نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

فصل النخبة 131

الفصل الأول: افتتاح المشروع

الفصل الأول: افتتاح المشروع

الفصل الأول: افتتاح المشروع

 كان ذلك في أواخر شهر يناير، وعلى الرغم من عدم تساقط الثلوج ، كانت درجة الحرارة أقل من الصفر.

في ظل الطقس البارد ، كنت أنتظر وصول سيدي منذ ساعة.

“الجو بارد ، أيانوكوجي سان… متى سيأتي ناو سينسي …؟”

اشتكى كاموجاوا للمرة الثالثة وزفر في يديه لتدفئة نفسه.

“دائما نفس الشيء. بالنسبة إلى ناو سينسي، فإن الوقت المحدد هو مجرد إجراء شكلي “.

“هل هذا يعني أنه سيتأخر ساعة أو ساعتين في أسوأ الأحوال؟”

على ما يبدو، كان هذا أسوأ ما يمكن أن يتخيله هذا الرجل.

”كم سيكون ذلك رائعا. ستكون محظوظا إذا ظهر هنا اليوم. في كثير من الأحيان لا يظهر على الإطلاق “.

“أوه ، لا … إلى متى ستنتظر شخصًا قد لا يظهر؟”

“إلى الأبد. ما لم أسمع منه، سأنتظر حتى لو تم إغلاق المتجر “.

“سوف تموت، كما تعلم …”

إذا وصفت نفسك كعضو في فصيل ناو، فيجب أن تكون على استعداد للموت لكنني متأكد من أن ناو سينسي لن يهتم بالميت.

نحن مجرد بيادق.

بدلاً من ذلك، هؤلاء الذين لديهم بالفعل موعد مع ناو سينسي في المطعم منزعجون أكثر منا.

“لكن … من المدهش أن يُسمح لشخص ما بالتأخر هكذا. عادة ما يكون ذلك سيئا “.

”التأخر؟ هل تعتقد حقا ذلك؟”

“نعم أفعل.”

“حتى التأخر يعد سلاحا لـناو سينسي. كما في قصة موساشي مياموتو جزيرة جانريوجيما. “

(ملاحظة مترجم:  تشير هذه القصة إلى مبارزة بين اثنين من الساموراي اليابانيين حيث وصل موساشي مياموتو متأخراً ثلاث ساعات.) 

بالطبع ، لن يستخدم عادة مثل هذه الحكاية القديمة كاستراتيجية. لأنه ناو سينسي على وجه التحديد فيسمح له بالقيام بمثل هذه الأفعال.

“تقول الإحصائيات أن 80٪ ممن تم رفض حضور الاجتماع معهم لم يكن لديهم خيار سوى البكاء على أنفسهم “.

هذه الأرقام دليل على أنه لا يمكن للعديد من الناس الوقوف في وجه ناو سينسي. حتى رئيس الوزراء الحالي ليس لديه خيار سوى طلب المساعدة منه باستمرار. بغض النظر عن المدة التي ينتظرون فيه، فسيستقبلون ناو سينسي بابتسامة.

” ماذا عن الـ 20٪ الباقية … ؟”

“ما الفائدة من الاستماع عن الـ 20٪ المتبقية من الحمقى؟”

“حسنًا، فقط من أجل الفضول …”

  “لقد كانوا منزعجين للغاية من الوقوف لدرجة أنهم صرخوا في وجهي وطالبوني بالاتصال بـ ناو سينسي وجعله يخبرهم عن المدة التي سيستغرقها للحضور “.

ابتلع كاموجاوا ريقه وهو ينظف حلقه بجانبي.

على الرغم من أنه يعمل في السياسة منذ فترة قصيرة فقط، إلا أنه يعرف فظاعة إصدار الأوامر لناو سينسي. لكن في كل مرة أواجه فيها مثل هذه الظروف ، كنت أتخذ موقفًا حازمًا وأعطيهم جميعًا نفس الاستجابة.

” أخبرهم أنه لا يمكنني السماح لك بإهانة ناو سينسي هكذا. وأطردهم هكذا “.

كنت أجبرهم على الانحناء وإما طلب موعد آخر أو عدم إظهار وجوههم مرة أخرى.

الآن، 80٪ أخرى من الناس سينحني مرة أخرى.

في حين أن يشعرون بالمرارة في قلوبهم، إلا أنهم ما زالوا يرون لقاء ناو سينسي كأولوية. حسنًا،  من شبه المستحيل أن يكون لديك علاقة سلسة معه عندما يختارون القيام بذلك.

“يبدو أن أيانوكوجي سان يمر بوقت عصيب.”

“يقولون إن العمل الجاد يؤتي ثماره، لكنني في الواقع تعرضت للضرب أكثر من مرة أو مرتين  بمنفضة سجائر وعصى غولف.”

نظرًا لأنهم لا يستطيعون وضع أيديهم على ناو سينسي، ليس لديهم خيار سوى إخراج إحباطهم مني. لكن التعرّض لللكم لا يعني أن ناو سينسي سيمنحني أي امتنان.

“لا أستطيع فعل كل ذلك. أيانوكوجي-سان، هل كنت تتعرض لهذا النوع من الأشياء منذ ما يقرب عن أربع سنوات؟ “

“الأمر بسيط، ولكن ليس للجميع. لكن يمكن لأي شخص فعل ذلك إذا كان على استعداد للموت من أجله “.

لهذا السبب ، أنا ، الذي ليس لديّ دعم ولا تعليم ولا ذكاء ولا خلفية عائلية، أحصل على فرصة. لكن هذا الرجل لا يعرف شيئًا.

إنه أكبر مني بسنتين ومستشار في سنته الأولى في البرلمان.

“ألم يعلمك السيد كاموجاوا بالقواعد الصارمة؟”

الرجل الذي يقف بجانبي هو أكثر نوع أكرهه من السياسيين.

“أبي لم يخبرني بأي شيء من هذا القبيل …”

سياسي نموذجي من الجيل الثاني. نشأ مدللا ولا يزال يعيش في السياسة.

حثالة عديمة الفائدة، ولكن فقط الشخص المختار المولود في طبقة متميزة يمكنه أن يصبح مثله.

والد كاموجاوا، عضو مجلس الشيوخ كاموجاوا توشيزو، وهو من أنصار ناو سينسي منذ فترة طويلة، مخضرم له أكثر من 30 عامًا في السياسة.

بطبيعة الحال، لن يسمح أبدًا لابنه بتجربة الطبقة الدنيا القاسية. إنه ليس مثلي، قطعة مهملة يمكن كسرها. إنه أحد الأعمدة المهمة التي تدعم حزب ناو.

“الشيء الوحيد الذي تعلمته سأكون بأمان كسياسي إذا اتبعت ناو سينسي بصمت، قال إنه بإمكاني أن أصبح عضوًا في مجلس الشيوخ إلى الأبد، وسأحصل على راتب مستقر، وفي النهاية سأتمكن من الحصول على منصب مهم “.

ليس لديه أي شيء يريد تحقيقه كسياسي لكنه يريد كسب لقمة العيش فقط.

هناك الكثير مثله في كل مكان.

إنها عقلية حمقاء وفاسدة، لكن هذه الأنواع تعيش حياة طويلة بلا فائدة.

إنها نعمة لمن هم في القمة لأنه يمكن ترويضهم والحصول على تصويتهم دون شكوى.

“لا أطيق الانتظار للخروج من الرتب الدنيا والحصول على وظيفة سهلة.”

نظر كاموجاوا إلى السماء ليلًا وهو يتذمر ويشكو.

“أنا جائع أيضًا … في يوم بارد مثل هذا، يكون الساكي الساخن  هو السبيل الوحيد للعيش.”

ألا يستطيع هذا الرجل حتى الانتظار في صمت؟

“كفى، اصمت لدقيقة ، كاموجاوا.”

“لا بأس من الدردشة. ليس الأمر كما لو أن سينسي هنا. أخبرني بالمزيد عن ناو سينسي وعنك”.

لم أهتم بجزء ناو سينسي، لكن ما قاله بعد ذلك لفت انتباهي.

“هل تقصدني؟”

“لقد سمعت شائعات مفادها أن معظم الأشخاص الذين يعملون تحت ناو سينسي سيصبحون عديمي الفائدة قريبًا ، لكن أيانوكوجي سان هو الوافد الجديد الواعد الذي يحظى بتقدير كبير. أود أن أعرف حيلة النجاح العمل تحت ناو سينسي”.

تحدث كاموجاوا مؤمنًا الشائعات. شعرت بالحاجة إلى لكمه في ذلك الوقت، لكن هذا لن يمنحني سوى إحساس مؤقت بالبهجة.

بعد أربع سنوات وما زلت مبتدئًا. يجب أن أكون أكثر قلقًا بشأن هذه الحقيقة.

“انتهى وقت الدردشة. أدر رأسك.”

“ماذا؟”

قمت على الفور بتعديل وضعي عند سماع صوت خافت لسيارة أجرة.

لقد فهم كاموجاوا ما يعنيه ذلك، وبعد أن نظف حلقه، قام بتسريح ظهره.

وصلت السيارة ببطء أمام المطعم.

بعد ذلك بوقت قصير، توقفت سيارة سيدان سوداء أخرى خلف سيارة الأجرة . بدون النظر حتى، كان من الواضح أنهم حراس ناو سينسي الشخصيين.

سرعان ما عدت بنظري إلى السيارة الأجرة، لكن الباب لم يفتح، وأمال كاموجاوا رأسه بفضول.

تمكنت من رؤية ناو سينسي من خلال النافذة، لذلك قمت بإيقاف كاموجاوا لأنه كان على وشك الركض نحوه.

“لا تفعل أي شيء غير ضروري.”

“نعم، ولكن …”

في المقعد الخلفي من سيارة الأجرة، بقدر ما استطعت أن أرى من خلال النافذة، فهمت أن رجلاً وامرأة كانا على اتصال حميم مع بعضهما البعض.

إذا تدخلت، فسأتعرض لتوبيخ غير الضروري.

ومع ذلك، كان من غير المعتاد أن يكون ناو سينسي برفقة امرأة.

وعلى الرغم من أنها كانت في سيارة أجرة في منتصف الليل، إلا أنها بدت خطوة غير حكيمة بالنسبة لسياسي. بعد دقيقة صمت في المقعد الخلفي للسيارة، فتح الباب أخيرًا.

“أراك لاحقًا، سنسي ~.”

أدرك كاموجاوا أخيرًا عندما سمع صرخة المرأة الشابة من المقعد الخلفي.

ناو سينسي، التي تحدث بعد ذلك مع المرأة لبضع لحظات أخرى، خرج ببطء من سيارة الأجرة.

نزل رجل نحيف على الفور من مقعد السيارة السوداء أيضًا.

دون أن يهتم بالبنت، وقف بصمت بجانب ناو سينسي.

إنه حارس شخصي بوجه جديد لم أره من قبل. لكن ليس هناك وقت للإهتمام به.

“شكرًا على حضورك، ناو سينسي.” قلت

“اوه شكرا لك!” قال كاموجاوا

هل كان مرتبكًا لأنه رأى المشهد مع المرأة، أو لأنه ببساطة أمام ناو سينسي؟

خطيت نصف خطوة أمام الأحمق اللعين  وسديت وجهه بكتفي.

لكن ربما كان هذا مصدر قلق لا داعي له.

لم يكن لدى ناو سينسي اعتبار لكاموجاوا ووجه نظرته الحادة إلى المطعم فقط.

“أين أساما؟”

بدلته التي ذكّرتني بشيخوخته جعلته يبدو شابًا في نفس الوقت.

“هو في انتظارك. اسمح لي بإرشادك إليه.”

ألقيت نظرة على كاموجاوا العصبي في ظهري، وأمرته بدفع ثمن سيارة الأجرة، وقدت ناو سينسي داخل المطعم. 

بمجرد أن مررنا عبر الستارة ، ظهر الجميع على عجل من المالك إلى رئيس الطهاة وأحنوا رؤوسهم.

خلع ناو سينسي حذائه دون تغيير في تعبيره بحضور هالته المهيبة.

داس على الأرضية الخشبية وشق طريقه إلى الغرفة الخاصة في أقصى نهاية المطعم.

ناو جينوسوكي. عضو في حزب المواطنين الحاكم، شغل عددًا من المناصب، منها وزير النقل ووزير الاقتصاد والتجارة والصناعة، ويشغل حاليًا منصب الأمين العام للحزب.

على الرغم من أن منصب الأمين العام يتخلف نصف خطوة عن منصب نائب الرئيس ، ناهيك عن رئيس الوزراء، من حيث الأهمية، فإن منصب الأمين العام هو أهم منصب إلى حد بعيد.

إنه المدير العام للحزب، ويمتلك السلطة الحقيقية للحزب.

على الرغم من أنه سيبلغ الثامنة والستين من عمره هذا العام، إلا أنه لم يظهر أدنى علامة على تقاعده من الخدمة الفعلية.

في عالم السياسة، حيث لا يوجد سن للتقاعد، سيبقى في منصبه الحالي لمدة 10 أو 20 عامًا أخرى، ما لم تصبح حالته الجسدية مشكلة.

“أساما سينسي، لقد أحضرت ناو سينسي معي.”

 كان أساما سينسي ينتظر للترحيب بـناو سينسي. عندما رأى ناو سينسي، وقف وانحنى بعمق.

أساما هيساشي.  يبلغ من العمر 71 عامًا – أكبر بثلاث سنوات من ناو سينسي.

يشغل حاليًا منصب نائب وزير الأراضي والبنية التحتية والنقل والسياحة ، وهو شخصية بارزة في فصيل ناو سينسي.

بالنسبة لي، حتى أساما سينسي من الطبقة العليا.

ولكن إذا ظهر ناو سينسيهنا، فإنه يتحول على الفور من سيد إلى عبد.

إنه مشهد عادي يظهر في لمحة أن هناك فرق في القوة.

“آسف لجعلك تنتظر، أساما. لقد كنت مشغولاً بالعمل “.

“أعرف كم أنت مشغول.”

حنيت رأسي، وفركت جبهتي على حصير التاتامي، وأغلقت بهدوء الباب حتى لا أزعج الحوار.

من الآن فصاعدًا ، لم يكن من المقبول الاستماع إلى المحادثة بين اثنين من السياسيين البارزين.

“بسرعة، ناو سينسي. أود أن أسألك عن هذا الأمر “.

لم هناك سوى باب ورقي  يفصل بيننا.

همس لي الشيطان لمواصلة التنصت والتقاط المعلومات المفيدة.

أو يمكنني حتى أن أزعج المكان.

لكن العالم ليس مكانًا لطيفًا.

سوف ينكشف أي مكر قريبًا، وستنتهي حياتي السياسية.

نهضت وغادرت المكان وانتقلت إلى غرفة أخرى بعيدة.

في الغرفة الخاصة التي تم تجهيزها له، كان كاموجاوا جالسًا في المقعد السفلي، ونظرته مثبتة على ساكي أمامه.

“آسف لجعلك تنتظر.”

“لا مشكلة. لنبدأ على الفور.”

“لا تشرب”.

“لم أر هذا من قبل هذه النوعية. ما هي ماركة هذا الشراب ؟ “

“هل ستجعلهم يشمون رائحة الساكي  عندما نرافقهم للخارج؟ لا يوجد شيء يمكن كسبه من خلال العبث بالكحول بلا مبالاة.”

“أوه ، لا …”

مطعم رائع للأكل الفاخر. أنا لا ألومه على الشعور بالضيق عندما يطلب منه عدم شرب الكحول قبل العشاء. في الواقع، لقد كدت أن أستسلم للإغراء عدة مرات في الماضي.

لحسن الحظ، تمكنت من مشاهدة اللحظة التي تم القبض فيها على شخص  كان يرشدني في ذلك الوقت يشرب الكحول وتم توبيخه وطرده بسبب ذلك، مما أدى إلى امتناعي الحالي من كل هذه الأشياء. لقد توصلت إلى فكرة أن “الكحول” لمن هم في السلطة فقط.

لا يقتصر الأمر على الأعضاء الأقل مرتبة في البرلمان. إنهم ينظرون باستخفاف إلى الناس أنفسهم.

“أيانوكوجي سينسي، لدي شيء واحد في ذهني …”

إنه ثرثار حقيقي.

“لماذا تجلس دائمًا على ركبتيك؟ لماذا لا تسترخي أكثر؟ “

“أنا معتاد على ذلك. يجب أن أجلس هكذا لساعات أمام ناو سينسي والآخرين. إذا لم تعتاد على ذلك بشكل منتظم ، فستواجه مشكلة عندما يحين الوقت “.

لا يُسمح لنا حتى بالإدلاء ببيان مثل “هل يمكنني إرخاء ساقي؟”

لم يكن هناك خيار آخر سوى الاستمرار في الجلوس على الأرض حتى تصبح ساقيك مخدرة.

“يا إلهي…”

كاموجاوا، الذي ربما لم يكن لديه ثقة في الجلوس هكذا، جلس على مقعده على عجل.

حتى قطعة صغيرة من التوفو البيض التي تقدم على طبق صغير كانت ستكلف الكثير إذا طلبتها.

ومع ذلك، ليست هناك حاجة لأن نكون ممتنين. أمسكت بالصحن الصغير بطريقة فوضوية وسكبته في معدتي دون مضغه.

“يا للتبذير…!”

ما زلت أتناول الطعام، متجاهلاً معظم ثرثرة كاموجاوا المستمرة.

لست مهتمًا بمدى كلفتها، أو كيف تبدو طازجة، أو من أين أتت الطبق.

طالما ستمدني بطاقة كافية لمواصلة التحرك بعد ذلك، هذا كل ما يهم.

“انا ذاهب الى الحمام.”

ابتعدت عن كاموجاوا، ووقفت على ساقي المخدرتين قليلاً، وغادرت الغرفة.

بعد استخدام المرحاض ، كنت على وشك العودة إلى الغرفة الخاصة حيث كان كاموجاوا ينتظرني عندما رأيت ظهور رجال يرتدون بدلات. من بينهم كان هناك رجل يقف من بين الحشود.

إلا أن ذلك كان للحظة فقط، حيث استدار بعد ذلك عند زاوية نهاية الرواق واختفى عن الأنظار.

“ماذا كان هذا؟”

كنت أميل إلى اتباعه ومعرفة ما إذا كان هو ما اعتقدته، لكنني تراجعت.

رغم ذلك، كنت متأكدًا من أنه كان عضو مجلس الشيوخ كيجيما. لم يكن عضوًا في أي من الفصائل الرئيسية الثلاث: ناو سينسي وإيزومارو سينسي ورئيس الوزراء مياكو. على الرغم من قلة عدده، إلا أنه كان ينتمي إلى الفصيل الرابع في حزب المواطن، ولا ينتمي إلى أي من الفصائل الثلاثة الرئيسية.

إنه واعد للغاية لدرجة أنه يوصف بأنه الرجل الأقرب لرئيس الوزراء بين جيل الشباب.

ليس من المعتاد أن يكونوا في نفس المطعم. 

من المعتاد أن يقوم صاحب المطعم بالترتيبات في الخفاء حتى لا يسمح بمواجهة مؤسفة.

هل من الممكن أن ناو سينسي قد بدأ بالفعل في اتخاذ خطوات نحو الانتخابات القادمة؟

2

انتهى الاجتماع بعد حوالي ساعة من دخول ناو سينسي إلى الغرفة الخاصة.

بعد رؤية السيناتور أساما خارج المنزل، اتصل ناو-سينسي بي و بكاموجاوا في الغرفة خاصة.

بناءً على أكواب الخنازير الثلاثة بالإضافة إلى عدد أوعية الطعام الصغيرة على الطاولة ، يمكنني الإفتراض أن السيناتور كيجيما كان في هذه الغرفة.

كان الطعام لذيذًا، ومع ذلك، ليس هناك ما يشير إلى أنهم لمسوا عيدان تناول الطعام، لذلك يبدو أنهم انتهوا من وجبتهم في الغالب أثناء المناقشة. يبدو واضحًا أنهم تناولوا القليل من المشروبات ثم أنهوا الإجتماع.

“هل هناك شيء يدور في ذهنك؟”

أشعر بتوتر في قلبي، كما لو أنه قرأ أدنى نظرة أعطيتها له.

“لا لا شيء.”

“كان أحدهم هنا ، أليس كذلك؟” من المستحيل علي قول شيء كهذا.

أعتقد أنه كان من الطبيعي أن يعرف ما يدور في ذهني، لكنه لم يتابع الأمر.

“أيانوكوجي ، منذ متى وأنت تعمل لدي؟”

“هذه هي سنتي الرابعة تحت قيادتك سينسي.”

“هذا صحيح. في البداية، يمكن لعدد قليل من الأشخاص فقط أن يصبحوا سياسيين في العشرينات من العمر. أستطيع أن أقول بلا شك أنك أول من الذين “لا يملكون” يصعد إلى سلم النجاح “.

الذين لا يملكون. إنه أحد المصطلحات التي صاغها ناو سينسي والتي تشير إلى أولئك الذين لا ينعمون ببيئة جيدة. مثل الجيل الثاني أو الثالث، باستثناء أولئك الذين ينحدر آباؤهم من عالم الأعمال ولديهم دعم قوي، والذين لا أحبهم.

ليس من المبالغة القول أن العامل الرئيسي الذي يحدد إن  كان أحدهم سينجح  كسياسي هو من خلال هاتين الفئتين: “من يملكون” أو “من لا يملكون”.

ببساطة ، إنها تشبه شركة يديرها أفراد العائلة.

الغرباء هم غرباء، بغض النظر عن مدى موهبتهم. ما لم تكن موهوبًا ومحظوظًا للغاية، فهناك حد للقمة التي يمكنك أن تستهدفها.

ليس هناك مستقبل مشرق ينتظر من لا يملكون.

بعبارة أخرى، عادة ما يتوقف أشخاص مثلي عند هذا الحد في عالم السياسة. الطريقة الوحيدة للذهاب إلى أبعد من ذلك هي أن أعهد لأولادي بنقلها إلى الجيل الثاني. بعد ذلك، ونتيجة لمزيد من الاختيار، سيسمح لي ذلك بالوصول إلى المراتب العليا في مكان ما من جيلي.

ومع ذلك، نظرًا لوجود العديد من الأجيال الثانية والثالثة التي تتنافس على المقاعد القليلة المتاحة، فلن يكون من السهل عليهم الصعود في العالم السياسي حتى لو أرسلوا أحفادهم إلى السياسة بنفس الطريقة. أولئك الذين يجلسون على الكراسي أولاً سيتم ربطهم بالجيل الرابع والخامس كمرشح أقوى.

“أنا ممتن لك حقًا، ناو سينسي. لقد التقطت شخصًا مثلي “.

“هذا بسبب قدرتك. في الواقع، لقد ساعدتني بعدة طرق “.

لا جدوى من تبادل المجاملات. لكنه كان طريقا لا مفر منه لسياسي. عندما يمتدح ناو سينسي شخصًا ما، ينتظره شيء غير مرحب به.

“لكن قدرتك لم يتم التعرف عليها بعد داخل الحزب.”

“بالتاكيد. أنا على دراية كبيرة بذلك “.

مهما كانت كبيرة أو صغيرة، فإن جميع إنجازاتي تُنسب إلى ناو -سينسي.

الشخص الوحيد الذي يفهم أن هذه الأعمال الرائعة تخصني في الأصل هو ناو سينسي.

“مناقشة اليوم، كما قد تكون خمنت، كانت حول إيسامورو.”

حكم يوكو إيسامورو في السياسة لسنوات عديدة كرقم ثلاثة في الحزب المدني.

“لقد تقدم في السن، مثلي تمامًا. لا توجد فرص كثيرة للحصول على مقعد رئيس الوزراء، كما تعلم “.

هل كانت هذه مناقشة التهديد الموجود من إيسامورو سينسي؟

“أعضاء الفصيل قلقون للغاية من إيسومارو على أي حال. إنه بالتأكيد خصم لا يمكن الاستهانة به، لكن إذا سألتني، فهو رجل يسهل فهمه. للأفضل أو للأسوأ، إنه رجل يستخدم الأساليب القديمة فقط “.

بعد عقود من المنافسة الودية في العالم السياسي، ربما يعرفون حيل بعضهم البعض.

“لا أعتقد أن إيسامورو هو الشخص الذي نحتاج حقًا إلى الانتباه إليه.”

“أنت تعني…”

“هل تعرف كيجيما؟”

ربما لأنني رأيت الجزء الخلفي من السيناتور كيجيما، كان رد فعل جسدي لا إراديًا.

اليوم، سمعت عن الشخصيات المهمة فقط، بما في ذلك أساما سينسي.

عيون ناو سينسي الحادة  دون تغيير عن المعتاد ملقاة عليّ.

“لقد رأيته عدة مرات، لكن لم تتح لي الفرصة للتحدث معه مباشرة.”

“أعتقد أنه أكبر عدو يجب أن نكون حذرين منه.”

على الرغم من أنهم أعضاء في نفس الحزب السياسي، إلا أنه لا يتردد في وصفهم بالأعداء.

هذا دليل على أن ناو سينسي الذي كان يتمتع بسلطته الخاصة، حذر جدًا من كيجيما سان.

إذا كان ناو سينسي و إيسامورو سينسي هم الحكام في الخفاء لحزب المواطنين، فإن العكس هو الصحيح بالنسبة لـ كيجيما سينسي الشاب القوي الذي يتم الترويج له تحت الضوء كإشارة لحزب المواطن، ويدفع السياسات النظيفة إلى الواجهة.

على الرغم من أن عدد أعضاء الحزب الذين يدعمونه بشكل طبيعي مستمر في الازدياد، إلا أنه يحتاج لبعض الوقت قبل أن يهدد ناو سينسي وزملائه.

لقد اعتقدت ذلك. لكن يبدو أنه يعترف بـكيجيما أكثر مما توقعت. تساءلت عما إذا كان قد نما إلى النقطة التي بدأ يشكل فيها تهديدًا لـ ناو سينسي.

تجمع الرجال الثلاثة تحت قيادة رئيس الوزراء مياكو وهم ناو-سينسي ، الرجل الثاني، إيسومارو سينسي الرقم ثلاثة ، والشاب كيجيما سينسي  رقم أربعة. إنهم يتنافسون بجدية على مقعد رئيس الوزراء المقبل.

“هل تعرف ما هو العامل الأكبر في صعود كيجيما لمنصبه الحالي؟”

“أنا متأكد من أن لديه العديد من الإنجازات، لكن يمكنني القول أن أهم ما في الأمر هو وجود ANHS.”

المدرسة الثانوية للرعاية المتقدمة. مؤسسة تأسست لرعاية الشباب بمستقبل تحت إشراف الحكومة مباشرة.

لم تحقق الكثير حتى الآن، ولكن هناك آمال كبيرة عليها.

ومن الأصح القول إن الحكومة لديها توقعات عالية من ذلك.

” تعليم الأطفال مهم جدا لتنمية أي بلد. تملك تلك الثانوية نظرة حسنة من قبل المؤيدين. أنا معجب بفكرتهم المثيرة للاهتمام، حتى بالنسبة لعدو “.

كاموجاوا يستمع بالعرق على جبهته، غير قادر على مقاطعة المحادثة.

“أعضاء الحزب الشباب يثقون به بشكل أعمى”.

من خلال تعرضه الإعلامي الواسع، ينظر الكثير منهم إلى الحزب المدني من خلال كيجيما. 

“أردت فقط التأكد من أنك لست في صف كيجيما أيضًا ..”

“لابد أنك تمزح. سأكون فقط تحت رعايتك “.

هذه ليست كذبة.

حتى إذا حقق فصيل إيسومارو سينسي أو كيجيما سينسي قفزة كبيرة إلى الأمام في الانتخابات المقبلة وحُرم ناو سينسي من منصبه، فسيتعين علينا مشاركة مصير السفينة الغارقة.

  ولكن ماذا كان الغرض من تناول العشاء مع العدو كيجيما سينسي؟ أشعر بالفضول، لكن ليس لدي الوقت للتركيز على ذلك الآن.

  “في الواقع ، قررنا اليوم أن نبدأ رسميًا المشروع الذي كنا نناقشه وراء الكواليس.” بقول هذا، وضع ناو سينسي ظرفًا بنيًا على الطاولة.

  هذا مشروع مهم جدا ويمكن أن يؤثر على حياتي السياسية. الآن، ليس فقط إيسومارو، ولكن أيضًا كيجيما، بما أن أحزاب المعارضة ترتفع ببطء إلى القمة، فقد حان الوقت أخيرًا لتحريك هذه الورقة “.

  شرب ناو الذي يعيش حتى يقوم شخص آخر بإعادة ملء كأسه عندما يكون فارغًا كل شيء في جرعة واحدة.

  “سيكون لوجود المشروع بالتأكيد تأثير كبير على الانتخابات.”

  هذا هو مدى أهمية محتويات المغلف أمامه.

  “معظم مساعديَ لا يستمرون حتى ستة أشهر قبل مغادرتهم. إما بسبب عدم الكفاءة البحتة أو أنهم لا يستطيعون مواكبة العمل الشاق الذي لا يمكن تصوره. لكنك كنت معي لمدة أربع سنوات حتى الآن، ولا تضعف فحسب، بل تزداد قوة مع الوقت. أنت تذكرني بنفسي القديمة “.

  “شكرا جزيلا لك.”

  “اسمحوا لي أن أسألكم يا رفاق. أي نوع من السياسيين هو الأفضل؟ كاموجاوا، أجبني “. سأله مثل هذا السؤال.

  “ماذا؟”

  لم يستطع أن يلتزم الصمت أو أن يعطي إجابة مناسبة.

  سياسي جيد. سيكون ذلك مختلفًا تمامًا بناءً على وجهة نظر أولئك الذين كانوا يشاهدونه.

  “من يجيب رغبات الناس …؟”

  إجابة جيدة ولكن بسيطة. هذا هو من وجهة نظر الناس. حتى الطفل يمكنه أن يأتي بهذه الإجابة ، لكن ناو سينسيأومأ مرة واحدة ونظر إلي هذه المرة.

  “ماذا عنك يا ايانوكوجي؟”

  ممتاز أم لا ، هذا هو الجواب.

  “إذا جاز لي القول، أعتقد أنه سيكون شخصًا مثل ناو سينسي.”

  بعد تلقي الثناء ، إبتسم ناو سينسي قليلا لكني استأنفت الحديث بسرعة.

  “السياسيون السيئون يقدمون التمبورا للعملاء الذين يريدون السوشي.” كلاهما أكلتان يابانيتان

  “عملاء؟ ماذا تعني؟”

  “الزبون هو الزبون. أحيانًا يكونون هم الناس، وأحيانًا يكونون سياسيين، في بعض الأحيان يكونون شيئًا آخر “.

  السياسيون لا يتعاملون مع أي مجموعة بعينها.

  ليست هناك حاجة إلى سياسي لا يستطيع تلبية احتياجات عدد غير محدد من العملاء.

  “أليس لديك طريق مع الكلمات؟ إذن، ما هي وجهة نظرك؟ “

  “سياسي جيد بحد ذاته يقوم بتقديم السوشي الجيد للعملاء الذين يطلبونه. ربما 30٪ فقط … لا، 20٪ من السياسيين يمكنهم فعل ذلك … السياسيون الذين يحظون بدعم كثير من الناس يقعون بطبيعة الحال في هذه الفئة “.

  “ألا تقول أن هذا سياسي جيد جدًا بالفعل؟ لأنه يقدم للزبائن السوشي الذي يريدونه، وهو يقدمه جيدًا ، أليس كذلك؟ “

  بالتأكيد، هذا هو الحد لما يمكن أن يحققه السياسي الجيد لشخص عادي. لكنني لا أعتقد أن هذا ما يعنيه أن يكون شخصًا ممتازًا.

  “إذا كنت تدعي أنك سياسي متفوق، عليك أن تكون أكثر من ذلك. أنا أعتبره شخصًا يمكنه جعل العملاء الذين يرغبون في الحصول على السوشي يشعرون بأقصى درجات الرضا من خلال تقديم أطباق الكاري ولحم البقر لهم “.

  لا يكفي أن يجيب السياسي على كل الطلبات بطاعة. هناك العديد من المواقف التي يكون من الضروري فيها تجنب الشكوى، حتى لو تعذر تحقيق الطلبات في بعض الأحيان. حتى عندما يتعلق الأمر بطلب واحدة، هناك خياران فقط: إما تمريرها أو عدم تمريرها.

  أولئك الذين لم تحقق طلباتهم لن يشعروا بالرضى. لهذا السبب علينا أن نعد خيارًا ثالثًا ليس أيًا من الخيارين وقمع كلا من الدعم والمعارضة.

ملاحظة مترجم: المقصد هنا أن سياسي الجيد هو من يكسب رضى الجميع دون الحاجة إلى تحقيق كل طلباتهم

 أظهر ناو سينسيأمامي هذه المهارة عدة مرات.

  “فهمت.إنها طريقة تفكير رائعة  “.

  “شكرًا لك.”

  هنا ، أصبحت عيون ناو سينسيأكثر كثافة وحادة.

  “آمل أن تتمكن يومًا ما من تطبيق هذه الفكرة بأيديك.”

  في يوم ما. يوما ما، هاه؟ لقد مرت بالفعل أربع سنوات، لكن في العالم السياسي لا يوجد شيء على الإطلاق.

  أتساءل كم عدد السنوات التي يجب أن أواصل فيها العمل في القاع قبل أن يصل ذلك اليوم.

  ”لا تنظر إلى أسفل. أنت قادر. أستطيع أن أرى ذلك بعد مشاهدتك لمدة أربع سنوات. لهذا السبب ما هو مطلوب من الشباب مثلك هو نتائج ملموسة “.

  أخذ قضمة من وجبته الخفيفة مع عيدان تناول الطعام ،ثم أدار طرف عيدان تناول الطعام باتجاه المغلف.

  “لا أعتقد أن أربع سنوات قليلة. لقد حان الوقت للحصول على بعض الفضل بنفسك.”

  “هل تقصد أنك ستمنحني هذه الفرصة؟”

  مرارًا وتكرارًا، قمت بتمهيد الطريق مرارًا وتكرارًا لـناو سينسي.

  كان الفضل يعود إلى ناو سينسي وحده دائما، وسوء الإدارة يذهب إليّ وحدي. لم تكن هذه مجرد صدقة منه.

  “يمكنك أن تأخذ الأمر على هذا النحو. لكنني سأحرص على نجاحها. هل انت مستعد لذلك؟”

  هل تمانع إذا نظرت داخل الظرف؟ بالطبع لا أستطيع قول شيئ كهذا.

  “بعد فترة وجيزة من استلام منصبي تحت قيادتك، قلت لي ذات مرة  أن كل ما يفعله المرء تحدده أهدافه”.

  لم يكن لدي أي وسيلة لمعرفة ذلك في ذلك الوقت، لكنها كانت اقتباسًا من رجل عظيم.

إذا فشلت، فمن المحتمل أن تمحى السنوات الأربع الماضية في لحظة.

  “سأضع كل قلبي وروحي في هذا.”

  انحنيت بعمق وسرعان ما وافقت على تولي المشروع.

  “إذا نجحت في هذا المشروع، فستتبعك الشهرة بشكل طبيعي، كما تعلم.”

  لا أثق به على الإطلاق، لكنني لم أسمعه أبدًا يقول مثل هذا الشيء من قبل.

  على الأقل صحيح أن هذا مشروع مختلف وأكثر أهمية. إنها فرصة حصلت عليها لأنني اكتسبت ثقته. لن أفوتها.

  “يمكنك فتحه.”

  “اعذرني.”

  التقطت المغلف البني على الطاولة وسحبت كومة من الأوراق بسمك 5 مم.

  الورقة الأولى بعنوان “خطة تنمية الموارد البشرية (مؤقت).”

  “مستوى التعليم في اليابان آخذ في الانخفاض. تحتاج اليابان الآن إلى توفير التعليم ليس للسنوات الخمس أو العشر القادمة ، ولكن خلال العشرين أو الثلاثين عامًا القادمة “.

  “لم أسمع أبدًا أنك متحمس للتعليم.”

  ” من المفترض أن يركز السياسيون التعليم قليلا. حتى لو لم يكونوا مهتمين بها ، سيؤدي ذلك إلى جلب الأصوات الداخلية والخارجية. “

  هذا الرجل لا يريد حقًا تغيير التعليم في اليابان. إنه يقوم للتو بصياغة استراتيجية لزيادة قوته وكسب المزيد من الدعم.

  الأحمق بجانبه يتململ ويتساءل عن تفاصيل المشروع.

  “يمكنك الانضمام أيضًا، كاموجاوا. تولى المشروع مع أيانوكوجي “.

  “اوه شكرا لك!”

  نظر كاموجاوا إلى الداخل بقوة إلى حد ما، مبتسمًا في سعادة.

  لم تكن هناك حاجة لهذا الرجل، ولكن إذا قرر ناو سينسي ذلك ، فلن يكون لدي خيار آخر. كانت خطة تنمية الموارد البشرية، ببساطة ، هي توفير التعليم للأطفال الموهوبين بمجرد ولادتهم.

  بعد أن انتهيت من قراءة كل شيء، قرأه كاموجاوا مرة أخرى.

  “ما رأيك؟ هل تفهم ذلك يا كاموجاوا؟ “

  “مؤسسة تعليمية تحت السيطرة المباشرة للحكومة ابتداء من الطفولة؟ لم اسمع بهذا من قبل “.

  الأسئلة التي انطلقت من رأس كاموجاوا كانت بلا معنى.

  “اذا سمعت عنها، فلا يمكنك القول أنها عامل جذب رئيسي، أليس كذلك؟ “

  دون الحاجة إلى تصحيحه، تم ركله من قبل ناو سينسي.

لا توجد مشكلة في هذا المشروع

  “عليك أن تتعلم أن تكون أكثر مرونة، كاموجاوا.”

  “أنا آسف…”

  “ولكن بما أنك وافد جديد ، أود أن أسألك شيئًا. كيف يبدو هذا المشروع في عينيك؟ “

  “حسنًا … لا أعرف ماذا أقول.”

  حدق في الأفعى، أو بالأحرى ، لم ينظر إليّ، لكنه تجمد.

ثم، وبتعبير دامعة على وجهه، التفت إلي طلبًا للمساعدة.

” يريد ناو سينسي معرفة رأيك في هذا المشروع. إنه لا يريد موافقتك السطحية، يمكنك الإجابة كما تريد “.

  إذا أدليت بأي تعليقات من شأنها أن تجعل ناو سينسي تبدو سيئة ، فسأفسد مزاجه الجيد فقط.

  “حسنًا ، إذن … كنت أتساءل.. هل سيكون هناك آباء يرسلون أطفالهم إلى مؤسسة لتعليمهم منذ الصغر؟ لا يبدو الأمر ممكنًا بالنسبة لي … ألن يكون هذا مجرد اختطاف؟ “

  “هذا سؤال عادل. هل يمكنك الرد على ذلك، أيانوكوجي؟ “

  إجابة غير متعلمة قد تكون مقبولة بالنسبة للمبتدئين، ولكن ليس بالنسبة لي. أخذت نفسا والتفيت إلى كاموجاوا.

  “لا يهم. هناك المئات من الأطفال الذين تخلى عنهم آباؤهم فور ولادتهم كل عام ، على الأقل هذا ما نعرفه “.

  إنجاب الأطفال ليس بالأمر الهين.

  ” يمكن للأطفال المهجورين تلقي الدعم الحكومي السخي والتعليم المناسب دون تعريض حياتهم للخطر. كما سيسهل المشروع عليهم دخول المدرسة الثانوية والجامعة “.

  “بالضبط. نعم، الإجابة صحيحة، ولكن إذا كانت العملية التي تؤدي إلى استقدام الأطفال غير عادية ، فسترى المشروع من منظور مختلف تمامًا. سيكون عليك أن تدرس بجد تحت إشراف أيانوكوجي “.

  “نعم سيدي.”

  “اعتمادًا على كيفية حدوث ذلك ، يمكن أن يؤدي إلى نهج للأمهات. هناك بسهولة أكثر من مائة ألف عملية إجهاضهو عام في هذا البلد مع انخفاض معدل المواليد. يمكن أن يكون هجاءً على مجتمع لا يسمح بسهولة بالإنجاب ، ويمكن أيضًا أن يكون بمثابة وعاء. “

  أومأ ناو سينسي بابتسامة عريضة وأخذ رشفة أخرى من الشراب.

  “وإذا نجحت هذه الخطة، فسيهتم عالم السياسة والأعمال أكثر بالمشروع .”

  “ماذا؟”

  “بصرف النظر عن الأرواح التي سيتم التخلص منها، هناك أيضًا العديد من الأرواح التي لن يتم التعامل معها بإنصاف، خاصة بالنسبة للأثرياء. الطفل غير الشرعي والأطفال غير المعترف بهم …؟ هل هذا صحيح؟”

  “نعم ، هناك العديد من المشاهير الذين لديهم أطفال في الخفاء. ومع ذلك، فهم غير قادرين على توفير التعليم المناسب لهم بسبب نقص الدعم الخارجي. واذا دعمتهم الحكومة خلف الكواليس، أنا متأكد من أنهم سيغيرون موقفهم ويأملون في الأفضل “.

  شيئًا فشيئًا، بدأت الصورة الكاملة لهذا المشروع في الظهور.

  “وفي النهاية، سيرغب بعضهم في أن يحصل أطفالهم المحبوبون على أفضل تعليم ممكن.”

هذه هي فكرة ناو سينسيعن مشروع تنمية الموارد البشرية.

  يتلقى الأموال من العائلات الثرية ويأخذ الأطفال الذين يريدون إخفاءهم لتعليمهم. ثم يقوم بتدريبهم جيدًا حتى يصلوا إلى سن الرشد ليتم ضمهم كأعضاء للفصيلة، وإرسالهم إلى مناصب سياسية. 

سيكونون خدمًا مطيعين يتشاركون دماء رجال الأعمال.

  هل هذه بداية لخطة طويلة الأمد؟ قد يكون هناك مخاطرة، ولكن إذا نجحت، فإن المكافآت ستكون عديدة. إذا رفضنا التراجع في هذه المرحلة ، فسيتم طردنا على الفور بواسطة ناو سينسي.

  “الأشخاص الموجودون في هذه القائمة …”

  “الأشخاص المدرجون في هذه القائمة عباقرة كانوا في هذا الميدان. من الصعب التعامل معهم “.

  كان هناك حوالي عشر وثائق، كل واحدة تحمل سيرة ذاتية.

  “هؤلاء هم الأشخاص الذين تركوا المسرح بسبب مشاكل في الاقتصاد وعلم النفس ومجالات أخرى، على الرغم من قدرتهم على إعادة اليابان الحالية، أو حتى العالم “.

  فهمت. ينطوي مشروع تنمية الموارد البشرية هذا على مخاطر مختلفة. إذا كان سيتم تعليم الأطفال بطريقة شبه إلزامية، فمن الطبيعي أن تكون هناك معارضة للمشروع. بهذا المعنى، ليس من المحتمل أن تتعاون شخصية بارزة مع السلطة عن طيب خاطر.

  من ناحية أخرى، إذا كانوا معروفين بقدراتهم على الرغم من مشاكلهم، فسيكون من الأسهل إقناعهم بالموافقة على المشروع من خلال تقديم المال لهم.

  قد يكون لديهم الكثير من القضايا مع شخصيتهم، لكن يبدو أنهم أكفاء بالتأكيد. بدون المعرفة والخبرة، لا يمكن أن يتم التعليم إلا بطريقة غامضة. بعد قولي هذا ، لن يكون من الواقعي جذب أشخاص مثل هؤلاء المعلمين وتطويرهم إلى شخصيات بارزة في اليابان. إنها ليست مهمة سهلة، يسعدني أن أقول.

  “هل تذكر؟ مباشرة بعد أن أصبحت تحت رعايتي، تحدثنا عن التعليم “.

  “بالطبع افعل. فلسفتي في التعليم هي جعل الأطفال مهتمين بالسياسة منذ سن مبكرة، ليكونوا أكثر إطلاعا بها، وتنميتهم إلى أفراد ذوي عقلية سياسية. سيؤدي هذا إلى مستقبل أفضل لليابان ، وهذا هو السبب في أنني طلبت السماح لي بالتعلم تحت قيادتك ناو سينسي “.

  “اعتقدت أنه كان مجرد هراء ذكي من عضو البرلمان الصاعد، لكن في النهاية ، خطرت لي الفكرة من هذا البيان بنفسي. بمعنى آخر، أنت مؤهل للمشاركة. هل ستفعلها؟ ايانوكوجي “.

  هذه ليست كلمات طلبا بالتأكيد. لم يكن يختلف عن الأمر. الحد الأدنى من المتطلبات إذن هو أن أقبل العرض بـ “نعم” مدوية من وجهة نظر أخلاقية، وهذه المرة لا تختلف.

  إنه أفضل مشروع يجسد فلسفتي التعليمية.

  “بالطبع ، سأقبل المشروع.”

  “هذا المشروع سري للغاية، ليس فقط عن حزب المعارضة، ولكن أيضًا عن الحزب الحاكم، إنه ليس في مرحلة يجب أن نبلغهم فيها. الى جانب ذلك ، هناك قضايا أخلاقية معنية. إذا تم الكشف عنها في منتصف الطريق وتعرضت للنقد، فستنتهي حياتك السياسية “.

  ستنتهي حياتي السياسية فقط، وليس ناو سينسيالذي صاغ هذا المشروع.

لا، على وجه الدقة، سيؤدي ذلك إلى شنق العديد من الأشخاص لأنفسهم، بما في ذلك كاموجاوا بجانبي.

  “سأبذل قصارى جهدي. ومع ذلك ، لدي خدمة أطلبها من ناو سينسي”.

  “ماذا؟”

  أعلم أنه قد يبدو فظا، لكني أود التحدث الآن.

  “سيكون هذا المشروع صعبًا بالنسبة لي و كاموجاوا للمضي قدما فيه. هل يمكنك تقديمي لشخص تثق به من فضلك؟ “

  “بالطبع سأفعل ذلك. هناك رجل اسمه ساكاياناجي معروف جيدًا في عالم السياسة والأعمال. إنه شاب ليس أكبر منك بكثير، لكنه جيد، صريح وجدير بالثقة. يجب أن تراه “.

  لقد سمعت عنه من قبل، أعتقد أنه الرجل العجوز المسؤول عن ANHS … لكن على أي حال ، يجب أن يكون رجلاً يدعم كيجيما سيني.

  قال: ” لم أقلها بشكل جيد بما فيه الكفاية. أنا أتحدث عن ساكاياناغي إبن الشخص الذي تعرفه. هذا هو الشخص الذي ستلتقي به “.

  فهمت. يجب ألا يكون على صلة مباشرة بـ كيجيما سينسي.

  “فهمت يا سيدي.”

  “ولدي شيء مهم لأقوله لك، لا تتوقع مني أي دعم مالي “.

  “ماذا؟ سيكلف المشروع الكثير من المال “.

  أمسكت كاموجاوا من كتفيه ومنعته من قول أي شيء آخر.

  “سيتطلب الأمر قدرًا معينًا من التهور، لكن … هل يمكننا استعارة اسم ناو سينسي؟”

  “هذا غير ممكن الآن. ليس من الجيد السماح بمعرفة أنني متورط بذلك “.

  بدا وجه كاموجاوا شاحبا وهو يعلم أنه لا يستطيع الحصول على أي دعم.

  “حسنًا ، سأعتمد عليك ، أيانوكوجي.”

  لقد كان مشروعا غير معقول للغاية. لكن كان علي أن أبتلع تهوره من أجل المضي قدمًا.

  “سأنفذ هذا المشروع من كل قلبي.”

  حتى لو كانت هذه مجرد فكرة وخطة سيتم التخلص منها غداً.. لو كان هذا ما يريده ناو-سينسي، سأضطر إلى القيام به. ثم، بعد لحظات قليلة من تبادل كلمات الامتنان عديمة الجدوى، انتهى الاجتماع.

  في نهاية الممر، كان الوافد الجديد، وهو حارس شخصي ، ينتظر عودة ناو سينسي. “أوه نعم. هل هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها أيانوكوجي بهذا الرجل؟ “

  “يعمل حراس سينسي الشخصيون بجهد كبير، لذا فمن المعتاد استبدالهم.”

  الرجل الذي أمامي ينظر إلي بابتسامة على وجهه طوال الوقت.

  “هل لي أن أقدم نفسي؟”

  رد الحارس الشخصي ولم يبد أي اهتمام خاص. عادة لا يُسمح للحراس الشخصيين بالإدلاء بمثل هذه التعليقات ، ولكن لا يبدو أن ناو سينسيقد شعر بالإهانة. بدا صوته ضعيفًا ، لكن بدا أن ناو سينسي يقدره. يجب أن يكون أكثر من مجرد رجل.

  “اسمه أيانوكوجي، وهو برلماني واعد إلى حد ما. لن يضر أن تلقي التحية “.

  اقترب مني رجل بقوام مستقيم وجميل ومد يده.

  “اسمي توكينارو تسوكيشيرو. يؤسفني القول إنني لست حارسًا شخصيًا. “

  “أنت تقول إنك لست حارسًا شخصيًا … من أنت؟”

  “لا بأس … إنه صاحب مهارة في كل شيء، لتوضيح الأمر. إذا كانت لديك أي مشكلة، يمكنك الاعتماد على تسوكيشيرو. قد لا يكون أكبر منك كثيرًا، لكنه رجل مفيد جدًا.

  “جيد في كل شيئ؟”

  كما لو كان ينتظرني، قدم لي الرجل الذي قدم نفسه على أنه تسوكيشيرو بطاقة العمل الخاصة به.

  “من الحماية الشخصية إلى جمع المعلومات، سأفعل أي شيء تحتاجه.”

  إذن فهو شخص لديه كل ما تحتاجه؟. لكن حقيقة أن ناو سينسي يتجول معه بهذه الطريقة تعني أنه بلا شك قادر بطريقته الخاصة.

  “اسمي أيانوكوجي، و ناو سينسي يعتني بي جيدًا. إذا كان هناك أي إزعاج، سأكون ممتنًا جدًا لمساعدتك “.

  “أنا لست فقط عضوًا في حزب المواطنين، ولكني أيضًا عضو في حزب السلام.”

  حزب السلام هو أول حزب معارض. إنها منظمة لطالما كانت على علاقة عدائية مع حزب المواطنين. قبل أن أصبح سياسيًا بقليل، كاد حزب السلام أن يفوز بالانتخابات مفاجأة. لولا تصالح ناو سينسي مع حزب السلام، فربما كانت الإدارة قد انقلبت الأن.

  إذا كنت تنتمي إلى جانب، فأنت معاد للجانب الآخر. هذا معروف ، بغض النظر عما إذا كنت سياسيًا أم لا. لكن كونك صديق لكلا الجانبين؟

  ابتعد تسوكيشيرو مع ناو سينسي، واحتفظ بابتسامة مخيفة على وجهه طوال الوقت. وضع ناو سينسي في السيارة المنتظرة واستمر في خفض رأسه حتى غابت السيارة عن الأنظار.

  “الجو بارد. لا أعتقد أن هناك من يشاهد بعد الآن …؟ “

  “ومع ذلك، ابق رأسك منخفضًا لمدة دقيقة على الأقل بعد أن تصبح السيارة بعيدة عن الأنظار. ولا تهدأ أو تبدو متعبًا بعد أن تنتهي من خفض رأسك. أنت لا تعرف أبدًا مكان العيون “.

  هذا بالضبط ما يفعله الناس في المطعم، حتى أنهم يسرقون النظرات إلينا. إذا سمعوا أن ناو سينسي كان يستخدم لغة بذيئة بمجرد مغادرته، فستكون هذه هي النهاية.

  “ولكن لماذا ذهب ناو سينسي في سيارة أجرة اليوم؟ ولماذا كان يتعامل مع فتاة صغيرة؟ حتى لو تجاهلت فارق السن، فهذا غش “.

“أظن أن هذا ما يطلق عليه ‘صاحب مهارة في كل شيء’ ” 

“ماذا؟”

  بالطبع ، لا أعرف التفاصيل. ولكن إذا تجرأت على التفكير في سبب ، يمكن أن ناو سينسي نفسه يعمل بمثابة طعم لإغراء شخص ما بالخروج. هذا احتمال.

  “هذا ليس ما يجب أن نقلق بشأنه. علينا التركيز على مشروع تنمية الموارد البشرية “.

  دائمًا ما تتكشف الأشياء خلف الكواليس المروعة التي لا نعرف عنها شيئًا.

  “إنه مشروع رائع، لكنه مشين نوعًا ما.”

  صحيح أنه مشروع كبير. ومع ذلك ، يبدو أنه خطأ فادح أن ناو سينسي سمح لكاموجاوا بالتعامل معه أيضًا.

  هذا الرجل ثرثار وليس لديه قناعات على الإطلاق. كل هذا جيد طالما أن الخطة تعمل ، ولكن عندما لا تعمل ….

  لا ، ناو سينسي ليس أعمى لمثل هذه الأشياء. هل يجب أن أعتبرها علامة على أنه تجرأ على أن يكون هذا الرجل إلى جانبه في حال فشلت؟ 

التفاصيل قليلة، لكن يبدو انه لا خيار لدي سوى البدء مع بعض القيود المزعجة .

الفصل الأول: افتتاح المشروع  كان ذلك في أواخر شهر يناير، وعلى الرغم من عدم تساقط الثلوج ، كانت درجة الحرارة أقل من الصفر. في ظل الطقس البارد ، كنت أنتظر وصول سيدي منذ ساعة. “الجو بارد ، أيانوكوجي سان… متى سيأتي ناو سينسي …؟” اشتكى كاموجاوا للمرة الثالثة وزفر في يديه لتدفئة نفسه. “دائما نفس الشيء. بالنسبة إلى ناو سينسي، فإن الوقت المحدد هو مجرد إجراء شكلي “. “هل هذا يعني أنه سيتأخر ساعة أو ساعتين في أسوأ الأحوال؟” على ما يبدو، كان هذا أسوأ ما يمكن أن يتخيله هذا الرجل. ”كم سيكون ذلك رائعا. ستكون محظوظا إذا ظهر هنا اليوم. في كثير من الأحيان لا يظهر على الإطلاق “. “أوه ، لا … إلى متى ستنتظر شخصًا قد لا يظهر؟” “إلى الأبد. ما لم أسمع منه، سأنتظر حتى لو تم إغلاق المتجر “. “سوف تموت، كما تعلم …” إذا وصفت نفسك كعضو في فصيل ناو، فيجب أن تكون على استعداد للموت لكنني متأكد من أن ناو سينسي لن يهتم بالميت. نحن مجرد بيادق. بدلاً من ذلك، هؤلاء الذين لديهم بالفعل موعد مع ناو سينسي في المطعم منزعجون أكثر منا. “لكن … من المدهش أن يُسمح لشخص ما بالتأخر هكذا. عادة ما يكون ذلك سيئا “. ”التأخر؟ هل تعتقد حقا ذلك؟” “نعم أفعل.” “حتى التأخر يعد سلاحا لـناو سينسي. كما في قصة موساشي مياموتو جزيرة جانريوجيما. “ (ملاحظة مترجم:  تشير هذه القصة إلى مبارزة بين اثنين من الساموراي اليابانيين حيث وصل موساشي مياموتو متأخراً ثلاث ساعات.)  بالطبع ، لن يستخدم عادة مثل هذه الحكاية القديمة كاستراتيجية. لأنه ناو سينسي على وجه التحديد فيسمح له بالقيام بمثل هذه الأفعال. “تقول الإحصائيات أن 80٪ ممن تم رفض حضور الاجتماع معهم لم يكن لديهم خيار سوى البكاء على أنفسهم “. هذه الأرقام دليل على أنه لا يمكن للعديد من الناس الوقوف في وجه ناو سينسي. حتى رئيس الوزراء الحالي ليس لديه خيار سوى طلب المساعدة منه باستمرار. بغض النظر عن المدة التي ينتظرون فيه، فسيستقبلون ناو سينسي بابتسامة. ” ماذا عن الـ 20٪ الباقية … ؟” “ما الفائدة من الاستماع عن الـ 20٪ المتبقية من الحمقى؟” “حسنًا، فقط من أجل الفضول …”   “لقد كانوا منزعجين للغاية من الوقوف لدرجة أنهم صرخوا في وجهي وطالبوني بالاتصال بـ ناو سينسي وجعله يخبرهم عن المدة التي سيستغرقها للحضور “. ابتلع كاموجاوا ريقه وهو ينظف حلقه بجانبي. على الرغم من أنه يعمل في السياسة منذ فترة قصيرة فقط، إلا أنه يعرف فظاعة إصدار الأوامر لناو سينسي. لكن في كل مرة أواجه فيها مثل هذه الظروف ، كنت أتخذ موقفًا حازمًا وأعطيهم جميعًا نفس الاستجابة. ” أخبرهم أنه لا يمكنني السماح لك بإهانة ناو سينسي هكذا. وأطردهم هكذا “. كنت أجبرهم على الانحناء وإما طلب موعد آخر أو عدم إظهار وجوههم مرة أخرى. الآن، 80٪ أخرى من الناس سينحني مرة أخرى. في حين أن يشعرون بالمرارة في قلوبهم، إلا أنهم ما زالوا يرون لقاء ناو سينسي كأولوية. حسنًا،  من شبه المستحيل أن يكون لديك علاقة سلسة معه عندما يختارون القيام بذلك. “يبدو أن أيانوكوجي سان يمر بوقت عصيب.” “يقولون إن العمل الجاد يؤتي ثماره، لكنني في الواقع تعرضت للضرب أكثر من مرة أو مرتين  بمنفضة سجائر وعصى غولف.” نظرًا لأنهم لا يستطيعون وضع أيديهم على ناو سينسي، ليس لديهم خيار سوى إخراج إحباطهم مني. لكن التعرّض لللكم لا يعني أن ناو سينسي سيمنحني أي امتنان. “لا أستطيع فعل كل ذلك. أيانوكوجي-سان، هل كنت تتعرض لهذا النوع من الأشياء منذ ما يقرب عن أربع سنوات؟ “ “الأمر بسيط، ولكن ليس للجميع. لكن يمكن لأي شخص فعل ذلك إذا كان على استعداد للموت من أجله “. لهذا السبب ، أنا ، الذي ليس لديّ دعم ولا تعليم ولا ذكاء ولا خلفية عائلية، أحصل على فرصة. لكن هذا الرجل لا يعرف شيئًا. إنه أكبر مني بسنتين ومستشار في سنته الأولى في البرلمان. “ألم يعلمك السيد كاموجاوا بالقواعد الصارمة؟” الرجل الذي يقف بجانبي هو أكثر نوع أكرهه من السياسيين. “أبي لم يخبرني بأي شيء من هذا القبيل …” سياسي نموذجي من الجيل الثاني. نشأ مدللا ولا يزال يعيش في السياسة. حثالة عديمة الفائدة، ولكن فقط الشخص المختار المولود في طبقة متميزة يمكنه أن يصبح مثله. والد كاموجاوا، عضو مجلس الشيوخ كاموجاوا توشيزو، وهو من أنصار ناو سينسي منذ فترة طويلة، مخضرم له أكثر من 30 عامًا في السياسة. بطبيعة الحال، لن يسمح أبدًا لابنه بتجربة الطبقة الدنيا القاسية. إنه ليس مثلي، قطعة مهملة يمكن كسرها. إنه أحد الأعمدة المهمة التي تدعم حزب ناو. “الشيء الوحيد الذي تعلمته سأكون بأمان كسياسي إذا اتبعت ناو سينسي بصمت، قال إنه بإمكاني أن أصبح عضوًا في مجلس الشيوخ إلى الأبد، وسأحصل على راتب مستقر، وفي النهاية سأتمكن من الحصول على منصب مهم “. ليس لديه أي شيء يريد تحقيقه كسياسي لكنه يريد كسب لقمة العيش فقط. هناك الكثير مثله في كل مكان. إنها عقلية حمقاء وفاسدة، لكن هذه الأنواع تعيش حياة طويلة بلا فائدة. إنها نعمة لمن هم في القمة لأنه يمكن ترويضهم والحصول على تصويتهم دون شكوى. “لا أطيق الانتظار للخروج من الرتب الدنيا والحصول على وظيفة سهلة.” نظر كاموجاوا إلى السماء ليلًا وهو يتذمر ويشكو. “أنا جائع أيضًا … في يوم بارد مثل هذا، يكون الساكي الساخن  هو السبيل الوحيد للعيش.” ألا يستطيع هذا الرجل حتى الانتظار في صمت؟ “كفى، اصمت لدقيقة ، كاموجاوا.” “لا بأس من الدردشة. ليس الأمر كما لو أن سينسي هنا. أخبرني بالمزيد عن ناو سينسي وعنك”. لم أهتم بجزء ناو سينسي، لكن ما قاله بعد ذلك لفت انتباهي. “هل تقصدني؟” “لقد سمعت شائعات مفادها أن معظم الأشخاص الذين يعملون تحت ناو سينسي سيصبحون عديمي الفائدة قريبًا ، لكن أيانوكوجي سان هو الوافد الجديد الواعد الذي يحظى بتقدير كبير. أود أن أعرف حيلة النجاح العمل تحت ناو سينسي”. تحدث كاموجاوا مؤمنًا الشائعات. شعرت بالحاجة إلى لكمه في ذلك الوقت، لكن هذا لن يمنحني سوى إحساس مؤقت بالبهجة. بعد أربع سنوات وما زلت مبتدئًا. يجب أن أكون أكثر قلقًا بشأن هذه الحقيقة. “انتهى وقت الدردشة. أدر رأسك.” “ماذا؟” قمت على الفور بتعديل وضعي عند سماع صوت خافت لسيارة أجرة. لقد فهم كاموجاوا ما يعنيه ذلك، وبعد أن نظف حلقه، قام بتسريح ظهره. وصلت السيارة ببطء أمام المطعم. بعد ذلك بوقت قصير، توقفت سيارة سيدان سوداء أخرى خلف سيارة الأجرة . بدون النظر حتى، كان من الواضح أنهم حراس ناو سينسي الشخصيين. سرعان ما عدت بنظري إلى السيارة الأجرة، لكن الباب لم يفتح، وأمال كاموجاوا رأسه بفضول. تمكنت من رؤية ناو سينسي من خلال النافذة، لذلك قمت بإيقاف كاموجاوا لأنه كان على وشك الركض نحوه. “لا تفعل أي شيء غير ضروري.” “نعم، ولكن …” في المقعد الخلفي من سيارة الأجرة، بقدر ما استطعت أن أرى من خلال النافذة، فهمت أن رجلاً وامرأة كانا على اتصال حميم مع بعضهما البعض. إذا تدخلت، فسأتعرض لتوبيخ غير الضروري. ومع ذلك، كان من غير المعتاد أن يكون ناو سينسي برفقة امرأة. وعلى الرغم من أنها كانت في سيارة أجرة في منتصف الليل، إلا أنها بدت خطوة غير حكيمة بالنسبة لسياسي. بعد دقيقة صمت في المقعد الخلفي للسيارة، فتح الباب أخيرًا. “أراك لاحقًا، سنسي ~.” أدرك كاموجاوا أخيرًا عندما سمع صرخة المرأة الشابة من المقعد الخلفي. ناو سينسي، التي تحدث بعد ذلك مع المرأة لبضع لحظات أخرى، خرج ببطء من سيارة الأجرة. نزل رجل نحيف على الفور من مقعد السيارة السوداء أيضًا. دون أن يهتم بالبنت، وقف بصمت بجانب ناو سينسي. إنه حارس شخصي بوجه جديد لم أره من قبل. لكن ليس هناك وقت للإهتمام به. “شكرًا على حضورك، ناو سينسي.” قلت “اوه شكرا لك!” قال كاموجاوا هل كان مرتبكًا لأنه رأى المشهد مع المرأة، أو لأنه ببساطة أمام ناو سينسي؟ خطيت نصف خطوة أمام الأحمق اللعين  وسديت وجهه بكتفي. لكن ربما كان هذا مصدر قلق لا داعي له. لم يكن لدى ناو سينسي اعتبار لكاموجاوا ووجه نظرته الحادة إلى المطعم فقط. “أين أساما؟” بدلته التي ذكّرتني بشيخوخته جعلته يبدو شابًا في نفس الوقت. “هو في انتظارك. اسمح لي بإرشادك إليه.” ألقيت نظرة على كاموجاوا العصبي في ظهري، وأمرته بدفع ثمن سيارة الأجرة، وقدت ناو سينسي داخل المطعم.  بمجرد أن مررنا عبر الستارة ، ظهر الجميع على عجل من المالك إلى رئيس الطهاة وأحنوا رؤوسهم. خلع ناو سينسي حذائه دون تغيير في تعبيره بحضور هالته المهيبة. داس على الأرضية الخشبية وشق طريقه إلى الغرفة الخاصة في أقصى نهاية المطعم. ناو جينوسوكي. عضو في حزب المواطنين الحاكم، شغل عددًا من المناصب، منها وزير النقل ووزير الاقتصاد والتجارة والصناعة، ويشغل حاليًا منصب الأمين العام للحزب. على الرغم من أن منصب الأمين العام يتخلف نصف خطوة عن منصب نائب الرئيس ، ناهيك عن رئيس الوزراء، من حيث الأهمية، فإن منصب الأمين العام هو أهم منصب إلى حد بعيد. إنه المدير العام للحزب، ويمتلك السلطة الحقيقية للحزب. على الرغم من أنه سيبلغ الثامنة والستين من عمره هذا العام، إلا أنه لم يظهر أدنى علامة على تقاعده من الخدمة الفعلية. في عالم السياسة، حيث لا يوجد سن للتقاعد، سيبقى في منصبه الحالي لمدة 10 أو 20 عامًا أخرى، ما لم تصبح حالته الجسدية مشكلة. “أساما سينسي، لقد أحضرت ناو سينسي معي.”  كان أساما سينسي ينتظر للترحيب بـناو سينسي. عندما رأى ناو سينسي، وقف وانحنى بعمق. أساما هيساشي.  يبلغ من العمر 71 عامًا – أكبر بثلاث سنوات من ناو سينسي. يشغل حاليًا منصب نائب وزير الأراضي والبنية التحتية والنقل والسياحة ، وهو شخصية بارزة في فصيل ناو سينسي. بالنسبة لي، حتى أساما سينسي من الطبقة العليا. ولكن إذا ظهر ناو سينسيهنا، فإنه يتحول على الفور من سيد إلى عبد. إنه مشهد عادي يظهر في لمحة أن هناك فرق في القوة. “آسف لجعلك تنتظر، أساما. لقد كنت مشغولاً بالعمل “. “أعرف كم أنت مشغول.” حنيت رأسي، وفركت جبهتي على حصير التاتامي، وأغلقت بهدوء الباب حتى لا أزعج الحوار. من الآن فصاعدًا ، لم يكن من المقبول الاستماع إلى المحادثة بين اثنين من السياسيين البارزين. “بسرعة، ناو سينسي. أود أن أسألك عن هذا الأمر “. لم هناك سوى باب ورقي  يفصل بيننا. همس لي الشيطان لمواصلة التنصت والتقاط المعلومات المفيدة. أو يمكنني حتى أن أزعج المكان. لكن العالم ليس مكانًا لطيفًا. سوف ينكشف أي مكر قريبًا، وستنتهي حياتي السياسية. نهضت وغادرت المكان وانتقلت إلى غرفة أخرى بعيدة. في الغرفة الخاصة التي تم تجهيزها له، كان كاموجاوا جالسًا في المقعد السفلي، ونظرته مثبتة على ساكي أمامه. “آسف لجعلك تنتظر.” “لا مشكلة. لنبدأ على الفور.” “لا تشرب”. “لم أر هذا من قبل هذه النوعية. ما هي ماركة هذا الشراب ؟ “ “هل ستجعلهم يشمون رائحة الساكي  عندما نرافقهم للخارج؟ لا يوجد شيء يمكن كسبه من خلال العبث بالكحول بلا مبالاة.” “أوه ، لا …” مطعم رائع للأكل الفاخر. أنا لا ألومه على الشعور بالضيق عندما يطلب منه عدم شرب الكحول قبل العشاء. في الواقع، لقد كدت أن أستسلم للإغراء عدة مرات في الماضي. لحسن الحظ، تمكنت من مشاهدة اللحظة التي تم القبض فيها على شخص  كان يرشدني في ذلك الوقت يشرب الكحول وتم توبيخه وطرده بسبب ذلك، مما أدى إلى امتناعي الحالي من كل هذه الأشياء. لقد توصلت إلى فكرة أن “الكحول” لمن هم في السلطة فقط. لا يقتصر الأمر على الأعضاء الأقل مرتبة في البرلمان. إنهم ينظرون باستخفاف إلى الناس أنفسهم. “أيانوكوجي سينسي، لدي شيء واحد في ذهني …” إنه ثرثار حقيقي. “لماذا تجلس دائمًا على ركبتيك؟ لماذا لا تسترخي أكثر؟ “ “أنا معتاد على ذلك. يجب أن أجلس هكذا لساعات أمام ناو سينسي والآخرين. إذا لم تعتاد على ذلك بشكل منتظم ، فستواجه مشكلة عندما يحين الوقت “. لا يُسمح لنا حتى بالإدلاء ببيان مثل “هل يمكنني إرخاء ساقي؟” لم يكن هناك خيار آخر سوى الاستمرار في الجلوس على الأرض حتى تصبح ساقيك مخدرة. “يا إلهي…” كاموجاوا، الذي ربما لم يكن لديه ثقة في الجلوس هكذا، جلس على مقعده على عجل. حتى قطعة صغيرة من التوفو البيض التي تقدم على طبق صغير كانت ستكلف الكثير إذا طلبتها. ومع ذلك، ليست هناك حاجة لأن نكون ممتنين. أمسكت بالصحن الصغير بطريقة فوضوية وسكبته في معدتي دون مضغه. “يا للتبذير…!” ما زلت أتناول الطعام، متجاهلاً معظم ثرثرة كاموجاوا المستمرة. لست مهتمًا بمدى كلفتها، أو كيف تبدو طازجة، أو من أين أتت الطبق. طالما ستمدني بطاقة كافية لمواصلة التحرك بعد ذلك، هذا كل ما يهم. “انا ذاهب الى الحمام.” ابتعدت عن كاموجاوا، ووقفت على ساقي المخدرتين قليلاً، وغادرت الغرفة. بعد استخدام المرحاض ، كنت على وشك العودة إلى الغرفة الخاصة حيث كان كاموجاوا ينتظرني عندما رأيت ظهور رجال يرتدون بدلات. من بينهم كان هناك رجل يقف من بين الحشود. إلا أن ذلك كان للحظة فقط، حيث استدار بعد ذلك عند زاوية نهاية الرواق واختفى عن الأنظار. “ماذا كان هذا؟” كنت أميل إلى اتباعه ومعرفة ما إذا كان هو ما اعتقدته، لكنني تراجعت. رغم ذلك، كنت متأكدًا من أنه كان عضو مجلس الشيوخ كيجيما. لم يكن عضوًا في أي من الفصائل الرئيسية الثلاث: ناو سينسي وإيزومارو سينسي ورئيس الوزراء مياكو. على الرغم من قلة عدده، إلا أنه كان ينتمي إلى الفصيل الرابع في حزب المواطن، ولا ينتمي إلى أي من الفصائل الثلاثة الرئيسية. إنه واعد للغاية لدرجة أنه يوصف بأنه الرجل الأقرب لرئيس الوزراء بين جيل الشباب. ليس من المعتاد أن يكونوا في نفس المطعم.  من المعتاد أن يقوم صاحب المطعم بالترتيبات في الخفاء حتى لا يسمح بمواجهة مؤسفة. هل من الممكن أن ناو سينسي قد بدأ بالفعل في اتخاذ خطوات نحو الانتخابات القادمة؟ 2 انتهى الاجتماع بعد حوالي ساعة من دخول ناو سينسي إلى الغرفة الخاصة. بعد رؤية السيناتور أساما خارج المنزل، اتصل ناو-سينسي بي و بكاموجاوا في الغرفة خاصة. بناءً على أكواب الخنازير الثلاثة بالإضافة إلى عدد أوعية الطعام الصغيرة على الطاولة ، يمكنني الإفتراض أن السيناتور كيجيما كان في هذه الغرفة. كان الطعام لذيذًا، ومع ذلك، ليس هناك ما يشير إلى أنهم لمسوا عيدان تناول الطعام، لذلك يبدو أنهم انتهوا من وجبتهم في الغالب أثناء المناقشة. يبدو واضحًا أنهم تناولوا القليل من المشروبات ثم أنهوا الإجتماع. “هل هناك شيء يدور في ذهنك؟” أشعر بتوتر في قلبي، كما لو أنه قرأ أدنى نظرة أعطيتها له. “لا لا شيء.” “كان أحدهم هنا ، أليس كذلك؟” من المستحيل علي قول شيء كهذا. أعتقد أنه كان من الطبيعي أن يعرف ما يدور في ذهني، لكنه لم يتابع الأمر. “أيانوكوجي ، منذ متى وأنت تعمل لدي؟” “هذه هي سنتي الرابعة تحت قيادتك سينسي.” “هذا صحيح. في البداية، يمكن لعدد قليل من الأشخاص فقط أن يصبحوا سياسيين في العشرينات من العمر. أستطيع أن أقول بلا شك أنك أول من الذين “لا يملكون” يصعد إلى سلم النجاح “. الذين لا يملكون. إنه أحد المصطلحات التي صاغها ناو سينسي والتي تشير إلى أولئك الذين لا ينعمون ببيئة جيدة. مثل الجيل الثاني أو الثالث، باستثناء أولئك الذين ينحدر آباؤهم من عالم الأعمال ولديهم دعم قوي، والذين لا أحبهم. ليس من المبالغة القول أن العامل الرئيسي الذي يحدد إن  كان أحدهم سينجح  كسياسي هو من خلال هاتين الفئتين: “من يملكون” أو “من لا يملكون”. ببساطة ، إنها تشبه شركة يديرها أفراد العائلة. الغرباء هم غرباء، بغض النظر عن مدى موهبتهم. ما لم تكن موهوبًا ومحظوظًا للغاية، فهناك حد للقمة التي يمكنك أن تستهدفها. ليس هناك مستقبل مشرق ينتظر من لا يملكون. بعبارة أخرى، عادة ما يتوقف أشخاص مثلي عند هذا الحد في عالم السياسة. الطريقة الوحيدة للذهاب إلى أبعد من ذلك هي أن أعهد لأولادي بنقلها إلى الجيل الثاني. بعد ذلك، ونتيجة لمزيد من الاختيار، سيسمح لي ذلك بالوصول إلى المراتب العليا في مكان ما من جيلي. ومع ذلك، نظرًا لوجود العديد من الأجيال الثانية والثالثة التي تتنافس على المقاعد القليلة المتاحة، فلن يكون من السهل عليهم الصعود في العالم السياسي حتى لو أرسلوا أحفادهم إلى السياسة بنفس الطريقة. أولئك الذين يجلسون على الكراسي أولاً سيتم ربطهم بالجيل الرابع والخامس كمرشح أقوى. “أنا ممتن لك حقًا، ناو سينسي. لقد التقطت شخصًا مثلي “. “هذا بسبب قدرتك. في الواقع، لقد ساعدتني بعدة طرق “. لا جدوى من تبادل المجاملات. لكنه كان طريقا لا مفر منه لسياسي. عندما يمتدح ناو سينسي شخصًا ما، ينتظره شيء غير مرحب به. “لكن قدرتك لم يتم التعرف عليها بعد داخل الحزب.” “بالتاكيد. أنا على دراية كبيرة بذلك “. مهما كانت كبيرة أو صغيرة، فإن جميع إنجازاتي تُنسب إلى ناو -سينسي. الشخص الوحيد الذي يفهم أن هذه الأعمال الرائعة تخصني في الأصل هو ناو سينسي. “مناقشة اليوم، كما قد تكون خمنت، كانت حول إيسامورو.” حكم يوكو إيسامورو في السياسة لسنوات عديدة كرقم ثلاثة في الحزب المدني. “لقد تقدم في السن، مثلي تمامًا. لا توجد فرص كثيرة للحصول على مقعد رئيس الوزراء، كما تعلم “. هل كانت هذه مناقشة التهديد الموجود من إيسامورو سينسي؟ “أعضاء الفصيل قلقون للغاية من إيسومارو على أي حال. إنه بالتأكيد خصم لا يمكن الاستهانة به، لكن إذا سألتني، فهو رجل يسهل فهمه. للأفضل أو للأسوأ، إنه رجل يستخدم الأساليب القديمة فقط “. بعد عقود من المنافسة الودية في العالم السياسي، ربما يعرفون حيل بعضهم البعض. “لا أعتقد أن إيسامورو هو الشخص الذي نحتاج حقًا إلى الانتباه إليه.” “أنت تعني…” “هل تعرف كيجيما؟” ربما لأنني رأيت الجزء الخلفي من السيناتور كيجيما، كان رد فعل جسدي لا إراديًا. اليوم، سمعت عن الشخصيات المهمة فقط، بما في ذلك أساما سينسي. عيون ناو سينسي الحادة  دون تغيير عن المعتاد ملقاة عليّ. “لقد رأيته عدة مرات، لكن لم تتح لي الفرصة للتحدث معه مباشرة.” “أعتقد أنه أكبر عدو يجب أن نكون حذرين منه.” على الرغم من أنهم أعضاء في نفس الحزب السياسي، إلا أنه لا يتردد في وصفهم بالأعداء. هذا دليل على أن ناو سينسي الذي كان يتمتع بسلطته الخاصة، حذر جدًا من كيجيما سان. إذا كان ناو سينسي و إيسامورو سينسي هم الحكام في الخفاء لحزب المواطنين، فإن العكس هو الصحيح بالنسبة لـ كيجيما سينسي الشاب القوي الذي يتم الترويج له تحت الضوء كإشارة لحزب المواطن، ويدفع السياسات النظيفة إلى الواجهة. على الرغم من أن عدد أعضاء الحزب الذين يدعمونه بشكل طبيعي مستمر في الازدياد، إلا أنه يحتاج لبعض الوقت قبل أن يهدد ناو سينسي وزملائه. لقد اعتقدت ذلك. لكن يبدو أنه يعترف بـكيجيما أكثر مما توقعت. تساءلت عما إذا كان قد نما إلى النقطة التي بدأ يشكل فيها تهديدًا لـ ناو سينسي. تجمع الرجال الثلاثة تحت قيادة رئيس الوزراء مياكو وهم ناو-سينسي ، الرجل الثاني، إيسومارو سينسي الرقم ثلاثة ، والشاب كيجيما سينسي  رقم أربعة. إنهم يتنافسون بجدية على مقعد رئيس الوزراء المقبل. “هل تعرف ما هو العامل الأكبر في صعود كيجيما لمنصبه الحالي؟” “أنا متأكد من أن لديه العديد من الإنجازات، لكن يمكنني القول أن أهم ما في الأمر هو وجود ANHS.” المدرسة الثانوية للرعاية المتقدمة. مؤسسة تأسست لرعاية الشباب بمستقبل تحت إشراف الحكومة مباشرة. لم تحقق الكثير حتى الآن، ولكن هناك آمال كبيرة عليها. ومن الأصح القول إن الحكومة لديها توقعات عالية من ذلك. ” تعليم الأطفال مهم جدا لتنمية أي بلد. تملك تلك الثانوية نظرة حسنة من قبل المؤيدين. أنا معجب بفكرتهم المثيرة للاهتمام، حتى بالنسبة لعدو “. كاموجاوا يستمع بالعرق على جبهته، غير قادر على مقاطعة المحادثة. “أعضاء الحزب الشباب يثقون به بشكل أعمى”. من خلال تعرضه الإعلامي الواسع، ينظر الكثير منهم إلى الحزب المدني من خلال كيجيما.  “أردت فقط التأكد من أنك لست في صف كيجيما أيضًا ..” “لابد أنك تمزح. سأكون فقط تحت رعايتك “. هذه ليست كذبة. حتى إذا حقق فصيل إيسومارو سينسي أو كيجيما سينسي قفزة كبيرة إلى الأمام في الانتخابات المقبلة وحُرم ناو سينسي من منصبه، فسيتعين علينا مشاركة مصير السفينة الغارقة.   ولكن ماذا كان الغرض من تناول العشاء مع العدو كيجيما سينسي؟ أشعر بالفضول، لكن ليس لدي الوقت للتركيز على ذلك الآن.   “في الواقع ، قررنا اليوم أن نبدأ رسميًا المشروع الذي كنا نناقشه وراء الكواليس.” بقول هذا، وضع ناو سينسي ظرفًا بنيًا على الطاولة.   هذا مشروع مهم جدا ويمكن أن يؤثر على حياتي السياسية. الآن، ليس فقط إيسومارو، ولكن أيضًا كيجيما، بما أن أحزاب المعارضة ترتفع ببطء إلى القمة، فقد حان الوقت أخيرًا لتحريك هذه الورقة “.   شرب ناو الذي يعيش حتى يقوم شخص آخر بإعادة ملء كأسه عندما يكون فارغًا كل شيء في جرعة واحدة.   “سيكون لوجود المشروع بالتأكيد تأثير كبير على الانتخابات.”   هذا هو مدى أهمية محتويات المغلف أمامه.   “معظم مساعديَ لا يستمرون حتى ستة أشهر قبل مغادرتهم. إما بسبب عدم الكفاءة البحتة أو أنهم لا يستطيعون مواكبة العمل الشاق الذي لا يمكن تصوره. لكنك كنت معي لمدة أربع سنوات حتى الآن، ولا تضعف فحسب، بل تزداد قوة مع الوقت. أنت تذكرني بنفسي القديمة “.   “شكرا جزيلا لك.”   “اسمحوا لي أن أسألكم يا رفاق. أي نوع من السياسيين هو الأفضل؟ كاموجاوا، أجبني “. سأله مثل هذا السؤال.   “ماذا؟”   لم يستطع أن يلتزم الصمت أو أن يعطي إجابة مناسبة.   سياسي جيد. سيكون ذلك مختلفًا تمامًا بناءً على وجهة نظر أولئك الذين كانوا يشاهدونه.   “من يجيب رغبات الناس …؟”   إجابة جيدة ولكن بسيطة. هذا هو من وجهة نظر الناس. حتى الطفل يمكنه أن يأتي بهذه الإجابة ، لكن ناو سينسيأومأ مرة واحدة ونظر إلي هذه المرة.   “ماذا عنك يا ايانوكوجي؟”   ممتاز أم لا ، هذا هو الجواب.   “إذا جاز لي القول، أعتقد أنه سيكون شخصًا مثل ناو سينسي.”   بعد تلقي الثناء ، إبتسم ناو سينسي قليلا لكني استأنفت الحديث بسرعة.   “السياسيون السيئون يقدمون التمبورا للعملاء الذين يريدون السوشي.” كلاهما أكلتان يابانيتان   “عملاء؟ ماذا تعني؟”   “الزبون هو الزبون. أحيانًا يكونون هم الناس، وأحيانًا يكونون سياسيين، في بعض الأحيان يكونون شيئًا آخر “.   السياسيون لا يتعاملون مع أي مجموعة بعينها.   ليست هناك حاجة إلى سياسي لا يستطيع تلبية احتياجات عدد غير محدد من العملاء.   “أليس لديك طريق مع الكلمات؟ إذن، ما هي وجهة نظرك؟ “   “سياسي جيد بحد ذاته يقوم بتقديم السوشي الجيد للعملاء الذين يطلبونه. ربما 30٪ فقط … لا، 20٪ من السياسيين يمكنهم فعل ذلك … السياسيون الذين يحظون بدعم كثير من الناس يقعون بطبيعة الحال في هذه الفئة “.   “ألا تقول أن هذا سياسي جيد جدًا بالفعل؟ لأنه يقدم للزبائن السوشي الذي يريدونه، وهو يقدمه جيدًا ، أليس كذلك؟ “   بالتأكيد، هذا هو الحد لما يمكن أن يحققه السياسي الجيد لشخص عادي. لكنني لا أعتقد أن هذا ما يعنيه أن يكون شخصًا ممتازًا.   “إذا كنت تدعي أنك سياسي متفوق، عليك أن تكون أكثر من ذلك. أنا أعتبره شخصًا يمكنه جعل العملاء الذين يرغبون في الحصول على السوشي يشعرون بأقصى درجات الرضا من خلال تقديم أطباق الكاري ولحم البقر لهم “.   لا يكفي أن يجيب السياسي على كل الطلبات بطاعة. هناك العديد من المواقف التي يكون من الضروري فيها تجنب الشكوى، حتى لو تعذر تحقيق الطلبات في بعض الأحيان. حتى عندما يتعلق الأمر بطلب واحدة، هناك خياران فقط: إما تمريرها أو عدم تمريرها.   أولئك الذين لم تحقق طلباتهم لن يشعروا بالرضى. لهذا السبب علينا أن نعد خيارًا ثالثًا ليس أيًا من الخيارين وقمع كلا من الدعم والمعارضة. ملاحظة مترجم: المقصد هنا أن سياسي الجيد هو من يكسب رضى الجميع دون الحاجة إلى تحقيق كل طلباتهم  أظهر ناو سينسيأمامي هذه المهارة عدة مرات.   “فهمت.إنها طريقة تفكير رائعة  “.   “شكرًا لك.”   هنا ، أصبحت عيون ناو سينسيأكثر كثافة وحادة.   “آمل أن تتمكن يومًا ما من تطبيق هذه الفكرة بأيديك.”   في يوم ما. يوما ما، هاه؟ لقد مرت بالفعل أربع سنوات، لكن في العالم السياسي لا يوجد شيء على الإطلاق.   أتساءل كم عدد السنوات التي يجب أن أواصل فيها العمل في القاع قبل أن يصل ذلك اليوم.   ”لا تنظر إلى أسفل. أنت قادر. أستطيع أن أرى ذلك بعد مشاهدتك لمدة أربع سنوات. لهذا السبب ما هو مطلوب من الشباب مثلك هو نتائج ملموسة “.   أخذ قضمة من وجبته الخفيفة مع عيدان تناول الطعام ،ثم أدار طرف عيدان تناول الطعام باتجاه المغلف.   “لا أعتقد أن أربع سنوات قليلة. لقد حان الوقت للحصول على بعض الفضل بنفسك.”   “هل تقصد أنك ستمنحني هذه الفرصة؟”   مرارًا وتكرارًا، قمت بتمهيد الطريق مرارًا وتكرارًا لـناو سينسي.   كان الفضل يعود إلى ناو سينسي وحده دائما، وسوء الإدارة يذهب إليّ وحدي. لم تكن هذه مجرد صدقة منه.   “يمكنك أن تأخذ الأمر على هذا النحو. لكنني سأحرص على نجاحها. هل انت مستعد لذلك؟”   هل تمانع إذا نظرت داخل الظرف؟ بالطبع لا أستطيع قول شيئ كهذا.   “بعد فترة وجيزة من استلام منصبي تحت قيادتك، قلت لي ذات مرة  أن كل ما يفعله المرء تحدده أهدافه”.   لم يكن لدي أي وسيلة لمعرفة ذلك في ذلك الوقت، لكنها كانت اقتباسًا من رجل عظيم. إذا فشلت، فمن المحتمل أن تمحى السنوات الأربع الماضية في لحظة.   “سأضع كل قلبي وروحي في هذا.”   انحنيت بعمق وسرعان ما وافقت على تولي المشروع.   “إذا نجحت في هذا المشروع، فستتبعك الشهرة بشكل طبيعي، كما تعلم.”   لا أثق به على الإطلاق، لكنني لم أسمعه أبدًا يقول مثل هذا الشيء من قبل.   على الأقل صحيح أن هذا مشروع مختلف وأكثر أهمية. إنها فرصة حصلت عليها لأنني اكتسبت ثقته. لن أفوتها.   “يمكنك فتحه.”   “اعذرني.”   التقطت المغلف البني على الطاولة وسحبت كومة من الأوراق بسمك 5 مم.   الورقة الأولى بعنوان “خطة تنمية الموارد البشرية (مؤقت).”   “مستوى التعليم في اليابان آخذ في الانخفاض. تحتاج اليابان الآن إلى توفير التعليم ليس للسنوات الخمس أو العشر القادمة ، ولكن خلال العشرين أو الثلاثين عامًا القادمة “.   “لم أسمع أبدًا أنك متحمس للتعليم.”   ” من المفترض أن يركز السياسيون التعليم قليلا. حتى لو لم يكونوا مهتمين بها ، سيؤدي ذلك إلى جلب الأصوات الداخلية والخارجية. “   هذا الرجل لا يريد حقًا تغيير التعليم في اليابان. إنه يقوم للتو بصياغة استراتيجية لزيادة قوته وكسب المزيد من الدعم.   الأحمق بجانبه يتململ ويتساءل عن تفاصيل المشروع.   “يمكنك الانضمام أيضًا، كاموجاوا. تولى المشروع مع أيانوكوجي “.   “اوه شكرا لك!”   نظر كاموجاوا إلى الداخل بقوة إلى حد ما، مبتسمًا في سعادة.   لم تكن هناك حاجة لهذا الرجل، ولكن إذا قرر ناو سينسي ذلك ، فلن يكون لدي خيار آخر. كانت خطة تنمية الموارد البشرية، ببساطة ، هي توفير التعليم للأطفال الموهوبين بمجرد ولادتهم.   بعد أن انتهيت من قراءة كل شيء، قرأه كاموجاوا مرة أخرى.   “ما رأيك؟ هل تفهم ذلك يا كاموجاوا؟ “   “مؤسسة تعليمية تحت السيطرة المباشرة للحكومة ابتداء من الطفولة؟ لم اسمع بهذا من قبل “.   الأسئلة التي انطلقت من رأس كاموجاوا كانت بلا معنى.   “اذا سمعت عنها، فلا يمكنك القول أنها عامل جذب رئيسي، أليس كذلك؟ “   دون الحاجة إلى تصحيحه، تم ركله من قبل ناو سينسي. لا توجد مشكلة في هذا المشروع   “عليك أن تتعلم أن تكون أكثر مرونة، كاموجاوا.”   “أنا آسف…”   “ولكن بما أنك وافد جديد ، أود أن أسألك شيئًا. كيف يبدو هذا المشروع في عينيك؟ “   “حسنًا … لا أعرف ماذا أقول.”   حدق في الأفعى، أو بالأحرى ، لم ينظر إليّ، لكنه تجمد. ثم، وبتعبير دامعة على وجهه، التفت إلي طلبًا للمساعدة. ” يريد ناو سينسي معرفة رأيك في هذا المشروع. إنه لا يريد موافقتك السطحية، يمكنك الإجابة كما تريد “.   إذا أدليت بأي تعليقات من شأنها أن تجعل ناو سينسي تبدو سيئة ، فسأفسد مزاجه الجيد فقط.   “حسنًا ، إذن … كنت أتساءل.. هل سيكون هناك آباء يرسلون أطفالهم إلى مؤسسة لتعليمهم منذ الصغر؟ لا يبدو الأمر ممكنًا بالنسبة لي … ألن يكون هذا مجرد اختطاف؟ “   “هذا سؤال عادل. هل يمكنك الرد على ذلك، أيانوكوجي؟ “   إجابة غير متعلمة قد تكون مقبولة بالنسبة للمبتدئين، ولكن ليس بالنسبة لي. أخذت نفسا والتفيت إلى كاموجاوا.   “لا يهم. هناك المئات من الأطفال الذين تخلى عنهم آباؤهم فور ولادتهم كل عام ، على الأقل هذا ما نعرفه “.   إنجاب الأطفال ليس بالأمر الهين.   ” يمكن للأطفال المهجورين تلقي الدعم الحكومي السخي والتعليم المناسب دون تعريض حياتهم للخطر. كما سيسهل المشروع عليهم دخول المدرسة الثانوية والجامعة “.   “بالضبط. نعم، الإجابة صحيحة، ولكن إذا كانت العملية التي تؤدي إلى استقدام الأطفال غير عادية ، فسترى المشروع من منظور مختلف تمامًا. سيكون عليك أن تدرس بجد تحت إشراف أيانوكوجي “.   “نعم سيدي.”   “اعتمادًا على كيفية حدوث ذلك ، يمكن أن يؤدي إلى نهج للأمهات. هناك بسهولة أكثر من مائة ألف عملية إجهاضهو عام في هذا البلد مع انخفاض معدل المواليد. يمكن أن يكون هجاءً على مجتمع لا يسمح بسهولة بالإنجاب ، ويمكن أيضًا أن يكون بمثابة وعاء. “   أومأ ناو سينسي بابتسامة عريضة وأخذ رشفة أخرى من الشراب.   “وإذا نجحت هذه الخطة، فسيهتم عالم السياسة والأعمال أكثر بالمشروع .”   “ماذا؟”   “بصرف النظر عن الأرواح التي سيتم التخلص منها، هناك أيضًا العديد من الأرواح التي لن يتم التعامل معها بإنصاف، خاصة بالنسبة للأثرياء. الطفل غير الشرعي والأطفال غير المعترف بهم …؟ هل هذا صحيح؟”   “نعم ، هناك العديد من المشاهير الذين لديهم أطفال في الخفاء. ومع ذلك، فهم غير قادرين على توفير التعليم المناسب لهم بسبب نقص الدعم الخارجي. واذا دعمتهم الحكومة خلف الكواليس، أنا متأكد من أنهم سيغيرون موقفهم ويأملون في الأفضل “.   شيئًا فشيئًا، بدأت الصورة الكاملة لهذا المشروع في الظهور.   “وفي النهاية، سيرغب بعضهم في أن يحصل أطفالهم المحبوبون على أفضل تعليم ممكن.” هذه هي فكرة ناو سينسيعن مشروع تنمية الموارد البشرية.   يتلقى الأموال من العائلات الثرية ويأخذ الأطفال الذين يريدون إخفاءهم لتعليمهم. ثم يقوم بتدريبهم جيدًا حتى يصلوا إلى سن الرشد ليتم ضمهم كأعضاء للفصيلة، وإرسالهم إلى مناصب سياسية.  سيكونون خدمًا مطيعين يتشاركون دماء رجال الأعمال.   هل هذه بداية لخطة طويلة الأمد؟ قد يكون هناك مخاطرة، ولكن إذا نجحت، فإن المكافآت ستكون عديدة. إذا رفضنا التراجع في هذه المرحلة ، فسيتم طردنا على الفور بواسطة ناو سينسي.   “الأشخاص الموجودون في هذه القائمة …”   “الأشخاص المدرجون في هذه القائمة عباقرة كانوا في هذا الميدان. من الصعب التعامل معهم “.   كان هناك حوالي عشر وثائق، كل واحدة تحمل سيرة ذاتية.   “هؤلاء هم الأشخاص الذين تركوا المسرح بسبب مشاكل في الاقتصاد وعلم النفس ومجالات أخرى، على الرغم من قدرتهم على إعادة اليابان الحالية، أو حتى العالم “.   فهمت. ينطوي مشروع تنمية الموارد البشرية هذا على مخاطر مختلفة. إذا كان سيتم تعليم الأطفال بطريقة شبه إلزامية، فمن الطبيعي أن تكون هناك معارضة للمشروع. بهذا المعنى، ليس من المحتمل أن تتعاون شخصية بارزة مع السلطة عن طيب خاطر.   من ناحية أخرى، إذا كانوا معروفين بقدراتهم على الرغم من مشاكلهم، فسيكون من الأسهل إقناعهم بالموافقة على المشروع من خلال تقديم المال لهم.   قد يكون لديهم الكثير من القضايا مع شخصيتهم، لكن يبدو أنهم أكفاء بالتأكيد. بدون المعرفة والخبرة، لا يمكن أن يتم التعليم إلا بطريقة غامضة. بعد قولي هذا ، لن يكون من الواقعي جذب أشخاص مثل هؤلاء المعلمين وتطويرهم إلى شخصيات بارزة في اليابان. إنها ليست مهمة سهلة، يسعدني أن أقول.   “هل تذكر؟ مباشرة بعد أن أصبحت تحت رعايتي، تحدثنا عن التعليم “.   “بالطبع افعل. فلسفتي في التعليم هي جعل الأطفال مهتمين بالسياسة منذ سن مبكرة، ليكونوا أكثر إطلاعا بها، وتنميتهم إلى أفراد ذوي عقلية سياسية. سيؤدي هذا إلى مستقبل أفضل لليابان ، وهذا هو السبب في أنني طلبت السماح لي بالتعلم تحت قيادتك ناو سينسي “.   “اعتقدت أنه كان مجرد هراء ذكي من عضو البرلمان الصاعد، لكن في النهاية ، خطرت لي الفكرة من هذا البيان بنفسي. بمعنى آخر، أنت مؤهل للمشاركة. هل ستفعلها؟ ايانوكوجي “.   هذه ليست كلمات طلبا بالتأكيد. لم يكن يختلف عن الأمر. الحد الأدنى من المتطلبات إذن هو أن أقبل العرض بـ “نعم” مدوية من وجهة نظر أخلاقية، وهذه المرة لا تختلف.   إنه أفضل مشروع يجسد فلسفتي التعليمية.   “بالطبع ، سأقبل المشروع.”   “هذا المشروع سري للغاية، ليس فقط عن حزب المعارضة، ولكن أيضًا عن الحزب الحاكم، إنه ليس في مرحلة يجب أن نبلغهم فيها. الى جانب ذلك ، هناك قضايا أخلاقية معنية. إذا تم الكشف عنها في منتصف الطريق وتعرضت للنقد، فستنتهي حياتك السياسية “.   ستنتهي حياتي السياسية فقط، وليس ناو سينسيالذي صاغ هذا المشروع. لا، على وجه الدقة، سيؤدي ذلك إلى شنق العديد من الأشخاص لأنفسهم، بما في ذلك كاموجاوا بجانبي.   “سأبذل قصارى جهدي. ومع ذلك ، لدي خدمة أطلبها من ناو سينسي”.   “ماذا؟”   أعلم أنه قد يبدو فظا، لكني أود التحدث الآن.   “سيكون هذا المشروع صعبًا بالنسبة لي و كاموجاوا للمضي قدما فيه. هل يمكنك تقديمي لشخص تثق به من فضلك؟ “   “بالطبع سأفعل ذلك. هناك رجل اسمه ساكاياناجي معروف جيدًا في عالم السياسة والأعمال. إنه شاب ليس أكبر منك بكثير، لكنه جيد، صريح وجدير بالثقة. يجب أن تراه “.   لقد سمعت عنه من قبل، أعتقد أنه الرجل العجوز المسؤول عن ANHS … لكن على أي حال ، يجب أن يكون رجلاً يدعم كيجيما سيني.   قال: ” لم أقلها بشكل جيد بما فيه الكفاية. أنا أتحدث عن ساكاياناغي إبن الشخص الذي تعرفه. هذا هو الشخص الذي ستلتقي به “.   فهمت. يجب ألا يكون على صلة مباشرة بـ كيجيما سينسي.   “فهمت يا سيدي.”   “ولدي شيء مهم لأقوله لك، لا تتوقع مني أي دعم مالي “.   “ماذا؟ سيكلف المشروع الكثير من المال “.   أمسكت كاموجاوا من كتفيه ومنعته من قول أي شيء آخر.   “سيتطلب الأمر قدرًا معينًا من التهور، لكن … هل يمكننا استعارة اسم ناو سينسي؟”   “هذا غير ممكن الآن. ليس من الجيد السماح بمعرفة أنني متورط بذلك “.   بدا وجه كاموجاوا شاحبا وهو يعلم أنه لا يستطيع الحصول على أي دعم.   “حسنًا ، سأعتمد عليك ، أيانوكوجي.”   لقد كان مشروعا غير معقول للغاية. لكن كان علي أن أبتلع تهوره من أجل المضي قدمًا.   “سأنفذ هذا المشروع من كل قلبي.”   حتى لو كانت هذه مجرد فكرة وخطة سيتم التخلص منها غداً.. لو كان هذا ما يريده ناو-سينسي، سأضطر إلى القيام به. ثم، بعد لحظات قليلة من تبادل كلمات الامتنان عديمة الجدوى، انتهى الاجتماع.   في نهاية الممر، كان الوافد الجديد، وهو حارس شخصي ، ينتظر عودة ناو سينسي. “أوه نعم. هل هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها أيانوكوجي بهذا الرجل؟ “   “يعمل حراس سينسي الشخصيون بجهد كبير، لذا فمن المعتاد استبدالهم.”   الرجل الذي أمامي ينظر إلي بابتسامة على وجهه طوال الوقت.   “هل لي أن أقدم نفسي؟”   رد الحارس الشخصي ولم يبد أي اهتمام خاص. عادة لا يُسمح للحراس الشخصيين بالإدلاء بمثل هذه التعليقات ، ولكن لا يبدو أن ناو سينسيقد شعر بالإهانة. بدا صوته ضعيفًا ، لكن بدا أن ناو سينسي يقدره. يجب أن يكون أكثر من مجرد رجل.   “اسمه أيانوكوجي، وهو برلماني واعد إلى حد ما. لن يضر أن تلقي التحية “.   اقترب مني رجل بقوام مستقيم وجميل ومد يده.   “اسمي توكينارو تسوكيشيرو. يؤسفني القول إنني لست حارسًا شخصيًا. “   “أنت تقول إنك لست حارسًا شخصيًا … من أنت؟”   “لا بأس … إنه صاحب مهارة في كل شيء، لتوضيح الأمر. إذا كانت لديك أي مشكلة، يمكنك الاعتماد على تسوكيشيرو. قد لا يكون أكبر منك كثيرًا، لكنه رجل مفيد جدًا.   “جيد في كل شيئ؟”   كما لو كان ينتظرني، قدم لي الرجل الذي قدم نفسه على أنه تسوكيشيرو بطاقة العمل الخاصة به.   “من الحماية الشخصية إلى جمع المعلومات، سأفعل أي شيء تحتاجه.”   إذن فهو شخص لديه كل ما تحتاجه؟. لكن حقيقة أن ناو سينسي يتجول معه بهذه الطريقة تعني أنه بلا شك قادر بطريقته الخاصة.   “اسمي أيانوكوجي، و ناو سينسي يعتني بي جيدًا. إذا كان هناك أي إزعاج، سأكون ممتنًا جدًا لمساعدتك “.   “أنا لست فقط عضوًا في حزب المواطنين، ولكني أيضًا عضو في حزب السلام.”   حزب السلام هو أول حزب معارض. إنها منظمة لطالما كانت على علاقة عدائية مع حزب المواطنين. قبل أن أصبح سياسيًا بقليل، كاد حزب السلام أن يفوز بالانتخابات مفاجأة. لولا تصالح ناو سينسي مع حزب السلام، فربما كانت الإدارة قد انقلبت الأن.   إذا كنت تنتمي إلى جانب، فأنت معاد للجانب الآخر. هذا معروف ، بغض النظر عما إذا كنت سياسيًا أم لا. لكن كونك صديق لكلا الجانبين؟   ابتعد تسوكيشيرو مع ناو سينسي، واحتفظ بابتسامة مخيفة على وجهه طوال الوقت. وضع ناو سينسي في السيارة المنتظرة واستمر في خفض رأسه حتى غابت السيارة عن الأنظار.   “الجو بارد. لا أعتقد أن هناك من يشاهد بعد الآن …؟ “   “ومع ذلك، ابق رأسك منخفضًا لمدة دقيقة على الأقل بعد أن تصبح السيارة بعيدة عن الأنظار. ولا تهدأ أو تبدو متعبًا بعد أن تنتهي من خفض رأسك. أنت لا تعرف أبدًا مكان العيون “.   هذا بالضبط ما يفعله الناس في المطعم، حتى أنهم يسرقون النظرات إلينا. إذا سمعوا أن ناو سينسي كان يستخدم لغة بذيئة بمجرد مغادرته، فستكون هذه هي النهاية.   “ولكن لماذا ذهب ناو سينسي في سيارة أجرة اليوم؟ ولماذا كان يتعامل مع فتاة صغيرة؟ حتى لو تجاهلت فارق السن، فهذا غش “. “أظن أن هذا ما يطلق عليه ‘صاحب مهارة في كل شيء’ ”  “ماذا؟”   بالطبع ، لا أعرف التفاصيل. ولكن إذا تجرأت على التفكير في سبب ، يمكن أن ناو سينسي نفسه يعمل بمثابة طعم لإغراء شخص ما بالخروج. هذا احتمال.   “هذا ليس ما يجب أن نقلق بشأنه. علينا التركيز على مشروع تنمية الموارد البشرية “.   دائمًا ما تتكشف الأشياء خلف الكواليس المروعة التي لا نعرف عنها شيئًا.   “إنه مشروع رائع، لكنه مشين نوعًا ما.”   صحيح أنه مشروع كبير. ومع ذلك ، يبدو أنه خطأ فادح أن ناو سينسي سمح لكاموجاوا بالتعامل معه أيضًا.   هذا الرجل ثرثار وليس لديه قناعات على الإطلاق. كل هذا جيد طالما أن الخطة تعمل ، ولكن عندما لا تعمل ….   لا ، ناو سينسي ليس أعمى لمثل هذه الأشياء. هل يجب أن أعتبرها علامة على أنه تجرأ على أن يكون هذا الرجل إلى جانبه في حال فشلت؟  التفاصيل قليلة، لكن يبدو انه لا خيار لدي سوى البدء مع بعض القيود المزعجة .

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط