امل
مدت تشو يوتشان يدها وأزالت بخفة بعض التراب على جبينه. “أنت لم تكن على استعداد لمغادرة هذا المكان على الرغم من البقاء هنا لفترة طويلة. هل هذا لأنك لا تعرف كيف تواجه بقيتهم؟”
هز يون تشي رأسه بلا تردد على الإطلاق، “كيف لي أن أفعل ذلك؟ كيف يمكن أن تكوني عبئاً علي؟”
“لقد كانت السنوات القليلة الماضية شاقة على كليكما …” قال يون تشي في خيبة أمل. الشيء الوحيد الذي كان يستطيع قوله كانت هذه الكلمات الضحلة والباهتة بشكل لا يقارن.
على الرغم من أن يون تشي قد رأى يون ووشين وهي تعمل، فإن قلبه لا يزال يهتز بعنف لدى سماعه تلك الكلمات … علاوة على ذلك، فإذا دخلت الكلمات التي قالها تشو يوتشان للتو في أذهان الممارسين العميقين في قارة السماء العميقة، فمن المؤكد أنهم سوف يشعرون وكأن كل كلمة قد نسخت من الخيال.
هزت تشو يوتشان رأسها قائلة: “لم يكن الأمر مريرًا البتّة. منذ أن كنت لا أزال في قصر السحابة المتجمدة الخالدة، أصبحت معتادة على هذا النوع من السلام والهدوء. والأكثر من ذلك، كانت ووشين بجانبي أيضا. “
يون تشي “…”
“هل فكرتِ يوماً بمغادرة… هذا المكان يوماً ما؟” يون تشي سأل.
“علاوة على ذلك، في كل مرة تدخل فيها عالم جديد، لا توجد دلائل على أنها ستضطر لكسر أي إختناق”
كانت تشو يوتشان لا تزال تهز رأسها، ولكن عندما نظرت إلى ابنتها، بدت المشاعر المعقدة خافتة في عينيها. “شين إير تكبر يوماً بعد يوم، ولا أستطيع إبقائها بجانبي إلى الأبد. عليها أن تخرج للعالم الخارجي في النهاية و تجد الحياة التي تنتمي لها. لكن… نموها سريع جدا، حتى انني ارتعبت”
ومرة أخرى أومأ يون تشي برأسه من دون أدنى تردد.
يون تشي “…”
“كما لو أنني أريد أن أذهب إلى العالم الخارجي، أمي. أريد أن أرافق أمي دائما” يون ووشين قالت بمرح وهي تعانق أمها. “أبي، هل سترافقنا أيضاً من الآن فصاعداً؟”
“عندما كانت في السادسة من عمرها، كان جسدها ينتج طاقة عميقة. نتيجة لذلك، حاولت ان أرشد زراعتها، فنمت قوتها العميقة بسرعة مخيفة. خلال شهر، وصلت إلى عالم الناشئ العميق. في ثلاثة أشهر، دخلت عالم الحقيقة العميق. في ستة أشهر، اقتحمت عالم الروح العميق. عندما بلغت السابعة والنصف من عمرها، كانت قد وصلت إلى عالم الأرض العميق، وفي الثامنة والنصف وصلت إلى عالم السماء العميق. وأخيرا، قبل أن تبلغ عامها العاشر، كانت قد أصبحت عرشا بالفعل… إبتداءً من اليوم، هي في المستوى التاسع من عالم الإمبراطور العميق، تتجاوز السلف المؤسّس لقصر السحابة المتجمدة الخالدة.”
“ماذا عنك؟” تشو يوتشان سألت “كيف انتهى بك المطاف البقاء على قيد الحياة كل تلك السنوات الماضية؟ ولِمَ … “
“علاوة على ذلك، في كل مرة تدخل فيها عالم جديد، لا توجد دلائل على أنها ستضطر لكسر أي إختناق”
في الواقع، لو كان في الأمس، وشخصاً آخر قال نفس الأشياء التي قالتها تشو يوتشان، فقلبه ما كان لينجو من الظلمة التي اكتنفته. كلمات تشو يوتشان قد أزاحت الحاجز الأخير في قلبه وما تغير حقاً هو عقلية يون تشي ذاتها.
على الرغم من أن يون تشي قد رأى يون ووشين وهي تعمل، فإن قلبه لا يزال يهتز بعنف لدى سماعه تلك الكلمات … علاوة على ذلك، فإذا دخلت الكلمات التي قالها تشو يوتشان للتو في أذهان الممارسين العميقين في قارة السماء العميقة، فمن المؤكد أنهم سوف يشعرون وكأن كل كلمة قد نسخت من الخيال.
“بما ان هذا هو الحال، فلماذا لا ترغب في الاتكال عليهم؟” تشو يوتشان قالت بابتسامة خافتة. “والداك وعائلتك وأصدقائك وزوجاتك… جميعهم يحبونك، ولا يحبونك لأنك قوي، ولا يحبونك لأنه يمكنهم الاعتماد عليك. فهم يحبونك بسبب ما انت عليه، وسيواصلون حبك لأنك تعيش حياة آمنة وسعيدة معهم. أن أتمكن من الاعتماد عليك هو بطبيعة الحال نوع من السعادة. ولكن إذا كان بإمكانك الاعتماد عليهم، إذا كان بإمكانهم استخدام قوتهم الخاصة لحمايتك، ثم لجميع الناس الذين يحبونك، فكيف لا يمكن أن يكون ذلك أيضا شكلا من أشكال السعادة؟
من دون أدنى شك، لم تكن سرعة يون ووشين للنمو على الطريق العميق طبيعية على الإطلاق.
“كما لو أنني أريد أن أذهب إلى العالم الخارجي، أمي. أريد أن أرافق أمي دائما” يون ووشين قالت بمرح وهي تعانق أمها. “أبي، هل سترافقنا أيضاً من الآن فصاعداً؟”
“على العكس من ذلك، سببت لي هذه الحالة مزيدا من القلق ولم أجرؤ على تركها تغادر هذا المكان.”
“ومن كان يظن أنه في الاثنتي عشرة سنة التي قبل أن أجدك مرة أخرى، سوف أمر بالكثير من الأمور. معظمهم سيبدو خياليا وسخيفا إذا سمعتهم، لكن … لن أخدعكِ مرة أخرى كما فعلت كل تلك السنوات الماضية. هذه المرة كل كلمة سأقولها ستكون الحقيقة الناصعة…”
مخاوف تشو يوتشان كانت طبيعية ومفهومة تماماً.
“عندما كانت في السادسة من عمرها، كان جسدها ينتج طاقة عميقة. نتيجة لذلك، حاولت ان أرشد زراعتها، فنمت قوتها العميقة بسرعة مخيفة. خلال شهر، وصلت إلى عالم الناشئ العميق. في ثلاثة أشهر، دخلت عالم الحقيقة العميق. في ستة أشهر، اقتحمت عالم الروح العميق. عندما بلغت السابعة والنصف من عمرها، كانت قد وصلت إلى عالم الأرض العميق، وفي الثامنة والنصف وصلت إلى عالم السماء العميق. وأخيرا، قبل أن تبلغ عامها العاشر، كانت قد أصبحت عرشا بالفعل… إبتداءً من اليوم، هي في المستوى التاسع من عالم الإمبراطور العميق، تتجاوز السلف المؤسّس لقصر السحابة المتجمدة الخالدة.”
إنها لا تعرف ما أصبح عليه العالم الخارجي، ولكنها لا تشك على الأقل في أن ظهور العرش الذي لم يتجاوز الحادية عشرة من العمر، والعرش المتأخر عند ذلك، سيسبب بالتأكيد هزات هائلة تهز العالم العميق بأسره. بما أنها كانت وحيدة وغير مرتبطة بأحد فستكون حياتها مضطربة بالتأكيد
“كما لو أنني أريد أن أذهب إلى العالم الخارجي، أمي. أريد أن أرافق أمي دائما” يون ووشين قالت بمرح وهي تعانق أمها. “أبي، هل سترافقنا أيضاً من الآن فصاعداً؟”
“ومن كان يظن أنه في الاثنتي عشرة سنة التي قبل أن أجدك مرة أخرى، سوف أمر بالكثير من الأمور. معظمهم سيبدو خياليا وسخيفا إذا سمعتهم، لكن … لن أخدعكِ مرة أخرى كما فعلت كل تلك السنوات الماضية. هذه المرة كل كلمة سأقولها ستكون الحقيقة الناصعة…”
ابتسم يون شي ابتسامة خافتة، ولكنه لم يقل شيئا.
“لا عجب أن نمو شين اير كان مذهلاً” كما قالت تشو يوتشان بصوت رقيق وهي تعانق الإبنة نائمة بين ذراعيها بإحكام. على الرغم من أنها لم تعد تمتلك أي قوة عميقة، فإنها كانت دائما بالنسبة إلى يون ووشين أكثر أعمدة الدعم دفئا وأعظمها في العالم. “كما اتضح، لديها في الواقع أب الذي يبدو أنه خرج من الأسطورة والخيال.”
لأنه كان يرى أنه عندما قالت يون ووشين هذه الأشياء، كان هناك ضوء من الحنين والشوق في أعماق عينيها…أرادت مغادرة هذا المكان، أرادت رؤية العالم الخارجي، لكن أكثر من كل هذه الأشياء، لم تكن تريد أن تترك أمها وحدها.
بفتت——
“ماذا عنك؟” تشو يوتشان سألت “كيف انتهى بك المطاف البقاء على قيد الحياة كل تلك السنوات الماضية؟ ولِمَ … “
تشو يوتشان “…”
الشاب الذي كان صغيرا جدا وغير ناضج مع ذلك كان يضيء بنور ساطع اكثر من الشمس. وعندما رأته أخيرا من جديد، صار يائسا وكئيبا جدا.
يون تشي “…”
رفع يون تشي رأسه بخفة وعاد عقله إلى نقطة البداية في حياته. وبينما كان يفكر بهدوء في كل شيء، صار قلبه فجأة هادئا في هذه اللحظة. “خلال نصف العام الذي قضيناه في محكمة إله التنين، قضيت كل يوم أقول لكِ أشياء لا تحصى، وأروي لكِ قصصا لا تحصى، ولكنني لم أقل لكِ أبدا من أنا حقا ومن أين أتيت حقا. وفي الواقع، اخبرتك الكثير من الأكاذيب، الكثير من التفاخر، والكثير من النكات …”
على الرغم من انه خسر كل قوته، استطاع ان يمنح ابنته مقدرة طبيعية رائعة تُحسَد عليها. ونتيجة لذلك، تجاوز الرضا في قلبه كل شيء آخر.
تشو يوتشان “…”
“من أجل حمايتي، بل وأكثر من أجل إثبات تصميمك لي، حملتني معك عندما دخلت ساحة محاكمة إله التنين …على هذا النحو، لم تصبح المحاكمة أكثر صعوبة فحسب، بل كان عليك أيضاً أن تكرس بعض الإهتمام لحمايتي. في ذلك الوقت، هل كنت تلومني لكوني عبئاً عليك؟” سألت.
“ومن كان يظن أنه في الاثنتي عشرة سنة التي قبل أن أجدك مرة أخرى، سوف أمر بالكثير من الأمور. معظمهم سيبدو خياليا وسخيفا إذا سمعتهم، لكن … لن أخدعكِ مرة أخرى كما فعلت كل تلك السنوات الماضية. هذه المرة كل كلمة سأقولها ستكون الحقيقة الناصعة…”
هز يون تشي رأسه بلا تردد على الإطلاق، “كيف لي أن أفعل ذلك؟ كيف يمكن أن تكوني عبئاً علي؟”
فهو لم يبدأ حكايته من الكارثة التي أصابته في فيلا السيف السماوي منذ كل تلك السنوات. بدلا من ذلك، ابتدأ من النقطة التي بدأ فيها مصيره يغيّر مساره – بدأ من النقطة التي تجسد فيها مرة أخرى حيث عاد الى قارة السماء العميقة من قارة سحاب الازور.
“على العكس من ذلك، سببت لي هذه الحالة مزيدا من القلق ولم أجرؤ على تركها تغادر هذا المكان.”
روى تناسخه المُقدَّر، إجتماعه مع ياسمين، وكيف إكتشف هويّته الحقيقية وأصوله تحت شرفة إدارة السيف … تحدّث عن رحلته إلى عالم الشياطين الوهمي … وتحدث أيضا عن كيف دمر شيوانيان وينتيان وأنقذ العالم … سرد التغييرات الجذرية التي حدثت لقصر السحابة المتجمدة الخالدة … وقال لهم أيضا عن كيفية وصوله إلى عالم الاله، مكان كان يعتبر عمليا أسطورة وخياليا في قارة السماء العميقة …
“ومن كان يظن أنه في الاثنتي عشرة سنة التي قبل أن أجدك مرة أخرى، سوف أمر بالكثير من الأمور. معظمهم سيبدو خياليا وسخيفا إذا سمعتهم، لكن … لن أخدعكِ مرة أخرى كما فعلت كل تلك السنوات الماضية. هذه المرة كل كلمة سأقولها ستكون الحقيقة الناصعة…”
روى حكايته حتى وصل الى النقطة التي مات فيها في عالم إله النجم قبل أكثر من شهر بقليل، قبل ان يعود الى الحياة بأكثر طريقة خيالية.
ابتسم يون شي ابتسامة خافتة، ولكنه لم يقل شيئا.
كانت الشمس قد أوشكت على الغروب والنجوم تملأ السماء.
روى تناسخه المُقدَّر، إجتماعه مع ياسمين، وكيف إكتشف هويّته الحقيقية وأصوله تحت شرفة إدارة السيف … تحدّث عن رحلته إلى عالم الشياطين الوهمي … وتحدث أيضا عن كيف دمر شيوانيان وينتيان وأنقذ العالم … سرد التغييرات الجذرية التي حدثت لقصر السحابة المتجمدة الخالدة … وقال لهم أيضا عن كيفية وصوله إلى عالم الاله، مكان كان يعتبر عمليا أسطورة وخياليا في قارة السماء العميقة …
كل تجاربه، كل أحزانه وأفراحه، كل أسراره، تحدث عنها كلها دون تحفظ … بالنسبة الى يوتشان و ووشين اللذين وجدهما بعد ضياعهما، كان يكره ان يعجز عن اعطاء عالمه بكامله لهما تعويضا، لذلك لم يخف عنهما شيئا ولم يخبئ عنهما شيئا.
يون تشي شعر فجأة بشعور غريب “الجنية الصغيرة، ما خطبك…”
كانت هذه أيضا المرة الاولى في حياته التي يشاطر فيها بكل انفتاح ودون رادع كل ما يخطر على باله.
“ماذا عنك؟” تشو يوتشان سألت “كيف انتهى بك المطاف البقاء على قيد الحياة كل تلك السنوات الماضية؟ ولِمَ … “
قبل أن يعرف، كانت النجوم خافتة والشمس بدأت تشرق في الشرق. خارج غابة الخيزران، لم تكن فينغ شيان اير قد ذهبت لتعكير جمع شمل هذه العائلة، لكنها لم تغادر ايضا. بدلاً من ذلك وقفت بهدوء هناك تحرس ذلك المكان.
قبل أن يعرف، كانت النجوم خافتة والشمس بدأت تشرق في الشرق. خارج غابة الخيزران، لم تكن فينغ شيان اير قد ذهبت لتعكير جمع شمل هذه العائلة، لكنها لم تغادر ايضا. بدلاً من ذلك وقفت بهدوء هناك تحرس ذلك المكان.
يون ووشين كانت قد نامت في وقت ما في معانقة تشو يوتشان. فقد نامت جيدا وآمنة، وربطت زوايا شفتيها بابتسامة ضحلة تكاد لا تُرى.
“عندما تذكرت ما حدث قبل كل تلك السنين، دفعتني تنينانا الطوفان الى وضع بائس. ولكي اقتلهما، لم يكن امامي خيار سوى تفجير عروقي العميقة وأصبح مشلولة.”
فهي لم تكن تعرف ان أباها كان اسطورة في هذه القارة بكاملها، كما انها لم تكن تعرف ما نوع القوة التي امتلكتها حقا.
كانت تشو يوتشان لا تزال تهز رأسها، ولكن عندما نظرت إلى ابنتها، بدت المشاعر المعقدة خافتة في عينيها. “شين إير تكبر يوماً بعد يوم، ولا أستطيع إبقائها بجانبي إلى الأبد. عليها أن تخرج للعالم الخارجي في النهاية و تجد الحياة التي تنتمي لها. لكن… نموها سريع جدا، حتى انني ارتعبت”
عندما نظر إلى وجهها المسالم، ارتفع ركن فم يون تشي عن غير قصد. لم يكن بمقدوره وصف ما كان يشعر به في هذه اللحظة… ولكن الظلام الذي كتنفه خلال هذه الفترة من الزمن، والهاوية العميقة التي سقط فيها قلبه وعقله، الهاوية التي ربما ظن أنه سيكون من الصعب عليه أن يهرب منها حقا طوال حياته، كانت في الواقع تافهة وضعيفة جدا أمام وجهها المبتسم. وفي الواقع، فقد اختفت تقريبا دون أثر.
“هل فكرتِ يوماً بمغادرة… هذا المكان يوماً ما؟” يون تشي سأل.
تذكّر النظرة التي كانت تتوجه إليه دائما أمه، تلك النظرة الممتلئة بالرغبة في المحبة والتدليل، تلك النظرة الدافئة والرقيقة التي كانت قادرة على أن تذوب كل شيء. لقد تفهم أخيراً هذا الشعور كما تفهم الذنب الذي تحملته لأكثر من عشرين عاماً…
“حتى لو لم يعد لدي قوة كبيرة لبقية حياتي، أنا بحاجة إلى الكفاح للعيش لفترة طويلة جدا، مائة سنة … ألف سنة … أنا سأرافق ووشين بينما تكبر … أنا سأسدد كل ما أدين به لكلاكما، الأم وابنتها … آلاف المرات …”
“لا عجب أن نمو شين اير كان مذهلاً” كما قالت تشو يوتشان بصوت رقيق وهي تعانق الإبنة نائمة بين ذراعيها بإحكام. على الرغم من أنها لم تعد تمتلك أي قوة عميقة، فإنها كانت دائما بالنسبة إلى يون ووشين أكثر أعمدة الدعم دفئا وأعظمها في العالم. “كما اتضح، لديها في الواقع أب الذي يبدو أنه خرج من الأسطورة والخيال.”
يون تشي شعر فجأة بشعور غريب “الجنية الصغيرة، ما خطبك…”
“من المؤسف أن تكون أسطورة والدها قد انتهت بالفعل” قال يون تشي بابتسامة خافتة. عندما تفوه بهذه الكلمات، لم يشعر قلبه حتى بأدنى قدر من الخسارة. كانت لديه فكرة خافتة أن موهبة يون ووشين وذكائها الشاذين ربما لهما علاقة به، لكن ليس فقط لأنها ورثت سلالة العنقاء وسلالة دم إله التنين خاصته، الشذوذ في عروقها العميقة … كان على الأرجح بسبب بعض التأثير من أوردة إله الشر العميقة.
“حتى لو لم يعد لدي قوة كبيرة لبقية حياتي، أنا بحاجة إلى الكفاح للعيش لفترة طويلة جدا، مائة سنة … ألف سنة … أنا سأرافق ووشين بينما تكبر … أنا سأسدد كل ما أدين به لكلاكما، الأم وابنتها … آلاف المرات …”
على الرغم من انه خسر كل قوته، استطاع ان يمنح ابنته مقدرة طبيعية رائعة تُحسَد عليها. ونتيجة لذلك، تجاوز الرضا في قلبه كل شيء آخر.
ابتسم يون شي ابتسامة خافتة، ولكنه لم يقل شيئا.
مدت تشو يوتشان يدها وأزالت بخفة بعض التراب على جبينه. “أنت لم تكن على استعداد لمغادرة هذا المكان على الرغم من البقاء هنا لفترة طويلة. هل هذا لأنك لا تعرف كيف تواجه بقيتهم؟”
“عندما كانت في السادسة من عمرها، كان جسدها ينتج طاقة عميقة. نتيجة لذلك، حاولت ان أرشد زراعتها، فنمت قوتها العميقة بسرعة مخيفة. خلال شهر، وصلت إلى عالم الناشئ العميق. في ثلاثة أشهر، دخلت عالم الحقيقة العميق. في ستة أشهر، اقتحمت عالم الروح العميق. عندما بلغت السابعة والنصف من عمرها، كانت قد وصلت إلى عالم الأرض العميق، وفي الثامنة والنصف وصلت إلى عالم السماء العميق. وأخيرا، قبل أن تبلغ عامها العاشر، كانت قد أصبحت عرشا بالفعل… إبتداءً من اليوم، هي في المستوى التاسع من عالم الإمبراطور العميق، تتجاوز السلف المؤسّس لقصر السحابة المتجمدة الخالدة.”
كان قد شاخ وقلِق اليأس في فترة قصيرة جدا، لذلك كان بإمكان المرء ان يتخيل أية هاوية وقع فيها قلبه وروحه.
تذكّر النظرة التي كانت تتوجه إليه دائما أمه، تلك النظرة الممتلئة بالرغبة في المحبة والتدليل، تلك النظرة الدافئة والرقيقة التي كانت قادرة على أن تذوب كل شيء. لقد تفهم أخيراً هذا الشعور كما تفهم الذنب الذي تحملته لأكثر من عشرين عاماً…
علاوة على ذلك، كانت قد مرّت بذلك النوع من الهاوية التي وقع فيها، فأدركت ما هو نوع اليأس الذي كان يمر به. عندما فجّرت أوردتها العميقة قبل كلّ تلك السنوات، كان الموت فقط في عقلها. وكان يون تشي هو الذي سحبها من أعماق الهاوية، وبعد ذلك أنقذها بمعجزة.
“…!” نظرة يون تشي أصبحت جامدة … تلك كانت الكلمات التي زأر بها إلى تشو يوتشان كل تلك السنوات الماضية عندما فجرت عروقها العميقة وأصبحت مملوئة بالرغبة في الموت.
“…” أغمض يون تشي عينيه قبل أن يعطي إيماءة خفيفة من رأسه.
مخاوف تشو يوتشان كانت طبيعية ومفهومة تماماً.
“على الرغم من أنك مررت بالكثير من الأمواج العاتية ورأيت عدداً لا يحصى من العوالم التي لا يستطيع آخرون حتى أن يتخيلونها، فإن طبيعتك تظل بلا تغيير على الإطلاق. لقد كنت دائما معتادا على حماية الآخرين، في الواقع، يمكن للمرء حتى دعوة دافعك لحماية الآخرين متغطرس. فإنك تصبح دائما دعام الآخرين للدعم، ومع ذلك فإنك غير مستعد لقبول الدعم من الآخرين… وهذا ينطبق خصوصا على الاشخاص المهمين لك. أنت غير قادر على تقبل أنك أصبحت عبئاً عليهم” قالت تشو يوتشان بنعومة.
“…!” نظرة يون تشي أصبحت جامدة … تلك كانت الكلمات التي زأر بها إلى تشو يوتشان كل تلك السنوات الماضية عندما فجرت عروقها العميقة وأصبحت مملوئة بالرغبة في الموت.
يون تشي “…”
بواسطة :
“عندما تذكرت ما حدث قبل كل تلك السنين، دفعتني تنينانا الطوفان الى وضع بائس. ولكي اقتلهما، لم يكن امامي خيار سوى تفجير عروقي العميقة وأصبح مشلولة.”
“إذن، هل استمتعت بالشعور بحمايتي وبالاعتماد علي؟” سألته مرة أخرى.
عندما ذكرت هذا الحدث، كان صوتها هادئا ورقيق “في ذلك الوقت، لم أستطع أن أتقبل أنني أصبحت معاقة، ولم أكن أريد إلا الموت لإنهاء كل شيء. هل لا تزال تتذكر كيف أخرجتني من هذا المستنقع، ابعدتني عن رغبتي في الموت؟”
1366 – امل
“…” تحركت شفاه يون تشي قليلاً.
هزت تشو يوتشان رأسها قائلة: “لم يكن الأمر مريرًا البتّة. منذ أن كنت لا أزال في قصر السحابة المتجمدة الخالدة، أصبحت معتادة على هذا النوع من السلام والهدوء. والأكثر من ذلك، كانت ووشين بجانبي أيضا. “
“من أجل حمايتي، بل وأكثر من أجل إثبات تصميمك لي، حملتني معك عندما دخلت ساحة محاكمة إله التنين …على هذا النحو، لم تصبح المحاكمة أكثر صعوبة فحسب، بل كان عليك أيضاً أن تكرس بعض الإهتمام لحمايتي. في ذلك الوقت، هل كنت تلومني لكوني عبئاً عليك؟” سألت.
صُعق يون تشي بهذه الكلمات، فبدا كما لو ان شيئا ذاب في قلبه. هزّ رأسه وضحك “أنا حقاً … شخص أحمق تماماً. أن أفكر أنني لم أستطع حتى فهم شيء بسيط وواضح كهذا “
وخلال تلك الفترة من الزمن أيضا، كان يحميها بكل إخلاص حتى أنه أذاب كل الثلج الصلب في قلبها، كما أن رغبتها في الحياة قد اشتعلت بسببه … حتى بعد أن “مات”، كانت على استعداد للخيانة وترك طائفتها من أجل الحفاظ على سلالته. وهي لم تندم ولا مرة واحدة على هذا القرار أو تستاء منه.
فهو لم يبدأ حكايته من الكارثة التي أصابته في فيلا السيف السماوي منذ كل تلك السنوات. بدلا من ذلك، ابتدأ من النقطة التي بدأ فيها مصيره يغيّر مساره – بدأ من النقطة التي تجسد فيها مرة أخرى حيث عاد الى قارة السماء العميقة من قارة سحاب الازور.
هز يون تشي رأسه بلا تردد على الإطلاق، “كيف لي أن أفعل ذلك؟ كيف يمكن أن تكوني عبئاً علي؟”
“…!” نظرة يون تشي أصبحت جامدة … تلك كانت الكلمات التي زأر بها إلى تشو يوتشان كل تلك السنوات الماضية عندما فجرت عروقها العميقة وأصبحت مملوئة بالرغبة في الموت.
“إذن، هل استمتعت بالشعور بحمايتي وبالاعتماد علي؟” سألته مرة أخرى.
كل تجاربه، كل أحزانه وأفراحه، كل أسراره، تحدث عنها كلها دون تحفظ … بالنسبة الى يوتشان و ووشين اللذين وجدهما بعد ضياعهما، كان يكره ان يعجز عن اعطاء عالمه بكامله لهما تعويضا، لذلك لم يخف عنهما شيئا ولم يخبئ عنهما شيئا.
ومرة أخرى أومأ يون تشي برأسه من دون أدنى تردد.
“عندما تذكرت ما حدث قبل كل تلك السنين، دفعتني تنينانا الطوفان الى وضع بائس. ولكي اقتلهما، لم يكن امامي خيار سوى تفجير عروقي العميقة وأصبح مشلولة.”
“بما ان هذا هو الحال، فلماذا لا ترغب في الاتكال عليهم؟” تشو يوتشان قالت بابتسامة خافتة. “والداك وعائلتك وأصدقائك وزوجاتك… جميعهم يحبونك، ولا يحبونك لأنك قوي، ولا يحبونك لأنه يمكنهم الاعتماد عليك. فهم يحبونك بسبب ما انت عليه، وسيواصلون حبك لأنك تعيش حياة آمنة وسعيدة معهم. أن أتمكن من الاعتماد عليك هو بطبيعة الحال نوع من السعادة. ولكن إذا كان بإمكانك الاعتماد عليهم، إذا كان بإمكانهم استخدام قوتهم الخاصة لحمايتك، ثم لجميع الناس الذين يحبونك، فكيف لا يمكن أن يكون ذلك أيضا شكلا من أشكال السعادة؟
إنها لا تعرف ما أصبح عليه العالم الخارجي، ولكنها لا تشك على الأقل في أن ظهور العرش الذي لم يتجاوز الحادية عشرة من العمر، والعرش المتأخر عند ذلك، سيسبب بالتأكيد هزات هائلة تهز العالم العميق بأسره. بما أنها كانت وحيدة وغير مرتبطة بأحد فستكون حياتها مضطربة بالتأكيد
“كما انك حميتهم، تماما كما يعتمدون عليك.”
“…” أغمض يون تشي عينيه قبل أن يعطي إيماءة خفيفة من رأسه.
صُعق يون تشي بهذه الكلمات، فبدا كما لو ان شيئا ذاب في قلبه. هزّ رأسه وضحك “أنا حقاً … شخص أحمق تماماً. أن أفكر أنني لم أستطع حتى فهم شيء بسيط وواضح كهذا “
كان قد شاخ وقلِق اليأس في فترة قصيرة جدا، لذلك كان بإمكان المرء ان يتخيل أية هاوية وقع فيها قلبه وروحه.
في الواقع، لو كان في الأمس، وشخصاً آخر قال نفس الأشياء التي قالتها تشو يوتشان، فقلبه ما كان لينجو من الظلمة التي اكتنفته. كلمات تشو يوتشان قد أزاحت الحاجز الأخير في قلبه وما تغير حقاً هو عقلية يون تشي ذاتها.
إنها لا تعرف ما أصبح عليه العالم الخارجي، ولكنها لا تشك على الأقل في أن ظهور العرش الذي لم يتجاوز الحادية عشرة من العمر، والعرش المتأخر عند ذلك، سيسبب بالتأكيد هزات هائلة تهز العالم العميق بأسره. بما أنها كانت وحيدة وغير مرتبطة بأحد فستكون حياتها مضطربة بالتأكيد
“هناك أيضًا شيء آخر يجب أن أقوله…. ما زلت أتذكر بوضوح الكلمات التي قلتها لي منذ كل تلك السنوات، ولم أنسَ كلمة واحدة منها “. تشو يوتشان قالت بهدوء بينما تنظر إلى يون تشي “بغض النظر عما فقدته، طالما أنني لم أفقد حياتي، وما دمت على قيد الحياة، سأتمكن بالتأكيد من استعادة الأمل الذي فقدته. فالحياة هي أعظم أمل للجميع، والبقاء على قيد الحياة يعني ان كل شيء ما زال ممكنا!”
“كما انك حميتهم، تماما كما يعتمدون عليك.”
“…!” نظرة يون تشي أصبحت جامدة … تلك كانت الكلمات التي زأر بها إلى تشو يوتشان كل تلك السنوات الماضية عندما فجرت عروقها العميقة وأصبحت مملوئة بالرغبة في الموت.
“…” أغمض يون تشي عينيه قبل أن يعطي إيماءة خفيفة من رأسه.
أمسك بيد تشو يوتشان بإحكام وابتسم. بالرغم من أنه بكى بوضوح كل دموعه وجفت، لسبب ما غريب أطراف عينيه أصبحت رطبة مرة أخرى… لقد فهم المعنى الكامن وراء كلمات تشو يوتشان. لم تكن تريد فقط أن تمسح كل الضباب الداكن داخل قلبه، بل أرادته أيضًا أن يتمسك بالأمل.
صوتها توقف فجأة ووجهها أصبح شاحباً جداً بعد ذلك.
“الجنية الصغيرة” نادى بلطف “لا تقلقي، سأستمر في العيش حياة هنيئة. لأني أملكك ولدي ووشين، ولدي أب وأم يحترموني أكثر من حياتهم. زوجتي هي إمبراطورة الرياح الزرقاء، خطيبتي هي الإلهة رقم واحد في القارة… هنالك اناس كثيرون يحبونني، لذلك ما السبب الذي يمنعني من العيش حياة أسعد من أي شخص آخر؟”
“من أجل حمايتي، بل وأكثر من أجل إثبات تصميمك لي، حملتني معك عندما دخلت ساحة محاكمة إله التنين …على هذا النحو، لم تصبح المحاكمة أكثر صعوبة فحسب، بل كان عليك أيضاً أن تكرس بعض الإهتمام لحمايتي. في ذلك الوقت، هل كنت تلومني لكوني عبئاً عليك؟” سألت.
“حتى لو لم يعد لدي قوة كبيرة لبقية حياتي، أنا بحاجة إلى الكفاح للعيش لفترة طويلة جدا، مائة سنة … ألف سنة … أنا سأرافق ووشين بينما تكبر … أنا سأسدد كل ما أدين به لكلاكما، الأم وابنتها … آلاف المرات …”
تم رش نفاثة دموية قرمزية عبر جسم يون تشي وكان الأمر كما لو أن ملايين الإبر القرمزية قد طعنت في عيون يون تشي، قلبه وروحه.
اليد التي كانت تمسك يد تشو يوتشان مشدودة قليلاً وهذه المرة لم يكن ليترك هذه اليد تذهب أبدًا.
ومرة أخرى أومأ يون تشي برأسه من دون أدنى تردد.
“حسنا.” عندما حدقت في عينيه، ضبابية في عينيه أيضاً. “تذكر ما قلته للتو، إذا نسيت، سأكرره لك كلمة بكلمة …”
تذكّر النظرة التي كانت تتوجه إليه دائما أمه، تلك النظرة الممتلئة بالرغبة في المحبة والتدليل، تلك النظرة الدافئة والرقيقة التي كانت قادرة على أن تذوب كل شيء. لقد تفهم أخيراً هذا الشعور كما تفهم الذنب الذي تحملته لأكثر من عشرين عاماً…
صوتها توقف فجأة ووجهها أصبح شاحباً جداً بعد ذلك.
على الرغم من انه خسر كل قوته، استطاع ان يمنح ابنته مقدرة طبيعية رائعة تُحسَد عليها. ونتيجة لذلك، تجاوز الرضا في قلبه كل شيء آخر.
يون تشي شعر فجأة بشعور غريب “الجنية الصغيرة، ما خطبك…”
هز يون تشي رأسه بلا تردد على الإطلاق، “كيف لي أن أفعل ذلك؟ كيف يمكن أن تكوني عبئاً علي؟”
بفتت——
ومرة أخرى أومأ يون تشي برأسه من دون أدنى تردد.
تم رش نفاثة دموية قرمزية عبر جسم يون تشي وكان الأمر كما لو أن ملايين الإبر القرمزية قد طعنت في عيون يون تشي، قلبه وروحه.
“على الرغم من أنك مررت بالكثير من الأمواج العاتية ورأيت عدداً لا يحصى من العوالم التي لا يستطيع آخرون حتى أن يتخيلونها، فإن طبيعتك تظل بلا تغيير على الإطلاق. لقد كنت دائما معتادا على حماية الآخرين، في الواقع، يمكن للمرء حتى دعوة دافعك لحماية الآخرين متغطرس. فإنك تصبح دائما دعام الآخرين للدعم، ومع ذلك فإنك غير مستعد لقبول الدعم من الآخرين… وهذا ينطبق خصوصا على الاشخاص المهمين لك. أنت غير قادر على تقبل أنك أصبحت عبئاً عليهم” قالت تشو يوتشان بنعومة.
بواسطة :
“…” تحركت شفاه يون تشي قليلاً.
لأنه كان يرى أنه عندما قالت يون ووشين هذه الأشياء، كان هناك ضوء من الحنين والشوق في أعماق عينيها…أرادت مغادرة هذا المكان، أرادت رؤية العالم الخارجي، لكن أكثر من كل هذه الأشياء، لم تكن تريد أن تترك أمها وحدها.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
