ منعطفًا فجأة نحو الأسوأ. أنا بحاجة إلى الحفاظ على الأشياء كما فعلت حتى الآن، ومواصلة الاستراتيجيات التي أوصلتني إلى حيث كنت.

فقط كم من الوقت سيستمر كل هذا؟

في عدد من المرات، قررتُ أنني قد أحاول النوم على الأقل، حتى ولو لمدة ساعة أو ساعتين، وذهبت لأستلقي. ومع ذلك، مرارًا وتكرارًا بينما كنت مستلقيًا هناك، لا أنام، ورائحة القهوة تنفجر في النهاية من الطابق الأول. في النهاية، تخليت عن ذلك.

ربما سينتهي الأمر بمجرد تخرجنا من الإعدادية. ربما سنذهب جميعًا إلى مدارس ثانوية مختلفة، وسيصبح فصلنا مجرد شيء من الذاكرة، وستتغير معاملة الجميع لبعضهم البعض – شخصياتهم ومعتقداتهم وهواياتهم الملتوية – كلها.

عززت عزيمتي وقوّيت ظهري. صعدت السلم بجانب كاساي، ودخلت الفصل.

لكن من يستطيع أن يعرف على وجه اليقين؟

بقدمي اليمنى، دست على الكيس الورقي الأبيض.

مرة أخرى، شعرت بالغضب يتراكم بداخلي للمعلمة نوتو لقولها شيئًا مهملاً للغاية.

“لا أراك في العادة تمشي يا أتشي.” “هل كذلك؟ أنا أمشي دائمًا عندما تمطر”. “هاه. أعتقد ذلك.”

ثم أدركت أن هذا ليس وقتًا لأقلق بشأن الآخرين. أنا بحاجة إلى تجنب الانزلاق في الفصل، والحرص على عدم الخروج عن الخط، وأعيش حياتي بأقصى درجات الحذر في الأسبوع المقبل. عندما تخيلت هذا، شعرت بعرق بارد يغمرني.

بدا الأمر كما لو أن هذا الصوت هو المفتاح الذي ألغى التعويذة. بهذه الخطوة الفردية، بدأ الوقت يتحرك في الفصل مرة أخرى. أبعد الجميع أنظارهم عني وعادوا إلى ما كانوا يفعلونه.

الأمر على ما يرام، على الرغم من أي شيء. لا يزال لدي الليل.

هززت رأسي كأنني أنفض قطرات المطر من شعري، وتخلصت من هذه الأفكار الجبانة.

بينما كنتُ أريح نفسي، وأنا أتحول من جانب إلى آخر، بدأت أصوات الحياة البشرية في الظهور.

حتى كودو يجب أن تعرف كم هو شرير الدوس على شيء يخص شخص آخر. ليس فقط كودو – كان ينبغي أن يكون هذا هو الحس السليم لجميع من في الغرفة. ومع ذلك، كانت كودو تبتسم هنا، ولا أحد من زملائي في الفصل يتطلع إلى توبيخي على ذلك، لأن ما فعلته كان الشيء الصحيح الذي يجب القيام به، الآن، وهنا فقط. لقد نجحت من خلال مقياس مدى سوء النية أو الغضب الذي يجب أن يظهره المرء تجاه يانو، من خلال المقياس الغريب الذي تستخدمه هذه الفئة للحكم على بعضها البعض. كان هذا الاختبار مقدسًا داخل هذه الجدران.

***

تساقط مطر خفيف في الطريق إلى المدرسة – يوم اثنين كئيب، من خلاله، مشيتُ مع مظلتي شاتمًا الطقس الذي كنت آمل أن يتعافى فجأة بين عشية وضحاها.

تساقط مطر خفيف في الطريق إلى المدرسة – يوم اثنين كئيب، من خلاله، مشيتُ مع مظلتي شاتمًا الطقس الذي كنت آمل أن يتعافى فجأة بين عشية وضحاها.

عززت عزيمتي وقوّيت ظهري. صعدت السلم بجانب كاساي، ودخلت الفصل.

واصلتُ السير على طول الطريق وأنا أفكر في جدول اليوم. سيكون هناك فصل ممتد، ثم اللغة الإنجليزية، ثم الرياضيات. ليس يومًا متعباً بشكل خاص. القضية هنا هي مقدار التوتر في الفصل من يوم الجمعة الماضي الذي انتقل إلى هذا الأسبوع. علي أن أكون أكثر حذراً. إذا لم أفعل، فقد أجد نفسي فجأة في الجانب الخطأ في أي وقت. قد ينتهي بي الأمر خارج دائرة الوحدة قبل أن أعرف. مثل النهار والليل، يمكن أن ينقلب موقفي في لحظة. وبنفس القدر من الجاذبية بين الإنسان والوحش، سيتغير وضعي.

اليوم، كالعادة، جلست وحدي في غرفتي على سريري مع وجود الكثير من الوقت في يدي. إذا قمت بتشغيل الأضواء الخاصة بي وتسلل الوهج إلى الردهة، فقد تلاحظ عائلتي شيئًا ما، لذلك فتحتُ الستائر وجلست هناك بهدوء في الظلام. كانت السماء ملبدة بالغيوم منذ يوم السبت، وظل القمر مختبئاً من حينها.

علي أن أختار أفعالي بحكمة. بصدق، حتى الأشياء التي كنت أفكر فيها عند الفجر بدأت تنحرف عن مسارها، لذلك ربما الأوان قد فات بالفعل.

هنا ستبدأ المحاكمة الحقيقية. لتوضيح ذلك، المسار الممتد للأمام من هنا حقل ألغام.

علي أن أكون حذراً.

استلقيتُ ممدداً على سريري، محدقاً في السقف. على الرغم من أنني لم أستطع النوم، إلا أنه طالما كنت أحدق في السقف، شعرت وكأن جسدي يستريح. إذا كنت سأفكر في الأشياء على أي حال، فقد تكون أشياء ممتعة أيضًا. وضعت يدي على رأسي وبدأت أتخيل ما سأفعله الليلة القادمة.

“أتشي!”

لقد علمت في الحال أن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يؤدي إلى انتقادي، ولكن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به هنا في هذه الغرفة. لقد قمت فقط بتقييم خياراتي وضممت نفسي بشكل صحيح مع آراء زملائي في الفصل. نعم، هذا ما قلته لنفسي.

عندما ناداني أحدهم، عدتُ إلى صوابي. استدرتُ لأرى كاساي المرح.

هنا ستبدأ المحاكمة الحقيقية. لتوضيح ذلك، المسار الممتد للأمام من هنا حقل ألغام.

“آهاها، أنت مبلل تمامًا.”

هززت رأسي كأنني أنفض قطرات المطر من شعري، وتخلصت من هذه الأفكار الجبانة.

على ما يبدو، لقد أهملت الحفاظ على المطر بعيدًا عني. نفضت كتفي الأيسر المبلل وصححتُ موقفي – جسديًا وعقليًا.

عندما ناداني أحدهم، عدتُ إلى صوابي. استدرتُ لأرى كاساي المرح.

“لا أراك في العادة تمشي يا أتشي.”
“هل كذلك؟ أنا أمشي دائمًا عندما تمطر”.
“هاه. أعتقد ذلك.”

على ما يبدو، لقد أهملت الحفاظ على المطر بعيدًا عني. نفضت كتفي الأيسر المبلل وصححتُ موقفي – جسديًا وعقليًا.

عاش كاساي بالقرب من المدرسة نسبيًا ودائمًا ما كان يسير في الصباح. بعد المدرسة، غالبًا ما يركب إلى منزله على ظهر دراجة شخص ما. من الواضح أن مثل هذا الشيء كان محظورًا داخل ساحات المدرسة، ولكن بمجرد أن يخطو خارج البوابات، ربما لا تعني هذه القواعد شيئًا بالنسبة له.

عندما يحل الليل، ربما أتوجه إلى المدرسة وأراقب يانو من الظل، كما هو الحال دائمًا، وبعد ذلك سأكون حراً في قضاء الوقت في مكان آخر. إذن ماذا أفعل الليلة؟ تخيلت وجهات مختلفة، كل أنواع الطرق لقضاء الساعات. لقد زرت عددًا من الجزر خلال عطلة نهاية الأسبوع. عندما عبرت فوق الأمواج، وجدت الطبيعة والأشخاص الذين لم ألتق معهم من قبل. كان هناك الكثير من الحيوانات بخلاف القطط والكلاب المعتادة أيضًا، لكنهم جميعًا هربوا بمجرد إدراكهم لوجودي.

لم يحدث شيء يُذكر عندما كنا نسير على طول الطريق، وتجنبنا البرك. مرت علينا المجموعة المعتادة التي يصطحبها آباؤها في الأيام الممطرة، وفي النهاية وصلنا بأمان إلى بوابات المدرسة. ‘بأمان’ ، فكرت داخليًا ثم اضطررت إلى الضحك على نفسي لأني أفكر في شيء خالٍ من الهم.

هنا ستبدأ المحاكمة الحقيقية. لتوضيح ذلك، المسار الممتد للأمام من هنا حقل ألغام.

يجب أن يكون “لأجلها” ، أليس كذلك؟

اندفع كاساي من خلال البوابات، غير مهتم بالعالم، حيث تقدم برشاقة حول كل لغم أرضي وهو يتجه نحو المدخل. كما هو الحال دائمًا، هذا الشخص.
(م: ليس المقصود به لغم فعلي بل تعبير مجازي عن المتاعب)

الأمر على ما يرام، على الرغم من أي شيء. لا يزال لدي الليل.

لا يمكنني فعل شيء من هذا القبيل. لم يكن لدي أدنى قدر من الإحساس الفطري الذي سمح لكاساي بالعيش بهذه الطريقة. اضطررت إلى المضي قدمًا في الحياة خطوة بخطوة، مع الحرص على عدم الخطو على أي من الألغام، ولكن التأكد من أن تلك اليقظة والحذر لم تثقل كاهلي. إذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف ينتهي بي الأمر مكشوفًا ومنبوذ.

لم يحدث شيء يُذكر عندما كنا نسير على طول الطريق، وتجنبنا البرك. مرت علينا المجموعة المعتادة التي يصطحبها آباؤها في الأيام الممطرة، وفي النهاية وصلنا بأمان إلى بوابات المدرسة. ‘بأمان’ ، فكرت داخليًا ثم اضطررت إلى الضحك على نفسي لأني أفكر في شيء خالٍ من الهم.

لكن ملل هذا التقدم البطيء أثقل كاهلي. إنه خطأي، عيب في شخصيتي. ومع ذلك، كانت هناك أوقات قلقت فيها من أنني قد أعاني من هذه المشكلة إلى الأبد، تمامًا كما حدث عند الفجر.

ربما سينتهي الأمر بمجرد تخرجنا من الإعدادية. ربما سنذهب جميعًا إلى مدارس ثانوية مختلفة، وسيصبح فصلنا مجرد شيء من الذاكرة، وستتغير معاملة الجميع لبعضهم البعض – شخصياتهم ومعتقداتهم وهواياتهم الملتوية – كلها.

هززت رأسي كأنني أنفض قطرات المطر من شعري، وتخلصت من هذه الأفكار الجبانة.

لماذا لم تترك الشيء المهم لها في المنزل؟ لماذا تحضره إلى المدرسة أثناء النهار؟ في لحظة الذعر، لم أفكر حتى في التردد، ولم أكن أعرف ما بداخل ذلك الكيس الورقي الأبيض. لكن كان يجب أن أعرف على الأقل الغرض منه.

علي فقط الاستمرار في العيش بعناية. علي أن أتأكد دائمًا من اختيار الأشياء الصحيحة. لم يكن الأمر معقدًا إلى هذا الحد.

ربما حان الوقت لمحاولة مشاهدة المعالم السياحية في بلد آخر. افترضت أنه على الرغم من أنني لم أستطع البقاء لفترة طويلة، إلا أنني أستطيع الوصول إلى بعض البلدان الأخرى في آسيا، على أقل تقدير. وإذا نجح ذلك، فإن العالم كله سيُصبح محارتي.

بينما أطوي مظلتي بأدب خارج المدخل، وحرصًا على عدم إرسال القطرات لتطير على زي أي شخص، سمعتُ صوتًا مرحًا.

لأول مرة على الإطلاق، ذنب حقيقي خيم في قلبي. ملأني الشعور بالذنب مثل البالون حتى أصبحت مستعدًا للانفجار.

“مهلاً، نون تشان، هل أنتِ ذاهبة للخارج؟”

الشيء الذي بداخله أصدر صوت طقطقة.

“اسمي ليس نون تشان.”

ربما حان الوقت لمحاولة مشاهدة المعالم السياحية في بلد آخر. افترضت أنه على الرغم من أنني لم أستطع البقاء لفترة طويلة، إلا أنني أستطيع الوصول إلى بعض البلدان الأخرى في آسيا، على أقل تقدير. وإذا نجح ذلك، فإن العالم كله سيُصبح محارتي.

نقرت مظلتي على الأرض، واقتربت من المشهد الصغير الذي يدور بين كاساي والمعلمة نوتو أمام صناديق أحذية صفنا. لقد لاحظت أن المعلمة تحمل حذائها ومظلة، وهي ترتدي حاليًا النعال. ربما جاءت لتوها من مكتب الممرضة.

عرفتُ ذلك. ولكن، ظل قلبي ينبض بشكل أسرع وأسرع، لأنني لم أجد العزاء في مأوى عقلية صفنا الفريدة. كان يجب أن أدرك مدى أهمية ذلك، لكن الحقائق التي عرفتها أنا فقط – أنا ويانو فقط – منعتني من الشعور بالاستقامة والراحة. ارتفعت الحرارة داخل جسدي مع اندلاع حرب مستعرة في قلبي.

“صباح الخير، أداتشي كن.”

لكن من يستطيع أن يعرف على وجه اليقين؟

“صباح الخير”.

علي أن أختار أفعالي بحكمة. بصدق، حتى الأشياء التي كنت أفكر فيها عند الفجر بدأت تنحرف عن مسارها، لذلك ربما الأوان قد فات بالفعل.

“تلميذ ما من تلاميذ السنة الأولى سقط من دراجته وكُسرت عظامه، لذلك علي أن آخذه إلى المستشفى.”
“ألا يمكنكِ فقط تركه؟”

في السابق، كنت أستخدم الضوء الخافت من شاشة هاتفي الخلوي لقراءة المانجا، لكن في الآونة الأخيرة لم أكن مهتمًا بهذا. بدلاً من ذلك، بمجرد أن أنتهي من واجبي المنزلي، أجلس ساكناً، مثل أداة ثابتة، في انتظار الوقت لتتوقف من تلقاء نفسها.

“كاساي، هل تريدني أن أتركك لتدبر نفسك إذا كسرت عظامك يوماً ما؟ سيكون هناك شخص آخر مسؤول أثناء غيابي. أنتم يا شباب ابذلوا قصارى جهدكم في الفصل اليوم”.

ما المدة التي يجب أن أراقبها للتأكد من أن لا أحد يفسد ليالي زميلتي في الصف؟ إلى متى ستظل يانو تحافظ على عادة التسلل إلى المدرسة في الليل؟

بعد ذلك، سارعت نوتو للخروج من المدخل.

نظرتُ مرة أخرى إلى وجوه الجميع في الفصل. كان الجميع هناك يدققون في أفعالي. ومن بينهم يانو، اندفعت في طريقي بقول “أوه!”

قال كاساي ضاحكاً بلا مبالاة وهو يشاهدها وهي تبتعد: “أعتقد أن هذه مجرد واجبات أخرى لممرضة المدرسة”.
“على أي حال، يبدو أن الأمر تيسر لها، ليس كما لو أنها احتاجت لفعل الكثير.”.

بصراحة، لم أكن بحاجة حقًا إلى التفكير في أي من هذا. بمجرد أن أصبح راشداً، سأكون حراً. كان علي فقط أن أعيش حياة لائقة. استغرق ذلك عملاً أقل من تجنب حوادث المدرسة. كل ما كان عليّ أن أقلق بشأنه هو مجرد تجنب الأشياء التي لا ينبغي أن أفعلها. لا جدوى من التساؤل الآن إلى متى ستستمر الأمور.

كونكِ ممرضة بالمدرسة بدا أمرًا سهلاً للغاية … مما رأيناه مباشرة، على أي حال.

لم أستمتع ولا أكره بشكل خاص حقيقة أن الأشياء كما كانت دائمًا. لطالما الأمر كذلك، حتى في مثل هذه الأيام التي لم تكن سيئة بشكل خاص، لا يزال عليّ أن أعتني بأن وجودي المريح بقي على حاله.

لكن في الحقيقة، لم يكن هناك سبب حتى للتفكير في أي شيء أكثر من ذلك. إن امتلاك القدرة على تخيل أشياء تتجاوز ما يمكن أن تراه بأم عينيك كان غير مثمر ومفرط. عرف كاساي هذا جيدًا بما فيه الكفاية. لقد تحولنا من أحذيتنا الرياضية إلى أحذيتنا الداخلية، وأخيرًا، البداية لأسبوع آخر نموذجية تمامًا.

سقط شيء عند قدمي.

لم أستمتع ولا أكره بشكل خاص حقيقة أن الأشياء كما كانت دائمًا. لطالما الأمر كذلك، حتى في مثل هذه الأيام التي لم تكن سيئة بشكل خاص، لا يزال عليّ أن أعتني بأن وجودي المريح بقي على حاله.

لكن من يستطيع أن يعرف على وجه اليقين؟

بصراحة، لم أكن بحاجة حقًا إلى التفكير في أي من هذا. بمجرد أن أصبح راشداً، سأكون حراً. كان علي فقط أن أعيش حياة لائقة. استغرق ذلك عملاً أقل من تجنب حوادث المدرسة. كل ما كان عليّ أن أقلق بشأنه هو مجرد تجنب الأشياء التي لا ينبغي أن أفعلها. لا جدوى من التساؤل الآن إلى متى ستستمر الأمور.

لماذا ؟

كل ما عليّ الحفاظ عليه هنا هو مكاني. يمكنني القدوم إلى المدرسة بشكل طبيعي، والجلوس لأخذ دروسي، وأخذ فترات الراحة. عليّ فقط أن أتأكد من أن هذا الوضع الراهن المقبول لم يأخذ منعطفًا فجأة نحو الأسوأ. أنا بحاجة إلى الحفاظ على الأشياء كما فعلت حتى الآن، ومواصلة الاستراتيجيات التي أوصلتني إلى حيث كنت.

في عدد من المرات، قررتُ أنني قد أحاول النوم على الأقل، حتى ولو لمدة ساعة أو ساعتين، وذهبت لأستلقي. ومع ذلك، مرارًا وتكرارًا بينما كنت مستلقيًا هناك، لا أنام، ورائحة القهوة تنفجر في النهاية من الطابق الأول. في النهاية، تخليت عن ذلك.

أنا، الإنسان، يمكن أن أنجز الكثير على الأقل.

عندما يحل الليل، ربما أتوجه إلى المدرسة وأراقب يانو من الظل، كما هو الحال دائمًا، وبعد ذلك سأكون حراً في قضاء الوقت في مكان آخر. إذن ماذا أفعل الليلة؟ تخيلت وجهات مختلفة، كل أنواع الطرق لقضاء الساعات. لقد زرت عددًا من الجزر خلال عطلة نهاية الأسبوع. عندما عبرت فوق الأمواج، وجدت الطبيعة والأشخاص الذين لم ألتق معهم من قبل. كان هناك الكثير من الحيوانات بخلاف القطط والكلاب المعتادة أيضًا، لكنهم جميعًا هربوا بمجرد إدراكهم لوجودي.

عندما أكون وحشًا، ستصبح الأمور مختلفة. مع وجود خيالي في متناول يدي، لم يعد علي التركيز بشكل مكثف على الحفاظ نفسي.

فقط كم من الوقت أنوي الاستمرار في القيام بذلك؟ لقد اعتقدت كما لو أن هذه الليالي الغريبة ستدوم إلى الأبد، لكن في الحقيقة، لم يكن لدي أي فكرة عن المدة التي قد تستمر فيها التحولات الليلية. كما كنت أفكر في الليلة التي طاردت فيها موتودا بعيدًا، قد تعود ليالي إلى طبيعتها في أي لحظة.

الحال نفسه كما هو دائماً. طالما أنني أستطيع الحفاظ على الوضع الراهن، فسيكون كل شيء على ما يرام.

يجب أن يكون “لأجلها” ، أليس كذلك؟

طالما يمكنني الاستمرار في فعل الشيء الصحيح، كما فعلت دائمًا.

ربما الأمر كما قالت نوتو – يمكنك أن تعيش بحرية أكبر بمجرد بلوغك سن الرشد. إذا كان هذا صحيحًا، فأي سن كانت تقصد؟ كم سنة ستستغرق؟

عززت عزيمتي وقوّيت ظهري. صعدت السلم بجانب كاساي، ودخلت الفصل.

“تلميذ ما من تلاميذ السنة الأولى سقط من دراجته وكُسرت عظامه، لذلك علي أن آخذه إلى المستشفى.” “ألا يمكنكِ فقط تركه؟”

ثم حدث ذلك.

بعد ذلك، سارعت نوتو للخروج من المدخل.

سقط شيء عند قدمي.

ربما الأمر كما قالت نوتو – يمكنك أن تعيش بحرية أكبر بمجرد بلوغك سن الرشد. إذا كان هذا صحيحًا، فأي سن كانت تقصد؟ كم سنة ستستغرق؟

لا أعرف مسار الأحداث الذي أدى إلى هذا، أو ما كان يحدث، أو لماذا انتهى هذا الشيء عند قدمي. في هذا المنعطف، لم يكن لدي أي فكرة عما قد يكون العنصر. كل ما كنت أعرفه هو أنه إلى جانب كاساي، كانت عيون كل فرد في الفصل على الشيء الذي سقط عند قدمي وعلي.

علي أن أفعل الشيء الصحيح. لن يكون هناك عذر. توخي الحذر يعني أنه لا يمكن للمرء أبدًا ترك هذا النوع من الأشياء للصدفة.

وأنا أتساءل عما كان عليه الأمر، ألقيت نظرة خاطفة على الكيس الورقي الأبيض عند قدمي. كان هناك شيء مكتوب عليه. التقطت الكيس الورقي الأبيض التي عليه الحروف المشوهة.

هنا ستبدأ المحاكمة الحقيقية. لتوضيح ذلك، المسار الممتد للأمام من هنا حقل ألغام.

يانو ساتسوكي.

نقرت مظلتي على الأرض، واقتربت من المشهد الصغير الذي يدور بين كاساي والمعلمة نوتو أمام صناديق أحذية صفنا. لقد لاحظت أن المعلمة تحمل حذائها ومظلة، وهي ترتدي حاليًا النعال. ربما جاءت لتوها من مكتب الممرضة.

إنها خاصة بيانو.

عاش كاساي بالقرب من المدرسة نسبيًا ودائمًا ما كان يسير في الصباح. بعد المدرسة، غالبًا ما يركب إلى منزله على ظهر دراجة شخص ما. من الواضح أن مثل هذا الشيء كان محظورًا داخل ساحات المدرسة، ولكن بمجرد أن يخطو خارج البوابات، ربما لا تعني هذه القواعد شيئًا بالنسبة له.

هذه هي لحظة الحقيقة.

في السابق، كنت أستخدم الضوء الخافت من شاشة هاتفي الخلوي لقراءة المانجا، لكن في الآونة الأخيرة لم أكن مهتمًا بهذا. بدلاً من ذلك، بمجرد أن أنتهي من واجبي المنزلي، أجلس ساكناً، مثل أداة ثابتة، في انتظار الوقت لتتوقف من تلقاء نفسها.

كل الأشياء التي كنت أفكر فيها عند الفجر تسربت إلى ذهني، ومن بين تلك الأفكار كانت هناك بقعة سوداء قاتمة. من هذا الظلام، انجرفت فكرة قاتمة عن إيغوتشي. في الواقع، لم تكن إيغوتشي. لقد كانت شيئًا أكثر رعبًا بكثير – فكرة ’مضايقة إيغوتشي’.

ثم أدركت أن هذا ليس وقتًا لأقلق بشأن الآخرين. أنا بحاجة إلى تجنب الانزلاق في الفصل، والحرص على عدم الخروج عن الخط، وأعيش حياتي بأقصى درجات الحذر في الأسبوع المقبل. عندما تخيلت هذا، شعرت بعرق بارد يغمرني.

سقطت هنا مرة أخرى تحت رحمة قانون مورفي.
(قانون مورفي (بالإنجليزية: Murphy’s law)‏ هو عبارة عن مجموعة من الأقوال المأثورة والإبيجراما التي تنص على أن: “أي شيء بإمكانه أن يسير في الاتجاه الخاطئ، سيسير بالاتجاه الخاطئ”.)

“أتشي!”

نظرتُ مرة أخرى إلى وجوه الجميع في الفصل. كان الجميع هناك يدققون في أفعالي. ومن بينهم يانو، اندفعت في طريقي بقول “أوه!”

استلقيتُ ممدداً على سريري، محدقاً في السقف. على الرغم من أنني لم أستطع النوم، إلا أنه طالما كنت أحدق في السقف، شعرت وكأن جسدي يستريح. إذا كنت سأفكر في الأشياء على أي حال، فقد تكون أشياء ممتعة أيضًا. وضعت يدي على رأسي وبدأت أتخيل ما سأفعله الليلة القادمة.

ركضت قشعريرة أسفل عمودي الفقري.

“لا أراك في العادة تمشي يا أتشي.” “هل كذلك؟ أنا أمشي دائمًا عندما تمطر”. “هاه. أعتقد ذلك.”

علي أن أفعل الشيء الصحيح.
لن يكون هناك عذر. توخي الحذر يعني أنه لا يمكن للمرء أبدًا ترك هذا النوع من الأشياء للصدفة.

علي أن أكون حذراً.

أعدت تأكيد ما كان يكمن عند قدمي. على الرغم من أن ذلك لم يدم طويلاً، إلا أنني فكرت بجدية واتخذت قراري وتصرفت.

“تلميذ ما من تلاميذ السنة الأولى سقط من دراجته وكُسرت عظامه، لذلك علي أن آخذه إلى المستشفى.” “ألا يمكنكِ فقط تركه؟”

بقدمي اليمنى، دست على الكيس الورقي الأبيض.

“أتشي!”

الشيء الذي بداخله أصدر صوت طقطقة.

على ما يبدو، لقد أهملت الحفاظ على المطر بعيدًا عني. نفضت كتفي الأيسر المبلل وصححتُ موقفي – جسديًا وعقليًا.

بدا الأمر كما لو أن هذا الصوت هو المفتاح الذي ألغى التعويذة. بهذه الخطوة الفردية، بدأ الوقت يتحرك في الفصل مرة أخرى. أبعد الجميع أنظارهم عني وعادوا إلى ما كانوا يفعلونه.

لكن في الحقيقة، لم يكن هناك سبب حتى للتفكير في أي شيء أكثر من ذلك. إن امتلاك القدرة على تخيل أشياء تتجاوز ما يمكن أن تراه بأم عينيك كان غير مثمر ومفرط. عرف كاساي هذا جيدًا بما فيه الكفاية. لقد تحولنا من أحذيتنا الرياضية إلى أحذيتنا الداخلية، وأخيرًا، البداية لأسبوع آخر نموذجية تمامًا.

شعرتُ بالراحة. لقد أزال هذا الصوت أي شك لدي حول نفسي. لقد فعلت الشيء الصحيح كعضو في هذا الفصل. مع هذا الدوس المشؤوم كخطوتي الأولى، واصلت السير مباشرة إلى مقعدي.

لا يمكنني فعل شيء من هذا القبيل. لم يكن لدي أدنى قدر من الإحساس الفطري الذي سمح لكاساي بالعيش بهذه الطريقة. اضطررت إلى المضي قدمًا في الحياة خطوة بخطوة، مع الحرص على عدم الخطو على أي من الألغام، ولكن التأكد من أن تلك اليقظة والحذر لم تثقل كاهلي. إذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف ينتهي بي الأمر مكشوفًا ومنبوذ.

لقد علمت في الحال أن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يؤدي إلى انتقادي، ولكن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به هنا في هذه الغرفة. لقد قمت فقط بتقييم خياراتي وضممت نفسي بشكل صحيح مع آراء زملائي في الفصل. نعم، هذا ما قلته لنفسي.

قال كاساي ضاحكاً بلا مبالاة وهو يشاهدها وهي تبتعد: “أعتقد أن هذه مجرد واجبات أخرى لممرضة المدرسة”. “على أي حال، يبدو أن الأمر تيسر لها، ليس كما لو أنها احتاجت لفعل الكثير.”.

بينما أضع حقيبتي على مكتبي، في محاولة يائسة لتثبيت نبضات قلبي المتسارعة، قامت كودو بالتربيت على كتفي. في البداية، كنت أخشى أنها ستوبخني، ولكن بدلاً من ذلك كانت هناك ابتسامة حية على وجهها.

لم تكن هناك حاجة حتى لتفعيل قدراتي في التخيل. لقد عرفت الإجابة بمجرد النظر إلى تلك الحقيبة. لم أكن بحاجة إلى تخيل ذلك على الإطلاق.

حتى كودو يجب أن تعرف كم هو شرير الدوس على شيء يخص شخص آخر. ليس فقط كودو – كان ينبغي أن يكون هذا هو الحس السليم لجميع من في الغرفة. ومع ذلك، كانت كودو تبتسم هنا، ولا أحد من زملائي في الفصل يتطلع إلى توبيخي على ذلك، لأن ما فعلته كان الشيء الصحيح الذي يجب القيام به، الآن، وهنا فقط. لقد نجحت من خلال مقياس مدى سوء النية أو الغضب الذي يجب أن يظهره المرء تجاه يانو، من خلال المقياس الغريب الذي تستخدمه هذه الفئة للحكم على بعضها البعض. كان هذا الاختبار مقدسًا داخل هذه الجدران.

في السابق، كنت أستخدم الضوء الخافت من شاشة هاتفي الخلوي لقراءة المانجا، لكن في الآونة الأخيرة لم أكن مهتمًا بهذا. بدلاً من ذلك، بمجرد أن أنتهي من واجبي المنزلي، أجلس ساكناً، مثل أداة ثابتة، في انتظار الوقت لتتوقف من تلقاء نفسها.

عرفتُ ذلك. ولكن، ظل قلبي ينبض بشكل أسرع وأسرع، لأنني لم أجد العزاء في مأوى عقلية صفنا الفريدة. كان يجب أن أدرك مدى أهمية ذلك، لكن الحقائق التي عرفتها أنا فقط – أنا ويانو فقط – منعتني من الشعور بالاستقامة والراحة.
ارتفعت الحرارة داخل جسدي مع اندلاع حرب مستعرة في قلبي.

سقطت هنا مرة أخرى تحت رحمة قانون مورفي. (قانون مورفي (بالإنجليزية: Murphy’s law)‏ هو عبارة عن مجموعة من الأقوال المأثورة والإبيجراما التي تنص على أن: “أي شيء بإمكانه أن يسير في الاتجاه الخاطئ، سيسير بالاتجاه الخاطئ”.)

لو سُُمح بمثل هذا الشيء، كنت سأفعل أي شيء لاستجواب يانو في الحال.

هذه هي لحظة الحقيقة.

لماذا ؟

ثم حدث ذلك.

لماذا لم تترك الشيء المهم لها في المنزل؟ لماذا تحضره إلى المدرسة أثناء النهار؟ في لحظة الذعر، لم أفكر حتى في التردد، ولم أكن أعرف ما بداخل ذلك الكيس الورقي الأبيض. لكن كان يجب أن أعرف على الأقل الغرض منه.

إنها خاصة بيانو.

ومع ذلك، فقد خطوت عليه.

بينما أضع حقيبتي على مكتبي، في محاولة يائسة لتثبيت نبضات قلبي المتسارعة، قامت كودو بالتربيت على كتفي. في البداية، كنت أخشى أنها ستوبخني، ولكن بدلاً من ذلك كانت هناك ابتسامة حية على وجهها.

قالت يانو، وهي تحمل الحقيبة، قبل أن تلقي نظرة خاطفة على الداخل. “إنه … مكسور” ، تمتمت، ومشت إلى الجزء الخلفي من الفصل وأغلقته داخل خزانتها. شاهدتها وهي تفعل هذا، ما زلتُ جالساً بجانب كودو المبتهجة.

هنا ستبدأ المحاكمة الحقيقية. لتوضيح ذلك، المسار الممتد للأمام من هنا حقل ألغام.

لم تكن هناك حاجة حتى لتفعيل قدراتي في التخيل. لقد عرفت الإجابة بمجرد النظر إلى تلك الحقيبة. لم أكن بحاجة إلى تخيل ذلك على الإطلاق.

لقد علمت في الحال أن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يؤدي إلى انتقادي، ولكن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به هنا في هذه الغرفة. لقد قمت فقط بتقييم خياراتي وضممت نفسي بشكل صحيح مع آراء زملائي في الفصل. نعم، هذا ما قلته لنفسي.

لأول مرة على الإطلاق، ذنب حقيقي خيم في قلبي. ملأني الشعور بالذنب مثل البالون حتى أصبحت مستعدًا للانفجار.

سقط شيء عند قدمي.

بعد كل شيء، رأيت أسفل قدمي سطرًا مشوهًا من الحروف على ذلك الكيس الورقي الأبيض، أسفل اسم يانو.

نقرت مظلتي على الأرض، واقتربت من المشهد الصغير الذي يدور بين كاساي والمعلمة نوتو أمام صناديق أحذية صفنا. لقد لاحظت أن المعلمة تحمل حذائها ومظلة، وهي ترتدي حاليًا النعال. ربما جاءت لتوها من مكتب الممرضة.

إلى: المعلمة نوتو.

الشيء الذي بداخله أصدر صوت طقطقة.

يجب أن يكون “لأجلها” ، أليس كذلك؟

اليوم، كالعادة، جلست وحدي في غرفتي على سريري مع وجود الكثير من الوقت في يدي. إذا قمت بتشغيل الأضواء الخاصة بي وتسلل الوهج إلى الردهة، فقد تلاحظ عائلتي شيئًا ما، لذلك فتحتُ الستائر وجلست هناك بهدوء في الظلام. كانت السماء ملبدة بالغيوم منذ يوم السبت، وظل القمر مختبئاً من حينها.

في قلبي، كان بإمكاني فقط أن أكرر أن هذا ليس من شأني.

بقدمي اليمنى، دست على الكيس الورقي الأبيض.

ثم حدث ذلك.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط