نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 50.1

البلاك لايونز (3)

البلاك لايونز (3)

الفصل 50.1: البلاك لايونز (3)

في الواقِع، ميلكيث ليسَتْ في وضعٍ يَسمَحُ لها بِـطَلَبِ شيءٍ كهذا. فَـعلى الرُغمِ مِن أنَّ يوجين قد لا يكونُ وريثًا مُحتَمَلًا لِـمَنصِبِ البطريرك، إلا أنَّهُ لا يزالُ الإبنَ المُتَبنى لعائلةِ لايونهارت الرئيسية. وإذا قَدَمَتْ مِثلَ هذا الطلبِ غيرِ المعقول، فَـمِنَ الواضحِ أنَّها سَـتَكونُ عدوةً لعشيرةِ لايونهارت، ولم تُرِد ميلكيث حدوثَ هذا.

بعدَ أنْ إتَخَذَتْ ميلكيث قرارَها، وقعوا العقدَ على الفور. ولم يُكتَبْ العقدُ ببساطةٍ على الورق، بل تَمَّ إنشاؤهُ بواسطةِ السِحر، بِحيثُ لم تَتَمكنْ حتى ساحِرةٌ مِثلَ ميلكيث مِنَ التَهَرُبِ مِنه.

“من فَضلِكِ لا تَخلطي بينَ الخَيالِ والواقِع.”

 

 

“ماذا سَـيَحدُثُ لو دُمِرَتْ العباءةُ بطريقةٍ أو بأُخرى؟” سألَ يوجين بدافعِ الفضول.

“من فضلِك، لا تَفعَل ذلِك. بدلًا مِن إظهارِ كيفَ يبدو عليكَ ليَّ الآن، يُرجى إرتداؤهُ في حَفلةِ عيدِ ميلادي في العامِ المُقبِل.” طَلَبَتْ سيل.

 

شَعَرَ لوفليان بشعورٍ غيرِ مألوفٍ ودافِئ في أعماقِ قلبه. ‘هل لهذا السَبَبِ يَتَزَوجُ الناسُ ويُنجِبوا أطفالًا؟’ لم يُفَكِر في كثيرًا فيما يقولُهُ غيلياد عادةً حولَ مدى فَخرِهِ بأولادِه، ولكِن، الآن بعدَ أنْ تَلَقى هديةً كهذِه، شَعَرَ لوفليان بأنَّهُ أصبحَ غارِقًا في المشاعِرِ الدافِئة.

وميلكيث هي التي أجابَته، “عليكَ فقط أنْ تُعَوِضَني عن قيمةِ العباءة. لا داعيَّ للقَلَقِ لأنَّني لن أطلُبَ مِنكَ أنْ تُعطيَّني حياتَكَ مِن أجلِ ذلِك.”

 

في الواقِع، ميلكيث ليسَتْ في وضعٍ يَسمَحُ لها بِـطَلَبِ شيءٍ كهذا. فَـعلى الرُغمِ مِن أنَّ يوجين قد لا يكونُ وريثًا مُحتَمَلًا لِـمَنصِبِ البطريرك، إلا أنَّهُ لا يزالُ الإبنَ المُتَبنى لعائلةِ لايونهارت الرئيسية. وإذا قَدَمَتْ مِثلَ هذا الطلبِ غيرِ المعقول، فَـمِنَ الواضحِ أنَّها سَـتَكونُ عدوةً لعشيرةِ لايونهارت، ولم تُرِد ميلكيث حدوثَ هذا.

على الرُغمِ مِن أنَّ يوجين واثِقٌ تمامًا بنفسِهِ في التعامُلِ معَ البالغين، إلا أنَّهُ واثِقٌ تمامًا أيضًا في أنَّهُ لا يَستَطيعُ التَنافُسَ معَ سيلِ في هذا.

 

 

“على الرُغمِ مِن أنَّ هذا النوعَ مِنَ الأشياء لا يُمكِنُ أنْ يَحدُثَ مِنَ الأساس.” قالَتْ ميلكيث بعدَ ذلِك: “تَمَّ تَصميمُ عباءةِ الظلامِ خصيصًا لتَكونَ قِطعةً أثريةً دفاعيةً مِنَ الدرجةِ الأولى. لذا فَـإذا تَمَّ تَدميرُ عباءةِ بينَما أنتَ ترتَديها…ثُمَ رُبَما تَكونُ ميتًا بالفعل. طِفل، هل تفهَمُ ما أُحاوِلُ قولَه؟”

“…” دونَ قَولِ أيِّ شيء، واجَهَ يوجين كارمن بتعبيرٍ فارِغ.

“هل تَعنينَ أنَّني إذا لم أُرِد أنْ أموت، فَـيَجبُ أنْ أكونَ حَذِرًا؟” أكدَ يوجين بتساؤل.

 

 

 

“هذا صحيح. لا تَنطَلِق في الأرجاء واثِقًا بدفاعِها ثِقةً عمياء، وأبقِها قدرَ الإمكانِ مَخفيةً. لا بأسَ لو إرتَدَيتَها في حفلةٍ فاخِرةٍ لتَحسينِ مظهرِك، لكِن لا تُقاتِل مُرتَديًا إياها.”

“هل قُلتِ أنَّكِ قد أتَيتِ إلى هُنا لإختيارِ هديةٍ لعيدِ ميلادِ السيدةِ أنسيلا؟” سألَ لوفليان.

إذا لم يُسمَح لهُ بالقيامِ بذلِك، فَـلماذا قد يَحتاجُ حتى إلى عباءةٍ مِثلِ هذِه؟ شَخَرَ يوجين ووَضَعَ عباءةَ الظلامِ على كتِفَيه. 

 

 

“لكِن، مِنَ العارِ أنَّ الفِراءَ مُلَونٌ باللونِ الأسود. لو إنَّ الفِراءَ مَصبوغٌ باللونِ الأبيضِ مِثلَ لهيبِ صيغةِ اللَهَبِ الأبيض أو…مَصبوغًا باللونِ الرمادي، فَسَـيبدو أكثرَ إثارةً للإعجاب. يبدو أنَّ لونَ الفِراء الحاليِّ يُناسِبُ شخصًا مِن فُرسانِ البلاك لايونز بِـشَكلٍ أفضلِ بكثير.” إنتَقَدَتْ كارمن هذهِ النُقطة.

“تَصميمُها مُثيرٌ للإعجاب.” تَحَدَثَتْ كارمن من مقعدِ نافذَتِها، لا تزالُ تَحتَفِظُ بالسيجارِ غيرِ المُشتَعِلِ في فَمِها ثُمَ قالَت، “أنا أُحِبُ الفِراءَ السميكَ حولَ الياقةِ بشَكلٍ خاص. إنَّهُ يُذَكِرُني بِـرَمزِ عشيرةِ لايونهارت، بدةُ الأسد.”

ومعَ ذلِك، شَعَرَ لوفليان بمشاعرٍ تَجاوَزَتْ بكثيرٍ سِعرَ هذهِ الهدية. لم يَتَلَقَ هديةً مِثلَ هذهِ مِن قَبلُ في حياتِه….

وافقَهُ يوجين الرأيَّ بأدب: “أعتَقِدُ أنَّهُ يُشبِهُ ذلِكَ حقًا.”

 

 

“فقط فَكِر في الأمر. كيفَ سَـيَكونُ شُعورُكَ إذا وَصَلتَ إلى مكانِ الإجتماعِ المُعَيَّنِ مُتَحَمِسًا، فقط لِـترى شخصًا غيرَ مَعروفٍ يَتَسكَعُ معَ الشخصِ الذي ذَهَبتَ لِـلقاءه؟”

“لكِن، مِنَ العارِ أنَّ الفِراءَ مُلَونٌ باللونِ الأسود. لو إنَّ الفِراءَ مَصبوغٌ باللونِ الأبيضِ مِثلَ لهيبِ صيغةِ اللَهَبِ الأبيض أو…مَصبوغًا باللونِ الرمادي، فَسَـيبدو أكثرَ إثارةً للإعجاب. يبدو أنَّ لونَ الفِراء الحاليِّ يُناسِبُ شخصًا مِن فُرسانِ البلاك لايونز بِـشَكلٍ أفضلِ بكثير.” إنتَقَدَتْ كارمن هذهِ النُقطة.

‘ما نوعُ الهُراءِ الذي تَقولُهُ سيل؟’ على الرُغمِ مِن أنَّ يوجين لم يفهَم حقًا، إلا أنَّهُ شَعَرَ بِـضَغطٍ مُزعجٍ مِن نظرةِ كارمن.

 

ثُمَّ نَظَرَ إلى الساعةِ المُعَلقةِ على جِدارِ غُرفةِ الرَسمِ وإبتَسَمَ بخيبةِ أمل.

“…” دونَ قَولِ أيِّ شيء، واجَهَ يوجين كارمن بتعبيرٍ فارِغ.

“سأكونُ سعيدةً بأيِّ شيءٍ تُقَدِمُهُ لي، سيدي لوفليان. آه، ولكِن مِن فَضلِكَ لا تجلِبْ شيئًا باهِضًا جدًا. سَـيَشعُرُ أخي بالغيرة.”

 

 

حَدَقَتْ كارمن أيضًا بِـيوجين دونَ أنْ تَقولَ كَلِمةً أُخرى. بعدَ أنْ تبادلوا النظراتَ بهذهِ الطريقةِ لبضعِ لحظات، قامَتْ سيل، التي تَجلِسُ بجانِبِه، بوخزِ يوجين بيدِها.

 

 

 

“سَلِمها لها.”، قالتْ بصوتٍ مُنخَفِض.

بعدَ أنْ وَضَعَ يَدَيهِ على عباءةِ الظلام، آمَلَ يوجين بالنزولِ إلى المُختَبَراتِ الخاصةِ بِـبُرجِ السِحرِ الأحمرِ لإختبارِ أدائِها…لكِنَ لوفليان قد أضافَ بالفعلِ دَعمَهُ لكَلِماتِ سيل. لذا أرخى يوجين حواجِبَهُ المُجعدةَ وأومأ برأسِهِ موافِقًا بلا حولٍ ولا قوةٍ.

 

 

“لماذا يجبُ أنْ أفعَلَ ذلِك؟” سألَ يوجين بتَهَور.

 

 

“فقط فَكِر في الأمر. كيفَ سَـيَكونُ شُعورُكَ إذا وَصَلتَ إلى مكانِ الإجتماعِ المُعَيَّنِ مُتَحَمِسًا، فقط لِـترى شخصًا غيرَ مَعروفٍ يَتَسكَعُ معَ الشخصِ الذي ذَهَبتَ لِـلقاءه؟”

“ألم تَسمَعها تقولُ إنَّها تُريدُ تَجرُبَتَها؟”

“لكِنَني لا أعتَقِدُ أنَّها قالَتْ شيئًا كهذا.”

“لكِنَني لا أعتَقِدُ أنَّها قالَتْ شيئًا كهذا.”

عندما إلتَقَيا قبلَ أربعِ سنوات، إدَّعى تيمبست أنَّهُ لا يَعرِفُ أيَّ شيء، لكِنَ يوجين بالتأكيدِ لم يَستَطِع الوثوقَ بهذِهِ الكَلِمات.

“لا يَتَوجَبُ عليها أنْ تَقولَ ذلِكَ بشكلٍ مُباشِرٍ حتى تَفهَمَ ذلِك.”

“هاه؟” لم يفهَم يوجين شيئًا.

‘ما نوعُ الهُراءِ الذي تَقولُهُ سيل؟’ على الرُغمِ مِن أنَّ يوجين لم يفهَم حقًا، إلا أنَّهُ شَعَرَ بِـضَغطٍ مُزعجٍ مِن نظرةِ كارمن.

عندما رآها يوجين قبلَ بِضعةِ أشهُر، كانَتْ بالتأكيدِ عالِقةً في فترةِ البلوغ، مِمَّا دَفَعَها إلى العُزلةِ الذاتيةِ في غُرفَتِها. ولكِن يبدو أنَّها قد تجاوَزَتْ تِلكَ المرحلةَ وأومأتْ ردًا على كلامِ لوفليان بإبستامة.

 

أدرَكَ لوفليان مُتَأخِرًا، “…آه، أعتَذِرُ عن تحياتي المُتأخِرة، آنسة سيل. ألم تَمُرَّ أربَعُ سَنواتٍ مُنذُ آخِرِ لقاءٍ لنا؟”

“…مِن فضلكِ جربيها.” عرضَ يوجين عليها ذلِكَ بعدَ أنْ خَلَعَ العباءة، إتَجَهَتْ كارمن نحوَهُ على الفور.

“على الرُغمِ مِن أنَّهُ مِنَ المُحرجِ بالنسبةِ لي أنْ أعتَرِفَ بذلِكَ بنفسي…إلا أنَّني ومُنذُ بدايةِ هذا العام، أصبَحَتْ شَخصيَّتي حساسةً بطُرقٍ مُختَلِفة. الهديةُ التي أرسَلتَها لي كانَتْ جميلةً، لكِنَ الغريبَ أنَّني لم أرغَب في إلتقاطِ قلمٍ وكِتابةِ رسالةٍ لك.” أوضَحَتْ سيل.

 

 

ثُمَ أثناءَ وضعِها لتَعبيرٍ يَنِمُ عن اللامُبالاةِ اللانهائية، أخَذَتْ العباءةَ التي قَدَمَها لها يوجين ولَفَتها حولَ جَسَدِها.

 

 

أدرَكَ لوفليان مُتَأخِرًا، “…آه، أعتَذِرُ عن تحياتي المُتأخِرة، آنسة سيل. ألم تَمُرَّ أربَعُ سَنواتٍ مُنذُ آخِرِ لقاءٍ لنا؟”

قالَتْ كارمن بعدَ أنْ نَظَرَتْ إلى إنعكاسِها في النافذةِ وتجرِبةِ بعضِ الوضعيات: “ليسَ سيئًا.”

“سيل”، قبلَ مُغادَرةِ غُرفةِ الرَسم، نادى جيون سيل.

 

 

نَظَرَ يوجين إلى ظهر كارمن أثناء فعلِها لهذا. على الرُغمِ مِن أنَّهُ قد رأى الكثيرَ مِن كِبارِ السِنِ في حياتِهِ الماضيةِ والحالية، لكِنَ هذهِ هي المرةُ الأولى التي يرى فيها عجوزًا فريدًا مِثلَ كارمن، التي بَدَتْ غيرَ قادِرةً على التَصَرُفِ بشكلٍ يُناسِبُ سِنَها.

قالَتْ كارمن بعدَ أنْ نَظَرَتْ إلى إنعكاسِها في النافذةِ وتجرِبةِ بعضِ الوضعيات: “ليسَ سيئًا.”

 

“فقط فَكِر في الأمر. كيفَ سَـيَكونُ شُعورُكَ إذا وَصَلتَ إلى مكانِ الإجتماعِ المُعَيَّنِ مُتَحَمِسًا، فقط لِـترى شخصًا غيرَ مَعروفٍ يَتَسكَعُ معَ الشخصِ الذي ذَهَبتَ لِـلقاءه؟”

“أعتَقِدُ أنَّهُ سَـيَكونُ مِنَ الأفضلِ لو إستَخدَمتَ بروشا على شكلِ أسدٍ لتثبيتِها على صدرِك. ويُمكِنُ أيضًا أنْ يُطَرَزَ شِعارُ لايونهارت على منطقةِ الظَهر.” إقتَرَحَتْ كارمن.

“آه…أنا أفهم. في عُمُرِك، سيدةٌ شابة، يُمكِنُ أنْ تَأتيَّ أيامٌ كهذهِ فجأةً.” تَقَبَلَ لوفليان إعتذارَها بسهولةٍ دونَ الشعورِ بالإهانة.

 

 

“من الطريقةِ التي تَتَحَدَثينَ بها، يبدو الأمرُ كما لو أنَّني أُعطيها لكُم. لا تفهموا ذلِكَ خطًأ. أنا فقط أُقرِضُها، أتَتَذَكَرون؟ لا تعبثوا بعباءتي.”، صاحَتْ ميلكيث، التي تُحَدِقُ في وينِد بعيونٍ جَشِعة، إحتجاجًا.

 

 

“ألم تَسمَعها تقولُ إنَّها تُريدُ تَجرُبَتَها؟”

ومعَ ذلِك، لم تُظهِر كارمن أيَّ رَدَّ فِعلٍ على صُراخ ميلكيث. بعدَ الإستمرارِ في النظرِ إلى إنعكاسِها في النافذةِ لبضعِ ثوانٍ أُخرى، خَلَعَتْ أخيرًا العباءةَ بعدَ أنْ سَعَلَ نايشون عِدةَ مرات.

“سأكونُ سعيدةً بأيِّ شيءٍ تُقَدِمُهُ لي، سيدي لوفليان. آه، ولكِن مِن فَضلِكَ لا تجلِبْ شيئًا باهِضًا جدًا. سَـيَشعُرُ أخي بالغيرة.”

 

ومعَ ذلِك، شَعَرَ لوفليان بمشاعرٍ تَجاوَزَتْ بكثيرٍ سِعرَ هذهِ الهدية. لم يَتَلَقَ هديةً مِثلَ هذهِ مِن قَبلُ في حياتِه….

“لقد حانَ الوقت. دوعنا نذهب.” أعلَنَتْ كارمن.

“نعم، سأحرِصُ على الإنتظارِ بجانِبِ يوجين.”، أجابَتْ سيل بإبتسامة، كما لو إنَّها كانَتْ تَنتَظِرُ ذلِك.

 

 

قالَ نايشون بعدَ أنْ نَهَضَ مِن مَقعَدِه: “نعم يا سيدتي.” 

أدرَكَ لوفليان مُتَأخِرًا، “…آه، أعتَذِرُ عن تحياتي المُتأخِرة، آنسة سيل. ألم تَمُرَّ أربَعُ سَنواتٍ مُنذُ آخِرِ لقاءٍ لنا؟”

لقد كانَ قَلِقًا مِن أنْ تُغادِرَ كارمن دونَ خَلعِ العباءةِ أولًا، لكِن لحُسنِ الحظ، بدا أنَّ كارمن ليسَتْ على وشكِ القيام بشيءٍ وقِحٍ ومُحرِج.

حَدَقَتْ كارمن أيضًا بِـيوجين دونَ أنْ تَقولَ كَلِمةً أُخرى. بعدَ أنْ تبادلوا النظراتَ بهذهِ الطريقةِ لبضعِ لحظات، قامَتْ سيل، التي تَجلِسُ بجانِبِه، بوخزِ يوجين بيدِها.

 

“هل حقًا لم يَحدُث معكَ شيءٌ كهذا؟ كما هو الحالُ دائِمًا، يَفشَلُ الواقِعُ في الإرتقاءِ إلى مُستوى الخيال.” بعدَ أن غَمغَمَتْ قليلًا إستَدارَتْ ميلكيث للنَظَرِ إلى يوجين. “على أيِّ حال، يَستَحيلُ أنْ أسمَحَ لكَ بالمَجيء معي. الآن، أنا على وشكِ إغواء مَلِكِ أرواحِ الريح، ماذا سأفعَلُ إذا رأى أنَّكَ هُناكَ أيضًا ورَفَضَ إبرامَ عَقدٍ معي؟ ألن يَكونَ ذلِكَ سلوكًا غيرَ مُهَذَبٍ بالنسبةِ لِـمَلِكِ الأرواح؟”

“سيل”، قبلَ مُغادَرةِ غُرفةِ الرَسم، نادى جيون سيل.

بعد حَفلِ إستمرارِ السُلالة، كانَ قد أرسَلَ هديةً إلى التوأمِ كُلَ عام، ومِثلُ سيل، أرسلَ لهُ سيان أيضًا رسائِلَ شُكر. ومعَ ذلِك، كانَتْ رسائِلُ سيان دائمًا رسميةً لدرجةِ أنَّهُ حتى الآن، لم يَستَطِع لوفليان تَذَكُرَ مُحتَوياتِ أيٍّ مِن تِلكَ الرسائِل.

 

“إعتذاري. لكِنَني أنا أيضًا يَجِبُ أنْ أعودَ إلى العمل.” قالَ لوفليان.

“نعم، سأحرِصُ على الإنتظارِ بجانِبِ يوجين.”، أجابَتْ سيل بإبتسامة، كما لو إنَّها كانَتْ تَنتَظِرُ ذلِك.

 

 

وعلى عكسِ إبتسامةِ سيل، بدا على وجهِ جيون تعبيرٌ مُتَرَدِدٌ إلى حَدٍ ما. ومعَ ذلِك، لم يَستَطِع يوجين سؤالَهُ عن سَبَبِ ذلِكَ لأنَّ كارمن خَرَجَتْ على الفورِ مِن غُرفةِ الرَسمِ دونَ مَنحِهِم فُرصةً للدَردشة.

“…” ظَلَّ لوفليان صامِتًا.

 

 

بعدَ أنْ غادَرَتْ كارمن وفرسانُ البلاك لايونز الآخرين، قَفَزَتْ ميلكيث على قدميها وقالَت، “أنا أيضًا سأُغادِر.”

من أجلِ تأكيدِ إدعاءاتِ فُرسانِ البلاك لايونز، يبدو أنَّهُ سَـيَحتاجُ للذهابِ إلى المَجلِس.

عانَقَتْ وينِد على صَدرِها وإبتَسَمَتْ بِـفَرَحٍ لدرجةِ أنَّ خَدَيها بدءا في الإرتِعاش.

بعدَ أنْ وَضَعَ يَدَيهِ على عباءةِ الظلام، آمَلَ يوجين بالنزولِ إلى المُختَبَراتِ الخاصةِ بِـبُرجِ السِحرِ الأحمرِ لإختبارِ أدائِها…لكِنَ لوفليان قد أضافَ بالفعلِ دَعمَهُ لكَلِماتِ سيل. لذا أرخى يوجين حواجِبَهُ المُجعدةَ وأومأ برأسِهِ موافِقًا بلا حولٍ ولا قوةٍ.

 

“سأكونُ سعيدةً بأيِّ شيءٍ تُقَدِمُهُ لي، سيدي لوفليان. آه، ولكِن مِن فَضلِكَ لا تجلِبْ شيئًا باهِضًا جدًا. سَـيَشعُرُ أخي بالغيرة.”

“بالتأكيدِ لن يَستَغرِقَ الأمرُ وقتًا طويلًا كما تَتَوقع.”، قالَتْ ميلكيث بِـشَماتة. “رُبَما نِصفُ يومٍ على الأكثر؟”

 

“إذن سَـأذهَبُ معكِ أيضًا.” إقتَرَحَ يوجين.

بعدَ أنْ وَضَعَ يَدَيهِ على عباءةِ الظلام، آمَلَ يوجين بالنزولِ إلى المُختَبَراتِ الخاصةِ بِـبُرجِ السِحرِ الأحمرِ لإختبارِ أدائِها…لكِنَ لوفليان قد أضافَ بالفعلِ دَعمَهُ لكَلِماتِ سيل. لذا أرخى يوجين حواجِبَهُ المُجعدةَ وأومأ برأسِهِ موافِقًا بلا حولٍ ولا قوةٍ.

 

 

لكِنَ ميلكيث رَفَضَتْ، “مُستَحيل. من قالَ أنَّهُ يُمكِنُكَ فِعلُ ذلِك؟ طِفل، هذا أمرٌ يَتَعلَقُ بالأرواح. على الرُغمِ مِن أهميةِ تقارُبِ المُستَدعي معَ الروح، إلا أنَّ المَوقِعَ والإعدادَ مُهِمانِ أيضًا. لو أمكَنَ المُقارنة، فَـيُمكِنُ وَصفُ ذلِكَ بلقاء إثنَينِ مِنَ المُحتَمَلِ أنْ يَتَزَوَجا.”

“أينَ تَعتَقِدُ أنَّكَ ذاهِب؟ عليكَ أنْ تأتيَّ معي.” قالَتْ سيل.

“هاه؟” لم يفهَم يوجين شيئًا.

 

 

“فقط فَكِر في الأمر. كيفَ سَـيَكونُ شُعورُكَ إذا وَصَلتَ إلى مكانِ الإجتماعِ المُعَيَّنِ مُتَحَمِسًا، فقط لِـترى شخصًا غيرَ مَعروفٍ يَتَسكَعُ معَ الشخصِ الذي ذَهَبتَ لِـلقاءه؟”

“لكِنَني لا أعتَقِدُ أنَّها قالَتْ شيئًا كهذا.”

“لا أعتَقِدُ أنَّ ذلِكَ سَـيُحدِثُ فَرقًا كَبيرًا. رُبَما سَـيَعتَبِرونَني فقط الشخصَ الذي رتبَ المَوعِدَ المجهول؟”

“تَجرُبةُ لقاء شخصٍ مِنَ المُحتَمَلِ أنْ تَتَزوجَ به.”

“أليسَ لديكَ أيُّ خِبرةٍ معَ مِثلِ هذهِ الأشياء؟”

 

“هاه؟”

 

“تَجرُبةُ لقاء شخصٍ مِنَ المُحتَمَلِ أنْ تَتَزوجَ به.”

تفاخرَتْ ميلكيث، “لا تَقلَق، بمُجَرَدِ توقيعِ العقد، سَـأسمَحُ لكَ برؤيتِهِ عندما أُعيدُ وينِد.”

“أنا في السابعةِ عشرةَ فقط.”

 

“لا، العائِلاتُ المرموقةُ في كثيرٍ مِنَ الأحيانِ تُرَتِبُ مِثلَ هذهِ الإجتماعاتِ في سنٍ أصغَرَ بكثيرٍ مِن ذلك…؟ هذا ما قرأتُهُ في الرواياتِ الرومانسية.”

أدرَكَ لوفليان مُتَأخِرًا، “…آه، أعتَذِرُ عن تحياتي المُتأخِرة، آنسة سيل. ألم تَمُرَّ أربَعُ سَنواتٍ مُنذُ آخِرِ لقاءٍ لنا؟”

“من فَضلِكِ لا تَخلطي بينَ الخَيالِ والواقِع.”

 

“هل حقًا لم يَحدُث معكَ شيءٌ كهذا؟ كما هو الحالُ دائِمًا، يَفشَلُ الواقِعُ في الإرتقاءِ إلى مُستوى الخيال.” بعدَ أن غَمغَمَتْ قليلًا إستَدارَتْ ميلكيث للنَظَرِ إلى يوجين. “على أيِّ حال، يَستَحيلُ أنْ أسمَحَ لكَ بالمَجيء معي. الآن، أنا على وشكِ إغواء مَلِكِ أرواحِ الريح، ماذا سأفعَلُ إذا رأى أنَّكَ هُناكَ أيضًا ورَفَضَ إبرامَ عَقدٍ معي؟ ألن يَكونَ ذلِكَ سلوكًا غيرَ مُهَذَبٍ بالنسبةِ لِـمَلِكِ الأرواح؟”

وأضافَ لوفليان: “سَـأُقدِرُ ذلِكَ أيضًا لو فَعَلتَ ذلِك، يوجين.”

إشتَكى يوجين: “لكِنَني أُريدُ أيضًا أنْ أرى مَلِكَ أرواح الرياح شخصيًا.”

“لا، لا شيءَ مِن هذا.” 

 

“إعتذاري. لكِنَني أنا أيضًا يَجِبُ أنْ أعودَ إلى العمل.” قالَ لوفليان.

تفاخرَتْ ميلكيث، “لا تَقلَق، بمُجَرَدِ توقيعِ العقد، سَـأسمَحُ لكَ برؤيتِهِ عندما أُعيدُ وينِد.”

 

أومأ يوجين برأسِه. تماما كما قالَتْ ميلكيث، بدا مِن غيرِ المُحتَمَلِ أنْ يَظهَرَ تيمبست لو أتى يوجين معَها. في الواقِع، بدا مِنَ الصَعبِ فِهمُ تشبيهِ الزواجِ المُحتَملِ ذاك، ولكِنَ تيمبست يُدرِكُ بالفعلِ أنَّ يوجين هو هامل بعدَ رَفضِ الردِ على مُحاولاتِ يوجين لإستدعائِه.

“إذن سَـأذهَبُ معكِ أيضًا.” إقتَرَحَ يوجين.

 

“…همف” عادَ لوفليان إلى رُشدِهِ بعدَ التحديقِ في الدَبوسِ لفترة.

‘إبنُ العاهِرةِ ذاك، إنَّهُ بالتأكيدِ يُخفي شيئًا عني.’

 

عندما إلتَقَيا قبلَ أربعِ سنوات، إدَّعى تيمبست أنَّهُ لا يَعرِفُ أيَّ شيء، لكِنَ يوجين بالتأكيدِ لم يَستَطِع الوثوقَ بهذِهِ الكَلِمات.

على الرُغمِ مِن أنَّ يوجين واثِقٌ تمامًا بنفسِهِ في التعامُلِ معَ البالغين، إلا أنَّهُ واثِقٌ تمامًا أيضًا في أنَّهُ لا يَستَطيعُ التَنافُسَ معَ سيلِ في هذا.

 

عندَ سَماعِ تساؤلِ لوفليان ذو الصوتِ المُرتَجِف، واصَلَتْ سيل حديثَها، “لأنَّها هديةٌ قَدَمتُها لك. على الرُغمِ مِن أنَّني لستُ مُتأكِدةً هل سَـتَحضرُ لحفلةِ عيدِ ميلادِ والِدَتي، فَـمِن فَضلِكَ لا تَرتديهِ لو أتيتَ أيضًا، وبدلًا مِن ذلِك، إرتَدِهِ في حفلةِ عيدِ ميلادي. لأنَّهُ هكذا، سأكونُ قادِرةً على التفاخُرِ بذلِكَ أمامَ سيان وبقيةِ الضيوف.”

‘على الرُغمِ مِن أنَّهُ قد لا يَعرِفُ شيئًا حقًا عن القَسَم، إلا أنَّهُ يَجِبُ أنْ يكونَ على درايةٍ بما حَدَثَ قَبلَ القِتالِ معَ مَلِكِ الحِصارِ الشيطاني.’

 

لقد قَرَرَ يوجين أنَّهُ على الأقلِ يَجِبُ أنْ يسألَ تيمبست عن ذلِك.

“لماذا عليَّ أنْ أنتَظِرَ حتى العام المقبل؟” سألَ لوفليان بِـعبوس. لقد أرادَ حقًا تَجرُبَتَهُ على الفور. 

 

 

بعد مُغادَرةِ ميلكيث، بَقيَ لوفليان، سيل ويوجين فقط في الغُرفة.

 

 

إبتَسَمَتْ سيل بأدب، “نعم يا سيدي.”

أدرَكَ لوفليان مُتَأخِرًا، “…آه، أعتَذِرُ عن تحياتي المُتأخِرة، آنسة سيل. ألم تَمُرَّ أربَعُ سَنواتٍ مُنذُ آخِرِ لقاءٍ لنا؟”

 

إبتَسَمَتْ سيل بأدب، “نعم يا سيدي.”

بعدَها قالَ يوجين ببطء “…بما أنَّ هذا هو الحال، فأنا أيضًا سَـأذهَبُ-“

عندما رآها يوجين قبلَ بِضعةِ أشهُر، كانَتْ بالتأكيدِ عالِقةً في فترةِ البلوغ، مِمَّا دَفَعَها إلى العُزلةِ الذاتيةِ في غُرفَتِها. ولكِن يبدو أنَّها قد تجاوَزَتْ تِلكَ المرحلةَ وأومأتْ ردًا على كلامِ لوفليان بإبستامة.

 

 

“لا يَتَوجَبُ عليها أنْ تَقولَ ذلِكَ بشكلٍ مُباشِرٍ حتى تَفهَمَ ذلِك.”

أثناءَ النَظَرِ إلى سيل البالِغةِ مِنَ العُمرِ سبعةَ عشرَ عامًا، شَعَرَ لوفليان بشدةٍ بمُرورِ الوقت. على الرُغمِ مِن أنَّهُ قد شَعَرَ بهذا أيضًا عِندَما قابلَ يوجين لأولِ مرةٍ في آروث، ‘يبدو أنَّ الأطفالَ يَكبرونَ بسُرعةٍ كبيرةٍ هذهِ الأيام.’ أظهَرَتْ سيل بالكادِ أي آثارٍ للطفولية التي بَدَتْ عليها مُنذُ أربَعِ سنوات.

“بالتأكيدِ لن يَستَغرِقَ الأمرُ وقتًا طويلًا كما تَتَوقع.”، قالَتْ ميلكيث بِـشَماتة. “رُبَما نِصفُ يومٍ على الأكثر؟”

 

“…” دونَ قَولِ أيِّ شيء، واجَهَ يوجين كارمن بتعبيرٍ فارِغ.

“هل قُلتِ أنَّكِ قد أتَيتِ إلى هُنا لإختيارِ هديةٍ لعيدِ ميلادِ السيدةِ أنسيلا؟” سألَ لوفليان.

“تَجرُبةُ لقاء شخصٍ مِنَ المُحتَمَلِ أنْ تَتَزوجَ به.”

 

 

“نعم يا سيدي. اوه، وكُلُ الهدايا التي أرسَلتَها إليَّ على مَر السنين، أيُّها السير لوفليان، يُزَينَّ غُرفَتي الآنَ بشَكلٍ جميل.” قالَتْ سيل وهي تَبتَسِمُ بشَكلٍ ساحِر.

“…همف” عادَ لوفليان إلى رُشدِهِ بعدَ التحديقِ في الدَبوسِ لفترة.

 

قالَتْ سيل بعدَ ذلِك، “في البداية، إعتَقَدتُ أنَّني يَجِبُ أنْ أُعطيَّكَ هديةً لها علاقةٌ بالسِحرِ لأنَّكَ ساحِر. ومعَ ذلك، بعد التفكيرِ في الأمرِ أكثر، شَعَرتُ أنَّهُ سَـيَكونُ لديكَ بالفعلِ الكثيرُ مِن الأشياءِ المُماثِلة.”

“هاها، لقد إستَمتَعتُ دائِمًا بقِراءةِ رسائِلِ الشُكرِ التي أرسَلتِها لي، آنسة سيل. اوه صحيح، لقد كُنتُ أُفَكِرُ في أنَّكِ لم تُرسِلي أيَّ رسالةٍ هذا العام…رُبَما لم تُعجِبكِ الهديةُ التي أرسَلتُها لك؟”

“سأكونُ سعيدةً بأيِّ شيءٍ تُقَدِمُهُ لي، سيدي لوفليان. آه، ولكِن مِن فَضلِكَ لا تجلِبْ شيئًا باهِضًا جدًا. سَـيَشعُرُ أخي بالغيرة.”

“لا، لا شيءَ مِن هذا.” 

قالَتْ كارمن بعدَ أنْ نَظَرَتْ إلى إنعكاسِها في النافذةِ وتجرِبةِ بعضِ الوضعيات: “ليسَ سيئًا.”

على الرُغمِ مِن أنَّهُ سؤالٌ مُحرِج، إلا أنَّ سيل هَزَّتْ رأسَها بأدَبٍ مُحافِظةً على إبتسامَتِها. 

 

 

عندما رآها يوجين قبلَ بِضعةِ أشهُر، كانَتْ بالتأكيدِ عالِقةً في فترةِ البلوغ، مِمَّا دَفَعَها إلى العُزلةِ الذاتيةِ في غُرفَتِها. ولكِن يبدو أنَّها قد تجاوَزَتْ تِلكَ المرحلةَ وأومأتْ ردًا على كلامِ لوفليان بإبستامة.

“على الرُغمِ مِن أنَّهُ مِنَ المُحرجِ بالنسبةِ لي أنْ أعتَرِفَ بذلِكَ بنفسي…إلا أنَّني ومُنذُ بدايةِ هذا العام، أصبَحَتْ شَخصيَّتي حساسةً بطُرقٍ مُختَلِفة. الهديةُ التي أرسَلتَها لي كانَتْ جميلةً، لكِنَ الغريبَ أنَّني لم أرغَب في إلتقاطِ قلمٍ وكِتابةِ رسالةٍ لك.” أوضَحَتْ سيل.

عندما رآها يوجين قبلَ بِضعةِ أشهُر، كانَتْ بالتأكيدِ عالِقةً في فترةِ البلوغ، مِمَّا دَفَعَها إلى العُزلةِ الذاتيةِ في غُرفَتِها. ولكِن يبدو أنَّها قد تجاوَزَتْ تِلكَ المرحلةَ وأومأتْ ردًا على كلامِ لوفليان بإبستامة.

 

إبتَسَمَتْ سيل بعدَ أنْ مَدَتْ يَدَها إلى جَيبِها. ثُمَّ أخرَجَتْ ما بدا أنَّهُ صَندوقُ هدايا مَلفوفٌ بدقةٍ وقالَت، “لذلِكَ إختَرتُ هديةً إعتَقَدتُ أنَّها سَـتُناسِبُك، سيدي لوفليان. إنَّهُ ليسَ بالشيءِ الفخمِ جدًا، لكِنَني إشتَرَيتُها مِن مُدَخَراتيَّ الخاصة.”

“آه…أنا أفهم. في عُمُرِك، سيدةٌ شابة، يُمكِنُ أنْ تَأتيَّ أيامٌ كهذهِ فجأةً.” تَقَبَلَ لوفليان إعتذارَها بسهولةٍ دونَ الشعورِ بالإهانة.

“من الطريقةِ التي تَتَحَدَثينَ بها، يبدو الأمرُ كما لو أنَّني أُعطيها لكُم. لا تفهموا ذلِكَ خطًأ. أنا فقط أُقرِضُها، أتَتَذَكَرون؟ لا تعبثوا بعباءتي.”، صاحَتْ ميلكيث، التي تُحَدِقُ في وينِد بعيونٍ جَشِعة، إحتجاجًا.

 

أثناءَ النَظَرِ إلى سيل البالِغةِ مِنَ العُمرِ سبعةَ عشرَ عامًا، شَعَرَ لوفليان بشدةٍ بمُرورِ الوقت. على الرُغمِ مِن أنَّهُ قد شَعَرَ بهذا أيضًا عِندَما قابلَ يوجين لأولِ مرةٍ في آروث، ‘يبدو أنَّ الأطفالَ يَكبرونَ بسُرعةٍ كبيرةٍ هذهِ الأيام.’ أظهَرَتْ سيل بالكادِ أي آثارٍ للطفولية التي بَدَتْ عليها مُنذُ أربَعِ سنوات.

لم يُنجِب لوفليان أيَّ أطفال، لذلِكَ لم يَستَطِع فِهمَ صعوباتِ كونِ المرء أبًا، ولكِنَهُ أُجبِرَ عِدةَ مراتٍ على الإستماعِ إلى تَذَمُرِ غيلياد عن الإضطرارِ لِـمُشاهدةِ إبنَتِهِ الوحيدةِ تَمُرُ بمَرحَلةِ البِلوغ.

‘وماذا لو شَعَرَ بالغيرة؟’ لم يَهتَمَ لوفليان أبدًا بذلِك.

 

 

“والآن، شَعَرتُ أنَّهُ سَـيَكونُ مِنَ الوقاحةِ أنْ أكتُبَ رسالةً وأُرسِلَها إليكَ بعدَ كُلِ هذا الوقت.” تابَعَتْ سيل. “لكِن معَ ذلِك، أشعرُ بالأسفِ لأنَّني أخذتُ هديتَكَ كأمرٍ مُسَلَمٍ به…خاصةً عندما شَعَرتُ أنَّكَ لن تُرسِلَ ليَّ المَزيدَ مِنَ الهدايا مُنذُ العامِ المُقبِلِ فَـصاعِدًا.” 

“على الرُغمِ مِن أنَّ هذا النوعَ مِنَ الأشياء لا يُمكِنُ أنْ يَحدُثَ مِنَ الأساس.” قالَتْ ميلكيث بعدَ ذلِك: “تَمَّ تَصميمُ عباءةِ الظلامِ خصيصًا لتَكونَ قِطعةً أثريةً دفاعيةً مِنَ الدرجةِ الأولى. لذا فَـإذا تَمَّ تَدميرُ عباءةِ بينَما أنتَ ترتَديها…ثُمَ رُبَما تَكونُ ميتًا بالفعل. طِفل، هل تفهَمُ ما أُحاوِلُ قولَه؟”

إبتَسَمَتْ سيل بعدَ أنْ مَدَتْ يَدَها إلى جَيبِها. ثُمَّ أخرَجَتْ ما بدا أنَّهُ صَندوقُ هدايا مَلفوفٌ بدقةٍ وقالَت، “لذلِكَ إختَرتُ هديةً إعتَقَدتُ أنَّها سَـتُناسِبُك، سيدي لوفليان. إنَّهُ ليسَ بالشيءِ الفخمِ جدًا، لكِنَني إشتَرَيتُها مِن مُدَخَراتيَّ الخاصة.”

“لا، لا شيءَ مِن هذا.” 

بدا لوفليان مُتَفاجِئًا، “أوه….”

 

“يُرجى فَتحُهُ بِـسُرعة.” حَثَّتهُ سيل بإبتسامةٍ ناعِمة.

عندما إلتَقَيا قبلَ أربعِ سنوات، إدَّعى تيمبست أنَّهُ لا يَعرِفُ أيَّ شيء، لكِنَ يوجين بالتأكيدِ لم يَستَطِع الوثوقَ بهذِهِ الكَلِمات.

 

“أينَ تَعتَقِدُ أنَّكَ ذاهِب؟ عليكَ أنْ تأتيَّ معي.” قالَتْ سيل.

شَعَرَ لوفليان بشعورٍ غيرِ مألوفٍ ودافِئ في أعماقِ قلبه. ‘هل لهذا السَبَبِ يَتَزَوجُ الناسُ ويُنجِبوا أطفالًا؟’ لم يُفَكِر في كثيرًا فيما يقولُهُ غيلياد عادةً حولَ مدى فَخرِهِ بأولادِه، ولكِن، الآن بعدَ أنْ تَلَقى هديةً كهذِه، شَعَرَ لوفليان بأنَّهُ أصبحَ غارِقًا في المشاعِرِ الدافِئة.

ومعَ ذلِك، شَعَرَ لوفليان بمشاعرٍ تَجاوَزَتْ بكثيرٍ سِعرَ هذهِ الهدية. لم يَتَلَقَ هديةً مِثلَ هذهِ مِن قَبلُ في حياتِه….

 

 

“هذا…”، إرتَجَفَ صَوتُ لوفليان وعيونُهُ عندما فتحَ صندوقَ الهداية.

“…همف” عادَ لوفليان إلى رُشدِهِ بعدَ التحديقِ في الدَبوسِ لفترة.

 

“نعم يا سيدي. اوه، وكُلُ الهدايا التي أرسَلتَها إليَّ على مَر السنين، أيُّها السير لوفليان، يُزَينَّ غُرفَتي الآنَ بشَكلٍ جميل.” قالَتْ سيل وهي تَبتَسِمُ بشَكلٍ ساحِر.

داخِلَ الصندوقِ وَجَدَ دبوسًا بِـتَصميمٍ أنيق. كما قالَتْ سيل، لا يُمكِنُ أنْ يُطلَقَ عليهِ أنَّهُ شيءٌ مُذهِلٌ حقًا. بدا الدَبوسُ مُكلِفًا بعضَ الشيء، ولكِن يُمكِنُ بسهولةٍ شراؤهُ طالما تَمتَلِكُ المال.

بعد حَفلِ إستمرارِ السُلالة، كانَ قد أرسَلَ هديةً إلى التوأمِ كُلَ عام، ومِثلُ سيل، أرسلَ لهُ سيان أيضًا رسائِلَ شُكر. ومعَ ذلِك، كانَتْ رسائِلُ سيان دائمًا رسميةً لدرجةِ أنَّهُ حتى الآن، لم يَستَطِع لوفليان تَذَكُرَ مُحتَوياتِ أيٍّ مِن تِلكَ الرسائِل.

 

“…” ظَلَّ لوفليان صامِتًا.

ومعَ ذلِك، شَعَرَ لوفليان بمشاعرٍ تَجاوَزَتْ بكثيرٍ سِعرَ هذهِ الهدية. لم يَتَلَقَ هديةً مِثلَ هذهِ مِن قَبلُ في حياتِه….

 

 

 

قالَتْ سيل بعدَ ذلِك، “في البداية، إعتَقَدتُ أنَّني يَجِبُ أنْ أُعطيَّكَ هديةً لها علاقةٌ بالسِحرِ لأنَّكَ ساحِر. ومعَ ذلك، بعد التفكيرِ في الأمرِ أكثر، شَعَرتُ أنَّهُ سَـيَكونُ لديكَ بالفعلِ الكثيرُ مِن الأشياءِ المُماثِلة.”

مُنذُ أنْ قالَ لوفليان هذا، لم يعُد بإمكانِ سيل رفضُه.

“…” ظَلَّ لوفليان صامِتًا.

“نعم، سأحرِصُ على الإنتظارِ بجانِبِ يوجين.”، أجابَتْ سيل بإبتسامة، كما لو إنَّها كانَتْ تَنتَظِرُ ذلِك.

 

 

“ولكِن بعدَ الكثيرِ مِنَ التَفكير…أدرَكتُ أنَّكَ تَرتَدي الجِلبابَ دائِمًا. ومعَ ذلِك، بما أنَّهُ أنت، يا سيدي لوفليان، مِنَ المُستَحيلِ أنْ تَرتَديَّ الجِلبابَ دائِمًا—”

ومعَ ذلِك، لم تُظهِر كارمن أيَّ رَدَّ فِعلٍ على صُراخ ميلكيث. بعدَ الإستمرارِ في النظرِ إلى إنعكاسِها في النافذةِ لبضعِ ثوانٍ أُخرى، خَلَعَتْ أخيرًا العباءةَ بعدَ أنْ سَعَلَ نايشون عِدةَ مرات.

“سأعودُ بعدَ أنْ أُغَيرَّ ملابسي.” قالَ لوفليان بعدَ الوقوفِ على قَدَمَيه، مُقاطِعًا سيل، التي ضَحِكَتْ على الفورِ وهَزَّتْ رأسَها.

“ألم تَسمَعها تقولُ إنَّها تُريدُ تَجرُبَتَها؟”

 

بعد حَفلِ إستمرارِ السُلالة، كانَ قد أرسَلَ هديةً إلى التوأمِ كُلَ عام، ومِثلُ سيل، أرسلَ لهُ سيان أيضًا رسائِلَ شُكر. ومعَ ذلِك، كانَتْ رسائِلُ سيان دائمًا رسميةً لدرجةِ أنَّهُ حتى الآن، لم يَستَطِع لوفليان تَذَكُرَ مُحتَوياتِ أيٍّ مِن تِلكَ الرسائِل.

“من فضلِك، لا تَفعَل ذلِك. بدلًا مِن إظهارِ كيفَ يبدو عليكَ ليَّ الآن، يُرجى إرتداؤهُ في حَفلةِ عيدِ ميلادي في العامِ المُقبِل.” طَلَبَتْ سيل.

على الرُغمِ مِن أنَّهُ سؤالٌ مُحرِج، إلا أنَّ سيل هَزَّتْ رأسَها بأدَبٍ مُحافِظةً على إبتسامَتِها. 

 

لكِنَ ميلكيث رَفَضَتْ، “مُستَحيل. من قالَ أنَّهُ يُمكِنُكَ فِعلُ ذلِك؟ طِفل، هذا أمرٌ يَتَعلَقُ بالأرواح. على الرُغمِ مِن أهميةِ تقارُبِ المُستَدعي معَ الروح، إلا أنَّ المَوقِعَ والإعدادَ مُهِمانِ أيضًا. لو أمكَنَ المُقارنة، فَـيُمكِنُ وَصفُ ذلِكَ بلقاء إثنَينِ مِنَ المُحتَمَلِ أنْ يَتَزَوَجا.”

“لماذا عليَّ أنْ أنتَظِرَ حتى العام المقبل؟” سألَ لوفليان بِـعبوس. لقد أرادَ حقًا تَجرُبَتَهُ على الفور. 

“سَلِمها لها.”، قالتْ بصوتٍ مُنخَفِض.

 

قالَ نايشون بعدَ أنْ نَهَضَ مِن مَقعَدِه: “نعم يا سيدتي.” 

عندَ سَماعِ تساؤلِ لوفليان ذو الصوتِ المُرتَجِف، واصَلَتْ سيل حديثَها، “لأنَّها هديةٌ قَدَمتُها لك. على الرُغمِ مِن أنَّني لستُ مُتأكِدةً هل سَـتَحضرُ لحفلةِ عيدِ ميلادِ والِدَتي، فَـمِن فَضلِكَ لا تَرتديهِ لو أتيتَ أيضًا، وبدلًا مِن ذلِك، إرتَدِهِ في حفلةِ عيدِ ميلادي. لأنَّهُ هكذا، سأكونُ قادِرةً على التفاخُرِ بذلِكَ أمامَ سيان وبقيةِ الضيوف.”

 

‘حتى بعدَ أنْ تجاوَزَتْ فترةَ المُراهقة، فَـهي لا تَزالُ شريرةً كَـالعادة.’ فَكَرَ يوجين بإبتسامةٍ عندَما إلى إبتسامةِ سيل الخبيثة. 

 

 

أدرَكَ لوفليان مُتَأخِرًا، “…آه، أعتَذِرُ عن تحياتي المُتأخِرة، آنسة سيل. ألم تَمُرَّ أربَعُ سَنواتٍ مُنذُ آخِرِ لقاءٍ لنا؟”

على الرُغمِ مِن أنَّ يوجين واثِقٌ تمامًا بنفسِهِ في التعامُلِ معَ البالغين، إلا أنَّهُ واثِقٌ تمامًا أيضًا في أنَّهُ لا يَستَطيعُ التَنافُسَ معَ سيلِ في هذا.

 

 

أثناءَ النَظَرِ إلى سيل البالِغةِ مِنَ العُمرِ سبعةَ عشرَ عامًا، شَعَرَ لوفليان بشدةٍ بمُرورِ الوقت. على الرُغمِ مِن أنَّهُ قد شَعَرَ بهذا أيضًا عِندَما قابلَ يوجين لأولِ مرةٍ في آروث، ‘يبدو أنَّ الأطفالَ يَكبرونَ بسُرعةٍ كبيرةٍ هذهِ الأيام.’ أظهَرَتْ سيل بالكادِ أي آثارٍ للطفولية التي بَدَتْ عليها مُنذُ أربَعِ سنوات.

إستَسلَمَ لوفليان، “حسنًا، أنا أفهم. السيدةُ الشابةُ سيل، بأيِّ فُرصة، هل هُناكَ أيُّ هدايًا تَرغَبينَ في الحصولِ عليها في العامِ المُقبِل؟”

 

“سأكونُ سعيدةً بأيِّ شيءٍ تُقَدِمُهُ لي، سيدي لوفليان. آه، ولكِن مِن فَضلِكَ لا تجلِبْ شيئًا باهِضًا جدًا. سَـيَشعُرُ أخي بالغيرة.”

‘على الرُغمِ مِن أنَّهُ قد لا يَعرِفُ شيئًا حقًا عن القَسَم، إلا أنَّهُ يَجِبُ أنْ يكونَ على درايةٍ بما حَدَثَ قَبلَ القِتالِ معَ مَلِكِ الحِصارِ الشيطاني.’

‘وماذا لو شَعَرَ بالغيرة؟’ لم يَهتَمَ لوفليان أبدًا بذلِك.

نَظَرَ يوجين إلى ظهر كارمن أثناء فعلِها لهذا. على الرُغمِ مِن أنَّهُ قد رأى الكثيرَ مِن كِبارِ السِنِ في حياتِهِ الماضيةِ والحالية، لكِنَ هذهِ هي المرةُ الأولى التي يرى فيها عجوزًا فريدًا مِثلَ كارمن، التي بَدَتْ غيرَ قادِرةً على التَصَرُفِ بشكلٍ يُناسِبُ سِنَها.

 

 

بعد حَفلِ إستمرارِ السُلالة، كانَ قد أرسَلَ هديةً إلى التوأمِ كُلَ عام، ومِثلُ سيل، أرسلَ لهُ سيان أيضًا رسائِلَ شُكر. ومعَ ذلِك، كانَتْ رسائِلُ سيان دائمًا رسميةً لدرجةِ أنَّهُ حتى الآن، لم يَستَطِع لوفليان تَذَكُرَ مُحتَوياتِ أيٍّ مِن تِلكَ الرسائِل.

من أجلِ تأكيدِ إدعاءاتِ فُرسانِ البلاك لايونز، يبدو أنَّهُ سَـيَحتاجُ للذهابِ إلى المَجلِس.

 

“ولكِن بعدَ الكثيرِ مِنَ التَفكير…أدرَكتُ أنَّكَ تَرتَدي الجِلبابَ دائِمًا. ومعَ ذلِك، بما أنَّهُ أنت، يا سيدي لوفليان، مِنَ المُستَحيلِ أنْ تَرتَديَّ الجِلبابَ دائِمًا—”

“…همف” عادَ لوفليان إلى رُشدِهِ بعدَ التحديقِ في الدَبوسِ لفترة.

“لكِن، مِنَ العارِ أنَّ الفِراءَ مُلَونٌ باللونِ الأسود. لو إنَّ الفِراءَ مَصبوغٌ باللونِ الأبيضِ مِثلَ لهيبِ صيغةِ اللَهَبِ الأبيض أو…مَصبوغًا باللونِ الرمادي، فَسَـيبدو أكثرَ إثارةً للإعجاب. يبدو أنَّ لونَ الفِراء الحاليِّ يُناسِبُ شخصًا مِن فُرسانِ البلاك لايونز بِـشَكلٍ أفضلِ بكثير.” إنتَقَدَتْ كارمن هذهِ النُقطة.

 

وميلكيث هي التي أجابَته، “عليكَ فقط أنْ تُعَوِضَني عن قيمةِ العباءة. لا داعيَّ للقَلَقِ لأنَّني لن أطلُبَ مِنكَ أنْ تُعطيَّني حياتَكَ مِن أجلِ ذلِك.”

ثُمَّ نَظَرَ إلى الساعةِ المُعَلقةِ على جِدارِ غُرفةِ الرَسمِ وإبتَسَمَ بخيبةِ أمل.

“لا، لا شيءَ مِن هذا.” 

 

“هل حقًا لم يَحدُث معكَ شيءٌ كهذا؟ كما هو الحالُ دائِمًا، يَفشَلُ الواقِعُ في الإرتقاءِ إلى مُستوى الخيال.” بعدَ أن غَمغَمَتْ قليلًا إستَدارَتْ ميلكيث للنَظَرِ إلى يوجين. “على أيِّ حال، يَستَحيلُ أنْ أسمَحَ لكَ بالمَجيء معي. الآن، أنا على وشكِ إغواء مَلِكِ أرواحِ الريح، ماذا سأفعَلُ إذا رأى أنَّكَ هُناكَ أيضًا ورَفَضَ إبرامَ عَقدٍ معي؟ ألن يَكونَ ذلِكَ سلوكًا غيرَ مُهَذَبٍ بالنسبةِ لِـمَلِكِ الأرواح؟”

“يبدو أنَّني قد شَغِلتُكُما لفترةٍ طويلة.” إعتَذَرَ لوفليان.

“نعم، سأحرِصُ على الإنتظارِ بجانِبِ يوجين.”، أجابَتْ سيل بإبتسامة، كما لو إنَّها كانَتْ تَنتَظِرُ ذلِك.

 

 

“مِن فَضلِكَ لا تقُل شيئًا كهذا.” قالَتْ سيل: “بجدية، قولُ أنَّكَ تَشغَلُنا….على العكس، يَجِبُ أنْ نَكونَ نحنُ مَن يَعتَذِرُ عن سَرِقةِ وقتِكَ الثَمين.”

 

‘كيفَ تَستَطيعُ هذه الفتاةُ أنْ تَتَحدثَ بهذهِ الطريقةِ الساحِرة؟’ هَزَّ لوفليان رأسَهُ بدَهشةٍ بعدَ أنْ وَقَف.

 

 

‘حتى بعدَ أنْ تجاوَزَتْ فترةَ المُراهقة، فَـهي لا تَزالُ شريرةً كَـالعادة.’ فَكَرَ يوجين بإبتسامةٍ عندَما إلى إبتسامةِ سيل الخبيثة. 

لَوَحَ لوفليان بيدِه، “لا، على الإطلاق. أُفَضِلُ كثيرًا أنْ أستَمِرَ في الإستمتاعِ بمُحادَثَتِنا لفترةٍ أطولَ قليلا، آنسة سيل…ولكِن بما أنَّ أشياءً لفِعلِها، فَلـنُنهي حَديثَنا هُنا.”

“سيل”، قبلَ مُغادَرةِ غُرفةِ الرَسم، نادى جيون سيل.

“لكِنَني بخيرٍ مع البقاءِ لفَترةٍ أطولَ قليلًا…”، قالَتْ سيل بتَرَدُد.

 

 

“من الطريقةِ التي تَتَحَدَثينَ بها، يبدو الأمرُ كما لو أنَّني أُعطيها لكُم. لا تفهموا ذلِكَ خطًأ. أنا فقط أُقرِضُها، أتَتَذَكَرون؟ لا تعبثوا بعباءتي.”، صاحَتْ ميلكيث، التي تُحَدِقُ في وينِد بعيونٍ جَشِعة، إحتجاجًا.

“إعتذاري. لكِنَني أنا أيضًا يَجِبُ أنْ أعودَ إلى العمل.” قالَ لوفليان.

 

 

 

من أجلِ تأكيدِ إدعاءاتِ فُرسانِ البلاك لايونز، يبدو أنَّهُ سَـيَحتاجُ للذهابِ إلى المَجلِس.

 

مُنذُ أنْ قالَ لوفليان هذا، لم يعُد بإمكانِ سيل رفضُه.

 

 

 

بعدَها قالَ يوجين ببطء “…بما أنَّ هذا هو الحال، فأنا أيضًا سَـأذهَبُ-“

 

“أينَ تَعتَقِدُ أنَّكَ ذاهِب؟ عليكَ أنْ تأتيَّ معي.” قالَتْ سيل.

 

 

 

“لماذا يجبُ أنْ أفعلَ ذلِك؟” إحتَجَّ يوجين.

‘وماذا لو شَعَرَ بالغيرة؟’ لم يَهتَمَ لوفليان أبدًا بذلِك.

 

“…” دونَ قَولِ أيِّ شيء، واجَهَ يوجين كارمن بتعبيرٍ فارِغ.

“لأنَّ هذهِ هي المرةُ الأولى لي في آروث. لذا، ألا تَعتَقِدُ أنَّكَ يَجِبُ أنْ تأخُذَني في جولة؟” قالَتْ سيل.

“…” ظَلَّ لوفليان صامِتًا.

 

وأضافَ لوفليان: “سَـأُقدِرُ ذلِكَ أيضًا لو فَعَلتَ ذلِك، يوجين.”

وعلى عكسِ إبتسامةِ سيل، بدا على وجهِ جيون تعبيرٌ مُتَرَدِدٌ إلى حَدٍ ما. ومعَ ذلِك، لم يَستَطِع يوجين سؤالَهُ عن سَبَبِ ذلِكَ لأنَّ كارمن خَرَجَتْ على الفورِ مِن غُرفةِ الرَسمِ دونَ مَنحِهِم فُرصةً للدَردشة.

 

تفاخرَتْ ميلكيث، “لا تَقلَق، بمُجَرَدِ توقيعِ العقد، سَـأسمَحُ لكَ برؤيتِهِ عندما أُعيدُ وينِد.”

بعدَ أنْ وَضَعَ يَدَيهِ على عباءةِ الظلام، آمَلَ يوجين بالنزولِ إلى المُختَبَراتِ الخاصةِ بِـبُرجِ السِحرِ الأحمرِ لإختبارِ أدائِها…لكِنَ لوفليان قد أضافَ بالفعلِ دَعمَهُ لكَلِماتِ سيل. لذا أرخى يوجين حواجِبَهُ المُجعدةَ وأومأ برأسِهِ موافِقًا بلا حولٍ ولا قوةٍ.

 

 

“لأنَّ هذهِ هي المرةُ الأولى لي في آروث. لذا، ألا تَعتَقِدُ أنَّكَ يَجِبُ أنْ تأخُذَني في جولة؟” قالَتْ سيل.

“هاه؟”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط