نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 59.2

الصحراء (1)

الصحراء (1)

الفصل 59.2: الصحراء (1)

تنغ!

“تسك…” مَدهوشًا قالَ لامان وهو يَخفِضُ التِلسكوب. “أنا حقًا مُندَهِشٌ كُلما أرى ذلِك. ألا يَشعُرُ هذا الرَجُلُ بالبرد؟” 

 

 

في الوَقتِ الحالي، الوحيدونَ الذينَ ما زالوا يَقِفونَ على أقدامِهم هُم يوجين ولامان.

لقد ظلوا يُتابِعونَ يوجين عن بُعدٍ خِلالَ اليَومَينِ الماضيَّين، لكِنَ هذا الصَبيَّ مِن عشيرةِ لايونهارت بدا ساذَجًا وجاهِلًا لِـدَرجةِ أنَّهُ مِنَ الصَعبِ تَصديقُ أنَّهُ سَيدٌ شابٌ مِن عائِلةٍ مَرموقة.

 

 

 

حيثُ لم يُحضِر يوجين مُرافَقَةً معهُ حتى. لقد سَمِعَ لامان أنَّ عشيرةَ لايونهارت هي عَشيرةٌ عَسكَريةٌ مَشهورةٌ وأنَّ الصَبيَّ أظهَرَ مَوهِبةً إستثنائيةً حتى بينَ بقيةِ اللايونهارت الآخرين مِن جيلِه. على الرُغمِ مِن أنَّهُ وُلِدَ مِنَ سُلالةٍ جانبية، فَـقد تَمَّ تَبنيهِ في العائلةِ الرئيسيةِ بِسَبَبِ نَوعٍ مِن مراسِمِ إستمرارِ السُلالة….

لم يَستَطِع المُلازِمُ أنْ يُبعِدَ بَصَرَهُ بَعيدًا عن السَهمِ الموجَهِ بِـدِقةٍ إلى صَدرِه. هو لن يَكونَ خائِفًا لو إنَّهُ مُجَرَدُ سَهم. فَـهذا المُلازِمُ هو مُحارِبٌ ماهِرٌ يُمكِنُهُ الإمساكُ بالسَهمِ المُنطَلِقِ نَحوَهُ حتى.

 

 

حسنًا، أيًا يَكُن. ليسَ وكأنَ لامان مُهتَمٌ حقًا بِـكُلِّ ذلِك. فَبِـغَضِّ النَظَرِ عن مدى روعةِ عَشيرةِ لايونهارت، فَـالشَخصُ الذي يَتَّبِعونَهُ هو مُجَرَدُ شَقيٍّ يَبلُغُ مِنَ العُمرِ تِسعةَ عَشَرَ عامًا. وبِـما أنَّ الشائِعاتِ عادةً هي مُجَرَدُ مُغالاتٍ في وَصفِ الحقيقة، فَـلامان أحسَّ بِـخَوفٍ أكبرَ مِن فَشَلِهِ في تَنفيذِ أوامِرِ سَيدِهِ على خوفِهِ مِن سَيدٍ شابٍ مِن بَلَدٍ أجنبيٍّ بعيد.

 

 

 

تَكَهَنَ مُلازِمُ لامان: “أعتَقِدُ أنَّهُ قد يَكونُ نوعًا مِنَ الطقوس.”

 

 

 

“طقوس؟” تسائلَ لامان.

سُرعانَ ما ألقى لامان نَفسَهُ للخَلفِ لاهِثًا. إنتهى الإشتِباكُ في لَحظة، لكِنَ رِجالهُ قد بدأوا يَتَحرَكونَ بالفِعل. مُلازِمُه، الذي رَكَضَ خلفَهُ بِـمسافةٍ بسيطةٍ فقط، حامِلًا بالفِعلِ سكينَهُ الخاص.

 

سُرعانَ ما ألقى لامان نَفسَهُ للخَلفِ لاهِثًا. إنتهى الإشتِباكُ في لَحظة، لكِنَ رِجالهُ قد بدأوا يَتَحرَكونَ بالفِعل. مُلازِمُه، الذي رَكَضَ خلفَهُ بِـمسافةٍ بسيطةٍ فقط، حامِلًا بالفِعلِ سكينَهُ الخاص.

واصلَ المُلازِم: “ألم يَقولوا إنَّهُ كادَ أنْ يَبلُغَ سِنَ البلوغ؟ تُرسِلُ قبيلَتُنا شبابًا على وَشَكِ البلوغِ إلى رِحلةٍ بعيدةٍ عن القبيلة.”

يُمكِنُ رؤيةُ لَهَبٍ أبيضٍ نَقيٍّ يَتَحرَكُ بِـوضوحٍ في الظلام. هذهِ هي المَرةُ الأولى التي يَراها فيها شَخصيًا، ولكِن حتى لامان سَمِعَ كُلَّ شيءٍ عن شُعلةِ الطاقةِ السِحريةِ الشَهيرة. رَمزُ صيغةِ اللَهَبِ الأبيضِ الخاصةِ بِـعَشيرةِ لايونهارت، بِدةُ الأسَدِ الأبيضِ المُبهِر.

“ما المُمَيزُ جدًا حولَ ذلِك؟ كانَ حَفلُ بِلوغِ قَبيلَتِنا هكذا أيضًا. مُعظَمُ القبائِلِ التي تَعيشُ في هذهِ الصَحراءِ لديها تقاليدُ مُشابِهةٌ لِـسِنِّ البلوغ.” أجابَ لامان بِـسُخرية:  “ماذا في ذلِك؟ هل تَعتَقِدُ أنَّ هذا الصَبيَّ يَتَحدى الصحراءَ لِـيُثبِتَ أنَّهُ رَجُل؟”

“لا أعرِفُ أسبابَه، ولكِن هل تَتَذَكَرُ ما قالَهُ لنا سَيدُنا؟ قالَ إنَّهُ يَجِبُ ألَّا نَسمَحَ لِـهذا الصَبيِّ بِـدُخولِ صَحراءِ كازاني.”

“لو إنَّ هذا ليسَ هو السبب، إذن لِـأيِّ سَبَبٍ آخرٍ يَقومُ بهذا؟ إنَّهُ لا يُشعِلُ نيرانًا ولا يُقيمُ مُخَيمًا ويَظَلُّ فقط يمشي في الصَحراءِ مِنَ الصباحِ وحتى المساء….يَصيدُ أيَّ وَحشٍ يُقابِلُه….نَحنُ نُراقِبُهُ مُنذُ فَترةٍ طويلة، لكِنَ سِلوكَ هذا الصَبي لا يبدو مُختَلِفًا السلوكِ الذي تَفرِضُهُ تقاليدُ أحدِ قبائِلِنا الصحراويةِ الخاصةِ بالبلوغ.”

 

“أنتَ تَقولُ أنَّ شَخصًا ما مِن عشيرةِ لايونهارت في إمبراطورية كيهل سَـيأتي حقًا إلى هذهِ الصحراءِ لِـمُجَرَدِ مَراسِمِ بلوغ؟”

واصلَ المُلازِم: “ألم يَقولوا إنَّهُ كادَ أنْ يَبلُغَ سِنَ البلوغ؟ تُرسِلُ قبيلَتُنا شبابًا على وَشَكِ البلوغِ إلى رِحلةٍ بعيدةٍ عن القبيلة.”

 

 

“لا أعرِفُ أسبابَه، ولكِن هل تَتَذَكَرُ ما قالَهُ لنا سَيدُنا؟ قالَ إنَّهُ يَجِبُ ألَّا نَسمَحَ لِـهذا الصَبيِّ بِـدُخولِ صَحراءِ كازاني.”

“تسك…” مَدهوشًا قالَ لامان وهو يَخفِضُ التِلسكوب. “أنا حقًا مُندَهِشٌ كُلما أرى ذلِك. ألا يَشعُرُ هذا الرَجُلُ بالبرد؟” 

ذلِكَ هو أمرُ سَيدِهُم الوَحيد. على الرُغمِ مِن أنَّ لامان لم يَعرِفُ أسبابَ ذلِك، إلا أنَّ لامان لم يَنوِ التَكَهُنَ بِـوَقاحةٍ بِـأمرِ سَيدِه.

‘كما إعتَقَدت، ليسوا قَتَلَة.’ حَكَمَ يوجين بعدَ رؤيَتِهُم.

 

 

“دعونا فقط نَحصَلُ على قِسطٍ مِنَ النَومِ لِـأنفُسِنا كذلِك.” أمَرَّ لامان. “فَـبَعدَ كُلِّ شيء، مِنَ المؤكَدِ أنَّ هذا الصَبيَّ المُجتَهِدَ سَـيَعودُ للحَرَكةِ في الصباحِ الباكِر.”

ولكِن حتى رُغمَ كُلَّ هذا….

“يبدو أنَّ عشيرةَ لايونهارت مُدهِشةٌ حقًا كما يُشاعُ عنها. لا يُمكِنُ أنْ يَكونَ على دِرايةٍ بالصحراء، لكِنَهُ قادِرٌ بالفِعلِ على المَشيِّ بِـسُرعةٍ كبيرة. أيُّ شَخصٍ يَنظُرُ إليهِ سَـيَعتَقِدُ أنَّهُ قد وُلِدَ في الصحراء—” لم يَستَطِع مُلازِمُ لامان الثَرثارُ إنهاءَ كلامِهِ عِندَما إلتَفَتَ للنَظَرِ إلى ما خَلفِ لامان، وفَتَحَ فَمَهُ على مَصرَعيه.

نظرًا لأنَّهم لم يَرغَبوا في أنْ يُلاحِظَ يوجين أنَّهُم يَتَتبَعونَه، فَـقد بَقيَّ لامان ورِجالُهُ على مَسافةٍ جيدةٍ مِنه. بَعيدًا بِـما فيهِ الكفاية بِـحَيث لا يَنبَغي أنْ يَكونَ قادِرًا على أنْ يَراهُم دونَ إستِخدامِ تلسكوب. ولم يُهمِلوا التَمويهَ ومُحاكاةَ التَضاريسِ أيضًا. والآن، لامان ورِجالُهُ يَبقَونَ مُتَخَفينَ خَلفَ سِلسِلةٍ مِنَ الكُثبانِ الرَملية.

 

 

غيرَ قادِرٍ على فِهمِ سَبَبَ تَحولِ تعابير مُلازِمِهِ إلى مِثلِ هذا التَعبيرِ المَصدوم، أدارَ لامان رأسَهُ أيضًا للنَظَر. ثُمَّ سَقَطَ فَكُّ لامان أيضًا مِثلَ فَكِّ مُلازِمه.

 

 

لقد مَرَّ عامانِ مُنذُ آخِرَ مَرةٍ قاتَلَ فيها بِـجديةٍ مع شَخصٍ مِثلَ هذا.

وراءَ لامان رأوا هيئةَ يوجين لايونهارت تَقتَرِبُ مِنهُم.

 

 

 

أثناءَ مُتابَعةِ يوجين خِلالَ اليومَينِ الماضيَّين، تَعَلَموا بِـسُرعةٍ أنَّ الصبيَّ قادِرٌ على التَحَرُكِ بِـسُرعةٍ لا تُصَدَق، رُغمَ أنَّهُ لا يَركَبُ جَمَلًا، وليسَ مُجَهَزًا لِـمِثلِ هذا الطريقِ الصحراوي.

 

 

 

مُرتَديًا عباءةً واحِدةً فقط، وحِذائُهُ هو زوجٌ عاديٌّ يُمكِنُ رؤيتُهُ في أيِّ مَكانٍ تَقريبًا، ولكِن معَ ذلِك، إستَطاعَ هذا الصبيُّ الرَكضَ عبرَ الصَحراءِ الرَمليةِ كما لو إنَّ قَدَمَيهِ يَخطوانِ على أرضٍ صَلِبةٍ ومُستَوية.

 

 

 

لا، هل يُمكِنُ حقًا أن تُسمى مِثلُ هذهِ السُرعةِ رَكِضًا؟ لِـلَحظة، إضطَرَّ لامان للتساؤلِ مع نفسِهِ هل ما يراهُ حقيقيًا أم لا.

 

 

مُرتَديًا عباءةً واحِدةً فقط، وحِذائُهُ هو زوجٌ عاديٌّ يُمكِنُ رؤيتُهُ في أيِّ مَكانٍ تَقريبًا، ولكِن معَ ذلِك، إستَطاعَ هذا الصبيُّ الرَكضَ عبرَ الصَحراءِ الرَمليةِ كما لو إنَّ قَدَمَيهِ يَخطوانِ على أرضٍ صَلِبةٍ ومُستَوية.

نظرًا لأنَّهم لم يَرغَبوا في أنْ يُلاحِظَ يوجين أنَّهُم يَتَتبَعونَه، فَـقد بَقيَّ لامان ورِجالُهُ على مَسافةٍ جيدةٍ مِنه. بَعيدًا بِـما فيهِ الكفاية بِـحَيث لا يَنبَغي أنْ يَكونَ قادِرًا على أنْ يَراهُم دونَ إستِخدامِ تلسكوب. ولم يُهمِلوا التَمويهَ ومُحاكاةَ التَضاريسِ أيضًا. والآن، لامان ورِجالُهُ يَبقَونَ مُتَخَفينَ خَلفَ سِلسِلةٍ مِنَ الكُثبانِ الرَملية.

“لا أعرِفُ أسبابَه، ولكِن هل تَتَذَكَرُ ما قالَهُ لنا سَيدُنا؟ قالَ إنَّهُ يَجِبُ ألَّا نَسمَحَ لِـهذا الصَبيِّ بِـدُخولِ صَحراءِ كازاني.”

 

لم يُطلِق يوجين فقط سَهمًا. حيثُ وَمَضَتْ العَشَراتُ مِنَ الصَواريخِ السِحريةِ في الظلامِ بجانبِه.

ولكِن حتى رُغمَ كُلَّ هذا….

 

 

 

يُمكِنُ رؤيةُ لَهَبٍ أبيضٍ نَقيٍّ يَتَحرَكُ بِـوضوحٍ في الظلام. هذهِ هي المَرةُ الأولى التي يَراها فيها شَخصيًا، ولكِن حتى لامان سَمِعَ كُلَّ شيءٍ عن شُعلةِ الطاقةِ السِحريةِ الشَهيرة. رَمزُ صيغةِ اللَهَبِ الأبيضِ الخاصةِ بِـعَشيرةِ لايونهارت، بِدةُ الأسَدِ الأبيضِ المُبهِر.

 

 

 

“تـ-تراجعوا!” صاحَ لامان على رِجالِه.

 

 

‘تَوَقَف؟ هل هو يأمُرُني حقًا؟ لِماذا يَجِبُ عليَّ أنْ أستَمِعَ له؟ هل هو أحمَق؟’

لم يُعطِهُم سَيدُهُم أوامِرَ لِـمواجهةِ هذا الصبي، لذلِكَ مِنَ الأفضَلِ الإنسِحاب. لكن كيف—لا—مُنذُ متى لاحظَهُم ذلِكَ الشاب؟

ذلِكَ هو أمرُ سَيدِهُم الوَحيد. على الرُغمِ مِن أنَّ لامان لم يَعرِفُ أسبابَ ذلِك، إلا أنَّ لامان لم يَنوِ التَكَهُنَ بِـوَقاحةٍ بِـأمرِ سَيدِه.

يوجين يَركُضُ الآنَ نَحوَهُم مُباشرة، بِـسُرعةٍ كَبيرةٍ جدًا. المَسافةُ المَعقولةُ التي تَرَكوها بينَهُم وبينَهُ لم تَعُد تبدو مَعقولةً جدًا. في الوَقتِ الحالي، لم يَستَطِع لامان سِوى سَحبَ سكينِهِ الكبيرة.

 

 

 

‘كما إعتَقَدت، ليسوا قَتَلَة.’ حَكَمَ يوجين بعدَ رؤيَتِهُم.

 

 

 

هُناكَ قوَتانِ مَشهورتانِ وقويَّتانِ بِـشَكلٍ خاصٍ في نهاما. شامان الرِمال والقَتَلَة. وبِـالنَظَرِ إلى مُستوى تَسلُلِهُم ومَلابِسِهُم، لا يبدو هؤلاء الذينَ يَتَّبِعونَ يوجين كَـالقَتَلَة. ولو تَمَّ الحُكمُ على الأمرِ إعتِمادًا على ملابِسِهُم، فَـهُم يَبدونَ كَـالمُسافرينَ العاديينَ الذينَّ يُحاوِلونَ عُبورَ الصَحراء، ولكِن مِنَ المُحتَمَلِ أنْ يَكونَ هذا هو تَنَكُرُهُم.

‘كما إعتَقَدت، ليسوا قَتَلَة.’ حَكَمَ يوجين بعدَ رؤيَتِهُم.

 

“كيفَ تجرؤ!”

تَصَلَبَ وَجهُ لامان وصَرَخ: “تَوَقَف!”

 

صَرَّ لامان أسنانَه. لقد صَرَحَ بِـوضوحٍ بِـطَلَبِه، لكِنَ الجانِبَ الآخر لم يبدُ أنَّهُ يَستَمِع. هل يَعتَقِدُ خَطئًا أنَّهُم لصوص؟ لكِن، بِـما أنَّ الجانِبَ الآخرَ يُهاجِمُهُم بالفِعل، فَـقد فاتَ الأوانُ بالنِسبةِ لهُم لِـمُحاولةِ حَلِّ سوءِ الفِهمِ هذا بالحوار. لقد أمَرَّهُم سَيدُهم باللَحاقِ سِرًا بِـهذا الصبي. لو أرادوا تَنفيذَ أمرِهِ بِـشَكلٍ صَحيح، فَبَـدلًا مِن مُحاولةِ حَلِّ الإرتِباك، سَـيَكونُ مِنَ الأفضَلِ السَماحُ لِـهذا الإرتِباكِ بالإستِمرار.

أدركَ أنَّ الأوانَ قد فاتَ بالنِسبةِ لهُم لِـكَي يَتَراجَعوا. فَـقد إقتَرَبَ الصَبيُّ بِـسُرعةٍ أكبرُ مِمَّا هو مُتَوقَع.

وراءَ لامان رأوا هيئةَ يوجين لايونهارت تَقتَرِبُ مِنهُم.

 

 

تَوَقَف؟ هل هو يأمُرُني حقًا؟ لِماذا يَجِبُ عليَّ أنْ أستَمِعَ له؟ هل هو أحمَق؟’

“ما المُمَيزُ جدًا حولَ ذلِك؟ كانَ حَفلُ بِلوغِ قَبيلَتِنا هكذا أيضًا. مُعظَمُ القبائِلِ التي تَعيشُ في هذهِ الصَحراءِ لديها تقاليدُ مُشابِهةٌ لِـسِنِّ البلوغ.” أجابَ لامان بِـسُخرية:  “ماذا في ذلِك؟ هل تَعتَقِدُ أنَّ هذا الصَبيَّ يَتَحدى الصحراءَ لِـيُثبِتَ أنَّهُ رَجُل؟”

 

 

لم يَرُد يوجين على صَرخةِ لامان. لقد صارَ فضوليًا حقًا لِـمَعرِفةِ مَن يَتَتَبَعُه. أرادَ أيضًا أنْ يَعرِفَ ما هي نيَّتُهُ بِـاللحاقِ بهِ هكذا.

شششش!

 

مع صَوتِ هديرٍ رعديِّ صَدَرَ مِن عباءةِ يوجين، قامَ ضوءٌ أبيضٌ بِـتَقسيمِ الظَلام. ضَرَبَ لامان حينَها. لن تَعمَلَ مُجَرَدُ ضَربَةٍ مائِلةٍ كَـرادِع. شَعَرَ لامان غريزيًا أنَّ القيامَ بِـذلِكَ لن يَكونَ آمِنًا، وسُرعانَ ما ثَبُتَتْ صِحَتُ أفكارِه.

رُبَما سَـيَكونُ قادِرًا على مَعرفةِ ذلِكَ مِن خِلالِ تحيَّتِهُم بِـإبتسامةٍ والدَردَشةِ معَهُم حولَ هذا وذاك، لكِنَ يوجين لم يُفَكِر أبدًا بِـمِثلِ هذهِ الطَريقةِ مِنَ الأساس. فَـلو إنَّ شيئًا كهذا سَـيَنجَح، لِماذا لم يَفعَلوا هُم هذا معه؟

مُرتَديًا عباءةً واحِدةً فقط، وحِذائُهُ هو زوجٌ عاديٌّ يُمكِنُ رؤيتُهُ في أيِّ مَكانٍ تَقريبًا، ولكِن معَ ذلِك، إستَطاعَ هذا الصبيُّ الرَكضَ عبرَ الصَحراءِ الرَمليةِ كما لو إنَّ قَدَمَيهِ يَخطوانِ على أرضٍ صَلِبةٍ ومُستَوية.

صَرَّ لامان أسنانَه. لقد صَرَحَ بِـوضوحٍ بِـطَلَبِه، لكِنَ الجانِبَ الآخر لم يبدُ أنَّهُ يَستَمِع. هل يَعتَقِدُ خَطئًا أنَّهُم لصوص؟ لكِن، بِـما أنَّ الجانِبَ الآخرَ يُهاجِمُهُم بالفِعل، فَـقد فاتَ الأوانُ بالنِسبةِ لهُم لِـمُحاولةِ حَلِّ سوءِ الفِهمِ هذا بالحوار. لقد أمَرَّهُم سَيدُهم باللَحاقِ سِرًا بِـهذا الصبي. لو أرادوا تَنفيذَ أمرِهِ بِـشَكلٍ صَحيح، فَبَـدلًا مِن مُحاولةِ حَلِّ الإرتِباك، سَـيَكونُ مِنَ الأفضَلِ السَماحُ لِـهذا الإرتِباكِ بالإستِمرار.

 

 

 

‘دَعنا فقط نَسمَحُ لَهُ بالإعتِقادِ بِـأنَّنا لصوص.’ قَرَرَ لامان.

أدركَ أنَّ الأوانَ قد فاتَ بالنِسبةِ لهُم لِـكَي يَتَراجَعوا. فَـقد إقتَرَبَ الصَبيُّ بِـسُرعةٍ أكبرُ مِمَّا هو مُتَوقَع.

 

 

إنَّهُم بِـحاجةٍ فقط لإخضاعِ الصَبيِّ أولا، ثُمَّ سَرِقةِ مَبلَغٍ مُعتَدِلٍ مِن المالِ مِنهُم ويُغادِرون. هذهِ ليسَتْ أفضَلَ طَريقةٍ للقيامِ بِـذلِك، ولكِن رُبَما تُقنِعُ هذهِ السَرقةُ هذا الصبيَّ بالعَودةِ بِـنَفسِ الطَريقةِ التي أتى بِها.

 

 

 

بالنسبةِ لِـلامان، هذهِ ليسَتْ نَتيجةً سيئة. لو إستَمَرَ هذا الصَبيُّ في التَوجُهِ للأمامِ دونَ تَغييرِ إتِّجاهِهِ غدًا، لَـإستَطاعَ لامان أنْ يَتَدخَلَ بِـشَكلٍ ما. غَطَّتْ الطاقةُ السِحريةُ سِكينَ لامان بِـقوةِ سَيفٍ رمادية.

 

 

 

أضاءَتْ عيونُ يوجين وهو يَرى هذا الَمنظَر. أنْ تَكونَ قادِرًا على إنشاءِ قوةِ السيف، والتي هي المُستوى التالي الأعلى مِن شُعاعِ السَيف، تَعني أنَّ خَصمَهُ هو مُحارِبٌ ماهِرٌ إلى حَدٍّ ما.

 

 

الفصل 59.2: الصحراء (1)

‘لقد مَرَّتْ فَترةٌ طويلة.’ فَكَرَ يوجين بِـتَرَقُب.

‘لقد مَرَّتْ فَترةٌ طويلة.’ فَكَرَ يوجين بِـتَرَقُب.

 

يوجين يَركُضُ الآنَ نَحوَهُم مُباشرة، بِـسُرعةٍ كَبيرةٍ جدًا. المَسافةُ المَعقولةُ التي تَرَكوها بينَهُم وبينَهُ لم تَعُد تبدو مَعقولةً جدًا. في الوَقتِ الحالي، لم يَستَطِع لامان سِوى سَحبَ سكينِهِ الكبيرة.

في العامَينِ الماضيَّين، قَضى يوجين مُعظَمَ وقتِهِ في إستِنشاقِ رائِحةِ الحِبرِ بدلًا مِن رائِحةِ الدَم، فَـقد ظَلَّ عادَةً يَحمِلُ قَلَمًا ووَرَقةً بَدَلًا مِنَ السَيفِ أو الأسلِحةِ الأُخرى. نَتيجةً لذلِك، ظَلَّ دِماغُهُ يَعمَلُ أكثَرَ بِـكَثيرٍ مِن جَسَدِه. على الرُغمِ مِن أنَّهُ قد تَأكَدَ مِنَ التَدريبِ في المُختَبراتِ كُلَّ يوم، إلا أنَّهُ قضى وَقتًا أطوَلَ بِـكَثيرٍ في تَعلُمِ السِحرِ والعَمَلِ على أُطروحَتِه.

“طقوس؟” تسائلَ لامان.

 

بينَما هو يَنزَلِقُ على الكُثبانِ الرَملية، أبقى يوجين نشابيتَهُ مَرفوعةً.

علاوةً على ذلِك، أثناءَ التَدريبِ في المُختَبَرات، ظَلَّ يوجين دائِمًا لِـوَحدِه. بالعودةِ إلى الوقتِ الذي كانَ فيهِ في المَنزِلِ الرئيسي للايونهارت، إمتَلَكَ سيان، غيلياد، جيون، وفُرسانٌ آخرونَ كَـشُرَكاءٍ في السِجال.

 

 

تَصَلَبَ وَجهُ لامان وصَرَخ: “تَوَقَف!”

لقد مَرَّ عامانِ مُنذُ آخِرَ مَرةٍ قاتَلَ فيها بِـجديةٍ مع شَخصٍ مِثلَ هذا.

“اغغ….!”

 

 

شَعَرَ يوجين بالسَعادةِ من هذا الإدراكِ المُفاجِئ. كانَ تَعَلُمُ السِحرِ مُمتِعًا بالتأكيد، ولكِن في كُلِّ مِن حياتَيهِ السابِقة والحالية، رأى يوجين أنَّ تَحريكَ جَسَدِهِ أكثَرُ مُتعة.

تنغ!

 

 

أظهَرَ لامان قوةَ سَيفِه، لكِنَهُ لم يَضرِب. فَـقد أخرَجَ سَيفَهُ فقط مِن أجلِ إظهارِ القَليلِ مِنَ التَهديدِ وجَعلِ يوجين يَتَوقَف.

 

 

‘دَعنا فقط نَسمَحُ لَهُ بالإعتِقادِ بِـأنَّنا لصوص.’ قَرَرَ لامان.

لكِن سُرعانَ ما أدرَكَ لامان أنَّ الأُمورَ لم تَسِر كما نَوى.

‘لقد مَرَّتْ فَترةٌ طويلة.’ فَكَرَ يوجين بِـتَرَقُب.

 

 

فَـذلِكَ الشابُ البالِغُ مِنَ العُمرِ تِسعةَ عَشَرَ عامًا مِن عَشيرةِ لايونهارت لا يَزالُ يَتَحرَكُ نحوَ مَجموعَتِهِ المُكَوَنةِ مِن عشرةِ أفراد، ذلِكَ رُغمَ كَونِها صَحراءً لا يوجَدُ أحدٌ فيها لِـمُساعدَتِه.

 

 

‘لقد مَرَّتْ فَترةٌ طويلة.’ فَكَرَ يوجين بِـتَرَقُب.

حتى في هذهِ اللَيلةِ المُظلِمةِ ومعَ عَرضِ لامان بِـوضوحٍ لِـوجودِ قوةِ سَيفِهِ أمامَهُ مُباشرة، لم يُظهِر يوجين حتى أيَّ أثَرٍ للخَوف. بدلًا مِن ذلِك، بدا وكأنَهُ مُتَحمِسٌ بِـطَريقةٍ ما حيثُ رآهُ يَبتَسِم.

أدركَ أنَّ الأوانَ قد فاتَ بالنِسبةِ لهُم لِـكَي يَتَراجَعوا. فَـقد إقتَرَبَ الصَبيُّ بِـسُرعةٍ أكبرُ مِمَّا هو مُتَوقَع.

 

عِندَها فقط تَحدَثَ يوجين، “مَن أنت؟”

عِندَ رؤيةِ هذهِ الإبتِسامة، عَرَفَ لامان أنَّهُ لم يَعُد بِـإمكانِهِ التَفكيرُ في خَصمِهِ كَـشابٍ لم يَختَبِر بَعدُ مَراسِمَ بلوغِه. هذا نَمرٌ شابٌ قَويٌّ بِـما يَكفي لإظهارِ كبريائِه.

ولكِن متى حَصَلَ يوجين على فُسحةٍ لإخراجِها؟ حتى قبلَ قليلٍ فقط، كانَتْ يَدُهُ اليُسرى فارِغة.

 

‘لقد مَرَّتْ فَترةٌ طويلة.’ فَكَرَ يوجين بِـتَرَقُب.

رَفرَفَتْ عباءةُ الظلامِ حولَ أكتافِ يوجين وهو يَركُض، مُغَطيةً ذراعَيهِ جاعِلًا مِنَ الصَعبِ رؤيتُهُما.

لم يَستَطِع المُلازِمُ أنْ يُبعِدَ بَصَرَهُ بَعيدًا عن السَهمِ الموجَهِ بِـدِقةٍ إلى صَدرِه. هو لن يَكونَ خائِفًا لو إنَّهُ مُجَرَدُ سَهم. فَـهذا المُلازِمُ هو مُحارِبٌ ماهِرٌ يُمكِنُهُ الإمساكُ بالسَهمِ المُنطَلِقِ نَحوَهُ حتى.

 

لقد ظلوا يُتابِعونَ يوجين عن بُعدٍ خِلالَ اليَومَينِ الماضيَّين، لكِنَ هذا الصَبيَّ مِن عشيرةِ لايونهارت بدا ساذَجًا وجاهِلًا لِـدَرجةِ أنَّهُ مِنَ الصَعبِ تَصديقُ أنَّهُ سَيدٌ شابٌ مِن عائِلةٍ مَرموقة.

بينما عَدَلَ لامان وَضعيَّته، رَفَعَ سِكينَهُ الكبيةَ لِـأعلى قليلًا.

علاوةً على ذلِك، أثناءَ التَدريبِ في المُختَبَرات، ظَلَّ يوجين دائِمًا لِـوَحدِه. بالعودةِ إلى الوقتِ الذي كانَ فيهِ في المَنزِلِ الرئيسي للايونهارت، إمتَلَكَ سيان، غيلياد، جيون، وفُرسانٌ آخرونَ كَـشُرَكاءٍ في السِجال.

 

“لا أعرِفُ أسبابَه، ولكِن هل تَتَذَكَرُ ما قالَهُ لنا سَيدُنا؟ قالَ إنَّهُ يَجِبُ ألَّا نَسمَحَ لِـهذا الصَبيِّ بِـدُخولِ صَحراءِ كازاني.”

بوم!

 

 

‘دَعنا فقط نَسمَحُ لَهُ بالإعتِقادِ بِـأنَّنا لصوص.’ قَرَرَ لامان.

مع صَوتِ هديرٍ رعديِّ صَدَرَ مِن عباءةِ يوجين، قامَ ضوءٌ أبيضٌ بِـتَقسيمِ الظَلام. ضَرَبَ لامان حينَها. لن تَعمَلَ مُجَرَدُ ضَربَةٍ مائِلةٍ كَـرادِع. شَعَرَ لامان غريزيًا أنَّ القيامَ بِـذلِكَ لن يَكونَ آمِنًا، وسُرعانَ ما ثَبُتَتْ صِحَتُ أفكارِه.

‘تعويذةٌ سحرية!’

 

 

تشينغ!

عِندَها فقط تَحدَثَ يوجين، “مَن أنت؟”

 

بينما عَدَلَ لامان وَضعيَّته، رَفَعَ سِكينَهُ الكبيةَ لِـأعلى قليلًا.

قَفَزَتْ شَفرةٌ زَرقاءُ فِضيةٌ مِن عباءةِ يوجين وإصطَدَمَتْ مع سكينِ لامان. أو على الأقَل، تَوَقَعَ لامان حدوثَ تصادُم. لكِن، إتَضَحَ أنَّهُ مُخطئ. فَـبَدَلًا مِن تَصادُمٍ مُتساو، تَمَّ ضَربُهُ بِـقوةٍ ساحِقة. تَمَّ رَدُّ سِكينِ لامان لأعلى، وبدأ مِعصَمَيهِ وذراعَيهِ يَنبضونَ بالألم.

————-

 

 

“اغغ….!”

يُمكِنُ رؤيةُ لَهَبٍ أبيضٍ نَقيٍّ يَتَحرَكُ بِـوضوحٍ في الظلام. هذهِ هي المَرةُ الأولى التي يَراها فيها شَخصيًا، ولكِن حتى لامان سَمِعَ كُلَّ شيءٍ عن شُعلةِ الطاقةِ السِحريةِ الشَهيرة. رَمزُ صيغةِ اللَهَبِ الأبيضِ الخاصةِ بِـعَشيرةِ لايونهارت، بِدةُ الأسَدِ الأبيضِ المُبهِر.

 

‘تعويذةٌ سحرية!’

سُرعانَ ما ألقى لامان نَفسَهُ للخَلفِ لاهِثًا. إنتهى الإشتِباكُ في لَحظة، لكِنَ رِجالهُ قد بدأوا يَتَحرَكونَ بالفِعل. مُلازِمُه، الذي رَكَضَ خلفَهُ بِـمسافةٍ بسيطةٍ فقط، حامِلًا بالفِعلِ سكينَهُ الخاص.

 

 

 

وسُرعانَ ما هَرَعَ المُلازِمُ إلى الأمامِ لِـمواجهةِ يوجين بدلًا مِن لامان المُنسَحِب. ولكِن بينَما هو يَندَفِعُ للأمام، تَجَمَدَ فجأة. لأنَّ يوجين صارَ يَحمِلُ الآنَ نَشابيةً في يَدِهِ اليُسرى.

 

 

غيرَ قادِرٍ على فِهمِ سَبَبَ تَحولِ تعابير مُلازِمِهِ إلى مِثلِ هذا التَعبيرِ المَصدوم، أدارَ لامان رأسَهُ أيضًا للنَظَر. ثُمَّ سَقَطَ فَكُّ لامان أيضًا مِثلَ فَكِّ مُلازِمه.

ولكِن متى حَصَلَ يوجين على فُسحةٍ لإخراجِها؟ حتى قبلَ قليلٍ فقط، كانَتْ يَدُهُ اليُسرى فارِغة.

 

 

شششش!

 

 

 

بينَما هو يَنزَلِقُ على الكُثبانِ الرَملية، أبقى يوجين نشابيتَهُ مَرفوعةً.

 

 

تشينغ!

لم يَستَطِع المُلازِمُ أنْ يُبعِدَ بَصَرَهُ بَعيدًا عن السَهمِ الموجَهِ بِـدِقةٍ إلى صَدرِه. هو لن يَكونَ خائِفًا لو إنَّهُ مُجَرَدُ سَهم. فَـهذا المُلازِمُ هو مُحارِبٌ ماهِرٌ يُمكِنُهُ الإمساكُ بالسَهمِ المُنطَلِقِ نَحوَهُ حتى.

‘لقد مَرَّتْ فَترةٌ طويلة.’ فَكَرَ يوجين بِـتَرَقُب.

 

 

ومعَ ذلِك، لم يَستَطِع فِعلَ أيِّ شَيءٍ حيالَ الرِمالِ المَوجودةِ تَحتَهُ والتي بَدَأتْ تَبتَلِعُ قَدَميهِ فجأة.

فَـذلِكَ الشابُ البالِغُ مِنَ العُمرِ تِسعةَ عَشَرَ عامًا مِن عَشيرةِ لايونهارت لا يَزالُ يَتَحرَكُ نحوَ مَجموعَتِهِ المُكَوَنةِ مِن عشرةِ أفراد، ذلِكَ رُغمَ كَونِها صَحراءً لا يوجَدُ أحدٌ فيها لِـمُساعدَتِه.

 

 

‘تعويذةٌ سحرية!’

يُمكِنُ رؤيةُ لَهَبٍ أبيضٍ نَقيٍّ يَتَحرَكُ بِـوضوحٍ في الظلام. هذهِ هي المَرةُ الأولى التي يَراها فيها شَخصيًا، ولكِن حتى لامان سَمِعَ كُلَّ شيءٍ عن شُعلةِ الطاقةِ السِحريةِ الشَهيرة. رَمزُ صيغةِ اللَهَبِ الأبيضِ الخاصةِ بِـعَشيرةِ لايونهارت، بِدةُ الأسَدِ الأبيضِ المُبهِر.

 

حسنًا، أيًا يَكُن. ليسَ وكأنَ لامان مُهتَمٌ حقًا بِـكُلِّ ذلِك. فَبِـغَضِّ النَظَرِ عن مدى روعةِ عَشيرةِ لايونهارت، فَـالشَخصُ الذي يَتَّبِعونَهُ هو مُجَرَدُ شَقيٍّ يَبلُغُ مِنَ العُمرِ تِسعةَ عَشَرَ عامًا. وبِـما أنَّ الشائِعاتِ عادةً هي مُجَرَدُ مُغالاتٍ في وَصفِ الحقيقة، فَـلامان أحسَّ بِـخَوفٍ أكبرَ مِن فَشَلِهِ في تَنفيذِ أوامِرِ سَيدِهِ على خوفِهِ مِن سَيدٍ شابٍ مِن بَلَدٍ أجنبيٍّ بعيد.

لم يَرَّ أيَّ تَعويذةٍ تُلقى. لقد تَمَّ تَنشيطُ التَعويذةِ فجأة. حاوَلَ المُلازِمُ بِـسُرعةٍ تَحريرَ نفسِه، لكِنَ تَعويذةَ يوجين لم تَتَوقَف فقط عِندَ تَدميرِ الأرضِ تَحتَه. فَبِـقيادةِ الطاقةِ السِحرية، تَشَكَلَتْ الرِمالُ لِـتُكَوِنَ عَشراتِ المَجَساتِ التي إلتَفَّتْ حَولَ قَدَمَيِّ المُلازِم.

 

 

 

“كيفَ تجرؤ!”

بينَما هو يَنزَلِقُ على الكُثبانِ الرَملية، أبقى يوجين نشابيتَهُ مَرفوعةً.

 

 

إنطَلَقَ مَرؤوسوا لامان الآخرون لِـمُهاجمةِ يوجين. عِندَها فقط قامَ يوجين بإطلاقِ سَهمِه.

تَكَهَنَ مُلازِمُ لامان: “أعتَقِدُ أنَّهُ قد يَكونُ نوعًا مِنَ الطقوس.”

 

 

تنغ!

 

 

المُلازِمُ لم يَستَطِع تَجَنُبَ السَهم. لِـحُسنِ الحَظ، إختَرَقَ السَهمُ كَتِفَهُ فقط، وليسَ صَدرَه، ولكِن بِـغَضِّ النَظَرِ عن المَكانِ الذي ضَرَبَهُ السهم، لا تَزالُ إصابَتُهُ بِـسَهمٍ تُؤلِمُه.

 

 

 

لم يُطلِق يوجين فقط سَهمًا. حيثُ وَمَضَتْ العَشَراتُ مِنَ الصَواريخِ السِحريةِ في الظلامِ بجانبِه.

 

 

 

عِندَها فقط تَحدَثَ يوجين، “مَن أنت؟”

بالنسبةِ لِـلامان، هذهِ ليسَتْ نَتيجةً سيئة. لو إستَمَرَ هذا الصَبيُّ في التَوجُهِ للأمامِ دونَ تَغييرِ إتِّجاهِهِ غدًا، لَـإستَطاعَ لامان أنْ يَتَدخَلَ بِـشَكلٍ ما. غَطَّتْ الطاقةُ السِحريةُ سِكينَ لامان بِـقوةِ سَيفٍ رمادية.

 

إنَّهُم بِـحاجةٍ فقط لإخضاعِ الصَبيِّ أولا، ثُمَّ سَرِقةِ مَبلَغٍ مُعتَدِلٍ مِن المالِ مِنهُم ويُغادِرون. هذهِ ليسَتْ أفضَلَ طَريقةٍ للقيامِ بِـذلِك، ولكِن رُبَما تُقنِعُ هذهِ السَرقةُ هذا الصبيَّ بالعَودةِ بِـنَفسِ الطَريقةِ التي أتى بِها.

لم يَتَمكَن لامان مِنَ الرَدِّ على الفَور.

الفصل 59.2: الصحراء (1)

 

حتى في هذهِ اللَيلةِ المُظلِمةِ ومعَ عَرضِ لامان بِـوضوحٍ لِـوجودِ قوةِ سَيفِهِ أمامَهُ مُباشرة، لم يُظهِر يوجين حتى أيَّ أثَرٍ للخَوف. بدلًا مِن ذلِك، بدا وكأنَهُ مُتَحمِسٌ بِـطَريقةٍ ما حيثُ رآهُ يَبتَسِم.

في الوَقتِ الحالي، الوحيدونَ الذينَ ما زالوا يَقِفونَ على أقدامِهم هُم يوجين ولامان.

 

————-

مُرتَديًا عباءةً واحِدةً فقط، وحِذائُهُ هو زوجٌ عاديٌّ يُمكِنُ رؤيتُهُ في أيِّ مَكانٍ تَقريبًا، ولكِن معَ ذلِك، إستَطاعَ هذا الصبيُّ الرَكضَ عبرَ الصَحراءِ الرَمليةِ كما لو إنَّ قَدَمَيهِ يَخطوانِ على أرضٍ صَلِبةٍ ومُستَوية.

الآن مرحباً، كما تعرفون فالفصول إلى الآن مقسمة إلى جزئين، لكن من الفصل القادم فصاعدًا ستكون الفصول كاملة بلا أي تقسيم. لذا ستكون الفصول طويلة جدا ولن أكون قادرًا على نشر الفصول يوميًا كما أفعل الآن لذا، سيتوجب علي إما أن أنشر فصل كل يومين أو ثلاثة بنفس جودة الترجمة أو أن أقلل الجودة لكي أستطيع نشر فصل كل يوم تقريبًا. ولهذا أتمنى منكم أن تخبروني في التعليقات ماذا تريدون. ولكي تعلموا، بالنسبةِ لا مشكلة لدي مع أي من الخيارين.

حسنًا، أيًا يَكُن. ليسَ وكأنَ لامان مُهتَمٌ حقًا بِـكُلِّ ذلِك. فَبِـغَضِّ النَظَرِ عن مدى روعةِ عَشيرةِ لايونهارت، فَـالشَخصُ الذي يَتَّبِعونَهُ هو مُجَرَدُ شَقيٍّ يَبلُغُ مِنَ العُمرِ تِسعةَ عَشَرَ عامًا. وبِـما أنَّ الشائِعاتِ عادةً هي مُجَرَدُ مُغالاتٍ في وَصفِ الحقيقة، فَـلامان أحسَّ بِـخَوفٍ أكبرَ مِن فَشَلِهِ في تَنفيذِ أوامِرِ سَيدِهِ على خوفِهِ مِن سَيدٍ شابٍ مِن بَلَدٍ أجنبيٍّ بعيد.

أدركَ أنَّ الأوانَ قد فاتَ بالنِسبةِ لهُم لِـكَي يَتَراجَعوا. فَـقد إقتَرَبَ الصَبيُّ بِـسُرعةٍ أكبرُ مِمَّا هو مُتَوقَع.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط