العَودة (3)
الفصل 74: العَودة (3)
التوأم حقًا توأمٌ في كل شيء. أراد يوجين دحض كلامه بطريقةٍ ما، لكنه لم يتمكن من العثور على أي شيء لدحضه وإنتهى به الأمر بِـلَويِّ شفتيهِ فقط.
حدث السِجال الذي ظلَّ من جانبٍ واحد.
“هاه؟ آاااااه….ماذا؟ أنت….أنت ستعلمني؟” إستيقظ سيان من إرتباكه وأرخى اليد التي تمسك بالسيف.
‘حسنًا. بما إنه يقول أنه لا يريد ذلك، ماذا يمكنني أن أفعل؟ الأُم تريدُ هذا أيضًا، لذلك سأكون بالتأكيد الشخص الذي سَـيصبح البطريرك.’
قد تكون قوة سيف سيان مصقولةً بشكلٍ لا يصدق بالنسبة لعمره، ولكن، يستحيل عليه صد يوجين. على الرغم من أن سيان رفض التراجع وظل يؤرجح سيفه بشدة، إلا أنه لم يستطِع حتى إجبار يوجين على التراجع.
بدا الأمر كما لو إن سيان يضرب بسيفه الفراغ.
أو على الأقل، هذا ما إعتقده في البداية، لكِنَ هذا الشعور بدأ يتغير تدريجيًا. بدأ سيان يشعر وكأنه يقاتل طينًا لزجًا في مستنقعٍ عميقٍ لا نهاية له. على الرغم من أنه شعر أن سيف يوجين يصد هجماته فقط، إلا أنه في نفس الوقت تمسك أيضًا بضربات سيان مثل الطين، وبعد ذلك، وكما لو إن هجومه يتم إمتصاصه في مستنقع، فقد جُرَّ نصله إلى حيث لم يُرِد سيان.
إنه عضوٌ في فرسان الوايت لايونز، الذين أقسموا بالولاء للسلالة المباشرة لعشيرة لايونهارت، وهو واحد من أصغر هؤلاء الفرسان. ومع ذلك، فإن العمر لا يساوي بالضرورة المهارة. حيث هزم هازارد العديد من الفرسان الآخرين للإرتقاء إلى منصبه كقائد في الفرقة الثانية من فرسان الوايت لايونز.
“حقااااااااً؟ تريد أن تتعلم مني؟” ضحك يوجين ومد يده إلى سيان المنهار.
وبعد ذلك، إجتمع الطين والمستنقع مكونَينِ بحرًا، حيث هزت موجة ضخمة من الطاقة السحرية قوة سيف سيان، ووجهت هجماته بعيدًا وجعلتها تنفجر في الهواء.
“إذن، قد أعلمك حقًا.” قال يوجين ولم يبدُ تعبيره وكأنها مشكلة كبيرة.
أثناء حمله لمثل هذه التوقعات العالية، فرك سيان ساقه التي لا تزال تؤلمه.
لا ينبغي أن يتعب سيان بهذه السرعة عادة، ولكنه شعر أن تنفسه صار صعبًا، وبدأ يسمع قلبه ينبض بسرعة.
“فَـبعد كل شيء، هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يتم فيها تبني طفل من فرع جانبي في الأسرة الرئيسية.”، واصل الرجل حديثه. “بالطبع، لقد ضمن البطريرك قيمة هذا الطفل، ولكن للأسف….تسببت الدفعة الأخيرة من أطفال السلالة الرئيسية في القليل من الضجة. وهكذا، سيتعين علينا التحقق منهم بشكلٍ أكثر شمولًا.”
بينما هو يتدرب للوصول إلى النجم الثالث من صيغة اللهب الأبيض، تحسن تحكم سيان في طاقته السحرية بشكل كبير.
في الماضي، حتى تكوين شُعاع السيف تطلب تركيزًا كبيرًا منه، ولكن الآن صار من الممكن له إطلاق قوة السيف بشكلٍ طبيعي، دون الحاجة للتركيز حتى.
“حسنًا….قد تكون لديك مهارات مذهلة، لكن حقيقة أنك لا تتمتع بأي من الكرامة التي يجب أن يتمتع بها البطريرك صحيحة. أنت أيضًا لم تتلق أي تدريب لتصبح وريثًا مناسبًا، صحيح؟ هذا يعني أنك لست مستعدًا لذلك. كشخص عاش نصف حياته في منطقة ريفية، قد تجد صعوبة في التعود على ثقافة المجتمع الراقي التي يحتاجها بطريرك لايونهارت.”
حتى بدون فعل أي شيء، سَـيصبح سيان بالتأكيد البطريرك. ومع ذلك، بسبب الفجوة بينه وبين يوجين، لم يستطِع سيان تقبل أحقيتهِ بهذا المنصب. هذا هو السبب في أن سيان حاول التنازل عنه لِـيوجين—لكنه رغم ذلك، يرغب حقًا في أن يصير البطريرك.
كما أنه لا يواجه الآن صعوبةً في الحفاظ على قوة السيف التي يطلقها لفترة طويلة. هذا لايونهارت سيان، بعد كل شيء. كعضو في عائلة لايونهارت المرموقة، تم تدريبه على إستخدام الطاقة السحرية منذ صغره وتلقى كل أنواع الدعم. في سنهم، سيكون من النادر للغاية لأي شخص في القارة بأكملها أن يكون لديه الكثير من الطاقة السحرية مثل سيان.
“…هذا الخيار متروك للطفل.” أصر غيلياد.
عَرَفَ سيان جيدًا هذه الحقيقة وشعر بالفخر بسببها. ومع ذلك، بدأ هذا الفخر ينهار حاليًا مثل القلعة الرملية.
لأن هذا هو الأسد الأبيض الخالد، لايونهارت دوينز.
“FUCK….”
‘هل يهدد يوجين حقًا بالتبرز عاريًا في وسط العاصمة؟’ مثل هذه الأفكار لا يمكن تصورها بالنسبة لسيان، الذي ولد ونشأ في المنزل الرئيسي. إبتلع سيان لعابه وحدق بِـيوجين.
لم يعُد بإمكانه الحفاظ على قوة سيفه. بينما هو يلهث من أجل التنفس، بصق سيان هذه اللعنةَ وإنهار على الفور.
إستقرت الرمال والغبار التي كانت تطفو حول صالة التدريب تدريجيًا. بسبب التدفق المستمر لهجمات سيان، تعرضت أرضية صالة التدريب لندوبٍ عميقة وتصدُعاتٍ تمت بفعل قوة السيف.
“…” ظل غيلياد صامتًا.
ومع ذلك، ظل محيط يوجين في حالة ممتازة. لم توجد حتى أي آثار أقدام خلفه. منذ البداية وحتى النهاية، ظل يوجين واقفًا في مكانٍ واحد ولم يتراجع حتى بخطوة واحدة.
تم بناء قلعة البلاك لايونز في أعماق الجبال.
‘…لا يصدق…’ هذا ما فكر الجميع فيه أثناء مراقبتهم لهذا السِجال.
في البداية، لم يكن هناك سوى يوجين وسيان هنا، ولكن منذ اللحظة التي بدأ فيها القتال، تجمع فرسان المنزل الرئيسي للمشاهدة. نظرًا لأنهما لم يُعلِنا أنه سِجالٌ خاص، فالفرسان أحرارٌ في الوقوف بعيدًا والمراقبة.
أومأ دوينز برأسه بإبتسامة: “إذن يجب أن يكون الأمر على ما يرام، طالما أنه لا يغير رأيه.”
في البداية، لم يكن هناك سوى يوجين وسيان هنا، ولكن منذ اللحظة التي بدأ فيها القتال، تجمع فرسان المنزل الرئيسي للمشاهدة. نظرًا لأنهما لم يُعلِنا أنه سِجالٌ خاص، فالفرسان أحرارٌ في الوقوف بعيدًا والمراقبة.
سيكون هذا وحده حدثًا سعيدًا، ولكن ما جعل قلب سيان يرفرف بسعادةٍ حاليًا هو حقيقة أنه سيكون قادرًا على تعلم تقنية يوجين.
عَرَفَ سيان جيدًا هذه الحقيقة وشعر بالفخر بسببها. ومع ذلك، بدأ هذا الفخر ينهار حاليًا مثل القلعة الرملية.
بفضل ذلك، تمكن فرسان المنزل الرئيسي مرةً أُخرى من إدراك ما هو المحارب المذهل الذي يطلق عليه بالطفل المتبنى، يوجين لايونهارت.
قبل عامين، عندما كان يوجين في السابعة عشرة فقط، إشتهر يوجين بسمعةٍ سيئةٍ بالفعل بين فرسان المنزل الرئيسي. في الواقع، إشتهر إلى درجة أنه قد إنتشرت قاعدةٌ غيرُ مكتوبةٍ تتعلق به بين الفرسان.
“حقااااااااً؟ تريد أن تتعلم مني؟” ضحك يوجين ومد يده إلى سيان المنهار.
ترك غيلياد تنهيدةً طويلة. عندما تلقى إستدعاء المجلس لأول مرة، توقع حدوث شيء كهذا، ولكن بعد أن سماعه، أحس بعدم الراحة قليلًا.
وهذه القاعدة تنص على أنه إذا تم وضعك في قتالٍ تدريبيٍّ مع السيد الشاب يوجين، لا يمكنك أبدًا أن تسمح للأشياء بأن تصير خطيرةً للغاية.
“مااااااذا قلت؟” أظهر يوجين تفاجُئًا زائفًا.
“…يجب ألا يتقاتل الأشقاء مع بعضهم البعض.” قال سيان في النهاية وهو ينهض، ويفرك ساقه المُتألِمة. “بالمناسبة….كيف سَـتعلمني؟ هل سَـنبدأ الآن؟”
هذا ليس من أجل سيدهم الشاب الذي لا يزال غير ناضج. على العكس من ذلك، هذه القاعدة غير المكتوبة تهدف للحفاظ على فخر الفرسان.
لم يشعر أبدًا أن مواهبه الفطرية ضئيلة. فَـفي غضون سنوات قليلة، تأكد هازارد من أن يصبح قائد الفريق الثاني. ولو مر المزيد من الوقت، فقد يكون قادرًا على إستهداف منصب زعيم فرسان الوايت لايونز.
حيث صب الفرسان هنا كل كبريائهم الكبير في مهاراتهم.
قد تكون قوة سيف سيان مصقولةً بشكلٍ لا يصدق بالنسبة لعمره، ولكن، يستحيل عليه صد يوجين. على الرغم من أن سيان رفض التراجع وظل يؤرجح سيفه بشدة، إلا أنه لم يستطِع حتى إجبار يوجين على التراجع.
لذا، لو ظهر ضعفٌ لهم-حتى بعد أن يصبحوا جادين-ومع خصمٍ أصغر بكثير ممَّا هم عليه….فَـبغض النظر عن حقيقة أن خصمهم هو السيد الشاب للسلالة الرئيسية لعشيرة لايونهارت، الفرسان لا بُدَّ أن يشعروا بالإحباط.
أثناء حمله لمثل هذه التوقعات العالية، فرك سيان ساقه التي لا تزال تؤلمه.
“…أنت لا تكذب علي لمجرد أنك لا تريد أن تصير البطريرك، صحيح؟” سأل سيان بشكل مرتاب.
‘لقد كان بالفعل قويا جدا منذ عامين….ولكن الآن….’
سأل سيان، “أنتَ ستكتبه لي؟ يبدو الأمر كما لو أنه سيكون أسرع بكثير لو علمتني شخصيًا—”
‘لو واجهته أنا، هل سأستطيع الفوز؟’
بعد الخروج من صالة التدريب، توجه يوجين إلى الغابة على الجانب الآخر من القصر. ظل سيان يلهث من أجل التنفس بينما إستمر في الطريق خلف يوجين، غير قادرٍ على إغلاق المسافة بينهما.
ومضت عيون الفرسان بينما بدأت هذه الأفكار تمر عبر رؤوسهم. في السِجالات التي تكون فقط كشكل من أشكال التدريب، نادرًا ما يتم إستخدام قوة السيف. إذن ماذا لو استخدموا قوة السيف وقاتلوا يوجين بجدية؟ هل سيتمكنون من الفوز؟
لا يمكن أن يكونوا متأكدين. شعر معظم الفرسان الشباب بأنهم سيهزمون. حتى الفرسان الذين هم أكبر منهم سنًا لم يشعروا بأن لديهم فرصًا أكيدةً في النصر.
كما أنه لا يواجه الآن صعوبةً في الحفاظ على قوة السيف التي يطلقها لفترة طويلة. هذا لايونهارت سيان، بعد كل شيء. كعضو في عائلة لايونهارت المرموقة، تم تدريبه على إستخدام الطاقة السحرية منذ صغره وتلقى كل أنواع الدعم. في سنهم، سيكون من النادر للغاية لأي شخص في القارة بأكملها أن يكون لديه الكثير من الطاقة السحرية مثل سيان.
شعر هازارد بنفس الطريقة.
لذا، لو ظهر ضعفٌ لهم-حتى بعد أن يصبحوا جادين-ومع خصمٍ أصغر بكثير ممَّا هم عليه….فَـبغض النظر عن حقيقة أن خصمهم هو السيد الشاب للسلالة الرئيسية لعشيرة لايونهارت، الفرسان لا بُدَّ أن يشعروا بالإحباط.
‘حسنًا. بما إنه يقول أنه لا يريد ذلك، ماذا يمكنني أن أفعل؟ الأُم تريدُ هذا أيضًا، لذلك سأكون بالتأكيد الشخص الذي سَـيصبح البطريرك.’
إنه عضوٌ في فرسان الوايت لايونز، الذين أقسموا بالولاء للسلالة المباشرة لعشيرة لايونهارت، وهو واحد من أصغر هؤلاء الفرسان. ومع ذلك، فإن العمر لا يساوي بالضرورة المهارة. حيث هزم هازارد العديد من الفرسان الآخرين للإرتقاء إلى منصبه كقائد في الفرقة الثانية من فرسان الوايت لايونز.
“….على أي حال.” غير يوجين الموضوع، “لأنني مشغول بعض الشيء، سأكتب ما سأعلمك إياه وأعطيه لك لاحقًا.”
لم يشعر أبدًا أن مواهبه الفطرية ضئيلة. فَـفي غضون سنوات قليلة، تأكد هازارد من أن يصبح قائد الفريق الثاني. ولو مر المزيد من الوقت، فقد يكون قادرًا على إستهداف منصب زعيم فرسان الوايت لايونز.
“…نعم.” أكد غيلياد.
هذا هو المكان الذي قضى فيه فيرموث العظيم أطول فترة من الوقت، وأيضًا المكان الذي تم فيه دفن جسد البطل العظيم.
حتى رجلٌ كهذا لم يمتلك خيارًا سوى أن يشعر بعدم كفاءته بالمقارنة مع يوجين. من بين الفرسان هنا، هل هناك أي شخص متعجرف بما يكفي ليَدَّعيَّ أنه عندما كان في التاسعة عشرة من عمره، كان قويًا مثل يوجين الآن؟
نظر هازارد إلى الفرسان الآخرين.
‘لقد كان بالفعل قويا جدا منذ عامين….ولكن الآن….’
هناك أكثر من مائة وستين فارسًا ينتمون إلى فرسان الوايت لايونز في المنزل الرئيسي. من بين كل هؤلاء الفرسان، شكل العشرة الأقوى الفريق الأول. تم تقسيم المائة وخمسين رجلا المتبقين إلى مجموعات من ثلاثين لتشكيل خمس فرق.
“….على أي حال.” غير يوجين الموضوع، “لأنني مشغول بعض الشيء، سأكتب ما سأعلمك إياه وأعطيه لك لاحقًا.”
نظر هازارد إلى قادة الفرق الخمسة. تماما مثل هازارد، وجوههم متصلبة. إنهم جميعًا محاربون ماهرون قد تأكدوا من حصولهم على إحترامهم الواجب بغض النظر عن المكان الذي ذهبوا إليه في القارة، لكنهم لم يتمكنوا من إخفاء الدهشة التي شعروا بها ردا على هذا الإبن المتبنى من سلالة جانبية.
‘حتى فرسان الفريق الأول….لن يشعروا بأي شيء مختلف. لم أشعر أبدًا بنفس الشعور الساحق بالقوة الذي لدى السير يوجين يأتي منهم.’ تكهن هازارد.
ممددًا على الأرض، بعد أن إستعاد أنفاسه أخيرًا، رفع سيان رأسه وسأل، “…ماذا كان ذلك؟”
الفرقة الأولى من فرسان الوايت لايونز، جنبًا إلى جنب مع قائدهم، جنرال الفرسان، رافق غيلياد إلى قلعة البلاك لايونز. إبتلع هازارد لعابه بدهشة وهو يتذكر تلك النخب الغائبة حاليا.
“ألن ترخي قبضتك؟ لن أكون قادرًا على تعليمك هكذا، تعلم ذلك صحيح؟” ذكره يوجين.
في الوقت الحالي، ربما يتعلم من هذا الرجل، ولكن ربما في يوم من الأيام سيمكنه إستخدام هذا كأساس لتجاوز يوجين.
ممددًا على الأرض، بعد أن إستعاد أنفاسه أخيرًا، رفع سيان رأسه وسأل، “…ماذا كان ذلك؟”
حتى بدون فعل أي شيء، سَـيصبح سيان بالتأكيد البطريرك. ومع ذلك، بسبب الفجوة بينه وبين يوجين، لم يستطِع سيان تقبل أحقيتهِ بهذا المنصب. هذا هو السبب في أن سيان حاول التنازل عنه لِـيوجين—لكنه رغم ذلك، يرغب حقًا في أن يصير البطريرك.
يوجين، الذي يهز معصميه، إلتفت للنظر إلى سيان وإبتسم إبتسامة عريضة.
سأل سيان، “أنتَ ستكتبه لي؟ يبدو الأمر كما لو أنه سيكون أسرع بكثير لو علمتني شخصيًا—”
حتى بدون فعل أي شيء، سَـيصبح سيان بالتأكيد البطريرك. ومع ذلك، بسبب الفجوة بينه وبين يوجين، لم يستطِع سيان تقبل أحقيتهِ بهذا المنصب. هذا هو السبب في أن سيان حاول التنازل عنه لِـيوجين—لكنه رغم ذلك، يرغب حقًا في أن يصير البطريرك.
“ماذا؟” سأل بشكلٍ ساخر.
قبل عامين، عندما كان يوجين في السابعة عشرة فقط، إشتهر يوجين بسمعةٍ سيئةٍ بالفعل بين فرسان المنزل الرئيسي. في الواقع، إشتهر إلى درجة أنه قد إنتشرت قاعدةٌ غيرُ مكتوبةٍ تتعلق به بين الفرسان.
“الشيء الذي فعلته للتو. حيث أرسلت هجماتي تحلق في كل الإتجاهات.” أوضح سيان.
إدَّعى يوجين، “إنه مجرد صد هجمات. ألا يمكنك أن تكتشف ذلك فقط من خلال النظر؟”
شعرت كارمن أيضًا بالإرتباك حول دوينز. بصفتها عمة غيلياد، تفاخرت أيضًا بعمر هائل، لكن أقدمية دوينز لا تزال أعلى من أقدمية كارمن.
من لن يكون قادرًا على معرفة ذلك؟ أدرك جميع الفرسان الذين شاهدوا السِجال أيضًا أن يوجين يصد ببساطة هجمات سيان. الصد هي تقنية يمكن استخدامها مع جميع الأسلحة، وليس السيوف فقط. يمكن حتى إستخدام هذه التقنية بيد واحدة مجردةٍ من أي سلاح، على الرغم من أن المرء يحتاج إلى الكثير من الممارسة من أجل القيام بذلك.
أعرب أحدهم عن رأيه، “إعتقدت في الواقع أنه سيعود بعد ذلك بقليل.”
ومع ذلك، من بين هؤلاء الفرسان، لم يمتلك أي منهم الثقة ليقول إنه سيكون قادرًا على إظهار نفس مستوى الصد الذي أظهره يوجين. هذا ليس أسلوب صدٍ عاديٍّ أبدًا.
حاول يوجين أن يشرح، “لا، لم أقل أنني سأفعل ذلك حقًا….كنتُ فقط أطرحه كإحتمال. الأمر مشابه لِـأنني أُفَضِلُ التبرز في الأماكن العامة على أن أصير البطريرك.”
فهو لم يكن يعيق قوة السيف فحسب، بل يحول إتجاه تدفقها أيضًا. هذا وحده كافٍ لتصنيفها على أنها تقنية متقدمة، ولكن بدلًا من تحويل قوة السيف إلى الخارج فقط، يمكن ليوجين تحويلها إلى الداخل، وكسر زخم الخصم.
نظرًا لأن يوجين أراد الإستمتاع بتناسخهِ هذا بسلامٍ وعلى مهل، فقد شعر أنه يستطيع محاولة تعليم تقنياته من أجل المتعة، لكنه لم يرغب حاليًا في تكريس أي من وقته الثمين لسيان.
قبل عامين، عندما كان يوجين في السابعة عشرة فقط، إشتهر يوجين بسمعةٍ سيئةٍ بالفعل بين فرسان المنزل الرئيسي. في الواقع، إشتهر إلى درجة أنه قد إنتشرت قاعدةٌ غيرُ مكتوبةٍ تتعلق به بين الفرسان.
من خلال الخلط بين كل من التدفقات الداخلية والخارجية، تمكن يوجين من إبطال جميع هجمات سيان وجعله أيضًا يفرط في إستخدام طاقته السحرية. وذلك كله دون أن يتحرك خطوةً واحدةً بعيدًا عن مكانه.
تردد سماوي، “…هذا….”
“…أخبرني كيف فعلت ذلك.” طلب سيان على مضض.
“مااااااذا قلت؟” أظهر يوجين تفاجُئًا زائفًا.
كما أنه لا يواجه الآن صعوبةً في الحفاظ على قوة السيف التي يطلقها لفترة طويلة. هذا لايونهارت سيان، بعد كل شيء. كعضو في عائلة لايونهارت المرموقة، تم تدريبه على إستخدام الطاقة السحرية منذ صغره وتلقى كل أنواع الدعم. في سنهم، سيكون من النادر للغاية لأي شخص في القارة بأكملها أن يكون لديه الكثير من الطاقة السحرية مثل سيان.
صَرَّ سيان على أسنانه وقال: “قلت….قل لي كيف فعلت ذلك….أنت يا إبن العاهرة.”
ممددًا على الأرض، بعد أن إستعاد أنفاسه أخيرًا، رفع سيان رأسه وسأل، “…ماذا كان ذلك؟”
“حقااااااااً؟ تريد أن تتعلم مني؟” ضحك يوجين ومد يده إلى سيان المنهار.
قد تكون قوة سيف سيان مصقولةً بشكلٍ لا يصدق بالنسبة لعمره، ولكن، يستحيل عليه صد يوجين. على الرغم من أن سيان رفض التراجع وظل يؤرجح سيفه بشدة، إلا أنه لم يستطِع حتى إجبار يوجين على التراجع.
كتفاه يرتجفان من الغضب، أمسك سيان بيد يوجين وهو يتخيل زرع قبضته الأخرى في وجه يوجين. لا، هذا ليس كافيًا.
هناك أكثر من مائة وستين فارسًا ينتمون إلى فرسان الوايت لايونز في المنزل الرئيسي. من بين كل هؤلاء الفرسان، شكل العشرة الأقوى الفريق الأول. تم تقسيم المائة وخمسين رجلا المتبقين إلى مجموعات من ثلاثين لتشكيل خمس فرق.
فكر سيان، ‘ما زلت أحمل سيفًا في يدي الأخرى….يمكنني فقط دفعه إلى أحشائه….’
“ألن ترخي قبضتك؟ لن أكون قادرًا على تعليمك هكذا، تعلم ذلك صحيح؟” ذكره يوجين.
بينما هو يتدرب للوصول إلى النجم الثالث من صيغة اللهب الأبيض، تحسن تحكم سيان في طاقته السحرية بشكل كبير.
“هاه؟ آاااااه….ماذا؟ أنت….أنت ستعلمني؟” إستيقظ سيان من إرتباكه وأرخى اليد التي تمسك بالسيف.
“ألن ترخي قبضتك؟ لن أكون قادرًا على تعليمك هكذا، تعلم ذلك صحيح؟” ذكره يوجين.
“….لا أستطيع.” إعترف سيان على مضض.
“ألم تطلب مني أن أعلمك؟” سأل يوجين.
في ذلك الماضي البعيد، قام آخر دوق أكبر في إمبراطورية كيهل، فيرموث العظيم نفسه، بتعديل هذه المنطقة وأخذها كَـأرضهِ الخاصة وبقي في القلعة عميقًا في الجبال. تخلى فيرموث في النهاية عن لقبه وإنتقل إلى الأرض في العاصمة، ولكن حتى بعد ثلاثمائة عام، ظل جبل أوكلاس جزءًا من ملكية لايونهارت.
رد سيان بإرتباك، “هاه….؟”
“…امم، نعم.” أكدَّ سيان بتردد.
* * *
“…همف.” شخرت كارمن فقط.
“إذن، قد أعلمك حقًا.” قال يوجين ولم يبدُ تعبيره وكأنها مشكلة كبيرة.
لن يكون من الصعب جدًا تعليم سيان هذا. من الأساس، تعلم أسلوب يوجين في الصد هو شيء يعتمد على قدرة المتعلم وإدراكه بدلًا من قدرات المعلم.
لكن لم يشكك أحد في كلمات دوينز.
كتفاه يرتجفان من الغضب، أمسك سيان بيد يوجين وهو يتخيل زرع قبضته الأخرى في وجه يوجين. لا، هذا ليس كافيًا.
“في الوقت الحالي، فقط اتبعني.” قال يوجين بعد أن ساعد سيان على الوقوف وإستدار.
وبعد ذلك، إجتمع الطين والمستنقع مكونَينِ بحرًا، حيث هزت موجة ضخمة من الطاقة السحرية قوة سيف سيان، ووجهت هجماته بعيدًا وجعلتها تنفجر في الهواء.
بعد التحديق بإرتباكٍ في يوجين، الذي بدا أنه يعود إلى الملحق، سُرعان ما تبعه سيان.
في عشيرة لايونهارت—لا، في جميع أنحاء القارة، الوحيدون الذين يمكن القول إنهم يحملون أقدميةً متساويةً مع دوينز هم أولئك الشياطين في هيلموث الذين هم متحررون من حدود العمر.
تردد سماوي، “…هذا….”
بعد الخروج من صالة التدريب، توجه يوجين إلى الغابة على الجانب الآخر من القصر. ظل سيان يلهث من أجل التنفس بينما إستمر في الطريق خلف يوجين، غير قادرٍ على إغلاق المسافة بينهما.
الفصل 74: العَودة (3)
تمامًا هكذا، غامر الإثنان في عمق الغابة المهجورة.
في البداية، لم يكن هناك سوى يوجين وسيان هنا، ولكن منذ اللحظة التي بدأ فيها القتال، تجمع فرسان المنزل الرئيسي للمشاهدة. نظرًا لأنهما لم يُعلِنا أنه سِجالٌ خاص، فالفرسان أحرارٌ في الوقوف بعيدًا والمراقبة.
بعد التأكد من عدم وجود أي شخص آخر في الجوار، نظر يوجين إلى سيان وسأل، “إذا صِرتَ قويًا بما فيه الكفاية، فَـلا حاجة لي لكي أصبح البطريرك، صحيح؟”
“لذلك، نحن بحاجة إلى رؤيتهم لأنفسنا. هذا أيضًا من أجل مراسم بلوغ سن الرشد.” كما قال هذا،إلتفت دوينز للنظر إلى الجميع هنا.
رد سيان بإرتباك، “هاه….؟”
“ألم تطلب مني أن أعلمك؟” سأل يوجين.
“ثم لا بأس. على الرغم من أنك لن تكون قادرًا على أن تصبح أقوى مني، طالما أنك قوي بما يكفي لتصبح بطريرك عشيرة لايونهارت بلا منازع، لا توجد مشكلة، صحيح؟” أكد يوجين مرة أخرى.
تردد سماوي، “…هذا….”
ظل يوجين يتحرك إلى الأمام، “عليك فقط أن تكون جيدًا في التحدث. الأشياء التي تفهمها وتثق في نفسك للقيام بها هي الأشياء التي أكرهها، وهذا لن يتغير، أتفهم؟ لا يهم كم تحاول دفعي لأخذ المنصب، كيف يمكنني أن أصير البطريرك عندما أقول إنني لا أريد أن أفعل ذلك؟”
إحتَجَّ سيان، “ولكن بمهاراتك—”
شعرت كارمن أيضًا بالإرتباك حول دوينز. بصفتها عمة غيلياد، تفاخرت أيضًا بعمر هائل، لكن أقدمية دوينز لا تزال أعلى من أقدمية كارمن.
“ماذا عن مهاراتي؟ بصفتك البطريرك، عليك أن تتبع تقاليد عشيرة لايونهارت، وتحتاج أيضًا إلى كبرياءٍ وفخرٍ مطابقٍ لهذا المنصب. دعنا نفترض قليلًا، ماذا ستفعل إذا خرجت إلى وسط العاصمة، خلعت كل ملابسي، ثم تبرزت هناك؟ بغض النظر عن مدى قوتي، هل تعتقد حقًا أن عاريًا يتبرز أمام العامة يستحق أن يكون بطريرك عشيرة لايونهارت؟”
‘هل يهدد يوجين حقًا بالتبرز عاريًا في وسط العاصمة؟’ مثل هذه الأفكار لا يمكن تصورها بالنسبة لسيان، الذي ولد ونشأ في المنزل الرئيسي. إبتلع سيان لعابه وحدق بِـيوجين.
‘حسنًا. بما إنه يقول أنه لا يريد ذلك، ماذا يمكنني أن أفعل؟ الأُم تريدُ هذا أيضًا، لذلك سأكون بالتأكيد الشخص الذي سَـيصبح البطريرك.’
بتذكر ما حدث قبل خمس سنوات عندما وصل يوجين لأول مرة إلى المنزل الرئيسي. على الرغم من أن يوجين ربما رفض ذلك على أنه نباح كلب مجنون، في ذلك الوقت، شم سيان حقًا نفحةً من روث البقر من يوجين. لا، ربما لم تكن حقًا رائحة روث البقر. لكنها بالتأكيد رائحة الريف. هل جيدول، المنطقة الريفية التي تقع على مشارف إمبراطورية كيهل، تمتلك مراحيضًا حتى؟
“…همف.” شخرت كارمن فقط.
بدأ سيان يفكر بجديةٍ في هذا السؤال، ثم سأل بنبرة مصدومة “…أنت….أنت حقًا ستتبرز في الأماكن العامة….؟”
‘حتى فرسان الفريق الأول….لن يشعروا بأي شيء مختلف. لم أشعر أبدًا بنفس الشعور الساحق بالقوة الذي لدى السير يوجين يأتي منهم.’ تكهن هازارد.
حاول يوجين أن يشرح، “لا، لم أقل أنني سأفعل ذلك حقًا….كنتُ فقط أطرحه كإحتمال. الأمر مشابه لِـأنني أُفَضِلُ التبرز في الأماكن العامة على أن أصير البطريرك.”
من خلال الخلط بين كل من التدفقات الداخلية والخارجية، تمكن يوجين من إبطال جميع هجمات سيان وجعله أيضًا يفرط في إستخدام طاقته السحرية. وذلك كله دون أن يتحرك خطوةً واحدةً بعيدًا عن مكانه.
“هذا….سيكون غير مقبول. كيف يمكن لبطريرك عشيرة لايونهارت المرموقة أن يفعل مثل هذا الشيء الفاحش….؟” رد سيان مرعوبًا.
أومأ يوجين برأسه متفقًا مع كلامه، “أليس كذلك؟ إنها فكرة لا توصف، أليس كذلك؟ لهذا السبب، من أجل عشيرة لايونهارت، عليك أن تصبح البطريرك. لا داعي للقلق بشأن أي شيء لأنني سأحرص على تعليمك جيدًا حتى لا تتعرض للضرب إذا انتهى بك الأمر بالذهاب إلى مكان ما.”
بعد تردد للحظة، أومأ سيان برأسه.
* * *
في ظل الظروف العادية، من المفترض على سيان أن يتنافس مع إيوارد، الذي هو الإبن الأكبر، على مقعد البطريرك، لكن إيوارد قد حسم هذه القضية بالفعل من خلال أفعاله الخاصة.
مجلس الشيوخ هم مجموعة تقدر بقوة تقاليد عشيرة لايونهارت. ربما قبلوا بتبني غيلياد لِـيوجين، لكن ذلك كان لأن غيلياد قد ألقى خطابًا حماسيًا، يضمن إمكانيات يوجين.
“لهذا السبب سأكتب الطريقة لك. إذا تقبلت ذلك في الوقت الحالي ودرست التقنية بجد، فستتمكن من إستخدامها بمفردك.” أقنعه يوجين.
حتى بدون فعل أي شيء، سَـيصبح سيان بالتأكيد البطريرك. ومع ذلك، بسبب الفجوة بينه وبين يوجين، لم يستطِع سيان تقبل أحقيتهِ بهذا المنصب. هذا هو السبب في أن سيان حاول التنازل عنه لِـيوجين—لكنه رغم ذلك، يرغب حقًا في أن يصير البطريرك.
بعد هز كتفيه، سعل سيان، “…احم. بما أنك حقًا لا تريد أن تصير البطريرك، فَـلَيس باليد حيلة.”
كم مرة عرض سيان هذا المنصب على يوجين؟ ثلاث مرات على الأقل، بقدر ما يمكن أن يتذكر. على أي حال، بما أن يوجين قال إنه لا يريده، فلا يمكن فعل شيء.
قاطعه يوجين بنفاد صبر، “لا، كما قلت، هذا لا يناسبني. أنت لا تمتلك حتى أبسط الأساسيات، فكيف تتوقع مني أن أعلمك شخصيًا؟ وهل تعتقد حقا أنك عبقري مثلي؟ هل يمكنك حتى تقليد ما عرضتهُ عليك سابقًا؟”
بعد التأكد من عدم وجود أي شخص آخر في الجوار، نظر يوجين إلى سيان وسأل، “إذا صِرتَ قويًا بما فيه الكفاية، فَـلا حاجة لي لكي أصبح البطريرك، صحيح؟”
“حسنًا….قد تكون لديك مهارات مذهلة، لكن حقيقة أنك لا تتمتع بأي من الكرامة التي يجب أن يتمتع بها البطريرك صحيحة. أنت أيضًا لم تتلق أي تدريب لتصبح وريثًا مناسبًا، صحيح؟ هذا يعني أنك لست مستعدًا لذلك. كشخص عاش نصف حياته في منطقة ريفية، قد تجد صعوبة في التعود على ثقافة المجتمع الراقي التي يحتاجها بطريرك لايونهارت.”
ظل يوجين يتحرك إلى الأمام، “عليك فقط أن تكون جيدًا في التحدث. الأشياء التي تفهمها وتثق في نفسك للقيام بها هي الأشياء التي أكرهها، وهذا لن يتغير، أتفهم؟ لا يهم كم تحاول دفعي لأخذ المنصب، كيف يمكنني أن أصير البطريرك عندما أقول إنني لا أريد أن أفعل ذلك؟”
بعد الإستماع بهدوء إلى الكلام سيان، ركله يوجين فجأة على ساقه. صرخ سيان حينها، ممسكًا بساقه وتدحرج على الأرض.
“لماذ—لماذا ضربتني؟” سأل سيان.
“…” ظل غيلياد صامتًا.
أوضح يوجين: “لأنك بدأت تتكلم بلا أخلاق.”
إتهمه سيان، “الكلمات التي قلتها أنتَ أسوءُ أخلاقًا بكثير….!”
يوجين، الذي يهز معصميه، إلتفت للنظر إلى سيان وإبتسم إبتسامة عريضة.
“الشيء الذي فعلته للتو. حيث أرسلت هجماتي تحلق في كل الإتجاهات.” أوضح سيان.
“أعرف، ولكن بالمثل، يمكنك محاولةُ ركلي أيضًا.” عرض يوجين.
في البداية، لم يكن هناك سوى يوجين وسيان هنا، ولكن منذ اللحظة التي بدأ فيها القتال، تجمع فرسان المنزل الرئيسي للمشاهدة. نظرًا لأنهما لم يُعلِنا أنه سِجالٌ خاص، فالفرسان أحرارٌ في الوقوف بعيدًا والمراقبة.
“…يجب ألا يتقاتل الأشقاء مع بعضهم البعض.” قال سيان في النهاية وهو ينهض، ويفرك ساقه المُتألِمة. “بالمناسبة….كيف سَـتعلمني؟ هل سَـنبدأ الآن؟”
أخبره يوجين: “أخوك الأكبر شخصٌ مشغول للغاية.”
“بالطبع هو كذلك”، وافق دوينز. “لدي كل نية لإظهار الاحترام الكافي له. ومع ذلك، لا يزال ينبغي تضييق الإختيار إلى حدٍ ما. هل أنت متأكد من أنك تنوي السماح لهذا الطفل بأن يصبح البطريرك؟”
“…لماذا تطلق على نفسك إسم الأخ الأكبر؟” إحتَجَّ سيان. “نحن في نفس العمر، وإذا دققنا على التفاصيل، فقد ولدتُ بالفعل قبلك ببضعة أشهر. هذا يعني أنني الأخ الأكبر.”
التوأم حقًا توأمٌ في كل شيء. أراد يوجين دحض كلامه بطريقةٍ ما، لكنه لم يتمكن من العثور على أي شيء لدحضه وإنتهى به الأمر بِـلَويِّ شفتيهِ فقط.
“….على أي حال.” غير يوجين الموضوع، “لأنني مشغول بعض الشيء، سأكتب ما سأعلمك إياه وأعطيه لك لاحقًا.”
ومع ذلك، ظل محيط يوجين في حالة ممتازة. لم توجد حتى أي آثار أقدام خلفه. منذ البداية وحتى النهاية، ظل يوجين واقفًا في مكانٍ واحد ولم يتراجع حتى بخطوة واحدة.
سأل سيان، “أنتَ ستكتبه لي؟ يبدو الأمر كما لو أنه سيكون أسرع بكثير لو علمتني شخصيًا—”
من خلال الخلط بين كل من التدفقات الداخلية والخارجية، تمكن يوجين من إبطال جميع هجمات سيان وجعله أيضًا يفرط في إستخدام طاقته السحرية. وذلك كله دون أن يتحرك خطوةً واحدةً بعيدًا عن مكانه.
دوينز هو الأكبر بين جميع أفراد عائلة عشيرة لايونهارت العديدين، وهو أيضًا شقيق جد غيلياد. إنه وحشٌ عاش لأكثر من مائة عام. ومع ذلك، لم يتحول شكله إلى قبيح بسبب تقدم العمر وبدلًا من ذلك صار شخصيةً مهمةً سادت قلعة البلاك لايونز بينما هو يقود أيضًا مجلس الحكماء.
قاطعه يوجين بنفاد صبر، “لا، كما قلت، هذا لا يناسبني. أنت لا تمتلك حتى أبسط الأساسيات، فكيف تتوقع مني أن أعلمك شخصيًا؟ وهل تعتقد حقا أنك عبقري مثلي؟ هل يمكنك حتى تقليد ما عرضتهُ عليك سابقًا؟”
“….لا أستطيع.” إعترف سيان على مضض.
“ألم تطلب مني أن أعلمك؟” سأل يوجين.
“لهذا السبب سأكتب الطريقة لك. إذا تقبلت ذلك في الوقت الحالي ودرست التقنية بجد، فستتمكن من إستخدامها بمفردك.” أقنعه يوجين.
“بالطبع هو كذلك”، وافق دوينز. “لدي كل نية لإظهار الاحترام الكافي له. ومع ذلك، لا يزال ينبغي تضييق الإختيار إلى حدٍ ما. هل أنت متأكد من أنك تنوي السماح لهذا الطفل بأن يصبح البطريرك؟”
ولكن هل سيكون هذا هو الحال حقًا؟
هذا ليس شيئًا غريبًا. فَبِـإستثناء غيلياد، كل واحد من الأشخاص العشرة الجالسين على الطاولة هو عضوٌ في مجلس شيوخ عشيرة لايونهارت.
على الرغم من أن يوجين قد إدعى ذلك في الوقت الحالي، إلا أنه هو نفسه ليس متأكدًا من دقة ما يقوله. في المقام الأول، حتى في حياته السابقة، هو لم يعلم أي شخص حقًا. كَـمرتزق، لم يمتلك سببًا لتعليم شخص ما، وبعد أن أصبح رفيق فيرموث، لم يَحتَج لتعليم أي شخصٍ بالطبع. حيث أن كل من سيينا وانيسيه ومولون ماهرون لدرجة أن يوجين ليس بحاجة لتعليمهم أي شيء.
هذا ليس من أجل سيدهم الشاب الذي لا يزال غير ناضج. على العكس من ذلك، هذه القاعدة غير المكتوبة تهدف للحفاظ على فخر الفرسان.
لن يكون من الصعب جدًا تعليم سيان هذا. من الأساس، تعلم أسلوب يوجين في الصد هو شيء يعتمد على قدرة المتعلم وإدراكه بدلًا من قدرات المعلم.
نظرًا لأن يوجين أراد الإستمتاع بتناسخهِ هذا بسلامٍ وعلى مهل، فقد شعر أنه يستطيع محاولة تعليم تقنياته من أجل المتعة، لكنه لم يرغب حاليًا في تكريس أي من وقته الثمين لسيان.
فهو لم يكن يعيق قوة السيف فحسب، بل يحول إتجاه تدفقها أيضًا. هذا وحده كافٍ لتصنيفها على أنها تقنية متقدمة، ولكن بدلًا من تحويل قوة السيف إلى الخارج فقط، يمكن ليوجين تحويلها إلى الداخل، وكسر زخم الخصم.
“…أنت لا تكذب علي لمجرد أنك لا تريد أن تصير البطريرك، صحيح؟” سأل سيان بشكل مرتاب.
“ألن ترخي قبضتك؟ لن أكون قادرًا على تعليمك هكذا، تعلم ذلك صحيح؟” ذكره يوجين.
طمأنه يوجين: “أنت محق في أنني لا أريد أن أكون البطريرك، لكن حقيقة أنني أريد تعليمك ليست كذبة.”
على الرغم من أنه قال هذا لسيل أيضًا، إلا أن يوجين أحب سيان حقًا. ذلك لأنه كلما رأى سيان يواصل التنافس معه دون الإستسلام، تذكير نفسه من حياته الماضية عندما كان هامل. عرف يوجين جيدًا مشاعر الإحباط والإستياء والتصميم التي يشعر بها سيان.
هذا هو المكان الذي قضى فيه فيرموث العظيم أطول فترة من الوقت، وأيضًا المكان الذي تم فيه دفن جسد البطل العظيم.
فكر يوجين: ‘ونحن أيضًا أشقاء.’
بينما هو يتدرب للوصول إلى النجم الثالث من صيغة اللهب الأبيض، تحسن تحكم سيان في طاقته السحرية بشكل كبير.
نعم، على الرغم من أنهم لم يشاركوا أي روابط دم فعلية. أومأ يوجين برأسه، وسار أمام سيان. ضحك سيان مع نفسه أثناء مشيه في المؤخرة.
وبعد ذلك، إجتمع الطين والمستنقع مكونَينِ بحرًا، حيث هزت موجة ضخمة من الطاقة السحرية قوة سيف سيان، ووجهت هجماته بعيدًا وجعلتها تنفجر في الهواء.
حيث صب الفرسان هنا كل كبريائهم الكبير في مهاراتهم.
‘حسنًا. بما إنه يقول أنه لا يريد ذلك، ماذا يمكنني أن أفعل؟ الأُم تريدُ هذا أيضًا، لذلك سأكون بالتأكيد الشخص الذي سَـيصبح البطريرك.’
حتى بدون فعل أي شيء، سَـيصبح سيان بالتأكيد البطريرك. ومع ذلك، بسبب الفجوة بينه وبين يوجين، لم يستطِع سيان تقبل أحقيتهِ بهذا المنصب. هذا هو السبب في أن سيان حاول التنازل عنه لِـيوجين—لكنه رغم ذلك، يرغب حقًا في أن يصير البطريرك.
سيكون هذا وحده حدثًا سعيدًا، ولكن ما جعل قلب سيان يرفرف بسعادةٍ حاليًا هو حقيقة أنه سيكون قادرًا على تعلم تقنية يوجين.
في ظل الظروف العادية، من المفترض على سيان أن يتنافس مع إيوارد، الذي هو الإبن الأكبر، على مقعد البطريرك، لكن إيوارد قد حسم هذه القضية بالفعل من خلال أفعاله الخاصة.
في الوقت الحالي، ربما يتعلم من هذا الرجل، ولكن ربما في يوم من الأيام سيمكنه إستخدام هذا كأساس لتجاوز يوجين.
“ألم تطلب مني أن أعلمك؟” سأل يوجين.
أثناء حمله لمثل هذه التوقعات العالية، فرك سيان ساقه التي لا تزال تؤلمه.
* * *
جنوب كيهل، جبل أوكلاس.
جنوب كيهل، جبل أوكلاس.
“حسنًا….قد تكون لديك مهارات مذهلة، لكن حقيقة أنك لا تتمتع بأي من الكرامة التي يجب أن يتمتع بها البطريرك صحيحة. أنت أيضًا لم تتلق أي تدريب لتصبح وريثًا مناسبًا، صحيح؟ هذا يعني أنك لست مستعدًا لذلك. كشخص عاش نصف حياته في منطقة ريفية، قد تجد صعوبة في التعود على ثقافة المجتمع الراقي التي يحتاجها بطريرك لايونهارت.”
تم تعيين هذا الجبل الواسع والوعر كجزء من ملكية لايونهارت منذ الأحداث التي وقعت قبل ثلاثمائة عام.
بعد التأكد من عدم وجود أي شخص آخر في الجوار، نظر يوجين إلى سيان وسأل، “إذا صِرتَ قويًا بما فيه الكفاية، فَـلا حاجة لي لكي أصبح البطريرك، صحيح؟”
في ذلك الماضي البعيد، قام آخر دوق أكبر في إمبراطورية كيهل، فيرموث العظيم نفسه، بتعديل هذه المنطقة وأخذها كَـأرضهِ الخاصة وبقي في القلعة عميقًا في الجبال. تخلى فيرموث في النهاية عن لقبه وإنتقل إلى الأرض في العاصمة، ولكن حتى بعد ثلاثمائة عام، ظل جبل أوكلاس جزءًا من ملكية لايونهارت.
بينما هو يتدرب للوصول إلى النجم الثالث من صيغة اللهب الأبيض، تحسن تحكم سيان في طاقته السحرية بشكل كبير.
“المسؤول عن هذا الوضع غير الطبيعي هو أنت، البطريرك.” قال الرجل بإبتسامة.
تم بناء قلعة البلاك لايونز في أعماق الجبال.
“…لا حاجة حقًا لجعلهما يأتيان إلى هنا، صحيح؟” جادل غيلياد. “فَـبعد كل شيء، لم يحدث من قبل موقف مشابهٌ لهذا.”
هذا هو المكان الذي قضى فيه فيرموث العظيم أطول فترة من الوقت، وأيضًا المكان الذي تم فيه دفن جسد البطل العظيم.
فهو لم يكن يعيق قوة السيف فحسب، بل يحول إتجاه تدفقها أيضًا. هذا وحده كافٍ لتصنيفها على أنها تقنية متقدمة، ولكن بدلًا من تحويل قوة السيف إلى الخارج فقط، يمكن ليوجين تحويلها إلى الداخل، وكسر زخم الخصم.
في الطابق العلوي من قلعة البلاك لايونز، في وسط غرفة كبيرة، جلس عشرات الأشخاص حول مائدة مستديرةٍ سوداء.
“كارمن، لا ينبغي أن تخطئ عيناك، لكن….وجهةُ نظركِ لا يمكن أن تمثل وجهة نظر البلاك لايونز كلهم.” حذرها دوينز.
بعد التأكد من عدم وجود أي شخص آخر في الجوار، نظر يوجين إلى سيان وسأل، “إذا صِرتَ قويًا بما فيه الكفاية، فَـلا حاجة لي لكي أصبح البطريرك، صحيح؟”
“….إذن يوجين….يبدو أن الطفل قد عاد إلى المنزل الرئيسي.” قال غيلياد أثناء خفض الرسالة التي كان يقرأها.
بعد الإستماع بهدوء إلى الكلام سيان، ركله يوجين فجأة على ساقه. صرخ سيان حينها، ممسكًا بساقه وتدحرج على الأرض.
بعيون ضيقة، حدق فيما أمامه.
أعرب أحدهم عن رأيه، “إعتقدت في الواقع أنه سيعود بعد ذلك بقليل.”
“…أخبرني كيف فعلت ذلك.” طلب سيان على مضض.
أجاب آخر، “بدلًا من ذلك، يبدو أنه قد جاء في الوقت المناسب تمامًا.”
تحدث الرجل الجالس على الجانب الآخر من غيلياد وهو يمسك لحيته القصيرة ويحدق في غيلياد، “لم يتبق سوى شهرين في هذا العام، أليس كذلك؟”
شعر هازارد بنفس الطريقة.
“…لا حاجة حقًا لجعلهما يأتيان إلى هنا، صحيح؟” جادل غيلياد. “فَـبعد كل شيء، لم يحدث من قبل موقف مشابهٌ لهذا.”
“ألن ترخي قبضتك؟ لن أكون قادرًا على تعليمك هكذا، تعلم ذلك صحيح؟” ذكره يوجين.
“المسؤول عن هذا الوضع غير الطبيعي هو أنت، البطريرك.” قال الرجل بإبتسامة.
“بالطبع هو كذلك”، وافق دوينز. “لدي كل نية لإظهار الاحترام الكافي له. ومع ذلك، لا يزال ينبغي تضييق الإختيار إلى حدٍ ما. هل أنت متأكد من أنك تنوي السماح لهذا الطفل بأن يصبح البطريرك؟”
“هاه؟ آاااااه….ماذا؟ أنت….أنت ستعلمني؟” إستيقظ سيان من إرتباكه وأرخى اليد التي تمسك بالسيف.
قد يكون غيلياد بطريرك عشيرة لايونهارت، لكن كلماته لم تحمل وزنًا أكبر من كلمات الأشخاص الآخرين الجالسين هنا حول الطاولة.
بينما هو يتدرب للوصول إلى النجم الثالث من صيغة اللهب الأبيض، تحسن تحكم سيان في طاقته السحرية بشكل كبير.
من خلال الخلط بين كل من التدفقات الداخلية والخارجية، تمكن يوجين من إبطال جميع هجمات سيان وجعله أيضًا يفرط في إستخدام طاقته السحرية. وذلك كله دون أن يتحرك خطوةً واحدةً بعيدًا عن مكانه.
هذا ليس شيئًا غريبًا. فَبِـإستثناء غيلياد، كل واحد من الأشخاص العشرة الجالسين على الطاولة هو عضوٌ في مجلس شيوخ عشيرة لايونهارت.
فهو لم يكن يعيق قوة السيف فحسب، بل يحول إتجاه تدفقها أيضًا. هذا وحده كافٍ لتصنيفها على أنها تقنية متقدمة، ولكن بدلًا من تحويل قوة السيف إلى الخارج فقط، يمكن ليوجين تحويلها إلى الداخل، وكسر زخم الخصم.
بغض النظر عن هل هم من السلالة المباشرة أو السلالات الجانبية، إنهم عمالقة تركوا أسمائهم في تاريخ عشيرة لايونهارت.
“فَـبعد كل شيء، هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يتم فيها تبني طفل من فرع جانبي في الأسرة الرئيسية.”، واصل الرجل حديثه. “بالطبع، لقد ضمن البطريرك قيمة هذا الطفل، ولكن للأسف….تسببت الدفعة الأخيرة من أطفال السلالة الرئيسية في القليل من الضجة. وهكذا، سيتعين علينا التحقق منهم بشكلٍ أكثر شمولًا.”
أخبره يوجين: “أخوك الأكبر شخصٌ مشغول للغاية.”
تحدثت كارمن فجأة: “هذا ليس رأي البطريرك فقط.”
“لهذا السبب سأكتب الطريقة لك. إذا تقبلت ذلك في الوقت الحالي ودرست التقنية بجد، فستتمكن من إستخدامها بمفردك.” أقنعه يوجين.
سيكون هذا وحده حدثًا سعيدًا، ولكن ما جعل قلب سيان يرفرف بسعادةٍ حاليًا هو حقيقة أنه سيكون قادرًا على تعلم تقنية يوجين.
على غير العادة، على الرغم من أنها عضو في مجلس الحكماء، إلا أنها لم تتراجع عن الخدمة الفعلية، وما زالت تعمل كقائد الفرقة الثالثة لفرسان البلاك لايونز.
“لأنني رأيت أيضًا ذلك الطفل، يوجين لايونهارت، بنفسي، يمكنني أن أضمن ذلك. لماذا يجب أن تكون حقيقة أنه من سلالة جانبية قضية مهمة؟ المهم حقًا هو إمكانيات ذلك الطفل.” قالت كارمن.
“بالطبع هو كذلك”، وافق دوينز. “لدي كل نية لإظهار الاحترام الكافي له. ومع ذلك، لا يزال ينبغي تضييق الإختيار إلى حدٍ ما. هل أنت متأكد من أنك تنوي السماح لهذا الطفل بأن يصبح البطريرك؟”
قال الرجل بإبتسامة: “ليس الأمر كما لو أنني أنظر إليه بازدراء لمجرد أنه من سلالة جانبية.”
هذا الرجل جعل غيلياد يشعر بالإرتباك. دائمًا ما كان هذا هو الحال منذ طفولته.
“ألم تطلب مني أن أعلمك؟” سأل يوجين.
لأن هذا هو الأسد الأبيض الخالد، لايونهارت دوينز.
“…همف.” شخرت كارمن فقط.
“…أنت لا تكذب علي لمجرد أنك لا تريد أن تصير البطريرك، صحيح؟” سأل سيان بشكل مرتاب.
دوينز هو الأكبر بين جميع أفراد عائلة عشيرة لايونهارت العديدين، وهو أيضًا شقيق جد غيلياد. إنه وحشٌ عاش لأكثر من مائة عام. ومع ذلك، لم يتحول شكله إلى قبيح بسبب تقدم العمر وبدلًا من ذلك صار شخصيةً مهمةً سادت قلعة البلاك لايونز بينما هو يقود أيضًا مجلس الحكماء.
بعد الإستماع بهدوء إلى الكلام سيان، ركله يوجين فجأة على ساقه. صرخ سيان حينها، ممسكًا بساقه وتدحرج على الأرض.
ممددًا على الأرض، بعد أن إستعاد أنفاسه أخيرًا، رفع سيان رأسه وسأل، “…ماذا كان ذلك؟”
“كارمن، لا ينبغي أن تخطئ عيناك، لكن….وجهةُ نظركِ لا يمكن أن تمثل وجهة نظر البلاك لايونز كلهم.” حذرها دوينز.
من خلال الخلط بين كل من التدفقات الداخلية والخارجية، تمكن يوجين من إبطال جميع هجمات سيان وجعله أيضًا يفرط في إستخدام طاقته السحرية. وذلك كله دون أن يتحرك خطوةً واحدةً بعيدًا عن مكانه.
تحدثت كارمن فجأة: “هذا ليس رأي البطريرك فقط.”
“…همف.” شخرت كارمن فقط.
“حقااااااااً؟ تريد أن تتعلم مني؟” ضحك يوجين ومد يده إلى سيان المنهار.
“هاه؟ آاااااه….ماذا؟ أنت….أنت ستعلمني؟” إستيقظ سيان من إرتباكه وأرخى اليد التي تمسك بالسيف.
شعرت كارمن أيضًا بالإرتباك حول دوينز. بصفتها عمة غيلياد، تفاخرت أيضًا بعمر هائل، لكن أقدمية دوينز لا تزال أعلى من أقدمية كارمن.
في عشيرة لايونهارت—لا، في جميع أنحاء القارة، الوحيدون الذين يمكن القول إنهم يحملون أقدميةً متساويةً مع دوينز هم أولئك الشياطين في هيلموث الذين هم متحررون من حدود العمر.
هذا هو المكان الذي قضى فيه فيرموث العظيم أطول فترة من الوقت، وأيضًا المكان الذي تم فيه دفن جسد البطل العظيم.
في الطابق العلوي من قلعة البلاك لايونز، في وسط غرفة كبيرة، جلس عشرات الأشخاص حول مائدة مستديرةٍ سوداء.
“لذلك، نحن بحاجة إلى رؤيتهم لأنفسنا. هذا أيضًا من أجل مراسم بلوغ سن الرشد.” كما قال هذا،إلتفت دوينز للنظر إلى الجميع هنا.
من خلال الخلط بين كل من التدفقات الداخلية والخارجية، تمكن يوجين من إبطال جميع هجمات سيان وجعله أيضًا يفرط في إستخدام طاقته السحرية. وذلك كله دون أن يتحرك خطوةً واحدةً بعيدًا عن مكانه.
“…لو إتضح أن هذا هو ما يرغب به يوجين، أريدُ أن أبقي الإمكانية موجودةً له.” اعترف غيلياد.
لكن لم يشكك أحد في كلمات دوينز.
أو على الأقل، هذا ما إعتقده في البداية، لكِنَ هذا الشعور بدأ يتغير تدريجيًا. بدأ سيان يشعر وكأنه يقاتل طينًا لزجًا في مستنقعٍ عميقٍ لا نهاية له. على الرغم من أنه شعر أن سيف يوجين يصد هجماته فقط، إلا أنه في نفس الوقت تمسك أيضًا بضربات سيان مثل الطين، وبعد ذلك، وكما لو إن هجومه يتم إمتصاصه في مستنقع، فقد جُرَّ نصله إلى حيث لم يُرِد سيان.
شعرت كارمن أيضًا بالإرتباك حول دوينز. بصفتها عمة غيلياد، تفاخرت أيضًا بعمر هائل، لكن أقدمية دوينز لا تزال أعلى من أقدمية كارمن.
ترك غيلياد تنهيدةً طويلة. عندما تلقى إستدعاء المجلس لأول مرة، توقع حدوث شيء كهذا، ولكن بعد أن سماعه، أحس بعدم الراحة قليلًا.
مجلس الشيوخ هم مجموعة تقدر بقوة تقاليد عشيرة لايونهارت. ربما قبلوا بتبني غيلياد لِـيوجين، لكن ذلك كان لأن غيلياد قد ألقى خطابًا حماسيًا، يضمن إمكانيات يوجين.
دوينز هو الأكبر بين جميع أفراد عائلة عشيرة لايونهارت العديدين، وهو أيضًا شقيق جد غيلياد. إنه وحشٌ عاش لأكثر من مائة عام. ومع ذلك، لم يتحول شكله إلى قبيح بسبب تقدم العمر وبدلًا من ذلك صار شخصيةً مهمةً سادت قلعة البلاك لايونز بينما هو يقود أيضًا مجلس الحكماء.
الآن، لم يعد يوجين طفلًا. كما قال دوينز، بعد شهرين من الآن، سيصبح يوجين بالغًا. من تلك النقطة فصاعدًا، يجب إختيار البطريرك التالي بجدية.
شعرت كارمن أيضًا بالإرتباك حول دوينز. بصفتها عمة غيلياد، تفاخرت أيضًا بعمر هائل، لكن أقدمية دوينز لا تزال أعلى من أقدمية كارمن.
“قلت أن الصبي قد عاد لتوه من نهاما؟” إستفسر دوينز.
“لن يرغب في ذلك.” أجابت كارمن بعد أن إستراحت على كرسيها وأغلقت ساعة الجيب غير المستخدمة خاصتها، ثم واصلت حديثها، “لقد سمعت هذا من سيل. هذا الصبي، يوجين، يرفض بجدية أن يصبح البطريرك كما لو إن هذا المنصب هو نوعٌ من العقاب الرهيب.”
صَرَّ سيان على أسنانه وقال: “قلت….قل لي كيف فعلت ذلك….أنت يا إبن العاهرة.”
“…نعم.” أكد غيلياد.
بعد تردد للحظة، أومأ سيان برأسه.
تابع دوينز، “قبل ذلك، كان يتعلم السحر في آروث. من ما سمعته، لديه حقا موهبة مذهلة في السحر. بما فيه الكفاية لجعل سيد البرج الأحمر يأخذه كتلميذه المباشر وإغراء ولي عهد آروث للتفاعل معه.”
“…” ظل غيلياد صامتًا.
“البطريرك، نحن الذين نحمل إسم لايونهارت نفخر بالأسود العظيمة. على الرغم من أنه من الجيد أن يقوم البطريرك بتربية أطفاله بحرية، إلا أنه سيكون أمرًا صعبًا إذا سمحت لأسدٍ عملت بجد لتربيته بترك كبرياءه كما يشاء.” قال دوينز بنبرة مُحَذِرة.
يوجين، الذي يهز معصميه، إلتفت للنظر إلى سيان وإبتسم إبتسامة عريضة.
“…هذا الخيار متروك للطفل.” أصر غيلياد.
كما أنه لا يواجه الآن صعوبةً في الحفاظ على قوة السيف التي يطلقها لفترة طويلة. هذا لايونهارت سيان، بعد كل شيء. كعضو في عائلة لايونهارت المرموقة، تم تدريبه على إستخدام الطاقة السحرية منذ صغره وتلقى كل أنواع الدعم. في سنهم، سيكون من النادر للغاية لأي شخص في القارة بأكملها أن يكون لديه الكثير من الطاقة السحرية مثل سيان.
بعيون ضيقة، حدق فيما أمامه.
“بالطبع هو كذلك”، وافق دوينز. “لدي كل نية لإظهار الاحترام الكافي له. ومع ذلك، لا يزال ينبغي تضييق الإختيار إلى حدٍ ما. هل أنت متأكد من أنك تنوي السماح لهذا الطفل بأن يصبح البطريرك؟”
“…أخبرني كيف فعلت ذلك.” طلب سيان على مضض.
“…لو إتضح أن هذا هو ما يرغب به يوجين، أريدُ أن أبقي الإمكانية موجودةً له.” اعترف غيلياد.
* * *
الآن، لم يعد يوجين طفلًا. كما قال دوينز، بعد شهرين من الآن، سيصبح يوجين بالغًا. من تلك النقطة فصاعدًا، يجب إختيار البطريرك التالي بجدية.
“لن يرغب في ذلك.” أجابت كارمن بعد أن إستراحت على كرسيها وأغلقت ساعة الجيب غير المستخدمة خاصتها، ثم واصلت حديثها، “لقد سمعت هذا من سيل. هذا الصبي، يوجين، يرفض بجدية أن يصبح البطريرك كما لو إن هذا المنصب هو نوعٌ من العقاب الرهيب.”
أومأ دوينز برأسه بإبتسامة: “إذن يجب أن يكون الأمر على ما يرام، طالما أنه لا يغير رأيه.”
تحدثت كارمن فجأة: “هذا ليس رأي البطريرك فقط.”
‘حتى فرسان الفريق الأول….لن يشعروا بأي شيء مختلف. لم أشعر أبدًا بنفس الشعور الساحق بالقوة الذي لدى السير يوجين يأتي منهم.’ تكهن هازارد.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
