نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 47.2

قاعةُ سيينا (4)

قاعةُ سيينا (4)

الفصل 47.2: قاعةُ سيينا (4)

“لكِنَ هذا ما يَجعَلُني أكثرَ قلقًا”، تَمتَمَ يوجين لنفسِهِ بصوتٍ مُنخَفِض. ‘سيينا ميردين. إذا صارَتْ حقًا بهذهِ القوة، إذن….فَـسيينا، التي أعرِفُها بالتأكيدِ سَـتَجِدُ طريقةً لتحدي ملوكِ الشياطينِ مرةً أُخرى.’

في تاريخِ عشيرةِ لايونهارت، فيرموث هو الوحيدُ الذي وَصَلَ إلى النجمِ العاشِرِ في صيغةِ اللهبِ الأبيض. لقد كانَ بالفعلِ قويًا بشكلٍ لا مثيلَ لهُ حتى عِندَما كانوا في هيلموث، لكِنَ يوجين لم يعرِف السبَبَ الذي جَعَلَ فيرموث مهووسًا بإنجابِ الأطفال….فيرموث، مِن ذكرياتِ يوجين، ليسَ مِثلَ هذا الشخصِ الطبيعي.

“لو إنَّ هذا هو ما تُريدُه، يوجين، فأنتَ تَعرِفُ أنَّني لا يُمكِنُ أنْ أرفُضَك، صحيح؟” رَحبَ بهِ لوفليان بمَرَح.

 

 

– لو عَمِلتَ بجدٍ أكثرَ قليلًا….لأمكَنَكَ أنْ تكونَ أفضلَ بكثيرٍ مِمَّا أنتَ عليهِ الآن.

“أي إعتراضاتٍ أكثر؟” تَنَهَدَ يوجين فقط.

 

 

هذهِ هي الكَلِماتُ التي سَمِعَها مِن فيرموث مُنذُ فترةٍ طويلةٍ جدًا. تِلكَ الكَلِماتُ هي التي تَرَكَتْ أعمقَ الندوبِ على قلبِهِ خِلالَ حياتِهِ السابِقة بأكمَلِها. ‘فيرموث، إبنُ العاهرة، على الرُغمِ من عبقريتِه، فقد بذلَ الكثيرَ مِنَ الجُهدِ أيضًا.’

 

 

 

على كُلِ حال، بالمُقارنةِ مع مقدارِ الجُهدِ الذي بَذَلَه، فَـالنتائِجُ التي حَقَقَها مُفرِطةٌ للغاية.

أصرَّ لوفليان، “بما أنَّ الأمرَ يَتَعَلقُ بيوجين، فَـبِغَضِ النَظَرِ عن المُدةِ التي يَطلُبُها، يُمكِنُني تخصيصُ وقتٍ له.”

 

 

‘أفتَرِضُ أنَّ انيسيه ومولون قد صارا أقوى قليلًا أيضًا.’

إلتَفَتَتْ ميلكيث نحوَ يوجين، “وبالنسبةِ لك، طفل، لا يُهِمُ كم أنتَ يائِس، لا يجبُ أنْ تَحنيَّ رأسَكَ بهذهِ السهولة. إلى جانبِ ذلِك، ألستَ لايونهارت؟ هل مِنَ المقبولِ حقًا أنْ تَدخُلَ في علاقةِ السيدِ والتلميذِ بطريقةٍ حيثُ تطلُبُ أنتَ ذلِك؟”

على الرُغمِ مِن أنَّهُ لم يَستَطِع تأكيدَ ذلِكَ بأُمِ عينيه، كما هو الحالُ مع سيينا، إلا أنَّ يوجين واثِقٌ مِن هذهِ الحقيقة. هذا لأنَّ رِفاقَهُ مِن حياتِهِ السابقةِ هُم مِن هذا النوعِ مِنَ الأشخاص. فَـهُم جميعًا موهوبون لدرجةِ أنَّهُ يُمكِنُ أنْ يُطلَقَ عليهِم مُسمى عباقِرةً بِغَضِ النَظَرِ عن العصرِ الذي ولِدوا فيه، وقد إمتَلَكوا جميعًا أهدافًا وقناعاتٍ واضِحةً.

‘أفتَرِضُ أنَّ انيسيه ومولون قد صارا أقوى قليلًا أيضًا.’

 

بعدَ كُلِ شيء، مير هي خادِمةٌ مُستَدعاة. ليسَتْ سيينا نَفسَها. ووجودُ مير يَتَسَبَبُ أيضًا في أنْ يُصبِحَ يوجين واعيًا للغايةِ بحياتِهِ الماضية. لذلِكَ لم يرغَب يوجين في الإقترابِ مِن مير أكثرَ مِنَ الحدِ المَطلوب.

وقد أقسموا جميعًا معًا على محوِ ملوكِ الشياطينِ مِن هذا العالم.

هذا ليسَ شيئًا صحيحًا لفِعلِه، وهو أيضًا شيءٌ ظالِمٌ لمير.

 

“ليسَ وكأنَّ المُقايضةَ مُنحَصِرةٌ على تدريسِ النصوصِ السحريةِ فقط.” ثُمَ إستَمَرَ يوجين في الكلامِ بتسلية. “أليسَ لديكِ أيُّ شيءٍ يَنفَعُ للمُقايضة؟ يُمكِنُ أنْ تَعمَلَ العناصِرُ كذلك.”

“لكِنَ هذا ما يَجعَلُني أكثرَ قلقًا”، تَمتَمَ يوجين لنفسِهِ بصوتٍ مُنخَفِض. ‘سيينا ميردين. إذا صارَتْ حقًا بهذهِ القوة، إذن….فَـسيينا، التي أعرِفُها بالتأكيدِ سَـتَجِدُ طريقةً لتحدي ملوكِ الشياطينِ مرةً أُخرى.’

 

مَلِكُ الحِصارِ الشيطاني ومَلِكُ الدمارِ الشيطاني—هذانِ الملكانِ الشيطانيانِ هُما قَويَينِ لدرجةِ أنَّهُ لا يُمكِنُ حتى مُقارنةُ ملوكِ الشياطينِ مِنَ الرُتَبِ الدُنيا بهم.

 

 

 

ولكِن، حتى لو هُزِموا بِسَبَبِ ذلِك، فإن رِفاقَهُ الذينَ عَرَفَهُم يوجين جيدًا ليسوا مِنَ النوعِ الذي يَقَعُ في اليأس. بل على العكسِ تمامًا، بعدَ زيادةِ قوَتِهِم وإستعادةِ ثِقَتِهم، حتى لو إنَّ النصرَ ليسَ مؤكدًا، فَـبالتأكيدِ سَـيُخاطِرونَ بحياتِهِم مرةً أُخرى بِسَبَبِ قناعاتِهِم، حتى لو عنى ذلِكَ موتَهُم.

 

 

‘فيرموث’، أطلقَ يوجين تنهيدةً طويلةً وهَزَّ رأسَه. ‘ماذا كُنتَ تُخطِطُ بحقِ السماء؟’

لذلِكَ فَـلكي لا يتَحدى أولئِكَ الرجالُ مِلوكَ الشياطينِ مرةً أُخرى حتى النهاية.

مَلِكُ الحِصارِ الشيطاني ومَلِكُ الدمارِ الشيطاني—هذانِ الملكانِ الشيطانيانِ هُما قَويَينِ لدرجةِ أنَّهُ لا يُمكِنُ حتى مُقارنةُ ملوكِ الشياطينِ مِنَ الرُتَبِ الدُنيا بهم.

 

ومع ذلك، لم تَسِر الأمورُ كما هو مُخَطط. فقط بِـأخذِ اليوم كمِثال، رأى يوجين سيينا في مير عدةَ مراتٍ بسببِ سلوكِهِما المُتَشابِه.

ولكي تَختَفيَّ سيينا وانيسيه في نفسِ الوقتِ تقريبًا.

ولكِن، حتى لو هُزِموا بِسَبَبِ ذلِك، فإن رِفاقَهُ الذينَ عَرَفَهُم يوجين جيدًا ليسوا مِنَ النوعِ الذي يَقَعُ في اليأس. بل على العكسِ تمامًا، بعدَ زيادةِ قوَتِهِم وإستعادةِ ثِقَتِهم، حتى لو إنَّ النصرَ ليسَ مؤكدًا، فَـبالتأكيدِ سَـيُخاطِرونَ بحياتِهِم مرةً أُخرى بِسَبَبِ قناعاتِهِم، حتى لو عنى ذلِكَ موتَهُم.

 

وعَبَرَ يوجين عن إيمانِهِ بالرَجُل، “سيدُ البُرجِ لوفليان الذي أعرِفُهُ ليسَ مِن هذا النوعِ مِن الأشخاص.”

…ولكي يَقطَعوا علاقاتِهِم بعشيرة لايونهارت إلى أنْ حانَتْ جنازةُ فيرموث.

تَدَخَلَ لوفليان مِنَ الجانِب، “سيدةُ البُرجِ الأبيض!”

 

“هذا الطِفلُ يعرِفُ حقًا كيفيةَ إبرامِ صفقة.”

‘فيرموث’، أطلقَ يوجين تنهيدةً طويلةً وهَزَّ رأسَه. ‘ماذا كُنتَ تُخطِطُ بحقِ السماء؟’

 

* * *

“سأعودُ غدًا”، قالَ يوجين وإستدارَ ليُغادِر.

على الرُغمِ مِن أنَّ آكرون، بِـصِفَتِها المَكتَبةَ الملكية، إمتَلَكَتْ مُديرَ مكتبةٍ إسمي، إلا أنَّهُ لم يبقى في المكانِ طِوالَ الوقت لأنَّ مُعظَمَ شؤونِ المَكتَبةِ تُرِكَتْ للخَدَم.

عندما وصلَ إلى الطابُقِ الأولِ مِن آكرون، نادى صوتٌ يوجين، “أنتَ بالتأكيدِ تأخرتَ في العودة.”

 

ردًا على هذا السؤال، وكما لو كانَتْ تَنتَظِرُ هذا مُنذُ وقتٍ طويل، أومأتْ ميلكيث على الفورِ بقوة.

بعبارَتٍ أُخرى، طالما تَتَخلى عن الوقتِ الذي تَقضيهِ في الأكلِ والنوم، فَـيُمكِنُكَ البقاء في آكرون بلا أيِّ حدود.

“حسنًا إذن. إذا صِرتَ تلميذَ سيدِ البُرجِ الأحمر، فلن تَحتاجَ لي لشرحِ تِلكَ النصوصِ السحريةِ في مُقابِلِ إقراضيَّ وينِد. وعلى الرُغمِ مِن أنَّ الإعترافَ بهذا يؤذي حقًا تقديريَّ لذاتي، فَـمهاراتُ سيدِ البُرجِ الأحمرِ السحريةُ أفضَلُ مِن مهاراتي، حسنًا؟” إعتَرَفَتْ ميلكيث.

 

 

‘بما أنَّ هذا هو الحال، فَسَـيكونُ مِنَ الجيدِ لو إمتَلَكوا موقِعًا مُنفَصِلًا كَـغُرفةٍ إستراحة’ تمنى يوجين.

لذلِكَ فَـلكي لا يتَحدى أولئِكَ الرجالُ مِلوكَ الشياطينِ مرةً أُخرى حتى النهاية.

 

 

المَكتَبةُ في بُرجِ السحرِ الأحمرِ أكثرُ مُلاءمةً في هذا الصدد. حيثُ توجَدُ كُلٌ مِنَ الكافتيريا وغُرفِ النوم في مكانٍ قريب. لكِن لسوء الحظ، لم توجَد مساحةٌ لمِثلِ هذهِ الأشياء في آكرون. ليسَ معروفًا هل ذلِكَ لأنَّهُم لا يُريدونَ أنَّ تَنتَشِرَ رائِحةُ الطعامِ في الهواء أو لأنَّهُم يُريدونَ الحِفاظَ على كرامةِ لقَبِها-المَكتَبةُ الملكية، ولكِن على كُلِ حال، يُمنَعُ تمامًا تناولُ الطعامِ والشرابِ داخِلَ آكرون.

على الرُغمِ مِن أنَّ آكرون، بِـصِفَتِها المَكتَبةَ الملكية، إمتَلَكَتْ مُديرَ مكتبةٍ إسمي، إلا أنَّهُ لم يبقى في المكانِ طِوالَ الوقت لأنَّ مُعظَمَ شؤونِ المَكتَبةِ تُرِكَتْ للخَدَم.

 

 

لحُسنِ الحظ، تُوجَدُ أجنِحةُ بحثٍ خاصةٌ مُتَصِلةٌ بالقاعاتِ في كُلِ طابُق، حيثُ يُمكِنُ للمرء الذهابُ للدراسةِ وتجرُبةِ السِحر. إذن، ألا ينبغي أنْ يكونَ تناولُ الطعامِ والنومِ شيئًا مسموحًا؟ وهكذا سألَ يوجين مير عن هذا وحَصَلَ على هذا الجواب:

 

“على الرُغمِ مِن أنَّني لا أستَطيعُ تناولَ الطعامِ ويَستَحيلُ عليَّ أنْ أشربَ أيَّ شيء، هل حقًا سَـتَفعَلُ شيئًا كهذا أمامي؟” إحتَجَتْ مير. “لا مُستَحيل. إذا أصابَكَ الجوع، فقط إذهَب للخارِجِ وتناول الطعام.”

 

“هل تقولينَ حقًا أنَّ مِثلَ هذهِ الأعمالِ ممنوعةٌ بِسَبَبِ شيءٍ تافِهٍ كهذا؟” سألَ يوجين بصدمة.

على الرُغمِ مِن أنَّ آكرون، بِـصِفَتِها المَكتَبةَ الملكية، إمتَلَكَتْ مُديرَ مكتبةٍ إسمي، إلا أنَّهُ لم يبقى في المكانِ طِوالَ الوقت لأنَّ مُعظَمَ شؤونِ المَكتَبةِ تُرِكَتْ للخَدَم.

 

“لو إنَّ هذا هو ما تُريدُه، يوجين، فأنتَ تَعرِفُ أنَّني لا يُمكِنُ أنْ أرفُضَك، صحيح؟” رَحبَ بهِ لوفليان بمَرَح.

“بالطبعِ لا. هُناكَ بالتأكيدِ أسبابٌ وراء هذهِ القيود. بما أنَّ السير يوجين ليسَ ساحرًا فقط، فقد لا يكونُ على درايةٍ بذلك، لكِنَ السحرةَ العاديين—لا، حتى السحرةُ الذين يُمكِنُ تَسميَتُهُم بالسحرةِ هُم في الأساسِ مُدمِنونَ على السِحر”، أجابَتْ مير، وهي تَهِزُّ رأسَها بقوة. “إذا لم نَضَع حدًا واضِحًا كهذا، فإن السحرةَ الذينَ يدخلونَ هذا المكانَ قد يُصبِحونَ مُنغَمسينَ في السِحرِ لدرجةِ أنَّهُم قد يُخاطِرونَ بتَقصيرِ أعمارِهِم للبقاء هُنا لفترةٍ أطول. أليسَ هذا هو سَبَبُ شُهرةِ مِثلِ هذهِ القُصَص؟ قِصَصٌ عن سَحَرَةٍ حَوَلوا أنفُسَهُم إلى ليتش من أجلِ الإستمرار في البحثِ عن السِحرِ بعدَ وفاتِهم. وحَولَ السحرةِ الذينَ ماتوا بِسَبَبِ الإرهاقِ أثناء الإنغماسِ في بحوثِهِم داخِلَ الأبراجِ المُحصنة….”

 

قالَ يوجين بشَك: “إعتَقَدتُ أنَّ مِثلَ هذهِ القُصَصِ تَحتَوي على القليلِ مِنَ المُبالغة.”

 

 

 

“لو لم يَحدُث هذا مِن قبل، فَـلِماذا سَـنَضَعُ مِثلَ هذهِ القاعِدة؟” خَفَضَتْ مير صوتَها. عازِمةً على خلقِ جوٍ مُرعِب، ثُمَ هَمَسَتْ بهدوء، “آكرون لديها تاريخٌ طويلٌ يعودُ إلى حوالي ثمانمائةِ عام. وفي وقتٍ ما تَمَكَنَ ساحِرٌ مُعَينٌ مِنَ الحصولِ على تصريحٍ لدخولِ آكرون، حيثُ كانَ يتوقُ إلى ذلِكَ طِوالَ حياتِه. لقد أحبَ السِحرَ حقًا وقد فُتِنَ بالحقائقِ الموجودةِ في بُحوثِ كبارِ السنِ العُظماء والمُحتَرَمين. وتمامًا هكذا…إنغَمَسَ في السِحرِ ونَسيَّ تناولَ الطعامِ أو شُربَ الماء وحتى أنَّهُ نسيَّ أن ينام، لهذا وفي نهايةِ المطاف….”

“همف، لا تقولي مِثلَ هذا الهُراء.”، إعتَرَضَ لوفليان.

“وماذا في ذلِك، هل هو يَخرُجُ كَـشَبَحٍ في الليل؟” سألَ يوجين.

 

 

“يُمكِنُ أنْ يظهَر”، أصَرَتْ مير. “على الرُغمِ مِن أنَّني لم أرَّهُ بنفسي أبدًا.”

 

“واو، مُخيفٌ جدًا.”

 

في مواجهةِ ردِ فعلِ يوجين الجاف، عَبِسَتْ مير.

* * *

 

أعلنَ يوجين بثِقة: “بما أنَّها صعبة، فَـيَجِبُ أنْ أستَمِرَ في التعلُمِ فقط.”

“سأعودُ غدًا”، قالَ يوجين وإستدارَ ليُغادِر.

على كُلِ حال، بالمُقارنةِ مع مقدارِ الجُهدِ الذي بَذَلَه، فَـالنتائِجُ التي حَقَقَها مُفرِطةٌ للغاية.

 

قالَ يوجين بشَك: “إعتَقَدتُ أنَّ مِثلَ هذهِ القُصَصِ تَحتَوي على القليلِ مِنَ المُبالغة.”

أمالَتْ مير رأسَها بفضول، “لماذا سَـتَعودُ إلى هُنا؟ يجبُ أنْ تكونَ النُصوصُ السحريةُ في هذهِ القاعةِ صعبةً للغايةِ بالنسبةِ لك، أيُّها السير يوجين؟”

وقد أقسموا جميعًا معًا على محوِ ملوكِ الشياطينِ مِن هذا العالم.

أعلنَ يوجين بثِقة: “بما أنَّها صعبة، فَـيَجِبُ أنْ أستَمِرَ في التعلُمِ فقط.”

 

 

بعبارَتٍ أُخرى، طالما تَتَخلى عن الوقتِ الذي تَقضيهِ في الأكلِ والنوم، فَـيُمكِنُكَ البقاء في آكرون بلا أيِّ حدود.

“لن أُعَلِمَكَ أيَّ شيء”، حَذَرَتهُ مير.

“لو إنَّ هذا هو ما تُريدُه، يوجين، فأنتَ تَعرِفُ أنَّني لا يُمكِنُ أنْ أرفُضَك، صحيح؟” رَحبَ بهِ لوفليان بمَرَح.

 

بسببِ هذهِ الكلمات، خضعَتْ وجوهُ سَيِّدَي الأبراجِ الإثنَين لتغييراتٍ جذرية. أضاء وجهُ لوفليان بإبتسامة، بينما إلتوى وجه ميلكيث بصدمة.

“هذا لا بأسَ به لأنَّهُ وبِغَضِ النَظَرِ عنك، هُناكَ شخصٌ يُمكِنُهُ أنْ يُعَلِمَني.”

 

“لا بأسَ إذن، ولكِن إذا أحدَثتَ الكثيرَ مِنَ الضوضاء، فَـما زِلتُ سأطرُدُك.”

 

قالَتْ مير هذا كإنذارٍ نهائي. إبتَسَمَ يوجين وأومأ موافِقًا.

 

 

 

“سأبذلُ قُصارى جُهدي لأكونَ هادِئًا”، وَعَدَها يوجين.

 

 

“واو، مُخيفٌ جدًا.”

بصراحة، يوجين يُعاني مِن بعضِ الصِراعِ الداخلي. أرادَ الإستمرارَ في التَعَرُفِ عليها وحتى أنْ يُصبِحَ صديقًا لمير، التي تُشبِهُ سيينا للغاية. ومع ذلِك، لم يَعتَقِد أنَّ نَقَلَ مِثل هذا التأثيرِ إليها هو شيءٌ جيد.

 

 

 

هذا ليسَ شيئًا صحيحًا لفِعلِه، وهو أيضًا شيءٌ ظالِمٌ لمير.

عندما وصلَ إلى الطابُقِ الأولِ مِن آكرون، نادى صوتٌ يوجين، “أنتَ بالتأكيدِ تأخرتَ في العودة.”

 

عندما وصلَ إلى الطابُقِ الأولِ مِن آكرون، نادى صوتٌ يوجين، “أنتَ بالتأكيدِ تأخرتَ في العودة.”

بعدَ كُلِ شيء، مير هي خادِمةٌ مُستَدعاة. ليسَتْ سيينا نَفسَها. ووجودُ مير يَتَسَبَبُ أيضًا في أنْ يُصبِحَ يوجين واعيًا للغايةِ بحياتِهِ الماضية. لذلِكَ لم يرغَب يوجين في الإقترابِ مِن مير أكثرَ مِنَ الحدِ المَطلوب.

 

 

إنَّها ميلكيث، التي لم تُغادِر بعد وظَلَّتْ تَنتَظِرُهُ هُنا.

ومع ذلك، لم تَسِر الأمورُ كما هو مُخَطط. فقط بِـأخذِ اليوم كمِثال، رأى يوجين سيينا في مير عدةَ مراتٍ بسببِ سلوكِهِما المُتَشابِه.

أمالَتْ مير رأسَها بفضول، “لماذا سَـتَعودُ إلى هُنا؟ يجبُ أنْ تكونَ النُصوصُ السحريةُ في هذهِ القاعةِ صعبةً للغايةِ بالنسبةِ لك، أيُّها السير يوجين؟”

 

ضَيَقَتْ ميلكيث عينيها بإحباط، ” أنتَ شقيٌّ مُزعِج، أنت في السابعةِ عشرةَ مِن عُمُرِكَ فقط. هل تَعتَقِدُ حقًا أنَّكَ تَعرِفُ سيدَ البُرجِ الأحمرِ أفضلَ مني؟”

‘لكِن لا يُمكِنُني التَصَرُفُ وكأنَني لا أعرِفُها أيضًا.’

على الرُغمِ مِن أنَّهُ لم يَستَطِع تأكيدَ ذلِكَ بأُمِ عينيه، كما هو الحالُ مع سيينا، إلا أنَّ يوجين واثِقٌ مِن هذهِ الحقيقة. هذا لأنَّ رِفاقَهُ مِن حياتِهِ السابقةِ هُم مِن هذا النوعِ مِنَ الأشخاص. فَـهُم جميعًا موهوبون لدرجةِ أنَّهُ يُمكِنُ أنْ يُطلَقَ عليهِم مُسمى عباقِرةً بِغَضِ النَظَرِ عن العصرِ الذي ولِدوا فيه، وقد إمتَلَكوا جميعًا أهدافًا وقناعاتٍ واضِحةً.

لو أرادَ الإبتعادَ حقًا، فإنَّ أفضلَ وأبسطَ شيء يجبُ أنْ يفعَلَهُ هو عدمُ الذهابِ إلى قاعةِ سيينا بعدَ الآن. لكِنَ يوجين لم يرغَب في الذهاِب إلى هذا الحد. لأنَّهُ وبِصَرفِ النَظَرِ عن وجودِ مير، أرادَ أيضًا أنْ يَنغَمِسَ في مَكرِ الساحِرةِ والنصوصِ السحريةِ الأُخرى المُخزنةِ في الداخِل.

قبل النزولِ إلى الطابُقِ الأول، إتِباعًا لنصيحةِ مير، زارَ يوجين الطوابِقَ السُفلية.

قبل النزولِ إلى الطابُقِ الأول، إتِباعًا لنصيحةِ مير، زارَ يوجين الطوابِقَ السُفلية.

 

 

 

على الرُغمِ مِن وجودِ خَدَمٍ في هذه الطوابق أيضًا، إلا أنَّهُم لم يَمتَلِكوا شخصيةً أو ذكاءً إصطناعيًا يوجِهُهُم، لهذا فَـهُم يَستَطيعونَ فقط الإجابة على بعضِ الأسئلةِ البسيطةِ والحِفاظِ على القاعاتِ المُخصَصةِ لهُم.

تَدَخَلَ لوفليان مِنَ الجانِب، “سيدةُ البُرجِ الأبيض!”

 

“حسنًا إذن. إذا صِرتَ تلميذَ سيدِ البُرجِ الأحمر، فلن تَحتاجَ لي لشرحِ تِلكَ النصوصِ السحريةِ في مُقابِلِ إقراضيَّ وينِد. وعلى الرُغمِ مِن أنَّ الإعترافَ بهذا يؤذي حقًا تقديريَّ لذاتي، فَـمهاراتُ سيدِ البُرجِ الأحمرِ السحريةُ أفضَلُ مِن مهاراتي، حسنًا؟” إعتَرَفَتْ ميلكيث.

لم يُشبِه بقيةُ الخَدَمِ البشرَ مِثلَ مير.

هذا ليسَ شيئًا صحيحًا لفِعلِه، وهو أيضًا شيءٌ ظالِمٌ لمير.

 

“هذا لا بأسَ به لأنَّهُ وبِغَضِ النَظَرِ عنك، هُناكَ شخصٌ يُمكِنُهُ أنْ يُعَلِمَني.”

‘على الرُغمِ مِن ذلِكَ فالصعوبةُ هي نفسُها.’

 

بعد إتِباعِ التوجيهِ الميكانيكيِّ للخَدَم، نظرَ يوجين إلى الكُتُبِ السحريةِ المعروضة. وإكتَشَفَ أنَّ النصوصَ السحريةَ هُناكَ حتى لو إنَّها ليسَتْ بنفسِ صعوبةِ مَكرِ الساحِرةِ حيثُ يستَحيلُ على يوجين تَعَلُمُها، فإنَّ صعوبةَ هذهِ الكُتُِب مُماثِلةٌ للنصوصِ السحريةِ الأُخرى التي رآها في قاعةِ سيينا.

 

 

“مِن أجلِ وينِد؟” سألَ يوجين على الرُغمِ مِن أنَّ الإجابةَ واضِحة.

عندما وصلَ إلى الطابُقِ الأولِ مِن آكرون، نادى صوتٌ يوجين، “أنتَ بالتأكيدِ تأخرتَ في العودة.”

“بالطبعِ لا. هُناكَ بالتأكيدِ أسبابٌ وراء هذهِ القيود. بما أنَّ السير يوجين ليسَ ساحرًا فقط، فقد لا يكونُ على درايةٍ بذلك، لكِنَ السحرةَ العاديين—لا، حتى السحرةُ الذين يُمكِنُ تَسميَتُهُم بالسحرةِ هُم في الأساسِ مُدمِنونَ على السِحر”، أجابَتْ مير، وهي تَهِزُّ رأسَها بقوة. “إذا لم نَضَع حدًا واضِحًا كهذا، فإن السحرةَ الذينَ يدخلونَ هذا المكانَ قد يُصبِحونَ مُنغَمسينَ في السِحرِ لدرجةِ أنَّهُم قد يُخاطِرونَ بتَقصيرِ أعمارِهِم للبقاء هُنا لفترةٍ أطول. أليسَ هذا هو سَبَبُ شُهرةِ مِثلِ هذهِ القُصَص؟ قِصَصٌ عن سَحَرَةٍ حَوَلوا أنفُسَهُم إلى ليتش من أجلِ الإستمرار في البحثِ عن السِحرِ بعدَ وفاتِهم. وحَولَ السحرةِ الذينَ ماتوا بِسَبَبِ الإرهاقِ أثناء الإنغماسِ في بحوثِهِم داخِلَ الأبراجِ المُحصنة….”

إنَّها ميلكيث، التي لم تُغادِر بعد وظَلَّتْ تَنتَظِرُهُ هُنا.

 

 

“بالطبعِ لا. هُناكَ بالتأكيدِ أسبابٌ وراء هذهِ القيود. بما أنَّ السير يوجين ليسَ ساحرًا فقط، فقد لا يكونُ على درايةٍ بذلك، لكِنَ السحرةَ العاديين—لا، حتى السحرةُ الذين يُمكِنُ تَسميَتُهُم بالسحرةِ هُم في الأساسِ مُدمِنونَ على السِحر”، أجابَتْ مير، وهي تَهِزُّ رأسَها بقوة. “إذا لم نَضَع حدًا واضِحًا كهذا، فإن السحرةَ الذينَ يدخلونَ هذا المكانَ قد يُصبِحونَ مُنغَمسينَ في السِحرِ لدرجةِ أنَّهُم قد يُخاطِرونَ بتَقصيرِ أعمارِهِم للبقاء هُنا لفترةٍ أطول. أليسَ هذا هو سَبَبُ شُهرةِ مِثلِ هذهِ القُصَص؟ قِصَصٌ عن سَحَرَةٍ حَوَلوا أنفُسَهُم إلى ليتش من أجلِ الإستمرار في البحثِ عن السِحرِ بعدَ وفاتِهم. وحَولَ السحرةِ الذينَ ماتوا بِسَبَبِ الإرهاقِ أثناء الإنغماسِ في بحوثِهِم داخِلَ الأبراجِ المُحصنة….”

“وبالتالي، كيف كان؟” سألَ صوتٌ آخر.

المَكتَبةُ في بُرجِ السحرِ الأحمرِ أكثرُ مُلاءمةً في هذا الصدد. حيثُ توجَدُ كُلٌ مِنَ الكافتيريا وغُرفِ النوم في مكانٍ قريب. لكِن لسوء الحظ، لم توجَد مساحةٌ لمِثلِ هذهِ الأشياء في آكرون. ليسَ معروفًا هل ذلِكَ لأنَّهُم لا يُريدونَ أنَّ تَنتَشِرَ رائِحةُ الطعامِ في الهواء أو لأنَّهُم يُريدونَ الحِفاظَ على كرامةِ لقَبِها-المَكتَبةُ الملكية، ولكِن على كُلِ حال، يُمنَعُ تمامًا تناولُ الطعامِ والشرابِ داخِلَ آكرون.

 

لحُسنِ الحظ، تُوجَدُ أجنِحةُ بحثٍ خاصةٌ مُتَصِلةٌ بالقاعاتِ في كُلِ طابُق، حيثُ يُمكِنُ للمرء الذهابُ للدراسةِ وتجرُبةِ السِحر. إذن، ألا ينبغي أنْ يكونَ تناولُ الطعامِ والنومِ شيئًا مسموحًا؟ وهكذا سألَ يوجين مير عن هذا وحَصَلَ على هذا الجواب:

لوفليان هُنا أيضًا. حتى الآن، ظَلَّ العبوسُ على وجهِه، ولكِن مُنذُ اللحظةِ التي رأى فيها يوجين، أظهَرَ إبتسامةً مُشرِقةً وطرحَ هذا السؤال.

‘على الرُغمِ مِن ذلِكَ فالصعوبةُ هي نفسُها.’

 

 

“بصراحة، لستُ مُتأكِدًا حقًا مِمَّا رأيته.” أجابَ يوجين وهَزَّ رأسَه: “إستنادًا إلى نظريةِ السِحرِ التي تَعَلَمتُها حتى الآن، أعتقِدُ أنَّ الأمرَ سَـيَستَغرِقُ عدةَ سنواتٍ لفِهِم كتابٍ واحِدٍ فقط مِن تِلكَ الكُتُبِ السحريةِ بشكلٍ صحيح.”

“يبدو الأمرُ جيدًا، لكِن…”، حولَ يوجينَ نظرَتَهُ بعيدًا عن ميلكيث وتحديدًا نحو لوفليان. “السيدُ لوفليان، هل لي أنْ أسألَ عن هل تَمتَلِكُ أيَّ نيةٍ لجعلي تلميذَك؟”

“بالطبع، هذا منطقيٌّ فقط. لأنَّ الكُتُبَ السحريةَ المُخَزَنةَ هُنا هي خُلاصةُ مِئاتِ السنينِ مِن بحوثِ آروث عن السِحر.”، أجابَتْ ميلكيث بإبتسامة. وأثناء إلقاء نظرةٍ خاطِفةٍ على وينِد، المُعَلَقِ على خَصرِ يوجين، واصَلَتْ التَحَدُث، “طِفل، لا يُهِمُ كم أنتَ ذكي، هُناكَ حدٌ لمِقدارِ السِحرِ الذي يُمكِنُكَ تَعَلُمُهُ بلا مُعَلمٍ مُناسِب.”

“لماذا تَستَمرينَ في قولِ هذا الهُراء المُثيرِ للسُخرية؟” ضَيَقَ لوفليان عينَيهِ وسئل.

تَدَخَلَ لوفليان مِنَ الجانِب، “سيدةُ البُرجِ الأبيض!”

“لا بأسَ إذن، ولكِن إذا أحدَثتَ الكثيرَ مِنَ الضوضاء، فَـما زِلتُ سأطرُدُك.”

“آه، كما قُلت، لا داعي للقلق”، أكدَتْ لهُ ميلكيث. “ليسَ لديَّ أيُّ نيةٍ لأخذِ هذا الطفلِ كَـتلميذٍ لي. أنا فقط…أُريدُ عقدَ صفقةٍ واضِحةٍ وبسيطةٍ معَه.”

 

“مِن أجلِ وينِد؟” سألَ يوجين على الرُغمِ مِن أنَّ الإجابةَ واضِحة.

“يُمكِنُ أنْ يظهَر”، أصَرَتْ مير. “على الرُغمِ مِن أنَّني لم أرَّهُ بنفسي أبدًا.”

 

هذهِ هي الكَلِماتُ التي سَمِعَها مِن فيرموث مُنذُ فترةٍ طويلةٍ جدًا. تِلكَ الكَلِماتُ هي التي تَرَكَتْ أعمقَ الندوبِ على قلبِهِ خِلالَ حياتِهِ السابِقة بأكمَلِها. ‘فيرموث، إبنُ العاهرة، على الرُغمِ من عبقريتِه، فقد بذلَ الكثيرَ مِنَ الجُهدِ أيضًا.’

ردًا على هذا السؤال، وكما لو كانَتْ تَنتَظِرُ هذا مُنذُ وقتٍ طويل، أومأتْ ميلكيث على الفورِ بقوة.

 

 

 

“طالما أنَّكَ تُقرِضُني وينِد قليلًا، سأشرَحُ لكَ عشرةَ مُجلداتٍ مِنَ النصوصِ السحريةِ بطريقةٍ يَسهُلُ عليكَ فِهمُها. أليسَتْ هذهِ صفقةً جيدةً؟” أقنَعَتهُ ميلكيث.

“لو لم يَحدُث هذا مِن قبل، فَـلِماذا سَـنَضَعُ مِثلَ هذهِ القاعِدة؟” خَفَضَتْ مير صوتَها. عازِمةً على خلقِ جوٍ مُرعِب، ثُمَ هَمَسَتْ بهدوء، “آكرون لديها تاريخٌ طويلٌ يعودُ إلى حوالي ثمانمائةِ عام. وفي وقتٍ ما تَمَكَنَ ساحِرٌ مُعَينٌ مِنَ الحصولِ على تصريحٍ لدخولِ آكرون، حيثُ كانَ يتوقُ إلى ذلِكَ طِوالَ حياتِه. لقد أحبَ السِحرَ حقًا وقد فُتِنَ بالحقائقِ الموجودةِ في بُحوثِ كبارِ السنِ العُظماء والمُحتَرَمين. وتمامًا هكذا…إنغَمَسَ في السِحرِ ونَسيَّ تناولَ الطعامِ أو شُربَ الماء وحتى أنَّهُ نسيَّ أن ينام، لهذا وفي نهايةِ المطاف….”

 

“وبالتالي، كيف كان؟” سألَ صوتٌ آخر.

“يبدو الأمرُ جيدًا، لكِن…”، حولَ يوجينَ نظرَتَهُ بعيدًا عن ميلكيث وتحديدًا نحو لوفليان. “السيدُ لوفليان، هل لي أنْ أسألَ عن هل تَمتَلِكُ أيَّ نيةٍ لجعلي تلميذَك؟”

تَدَخَلَ لوفليان مِنَ الجانِب، “سيدةُ البُرجِ الأبيض!”

بسببِ هذهِ الكلمات، خضعَتْ وجوهُ سَيِّدَي الأبراجِ الإثنَين لتغييراتٍ جذرية. أضاء وجهُ لوفليان بإبتسامة، بينما إلتوى وجه ميلكيث بصدمة.

لحُسنِ الحظ، تُوجَدُ أجنِحةُ بحثٍ خاصةٌ مُتَصِلةٌ بالقاعاتِ في كُلِ طابُق، حيثُ يُمكِنُ للمرء الذهابُ للدراسةِ وتجرُبةِ السِحر. إذن، ألا ينبغي أنْ يكونَ تناولُ الطعامِ والنومِ شيئًا مسموحًا؟ وهكذا سألَ يوجين مير عن هذا وحَصَلَ على هذا الجواب:

 

 

“لو إنَّ هذا هو ما تُريدُه، يوجين، فأنتَ تَعرِفُ أنَّني لا يُمكِنُ أنْ أرفُضَك، صحيح؟” رَحبَ بهِ لوفليان بمَرَح.

 

 

“وبالتالي، كيف كان؟” سألَ صوتٌ آخر.

“ولكِن، ألستَ مشغولًا جدًا؟” إعتَرَضَتْ ميلكيث.

 

 

‘بما أنَّ هذا هو الحال، فَسَـيكونُ مِنَ الجيدِ لو إمتَلَكوا موقِعًا مُنفَصِلًا كَـغُرفةٍ إستراحة’ تمنى يوجين.

أصرَّ لوفليان، “بما أنَّ الأمرَ يَتَعَلقُ بيوجين، فَـبِغَضِ النَظَرِ عن المُدةِ التي يَطلُبُها، يُمكِنُني تخصيصُ وقتٍ له.”

على الرُغمِ مِن أنَّهُ لم يَستَطِع تأكيدَ ذلِكَ بأُمِ عينيه، كما هو الحالُ مع سيينا، إلا أنَّ يوجين واثِقٌ مِن هذهِ الحقيقة. هذا لأنَّ رِفاقَهُ مِن حياتِهِ السابقةِ هُم مِن هذا النوعِ مِنَ الأشخاص. فَـهُم جميعًا موهوبون لدرجةِ أنَّهُ يُمكِنُ أنْ يُطلَقَ عليهِم مُسمى عباقِرةً بِغَضِ النَظَرِ عن العصرِ الذي ولِدوا فيه، وقد إمتَلَكوا جميعًا أهدافًا وقناعاتٍ واضِحةً.

إلتَفَتَتْ ميلكيث نحوَ يوجين، “وبالنسبةِ لك، طفل، لا يُهِمُ كم أنتَ يائِس، لا يجبُ أنْ تَحنيَّ رأسَكَ بهذهِ السهولة. إلى جانبِ ذلِك، ألستَ لايونهارت؟ هل مِنَ المقبولِ حقًا أنْ تَدخُلَ في علاقةِ السيدِ والتلميذِ بطريقةٍ حيثُ تطلُبُ أنتَ ذلِك؟”

 

“أي إعتراضاتٍ أكثر؟” تَنَهَدَ يوجين فقط.

 

 

 

“هُناكَ أيضًا أنا.” قالَتْ ميلكيث بسُرعة: “بما أنَّني هُنا، لستَ بحاجةٍ إلى الدخولِ في علاقةِ السيدِ والتلميذِ بلا مُبالاة. فَـقد تواجِهُ بعضَ المُضايقاتِ التي لا طائِلَ مِن ورائِها لاحِقًا. ماذا سَـتَفعَلُ إذا قامَ سيدُ البُرجِ الأحمرِ بفِعلِ شيءٍ سيءٍ لكَ بعد أن يَصيرَ بالفعلِ مُعلِمَك؟”

 

“همف، لا تقولي مِثلَ هذا الهُراء.”، إعتَرَضَ لوفليان.

وقد أقسموا جميعًا معًا على محوِ ملوكِ الشياطينِ مِن هذا العالم.

 

“أي إعتراضاتٍ أكثر؟” تَنَهَدَ يوجين فقط.

وعَبَرَ يوجين عن إيمانِهِ بالرَجُل، “سيدُ البُرجِ لوفليان الذي أعرِفُهُ ليسَ مِن هذا النوعِ مِن الأشخاص.”

 

ضَيَقَتْ ميلكيث عينيها بإحباط، ” أنتَ شقيٌّ مُزعِج، أنت في السابعةِ عشرةَ مِن عُمُرِكَ فقط. هل تَعتَقِدُ حقًا أنَّكَ تَعرِفُ سيدَ البُرجِ الأحمرِ أفضلَ مني؟”

 

“لماذا تَستَمرينَ في قولِ هذا الهُراء المُثيرِ للسُخرية؟” ضَيَقَ لوفليان عينَيهِ وسئل.

 

 

“بالطبع، هذا منطقيٌّ فقط. لأنَّ الكُتُبَ السحريةَ المُخَزَنةَ هُنا هي خُلاصةُ مِئاتِ السنينِ مِن بحوثِ آروث عن السِحر.”، أجابَتْ ميلكيث بإبتسامة. وأثناء إلقاء نظرةٍ خاطِفةٍ على وينِد، المُعَلَقِ على خَصرِ يوجين، واصَلَتْ التَحَدُث، “طِفل، لا يُهِمُ كم أنتَ ذكي، هُناكَ حدٌ لمِقدارِ السِحرِ الذي يُمكِنُكَ تَعَلُمُهُ بلا مُعَلمٍ مُناسِب.”

غيرَ قادِرةٍ على التوصُلِ إلى إجابةٍ أُخرى، عَضَّتْ ميلكيث شفتيها قبل أنْ تَتَنهدَ في النهاية.

إلتَفَتَتْ ميلكيث نحوَ يوجين، “وبالنسبةِ لك، طفل، لا يُهِمُ كم أنتَ يائِس، لا يجبُ أنْ تَحنيَّ رأسَكَ بهذهِ السهولة. إلى جانبِ ذلِك، ألستَ لايونهارت؟ هل مِنَ المقبولِ حقًا أنْ تَدخُلَ في علاقةِ السيدِ والتلميذِ بطريقةٍ حيثُ تطلُبُ أنتَ ذلِك؟”

 

وقد أقسموا جميعًا معًا على محوِ ملوكِ الشياطينِ مِن هذا العالم.

“حسنًا إذن. إذا صِرتَ تلميذَ سيدِ البُرجِ الأحمر، فلن تَحتاجَ لي لشرحِ تِلكَ النصوصِ السحريةِ في مُقابِلِ إقراضيَّ وينِد. وعلى الرُغمِ مِن أنَّ الإعترافَ بهذا يؤذي حقًا تقديريَّ لذاتي، فَـمهاراتُ سيدِ البُرجِ الأحمرِ السحريةُ أفضَلُ مِن مهاراتي، حسنًا؟” إعتَرَفَتْ ميلكيث.

بسببِ هذهِ الكلمات، خضعَتْ وجوهُ سَيِّدَي الأبراجِ الإثنَين لتغييراتٍ جذرية. أضاء وجهُ لوفليان بإبتسامة، بينما إلتوى وجه ميلكيث بصدمة.

 

الفصل 47.2: قاعةُ سيينا (4)

“ليسَ وكأنَّ المُقايضةَ مُنحَصِرةٌ على تدريسِ النصوصِ السحريةِ فقط.” ثُمَ إستَمَرَ يوجين في الكلامِ بتسلية. “أليسَ لديكِ أيُّ شيءٍ يَنفَعُ للمُقايضة؟ يُمكِنُ أنْ تَعمَلَ العناصِرُ كذلك.”

“همف، لا تقولي مِثلَ هذا الهُراء.”، إعتَرَضَ لوفليان.

سقطَ فكُ ميلكيث في حالةِ صدمةٍ مِن هذا البيانِ الجريء. ثُمَ بعدَ التحديق في يوجين لبضعِ لحظات، إنفَجَرَتْ في الضَحِكِ وهَزَّتْ رأسَها.

“هل تقولينَ حقًا أنَّ مِثلَ هذهِ الأعمالِ ممنوعةٌ بِسَبَبِ شيءٍ تافِهٍ كهذا؟” سألَ يوجين بصدمة.

 

“هذا لا بأسَ به لأنَّهُ وبِغَضِ النَظَرِ عنك، هُناكَ شخصٌ يُمكِنُهُ أنْ يُعَلِمَني.”

“هذا الطِفلُ يعرِفُ حقًا كيفيةَ إبرامِ صفقة.”

ولكي تَختَفيَّ سيينا وانيسيه في نفسِ الوقتِ تقريبًا.

 

مَلِكُ الحِصارِ الشيطاني ومَلِكُ الدمارِ الشيطاني—هذانِ الملكانِ الشيطانيانِ هُما قَويَينِ لدرجةِ أنَّهُ لا يُمكِنُ حتى مُقارنةُ ملوكِ الشياطينِ مِنَ الرُتَبِ الدُنيا بهم.

أجابَ يوجين عَرَضًا: “إذا لم تُريدي ذلِك، فلا بأسَ.”

على الرُغمِ مِن أنَّ آكرون، بِـصِفَتِها المَكتَبةَ الملكية، إمتَلَكَتْ مُديرَ مكتبةٍ إسمي، إلا أنَّهُ لم يبقى في المكانِ طِوالَ الوقت لأنَّ مُعظَمَ شؤونِ المَكتَبةِ تُرِكَتْ للخَدَم.

 

 

“من قالَ أنَّني لا أُريد؟” رَدَّتْ ميلكيث على الفورِ وهي تَفرِكُ ذقنَها. “فقط دعني أُفَكِرُ لِلَحظة.”

 

على الرُغمِ مِن أنَّ آكرون، بِـصِفَتِها المَكتَبةَ الملكية، إمتَلَكَتْ مُديرَ مكتبةٍ إسمي، إلا أنَّهُ لم يبقى في المكانِ طِوالَ الوقت لأنَّ مُعظَمَ شؤونِ المَكتَبةِ تُرِكَتْ للخَدَم.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط