جمر الليل الأبدي 246

إثبات الإخلاص

الفصل 246: إثبات الإخلاص

أراد لونغ يويهونغ تقليد قائدة الفريق من خلال التقاط فنجانه وتذوق ما يسمى بالقهوة.
ولكن في هذه اللحظة ، هناك شخص قصير جدًا ركض على الدرج.
ركز لونغ يويهونغ وأدرك أنه روبوت صغير يبلغ ارتفاعه أكثر من متر وعظامه المعدنية بيضاء فضية. كانت ترتدي فستانًا أزرق فاتح وقبعة فرو لطيفة.
“أبي ، أبي.” اندفع الروبوت الصغير من الدرج وهو يركض نحو جينافا.
فجأة ، بدا وكأنه يتعثر على شيء ما وسقط على الأرض.
“كوني حذرة. ماذا لو سقطت وجرحت نفسك؟” غادر جينافا مقعده على الفور والتقط الروبوت الصغير وربت على ظهره.
ماذا لو سقطتِ وجرحتِ نفسكِ… حدق لونغ يويهونغ بهدوء في الأرضية ذات اللون الأصفر المائل إلى البني – والتي بها حفر وشقوق واضحة.
ارتعدت عضلات وجهه قليلاً وهو يخفي عواطفه ويلتقط الكأس. أحضرها إلى فمه وأخذ رشفة.
ملأت مرارة لا توصف فمه في الثانية التالية ، مما جعله يعبس على الفور بينما يستيقظ بالكامل.
ما هذا المشروب بحق الجحيم؟ أراد لونغ يويهونغ غريزيًا أن يبصق القهوة ؛ خلاف ذلك ، شعر أنه قد يكون مسموماً، ولكن بالنظر إلى أن هذا منزل شخص آخر وأن القهوة مشروبًا اختاره ، فقد أجبر نفسه على التراجع.
كان من الممكن أن يكون وقحاً للغاية.
مع القهوة في فمه ، نظر حوله وأدرك أن باي تشين أخذت رشفة أيضًا ، فقط للتعبير عن العبوس.
انظر ، أنا لست الشخص الوحيد الذي يصعب إرضاؤه… لونغ يويهونغ واسي نفسه عندما رأى هذا.
بعد أن تذوقوا جميعًا القهوة في شكلها الأصلي ، صاحت جيانغ بايميان “لقد نسيت أن أقول لكم يا رفاق: يمكنكم إضافة الحليب والسكر.”
أشارت إلى عدد قليل من الأكياس الورقية الصغيرة والغلاية الفضية التي تأتي مع القهوة.
هكذا هو الحال… لا يزال لونغ يويهونغ فضوليًا للغاية بشأن الطعام. أمسك القهوة في فمه ، ووضع الكوب على الأرض ، وفتح كيسًا ورقيًا. لقد أدرك أن السكر هو الذي تم ضغطه في مكعبات.
فكرت جيانغ بايميان للحظة وأضافت: “عادة ما تضع واحدة. اثنان إذا كنت تحبها حلوة ، أو حتى أكثر”.
وضع مكعب واحد من السكر هكذا؟ كم هو باهظ… لم يتمتع لونغ يويهونغ بمثل هذه الحياة المريحة في بيولوجيا بانغو.
على الرغم من أنه كان مسرفًا جدًا بعد حصوله على المخصصات والمكافآت ، لدرجة أنه غالبًا ما كان يأكل الحلويات ويشرب المشروبات الحلوة ، إلا أنه لم يرمي الكثير من السكر في مياهه بتهور.
بروح من التوفير ، وضع مكعبًا واحدًا من السكر في قهوته.
في هذه اللحظة ، شعر تدريجياً أن القهوة في فمه لم تكن مرة كما كانت من قبل وأن لها رائحة لا توصف.
رأت جيانغ بايميان أنه بين لونغ يويهونغ و باي تشين ، وضع أحدهما السكر بينما سكب الآخر الحليب، ومع ذلك لم يجلس شانغ جيان ياو فحسب ، بل شرب بعض الرشفات. سألت بفضول “ألن تضيف أياً منهما؟”
أجاب شانغ جيان ياو بابتسامة مبتهجة “المرارة تجعلني مستيقظًا.”
ما هو شانغ جيان ياو هذا… تجمد تعبير جيانغ بايميان لثانية واحدة ، وقررت عدم متابعة الموضوع.
بعد أن خلطت باي تشين و لونغ يويهونغ قهوتيهما وأرخيا حواجبهما ببطء ، أعاد شانغ جيان ياو ملأ فنجانه الفارغ تقريبًا بنسبة 90٪. أخيرًا ، أضاف مكعبًا من السكر.
جيانغ بايميان لم تستطع إلا أن تسأل “ألا تجعلك المرارة تستيقظ؟”
أجاب شانغ جيان ياو بجدية “أنا مستيقظ ؛ لا توجد طريقة يمكنني من خلالها أن أكون أكثر يقظة”.
كل ما تقوله صحيح ، وكل ما تقوله منطقي… ألقت جيانغ بايميان بنظرتها على جينافا.
كان جينافا قد نجح بالفعل في إقناع الطفلة الباكية وقدمها بابتسامة “ابنتي ، رايدز. ولدت في السنة 41 من التقويم الجديد”.
ربما يكون تاريخ التجميع… رد لونغ يويهونغ داخليًا. بالطبع ، بالتأكيد لن يقول مثل هذه الكلمات بصوت عالٍ.
لاحظ جينافا أيضًا أن فرقة المهام القديمة تشرب القهوة “يكون الأمر دائمًا كما هو عندما تكون المرة الأولى التي تشرب فيها القهوة. سوف تعتاد عليه.”
أنت تجعل الأمر يبدو وكأنك تستطيع شربها… لم تعرف جيانغ بايميان ولونغ يويهونغ وباي تشين كيف يردون.
سأل شانغ جيان ياو بصدق “ماذا تشرب؟ يبدو مختلفًا عن خاصتنا”.
أطلق جينافا ضحكة قلبية وصناعية “نحن الروبوتات الذكية ما زلنا مختلفين عنكم. هذا زيت تشحيم بنكهة القهوة. بعد دخولها إلى جسدي ، ستلتقط العديد من المستشعرات المعلومات المقابلة وتنقلها إلى وحدتي الرئيسية ، مما يسمح لي بالحصول على الشعور الصحيح مباشرة. صدقوني ، تجاربنا هي نفسها في هذا الصدد”.
في تلك اللحظة ، شعر لونغ يويهونغ بنفس الطريقة التي شعر بها عندما حضر وعظ سيد الزن جينغفا.
مع ذلك ، خفض جينافا رأسه وتحدثت إلى ابنته رايدز “حسنًا ، حان وقت الدراسة بعد الوجبة.”
“هل يمكنني اللعب لفترة أطول قليلاً ، من فضلك يا أبي؟” هز الروبوت الفضي الأبيض ، رايدز. مقلداً صوت الفتاة. كانت أيضًا متقلبة ولها لكنة ، لكنها بدت اصطناعية وخالية من المشاعر.
لقد جعل لونغ يويهونغ يشعر وكأنه يشاهد عرضًا مسرحيًا بنص ضعيف.
أثناء أداء تقرير نهاية العام لـ بيولوجيا بانغو ، ستكون هناك أحيانًا مسرحيات أو أوبرا قصيرة وقوية.
“لا” رد جينافا بصبر على ابنته.
أخيرًا ، وافق رايدز على الدراسة لمدة نصف ساعة.
راضي ، فتح جينافا رأس ابنته ، وأخرج شريحة من جيبه ، وأدخلها.
“…” عند رؤية هذا ، أصبحت تعبيرات أعضاء فرقة المهام القديمة الثلاثة معقدة مرة أخرى.
ألقى شانغ جيان ياو نظرة حسد كما لو أنه شعر أنه سيوفر له الكثير من الوقت إذا كان بإمكانه ’إضافة’ المعرفة على نفسه بشكل مباشر أثناء دراسته.
بعد أن ترك ابنته للدراسة على الجانب ، نظر جينافا إلى الأربعة أشخاص من فرقة المهام القديمة وسأل “بصرف النظر عما تم ذكره ، هل هناك أي شيء آخر؟”
كان لدى جيانغ بايميان في الأصل خطة لاستخراج المعلومات من جينافا ، لكن فجأة خطر لديها بعض الإلهام. ذكرت مصادر متعددة أن العديد من الروبوتات الذكية في تاران تحب تقليد البشر وتكوين أسر… الروبوتات الذكية تقوم بالأشياء وفقًا لإجراءات التشغيل القياسية وتظهر الإنصاف الكافي… لا يرتدي جينافا الزي العسكري البشري فحسب ، بل إنه لديه أيضا زوجة وطفل. ’شرب’ مادة تشحيم بنكهة القهوة… لا يبدو أن استخدام البلاغة لخلق عيوب منطقية هو أفضل استراتيجية ضد الروبوت الذكي…
بينما هذه الأفكار تومض في ذهنها ، ألقت جيانغ بايميان نظرة خاطفة على شانغ جيان ياو.
أومأ شانغ جيان ياو قليلاً.
في الحقيقة ، لا بد لي من استخدام صراحة شانغ جيان ياو وإظهار إخلاصي في مثل هذه الأوقات… جيانغ بايميان اتخذت قرارها وابتسمت عندما ردت على سؤال جينافا “أخبرنا عن الحاسوب المركزي لفردوس الميكانيكيا الخاص بك.”
عند سماع ذلك ، كاد لونغ يويهونغ – الذي يشرب قهوته ويعاني ببطء من رائحتها الفريدة – أن يبصق السائل في فمه. أليس هذا مباشرًا جدًا؟ ماذا لو كان هذا سر فردوس الميكانيكيا؟ هل سنتعرض للهجوم من قبل عائلة جينافا لأننا ’عرفنا الكثير؟’
جينافا ’شرب’ جرعة أخرى من زيوت التشحيم بنكهة القهوة. اجتاح الضوء الأزرق في عينيه ببطء جيانغ بايميان وشانغ جيان ياو ووجوه الآخرين.
“أنتم يا رفاق صريحون جداً.” بعد سبع إلى ثماني ثوان ، أومأ جينافا برأسه قليلاً وقال “على الرغم من أننا لن نأخذ زمام المبادرة للكشف عن وجود الحاسوب المركزي للعالم الخارجي ، إلا أن بعض الشركاء ما زالوا يعرفون ذلك. ما هو هدفكم من الاستفسار عن الحاسوب المركزي؟”
“لذا ها هي المسألة.” نظمت جيانغ بايميان كلماتها “نحن فريق صيادي أنقاض يبحث عن العالم الجديد. من الصعب جدًا عدم إقامة روابط مع تراث العالم القديم إذا أردنا العثور على باب العالم الجديد. نأمل في الحصول على بعض المعلومات المتعلقة بتدمير العالم القديم من الحاسوب المركزي. كان يجب أن يكون قيد التشغيل في ذلك الوقت”.
وافق جينافا على هذا السبب “أستطيع أن أفهم ذلك. لقد قابلت أيضًا بعض فرق الصيادين التي تسعى وراء العالم الجديد”.
توقف واستمر في الكلام بصوت ذكوري رقيق ولكن بلا عاطفة “أولاً ، لم يعد يُسمى الحاسوب المركزي. بدلاً من ذلك ، يطلق عليه ’مصدر العقل’. ثانيًا ، لا يمكنني أن أقرر نيابة عن مصدر العقل ما إذا كان سيقابلكِ أم لا. لا بد لي من الإبلاغ وفقاً للإجراءات. نعم ، قد يستغرق الرد من يوم إلى ثلاثة أيام”.
كان نطق جينافا على مستوى قياسي ، لذلك لم تخلط جيانغ بايميان والآخرون عبارة ’مصدر العقل’ بعبارة أخرى. لم يتمكنوا من معرفة ما إذا كانت تعني كلمة أخرى.
انبعث من أحد أصابع جينافا وهجًا أحمر على الفور عندما كتب كلمة ’مصدر’ على الستارة الغريبة على الجانب الآخر من غرفة المعيشة.
أجابت جيانغ بايميان بسعادة: “حسنًا ، ليس لدينا مشاكل مع ذلك”.
تطورت الأمور بشكل أفضل مما توقعت. بالطبع ، إذا قرر مصدر العقل عدم مقابلتهم ، فسيتعين عليهم التفكير في طريقة أخرى لتحريك النواة الذكية.
انتظر دقيقة. قال جينافا أنه قرار مصدر العقل لمقابلتنا أم لا؟ مصدر العقل يمكنه مباشرة اتخاذ قرار بشأن هذه المسألة؟ شعرت جيانغ بايميان على الفور ببعض الارتباك.
شرب جينافا جرعة أخرى من زيوت التشحيم بنكهة القهوة “يمكنكِ التوجه شرقًا بعد ذلك. هناك العديد من الفنادق”.
لم تهدر جيانغ بايميان وشانغ جيان ياو والآخرون – الذين استطاعوا معرفة أن جينافا ينهي المقابلة – ما تبقى من قهوتهم. فقاموا بعد الانتهاء منه وودعوه.
أما بالنسبة لـ جورجنسون والآخرين ، فقد بقوا هنا وتم التعامل معهم بواسطة الحراس الروبوتات.
في الخارج ، تنهد لونغ يويهونغ بعاطفة وهو يتنفس في نسيم الليل بجانب النهر “لماذا تشعرني الروبوتات الذكية هنا بالغرابة؟”
“هل رأيت روبوتات ذكية أخرى من قبل؟” سأل شانغ جيان ياو وهو يفتح باب الجيب.
رد لونغ يويهونغ بصراحة “لا”.
“إذن ، ما الذي تستخدمه للمقارنة؟” سأل شانغ جيان ياو بابتسامة.
“…” طار لونغ يويهونغ في حالة من الغضب بسبب الإذلال “الفطرة السليمة!”
وبينما هم يتحدثون ، صعدوا إلى الجيب وتوجهوا نحو الجسر الذي يؤدي شرق النهر.
على طول الطريق ، رأت فرقة المهام القديمة أحيانًا روبوتات ذكية تقوم بالتجول والدوريات والدردشة. لقد أدركوا أن جميعهم ارتدوا ملابس بشكل أساسي. حتى أن البعض ارتدى أحذية وجوارب.
كانت المنطقة المجاورة لنهر ويست بريدج هادئة وسلمية في الليل.
عندما تجاوزت الجيب الجسر ووصلت إلى شرق النهر ، أصبحت المنطقة أمامهم تدريجيًا مفعمة بالحيوية.
في الشارع الأقرب للجسر ، كانت مصابيح الشوارع ساطعة. الناس يأتون ويذهبون ، وهناك العديد من الأكشاك. كان مثل الشارع الغربي في مدينة العشب ، لكن تم وضعهم عشوائياً.
حتى مع إغلاق النوافذ ، بإمكان جيانغ بايميان وشانغ جيان ياو والآخرون سماع صوت ضجة – مركبة أخرى تحث المشاة على إفساح الطريق.