مجلة
مع حلول الليل، انتهى لوميان من التعامل مع جيرانه الذين جاؤوا لاستعارة الفرن. شق طريقه إلى الطابق الثاني، داخلًا الغرفة التي كانت بمثابة مكتب أورور.
أخذ قميصًا قطنيًا، سروالًا قطنيًا وسترة جلدية، وقام بتمديد جسده ليشعر بالملابس. أي ملابس أخرى ستعيق خفة حركته، وكان ذلك أمرًا حاسمًا في مثل هذا الموقف.
في كوردو، كان العديد من الناس مُقدَّعين ولم يستطيعوا شراء أفرانهم أو مواقدهم الكبيرة. عندما احتاجوا إلى تحميص الخبز أو تدخين اللحم، كان عليهم اقتراضها من الآخرين واستخدامها على الفور.
مع حلول الليل، انتهى لوميان من التعامل مع جيرانه الذين جاؤوا لاستعارة الفرن. شق طريقه إلى الطابق الثاني، داخلًا الغرفة التي كانت بمثابة مكتب أورور.
كانت أورور دائمًا متساهلة ومتسامحة عندما تعلق الأمر بذلك. كان بإمكان أي شخص أن يستعير فرنها، لكن كان عليهم دفع تكاليف الوقود أو إحضار الفحم والخشب الخاص بهم.
إستمتعوا~~~
في الوقت الحالي، إرتدت ثوب نومها الحريري الأبيض وكانت منكمشة في كرسي متراجع الظهر، وتركيزها بالكامل على الكتاب الذي حملته تحت المصباح الساطع العامل بالبطارية على المكتب.
“خيال؟” فوجئ لوميان بإختيار أخته للكلمات.
لم يرغب لوميان في إزعاجها، لذلك سحب بلا مبالاة كتابًا أرق من رف الكتب وجلس في الزاوية.
أيضا أخيرا تم ذكر الحرب، أظن ذلك سيقنع اخيرا الذين قالوا أن الوقت قد كان قبل نهاية الكتاب الأول?
الحجاب الخفي.. أي مجلة هي هذه؟ تأمل لوميان، مُحَدِقًا في الغلاف المزين بالرموز الغامضة.
غالبًا ما حار لوميان. كيف أتت أورور بمثل هذه المعرفة الواسعة؟
قلب بسرعة بين الصفحات، وكلما قرأ أكثر، كلما اندهش أكثر.
ألقت أورور نظرة على لوميان وسألت، “ما الذي تحدق بتلك الطريقة فيه؟”
بحثت هذه المجلة في وجود الأرواح البشرية. ناقشت كيف كان لجميع الكائنات روح، ومن خلال وسائل اتصال سرية بين أرواح مختلفة، يمكن للمرء الحصول على أنواع مختلفة من المساعدة.
“نعم.”، رد لوميان بلهفة، اهتمامه قد أثير. في الوقت نفسه، أطلق تنهيدة حزينة عميقا في قلبه.
حتى لو لم يكن المرء متدينًا، حتى لو كانوا يحضرون كاتدرائية الشمس المشتعلة الأبدية للصلاة والمشاركة في القداس من حين لآخر فقط، فإنه لم يسع كلمتين إلا أن تومضا عبر ذهن لوميان: تدنيس للمقدسات! محرم!
كان الصمت المخيف للمكان يصم الآذان.
كمشعوذة ستُحرق على عمود بلا شك من قبل محاكم التفتيش إذا تم الكشف عن هويتها الحقيقية، كان من العادي أن تمتلك أورور مثل هذه الكتب في مقر إقامتها. ومع ذلك، إستطاع لوميان أن يميز أن هذه المجلة قد حصلت على إذن من الحكومة للنشر!
لم يرغب لوميان في إزعاجها، لذلك سحب بلا مبالاة كتابًا أرق من رف الكتب وجلس في الزاوية.
أيمكن نشر مثل هذا الشيء علانية؟
ذلك هو التقييم الإحترافي لمشعوذ.
ألم يقلوا أن الرقابة على النشر كانت دائما شديدة الصرامة؟
عندما كان على وشك الاقتراب من السرير، تجمد لوميان، ونبض قلبه.
أم أن ذلك تصريح مزيف… نظر لوميان إلى أورور وسأل، “هل هذه مجلة محظورة؟”
“لماذا تجلس بذلك البعد، أتضع عرض شفقة، ضعف وعجز؟”
رفعت أورور عينيها عن كتابها ونظرت إلى أخيها. ردت بنبرة غير مبالية، “في الماضي، كانت خيال سري. في وقت لاحق، لسبب ما، أزيلت الرقابة وتم نشرها رسميًا. لم تهتم كنيسة الشمس المشتعلة الأبدية في الواقع ووافقت ضمنيًا.”
ذلك هو التقييم الإحترافي لمشعوذ.
“خيال؟” فوجئ لوميان بإختيار أخته للكلمات.
اندفعت عيناه الحادتان في أرجاء الغرفة، وقام بتعديل الكرسي الذي عادةً ما كان موضوع على زاوية مائلة ليواجه النافذة.
“بالطبع، هذا خيال. أنت لا تأخذه على محمل الجد، أليس كذلك؟” ضحكت أورور. “لو أن ما كتب صحيح، أتعتقد أنه كان لا يزال سيمكن نشره؟ إذا اتبعت الطريقة المكتوبة فيها، بخلاف إضعاف نفسك عقليًا وعصابيًا، فلن يكون هناك أي مكاسب إضافية. نعم… سيكون هناك شيئ حقيقي ما في بعض الأحيان، ولكن بدون لغة الطقس المقابلة، سيكون ذلك مضيعة للجهد مهما حاولت بصعوبة.”
كان من المحير للعقل ببساطة أن امرأة في العشرينات من عمرها قد تستطيع جمع ذلك الكم من الحكمة. لم يستطع بعض الناس جمع هذا القدر من المعرفة حتى بعد أن عاشوا 50 أو 60 عامًا.
ذلك هو التقييم الإحترافي لمشعوذ.
أخذت أورور نفسًا عميقًا، وأبرزت خداها المنتفخان تفكيرها.
“حسنًا…” لم يستطع لوميان إخفاء خيبة أمله. “وجدت من الغريب أنه قد تم نشر هذا.”
“خيال؟” فوجئ لوميان بإختيار أخته للكلمات.
أخذت أورور نفسًا عميقًا، وأبرزت خداها المنتفخان تفكيرها.
ثم زحف إلى السرير وأطفأ مصباح الكيروسين الموجود على الخزانة المجاورة له.
“لا أعرف السبب أيضًا. ربما لأن العالم قد شهد تزايدًا في الأحداث الخارقة للطبيعة مؤخرًا، وأصبح من الصعب إخفاءها بشكل متزايد. أصبح الجمهور أكثر وعيًا بوجودها، والحكومة تعمل ببطء على التخفيف من حدة سيطرتها على مثل هذه المواضيع. لهذا السبب يتم نشر كتب كهذه. في ترير، النفسي، اللوتس، والآركان هي المجلات الأكثر شعبية. لديّ جميعها على رف كتبي. إذا كنت ترغب في إختلاق المزيد من القصص الواقعية للحانة، يجب أن تقرأها.”
كان الصمت المخيف للمكان يصم الآذان.
“نعم.”، رد لوميان بلهفة، اهتمامه قد أثير. في الوقت نفسه، أطلق تنهيدة حزينة عميقا في قلبه.
اندفعت عيناه الحادتان في أرجاء الغرفة، وقام بتعديل الكرسي الذي عادةً ما كان موضوع على زاوية مائلة ليواجه النافذة.
كان مخزن كتب أورور رائعًا ومتنوعًا حقًا!
…
بفضل هذه المجلدات وتوضيحات أورور العرضية، تمكن لوميان — الفتى الذي تخلى عن تعليمه — من الحصول على فهم معقول للعالم والقارة والأمة التي دعاها وطنه.
عاش لوميان وأورور في جمهورية إنتيس، أرض وقعت في قلب القارة الشمالية. كانت أمة حادها بحر الضباب من الغرب، إمبراطورية فيزاك من الشمال، سلسلة جبال هورناكيس ومملكة لوين من الشرق. إلى الجنوب وقعت مملكة فينابوتر، لينبورغ وماسين.
انقسم العالم إلى قارتين كبيرتين، واحدة في الشمال وواحدة في الجنوب، فصل بينهما البحر الهائج الغادر، حيث ضربت الأعاصير الهائجة كل من يجرؤ على الإبحار في مياهه. لكن الأراضي الغامضة حقًا وقعت في الشرق والغرب، في القارتين الشرقية والغربية الأسطوريتين. لم تطأ قدم أحد هناك من قبل، وتساءل البعض عما إذا كانت موجودة أصلاً.
كانت أورور دائمًا متساهلة ومتسامحة عندما تعلق الأمر بذلك. كان بإمكان أي شخص أن يستعير فرنها، لكن كان عليهم دفع تكاليف الوقود أو إحضار الفحم والخشب الخاص بهم.
عاش لوميان وأورور في جمهورية إنتيس، أرض وقعت في قلب القارة الشمالية. كانت أمة حادها بحر الضباب من الغرب، إمبراطورية فيزاك من الشمال، سلسلة جبال هورناكيس ومملكة لوين من الشرق. إلى الجنوب وقعت مملكة فينابوتر، لينبورغ وماسين.
الحجاب الخفي.. أي مجلة هي هذه؟ تأمل لوميان، مُحَدِقًا في الغلاف المزين بالرموز الغامضة.
كانت الدول الصغيرة الواقعة بين مملكة فينابوتر ومملكة لوين، مثل سيغار، جنبًا إلى جنب مع لينبورغ وماسين، تُعرف مجتمعة بإسم دول المنطقة الجنوبية الوسطى. إشتركت بإيمان مشترك بإله المعرفة والحكمة.
مما لا شك فيه، عهد الإمبراطور روزيل قد أدى إلى امتحان القبول بالجامعة، وظل جزءًا من الحياة الأكاديمية حتى يومنا هذا.
كانت القارة الجنوبية قد سقطت بالفعل تحت سيطرة مختلف القوى من القارة الشمالية. سواء كانت إمبراطورية بالام، مملكة باز، مملكة هاجنتي أو أي من الدول الأخرى، فقد فقدوا استقلالهم تقريبًا. ومع ذلك، مقاومة شرسة ضد الاستعمار لا زالت تحترق في قلوب المُحتَلين.
أومأت أورور برأسها ونظرت إلى مكان لوميان في زاوية الغرفة.
بالإضافة إلى البحر الهائج الذي قسم القارات الشمالية والجنوبية، كانت هناك بحار عظيمة أخرى: بحر الضباب إلى غرب جمهورية إنتيس، بحر سونيا شرق مملكة لوين، بحر الشمال شمال إمبراطورية فيزاك، والبحر القطبي إلى جنوب القارة الجنوبية. كانت تُعرف مجتمعةً بإسم البحار الخمسة.
ألقت أورور نظرة على لوميان وسألت، “ما الذي تحدق بتلك الطريقة فيه؟”
من بين جميع دول القارة الشمالية، كانت مملكة لوين هي الأقوى، وكانت جمهورية إنتيس بعدها. هُزمت إمبراطورية فيزاك في الحرب الأخيرة، وتراجعت إلى المركز الرابع. صعدت مملكة فينابوتر إلى المركز الثالث. ومن بين بلدان المنطقة الجنوبية الوسطى، سادت لينبورغ.
أومأت أورور برأسها ونظرت إلى مكان لوميان في زاوية الغرفة.
بالمقارنة مع الناس البسطاء في كوردو الذين لم يعرفوا إلا عن جمهورية إنتيس ومملكة فاينابوتر ولينبرغ، كان لوميان عمليًا رسَّامَ خرائط.
لم يكن الطابق الأول مختلفًا.
لم يكن الأمر مفاجئًا حقًا، بالنظر إلى أن رعاة قرية كوردو سافروا إلى مملكتي فينابوتر ولينبورغ المجاورتين فقط. لم يكن لديهم سوى فهم محدود لهذه الأراضي. سكان القرى الشمالية لمنطقة داريج كانوا ملتزمين بمحافظاتهم بنفس القدر. بخلاف المستوطنات المحيطة، لم يكن بإمكانهم سوى تسمية ترير، سوهيت وعدد قليل من المدن الكبرى الأخرى.
“نعم.”، رد لوميان بلهفة، اهتمامه قد أثير. في الوقت نفسه، أطلق تنهيدة حزينة عميقا في قلبه.
غالبًا ما حار لوميان. كيف أتت أورور بمثل هذه المعرفة الواسعة؟
ألم يقلوا أن الرقابة على النشر كانت دائما شديدة الصرامة؟
جميع الكتب المدرسية التي قرأها كتبتها أورور، وأعدت جميع امتحاناته التدريبية. إمتلكت أورور إجابة عن كل سؤال في الكتب التي قرأها!
سوف يشرع في استكشاف أولي للمنطقة الليلة!
لكن ما أذهله أكثر هو خبرتها في مختلف أشكال القتال.
“لا أعرف السبب أيضًا. ربما لأن العالم قد شهد تزايدًا في الأحداث الخارقة للطبيعة مؤخرًا، وأصبح من الصعب إخفاءها بشكل متزايد. أصبح الجمهور أكثر وعيًا بوجودها، والحكومة تعمل ببطء على التخفيف من حدة سيطرتها على مثل هذه المواضيع. لهذا السبب يتم نشر كتب كهذه. في ترير، النفسي، اللوتس، والآركان هي المجلات الأكثر شعبية. لديّ جميعها على رف كتبي. إذا كنت ترغب في إختلاق المزيد من القصص الواقعية للحانة، يجب أن تقرأها.”
كان من المحير للعقل ببساطة أن امرأة في العشرينات من عمرها قد تستطيع جمع ذلك الكم من الحكمة. لم يستطع بعض الناس جمع هذا القدر من المعرفة حتى بعد أن عاشوا 50 أو 60 عامًا.
أُغرِقت غرفة النوم بضباب رمادي كثيف.
أيمكن أن تكون هذه هي اللبنات الأساسية لمشعوذ حقيقي؟ رفع لوميان نظره مرةً أخرى وحدق في أورور، تائهًا في التفكير.
“لا أعرف السبب أيضًا. ربما لأن العالم قد شهد تزايدًا في الأحداث الخارقة للطبيعة مؤخرًا، وأصبح من الصعب إخفاءها بشكل متزايد. أصبح الجمهور أكثر وعيًا بوجودها، والحكومة تعمل ببطء على التخفيف من حدة سيطرتها على مثل هذه المواضيع. لهذا السبب يتم نشر كتب كهذه. في ترير، النفسي، اللوتس، والآركان هي المجلات الأكثر شعبية. لديّ جميعها على رف كتبي. إذا كنت ترغب في إختلاق المزيد من القصص الواقعية للحانة، يجب أن تقرأها.”
بينما ربتت أورور على خديها أثناء القراءة، بالكاد بدت وكأنها باحثة أو مشعوذة.
الأول كان مذراة بطول مترين مصنوعة من الفولاذ. قالت أورور أنها فعالة ورائعة طالما أن الهدف لم يكن لديه سلاح بعيد المدى.
ألقت أورور نظرة على لوميان وسألت، “ما الذي تحدق بتلك الطريقة فيه؟”
فجأة غير عقل أورور تروسه. ألقت على لوميان ابتسامة خبيثة واستفسرت، “لماذا لم تقم بتوقفك المعتاد في الحانة اليوم لتمتع الرعاة بقصصك؟”
غيّر لوميان الموضوع بسرعة، “ذكرتِ في آخر مرة أنني أمتلك المعرفة المطلوبة لاجتياز امتحان القبول بالكلية؟”
عندما كان على وشك الاقتراب من السرير، تجمد لوميان، ونبض قلبه.
فكرت أورور للحظة قبل الرد، “من الناحية النظرية، يمكنك الحصول على القبول في أي جامعة، لكن بما أنني لم أخُض هذا الإختبار بعينه، لا يمكنني تحديد الأسئلة التي ستطرح على وجه اليقين. غيرَّ روزيل الكثير على الجمهور حقا. تنهد، أعتقد أنه شيء جيد…”
غيّر لوميان الموضوع بسرعة، “ذكرتِ في آخر مرة أنني أمتلك المعرفة المطلوبة لاجتياز امتحان القبول بالكلية؟”
مما لا شك فيه، عهد الإمبراطور روزيل قد أدى إلى امتحان القبول بالجامعة، وظل جزءًا من الحياة الأكاديمية حتى يومنا هذا.
أيمكن أن تكون هذه هي اللبنات الأساسية لمشعوذ حقيقي؟ رفع لوميان نظره مرةً أخرى وحدق في أورور، تائهًا في التفكير.
فجأة غير عقل أورور تروسه. ألقت على لوميان ابتسامة خبيثة واستفسرت، “لماذا لم تقم بتوقفك المعتاد في الحانة اليوم لتمتع الرعاة بقصصك؟”
مشى إلى النافذة ووضع يديه على العتبة ونظر إلى الخارج.
“أنا لست مدمن كحول حقًا.” أجاب لوميان بينما تصفح مجلته، “القراءة في المنزل ممتعة بنفس القدر.”
وتساعدني على تهدئة أعصابي وتهدئة عقلي… أضاف لوميان بصمت.
وتساعدني على تهدئة أعصابي وتهدئة عقلي… أضاف لوميان بصمت.
لدى أورور بالتأكيد طريقتها مع الكلمات. تأمل لوميان، على الرغم من أنني أفهم المعنى الكامن وراء ‘الشفقة’، ‘الضعف’ و ‘العجز’، إلا أنها لا تزال مزيجًا غريبًا. من المفترض أنه اعتاد عليها الآن، سحب كرسيًا واقترب من المكتب حيث جلست أورور.
أومأت أورور برأسها ونظرت إلى مكان لوميان في زاوية الغرفة.
حياته الماضية في الشوارع حولته إلى رجل أفعال.
“لماذا تجلس بذلك البعد، أتضع عرض شفقة، ضعف وعجز؟”
حياته الماضية في الشوارع حولته إلى رجل أفعال.
“اقترب. تحتاج إلى إضاءة مناسبة للقراءة في الليل، وإلا ستعاني عيناك.”
بهذه النية، تمتم لنفسه، “أريد درع صدر ومسدس… أريد درع صدر ومسدس…”
لدى أورور بالتأكيد طريقتها مع الكلمات. تأمل لوميان، على الرغم من أنني أفهم المعنى الكامن وراء ‘الشفقة’، ‘الضعف’ و ‘العجز’، إلا أنها لا تزال مزيجًا غريبًا. من المفترض أنه اعتاد عليها الآن، سحب كرسيًا واقترب من المكتب حيث جلست أورور.
بينما تمنى لأورور ليلة سعيدة، تراجع لوميان مرة أخرى إلى غرفته.
قضى الاثنان المساء في القراءة بِـصمت، ودردشًا بين الحين والآخر، حيث امتزج صوت أنفاسهما مع حفيف الصفحات والنسيم العليل الذي تصاعد من خارج النافذة. هادئ ومريح.
بينما ربتت أورور على خديها أثناء القراءة، بالكاد بدت وكأنها باحثة أو مشعوذة.
…
“خيال؟” فوجئ لوميان بإختيار أخته للكلمات.
بينما تمنى لأورور ليلة سعيدة، تراجع لوميان مرة أخرى إلى غرفته.
أشار ذلك إلى أن عالم الأحلام الذي دخله لم يكن إنعكاسًا دقيقًا للواقع. لربما كان تجسدًا لأعمق رغباته اللا واعية. على الرغم من أن لوميان لم يستطِع فك معناه، إلا أنه علم أنه شيء يجب تذكره.
نزع معطفه ولفه على ظهر الكرسي. لم يستطِع المخاطرة بإحضار بطاقة العصا إلى الفراش معه؛ من شأن ذلك أن يثير الشكوك فقط، وقد أقسمت أخته أن تراقبه في جميع الأوقات.
أم أن ذلك تصريح مزيف… نظر لوميان إلى أورور وسأل، “هل هذه مجلة محظورة؟”
عندما كان على وشك الاقتراب من السرير، تجمد لوميان، ونبض قلبه.
كانت الغرفة لا تزال ملفوفة في ضباب رمادي رقيق.
اندفعت عيناه الحادتان في أرجاء الغرفة، وقام بتعديل الكرسي الذي عادةً ما كان موضوع على زاوية مائلة ليواجه النافذة.
ذلك هو التقييم الإحترافي لمشعوذ.
ثم زحف إلى السرير وأطفأ مصباح الكيروسين الموجود على الخزانة المجاورة له.
حتى لو لم يكن المرء متدينًا، حتى لو كانوا يحضرون كاتدرائية الشمس المشتعلة الأبدية للصلاة والمشاركة في القداس من حين لآخر فقط، فإنه لم يسع كلمتين إلا أن تومضا عبر ذهن لوميان: تدنيس للمقدسات! محرم!
مع انجرافه إلى أعماق النوم، استيقظ لوميان فجأة.
آخِذًا نفسًا عميقًا، انحنى لوميان لأخذ الفأس.
أُغرِقت غرفة النوم بضباب رمادي كثيف.
ثم زحف إلى السرير وأطفأ مصباح الكيروسين الموجود على الخزانة المجاورة له.
لوميان، الذي كان مستعد عقليًا بالفعل، درس بهدوء محيطه وأدرك شيئًا.
الحجاب الخفي.. أي مجلة هي هذه؟ تأمل لوميان، مُحَدِقًا في الغلاف المزين بالرموز الغامضة.
كان الكرسي الذي لفه بدقة قبل ذهابه للنوم ليلًا لا يزال على زاوية في حلمه، تمامًا كما كان في الواقع في الماضي قبل هذا.
مر الوقت بسرعة. بعد الكثير من التأمل، اتخذ لوميان قرارًا حازمًا.
أشار ذلك إلى أن عالم الأحلام الذي دخله لم يكن إنعكاسًا دقيقًا للواقع. لربما كان تجسدًا لأعمق رغباته اللا واعية. على الرغم من أن لوميان لم يستطِع فك معناه، إلا أنه علم أنه شيء يجب تذكره.
كانت أورور دائمًا متساهلة ومتسامحة عندما تعلق الأمر بذلك. كان بإمكان أي شخص أن يستعير فرنها، لكن كان عليهم دفع تكاليف الوقود أو إحضار الفحم والخشب الخاص بهم.
مشى إلى النافذة ووضع يديه على العتبة ونظر إلى الخارج.
فتح لوميان باب غرفة نوم أورور ثم مكتبها. كان التصميم مختلفًا قليلًا عن الواقع، لكنه تعرف عليه على الفور. الإختلاف الأكبر بالطبع هو أن أورور لم تكن موجودة في أي مكان. تم تجميد المشهد بأكمله في ظلال رمادية.
الجبل المصنوع من الحجارة البنية الحمراء والتربة البنية المحمرة والمباني المنهارة التي أحاطت به كانت لا تزال موجودة.
أيضا أخيرا تم ذكر الحرب، أظن ذلك سيقنع اخيرا الذين قالوا أن الوقت قد كان قبل نهاية الكتاب الأول?
كان الصمت المخيف للمكان يصم الآذان.
مع حلول الليل، انتهى لوميان من التعامل مع جيرانه الذين جاؤوا لاستعارة الفرن. شق طريقه إلى الطابق الثاني، داخلًا الغرفة التي كانت بمثابة مكتب أورور.
مر الوقت بسرعة. بعد الكثير من التأمل، اتخذ لوميان قرارًا حازمًا.
“أنا لست مدمن كحول حقًا.” أجاب لوميان بينما تصفح مجلته، “القراءة في المنزل ممتعة بنفس القدر.”
سوف يشرع في استكشاف أولي للمنطقة الليلة!
كان الكرسي الذي لفه بدقة قبل ذهابه للنوم ليلًا لا يزال على زاوية في حلمه، تمامًا كما كان في الواقع في الماضي قبل هذا.
حياته الماضية في الشوارع حولته إلى رجل أفعال.
كانت أورور دائمًا متساهلة ومتسامحة عندما تعلق الأمر بذلك. كان بإمكان أي شخص أن يستعير فرنها، لكن كان عليهم دفع تكاليف الوقود أو إحضار الفحم والخشب الخاص بهم.
ومع ذلك، لم يندفع إلى الطابق السفلي. بدلاً من ذلك، فتح الخزانة وبدأ يضع الملابس.
غالبًا ما حار لوميان. كيف أتت أورور بمثل هذه المعرفة الواسعة؟
لم يكن بالحاجة إليها للتدفئة، لكنه أراد زيادة ‘قدرته الدفاعية’ بهذه الطريقة.
“أنا لست مدمن كحول حقًا.” أجاب لوميان بينما تصفح مجلته، “القراءة في المنزل ممتعة بنفس القدر.”
أخذ قميصًا قطنيًا، سروالًا قطنيًا وسترة جلدية، وقام بتمديد جسده ليشعر بالملابس. أي ملابس أخرى ستعيق خفة حركته، وكان ذلك أمرًا حاسمًا في مثل هذا الموقف.
أم أن ذلك تصريح مزيف… نظر لوميان إلى أورور وسأل، “هل هذه مجلة محظورة؟”
وبينما تكيف مع وضعه الحالي، راودت لوميان فكرة مفاجئة.
بفضل هذه المجلدات وتوضيحات أورور العرضية، تمكن لوميان — الفتى الذي تخلى عن تعليمه — من الحصول على فهم معقول للعالم والقارة والأمة التي دعاها وطنه.
هذا حلمي. ألا أستطيع الحصول على ما أريد؟
من بين جميع دول القارة الشمالية، كانت مملكة لوين هي الأقوى، وكانت جمهورية إنتيس بعدها. هُزمت إمبراطورية فيزاك في الحرب الأخيرة، وتراجعت إلى المركز الرابع. صعدت مملكة فينابوتر إلى المركز الثالث. ومن بين بلدان المنطقة الجنوبية الوسطى، سادت لينبورغ.
بهذه النية، تمتم لنفسه، “أريد درع صدر ومسدس… أريد درع صدر ومسدس…”
“بالطبع، هذا خيال. أنت لا تأخذه على محمل الجد، أليس كذلك؟” ضحكت أورور. “لو أن ما كتب صحيح، أتعتقد أنه كان لا يزال سيمكن نشره؟ إذا اتبعت الطريقة المكتوبة فيها، بخلاف إضعاف نفسك عقليًا وعصابيًا، فلن يكون هناك أي مكاسب إضافية. نعم… سيكون هناك شيئ حقيقي ما في بعض الأحيان، ولكن بدون لغة الطقس المقابلة، سيكون ذلك مضيعة للجهد مهما حاولت بصعوبة.”
كانت الغرفة لا تزال ملفوفة في ضباب رمادي رقيق.
أم أن ذلك تصريح مزيف… نظر لوميان إلى أورور وسأل، “هل هذه مجلة محظورة؟”
هذا لن ينفع. هذا الحلم خاص… كانت خيبة أمله ظاهرة، لكنه سرعان ما إستعاد رباطة جأشه وشق طريقه إلى باب غرفة النوم. خرج إلى الممر، وجد نفسه في ظلام دامس. معتم وقاتم.
فكرت أورور للحظة قبل الرد، “من الناحية النظرية، يمكنك الحصول على القبول في أي جامعة، لكن بما أنني لم أخُض هذا الإختبار بعينه، لا يمكنني تحديد الأسئلة التي ستطرح على وجه اليقين. غيرَّ روزيل الكثير على الجمهور حقا. تنهد، أعتقد أنه شيء جيد…”
فتح لوميان باب غرفة نوم أورور ثم مكتبها. كان التصميم مختلفًا قليلًا عن الواقع، لكنه تعرف عليه على الفور. الإختلاف الأكبر بالطبع هو أن أورور لم تكن موجودة في أي مكان. تم تجميد المشهد بأكمله في ظلال رمادية.
في كوردو، كان العديد من الناس مُقدَّعين ولم يستطيعوا شراء أفرانهم أو مواقدهم الكبيرة. عندما احتاجوا إلى تحميص الخبز أو تدخين اللحم، كان عليهم اقتراضها من الآخرين واستخدامها على الفور.
لم يكن الطابق الأول مختلفًا.
نزع معطفه ولفه على ظهر الكرسي. لم يستطِع المخاطرة بإحضار بطاقة العصا إلى الفراش معه؛ من شأن ذلك أن يثير الشكوك فقط، وقد أقسمت أخته أن تراقبه في جميع الأوقات.
قام لوميان بفحص محيطه بحثًا عن سلاح للدفاع عن نفسه. لقد عرف منزله أفضل من أي شخص آخر. وسرعان ما وجد اثنين قابلين للإستعمال.
مع انجرافه إلى أعماق النوم، استيقظ لوميان فجأة.
الأول كان مذراة بطول مترين مصنوعة من الفولاذ. قالت أورور أنها فعالة ورائعة طالما أن الهدف لم يكن لديه سلاح بعيد المدى.
~~~~~
كان الثاني فأس حديدي حاد أسود.
مع انجرافه إلى أعماق النوم، استيقظ لوميان فجأة.
آه، لماذا ليس كلاهما… لم يستطِع لوميان إلا التفكير في العبارة التي كثيرا ما كررتها أورور، لكنه سرعان ما رفض الفكرة.
وقف إلى ارتفاعه الكامل وانطلق نحو الباب، بالكاد أمكن رؤيته في الضباب الضبابي.
اليوم كان عن الإستطلاع بالكامل. لقد إحتاج إلى أن يكون ماكرًا، مختبئًا في الظلال.
سوف يشرع في استكشاف أولي للمنطقة الليلة!
جر مثل هذا السلاح الثقيل في الأرجاء لن يؤدي إلا إلى إعاقة تحركاته وفضحه.
هذا لن ينفع. هذا الحلم خاص… كانت خيبة أمله ظاهرة، لكنه سرعان ما إستعاد رباطة جأشه وشق طريقه إلى باب غرفة النوم. خرج إلى الممر، وجد نفسه في ظلام دامس. معتم وقاتم.
آخِذًا نفسًا عميقًا، انحنى لوميان لأخذ الفأس.
بفضل هذه المجلدات وتوضيحات أورور العرضية، تمكن لوميان — الفتى الذي تخلى عن تعليمه — من الحصول على فهم معقول للعالم والقارة والأمة التي دعاها وطنه.
وقف إلى ارتفاعه الكامل وانطلق نحو الباب، بالكاد أمكن رؤيته في الضباب الضبابي.
مع انجرافه إلى أعماق النوم، استيقظ لوميان فجأة.
بيد ماهرة، فتح الباب دون أن يصدر أي صوت.
~~~~~
رفعت أورور عينيها عن كتابها ونظرت إلى أخيها. ردت بنبرة غير مبالية، “في الماضي، كانت خيال سري. في وقت لاحق، لسبب ما، أزيلت الرقابة وتم نشرها رسميًا. لم تهتم كنيسة الشمس المشتعلة الأبدية في الواقع ووافقت ضمنيًا.”
فصل اليوم، أرجو أنه قد أعجبكم~
مشى إلى النافذة ووضع يديه على العتبة ونظر إلى الخارج.
أيضا أخيرا تم ذكر الحرب، أظن ذلك سيقنع اخيرا الذين قالوا أن الوقت قد كان قبل نهاية الكتاب الأول?
أخذ قميصًا قطنيًا، سروالًا قطنيًا وسترة جلدية، وقام بتمديد جسده ليشعر بالملابس. أي ملابس أخرى ستعيق خفة حركته، وكان ذلك أمرًا حاسمًا في مثل هذا الموقف.
ذلك كل شيء للآن، أراكم لاحقا إن شاء الله
من بين جميع دول القارة الشمالية، كانت مملكة لوين هي الأقوى، وكانت جمهورية إنتيس بعدها. هُزمت إمبراطورية فيزاك في الحرب الأخيرة، وتراجعت إلى المركز الرابع. صعدت مملكة فينابوتر إلى المركز الثالث. ومن بين بلدان المنطقة الجنوبية الوسطى، سادت لينبورغ.
إستمتعوا~~~
لم يكن الأمر مفاجئًا حقًا، بالنظر إلى أن رعاة قرية كوردو سافروا إلى مملكتي فينابوتر ولينبورغ المجاورتين فقط. لم يكن لديهم سوى فهم محدود لهذه الأراضي. سكان القرى الشمالية لمنطقة داريج كانوا ملتزمين بمحافظاتهم بنفس القدر. بخلاف المستوطنات المحيطة، لم يكن بإمكانهم سوى تسمية ترير، سوهيت وعدد قليل من المدن الكبرى الأخرى.
حتى لو لم يكن المرء متدينًا، حتى لو كانوا يحضرون كاتدرائية الشمس المشتعلة الأبدية للصلاة والمشاركة في القداس من حين لآخر فقط، فإنه لم يسع كلمتين إلا أن تومضا عبر ذهن لوميان: تدنيس للمقدسات! محرم!
كمشعوذة ستُحرق على عمود بلا شك من قبل محاكم التفتيش إذا تم الكشف عن هويتها الحقيقية، كان من العادي أن تمتلك أورور مثل هذه الكتب في مقر إقامتها. ومع ذلك، إستطاع لوميان أن يميز أن هذه المجلة قد حصلت على إذن من الحكومة للنشر!
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
