نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 38.2

إيوارد لايونهارت (2)

إيوارد لايونهارت (2)

الفصل 38.2: إيوارد لايونهارت (2)

“وماذا في ذلك؟ هل تقولُ أنَّكَ ستكتِبُ لي خطابَ توصيةٍ أيضًا، سيدُ البُرجِ بلزاك؟”

“غيلياد”، بعدَ أنْ نظرتْ بغضبٍ نحو لوفليان، إلتَفَتَتْ تانيس إلى زوجِها. “نحنُ لسنا بحاجةٍ حقًا لأخذِ إيوارد معنا، صحيح؟ إيوارد لم…يبدأ حقًا في تعلُمِ السِحرِ الأسود. لقد قامَ فقط بالمُحاولة، هذا كُلُ شيء.”

 

“…” بقيَّ غيلياد صامِتًا.

“تانيس”، إنفتحتْ عينا غيلياد على مصرعيها ونظرَ بغضبٍ إليها. “لم يفعل يوجين شيئًا خاطِئًا. فلماذا تُخرِجينَ غضبكِ عليه؟”

 

 

أكملتْ تانيس، “لأنَّهُ يعلَمُ أنَّهُ قد إرتكبَ خطًأ، فهو لن يفعلَ شيئًا كهذا مرةً أُخرى. إذا تعاملنا مع هذا كدرسٍ له، فقد يعملُ بجِدٍ أكبرَ مِنَ الآنَ فصاعِدًا. لذلِكَ ألا يُمكِنُنا فقط…؟”

 

لم تستطِع تانيس إلا أنْ تشعُرَ باليأس. بقيَّ سيان وسيل في المنزلِ الرئيسي. وبينما إيوارد في آروث، فسيان وسيل مشغولَينِ في الفوزِ بموافقةِ أفرادِ العائلةِ الرئيسية. والآن، مِنَ المُستحيلِ على الإبنِ الأكبر، الذي عادَ بعدَ التَسَبُبِ بفضيحة، أنْ يحصَلَ على موافقةِ أفرادِ العائلةِ الرئيسيين في هذهِ المرحلة.

“…” بقيَّ غيلياد صامِتًا.

 

 

لهذا السبَبِ تمَ إرسالُ إيوارد إلى آروث في المقامِ الأول. نظرًا لأنَّهُ لم يتمكن مِنَ الحصول على أي إعترافٍ به مِن خلالِ البقاء في المنزلِ الرئيسي، فقد أرادتهُ تانيس أنْ يفوزَ بموافقةِ الآخرينَ في آروث. لقد آمَلَتْ أنَّهُ مِن خلالِ أن يُصبِحَ تلميذًا لسيدِ البُرجِ الأحمرِ ويتفاعل مع السَحَرةِ البارِزين الآخرين، سيكونُ قادِرًا على تكوينِ روابطٍ والحصولِ على قوةٍ لن تكونَ مُتاحةً له في المنزلِ الرئيسي.

فَكَرَتْ إنَّهُ يجبُ أن يبقى إيوارد بطريقةٍ ما في آروث. إذا صارَ تلميذَ لوفليان، فيُمكِنُهُ إستخدامُ دعمِ الساحِرِ الأعلى لتطويرِ نفسهِ بشكلٍ أكبر. وستُصبِحُ هذهِ الفضيحةُ أيضًا مُجردَ مسألةٍ تافهةٍ يجبُ التغاضي عنها.

 

ومع ذلِك، السِحرُ الأسودُ والمُخدراتُ يتجاوزانِ الحدودَ كثيرًا.

فَكَرَتْ إنَّهُ يجبُ أن يبقى إيوارد بطريقةٍ ما في آروث. إذا صارَ تلميذَ لوفليان، فيُمكِنُهُ إستخدامُ دعمِ الساحِرِ الأعلى لتطويرِ نفسهِ بشكلٍ أكبر. وستُصبِحُ هذهِ الفضيحةُ أيضًا مُجردَ مسألةٍ تافهةٍ يجبُ التغاضي عنها.

 

 

“أنا فخورٌ جدًا بكوني ساحِرًا أسودًا” إستُثيرت العيونُ المُخبأةً وراء نظاراتِه وقال: “إن وجودَ ساحِرٍ أسودَ غيرُ كُفءٍ هو مُجردُ عارٍ على السِحرِ الأسود. حتى لو إنَّهُ الإبنُ الأكبرُ لعشيرةِ لايونهارت، طالما أنَّهُ لا يمتلِكُ موهبةً مُذهلة، فلن أُفكِرَ أبدًا في منحهِ فُرصةً للإنضمامِ إلينا. هل هذا يكفي للإجابةِ على سؤالِك؟”

حاولتْ تانيس إقناعَ غيلياد، “إذا حصلَ على الظروفِ المُناسِبة، يُمكِنُ لإيوارد أن يفعلَ ما هو أفضل مِن هذا. وهو يمتلِكُ الموهبةَ لذلِك. أنتَ تعرِفُ ذلِكَ أيضًا، صحيح يا عزيزي؟ لطالما كانَ إيوارد مولعًا بالكُتُبِ والسِحرِ منذُ أن صِغَرِه—”

حاولتْ تانيس إقناعَ غيلياد، “إذا حصلَ على الظروفِ المُناسِبة، يُمكِنُ لإيوارد أن يفعلَ ما هو أفضل مِن هذا. وهو يمتلِكُ الموهبةَ لذلِك. أنتَ تعرِفُ ذلِكَ أيضًا، صحيح يا عزيزي؟ لطالما كانَ إيوارد مولعًا بالكُتُبِ والسِحرِ منذُ أن صِغَرِه—”

“كفى”، سئِمَ غيلياد مِنَ الإستماعِ إلى مِثلِ هذا الكلام.

أجابَ يوجين بعبوس: “لو أردتَ كتابةَ توصيةٍ لي، فسأقبلُ بكُلِ سرورٍ مُساعدَتَك”.

 

 

هو يُدرِكُ جيدًا كيفَ قضى إيوارد أيامَهُ في آروث. إنَّ نتائجَ السنواتِ الأربعِ التي قضاها إيوارد هُنا أظهرتْ عدمَ جدواها وقيمتِها. على الرُغمِ من أنَّهُ قد حصلَ على كُلِ الراحةِ التي أرادَها وحصلَ على الكثيرِ مِنَ الدعم، إلا أنَّ قُدراتِ إيوارد السحرية لم تتجاوز الدائرةَ الثالِثة.

“طالما أنَّكَ لا تكرهُني بقدرِ ما تكرهُني الآن، فسيكونُ ذلِكَ كافيًا.” بإبتسامةٍ عريضة، تراجع بلزاك، مما سمح ليوجين بالمغادرة “هذا كُلُ ما أردتُ قولَه. أعتذِرُ عن إبقائِكَ هُنا.”

 

 

وبالنظرِ إلى أنَّهُ قد تمَ تدريبُهُ على السيطرةِ على الطاقةِ السحريةِ مُنذُ صِغرِه، فهذا المُستوى يبدو مُروِعًا. هو بالكادِ يُمكِنُ أنْ يُطلَقَ عليهِ ساحِرًا في الدائرةِ الثالثة; لكِن، فهمُهُ ومهاراتُهُ في السِحر، هي في الواقعِ أسوأ مِن ذلِكَ بكثير.

 

 

“من فضلِكِ لا تجلبي المزيدَ مِنَ العارِ على عشيرة لايونهارت…وعلي” ترجاها غيلياد.

قالَ غيلياد بصوتٍ مُتألِم: “في أكثرِ من ثلاثمائةِ عامٍ مِن تاريخِ عشيرة لايونهارت، لم يظهرْ أبدًا فردٌ واحِدٌ مِنَ العائلةِ الرئيسيةِ أصبحَ ساحِرًا أسودًا.”

“نعم. وبصراحة، حتى لو كَتَبتُ لكَ خطابَ توصيةٍ يدعمُ إقتراحَ سيد البُرجِ لوفليان….حسناً، لا أتوقعُ أن يكونَ ذلِكَ وحدهُ كافيًا لجعلِكَ تُحِبُني، ولكِن، ألن يُقلِلَ على الأقلِ من كُرهِكَ لي؟ وسوفَ أُظهِرُ أيضًا إخلاصي للحصولِ رِضا عشيرةِ لايونهارت.”

“هذهِ فقط…إنَّها فقط حماقةُ الشباب”، إرتجَفتْ عيونُ تانيس لأنَّها حاولتْ بضُعفٍ إقناعَ نفسِها والآخرين.

رفضت تانيس الإستسلام: “بما أنَّكَ مُصمِمٌ على إعادةِ إيوارد معك، فسآخذُ إيوارد إلى منزلِ عائلتي معي”.

 

“هل حقًا ليسَ لديكَ أيُّ شيءٍ مع قضيةِ أخي الأكبر؟” عندما مرَّ بلزاك، قررَ يوجين طرحَ هذا السؤالِ علانيةً.

لكِن، بدلًا من الردِ على الفور، تبادلَ غيلياد النظرات مع يوجين “…أنا آسف، يوجين. هل يُمكِنُني أنْ أطلُبَ مِنكَ الخروجَ لمُدةِ دقيقة؟”

لهذا السبَبِ تمَ إرسالُ إيوارد إلى آروث في المقامِ الأول. نظرًا لأنَّهُ لم يتمكن مِنَ الحصول على أي إعترافٍ به مِن خلالِ البقاء في المنزلِ الرئيسي، فقد أرادتهُ تانيس أنْ يفوزَ بموافقةِ الآخرينَ في آروث. لقد آمَلَتْ أنَّهُ مِن خلالِ أن يُصبِحَ تلميذًا لسيدِ البُرجِ الأحمرِ ويتفاعل مع السَحَرةِ البارِزين الآخرين، سيكونُ قادِرًا على تكوينِ روابطٍ والحصولِ على قوةٍ لن تكونَ مُتاحةً له في المنزلِ الرئيسي.

“نعم يا سيدي”، أحسَّ يوجين بالتردُدِ في الإستمرارِ بالإستماعِ إلى مثلِ هذهِ المُحادثةِ الصعبة. 

 

 

 

عندما نهضَ يوجين، نظرتْ إليهِ تانيس بغضبٍ “…قلتُ لكَ أنْ تقِفَ بجانِبِ إيوارد. على الرُغمِ مِن أنَّني طلبتُ مِنكَ رعايةَ أخيكَ الأكبر-!”

“يبدو أنكَ لا تُحِبُني كثيرًا”، قال بلزاك.

“تانيس”، إنفتحتْ عينا غيلياد على مصرعيها ونظرَ بغضبٍ إليها. “لم يفعل يوجين شيئًا خاطِئًا. فلماذا تُخرِجينَ غضبكِ عليه؟”

 

جادلتْ تانيس، “كان يُمكِنُ لهذا الشقي أنْ يوقِفَ إيوارد…! ولكِن، بدلًا من الإهتمامِ بالقضيةِ منذُ البداية، لقد إنتظرَ بهدوء وسَمَحَ للأشياء بالوصولِ إلى—!”

“السير يوجين لايونهارت”، إستقبلَ بلزاك يوجين من حيثُ يَقِفُ على الجانبِ الآخرِ مِنَ الممر.

“لا تقولي كلِمةً أُخرى!” هدرَ غيلياد فجأةً.

“أليسَ إيوارد أحدَ الأمثلةِ على ذلِك؟ إنَّهُ مُجردُ ساحِر، وليسَ ساحِرًا أسودًا. لقد حاولَ فقط إستخدامَ السِحرِ الأسودِ كوسيلةٍ لتحقيقِ أهدافِهِ الخاصة. هذهِ المُشكِلةُ مع إيوارد لم تبدأ بسببِ السحرِ الأسود، ولكِن بسببِ رغباتِهِ الخاصة.”

 

“هذهِ فقط…إنَّها فقط حماقةُ الشباب”، إرتجَفتْ عيونُ تانيس لأنَّها حاولتْ بضُعفٍ إقناعَ نفسِها والآخرين.

على الرُغمِ مِن أنَّ يوجين، الذي وقفَ هُناكَ بصبر، تساءلَ عما يجبُ أن يقوله، إلا أنَّهُ في النهايةِ لم يجرؤ على القيامِ بذلك وحنى رأسَهُ فقط.

 

 

“حسنًا، قد تكونُ على حقٍ في ذلك، ولكن….” وافق يوجين بتردُد.

“سأخرُجُ الآن”، قالَ يوجين مُستديرًا للمُغادرة.

‘نذلٌ مُثيرٌ للشفقة’

 

 

البقاء هُنا لمُجردِ العملِ كهدفٍ لكراهيةِ تانيس سيكونُ أمرًا مُرهِقًا. بعد أنْ غادرَ يوجين، نظرتْ تانيس إلى البابِ المُغلقِ وأخذتْ نفسًا عميقًا.

مُراقبة وإهتمام؟ أليسَ هذا هو السببُ الذي جعلَ إيوارد يكرهُ مِثلَ هذهِ القيودِ لدرجةِ أنَّهُ غادرَ المنزِلَ الرئيسي وذهبَ إلى آروث في المقامِ الأول؟ لقد وضعَ غيلياد ثقتَهُ في إبنهِ الأكبر. وبما أنَّ إيوارد ظلَّ يُراقَبُ بإستمرارٍ ويُحَمَلُ التوقعاتَ طوالَ حياتِه، فقد إعتقدَ غيلياد أنَّهُ بمُجردِ وصولِهِ إلى آروث، سيكونُ قادِرًا على التَمَتُعِ بحياةٍ أفضل، ويعيشُ بمُفردِه.

 

 

“…رُبما أكونُ قد قُلتُ شيئًا غير لائق”، إعترفتْ تانيس. “لكِن، غيلياد، يُرجى إعادةُ النظر.”

ردَّ يوجين، “حتى لو لم يرتكِب سيدُ البُرجِ الأسود بنفسهِ خطًأ، إلا أنَّهُ ألا يوجدُ الكثيرُ مِنَ السحرةِ السودِ الذين يتجولونَ فاعلينَ كُلَ أنواعِ الأفعالِ الشريرة؟”

“لن أُغيِّرَ قراري. على الرُغمِ مِن أنَّ إيوارد هو إبني، إلا إنَّ ما فعلَهُ هذا الطِفلُ قد شوهَ إسمَ العشيرة. لا يُمكِنُني السماحُ للصبي بالبقاء في آروث”.

عبِسَ يوجين، “لا أعتقِدُ أنَّني قد فعلتُ أيَّ شيءٍ يُمكِنُ إعتبارُهُ إنجازًا عظيمًا.”

 

 

“ولكِن ما هو المكانُ المُتبقي لطفلِنا في المنزلِ الرئيسي؟!” لم تَعُد تانيس تتوسلُ إلى زوجِها وبدلًا من ذلك بدأتْ تُنفِسُ عن كُلِ مشاعرِ الإستياء والإحباطِ تجاهه، “لم تفعلْ شيئا لتأمينِ موقفِ إيوارد. بدلًا مِن ذلِك، لقد إستَمَعتْ فقط إلى كُلِ مطلبٍ طلبتهُ أنسيلا اللعينة وأطفالُها، وكذلِكَ ذلِكَ الطفلُ المُتبنى الذي لا يُشارِكُ حتى قطرةَ دمٍ واحدةٍ معك…!”

“آملُ فقط أن توافِقَ على عدمِ توجيهِ كراهيتِكَ للسحرِ الأسود إلي”، مع ضحكةٍ مكتومة، سار بلزاك إلى يوجين وعرضَ يده. “لقد سمِعتُ الكثيرَ عنك أيُها السير يوجين. فَــأدائُكَ في حفلِ إستمرارِ السُلالة هو أمرٌ مشهورٌ منذُ عدةِ سنواتٍ حتى الآن…ولقد سمِعتُ أيضًا أنكَ مؤخرًا قد أظهرتَ بعضَ الإنجازاتِ العظيمةِ في السحرِ كذلِك.”

“…هل حقًا تُصدقينَ ما تقولينَهُ هذا؟” سألَ غيلياد بهدوء، يبدو أنَّ غضَبَهُ قد هدء. نظرَ إلى تانيس بعيونٍ مُحبطةٍ وقال: “لقد أعطيتُ أطفالي كُلَ ما طلبوه. لقد أرسلتُ إيوارد إلى آروث لأنَّهُ أرادَ أن يتعلمَ السِحر—”

حاولَ غيلياد إقناعَها، “لا أعتقِدُ أنَّ البقاء في آروث سيكونُ جيدًا لإيوارد أيضًا. وإذا إستمرتْ رغبتُهُ في تعلُمِ السِحر، فعندئذٍ في المنزلِ الرئيسي، يُمكِنُنا—”

“إذا كانَ هذا حقًا من أجلِ إيوارد!” قفزت تانيس من مقعدِها مع هذا الصُراخِ الصاخِب. بينما تلهثُ من أجلِ التنفُس، نظرتْ بالتناوبِ إلى لوفليان وغيلياد. “ثم كانَ عليكَ التأكدُ من أنَّ إيوارد سيُصبِحُ تلميذَ لوفليان، بغضِ النظرِ عن أيِّ شيء…! لو كُنتَ قلِقًا حقًا على إيوارد مِن أنْ يسلُكَ الطريقُ الخطأ، فقد كانَ يجِبُ أنْ تُرسِلَ شخصًا لمُراقبةِ هذا الطفلِ والإهتمامِ به…!”

رفضَ يوجين أن يُصافِحَ يدَ بلزاك الممدودة. أثناء إنزالِ يدهِ لأسفل، حدقَ بلزاك في يوجين. ثُمَ غيرَ الموضوع، على الرُغمِ مِن أنَّني لم أتمكن مِن إخبارِكَ بهذا داخلَ الغرفة، إلا أن جزءًا مِنَ المسؤولية التي قَرَرتُ تحمُلَها عن هذا الحادِثِ ينطوي عليكَ أيضًا، السير يوجين.”

“رجاءً، توقفي فقط”، أطلقَ غيلياد تنهيدةً طويلةً وأسقطَ وجهَهُ في يديه.

“وماذا في ذلك؟ هل تقولُ أنَّكَ ستكتِبُ لي خطابَ توصيةٍ أيضًا، سيدُ البُرجِ بلزاك؟”

 

أكملتْ تانيس، “لأنَّهُ يعلَمُ أنَّهُ قد إرتكبَ خطًأ، فهو لن يفعلَ شيئًا كهذا مرةً أُخرى. إذا تعاملنا مع هذا كدرسٍ له، فقد يعملُ بجِدٍ أكبرَ مِنَ الآنَ فصاعِدًا. لذلِكَ ألا يُمكِنُنا فقط…؟”

مُراقبة وإهتمام؟ أليسَ هذا هو السببُ الذي جعلَ إيوارد يكرهُ مِثلَ هذهِ القيودِ لدرجةِ أنَّهُ غادرَ المنزِلَ الرئيسي وذهبَ إلى آروث في المقامِ الأول؟ لقد وضعَ غيلياد ثقتَهُ في إبنهِ الأكبر. وبما أنَّ إيوارد ظلَّ يُراقَبُ بإستمرارٍ ويُحَمَلُ التوقعاتَ طوالَ حياتِه، فقد إعتقدَ غيلياد أنَّهُ بمُجردِ وصولِهِ إلى آروث، سيكونُ قادِرًا على التَمَتُعِ بحياةٍ أفضل، ويعيشُ بمُفردِه.

“هذهِ فقط…إنَّها فقط حماقةُ الشباب”، إرتجَفتْ عيونُ تانيس لأنَّها حاولتْ بضُعفٍ إقناعَ نفسِها والآخرين.

 

“هل حقًا ليسَ لديكَ أيُّ شيءٍ مع قضيةِ أخي الأكبر؟” عندما مرَّ بلزاك، قررَ يوجين طرحَ هذا السؤالِ علانيةً.

الشائعاتُ حولَ إقتراب إيوارد من الشيطاناتِ والشياطين—قد وصَلَتْ إلى غيلياد بالفعل. ولكِن مع هذا فقط…إنَّهُ شيءٌ ما زال غيلياد يستطيعُ التسامُحَ معه.

“السير يوجين لايونهارت”، إستقبلَ بلزاك يوجين من حيثُ يَقِفُ على الجانبِ الآخرِ مِنَ الممر.

 

 

ومع ذلِك، السِحرُ الأسودُ والمُخدراتُ يتجاوزانِ الحدودَ كثيرًا.

 

 

 

“من فضلِكِ لا تجلبي المزيدَ مِنَ العارِ على عشيرة لايونهارت…وعلي” ترجاها غيلياد.

حاولتْ تانيس إقناعَ غيلياد، “إذا حصلَ على الظروفِ المُناسِبة، يُمكِنُ لإيوارد أن يفعلَ ما هو أفضل مِن هذا. وهو يمتلِكُ الموهبةَ لذلِك. أنتَ تعرِفُ ذلِكَ أيضًا، صحيح يا عزيزي؟ لطالما كانَ إيوارد مولعًا بالكُتُبِ والسِحرِ منذُ أن صِغَرِه—”

 

‘نذلٌ مُثيرٌ للشفقة’

صرختْ تانيس، “عار؟ يكفي من سخافاتِك. إذا عادَ إلى المنزلِ الرئيسي هكذا، سأكونُ الشخص الذي لا يستطيعُ تحمُلَ العار. أُفضِلُ الموتَ على رؤيةِ ذلِكَ يحدُث.”

“حسنًا، قد تكونُ على حقٍ في ذلك، ولكن….” وافق يوجين بتردُد.

حاولَ غيلياد إقناعَها، “لا أعتقِدُ أنَّ البقاء في آروث سيكونُ جيدًا لإيوارد أيضًا. وإذا إستمرتْ رغبتُهُ في تعلُمِ السِحر، فعندئذٍ في المنزلِ الرئيسي، يُمكِنُنا—”

ومع ذلِك، السِحرُ الأسودُ والمُخدراتُ يتجاوزانِ الحدودَ كثيرًا.

رفضت تانيس الإستسلام: “بما أنَّكَ مُصمِمٌ على إعادةِ إيوارد معك، فسآخذُ إيوارد إلى منزلِ عائلتي معي”.

“طالما أنَّكَ لا تكرهُني بقدرِ ما تكرهُني الآن، فسيكونُ ذلِكَ كافيًا.” بإبتسامةٍ عريضة، تراجع بلزاك، مما سمح ليوجين بالمغادرة “هذا كُلُ ما أردتُ قولَه. أعتذِرُ عن إبقائِكَ هُنا.”

 

 

إذا عادوا إلى المنزلِ الرئيسي هكذا، فإنَّ جميعَ خُطَطِها سوفَ تَفسُد. سيتِمُ دفعُ إيوارد مِن منصِبِهِ من قبلِ التوائم، وتانيس من قبلِ أنسيلا، وتحويلِهُما إلى زوجٍ من الشخصياتِ الثانوية.

 

 

على الرُغمِ مِن أنَّ الرجُلَ قد غادرَ الغُرفةَ أولًا، إلا أنَّهُ لم يُغادِر على الفور وإختارَ بدلًا مِن ذلِكَ إنتظارَ يوجين.

“بالتأكيدِ لن أسمحَ أبدًا لإيوارد بالبقاءِ مُحاصرًا في المنزلِ الرئيسي. أُفَضِلُ أن يبقى في منزِلِ عائلتي، حيثُ يُمكِنُهُ تعلمُ السحرِ دونَ خوفٍ مِنَ التعرُضِ للإضطهاد”، قالتْ تانيس، أظهرتْ كلماتُها الإخلاص المطلق.

 

 

“هل حقًا ليسَ لديكَ أيُّ شيءٍ مع قضيةِ أخي الأكبر؟” عندما مرَّ بلزاك، قررَ يوجين طرحَ هذا السؤالِ علانيةً.

لم ترغب تانيس في تلقي سُخريةِ أنسيلا، ولا يزالُ هُناكَ وقتٌ لتحديدِ من سيكونُ البطريركَ التالي. على هذا النحو، بغضِ النظرِ عن الكيفية، فقد إحتاجَ إيوارد إلى تطويرِ قوةٍٍ كافية لترسيخِ آمالِهِ في المنصِب. إذا عادَ فقط إلى العائلةِ الرئيسيةِ هكذا، فسيكونُ مِنَ المُستحيلِ عليهِ قلبُ الطاولةِ على إخوتِه.

 

 

“كفى”، سئِمَ غيلياد مِنَ الإستماعِ إلى مِثلِ هذا الكلام.

“…لو إنَّ هذا هو ما تُريدينه…” تنهد غيلياد مُغلِقًا عينيه. لم يستطِع أن يُقرِرَ أيَّ مسارٍ هو الصحيح، لذلك إستسلم، “…طالما يوافِقُ إيوارد، يُمكِنُكِ أنْ تفعلي ما يحلو لك.”

جادلتْ تانيس، “كان يُمكِنُ لهذا الشقي أنْ يوقِفَ إيوارد…! ولكِن، بدلًا من الإهتمامِ بالقضيةِ منذُ البداية، لقد إنتظرَ بهدوء وسَمَحَ للأشياء بالوصولِ إلى—!”

هذا هو الشيء الوحيدُ الذي أمكَنَهُ قولُه.

 

 

 

* * *

“نعم، إنه كذلك.”

“السير يوجين لايونهارت”، إستقبلَ بلزاك يوجين من حيثُ يَقِفُ على الجانبِ الآخرِ مِنَ الممر.

“ما الذي تُريدُ أن تسمعَهُ مني بالضبط؟” سألَ يوجين بفارغِ الصبر.

 

الشائعاتُ حولَ إقتراب إيوارد من الشيطاناتِ والشياطين—قد وصَلَتْ إلى غيلياد بالفعل. ولكِن مع هذا فقط…إنَّهُ شيءٌ ما زال غيلياد يستطيعُ التسامُحَ معه.

على الرُغمِ مِن أنَّ الرجُلَ قد غادرَ الغُرفةَ أولًا، إلا أنَّهُ لم يُغادِر على الفور وإختارَ بدلًا مِن ذلِكَ إنتظارَ يوجين.

الفصل 38.2: إيوارد لايونهارت (2)

 

ومع ذلِك، السِحرُ الأسودُ والمُخدراتُ يتجاوزانِ الحدودَ كثيرًا.

“في ظلِّ هذهِ الظروف، لم نتمكن مِنَ التحدُثِ بشكلٍ مُريح على الرُغمِ مِن أنَّ هذا هو إجتماعُنا الأول”، قال بلزاك.

على الرُغمِ من أنَّهُ لم يُحِب السحرةَ السود، إلا أنَّ هذا لا يعني أنَّهُ يعتقِدُ أن كراهيتَهُ يجبُ أن تمتَدُ إلى الهدايا التي يُقدِمونَها.

 

“هل هذا صحيح؟ أستطيعُ أنْ أتفهمَ لماذا. على الرُغمِ مِن مرورِ ثلاثمائةِ عام، إلا أنَّ تصورَ الجمهورِ عن السِحرِ الأسودِ لا يزالُ غيرَ لطيفٍ للغاية”، كما قال هذا، أكملَ بلزاك. “بصفتي ساحِرًا أسودًا، لا يَسَعُني إلا أن أشعُرَ أنَّهُ أمرٌ مؤسِف. على الرُغمِ مِن أنَّهُ قد يبدو غيرَ موثوقٍ عند قولهِ بنفسي، لكِنَني لم أفعلْ أيَّ شيءٍ خاطِئ.” 

أجاب يوجين بصراحة، “ليسَ لديَّ أيُّ رغبةٍ في إجراء مُحادثةٍ مُريحةٍ معك، سيدُ البُرج.”

“لا تقولي كلِمةً أُخرى!” هدرَ غيلياد فجأةً.

بدلًا من حنيِّ رأسِهِ لإلقاء التحية، أمال يوجين رأسَهُ بعيدًا نحو الزاويةِ كوسيلةٍ لإظهارِ إستيائهِ علنًا. عِندَ رؤيةِ ردِّ الفعلِ هذا، إبتسمَ بلزاك فقط.

“لذلك، أنتَ تقولُ أنَّكَ ستكتِبُ لي خطابَ توصية؟”

 

 

“يبدو أنكَ لا تُحِبُني كثيرًا”، قال بلزاك.

“بالتأكيدِ لن أسمحَ أبدًا لإيوارد بالبقاءِ مُحاصرًا في المنزلِ الرئيسي. أُفَضِلُ أن يبقى في منزِلِ عائلتي، حيثُ يُمكِنُهُ تعلمُ السحرِ دونَ خوفٍ مِنَ التعرُضِ للإضطهاد”، قالتْ تانيس، أظهرتْ كلماتُها الإخلاص المطلق.

 

رفضت تانيس الإستسلام: “بما أنَّكَ مُصمِمٌ على إعادةِ إيوارد معك، فسآخذُ إيوارد إلى منزلِ عائلتي معي”.

إعترف يوجين بصراحة: “ليس فقط سيدُ البُرجِ الأسودِ هو الذي لا يُعجِبُني؛ فأنا أحتقِرُ كُلَ السحرةِ السود”.

“وماذا في ذلك؟ هل تقولُ أنَّكَ ستكتِبُ لي خطابَ توصيةٍ أيضًا، سيدُ البُرجِ بلزاك؟”

 

“حسنًا، قد تكونُ على حقٍ في ذلك، ولكن….” وافق يوجين بتردُد.

“هل هذا صحيح؟ أستطيعُ أنْ أتفهمَ لماذا. على الرُغمِ مِن مرورِ ثلاثمائةِ عام، إلا أنَّ تصورَ الجمهورِ عن السِحرِ الأسودِ لا يزالُ غيرَ لطيفٍ للغاية”، كما قال هذا، أكملَ بلزاك. “بصفتي ساحِرًا أسودًا، لا يَسَعُني إلا أن أشعُرَ أنَّهُ أمرٌ مؤسِف. على الرُغمِ مِن أنَّهُ قد يبدو غيرَ موثوقٍ عند قولهِ بنفسي، لكِنَني لم أفعلْ أيَّ شيءٍ خاطِئ.” 

“سيكونُ مِنَ الصعبِ عليكَ التأهُلُ للقبولِ في آكرون بخطابِ توصيةٍ مِن سيدِ البُرجِ الأحمر. لأنَّهُ لسوء الحظِ بالنسبةِ لك، أيُها السير يوجين، فإنَّ أساتِذةَ البُرجِ الآخرين والسحرةَ المُشاركين في إتخاذِ القرارِ سيرفضونَكَ على أساسِ أنَّكَ تفتقِرُ للمؤهلاتِ اللازِمة.”

ردَّ يوجين، “حتى لو لم يرتكِب سيدُ البُرجِ الأسود بنفسهِ خطًأ، إلا أنَّهُ ألا يوجدُ الكثيرُ مِنَ السحرةِ السودِ الذين يتجولونَ فاعلينَ كُلَ أنواعِ الأفعالِ الشريرة؟”

 

هذهِ حقيقةٌ لا يُمكِنُ إنكارُها. لسوء الحظ، لا يزالُ هُناكَ الكثيرُ مِنَ السحرةِ السود يتجولونَ بحُريةٍ في العالم، مُنتهكينَ الحظرَ المفروضَ على التجارُبِ البشرية. على الرُغمِ مِن أنَّ قوانين آروث وبرج السحر الأسود فرضتْ هذا الحظرَ بشدة، إلا أنَّ هُناكَ الكثير مِنَ الأماكِنِ التي تُمَكِنُ السحرةَ السود مِنَ الهروبِ مِن هذهِ القوانينِ الصارمةِ في هذا العالمِ الواسِع.

“أنا أضعُ إهتمامًا كبيرًا في موهِبَتِكَ يا يوجين. إضافةً لذلِك، حسنًا، هذا ليسَ السببَ الوحيد….” نظر بلزاك إلى البابِ المُغلقِ قبل الإستمرارِ في الكلام، “عامِلٌ آخر هو أنَّني لا أملِكُ علاقةً جيدةً مع سيد البُرجِ لوفليان. على الرُغمِ مِن أنَّني لا أحمِلُ أيَّ مشاعرٍ سيئةٍ تجاهَه، إلا أنَّ سيدَ البُرجِ الأحمر يكرهُني لمُجردِ أنَّني ساحِرٌ أسود. علاوةً على ذلِك، أشعرُ أنَّني قد أتلقى عداوةَ عشيرةِ لايونهارت بسببِ هذا الحادِث….”

 

 

“لكِنَ السحرةَ السود ليسوا الوحيدين، صحيح؟” أشار بلزاك إلى ذلِكَ وكَشَفَ عن إبتسامتِهِ. “يُمكِنُ للسحرةِ بسهولةٍ التضحيةُ بشيءٍ مِثلَ الأخلاقِ من أجلِ إرضاء فضولِهِم ورغباتِهِم. أو، بعبارةٍ بسيطة، هُناكَ أضعافٌ مِنَ السحرةِ الغريبين مما يوجدُ مِنَ السحرةِ السود.”

“أنا أضعُ إهتمامًا كبيرًا في موهِبَتِكَ يا يوجين. إضافةً لذلِك، حسنًا، هذا ليسَ السببَ الوحيد….” نظر بلزاك إلى البابِ المُغلقِ قبل الإستمرارِ في الكلام، “عامِلٌ آخر هو أنَّني لا أملِكُ علاقةً جيدةً مع سيد البُرجِ لوفليان. على الرُغمِ مِن أنَّني لا أحمِلُ أيَّ مشاعرٍ سيئةٍ تجاهَه، إلا أنَّ سيدَ البُرجِ الأحمر يكرهُني لمُجردِ أنَّني ساحِرٌ أسود. علاوةً على ذلِك، أشعرُ أنَّني قد أتلقى عداوةَ عشيرةِ لايونهارت بسببِ هذا الحادِث….”

“حسنًا، قد تكونُ على حقٍ في ذلك، ولكن….” وافق يوجين بتردُد.

 

 

إذا عادوا إلى المنزلِ الرئيسي هكذا، فإنَّ جميعَ خُطَطِها سوفَ تَفسُد. سيتِمُ دفعُ إيوارد مِن منصِبِهِ من قبلِ التوائم، وتانيس من قبلِ أنسيلا، وتحويلِهُما إلى زوجٍ من الشخصياتِ الثانوية.

“أليسَ إيوارد أحدَ الأمثلةِ على ذلِك؟ إنَّهُ مُجردُ ساحِر، وليسَ ساحِرًا أسودًا. لقد حاولَ فقط إستخدامَ السِحرِ الأسودِ كوسيلةٍ لتحقيقِ أهدافِهِ الخاصة. هذهِ المُشكِلةُ مع إيوارد لم تبدأ بسببِ السحرِ الأسود، ولكِن بسببِ رغباتِهِ الخاصة.”

أجاب يوجين بصراحة، “ليسَ لديَّ أيُّ رغبةٍ في إجراء مُحادثةٍ مُريحةٍ معك، سيدُ البُرج.”

“ما الذي تُريدُ أن تسمعَهُ مني بالضبط؟” سألَ يوجين بفارغِ الصبر.

 

 

“هل حقًا ليسَ لديكَ أيُّ شيءٍ مع قضيةِ أخي الأكبر؟” عندما مرَّ بلزاك، قررَ يوجين طرحَ هذا السؤالِ علانيةً.

“آملُ فقط أن توافِقَ على عدمِ توجيهِ كراهيتِكَ للسحرِ الأسود إلي”، مع ضحكةٍ مكتومة، سار بلزاك إلى يوجين وعرضَ يده. “لقد سمِعتُ الكثيرَ عنك أيُها السير يوجين. فَــأدائُكَ في حفلِ إستمرارِ السُلالة هو أمرٌ مشهورٌ منذُ عدةِ سنواتٍ حتى الآن…ولقد سمِعتُ أيضًا أنكَ مؤخرًا قد أظهرتَ بعضَ الإنجازاتِ العظيمةِ في السحرِ كذلِك.”

 

عبِسَ يوجين، “لا أعتقِدُ أنَّني قد فعلتُ أيَّ شيءٍ يُمكِنُ إعتبارُهُ إنجازًا عظيمًا.”

 

“ألم تجعل سيدَ البُرجِ الأحمرِ يَكتِبُ لكَ خطابَ توصيةٍ لآكرون؟” رفع بلزاك جبينه. “هذا وحدهُ يجبُ أنْ يعني أنَّ إنجازاتِكَ هي كبيرةٌ بما يكفي لتَستَحِقَ مِثلَ هذا التقدير، أيُها السير يوجين.”

هذهِ حقيقةٌ لا يُمكِنُ إنكارُها. لسوء الحظ، لا يزالُ هُناكَ الكثيرُ مِنَ السحرةِ السود يتجولونَ بحُريةٍ في العالم، مُنتهكينَ الحظرَ المفروضَ على التجارُبِ البشرية. على الرُغمِ مِن أنَّ قوانين آروث وبرج السحر الأسود فرضتْ هذا الحظرَ بشدة، إلا أنَّ هُناكَ الكثير مِنَ الأماكِنِ التي تُمَكِنُ السحرةَ السود مِنَ الهروبِ مِن هذهِ القوانينِ الصارمةِ في هذا العالمِ الواسِع.

رفضَ يوجين أن يُصافِحَ يدَ بلزاك الممدودة. أثناء إنزالِ يدهِ لأسفل، حدقَ بلزاك في يوجين. ثُمَ غيرَ الموضوع، على الرُغمِ مِن أنَّني لم أتمكن مِن إخبارِكَ بهذا داخلَ الغرفة، إلا أن جزءًا مِنَ المسؤولية التي قَرَرتُ تحمُلَها عن هذا الحادِثِ ينطوي عليكَ أيضًا، السير يوجين.”

 

“…ماذا تَقصِدُ بذلِك؟” سألَ يوجين بحَذَر.

“تسك” تذكرَ يوجين مشهدَ إيوارد وهو يرتجِفُ بينما تَتَدَفَقُ الدموعُ على وجهِه.

 

 

“سيكونُ مِنَ الصعبِ عليكَ التأهُلُ للقبولِ في آكرون بخطابِ توصيةٍ مِن سيدِ البُرجِ الأحمر. لأنَّهُ لسوء الحظِ بالنسبةِ لك، أيُها السير يوجين، فإنَّ أساتِذةَ البُرجِ الآخرين والسحرةَ المُشاركين في إتخاذِ القرارِ سيرفضونَكَ على أساسِ أنَّكَ تفتقِرُ للمؤهلاتِ اللازِمة.”

“تسك” تذكرَ يوجين مشهدَ إيوارد وهو يرتجِفُ بينما تَتَدَفَقُ الدموعُ على وجهِه.

“وماذا في ذلك؟ هل تقولُ أنَّكَ ستكتِبُ لي خطابَ توصيةٍ أيضًا، سيدُ البُرجِ بلزاك؟”

“آملُ فقط أن توافِقَ على عدمِ توجيهِ كراهيتِكَ للسحرِ الأسود إلي”، مع ضحكةٍ مكتومة، سار بلزاك إلى يوجين وعرضَ يده. “لقد سمِعتُ الكثيرَ عنك أيُها السير يوجين. فَــأدائُكَ في حفلِ إستمرارِ السُلالة هو أمرٌ مشهورٌ منذُ عدةِ سنواتٍ حتى الآن…ولقد سمِعتُ أيضًا أنكَ مؤخرًا قد أظهرتَ بعضَ الإنجازاتِ العظيمةِ في السحرِ كذلِك.”

“أنا أضعُ إهتمامًا كبيرًا في موهِبَتِكَ يا يوجين. إضافةً لذلِك، حسنًا، هذا ليسَ السببَ الوحيد….” نظر بلزاك إلى البابِ المُغلقِ قبل الإستمرارِ في الكلام، “عامِلٌ آخر هو أنَّني لا أملِكُ علاقةً جيدةً مع سيد البُرجِ لوفليان. على الرُغمِ مِن أنَّني لا أحمِلُ أيَّ مشاعرٍ سيئةٍ تجاهَه، إلا أنَّ سيدَ البُرجِ الأحمر يكرهُني لمُجردِ أنَّني ساحِرٌ أسود. علاوةً على ذلِك، أشعرُ أنَّني قد أتلقى عداوةَ عشيرةِ لايونهارت بسببِ هذا الحادِث….”

 

“لذلك، أنتَ تقولُ أنَّكَ ستكتِبُ لي خطابَ توصية؟”

 

“نعم. وبصراحة، حتى لو كَتَبتُ لكَ خطابَ توصيةٍ يدعمُ إقتراحَ سيد البُرجِ لوفليان….حسناً، لا أتوقعُ أن يكونَ ذلِكَ وحدهُ كافيًا لجعلِكَ تُحِبُني، ولكِن، ألن يُقلِلَ على الأقلِ من كُرهِكَ لي؟ وسوفَ أُظهِرُ أيضًا إخلاصي للحصولِ رِضا عشيرةِ لايونهارت.”

* * *

أجابَ يوجين بعبوس: “لو أردتَ كتابةَ توصيةٍ لي، فسأقبلُ بكُلِ سرورٍ مُساعدَتَك”.

عبِسَ يوجين، “لا أعتقِدُ أنَّني قد فعلتُ أيَّ شيءٍ يُمكِنُ إعتبارُهُ إنجازًا عظيمًا.”

 

“هذهِ فقط…إنَّها فقط حماقةُ الشباب”، إرتجَفتْ عيونُ تانيس لأنَّها حاولتْ بضُعفٍ إقناعَ نفسِها والآخرين.

على الرُغمِ من أنَّهُ لم يُحِب السحرةَ السود، إلا أنَّ هذا لا يعني أنَّهُ يعتقِدُ أن كراهيتَهُ يجبُ أن تمتَدُ إلى الهدايا التي يُقدِمونَها.

 

 

 

“لكن حتى لو فعلتَ ذلِك، لا يُمكِنُني أنْ أعِدكَ بأن أكونَ صديقًا لك، سيدُ البُرجِ بلزاك”، حذره يوجين.

 

 

“ما الذي تُريدُ أن تسمعَهُ مني بالضبط؟” سألَ يوجين بفارغِ الصبر.

“طالما أنَّكَ لا تكرهُني بقدرِ ما تكرهُني الآن، فسيكونُ ذلِكَ كافيًا.” بإبتسامةٍ عريضة، تراجع بلزاك، مما سمح ليوجين بالمغادرة “هذا كُلُ ما أردتُ قولَه. أعتذِرُ عن إبقائِكَ هُنا.”

“هذهِ فقط…إنَّها فقط حماقةُ الشباب”، إرتجَفتْ عيونُ تانيس لأنَّها حاولتْ بضُعفٍ إقناعَ نفسِها والآخرين.

“هل حقًا ليسَ لديكَ أيُّ شيءٍ مع قضيةِ أخي الأكبر؟” عندما مرَّ بلزاك، قررَ يوجين طرحَ هذا السؤالِ علانيةً.

“نعم يا سيدي”، أحسَّ يوجين بالتردُدِ في الإستمرارِ بالإستماعِ إلى مثلِ هذهِ المُحادثةِ الصعبة. 

 

 

بسببِ هذهِ الكلمات، إنفجر بلزاك بالضحك. 

* * *

 

“حسنًا، قد تكونُ على حقٍ في ذلك، ولكن….” وافق يوجين بتردُد.

“أنا فخورٌ جدًا بكوني ساحِرًا أسودًا” إستُثيرت العيونُ المُخبأةً وراء نظاراتِه وقال: “إن وجودَ ساحِرٍ أسودَ غيرُ كُفءٍ هو مُجردُ عارٍ على السِحرِ الأسود. حتى لو إنَّهُ الإبنُ الأكبرُ لعشيرةِ لايونهارت، طالما أنَّهُ لا يمتلِكُ موهبةً مُذهلة، فلن أُفكِرَ أبدًا في منحهِ فُرصةً للإنضمامِ إلينا. هل هذا يكفي للإجابةِ على سؤالِك؟”

ردَّ يوجين، “حتى لو لم يرتكِب سيدُ البُرجِ الأسود بنفسهِ خطًأ، إلا أنَّهُ ألا يوجدُ الكثيرُ مِنَ السحرةِ السودِ الذين يتجولونَ فاعلينَ كُلَ أنواعِ الأفعالِ الشريرة؟”

“نعم، إنه كذلك.”

 

“تسك” تذكرَ يوجين مشهدَ إيوارد وهو يرتجِفُ بينما تَتَدَفَقُ الدموعُ على وجهِه.

 

 

 

‘نذلٌ مُثيرٌ للشفقة’

 

ردَّ يوجين، “حتى لو لم يرتكِب سيدُ البُرجِ الأسود بنفسهِ خطًأ، إلا أنَّهُ ألا يوجدُ الكثيرُ مِنَ السحرةِ السودِ الذين يتجولونَ فاعلينَ كُلَ أنواعِ الأفعالِ الشريرة؟”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط