نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 61

الصحراء (3)

الصحراء (3)

الفصل 61: الصحراء (3)

قبل ثلاثمائة عام، كان هامل من النوع الذي سيمضي قدمًا ويتحقق من الأمر بنفسه لو إشتبه في وجود فخٍ أمامه. لم يعتبر هامل مثل هذه الأفعال أفعالًا متهورة. فًـبما أنه متأكد من قدرته على التعامل مع كل يُلقى عليه، فَـلماذا لا يخاطر بالدخول في فخ. وجودُ فخ؟ وماذا إذن؟ يمكنه حينها سحق كل شيء أمامه فقط. وإذا لم يوجد فخ؟ ثم سيمكنه هكذا المضي قدمًا بعقلية أكثر إسترخاءً من ذي قبل فقط.

رغم خوف مرؤوسي لامان فكرة العودة بدونه، إلا أنهم لم يمتلكوا خيارًا سوى القيام بذلك. قبل مغادرتهم، قاموا بإنشاء قصتهم حول ما حدث هنا.

 

 

“صحراء كازاني. اعتادت أن تكون أراضي مملكة توراس، صحيح؟” قال يوجين.

أثناء مطاردتهم السرية، حاول يوجين لايونهارت دخول صحراء كازاني، مما أجبرهم على محاولة إيقافه. ومع ذلك، إكتشفوا أنه من المستحيل عليهم الوقوف بحزم في مواجهة عناد هذا السيد الشاب من عشيرة لايونهارت، وفشلوا أيضًا في إقناعه.

 

 

 

وهكذا، قرر قائدهم، لامان، مرافقة يوجين وحده. في الوقت الحالي، سمحوا ليوجين بدخول صحراء كازاني مع أخذ وعدٍ منه بالعودة عند مواجهته لأول علامةٍ على الخطر أو المتاعب.

 

 

 

لم يعرف أي منهم هل سَـيصدق عاهل كاجيتان، تيري المنداني، مثل هذه القصة. تم علاج الجروح التي تلقوها من يوجين بطريقة ما بالجرعات وسحر العلاج، ولكن….في النهاية، أوامر سيدهم كانت منع يوجين من دخول كازاني، وليس التصرف كَـمرافقين له والذهاب معه إذا لم يتمكنوا من ردعه.

“…لا على الإطلاق.” جاء رد لامان المتأخر.

 

جاء الصباح مبكرًا في الصحراء. نَهضَ يوجين على الفور بمجرد أن بدأت أشعة الفجر تنتشر عبر السماء. وعلى الرغم من أنه إستيقظ للتو، إلا أن عيناه بَدَتا صافيتَينِ ومشرقَتَين بشكلٍ لا يصدق.

لهذا، ظلَّ لامان يحس بِـعدم الإستقرار لدرجة أنه لم يستطِع إلا البقاء مستيقظًا طوال الليل. بعد أن إعترف لنفسه أنَّهُ حتى لو لم يتحدث مرؤوسوه مِن أجله، لما إستطاع تحمل الخوف والألم الذي جلبه له يوجين لفترة أطول، شعر لامان بالخجل الشديد من نفسه لهذا.

لكن لامان حاول تجاهل هذه المشاعر.

 

 

الولاء لسيدك والقدرة على البقاء صامِتًا هي مُميزات هامة يجب أن يمتلكها المحارب. لكن لامان خان سيده. فَـشفتاه، التي مِن المفترض أن تكون ضيقةً مثل القفل، قد رفرفتا بحرية. كما شعر بالقلق بشأن كيفية معاملة مرؤوسيه، الذين لم يَتَبقَ لديهم خيار سوى العودة….

“صحراء كازاني. اعتادت أن تكون أراضي مملكة توراس، صحيح؟” قال يوجين.

 

 

ومع ذلك، هذا أفضل. على الرغم من أن الموت على يد يوجين هي بالتأكيد فكرة مخيفة، إلا أن لامان خافَ أكثر من تشويه شرفه وفخره بسبب هذا الفشل.

 

 

“مرحبًا، لامان. حاول أن تبقي محاولاتك للهروب من الواقع داخل رأسك. لا تبدأ في إغضابي بمحاولاتك الضعيفة في إنكار الواقع.” حذره يوجين.

لهذا حاول أن يُريحَ نفسه بفكرة أنه الآنَ يحمي شرفهم بإتِّباعِ يوجين، لكن قلب لامان لا يزال غير قادر على الراحة. علاوة على ذلك، لم يستطِع لامان النوم بسبب كل الجروح والكدمات التي ألحقها يوجين بجسده، وخاصة وجهه، الذي ضرب مرارًا وتكرارًا على الرمال.

لم يتقلب يوجين أثناء نومه، ولم يشخر أيضًا. بدا فقط وكأنه نائم بعمق، يتنفس ببطء مع نظرة هادئة على وجهه. ومع ذلك، ما زال لامان لا يجرؤ على الاقتراب منه. في ذلك الوقت القصير، العنف الذي تعرض له جسده قد كسر إرادة لامان في المقاومة.

 

“هل يمكن أن تكون في مزاج سيئ لأنني عاملتك بوقاحة؟” سَئلَهُ يوجين.

من ناحية أخرى، نامَ يوجين بسعادة. بينما تعرض لامان للتعذيب طوال الليل بالألم في جسده وقلبه، نامَ يوجين مثل طفل بجانبه، ملتفًا في عباءة الظلام.

“مستحيل—! أنا حقًا، حقًا لا أعرف. سَـأقسم بهذا على كل ما أملك.” أصر لامان.

 

تحولت أفكاره الآن إلى الشائعات القائلة بأنه ستكون هناك حرب قريبًا.

“تسك….” نظر لامان إلى يوجين ونقر على لسانه بصدمة.

 

 

أحسَّ لامان بالإرتِباك: “…هاه؟”

على الرغم من تعرضه للضرب، أطراف لامان لا تزال سليمة. قدماهُ ويداهُ غير مقيدتان، ولم يأخذ منهُ يوجين أسلحته منه. لو إستَطاع فقط جمع ثقته بنفسه، لهاجم لامان يوجين متى شاء.

 

 

“هاااه…” بعد التنهد بسخرية من نفسه، واصل لامان تغطية جسده بالضمادات. في المقام الأول، وصفه بأنه مجرد اختبار سيكون أمرًا سخيفًا، هذا لأنه سيخاطر بقطع حلقه.

‘هل هو فقط متغطرس….لا، لا هذا غير ممكن.’ رفض لامان مثل هذه الفكرة.

 

 

“إذن هذا هو ما يفعلونه.” أومأ يوجين ضاحِكًا: “من خلال إظهار سراب لنا، يحاولون جعلنا نعتقد أننا نسير في الإتجاه الخاطئ، وبالتالي يثنينا ذلك عن الاقتراب. ولكن هذا يجعل الأمر أكثر شبهةً فقط.”

لم يتقلب يوجين أثناء نومه، ولم يشخر أيضًا. بدا فقط وكأنه نائم بعمق، يتنفس ببطء مع نظرة هادئة على وجهه. ومع ذلك، ما زال لامان لا يجرؤ على الاقتراب منه. في ذلك الوقت القصير، العنف الذي تعرض له جسده قد كسر إرادة لامان في المقاومة.

على الرغم من أن يوجين أطلق على هذا مُسمى تنازل، إلا أنه في الأساس كان إبتزازًا. فَـبعدَ الإدِّعاءِ بأن توسع الصحراء شيءٌ قد خططت له السماء، قام سلطان نهاما بوضع محاربيه في الصحراء وبدأ في إجراء مناورات عسكرية. كدولة صغيرة، لا يمكن أن تُخاطِرَ توراس بنزاع مع نهاما حتمًا؛ ولا يمكن لأي دولة صالحة في هذه القارة أن تسفك دماء جنودها لمجرد أنها تشعر بالشفقة على مثل هذا البلد الصغير.

 

“…قبر؟ هل أنت هنا لأنك أردت زيارة قبر أحد أفراد الأسرة؟” سألَ لامان.

أيضًا، لا يزال لامان لا يرى أي ثغراتٍ في دفاعات يوجين.

 

 

 

يوجين نائمٌ بالتأكيد. سواءً مِن مراقبة تنفسه أو نبضه، فإن كل العلامات تشير إلى أنه نائم. هل يمكن أنه يُزَوِرُ نومه؟ ولكن ما هي الأسباب التي قد تجعل يوجين يفعل ذلك؟

“لا على الإطلاق.” نفى لامان.

لم يُهزم لامان هزيمةً عاديةً أبدًا. لقد هُزِمَ تمامًا من قبل ذلك الصبي البالغ من العمر تسعة عشر عامًا من عشيرة لايونهارت. ليس بمجرد ضربة حظ. لقد هُزِمَ لامان نتيجة للفجوة الهائلة في المهارة بينه وبين يوجين.

“على عكس مظهرك، يبدو أنك ساذج إلى حد ما، أيها الرجل العجوز. أو هل يمكن أنكَ تتظاهر فقط بالسذاجة؟” سأل يوجين.

 

 

‘…هل يمكن أن تكون مجرد عادة؟’ تكهن لامان.

“ما هي رتبتك؟” سألَ يوجين فجأة.

 

نظر لامان إلى يوجين بعيون مهتزة. على الرغم من أن كلمات يوجين صحيحةٌ من الناحية المنطقية، إلا أنه من الصعب تصديق أن مثل هذا الحُكم قد جاء من صبي يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا.

خمن لامان أن يوجين مُعتادٌ بالفعل على الخطر لدرجة أنه يمكن أن ينام بعمق حتى عندما لا يعرف من أين يأتي الخطر أو الشكل الذي قد يتخذه. في حين أن عقله قد يكون نائمًا، فَـجسده مستعد للرد على أي تهديد. تساءل لامان عَمَّا هل يجب عليه أن يحاول اختبار تخمينه هذا أم لا، لكنه أشار بعد ذلك إلى أنه يفتقر إلى المهارات اللازمة للقيام بذلك.

لكن يوجين لم يحتَج منه أن يقول أي شيء، “هل كُنتَ جزءًا من المجموعة التي حاولت الاستقرار في الصحراء؟ ثم مع كونك محظوظا بما يكفي للنجاة من العاصفة الرملية الكارثية تمكنت بطريقة ما من الوصول إلى كاجيتان….هل سيدك هو الذي سمح لك بالدخول في حينها؟ ولهذا السبب أنتَ لا تريد أن تصدق أن سيدك متصلٌ بطريقةٍ بالعواصف الرملية، لكنني متأكد من أن لديك بعض الشكوك حول ذلك….”

 

“هـ-هذا….إنَّهُ فقط قلق من أنك قد تواجه خطرًا في مثل هذه الصحراء الغادرة….”

“هاااه…” بعد التنهد بسخرية من نفسه، واصل لامان تغطية جسده بالضمادات. في المقام الأول، وصفه بأنه مجرد اختبار سيكون أمرًا سخيفًا، هذا لأنه سيخاطر بقطع حلقه.

“لماذا تطرح موضوعًا قديمًا جدًا الآن….؟ صحيح، لقد كانت أراضي تابعةً لتوراس منذ حوالي مائة عام.” سايَّرَ لامان يوجين.

 

 

الإقتراب من يوجين الآن هو فِعلٌ غير مجدٍ أبدًا الآن.

“مستحيل—! أنا حقًا، حقًا لا أعرف. سَـأقسم بهذا على كل ما أملك.” أصر لامان.

 

واصل يوجين حَثَّه، “إذن هل أنت مستاء لأنني دُست على شرفك؟”

“هلَّا بدأنا في التحرك؟” إقترح يوجين.

نظر لامان إلى يوجين بعيون مهتزة. على الرغم من أن كلمات يوجين صحيحةٌ من الناحية المنطقية، إلا أنه من الصعب تصديق أن مثل هذا الحُكم قد جاء من صبي يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا.

 

لكنه الآن يفضل وجود فخ أكثر. وآمَلَّ في أن شخصًا ما موجود هناك يحاول إيقاعهما في فخ. لأنه هكذا، سيكون تخطيطه للمواقف القادمة في هذه الصحراء أسهل.

جاء الصباح مبكرًا في الصحراء. نَهضَ يوجين على الفور بمجرد أن بدأت أشعة الفجر تنتشر عبر السماء. وعلى الرغم من أنه إستيقظ للتو، إلا أن عيناه بَدَتا صافيتَينِ ومشرقَتَين بشكلٍ لا يصدق.

 

 

ولكن إستخدام العواصف الرملية كَـوسيلة لتنفيذ غزوهم….أليسَ هذا شيئًا حقيرًا حقًا؟

“…حسنا.” وافق لامان على مضض.

 

 

قال يوجين دون أي ثقة: “سيكون من الرائع لو سار الأمر هكذا.”

في النهاية، لم يتمكن لامان من النوم، ولا حتى قليلًا. ومع ذلك، لم يُظهِر أي تعب. إعتاد لامان أيضًا على الظروف القاسية. كمحارب يمكنه التحكم بمهارة في طاقته السحرية، لهذا يمكنه التعافي من تعبه بإستهلاك القليل من الطاقة السحرية حتى لو لم يَنَم.

* * *

 

 

“هل يمكن أن تكون في مزاج سيئ لأنني عاملتك بوقاحة؟” سَئلَهُ يوجين.

في الوقت الحالي، وجود شامان رمال نهاما مُجردَ شكوك. لكن حقيقة أن الواحة أمامه هي وهم سحري سَـتُحول شكوك يوجين إلى يقين.

 

 

“لا على الإطلاق.” نفى لامان.

على الرغم من تعرضه للضرب، أطراف لامان لا تزال سليمة. قدماهُ ويداهُ غير مقيدتان، ولم يأخذ منهُ يوجين أسلحته منه. لو إستَطاع فقط جمع ثقته بنفسه، لهاجم لامان يوجين متى شاء.

 

في الوقت الحالي، وجود شامان رمال نهاما مُجردَ شكوك. لكن حقيقة أن الواحة أمامه هي وهم سحري سَـتُحول شكوك يوجين إلى يقين.

واصل يوجين حَثَّه، “إذن هل أنت مستاء لأنني دُست على شرفك؟”

“لو تم رؤية سرابِ واحة، فهذا يعني أنه يجب أن تكون هناك واحة حقيقية في مكان ما بعيدًا. ولكِن ليس في هذه الحالة. هذا وهم سحري.”

 

“ألم أخبرك أن تبقي محاولاتك في الهروب داخل رأسك؟ حسنا، افعل ما تريد. الأمر متروك لك لتقرر ما تريد تصديقه.” بعد قول هذا، واصل يوجين السير إلى الأمام.

“…لا على الإطلاق.” جاء رد لامان المتأخر.

إحتجَّ لامان، “ألم تقل إنهُ مُجرد وهم؟ إذن لماذا يجب أن نذهب إلى هناك؟”

 

يوجين نائمٌ بالتأكيد. سواءً مِن مراقبة تنفسه أو نبضه، فإن كل العلامات تشير إلى أنه نائم. هل يمكن أنه يُزَوِرُ نومه؟ ولكن ما هي الأسباب التي قد تجعل يوجين يفعل ذلك؟

“كان ردك الأول سريعا، لكن الرد الآن أبطأ قليلًا. آه، لا بأس لو إنَّكَ مستاء. لقد ذكرتُ ما فعلتُهُ لأنني أردت أن أزعجك، ولهذا السبب ضربتك أيضًا.” إعترف يوجين عندما بدأ يمشي إلى الأمام، مُبعدًا الرمال عن عباءته. “لكِنَ كُلَّ ذلِكَ من الماضي الآن. منذ أن مرَّ الليل وأشرقت الشمس مُعلنةً بداية يوم جديد، دعنا نبدأ اليوم الجديد هذا بإطار ذهنيٍّ جديد.”

 

لم يعرف لامان ما قصده هذا اللقيط، بقوله مثل هذه الأشياء، بالضبط.

تنهد يوجين، “هل أنتَ أحمق أيُّها العجوز؟”

 

“التصحر لا يزال يتقدم تدريجيًا حتى الآن، أليسَ هذا صحيحًا؟ ونظرًا لأن رفقك لا يستطيعون إلقاء مثل هذا الإدعاء الغبي ضد إمبراطورية كيهل، فَـهُم يستمرون في التنمر على الضعفاء الموجودين توراس.” قال يوجين هذا بنبرة إتهامٍ واضحة.

غير يوجين الموضوع، “هل هناك أي شامان رمال في صحراء كازاني؟”

بدا لامان صادقًا. ولماذا يسأل يوجين عن إمكانية تواجد أي شامان رمال في صحراء كازاني؟ لماذا شامان الرمال، الذين أقسموا بالولاء فقط لعائلة نهاما الملكية، سَـيكونون في صحراء كازاني، التي هي بعيدةٌ عن العاصمة؟

 

جاء الصباح مبكرًا في الصحراء. نَهضَ يوجين على الفور بمجرد أن بدأت أشعة الفجر تنتشر عبر السماء. وعلى الرغم من أنه إستيقظ للتو، إلا أن عيناه بَدَتا صافيتَينِ ومشرقَتَين بشكلٍ لا يصدق.

وسط إرتباك لامان، جاء سؤال آخر. لم يستطع لامان التفكير في الرد على الفور وحدق بصمت في ظهر يوجين.

“….”، عض لامان شفته بصمت

 

لم يعرف أي منهم هل سَـيصدق عاهل كاجيتان، تيري المنداني، مثل هذه القصة. تم علاج الجروح التي تلقوها من يوجين بطريقة ما بالجرعات وسحر العلاج، ولكن….في النهاية، أوامر سيدهم كانت منع يوجين من دخول كازاني، وليس التصرف كَـمرافقين له والذهاب معه إذا لم يتمكنوا من ردعه.

حذرَه يوجين:”لا تتصرف وكأنك لا تعرف,”

* * *

 

 

“أ-أنا حقًا لا أعرف.” تلعثم لامان.

على الرغم من أن لامان قد تعرض للضرب المبرح في الليلة الماضية، لكن لِـحُسنِ الحظ، لم يتم كسر أي من عظامه. وبفضل إستعمالِ طاقته السحرية طوال الليل بدلًا مِنَ النوم، لن يواجِه لامان أي مشاكل في الركض.

 

“….”، عض لامان شفته بصمت

هدده يوجين، “هل تريد حقا قضاء المزيد من الوقت في الجحيم بين يدي؟”

“كيف يمكن ذلك—لماذا لم تخبرني بهذا في وقت سابق؟” سأل لامان بسخط.

 

“أليسَ من الأفضل تأكيد شكوكك؟” بعدما أجاب، أخرج يوجين خريطته من عباءته.

“مستحيل—! أنا حقًا، حقًا لا أعرف. سَـأقسم بهذا على كل ما أملك.” أصر لامان.

“…قبر؟ هل أنت هنا لأنك أردت زيارة قبر أحد أفراد الأسرة؟” سألَ لامان.

 

“…لا على الإطلاق.” جاء رد لامان المتأخر.

بدا لامان صادقًا. ولماذا يسأل يوجين عن إمكانية تواجد أي شامان رمال في صحراء كازاني؟ لماذا شامان الرمال، الذين أقسموا بالولاء فقط لعائلة نهاما الملكية، سَـيكونون في صحراء كازاني، التي هي بعيدةٌ عن العاصمة؟

“…” أكد صمت لامان إستنتاج يوجين.

“ما هي رتبتك؟” سألَ يوجين فجأة.

 

 

 

“…هاه؟” بدا لامان مرتبكًا.

 

 

“مرحبًا، لامان. حاول أن تبقي محاولاتك للهروب من الواقع داخل رأسك. لا تبدأ في إغضابي بمحاولاتك الضعيفة في إنكار الواقع.” حذره يوجين.

“قلت أن سيدك هو عاهل كاجيتان. ونظرا لإمتلاكك مرؤوسين معك، يجب أن يكون لديك نوع من الرُتَبِ العسكرية.” أوضح يوجين.

 

 

 

“أنا….قائد الفرقة الثانية من محاربي الرمال الحمراء، وهي وحدة تحت القيادة المباشرة لسيدي.” كشف لامان.

 

 

بعدها قفز يوجين لأعلى بشكل مستقيم ثم إلتَفَّ في الهواء.

وحدة تحت قيادة العاهل المباشرة. هذا ليس مختلفًا عن فارسٍ يخدم تحت قيادة نبيل. هذا يعني أن كونك قائد الفرقة الثانية يجب أن تَكونَ مكانةً مرموقة إلى حدٍّ ما. وبالمهارات التي أظهرها لامان بالأمس، لا يبدو أنَّهُ لم يستحق منصب الكابتن.

“ما هي رتبتك؟” سألَ يوجين فجأة.

 

 

أدار يوجين رأسه لمراقبة وجه لامان. وما رآه هو الخجل والخوف فقط. لم يشعر أن لامان يكذب عليه. عرف يوجين الآن لماذا تم إرسال شخص مثل لامان، الذي وصل بالفعل إلى رتبة كابتن، في مهمةٍ كهذه.

مقر أميليا ميروين في نهاما. ساحر أسود وقع عقدا شخصيًا مع ملك الحصار الشيطاني. إنها حقيقة معروفة أنها مثلت نسبة كبيرة من القوة العسكرية لنهاما. هل هذا يعني أن الحرب هي شيء قررته هيلموث؟ أم أن نهاما تخفي طموحًا متزايدًا تحت أنظار هيلموث؟

 

 

لامان هو شخصٌ صادق ومخلص. ومع ذلك، لا يمكن أن يكون الولاء ضمانًا مُطلَقًا. وفي الوقت نفسه، يمكن دائمًا الإعتماد على الجهل. بغض النظر عن مدى إرعابِ وترهيب وتعذيب شخص ما، لا يُمكن له أن يقولَ ما لا يعرف. في هذا الصدد، كان لامان هو أبلهٌ مثالي.

 

 

“…قبر؟ هل أنت هنا لأنك أردت زيارة قبر أحد أفراد الأسرة؟” سألَ لامان.

تنهد يوجين، “هل أنتَ أحمق أيُّها العجوز؟”

أيضًا، لا يزال لامان لا يرى أي ثغراتٍ في دفاعات يوجين.

 

“إنه ليس في مقبرة. يجب أن يكون القبر الذي أبحث عنه قبرًا وحيدًا.”

“…هاه….؟” شعر لامان بالحيرة من الإهانة المفاجئة.

لم ينوِ لامان مهاجمة يوجين. مع صراخ مرعوب، دفع لامان ظهر يوجين بعدما خرجت شفرة داكنة من الرمال تحت قدمي يوجين. لكن يدي لامان لم تستطِعا تحريك يوجين للخلف.

 

لو أراد يوجين التوجه مباشرة إلى حيث هو مسقط رأس هامل، فَـهو بحاجة للمرور مباشرة عبر تلك الواحة.

“صحراء كازاني. اعتادت أن تكون أراضي مملكة توراس، صحيح؟” قال يوجين.

 

 

 

“لماذا تطرح موضوعًا قديمًا جدًا الآن….؟ صحيح، لقد كانت أراضي تابعةً لتوراس منذ حوالي مائة عام.” سايَّرَ لامان يوجين.

 

 

 

“هذا صحيح. لكن عاصفة رملية ظهرت من العدم وحولت كل الأراضي والغابات الجميلة إلى صحراء. نظرا لأن بقية حدودهم مع نهاما تحولت أيضًا إلى صحراء، لم تمتلك توراس خيار سوى التنازل عن هذه المنطقة لنهاما.”

 

على الرغم من أن يوجين أطلق على هذا مُسمى تنازل، إلا أنه في الأساس كان إبتزازًا. فَـبعدَ الإدِّعاءِ بأن توسع الصحراء شيءٌ قد خططت له السماء، قام سلطان نهاما بوضع محاربيه في الصحراء وبدأ في إجراء مناورات عسكرية. كدولة صغيرة، لا يمكن أن تُخاطِرَ توراس بنزاع مع نهاما حتمًا؛ ولا يمكن لأي دولة صالحة في هذه القارة أن تسفك دماء جنودها لمجرد أنها تشعر بالشفقة على مثل هذا البلد الصغير.

“كيف يمكن ذلك—لماذا لم تخبرني بهذا في وقت سابق؟” سأل لامان بسخط.

 

للحظة، لم يعرف لامان ماذا يقول.

“التصحر لا يزال يتقدم تدريجيًا حتى الآن، أليسَ هذا صحيحًا؟ ونظرًا لأن رفقك لا يستطيعون إلقاء مثل هذا الإدعاء الغبي ضد إمبراطورية كيهل، فَـهُم يستمرون في التنمر على الضعفاء الموجودين توراس.” قال يوجين هذا بنبرة إتهامٍ واضحة.

لم يعرف أي منهم هل سَـيصدق عاهل كاجيتان، تيري المنداني، مثل هذه القصة. تم علاج الجروح التي تلقوها من يوجين بطريقة ما بالجرعات وسحر العلاج، ولكن….في النهاية، أوامر سيدهم كانت منع يوجين من دخول كازاني، وليس التصرف كَـمرافقين له والذهاب معه إذا لم يتمكنوا من ردعه.

 

 

“…كيف تجرؤ على إلقاء مثل هذا الهراء؟” حذر لامان يوجين.

لم يعرف أي منهم هل سَـيصدق عاهل كاجيتان، تيري المنداني، مثل هذه القصة. تم علاج الجروح التي تلقوها من يوجين بطريقة ما بالجرعات وسحر العلاج، ولكن….في النهاية، أوامر سيدهم كانت منع يوجين من دخول كازاني، وليس التصرف كَـمرافقين له والذهاب معه إذا لم يتمكنوا من ردعه.

 

لهذا حاول أن يُريحَ نفسه بفكرة أنه الآنَ يحمي شرفهم بإتِّباعِ يوجين، لكن قلب لامان لا يزال غير قادر على الراحة. علاوة على ذلك، لم يستطِع لامان النوم بسبب كل الجروح والكدمات التي ألحقها يوجين بجسده، وخاصة وجهه، الذي ضرب مرارًا وتكرارًا على الرمال.

“على عكس مظهرك، يبدو أنك ساذج إلى حد ما، أيها الرجل العجوز. أو هل يمكن أنكَ تتظاهر فقط بالسذاجة؟” سأل يوجين.

“ألا ينبغي أن يكون هذا هو الحال؟ شخصيًا، هذا ما سأفعله. فَـبدلًا من محاولة ردع الدخيل الذي قد يستمر في التقدم رغم هذا الرادع، قتل هذا الدخيل أكثر ملاءمةً وكفاءةً بكثير.”

 

 

بنبرةٍ غير واثقة، جادل لامان، “حتى لو إن ما تقوله صحيح….لا يمكن أن يشارك سيدنا في مثل هذه الأعمال الدنيئة….”

 

“أليست أوامِرُهُ لكم بإخفاء هوياتكم وتتبعي أمرًا حقيرًا؟”

تابع يوجين: “على الرغم من أنك قد تدين بالفعل بإمتنان كبير لسيدك، إلا أنه يجب أن يكون صحيحًا أيضًا أن سيدك يعرف أصل العواصف الرملية. لكن، ما لم يتوقعه تايري المنداني هو حقيقة أنني قوي بما يكفي لضربك أنت ومرؤوسيك بسهولة. كما أنه لم يعلم أنني سأكون عنيدًا بما يكفي للتوجه إلى كازاني، متجاهلًا كل التهديدات والتحذيرات.”

 

تحولت أفكاره الآن إلى الشائعات القائلة بأنه ستكون هناك حرب قريبًا.

“هـ-هذا….إنَّهُ فقط قلق من أنك قد تواجه خطرًا في مثل هذه الصحراء الغادرة….”

“قلت أن سيدك هو عاهل كاجيتان. ونظرا لإمتلاكك مرؤوسين معك، يجب أن يكون لديك نوع من الرُتَبِ العسكرية.” أوضح يوجين.

“يبدو أنك حقا لا تعرف أي شيء. حسنًا، هذا جيد. ليس من المهم حقًا معرفتك بالحقيقة أم لا.” هز يوجين رأسه وهو يقول هذا وتحول إلى الأمام. “ولكن يجب أن تفهم شيئًا. ليس لدي أي نية للمجيء كل هذا الطريق إلى بلد أجنبي فقط للوقوع في منتصف صراع لا أستطيعُ التعامل معه، هل تفهمني؟ يمكنني أن أخمن تقريبًا لماذا سيدُكَ لا يريدني أن أتوجه إلى الصحراء. لو تجول أجنبي في قاعدةِ شامان الرمال، ولو إنَّ هذا الأجنبي صادفَ أن يكون السيد الشاب لعشيرة لايونهارت، ألن يكون ذلك مجرد ألم في المؤخرة لجميع المعنيين؟”

“…كيف تجرؤ على إلقاء مثل هذا الهراء؟” حذر لامان يوجين.

لو إن يوجين هو مجرد شخصٍ عادي، فيمكنهم التخلص منه دون أي قلق. فَـليسَ من غير المألوف أن يختفي المسافرون في هذه الصحراء الشاسعة. ومع ذلك، فإن اختفاء السيد الشاب لعشيرة لايونهارت سيكون له وزن مختلفٌ تمامًا. فَـلو إختفى يوجين في الصحراء، فإن غيلياد، بطريرك العشيرة، لن يترك هذه القضية تمرُّ أبدًا.

 

 

 

“…أعتقد أنني أفهم ما تحاول قوله.” أجاب لامان مع خفض رأسه قليلًا. “لو وجد هُناك حقًا….شامان الرمال مثلما تتكهن….إذن وقبل أن يتمكنوا من إيذائك، سوف أتدخل لحمايتك، أيُّها اللورد. حتى لو إنَّ شامان الرمل تحت قيادة السُلطانِ مباشرة، فعليهم على الأقل إظهار بعض الاحترام لسيدي، عاهل كاجيتان.”

 

قال يوجين دون أي ثقة: “سيكون من الرائع لو سار الأمر هكذا.”

لا يمكن أن تحتوي صحراء كازاني على واحات. وهذا هو السبب في أن لا شيء يمكن أن يعيش هناك، ولامان يعرف عن هذا جيدًا. ولكن الآن لكي يكتشفا واحة….هل يمكن أن عاصفةً رمليةً رهيبةً قد حفرت الأرض، محررةً المياه أدناها؟ أو أن المطر قد سقط هنا دون أن يلاحظها أحد وأدى ذلك إلى تجمعها على الأرض؟ في كلتا الحالتين، شعر لامان أن الواحة التي رصدوها من بعيد يجب أن تكون مُعجِزةَ الصحراء.

 

وهكذا، قرر قائدهم، لامان، مرافقة يوجين وحده. في الوقت الحالي، سمحوا ليوجين بدخول صحراء كازاني مع أخذ وعدٍ منه بالعودة عند مواجهته لأول علامةٍ على الخطر أو المتاعب.

“…لماذا تريد أن تذهب إلى صحراء كازاني؟” سأل لامان بتردد. “بجدية، لا يوجد شيء يمكن العثور عليه هناك….”

ولو تبين أنه مخطئ، فسيتعين عليه فقط إتخاذ قرار آخر في ذلك الوقت. فيما هل سيستمر في الاستكشاف بمفرده للعثور على الموقع غير المعروف لقبره أو هل عليه أن يطلب الإذن بشكل صحيح لرحلة استكشافية كاملة.

صرح يوجين بحزم: “هذا شيء سأحتاج لِـتأكيده بعيني.”

“…كيف تجرؤ على إلقاء مثل هذا الهراء؟” حذر لامان يوجين.

 

 

لم يثق يوجين من إمكانية عثورِهِ حقًا على قبر هامل في الصحراء. فَـإلى حَدٍّ ما، هذا كله مجرد تخمين. يمكن ألَّا يكون هناك شيء يمكن العثور عليه هناك بعد كل شيء. ولكن مع ذلك، ما زال يشعر بالحاجة للتحقق من ذلك.

 

 

 

دون أن يقول أي شيء أكثر من ذلك، بدأ يوجين يركض عبر الصحراء.

 

 

 

‘إنه سريع جدًا.’ تفاجئ لامان وبدء على الفور في اللَحقا بِـيوجين.

“صحراء كازاني. اعتادت أن تكون أراضي مملكة توراس، صحيح؟” قال يوجين.

 

‘…هل يمكن أن تكون مجرد عادة؟’ تكهن لامان.

على الرغم من أن لامان قد تعرض للضرب المبرح في الليلة الماضية، لكن لِـحُسنِ الحظ، لم يتم كسر أي من عظامه. وبفضل إستعمالِ طاقته السحرية طوال الليل بدلًا مِنَ النوم، لن يواجِه لامان أي مشاكل في الركض.

رد يوجين بسؤال آخر، “وماذا كنتَ ستفعل لو أخبرتك؟”

 

 

أو هذا ما إعتقده يوجين، إلا أنه إكتشف أنه لا يزال من الصعب عليه اللحاق بِـيوجين. رغم أنه لا يبدو أن يوجين يركض بقوةٍ خاصةٍ من نوعٍ ما، إلا أنَّهُ ومع كل خطوة يخطوها، طار جسده عبر الرمال.

 

 

أحسَّ لامان بالإرتِباك: “…هاه؟”

بترك هذا جانبًا، لا يزال لامان يفكر فيما قالهُ يوجين. ‘…هل يمكن أن تكون العواصف الرملية حقًا…..مفتعلةً مِن قبل شامان الرمال؟’

 

كمحارب، لم يعتبر لامان غزو البلدان الأخرى عملًا شريرًا. فًـبعدَ كل شيء، لا يوجد خطأ في أخذ القوي لِـممتلكات الضعيف. هذا ليس قانون الصحراء فقط؛ كل شيء في هذا العالم يعتمد على فكرة البقاء للأصلح.

ولكن إستخدام العواصف الرملية كَـوسيلة لتنفيذ غزوهم….أليسَ هذا شيئًا حقيرًا حقًا؟

 

 

ولكن إستخدام العواصف الرملية كَـوسيلة لتنفيذ غزوهم….أليسَ هذا شيئًا حقيرًا حقًا؟

 

 

ولكن إستخدام العواصف الرملية كَـوسيلة لتنفيذ غزوهم….أليسَ هذا شيئًا حقيرًا حقًا؟

شعر لامان أنه لو حدثت حرب، فَـمن الصواب أن تكون حربًا حقيقية، حيث يبذل المحاربون دمائهم من أجل النصر. ولكن ماذا لو إن السلطان العظيم يظهر فقط أنه يقدر ويعتز بدماء محاربيه؟ لو إنه بالفعل ينقذ دمائهم من السفك حتى يوم حرب الغزو العظيمة من خلال القيام بذلك، فَـيجب على جنوده أن يعرفوا بذلك لكي يستعدوا للحرب مُمتلئين بِـمشاعرٍ من الفرح والامتنان.

 

 

 

هذا كل ما يمكن أن يتمناه المحارب.

 

 

 

لكِن بهذه الطريقة بدا الأمر وكأن لامان سكولوف ليس بِـمُحاربٍ حقًا، حيث بدأ يشعر بعاطفة خيانة تبدأ في التملص في أعماق قلبه.

 

 

في الوقت الحالي، وجود شامان رمال نهاما مُجردَ شكوك. لكن حقيقة أن الواحة أمامه هي وهم سحري سَـتُحول شكوك يوجين إلى يقين.

لكن لامان حاول تجاهل هذه المشاعر.

إحتجَّ لامان، “ألم تقل إنهُ مُجرد وهم؟ إذن لماذا يجب أن نذهب إلى هناك؟”

 

 

* * *

بنبرةٍ غير واثقة، جادل لامان، “حتى لو إن ما تقوله صحيح….لا يمكن أن يشارك سيدنا في مثل هذه الأعمال الدنيئة….”

 

“…قبر؟ هل أنت هنا لأنك أردت زيارة قبر أحد أفراد الأسرة؟” سألَ لامان.

“….واحة…؟” لامان لاهث.

 

 

 

مر يوم منذ أن بدأ لامان في مرافقة يوجين، ودخلوا صحراء كازاني. تمامًا كما قال لامان وملازمه، الصحراء قاحلة وفارغة تمامًا. صحراءٌ حيث لا يمكن لِـشيءٍ أن يبقى حيًا فيها. ويبدو أن هذهِ هي الحقيقة، لأنهم لم يواجهوا أي مخاطر معينة خلال نصف اليوم الذي قَضَياهُ في هذه الصحراء. لكن ها هما الآن يجدان واحةً فجأة.

لكن يوجين لم يحتَج منه أن يقول أي شيء، “هل كُنتَ جزءًا من المجموعة التي حاولت الاستقرار في الصحراء؟ ثم مع كونك محظوظا بما يكفي للنجاة من العاصفة الرملية الكارثية تمكنت بطريقة ما من الوصول إلى كاجيتان….هل سيدك هو الذي سمح لك بالدخول في حينها؟ ولهذا السبب أنتَ لا تريد أن تصدق أن سيدك متصلٌ بطريقةٍ بالعواصف الرملية، لكنني متأكد من أن لديك بعض الشكوك حول ذلك….”

 

 

حدق لامان في الواحة البعيدة بِـصدمة.

“التصحر لا يزال يتقدم تدريجيًا حتى الآن، أليسَ هذا صحيحًا؟ ونظرًا لأن رفقك لا يستطيعون إلقاء مثل هذا الإدعاء الغبي ضد إمبراطورية كيهل، فَـهُم يستمرون في التنمر على الضعفاء الموجودين توراس.” قال يوجين هذا بنبرة إتهامٍ واضحة.

 

 

لا يمكن أن تحتوي صحراء كازاني على واحات. وهذا هو السبب في أن لا شيء يمكن أن يعيش هناك، ولامان يعرف عن هذا جيدًا. ولكن الآن لكي يكتشفا واحة….هل يمكن أن عاصفةً رمليةً رهيبةً قد حفرت الأرض، محررةً المياه أدناها؟ أو أن المطر قد سقط هنا دون أن يلاحظها أحد وأدى ذلك إلى تجمعها على الأرض؟ في كلتا الحالتين، شعر لامان أن الواحة التي رصدوها من بعيد يجب أن تكون مُعجِزةَ الصحراء.

 

 

“ألا ينبغي أن يكون هذا هو الحال؟ شخصيًا، هذا ما سأفعله. فَـبدلًا من محاولة ردع الدخيل الذي قد يستمر في التقدم رغم هذا الرادع، قتل هذا الدخيل أكثر ملاءمةً وكفاءةً بكثير.”

“إنها مزيفة.” لكِن، بينما هو ينظر إلى الواحة بعيونٍ منتشية، قال يوجين هذه الكلمات بنبرةٍ باردة.

“…لماذا تريد أن تذهب إلى صحراء كازاني؟” سأل لامان بتردد. “بجدية، لا يوجد شيء يمكن العثور عليه هناك….”

 

تنهد يوجين، “هل أنتَ أحمق أيُّها العجوز؟”

أحسَّ لامان بالإرتِباك: “…هاه؟”

“…” أكد صمت لامان إستنتاج يوجين.

كرر يوجين ما قاله: “قلتُ إنها مزيفة.”

 

 

لم ينوِ لامان مهاجمة يوجين. مع صراخ مرعوب، دفع لامان ظهر يوجين بعدما خرجت شفرة داكنة من الرمال تحت قدمي يوجين. لكن يدي لامان لم تستطِعا تحريك يوجين للخلف.

“هل تقول أنه سراب؟” سأل لامان.

“لماذا تطرح موضوعًا قديمًا جدًا الآن….؟ صحيح، لقد كانت أراضي تابعةً لتوراس منذ حوالي مائة عام.” سايَّرَ لامان يوجين.

 

‘ما الذي يقصده بقوله في هذا الزمان؟’ لكن لامان تجاهل هذا، ثم أجبر نفسه على الإسترخاء ونظر لأسفل.

“لو تم رؤية سرابِ واحة، فهذا يعني أنه يجب أن تكون هناك واحة حقيقية في مكان ما بعيدًا. ولكِن ليس في هذه الحالة. هذا وهم سحري.”

 

أحس يوجين باليقين من هذا. فقد شعر أنه من تلك النقطة فصاعدًا، تزدادُ كثافة الطاقة السحرية عن المنطقة المحيطة. لكن لامان لم يستطِع تحديد هذا على أنه وهم سحري مثل يوجين. وهذا لأن حساسيته تجاه الطاقة السحرية أقل بكثيرٍ من حساسية يوجين، ولم يمتلك نفس الفهم العميق للسحر الذي إمتلكه يوجين.

“إذن فأنا لست متأكدا من نوع القبر الذي تبحث عنه، ولكن يجب أن يكون هناك مئات الآلاف من الجثث المدفونة في هذه الصحراء الشاسعة.”

 

“أليست أوامِرُهُ لكم بإخفاء هوياتكم وتتبعي أمرًا حقيرًا؟”

“إذن هذا هو ما يفعلونه.” أومأ يوجين ضاحِكًا: “من خلال إظهار سراب لنا، يحاولون جعلنا نعتقد أننا نسير في الإتجاه الخاطئ، وبالتالي يثنينا ذلك عن الاقتراب. ولكن هذا يجعل الأمر أكثر شبهةً فقط.”

تردد لامان، “…لو إن ما تقوله صحيح حقًا….إذن لماذا نخاطر بالذهاب إليه…؟”

أتى رد لامان متأخرًا بعد صمتٍ طويل، “هل تقول أن هذه تعويذة….هذا مستحيل.”

وهكذا، قرر قائدهم، لامان، مرافقة يوجين وحده. في الوقت الحالي، سمحوا ليوجين بدخول صحراء كازاني مع أخذ وعدٍ منه بالعودة عند مواجهته لأول علامةٍ على الخطر أو المتاعب.

“مرحبًا، لامان. حاول أن تبقي محاولاتك للهروب من الواقع داخل رأسك. لا تبدأ في إغضابي بمحاولاتك الضعيفة في إنكار الواقع.” حذره يوجين.

“…هاه….؟” شعر لامان بالحيرة من الإهانة المفاجئة.

 

 

“….”، عض لامان شفته بصمت

حذرَه يوجين:”لا تتصرف وكأنك لا تعرف,”

“إنه لأمرٌ مثيرٌ للإعجاب إظهارُكَ الولاء لسيدك، ولكن، ليسَ وكأن سيدك هو سيدي كذلك، صحيح؟”

 

 

صرح يوجين بحزم: “هذا شيء سأحتاج لِـتأكيده بعيني.”

“…من فضلك لا تُهِن سيدي.”

مر يوم منذ أن بدأ لامان في مرافقة يوجين، ودخلوا صحراء كازاني. تمامًا كما قال لامان وملازمه، الصحراء قاحلة وفارغة تمامًا. صحراءٌ حيث لا يمكن لِـشيءٍ أن يبقى حيًا فيها. ويبدو أن هذهِ هي الحقيقة، لأنهم لم يواجهوا أي مخاطر معينة خلال نصف اليوم الذي قَضَياهُ في هذه الصحراء. لكن ها هما الآن يجدان واحةً فجأة.

“متى إتهمت سيدك بأنه إبنُ عاهرة؟ ماذا تقصد بالقول أنني أهانته؟ لماذا صارت الناس حساسةً جدًا لمثل هذه الأمور في هذا الزمان؟ نعم، نعم، إستمروا في إختلاق الإهانات من لا شيء.”

‘إذن هذا سيؤكد ذلك فقط.’

‘ما الذي يقصده بقوله في هذا الزمان؟’ لكن لامان تجاهل هذا، ثم أجبر نفسه على الإسترخاء ونظر لأسفل.

 

 

 

“…لو إن هذا حقًا وهم سحري، فَـماذا علينا أن نفعل الآن؟ سيكون من الخطر بالنسبة لنا أن نحاول الالتفاف حوله، وبالتالي….نظرًا لأنهم ذهبوا إلى حد إلقاء مثل هذه التعويذة لردعنا، لِمَ لا نعود بالطريقة التي جئنا بها…؟” اقترح لامان بِـضُعف.

 

 

صَرَّ لامان أسنانه.

“سَـأحتاج لإلقاء نظرةٍ بنفسي قبلَ أن أقرر ما يجب القيام به.” قائلًا هذا بإبتسامة، بدأ يوجين يسير نحو الواحة البعيدة.

قال يوجين دون أي ثقة: “سيكون من الرائع لو سار الأمر هكذا.”

 

بدا لامان صادقًا. ولماذا يسأل يوجين عن إمكانية تواجد أي شامان رمال في صحراء كازاني؟ لماذا شامان الرمال، الذين أقسموا بالولاء فقط لعائلة نهاما الملكية، سَـيكونون في صحراء كازاني، التي هي بعيدةٌ عن العاصمة؟

إحتجَّ لامان، “ألم تقل إنهُ مُجرد وهم؟ إذن لماذا يجب أن نذهب إلى هناك؟”

لم يعرف أي منهم هل سَـيصدق عاهل كاجيتان، تيري المنداني، مثل هذه القصة. تم علاج الجروح التي تلقوها من يوجين بطريقة ما بالجرعات وسحر العلاج، ولكن….في النهاية، أوامر سيدهم كانت منع يوجين من دخول كازاني، وليس التصرف كَـمرافقين له والذهاب معه إذا لم يتمكنوا من ردعه.

“لمعرفة هل هم يحاولون حقًا إرسال الأشخاص القادمين إلى مكان آمن من خلال جعلهم يعودون إلى الوراء بالطريقة التي أتوا بها.”

حذرَه يوجين:”لا تتصرف وكأنك لا تعرف,”

“…هاه؟”

 

“بالنسبة للمسافرين في الصحراء، تعد الواحة موقعًا ثمينًا للغاية. إلى درجة أنَّهم يشعرون عادةً بالحاجة إلى التوقف عند هذا الحد بمجرد رؤيتهم لها.”

 

“….مستحيل. هل تعتقد أنهم قد نصبوا كمينًا هناك؟”

لا يمكن أن تحتوي صحراء كازاني على واحات. وهذا هو السبب في أن لا شيء يمكن أن يعيش هناك، ولامان يعرف عن هذا جيدًا. ولكن الآن لكي يكتشفا واحة….هل يمكن أن عاصفةً رمليةً رهيبةً قد حفرت الأرض، محررةً المياه أدناها؟ أو أن المطر قد سقط هنا دون أن يلاحظها أحد وأدى ذلك إلى تجمعها على الأرض؟ في كلتا الحالتين، شعر لامان أن الواحة التي رصدوها من بعيد يجب أن تكون مُعجِزةَ الصحراء.

“ألا ينبغي أن يكون هذا هو الحال؟ شخصيًا، هذا ما سأفعله. فَـبدلًا من محاولة ردع الدخيل الذي قد يستمر في التقدم رغم هذا الرادع، قتل هذا الدخيل أكثر ملاءمةً وكفاءةً بكثير.”

 

نظر لامان إلى يوجين بعيون مهتزة. على الرغم من أن كلمات يوجين صحيحةٌ من الناحية المنطقية، إلا أنه من الصعب تصديق أن مثل هذا الحُكم قد جاء من صبي يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا.

 

 

صَرَّ لامان أسنانه.

تردد لامان، “…لو إن ما تقوله صحيح حقًا….إذن لماذا نخاطر بالذهاب إليه…؟”

تابع يوجين: “على الرغم من أنك قد تدين بالفعل بإمتنان كبير لسيدك، إلا أنه يجب أن يكون صحيحًا أيضًا أن سيدك يعرف أصل العواصف الرملية. لكن، ما لم يتوقعه تايري المنداني هو حقيقة أنني قوي بما يكفي لضربك أنت ومرؤوسيك بسهولة. كما أنه لم يعلم أنني سأكون عنيدًا بما يكفي للتوجه إلى كازاني، متجاهلًا كل التهديدات والتحذيرات.”

“أليسَ من الأفضل تأكيد شكوكك؟” بعدما أجاب، أخرج يوجين خريطته من عباءته.

لم يعرف أي منهم هل سَـيصدق عاهل كاجيتان، تيري المنداني، مثل هذه القصة. تم علاج الجروح التي تلقوها من يوجين بطريقة ما بالجرعات وسحر العلاج، ولكن….في النهاية، أوامر سيدهم كانت منع يوجين من دخول كازاني، وليس التصرف كَـمرافقين له والذهاب معه إذا لم يتمكنوا من ردعه.

 

لو إن يوجين هو مجرد شخصٍ عادي، فيمكنهم التخلص منه دون أي قلق. فَـليسَ من غير المألوف أن يختفي المسافرون في هذه الصحراء الشاسعة. ومع ذلك، فإن اختفاء السيد الشاب لعشيرة لايونهارت سيكون له وزن مختلفٌ تمامًا. فَـلو إختفى يوجين في الصحراء، فإن غيلياد، بطريرك العشيرة، لن يترك هذه القضية تمرُّ أبدًا.

لو أراد يوجين التوجه مباشرة إلى حيث هو مسقط رأس هامل، فَـهو بحاجة للمرور مباشرة عبر تلك الواحة.

“…لو إن هذا حقًا وهم سحري، فَـماذا علينا أن نفعل الآن؟ سيكون من الخطر بالنسبة لنا أن نحاول الالتفاف حوله، وبالتالي….نظرًا لأنهم ذهبوا إلى حد إلقاء مثل هذه التعويذة لردعنا، لِمَ لا نعود بالطريقة التي جئنا بها…؟” اقترح لامان بِـضُعف.

 

قال يوجين، “تلك الطريقة التي أضاءت بها عينيك عندما نظرت إلى تلك الواحة في وقت سابق. هناك أيضًا حقيقة أنك تستمر في الإرتجاف أثناء العواصف الرملية العادية. أيضا، تغير مزاجك عندما أخبرتك عن شامان الرمل.”

لذا، هل من الممكن أن يكونَ شخصٌ ما قد ترك فخًا هنا مع علمهِ بهذه الحقيقة؟

الولاء لسيدك والقدرة على البقاء صامِتًا هي مُميزات هامة يجب أن يمتلكها المحارب. لكن لامان خان سيده. فَـشفتاه، التي مِن المفترض أن تكون ضيقةً مثل القفل، قد رفرفتا بحرية. كما شعر بالقلق بشأن كيفية معاملة مرؤوسيه، الذين لم يَتَبقَ لديهم خيار سوى العودة….

 

 

قبل ثلاثمائة عام، كان هامل من النوع الذي سيمضي قدمًا ويتحقق من الأمر بنفسه لو إشتبه في وجود فخٍ أمامه. لم يعتبر هامل مثل هذه الأفعال أفعالًا متهورة. فًـبما أنه متأكد من قدرته على التعامل مع كل يُلقى عليه، فَـلماذا لا يخاطر بالدخول في فخ. وجودُ فخ؟ وماذا إذن؟ يمكنه حينها سحق كل شيء أمامه فقط. وإذا لم يوجد فخ؟ ثم سيمكنه هكذا المضي قدمًا بعقلية أكثر إسترخاءً من ذي قبل فقط.

‘ما الذي يقصده بقوله في هذا الزمان؟’ لكن لامان تجاهل هذا، ثم أجبر نفسه على الإسترخاء ونظر لأسفل.

 

 

لكنه الآن يفضل وجود فخ أكثر. وآمَلَّ في أن شخصًا ما موجود هناك يحاول إيقاعهما في فخ. لأنه هكذا، سيكون تخطيطه للمواقف القادمة في هذه الصحراء أسهل.

 

 

نظر لامان إلى يوجين بعيون مهتزة. على الرغم من أن كلمات يوجين صحيحةٌ من الناحية المنطقية، إلا أنه من الصعب تصديق أن مثل هذا الحُكم قد جاء من صبي يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا.

يمكن أن يؤكد ذلك أيضًا أن قبره موجودٌ حقاً في مكان ما في هذه الصحراء.

رد يوجين بسؤال آخر، “وماذا كنتَ ستفعل لو أخبرتك؟”

 

“أ-أنا حقًا لا أعرف.” تلعثم لامان.

في الوقت الحالي، وجود شامان رمال نهاما مُجردَ شكوك. لكن حقيقة أن الواحة أمامه هي وهم سحري سَـتُحول شكوك يوجين إلى يقين.

“لمعرفة هل هم يحاولون حقًا إرسال الأشخاص القادمين إلى مكان آمن من خلال جعلهم يعودون إلى الوراء بالطريقة التي أتوا بها.”

 

 

لو إن هذا حقًا فخٌ يهدف إلى دفن أي مسافر في هذه الصحراء وعدم إرشادهم إلى مكان أكثر أمانا….

 

 

“أليست أوامِرُهُ لكم بإخفاء هوياتكم وتتبعي أمرًا حقيرًا؟”

‘إذن هذا سيؤكد ذلك فقط.’

‘…هل يمكن أن تكون مجرد عادة؟’ تكهن لامان.

ولو تبين أنه مخطئ، فسيتعين عليه فقط إتخاذ قرار آخر في ذلك الوقت. فيما هل سيستمر في الاستكشاف بمفرده للعثور على الموقع غير المعروف لقبره أو هل عليه أن يطلب الإذن بشكل صحيح لرحلة استكشافية كاملة.

‘…هل يمكن أن تكون مجرد عادة؟’ تكهن لامان.

 

 

‘عاهل كاجيتان ولامان سكولوف، قائد الفرقة الثانية لحرس العاهل الشخصيين. مع وجود هذين كَـتأمين فهذا جيد….ولو لم يفلح ذلك، يمكنني أيضًا إستخدام اسم لايونهارت كتأمين إضافي.’ خطط يوجين.

قال يوجين دون أي ثقة: “سيكون من الرائع لو سار الأمر هكذا.”

 

 

وإذا إختاروا مهاجمته فقط متجاهلين كل ذلك، فهذا يعني فقط أن هناك شيئًا مهمًا بما يكفي للمخاطرة بتحويل عشيرة لايونهارت إلى عدو.

‘ولكن هل هذا حقًا شيء قررته نهاما بنفسها؟’

 

 

‘حينها ماذا يمكن أن يكون؟’

تنهد يوجين، “هل أنتَ أحمق أيُّها العجوز؟”

 

لم يثق يوجين من إمكانية عثورِهِ حقًا على قبر هامل في الصحراء. فَـإلى حَدٍّ ما، هذا كله مجرد تخمين. يمكن ألَّا يكون هناك شيء يمكن العثور عليه هناك بعد كل شيء. ولكن مع ذلك، ما زال يشعر بالحاجة للتحقق من ذلك.

تحولت أفكاره الآن إلى الشائعات القائلة بأنه ستكون هناك حرب قريبًا.

 

 

 

‘ولكن هل هذا حقًا شيء قررته نهاما بنفسها؟’

لكنه الآن يفضل وجود فخ أكثر. وآمَلَّ في أن شخصًا ما موجود هناك يحاول إيقاعهما في فخ. لأنه هكذا، سيكون تخطيطه للمواقف القادمة في هذه الصحراء أسهل.

 

 

مقر أميليا ميروين في نهاما. ساحر أسود وقع عقدا شخصيًا مع ملك الحصار الشيطاني. إنها حقيقة معروفة أنها مثلت نسبة كبيرة من القوة العسكرية لنهاما. هل هذا يعني أن الحرب هي شيء قررته هيلموث؟ أم أن نهاما تخفي طموحًا متزايدًا تحت أنظار هيلموث؟

 

هذا سؤالٌ لم يستطِع الإجابة عليه. ومع ذلك، لم يستطع يوجين تجاهل شكوكه في أن ملوك الشياطين وهيلموث قد يكونون متورطين في كل هذا.

على الرغم من تعرضه للضرب، أطراف لامان لا تزال سليمة. قدماهُ ويداهُ غير مقيدتان، ولم يأخذ منهُ يوجين أسلحته منه. لو إستَطاع فقط جمع ثقته بنفسه، لهاجم لامان يوجين متى شاء.

 

ولو تبين أنه مخطئ، فسيتعين عليه فقط إتخاذ قرار آخر في ذلك الوقت. فيما هل سيستمر في الاستكشاف بمفرده للعثور على الموقع غير المعروف لقبره أو هل عليه أن يطلب الإذن بشكل صحيح لرحلة استكشافية كاملة.

لم يستطع المخاطرة بتجاهل هذا الاحتمال.

صرح يوجين بحزم: “هذا شيء سأحتاج لِـتأكيده بعيني.”

 

“هـ-هذا….إنَّهُ فقط قلق من أنك قد تواجه خطرًا في مثل هذه الصحراء الغادرة….”

لعنَ يوجين، “الجحيم اللعين، لماذا من الصعب جدا العثور على قبر.”

“هناك منطقة مخصصة بشكل منفصل كمقبرة في كازاني.” أوضح لامان: “كان بإمكاني أن آخذك إلى هناك—”

“…قبر؟ هل أنت هنا لأنك أردت زيارة قبر أحد أفراد الأسرة؟” سألَ لامان.

 

 

 

“أمم…” أومأ يوجين .

 

 

“…هذا…” بدا لامان مترددًا في الكلام.

“كيف يمكن ذلك—لماذا لم تخبرني بهذا في وقت سابق؟” سأل لامان بسخط.

الولاء لسيدك والقدرة على البقاء صامِتًا هي مُميزات هامة يجب أن يمتلكها المحارب. لكن لامان خان سيده. فَـشفتاه، التي مِن المفترض أن تكون ضيقةً مثل القفل، قد رفرفتا بحرية. كما شعر بالقلق بشأن كيفية معاملة مرؤوسيه، الذين لم يَتَبقَ لديهم خيار سوى العودة….

 

“هناك منطقة مخصصة بشكل منفصل كمقبرة في كازاني.” أوضح لامان: “كان بإمكاني أن آخذك إلى هناك—”

رد يوجين بسؤال آخر، “وماذا كنتَ ستفعل لو أخبرتك؟”

“…لا على الإطلاق.” جاء رد لامان المتأخر.

 

لم يتقلب يوجين أثناء نومه، ولم يشخر أيضًا. بدا فقط وكأنه نائم بعمق، يتنفس ببطء مع نظرة هادئة على وجهه. ومع ذلك، ما زال لامان لا يجرؤ على الاقتراب منه. في ذلك الوقت القصير، العنف الذي تعرض له جسده قد كسر إرادة لامان في المقاومة.

“هناك منطقة مخصصة بشكل منفصل كمقبرة في كازاني.” أوضح لامان: “كان بإمكاني أن آخذك إلى هناك—”

 

“إنه ليس في مقبرة. يجب أن يكون القبر الذي أبحث عنه قبرًا وحيدًا.”

 

“إذن فأنا لست متأكدا من نوع القبر الذي تبحث عنه، ولكن يجب أن يكون هناك مئات الآلاف من الجثث المدفونة في هذه الصحراء الشاسعة.”

 

“ربما هذا صحيح. هل أنت مولودٌ في كازاني؟” سأل يوجين فجأةً هذا السؤال دون أن يستدير لينظر إلى لامان.

 

 

 

للحظة، لم يعرف لامان ماذا يقول.

 

 

نظر لامان إلى يوجين بعيون مهتزة. على الرغم من أن كلمات يوجين صحيحةٌ من الناحية المنطقية، إلا أنه من الصعب تصديق أن مثل هذا الحُكم قد جاء من صبي يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا.

قال يوجين، “تلك الطريقة التي أضاءت بها عينيك عندما نظرت إلى تلك الواحة في وقت سابق. هناك أيضًا حقيقة أنك تستمر في الإرتجاف أثناء العواصف الرملية العادية. أيضا، تغير مزاجك عندما أخبرتك عن شامان الرمل.”

 

“…هذا…” بدا لامان مترددًا في الكلام.

 

 

لكن يوجين لم يحتَج منه أن يقول أي شيء، “هل كُنتَ جزءًا من المجموعة التي حاولت الاستقرار في الصحراء؟ ثم مع كونك محظوظا بما يكفي للنجاة من العاصفة الرملية الكارثية تمكنت بطريقة ما من الوصول إلى كاجيتان….هل سيدك هو الذي سمح لك بالدخول في حينها؟ ولهذا السبب أنتَ لا تريد أن تصدق أن سيدك متصلٌ بطريقةٍ بالعواصف الرملية، لكنني متأكد من أن لديك بعض الشكوك حول ذلك….”

لم يعرف أي منهم هل سَـيصدق عاهل كاجيتان، تيري المنداني، مثل هذه القصة. تم علاج الجروح التي تلقوها من يوجين بطريقة ما بالجرعات وسحر العلاج، ولكن….في النهاية، أوامر سيدهم كانت منع يوجين من دخول كازاني، وليس التصرف كَـمرافقين له والذهاب معه إذا لم يتمكنوا من ردعه.

“…” أكد صمت لامان إستنتاج يوجين.

“…هذا…” بدا لامان مترددًا في الكلام.

 

كمحارب، لم يعتبر لامان غزو البلدان الأخرى عملًا شريرًا. فًـبعدَ كل شيء، لا يوجد خطأ في أخذ القوي لِـممتلكات الضعيف. هذا ليس قانون الصحراء فقط؛ كل شيء في هذا العالم يعتمد على فكرة البقاء للأصلح.

“أوي، لامان. دعني أقدم لك نصيحة، ” قال يوجين. “بالطريقة التي يعمل بها هذا العالم، فإن معظم الأشياء التي لا نريد أن نصدق أنها صحيحة تتحول في النهاية إلى صحيحة. ومن بين كل هذه الأشياء، هذه القاعدة أكثر إحتمالًا لأن تحدث عند الشك في كون شخصٍ ما قَذِرًا شريرًا.”

 

صَرَّ لامان أسنانه.

لعنَ يوجين، “الجحيم اللعين، لماذا من الصعب جدا العثور على قبر.”

 

 

تابع يوجين: “على الرغم من أنك قد تدين بالفعل بإمتنان كبير لسيدك، إلا أنه يجب أن يكون صحيحًا أيضًا أن سيدك يعرف أصل العواصف الرملية. لكن، ما لم يتوقعه تايري المنداني هو حقيقة أنني قوي بما يكفي لضربك أنت ومرؤوسيك بسهولة. كما أنه لم يعلم أنني سأكون عنيدًا بما يكفي للتوجه إلى كازاني، متجاهلًا كل التهديدات والتحذيرات.”

 

“…هذا مستحيل.” لم يستطِع لامان أن يبقى صامتًا بعد الآن.

 

 

 

“ألم أخبرك أن تبقي محاولاتك في الهروب داخل رأسك؟ حسنا، افعل ما تريد. الأمر متروك لك لتقرر ما تريد تصديقه.” بعد قول هذا، واصل يوجين السير إلى الأمام.

 

 

 

في تلك اللحظة، تغير تعبير لامان فجأة. ضرب الأرض بقوة وإنطلق نحو يوجين.

 

 

 

“خطر!”

الإقتراب من يوجين الآن هو فِعلٌ غير مجدٍ أبدًا الآن.

 

 

لم ينوِ لامان مهاجمة يوجين. مع صراخ مرعوب، دفع لامان ظهر يوجين بعدما خرجت شفرة داكنة من الرمال تحت قدمي يوجين. لكن يدي لامان لم تستطِعا تحريك يوجين للخلف.

أحس يوجين باليقين من هذا. فقد شعر أنه من تلك النقطة فصاعدًا، تزدادُ كثافة الطاقة السحرية عن المنطقة المحيطة. لكن لامان لم يستطِع تحديد هذا على أنه وهم سحري مثل يوجين. وهذا لأن حساسيته تجاه الطاقة السحرية أقل بكثيرٍ من حساسية يوجين، ولم يمتلك نفس الفهم العميق للسحر الذي إمتلكه يوجين.

 

“أمم…” أومأ يوجين .

بعدها قفز يوجين لأعلى بشكل مستقيم ثم إلتَفَّ في الهواء.

 

 

 

“هل تعتقد حقًا أنني لن ألحظَ شيئًا إنتبهت له أنت؟” كما تذمر يوجين، إستدعى بعض أرواح الرياح.

 

 

“مرحبًا، لامان. حاول أن تبقي محاولاتك للهروب من الواقع داخل رأسك. لا تبدأ في إغضابي بمحاولاتك الضعيفة في إنكار الواقع.” حذره يوجين.

بوم!

قبل ثلاثمائة عام، كان هامل من النوع الذي سيمضي قدمًا ويتحقق من الأمر بنفسه لو إشتبه في وجود فخٍ أمامه. لم يعتبر هامل مثل هذه الأفعال أفعالًا متهورة. فًـبما أنه متأكد من قدرته على التعامل مع كل يُلقى عليه، فَـلماذا لا يخاطر بالدخول في فخ. وجودُ فخ؟ وماذا إذن؟ يمكنه حينها سحق كل شيء أمامه فقط. وإذا لم يوجد فخ؟ ثم سيمكنه هكذا المضي قدمًا بعقلية أكثر إسترخاءً من ذي قبل فقط.

 

 

تم تفجير الرمال التي تغطي الأرض بقوة رياحٍ قوية.

 

“هل يمكن أن تكون في مزاج سيئ لأنني عاملتك بوقاحة؟” سَئلَهُ يوجين.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط