نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

حلقة الحتمية 455

طفلين

طفلين

الشخص الذي رآه صبي يبلغ من العمر حوالي 7 أو 8 أعوام يرتدي زي رجل شاب ذو شعر أصفر وعينين بنيتين وخدود ممتلئة، تمتع بهالة صادقة وبريئة وعرف لوميان على الفور أنه الإبن الروحي للبارون بريغنيس الصبي الغريب لودفيغ، وقف أمام لوحة جدارية مزينة بالكعك وعيناه الصغيرتان مثبتتان على العمل الفني إلا أن شعر بشخص يراقبه حينها إستدار ليلمح لوميان.

بدا الأول عاديًا عند رؤيته من خلال نظارات المتطفلين الغامضة مع هالة نحاسية باهتة تنبعث من شكله.

“هل هربت من المنزل مرة أخرى؟” إبتسم لوميان مازحًا.

علم دائمًا أن لودفيغ بعيد عن أن يكون عاديًا لكن هذا اللقاء أرسل غرائز الخطر لديه إلى أقصى حد حيث ظلت الطبيعة الحقيقية للجلد البشري الذي يبدو بريئًا والشيء المخفي تحته لغزًا مشؤومًا، إرتدى لوميان نظارات المتطفلين الغامضة لفترة طويلة هذه المرة لذا شعر بإنزعاج شديد و غثيان مع ألم في معدته وحاجة ملحة إلى التقيؤ والقيام بوظائف جسدية أخرى، حتى دستور المتآمرين لا يستطيع الصمود أمام هذا لذا أخذ نفسًا عميقًا وتوجه إلى الحمام المجاور لقاعات العرض الثلاث.

“لا، أخبرت أبي الروحي أن التعلم لا يمكن أن يقتصر على المعرفة من الكتب المدرسية فسماع المزيد والتفاعل مع أشياء أخرى مهم بنفس قدر القراءة” أجاب لودفيغ هذه المرة بمزيد من الهدوء.

إنقبض قلب لوميان الذي قام بشكل غريزي بإزالة نظارات المتطفلين الغامضة معيدا المشهد إلى حالته الطبيعية على الفور.

“هل أحضرك إلى هنا لمشاهدة المعرض الفني؟” سأل لوميان ومع ذلك لم يتمكن من إكتشاف البارون بريغنيس في المنطقة المجاورة، كما لاحظ أن ذكاء لودفيغ ومعرفته قد تحسنا قليلاً مما سمح له بإختلاق العذر الذي إستخدمه من قبل.

خطر ببال لوميان أن الرسامين يمكنهم تضخيم الطبيعة المحدودة والمسطحة لهذه الأشياء مما يفتح طريقًا إلى عالم الواقع، في الجوهر تمتلك الشخصيات الموجودة في اللوحات العادية وجودًا غير مكتمل ومكثف وناقصًا روحيًا في هذا العالم المسطح ثنائي الأبعاد… بمساعدة نظارات المتطفلين الغامضة تم كشف النقاب عنهم في شكلهم الحقيقي.

يبدو أن التعلم له تأثير إيجابي عليه!.

يبدو أن التعلم له تأثير إيجابي عليه!.

أومأ لودفيغ برأسه وأضاف “نعم من المهم أن ينمي الطفل تقديره للفن منذ الصغر”.

“حسنًا…” تساءلت جينا بإبتسامة إستقصائية “هل تحتاج إلى مساعدتي لشراء المثلجات لك؟”.

نقر لوميان على لسانه وتابع “إذن لا توجد كتب مدرسية أو واجبات منزلية أو إمتحانات اليوم؟”.

مد الصبي يده إلى جيبه وأخرج عملة ذهبية لامعة متجنباً سؤالها “ستكون هذه مكافأتك – عملة ذهبية محظوظة”.

أجاب لودفيغ وقد إرتسمت إبتسامة سعيدة على وجهه دون قصد “إنه أمر عرضي”.

“هل أحضرك إلى هنا لمشاهدة المعرض الفني؟” سأل لوميان ومع ذلك لم يتمكن من إكتشاف البارون بريغنيس في المنطقة المجاورة، كما لاحظ أن ذكاء لودفيغ ومعرفته قد تحسنا قليلاً مما سمح له بإختلاق العذر الذي إستخدمه من قبل.

على الصعيد الداخلي فكر لوميان ‘هناك بعض النمو ولكن ليس كثيرًا…’.

نظرًا لأن رؤيته غير المدعومة ورؤية الروح لم تكشف عن أي مشكلات يمكن تمييزها فقد إختار إختبار نظارات المتطفلين الغامضة من نفس المسار!، وضع لوميان النظارات بعناية على جسر أنفه وإستعد بينما بدا العالم من حوله وكأنه يدور لكن تركيزه بقي على المشاهد التي تتكشف داخل “رؤيته”، أخذت كل لوحة حياة خاصة بها متحررة من قيود الجدران ويبدو أن بعضها ينظر إلى لوميان بنظرة تقشعر لها الأبدان، في البداية تفاجأ لوميان وخشي أن يكون هناك شيء غير عادي في جميع الصور مما قد يضعه في موقف صعب ومع ذلك سرعان ما أدرك أنه لم يكن تحت الهجوم.

في تلك اللحظة إقترب البارون بريغنيس مرتديا قبعة حريرية وبدلة سوداء من الجانب الآخر لقاعة المعرض.

مد الصبي يده إلى جيبه وأخرج عملة ذهبية لامعة متجنباً سؤالها “ستكون هذه مكافأتك – عملة ذهبية محظوظة”.

لم يستطع لوميان إلا أن يدلي بملاحظة ساخرة “ألا تشعر بالقلق من أنه سيضيع؟”.

علم دائمًا أن لودفيغ بعيد عن أن يكون عاديًا لكن هذا اللقاء أرسل غرائز الخطر لديه إلى أقصى حد حيث ظلت الطبيعة الحقيقية للجلد البشري الذي يبدو بريئًا والشيء المخفي تحته لغزًا مشؤومًا، إرتدى لوميان نظارات المتطفلين الغامضة لفترة طويلة هذه المرة لذا شعر بإنزعاج شديد و غثيان مع ألم في معدته وحاجة ملحة إلى التقيؤ والقيام بوظائف جسدية أخرى، حتى دستور المتآمرين لا يستطيع الصمود أمام هذا لذا أخذ نفسًا عميقًا وتوجه إلى الحمام المجاور لقاعات العرض الثلاث.

بصفته متآمرًا إكتشف لوميان شيئًا غير عادي في هذا الموقف فنظرًا لقلق بريغنيس السابق عندما هرب لودفيغ بعيدًا لم يكن عليه أن يترك الطفل بمفرده في قاعة المعرض!.

“لودفيغ في حالة جيدة مؤخرًا ولم يحاول الهروب من المنزل كما أنه منغمس في الإعجاب باللوحات لذلك لم أرغب في إزعاجه عندما ذهبت إلى الحمام” إبتسم بريغنيس مجيبا.

ظهر على جسدها وجوه مختلفة يحمل كل منها مشاعر مختلفة: الغضب والكراهية والحقد والفرح… بعض هذه الوجوه يشبه وجوه القطط والبعض الآخر يشبه وجوه الكلاب ويبدو أن بعضها موجود في عالم الخيال فقط… ما يوحدهم هو جودتهم الغريبة والشفافة والنابضة بالحياة.

‘يبدو وكأنه شيء سيفعله والد غير مسؤول لكن البارون لم يكن هكذا من قبل أظن أنه تعمد ذلك… هل ترك لودفيغ وحده عمدًا في قاعة المعرض ليرى ماذا سيفعل هذا الطفل الغريب؟، لا داعي للقلق عليه بل عليك أن تقلق بشأن الزوار المحيطين بك فإذا جاع هذا الفتى ولم تقدم الطعام في الوقت المناسب أخشى أن يأكل شخصا ما’ إنتقد لوميان بعد أن قام بالتخمين.

في تلك اللحظة إقترب البارون بريغنيس مرتديا قبعة حريرية وبدلة سوداء من الجانب الآخر لقاعة المعرض.

شعر أن للبارون بريغنيس دافع خفي لترتيب هذه الزيارة للمعرض فالأمر أشبه بقيادة كلب صيد من ذوي الخبرة إلى مناسبة معينة وإطلاق حباله لمعرفة أي فريسة سيتعقبها.

على الصعيد الداخلي فكر لوميان ‘هناك بعض النمو ولكن ليس كثيرًا…’.

بعد الإجابة على سؤال لوميان نظر البارون بريغنيس ممسكًا بحقيبته المنتفخة إلى لودفيغ “عندما تعود أكتب مقالًا عن المعرض الفني مع ذكر تفاصيل مشاعرك والعمل الذي ترك أعمق إنطباع”.

نقر لوميان على لسانه وتابع “إذن لا توجد كتب مدرسية أو واجبات منزلية أو إمتحانات اليوم؟”.

إنهار تعبير لودفيغ.

في اللحظة التالية إكتشف لوميان البارون بريغنيس وإبنه الروحي لودفيغ.

لم يتفاجأ لوميان لأن لديه الكثير من الخبرة في مثل هذا الموقف لذا بدلاً من التحدث مع البارون بريغنايس ولودفيغ إختار مواصلة مراقبته للوحات، إنصب إهتمامه على وجود أي أشكال تشبه الفندق ضمن القطع المقابلة أو وجود نموذج بشري يشبه سيرافين مع التأثير المحتمل على تصورات الزوار ومحيطهم، من المؤسف أن إستكشاف لوميان لقاعات العرض الصغيرة الثلاث لم يسفر عن أي نتائج مهمة وبدلاً من ذلك لفت رسم “المقهى” لمولين إنتباه العديد من السياح مما أثار الإعجاب والإنتقادات، واقفًا في قاعة المعرض الأخيرة فكر لوميان في خطوته التالية مخرجا نظارته البنية ذات الإطار الذهبي وقرر أن يجربها.

“لا، أخبرت أبي الروحي أن التعلم لا يمكن أن يقتصر على المعرفة من الكتب المدرسية فسماع المزيد والتفاعل مع أشياء أخرى مهم بنفس قدر القراءة” أجاب لودفيغ هذه المرة بمزيد من الهدوء.

نظرًا لأن رؤيته غير المدعومة ورؤية الروح لم تكشف عن أي مشكلات يمكن تمييزها فقد إختار إختبار نظارات المتطفلين الغامضة من نفس المسار!، وضع لوميان النظارات بعناية على جسر أنفه وإستعد بينما بدا العالم من حوله وكأنه يدور لكن تركيزه بقي على المشاهد التي تتكشف داخل “رؤيته”، أخذت كل لوحة حياة خاصة بها متحررة من قيود الجدران ويبدو أن بعضها ينظر إلى لوميان بنظرة تقشعر لها الأبدان، في البداية تفاجأ لوميان وخشي أن يكون هناك شيء غير عادي في جميع الصور مما قد يضعه في موقف صعب ومع ذلك سرعان ما أدرك أنه لم يكن تحت الهجوم.

يبدو أن التعلم له تأثير إيجابي عليه!.

حدقت الشخصيات الموجودة في الصور به بحدة صامتة وباردة كما لو أنهم وصلوا إلى درجة من الوعي والشعور بالوجود ومع ذلك لم يخرجوا بالكامل من حدود قماشهم للسير بين الأحياء، بزغ فجر الوحي على لوميان ومن خلال عدسة نظارات المتطفلين الغامضة شهد حقيقة أخرى فربما في بعض الجوانب الموازية من العالم كل لوحة تحمل مظهرًا من الواقع، ومع ذلك ظلوا ثنائيي الأبعاد ومسطحين ويفتقرون إلى العمق وغير قادرين على التأثير بشكل كبير على عالم الإنسان أو عالم الروح، قد تكون هناك إستثناءات للحظات حيث يؤدي التأمل المطول في أعمال معينة إلى إثارة مشاعر الهذيان أو القلق.

خطر ببال لوميان أن الرسامين يمكنهم تضخيم الطبيعة المحدودة والمسطحة لهذه الأشياء مما يفتح طريقًا إلى عالم الواقع، في الجوهر تمتلك الشخصيات الموجودة في اللوحات العادية وجودًا غير مكتمل ومكثف وناقصًا روحيًا في هذا العالم المسطح ثنائي الأبعاد… بمساعدة نظارات المتطفلين الغامضة تم كشف النقاب عنهم في شكلهم الحقيقي.

خطر ببال لوميان أن الرسامين يمكنهم تضخيم الطبيعة المحدودة والمسطحة لهذه الأشياء مما يفتح طريقًا إلى عالم الواقع، في الجوهر تمتلك الشخصيات الموجودة في اللوحات العادية وجودًا غير مكتمل ومكثف وناقصًا روحيًا في هذا العالم المسطح ثنائي الأبعاد… بمساعدة نظارات المتطفلين الغامضة تم كشف النقاب عنهم في شكلهم الحقيقي.

“حسنًا…” تساءلت جينا بإبتسامة إستقصائية “هل تحتاج إلى مساعدتي لشراء المثلجات لك؟”.

وبالمثل كشف تصور لوميان عن حقائق أعمق لنوايا الفنان الإبداعية حيث صورت إحدى اللوحات مستقبل ترير وهو عالم منقسم، في الأعلى الرجال والنساء يحتفلون بمآدب فخمة مزينة بملابس فاخرة وفي الأسفل عاش أفراد بملابس رثة في أنفاق مظلمة بينما يأكلون ديدان الأرض والجرذان والطحالب، ومع ذلك من خلال نظارات المتطفلين الغامضة لمح لوميان في الأعلى خنازير دهنية ولزجة مع زيت يسيل من أفواههم، في الأسفل هناك وجوه غريبة وملتوية وأيدي متحللة تصل إلى الأعلى هذه هي الرسالة الحقيقية التي سعى الفنان إلى إيصالها.

“لودفيغ في حالة جيدة مؤخرًا ولم يحاول الهروب من المنزل كما أنه منغمس في الإعجاب باللوحات لذلك لم أرغب في إزعاجه عندما ذهبت إلى الحمام” إبتسم بريغنيس مجيبا.

في اللحظة التالية إكتشف لوميان البارون بريغنيس وإبنه الروحي لودفيغ.

يبدو أن التعلم له تأثير إيجابي عليه!.

بدا الأول عاديًا عند رؤيته من خلال نظارات المتطفلين الغامضة مع هالة نحاسية باهتة تنبعث من شكله.

‘الطفل الذي جلب لي الحظ السعيد في المرة الأخيرة… ذلك المتجاوز الهائل!’ صرخت جينا في داخلها مذهولة بينما عبرت الشارع غريزيًا وإقتربت من الصبي وبإنحناءة خفيفة إستقبلته بإبتسامة “هل كنت تنتظرني؟”.

أما بالنسبة للأخير فقد حدث شيء تقشعر له الأبدان حيث أدار رأسه فجأة كما لو أنه ألقى نظرة على لوميان عبر قاعتين للمعرض!.

في اللحظة التالية إكتشف لوميان البارون بريغنيس وإبنه الروحي لودفيغ.

تحول وجه لودفيغ السمين إلى شيء مقلق وبدا أن جلده يتلوى كما لو أنه على وشك التساقط بينما حاول شيء ما من تحت السطح أن يخرج.

أجاب لودفيغ وقد إرتسمت إبتسامة سعيدة على وجهه دون قصد “إنه أمر عرضي”.

إنقبض قلب لوميان الذي قام بشكل غريزي بإزالة نظارات المتطفلين الغامضة معيدا المشهد إلى حالته الطبيعية على الفور.

تم الدعم من طرف: Guts

‘هناك بالفعل شيء خاطئ مع لودفيغ… ولحسن الحظ رد فعلي سريع وإلا لربما رأيت شيئًا لم يكن من المفترض أن أراه…’ دار رأس لوميان وشعر أن قدميه يدوسان على القطن.

بعد الإجابة على سؤال لوميان نظر البارون بريغنيس ممسكًا بحقيبته المنتفخة إلى لودفيغ “عندما تعود أكتب مقالًا عن المعرض الفني مع ذكر تفاصيل مشاعرك والعمل الذي ترك أعمق إنطباع”.

علم دائمًا أن لودفيغ بعيد عن أن يكون عاديًا لكن هذا اللقاء أرسل غرائز الخطر لديه إلى أقصى حد حيث ظلت الطبيعة الحقيقية للجلد البشري الذي يبدو بريئًا والشيء المخفي تحته لغزًا مشؤومًا، إرتدى لوميان نظارات المتطفلين الغامضة لفترة طويلة هذه المرة لذا شعر بإنزعاج شديد و غثيان مع ألم في معدته وحاجة ملحة إلى التقيؤ والقيام بوظائف جسدية أخرى، حتى دستور المتآمرين لا يستطيع الصمود أمام هذا لذا أخذ نفسًا عميقًا وتوجه إلى الحمام المجاور لقاعات العرض الثلاث.

“بل لشيء آخر سأدفع لك مقابله” رد الصبي بتنهيدة طويلة تشبه تنهيدة الكبار تقريبًا.

يقع في نهاية ممر طويل مزين بالتماثيل واللوحات بما يتماشى تمامًا مع أجواء مركز ترير للفنون.

تم الدعم من طرف: Guts

بمجرد دخوله إلى الحمام إعتنى لوميان بإحتياجاته العاجلة وبعد غسل وجهه بالماء البارد إستعاد رباطة جأشه تدريجيًا عند تبدد الإنزعاج، بعد الخروج من الحمام إنجرفت نظرة لوميان بشكل طبيعي نحو الجدار المقابل حيث توجد سلسلة من اللوحات المعروضة.

“هل هربت من المنزل مرة أخرى؟” إبتسم لوميان مازحًا.

لفتت إحدى اللوحات إنتباهه وهي قطعة مروعة وغامضة إستحوذت على حواسه.

حدقت الشخصيات الموجودة في الصور به بحدة صامتة وباردة كما لو أنهم وصلوا إلى درجة من الوعي والشعور بالوجود ومع ذلك لم يخرجوا بالكامل من حدود قماشهم للسير بين الأحياء، بزغ فجر الوحي على لوميان ومن خلال عدسة نظارات المتطفلين الغامضة شهد حقيقة أخرى فربما في بعض الجوانب الموازية من العالم كل لوحة تحمل مظهرًا من الواقع، ومع ذلك ظلوا ثنائيي الأبعاد ومسطحين ويفتقرون إلى العمق وغير قادرين على التأثير بشكل كبير على عالم الإنسان أو عالم الروح، قد تكون هناك إستثناءات للحظات حيث يؤدي التأمل المطول في أعمال معينة إلى إثارة مشاعر الهذيان أو القلق.

اللوحة الزيتية موضوعة على خلفية متعددة الطبقات مع التركيز على إمرأة عارية ظل وجهها غير واضح كما لو أن الرسام تركه فارغا عمدا.

خرجت جينا للتو حينها رأت شخصية مألوفة تقف تحت مصباح شارع يعمل بالغاز على الجانب الآخر من الطريق، صبي صغير يرتدي قميصًا أبيض وسترة فضية ومعطفًا أسود وربطة عنق زئبقية بشعر أصفر فاتح مصفف بعناية.

ظهر على جسدها وجوه مختلفة يحمل كل منها مشاعر مختلفة: الغضب والكراهية والحقد والفرح… بعض هذه الوجوه يشبه وجوه القطط والبعض الآخر يشبه وجوه الكلاب ويبدو أن بعضها موجود في عالم الخيال فقط… ما يوحدهم هو جودتهم الغريبة والشفافة والنابضة بالحياة.

اللوحة الزيتية موضوعة على خلفية متعددة الطبقات مع التركيز على إمرأة عارية ظل وجهها غير واضح كما لو أن الرسام تركه فارغا عمدا.

محدقا في هذه اللوحة المقلقة خطرت له فكرة.

“حسنًا…” تساءلت جينا بإبتسامة إستقصائية “هل تحتاج إلى مساعدتي لشراء المثلجات لك؟”.

خلال زيارة غابرييل للمعرض الفني بدا طبيعيًا تمامًا على الأقل وفقًا لروايات المؤلفين لكنهم لم يتمكنوا من مراقبة كل تحركاته خاصة أثناء الأنشطة الدنيوية مثل زيارة الحمام!.

‘هناك بالفعل شيء خاطئ مع لودفيغ… ولحسن الحظ رد فعلي سريع وإلا لربما رأيت شيئًا لم يكن من المفترض أن أراه…’ دار رأس لوميان وشعر أن قدميه يدوسان على القطن.

على الصعيد الداخلي فكر لوميان ‘هناك بعض النمو ولكن ليس كثيرًا…’.

– شارع السوق في مسرح قفص الحمامة القديم:

لم يتفاجأ لوميان لأن لديه الكثير من الخبرة في مثل هذا الموقف لذا بدلاً من التحدث مع البارون بريغنايس ولودفيغ إختار مواصلة مراقبته للوحات، إنصب إهتمامه على وجود أي أشكال تشبه الفندق ضمن القطع المقابلة أو وجود نموذج بشري يشبه سيرافين مع التأثير المحتمل على تصورات الزوار ومحيطهم، من المؤسف أن إستكشاف لوميان لقاعات العرض الصغيرة الثلاث لم يسفر عن أي نتائج مهمة وبدلاً من ذلك لفت رسم “المقهى” لمولين إنتباه العديد من السياح مما أثار الإعجاب والإنتقادات، واقفًا في قاعة المعرض الأخيرة فكر لوميان في خطوته التالية مخرجا نظارته البنية ذات الإطار الذهبي وقرر أن يجربها.

خرجت جينا للتو حينها رأت شخصية مألوفة تقف تحت مصباح شارع يعمل بالغاز على الجانب الآخر من الطريق، صبي صغير يرتدي قميصًا أبيض وسترة فضية ومعطفًا أسود وربطة عنق زئبقية بشعر أصفر فاتح مصفف بعناية.

نقر لوميان على لسانه وتابع “إذن لا توجد كتب مدرسية أو واجبات منزلية أو إمتحانات اليوم؟”.

‘الطفل الذي جلب لي الحظ السعيد في المرة الأخيرة… ذلك المتجاوز الهائل!’ صرخت جينا في داخلها مذهولة بينما عبرت الشارع غريزيًا وإقتربت من الصبي وبإنحناءة خفيفة إستقبلته بإبتسامة “هل كنت تنتظرني؟”.

مد الصبي يده إلى جيبه وأخرج عملة ذهبية لامعة متجنباً سؤالها “ستكون هذه مكافأتك – عملة ذهبية محظوظة”.

“لم أكن أنتظرك بل أنت من تنتظرينني فقد قابلتني قبل أي خيار آخر” نظر إليها الصبي وتمتم.

على الصعيد الداخلي فكر لوميان ‘هناك بعض النمو ولكن ليس كثيرًا…’.

‘ما الأمر هذه المرة؟ هل ستقدم لي حظًا سعيدًا في الكارثة الوشيكة وتجعلني أكتشف شيئًا ما؟’ تسارعت أفكار جينا بينما تسأل عرضًا “ألم تقل أن هذا الإتجاه خطير بعض الشيء في المرة الماضية؟ لماذا أنت هنا هذه المرة؟”.

‘هناك بالفعل شيء خاطئ مع لودفيغ… ولحسن الحظ رد فعلي سريع وإلا لربما رأيت شيئًا لم يكن من المفترض أن أراه…’ دار رأس لوميان وشعر أن قدميه يدوسان على القطن.

“ذلك اليوم هو ذلك اليوم واليوم هو اليوم لمجرد أن الأمر خطير بعض الشيء في ذلك اليوم لا يعني أنه خطير اليوم” رد الصبي بطريقة محسوبة وجدية.

وبالمثل كشف تصور لوميان عن حقائق أعمق لنوايا الفنان الإبداعية حيث صورت إحدى اللوحات مستقبل ترير وهو عالم منقسم، في الأعلى الرجال والنساء يحتفلون بمآدب فخمة مزينة بملابس فاخرة وفي الأسفل عاش أفراد بملابس رثة في أنفاق مظلمة بينما يأكلون ديدان الأرض والجرذان والطحالب، ومع ذلك من خلال نظارات المتطفلين الغامضة لمح لوميان في الأعلى خنازير دهنية ولزجة مع زيت يسيل من أفواههم، في الأسفل هناك وجوه غريبة وملتوية وأيدي متحللة تصل إلى الأعلى هذه هي الرسالة الحقيقية التي سعى الفنان إلى إيصالها.

“حسنًا…” تساءلت جينا بإبتسامة إستقصائية “هل تحتاج إلى مساعدتي لشراء المثلجات لك؟”.

نقر لوميان على لسانه وتابع “إذن لا توجد كتب مدرسية أو واجبات منزلية أو إمتحانات اليوم؟”.

“بل لشيء آخر سأدفع لك مقابله” رد الصبي بتنهيدة طويلة تشبه تنهيدة الكبار تقريبًا.

‘يبدو وكأنه شيء سيفعله والد غير مسؤول لكن البارون لم يكن هكذا من قبل أظن أنه تعمد ذلك… هل ترك لودفيغ وحده عمدًا في قاعة المعرض ليرى ماذا سيفعل هذا الطفل الغريب؟، لا داعي للقلق عليه بل عليك أن تقلق بشأن الزوار المحيطين بك فإذا جاع هذا الفتى ولم تقدم الطعام في الوقت المناسب أخشى أن يأكل شخصا ما’ إنتقد لوميان بعد أن قام بالتخمين.

‘تدفع؟ هل تمنحني الحظ السعيد؟’ صار لدى جينا فكرة غامضة لكنها لم تستفسر عن المكافأة بل قررت أن تتابع متسائلة “ما هو المعروف؟”.

أجاب لودفيغ وقد إرتسمت إبتسامة سعيدة على وجهه دون قصد “إنه أمر عرضي”.

مد الصبي يده إلى جيبه وأخرج عملة ذهبية لامعة متجنباً سؤالها “ستكون هذه مكافأتك – عملة ذهبية محظوظة”.

أجاب لودفيغ وقد إرتسمت إبتسامة سعيدة على وجهه دون قصد “إنه أمر عرضي”.

–+–

أومأ لودفيغ برأسه وأضاف “نعم من المهم أن ينمي الطفل تقديره للفن منذ الصغر”.

تم الدعم من طرف: Guts

“هل أحضرك إلى هنا لمشاهدة المعرض الفني؟” سأل لوميان ومع ذلك لم يتمكن من إكتشاف البارون بريغنيس في المنطقة المجاورة، كما لاحظ أن ذكاء لودفيغ ومعرفته قد تحسنا قليلاً مما سمح له بإختلاق العذر الذي إستخدمه من قبل.

علم دائمًا أن لودفيغ بعيد عن أن يكون عاديًا لكن هذا اللقاء أرسل غرائز الخطر لديه إلى أقصى حد حيث ظلت الطبيعة الحقيقية للجلد البشري الذي يبدو بريئًا والشيء المخفي تحته لغزًا مشؤومًا، إرتدى لوميان نظارات المتطفلين الغامضة لفترة طويلة هذه المرة لذا شعر بإنزعاج شديد و غثيان مع ألم في معدته وحاجة ملحة إلى التقيؤ والقيام بوظائف جسدية أخرى، حتى دستور المتآمرين لا يستطيع الصمود أمام هذا لذا أخذ نفسًا عميقًا وتوجه إلى الحمام المجاور لقاعات العرض الثلاث.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط