نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

Damn Reincarnation 11

حفل استمرار السلالة (1)

حفل استمرار السلالة (1)

الفصل 11: حفل استمرار السلالة (1)

أجاب يوجين دون تردد: “لا”.

“هل ذلك صحيح؟”

 

في اللحظة التي وصلوا فيها إلى الملحق بعد مغادرة المنزل الرئيسي، لجأ جارجيث، الذي ظل مُغلِقًا فمه حتى الآن، لطرحِ سؤالٍ على يوجين. ثم، كما لو كانت تنتظر هذه اللحظة أيضًا، إلتفتت ديزرا للنظر إلى يوجين أيضًا.

 

 

لو أن شخصًا آخر قد ادعى ذلك، لتم إذهالها حقًا. ومع ذلك، لم تجرؤ ديزرا على التشكيك به وبدلًا من ذلك حدقت بيوجين بفضول. بعد كل شيء، ألم يقولوا إنه هزم سيان بضربة واحدة؟.

“ما هو؟” سأل يوجين في المقابل.

“فقط ألقي نظرة علي. على الرغم من أنني قد يكون لدي ميزة التدريب ساعة أكثر مما تفعله، عضلاتك حتى بغض النظر عن ذلك لا يمكن أن تقارن مع خاصتي. وماذا عن اختلافنا في الارتفاع؟”

 

مع تعبيرٍ مليء بعدم الرضا، قال ليوجين، “الأسلحة في هذا المخزن سيئة للغاية حقًا. يبدو أن هذا المخزن يمتلك على الأكثر ربع ما في مخزن منزلنا.”

“أنت، هل تبارزت حقًا مع لايونهارت سيان…وفُزت؟”

 

“نعم”

أحس يوجين بالكسل من الشرح، لذلك، مع هذا الرد غير الرسمي، استأنف يوجين التلويح بسيفه الخشبي. كل تلويحة كانت عبارة عن إرتفاع السيف للأعلى ثم النزول. بينما كرر يوجين هذه الحركات بصمت، رفع جارجيث، الذي كان يقف هناك مذهولًا، سيفه الخشبي أيضًا.

اهتزت عيون جارجيث مُتفاجِئًا بسبب هذه الإجابة الصادقة. قام بمسح يوجين من الرأس إلى أخمص القدمين بنظرة غير مُصدِقة في عينيه.

“هذا أمر مثير للسخرية…يمكنك استخدام كلاهما؟ ومن خلال التدريب بنفسِكَ فقط؟”

 

هز جارجيث رأسه بخيبة أمل، “ديزرا. لذلك لم تتعلمِ أي شيء من خطاب البطريرك المثير للإعجاب في وقتٍ سابق. لا يجب أن تعتبري هزيمتكِ مُخزية، ويجب أن تكوني قادرةً على احترام شرف خصمك.”

كان لايونهارت جارجيث، في الرابعة عشرة من عمره، أي أنه أكبر من يوجين بسنة. كانت عائلته قد انفصلت عن العائلة الرئيسية فقط في عهد البطريرك السابق. بالإضافة إلى ذلك، عاشت عائلته في وسط غابة موبوءة بالوحوش. ونتيجةً لذلك، ومنذُ سنٍ مبكرة، غالبًا ما لعب جارجيث في الغابة لعبة سحق رؤوس الوحوش الصغيرة مثل العفاريت. بعبارة أخرى، يمكن تصنيف عائلته كواحدة من أفضل الفروع الجانبية من حيث القوة العسكرية، عائلة عسكرية حقيقية.

كلاك!

 

حاولت ديزرا سحب رمحها المحاصر بكل قوتها، ولكن بغض النظر عن مقدار القوة التي استخدمتها، فإن الرمح لم يتزحزح. على الرغم من أن يوجين قد وضع قدمًا واحدة فقط على رمحها…حابِسةً دموعها، ديزرا تركت رمحها.

هذا ينطبق على ديزرا أيضًا. على الرغم من أن عائلتها قد تشعبت من العائلة الرئيسية منذ عدة أجيال ؛ منذ زمن جدها، أصبحت عائلة عسكرية مرموقة للغاية من المتعارف عليه أن أفرادها يدخلون القوات العسكرية الإمبراطورية دائمًا.

دون انتظار الرد، ركضت ديزرا إلى المخزن. سرعان ما عادت، تحمل اثنين من الرماح الطويلة بجانبها.

 

 

و كما إتضح، كان الإثنان على اتصالٍ كبير ببعضهما البعض منذ أن كانا صغارًا. وعلى الرغم من أنهما يشتركان في نفس اسم العائلة، فدرجة القرابة بينهما متباعدة جدًا، وهما في نفس العمر تقريبًا. بسبب هذه العوامل ومدى قرب عائلاتهم، غالبًا ما تم جلب الحديث عن زواجهما في المستقبل كَمُزحة.

“هل أنا حقا بحاجة للقيام بذلك؟” سأل يوجين.

 

“ست ساعات على الأقل.”

وبطبيعة الحال، تبادلت عائلتيهما أيضًا آراء مختلفة حول حفل استمرار سلالة هذا العام. لم يتوقعوا الكثير من أحفاد السلالات الجانبية الأخرى. لذلك، في النهاية، كان من المتوقع أن يتنافس جارجيث وديزرا ضد الأطفال من الخط المباشر. وبدلًا من القتال بلا هدف ضد بعضهما البعض، اتفق الاثنان على الحفاظ على قوتهما وتوحيد جهودهما في محاولة لعرقلة الأطفال من المنزل الرئيسي.

“مجرد أرجحة سيفك ليس ممتعاً. فلماذا لا تقاتلني؟” قالت ديزرا.

 

 

وهكذا توجهوا إلى المنزل الرئيسي، بعد أن تلقوا تشجيع والديهم. ومع ذلك، عند وصولهم، اكتشفوا أن ريفيًا من سلالة جانبية قد ظهر من العدم وتبارز مع لايونهارت سيان الذي ينتمي إلى السلالة الرئيسية. حتى أنه تمكن من هزيمة سيان في ضربة واحدة، وجذب انتباه بطريرك لايونهارت.

 

 

على الرغم من أنه كان صادقًا، صرخت ديزرا عليه بغضب. عندها فقط تذكر يوجين مرةً أخرى أنه كان طفلًا كان في نفس عمر ديزرا. لذلك قرر يوجين تغطية خطأه من خلال التصرف كشخصٍ في مثل سنه الحالي بدلًا من ذلك.

‘من هو جيرهارد على أي حال؟’ تساءلوا.

تم تقصير المسافة بين الاثنين في لحظة. فقط أبطأ قليلًا من خطوتها الأولى إلى الأمام، طعنت برمحها مباشرةً.

 

 

لم يستطع هذان الشخصان حتى التعرف على والد يوجين. لكن هذا هو منطقي فقط، حيث كانت هناك مجموعة كاملة من العائلات الجانبية التي تحمل جميعها إسم لايونهارت. من بين هؤلاء الذين ينتمون إلى عائلة لايونهارت، كان أعضاء العشيرة الوحيدون الذين أصبحت أسماؤهم معروفة على نطاقٍ واسع هم أولئك المرتبطون ارتباطًا وثيقًا بالسلالة المباشرة وعدد قليل مرموق من بين السلالات الجانبية.

“هل هذا صحيح؟”

 

“أنا لست سمينًا. كلمة السمين تشير فقط إلى شخصٍ مثل هانسن.”

لم يكن موجودًا في حفلة عيد الميلاد قبل ثلاث سنوات أيضًا، تبادل جارجيث وديزرا النظرات أثناء تواصلهما مع بعضهما البعض.

‘الآن، ما الذي يخططان له؟’ فكر في هذا عندما إستشعر إثنين من العيون تراقبه.

 

قال يوجين: “إنه يناسبك”.

“هل انتهيت من أسئلتك؟” سأل يوجين.

من بين جميع خدام الملحق، ظهرت نينا أولًا لإستقبالِه. كما لو كانت تنتظره على وجه الخصوص، سلمت على الفور منشفة سميكة إلى يوجين.

 

“ثم يمكنني الذهاب، صحيح؟”

“اه…نعم؟”

نظر جارجيث إلى يوجين بفخر، لكن يوجين لم يتعب نفسه حتى في إلقاء نظرة واحدة على جارجيث.

“ثم يمكنني الذهاب، صحيح؟”

 

لم ينتظر يوجين الرد. كما مر بين الاثنين، التفتوا ناظرين إليه فقط مع تعبيرات مختلطة. تُرِكوا يتساءلون إلى أين هو ذاهب، ورأوا أنه يتوجه إلى صالة التدريب القريبة بدلًا من دخول الملحق.

 

 

ديزرا، التي كانت تشعر بالفعل بخيبة أمل وحزن، جعدت حواجبها ونظرت إلى جارجيث.

“لقد عدت بالفعل؟”

“حسنًا”

من بين جميع خدام الملحق، ظهرت نينا أولًا لإستقبالِه. كما لو كانت تنتظره على وجه الخصوص، سلمت على الفور منشفة سميكة إلى يوجين.

 

 

حدقت ديزرا في جارجيث بعيون ضيقة. على الرغم من أنها كانت في الثانية عشرة من عمرها فقط، ربما كان ذلك لأنهم كانوا أصدقاء الطفولة، لكنها تحدثت معه بطريقة وقحة جدًا.

“لماذا المنشفة؟” سأل يوجين.

 

 

 

“أنت ستذهب للتدريب، أليس كذلك؟” أكدت نينا.

 

 

عضت شفتيها وقلصت ذراعيها أثناء طعنِها بالرمح خاصتها-التوجه إلى الأمام، التراجع، ثم التوجه إلى الأمام مرةً أخرى. مختلطًا مع كل حركة رمح منها صوتٌ مكتوم بسبب اشتباك أسلحتهم الخشبية. كل من ضرباتها الحاسمة والثاقبة تم صدها بسلاسة من قبل يوجين.

قال يوجين بإبتسامة وإيماءة لها: “أنا أقدر هذا”.

كما أمرت، أسقط جارجيث ذراعيه المرفوعتين بسرعة للأسفل.

 

في جوٍ من الغطرسة، ربت جارجيث على عضلات صدره وسأل، “تريد لمسة؟”

على الرغم من مرور يومٍ واحدٍ فقط منذ لقائهما لأول مرة، إلا أن نينا تعلمت بالفعل معظم ما تحتاج إلى معرفته عن يوجين. كانت بحاجة فقط إلى إقناعِ نفسِها بأن سيدها البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا قد تملكه بطريقة ما شبح لأنه لم يكن قادرًا على التدريب ؛ قبل الوجبة، كان بحاجة إلى التدريب لبناء شهيتِه، وحتى بعد الوجبة، كان بحاجة أيضًا إلى التدريب للمساعدة في هضم الوجبة.

“ثم يمكنني الذهاب، صحيح؟”

 

“لقد صنعنا هذا الدواء بمساعدة الخيميائي الشهير من آروث…إذا لم يجمع شخص ما أي مانا في جسمه، فإن الدواء سيعزز نمو عضلاته عند تناوله جنبًا إلى جنب مع التدريب. هل لديك الرغبة في تجربته؟”

“متى تريد أن تأخذ حمامك؟” استفسرت نينا.

توقف الرمح مباشرة قبل أن يلمس طرف أنف ديزرا. عضت شفتيها ونظرت إلى الطرف الآخر من الرمح لرؤية وجه يوجين المبتسم.

 

 

“بعد بضع ساعات.”

كان لدى جارجيث بالتأكيد سبب ليبدو فخورًا لأنه طرح هذا السؤال. جارجيث هو أكبر من يوجين بسنة واحدة فقط، لكنه بالفعل أطول من يوجين. حتى بالنظر إلى وجهه الذي لا يزال شابًا، لم يكن يبدو وكأنه يبلغ من العمر أربعة عشر عامًا فقط.

“هل هو على ما يرام مع الماء البارد؟”

 

“بالطبع، هو جيد.”

 

هرولت نينا وراء يوجين. كانت قد أنهت مؤخرًا تدريبها المهني. لذلك في ظل الظروف المعتادة، كان من المفترض أن تعتني نينا بأدنى أعمال الملحق فقط. ومع ذلك، كان خدام الملحق حذرين من يوجين، لذلك لم يكلفوا نينا حتى بمهمة واحدة. بفضل هذا، يمكن أن تركز نينا بالكامل على تعديل روتينها مع عادات يوجين.

 

 

 

‘الآن، ما الذي يخططان له؟’ فكر في هذا عندما إستشعر إثنين من العيون تراقبه.

 

 

‘من هو جيرهارد على أي حال؟’ تساءلوا.

كان يوجين قد أنهى تدريب جسده بالكامل في وقت سابق من هذا اليوم، وبما أن هواء الليل كان منعشًا للغاية، فقد خطط لأرجحة سيفه الخشبي عدة مرات، لكن…جارجيث وديزرا كانا يحدقان به الآن من مسافة بعيدة. ثم، بعد أن وصل قرار على ما يبدو، بدأ جارجيث يسير نحوه.

 

 

 

“…” لاحظه يوجين لكنه ظل بلا كلام.

‘من هو جيرهارد على أي حال؟’ تساءلوا.

 

أجاب يوجين ببساطة: “يمكنني استخدام كُلٍ من الرمح والسيف”.

دون أي تردد، خلع جارجيث ردائه العلوي وألقاه جانبًا. أظهر جسده مستوى لا يصدق من العضلات بالنسبةِ لطفلٍ يبلغ من العمر أربعة عشر عامًا. ليس ذلك فحسب، بل إن جسده بالكامل مغطى بندوب صغيرة أيضًا.

‘لا توجد ثغرات…’

 

ارتعشت عيون ديزرا بالإحباط. على الرغم من أنها كانت واثقة جدًا من مهارتها في الرمح، إلا أنها في الوقت الحالي أرادت حقًا التساؤل عما إذا كانت تحمل حقًا رمحا في يديها أو مجردَ غصنِ شجرةٍ غيرِ ضار.

“…” دون قولِ أي حرف، واصل يوجين التحديق في جارجيث.

 

 

 

أخذ جارجيث جرعة كبيرة من الهواء و ثنى صدره، مُتباهيًا بعضلات صدرِه العريضة وتقلص عضلات البطن أدناه.

“هناك حد لكمية العضلات التي يمكن تطويرها من خلال التدريب الأساسي. عادةً، يُفضَل هذا النوع من المكملات الغذائية من قبل المرتزقة، ولكن نوعية المكملات الغذائية الرخيصة تلك لا يمكن مقارنتها مع المكملات الرائعة لعائلتنا. إنه لا يأتي مع أي آثارٍ جانبية.”

 

أجاب يوجين دون تردد: “لا”.

في جوٍ من الغطرسة، ربت جارجيث على عضلات صدره وسأل، “تريد لمسة؟”

“قلت لك أن تصمت!”

تساءل يوجين في داخلِه، ‘ما الذي يفعله هذا الوغد؟’

“هناك حد لكمية العضلات التي يمكن تطويرها من خلال التدريب الأساسي. عادةً، يُفضَل هذا النوع من المكملات الغذائية من قبل المرتزقة، ولكن نوعية المكملات الغذائية الرخيصة تلك لا يمكن مقارنتها مع المكملات الرائعة لعائلتنا. إنه لا يأتي مع أي آثارٍ جانبية.”

ولكن بينما نظر إلى جارجيث، أدرك يوجين أن جارجيث يبدو أنه وقع في نوع من الوهم الغبي بأنهما كانا يتنافسان بعضلاتهم.

حدقت ديزرا في جارجيث بعيون ضيقة. على الرغم من أنها كانت في الثانية عشرة من عمرها فقط، ربما كان ذلك لأنهم كانوا أصدقاء الطفولة، لكنها تحدثت معه بطريقة وقحة جدًا.

 

بتعبير محبط، قام جارجيث بتفريغ رئتيه من الهواء ببطء. ثم توجه أيضًا إلى الزاوية نحو مخزن صالة التدريب. بعد مرور بعض الوقت، ظهر جارجيث وهو يحمل سيفًا خشبيًا.

أجاب يوجين دون تردد: “لا”.

 

 

 

بتعبير محبط، قام جارجيث بتفريغ رئتيه من الهواء ببطء. ثم توجه أيضًا إلى الزاوية نحو مخزن صالة التدريب. بعد مرور بعض الوقت، ظهر جارجيث وهو يحمل سيفًا خشبيًا.

 

 

 

مع تعبيرٍ مليء بعدم الرضا، قال ليوجين، “الأسلحة في هذا المخزن سيئة للغاية حقًا. يبدو أن هذا المخزن يمتلك على الأكثر ربع ما في مخزن منزلنا.”

اهتزت عيون جارجيث مُتفاجِئًا بسبب هذه الإجابة الصادقة. قام بمسح يوجين من الرأس إلى أخمص القدمين بنظرة غير مُصدِقة في عينيه.

“هل هذا صحيح؟”

“…أنا متخصصة في الرمح”، اعترفت ديزرا أخيرًا.

“أعني، لقد توقفت عن إستعمال هذا النوع من السيوف الخشبية العادية عندما كان عمري حوالي ست سنوات. في المنزل، لدي حتى سيف عظيم مصنوع خصيصًا لي. بالطبع، نظرًا لأنه من المفترض أن يكون للتدريب، فهو ليس سيفًا مصقولًا من طرفِه، ولكن نظرًا لأنه يحتوي على جوهر حديدي يمر عبر المركز، فهو ثقيل للغاية.”

“حول هذا الدواء. بمجرد أن تأخذه، يبدأ شعر الوجه في النمو”، إشتكت ديزرا.

“كم هو مثير للإعجاب.”

 

“يبدو أنك أيضًا تدربت كثيرًا قبل المجيء إلى هنا، ولكن…” نظر جارجيث إلى ساعد يوجين الذي حمل السيف.

 

 

 

من المؤكد أنه لا يمكن مقارنته بساعدي جارجيث السَميكَين. لكن، بإمكان جارجيث أن يكتشِف بسهولة أن ذراعي يوجين قد خضعا لفترة طويلة من التدريب.

 

 

“هذا هو السبب في أنني فزت، أليس كذلك؟ لو أن ذلك يُزعِجُكِ كثيرًا، فكان من الأفضل لو فُزتي.”

“ما هو نوع من التدريب الذي تقوم بهِ عادةً؟” سأل جارجيث.

‘هذا الوغد. تصرفاته تذكرني بأحمقٍ مُعين.’

 

“…” لاحظه يوجين لكنه ظل بلا كلام.

“لماذا تسأل؟” أجاب يوجين بسؤالٍ آخر.

ارتعشت عيون ديزرا بالإحباط. على الرغم من أنها كانت واثقة جدًا من مهارتها في الرمح، إلا أنها في الوقت الحالي أرادت حقًا التساؤل عما إذا كانت تحمل حقًا رمحا في يديها أو مجردَ غصنِ شجرةٍ غيرِ ضار.

 

قال يوجين بإبتسامة وإيماءة لها: “أنا أقدر هذا”.

“سمعت أنك هزمت سيان، هاه؟ فقط كيف تدربت بحق الجحيم لكي يمكنك أن تتغلب على لايونهارت سيان، طفل من السلالة المباشرة؟”

“هذا هو السبب في أنني فزت، أليس كذلك؟ لو أن ذلك يُزعِجُكِ كثيرًا، فكان من الأفضل لو فُزتي.”

“لقد تدربتُ بجِد.”

“هل تسخر مني؟”

أحس يوجين بالكسل من الشرح، لذلك، مع هذا الرد غير الرسمي، استأنف يوجين التلويح بسيفه الخشبي. كل تلويحة كانت عبارة عن إرتفاع السيف للأعلى ثم النزول. بينما كرر يوجين هذه الحركات بصمت، رفع جارجيث، الذي كان يقف هناك مذهولًا، سيفه الخشبي أيضًا.

 

 

 

إز!

‘من هو جيرهارد على أي حال؟’ تساءلوا.

كان الصوت الناتج عن أرجحة جارجيث لسيفه مرتفعًا لدرجة أنه بدا من السخف الإعتقاد أن هذا الصوت يمكن أن يصدر من سيف خشبي عادي. صوتٌ ينتج فقط عن قوة العضلات النقية، دون أي مساعدة من المانا.

سرعان ما وقف الطفلان مقابل بعضهما البعض، يحملون رماحهم على أهبة الاستعداد. وقف جارجيث في الوسط، لا يزال نصفه العلوي عاريًا.

 

‘إنها تعرف كيفية تدمج الدوران مع تحركاتها، وحتى أنها تعرف كيفية الاستفادة من الارتداد والزخم’ لاحظ يوجين.

نظر جارجيث إلى يوجين بفخر، لكن يوجين لم يتعب نفسه حتى في إلقاء نظرة واحدة على جارجيث.

“هل انتهيت من أسئلتك؟” سأل يوجين.

 

‘…لماذا هو ثقيلٌ جدًا…؟!’

“…كم ساعة تتدرب في اليوم الواحد؟” سأل جارجيث أخيرًا عندما لم يُبدِ يوجين أي رد على تلويحهِ بالسيف.

بتعبير محبط، قام جارجيث بتفريغ رئتيه من الهواء ببطء. ثم توجه أيضًا إلى الزاوية نحو مخزن صالة التدريب. بعد مرور بعض الوقت، ظهر جارجيث وهو يحمل سيفًا خشبيًا.

 

 

أوضح يوجين: “بصرف النظر عن الأكل والذهاب إلى المرحاض والنوم، فإن كل وقتي يذهب إلى التدريب”.

 

 

حدقت ديزرا في جارجيث بعيون ضيقة. على الرغم من أنها كانت في الثانية عشرة من عمرها فقط، ربما كان ذلك لأنهم كانوا أصدقاء الطفولة، لكنها تحدثت معه بطريقة وقحة جدًا.

“كم من الوقت تنام؟”

 

“ست ساعات على الأقل.”

في جوٍ من الغطرسة، ربت جارجيث على عضلات صدره وسأل، “تريد لمسة؟”

“أنا أنام خمس ساعات فقط.”

“حسنًا”

“كم هو مثير للإعجاب.”

‘إنها تعرف كيفية تدمج الدوران مع تحركاتها، وحتى أنها تعرف كيفية الاستفادة من الارتداد والزخم’ لاحظ يوجين.

“الحقيقة هي أنني أريد أن أنام أقل، لكن والدي أخبرني أن النوم مثل الدواء. قال إنك بحاجة إلى النوم إذا كنت تريد أن تنمو عضلاتك…”

“هل تسخر مني؟”

“هل هذا صحيح.”

“فماذا لو حدث ذلك؟ من الطبيعي أن ينمو شعر الوجه لدى الرجال. أنا أحب حقيقة أنني يمكن أن تنمو لحية. ألا تجعلني أبدو وكأنني من الكبار؟” قال جارجيث بفخر.

“الفرق في الحجم بين عضلاتي وعضلاتك ليس فقط لأنني تدربت لفترة أطول منك. لدينا في الواقع مُكمِل غذائي رائع مخصص لنمو العضلات نستخدمه في عائلتنا.”

 

“كم هو مثير للإعجاب.”

 

“لقد صنعنا هذا الدواء بمساعدة الخيميائي الشهير من آروث…إذا لم يجمع شخص ما أي مانا في جسمه، فإن الدواء سيعزز نمو عضلاته عند تناوله جنبًا إلى جنب مع التدريب. هل لديك الرغبة في تجربته؟”

 

“أبدًا”

في جوٍ من الغطرسة، ربت جارجيث على عضلات صدره وسأل، “تريد لمسة؟”

“هناك حد لكمية العضلات التي يمكن تطويرها من خلال التدريب الأساسي. عادةً، يُفضَل هذا النوع من المكملات الغذائية من قبل المرتزقة، ولكن نوعية المكملات الغذائية الرخيصة تلك لا يمكن مقارنتها مع المكملات الرائعة لعائلتنا. إنه لا يأتي مع أي آثارٍ جانبية.”

“بدلًا من فنون السيف خاصتك، أريد أن أرى فن الرمح الخاص بك.”

“أوه”

“نعم”

“فقط ألقي نظرة علي. على الرغم من أنني قد يكون لدي ميزة التدريب ساعة أكثر مما تفعله، عضلاتك حتى بغض النظر عن ذلك لا يمكن أن تقارن مع خاصتي. وماذا عن اختلافنا في الارتفاع؟”

“هل انتهيت من أسئلتك؟” سأل يوجين.

كان لدى جارجيث بالتأكيد سبب ليبدو فخورًا لأنه طرح هذا السؤال. جارجيث هو أكبر من يوجين بسنة واحدة فقط، لكنه بالفعل أطول من يوجين. حتى بالنظر إلى وجهه الذي لا يزال شابًا، لم يكن يبدو وكأنه يبلغ من العمر أربعة عشر عامًا فقط.

“…” دون قولِ أي حرف، واصل يوجين التحديق في جارجيث.

 

 

“كما لو أنه لا توجد آثار جانبية حقًا. إلى أين يمكنك التدني مع أكاذيبك؟”

“هذا هو السبب في أنني فزت، أليس كذلك؟ لو أن ذلك يُزعِجُكِ كثيرًا، فكان من الأفضل لو فُزتي.”

الشخص الذي صرخ هذا بنبرة حادة كانت ديزرا، التي عادت بعد تغيير ملابسها. تم ربط شعرها الطويل على شكل ذيل الحصان، وبدا الأمر كما لو كانت ترتدي زي تدريب كبير الحجم.

“اه…نعم؟”

 

 

“حول هذا الدواء. بمجرد أن تأخذه، يبدأ شعر الوجه في النمو”، إشتكت ديزرا.

 

 

“كم هو مثير للإعجاب.”

“فماذا لو حدث ذلك؟ من الطبيعي أن ينمو شعر الوجه لدى الرجال. أنا أحب حقيقة أنني يمكن أن تنمو لحية. ألا تجعلني أبدو وكأنني من الكبار؟” قال جارجيث بفخر.

 

 

“أنت. سمعت أنك استخدمت رمحًا أثناء مبارزتك مع سيان. لماذا تستخدم سيفًا خشبيًا الآن؟” سألت ديزرا.

“لكنها تنمو على النساء أيضًا بسبب هذا الدواء خاصتكم، أيها الأحمق!”

 

حدقت ديزرا في جارجيث بعيون ضيقة. على الرغم من أنها كانت في الثانية عشرة من عمرها فقط، ربما كان ذلك لأنهم كانوا أصدقاء الطفولة، لكنها تحدثت معه بطريقة وقحة جدًا.

 

 

بدلًا من الاندفاع على الفور، تحركت ديزرا ببطء بضع خطوات في كل مرة، محاولةً إيجاد فجوة في دفاعات يوجين. حمل يوجين رمحه في كلتا يديه ورفض التحرك من مكانه. ومع ذلك، أظهر رأس الحربة وحده علامات طفيفة على الحركة حيث تتبع حركات ديزرا.

“أنت. سمعت أنك استخدمت رمحًا أثناء مبارزتك مع سيان. لماذا تستخدم سيفًا خشبيًا الآن؟” سألت ديزرا.

 

 

 

أجاب يوجين ببساطة: “يمكنني استخدام كُلٍ من الرمح والسيف”.

“سمعت أنك هزمت سيان، هاه؟ فقط كيف تدربت بحق الجحيم لكي يمكنك أن تتغلب على لايونهارت سيان، طفل من السلالة المباشرة؟”

 

أحس يوجين بالكسل من الشرح، لذلك، مع هذا الرد غير الرسمي، استأنف يوجين التلويح بسيفه الخشبي. كل تلويحة كانت عبارة عن إرتفاع السيف للأعلى ثم النزول. بينما كرر يوجين هذه الحركات بصمت، رفع جارجيث، الذي كان يقف هناك مذهولًا، سيفه الخشبي أيضًا.

“هذا أمر مثير للسخرية…يمكنك استخدام كلاهما؟ ومن خلال التدريب بنفسِكَ فقط؟”

 

لو أن شخصًا آخر قد ادعى ذلك، لتم إذهالها حقًا. ومع ذلك، لم تجرؤ ديزرا على التشكيك به وبدلًا من ذلك حدقت بيوجين بفضول. بعد كل شيء، ألم يقولوا إنه هزم سيان بضربة واحدة؟.

 

“…أنا متخصصة في الرمح”، اعترفت ديزرا أخيرًا.

“يبدو أنك أيضًا تدربت كثيرًا قبل المجيء إلى هنا، ولكن…” نظر جارجيث إلى ساعد يوجين الذي حمل السيف.

 

 

قال يوجين: “إنه يناسبك”.

“لقد صنعنا هذا الدواء بمساعدة الخيميائي الشهير من آروث…إذا لم يجمع شخص ما أي مانا في جسمه، فإن الدواء سيعزز نمو عضلاته عند تناوله جنبًا إلى جنب مع التدريب. هل لديك الرغبة في تجربته؟”

 

 

لم يكن يوجين يكذب. إن ديزرا طويلة بالنسبة لسنها، وأطرافها خاصةً طويلة.

 

 

 

“مجرد أرجحة سيفك ليس ممتعاً. فلماذا لا تقاتلني؟” قالت ديزرا.

كان لايونهارت جارجيث، في الرابعة عشرة من عمره، أي أنه أكبر من يوجين بسنة. كانت عائلته قد انفصلت عن العائلة الرئيسية فقط في عهد البطريرك السابق. بالإضافة إلى ذلك، عاشت عائلته في وسط غابة موبوءة بالوحوش. ونتيجةً لذلك، ومنذُ سنٍ مبكرة، غالبًا ما لعب جارجيث في الغابة لعبة سحق رؤوس الوحوش الصغيرة مثل العفاريت. بعبارة أخرى، يمكن تصنيف عائلته كواحدة من أفضل الفروع الجانبية من حيث القوة العسكرية، عائلة عسكرية حقيقية.

 

في اللحظة التي اقترب فيها رمحها من الأرض، صعد يوجين فوقه. ثم، في تلك اللحظة نفسها، طعن رمحه نحو ديزرا. صُدِمت عندما طار الرمح نحو وجهها، وألقت رأسها إلى الوراء مع صرخة.

“حسنًا”

لم يكن موجودًا في حفلة عيد الميلاد قبل ثلاث سنوات أيضًا، تبادل جارجيث وديزرا النظرات أثناء تواصلهما مع بعضهما البعض.

أومأ يوجين برأسه. كان يفضل ديزرا، الذي طلبت بهدوء القتال، على جارجيث، الذي ظل يقول هذا وذاك عن عضلاته. علاوةً على ذلك، كان فضوليا بشأن مهارات هؤلاء الأطفال، الذين يعتبرون نخبًا من بين السلالات الجانبية.

و كما إتضح، كان الإثنان على اتصالٍ كبير ببعضهما البعض منذ أن كانا صغارًا. وعلى الرغم من أنهما يشتركان في نفس اسم العائلة، فدرجة القرابة بينهما متباعدة جدًا، وهما في نفس العمر تقريبًا. بسبب هذه العوامل ومدى قرب عائلاتهم، غالبًا ما تم جلب الحديث عن زواجهما في المستقبل كَمُزحة.

 

 

قالت ديزرا: “يجب عليك أن تستخدم الرمح أيضًا لأنني سأستخدم الرمح”.

وبطبيعة الحال، تبادلت عائلتيهما أيضًا آراء مختلفة حول حفل استمرار سلالة هذا العام. لم يتوقعوا الكثير من أحفاد السلالات الجانبية الأخرى. لذلك، في النهاية، كان من المتوقع أن يتنافس جارجيث وديزرا ضد الأطفال من الخط المباشر. وبدلًا من القتال بلا هدف ضد بعضهما البعض، اتفق الاثنان على الحفاظ على قوتهما وتوحيد جهودهما في محاولة لعرقلة الأطفال من المنزل الرئيسي.

 

في اللحظة التي اقترب فيها رمحها من الأرض، صعد يوجين فوقه. ثم، في تلك اللحظة نفسها، طعن رمحه نحو ديزرا. صُدِمت عندما طار الرمح نحو وجهها، وألقت رأسها إلى الوراء مع صرخة.

“هل أنا حقا بحاجة للقيام بذلك؟” سأل يوجين.

ديزرا، التي كانت تشعر بالفعل بخيبة أمل وحزن، جعدت حواجبها ونظرت إلى جارجيث.

 

 

“بدلًا من فنون السيف خاصتك، أريد أن أرى فن الرمح الخاص بك.”

“ثم يمكنني الذهاب، صحيح؟”

دون انتظار الرد، ركضت ديزرا إلى المخزن. سرعان ما عادت، تحمل اثنين من الرماح الطويلة بجانبها.

كان لايونهارت جارجيث، في الرابعة عشرة من عمره، أي أنه أكبر من يوجين بسنة. كانت عائلته قد انفصلت عن العائلة الرئيسية فقط في عهد البطريرك السابق. بالإضافة إلى ذلك، عاشت عائلته في وسط غابة موبوءة بالوحوش. ونتيجةً لذلك، ومنذُ سنٍ مبكرة، غالبًا ما لعب جارجيث في الغابة لعبة سحق رؤوس الوحوش الصغيرة مثل العفاريت. بعبارة أخرى، يمكن تصنيف عائلته كواحدة من أفضل الفروع الجانبية من حيث القوة العسكرية، عائلة عسكرية حقيقية.

 

“يبدو أنك أيضًا تدربت كثيرًا قبل المجيء إلى هنا، ولكن…” نظر جارجيث إلى ساعد يوجين الذي حمل السيف.

“خذ هذا” قالت، ثم رمت أحد الرماح التي في يديها نحوه.

 

 

لعب حجمه دورًا في هذا أيضًا. لو لم يكن إسمه الأخير لايونهارت، لَإشتبه يوجين بجدية في أن جارجيث ينحدر من مولون بدلًا من فيرموث.

سرعان ما وقف الطفلان مقابل بعضهما البعض، يحملون رماحهم على أهبة الاستعداد. وقف جارجيث في الوسط، لا يزال نصفه العلوي عاريًا.

“هذا هو السبب في أنني فزت، أليس كذلك؟ لو أن ذلك يُزعِجُكِ كثيرًا، فكان من الأفضل لو فُزتي.”

 

“أوه”

“ماذا تفعل؟” سأل ديزرا جارجيث.

“حسنًا”

 

 

أجابها جارجيث: “إعتقدت أنني سأكون الحكم”.

“هذا أمر مثير للسخرية…يمكنك استخدام كلاهما؟ ومن خلال التدريب بنفسِكَ فقط؟”

 

 

“أي نوع من القتالات التدريبية يحتاج إلى حكم؟”

ضحك يوجين ساخرًا، “كيكيكي، هكذا يقول الشخص الذي خسر أمامي دون أن يضربني ضربةً واحدةً حتى.”

“يجب أن يكون التدريب عادلًا أيضًا”، كما قال جارجيث هذا، رفع يديه في الهواء.

 

 

 

على الرغم من أن يوجين لم يكن مهتمًا برؤية إبطي رجل آخر مكشوفين بالكامل…

“بالطبع، هو جيد.”

‘هذا الوغد. تصرفاته تذكرني بأحمقٍ مُعين.’

 

لعب حجمه دورًا في هذا أيضًا. لو لم يكن إسمه الأخير لايونهارت، لَإشتبه يوجين بجدية في أن جارجيث ينحدر من مولون بدلًا من فيرموث.

“هذا هو السبب في أنني فزت، أليس كذلك؟ لو أن ذلك يُزعِجُكِ كثيرًا، فكان من الأفضل لو فُزتي.”

 

 

“يمكنك أن تبدأ بمجرد أن أقول ‘إبدأ'”، أعلن جارجيث.

على الرغم من أنه كان صادقًا، صرخت ديزرا عليه بغضب. عندها فقط تذكر يوجين مرةً أخرى أنه كان طفلًا كان في نفس عمر ديزرا. لذلك قرر يوجين تغطية خطأه من خلال التصرف كشخصٍ في مثل سنه الحالي بدلًا من ذلك.

 

 

صرخت ديزرا: “فقط اسرع وقلها، أيها الأحمق”.

“الفرق في الحجم بين عضلاتي وعضلاتك ليس فقط لأنني تدربت لفترة أطول منك. لدينا في الواقع مُكمِل غذائي رائع مخصص لنمو العضلات نستخدمه في عائلتنا.”

 

“خذ هذا” قالت، ثم رمت أحد الرماح التي في يديها نحوه.

كما أمرت، أسقط جارجيث ذراعيه المرفوعتين بسرعة للأسفل.

حاولت ديزرا سحب رمحها المحاصر بكل قوتها، ولكن بغض النظر عن مقدار القوة التي استخدمتها، فإن الرمح لم يتزحزح. على الرغم من أن يوجين قد وضع قدمًا واحدة فقط على رمحها…حابِسةً دموعها، ديزرا تركت رمحها.

 

 

“ابدأ!” صرخ.

هز جارجيث رأسه بخيبة أمل، “ديزرا. لذلك لم تتعلمِ أي شيء من خطاب البطريرك المثير للإعجاب في وقتٍ سابق. لا يجب أن تعتبري هزيمتكِ مُخزية، ويجب أن تكوني قادرةً على احترام شرف خصمك.”

 

لعب حجمه دورًا في هذا أيضًا. لو لم يكن إسمه الأخير لايونهارت، لَإشتبه يوجين بجدية في أن جارجيث ينحدر من مولون بدلًا من فيرموث.

على الرغم من أن يوجين أنهى مواجهته مع سيان بضربة واحدة، إلا أنه لم يكن ينوي فعل الشيء نفسه هذه المرة، حيث أراد رؤية مجموعة مهارات ديزرا الكاملة.

“ماذا تفعل؟” سأل ديزرا جارجيث.

 

 

بدلًا من الاندفاع على الفور، تحركت ديزرا ببطء بضع خطوات في كل مرة، محاولةً إيجاد فجوة في دفاعات يوجين. حمل يوجين رمحه في كلتا يديه ورفض التحرك من مكانه. ومع ذلك، أظهر رأس الحربة وحده علامات طفيفة على الحركة حيث تتبع حركات ديزرا.

تساءل يوجين في داخلِه، ‘ما الذي يفعله هذا الوغد؟’

 

“هل أنا حقا بحاجة للقيام بذلك؟” سأل يوجين.

‘…اررغ…’

‘…لماذا هو ثقيلٌ جدًا…؟!’

ارتعشت عيون ديزرا بالإحباط. على الرغم من أنها كانت واثقة جدًا من مهارتها في الرمح، إلا أنها في الوقت الحالي أرادت حقًا التساؤل عما إذا كانت تحمل حقًا رمحا في يديها أو مجردَ غصنِ شجرةٍ غيرِ ضار.

“هذا أمر مثير للسخرية…يمكنك استخدام كلاهما؟ ومن خلال التدريب بنفسِكَ فقط؟”

 

 

‘لا توجد ثغرات…’

 

لقد قامت بكل أنواع الحركات والخُدَع، لكنها ما زالت لا تستطيع رؤية أي شقوق في دفاعات يوجين. مع الرمح في يديها، كان ينبغي أن تكون قادرة على رؤية شيء ما الآن، ولكن…عضت ديزرا شفتها السفلية في قلق. إذا استمرت في إنتظار الافتتاح، فسوف ينتهي بها الأمر إلى عدم القدرة على فعل أي شيء. أقنعت نفسها بهذا، تقدمت ديزرا بجرأة إلى الأمام.

“هااااه…!”

 

“نعم”

تم تقصير المسافة بين الاثنين في لحظة. فقط أبطأ قليلًا من خطوتها الأولى إلى الأمام، طعنت برمحها مباشرةً.

كان الصوت الناتج عن أرجحة جارجيث لسيفه مرتفعًا لدرجة أنه بدا من السخف الإعتقاد أن هذا الصوت يمكن أن يصدر من سيف خشبي عادي. صوتٌ ينتج فقط عن قوة العضلات النقية، دون أي مساعدة من المانا.

 

 

كلاك!

“فقط ألقي نظرة علي. على الرغم من أنني قد يكون لدي ميزة التدريب ساعة أكثر مما تفعله، عضلاتك حتى بغض النظر عن ذلك لا يمكن أن تقارن مع خاصتي. وماذا عن اختلافنا في الارتفاع؟”

حركة طفيفة من رأس حربة يوجين أرسلت رمح ديزرا يطير إلى الجانب. في تلك اللحظة، قامت ديزرا بتدوير جسدها مع حركة الرمح. وهكذا تأرجح طرف رمحها في دائرة وانطلق مرةً أخرى نحو يوجين. ومع ذلك، كانت النتيجة هي نفسها كما كانت من قبل.

أوضح يوجين: “بصرف النظر عن الأكل والذهاب إلى المرحاض والنوم، فإن كل وقتي يذهب إلى التدريب”.

 

جارجيث، الذي كان يقف على جانب كحكم، وضع تعبيرًا جادًا وقال: “لايونهارت يوجين هو المنتصر.”

كلاك!

 

عندما إنطلق هجومها الثاني، تذبذبت عينا ديزرا.

ولكن بينما نظر إلى جارجيث، أدرك يوجين أن جارجيث يبدو أنه وقع في نوع من الوهم الغبي بأنهما كانا يتنافسان بعضلاتهم.

 

“هذا صحيح” أجاب يوجين بإبتسامة سعيدة: “ولكنكِ كُنتِ جيدةً جدًا في إستِخدام الرمح.”

“هااااه…!”

الهجوم نزل على يوجين من فوق. بإبتسامة، لف يوجين جسده إلى الجانب.

عضت شفتيها وقلصت ذراعيها أثناء طعنِها بالرمح خاصتها-التوجه إلى الأمام، التراجع، ثم التوجه إلى الأمام مرةً أخرى. مختلطًا مع كل حركة رمح منها صوتٌ مكتوم بسبب اشتباك أسلحتهم الخشبية. كل من ضرباتها الحاسمة والثاقبة تم صدها بسلاسة من قبل يوجين.

 

 

 

‘إنها تعرف كيفية تدمج الدوران مع تحركاتها، وحتى أنها تعرف كيفية الاستفادة من الارتداد والزخم’ لاحظ يوجين.

 

 

“هل أنا حقا بحاجة للقيام بذلك؟” سأل يوجين.

بالتفكير في أنها لا تستطيع استخدام المانا، فقد كان أداءً رائعًا جدًا. علاوةً على ذلك، فإن إمكاناتها المستقبلية  لا حدود لها بالنظر إلى صغر سنها. لكن هذا حديث عن المستقبل. في الوقت الحالي، لا تزال ليست نِدًا ليوجين.

 

 

“حسنًا”

انزلقت عصى رمحها فجأة بين يديها. خفضت قبضتها عن قصد على طول رمحها لتوسيع نطاق هجوم الرمح بضربة واحدة.

 

 

في جوٍ من الغطرسة، ربت جارجيث على عضلات صدره وسأل، “تريد لمسة؟”

وشش!

 

الهجوم نزل على يوجين من فوق. بإبتسامة، لف يوجين جسده إلى الجانب.

 

 

“حول هذا الدواء. بمجرد أن تأخذه، يبدأ شعر الوجه في النمو”، إشتكت ديزرا.

بعد الصد لفترة طويلة، هذه هي المرة الأولى التي يتهرب فيها حقًا. استمدت ديزرا الثقة من هذه الحقيقة. على الرغم من أن أفكارها قد ذهبت في هذا الاتجاه، فإن الواقع لم يتحول بالطريقة التي تخيلتها ديزرا.

 

 

لعب حجمه دورًا في هذا أيضًا. لو لم يكن إسمه الأخير لايونهارت، لَإشتبه يوجين بجدية في أن جارجيث ينحدر من مولون بدلًا من فيرموث.

في اللحظة التي اقترب فيها رمحها من الأرض، صعد يوجين فوقه. ثم، في تلك اللحظة نفسها، طعن رمحه نحو ديزرا. صُدِمت عندما طار الرمح نحو وجهها، وألقت رأسها إلى الوراء مع صرخة.

بعد تنهدت بضجر، التفتت وانحنى رأسها نحو يوجين، ثم قالت، “…لقد خسرت.”

 

على الرغم من أن يوجين أنهى مواجهته مع سيان بضربة واحدة، إلا أنه لم يكن ينوي فعل الشيء نفسه هذه المرة، حيث أراد رؤية مجموعة مهارات ديزرا الكاملة.

توقف الرمح مباشرة قبل أن يلمس طرف أنف ديزرا. عضت شفتيها ونظرت إلى الطرف الآخر من الرمح لرؤية وجه يوجين المبتسم.

تساءل يوجين في داخلِه، ‘ما الذي يفعله هذا الوغد؟’

 

“ثم يمكنني الذهاب، صحيح؟”

‘…لماذا هو ثقيلٌ جدًا…؟!’

انزلقت عصى رمحها فجأة بين يديها. خفضت قبضتها عن قصد على طول رمحها لتوسيع نطاق هجوم الرمح بضربة واحدة.

حاولت ديزرا سحب رمحها المحاصر بكل قوتها، ولكن بغض النظر عن مقدار القوة التي استخدمتها، فإن الرمح لم يتزحزح. على الرغم من أن يوجين قد وضع قدمًا واحدة فقط على رمحها…حابِسةً دموعها، ديزرا تركت رمحها.

كان لايونهارت جارجيث، في الرابعة عشرة من عمره، أي أنه أكبر من يوجين بسنة. كانت عائلته قد انفصلت عن العائلة الرئيسية فقط في عهد البطريرك السابق. بالإضافة إلى ذلك، عاشت عائلته في وسط غابة موبوءة بالوحوش. ونتيجةً لذلك، ومنذُ سنٍ مبكرة، غالبًا ما لعب جارجيث في الغابة لعبة سحق رؤوس الوحوش الصغيرة مثل العفاريت. بعبارة أخرى، يمكن تصنيف عائلته كواحدة من أفضل الفروع الجانبية من حيث القوة العسكرية، عائلة عسكرية حقيقية.

 

“أنت ستذهب للتدريب، أليس كذلك؟” أكدت نينا.

بدلًا من عدم القدرة على سحب رمحها، جسد يوجين لم يهتز حتى، على الرغم من سحبها بكل قوتها.هذا أقنع ديزرا بهزيمتها.

 

 

“ابدأ!” صرخ.

جارجيث، الذي كان يقف على جانب كحكم، وضع تعبيرًا جادًا وقال: “لايونهارت يوجين هو المنتصر.”

“…أنا متخصصة في الرمح”، اعترفت ديزرا أخيرًا.

ديزرا، التي كانت تشعر بالفعل بخيبة أمل وحزن، جعدت حواجبها ونظرت إلى جارجيث.

من بين جميع خدام الملحق، ظهرت نينا أولًا لإستقبالِه. كما لو كانت تنتظره على وجه الخصوص، سلمت على الفور منشفة سميكة إلى يوجين.

 

لم يستطع هذان الشخصان حتى التعرف على والد يوجين. لكن هذا هو منطقي فقط، حيث كانت هناك مجموعة كاملة من العائلات الجانبية التي تحمل جميعها إسم لايونهارت. من بين هؤلاء الذين ينتمون إلى عائلة لايونهارت، كان أعضاء العشيرة الوحيدون الذين أصبحت أسماؤهم معروفة على نطاقٍ واسع هم أولئك المرتبطون ارتباطًا وثيقًا بالسلالة المباشرة وعدد قليل مرموق من بين السلالات الجانبية.

“اخرس، أيها الوغد السمين!” صرخت على جارجيث.

 

 

 

“أنا لست سمينًا. كلمة السمين تشير فقط إلى شخصٍ مثل هانسن.”

الفصل 11: حفل استمرار السلالة (1)

“قلت لك أن تصمت!”

“ثم يمكنني الذهاب، صحيح؟”

هز جارجيث رأسه بخيبة أمل، “ديزرا. لذلك لم تتعلمِ أي شيء من خطاب البطريرك المثير للإعجاب في وقتٍ سابق. لا يجب أن تعتبري هزيمتكِ مُخزية، ويجب أن تكوني قادرةً على احترام شرف خصمك.”

“ما هو نوع من التدريب الذي تقوم بهِ عادةً؟” سأل جارجيث.

“ارغ…” مع هذا التأوه، تراجعت ديزرا بضع خطوات إلى الوراء، غير قادرة على قول أي شيء دفاعًا عن نفسها.

 

 

لم يكن يوجين يكذب. إن ديزرا طويلة بالنسبة لسنها، وأطرافها خاصةً طويلة.

بعد تنهدت بضجر، التفتت وانحنى رأسها نحو يوجين، ثم قالت، “…لقد خسرت.”

لعب حجمه دورًا في هذا أيضًا. لو لم يكن إسمه الأخير لايونهارت، لَإشتبه يوجين بجدية في أن جارجيث ينحدر من مولون بدلًا من فيرموث.

“هذا صحيح” أجاب يوجين بإبتسامة سعيدة: “ولكنكِ كُنتِ جيدةً جدًا في إستِخدام الرمح.”

 

“هل تسخر مني؟”

“أنا أنام خمس ساعات فقط.”

على الرغم من أنه كان صادقًا، صرخت ديزرا عليه بغضب. عندها فقط تذكر يوجين مرةً أخرى أنه كان طفلًا كان في نفس عمر ديزرا. لذلك قرر يوجين تغطية خطأه من خلال التصرف كشخصٍ في مثل سنه الحالي بدلًا من ذلك.

 

 

 

“لكنني أفضل فقط”، ابتسم يوجين.

 

 

 

“هذا ابن العاهرة…!” هسهست ديزرا من بين أسنانها.

 

 

 

“هذا هو السبب في أنني فزت، أليس كذلك؟ لو أن ذلك يُزعِجُكِ كثيرًا، فكان من الأفضل لو فُزتي.”

 

“اخرس!”

“الحقيقة هي أنني أريد أن أنام أقل، لكن والدي أخبرني أن النوم مثل الدواء. قال إنك بحاجة إلى النوم إذا كنت تريد أن تنمو عضلاتك…”

ضحك يوجين ساخرًا، “كيكيكي، هكذا يقول الشخص الذي خسر أمامي دون أن يضربني ضربةً واحدةً حتى.”

“لقد عدت بالفعل؟”

عندما إنطلق هجومها الثاني، تذبذبت عينا ديزرا.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط