نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 84

كريستينا روجرس (2)

كريستينا روجرس (2)

الفصل 84: كريستينا روجرس (2)

بدا وجهه أيضًا مطابقًا تمامًا لوجه انيسيه، لدرجة أنه أعطاه صدمةً مرعبة.

هربت خيوط ذهبية من شعرها من ردائها الذي يغطي رأسها وإهتزت في الهواء بينما كريستينا تسير تحت ضوء القمر. حدق يوجين في ظهر كريستينا وهو يتبعها.

أعلنت كريستينا: “ليس لدي أي نية لتقويض الإنجازات العديدة للبطل العظيم.”

 

 

كل تنين له حراشف عكسية. على الرغم من أنها لم تظهر أي شيء على السطح، عندما ذكر انيسيه في وقت سابق، تعثرت إبتسامة كريستينا قليلا. مسح يوجين شفتيه وهو يشعر بقلبه ينبض من التوتر.

تركت نظرة غيلياد كريستينا وتحولت إلى يوجين. لم تبدُ نظرته توبخ يوجين، ولم تبدُ مليئة بالاستياء من وضعه في مثل هذه الموقف. لم يظهر سوى الأسف والقلق على يوجين ينعكس في عينيه. لم يرد غيلياد أن يشارك إبنه في مثل هذه الزيارة غير المسبوقة.

 

“لكننا ما زلنا بحاجة أيضًا إلى النظر فيما هل سيكون سلفنا راضيًا عن وضعه هنا أم لا. حسنًا….لا أعتقد أنه سيكون سيئًا للغاية لوضعه هناك أيضًا. نظرًا لأن تمثال المؤسس هذا ظل لوحده منذ ثلاثمائة عام، أود أن أصدق أنه سيكون من المفيد إنشاء تمثال لصديق قديم قريب له حتى يتمكنوا من البقاء هنا معًا.” قال دوينز، ثم ظل صامتًا لبضع لحظات.

“اممم….أنا آسف.” قرر يوجين الاعتذار الآن.

“…” إستقبل يوجين هذا بصمت.

 

“هاها. لذلك يبدو أنك تشارك رأيي. ومع ذلك، سلفنا نفسه هو الذي خلق هذا المكان.” قال دوينز وهو ينظر إلى التمثال: “لو أراد أن يحصل على زيارة واحترام نسله، فلم تكن هناك حاجة له لبناء قبره في مثل هذا المكان المزعج الذي يمكن الوصول إليه بهذه الطريقة فقط، هممم…حول تمثال السير هامل….أعتقد أنه سيكون من الجيد لك أن تضعه مقابل هذا التمثال. ماذا تعتقد؟”

ردًا على هذا، كريستينا، التي لا تزال تسير أمامه، هزت كتفيها وضحكت، “ماذا مع هذا الاعتذار المفاجئ؟”

ومع ذلك، لم تهتم كريستينا بدهشتهم واستمرت ببساطة، “الآن، يرجى فتح نعش البطل.”

 

 

“إنه فقط، حسنا….” تردد يوجين. “أعتقد أنني ربما كنت مهملًا بعض الشيء في سؤالي السابق.”

 

“لا حاجة للشعور بهذه الطريقة. ألم تسأل فقط لأنك لا تعرفني جيدًا، سيدي يوجين؟ بعد أن رأيت مظهر السيدة انيسيه، من الطبيعي أن تكون لديك بعض الشكوك عني.” قالت كريستينا وهي تدير رأسها قليلا لتنظر إلى يوجين. “أيضًا….ألست مهتمًا كثيرًا بالأبطال من قبل ثلاثمائة سنة، السير يوجين؟ هذا فقط يجعل من المفهوم أن لديك مثل هذه الأسئلة.”

 

“مهتمًا كثيرًا؟” كرر يوجين بفضول.

واصل غيلياد، “السيدة كريستينا. لقد قمت بزيارتنا في مثل هذا الوقت، وأصررتِ بعناد على مرافقة ابني في طلبه لدخول قبر سلفنا. بصفتي بطريرك عشيرة لايونهارت، يحق لي أن أتجاهل مثل هذا الطلب المتغطرس، لكنني اخترت عدم تجاهل طلبك من منطلق التحالف الطويل الأمد بين الإمبراطورية المقدسة وإمبراطوريتنا كيهل، وكذلك الصداقة التي تم تناقلها من أسلافنا العظماء.”

 

 

“هناك الكثير من الأشخاص الذين يهتمون بك أكثر مما يبدو أنك تعرف. هذا وحده من شأنه أن يجعلك تبرز، لكن بالنظر إلى مواهبك، السير يوجين، إنها متفوقةٌ لدرجة أنه حتى سادة أبراج آروث ذوي الحاجب العالي أُجبِروا على الإعتراف بك، أليس كذلك؟” سألت كريستينا وهي تتطلع إلى الأمام مرة أخرى.

 

 

“وماذا يجب أن نفعل ذلك مع فتح نعش سلفنا؟ أيضًا، ماذا تقصدين بالثرثرة حول الجنة؟” سأل دوينز.

عندما عادت تمشي بسرعتها السابقة، واصلت الحديث. “…في حين أن هوغاني قد يكون جزءًا من أراضي نهاما، فقد تم تعيينه أيضًا كموقع مقدس من قبل الإمبراطورية المقدسة. في كل عام، يقوم العديد من المؤمنين بالحج إلى هذا الموقع المقدس. بطبيعة الحال، هذا يعني أن الإمبراطورية المقدسة لديها عيون كثيرة تراقب تلك الأرض المقدسة.”

 

“…” إستقبل يوجين هذا بصمت.

“هل خدعتني للسقوط لأنك أردت أن تقوديني إلى الجنة؟” أعاد يوجين السؤال.

 

لقد تم جذبهم إلى مساحة غريبة.

إعترفت كريستينا، “قد يكون من غير السار أن تسمع هذا، لكنني قد أُبلِغتُ بالفعل بما كنت تفعله أثناء إقامتك في هوجاني.”

“هذا لا يكفي لإثارة غضبي. لقد لاحظت بالفعل أنني أتلقى الكثير من الاهتمام أثناء وجودي في هوجاني.” أجاب يوجين بسخرية.

‘لديها شخصية سيئة.’ فكر يوجين كما إلتوى وجهه بتجهم.

 

“لو مُتنا بسبب الوقوع، هل تعتقد أننا سوف نذهب إلى السماء؟” سألت كريستينا بإثارة.

بقي يوجين ولامان معًا في هوجاني لمدةٍ تقل عن أسبوع. في تلك الفترة القصيرة من الزمن، شعر يوجين بالفعل بعدد كبير من العيون تراقبه.

 

 

 

لم يُحِس بأي عداء في تلك النظرات، لذلك لم يكلف نفسه عناء التهرب منها. نظرًا لوجود هذا الأمر أيضًا مع تعليق أميليا ميروين فوق رأسه، لم يرغب يوجين في إثارة ضجة ولفت إنتباهها. على هذا النحو، لقد ترك مراقبيه يفعلون ما يريدون، لكنه حافظ على اليقظة المستمرة بينما نظراتهم موجهة إليه.

هذا ليس الوقت المناسب للأسئلة.

 

 

من الكهنة الذين صلوا إلى تمثال انيسيه، إلى المؤمنين بإله النور الذين حملوا الصليب — رمز إلههم — حول أعناقهم أو معصميهم، وحتى محاربي نهاما المحملين بالسكين….

 

 

 

“الطريقة التي تنتبه الإمبراطورية المقدسة بها لي، هل ذلك أيضًا بسبب الوحي؟” إستفسر يوجين.

“لكننا ما زلنا بحاجة أيضًا إلى النظر فيما هل سيكون سلفنا راضيًا عن وضعه هنا أم لا. حسنًا….لا أعتقد أنه سيكون سيئًا للغاية لوضعه هناك أيضًا. نظرًا لأن تمثال المؤسس هذا ظل لوحده منذ ثلاثمائة عام، أود أن أصدق أنه سيكون من المفيد إنشاء تمثال لصديق قديم قريب له حتى يتمكنوا من البقاء هنا معًا.” قال دوينز، ثم ظل صامتًا لبضع لحظات.

 

 

“عفوًا عن تكرار ما قلته سابقًا، لكنني أخشى أنني لا أستطيع الكشف عن أي شيء لك، لأنك لست عضوا في إيماننا.” كررت كريستينا رفضها.

 

 

هذا النور…..هو قوة إلهية. تعويذة سحرية مقدسة، أجنحة النور. إنها واحدةٌ من التعويذات الإلهية التي إستمتعت بها انيسيه أكثر من غيرها. أدار يوجين رأسه لينظر خلفه.

إشتكى يوجين: “أتذكر ذلك، لكن لا يسعني إلا أن أكون فضوليا حياله.”

 

 

 

اعترفت كريستينا بوقاحة: “لقد أبلغتك بذلك لأنني آملتُ في أن يثير فضولك.”

واصل غيلياد، “السيدة كريستينا. لقد قمت بزيارتنا في مثل هذا الوقت، وأصررتِ بعناد على مرافقة ابني في طلبه لدخول قبر سلفنا. بصفتي بطريرك عشيرة لايونهارت، يحق لي أن أتجاهل مثل هذا الطلب المتغطرس، لكنني اخترت عدم تجاهل طلبك من منطلق التحالف الطويل الأمد بين الإمبراطورية المقدسة وإمبراطوريتنا كيهل، وكذلك الصداقة التي تم تناقلها من أسلافنا العظماء.”

 

 

‘لديها شخصية سيئة.’ فكر يوجين كما إلتوى وجهه بتجهم.

 

 

 

ليس وجهها فقط هو الذي يشبه انيسيه، بل ذكرته شخصية كريستينا البائسة أيضًا برفيقته القديمة. هل يمكن أن تكون كريستينا حقا من نسل انيسيه؟

 

‘…..سيكون تسرعًا أن أُقرر أن كريستينا هي من سليل انيسيه فقط بسبب التشابه بين وجهيهما وشخصيتهما. من الأساس، ألن يكون غريبًا أن يكون شبه سليل انيسيه بها كبيرًا بعد مرور ثلاثمائة عام كاملة.’

ظل غيلياد صامتًا لبضع لحظات حيث فقد نفسه في التفكير. في النهاية، أطلق تنهيدة طويلة ثم إبتسم بشجاعة.

في الوقت الحالي، لا يوجد سليلٌ في العائلة الرئيسية لعشيرة لايونهارت يشبه وجهه وجه فيرموث. التشابه الوحيد الذي يمكن رؤيته بين الجد ونسله هو في شعرهم الرمادي وعينيهم الذهبية.

“…أنا متأكد من أن سلفنا سيكون سعيدا بالحصول على زيارة وإحترام العديد من أحفاده.” تحدث يوجين.

 

 

ربما إنها مجرد مصادفة أن وجه كريستينا يشبه وجه انيسيه. والشعر الأشقر والعيون الزرقاء هو شيء شائع إلى حد ما. في الواقع، لم تكن ملامح وجهها ومظهرها متطابقين تمامًا مع مظهر انيسيه. بصراحة، الخصائص وهالةُ القديس هما اللتان لعبتا دورًا صغيرًا في تذكير يوجين بانيسيه.

ثم، سحبت كريستينا على الفور يوجين معها وألقت بنفسها من الجرف. “تسك…” تفاجئ يوجين من سلوكها الجريء، سحب يوجين عباءته التي ترفرف في مهب الريح ولفها بإحكام حول جسده.

 

ليس وجهها فقط هو الذي يشبه انيسيه، بل ذكرته شخصية كريستينا البائسة أيضًا برفيقته القديمة. هل يمكن أن تكون كريستينا حقا من نسل انيسيه؟

ومع ذلك، تشابه شكليهما هو حقيقة. قد يكون هذا هو السبب في أن الكاردينال قد تبناها من الأساس — حتى يتمكن من تربيتها كنسخة من القديسة….كلما فكر يوجين في الأمر، شعر بالتعقيد أكثر.

“على الرغم من أنني في وضع يتطلب مني قيادة مجلس الحكماء، ما زلت لا أستطيع تولي منصب البطريرك عندما يتعلق الأمر بالبت في مثل هذه القضايا. ومع ذلك، كرئيس للمجلس، بينما سألتزم دون قيد أو شرط بالقرار الذي يتخذه البطريرك، لن أسمح أبدًا لهذا بالتطور إلى مشكلة في المستقبل.” تعهد دوينز.

 

 

لم تتحدث انيسيه كثيرا عن ماضيها. في الواقع، لم تكن الوحيدة؛ فبصرف النظر عن مولون وسيينا، لم يستمتع هامل ولا فيرموث بالحديث عن ماضيهما.

بعد قليل، فكر مع نفسه، ‘هل يمكن أن يكون أننا بحاجة للوقوع طول الطريق إلى أسفل؟’

 

 

ومع ذلك، كان موقف انيسيه تجاه ماضيها مختلفًا عن موقف هامل أو فيرموث.

هذا النور…..هو قوة إلهية. تعويذة سحرية مقدسة، أجنحة النور. إنها واحدةٌ من التعويذات الإلهية التي إستمتعت بها انيسيه أكثر من غيرها. أدار يوجين رأسه لينظر خلفه.

 

“آه شيش….” تنهد يوجين وهو يهز رأسه. “إذن ما تقولينه هو أننا دون اتخاذ أي تدابير السلامة، ستكون خطوتنا التالية هي فقط رمي أنفسنا إلى الهاوية؟”

كرهت انيسيه ماضيها.

 

 

 

على الرغم من أنها لم تقل ذلك بشكل مباشر، يوجين—لا، شعر هامل بهذا منها. لقد سافروا معا لفترة طويلة جدًا بعد كل شيء. أثناء المرور بكل أنواع المصاعب، شاركوا الكثير من الحديث عن هذا أو ذاك.

 

 

 

الحديث عن الذكريات هو وسيلة بسيطة لتمرير الوقت، ومن الجيد التحدث عنها أثناء الشرب. إهتمت سيينا بمدى جمال غابة الجان حيث أمضت طفولتها. وكلما طرحت هذا الموضوع، بدا مولون أيضًا غير راغب في الخسارة أمامها، حيث يبدأ يتفاخر بمدى روعة حقول الثلج الشمالية التي تعيش فيها قبيلته.

“…إلى أي مدى أسفل؟” سأل يوجين بحذر.

 

 

كلما بدأوا يتحدثون بهذه الطريقة، فضل فيرموث وهامل إصطياد الثغرات في قصص الآخرين بدلًا من سرد قصصهم الخاصة. تمامًا مثل هامل، فقد فيرموث أيضًا كل ما لديه للشياطين.

ردًا على هذا، كريستينا، التي لا تزال تسير أمامه، هزت كتفيها وضحكت، “ماذا مع هذا الاعتذار المفاجئ؟”

 

 

أما انيسيه، على عكسهم، فلم تفتقد مسقط رأسها. بعد كل شيء، ولدت في الإمبراطورية المقدسة، يوراس. حتى الآن، بعد مرور ثلاثمائة عام، ظلت دولة قوية لا تزال تسود بقوة كواحدة من الإمبراطوريات الثلاث.

 

 

“مهتمًا كثيرًا؟” كرر يوجين بفضول.

ومع ذلك، بدا أن انيسيه بشكلٍ غريب لا ترغب في الحديث عن الإمبراطورية المقدسة. تحدثت عن إله النور عدة مرات، لكنها بالكاد قالت أي شيء عن الكرادلة في الإمبراطورية المقدسة الذين شاركوا في تربيتها.

“…” ظل غيلياد ودوين صامتين.

 

 

لم يعرف هامل كيف كان الحال هناك بالنسبة لانيسيه، التي نشأت في الإمبراطورية المقدسة. ومع ذلك، بالنظر إلى صمتها وطريقة ابتسامتها التي يكون لها تطور مختلف عن مظهرها المعتاد، وعندما فكر في كيف صارت انيسيه رفيقة فيرموث، لم يصعب تخيل أن كونك قديسًا هو منصب سيء جدًا للوقوع فيه.

“إنه فقط، حسنا….” تردد يوجين. “أعتقد أنني ربما كنت مهملًا بعض الشيء في سؤالي السابق.”

 

“إنه فقط، حسنا….” تردد يوجين. “أعتقد أنني ربما كنت مهملًا بعض الشيء في سؤالي السابق.”

تمكنت انيسيه من أن تصير رفيقة فيرموث، وكل ذلك لأن الإمبراطورية المقدسة أمرتها بذلك.

 

 

من الكهنة الذين صلوا إلى تمثال انيسيه، إلى المؤمنين بإله النور الذين حملوا الصليب — رمز إلههم — حول أعناقهم أو معصميهم، وحتى محاربي نهاما المحملين بالسكين….

السبب في أن انيسيه قد انضمت إلى رحلة فيرموث، وذهبت في مهمته لإنقاذ العالم، ببساطة لأنها إرادة الإمبراطورية المقدسة وإلهها.

 

 

“…”

“الطريق يستمر إلى هناك.” أبلغته كريستينا عندما توقفت.

لم يُحِس بأي عداء في تلك النظرات، لذلك لم يكلف نفسه عناء التهرب منها. نظرًا لوجود هذا الأمر أيضًا مع تعليق أميليا ميروين فوق رأسه، لم يرغب يوجين في إثارة ضجة ولفت إنتباهها. على هذا النحو، لقد ترك مراقبيه يفعلون ما يريدون، لكنه حافظ على اليقظة المستمرة بينما نظراتهم موجهة إليه.

 

 

وصل الاثنان إلى الجزء الخلفي من قلعة البلاك لايونز وهما يقفان الآن أمام جرف، يمكن رؤية قاعه في الأسفل. مشى يوجين بجوار كريستينا، ونظر إلى أسفل الجرف.

لمست أقدام يوجين وكريستينا الأرض. قمع يوجين شعوره بالرعب وراقب محيطه.

 

 

أول ما ظهر هو الغابة أدناه. في التلال الجبلية خارج الغابة، يمكنهم رؤية الويفرن والوحوش الطائرة الأخرى تحلق في السماء.

 

 

‘هذا….’ شعر يوجين بالدفء قادمًا من الضوء المحيط به.

“…إلى أي مدى أسفل؟” سأل يوجين بحذر.

يبدو أن كريستينا إشتبهت في أن يوجين رأى ملاك لأنه قلق من السقوط حتى وفاته. لم يطرح يوجين أي أسئلة أخرى وأبقى شفتيه مغلقتين.

 

 

أكدت كريستينا له: “لا أعرف الموقع الدقيق، لكن يجب أن نكون قادرين على إكتشافه أثناء سقوطنا.”

“هل خدعتني للسقوط لأنك أردت أن تقوديني إلى الجنة؟” أعاد يوجين السؤال.

 

 

“آه شيش….” تنهد يوجين وهو يهز رأسه. “إذن ما تقولينه هو أننا دون اتخاذ أي تدابير السلامة، ستكون خطوتنا التالية هي فقط رمي أنفسنا إلى الهاوية؟”

اعترف دوينز: “لولا الحاجة إلى حراسة هذا القبر، لكنت تركته مفتوحا لجميع أعضاء عشيرة لايونهارت لتقديم احترامهم.”

“ليس وكأنك ستقع وحدك، صحيح، أيها السير يوجين؟” شجعته كريستينا.

أغلق الملاك الحالي عينيه وإبتسم بِـلُطفٍ له.

 

لم يعرف هامل كيف كان الحال هناك بالنسبة لانيسيه، التي نشأت في الإمبراطورية المقدسة. ومع ذلك، بالنظر إلى صمتها وطريقة ابتسامتها التي يكون لها تطور مختلف عن مظهرها المعتاد، وعندما فكر في كيف صارت انيسيه رفيقة فيرموث، لم يصعب تخيل أن كونك قديسًا هو منصب سيء جدًا للوقوع فيه.

إستفسر يوجين، “هل تعرفين كيفية استخدام سحر الطيران، الأسقف المساعد كريستينا؟”

دافعت كريستينا عن نفسها: “قد يكون هذا صحيحًا، لكن هذه كلها إرادة الإله، وكذلك إرادة قداسة البابا.”

 

“نعم، بالطبع هذا هو الحال.” وافقته كريستينا. “في عصر السلام، هذا وحده سيعتبر تأكيدًا كافيًا. ومع ذلك، الآن بعد أن أصدر ملك الحصار الشيطاني تحذيره، فإن العالم مقدر له ألَّا يكون في سلام.”

قالت كريستينا بابتسامة عريضة وهي تقدم يدها إلى يوجين: “بالطبع أعرف كيفية استخدامه.”

 

 

“وماذا يجب أن نفعل ذلك مع فتح نعش سلفنا؟ أيضًا، ماذا تقصدين بالثرثرة حول الجنة؟” سأل دوينز.

ضاقت عيون يوجين وحدقت في يدها بإرتباك. “ماذا تفعلين؟”

هذه ليست المرة الأولى التي يرى فيها ملاكًا. قبل ثلاثمائة عام، إستدعت انيسيه الملائكة عدة مرات من خلال إستخدام السحر الإلهي عالي المستوى. ومع ذلك، فإن الملاك الذي رآه في ذلك الوقت….بدا مظهره مختلفًا عن المظهر الذي يراه الآن.

“بما أننا ذاهبون إلى نفس المكان على أي حال، ليس هناك حاجة بالنسبة لنا لأن نقع بشكل منفصل، أليس كذلك؟” اقترحت كريستينا بمرح.

 

 

قامت كريستينا بإمالة رأسها في حيرة من أمرها تجاه هذه الكلمات. “….ملاك؟ السير يوجين، هل تتعاطى المهلوسات؟”

“حقًا الآن….” هز رأسه في حالة من السخط، أمسك يوجين يد كريستينا.

 

 

 

ثم، سحبت كريستينا على الفور يوجين معها وألقت بنفسها من الجرف. “تسك…” تفاجئ يوجين من سلوكها الجريء، سحب يوجين عباءته التي ترفرف في مهب الريح ولفها بإحكام حول جسده.

 

 

 

بعد قليل، فكر مع نفسه، ‘هل يمكن أن يكون أننا بحاجة للوقوع طول الطريق إلى أسفل؟’

 

 

 

السقوط ظل مستمرًا لفترة طويلة بما يكفي لدرجة أن يوجين لم يستطع إلا التفكير في هذا السؤال. في مرحلة ما، اقتربت كريستينا من يوجين، كما لو إنها تطلب احتضانها. وجه يوجين، الذي لا يزال يحدق في الأرض في الأسفل، تحول نحو كريستينا.

“…ما كان ذلك للتو؟” سأل يوجين.

 

 

بدلا من النظر إلى الأرض، ظلت كريستينا تحدق مباشرة في يوجين. عندما التقت عيونهم، ابتسمت كريستينا له بعينيها فقط. مددت أحد أصابعها ولمست صدر يوجين.

 

 

كلما بدأوا يتحدثون بهذه الطريقة، فضل فيرموث وهامل إصطياد الثغرات في قصص الآخرين بدلًا من سرد قصصهم الخاصة. تمامًا مثل هامل، فقد فيرموث أيضًا كل ما لديه للشياطين.

“لو مُتنا بسبب الوقوع، هل تعتقد أننا سوف نذهب إلى السماء؟” سألت كريستينا بإثارة.

في الوقت الحالي، لا يوجد سليلٌ في العائلة الرئيسية لعشيرة لايونهارت يشبه وجهه وجه فيرموث. التشابه الوحيد الذي يمكن رؤيته بين الجد ونسله هو في شعرهم الرمادي وعينيهم الذهبية.

 

“…”

“هل خدعتني للسقوط لأنك أردت أن تقوديني إلى الجنة؟” أعاد يوجين السؤال.

 

 

 

“ألا تريد أن تذهب إلى السماء، السير يوجين؟”

كل تنين له حراشف عكسية. على الرغم من أنها لم تظهر أي شيء على السطح، عندما ذكر انيسيه في وقت سابق، تعثرت إبتسامة كريستينا قليلا. مسح يوجين شفتيه وهو يشعر بقلبه ينبض من التوتر.

 

 

“أريد الذهاب إلى هناك في النهاية، لكنني لا أريد المغادرة إلى الجنة الآن.”

“إنه فقط، حسنا….” تردد يوجين. “أعتقد أنني ربما كنت مهملًا بعض الشيء في سؤالي السابق.”

“بما أن الأمر كذلك، يبدو أنني لن أتمكن من مرافقتك إلى هناك.” ضحكت كريستينا وسحبت العصا التي حملتها عند خصرها.

على الجانب الآخر من الحقل رأى حديقة جميلة. في وسط الزهور، اكتشف يوجين ضريحًا أبيضًا. على الرغم من أنه ليس مجرد ضريح عادي. أمام الضريح، تم نصب تمثال حجري لفيرموث. حدق يوجين في التمثال لبضع لحظات، قبل أن يمشي إلى الضريح.

 

“الطريقة التي تنتبه الإمبراطورية المقدسة بها لي، هل ذلك أيضًا بسبب الوحي؟” إستفسر يوجين.

إنبعث من الجوهرة الزرقاء المضمنة في وسط صليب العصاة ضوءًا مبهرًا. اجتاح الضوء المسبب للعمى على الفور يوجين وكريستينا، مكونا زوجًا من الأجنحة الكبيرة.

‘…..سيكون تسرعًا أن أُقرر أن كريستينا هي من سليل انيسيه فقط بسبب التشابه بين وجهيهما وشخصيتهما. من الأساس، ألن يكون غريبًا أن يكون شبه سليل انيسيه بها كبيرًا بعد مرور ثلاثمائة عام كاملة.’

 

 

‘هذا….’ شعر يوجين بالدفء قادمًا من الضوء المحيط به.

“آه شيش….” تنهد يوجين وهو يهز رأسه. “إذن ما تقولينه هو أننا دون اتخاذ أي تدابير السلامة، ستكون خطوتنا التالية هي فقط رمي أنفسنا إلى الهاوية؟”

 

“لو مُتنا بسبب الوقوع، هل تعتقد أننا سوف نذهب إلى السماء؟” سألت كريستينا بإثارة.

هذا النور…..هو قوة إلهية. تعويذة سحرية مقدسة، أجنحة النور. إنها واحدةٌ من التعويذات الإلهية التي إستمتعت بها انيسيه أكثر من غيرها. أدار يوجين رأسه لينظر خلفه.

‘…؟’ لهث يوجين.

 

 

‘…؟’ لهث يوجين.

 

للحظة هناك، رأى يوجين شخصيةَ ملاك بجناحيه مفتوحتين. بدا مظهره مهيبا وإلهيا لدرجة أن يوجين، الذي لم يؤمن بالآلهة، صُدِم. في الوقت نفسه، نقل إليه إحساسا قويًا بالرهبة.

 

 

ومع ذلك، لم تهتم كريستينا بدهشتهم واستمرت ببساطة، “الآن، يرجى فتح نعش البطل.”

هذه ليست المرة الأولى التي يرى فيها ملاكًا. قبل ثلاثمائة عام، إستدعت انيسيه الملائكة عدة مرات من خلال إستخدام السحر الإلهي عالي المستوى. ومع ذلك، فإن الملاك الذي رآه في ذلك الوقت….بدا مظهره مختلفًا عن المظهر الذي يراه الآن.

الفضاء تشوه فجأة. هذه ليست ظاهرة ناجمة عن أجنحة الضوء. فوجئت بهذا، رفعت كريستينا أجنحة الضوء. ثم تناثر ريش الأجنحة في الضوء واختفى.

 

 

أغلق الملاك الحالي عينيه وإبتسم بِـلُطفٍ له.

للحظة هناك، رأى يوجين شخصيةَ ملاك بجناحيه مفتوحتين. بدا مظهره مهيبا وإلهيا لدرجة أن يوجين، الذي لم يؤمن بالآلهة، صُدِم. في الوقت نفسه، نقل إليه إحساسا قويًا بالرهبة.

 

 

بدا وجهه أيضًا مطابقًا تمامًا لوجه انيسيه، لدرجة أنه أعطاه صدمةً مرعبة.

 

 

 

سرعان ما لم يعد بإمكانه رؤية شخصية الملاك. أبطأت أجنحة الضوء المهيبة سقوطها ثم لفت نفسها حول يوجين وكريستينا. ضاعت الكلمات من يوجين لبضع لحظات، قبل أن يلتوي وجهه في عبوس.

 

 

على العكس من ذلك، هذا الوضع مثالي بالنسبة لِـيوجين. لم يغلق القبر بالسحر فحسب، بل أغلق بإحكام، وبدون الأختام التي تم تقسيمها بين رئيس المجلس والبطريرك، سيكون من المستحيل فتح الباب لهذا المكان. علاوة على ذلك، لم يوجد قبر فيرموث داخل حاجز كما توقع من قبل، ولكن بدلا من ذلك داخل هذا الفضاء الجزئي.

“…ما كان ذلك للتو؟” سأل يوجين.

 

 

 

“ما الذي تتحدث عنه؟” سألت كريستينا بدورها.

 

 

 

“…فقط الآن….ذلك الملاك….” تعثر يوجين.

كل تنين له حراشف عكسية. على الرغم من أنها لم تظهر أي شيء على السطح، عندما ذكر انيسيه في وقت سابق، تعثرت إبتسامة كريستينا قليلا. مسح يوجين شفتيه وهو يشعر بقلبه ينبض من التوتر.

 

“ليس وكأنك ستقع وحدك، صحيح، أيها السير يوجين؟” شجعته كريستينا.

قامت كريستينا بإمالة رأسها في حيرة من أمرها تجاه هذه الكلمات. “….ملاك؟ السير يوجين، هل تتعاطى المهلوسات؟”

 

“…”

بدلا من النظر إلى الأرض، ظلت كريستينا تحدق مباشرة في يوجين. عندما التقت عيونهم، ابتسمت كريستينا له بعينيها فقط. مددت أحد أصابعها ولمست صدر يوجين.

هز يوجين رأسه بلا كلمة.

 

 

 

“اسم هذه التعويذة المقدسة هو أجنحة النور. إنها ليست تعويذة مقدسة عالية المستوى التي يمكن أن تتسبب في ظهور ملاك. ومع ذلك، نظرًا لأن التعويذة ستكون قادرة على الحفاظ على سلامتنا عندما نسقط من هذا الارتفاع، فلا داعي للقلق بشأن أي تهديد لحياتنا.” طمأنته كريستينا.

على الرغم من أنها لم تقل ذلك بشكل مباشر، يوجين—لا، شعر هامل بهذا منها. لقد سافروا معا لفترة طويلة جدًا بعد كل شيء. أثناء المرور بكل أنواع المصاعب، شاركوا الكثير من الحديث عن هذا أو ذاك.

 

 

يبدو أن كريستينا إشتبهت في أن يوجين رأى ملاك لأنه قلق من السقوط حتى وفاته. لم يطرح يوجين أي أسئلة أخرى وأبقى شفتيه مغلقتين.

 

 

هربت خيوط ذهبية من شعرها من ردائها الذي يغطي رأسها وإهتزت في الهواء بينما كريستينا تسير تحت ضوء القمر. حدق يوجين في ظهر كريستينا وهو يتبعها.

هذا ليس الوقت المناسب للأسئلة.

“روح فيرموث العظيم لم تدخل الجنة.” أكدت كريستينا وهي ترفع يدها وتشير إلى تمثال فيرموث: “في الوحي، قيل أن روح البطل لا تزال تتجول دون أي راحة. لهذا السبب، بصفتي القديسة، يجب أن أقوم بفحص نهائي لرفات البطل.”

 

 

الفضاء تشوه فجأة. هذه ليست ظاهرة ناجمة عن أجنحة الضوء. فوجئت بهذا، رفعت كريستينا أجنحة الضوء. ثم تناثر ريش الأجنحة في الضوء واختفى.

تمكنت انيسيه من أن تصير رفيقة فيرموث، وكل ذلك لأن الإمبراطورية المقدسة أمرتها بذلك.

 

 

لمست أقدام يوجين وكريستينا الأرض. قمع يوجين شعوره بالرعب وراقب محيطه.

 

 

 

قبل بضع ثوان، كان يوجين وكريستينا يسقطان إلى قاع الجرف. لكن الآن، ناهيك عن الجرف، لم يستطع حتى رؤية الجبال أو الغابة.

 

 

 

لقد تم جذبهم إلى مساحة غريبة.

 

 

 

العشب في الحقل أدناه أخضر والسماء زرقاء. بلا شمس معلقة عاليًا في السماء، لكن السماء بدت زرقاء ومُشرقة. لم توجد رياح، لكن العشب في الحقل ظل يتمايل.

 

 

“إذن اسمحوا لي أن أقول هذا.” قالت كريستينا، وهي تتخطى يوجين وتضع نفسها في وسط الغرفة بعد أن رفعت العصا التي لا تزال تمسكها منذ دخولها إلى هذا الفضاء أمام صدرها، ومع يدها الأخرى رسمت ببطء إسمها في الجو. “أنا كريستينا روجرس، الابنة بالتبني للكاردينال مايكل روجرس، الأسقف المساعد لأبرشية ألكارت، والمرشحة الوحيدة لمنصب القديس في إمبراطورية يوراس المقدسة بأكملها. من الآن فصاعدا، سأمثل إرادة البابا، وأقف هنا أمامك كقديسة تم تأكيدها حديثا، بعد أن تلقيت إعلانًا من إله النور.”

إنحنى يوجين ببطء وحاول لمس العشب. لم يشعر من لمسه بأنه مختلف عن العشب الحقيقي، ولكن في الوقت نفسه، لم يستطع الشعور بأي وجود للحياة من العشب. الشيء نفسه مع التربة.

 

 

 

“….لذلك تم إنشاء هذا المكان باستخدام السحر المكاني.” تمتمت كريستينا، مما تسبب في إيماء يوجين برأسه.

إستفسر يوجين، “هل تعرفين كيفية استخدام سحر الطيران، الأسقف المساعد كريستينا؟”

 

العشب في الحقل أدناه أخضر والسماء زرقاء. بلا شمس معلقة عاليًا في السماء، لكن السماء بدت زرقاء ومُشرقة. لم توجد رياح، لكن العشب في الحقل ظل يتمايل.

بالطبع، من المستحيل إنشاء مساحة فرعية بهذا الحجم بإستعمال مجرد فهم بسيط للسحر. تم تخصيص أحد طوابق آكرون لقاعة الفضاء. على الرغم من أن يوجين قد تطرق إلى أعلى مستويات السحر المكاني أثناء دراسته هناك، إلا أنه من بين جميع التعويذات التي رآها، لم يتمكن أي منهم من إنشاء مساحة فرعية بهذا الحجم.

حتى الآن، هو ببساطة يقود المحادثة بدلا من غيلياد الصامت، ولكن الآن تحولت نظرته إلى كريستينا قبل أن يستمر في طرح مسائل أكثر خطورة، “من أجل فتح الطريق المؤدي إلى هذا الفضاء، فإنه يتطلب كلًا من ختم البطريرك وختم رئيس المجلس. تم إنشاء هذين المفتاحين شخصيًا من قبل سلفنا العظيم، وترك أيضًا رسالة مفادها أنه لا ينبغي دخول قبره إلا من قبل بطريرك العائلة الرئيسية الذي تم إختياره حديثًا أو إذا تم تعيين قائد جديد لفرسان البلاك لايونز.”

 

 

‘سيينا….لا، هل يمكن أن يكون فيرموث؟’ تكهن يوجين.

سرعان ما لم يعد بإمكانه رؤية شخصية الملاك. أبطأت أجنحة الضوء المهيبة سقوطها ثم لفت نفسها حول يوجين وكريستينا. ضاعت الكلمات من يوجين لبضع لحظات، قبل أن يلتوي وجهه في عبوس.

 

“ليس لدينا رغبة في فرض سلطة إيماننا على أولئك الذين لا يؤمنون به، ومع ذلك، في هذه الحالة، نعم. كمؤمنة بإلهنا، سأشعر بخيبة أمل كبيرة من رفضك.” اعترفت كريستينا.

نظرًا لأن فيرموث كان أيضًا متميزًا مطابقًا لسيينا في المهارة، فقد اشتبه يوجين في أنه من الممكن لفيرموث إنشاء مساحة فرعية بهذا الحجم. وقف يوجين مرة أخرى ونظر إلى الأمام.

 

 

“لم أتخيل أبدًا أنني سأفتح نعش سلفنا بيدي.” تمتم غيلياد وهو يستدير ويبتعد. “من فضلك، إتبعيني.”

على الجانب الآخر من الحقل رأى حديقة جميلة. في وسط الزهور، اكتشف يوجين ضريحًا أبيضًا. على الرغم من أنه ليس مجرد ضريح عادي. أمام الضريح، تم نصب تمثال حجري لفيرموث. حدق يوجين في التمثال لبضع لحظات، قبل أن يمشي إلى الضريح.

“…إلى أي مدى أسفل؟” سأل يوجين بحذر.

 

كل تنين له حراشف عكسية. على الرغم من أنها لم تظهر أي شيء على السطح، عندما ذكر انيسيه في وقت سابق، تعثرت إبتسامة كريستينا قليلا. مسح يوجين شفتيه وهو يشعر بقلبه ينبض من التوتر.

بينما يقترب من الضريح، ظهر دوينز وغيلياد من الداخل، سأل دوينز بمجرد أن رآهم، “ألا تجدان هذا المكان جميلًا جدًا؟”

سرعان ما لم يعد بإمكانه رؤية شخصية الملاك. أبطأت أجنحة الضوء المهيبة سقوطها ثم لفت نفسها حول يوجين وكريستينا. ضاعت الكلمات من يوجين لبضع لحظات، قبل أن يلتوي وجهه في عبوس.

 

 

حدق دوينز في يوجين وكريستينا بإبتسامة باهتة على وجهه.

“روح فيرموث العظيم لم تدخل الجنة.” أكدت كريستينا وهي ترفع يدها وتشير إلى تمثال فيرموث: “في الوحي، قيل أن روح البطل لا تزال تتجول دون أي راحة. لهذا السبب، بصفتي القديسة، يجب أن أقوم بفحص نهائي لرفات البطل.”

 

“نحن فقط قلقون من أن الآن قد لا يكون أفضل توقيت لفعل أيًا يكن ما أنت هنا لفعله.” تحدث غيلياد. “….طالما أن السيدة كريستينا تتبع إرادة الإمبراطورية المقدسة، كيف يمكن لعشيرة مثل عائلة لايونهارت أن تعصي إرادة الإله؟”

اعترف دوينز: “لولا الحاجة إلى حراسة هذا القبر، لكنت تركته مفتوحا لجميع أعضاء عشيرة لايونهارت لتقديم احترامهم.”

 

 

“لو مُتنا بسبب الوقوع، هل تعتقد أننا سوف نذهب إلى السماء؟” سألت كريستينا بإثارة.

“…أنا متأكد من أن سلفنا سيكون سعيدا بالحصول على زيارة وإحترام العديد من أحفاده.” تحدث يوجين.

الآن، بالطبع، ليس هناك سبب لتورط يوجين في هذه المسألة المزعجة. كما حاول عدم إظهار أي اهتمام واضح بالنتيجة، استمر في مشاهدة هذا الموقف وهو يتكشف بوجه قاسي بقدر ما يستطيع تحمله.

 

“لا حاجة للشعور بهذه الطريقة. ألم تسأل فقط لأنك لا تعرفني جيدًا، سيدي يوجين؟ بعد أن رأيت مظهر السيدة انيسيه، من الطبيعي أن تكون لديك بعض الشكوك عني.” قالت كريستينا وهي تدير رأسها قليلا لتنظر إلى يوجين. “أيضًا….ألست مهتمًا كثيرًا بالأبطال من قبل ثلاثمائة سنة، السير يوجين؟ هذا فقط يجعل من المفهوم أن لديك مثل هذه الأسئلة.”

“هاها. لذلك يبدو أنك تشارك رأيي. ومع ذلك، سلفنا نفسه هو الذي خلق هذا المكان.” قال دوينز وهو ينظر إلى التمثال: “لو أراد أن يحصل على زيارة واحترام نسله، فلم تكن هناك حاجة له لبناء قبره في مثل هذا المكان المزعج الذي يمكن الوصول إليه بهذه الطريقة فقط، هممم…حول تمثال السير هامل….أعتقد أنه سيكون من الجيد لك أن تضعه مقابل هذا التمثال. ماذا تعتقد؟”

 

“…أنا متأكد من أن السير هامل سيكون راضيًا عن وضعه في أي مكان هنا.” أجاب يوجين.

“الطريقة التي تنتبه الإمبراطورية المقدسة بها لي، هل ذلك أيضًا بسبب الوحي؟” إستفسر يوجين.

 

تركت نظرة غيلياد كريستينا وتحولت إلى يوجين. لم تبدُ نظرته توبخ يوجين، ولم تبدُ مليئة بالاستياء من وضعه في مثل هذه الموقف. لم يظهر سوى الأسف والقلق على يوجين ينعكس في عينيه. لم يرد غيلياد أن يشارك إبنه في مثل هذه الزيارة غير المسبوقة.

“لكننا ما زلنا بحاجة أيضًا إلى النظر فيما هل سيكون سلفنا راضيًا عن وضعه هنا أم لا. حسنًا….لا أعتقد أنه سيكون سيئًا للغاية لوضعه هناك أيضًا. نظرًا لأن تمثال المؤسس هذا ظل لوحده منذ ثلاثمائة عام، أود أن أصدق أنه سيكون من المفيد إنشاء تمثال لصديق قديم قريب له حتى يتمكنوا من البقاء هنا معًا.” قال دوينز، ثم ظل صامتًا لبضع لحظات.

إعترفت كريستينا، “قد يكون من غير السار أن تسمع هذا، لكنني قد أُبلِغتُ بالفعل بما كنت تفعله أثناء إقامتك في هوجاني.”

 

إستفسر يوجين، “هل تعرفين كيفية استخدام سحر الطيران، الأسقف المساعد كريستينا؟”

حتى الآن، هو ببساطة يقود المحادثة بدلا من غيلياد الصامت، ولكن الآن تحولت نظرته إلى كريستينا قبل أن يستمر في طرح مسائل أكثر خطورة، “من أجل فتح الطريق المؤدي إلى هذا الفضاء، فإنه يتطلب كلًا من ختم البطريرك وختم رئيس المجلس. تم إنشاء هذين المفتاحين شخصيًا من قبل سلفنا العظيم، وترك أيضًا رسالة مفادها أنه لا ينبغي دخول قبره إلا من قبل بطريرك العائلة الرئيسية الذي تم إختياره حديثًا أو إذا تم تعيين قائد جديد لفرسان البلاك لايونز.”

 

“إذن أنت تقول أن شيئًا كهذا غير مسبوق.” تحدثت كريستينا معترفةً بالنقطة التي أراد توضيحها.

“لا حاجة للشعور بهذه الطريقة. ألم تسأل فقط لأنك لا تعرفني جيدًا، سيدي يوجين؟ بعد أن رأيت مظهر السيدة انيسيه، من الطبيعي أن تكون لديك بعض الشكوك عني.” قالت كريستينا وهي تدير رأسها قليلا لتنظر إلى يوجين. “أيضًا….ألست مهتمًا كثيرًا بالأبطال من قبل ثلاثمائة سنة، السير يوجين؟ هذا فقط يجعل من المفهوم أن لديك مثل هذه الأسئلة.”

 

سرعان ما لم يعد بإمكانه رؤية شخصية الملاك. أبطأت أجنحة الضوء المهيبة سقوطها ثم لفت نفسها حول يوجين وكريستينا. ضاعت الكلمات من يوجين لبضع لحظات، قبل أن يلتوي وجهه في عبوس.

نظرت إلى الزهور التي تتمايل عند أقدامها. تمامًا مثل عشب الحقل، الزهور أدناه فقط من أجل المظهر وتحركت بتناغم غريب بلا حياة.

واصل غيلياد، “السيدة كريستينا. لقد قمت بزيارتنا في مثل هذا الوقت، وأصررتِ بعناد على مرافقة ابني في طلبه لدخول قبر سلفنا. بصفتي بطريرك عشيرة لايونهارت، يحق لي أن أتجاهل مثل هذا الطلب المتغطرس، لكنني اخترت عدم تجاهل طلبك من منطلق التحالف الطويل الأمد بين الإمبراطورية المقدسة وإمبراطوريتنا كيهل، وكذلك الصداقة التي تم تناقلها من أسلافنا العظماء.”

 

 

وتابعت: “أفهم أيضًا سبب رغبتك في توبيخ إفتراضيتي، لكنني هنا لغرض مهم، مهم جدًا لدرجة أنه يجب تخريب مثل هذا التقليد القديم.”

وصل الاثنان إلى الجزء الخلفي من قلعة البلاك لايونز وهما يقفان الآن أمام جرف، يمكن رؤية قاعه في الأسفل. مشى يوجين بجوار كريستينا، ونظر إلى أسفل الجرف.

“نحن فقط قلقون من أن الآن قد لا يكون أفضل توقيت لفعل أيًا يكن ما أنت هنا لفعله.” تحدث غيلياد. “….طالما أن السيدة كريستينا تتبع إرادة الإمبراطورية المقدسة، كيف يمكن لعشيرة مثل عائلة لايونهارت أن تعصي إرادة الإله؟”

 

تركت نظرة غيلياد كريستينا وتحولت إلى يوجين. لم تبدُ نظرته توبخ يوجين، ولم تبدُ مليئة بالاستياء من وضعه في مثل هذه الموقف. لم يظهر سوى الأسف والقلق على يوجين ينعكس في عينيه. لم يرد غيلياد أن يشارك إبنه في مثل هذه الزيارة غير المسبوقة.

“فيرموث العظيم، البطل الذي أنهى عصر القسوة من خلال فرض اليمين على ملك الحصار الشيطاني، سيد كل شيء، أعظم أبطالنا. بصفته مؤسس عشيرة لايونهارت، كان شخصًا لا تشوبه شائبة يستحق حقًا أن يطلق عليه لقب البطل. مع عدم وجود بطل آخر حقق أعمالًا عظيمة مثل فيرموث، فمن المؤكد أن فيرموث يجب أن يكون أول من يدخل الجنة عند وفاته، قبل أي شخص آخر.” أعلنت كريستينا بشكل إيحائي.

 

‘إنها ترفض تمامًا أن تفقد حجتها.’ لاحظ يوجين.

واصل غيلياد، “السيدة كريستينا. لقد قمت بزيارتنا في مثل هذا الوقت، وأصررتِ بعناد على مرافقة ابني في طلبه لدخول قبر سلفنا. بصفتي بطريرك عشيرة لايونهارت، يحق لي أن أتجاهل مثل هذا الطلب المتغطرس، لكنني اخترت عدم تجاهل طلبك من منطلق التحالف الطويل الأمد بين الإمبراطورية المقدسة وإمبراطوريتنا كيهل، وكذلك الصداقة التي تم تناقلها من أسلافنا العظماء.”

 

“أنا أيضًا أشعر بنفس الشعور.” أومأ دوينز برأسه في موافقة على كلمات غيلياد. “السيدة كريستينا. لقد أخبرتنا أنك لن تكون قادرا على إبلاغنا عن سبب قيامك بهذا الطلب حتى تدخل القبر. لقد تحدثت عن الوحي، وأنه الآن بعد أن نشر ملك الحصار الشيطاني تحذيره للعالم بأسره، فإن حقبة السلام الطويلة على وشك الانهيار. لكي يتم إعطاء الوحي في ظل هذه الظروف….يجب أن يكون لشيء لا يمكن تجاهله. والآن بعد أن وصلنا، من فضلك، حرر القفل الضيق الذي إحتفظت به على شفتيك.”

“إذن أنت تقول أن شيئًا كهذا غير مسبوق.” تحدثت كريستينا معترفةً بالنقطة التي أراد توضيحها.

“إذن اسمحوا لي أن أقول هذا.” قالت كريستينا، وهي تتخطى يوجين وتضع نفسها في وسط الغرفة بعد أن رفعت العصا التي لا تزال تمسكها منذ دخولها إلى هذا الفضاء أمام صدرها، ومع يدها الأخرى رسمت ببطء إسمها في الجو. “أنا كريستينا روجرس، الابنة بالتبني للكاردينال مايكل روجرس، الأسقف المساعد لأبرشية ألكارت، والمرشحة الوحيدة لمنصب القديس في إمبراطورية يوراس المقدسة بأكملها. من الآن فصاعدا، سأمثل إرادة البابا، وأقف هنا أمامك كقديسة تم تأكيدها حديثا، بعد أن تلقيت إعلانًا من إله النور.”

“بعد أن وصلت إلى هذا الحد، لست متأكدا من أنك تفهمين ما تطلبين منا أن نفعله.” قال دوينز، بعد أن لم يعد يبتسم: “كل النقاش حول قبر سلفنا قد وضع بالفعل للراحة منذ أكثر من ثلاثمائة عام. قامت الإمبراطورية المقدسة بتطويب سلفنا العظيم كقديس، وتنازلت رسميًا عن السيف المقدس لعشيرة لايونهارت كرمز لصداقتهم معه. مع ذلك، أصبحت العلاقة بين الإمبراطورية المقدسة وعشيرة لايونهارت أقوى من ذي قبل وتطورت إلى رابطة مقدسة.”

 

اعترف دوينز: “لولا الحاجة إلى حراسة هذا القبر، لكنت تركته مفتوحا لجميع أعضاء عشيرة لايونهارت لتقديم احترامهم.”

اتسعت عيون دوينز وغيلياد بسبب هذا الإعلان الهادئ.

في الوقت الحالي، لا يوجد سليلٌ في العائلة الرئيسية لعشيرة لايونهارت يشبه وجهه وجه فيرموث. التشابه الوحيد الذي يمكن رؤيته بين الجد ونسله هو في شعرهم الرمادي وعينيهم الذهبية.

 

“…” إستقبل يوجين هذا بصمت.

ومع ذلك، لم تهتم كريستينا بدهشتهم واستمرت ببساطة، “الآن، يرجى فتح نعش البطل.”

الحديث عن الذكريات هو وسيلة بسيطة لتمرير الوقت، ومن الجيد التحدث عنها أثناء الشرب. إهتمت سيينا بمدى جمال غابة الجان حيث أمضت طفولتها. وكلما طرحت هذا الموضوع، بدا مولون أيضًا غير راغب في الخسارة أمامها، حيث يبدأ يتفاخر بمدى روعة حقول الثلج الشمالية التي تعيش فيها قبيلته.

“…ماذا تقولين بحق السماء….؟” رد دوينز بعد أن إستعاد عقله.

وصل الاثنان إلى الجزء الخلفي من قلعة البلاك لايونز وهما يقفان الآن أمام جرف، يمكن رؤية قاعه في الأسفل. مشى يوجين بجوار كريستينا، ونظر إلى أسفل الجرف.

 

“…أنا متأكد من أن سلفنا سيكون سعيدا بالحصول على زيارة وإحترام العديد من أحفاده.” تحدث يوجين.

“فيرموث العظيم، البطل الذي أنهى عصر القسوة من خلال فرض اليمين على ملك الحصار الشيطاني، سيد كل شيء، أعظم أبطالنا. بصفته مؤسس عشيرة لايونهارت، كان شخصًا لا تشوبه شائبة يستحق حقًا أن يطلق عليه لقب البطل. مع عدم وجود بطل آخر حقق أعمالًا عظيمة مثل فيرموث، فمن المؤكد أن فيرموث يجب أن يكون أول من يدخل الجنة عند وفاته، قبل أي شخص آخر.” أعلنت كريستينا بشكل إيحائي.

“هناك الكثير من الأشخاص الذين يهتمون بك أكثر مما يبدو أنك تعرف. هذا وحده من شأنه أن يجعلك تبرز، لكن بالنظر إلى مواهبك، السير يوجين، إنها متفوقةٌ لدرجة أنه حتى سادة أبراج آروث ذوي الحاجب العالي أُجبِروا على الإعتراف بك، أليس كذلك؟” سألت كريستينا وهي تتطلع إلى الأمام مرة أخرى.

 

حتى الآن، هو ببساطة يقود المحادثة بدلا من غيلياد الصامت، ولكن الآن تحولت نظرته إلى كريستينا قبل أن يستمر في طرح مسائل أكثر خطورة، “من أجل فتح الطريق المؤدي إلى هذا الفضاء، فإنه يتطلب كلًا من ختم البطريرك وختم رئيس المجلس. تم إنشاء هذين المفتاحين شخصيًا من قبل سلفنا العظيم، وترك أيضًا رسالة مفادها أنه لا ينبغي دخول قبره إلا من قبل بطريرك العائلة الرئيسية الذي تم إختياره حديثًا أو إذا تم تعيين قائد جديد لفرسان البلاك لايونز.”

في الوقت الحالي، ظل يوجين هادئًا وإستمع إلى كريستينا تتحدث. تم التغلب على غيلياد ودوينز بالدهشة، التي سرعان ما أفسحت المجال للغضب، ولكن لم يجد يوجين سببًا واحد ليشعر بالضيق من الطريقة التي تسير بها الأمور.

قبل بضع ثوان، كان يوجين وكريستينا يسقطان إلى قاع الجرف. لكن الآن، ناهيك عن الجرف، لم يستطع حتى رؤية الجبال أو الغابة.

 

 

على العكس من ذلك، هذا الوضع مثالي بالنسبة لِـيوجين. لم يغلق القبر بالسحر فحسب، بل أغلق بإحكام، وبدون الأختام التي تم تقسيمها بين رئيس المجلس والبطريرك، سيكون من المستحيل فتح الباب لهذا المكان. علاوة على ذلك، لم يوجد قبر فيرموث داخل حاجز كما توقع من قبل، ولكن بدلا من ذلك داخل هذا الفضاء الجزئي.

قالت كريستينا بابتسامة عريضة وهي تقدم يدها إلى يوجين: “بالطبع أعرف كيفية استخدامه.”

 

 

من المستحيل تماما على يوجين الحالي فتح باب يؤدي إلى هذا المكان بقوة. وبما أن هذا هو الحال، هل سيكون من الممكن له القيام بذلك في المستقبل؟ لم يستطع يوجين التأكد من الإجابة.

 

 

“هاها. لذلك يبدو أنك تشارك رأيي. ومع ذلك، سلفنا نفسه هو الذي خلق هذا المكان.” قال دوينز وهو ينظر إلى التمثال: “لو أراد أن يحصل على زيارة واحترام نسله، فلم تكن هناك حاجة له لبناء قبره في مثل هذا المكان المزعج الذي يمكن الوصول إليه بهذه الطريقة فقط، هممم…حول تمثال السير هامل….أعتقد أنه سيكون من الجيد لك أن تضعه مقابل هذا التمثال. ماذا تعتقد؟”

لكن ألم تطلب كريستينا منهم الآن فتح نعش فيرموث بمفردها؟

 

 

“…ماذا تقولين بحق السماء….؟” رد دوينز بعد أن إستعاد عقله.

“بعد أن وصلت إلى هذا الحد، لست متأكدا من أنك تفهمين ما تطلبين منا أن نفعله.” قال دوينز، بعد أن لم يعد يبتسم: “كل النقاش حول قبر سلفنا قد وضع بالفعل للراحة منذ أكثر من ثلاثمائة عام. قامت الإمبراطورية المقدسة بتطويب سلفنا العظيم كقديس، وتنازلت رسميًا عن السيف المقدس لعشيرة لايونهارت كرمز لصداقتهم معه. مع ذلك، أصبحت العلاقة بين الإمبراطورية المقدسة وعشيرة لايونهارت أقوى من ذي قبل وتطورت إلى رابطة مقدسة.”

 

“نعم، بالطبع هذا هو الحال.” وافقته كريستينا. “في عصر السلام، هذا وحده سيعتبر تأكيدًا كافيًا. ومع ذلك، الآن بعد أن أصدر ملك الحصار الشيطاني تحذيره، فإن العالم مقدر له ألَّا يكون في سلام.”

 

“وماذا يجب أن نفعل ذلك مع فتح نعش سلفنا؟ أيضًا، ماذا تقصدين بالثرثرة حول الجنة؟” سأل دوينز.

“…ماذا تقولين بحق السماء….؟” رد دوينز بعد أن إستعاد عقله.

 

 

“روح فيرموث العظيم لم تدخل الجنة.” أكدت كريستينا وهي ترفع يدها وتشير إلى تمثال فيرموث: “في الوحي، قيل أن روح البطل لا تزال تتجول دون أي راحة. لهذا السبب، بصفتي القديسة، يجب أن أقوم بفحص نهائي لرفات البطل.”

“…تأكيد أنتِ تقولين.” تمتم دوينز. وقلص قبضتيه في لحظة قبل إرخائهما، ثم إلتفت لإلقاء نظرة على غيلياد وقال: “سوف أتبع قرار البطريرك في هذا.”

“…هل أنتِ….على علم….بِـكم هي…..كلماتك الحالية …. غير محترمةٍ تجاه عشيرة لايونهارت؟” قال غيلياد ببطء، غير قادر على إخفاء غضبه.

 

 

وتابعت: “أفهم أيضًا سبب رغبتك في توبيخ إفتراضيتي، لكنني هنا لغرض مهم، مهم جدًا لدرجة أنه يجب تخريب مثل هذا التقليد القديم.”

لقد أظهر دون وعي بدة بيضاء مشتعلة من الطاقة السحرية وهو يحدق في كريستينا، وبجانبه، نظر دوينز أيضًا إلى كريستينا بعيون ضيقة. ومع ذلك، لم تبدُ كريستينا مترددةً. بدلًا من ذلك، أومأت برأسها بإبتسامة ثقيلة.

 

 

أعلنت كريستينا: “ليس لدي أي نية لتقويض الإنجازات العديدة للبطل العظيم.”

لقد أظهر دون وعي بدة بيضاء مشتعلة من الطاقة السحرية وهو يحدق في كريستينا، وبجانبه، نظر دوينز أيضًا إلى كريستينا بعيون ضيقة. ومع ذلك، لم تبدُ كريستينا مترددةً. بدلًا من ذلك، أومأت برأسها بإبتسامة ثقيلة.

 

 

“…” ظل غيلياد ودوين صامتين.

 

 

 

جادلت كريستينا بثقة، “ومع ذلك، بدلًا من مدح البطل العظيم بلا تفكير، يجب أن نؤكد على الأقل لحظاته الأخيرة. نحن، الذين نعيش في هذا العالم بعد ثلاثمائة عام من انتهاء الحرب الأخيرة أخيرًا، غير قادرين على فهم الأحداث التي وقعت خلال تلك الحقبة بشكل كامل. فقط لماذا إضطر هذا البطل العظيم إلى الذهاب في رحلته النهائية بهذه السرعة؟ لماذا دخلت سيينا الحكيمة في عزلة فجأة، ثم لماذا إختفت انيسيه المؤمن أثناء الحج؟ لماذا لم يتم رؤية مولون الشجاع في هذا العالم منذ مائة عام؟”

لكن ألم تطلب كريستينا منهم الآن فتح نعش فيرموث بمفردها؟

استأنفت كريستينا المشي إلى الأمام. عبر حقل الزهور، إقتربت من دوينز وغيلياد وواصلت خطبتها اللاذعة. “لماذا لم يهزم الأبطال ملوك الشياطين المتبقين؟ ما هو نوع القسم الذي تم بين ملك الحصار الشيطاني وفيرموث العظيم؟ أخشى أننا لا نعرف شيئا عن ذلك. حتى الإله لا يعلم ما حدث في تلك اللحظة. كل ما يستطيع قوله هو أن روح البطل لم تدخل الجنة. لهذا السبب يجب علينا على الأقل التحقق من القبر، من أجل وضع نهاية لشكوكنا.”

 

“…هل رفض طلبك سيكون مخالفا لإرادة إلهك؟” طالب دوينز.

 

 

 

“ليس لدينا رغبة في فرض سلطة إيماننا على أولئك الذين لا يؤمنون به، ومع ذلك، في هذه الحالة، نعم. كمؤمنة بإلهنا، سأشعر بخيبة أمل كبيرة من رفضك.” اعترفت كريستينا.

كانت انيسيه هكذا تمامًا. حدق يوجين في ظهر كريستينا، وصفق داخليًا لعنادها.

 

 

حتى في ذلك الوقت مع انيسيه، إعتقد يوجين عدة مرات أنه سببٌ مزعجٌ ملعونٌ الإدعاء بأن كل ذلك كان مشيئة الإله. بغض النظر عما قالته ردًا على ذلك، بعد أن صَرَّحوا أنها إرادة إلههم، لم يعودوا بحاجة إلى أي سبب آخر لمواصلة الدفع من خلال ما قرروا القيام به.

 

 

 

كمؤمن، مشيئة الإله مطلقة. بالنسبة لأولئك الذين لم يؤمنوا بإلههم، قد تبدو كلماتهم هراء، ولكن من الصعب أيضًا تجاهل إعلاناتهم عندما يضع المؤمنون الكثير من الإيمان بهم.

“…ماذا تقولين بحق السماء….؟” رد دوينز بعد أن إستعاد عقله.

 

على العكس من ذلك، هذا الوضع مثالي بالنسبة لِـيوجين. لم يغلق القبر بالسحر فحسب، بل أغلق بإحكام، وبدون الأختام التي تم تقسيمها بين رئيس المجلس والبطريرك، سيكون من المستحيل فتح الباب لهذا المكان. علاوة على ذلك، لم يوجد قبر فيرموث داخل حاجز كما توقع من قبل، ولكن بدلا من ذلك داخل هذا الفضاء الجزئي.

‘كم هذا محظوظ.’ هلل يوجين بصمت.

على الجانب الآخر من الحقل رأى حديقة جميلة. في وسط الزهور، اكتشف يوجين ضريحًا أبيضًا. على الرغم من أنه ليس مجرد ضريح عادي. أمام الضريح، تم نصب تمثال حجري لفيرموث. حدق يوجين في التمثال لبضع لحظات، قبل أن يمشي إلى الضريح.

 

 

الآن، بالطبع، ليس هناك سبب لتورط يوجين في هذه المسألة المزعجة. كما حاول عدم إظهار أي اهتمام واضح بالنتيجة، استمر في مشاهدة هذا الموقف وهو يتكشف بوجه قاسي بقدر ما يستطيع تحمله.

“لو مُتنا بسبب الوقوع، هل تعتقد أننا سوف نذهب إلى السماء؟” سألت كريستينا بإثارة.

 

عندما عادت تمشي بسرعتها السابقة، واصلت الحديث. “…في حين أن هوغاني قد يكون جزءًا من أراضي نهاما، فقد تم تعيينه أيضًا كموقع مقدس من قبل الإمبراطورية المقدسة. في كل عام، يقوم العديد من المؤمنين بالحج إلى هذا الموقع المقدس. بطبيعة الحال، هذا يعني أن الإمبراطورية المقدسة لديها عيون كثيرة تراقب تلك الأرض المقدسة.”

“…وما هي الأسباب الخاصة بك لإشراك ابني في هذا التأكيد بحق كل ما هو حي؟” سأل غيلياد.

على الرغم من أنها لم تقل ذلك بشكل مباشر، يوجين—لا، شعر هامل بهذا منها. لقد سافروا معا لفترة طويلة جدًا بعد كل شيء. أثناء المرور بكل أنواع المصاعب، شاركوا الكثير من الحديث عن هذا أو ذاك.

 

 

“هذا أيضا جزء من الوحي، لكنني أخشى أنني لا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك حتى الآن.” قالت كريستينا بأسف.

لم يعرف هامل كيف كان الحال هناك بالنسبة لانيسيه، التي نشأت في الإمبراطورية المقدسة. ومع ذلك، بالنظر إلى صمتها وطريقة ابتسامتها التي يكون لها تطور مختلف عن مظهرها المعتاد، وعندما فكر في كيف صارت انيسيه رفيقة فيرموث، لم يصعب تخيل أن كونك قديسًا هو منصب سيء جدًا للوقوع فيه.

 

“إنه فقط، حسنا….” تردد يوجين. “أعتقد أنني ربما كنت مهملًا بعض الشيء في سؤالي السابق.”

صارت نبرة غيلياد أكثر بذاءة، “القديسة كريستينا، هل تفهمين حقًا مدى سخافة وإساءة هذا؟”

لم تتحدث انيسيه كثيرا عن ماضيها. في الواقع، لم تكن الوحيدة؛ فبصرف النظر عن مولون وسيينا، لم يستمتع هامل ولا فيرموث بالحديث عن ماضيهما.

 

‘إنها ترفض تمامًا أن تفقد حجتها.’ لاحظ يوجين.

دافعت كريستينا عن نفسها: “قد يكون هذا صحيحًا، لكن هذه كلها إرادة الإله، وكذلك إرادة قداسة البابا.”

 

‘إنها ترفض تمامًا أن تفقد حجتها.’ لاحظ يوجين.

قامت كريستينا بإمالة رأسها في حيرة من أمرها تجاه هذه الكلمات. “….ملاك؟ السير يوجين، هل تتعاطى المهلوسات؟”

 

“هاها. لذلك يبدو أنك تشارك رأيي. ومع ذلك، سلفنا نفسه هو الذي خلق هذا المكان.” قال دوينز وهو ينظر إلى التمثال: “لو أراد أن يحصل على زيارة واحترام نسله، فلم تكن هناك حاجة له لبناء قبره في مثل هذا المكان المزعج الذي يمكن الوصول إليه بهذه الطريقة فقط، هممم…حول تمثال السير هامل….أعتقد أنه سيكون من الجيد لك أن تضعه مقابل هذا التمثال. ماذا تعتقد؟”

كانت انيسيه هكذا تمامًا. حدق يوجين في ظهر كريستينا، وصفق داخليًا لعنادها.

إشتكى يوجين: “أتذكر ذلك، لكن لا يسعني إلا أن أكون فضوليا حياله.”

 

 

“…تأكيد أنتِ تقولين.” تمتم دوينز. وقلص قبضتيه في لحظة قبل إرخائهما، ثم إلتفت لإلقاء نظرة على غيلياد وقال: “سوف أتبع قرار البطريرك في هذا.”

“…وما هي الأسباب الخاصة بك لإشراك ابني في هذا التأكيد بحق كل ما هو حي؟” سأل غيلياد.

“…أأنت متأكد من ذلك؟” سأل غيلياد بتفاجئ.

 

 

ومع ذلك، كان موقف انيسيه تجاه ماضيها مختلفًا عن موقف هامل أو فيرموث.

“على الرغم من أنني في وضع يتطلب مني قيادة مجلس الحكماء، ما زلت لا أستطيع تولي منصب البطريرك عندما يتعلق الأمر بالبت في مثل هذه القضايا. ومع ذلك، كرئيس للمجلس، بينما سألتزم دون قيد أو شرط بالقرار الذي يتخذه البطريرك، لن أسمح أبدًا لهذا بالتطور إلى مشكلة في المستقبل.” تعهد دوينز.

السبب في أن انيسيه قد انضمت إلى رحلة فيرموث، وذهبت في مهمته لإنقاذ العالم، ببساطة لأنها إرادة الإمبراطورية المقدسة وإلهها.

 

على الجانب الآخر من الحقل رأى حديقة جميلة. في وسط الزهور، اكتشف يوجين ضريحًا أبيضًا. على الرغم من أنه ليس مجرد ضريح عادي. أمام الضريح، تم نصب تمثال حجري لفيرموث. حدق يوجين في التمثال لبضع لحظات، قبل أن يمشي إلى الضريح.

ظل غيلياد صامتًا لبضع لحظات حيث فقد نفسه في التفكير. في النهاية، أطلق تنهيدة طويلة ثم إبتسم بشجاعة.

 

 

“ألا تريد أن تذهب إلى السماء، السير يوجين؟”

“لم أتخيل أبدًا أنني سأفتح نعش سلفنا بيدي.” تمتم غيلياد وهو يستدير ويبتعد. “من فضلك، إتبعيني.”

“لو مُتنا بسبب الوقوع، هل تعتقد أننا سوف نذهب إلى السماء؟” سألت كريستينا بإثارة.

إنحنى يوجين ببطء وحاول لمس العشب. لم يشعر من لمسه بأنه مختلف عن العشب الحقيقي، ولكن في الوقت نفسه، لم يستطع الشعور بأي وجود للحياة من العشب. الشيء نفسه مع التربة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط