نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 71

القَبر (7)

القَبر (7)

الفصل 71: القَبر (7)

 

كانَتْ المجموعة كلها عبارةً عن أصدقاءٍ مقربين. أو على الأقل هذا ما إعتقده يوجين.

 

 

 

على الرغم من أنهم جاءوا من خلفيات مختلفة، إلا أنهم شاركوا نفس الكراهية لملوك الشياطين.

 

 

الرفيق الرابع هي سيينا. لقد كانت في حينها مشهورةً بالفعل حتى قبل أن تصبح رفيقة فيرموث. في عالم مليء بالفوضى واليأس، أتى الوقت الذي صار الجميع فيه يبحثون عن أبطال لإنقاذهم.

هامل هو الناجي الوحيد من القرية التي تعرضت لهجوم من قبل الوحوش التي دُفِعت إلى الجنون بسبب ملوك الشياطين. في سن العاشرة تقريبًا، فقد والديه ومسقط رأسه لملوك الشياطين.

أوضح يوجين، “أنا أتحدث عن رئيسك، عاهل كاجيتان.”

 

لم يمض وقت طويل بعد ذلك، عاد الخادم حاملًا صندوقًا كبيرًا. عندما فتح تايري الصندوق، تألقت المجوهرات الجميلة المخزنة بداخله بشكل مشرق.

أما مولون فهو إبن القائد الحربي لقبائل بايار الشمالية. إعتادت القبائل هناك منذ فترة طويلة على مشاركة الحدود مع الشياطين، ولكن عندما غزا ملك الشياطين أراضيهم فجأة، مات العديد من رجال القبائل.

 

 

وتابع: “أفهم لماذا ستشعر بالاستياء من هذا، لكنني أخشى أنه ليس لدي رأي في هذا الأمر. أيضًا، ليس وكأنهم قد سرقوا حقًا أي شيء منك، صحيح؟ مما قاله لي رجالي، فقد كانوا يتابعونك من مسافة معقولة. من الأساس، أنت هو الشخص الذي هاجمهم أثناء فعلهم لِـذلك بالضبط.”

ومولون هو إبن القائد الحربي، وبالنيابة عن القبائل، أقسم أن يقتل ملوك الشياطين بيديه.

 

 

“هوجاني، أنت تقول….هل تتحدث عن أرض النور المقدسة؟ لقد زرت ذلك المكان منذ سنوات.”

وبالنسبة لِـانيسيه فقد كانت مرشحةً لمنصب القديسة وقد تم رعايتها بعناية من قبل الكرادلة في الإمبراطورية المقدسة. إعتقد الكرادلة أنهم وحدهم، الذين تلقوا إرشاد الإله، وهم الأكثر أهليةً لرفع الظلام الذي سقط على العالم؛ وشعروا أن القديسين الذين رَبَوهُم هم مثاليون لتأدية دور التمثيل كممثلين للإله في هذا العالم.

 

 

 

وبحلول الوقت الذي تخرجت فيه انيسيه من كونها مرشحًا لتُصبحَ قديسةً حقيقية، كان جيش الشياطين قد تضخم في الأعداد. قررت هي والإمبراطورية المقدسة اتباع إرادة إلههم وتقديم مساعدتهم.

أطلق تايري تنهيدة طويلة وفرك لحيته. إبتسم يوجين فقط.

 

“إذن ماذا ستفعل؟” إستمر يوجين في طرح الأسئلة.

أما سيينا فقد تم إنقاذها من قبل الجان وتعلمت سحرها أثناء نشأتها في غابة الجان. على الرغم من عدم تقبلهم للبشر عادة، فقد تبنى الجان سيينا، التي ولدت بموهبة طبيعية في السحر، كواحدة منهم. مع استمرار قوة هيلموث المشؤومة في النمو بشكل أقوى من أي وقت مضى، بدأ الجان يموتون ببطء.

وتابع: “أفهم لماذا ستشعر بالاستياء من هذا، لكنني أخشى أنه ليس لدي رأي في هذا الأمر. أيضًا، ليس وكأنهم قد سرقوا حقًا أي شيء منك، صحيح؟ مما قاله لي رجالي، فقد كانوا يتابعونك من مسافة معقولة. من الأساس، أنت هو الشخص الذي هاجمهم أثناء فعلهم لِـذلك بالضبط.”

 

دائمًا ما كان فيرموث غريبًا. فَـبينما هو يبتسم بإبتسامة باهتة لإستفزاز هامل، تجاهل الآراء الواردة من الثلاثة الآخرين.

لم تستطع سيينا تحمل رؤية انقراض الجان. فبالنسبة لها، الجان هم عائلةٌ قامت بتربيتها منذ الطفولة وعلمتها السحر. وبصفتها ممثلة الجان، أصبحت سيدةَ آكاشا وغادرت الغابة.

 

 

“هاه؟” صُدِمَ لامان بهذه الإهانة المفاجئة.

أما بالنسبة لفيرموث.

كان سيتم إعدامه على أي حال، فلماذا لا يعطيه ليوجين؟

 

الخادم الذي ينتظر في مؤخرة الغرفة حنى رأسه بعمق وغادر الغرفة.

فقد كان واحدًا من مجموعةٍ من العبيد الذين تم نقلهم إلى هيلموث. ومسقط رأسه هو مملكة أشال، التي تقع بجوار هيلموث. وكأول دولة يتم تدميرها من قبل الشياطين والوحوش الشيطانية، تنتمي أراضيها الآن إلى مملكة الرور التي أسسها مولون.

“…..سيدي، هل يمكن أن تكون بحاجة لقضاء حاجتك؟” طرح لامان هذا السؤال بعناية.

 

 

في الغزو العظيم، فقد فيرموث عائلته بأكملها. تم القبض على الناجين القلائل المتبقين من قبل الوحوش، وتم إرسالهم في مجموعات ليصبحوا عبيد هيلموث. خلال الرحلة، سرق فيرموث سيفا من الشياطين وأنقذ جميع العبيد.

 

 

 

التقى فيرموث بقبيلة مولون بايار بينما هو يقود العبيد عبر حقول الثلج.

لم ينفجر بالبكاء لأن وجهه قد اصطدم بالأرض أيضًا. ومع ذلك، كانَ صحيحا أن وجهه قد اصطدم بالتراب.

 

 

كل هذا يعني أنه على الرغم من أن جميع أسبابهم قد تكون مختلفة، إلا أن الغرض منها هو نفسه. لقد فقدوا شيئًا ما بسبب الشيطانيين وأرادوا الإنتقام لما فقدوه. وقد صمموا على قتل ملوك الشياطين.

يوجين جالسٌ أمامه الآن، وخلف يوجين وقف لامان. في هذه الحالة، هل يجب أن يتقبل تايري أن ما تقوله له عيناه وأذناه هو الحقيقة؟ أم يجب أن يشعر بالقلق من أن شخصًا ما قد يخفي بعض النوايا الأخرى في قلبه؟

 

 

إمتلك جميع أفراد هذه المجموعة القوة والمواهب اللازمة لمساعدة فيرموث في هذا الهدف.

 

 

 

أول رفيق لفيرموث كان مولون. عرف فيرموث أنهم لا يستطيعون مواجهة ملوك الشياطين بقوتهم الضعيفة، لكنه إعتقد أنه بدلًا من عدد كبير من الجنود، فإن ما يحتاجونه لمواجهة ملوك الشياطين بثقة هو مجموعةٌ من نخبة المحاربين.

“…” بدا صمتُ تايري  دليلًا واضحًا على شكه بهذا الرد.

 

كانت سيينا قد أغضبته منذ اجتماعهم الأول.

لهذا الغرض، بدأوا يتجولون بحثًا عن مجموعةٍ كهذه.

– …أعترف أنني أضعف بكثير منك، ولكن لماذا تريد مني أن أنضم إلى مجموعتك؟

 

لقد غادروا بالفعل القبر تحت الأرض وهربوا من المتاهة.

الرفيق الثالث الذي وجدوه كانت انيسيه. حينها، أولت الإمبراطورية المقدسة الكثير من الاهتمام بفيرموث، الذي تمكن من إنقاذ الكثير من العبيد الذين تم نقلهم إلى هيلموث؛ وبفضل قوته وإمكانياته المذهلة، فكرت الإمبراطورية المقدسة في دعمه بكل قوتها.

‘يمكنك أن تشعر بالفعل الطاقة السحرية الخاص بك؟’

 

“لستَ بحاجة لِـأن تتبعني إلى أي مكان آخر حاليًا، لأنه لا يزال لدي مكان أحتاج إلى رؤيته في نهاما. لذلك سأحتاج إلى دليل محلي. لامان، هل سبق لك أن ذهبت إلى هوجاني؟”

ومع ذلك، فقد إحتاجوا إلى مزيدٍ من التحقق. ومن أجل إختبار ما إذا كان فيرموث يتمتع بالشخصية الصحيحة، جلبته الإمبراطورية المقدسة أمام السيف المقدس الذي منحه لهم إله النور منذ زمن طويل.

بما أنه لا يزال نشيطًا هكذا، ألا ينبغي أن يكون قد ذهب فقط وقاتل ملوك الشياطين؟ لماذا يسحب جثة من نعشها، ويستخرج روحها ثم….ما الذي يمكن أن يجعله يذهب إلى حد….إجراء هدنة مع ملوك الشياطين؟

 

“…لو توجب عليَّ ذلك…إذن سأدفع.” رضخ تايري وأومأ ببطء برأسه. “لو إن هذا يضمن أن يخمد غضبك تمامًا.”

حينها، إستلَّ فيرموث السيف المقدس دون أي صعوبة. وهكذا، أعطت الإمبراطورية المقدسة مباركتها لرحلة فيرموث وأمرت انيسيه بأن تصبح دعمًا لفيرموث.

لبضع لحظات، آمل لامان قليلًا في أن سيده قد يدافع عنه.

 

المكان الذي تواجد فيه شامان الرمال أثناء عملهم يقع في الحافة الأخرى من الصحراء. من هناك، ظلوا يخلقون العواصف الرملية بشكل دوري ويوسعون نطاق الصحراء تدريجيًا. ما لم يمتلك يوجين لايونهارت زوجا من الأجنحة، فَـمن المستحيل عليه الوصول إلى الطرف الآخر من الصحراء خلال هذه الأيام القليلة.

الرفيق الرابع هي سيينا. لقد كانت في حينها مشهورةً بالفعل حتى قبل أن تصبح رفيقة فيرموث. في عالم مليء بالفوضى واليأس، أتى الوقت الذي صار الجميع فيه يبحثون عن أبطال لإنقاذهم.

 

 

 

ظهرت ساحرة شابة فجأةً في ساحات القتال حيث الوحوش والوحوش الشيطانية تنتشر، وخلدت مآثر رائعة بسحرها أينما ذهبت. حاولت العديد من الدول تجنيد سيينا، لكنها رفضت الانضمام إلى أي قوة وبدلًا من ذلك تجولت في العالم بمفردها، بحثا عن الوحوش الشيطانية.

 

 

 

لكن حتى مثل هذا الشخص لم يتردد في أن يصبح رفيق فيرموث. هذا هو مقدار تميز فيرموث.

“كلا. ولكن إذا ذهبت فجأةً كالمجنون وقطعت رأس سيدك، من المحتمل أن يكون ذلك ألم كبيرًا في المؤخرةِ بالنسبة لي. لذلك لو إنك تنوي فعل ذلك، فَـإفعل ذلك بعد أن أغادر.” أجاب يوجين بسخرية.

 

 

‘لقد كُنتُ آخرَ واحِد.’ تَذَكَرَ يوجين.

 

 

 

على الرغم من أنه ليس بقدر سيينا، إلا أن هامل كان أيضًا مشهورًا جدًا. فَـلو أمكن القول أن سيينا قد حظيت بالاهتمام على المستوى الوطني، فقد أصبح هامل مشهورا جدا في دوائر المرتزقة وفي ساحات المعارك.

 

 

 

المرتزق الشاب الذي يمكن أن يستعمل بمهارة جميع أنواع الأسلحة ويعود على قيد الحياة حتى من أقسى ساحات القتال. دون أن يكون جزءًا من قوات مرتزقةٍ ما، دون أن يقود أي رجلٍ معه، عُرِفَ هامل بإسم شبح ساحات القتال [ghost of the battlefield]، حيث ظل يذهب للبحث عن ساحات القتال المليئة بالوحوش الشيطانية بدلًا من الأماكن التي أعطت أعلى أجر.

 

 

 

في ذلك الوقت، كان هذا هو نوع الحياة التي عاشها هامل.

أطلق تايري تنهيدة طويلة وفرك لحيته. إبتسم يوجين فقط.

 

“…” رفع تايري حاجبه.

يمكن أن يتذكر بوضوح اجتماعهم الأول. في ذلك الوقت، لم تكن تقنية بوابات الإنتقال الآني متطورةً كما هي الآن، لذلك إذا أردت عبور البحر، فأنت بحاجة إلى ركوب قارب. بعد انتهاء الحرب في شمال توراس، أقام هامل في ميناء منتظرًا وسيلة نقلٍ إلى هيلموث، موطن ملوك الشياطين والشياطين.

 

“إذن هكذا….يبدو أنني فشلت في إقناعك. في ظل هذه الظروف، أخشى أن يكون العاهل قد أوقع نفسه في الكثير من المتاعب. وهذا ليس شيئًا أقوله بإستخفاف.” بدأ يوجين يعبث بفنجان الشاي الفاخري في يده، يداه ملفوفتان بالضمادات، بينما واصل حديثه: “مما قيل حتى الآن، يبدو أنه يجب علي أيضًا تحمل مسؤولية كلماتي المهملة. لسوء الحظ، ما زلتُ صغيرًا جدًا. ومن أجل تحمل المسؤولية عن كلماتي هذه، ليس لدي خيار سوى إستعارة قوة عائلتي.”

وخلال هذا الانتظار جاءت مجموعة فيرموث تبحث عنه.

 

 

 

لقد سمع هامل أيضًا كل أنواع الشائعات أثناء عمله كمرتزق، وبسبب ذلك، علم أيضًا عن فيرموث. قيل أنه في السنوات القليلة الماضية، صَنَعَ بطلٌ إسمًا لنفسه على الجانب الآخر من البحر. إهتم هامل بالتأكيد بفيرموث، ولكن لكي يطلب منه أن يصبح رفيقه؟

 

 

 

– لا يهم ما تقدمه لي، لن أستمع لأوامر وغد ما أقذر مني، لذلك هل يمكنك إثبات أنك أقوى مني؟

 

 

 

 

في مكان ما في تلك الصحراء المفتوحة على مصراعيها؟

“ااغ، اللعنة…” تأوه يوجين وهو يتذكر هذا المشهد من حياته الماضية.

 

 

لقد سمع هامل أيضًا كل أنواع الشائعات أثناء عمله كمرتزق، وبسبب ذلك، علم أيضًا عن فيرموث. قيل أنه في السنوات القليلة الماضية، صَنَعَ بطلٌ إسمًا لنفسه على الجانب الآخر من البحر. إهتم هامل بالتأكيد بفيرموث، ولكن لكي يطلب منه أن يصبح رفيقه؟

‘يا لي من لقيط مجنون.’ بقدر ما يتذكره يوجين، كان عمره حينها أكثر من عشرين عامًا بقليل. ولكن هل قال حقا شيئًا كهذا في ذلك العمر؟ يوجين بالتأكيد لا يريد أن يعترف بأنها الحقيقة….

 

 

 

 

 

– هذا الرجل هو مرتزقةٌ نذل يمكنك أن تجده في أي مكان تقريبًا. فلماذا بالضبط نحن بحاجة إلى أخذ هذا الرجل على وجه الخصوص معنا؟

الرفيق الثالث الذي وجدوه كانت انيسيه. حينها، أولت الإمبراطورية المقدسة الكثير من الاهتمام بفيرموث، الذي تمكن من إنقاذ الكثير من العبيد الذين تم نقلهم إلى هيلموث؛ وبفضل قوته وإمكانياته المذهلة، فكرت الإمبراطورية المقدسة في دعمه بكل قوتها.

 

 

كانت سيينا قد أغضبته منذ اجتماعهم الأول.

بما أنه لا يزال نشيطًا هكذا، ألا ينبغي أن يكون قد ذهب فقط وقاتل ملوك الشياطين؟ لماذا يسحب جثة من نعشها، ويستخرج روحها ثم….ما الذي يمكن أن يجعله يذهب إلى حد….إجراء هدنة مع ملوك الشياطين؟

 

 

 

 

– قد يكون من المستحيل توقع أي أخلاقٍ من مثل هذا الشخص، ولكن يجب أن تظل هناك قيود على كم يمكن أن يكون الشخص حقيرًا. أيها السير فيرموث، هناك عدد لا يحصى من المحاربين الذين هم أفضل من هذا المرتزق الذي يشبه الكلب البري. يقال إن الابن الوحيد لقائد فرسان إمبراطورية كيهل يتمتع بمظهر وشخصية ممتازة، وكذلك المهارات، فماذا عن إلقاء نظرة في كيهل بدلًا من هنا؟

 

 

“…هاه؟” أجاب لامان بإرتباك.

لقد وصفته انيسيه علانيةً بأنه ابن العاهرة. قد تكون صاغتها في الكلب البري، ولكن على أقل تقدير، إنها حقيقةٌ أنها قد ضمنت بالتأكيد أنه يشبه الكلب.

**(للتذكير، هذا كان مكتوب على النعش الأبيض خلف الباب.)

 

 

 

– لا.

– لقد سمعت أن محاربي المملكة العائمة في البحر هم رجالٌ شجعان حقا. أود التنافس معهم.

 

 

هامل هو الناجي الوحيد من القرية التي تعرضت لهجوم من قبل الوحوش التي دُفِعت إلى الجنون بسبب ملوك الشياطين. في سن العاشرة تقريبًا، فقد والديه ومسقط رأسه لملوك الشياطين.

 

لم يستطع التأكد من أي شيء حتى الآن. فرك يوجين أوراق شجرة العالم التي أخرجها من عباءته.

حتى في ذلك الوقت، كان مولون أحمقًا.

“كلا. ولكن إذا ذهبت فجأةً كالمجنون وقطعت رأس سيدك، من المحتمل أن يكون ذلك ألم كبيرًا في المؤخرةِ بالنسبة لي. لذلك لو إنك تنوي فعل ذلك، فَـإفعل ذلك بعد أن أغادر.” أجاب يوجين بسخرية.

 

 

 

“…اللورد الشاب، ما الذي تريده؟”

– لا.

المكان الذي تواجد فيه شامان الرمال أثناء عملهم يقع في الحافة الأخرى من الصحراء. من هناك، ظلوا يخلقون العواصف الرملية بشكل دوري ويوسعون نطاق الصحراء تدريجيًا. ما لم يمتلك يوجين لايونهارت زوجا من الأجنحة، فَـمن المستحيل عليه الوصول إلى الطرف الآخر من الصحراء خلال هذه الأيام القليلة.

 

فقد كان واحدًا من مجموعةٍ من العبيد الذين تم نقلهم إلى هيلموث. ومسقط رأسه هو مملكة أشال، التي تقع بجوار هيلموث. وكأول دولة يتم تدميرها من قبل الشياطين والوحوش الشيطانية، تنتمي أراضيها الآن إلى مملكة الرور التي أسسها مولون.

 

 

دائمًا ما كان فيرموث غريبًا. فَـبينما هو يبتسم بإبتسامة باهتة لإستفزاز هامل، تجاهل الآراء الواردة من الثلاثة الآخرين.

المرتزق الشاب الذي يمكن أن يستعمل بمهارة جميع أنواع الأسلحة ويعود على قيد الحياة حتى من أقسى ساحات القتال. دون أن يكون جزءًا من قوات مرتزقةٍ ما، دون أن يقود أي رجلٍ معه، عُرِفَ هامل بإسم شبح ساحات القتال [ghost of the battlefield]، حيث ظل يذهب للبحث عن ساحات القتال المليئة بالوحوش الشيطانية بدلًا من الأماكن التي أعطت أعلى أجر.

 

 

 

 

– يجب أن تكون أنت.

طرح يوجين ورقته الرابحة، “لكنني أتساءل كيف يجب أن أشرح مثل سوء الفهم هذا لعائلتي.”

 

“ثم دعونا نرتب ذلك كما يشاء اللورد الشاب.” وافق تايري، على الرغم من ظهور آثار العبوس على زوايا شفتيه.

 

“هاه؟” صُدِمَ لامان بهذه الإهانة المفاجئة.

بصراحة، في ذلك الوقت، لم يكن هامل رائعا حقًا. على الرغم من أنه صنع لنفسه اسمًا في مجال المرتزقة، إلا أن المرتزقة ما زالوا مجرد مرتزقة بعد كل شيء. في تلك المرحلة، كانت قدرة هامل على قياس قوة من أمامه أصغر بما لا يقاس من قدرات رفاقه.

خاطب تايري يوجين، “يوجين لايونهارت، أنت….هل تعتقد حقًا أنني أرسلت رجالي خلفك من أجل سرقتك؟”

 

 

ومع ذلك، لا زال فيرموث قد قال هذه الكلمات. ما زال لا يعرف ما رآه فيرموث بحق السماء في هامل مما جعله يشعر بهذه الطريقة ويقول هذا النوع من الأشياء. على أي حال، إستل فيرموث سيفه وأجاب على تحدي هامل بالسجال معه.

‘أفتقد وجود الإكسير.’

 

“وما الذي يجعلك تعتقد أنه لا توجد علاقة؟ أنا متأكد من أنك تدرك أن كازاني عرضة للعواصف الرملية المفاجئة.”

عندما أمسك بالسيف لأول مرة وبدأ في القيام بأعمال المرتزقة، اعتقد هامل أنه عبقري. بعد كل شيء، هذا ما قاله له جميع المرتزقة من حوله.

“…ماذا قلت للتو؟” سأل تايري بصدمة.

 

 

‘أنا لم أر قط طفلًا جيدًا في إستخدام السيف كما أنت.’

**(المترجم مرة يذكره المنداني ومرة المدني، لا أعرف ما مشكلته لكن أظن أن المدني أصح لذا سأستمر معها.)

 

من قبر هامل، التمثال، التابوت وحتى عدد قليل من الأعمدة….كل ما لم يرغب في تركه مدفونًا هناك قد تم حشوه في عباءته. ثم تم تدمير المتاهة المرتبطة بالقبر بأيدي يوجين.

‘يمكنك أن تشعر بالفعل الطاقة السحرية الخاص بك؟’

 

 

 

‘شعاع السيف؟ هذا سخيف!’

وبالنسبة لِـانيسيه فقد كانت مرشحةً لمنصب القديسة وقد تم رعايتها بعناية من قبل الكرادلة في الإمبراطورية المقدسة. إعتقد الكرادلة أنهم وحدهم، الذين تلقوا إرشاد الإله، وهم الأكثر أهليةً لرفع الظلام الذي سقط على العالم؛ وشعروا أن القديسين الذين رَبَوهُم هم مثاليون لتأدية دور التمثيل كممثلين للإله في هذا العالم.

 

 

اعتاد هامل على تفاجُئ من حوله به، وإعتاد على أن يُطلَقَ عليه لقب العبقري. ومع ذلك، لم يسمح لنفسه بالإنغماس في الغطرسة. فقد قضى كل يوم في العمل الشاق والتدريب. وبسبب هذا، كان فخره الوحيد في المهارات التي طورها.

‘…هل يجب أن أقبل فقط بتكلفة خمسمائة مليون سال لإنهاء هذه القضية برمتها….؟’

 

 

لكن هامل لا يزال خَسِر.

وحتى لو إن يوجين كان محظوظًا بما يكفي للبقاء على قيد الحياة بعد مثل هذا اللقاء وتمكن من العودة، لم يستطع تايري تخيل كيف سيكون يوجين قادرًا على تخطي صدمة شيء كهذا إلى درجة أن يأتي بهدوء إلى هنا للحديث عن سوء الفهم وأن يطلب رشوة قدرها خمسمائة مليون سال.

 

لم يخسر فقط، لقد تمت الهيمنةُ عليه بالكامل. ليس الأمر كما صورته الحكاية الخيالية، حيث فشل حتى في تنظيف ملابس فيرموث بالفرشاة، لكن ملابس فيرموث كانت بالفعل الشيء الوحيد الذي تمكن هامل من قطعه.

لم يخسر فقط، لقد تمت الهيمنةُ عليه بالكامل. ليس الأمر كما صورته الحكاية الخيالية، حيث فشل حتى في تنظيف ملابس فيرموث بالفرشاة، لكن ملابس فيرموث كانت بالفعل الشيء الوحيد الذي تمكن هامل من قطعه.

عرض تايري، “لو رغبت حقا في الحصول على ردٍ عادل، يمكنني الترتيب لإعدام لامان أمامك، أيها اللورد الشاب.”

 

توقع يوجين منهم أن يعطوه مجموعة من النقود، لكن يبدو أنهم سيدفعون له بالجواهر بدلا من ذلك.

لم ينفجر بالبكاء لأن وجهه قد اصطدم بالأرض أيضًا. ومع ذلك، كانَ صحيحا أن وجهه قد اصطدم بالتراب.

أوضح يوجين، “أنا أتحدث عن رئيسك، عاهل كاجيتان.”

 

 

وهذه كانت المرة الأولى التي يتعرض فيها لمثل هذه الهزيمة الساحقة.

“لأنك عضو في عشيرة لايونهارت في إمبراطورية كيهل، وأنا عاهل من نهاما.” أصر تايري بحواجب مجعدة. “لست متأكدًا هل تعلم ذلك أم لا، لكن علاقة نهاما وكيهل ليست وديةً للغاية. يشعر إمبراطور كيهل بالقلق من قوة نهاما، كما يقوم السلطان بقمع غضبه من افتراء إمبراطورية كيهل.”

 

فَـهو قلق بشأن يوجين، الذي يحمله على ظهره؛ منذ فترة، ظل يوجين يرتعش بإستمرار ويصدر أصواتًا غريبة.

 

 

– يبدو أنني أقوى منك.

 

 

 

– إخرس….اللعنة، مرةً أخرى. دعنا نتقاتل مرةً أخرى. لم أخسر بعد!

“شكرًا جزيلًا.” قبل يوجين دون أي تواضعٍ زائف.

 

 

تماما كما طلب هامل، قاتله فيرموث مرة أخرى. تشاجروا حينها ثلاث مرات أخرى، وانتهى الأمر بهامل بثلاث خسائر أخرى. في مبارزتهم الأولى، تمكن من قطع حافة ملابس فيرموث، ولكن في المبارزات الثلاث التالية، لم يتمكن هامل حتى من لمس ياقته.

الرفيق الرابع هي سيينا. لقد كانت في حينها مشهورةً بالفعل حتى قبل أن تصبح رفيقة فيرموث. في عالم مليء بالفوضى واليأس، أتى الوقت الذي صار الجميع فيه يبحثون عن أبطال لإنقاذهم.

 

 

– …أعترف أنني أضعف بكثير منك، ولكن لماذا تريد مني أن أنضم إلى مجموعتك؟

 

– لأنني بحاجة إليك.

لبضع لحظات، بدا أن تايري يفكر في قيمة لامان.

 

يجب أن يكون فيرموث هو أيضًا الشخص الذي ترك قلادة هامل في قبو كنز عشيرة لايونهارت. لو إنه فيرموث، فسيكون قادرًا على التسلل إلى قبو الكنز دون أي مشاكل ووضع القلادة هناك.

– لهذا أنا أسأل، لماذا تحتاجني بحق الجحيم؟ فَـبعد كل شيء، أنت أقوى مني!

أول رفيق لفيرموث كان مولون. عرف فيرموث أنهم لا يستطيعون مواجهة ملوك الشياطين بقوتهم الضعيفة، لكنه إعتقد أنه بدلًا من عدد كبير من الجنود، فإن ما يحتاجونه لمواجهة ملوك الشياطين بثقة هو مجموعةٌ من نخبة المحاربين.

 

 

– إذا فُزت، سوف تصبح رفيقي، أليس هذا ما وعدتني به؟

‘حسنًا، لم يبقَ شيءٌ هناك بعد الآن.’

 

 

– …أنا فقط أسأل لأنني لا أفهم السبب. لو طلبت فقط، فهناك الكثير من الأوباش الذين سيقبلون العرض بسعادة دون أي تردد.

 

 

“…هاه؟”

– أنت آخر عضو في مجموعتنا.

“فقط خذ الصندوق بالكامل.” استسلم بسخاء.

 

 

 

 

على الرغم من أن هامل قد إنهار على الأرض، مغطًى بالتراب، إلا أن فيرموث لا زال قد مد يده إليه.

 

 

دائمًا ما كان فيرموث غريبًا. فَـبينما هو يبتسم بإبتسامة باهتة لإستفزاز هامل، تجاهل الآراء الواردة من الثلاثة الآخرين.

 

“هاه؟” صُدِمَ لامان بهذه الإهانة المفاجئة.

– دعنا نذهب إلى هناك سوية، هامل.

أما سيينا فقد تم إنقاذها من قبل الجان وتعلمت سحرها أثناء نشأتها في غابة الجان. على الرغم من عدم تقبلهم للبشر عادة، فقد تبنى الجان سيينا، التي ولدت بموهبة طبيعية في السحر، كواحدة منهم. مع استمرار قوة هيلموث المشؤومة في النمو بشكل أقوى من أي وقت مضى، بدأ الجان يموتون ببطء.

 

– أنت آخر عضو في مجموعتنا.

 

 

هامل— لا، عرف يوجين رفاقه جيدًا. كَـرِفاق، هم يعرفون كل شيء عن بعضهم البعض. لهذا السبب لم يرغب يوجين في تصديق شكوكه — أن فيرموث يخطط لشيء مظلل بينما يزيف موته. شكوكه في أنه خاض معركة مع سيينا في هذا الموقع.

“قيل لي إن عشيرة لايونهارت هي واحدة من أغنى العائلات في القارة. هل يمكن أنك لا تحصل على أيٍّ من فوائد هذه الثروة؟”

 

ومع ذلك، لم يستطع تايري إلا أن يشعر بالتردد. هل يتم حقًا إتهامه بالسرقة الآن؟ أي نوع من الادعاءات السخيفة هو هذا؟

‘…ماذا تفعل، فيرموث؟’

– لقد سمعت أن محاربي المملكة العائمة في البحر هم رجالٌ شجعان حقا. أود التنافس معهم.

بما أنه لا يزال نشيطًا هكذا، ألا ينبغي أن يكون قد ذهب فقط وقاتل ملوك الشياطين؟ لماذا يسحب جثة من نعشها، ويستخرج روحها ثم….ما الذي يمكن أن يجعله يذهب إلى حد….إجراء هدنة مع ملوك الشياطين؟

 

‘ألم يمكن لك على الأقل أن تضع جسدي مرةً أخرى في نعشه. إبن العاهرة’ فكر يوجين مع نفسه بعد أن إسترخى. ‘أو على الأقل….إفعل ذلك بشكلٍ صحيح و….إترك تفسيرًا.’

لامان، الذي تم إنقاذ حياته عدة مرات من قبل يوجين، قلقٌ حقًا عليه الآن.

يجب أن يكون فيرموث هو أيضًا الشخص الذي ترك قلادة هامل في قبو كنز عشيرة لايونهارت. لو إنه فيرموث، فسيكون قادرًا على التسلل إلى قبو الكنز دون أي مشاكل ووضع القلادة هناك.

 

 

– أنت آخر عضو في مجموعتنا.

وجد يوجين أخيرًا الإجابة على هذا اللغز.

 

 

 

‘…ولكن حينها، هناك سيينا.’ عبس يوجين.

– يبدو أنني أقوى منك.

 

 

التعقيد الوحيد هو، كيف عرفت سيينا وأرسلت وهمًا للعثور عليه؟ ربما من المنطقي أكثر أن سيينا هي التي رتبت لتناسخه ووضعت القلادة هناك، ولكن لو إن فيرموث هو الذي رتب كل هذا….

“قيل لي إن عشيرة لايونهارت هي واحدة من أغنى العائلات في القارة. هل يمكن أنك لا تحصل على أيٍّ من فوائد هذه الثروة؟”

 

 

فجأة، يوجين أدركَ شيئًا، ‘….لا، أنا أتسرع جدًا في إفتراض أن فيرموث قد جاء بهذه الخطة كلها من تلقاء نفسه.’

‘حسنًا، لم يبقَ شيءٌ هناك بعد الآن.’

في يومٍ مِنَ الأيام، سألتقي بكَ مرةً أُخرى في العالم الذي كُنتَ تَتوقُ إليه.

**(المترجم مرة يذكره المنداني ومرة المدني، لا أعرف ما مشكلته لكن أظن أن المدني أصح لذا سأستمر معها.)

**(للتذكير، هذا كان مكتوب على النعش الأبيض خلف الباب.)

“…هذا…” تردد لامان، غير قادر على الرد على الفور.

 

 

لقد إعتقد أن هذا يعني أن سيينا كانت تخطط لمقابلته مرةً أُخرى في الجنة. ولكن عندما أخذ في الاعتبار حقيقة أنه قد تم تجسيده، قرأ الخط بشكل مختلف.

ومولون هو إبن القائد الحربي، وبالنيابة عن القبائل، أقسم أن يقتل ملوك الشياطين بيديه.

 

أول رفيق لفيرموث كان مولون. عرف فيرموث أنهم لا يستطيعون مواجهة ملوك الشياطين بقوتهم الضعيفة، لكنه إعتقد أنه بدلًا من عدد كبير من الجنود، فإن ما يحتاجونه لمواجهة ملوك الشياطين بثقة هو مجموعةٌ من نخبة المحاربين.

هل خانَ فيرموث….سيينا؟

إعتذر تايري: “سأقسم الجواهر، لذا يرجى أن تعذرني على الانتظار.”

 

 

لم يستطع التأكد من أي شيء حتى الآن. فرك يوجين أوراق شجرة العالم التي أخرجها من عباءته.

“…هاه؟”

 

 

لا يزال بحاجة للعثور على سيينا.

“بما أنك قد هددت حياتي، فأنت بحاجة إلى دفع ثمن ذلك. لكن من الواضح أنني لا أستطيع جعل العاهل يدفع الثمن.” أوضح يوجين، مُحاوِلًا أن يبدو معقولًا.

 

“ثم دعونا نرتب ذلك كما يشاء اللورد الشاب.” وافق تايري، على الرغم من ظهور آثار العبوس على زوايا شفتيه.

“…..سيدي، هل يمكن أن تكون بحاجة لقضاء حاجتك؟” طرح لامان هذا السؤال بعناية.

 

 

“لا، هذا جيد. لقد رأيت الكثير بالفعل.”

فَـهو قلق بشأن يوجين، الذي يحمله على ظهره؛ منذ فترة، ظل يوجين يرتعش بإستمرار ويصدر أصواتًا غريبة.

 

 

إعتذر تايري: “سأقسم الجواهر، لذا يرجى أن تعذرني على الانتظار.”

“لا توجد مراحيض في الصحراء…” أخبره لامان. “لذا، لو إنك مستعجل، سأحفر لك حفرة، حتى تتمكن من التبول—”

ومع ذلك، لا زال فيرموث قد قال هذه الكلمات. ما زال لا يعرف ما رآه فيرموث بحق السماء في هامل مما جعله يشعر بهذه الطريقة ويقول هذا النوع من الأشياء. على أي حال، إستل فيرموث سيفه وأجاب على تحدي هامل بالسجال معه.

“إخرس وإستمر في المشي.” هسهس يوجين بأسنانه وهو يركل لامان على فخذه.

وبالنسبة لِـانيسيه فقد كانت مرشحةً لمنصب القديسة وقد تم رعايتها بعناية من قبل الكرادلة في الإمبراطورية المقدسة. إعتقد الكرادلة أنهم وحدهم، الذين تلقوا إرشاد الإله، وهم الأكثر أهليةً لرفع الظلام الذي سقط على العالم؛ وشعروا أن القديسين الذين رَبَوهُم هم مثاليون لتأدية دور التمثيل كممثلين للإله في هذا العالم.

 

– …أنا فقط أسأل لأنني لا أفهم السبب. لو طلبت فقط، فهناك الكثير من الأوباش الذين سيقبلون العرض بسعادة دون أي تردد.

لقد غادروا بالفعل القبر تحت الأرض وهربوا من المتاهة.

وحذره لامان، “إذا تركناهم هكذا، فقد تثبت عظامك بشكل غير صحيح.”

 

“لكن ما علاقة هذا بكذبك؟” سأل يوجين.

بعد أن قاتل بجدية طوال هذا الوقت حتى تكسرت عظامه بالفعل، فقد أرهق يوجين نفسه بشكل خطير. نتيجة لذلك، يتم حمله الآن على ظهر لامان. بدلًا من الإصرار على المشي على قدميه، من الأفضل ليوجين التركيز على التعافي بينما أعطاه لامان رحلة على الظهر.

لامان، الذي تم إنقاذ حياته عدة مرات من قبل يوجين، قلقٌ حقًا عليه الآن.

 

 

‘أفتقد وجود الإكسير.’

“لو شوهدتُ أحميك علانية، فقد يؤخذ ذلك على أن نهاما تحني رأسها أمام إمبراطورية كيهل.” تابع تايري موضحًا: “إلى جانب ذلك، ما زلت أحاول معرفة نواياك. لماذا ذهبت إلى صحراء كازاني، حيث لا يعيش هناك أحد بالفعل؟”

صر يوجين أسنانه بإحباط. حتى في ذلك الوقت، قبل ثلاثمائة عام، الأكاسير هي كنوز نادرة، ولكن بصفته البطل ومجموعته، ذهبوا جميعا حاملين بعض تلك الأكاسير الثمينة. على الرغم من أنه قد حزم الكثير من الجرعات العلاجية، إلا أن الجروح الخطيرة لا يمكن أن تلتئم على الفور، حتى بإستعمال جرعات علاج.

“لكن ما علاقة هذا بكذبك؟” سأل يوجين.

 

“كلا. ولكن إذا ذهبت فجأةً كالمجنون وقطعت رأس سيدك، من المحتمل أن يكون ذلك ألم كبيرًا في المؤخرةِ بالنسبة لي. لذلك لو إنك تنوي فعل ذلك، فَـإفعل ذلك بعد أن أغادر.” أجاب يوجين بسخرية.

**(ملاحظة: الإكسير يختلف عن الجرعة العلاجية هنا.)

الرفيق الثالث الذي وجدوه كانت انيسيه. حينها، أولت الإمبراطورية المقدسة الكثير من الاهتمام بفيرموث، الذي تمكن من إنقاذ الكثير من العبيد الذين تم نقلهم إلى هيلموث؛ وبفضل قوته وإمكانياته المذهلة، فكرت الإمبراطورية المقدسة في دعمه بكل قوتها.

‘بما أن سحر الشفاء هو سحر إلهي، ما زلت لم أتعلم أي شيء نعه….هذا سيء. هل يجب أن أتعلم السحر الإلهي كذلك؟ نظرًا لأن مجال السحر هذا يعتمد على مقدار الإيمان الذي لديك، فلا أعتقد أنني سأكون قادرًا على إحراز تقدم كبير فيه.’

رد يوجين: “لا أريد أن أفعل ذلك أيضًا، لأنه قد يؤدي إلى مشكلة بين بلدينا….كما أنني لا أريد أن أُسَبِبَ أي مشاكل لعائلتي. لكِن أيُّها العاهل، دعنى نتجاهل أمري ونركز عليك، هل تستطيع التعامل مع هذه العواقب؟”

على الرغم من أن سيينا لم تتعلم أي سحر إلهي، إلا أنها كانت لا تزال قادرة على استخدام تعاويذ الشفاء عالية المستوى. ومع ذلك، تلك التعاويذ هُنَّ من نوعٍ فريدٍ مِن سِحرِ الشفاء الذي ينتمي إلى ميراث الجان، لذلك لم تنقل سيينا هذه المعرفة إلى الأجيال القادمة.

الفصل 71: القَبر (7)

 

لقد إعتقد أن هذا يعني أن سيينا كانت تخطط لمقابلته مرةً أُخرى في الجنة. ولكن عندما أخذ في الاعتبار حقيقة أنه قد تم تجسيده، قرأ الخط بشكل مختلف.

شجعه لامان، “سيدي، من فضلك انتظر أكثر قليلًا. يجب أن نكون قادرين على الوصول إلى كاجيتان في غضون أيام قليلة. في ذلك الوقت، لو تمكنا من العثور على طبيب أو معالج، فعندئذ—”

 

قال يوجين:”جروحي ليست بهذه الخطورة.”

 

 

فَـهو قلق بشأن يوجين، الذي يحمله على ظهره؛ منذ فترة، ظل يوجين يرتعش بإستمرار ويصدر أصواتًا غريبة.

وحذره لامان، “إذا تركناهم هكذا، فقد تثبت عظامك بشكل غير صحيح.”

‘أنا لم أر قط طفلًا جيدًا في إستخدام السيف كما أنت.’

لامان، الذي تم إنقاذ حياته عدة مرات من قبل يوجين، قلقٌ حقًا عليه الآن.

الشخص الذي سيطر على هذا الزنزانة هي أميليا ميروين، وليس السلطان. لم يعرف السلطان ولا شامان الرمال الآخرون أي شيء عن القبر.

 

وتابع: “أفهم لماذا ستشعر بالاستياء من هذا، لكنني أخشى أنه ليس لدي رأي في هذا الأمر. أيضًا، ليس وكأنهم قد سرقوا حقًا أي شيء منك، صحيح؟ مما قاله لي رجالي، فقد كانوا يتابعونك من مسافة معقولة. من الأساس، أنت هو الشخص الذي هاجمهم أثناء فعلهم لِـذلك بالضبط.”

“سأهتم بكل ذلك بنفسي، ولكن ما الذي تخطط للقيام به؟” سأل يوجين.

هل خانَ فيرموث….سيينا؟

 

 

“…هاه؟” أجاب لامان بإرتباك.

 

 

كانت سيينا قد أغضبته منذ اجتماعهم الأول.

أوضح يوجين، “أنا أتحدث عن رئيسك، عاهل كاجيتان.”

 

“هل أنت قلق عَلَي؟” سألَ لامان بإمتنان.

صر يوجين أسنانه بإحباط. حتى في ذلك الوقت، قبل ثلاثمائة عام، الأكاسير هي كنوز نادرة، ولكن بصفته البطل ومجموعته، ذهبوا جميعا حاملين بعض تلك الأكاسير الثمينة. على الرغم من أنه قد حزم الكثير من الجرعات العلاجية، إلا أن الجروح الخطيرة لا يمكن أن تلتئم على الفور، حتى بإستعمال جرعات علاج.

 

يجب أن يكون فيرموث هو أيضًا الشخص الذي ترك قلادة هامل في قبو كنز عشيرة لايونهارت. لو إنه فيرموث، فسيكون قادرًا على التسلل إلى قبو الكنز دون أي مشاكل ووضع القلادة هناك.

“كلا. ولكن إذا ذهبت فجأةً كالمجنون وقطعت رأس سيدك، من المحتمل أن يكون ذلك ألم كبيرًا في المؤخرةِ بالنسبة لي. لذلك لو إنك تنوي فعل ذلك، فَـإفعل ذلك بعد أن أغادر.” أجاب يوجين بسخرية.

 

 

 

لا يعرف عاهل كاجيتان شيئًا عن القبر أو عن أميليا ميروين. ومع ذلك، فقد تعاون مع طلب شامان الرمال من خلال تقييد من سمح له بدخول صحراء كازاني.

‘…ولكن حينها، هناك سيينا.’ عبس يوجين.

 

لبضع لحظات، بدا أن تايري يفكر في قيمة لامان.

“…هذا…” تردد لامان، غير قادر على الرد على الفور.

– …أنا فقط أسأل لأنني لا أفهم السبب. لو طلبت فقط، فهناك الكثير من الأوباش الذين سيقبلون العرض بسعادة دون أي تردد.

 

التقى فيرموث بقبيلة مولون بايار بينما هو يقود العبيد عبر حقول الثلج.

عرف سيده أن العواصف الرملية في صحراء كازاني هي من صنع الإنسان. ومع ذلك، فأوامر التعاون مع هذه الخطة ينبغي أن تكون قد وصلت إليه منذ فترة طويلة.

 

 

 

تمزق نهاما ببطء أجزاءً من أراضي توراس من خلال مشروع التصحر هذا، ولكن لتشتيت الشكوك، تم إختيار قرية لامان كضحية جديرة بعاصفة رملية مفاجئة.

ماذا لو واجه يوجين شامان الرمال في الصحراء؟ لا، لا ينبغي أن يكون هناك أي احتمال لذلك. سيتعين على تايري إرسال شخص ما للتأكد، ولكن…من المستحيل على صبي يبلغ من العمر تسعة عشر عاما مثل هذا أن يعود حيًا لو إلتقى بالشامان والقتلة في الصحراء.

 

“شكرًا جزيلًا.” قبل يوجين دون أي تواضعٍ زائف.

تم التضحية بالسكان من أجل مجد نهاما.

لا يمكن لومه على جهله هذا. فالمتاهة التي سقط فيها يوجين هي عبارة عن زنزانة تحكمها أميليا ميروين. وحتى السلطان على الأرجح غير مدرك لحقيقة العثور على قبر هامل هناك. الوحيدون الذين عرفوا عن هذا الزنزانة هم شامان الرمال الذين ظلوا متمركزين هناك.

 

لبضع لحظات، بدا أن تايري يفكر في قيمة لامان.

ومع ذلك، لم يستطع لامان قبول مثل هذا الشيء. أي شخص في مكانه سوف يشعر بنفس الطريقة. ضربت عاصفةٌ رمليةٌ من العدم والتهمت أصدقائه وعائلته. لو قيل للناجين أن هذه الوفيات هي تضحيةٌ لا مفر منها لمجد البلاد، من سيومئ برأسه فقط ويتقبل هذه الحقيقة؟

هوجاني تسمى الآن بالأرض المقدسة، لأنها مكانٌ ذهبت إليه القديسة انيسيه في رحلةِ حجها. ليس معروفًا هل كانت هذه هي الوجهة النهائية لحجها، لكن هوجاني هي المكان الذي شوهدت فيه انيسيه آخر مرة منذ مائتي عام.

“…لا أريد أن ألوم سيدي.” تمتم لامان وهو يهز رأسه. “تم إنشاء هذه الصحراء منذ أكثر من مائة عام، وإستمرت العواصف الرملية في الظهور منذ ذلك الحين. وتوجب على العاهل الذي سبق سيدي أن يخضع أيضًا لهذه الأوامر من أجل نهاما.”

 

“إذن ماذا ستفعل؟” إستمر يوجين في طرح الأسئلة.

التعقيد الوحيد هو، كيف عرفت سيينا وأرسلت وهمًا للعثور عليه؟ ربما من المنطقي أكثر أن سيينا هي التي رتبت لتناسخه ووضعت القلادة هناك، ولكن لو إن فيرموث هو الذي رتب كل هذا….

 

 

توصل لامان إلى قراره، “…سأتوقف عن العمل كحارس شخصي له. على الرغم من أنني لا أريد أن ألوم سيدي على هذا، إلا أنني لم أعد أريد أن أعطي حياتي من أجله أيضًا.”

 

“توقفك عن العمل معه لا يهمني، ولكن هل لديك أي مهارات أخرى لكسب العيش؟” ذكره يوجين.

لكن حتى مثل هذا الشخص لم يتردد في أن يصبح رفيق فيرموث. هذا هو مقدار تميز فيرموث.

 

“إذن ماذا ستفعل؟” إستمر يوجين في طرح الأسئلة.

“…أود أن أتبعك يا سيدي.” إعترف لامان وهو يدير رأسه لينظر إلى يوجين.

 

 

 

دفع يوجين على الفور خد لامان للخلف بتعبير مُنقرِف على وجهه.

 

 

أجاب يوجين بإبتسامة: “بالطبع، رأيت الصحراء.”

“لا تُدِر رأسكَ نحوي بهذه الطريقة، لحيتك نتنة مثل كلب رطب.”

ومع ذلك، لم يستطع لامان قبول مثل هذا الشيء. أي شخص في مكانه سوف يشعر بنفس الطريقة. ضربت عاصفةٌ رمليةٌ من العدم والتهمت أصدقائه وعائلته. لو قيل للناجين أن هذه الوفيات هي تضحيةٌ لا مفر منها لمجد البلاد، من سيومئ برأسه فقط ويتقبل هذه الحقيقة؟

“هاه؟” صُدِمَ لامان بهذه الإهانة المفاجئة.

لبضع لحظات، آمل لامان قليلًا في أن سيده قد يدافع عنه.

 

 

“أيضا، لماذا تريد أن تتبعني؟ أنا لست حتى من مواطني نهاما.”

أطلق تايري تنهيدة طويلة وفرك لحيته. إبتسم يوجين فقط.

“أنا على إستعداد لإتِّباعك بغض النظر عن المكان الذي تذهب إليه، سيدي.”

 

“إذن أولًا، إحلق تلك اللحية.”

طالما أن أميليا ميروين لم تقل أي شيء، فلن يعرف أحد ما واجهه يوجين هناك.

“…هاه؟”

“أيضا، لماذا تريد أن تتبعني؟ أنا لست حتى من مواطني نهاما.”

“لستَ بحاجة لِـأن تتبعني إلى أي مكان آخر حاليًا، لأنه لا يزال لدي مكان أحتاج إلى رؤيته في نهاما. لذلك سأحتاج إلى دليل محلي. لامان، هل سبق لك أن ذهبت إلى هوجاني؟”

 

“هوجاني، أنت تقول….هل تتحدث عن أرض النور المقدسة؟ لقد زرت ذلك المكان منذ سنوات.”

تمكن يوجين أن يرى بوضوح أن تايري أراد أن يسأله هل إكتشف أي شيء مريب هناك أم لا. ومع ذلك، لم يستطِع تايري القيام بذلك علانية، لذلك كل ما يمكنه فعله هو قمع رغبته وسؤال يوجين عن هذا بطريقة ملتوية.

هوجاني تسمى الآن بالأرض المقدسة، لأنها مكانٌ ذهبت إليه القديسة انيسيه في رحلةِ حجها. ليس معروفًا هل كانت هذه هي الوجهة النهائية لحجها، لكن هوجاني هي المكان الذي شوهدت فيه انيسيه آخر مرة منذ مائتي عام.

 

 

“لستَ بحاجة لِـأن تتبعني إلى أي مكان آخر حاليًا، لأنه لا يزال لدي مكان أحتاج إلى رؤيته في نهاما. لذلك سأحتاج إلى دليل محلي. لامان، هل سبق لك أن ذهبت إلى هوجاني؟”

مدينة هوجاني تقع بجوار كاجيتان مباشرة.

– لا يهم ما تقدمه لي، لن أستمع لأوامر وغد ما أقذر مني، لذلك هل يمكنك إثبات أنك أقوى مني؟

 

“هوجاني، أنت تقول….هل تتحدث عن أرض النور المقدسة؟ لقد زرت ذلك المكان منذ سنوات.”

‘…ربما إنها حقًا قد أتت إلى هنا لتقديم الإحترام إلى قبري….’ إشتبه يوجين.

 

 

 

هل ترك انيسيه أي أدلة في هوجاني؟

لم ينفجر بالبكاء لأن وجهه قد اصطدم بالأرض أيضًا. ومع ذلك، كانَ صحيحا أن وجهه قد اصطدم بالتراب.

 

أما مولون فهو إبن القائد الحربي لقبائل بايار الشمالية. إعتادت القبائل هناك منذ فترة طويلة على مشاركة الحدود مع الشياطين، ولكن عندما غزا ملك الشياطين أراضيهم فجأة، مات العديد من رجال القبائل.

في مكان ما في تلك الصحراء المفتوحة على مصراعيها؟

الرفيق الرابع هي سيينا. لقد كانت في حينها مشهورةً بالفعل حتى قبل أن تصبح رفيقة فيرموث. في عالم مليء بالفوضى واليأس، أتى الوقت الذي صار الجميع فيه يبحثون عن أبطال لإنقاذهم.

 

في يومٍ مِنَ الأيام، سألتقي بكَ مرةً أُخرى في العالم الذي كُنتَ تَتوقُ إليه.

* * *

 

 

 

“…” ضيق عاهل كاجيتان، تايري المدني، عينيه وحدق بصمت فيما أمامه.

حول تايري اللوم على أتباعه، “لا بُدَّ أن أتباعي غير الأكفاء هم الذين فشلوا في فهم أوامري بشكلٍ صحيح. يجب أن يكون هناك سوء فهم هنا.”

**(المترجم مرة يذكره المنداني ومرة المدني، لا أعرف ما مشكلته لكن أظن أن المدني أصح لذا سأستمر معها.)

 

يوجين جالسٌ أمامه الآن، وخلف يوجين وقف لامان. في هذه الحالة، هل يجب أن يتقبل تايري أن ما تقوله له عيناه وأذناه هو الحقيقة؟ أم يجب أن يشعر بالقلق من أن شخصًا ما قد يخفي بعض النوايا الأخرى في قلبه؟

“فقط خذ الصندوق بالكامل.” استسلم بسخاء.

“…يجب أن تكون على دراية بمدى عدم منطقية أفعالك، صحيح؟” سأل تايري بوضوح، تنفيسا عن بعض الضغط الذي يتعرض له. “أخبرني أتباعي بكل كلمة قلتها لهم.”

 

نظرًا لأن الملازم ومرؤوسي لامان الآخرين قد تعرضوا للضرب المبرح من قبل يوجين، من أجل شرح ظروفهم، لم يمتلكوا خيارًا سوى إبلاغ تايري بالحقيقة.

 

 

 

لامان هو الذي عرف نفسه على أنه لص من أجل الإستمرار سرًا في تنفيذ أوامر تايري، ويبدو أن الملازم لديه لسان رنان. حيث انقلب على قائده، وألقى باللوم على لامان لفشله في تنفيذ أوامر سيدهم بشكل صحيح.

 

 

وحتى لو إن يوجين كان محظوظًا بما يكفي للبقاء على قيد الحياة بعد مثل هذا اللقاء وتمكن من العودة، لم يستطع تايري تخيل كيف سيكون يوجين قادرًا على تخطي صدمة شيء كهذا إلى درجة أن يأتي بهدوء إلى هنا للحديث عن سوء الفهم وأن يطلب رشوة قدرها خمسمائة مليون سال.

خاطب تايري يوجين، “يوجين لايونهارت، أنت….هل تعتقد حقًا أنني أرسلت رجالي خلفك من أجل سرقتك؟”

“قيل لي إن عشيرة لايونهارت هي واحدة من أغنى العائلات في القارة. هل يمكن أنك لا تحصل على أيٍّ من فوائد هذه الثروة؟”

“بغض النظر عن ما هي نوايا العاهل المحترم، أليسَ صحيحا أنني قد عانيت من الأضرار بسببها؟” سأل يوجين ببراءة.

على الرغم من أنهم جاءوا من خلفيات مختلفة، إلا أنهم شاركوا نفس الكراهية لملوك الشياطين.

 

 

عرف يوجين الحقيقة بأكملها، مما يعني أن تايري أصبح خصمًا أسهل بكثير في مواجهته.

“لأنك عضو في عشيرة لايونهارت في إمبراطورية كيهل، وأنا عاهل من نهاما.” أصر تايري بحواجب مجعدة. “لست متأكدًا هل تعلم ذلك أم لا، لكن علاقة نهاما وكيهل ليست وديةً للغاية. يشعر إمبراطور كيهل بالقلق من قوة نهاما، كما يقوم السلطان بقمع غضبه من افتراء إمبراطورية كيهل.”

 

حتى في ذلك الوقت، كان مولون أحمقًا.

“لقد تم تكليفهم فقط بحمايتك.” إدعى تايري.

**(للتذكير، هذا كان مكتوب على النعش الأبيض خلف الباب.)

 

 

أطلق يوجين عذره، “إذن ما الحاجة للكذب بشأن كونهم لصوصًا من أجل حمايتي؟”

 

 

اعتاد هامل على تفاجُئ من حوله به، وإعتاد على أن يُطلَقَ عليه لقب العبقري. ومع ذلك، لم يسمح لنفسه بالإنغماس في الغطرسة. فقد قضى كل يوم في العمل الشاق والتدريب. وبسبب هذا، كان فخره الوحيد في المهارات التي طورها.

“لأنك عضو في عشيرة لايونهارت في إمبراطورية كيهل، وأنا عاهل من نهاما.” أصر تايري بحواجب مجعدة. “لست متأكدًا هل تعلم ذلك أم لا، لكن علاقة نهاما وكيهل ليست وديةً للغاية. يشعر إمبراطور كيهل بالقلق من قوة نهاما، كما يقوم السلطان بقمع غضبه من افتراء إمبراطورية كيهل.”

 

“لكن ما علاقة هذا بكذبك؟” سأل يوجين.

الشخص الذي سيطر على هذا الزنزانة هي أميليا ميروين، وليس السلطان. لم يعرف السلطان ولا شامان الرمال الآخرون أي شيء عن القبر.

 

“قيل لي إن عشيرة لايونهارت هي واحدة من أغنى العائلات في القارة. هل يمكن أنك لا تحصل على أيٍّ من فوائد هذه الثروة؟”

“وما الذي يجعلك تعتقد أنه لا توجد علاقة؟ أنا متأكد من أنك تدرك أن كازاني عرضة للعواصف الرملية المفاجئة.”

طالما أن أميليا ميروين لم تقل أي شيء، فلن يعرف أحد ما واجهه يوجين هناك.

ظل تايري حذرًا مما قد يخفيه يوجين داخل رأسه. عرف المدني أن شامان الرمال في صحراء كازاني هم من يتسببون عمدًا في حدوث عواصف رملية كعمل من أعمال الغزو. بالطبع، قد يكون لدى الدول الأخرى أيضا شكوكها في أن العواصف الرملية تستخدم كوسيلة للغزو، ولكن….لو إن هذا الشقي قد إشتبك حقًا مع شامان الرمال، فلن يتمكن تايري من التعامل مع هذه المسألة بإستخفاف.

“لا يسعني إلا أن أشعر بالتردد. لقد أرسلت للتو مرؤوسي خلفك من أجل حمايتك، فلماذا يتعين علي الآن دفع غرامة كما لو أنني قد إرتكبت جريمة؟ أشعر أن هناك العديد من الطرق الأخرى لحل هذه المشكلة.”

 

 

‘…لم تأتِ أي رسائل.’ تذكر تايري بقلق.

**(المترجم مرة يذكره المنداني ومرة المدني، لا أعرف ما مشكلته لكن أظن أن المدني أصح لذا سأستمر معها.)

 

وخلال هذا الانتظار جاءت مجموعة فيرموث تبحث عنه.

المكان الذي تواجد فيه شامان الرمال أثناء عملهم يقع في الحافة الأخرى من الصحراء. من هناك، ظلوا يخلقون العواصف الرملية بشكل دوري ويوسعون نطاق الصحراء تدريجيًا. ما لم يمتلك يوجين لايونهارت زوجا من الأجنحة، فَـمن المستحيل عليه الوصول إلى الطرف الآخر من الصحراء خلال هذه الأيام القليلة.

 

 

الفصل 71: القَبر (7)

“لو شوهدتُ أحميك علانية، فقد يؤخذ ذلك على أن نهاما تحني رأسها أمام إمبراطورية كيهل.” تابع تايري موضحًا: “إلى جانب ذلك، ما زلت أحاول معرفة نواياك. لماذا ذهبت إلى صحراء كازاني، حيث لا يعيش هناك أحد بالفعل؟”

 

رفض يوجين الإجابة، “أنا لا أجلس هنا لأنني أردت أن يتم استجوابي.”

 

“هذا هو ما في الأمر. ليس من الممكن بالنسبة لي استجوابك، لذلك جعلت رجالي يتبعونك، فقط في حالة حاجتك للحماية من أي ظروف غير متوقعة. لو إن لامان سكولوف، الشخص الذي يقف خلفك، قد اتبع أوامره للتو بشكل صحيح، فلن يتم وضعي أنا وأنت في مثل هذا الوضع غير المريح.” نظر تايري إلى لامان.

 

 

 

وتابع: “أفهم لماذا ستشعر بالاستياء من هذا، لكنني أخشى أنه ليس لدي رأي في هذا الأمر. أيضًا، ليس وكأنهم قد سرقوا حقًا أي شيء منك، صحيح؟ مما قاله لي رجالي، فقد كانوا يتابعونك من مسافة معقولة. من الأساس، أنت هو الشخص الذي هاجمهم أثناء فعلهم لِـذلك بالضبط.”

ومع ذلك، لا زال فيرموث قد قال هذه الكلمات. ما زال لا يعرف ما رآه فيرموث بحق السماء في هامل مما جعله يشعر بهذه الطريقة ويقول هذا النوع من الأشياء. على أي حال، إستل فيرموث سيفه وأجاب على تحدي هامل بالسجال معه.

ابتسم يوجين ردًا على هذه الكلمات وإرتشف الشاي. هذا العاهل القديم لم يُحضِر أيَّ ذكرٍ للقتلة أو شامان الرمال. ربما هو لا يعلم أن يوجين قد تعرض لكمين من قبل القتلة ثم تخلص من كل شامان الرمال المختبئين تحت الأرض.

 

 

“ثم دعونا نرتب ذلك كما يشاء اللورد الشاب.” وافق تايري، على الرغم من ظهور آثار العبوس على زوايا شفتيه.

لا يمكن لومه على جهله هذا. فالمتاهة التي سقط فيها يوجين هي عبارة عن زنزانة تحكمها أميليا ميروين. وحتى السلطان على الأرجح غير مدرك لحقيقة العثور على قبر هامل هناك. الوحيدون الذين عرفوا عن هذا الزنزانة هم شامان الرمال الذين ظلوا متمركزين هناك.

 

 

“بما أنك قد هددت حياتي، فأنت بحاجة إلى دفع ثمن ذلك. لكن من الواضح أنني لا أستطيع جعل العاهل يدفع الثمن.” أوضح يوجين، مُحاوِلًا أن يبدو معقولًا.

وشامان الرمال الأموات الآن كانوا مطيعين تمامًا لأميليا ميروين بسبب خوفهم منها.

نظرًا لأن الملازم ومرؤوسي لامان الآخرين قد تعرضوا للضرب المبرح من قبل يوجين، من أجل شرح ظروفهم، لم يمتلكوا خيارًا سوى إبلاغ تايري بالحقيقة.

 

في مكان ما في تلك الصحراء المفتوحة على مصراعيها؟

السبب الوحيد الذي دفع تايري المدني لمحاولة إبعاد يوجين عن الصحراء هي العواصف الرملية، وليس بسبب أميليا ميروين.

“أيضا، لماذا تريد أن تتبعني؟ أنا لست حتى من مواطني نهاما.”

 

رفض يوجين الإجابة، “أنا لا أجلس هنا لأنني أردت أن يتم استجوابي.”

‘لذا، لا حاجة للقلق بلا جدوى حول هذا الموضوع.’ ذَكَّرَ يوجين نفسه.

المكان الذي تواجد فيه شامان الرمال أثناء عملهم يقع في الحافة الأخرى من الصحراء. من هناك، ظلوا يخلقون العواصف الرملية بشكل دوري ويوسعون نطاق الصحراء تدريجيًا. ما لم يمتلك يوجين لايونهارت زوجا من الأجنحة، فَـمن المستحيل عليه الوصول إلى الطرف الآخر من الصحراء خلال هذه الأيام القليلة.

 

 

لولا هذا، لَـوُضِعَ يوجين أيضًا في موقف صعب. حيث نوى يوجين إنهاء جميع شؤونه في هذا البلد قبل مغادرته.

“لكن ما علاقة هذا بكذبك؟” سأل يوجين.

 

 

بدأ يوجين في الهجوم، “بغض النظر عما يقوله العاهل المحترم، لا يغير حقيقة أن العاهل قد عرض حياتي للخطر، هل ستنكر ذلك؟”

 

 

 

حول تايري اللوم على أتباعه، “لا بُدَّ أن أتباعي غير الأكفاء هم الذين فشلوا في فهم أوامري بشكلٍ صحيح. يجب أن يكون هناك سوء فهم هنا.”

 

طرح يوجين ورقته الرابحة، “لكنني أتساءل كيف يجب أن أشرح مثل سوء الفهم هذا لعائلتي.”

قال يوجين:”جروحي ليست بهذه الخطورة.”

“…لستُ متأكدًا تماما مما تعنيه بهذه الكلمات….” تردد تايري.

“كلا. ولكن إذا ذهبت فجأةً كالمجنون وقطعت رأس سيدك، من المحتمل أن يكون ذلك ألم كبيرًا في المؤخرةِ بالنسبة لي. لذلك لو إنك تنوي فعل ذلك، فَـإفعل ذلك بعد أن أغادر.” أجاب يوجين بسخرية.

“إذن هكذا….يبدو أنني فشلت في إقناعك. في ظل هذه الظروف، أخشى أن يكون العاهل قد أوقع نفسه في الكثير من المتاعب. وهذا ليس شيئًا أقوله بإستخفاف.” بدأ يوجين يعبث بفنجان الشاي الفاخري في يده، يداه ملفوفتان بالضمادات، بينما واصل حديثه: “مما قيل حتى الآن، يبدو أنه يجب علي أيضًا تحمل مسؤولية كلماتي المهملة. لسوء الحظ، ما زلتُ صغيرًا جدًا. ومن أجل تحمل المسؤولية عن كلماتي هذه، ليس لدي خيار سوى إستعارة قوة عائلتي.”

بعد النظر إلى يوجين بغضبٍ عارم، عبس تايري ثم أومأ برأسه.

“…اللورد يوجين.” قال تايري.

“…يجب أن تكون على دراية بمدى عدم منطقية أفعالك، صحيح؟” سأل تايري بوضوح، تنفيسا عن بعض الضغط الذي يتعرض له. “أخبرني أتباعي بكل كلمة قلتها لهم.”

 

في ذلك الوقت، كان هذا هو نوع الحياة التي عاشها هامل.

رد يوجين: “لا أريد أن أفعل ذلك أيضًا، لأنه قد يؤدي إلى مشكلة بين بلدينا….كما أنني لا أريد أن أُسَبِبَ أي مشاكل لعائلتي. لكِن أيُّها العاهل، دعنى نتجاهل أمري ونركز عليك، هل تستطيع التعامل مع هذه العواقب؟”

 

أطلق تايري تنهيدة طويلة وفرك لحيته. إبتسم يوجين فقط.

 

 

 

“…اللورد الشاب، ما الذي تريده؟”

“قيل لي إن عشيرة لايونهارت هي واحدة من أغنى العائلات في القارة. هل يمكن أنك لا تحصل على أيٍّ من فوائد هذه الثروة؟”

“خمسمائة مليون سال.” قال يوجين وهو يأخذ رشفةً أخرى من الشاي: “سأفكر جديًا في هذه صفقة لو كنت مكانك؛ أصبحت علاقتنا غير مريحة للغاية بسبب سوء فهم فشل في حلها بشكل صحيح، ولو إن هذا المبلغ الضئيل فقط سَـيحل هذا الخلاف….”

اعتاد هامل على تفاجُئ من حوله به، وإعتاد على أن يُطلَقَ عليه لقب العبقري. ومع ذلك، لم يسمح لنفسه بالإنغماس في الغطرسة. فقد قضى كل يوم في العمل الشاق والتدريب. وبسبب هذا، كان فخره الوحيد في المهارات التي طورها.

“…هاها.” ضحك تايري بصعوبة.

 

 

“…لو توجب عليَّ ذلك…إذن سأدفع.” رضخ تايري وأومأ ببطء برأسه. “لو إن هذا يضمن أن يخمد غضبك تمامًا.”

“حسنًا، ربما لم يكُن هذا ما قصده العاهل، ولكن….دعنا نتعامل مع هذا على أنه لقاء لا يمكن تفسيره بيننا.” إقترح يوجين. “سأحرص على إبقاء فمي مغلقًا، لذلك كل ما عليك فعله هو فتح محفظتك، أيها العاهل المحترم.”

‘…ماذا تفعل، فيرموث؟’

قال تايري من بين أسنانه المصرورة: “لقد سمعت أنك الآن في التاسعة عشرة من عمرك فقط، لكِنَكَ حقًا جريء.”

 

 

في مكان ما في تلك الصحراء المفتوحة على مصراعيها؟

“كثيرًا ما سمعت هذه الأنواع من الكلمات هنا وهناك. ولكن، لو إنني حقا من النوع الذي يركض مثل الحصان مع ذيله على النار، ألن تظل أنت هو الشخص الذي سيواجه المشاكل، أيها العاهل المحترم؟”

**(المترجم مرة يذكره المنداني ومرة المدني، لا أعرف ما مشكلته لكن أظن أن المدني أصح لذا سأستمر معها.)

“لا يسعني إلا أن أشعر بالتردد. لقد أرسلت للتو مرؤوسي خلفك من أجل حمايتك، فلماذا يتعين علي الآن دفع غرامة كما لو أنني قد إرتكبت جريمة؟ أشعر أن هناك العديد من الطرق الأخرى لحل هذه المشكلة.”

 

“طرق أخرى؟ قد يكون ذلك لأنني شاب، لكن الكلمات التي قلتها للتو تملأني بالخوف، أيها العاهل المحترم. هل يمكن أنك كنت تفكر حقًا في قتلي هناك؟ أو ربما تخطط لإرسال القتلة خلفي؟ في كلتا الحالتين، من المحتمل أن يكون ذلك مخالفًا لرغبات السلطان. من المؤكد أن تكلفة تحمل المسؤولية عن مثل هذا القرار المتطرف سترتفع مئات المرات أكثر من خمسمائة مليون سال فقط.”

 

ظل تايري صامتًا لبضع لحظات. خمسمائة مليون، بالنسبة له؟ كما قال يوجين، إنه ليس بالمبلغ الكبير.

لم تستطع سيينا تحمل رؤية انقراض الجان. فبالنسبة لها، الجان هم عائلةٌ قامت بتربيتها منذ الطفولة وعلمتها السحر. وبصفتها ممثلة الجان، أصبحت سيدةَ آكاشا وغادرت الغابة.

 

“…هاها.” ضحك تايري بصعوبة.

ومع ذلك، لم يستطع تايري إلا أن يشعر بالتردد. هل يتم حقًا إتهامه بالسرقة الآن؟ أي نوع من الادعاءات السخيفة هو هذا؟

 

‘…هل يجب أن أقبل فقط بتكلفة خمسمائة مليون سال لإنهاء هذه القضية برمتها….؟’

 

ماذا لو واجه يوجين شامان الرمال في الصحراء؟ لا، لا ينبغي أن يكون هناك أي احتمال لذلك. سيتعين على تايري إرسال شخص ما للتأكد، ولكن…من المستحيل على صبي يبلغ من العمر تسعة عشر عاما مثل هذا أن يعود حيًا لو إلتقى بالشامان والقتلة في الصحراء.

لامان هو قائد الفرقة الثانية من حرس العاهل الشخصيين. إنه بالتأكيد محارب مشهور، لكنه لا يستحق أن يتم الاحتفاظ به إذا لم يعد من الممكن الوثوق به لتنفيذ أوامره بشكل صحيح. هناك العديد من المحاربين الذين هم أفضل من لامان في الفريق الأول، الذين هم بمثابة اليد اليمنى للعاهل.

 

كانَتْ المجموعة كلها عبارةً عن أصدقاءٍ مقربين. أو على الأقل هذا ما إعتقده يوجين.

وحتى لو إن يوجين كان محظوظًا بما يكفي للبقاء على قيد الحياة بعد مثل هذا اللقاء وتمكن من العودة، لم يستطع تايري تخيل كيف سيكون يوجين قادرًا على تخطي صدمة شيء كهذا إلى درجة أن يأتي بهدوء إلى هنا للحديث عن سوء الفهم وأن يطلب رشوة قدرها خمسمائة مليون سال.

 

 

مدينة هوجاني تقع بجوار كاجيتان مباشرة.

“…لو توجب عليَّ ذلك…إذن سأدفع.” رضخ تايري وأومأ ببطء برأسه. “لو إن هذا يضمن أن يخمد غضبك تمامًا.”

“هل أنت قلق عَلَي؟” سألَ لامان بإمتنان.

أكد له يوجين: “لستُ ضعيفًا لدرجة أنني سأصاب بنوبة غضب بعد تلقي الدفعة الكاملة.”

عندما نظر إلى جميع الجواهر البراقة، فكر يوجين فجأة: ‘حتى مع وجود خمسمائة مليون سال، لا يمكنني شراء سوى خصيةِ عملاقٍ واحدة.’

 

إعتذر تايري: “سأقسم الجواهر، لذا يرجى أن تعذرني على الانتظار.”

“قيل لي إن عشيرة لايونهارت هي واحدة من أغنى العائلات في القارة. هل يمكن أنك لا تحصل على أيٍّ من فوائد هذه الثروة؟”

 

بطريقةٍ مظللة-لا، هذا غير دقيق. هذه سخرية واضحة.

التعقيد الوحيد هو، كيف عرفت سيينا وأرسلت وهمًا للعثور عليه؟ ربما من المنطقي أكثر أن سيينا هي التي رتبت لتناسخه ووضعت القلادة هناك، ولكن لو إن فيرموث هو الذي رتب كل هذا….

 

“أنا على إستعداد لإتِّباعك بغض النظر عن المكان الذي تذهب إليه، سيدي.”

“قد يكون لدى عائلتي الكثير من المال، ولكن ليس وكأنها أموالي، صحيح؟” أشار يوجين.

حول تايري اللوم على أتباعه، “لا بُدَّ أن أتباعي غير الأكفاء هم الذين فشلوا في فهم أوامري بشكلٍ صحيح. يجب أن يكون هناك سوء فهم هنا.”

 

 

“…هاها.” ضحك تايري بجفاف ولوح بأصابعه.

وشامان الرمال الأموات الآن كانوا مطيعين تمامًا لأميليا ميروين بسبب خوفهم منها.

 

 

الخادم الذي ينتظر في مؤخرة الغرفة حنى رأسه بعمق وغادر الغرفة.

 

 

اعتاد هامل على تفاجُئ من حوله به، وإعتاد على أن يُطلَقَ عليه لقب العبقري. ومع ذلك، لم يسمح لنفسه بالإنغماس في الغطرسة. فقد قضى كل يوم في العمل الشاق والتدريب. وبسبب هذا، كان فخره الوحيد في المهارات التي طورها.

“…الآن بعد أن تم حل سوء الفهم، إسمح لي أن أطرح عليك سؤالًا واحدًا. أنا فضولي للغاية. لماذا ذهبت إلى صحراء كازاني بحق السماء؟” سأل تايري.

توصل لامان إلى قراره، “…سأتوقف عن العمل كحارس شخصي له. على الرغم من أنني لا أريد أن ألوم سيدي على هذا، إلا أنني لم أعد أريد أن أعطي حياتي من أجله أيضًا.”

 

 

أوضح يوجين: “لقد أردت أن أرى الصحراء الشاسعة حتى أشعر بروعة الطبيعة وأرفع شجاعتي.”

 

 

 

“…” بدا صمتُ تايري  دليلًا واضحًا على شكه بهذا الرد.

هل خانَ فيرموث….سيينا؟

 

 

“هذا أيضًا لأنها أقربُ صحراء.”

“…هذا…” تردد لامان، غير قادر على الرد على الفور.

“بما أنك تريد أن تقدر شيئًا كهذا، يمكنني أن أكون شخصيًا دليلك وآخذك في جولةٍ في صحاري نهاما الشاسعة.”

 

“لا، هذا جيد. لقد رأيت الكثير بالفعل.”

وخلال هذا الانتظار جاءت مجموعة فيرموث تبحث عنه.

“هل رأيت أي شيء مثير للاهتمام في كازاني؟” سأل تايري عرضًا.

لامان، الذي تم إنقاذ حياته عدة مرات من قبل يوجين، قلقٌ حقًا عليه الآن.

 

“كلا. ولكن إذا ذهبت فجأةً كالمجنون وقطعت رأس سيدك، من المحتمل أن يكون ذلك ألم كبيرًا في المؤخرةِ بالنسبة لي. لذلك لو إنك تنوي فعل ذلك، فَـإفعل ذلك بعد أن أغادر.” أجاب يوجين بسخرية.

أجاب يوجين بإبتسامة: “بالطبع، رأيت الصحراء.”

“بما أنك تريد أن تقدر شيئًا كهذا، يمكنني أن أكون شخصيًا دليلك وآخذك في جولةٍ في صحاري نهاما الشاسعة.”

 

بعد أن قاتل بجدية طوال هذا الوقت حتى تكسرت عظامه بالفعل، فقد أرهق يوجين نفسه بشكل خطير. نتيجة لذلك، يتم حمله الآن على ظهر لامان. بدلًا من الإصرار على المشي على قدميه، من الأفضل ليوجين التركيز على التعافي بينما أعطاه لامان رحلة على الظهر.

تمكن يوجين أن يرى بوضوح أن تايري أراد أن يسأله هل إكتشف أي شيء مريب هناك أم لا. ومع ذلك، لم يستطِع تايري القيام بذلك علانية، لذلك كل ما يمكنه فعله هو قمع رغبته وسؤال يوجين عن هذا بطريقة ملتوية.

“…” بدا صمتُ تايري  دليلًا واضحًا على شكه بهذا الرد.

 

 

‘حسنًا، لم يبقَ شيءٌ هناك بعد الآن.’

“…اللورد يوجين.” قال تايري.

 

المرتزق الشاب الذي يمكن أن يستعمل بمهارة جميع أنواع الأسلحة ويعود على قيد الحياة حتى من أقسى ساحات القتال. دون أن يكون جزءًا من قوات مرتزقةٍ ما، دون أن يقود أي رجلٍ معه، عُرِفَ هامل بإسم شبح ساحات القتال [ghost of the battlefield]، حيث ظل يذهب للبحث عن ساحات القتال المليئة بالوحوش الشيطانية بدلًا من الأماكن التي أعطت أعلى أجر.

من قبر هامل، التمثال، التابوت وحتى عدد قليل من الأعمدة….كل ما لم يرغب في تركه مدفونًا هناك قد تم حشوه في عباءته. ثم تم تدمير المتاهة المرتبطة بالقبر بأيدي يوجين.

“ااغ، اللعنة…” تأوه يوجين وهو يتذكر هذا المشهد من حياته الماضية.

 

– قد يكون من المستحيل توقع أي أخلاقٍ من مثل هذا الشخص، ولكن يجب أن تظل هناك قيود على كم يمكن أن يكون الشخص حقيرًا. أيها السير فيرموث، هناك عدد لا يحصى من المحاربين الذين هم أفضل من هذا المرتزق الذي يشبه الكلب البري. يقال إن الابن الوحيد لقائد فرسان إمبراطورية كيهل يتمتع بمظهر وشخصية ممتازة، وكذلك المهارات، فماذا عن إلقاء نظرة في كيهل بدلًا من هنا؟

‘أكثر ما يمكنهم العثور عليه هو عدد قليل من الجثث.’

“…اللورد الشاب، ما الذي تريده؟”

الشخص الذي سيطر على هذا الزنزانة هي أميليا ميروين، وليس السلطان. لم يعرف السلطان ولا شامان الرمال الآخرون أي شيء عن القبر.

 

 

 

طالما أن أميليا ميروين لم تقل أي شيء، فلن يعرف أحد ما واجهه يوجين هناك.

رفض يوجين العرض، “أوي، أنا لست قاسيًا بما يكفي لكي أطلب شق حلق شخص ما لسببٍ كهذا.”

 

 

تذكر يوجين شيئا، ” آه، شيء آخر. سآخذ لامان سكولوف معي عندما أذهب.”

أطلق تايري تنهيدة طويلة وفرك لحيته. إبتسم يوجين فقط.

“…لأي سبب؟” سأل تايري بتردد.

 

 

“كثيرًا ما سمعت هذه الأنواع من الكلمات هنا وهناك. ولكن، لو إنني حقا من النوع الذي يركض مثل الحصان مع ذيله على النار، ألن تظل أنت هو الشخص الذي سيواجه المشاكل، أيها العاهل المحترم؟”

“بما أنك قد هددت حياتي، فأنت بحاجة إلى دفع ثمن ذلك. لكن من الواضح أنني لا أستطيع جعل العاهل يدفع الثمن.” أوضح يوجين، مُحاوِلًا أن يبدو معقولًا.

 

 

 

“…هاها!” أطلق تايري ضحكة جافة أخرى ونظر إلى لامان.

عندما أمسك بالسيف لأول مرة وبدأ في القيام بأعمال المرتزقة، اعتقد هامل أنه عبقري. بعد كل شيء، هذا ما قاله له جميع المرتزقة من حوله.

 

تم التضحية بالسكان من أجل مجد نهاما.

لبضع لحظات، آمل لامان قليلًا في أن سيده قد يدافع عنه.

لبضع لحظات، آمل لامان قليلًا في أن سيده قد يدافع عنه.

 

طرح يوجين ورقته الرابحة، “لكنني أتساءل كيف يجب أن أشرح مثل سوء الفهم هذا لعائلتي.”

عرض تايري، “لو رغبت حقا في الحصول على ردٍ عادل، يمكنني الترتيب لإعدام لامان أمامك، أيها اللورد الشاب.”

ومع ذلك، لم يستطع تايري إلا أن يشعر بالتردد. هل يتم حقًا إتهامه بالسرقة الآن؟ أي نوع من الادعاءات السخيفة هو هذا؟

رفض يوجين العرض، “أوي، أنا لست قاسيًا بما يكفي لكي أطلب شق حلق شخص ما لسببٍ كهذا.”

 

“…” رفع تايري حاجبه.

‘يا لي من لقيط مجنون.’ بقدر ما يتذكره يوجين، كان عمره حينها أكثر من عشرين عامًا بقليل. ولكن هل قال حقا شيئًا كهذا في ذلك العمر؟ يوجين بالتأكيد لا يريد أن يعترف بأنها الحقيقة….

 

لامان هو قائد الفرقة الثانية من حرس العاهل الشخصيين. إنه بالتأكيد محارب مشهور، لكنه لا يستحق أن يتم الاحتفاظ به إذا لم يعد من الممكن الوثوق به لتنفيذ أوامره بشكل صحيح. هناك العديد من المحاربين الذين هم أفضل من لامان في الفريق الأول، الذين هم بمثابة اليد اليمنى للعاهل.

أعلن يوجين: “سآخذه معي إلى المنزل وأجعله ينظف الروث في الإسطبلات.”

‘…ولكن حينها، هناك سيينا.’ عبس يوجين.

 

كل هذا يعني أنه على الرغم من أن جميع أسبابهم قد تكون مختلفة، إلا أن الغرض منها هو نفسه. لقد فقدوا شيئًا ما بسبب الشيطانيين وأرادوا الإنتقام لما فقدوه. وقد صمموا على قتل ملوك الشياطين.

لبضع لحظات، بدا أن تايري يفكر في قيمة لامان.

اعتاد هامل على تفاجُئ من حوله به، وإعتاد على أن يُطلَقَ عليه لقب العبقري. ومع ذلك، لم يسمح لنفسه بالإنغماس في الغطرسة. فقد قضى كل يوم في العمل الشاق والتدريب. وبسبب هذا، كان فخره الوحيد في المهارات التي طورها.

 

أما سيينا فقد تم إنقاذها من قبل الجان وتعلمت سحرها أثناء نشأتها في غابة الجان. على الرغم من عدم تقبلهم للبشر عادة، فقد تبنى الجان سيينا، التي ولدت بموهبة طبيعية في السحر، كواحدة منهم. مع استمرار قوة هيلموث المشؤومة في النمو بشكل أقوى من أي وقت مضى، بدأ الجان يموتون ببطء.

لامان هو قائد الفرقة الثانية من حرس العاهل الشخصيين. إنه بالتأكيد محارب مشهور، لكنه لا يستحق أن يتم الاحتفاظ به إذا لم يعد من الممكن الوثوق به لتنفيذ أوامره بشكل صحيح. هناك العديد من المحاربين الذين هم أفضل من لامان في الفريق الأول، الذين هم بمثابة اليد اليمنى للعاهل.

طالما أن أميليا ميروين لم تقل أي شيء، فلن يعرف أحد ما واجهه يوجين هناك.

 

‘إنه أيضًا شخص لا يمكن السماح له بالتعرف على شامان الرمال.’ فكر تايري.

 

 

اعتاد هامل على تفاجُئ من حوله به، وإعتاد على أن يُطلَقَ عليه لقب العبقري. ومع ذلك، لم يسمح لنفسه بالإنغماس في الغطرسة. فقد قضى كل يوم في العمل الشاق والتدريب. وبسبب هذا، كان فخره الوحيد في المهارات التي طورها.

كان سيتم إعدامه على أي حال، فلماذا لا يعطيه ليوجين؟

 

 

هل ترك انيسيه أي أدلة في هوجاني؟

“ثم دعونا نرتب ذلك كما يشاء اللورد الشاب.” وافق تايري، على الرغم من ظهور آثار العبوس على زوايا شفتيه.

 

 

 

لم يمض وقت طويل بعد ذلك، عاد الخادم حاملًا صندوقًا كبيرًا. عندما فتح تايري الصندوق، تألقت المجوهرات الجميلة المخزنة بداخله بشكل مشرق.

“…لأي سبب؟” سأل تايري بتردد.

 

 

إعتذر تايري: “سأقسم الجواهر، لذا يرجى أن تعذرني على الانتظار.”

“لو شوهدتُ أحميك علانية، فقد يؤخذ ذلك على أن نهاما تحني رأسها أمام إمبراطورية كيهل.” تابع تايري موضحًا: “إلى جانب ذلك، ما زلت أحاول معرفة نواياك. لماذا ذهبت إلى صحراء كازاني، حيث لا يعيش هناك أحد بالفعل؟”

 

 

توقع يوجين منهم أن يعطوه مجموعة من النقود، لكن يبدو أنهم سيدفعون له بالجواهر بدلا من ذلك.

بطريقةٍ مظللة-لا، هذا غير دقيق. هذه سخرية واضحة.

 

 

عندما نظر إلى جميع الجواهر البراقة، فكر يوجين فجأة: ‘حتى مع وجود خمسمائة مليون سال، لا يمكنني شراء سوى خصيةِ عملاقٍ واحدة.’

حينها، إستلَّ فيرموث السيف المقدس دون أي صعوبة. وهكذا، أعطت الإمبراطورية المقدسة مباركتها لرحلة فيرموث وأمرت انيسيه بأن تصبح دعمًا لفيرموث.

شعر أنه كان يجب أن يرفع السعر قليلًا. على الرغم من أن المال ليس شيئًا يقلقه، إلا أن يوجين شعر فجأة أنه سيكون من المؤسف إذا لم يفعل ذلك.

 

 

 

قال يوجين فجأة: “بدلًا من خمسمائة مليون سال، دعنا نقربها إلى مليار.”

“هل رأيت أي شيء مثير للاهتمام في كازاني؟” سأل تايري عرضًا.

 

 

“…ماذا قلت للتو؟” سأل تايري بصدمة.

“…هاه؟” أجاب لامان بإرتباك.

 

 

أوضح يوجين: “كل ما في الأمر هو أن جواهر العاهل جميلةٌ جدًا لدرجة أنني لا أستطيع إلا أن أكون جشعا.”

‘حسنًا، لم يبقَ شيءٌ هناك بعد الآن.’

بعد النظر إلى يوجين بغضبٍ عارم، عبس تايري ثم أومأ برأسه.

“…لا أريد أن ألوم سيدي.” تمتم لامان وهو يهز رأسه. “تم إنشاء هذه الصحراء منذ أكثر من مائة عام، وإستمرت العواصف الرملية في الظهور منذ ذلك الحين. وتوجب على العاهل الذي سبق سيدي أن يخضع أيضًا لهذه الأوامر من أجل نهاما.”

 

 

“فقط خذ الصندوق بالكامل.” استسلم بسخاء.

– يجب أن تكون أنت.

 

 

“شكرًا جزيلًا.” قبل يوجين دون أي تواضعٍ زائف.

 

تذكر يوجين شيئا، ” آه، شيء آخر. سآخذ لامان سكولوف معي عندما أذهب.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط