السطح
كانت عيون مامورو مثبتة على ركبتيه ، لكنه يمكنه أن يشعر بمدير المدرسة يحدق فيه . كان كوانغ يركع على حصير المكتب بجانبه, قطعة قماش مضغوطة على وجهه لوقف تدفق الدم من أنفه. لم تكسر الضربة أي شيء-كان لدى مامورو سيطرة أفضل من ذلك-لكن الصبي الشمالي كان ينزف لفترة من الوقت.
أثناء تنظيف كوانغ لنفسه ، كان مامورو يسير في القاعة خارج الحمام. لم يكن هناك سبب له للبقاء حقًا. كان كوانغ يعرف طريق العودة من الحمام ، ومامورو سيظل لديه وقت لتناول الغداء إذا أسرع . ولكن بطريقة ما ، لم يتمكن من جعل نفسه يبتعد. لم يستطع إبعاد الشعور بأن الأمور بطريقة ما لم تنته هنا.
” كوانغ تشول جديد هنا ” ، قال مدير المدرسة وهو يضع فرشاتة جانبا و يطوي يديه على المكتب أمامه.
عندما كان مزاج مامورو يتحكم فيه ، أحب والده إلقاء اللوم على كا-تشان. كانت عشيرتها مجموعة غاضبة و متحمسة , ولدت من رذاذ البحر و الأمواج المتلاطمة. لم يكونوا الأقوى ولا الأكثر مهارة بين منازل المحاربين في كايجين ، كانت عشيرة تسوسانو قد صنعوا اسمهم في ساحة المعركة بروحهم الخارقة و غضبهم . قيل أن القوة الغاشمة لـ تسوسانو حقيقي كانت متغيرة ومدمرة مثل العاصفة الساحلية.
“من الممكن أنه لم يتم تدريسه بشكل أفضل في مدرسته السابقة ، لكن مامورو ، أنت تعرف أن هذه ليست الطريقة التي يقوم بها محاربو تاكايوبي بتسوية خلافاتهم.”
“ماذا ؟ ”
قبضتي مامورو على ركبته ، مفاصل يده اليمنى لا تزال لاذعة بينما دواخله تلتوي في خزي .
“حسنا……” نقر كوانغ أمر في جهاز المعلومات ، وتم تكبير الصورة على حروف يامانيكي* بيضاء عند قاعدة التمثال.
“أنا آسف جدا يا سيدي” ، قال وهو علي ركبتيه.
غرق قلب مامورو . لم يكن العمل الروتيني صعبا بشكل لا يمكن التغلب عليه – هو فقط لم يرغب في القيام بذلك مع كوانغ.
قال مدير المدرسة “يؤسفني أنك لم تكن قادرًا على وضع مثال أفضل لطالبنا الجديد ” ، وكان الرفض الشديد في صوته أكثر مما يمكن لمامورو أن يتحمله .
ما الأمر ؟ أراد أن يطالبه . لا شيء آخر لتقوله الآن لأن المعلمين ليسوا هنا لحمايتك؟ لكنه أجبر نفسه على ترك الغضب يذهب . مع تلويحه من يده, اذاب مرساة الجليد للسماح له بالمضي قدمًا إلي أسفل السقف.
“أنت موهوب ، مامورو, لكن الموهبة لا معنى لها من دون الانضباط الذاتي. لن تكون ابدًا ماتسودا بالكامل إذا كنت تسمح باستمرار لكبريائك بالهروب بمبادئك .”
لم يزعج الهواء الجبلي الرقيق مامورو من قبل . لماذا شعر فجأة أنه لم يكن هناك أكسجين في جسده؟ “لا.” كان يهز رأسه. “لا, لا. لا يمكن أن يكون. لا يمكن أن يكون صحيحا. يقول المعلم هيبيكي – الجميع يعرف -لم يصل الرانجانيز ابدًا إلى كونغسان . هذا-هذا سخيف.”
مختنقًا بالعار ، لم يستطع مامورو إلا أن يومئ .
“و كوانغ تشول هي.” تحول مدير المدرسة إلى الصبي الذي ينزف . “أريد أن أوضح أن هذا النوع من السلوك غير مسموح به في هذه المدرسة أو هذه القرية. قد يأتي أبناء الفلاحين العاديين لمشاجرات في ساحات المدرسة ، ولكن ليس المحاربين. نحسم خلافاتنا في قتال فردي . في المرة القادمة التي تتشاجر فيها أنت ومامورو ، سوف تأخذون الأمر إلى دائرة القتال ، أو سوف تحتفظون به لأنفسكم. هل تفهم؟”
“نعم ، يا سيدي” ، تمتم كوانغ بأفضل ما يستطيع مع الدم الذي لا يزال يسيل من أنفه.
“نعم ، يا سيدي” ، تمتم كوانغ بأفضل ما يستطيع مع الدم الذي لا يزال يسيل من أنفه.
“انهض” ، قال.
“كعقاب ، سيبقي كلاكما بعد المدرسة و ستقومان بتنظيف السطح بأكمله – دون استخدام قوتكم .”
“ما الطريقة الآخري التي يمكننا بها تسوية خلافاتنا ؟ ”
غرق قلب مامورو . لم يكن العمل الروتيني صعبا بشكل لا يمكن التغلب عليه – هو فقط لم يرغب في القيام بذلك مع كوانغ.
” لا أحد هنا” ، قال مامورو . كان آخر الموظفين قد عادوا إلى ديارهم على الأقل قبل جاباتي . “فقط اهدأ . سأقوم بسحبنا مرة أخرى.”
“يمكنكم استخدام الثلج لترسيخ أقدامكم ” ، تابع مدير المدرسة ، ” لكن ستقومان بالتنظيف نفسه بأيديكم العاريتين. كوانغ ، سأتصل بوالدك لأخبره أنك ستبقى لوقت متأخر هذا المساء. ”
“أنا لا أعتقد ذلك.” كان من المحتمل جدًا أن المعلم هيبيك لم يخرج أبدا من مقاطعة شيروجيما. “لكن جدي قاتل في تلك المعركة. كان هناك الكثير من أقارب الناس الأكبر سنًا. لماذا لا يتحدثون عن ذلك ؟ ”
“مامورو……” لقد نظر للحظة طويلة علي ابن أخيه وتنهد. “سأعلم والدتك عندما أعود إلى المنزل.”
استنشق مامورو و فتح فمه ، على أمل أن تأتي الكلمات الصحيحة إليه. لم يفعلوا . فجثا على ركبتيه ووضع يديه على الأرض أمامه.
تحول العار في صدر مامورو إلى ألم جسدي. كان عليه أن يشد علي أسنانه ليمنعها الكلام من الظهور ‘من فضلك لا تخبرها!’
“حسنا” ، قال مامورو ، بدأ نفاد صبره في التأثير علي مظهره الخارجي الجليدي ، ” لكن أسرع. إذا لم ننتهي في الجباتي* التالي ، فسوف نفقد الضوء.”
كان يعلم أن المحارب الحقيقي لم يكن من المفترض أن يهتم بآراء النساء ، لكن مامورو لم يستطع أن يفعل ذلك . كان يخشى خيبة أمل والدته أكثر من وهج أي رجل . كانت امرأة صغيرة مع ابتسامة جميلة وصوت هادئ, ومع ذلك كان هناك ذكاء مدرك في عينيها أن مامورو قد وجد دائمًا أصغر الأشياء مقلقة . كانت هناك أوقات شعر كما لو أنها يمكن أن ترى مباشرة من خلاله, إلى قلبه النابض والعيوب التي أرسلها تنبض من خلال عروقه.
“أعلم أنك تعتقد ذلك. أعرف أنكم يا رفاق هنا في هذه القرية تتمتعون بهذه القيم الجميلة , الصحية و قديمة الطراز, لكن هل سبق لكم أن خرجتم من هذه المقاطعة ؟”
“الآن ، اذهب” ، قال مدير المدرسة ، يهز أكمامه ويلتقط فرشاتة لمواصلة عمله. “نظفوا أنفسكم ولا تتأخروا علي فصلكم التالي .”
“إنه ليس النصب التذكاري الوحيد.” شق كوانغ طريقه إلى صورة أخرى. “هذا واحد يكرم أكثر من ألفي مقاتل من يامانكا الذين لقوا حتفهم في مساعدة إمبراطورية كايجين في الدفاع عن كونغسان ودفع الرانجانيز إلى حدودنا الحالية.”
قال الصبيان بهدوء, “نعم, سيدي” ثم انحنوا إلي خارج الغرفة.
“لا أستطيع!” صرخ كوانغ مرة أخرى في إحباط.
“ماذا يعني أنه سيخبر والدتك عندما يعود إلى المنزل؟” سأل كوانغ بمجرد أن أصبحوا بعيدًا عن نطاق سمع مكتب المدير .
“لا!” قام مامورو بإمساك حافة السقف بشكل محموم ، لكنه كان بعيدًا جدًا ، انزلقت أطراف أصابعه
“أنت تعيش مع مدير المدرسة؟ إنتظر.” اتسعت عيون كوانغ . “هل هو والدك ؟ ”
“أنا لا أعتقد ذلك.” كان من المحتمل جدًا أن المعلم هيبيك لم يخرج أبدا من مقاطعة شيروجيما. “لكن جدي قاتل في تلك المعركة. كان هناك الكثير من أقارب الناس الأكبر سنًا. لماذا لا يتحدثون عن ذلك ؟ ”
لم يستطع مامورو سوي إصدار ضوضاء بائسة ، ووضع يده على وجهه.
“أنا أرفض” ، قال كوانغ بسرعة.
“هل هو والدك ؟ ” كرر كوانغ .
“ماذا ؟ ”
أسوأ . “انه عمي.”
قال الصبيان بهدوء, “نعم, سيدي” ثم انحنوا إلي خارج الغرفة.
“رائع !” ضحك كوانغ ، مبتهج بشكل مدهش لصبي كان قد تعرض للتو للكم في الأنف. “هل كل شخص في هذه المدينة مرتبط ؟ ”
نقر علي الشاشة ، باحثًا عن شيء ما . “هنا.” لقد أظهر أكثر الصور المجسمة وضوحًا التي شاهدها مامورو على الإطلاق ، وهو تمثال سبج* طويل القامة في وسط فناء مشمس.
مامورو لم يجب . قال فقط بقوة, ” دعنا نذهب إلى الحمام وننظف وجهك. أنت تسيل دمك في كل مكان.”
“هذه هي كايجين. نحن ثقافة المحارب. لن يقوم الإمبراطور ومسؤوليه ابدًا بتقليل احترام الآلاف من المحاربين الذين سقطوا من خلال التستر على وفاتهم. من كايجين أو لا , هؤلاء هم الجنود الذين قاتلوا وماتوا هنا. كيف يمكن أن تعتقد أن كايجين سوف تظهر لهم مثل هذا النوع من عدم الاحترام؟”
قال كوانغ :” من الناحية الفنية ، أنت من تسيل دمي في كل مكان ” ، لكنه تابع مامورو إلي القاعة التي تصدر صرير باتجاه الحمام.
قال الصبيان بهدوء, “نعم, سيدي” ثم انحنوا إلي خارج الغرفة.
“هل كان مدير المدرسة جادًا في تحدي الناس للقتال الفردي ؟ هل مازلتم تفعلون ذلك ؟ ”
“لا يهمني” ، قال مامورو و استدار للوصول إلى العارضة العلويه لسقف المعبد. “تحرك بشكل أسرع.”
“ما الطريقة الآخري التي يمكننا بها تسوية خلافاتنا ؟ ”
قال مامورو:” سيكون ذلك غير أمين “.
“أنا لا أعرف. تتحدثون ؟”
“لا يهمني” ، قال مامورو و استدار للوصول إلى العارضة العلويه لسقف المعبد. “تحرك بشكل أسرع.”
كان مامورو يميل إلى الإشارة إلى أن كوانغ قد ألقى بالفعل اللكمة الأولى ، لكن ذلك كان سيبدو طفوليًا ، وبدلا من ذلك ، رد قائلًا: “ربما يكون هذا ترفًا لديكم في المدن. هنا ، نحافظ على أنفسنا وقناعاتنا قوية.”
انحنى مامورو إلى الحائط ، وشعر بالمرض.
أثناء تنظيف كوانغ لنفسه ، كان مامورو يسير في القاعة خارج الحمام. لم يكن هناك سبب له للبقاء حقًا. كان كوانغ يعرف طريق العودة من الحمام ، ومامورو سيظل لديه وقت لتناول الغداء إذا أسرع . ولكن بطريقة ما ، لم يتمكن من جعل نفسه يبتعد. لم يستطع إبعاد الشعور بأن الأمور بطريقة ما لم تنته هنا.
كان العمل الروتيني سيكون عملًا شاقا بما فيه الكفاية مع شريك تنظيف كفء ، لكن كوانغ كان خائفا من المرتفعات.
بينما كان يستمع إلى تدفق الماء داخل الحمام-كوانغ ينظف الدم من وجهه – بدا أن دمه يتحرك بعنف داخله.
أنت جليد ، ذكر نفسه ، و هو يفرك إبهامه ذهابا وإيابا ، ذهابًا وإيابًا على مفاصله بينما حاول التفكير في طريقة ماتسودا التي لا تتزعزع للتعامل مع كوانغ. من الواضح أن المحارب الناضج يعتذر عن فقدان أعصابه. كما قال العم تاكاشي ، لم تكن هذه طريقة ليتصرف بها المحارب. ثم مرة أخرى ، لم يكن العم تاكاشي يعرف ما كان يقوله كوانغ قبل أن يضعه مامورو على أرضية الفناء. كان كوانغ خائنا للإمبراطورية-أو إذا لم يكن ذلك ، فشيء قريب بشكل خطير. إذا كان يقوم فقط بافتعال الأكاذيب لإثارة الصراع, فلا ينبغي أن يكلف مامورو نفسه عناء الاعتذار; يجب أن يأخذ صبي المدينة مباشرة إلى الحلبة ويضرب بعض الاحترام فيه. لكن إن لم يكن كوانغ يكذب…..
كانت قبضاته مشدودة وشعر أن مفاصله تنبض بصدى قبضته علي وجه كوانغ. تردد صدي الغضب أيضًا , وأرسل تموجات مضطربة من خلال النياما خاصته التي لا يبدو أنه يجعلها هادئه .
“تم إتلاف عضلات ساقي كلها من صف السيف المجنون الخاص بكم !”
عندما كان مزاج مامورو يتحكم فيه ، أحب والده إلقاء اللوم على كا-تشان. كانت عشيرتها مجموعة غاضبة و متحمسة , ولدت من رذاذ البحر و الأمواج المتلاطمة. لم يكونوا الأقوى ولا الأكثر مهارة بين منازل المحاربين في كايجين ، كانت عشيرة تسوسانو قد صنعوا اسمهم في ساحة المعركة بروحهم الخارقة و غضبهم . قيل أن القوة الغاشمة لـ تسوسانو حقيقي كانت متغيرة ومدمرة مثل العاصفة الساحلية.
قال مامورو:” سيكون ذلك غير أمين “.
لكن مامورو لم يكن تسوسانو. كان ماتسودا. و الماتسودا لم يكونوا مصنوعين من العواصف. كانوا جليديين – باردون في حساباتهم ولا يتزعزعون في نزاهتهم. لم يكن من المفترض أن يترك عواطفه تضرب روحه في عواصف.
“أنا لست كاذبًا . الآن قف.”
أنت جليد ، ذكر نفسه ، و هو يفرك إبهامه ذهابا وإيابا ، ذهابًا وإيابًا على مفاصله بينما حاول التفكير في طريقة ماتسودا التي لا تتزعزع للتعامل مع كوانغ. من الواضح أن المحارب الناضج يعتذر عن فقدان أعصابه. كما قال العم تاكاشي ، لم تكن هذه طريقة ليتصرف بها المحارب.
ثم مرة أخرى ، لم يكن العم تاكاشي يعرف ما كان يقوله كوانغ قبل أن يضعه مامورو على أرضية الفناء. كان كوانغ خائنا للإمبراطورية-أو إذا لم يكن ذلك ، فشيء قريب بشكل خطير. إذا كان يقوم فقط بافتعال الأكاذيب لإثارة الصراع, فلا ينبغي أن يكلف مامورو نفسه عناء الاعتذار; يجب أن يأخذ صبي المدينة مباشرة إلى الحلبة ويضرب بعض الاحترام فيه. لكن إن لم يكن كوانغ يكذب…..
“لا, لا, لا.” كان مامورو يهز رأسه مرة أخرى. “أنا لا أصدقك.” لقد تراجع عن كوانغ ، لكن كلمات الصبي الشمالي قد تسربت بالفعل إلى ذهنه مثل السم. كان قد رأى بالفعل تماثيل يامانكا . “أنا لا أصدقك.”
إن لم يكن يكذب…..
“انتظر” ، احتج كوانغ ، ” أنا لست مستعدا—”
انحنى مامورو إلى الحائط ، وشعر بالمرض.
ركضت أفكاره في دوائر مشوشة . كان لا يزال يحاول أن يقرر ما يجب القيام به عندما فُتح الباب و ظهر كوانغ ، غمر الدم شفته العليا.
ركضت أفكاره في دوائر مشوشة . كان لا يزال يحاول أن يقرر ما يجب القيام به عندما فُتح الباب و ظهر كوانغ ، غمر الدم شفته العليا.
قال كوانغ:” أحمله معي في كل مكان ” ، وهو ينقر أمر علي الجهاز الزجاجي الأنيق. “هذا ما نفعله نحن أطفال المدينة. اسمح لي فقط أن أري…… ”
“أوه” ، قال كوانغ باعتدال . “أنت لا تزال هنا ؟ ”
“رائع !” ضحك كوانغ ، مبتهج بشكل مدهش لصبي كان قد تعرض للتو للكم في الأنف. “هل كل شخص في هذه المدينة مرتبط ؟ ”
استنشق مامورو و فتح فمه ، على أمل أن تأتي الكلمات الصحيحة إليه. لم يفعلوا . فجثا على ركبتيه ووضع يديه على الأرض أمامه.
“لذا أنا اوووف” نخر كوانغ بينما شد مامورو العقدة بإحكام.
“أمم…ماذا تفعل ؟ ” قال كوانغ بقلق.
” مساعدة ! ” صرخ كوانغ . “ليساعدني شخص ما!”
انحنى مامورو حتى لمست جبهته أصابعه. “كوانغ-سان” بدأ “أنا—”
إذا كان كوانغ يمكن أن يجعل نفسه ثقيلًا ، فيمكن لمامورو سحبهما على حد سواء إلى بر الأمان. ولكن الاثنين كانا يتدليان بأطراف الأصابع وفي كل مرة يتلوى كوانغ, يصبح التمسك به أصعب .
“أنا أرفض” ، قال كوانغ بسرعة.
“انظر ، عليك أن تفهم—”
“ماذا ؟ ” رفع مامورو رأسه.
“نعم ، يا سيدي” ، تمتم كوانغ بأفضل ما يستطيع مع الدم الذي لا يزال يسيل من أنفه.
“إذا كنت تتحداني في مبارزة ، فأنا أرفض-أو أخسر ، أو استسلم ، أو أيا كان ما تفعلونه أيها الناس . رأيتك في صف السيف . أنا لن أقاتلك. لا يمكنك إجباري.”
دون مقابلة عيون الصبي الآخر ، ربط مامورو أحد طرفي الحبل حول خصر كوانغ.
“ماذا ؟ هذا ليس ما أفعله” قال مامورو وهو يضع رأسه على الأرض مرة أخرى. “أردت أن أقول إنني آسف. لم يكن علي قول هذه الأشياء لك يجب ألا يفقد المحارب أعصابه هكذا كان خطأ مني.”
“ماتسودا-سان—”
” أكان حقًا ؟ ” قال كوانغ .
“نعم ، يا سيدي” ، تمتم كوانغ بأفضل ما يستطيع مع الدم الذي لا يزال يسيل من أنفه.
“ماذا ؟ ”
تحرك مامورو عبر السقف بكل سهولة ، حيث كان يقوم بتذويب الجليد كلما كان في حاجة للتحرك وإعادة تجميده عندما وجد موطئ قدم جديد. لو كان يقوم بهذه المهمة بمفرده ، لكان قد انتهى في حدود واتي. لكنه استمر في الوصول إلى نهاية الحبل والنظر إلى الوراء للعثور على كوانغ بعيدًا خلفه ، وهو يكافح للحفاظ على توازنه على السطح الحاد حيث جمع حفنة صغيرة من الأوراق الميتة.
“أنت وطني و مخلص. أنت بالضبط ما أخبرك الجميع أن تكونه ”
“نعم.”
كانت هناك ملاحظة من التعالي في صوت كوانغ التي جعلت أصابع مامورو متوترة ، كان يتألم في الإنحناء بقبضيته ، لكنه كان يحاول إظهار السيطرة ، ألا يفقد أعصابه من جديد. عندما لم يستطع التفكير في أي شيء ليقوله, ضغط على جبهته بقوة أكبر علي مفاصل أصابعه, قلق من أنه إذا نظر إلى كوانغ فسوف يلكمه مرة أخرى.
“أعلم أنك تعتقد ذلك. أعرف أنكم يا رفاق هنا في هذه القرية تتمتعون بهذه القيم الجميلة , الصحية و قديمة الطراز, لكن هل سبق لكم أن خرجتم من هذه المقاطعة ؟”
“انهض” ، تنهد كوانغ بعد لحظة. عندما لم يحرك مامورو عضلة ، أضاف بفارغ الصبر ، ” من فضلك. أريد أن أريك شيئا.”
“تم إتلاف عضلات ساقي كلها من صف السيف المجنون الخاص بكم !”
وصل إلى طية زيه الرسمي ، وسحب أصغر جهاز معلومات رآه مامورو علي الإطلاق. كانت الشاشة المستطيلة بالكاد أكبر من راحة يده .
“بالقرب من عاصمة يامانكا ، توجد هذه الحديقة الضخمة المليئة بالنصب التذكارية تكريما للجنود الذين ماتوا في كل معركة خاضتها ياما على الإطلاق. بينما كان والدي يقوم بعمل في كولونجارا ، كان لدي وقت فراغ للاستكشاف ، ووجدت هذا النصب التذكاري.”
“جلبت ذلك إلى المدرسة؟” قال مامورو . لم يكن متأكدا مما إذا كان وجود جهاز معلومات مسموحًا به حتى في كومونو ، لكنه شعر أنه لم يكن كذلك.
“انظر ، عليك أن تفهم—”
قال كوانغ:” أحمله معي في كل مكان ” ، وهو ينقر أمر علي الجهاز الزجاجي الأنيق. “هذا ما نفعله نحن أطفال المدينة. اسمح لي فقط أن أري…… ”
ما الأمر ؟ أراد أن يطالبه . لا شيء آخر لتقوله الآن لأن المعلمين ليسوا هنا لحمايتك؟ لكنه أجبر نفسه على ترك الغضب يذهب . مع تلويحه من يده, اذاب مرساة الجليد للسماح له بالمضي قدمًا إلي أسفل السقف.
نقر علي الشاشة ، باحثًا عن شيء ما . “هنا.” لقد أظهر أكثر الصور المجسمة وضوحًا التي شاهدها مامورو على الإطلاق ، وهو تمثال سبج* طويل القامة في وسط فناء مشمس.
قال المعلم هيبيكي أنه لم يمت أي يامانكا في شيروجيما . ولا واحد.
(السبج هو زجاج بركاني – أوبسيديان لمن يلعب ماين كرافت )
“ماتسودا-سان—”
“ما هذا ؟ ” سأل مامورو .
“أنت وطني و مخلص. أنت بالضبط ما أخبرك الجميع أن تكونه ”
“بالقرب من عاصمة يامانكا ، توجد هذه الحديقة الضخمة المليئة بالنصب التذكارية تكريما للجنود الذين ماتوا في كل معركة خاضتها ياما على الإطلاق. بينما كان والدي يقوم بعمل في كولونجارا ، كان لدي وقت فراغ للاستكشاف ، ووجدت هذا النصب التذكاري.”
“آه” ، قال بنظرة بائسة على مامورو. “لذا ، من المفترض أن أثق بك ألا تدعني أسقط حتى موتي؟”
شكل الزجاج الأسود اللامع شكل طائرة مقاتلة ، وبجانبها ، طيار من يامانكا – امرأة – مع خوذتها ترتكز على وركها ، سُحبت ضفائرها الطويلة إلى الخلف ورُفع ذقنها نحو الشمس.
أنت جليد ، ذكر نفسه ، و هو يفرك إبهامه ذهابا وإيابا ، ذهابًا وإيابًا على مفاصله بينما حاول التفكير في طريقة ماتسودا التي لا تتزعزع للتعامل مع كوانغ. من الواضح أن المحارب الناضج يعتذر عن فقدان أعصابه. كما قال العم تاكاشي ، لم تكن هذه طريقة ليتصرف بها المحارب. ثم مرة أخرى ، لم يكن العم تاكاشي يعرف ما كان يقوله كوانغ قبل أن يضعه مامورو على أرضية الفناء. كان كوانغ خائنا للإمبراطورية-أو إذا لم يكن ذلك ، فشيء قريب بشكل خطير. إذا كان يقوم فقط بافتعال الأكاذيب لإثارة الصراع, فلا ينبغي أن يكلف مامورو نفسه عناء الاعتذار; يجب أن يأخذ صبي المدينة مباشرة إلى الحلبة ويضرب بعض الاحترام فيه. لكن إن لم يكن كوانغ يكذب…..
كان مامورو قد سمع أن جيش يامانكا والقوات الجوية توظف الإناث ، ولكن كان هناك شيء غريب حول رؤية امرأة شابة ترتدي عتاد العسكري كامل. لم يكن مظهرها سيئًا , فكر مامورو, بينما اعتبر التمثال المصنوع من حجر السبج; بدت قوية. ولكن كانت لا تزال غريبه .
“هل بإمكانك أن تخرس !” زمجر مامورو . “نحن لن نموت.” ولكن عندما تركت الكلمات فمه ، ضربته فكرة رهيبة ، كانوا يتدلون من الزاوية الشرقية للسقف ، بعيدًا عن الدرجات وبحيرة كومونو. لم يكن هناك ماء ينتظرهم -فقط صخور خشنة.
“هذا التمثال—هذا الجزء بأكمله من الحديقة ، في الواقع—مخصص لليامانكا الذين فقدوا حياتهم وهم يقاتلون في كايجين .”
مامورو لم يجب . قال فقط بقوة, ” دعنا نذهب إلى الحمام وننظف وجهك. أنت تسيل دمك في كل مكان.”
قال مامورو في حيرة:” لكن لم يمت أي يامانكا في كايجين”. “كان المعلم هيبيكي يخبرنا للتو عن ذلك. دفعت الإمبراطورية الرانجانيز إلي الوراء قبل وصول تعزيزات يامانكا حتى.”
“كعقاب ، سيبقي كلاكما بعد المدرسة و ستقومان بتنظيف السطح بأكمله – دون استخدام قوتكم .”
“حسنا……” نقر كوانغ أمر في جهاز المعلومات ، وتم تكبير الصورة على حروف يامانيكي* بيضاء عند قاعدة التمثال.
“لا أ أستطيع-” لقد تلعثم على يديه وركبتيه. “لا أستطيع القيام بذلك.”
( اليامانيكي هي اللغه الأم في ياما )
دون مقابلة عيون الصبي الآخر ، ربط مامورو أحد طرفي الحبل حول خصر كوانغ.
“بوندانو… بوندانوتانانو سايارا كا…” بدأ مامورو في نطق النقش لكن اليامانيكي خاصته لم تكن جيده جدا.
“بوندانوتانانو سايارا كا ديما كايجينكا كيليجونيونو يو كوساناجي جونجيلي لا تو هاكيلي دا ” ، انتهى كوانغ وترجم له.
(الواتي وحده قياس للوقت في دونيا وتعادل ساعه و 12 دقيقة بتوقيت الأرض )
“في ذكرى المحاربين الذين ضحوا بحياتهم يدافعون عن حلفائنا من كايجين في شبه جزيرة كوساناجي.”
تمتلئ قاعدة النصب التذكاري بطلاسم فاليا ، تمت صناعتها يدويًا بواسطه أفراد الأسرة و عُلقت على قبور أحبائهم.
“كعقاب ، سيبقي كلاكما بعد المدرسة و ستقومان بتنظيف السطح بأكمله – دون استخدام قوتكم .”
كان واضحا من الصورة أن أناسًا حقيقيين زاروا الموقع للحزن والتذكر….. لكن كيف يمكن لذلك أن يحدث ؟
نقر علي الشاشة ، باحثًا عن شيء ما . “هنا.” لقد أظهر أكثر الصور المجسمة وضوحًا التي شاهدها مامورو على الإطلاق ، وهو تمثال سبج* طويل القامة في وسط فناء مشمس.
قال المعلم هيبيكي أنه لم يمت أي يامانكا في شيروجيما . ولا واحد.
“معظمهم من الدعم الجوي. طائرات يامانكا لم تكن الأفضل في ذلك الوقت. على ما يبدو ، قام الفونياكا بتمزيقهم من السماء ، وضربوهم في قوات كايجين على الأرض.”
قال كوانغ: “لقد فوجئت أيضا”. بدا أنه يراقب وجه مامورو بعناية. “سألت جاسيليو الحديقة عن ذلك ، وقالوا ان أكثر من أربعمائة جندي من يامانكا لقوا حتفهم هنا.”
” لا أحد هنا” ، قال مامورو . كان آخر الموظفين قد عادوا إلى ديارهم على الأقل قبل جاباتي . “فقط اهدأ . سأقوم بسحبنا مرة أخرى.”
“ماذا ؟ ”
“ماذا ؟ ”
“معظمهم من الدعم الجوي. طائرات يامانكا لم تكن الأفضل في ذلك الوقت. على ما يبدو ، قام الفونياكا بتمزيقهم من السماء ، وضربوهم في قوات كايجين على الأرض.”
قال: ” لا أصدقك ” ، حتى عندما كان التمثال المصنوع من الصخر البركاني يحدق فيه من شاشة كوانغ. “هذا ليس حقيقي. هذا لا يمكن أن يكون—”
تمايلت المدرسة ، مما أدي إلي فقدان مامورو توازنه ، وكان عليه أن يضع يده على الحائط للبقاء على قدميه. بشكل خافت, كان يدرك أنه لا يمكنه السماح لكوانغ بالوقوف هناك وقول هذه الأشياء. كان عليه أن يقاتل. كان الماتسودا يقف دائمًا ويقاتل ، لكن مامورو لم يتعرض أبدًا لضربه – من قدم أو قبضة أو سيف تدريب – حتي تترك له هذا الاهتزاز. شعر بالغثيان في معدته.
” إنه ماتسودا”، قال مامورو . “سوف يعرف.”
قال: ” لا أصدقك ” ، حتى عندما كان التمثال المصنوع من الصخر البركاني يحدق فيه من شاشة كوانغ. “هذا ليس حقيقي. هذا لا يمكن أن يكون—”
“هل بإمكانك أن تخرس !” زمجر مامورو . “نحن لن نموت.” ولكن عندما تركت الكلمات فمه ، ضربته فكرة رهيبة ، كانوا يتدلون من الزاوية الشرقية للسقف ، بعيدًا عن الدرجات وبحيرة كومونو. لم يكن هناك ماء ينتظرهم -فقط صخور خشنة.
“إنه ليس النصب التذكاري الوحيد.” شق كوانغ طريقه إلى صورة أخرى. “هذا واحد يكرم أكثر من ألفي مقاتل من يامانكا الذين لقوا حتفهم في مساعدة إمبراطورية كايجين في الدفاع عن كونغسان ودفع الرانجانيز إلى حدودنا الحالية.”
“ماتسودا-سان.” تواصل كوانغ معه. “لا بأس—”
لم يزعج الهواء الجبلي الرقيق مامورو من قبل . لماذا شعر فجأة أنه لم يكن هناك أكسجين في جسده؟ “لا.” كان يهز رأسه. “لا, لا. لا يمكن أن يكون. لا يمكن أن يكون صحيحا. يقول المعلم هيبيكي – الجميع يعرف -لم يصل الرانجانيز ابدًا إلى كونغسان . هذا-هذا سخيف.”
“لا أ أستطيع-” لقد تلعثم على يديه وركبتيه. “لا أستطيع القيام بذلك.”
“لم أكن أريد أن أصدق ذلك أيضا ، لكن الأدلة قوية حقًا. لم تكن إمبراطوريتنا لتنجو من ثورة الرانجانيز بدون مساعدة يامانكا. اليامانكا ليس لديهم سبب للكذب حول هذا الموضوع.”
“انظر ، عليك أن تفهم—”
“لكن—يجب أن يكذبوا” ، أصر مامورو. “يجب أن يكونوا . إذا كان كل هذا صحيحا ، إذا قاتل كل هؤلاء اليامانكا هنا ، لماذا لا نعرف عن ذلك ؟ لماذا لم يخبرنا المعلم هيبيكي ؟ ”
إذا لم يكن مامورو مشغولًا للغاية بالصراخ ، فربما كان قد شعر بالصدع المنبّه عن كسر الحجر تحت يديه.
“هل سبق له أن كان خارج كايجين؟” سأل كوانغ .
“لكن…. ” تعثر مامورو. “لكن هذا لا يمكن—هذا لا يفسر لماذا تكذب علينا الحكومة بشأن الكيليبا .”
“أنا لا أعتقد ذلك.” كان من المحتمل جدًا أن المعلم هيبيك لم يخرج أبدا من مقاطعة شيروجيما. “لكن جدي قاتل في تلك المعركة. كان هناك الكثير من أقارب الناس الأكبر سنًا. لماذا لا يتحدثون عن ذلك ؟ ”
كانت كلمات كوانغ قد أزاحت العالم عن محوره. بلا هدف ، وجد مامورو نفسه مرتبك على أحد ممرات كومونو الخارجية . الرياح لسعت جلده ، تدافع بصره في حالة من الفوضى من الرمال الملطخة بالدماء والطائرات المقاتلة . أمسك نفسه على درابزين يصل ارتفاعه إلي الخصر و وجد الجبل يدور تحته, ضبابه , عادة ما يكون مألوف جدًا, فجأة أصبح رمادي و مخيف . ولأول مرة في سنواته الثلاث التي قضاها في المدرسة المتمايلة ، تقيأ مامورو.
بينما قال الكلمات ، أدرك مامورو أنه لم يسبق لأي شخص تحدث معه عن كيليبا أن أخبره بالتفاصيل بالفعل . جده ، سوسومو ، عندما كان على قيد الحياة ، لم يقدم سوى إشارات غامضة عن الحرب.
انحنى مامورو إلى الحائط ، وشعر بالمرض.
اقترح كوانغ: “من الممكن أن تكون الحكومة قد أمرتهم بعدم القيام بذلك”. “هذا يحدث . إذا كان الإمبراطور جيدا في شيء واحد ، فهو الرقابة.”
“لماذا ؟ ”
قال مامورو:” هذا لا معنى له ” ، وهو يدفع من خلال دواره الذي لا يمكن تفسيره لترتيب أفكاره.
“نعم ، يا سيدي” ، تمتم كوانغ بأفضل ما يستطيع مع الدم الذي لا يزال يسيل من أنفه.
“هذه هي كايجين. نحن ثقافة المحارب. لن يقوم الإمبراطور ومسؤوليه ابدًا بتقليل احترام الآلاف من المحاربين الذين سقطوا من خلال التستر على وفاتهم. من كايجين أو لا , هؤلاء هم الجنود الذين قاتلوا وماتوا هنا. كيف يمكن أن تعتقد أن كايجين سوف تظهر لهم مثل هذا النوع من عدم الاحترام؟”
قال مامورو : ” سيعرف”.
قال كوانغ بفارغ الصبر: “لأن كايجين ليست ثقافة المحارب”.
“هل سبق له أن كان خارج كايجين؟” سأل كوانغ .
“أعلم أنك تعتقد ذلك. أعرف أنكم يا رفاق هنا في هذه القرية تتمتعون بهذه القيم الجميلة , الصحية و قديمة الطراز, لكن هل سبق لكم أن خرجتم من هذه المقاطعة ؟”
” كوانغ تشول جديد هنا ” ، قال مدير المدرسة وهو يضع فرشاتة جانبا و يطوي يديه على المكتب أمامه.
“أنا…..لا ،” كان على مامورو أن يعترف.
قال كوانغ :” إذن لن تعرف”. ” لا يمكنك ذلك، لكن بقية الإمبراطورية لم تحتفظ بقيم المحارب القديم منذ مائة عام. لا يهتم الإمبراطور بمن يعيش ويموت – وهو بالتأكيد لا يهتم بالقتال بنبل . إنه يهتم فقط بأن تظل إمبراطوريته سليمة تحت قيادته .”
قال كوانغ :” إذن لن تعرف”. ” لا يمكنك ذلك، لكن بقية الإمبراطورية لم تحتفظ بقيم المحارب القديم منذ مائة عام. لا يهتم الإمبراطور بمن يعيش ويموت – وهو بالتأكيد لا يهتم بالقتال بنبل . إنه يهتم فقط بأن تظل إمبراطوريته سليمة تحت قيادته .”
سؤال وجيه. في حين أن السقف لم يكن شديد الانحدار ، فإن البلاط الطيني الناعم كان زلقا. حتى الثيونيت المولود في الجبل مثل مامورو لم يستطع السير عبر السطح بأمان, وباستثناء التنانين الحجرية المزخرفة التي تشق طريقها عبر عوارض السقف العريضة, لم تكن هناك مقابض يدوية.
“لكن…. ” تعثر مامورو. “لكن هذا لا يمكن—هذا لا يفسر لماذا تكذب علينا الحكومة بشأن الكيليبا .”
قال مامورو بعد قليل: “لا” .
قال كوانغ:” بالتأكيد ، إنه كذلك”. ” أنتم يا رفاق سيف كايجين . أنتم الحاجز بين رانجا وبقية الجزر الشرقية للإمبراطورية. الامبراطور يريدكم ان تعتقدوا انكم لا تقهرون وهو بحاجة إلى بقية المقاطعة أن تعتقد بأن شبه جزيرة كوساناجي يمكن أن تحميهم من أي شيء.”
ولكن على الرغم من كل كلمات مامورو القاسية ، لم يبدو كوانغ قادرًا على العمل بشكل أسرع. ما زالوا لم ينتهوا بحلول الوقت الذي تحولت فيه الشمس إلى اللون الأحمر وبدأت تغرق في بحر الضباب.
“لماذا ؟ ”
قال كوانغ :” من الناحية الفنية ، أنت من تسيل دمي في كل مكان ” ، لكنه تابع مامورو إلي القاعة التي تصدر صرير باتجاه الحمام.
“حتي لا تغادروا أنتم سكان الجزر ، حتي تبقوا هنا وتستمروا في صيد السواحل ، وزراعة الأرض لتغذية اقتصادنا المحتضر ، حتي تموتوا لحماية أراضيه ، بدلا من الانتقال إلى المدن المكتظة بالسكان والشعور بخيبة أمل بشأن حالة الإمبراطورية مثل أي شخص آخر.”
“مجرد القليل من الجيا ، الذي لا يمكن اكتشافه ؟” ضغط كوانغ ،” فقط لتسريع الأمور ؟ ”
“لا, لا, لا.” كان مامورو يهز رأسه مرة أخرى. “أنا لا أصدقك.” لقد تراجع عن كوانغ ، لكن كلمات الصبي الشمالي قد تسربت بالفعل إلى ذهنه مثل السم. كان قد رأى بالفعل تماثيل يامانكا . “أنا لا أصدقك.”
“أنا…..لا ،” كان على مامورو أن يعترف.
“ماتسودا-سان.” تواصل كوانغ معه. “لا بأس—”
” إنه ماتسودا”، قال مامورو . “سوف يعرف.”
“لا تلمسني!”دفع مامورو كوانغ إلى الوراء. “فقط ابقي بعيدا!” ما أثار رعبه أنه أدرك أن يديه الثابتين بشكل لا تشوبه شائبة قد بدأتا ترتجفان .
“إذا كنت تتحداني في مبارزة ، فأنا أرفض-أو أخسر ، أو استسلم ، أو أيا كان ما تفعلونه أيها الناس . رأيتك في صف السيف . أنا لن أقاتلك. لا يمكنك إجباري.”
“ماتسودا-سان—”
كانت هناك ملاحظة من التعالي في صوت كوانغ التي جعلت أصابع مامورو متوترة ، كان يتألم في الإنحناء بقبضيته ، لكنه كان يحاول إظهار السيطرة ، ألا يفقد أعصابه من جديد. عندما لم يستطع التفكير في أي شيء ليقوله, ضغط على جبهته بقوة أكبر علي مفاصل أصابعه, قلق من أنه إذا نظر إلى كوانغ فسوف يلكمه مرة أخرى.
“قلت ابق بعيدا!” دفع مامورو كوانغ بقوة لدرجة أنه اصطدم بباب الحمام. في بضع خطوات مذهلة ، كان يركض في القاعة – لم يكن يعرف أين. فقط بعيدا. بعيدا عن كوانغ.
أنت ماتسودا ، حاول أن يقول لنفسه. أنت جليد صلب ، لكن بحره الداخلي تحول إلى محلول ملحي.
“قلت ابق بعيدا!” دفع مامورو كوانغ بقوة لدرجة أنه اصطدم بباب الحمام. في بضع خطوات مذهلة ، كان يركض في القاعة – لم يكن يعرف أين. فقط بعيدا. بعيدا عن كوانغ. أنت ماتسودا ، حاول أن يقول لنفسه. أنت جليد صلب ، لكن بحره الداخلي تحول إلى محلول ملحي.
تحركت الأرضية ، ودفعته الي الحائط . تعثر ليضع قدميه تحته ولكن يبدو أن العالم كله كان يدور . لا يمكن أن يكون صحيحا-لكنه لا يمكن أن يكون كذبة—ولكن لا يمكن أن يكون صحيحا ، لم يبدو أن مامورو يجد توازنه.
“ما الطريقة الآخري التي يمكننا بها تسوية خلافاتنا ؟ ”
كانت كلمات كوانغ قد أزاحت العالم عن محوره.
بلا هدف ، وجد مامورو نفسه مرتبك على أحد ممرات كومونو الخارجية . الرياح لسعت جلده ، تدافع بصره في حالة من الفوضى من الرمال الملطخة بالدماء والطائرات المقاتلة . أمسك نفسه على درابزين يصل ارتفاعه إلي الخصر و وجد الجبل يدور تحته, ضبابه , عادة ما يكون مألوف جدًا, فجأة أصبح رمادي و مخيف . ولأول مرة في سنواته الثلاث التي قضاها في المدرسة المتمايلة ، تقيأ مامورو.
أسوأ . “انه عمي.”
……..
“أنا لست كاذبًا . الآن قف.”
استقرت معدة مامورو بعد أن أفرغ معظم محتوياتها أسفل سفح الجبل. لم يفهم ما حدث له وقرر أنه من الأفضل عدم التفكير فيه. لا خير يمكن أن يأتي من إعادة النظر في ضعفه المخجل وأكاذيب كوانغ . كان خطأ. كل ذلك-المعركة ، الاعتذار ، تلك المحادثة الكاملة مع كوانغ.
ولكن على الرغم من كل كلمات مامورو القاسية ، لم يبدو كوانغ قادرًا على العمل بشكل أسرع. ما زالوا لم ينتهوا بحلول الوقت الذي تحولت فيه الشمس إلى اللون الأحمر وبدأت تغرق في بحر الضباب.
لم ير أحد مامورو يتقيأ كرامته على السور. يمكن أن يضع الأمر خلفه.
” كوانغ تشول جديد هنا ” ، قال مدير المدرسة وهو يضع فرشاتة جانبا و يطوي يديه على المكتب أمامه.
جمع الماء السائل من الضباب ، وغسل الحمض من أسنانه ، وتخلص من الدوار ، وتظاهر أنه لم يحدث أبدا. لم يحدث أي من ذلك. جعل نفسه مثل الثلج . بلا هوادة . ثابت . ولا شيء من ذلك يمكن أن يمسه .
كانت الشمس منخفضة بالفعل في السماء ومحاولة التنقل عبر السقف في الظلام ستكون خطيرة بشكل مضاعف.
لم يتحدث إلى كوانغ خلال النصف الثاني من اليوم وهم يجلسون بجانب بعضهم البعض خلال ما تبقى من فصولهم الدراسية. لم ينظر إليه حتى. كوانغ – ربما بدافع القلق على سلامته – لم يضغط على القضية ، وتظاهر مامورو بنجاح بأنه لم يكن موجودا حتى الانتهاء من الفصول الدراسية. لم يتبادل الاثنان أي كلمات إلا بعد أن التقيا بعد المدرسة للقيام بالتنظيف .
“في ذكرى المحاربين الذين ضحوا بحياتهم يدافعون عن حلفائنا من كايجين في شبه جزيرة كوساناجي.”
“لماذا هذا ؟ ” سأل كوانغ عندما خرج مامورو من الخزانة مع لفائف من الحبال متدلية على كتفه.
” إنه ماتسودا”، قال مامورو . “سوف يعرف.”
قال مامورو ببرود : “إنه لك ، إلا إذا كنت ترغب في التجول على السطح لمده واتي* بدون حزام أمان.”
أطلق كوانغ صوتًا مرعوبًا ، لكن التهديد كان له التأثير المطلوب. لقد هدأ ، مما سمح لمامورو بتحريك أصابعه ، وإيجاد قبضة أفضل بين أسنان التنين. تجاهل أنين الخوف تحته ، وأخذ نفسًا عميقًا وبدأ في رفع ذراعيه تخت وطأه الوزن الزائد .
(الواتي وحده قياس للوقت في دونيا وتعادل ساعه و 12 دقيقة بتوقيت الأرض )
كان مامورو يميل إلى الإشارة إلى أن كوانغ قد ألقى بالفعل اللكمة الأولى ، لكن ذلك كان سيبدو طفوليًا ، وبدلا من ذلك ، رد قائلًا: “ربما يكون هذا ترفًا لديكم في المدن. هنا ، نحافظ على أنفسنا وقناعاتنا قوية.”
“أوه.”
كان مامورو قد سمع أن جيش يامانكا والقوات الجوية توظف الإناث ، ولكن كان هناك شيء غريب حول رؤية امرأة شابة ترتدي عتاد العسكري كامل. لم يكن مظهرها سيئًا , فكر مامورو, بينما اعتبر التمثال المصنوع من حجر السبج; بدت قوية. ولكن كانت لا تزال غريبه .
دون مقابلة عيون الصبي الآخر ، ربط مامورو أحد طرفي الحبل حول خصر كوانغ.
” كوانغ تشول جديد هنا ” ، قال مدير المدرسة وهو يضع فرشاتة جانبا و يطوي يديه على المكتب أمامه.
“لذا أنا اوووف” نخر كوانغ بينما شد مامورو العقدة بإحكام.
“لذا أنا اوووف” نخر كوانغ بينما شد مامورو العقدة بإحكام.
“آه” ، قال بنظرة بائسة على مامورو. “لذا ، من المفترض أن أثق بك ألا تدعني أسقط حتى موتي؟”
قال كوانغ :” إذن لن تعرف”. ” لا يمكنك ذلك، لكن بقية الإمبراطورية لم تحتفظ بقيم المحارب القديم منذ مائة عام. لا يهتم الإمبراطور بمن يعيش ويموت – وهو بالتأكيد لا يهتم بالقتال بنبل . إنه يهتم فقط بأن تظل إمبراطوريته سليمة تحت قيادته .”
نظر مامورو إليه بغضب . “لا تكن أحمق . إذا سقطت ، سأسقط أيضا.”
“هل يمكنك فقط-هل يمكنك فقط أن تخبرني متى ستنتقل؟ ” قال كوانغ ، يقاتل بوضوح للحفاظ على صوته ثابتًا . “فقط-حتى أتمكن من التأكد من أنني آمن؟”
بعد تأمين الطرف الآخر من الحبل حول خصره, سحب مامورو سلم من الخزانة وأشار إلي كوانغ لمتابعته إلى أقرب ممر خارجي. لم يكن مامورو بحاجة إلى سلم للوصول إلى السطح ، لكنه كان يخمن أن فتى المدينة الناعم لن يشاركه خفة الحركة. كانت الرياح قد هدأت منذ تدريبهم في منتصف النهار . جيد ، فكر مامورو. التنظيف يجب أن ينتهي بسرعة.
قال الصبيان بهدوء, “نعم, سيدي” ثم انحنوا إلي خارج الغرفة.
قال مامورو ببرود : “إنه لك ، إلا إذا كنت ترغب في التجول على السطح لمده واتي* بدون حزام أمان.”
لم يكن كوانغ يشعر بالاطمئنان .
تحرك مامورو عبر السقف بكل سهولة ، حيث كان يقوم بتذويب الجليد كلما كان في حاجة للتحرك وإعادة تجميده عندما وجد موطئ قدم جديد. لو كان يقوم بهذه المهمة بمفرده ، لكان قد انتهى في حدود واتي. لكنه استمر في الوصول إلى نهاية الحبل والنظر إلى الوراء للعثور على كوانغ بعيدًا خلفه ، وهو يكافح للحفاظ على توازنه على السطح الحاد حيث جمع حفنة صغيرة من الأوراق الميتة.
“نحن سوف نصعد إلى هناك ؟ “سأل بينما وضع مامورو السلم علي حافة السقف.
“هذا التمثال—هذا الجزء بأكمله من الحديقة ، في الواقع—مخصص لليامانكا الذين فقدوا حياتهم وهم يقاتلون في كايجين .”
“نعم.”
كانت قبضاته مشدودة وشعر أن مفاصله تنبض بصدى قبضته علي وجه كوانغ. تردد صدي الغضب أيضًا , وأرسل تموجات مضطربة من خلال النياما خاصته التي لا يبدو أنه يجعلها هادئه .
“و….أنت متأكد أن هذه ليست خطة مفصلة لقتلي بتهمة الخيانة؟” اقترح عدم الثبات في صوت كوانغ أنه كان يمزح جزئيا فقط ، لذلك نظر مامورو في عينيه مباشرة .
مامورو لم يجب . قال فقط بقوة, ” دعنا نذهب إلى الحمام وننظف وجهك. أنت تسيل دمك في كل مكان.”
“إذا قتلتك ، فسوف تمسك بسيف في يدك أثناء مواجهتي .” أومأ برأسه على السلم. “تسلق.”
لم يزعج الهواء الجبلي الرقيق مامورو من قبل . لماذا شعر فجأة أنه لم يكن هناك أكسجين في جسده؟ “لا.” كان يهز رأسه. “لا, لا. لا يمكن أن يكون. لا يمكن أن يكون صحيحا. يقول المعلم هيبيكي – الجميع يعرف -لم يصل الرانجانيز ابدًا إلى كونغسان . هذا-هذا سخيف.”
من بين جميع الأعمال التي يتعين القيام بها في أكاديمية كومونو ، كان تنظيف السقف هو الأكثر خطورة.
إن لم يكن يكذب…..
بالنسبة للجزء الأكبر ، أبقت أمطار تاكايوبي الوفيرة البلاط الطيني نظيفًا ، ولكن مع الجريان السطحي من أعلى الجبل تجمع كل من التربه ، الفروع و الأوراق الميتة في الأجزاء المنحنية من السقف. عندما يصبح السطح مزدحمًا بشكل واضح ، يتم إرسال الطلاب اليقظين لمسحه .
لم ير أحد مامورو يتقيأ كرامته على السور. يمكن أن يضع الأمر خلفه.
باستخدام أوراق الماء لغسل البلاط, كان واجب التنظيف عمل يستغرق عدد قليل من السييرانو* , لكن العم تاكاشي منع الاثنين صراحة من استخدام الجيا .
( الجباتي وحده قياس للوقت في دونيا و تعادل 36 دقيقة بتوقيت الأرض )
(السييرانو وحده قياس للوقت في دونيا و تعادل 0.72 دقيقة بتوقيت الأرض )
بالنسبة للجزء الأكبر ، أبقت أمطار تاكايوبي الوفيرة البلاط الطيني نظيفًا ، ولكن مع الجريان السطحي من أعلى الجبل تجمع كل من التربه ، الفروع و الأوراق الميتة في الأجزاء المنحنية من السقف. عندما يصبح السطح مزدحمًا بشكل واضح ، يتم إرسال الطلاب اليقظين لمسحه .
بدلا من ذلك ، سيتعين على مامورو وكوانغ أن يزيلوا طبقات الأغصان والأوساخ بأيديهم العارية ويرموها من حافة السقف.
قال: ” لا أصدقك ” ، حتى عندما كان التمثال المصنوع من الصخر البركاني يحدق فيه من شاشة كوانغ. “هذا ليس حقيقي. هذا لا يمكن أن يكون—”
كان العمل الروتيني سيكون عملًا شاقا بما فيه الكفاية مع شريك تنظيف كفء ، لكن كوانغ كان خائفا من المرتفعات.
“ماذا ؟ ”
بحلول الوقت الذي وصل فيه إلى قمة السلم و صعد إلى السطح ، كان يهتز.
“هل يمكنك فقط-هل يمكنك فقط أن تخبرني متى ستنتقل؟ ” قال كوانغ ، يقاتل بوضوح للحفاظ على صوته ثابتًا . “فقط-حتى أتمكن من التأكد من أنني آمن؟”
“لا أ أستطيع-” لقد تلعثم على يديه وركبتيه. “لا أستطيع القيام بذلك.”
دون مقابلة عيون الصبي الآخر ، ربط مامورو أحد طرفي الحبل حول خصر كوانغ.
شعر مامورو بموجة من الرضا الانتقامي عندما رأي صبي المدينة المتعجرف مرعوبًا للغاية , لكنه سحق الشعور قبل أن ينتفخ خارج عن إرادته . أنت جليد. انه لا يؤثر عليك.
“أعلم أنك تعتقد ذلك. أعرف أنكم يا رفاق هنا في هذه القرية تتمتعون بهذه القيم الجميلة , الصحية و قديمة الطراز, لكن هل سبق لكم أن خرجتم من هذه المقاطعة ؟”
“انهض” ، قال.
قال كوانغ :” إذن لن تعرف”. ” لا يمكنك ذلك، لكن بقية الإمبراطورية لم تحتفظ بقيم المحارب القديم منذ مائة عام. لا يهتم الإمبراطور بمن يعيش ويموت – وهو بالتأكيد لا يهتم بالقتال بنبل . إنه يهتم فقط بأن تظل إمبراطوريته سليمة تحت قيادته .”
“لا أستطيع ، سأسقط.”
( الجباتي وحده قياس للوقت في دونيا و تعادل 36 دقيقة بتوقيت الأرض )
” قلت إنني لن أدعك تسقط”قال مامورو .
ربما كان الصبي الشمالي قد نفد من الطاقة للجدال أو ربما كان خائفًا جدا من السقوط لإغضاب المرساة في الطرف الآخر من حبله. أيًا كان السبب, هو لم يقل أي شيء في دفاعه. لم يستطع مامورو أن يقول لماذا ، لكن ذلك أزعجه أكثر من أي شيء آخر.
“أنا لست كاذبًا . الآن قف.”
“ماذا ؟ ” رفع مامورو رأسه.
“لا أستطيع!” صرخ كوانغ مرة أخرى في إحباط.
(السييرانو وحده قياس للوقت في دونيا و تعادل 0.72 دقيقة بتوقيت الأرض )
“تم إتلاف عضلات ساقي كلها من صف السيف المجنون الخاص بكم !”
كان يعلم أن المحارب الحقيقي لم يكن من المفترض أن يهتم بآراء النساء ، لكن مامورو لم يستطع أن يفعل ذلك . كان يخشى خيبة أمل والدته أكثر من وهج أي رجل . كانت امرأة صغيرة مع ابتسامة جميلة وصوت هادئ, ومع ذلك كان هناك ذكاء مدرك في عينيها أن مامورو قد وجد دائمًا أصغر الأشياء مقلقة . كانت هناك أوقات شعر كما لو أنها يمكن أن ترى مباشرة من خلاله, إلى قلبه النابض والعيوب التي أرسلها تنبض من خلال عروقه.
مامورو يمكنه أن يتعاطف مع ذلك. لم يستطع حساب عدد المرات التي عمل فيها علي ساقيه حتى توقفوا عن حمله -هكذا حصل على عضلاته الفولاذية المصقوله – ولكن كان من الصعب أن يشعر بالأسف تجاه شخص ما بينما كان يتذمر وينتحب من عمل روتيني بسيط.
دون مقابلة عيون الصبي الآخر ، ربط مامورو أحد طرفي الحبل حول خصر كوانغ.
“فقط تحمل ذلك,” قال. “بمجرد الانتهاء ، يمكننا العودة إلى المنزل.”
قال كوانغ بفارغ الصبر: “لأن كايجين ليست ثقافة المحارب”.
“كيف أقف دون أن أسقط ؟ ” سأل كوانغ .
انحنى مامورو حتى لمست جبهته أصابعه. “كوانغ-سان” بدأ “أنا—”
سؤال وجيه. في حين أن السقف لم يكن شديد الانحدار ، فإن البلاط الطيني الناعم كان زلقا. حتى الثيونيت المولود في الجبل مثل مامورو لم يستطع السير عبر السطح بأمان, وباستثناء التنانين الحجرية المزخرفة التي تشق طريقها عبر عوارض السقف العريضة, لم تكن هناك مقابض يدوية.
كانت كلمات كوانغ قد أزاحت العالم عن محوره. بلا هدف ، وجد مامورو نفسه مرتبك على أحد ممرات كومونو الخارجية . الرياح لسعت جلده ، تدافع بصره في حالة من الفوضى من الرمال الملطخة بالدماء والطائرات المقاتلة . أمسك نفسه على درابزين يصل ارتفاعه إلي الخصر و وجد الجبل يدور تحته, ضبابه , عادة ما يكون مألوف جدًا, فجأة أصبح رمادي و مخيف . ولأول مرة في سنواته الثلاث التي قضاها في المدرسة المتمايلة ، تقيأ مامورو.
” عليك أن تجمع الماء تحت قدميك ” ،قال مامورو وهو يجمع الضباب ويكثفه في سائل تحت باطن التابي الخاص به.
قال مامورو:” هذا لا معنى له ” ، وهو يدفع من خلال دواره الذي لا يمكن تفسيره لترتيب أفكاره.
“ثم قم بتجميده حتى لا تنزلق. هكذا” ولوح بيده على قدميه ، مجمدًا الماء إلي جليد صلب الذي ثبته علي البلاط شديد الانحدار .
“أمم…ماذا تفعل ؟ ” قال كوانغ بقلق.
“يمكنك أن تفعل ذلك, أليس كذلك ؟ ”
” إنه ماتسودا”، قال مامورو . “سوف يعرف.”
أومأ كوانغ برأسه مرتعشًا وبدأ في جمع الماء إلى باطن حذائه.
“حسنا” ، قال مامورو ، بدأ نفاد صبره في التأثير علي مظهره الخارجي الجليدي ، ” لكن أسرع. إذا لم ننتهي في الجباتي* التالي ، فسوف نفقد الضوء.”
“جيد” ، قال مامورو وابتعد عن كوانغ ، عازما على عدم إعطاء الصبي الشمالي المزيد من التفكير.
“قلت ابق بعيدا!” دفع مامورو كوانغ بقوة لدرجة أنه اصطدم بباب الحمام. في بضع خطوات مذهلة ، كان يركض في القاعة – لم يكن يعرف أين. فقط بعيدا. بعيدا عن كوانغ. أنت ماتسودا ، حاول أن يقول لنفسه. أنت جليد صلب ، لكن بحره الداخلي تحول إلى محلول ملحي.
تحرك مامورو عبر السقف بكل سهولة ، حيث كان يقوم بتذويب الجليد كلما كان في حاجة للتحرك وإعادة تجميده عندما وجد موطئ قدم جديد. لو كان يقوم بهذه المهمة بمفرده ، لكان قد انتهى في حدود واتي. لكنه استمر في الوصول إلى نهاية الحبل والنظر إلى الوراء للعثور على كوانغ بعيدًا خلفه ، وهو يكافح للحفاظ على توازنه على السطح الحاد حيث جمع حفنة صغيرة من الأوراق الميتة.
شكل الزجاج الأسود اللامع شكل طائرة مقاتلة ، وبجانبها ، طيار من يامانكا – امرأة – مع خوذتها ترتكز على وركها ، سُحبت ضفائرها الطويلة إلى الخلف ورُفع ذقنها نحو الشمس.
عدة مرات ، أطلق كوانغ صرخة قصيرة وكاد أن ينزلق من حافة السقف في حالة من الذعر عندما غير مامورو موقعه.
مامورو لم يجب . قال فقط بقوة, ” دعنا نذهب إلى الحمام وننظف وجهك. أنت تسيل دمك في كل مكان.”
“ماذا ؟ ” التقط مامورو الأمر في المرة الثالثة التي حدث فيها .
قال الصبيان بهدوء, “نعم, سيدي” ثم انحنوا إلي خارج الغرفة.
“هل يمكنك فقط-هل يمكنك فقط أن تخبرني متى ستنتقل؟ ” قال كوانغ ، يقاتل بوضوح للحفاظ على صوته ثابتًا . “فقط-حتى أتمكن من التأكد من أنني آمن؟”
قال المعلم هيبيكي أنه لم يمت أي يامانكا في شيروجيما . ولا واحد.
“حسنا” ، قال مامورو ، بدأ نفاد صبره في التأثير علي مظهره الخارجي الجليدي ، ” لكن أسرع. إذا لم ننتهي في الجباتي* التالي ، فسوف نفقد الضوء.”
“جيد” ، قال مامورو وابتعد عن كوانغ ، عازما على عدم إعطاء الصبي الشمالي المزيد من التفكير.
( الجباتي وحده قياس للوقت في دونيا و تعادل 36 دقيقة بتوقيت الأرض )
انحنى مامورو حتى لمست جبهته أصابعه. “كوانغ-سان” بدأ “أنا—”
كانت الشمس منخفضة بالفعل في السماء ومحاولة التنقل عبر السقف في الظلام ستكون خطيرة بشكل مضاعف.
بالنسبة للجزء الأكبر ، أبقت أمطار تاكايوبي الوفيرة البلاط الطيني نظيفًا ، ولكن مع الجريان السطحي من أعلى الجبل تجمع كل من التربه ، الفروع و الأوراق الميتة في الأجزاء المنحنية من السقف. عندما يصبح السطح مزدحمًا بشكل واضح ، يتم إرسال الطلاب اليقظين لمسحه .
ولكن على الرغم من كل كلمات مامورو القاسية ، لم يبدو كوانغ قادرًا على العمل بشكل أسرع. ما زالوا لم ينتهوا بحلول الوقت الذي تحولت فيه الشمس إلى اللون الأحمر وبدأت تغرق في بحر الضباب.
لم يستطع مامورو سوي إصدار ضوضاء بائسة ، ووضع يده على وجهه.
“هذا مستحيل!” اشتكى كوانغ مما بدت وكأنها المرة المائة. “ألا يمكننا فقط استخدام قدراتنا و ننتهي من ذلك ؟ ”
إذا لم يكن مامورو مشغولًا للغاية بالصراخ ، فربما كان قد شعر بالصدع المنبّه عن كسر الحجر تحت يديه.
قال مامورو بعد قليل: “لا” .
ولكن على الرغم من كل كلمات مامورو القاسية ، لم يبدو كوانغ قادرًا على العمل بشكل أسرع. ما زالوا لم ينتهوا بحلول الوقت الذي تحولت فيه الشمس إلى اللون الأحمر وبدأت تغرق في بحر الضباب.
“لماذا لا ؟ مدير المدرسة لا يجب أن يعرف.”
استقرت معدة مامورو بعد أن أفرغ معظم محتوياتها أسفل سفح الجبل. لم يفهم ما حدث له وقرر أنه من الأفضل عدم التفكير فيه. لا خير يمكن أن يأتي من إعادة النظر في ضعفه المخجل وأكاذيب كوانغ . كان خطأ. كل ذلك-المعركة ، الاعتذار ، تلك المحادثة الكاملة مع كوانغ.
قال مامورو : ” سيعرف”.
إذا لم يكن مامورو مشغولًا للغاية بالصراخ ، فربما كان قد شعر بالصدع المنبّه عن كسر الحجر تحت يديه.
“كيف ؟ ”
بينما قال الكلمات ، أدرك مامورو أنه لم يسبق لأي شخص تحدث معه عن كيليبا أن أخبره بالتفاصيل بالفعل . جده ، سوسومو ، عندما كان على قيد الحياة ، لم يقدم سوى إشارات غامضة عن الحرب.
” إنه ماتسودا”، قال مامورو . “سوف يعرف.”
إذا كان كوانغ يمكن أن يجعل نفسه ثقيلًا ، فيمكن لمامورو سحبهما على حد سواء إلى بر الأمان. ولكن الاثنين كانا يتدليان بأطراف الأصابع وفي كل مرة يتلوى كوانغ, يصبح التمسك به أصعب .
“مجرد القليل من الجيا ، الذي لا يمكن اكتشافه ؟” ضغط كوانغ ،” فقط لتسريع الأمور ؟ ”
كان لدى مامورو القوة اللازمة لإعادتهم إلى السطح ، لكنها كانت ستكون عملية دقيقة. وإذا حاول أن يفعل ذلك مع كوانغ وهو يتدحرج مثل سمكة كبيرة الحجم في نهاية الخطاف,فإن كلاهما محكوم عليه بالهلاك.
قال مامورو:” سيكون ذلك غير أمين “.
“معظمهم من الدعم الجوي. طائرات يامانكا لم تكن الأفضل في ذلك الوقت. على ما يبدو ، قام الفونياكا بتمزيقهم من السماء ، وضربوهم في قوات كايجين على الأرض.”
أصدر كوانغ هذا الصوت الضئيل الساخر الذي أصبح مامورو يكرهه على مدي الواتي الماضي. كان يقصد تجاهل ذلك ، لكنه وجد نفسه ينقلب على الصبي الآخر ، بخشونة .
“لا, لا, لا.” كان مامورو يهز رأسه مرة أخرى. “أنا لا أصدقك.” لقد تراجع عن كوانغ ، لكن كلمات الصبي الشمالي قد تسربت بالفعل إلى ذهنه مثل السم. كان قد رأى بالفعل تماثيل يامانكا . “أنا لا أصدقك.”
“اسمع ، لا أعرف كيف يتم ذلك في جميع الأماكن الأجنبية الفاخرة التي سافرت إليها ، ولكن هنا في تاكايوبي ، نقدر الصدق. نحن لا نختلق فقط أكاذيب سخيفة تخدم مصالحنا كلما أردنا ذلك.”
من بين جميع الأعمال التي يتعين القيام بها في أكاديمية كومونو ، كان تنظيف السقف هو الأكثر خطورة.
نظر كوانغ إلى مامورو بتعبير غير قابل للقراءة ، خطوط وجهه ملونة بواسطة غروب الشمس. بدون لون الدم الأحمر ، كان يمكن أن يبدو حزينًا تقريبًا . “لقد كنت صادقًا معك ، ماتسودا سان.”
“لماذا ؟ ”
أنت جليد ، ذكر مامورو نفسه وأعاد التحديق في كوانغ دون عاطفة. “فقط استمر في العمل.”
“أنا أرفض” ، قال كوانغ بسرعة.
“انظر ، عليك أن تفهم—”
” قلت إنني لن أدعك تسقط”قال مامورو .
“أنا لا أناقش هذا معك” قاطعه مامورو . “لا أريد الاستماع إلى الأكاذيب المثيرة للاشمئزاز ، ولا أي شخص آخر في هذه القرية. لذا , إذا كنت تعرف ما هو جيد بالنسبة لك, عليك التوقف عن التحدث إليهم .” حدق مامورو في كوانغ بغضب ، في انتظاره – يتجرأه – للرد.
قال مامورو:” سيكون ذلك غير أمين “.
ربما كان الصبي الشمالي قد نفد من الطاقة للجدال أو ربما كان خائفًا جدا من السقوط لإغضاب المرساة في الطرف الآخر من حبله. أيًا كان السبب, هو لم يقل أي شيء في دفاعه. لم يستطع مامورو أن يقول لماذا ، لكن ذلك أزعجه أكثر من أي شيء آخر.
“انهض” ، قال.
ما الأمر ؟ أراد أن يطالبه . لا شيء آخر لتقوله الآن لأن المعلمين ليسوا هنا لحمايتك؟ لكنه أجبر نفسه على ترك الغضب يذهب . مع تلويحه من يده, اذاب مرساة الجليد للسماح له بالمضي قدمًا إلي أسفل السقف.
“لا, لا, لا.” كان مامورو يهز رأسه مرة أخرى. “أنا لا أصدقك.” لقد تراجع عن كوانغ ، لكن كلمات الصبي الشمالي قد تسربت بالفعل إلى ذهنه مثل السم. كان قد رأى بالفعل تماثيل يامانكا . “أنا لا أصدقك.”
“انتظر” ، احتج كوانغ ، ” أنا لست مستعدا—”
“معظمهم من الدعم الجوي. طائرات يامانكا لم تكن الأفضل في ذلك الوقت. على ما يبدو ، قام الفونياكا بتمزيقهم من السماء ، وضربوهم في قوات كايجين على الأرض.”
“لا يهمني” ، قال مامورو و استدار للوصول إلى العارضة العلويه لسقف المعبد. “تحرك بشكل أسرع.”
تمتلئ قاعدة النصب التذكاري بطلاسم فاليا ، تمت صناعتها يدويًا بواسطه أفراد الأسرة و عُلقت على قبور أحبائهم.
كوانغ بالطبع اختار تلك اللحظة ليفقد توازنه. يجب أن يكون الأمر قد حدث فجأة لأن وزنه ارتطم بالحبل بقوة لردجة أن مامورو انفصل عن قدميه . ربما كان مامورو قادرًا على التعافي ، لكن السقوط ضرب رأسه في قرميد السقف. انفجرت النجوم أمام عينيه ، مما كلفه لحظات ثمينة. عندما استعاد اتجاهاته ، كان الوقت المناسب تمامًا ليشعر بجسده يسقط على حافة السقف.
“بوندانوتانانو سايارا كا ديما كايجينكا كيليجونيونو يو كوساناجي جونجيلي لا تو هاكيلي دا ” ، انتهى كوانغ وترجم له.
خربشت يديه لرفعه , و انزلقت على البلاط الطيني , فوق رأس التنين الحجري الذي يزين زاوية السقف – ثم امسكت بأسنان الفك السفلي للتنين .
……..
أدي وزن كوانغ إلي سحب الحبل بإحكام ، وضرب معدة مامورو مثل سيف التدريب في الأمعاء. كان يتجهم بينما حفرت الأسنان الحجرية في أصابعه ، ولكن قبضته صمدت. على الطرف الآخر من الحبل ، كوانغ كان يخفق في حالة من الذعر.
قال الصبيان بهدوء, “نعم, سيدي” ثم انحنوا إلي خارج الغرفة.
“أوه فاليكي !” شهق ، صوته المرعوب يتردد في الظلام بالأسفل . ” نا-نيارا*! سنموت!”
تحول العار في صدر مامورو إلى ألم جسدي. كان عليه أن يشد علي أسنانه ليمنعها الكلام من الظهور ‘من فضلك لا تخبرها!’
(عنوان موقر للإلهة ، نياري ،في ديانة يامانكا في فاليا ويعني حرفيًا ” الأم نيار ” ويستخدم أحيانًا كقسم )
دون مقابلة عيون الصبي الآخر ، ربط مامورو أحد طرفي الحبل حول خصر كوانغ.
“توقف عن الحركة!” أمر مامورو .
“أنا لا أناقش هذا معك” قاطعه مامورو . “لا أريد الاستماع إلى الأكاذيب المثيرة للاشمئزاز ، ولا أي شخص آخر في هذه القرية. لذا , إذا كنت تعرف ما هو جيد بالنسبة لك, عليك التوقف عن التحدث إليهم .” حدق مامورو في كوانغ بغضب ، في انتظاره – يتجرأه – للرد.
إذا كان كوانغ يمكن أن يجعل نفسه ثقيلًا ، فيمكن لمامورو سحبهما على حد سواء إلى بر الأمان. ولكن الاثنين كانا يتدليان بأطراف الأصابع وفي كل مرة يتلوى كوانغ, يصبح التمسك به أصعب .
عندما كان مزاج مامورو يتحكم فيه ، أحب والده إلقاء اللوم على كا-تشان. كانت عشيرتها مجموعة غاضبة و متحمسة , ولدت من رذاذ البحر و الأمواج المتلاطمة. لم يكونوا الأقوى ولا الأكثر مهارة بين منازل المحاربين في كايجين ، كانت عشيرة تسوسانو قد صنعوا اسمهم في ساحة المعركة بروحهم الخارقة و غضبهم . قيل أن القوة الغاشمة لـ تسوسانو حقيقي كانت متغيرة ومدمرة مثل العاصفة الساحلية.
” مساعدة ! ” صرخ كوانغ . “ليساعدني شخص ما!”
تمتلئ قاعدة النصب التذكاري بطلاسم فاليا ، تمت صناعتها يدويًا بواسطه أفراد الأسرة و عُلقت على قبور أحبائهم.
” لا أحد هنا” ، قال مامورو . كان آخر الموظفين قد عادوا إلى ديارهم على الأقل قبل جاباتي . “فقط اهدأ . سأقوم بسحبنا مرة أخرى.”
سؤال وجيه. في حين أن السقف لم يكن شديد الانحدار ، فإن البلاط الطيني الناعم كان زلقا. حتى الثيونيت المولود في الجبل مثل مامورو لم يستطع السير عبر السطح بأمان, وباستثناء التنانين الحجرية المزخرفة التي تشق طريقها عبر عوارض السقف العريضة, لم تكن هناك مقابض يدوية.
كان لدى مامورو القوة اللازمة لإعادتهم إلى السطح ، لكنها كانت ستكون عملية دقيقة. وإذا حاول أن يفعل ذلك مع كوانغ وهو يتدحرج مثل سمكة كبيرة الحجم في نهاية الخطاف,فإن كلاهما محكوم عليه بالهلاك.
استنشق مامورو و فتح فمه ، على أمل أن تأتي الكلمات الصحيحة إليه. لم يفعلوا . فجثا على ركبتيه ووضع يديه على الأرض أمامه.
على الرغم من أن قبضة مامورو على رأس التنين لم تتعثر، إلا أن قبضته على أعصابه تراجعت بينما استمر كوانغ في الثرثرة في حالة من الذعر.
“أنا صغير جدًا علي الموت ! أنا صغير جدًا علي الموت !”
شكل الزجاج الأسود اللامع شكل طائرة مقاتلة ، وبجانبها ، طيار من يامانكا – امرأة – مع خوذتها ترتكز على وركها ، سُحبت ضفائرها الطويلة إلى الخلف ورُفع ذقنها نحو الشمس.
“هل بإمكانك أن تخرس !” زمجر مامورو . “نحن لن نموت.” ولكن عندما تركت الكلمات فمه ، ضربته فكرة رهيبة ، كانوا يتدلون من الزاوية الشرقية للسقف ، بعيدًا عن الدرجات وبحيرة كومونو. لم يكن هناك ماء ينتظرهم -فقط صخور خشنة.
“رائع !” ضحك كوانغ ، مبتهج بشكل مدهش لصبي كان قد تعرض للتو للكم في الأنف. “هل كل شخص في هذه المدينة مرتبط ؟ ”
“كوانغ!” صرخ مامورو ، غير قادر على قمع ملاحظة من الذعر. “من أجل حب نامي ، توقف عن الحركة!”
“ماذا ؟ ”
إذا لم يكن مامورو مشغولًا للغاية بالصراخ ، فربما كان قد شعر بالصدع المنبّه عن كسر الحجر تحت يديه.
“أنا لا أعتقد ذلك.” كان من المحتمل جدًا أن المعلم هيبيك لم يخرج أبدا من مقاطعة شيروجيما. “لكن جدي قاتل في تلك المعركة. كان هناك الكثير من أقارب الناس الأكبر سنًا. لماذا لا يتحدثون عن ذلك ؟ ”
“فقط لا تترك !” توسل كوانغ .
قال مامورو في حيرة:” لكن لم يمت أي يامانكا في كايجين”. “كان المعلم هيبيكي يخبرنا للتو عن ذلك. دفعت الإمبراطورية الرانجانيز إلي الوراء قبل وصول تعزيزات يامانكا حتى.”
“لن أترك، ولكن إذا لم تتوقف عن الحركة ، فسأقطع هذا الحبل وأتركك تسقط.”
من بين جميع الأعمال التي يتعين القيام بها في أكاديمية كومونو ، كان تنظيف السقف هو الأكثر خطورة.
أطلق كوانغ صوتًا مرعوبًا ، لكن التهديد كان له التأثير المطلوب. لقد هدأ ، مما سمح لمامورو بتحريك أصابعه ، وإيجاد قبضة أفضل بين أسنان التنين. تجاهل أنين الخوف تحته ، وأخذ نفسًا عميقًا وبدأ في رفع ذراعيه تخت وطأه الوزن الزائد .
“معظمهم من الدعم الجوي. طائرات يامانكا لم تكن الأفضل في ذلك الوقت. على ما يبدو ، قام الفونياكا بتمزيقهم من السماء ، وضربوهم في قوات كايجين على الأرض.”
قام بتجميع الماء وتجميده حول أصابع يده اليمنى, فقط للتأكد من ثباتها عندما يصل إلي السطح بإستخدام يده اليسري . مقتنعًا بأن قبضته متماسكة ، أزال مامورو يده اليسرى ومدها….لكن لم تكن قبضته الحديدية هي التي استسلمت .
ولكن على الرغم من كل كلمات مامورو القاسية ، لم يبدو كوانغ قادرًا على العمل بشكل أسرع. ما زالوا لم ينتهوا بحلول الوقت الذي تحولت فيه الشمس إلى اللون الأحمر وبدأت تغرق في بحر الضباب.
كُسر فك التنين في يده.
لم يتحدث إلى كوانغ خلال النصف الثاني من اليوم وهم يجلسون بجانب بعضهم البعض خلال ما تبقى من فصولهم الدراسية. لم ينظر إليه حتى. كوانغ – ربما بدافع القلق على سلامته – لم يضغط على القضية ، وتظاهر مامورو بنجاح بأنه لم يكن موجودا حتى الانتهاء من الفصول الدراسية. لم يتبادل الاثنان أي كلمات إلا بعد أن التقيا بعد المدرسة للقيام بالتنظيف .
“لا!” قام مامورو بإمساك حافة السقف بشكل محموم ، لكنه كان بعيدًا جدًا ، انزلقت أطراف أصابعه
قبضتي مامورو على ركبته ، مفاصل يده اليمنى لا تزال لاذعة بينما دواخله تلتوي في خزي .
و سقط كلا الصبيان في الضباب.
جمع الماء السائل من الضباب ، وغسل الحمض من أسنانه ، وتخلص من الدوار ، وتظاهر أنه لم يحدث أبدا. لم يحدث أي من ذلك. جعل نفسه مثل الثلج . بلا هوادة . ثابت . ولا شيء من ذلك يمكن أن يمسه .
انحنى مامورو حتى لمست جبهته أصابعه. “كوانغ-سان” بدأ “أنا—”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
