نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 99

الجارديان (1)

الجارديان (1)

الفصل 99: الجارديان (1)

 

بعد سحب ناريسا، التي تتشبث بظهره، حتى أقرب، قلبَ يوجين غطاء عباءته. كما دعا أرواح الريح لحراسة محيطه. علاوة على ذلك، أقام درع الطاقة السحرية مع عدد من التعاويذ الدفاعية.

“ومع ذلك، توقف عن الهجوم، أليس كذلك؟” أشارت كريستينا.

 

[منذ متى بدأت عشيرة لايونهارت في حماية الجان المتجولين؟]

ردًا على استعداداته، ألقت كريستينا أيضًا تعويذتها المقدسة. هذه الأنواع من التعاويذ متفوقة في الواقع من حيث الدفاع عن السحر الآخر من نفس الفئة.

“…” تسبب هذا في إسكات سيغنارد.

 

 

بعد التحقق من مدى الحاجز الذي ألقته كريستينا عليهم، قال لها يوجين، “تأكدي من البقاء ورائي مباشرة.”

 

أجابت كريستينا دون أي اعتراضات: “نعم.”

 

 

بينما يسيرون إلى الأمام، بدا أن المشهد من حولهم يدور. لقد مروا للتو بتعويذة حاجز متقدمةٍ جدًا لدرجة أنه من الصعب حتى اكتشافها من الخارج، ناهيك عن التداخل معها.

أليسَ متهورًا جدًا؟ لكن مثل هذه الأفكار لم تخطر ببالها. عندما يتعلق الأمر بأشياء مثل هذه، لم تتجادل كريستينا مع يوجين.

سخر يوجين، “ماذا، هل تخطط لأخذ الاثنين رهينة بينما أنا لست معهم؟”

 

[هل تتجول كشبح غير قادر على العثور على الراحة الأبدية؟]

بينما يسير إلى الأمام، وضع يوجين كلتا يديه داخل عباءته، لكنه لم يخرج أي أسلحة مسبقًا.

غير يوجين الموضوع، “إذن ماذا كنت تفعل مع نفسك؟ ثلاثمائة عام، هذه ليست فترة زمنية قصيرة، حتى بالنسبة للجان.”

 

 

فقط عندما تقدم إلى الأمام قليلا مع حذره لا يزال عاليًا، شعرت حواسه شديدة الشحذ بشيء ما. ولكن في اللحظة التي تم القبض عليه، هرب.

على الرغم من أنه لم يتوقع أن يكون هناك مائة منهم، إلا أنه شعر أن الجان الوحيد الذي يمكن أن يهدد كريستينا هو سيغنارد.

 

 

لا….لم يفلت؛ بدلا من ذلك، بدأ يقترب بسرعة. ظل يوجين في حالة تأهب على أي حال، لذلك جاء رده على الفور. سحب سيفا من عباءته وقطع الهواء.

[…هذا السيف.]

 

 

تشيغ!

اجتاح لهيب صيغة اللهب الأبيض جسد يوجين.

كسر السيف لحظة اصطدامه بشيء ما.

حاول يوجين فهم الحاجز من وجهة نظر سحرية، لكن لم يسهل عليه القيام بذلك. حتى عندما سار عبر الحاجز نفسه، لم يشعر بأي شعور بعدم الراحة منه.

 

 

تجاهل يوجين الشظايا المعدنية المحطمة التي تم تطايرت، وسحب يده اليمنى، التي لا تزال في عباءته. ثم تم امتصاص الطاقة السحرية التي انفجرت في لحظة الاصطدام بواسطة السيف الملتهب أزافيل.

“…كم عدد الجان في هذه القرية؟” سأل يوجين.

 

رن صوت الجارديان داخل رأسه. دون أن يأرجح سيفه أكثر من ذلك، تراجع يوجين خطوة إلى الوراء.

“كيا!” بكت ناريسا عند الانفجار المفاجئ.

“الجان الذين يعيشون هنا يكرهون الغرباء.” حذره سيغنارد.

 

حاول يوجين فهم الحاجز من وجهة نظر سحرية، لكن لم يسهل عليه القيام بذلك. حتى عندما سار عبر الحاجز نفسه، لم يشعر بأي شعور بعدم الراحة منه.

توقف يوجين عن حمل ناريسا وألقاها لأرواح الرياح، التي أبعدتها عن القتال. كما رفعت كريستينا عصاها على الفور وغطت ناريسا بدرع من الضوء.

– لا تحاولي قتلهم وحدك، فلنقتلهم معا.

 

 

الآن بعد أن أصبح جسده خاليًا من أعبائه، إنطلق يوجين نحو المهاجم دون أي تأخير. تم القبض على شخصية الجارديان، الذي يرتدي رداء قديم، في بصره. قفزت شفرة أزافيل الممدودة وارتفعت عندما صدت الهجمات القادمة.

ردًا على استعداداته، ألقت كريستينا أيضًا تعويذتها المقدسة. هذه الأنواع من التعاويذ متفوقة في الواقع من حيث الدفاع عن السحر الآخر من نفس الفئة.

 

هل يمكن أن يفوز إذا قاتل مع سيغنارد؟ إذا استخدم كل ما لديه، سيف المون لايت، السيف الملتهب، رمح التنين، سهم الصاعقة، سيف تيمبست والسيف المقدس، إذن نعم. نظرًا لأنه يمتلك ما يكفي من الأسلحة، إذا إستخدم الإشتعال منذ البداية، فسيفوز بالتأكيد.

كلانغ! كلانغ!

 

صدى صوت اشتباك معدنٍ مع معدن، لكن أزافيل لم يتحطم مثل السيف الأول.

كشف يوجين: “على عكس حياتي السابقة، تعلمت قدرًا كبيرًا من السحر.”

 

قبل أن يبتلع الانفجار الجارديان، ضرب السيف الهواء الفارغ الآن بعدما إنسحب المهاجم.

لكن الجارديان رفض أيضًا التراجع. بدلا من الاستمرار في الهجوم، أعد الجارديان سيفه وهو ينتظر هجوم يوجين.

“كيا!” بكت ناريسا عند الانفجار المفاجئ.

 

“ما الذي تفعله هنا؟” سأل سيغنارد، لم يعد يتحدث بصوته العقلي.

حفر أزافيل ثلما في الأرض بينما ركض يوجين للأمام. ثم ضرب السيف صعودًا مع انفجار من الطاقة السحرية. تحرك سيف الجارديان لمواجهة الهجوم.

حاول يوجين فهم الحاجز من وجهة نظر سحرية، لكن لم يسهل عليه القيام بذلك. حتى عندما سار عبر الحاجز نفسه، لم يشعر بأي شعور بعدم الراحة منه.

 

ابتسمت كريستينا بصوت ضعيف وأومأت برأسها. هذا هو ردها الوحيد على كلماته. دون طرح أي أسئلة أخرى، ألقت كريستينا ذراعها على أكتاف ناريسا المرتجفة بتعبير مريح على وجهها.

إز!

مع ذلك، انتهت الحرب. عاد فيرموث إلى إمبراطورية كيهل وأصبح دوقًا، وأسس مولون مملكة الرور في الشمال، وصارت انيسيه قديسةً في يوراس، أما بالنسبة لسيينا….

قبل أن يبتلع الانفجار الجارديان، ضرب السيف الهواء الفارغ الآن بعدما إنسحب المهاجم.

 

 

 

[…هذا السيف.]

 

رن صوت الجارديان داخل رأسه. دون أن يأرجح سيفه أكثر من ذلك، تراجع يوجين خطوة إلى الوراء.

“…لقد سمعت أن سيينا عادت إلى إقليم الجان ودخلت في عزلة.” ذكر يوجين.

 

 

[هذا هو السيف الملتهم، أزافيل.]

 

لم يستجب يوجين. نظر الجارديان إلى يوجين بهدوء قبل الاستمرار في الكلام.

ابتسمت كريستينا بصوت ضعيف وأومأت برأسها. هذا هو ردها الوحيد على كلماته. دون طرح أي أسئلة أخرى، ألقت كريستينا ذراعها على أكتاف ناريسا المرتجفة بتعبير مريح على وجهها.

 

 

[منذ متى بدأت عشيرة لايونهارت في حماية الجان المتجولين؟]

جان أكبر سنا يمكنه التعرف على أزافيل وامتلاك مثل هذه المهارات. جان لا يرحم يكره إيريس وجان الظلام وهو على استعداد للعمل على الكراهية التي يحملها.

“لماذا لا تظهر وجهك أولًا ثم تتحدث معي بصوت عال؟” قال يوجين بتحدي.

تجاهله يوجين دون أن يقول أي شيء كَـرَد. ردا على هذا الصمت، خفض الجارديان سيفه، ثم قلب الغطاء الذي يغطي وجهه.

 

 

ظل قلبه ينبض تحسبا. قام يوجين بتنعيم تعبيره ووضع أزافيل مرة أخرى داخل عباءته. كما فعل ذلك، تحركت شفتيه قليلا.

 

 

فقط عندما تقدم إلى الأمام قليلا مع حذره لا يزال عاليًا، شعرت حواسه شديدة الشحذ بشيء ما. ولكن في اللحظة التي تم القبض عليه، هرب.

“…هو.” عند رؤية حركات شفتيه، أطلق الجارديان زفيرا صغيرا.

عرف يوجين ما يحاول سيغنارد قوله. “هناك تشابه، صحيح؟”

 

واصل سيغنارد. “ربما قبلت أنك هامل، لكنني ما زلت لا أثق بك تمامًا. لقد مُتَّ في قلعة ملك الحصار الشيطاني قبل ثلاثمائة عام. حتى لو إنك في جسد جديد بأعجوبة، هذا لا يزال لا يعطيني ما يكفي للاعتقاد بأنك خالٍ من أي نوايا سيئة.”

بعد التحديق في يوجين لبضع لحظات، ضحك بابتسامة على وجهه.

– سـ-سـ-سأقتلهم.

 

– سـ-سـ-سأقتلهم.

[اعتقدت أنك تشبهه، لكن يبدو أنها ليست حالة تشابه على الإطلاق.]

“…” تسبب هذا في إسكات سيغنارد.

تجاهله يوجين دون أن يقول أي شيء كَـرَد. ردا على هذا الصمت، خفض الجارديان سيفه، ثم قلب الغطاء الذي يغطي وجهه.

فووش.

 

 

[هامل ديناس.]

 

لقد أرجح يوجين سيفه بينما يأمل أن يتعرف عليه الطرف الآخر. بسبب الإحراج المطلق، رفض اسم الهجوم تماما أن يأتي إلى شفتيه، لكن ضربة السيف التي ضربت صعودا من الأسفل هي الخطوة الخامسة من أسلوب هامل — انفجار التنين.

“….للتفكير في أنه سيكون هناك حاجز مثل هذا.” تمتمت كريستينا وهي تنظر حولها بإعجاب. حتى عندما كانوا أمام الحاجز مباشرة، والآن، بعد أن مروا به، ما زالوا لا يشعرون بأي شعور بالتناقض.

 

“أشعر أن الشيء نفسه يمكن أن يقال عنك؟” أجاب يوجين بابتسامة متكلفة.

[هل تتجول كشبح غير قادر على العثور على الراحة الأبدية؟]

إز!

“أشعر أن الشيء نفسه يمكن أن يقال عنك؟” أجاب يوجين بابتسامة متكلفة.

“….للتفكير في أنه سيكون هناك حاجز مثل هذا.” تمتمت كريستينا وهي تنظر حولها بإعجاب. حتى عندما كانوا أمام الحاجز مباشرة، والآن، بعد أن مروا به، ما زالوا لا يشعرون بأي شعور بالتناقض.

 

الحاجز حول هذه القرية شيء لا يمكن لأي ساحر عادي أن يبدأ في تقليده.

دون ترك صوته، حرك يوجين شفتيه قليلا فقط لقول اسم معين.

“بالمقارنة مع الأشياء التي أريد إنجازها، فإنه ليس حتى على نفس الترتيب من حيث الحجم.” تفاخر يوجين.

 

“مع انتهاء الحرب، أقامت منطقة الجان حفل تأبين للضحايا. على الرغم من أن سيينا لم تولد كَـجان، إلا أنها جزء من عائلة الجان. تمكنت من إلحاق قدرٍ من الانتقام بالعدو لأجلنا أكثر من أي شخص آخر.”

جان أكبر سنا يمكنه التعرف على أزافيل وامتلاك مثل هذه المهارات. جان لا يرحم يكره إيريس وجان الظلام وهو على استعداد للعمل على الكراهية التي يحملها.

لقد أرجح يوجين سيفه بينما يأمل أن يتعرف عليه الطرف الآخر. بسبب الإحراج المطلق، رفض اسم الهجوم تماما أن يأتي إلى شفتيه، لكن ضربة السيف التي ضربت صعودا من الأسفل هي الخطوة الخامسة من أسلوب هامل — انفجار التنين.

 

اعترف يوجين وهو يسحب كرسيا ويجلس: “لولا أن العالم في الحالة التي هو عليها، فربما سأستمتع بنفسي على مهل أثناء القيام بكل الأشياء التي لم أستطع فعلها في حياتي السابقة.”

لا يوجد الكثير من هؤلاء الجان في ذاكرة يوجين.

في اللحظة التي دخل فيها، اختفت شخصية سيغنارد. ابتسم يوجين وانحنى للخل. وأتى وع يتأرجح بجانب نسيج قميصه. على الرغم من أنه في وضع غير مستقر، إلا أن يوجين إستطاع التحرك وإمساك سيغنارد من ياقته. ثم أغلق المسافة بينهما عن طريق سحب سيغنارد إليه.

 

 

خفضت غطاء رأسه، إمتلك الجارديان الذي تم الكشف عن وجهه شعرًا أخضرًا داكنًا، وجهه جميل جدًا لدرجة أنه لم يتضح هل هو رجل أو امرأة، وإمتلك ندبة على أحد خدَّيه.

 

 

 

اسم هذا الجان هو سيغنارد.

“…لقد سمعت أن سيينا عادت إلى إقليم الجان ودخلت في عزلة.” ذكر يوجين.

 

 

“ما الذي تفعله هنا؟” سأل سيغنارد، لم يعد يتحدث بصوته العقلي.

قبل أن يبتلع الانفجار الجارديان، ضرب السيف الهواء الفارغ الآن بعدما إنسحب المهاجم.

 

“بالطبع لا. لذلك أنا لست بحاجة للحفاظ على حذري.”

بينما ينزلق سيفه مرة أخرى إلى غمده، نظر علانية إلى يوجين وناريسا. ثم انتقلت نظرته إلى كريستينا. ثم حدق في كريستينا لبضع لحظات.

“كما أنت الآن، هذا مستحيل.”

 

والغضب والكراهية تسبب في أن تصير طاقتها السحرية في حالة هياج، هزت كل من السماوات والأرض. اقترب مولون من سيينا لمحاولة تهدئتها، فقط لتضربه بسحرها وترسله يحلق على بعد عشرات الكيلومترات؛ توجب على انيسيه أن تحافظ على حاجز مع عرقٍ يتدفق على وجهها لمنع السحر الهائج من ابتلاع بقية المجموعة.

تماما مثل الطريقة التي تعرف بها يوجين على سيغنارد، أدرك سيغنارد أن يوجين هو هامل. بعبارة أخرى، سيغنارد أيضًا يعرف انيسيه منذ ثلاثمائة عام.

 

 

 

“…..لا، أليس من السخف حتى أن أسألك عن ذلك؟” تمتم سيغنارد لنفسه وهو يستدير.

ردًا على استعداداته، ألقت كريستينا أيضًا تعويذتها المقدسة. هذه الأنواع من التعاويذ متفوقة في الواقع من حيث الدفاع عن السحر الآخر من نفس الفئة.

 

“أرواح الجان الذين يموتون في الخارج تعود في النهاية إلى شجرة العالم.” بدأ سيغنارد في التوضيح.

لم يطلب منهم أن يتبعوه، لكن يوجين تبع سيغنارد دون أن يطرح أي أسئلة.

بدت عيناها في ذلك الوقت غريبة بعض الشيء. لقد أزعجه الأمر قليلا، لكن كريستينا ما زالت لم تذكر شيء عن هامل. لو إن كريستينا هي حقا انيسيه، فلا سبب لها لإخفاء نفسها بهذه الطريقة.

 

شعر يوجين أيضًا بنفس الطريقة. من حيث السحر، تجاوز مستوى يوجين الدائرة الخامسة. كقاعدة عامة، تم تصنيف سحرة الدائرة الخامسة أو أعلى على أنهم سحرة متوسطون. ومع ذلك، مع إحساس الطاقة السحرية الحساس لدى يوجين والمعرفة التي حصل عليها من مكر الساحرة، لم يكن فقط على مستوى ساحر متوسط.

“….هل هو شخص تعرفه؟” مشت كريستينا إلى جانبه وسألت.

“الجان الذين يعيشون هنا يكرهون الغرباء.” حذره سيغنارد.

 

 

لا تزال لا تفهم شيئًا، ظلت ناريسا مرعوبة لا تتكلم.

 

 

“هذا لأن ثلاثمائة عام هي فترة طويلة.” قال سيغنارد بلمسة سخرية على شفتيه: “ما زلت أرغب في الانتقام بطريقة ما. لذلك تركت الغابة وتجولت في العالم. كنت آمل أن أقتل تلك الجان الملعونة.”

رد يوجين “لو إنه شخص أعرفه، لماذا سيهاجمني من الأساس.”

[اعتقدت أنك تشبهه، لكن يبدو أنها ليست حالة تشابه على الإطلاق.]

 

حفر أزافيل ثلما في الأرض بينما ركض يوجين للأمام. ثم ضرب السيف صعودًا مع انفجار من الطاقة السحرية. تحرك سيف الجارديان لمواجهة الهجوم.

“ومع ذلك، توقف عن الهجوم، أليس كذلك؟” أشارت كريستينا.

 

 

 

“بعد رؤية مظهرنا، يبدو أنه أدرك أنه سوء فهم.” قال يوجين بإثارة وهو ينظر إلى وجه كريستينا: “……من المفيد أيضًا أن يشبه مظهرك شخصًا معينا.”

– نعم.

ابتسمت كريستينا بصوت ضعيف وأومأت برأسها. هذا هو ردها الوحيد على كلماته. دون طرح أي أسئلة أخرى، ألقت كريستينا ذراعها على أكتاف ناريسا المرتجفة بتعبير مريح على وجهها.

 

 

– قلت، لا تعتذر، يا إبن العاهرة. ليس الأمر كما لو أنك تركتها تذهب بإرادتك.

بينما يسيرون إلى الأمام، بدا أن المشهد من حولهم يدور. لقد مروا للتو بتعويذة حاجز متقدمةٍ جدًا لدرجة أنه من الصعب حتى اكتشافها من الخارج، ناهيك عن التداخل معها.

 

 

تمكنوا من رؤية عدد قليل من الجان يحدقون بهم من المنازل البعيدة. نظراتهم فيها خليط من العداء والخوف.

بالطبع، هذا ليس شيئًا يدعو للدهشة. هذه قرية تجمع فيها الجان المتجولين معًا. هل هناك أرض صيد شهية أكثر جمالًا بالنسبة لتجار العبيد وأفراد القبائل من مكان مثل هذا؟ في ظل هذه الظروف، فإن حقيقة أن موقعها ليس معروفًا ليس فقط بفضل وجود الجارديان، ولكن أيضًا بفضل التعويذة التي تحمي القرية من خلال إبقائها في مكان منفصل.

 

 

“بعد أن مُت، انتهت الحرب بقسم فيرموث.” واصل سيغنارد حديثه، “الجان الآخرين وأنا….عدنا إلى أراضينا. لم نملك خيارًا سوى القيام بذلك. لا يمكن كسر السلام الذي حققناه بالكاد بسبب انتقامنا.”

‘إنه لأمر جيد أن أحضرنا ناريسا.’ فكر يوجين في نفسه.

 

 

لم يستجب يوجين. نظر الجارديان إلى يوجين بهدوء قبل الاستمرار في الكلام.

لو إنها قد قادتهم، لَـأُجبِروا على التجول في هذه الغابة الكبيرة لبعض الوقت.

 

 

قال سيغنارد وهو يكشف عن أسنانه بابتسامة: “أنت الشخص الذي صار صغيرًا جدًا.”

“….للتفكير في أنه سيكون هناك حاجز مثل هذا.” تمتمت كريستينا وهي تنظر حولها بإعجاب. حتى عندما كانوا أمام الحاجز مباشرة، والآن، بعد أن مروا به، ما زالوا لا يشعرون بأي شعور بالتناقض.

 

 

 

شعر يوجين أيضًا بنفس الطريقة. من حيث السحر، تجاوز مستوى يوجين الدائرة الخامسة. كقاعدة عامة، تم تصنيف سحرة الدائرة الخامسة أو أعلى على أنهم سحرة متوسطون. ومع ذلك، مع إحساس الطاقة السحرية الحساس لدى يوجين والمعرفة التي حصل عليها من مكر الساحرة، لم يكن فقط على مستوى ساحر متوسط.

بينما يسيرون إلى الأمام، بدا أن المشهد من حولهم يدور. لقد مروا للتو بتعويذة حاجز متقدمةٍ جدًا لدرجة أنه من الصعب حتى اكتشافها من الخارج، ناهيك عن التداخل معها.

 

هذا هو السبب في أن يوجين يكره جان الظلام. قد يُنظَرُ إلى الأجيال الحالية من جان الظلام على أنهم مثيرون للشفقة، ولكن في كل مرة يرى فيها بشرتهم الداكنة وعيونهم الحمراء وآذانهم الطويلة، يتذكر مشهد سيينا وهي تبكي بمرارة. إحتضنها بين ذراعيه، وأغرقت ملابسه بِـدموعها، مخاط أنفها، والدم….لقد ذكروه دائما ببكاء سيينا بمثل هذه النظرة القبيحة على وجهها.

‘…هذا ليس حاجزًا عاديًا.’ أدرك يوجين.

بابتسامة، هز سيغنارد كتفيه وغير الموضوع، “عن تلك المرأة.”

 

بعد توقف، سأل يوجين، “…ماذا حدث بعد ذلك؟”

حاول يوجين فهم الحاجز من وجهة نظر سحرية، لكن لم يسهل عليه القيام بذلك. حتى عندما سار عبر الحاجز نفسه، لم يشعر بأي شعور بعدم الراحة منه.

 

 

 

سيغنارد الذي يمكن أن يتذكره يوجين لم يكن جانًا استثنائيًا من ناحية السحر.

“لا تسألني الكثير من الأسئلة.” قال يوجين بتجهم: “حتى أنني لا أعرف ما يكفي عن تناسخي للإجابة بشكل مرضٍ على جميع الأسئلة المحيطة به.”

 

اسم هذا الجان هو سيغنارد.

“…كم عدد الجان في هذه القرية؟” سأل يوجين.

 

 

هذا هو المبدأ الأساسي لإيمان الجان. في وسط ملاذ الجان وقفت شجرة خرافية عمرها ألف عام. أطلق الجان على هذه الشجرة الخيالية العملاقة اسم شجرة العالم، وهم يعتقدون أن أرواح جميع الجان الموتى، بما في ذلك أسلافهم، يقيمون في تلك الشجرة.

أجاب سيغنارد:” حوالي مائة.”

 

 

[هل تتجول كشبح غير قادر على العثور على الراحة الأبدية؟]

عند سماع هذا الرد، أطلق ناريسا تعجبًا مفاجئًا.

فقط عندما أوشك على التغلب بالقوة على اعتراضاتها، تقدم هامل إلى الأمام. كان سيغنارد قويًا بالفعل، لكنه لم يكن قويا مثل هامل.

 

في النهاية، فشلوا. لقد تمكنوا من قتل ملك الغضب الشيطاني، لكنهم لم يتمكنوا من قتل إيريس. لم يتمكن أحد من أن يتخيل حقًا أن ملك الغضب الشيطاني سيضحي بحياته لمساعدة إيريس وأوبيرون على الهروب، وهذا ينطبق على سيينا أيضا.

تمكنوا من رؤية عدد قليل من الجان يحدقون بهم من المنازل البعيدة. نظراتهم فيها خليط من العداء والخوف.

لم يتمكن من قتل إيريس. جان الظلام تلك لا تزال على قيد الحياة، وتقود جيش الغضب. وتدعي أنها الوريث الشرعي لملك الغضب الشيطاني أثناء حملتها لتصبح ملكة الشياطين التالية.

 

حفر أزافيل ثلما في الأرض بينما ركض يوجين للأمام. ثم ضرب السيف صعودًا مع انفجار من الطاقة السحرية. تحرك سيف الجارديان لمواجهة الهجوم.

“يبدو أننا بحاجة إلى إجراء محادثة. ماذا تريد أن تفعل؟” سأل سيغنارد يوجين.

“لا تفعلي أي شيء وقح.” حذرها يوجين.

 

جلس سيغنارد على الجانب الآخر من يوجين وهو يستمع إلى قصته.

قال يوجين دون النظر إلى كريستينا: “كريستينا، افعل ما تريدين لقتل بعض الوقت.”

 

 

 

جاءت كلماته فجأة، لكن كريستينا لم تبدُ مرتبكة بسببها. أومأت برأسها قليلا، ثم التفتت لتنظر إلى الجان بعيون مليئة بالاهتمام.

 

 

‘حسنا، لديه حق.’ ابتسم يوجين وأومأ برأسه.

“لا تفعلي أي شيء وقح.” حذرها يوجين.

“لا تسألني الكثير من الأسئلة.” قال يوجين بتجهم: “حتى أنني لا أعرف ما يكفي عن تناسخي للإجابة بشكل مرضٍ على جميع الأسئلة المحيطة به.”

 

يد يوجين الأخرى لم تخرج بعد من داخل عباءته. لم يشعر سيغنارد بأي نية قتل قادمة من يوجين، لكنه يعلم أن يوجين سيظل قادرًا على ضربه بالسيف حتى بدون نية القتل.

ردت كريستينا بابتسامة مشرقة: “من فضلك لا تقلق بشأن ذلك.”

بعد سحب ناريسا، التي تتشبث بظهره، حتى أقرب، قلبَ يوجين غطاء عباءته. كما دعا أرواح الريح لحراسة محيطه. علاوة على ذلك، أقام درع الطاقة السحرية مع عدد من التعاويذ الدفاعية.

 

“كيا!” بكت ناريسا عند الانفجار المفاجئ.

غادر يوجين كريستينا وناريسا وتبع سيغنارد.

 

 

 

“ألست مهملًا قليلًا؟” سأل سيغنارد.

 

 

حاول يوجين فهم الحاجز من وجهة نظر سحرية، لكن لم يسهل عليه القيام بذلك. حتى عندما سار عبر الحاجز نفسه، لم يشعر بأي شعور بعدم الراحة منه.

سخر يوجين، “ماذا، هل تخطط لأخذ الاثنين رهينة بينما أنا لست معهم؟”

 

“هل لدي أي سبب للقيام بذلك؟”

“لماذا لا تظهر وجهك أولًا ثم تتحدث معي بصوت عال؟” قال يوجين بتحدي.

“بالطبع لا. لذلك أنا لست بحاجة للحفاظ على حذري.”

تجاهل يوجين الشظايا المعدنية المحطمة التي تم تطايرت، وسحب يده اليمنى، التي لا تزال في عباءته. ثم تم امتصاص الطاقة السحرية التي انفجرت في لحظة الاصطدام بواسطة السيف الملتهب أزافيل.

“الجان الذين يعيشون هنا يكرهون الغرباء.” حذره سيغنارد.

 

 

 

“يمكنني أن أكتشف ذلك حتى بدون أن تخبرني. عدائهم هو في غاية….التركيز. ومع ذلك، يبدو أنه لا يوجد سوى عدد قليل من الجان القادرين فعل شيء بجانب إظهار عِدائهم.” قال يوجين وهو ينظر إلى الجان.

 

 

“ألست مهملًا قليلًا؟” سأل سيغنارد.

على الرغم من أنه لم يتوقع أن يكون هناك مائة منهم، إلا أنه شعر أن الجان الوحيد الذي يمكن أن يهدد كريستينا هو سيغنارد.

 

 

“هذا ينطبق علي أيضًا.” وافق يوجين بابتسامة ومر عبر الباب.

بابتسامة، هز سيغنارد كتفيه وغير الموضوع، “عن تلك المرأة.”

لكن الجارديان رفض أيضًا التراجع. بدلا من الاستمرار في الهجوم، أعد الجارديان سيفه وهو ينتظر هجوم يوجين.

عرف يوجين ما يحاول سيغنارد قوله. “هناك تشابه، صحيح؟”

 

“الأمر يتجاوز قليلًا أمر وجود تشابه.”

 

“لقد فوجئت عندما رأيتها لأول مرة أيضًا. ومع ذلك، فإنه لا يزال مجرد تشابه.”

فقط عندما أوشك على التغلب بالقوة على اعتراضاتها، تقدم هامل إلى الأمام. كان سيغنارد قويًا بالفعل، لكنه لم يكن قويا مثل هامل.

“قد تخدعُك.”

 

“سيغنارد، تمامًا مثل الطريقة التي تعرفت بها علي، انيسيه ستتعرف علي أيضا. ربما لم أقل أي شيء علانية، لكنني لم أخفِهِ أيضًا. لو تعرفت علي، لتعرفت علي في وقت أسرع بكثير مما فعلت أنت.”

 

بينما يسافر مع كريستينا، إستل يوجين سيفه عدة مرات. لا، حتى قبل ذلك؛ عندما قاتل بالسيف ضد جينوس في قلعة البلاك لايونز، لم يظهر يوجين أي تراجع في استخدام أسلوب هامل. ليس هذا فقط للحصول على موافقة جينوس، ولكن أيضًا للتحقق من رد فعل كريستينا.

عرف يوجين ما يحاول سيغنارد قوله. “هناك تشابه، صحيح؟”

 

 

بدت عيناها في ذلك الوقت غريبة بعض الشيء. لقد أزعجه الأمر قليلا، لكن كريستينا ما زالت لم تذكر شيء عن هامل. لو إن كريستينا هي حقا انيسيه، فلا سبب لها لإخفاء نفسها بهذه الطريقة.

 

 

 

“…حسنا، قد يكون ذلك صحيحًا.” تمتم سيغنارد بصوت منخفض وهو يبتسم. فتح الباب أمام كوخ قديم وأومأ ليوجين بأن يدخل. “لم أتوقع رؤيتك مرة أخرى.”

“سأكون في العشرين قريبا.” كشف يوجين.

“هذا ينطبق علي أيضًا.” وافق يوجين بابتسامة ومر عبر الباب.

 

 

[هل تتجول كشبح غير قادر على العثور على الراحة الأبدية؟]

في اللحظة التي دخل فيها، اختفت شخصية سيغنارد. ابتسم يوجين وانحنى للخل. وأتى وع يتأرجح بجانب نسيج قميصه. على الرغم من أنه في وضع غير مستقر، إلا أن يوجين إستطاع التحرك وإمساك سيغنارد من ياقته. ثم أغلق المسافة بينهما عن طريق سحب سيغنارد إليه.

“أرواح الجان الذين يموتون في الخارج تعود في النهاية إلى شجرة العالم.” بدأ سيغنارد في التوضيح.

 

 

“لقد كبرت حقًا. لقد تعلمت حتى كيفية إفتعال قتال.” أشاد يوجين.

 

 

 

قال سيغنارد وهو يكشف عن أسنانه بابتسامة: “أنت الشخص الذي صار صغيرًا جدًا.”

 

 

 

بعد أن تصارعوا بهذه الطريقة لبضع لحظات، خفض سيغنارد يديه أولًا. ثم أخذ بضع خطوات إلى الوراء وتفحص يوجين من أعلى إلى أسفل.

حفر أزافيل ثلما في الأرض بينما ركض يوجين للأمام. ثم ضرب السيف صعودًا مع انفجار من الطاقة السحرية. تحرك سيف الجارديان لمواجهة الهجوم.

 

– اعتني بها؟ من المحتمل أن تكون هذه الفرخة أقوى مني، على أية حال.

ثم علق قائلًا: “قد لا تكون مهاراتك صدئة، لكنك أضعف مما كنت عليه في حياتك الماضية.”

 

 

[…هذا السيف.]

“ليس باليد حيلة.” تجاهل يوجين. “هذا الجس لا يزال لم ينمو بشكل كامل.”

هل يمكن أن يفوز إذا قاتل مع سيغنارد؟ إذا استخدم كل ما لديه، سيف المون لايت، السيف الملتهب، رمح التنين، سهم الصاعقة، سيف تيمبست والسيف المقدس، إذن نعم. نظرًا لأنه يمتلك ما يكفي من الأسلحة، إذا إستخدم الإشتعال منذ البداية، فسيفوز بالتأكيد.

“جسم الإنسان….” توقف سيغنارد مؤقتًا. “كم عمرك؟”

 

“سأكون في العشرين قريبا.” كشف يوجين.

بينما يسافر مع كريستينا، إستل يوجين سيفه عدة مرات. لا، حتى قبل ذلك؛ عندما قاتل بالسيف ضد جينوس في قلعة البلاك لايونز، لم يظهر يوجين أي تراجع في استخدام أسلوب هامل. ليس هذا فقط للحصول على موافقة جينوس، ولكن أيضًا للتحقق من رد فعل كريستينا.

 

هل يمكن أن يفوز إذا قاتل مع سيغنارد؟ إذا استخدم كل ما لديه، سيف المون لايت، السيف الملتهب، رمح التنين، سهم الصاعقة، سيف تيمبست والسيف المقدس، إذن نعم. نظرًا لأنه يمتلك ما يكفي من الأسلحة، إذا إستخدم الإشتعال منذ البداية، فسيفوز بالتأكيد.

“…هاها!” انفجر سيغنارد في ضحكٍ مرحٍ على رد يوجين. “في الواقع. حتى مع الأخذ في الاعتبار أنك إنسان، لا تزال هذه سنًا مبكرة. وحتى مع ذلك، لكي تنجز كل هذا….يبدو أنك لم تكن تستمتع على مهل فقط بالتناسخ الخاص بك.”

 

اعترف يوجين وهو يسحب كرسيا ويجلس: “لولا أن العالم في الحالة التي هو عليها، فربما سأستمتع بنفسي على مهل أثناء القيام بكل الأشياء التي لم أستطع فعلها في حياتي السابقة.”

“هل لدي أي سبب للقيام بذلك؟”

 

– لا تحاولي قتلهم وحدك، فلنقتلهم معا.

سيغنارد لاحظ متأخرًا، “هذا الجسد….هل يمكن أن يكون جسد سليل فيرموث؟”

 

“لا تسألني الكثير من الأسئلة.” قال يوجين بتجهم: “حتى أنني لا أعرف ما يكفي عن تناسخي للإجابة بشكل مرضٍ على جميع الأسئلة المحيطة به.”

 

“هل هذا صحيح؟”

 

“لقد مت في قلعة ملك الحصار الشيطاني. بالنسبة لي….ذهبت مباشرة من موتي إلى هذا الجسد الجديد. لم أذهب إلى الجنة أو الجحيم….أنا فقط….مُت، وعندما فتحت عيني مرة أخرى….كنت طفلًا.”

“….تلك الفتاة…عادت إلى إقليم الجان وحضرت الحفل التأبيني.” تذكر سيغنارد.

جلس سيغنارد على الجانب الآخر من يوجين وهو يستمع إلى قصته.

 

 

بعد سحب ناريسا، التي تتشبث بظهره، حتى أقرب، قلبَ يوجين غطاء عباءته. كما دعا أرواح الريح لحراسة محيطه. علاوة على ذلك، أقام درع الطاقة السحرية مع عدد من التعاويذ الدفاعية.

“لا أعرف التفاصيل الكاملة.” قال يوجين: “لقد ولدت كواحد من أحفاد فيرموث، وأصبحت بطريقة ما الطفل المتبنى للعائلة الرئيسية. بعد أن كبرت هكذا….حسنًا….وجدت طريقي إلى هنا في النهاية. يمكنك تخمين سبب قيامي بذلك.”

 

“….سيينا.” غمغم سيغنارد.

بعد التحديق في يوجين لبضع لحظات، ضحك بابتسامة على وجهه.

 

 

غير يوجين الموضوع، “إذن ماذا كنت تفعل مع نفسك؟ ثلاثمائة عام، هذه ليست فترة زمنية قصيرة، حتى بالنسبة للجان.”

فووش.

قال سيغنارد وهو يلف شفتيه بابتسامة ساخرة: “لم أحضَ بوقت ممتع أيضًا.”

لم يتمكن من قتل إيريس. جان الظلام تلك لا تزال على قيد الحياة، وتقود جيش الغضب. وتدعي أنها الوريث الشرعي لملك الغضب الشيطاني أثناء حملتها لتصبح ملكة الشياطين التالية.

 

“سيغنارد، تمامًا مثل الطريقة التي تعرفت بها علي، انيسيه ستتعرف علي أيضا. ربما لم أقل أي شيء علانية، لكنني لم أخفِهِ أيضًا. لو تعرفت علي، لتعرفت علي في وقت أسرع بكثير مما فعلت أنت.”

قبل ثلاثمائة عام، كان سيغنارد أحد حراس الجان الذين قاتلوا ضد ملوك الشياطين. قاتل في هيلموث، التي تعتبر في ذلك الوقت الخطوط الأمامية للحرب. حُراس الجان، بما في ذلك سيغنارد، عبروا غابات وجبال هيلموث، وقاتلوا جيوش الشياطين.

[اعتقدت أنك تشبهه، لكن يبدو أنها ليست حالة تشابه على الإطلاق.]

 

“بعد أن مُت، انتهت الحرب بقسم فيرموث.” واصل سيغنارد حديثه، “الجان الآخرين وأنا….عدنا إلى أراضينا. لم نملك خيارًا سوى القيام بذلك. لا يمكن كسر السلام الذي حققناه بالكاد بسبب انتقامنا.”

التقى هامل بسيغنارد مرة واحدة فقط في حياته السابقة. بينما كلاهما يقاتلان ضد قوات الشياطين في هيلموث، أجرى هامل ذات مرة عملية مشتركة مع حُراس الجان. في ذلك الوقت، كان سيغنارد قزما شابًا يفيض بالطاقة ويعرف سيينا منذ طفولتها.

 

 

“لقد مت في قلعة ملك الحصار الشيطاني. بالنسبة لي….ذهبت مباشرة من موتي إلى هذا الجسد الجديد. لم أذهب إلى الجنة أو الجحيم….أنا فقط….مُت، وعندما فتحت عيني مرة أخرى….كنت طفلًا.”

اعتادت سيينا في الواقع على مناداة سيغنارد بشقيقها الأكبر.

 

 

والغضب والكراهية تسبب في أن تصير طاقتها السحرية في حالة هياج، هزت كل من السماوات والأرض. اقترب مولون من سيينا لمحاولة تهدئتها، فقط لتضربه بسحرها وترسله يحلق على بعد عشرات الكيلومترات؛ توجب على انيسيه أن تحافظ على حاجز مع عرقٍ يتدفق على وجهها لمنع السحر الهائج من ابتلاع بقية المجموعة.

على الرغم من أن سيغنارد كان جانًا، لكنه لم يتصرف حقًا مثل واحد. خاصة أنه لم يستطع قبول أن سيينا أجبرت على الذهاب إلى ساحة معركة خطيرة من أجل الجان. لقد صرخ في سيينا عدة مرات، محاولًا إجبارها على العودة إلى الغابة، وعندما رفضت سيينا الاستماع إليه، حاول إجبارها على العودة.

 

 

 

فقط عندما أوشك على التغلب بالقوة على اعتراضاتها، تقدم هامل إلى الأمام. كان سيغنارد قويًا بالفعل، لكنه لم يكن قويا مثل هامل.

 

 

بعد أن تعرض للضرب وترك مرميًا على الأرض، سيغنارد — المغطى بالدماء والأوساخ — لا يزال تأكد من بصق بعض الكلمات المتغطرسة جدًا حتى رغم أنه يلهث للتنفس.

– بغض النظر عما يحدث، إعتنِ بسيينا.

خاطر هامل بحياته من أجل تهدئة سيينا الخارجة عن السيطرة. إذا لم يتمكن فيرموث من قمع قوة سيينا السحرية، لما توقف عند المخاطرة بحياته فقط؛ لَـمات هامل حقا، ممزقا إلى أشلاء.

 

 

بعد أن تعرض للضرب وترك مرميًا على الأرض، سيغنارد — المغطى بالدماء والأوساخ — لا يزال تأكد من بصق بعض الكلمات المتغطرسة جدًا حتى رغم أنه يلهث للتنفس.

[هامل ديناس.]

 

 

– اعتني بها؟ من المحتمل أن تكون هذه الفرخة أقوى مني، على أية حال.

 

 

“…لقد سمعت أن سيينا عادت إلى إقليم الجان ودخلت في عزلة.” ذكر يوجين.

هذه هي الطريقة التي انفصلوا بها عن سيغنارد. هامل، سيينا، وفيرموث مجموعة البطل، واصلت تقدمها. بقيت قوات الحلفاء، بما في ذلك سيغنارد وحُراس الجان، في الخلف لمنع جيوش الشياطين من عبور خط المواجهة.

 

 

 

بعد بضعة أشهر من ذلك، قام فيلق جان الظلام بقيادة إيريس بإبادة نسبة كبيرة من حراس الجان.

قال سيغنارد وهو يكشف عن أسنانه بابتسامة: “أنت الشخص الذي صار صغيرًا جدًا.”

 

 

“بعد أن مُت، انتهت الحرب بقسم فيرموث.” واصل سيغنارد حديثه، “الجان الآخرين وأنا….عدنا إلى أراضينا. لم نملك خيارًا سوى القيام بذلك. لا يمكن كسر السلام الذي حققناه بالكاد بسبب انتقامنا.”

 

القسم الذي أُقيم قبل ثلاثمائة عام تحت رحمة ملوك الشياطين. لم يكن ملك الحصار الشيطاني ولا ملك الدمار الشيطاني في وضع يحتاجون فيه إلى تقديم مثل هذا الوعد.

– قلت، لا تعتذر، يا إبن العاهرة. ليس الأمر كما لو أنك تركتها تذهب بإرادتك.

 

 

تيمبست لم يقل ذلك. لكن المعركة النهائية التي وقعت في قلعة ملك الحصار الشيطاني بدت بعيدة كل البعد عن معركة متساوية. والمعركة لم تنتهِ على الفور فقط بسبب وجود فيرموث، ولكن إذا انضم ملك الدمار الشيطاني أيضًا، فلن يتمكن حتى فيرموث من البقاء على قيد الحياة والهروب من مثل هذا الموقف.

” ثم سأفعل ما فعلته بك قبل ثلاثمائة عام.” أجاب يوجين: “سأضربك حتى تصير على وشك الموت، وأوصلك إلى مرحلة لا يكون لديك خيار فيها سوى التحدث، حتى لو لم تُرِد ذلك.”

 

يد يوجين الأخرى لم تخرج بعد من داخل عباءته. لم يشعر سيغنارد بأي نية قتل قادمة من يوجين، لكنه يعلم أن يوجين سيظل قادرًا على ضربه بالسيف حتى بدون نية القتل.

ومع ذلك، ملك الحصار الشيطاني لا يزال أقسم مثل هذا القسم. نجا فيرموث، انيسيه، سيينا ومولون من الموت. الشخص الوحيد الذي مات هناك كان هامل. لم يهلك أحد آخر.

تماما مثل الطريقة التي تعرف بها يوجين على سيغنارد، أدرك سيغنارد أن يوجين هو هامل. بعبارة أخرى، سيغنارد أيضًا يعرف انيسيه منذ ثلاثمائة عام.

 

 

مع ذلك، انتهت الحرب. عاد فيرموث إلى إمبراطورية كيهل وأصبح دوقًا، وأسس مولون مملكة الرور في الشمال، وصارت انيسيه قديسةً في يوراس، أما بالنسبة لسيينا….

– حقًا….سأمحوهم جميعًا. جان الظلام، إيريس وملك الغضب الشيطاني أيضًا.

 

أجاب سيغنارد:” حوالي مائة.”

“….تلك الفتاة…عادت إلى إقليم الجان وحضرت الحفل التأبيني.” تذكر سيغنارد.

جلس سيغنارد على الجانب الآخر من يوجين وهو يستمع إلى قصته.

 

 

“…حفل تأبين؟” كرر يوجين.

 

 

“إذا أردت إقناعي بأنها ماتت، فعليك أولًا أن تشرح لي عن حاجز هذه القرية. هذا الحاجز، الشخص الذي صنعه هي سيينا، أليس كذلك؟” سأل يوجين.

“أرواح الجان الذين يموتون في الخارج تعود في النهاية إلى شجرة العالم.” بدأ سيغنارد في التوضيح.

بعد بضعة أشهر من ذلك، قام فيلق جان الظلام بقيادة إيريس بإبادة نسبة كبيرة من حراس الجان.

 

 

هذا هو المبدأ الأساسي لإيمان الجان. في وسط ملاذ الجان وقفت شجرة خرافية عمرها ألف عام. أطلق الجان على هذه الشجرة الخيالية العملاقة اسم شجرة العالم، وهم يعتقدون أن أرواح جميع الجان الموتى، بما في ذلك أسلافهم، يقيمون في تلك الشجرة.

 

 

شعر يوجين أيضًا بنفس الطريقة. من حيث السحر، تجاوز مستوى يوجين الدائرة الخامسة. كقاعدة عامة، تم تصنيف سحرة الدائرة الخامسة أو أعلى على أنهم سحرة متوسطون. ومع ذلك، مع إحساس الطاقة السحرية الحساس لدى يوجين والمعرفة التي حصل عليها من مكر الساحرة، لم يكن فقط على مستوى ساحر متوسط.

“مع انتهاء الحرب، أقامت منطقة الجان حفل تأبين للضحايا. على الرغم من أن سيينا لم تولد كَـجان، إلا أنها جزء من عائلة الجان. تمكنت من إلحاق قدرٍ من الانتقام بالعدو لأجلنا أكثر من أي شخص آخر.”

 

عندما اندلعت الأخبار أن إيريس وفيلق جان الظلام قد أبادوا حراس الجان، مزقت سيينا شعرها وهي تصرخ بِـيأس.

سيغنارد لاحظ متأخرًا، “هذا الجسد….هل يمكن أن يكون جسد سليل فيرموث؟”

 

“لقد كبرت حقًا. لقد تعلمت حتى كيفية إفتعال قتال.” أشاد يوجين.

آآآآآآآآه! صرخت سيينا حتى تورم حلقها وبكت دموع الدم.

 

 

 

والغضب والكراهية تسبب في أن تصير طاقتها السحرية في حالة هياج، هزت كل من السماوات والأرض. اقترب مولون من سيينا لمحاولة تهدئتها، فقط لتضربه بسحرها وترسله يحلق على بعد عشرات الكيلومترات؛ توجب على انيسيه أن تحافظ على حاجز مع عرقٍ يتدفق على وجهها لمنع السحر الهائج من ابتلاع بقية المجموعة.

 

 

 

خاطر هامل بحياته من أجل تهدئة سيينا الخارجة عن السيطرة. إذا لم يتمكن فيرموث من قمع قوة سيينا السحرية، لما توقف عند المخاطرة بحياته فقط؛ لَـمات هامل حقا، ممزقا إلى أشلاء.

بعد بضعة أشهر من ذلك، قام فيلق جان الظلام بقيادة إيريس بإبادة نسبة كبيرة من حراس الجان.

 

الآن بعد أن أصبح جسده خاليًا من أعبائه، إنطلق يوجين نحو المهاجم دون أي تأخير. تم القبض على شخصية الجارديان، الذي يرتدي رداء قديم، في بصره. قفزت شفرة أزافيل الممدودة وارتفعت عندما صدت الهجمات القادمة.

هذا هو السبب في أن يوجين يكره جان الظلام. قد يُنظَرُ إلى الأجيال الحالية من جان الظلام على أنهم مثيرون للشفقة، ولكن في كل مرة يرى فيها بشرتهم الداكنة وعيونهم الحمراء وآذانهم الطويلة، يتذكر مشهد سيينا وهي تبكي بمرارة. إحتضنها بين ذراعيه، وأغرقت ملابسه بِـدموعها، مخاط أنفها، والدم….لقد ذكروه دائما ببكاء سيينا بمثل هذه النظرة القبيحة على وجهها.

 

 

 

– سـ-سـ-سأقتلهم.

سخر يوجين، “ماذا، هل تخطط لأخذ الاثنين رهينة بينما أنا لست معهم؟”

 

 

– نعم.

 

 

 

– حقًا….سأمحوهم جميعًا. جان الظلام، إيريس وملك الغضب الشيطاني أيضًا.

 

 

ورد سيغنارد قائلا:” الأمر ليس صعبًا فحسب، إنه مستحيل.”

– لا تحاولي قتلهم وحدك، فلنقتلهم معا.

لم يطلب منهم أن يتبعوه، لكن يوجين تبع سيغنارد دون أن يطرح أي أسئلة.

 

[هامل ديناس.]

في النهاية، فشلوا. لقد تمكنوا من قتل ملك الغضب الشيطاني، لكنهم لم يتمكنوا من قتل إيريس. لم يتمكن أحد من أن يتخيل حقًا أن ملك الغضب الشيطاني سيضحي بحياته لمساعدة إيريس وأوبيرون على الهروب، وهذا ينطبق على سيينا أيضا.

 

 

 

– أنا آسف.

 

 

اسم هذا الجان هو سيغنارد.

– لا تعتذر.

 

 

اجتاح لهيب صيغة اللهب الأبيض جسد يوجين.

– ما كان يجب أن أتركها تذهب—

“لا تسألني الكثير من الأسئلة.” قال يوجين بتجهم: “حتى أنني لا أعرف ما يكفي عن تناسخي للإجابة بشكل مرضٍ على جميع الأسئلة المحيطة به.”

– قلت، لا تعتذر، يا إبن العاهرة. ليس الأمر كما لو أنك تركتها تذهب بإرادتك.

والغضب والكراهية تسبب في أن تصير طاقتها السحرية في حالة هياج، هزت كل من السماوات والأرض. اقترب مولون من سيينا لمحاولة تهدئتها، فقط لتضربه بسحرها وترسله يحلق على بعد عشرات الكيلومترات؛ توجب على انيسيه أن تحافظ على حاجز مع عرقٍ يتدفق على وجهها لمنع السحر الهائج من ابتلاع بقية المجموعة.

 

“…هو.” عند رؤية حركات شفتيه، أطلق الجارديان زفيرا صغيرا.

ذهب هامل إليها ورأسه محني واعتذر، لكن سيينا صرخت عليه وركلته. لم يتمكنوا من قتل إيريس، لكنهم ما زالوا قد قتلوا بنجاح ملك الغضب الشيطاني. توجب على سيينا أن تكون راضية عن ذلك.

“قد تخدعُك.”

 

 

بعد توقف، سأل يوجين، “…ماذا حدث بعد ذلك؟”

 

قال سيغنارد: “غادرت سيينا إلى أروث وبقيتُ في ملاذ الجان.”

“هامل. ماذا ستفعل إذا رفضت أن أثق بك حتى النهاية ورفضت أن أقول لك أي شيء؟” قال سيغنارد.

 

“ومع ذلك، سيغنارد، من غير المجدي بالنسبة لي أن أقلق بشأن مثل هذه الأشياء. أنا هامل. طالما أنا متأكد من ذلك، فهذا يكفي بالنسبة لي. ماذا أردت في حياتي السابقة كَـهامل؟ أردت أن أقتل كل ملوك الشياطين. والآن؟ ما زلت أريد نفس الشيء. سأقتل كل ملوك الشياطين. سيموت ملك الحصار الشيطاني وملك الدمار الشيطاني على يدي. سأقوم أيضًا بإبادة كل الشياطين الذين يثيرون ضجة في هيلموث.”

“ولكن ألست هنا الآن؟” أشار يوجين بإرتباك.

 

 

ردًا على استعداداته، ألقت كريستينا أيضًا تعويذتها المقدسة. هذه الأنواع من التعاويذ متفوقة في الواقع من حيث الدفاع عن السحر الآخر من نفس الفئة.

“هذا لأن ثلاثمائة عام هي فترة طويلة.” قال سيغنارد بلمسة سخرية على شفتيه: “ما زلت أرغب في الانتقام بطريقة ما. لذلك تركت الغابة وتجولت في العالم. كنت آمل أن أقتل تلك الجان الملعونة.”

 

لاحظ يوجين: “…يبدو أنك لم تطلب المساعدة من سيينا.”

 

 

 

“هذا لأن تلك الطفلة هي شخصية أكبر مما أنا عليه.” أوضح سيغنارد: “قد أكون مجرد جان واحد في هياج، ولكن إذا تحركت سيينا….فقد يكون السلام الذي تم الحصول عليه من خلال القسم قد تحطم.”

 

لم يتمكن من قتل إيريس. جان الظلام تلك لا تزال على قيد الحياة، وتقود جيش الغضب. وتدعي أنها الوريث الشرعي لملك الغضب الشيطاني أثناء حملتها لتصبح ملكة الشياطين التالية.

“هذا لأن تلك الطفلة هي شخصية أكبر مما أنا عليه.” أوضح سيغنارد: “قد أكون مجرد جان واحد في هياج، ولكن إذا تحركت سيينا….فقد يكون السلام الذي تم الحصول عليه من خلال القسم قد تحطم.”

 

– لا تعتذر.

فشل سيغنارد في الانتقام منها.

“هل هذا صحيح….” قبل سيغنارد ادعائه بضحكة مكتومة ونظر إلى ورقة شجرة العالم.

 

 

“…لقد سمعت أن سيينا عادت إلى إقليم الجان ودخلت في عزلة.” ذكر يوجين.

لا….لم يفلت؛ بدلا من ذلك، بدأ يقترب بسرعة. ظل يوجين في حالة تأهب على أي حال، لذلك جاء رده على الفور. سحب سيفا من عباءته وقطع الهواء.

 

اجتاح لهيب صيغة اللهب الأبيض جسد يوجين.

نفى سيغنارد ذلك. “هذه مجرد إشاعة.”

قبل ثلاثمائة عام، كان سيغنارد أحد حراس الجان الذين قاتلوا ضد ملوك الشياطين. قاتل في هيلموث، التي تعتبر في ذلك الوقت الخطوط الأمامية للحرب. حُراس الجان، بما في ذلك سيغنارد، عبروا غابات وجبال هيلموث، وقاتلوا جيوش الشياطين.

“هل يمكن أن تكون لا تثق بي؟” رفع يوجين حاجبه.

 

 

لا….لم يفلت؛ بدلا من ذلك، بدأ يقترب بسرعة. ظل يوجين في حالة تأهب على أي حال، لذلك جاء رده على الفور. سحب سيفا من عباءته وقطع الهواء.

“هامل.” شخر سيغنارد. “منذ متى كنا قريبين بما فيه الكفاية ليكون هناك ثقة غير مشروطة بيننا؟”

ضغط عليه يوجين، “سيغنارد. أنا بحاجة للقاء سيينا.”

‘حسنا، لديه حق.’ ابتسم يوجين وأومأ برأسه.

تشيغ!

 

ردًا على استعداداته، ألقت كريستينا أيضًا تعويذتها المقدسة. هذه الأنواع من التعاويذ متفوقة في الواقع من حيث الدفاع عن السحر الآخر من نفس الفئة.

واصل سيغنارد. “ربما قبلت أنك هامل، لكنني ما زلت لا أثق بك تمامًا. لقد مُتَّ في قلعة ملك الحصار الشيطاني قبل ثلاثمائة عام. حتى لو إنك في جسد جديد بأعجوبة، هذا لا يزال لا يعطيني ما يكفي للاعتقاد بأنك خالٍ من أي نوايا سيئة.”

التقى هامل بسيغنارد مرة واحدة فقط في حياته السابقة. بينما كلاهما يقاتلان ضد قوات الشياطين في هيلموث، أجرى هامل ذات مرة عملية مشتركة مع حُراس الجان. في ذلك الوقت، كان سيغنارد قزما شابًا يفيض بالطاقة ويعرف سيينا منذ طفولتها.

“أنا أتفهم كلامك. كان لدي أيضًا الكثير من الأفكار المؤلمة في البداية. هل أنا حقا هامل؟ لماذا أنا في جسد جديد؟ منذ أنني تجسدت من جديد، فقط ماذا يفترض بي أن أفعل بحق السماء؟ ولو إن تناسخي هذا هو جزء من خطة شخص ما، ألا يعني ذلك أن كل ما أفعله الآن بعد أن تم تجسيدي هو أنني أرقص كضحية لشخص ما؟” ضحك يوجين وهو يمد يده في عباءته.

“…لقد ماتت.” أجاب سيغنارد بصوت هادئ، فقط لكي ينفجر يوجين في الضحك.

 

 

“ومع ذلك، سيغنارد، من غير المجدي بالنسبة لي أن أقلق بشأن مثل هذه الأشياء. أنا هامل. طالما أنا متأكد من ذلك، فهذا يكفي بالنسبة لي. ماذا أردت في حياتي السابقة كَـهامل؟ أردت أن أقتل كل ملوك الشياطين. والآن؟ ما زلت أريد نفس الشيء. سأقتل كل ملوك الشياطين. سيموت ملك الحصار الشيطاني وملك الدمار الشيطاني على يدي. سأقوم أيضًا بإبادة كل الشياطين الذين يثيرون ضجة في هيلموث.”

“قد تخدعُك.”

“…” تسبب هذا في إسكات سيغنارد.

 

 

 

“المشكلة هي هذه. من الواضح ما أريد، لكن إنجازه صعب للغاية. أو على الأقل الأمر صعب للغاية بالنسبة لي الآن.” تمتم يوجين.

 

 

– بغض النظر عما يحدث، إعتنِ بسيينا.

ورد سيغنارد قائلا:” الأمر ليس صعبًا فحسب، إنه مستحيل.”

 

 

“….هل هو شخص تعرفه؟” مشت كريستينا إلى جانبه وسألت.

“لا، هذا ليس مستحيلًا.” نفى يوجين وهو ينهض من الكرسي. حدق في سيغنارد دون أن يسحب يده من عباءته. “إنه أمر صعب للغاية لدرجة أنه قد يكون قريبًا إلى ما لا نهاية من المستحيل، لكنه ليس مستحيلا. أستطيع أن أفعل ذلك. سأفعل ذلك بالتأكيد.”

كسر السيف لحظة اصطدامه بشيء ما.

“…” ظل سيغنارد صامتا.

– لا تحاولي قتلهم وحدك، فلنقتلهم معا.

 

“بعد أن مُت، انتهت الحرب بقسم فيرموث.” واصل سيغنارد حديثه، “الجان الآخرين وأنا….عدنا إلى أراضينا. لم نملك خيارًا سوى القيام بذلك. لا يمكن كسر السلام الذي حققناه بالكاد بسبب انتقامنا.”

ضغط عليه يوجين، “سيغنارد. أنا بحاجة للقاء سيينا.”

 

“…لقد ماتت.” أجاب سيغنارد بصوت هادئ، فقط لكي ينفجر يوجين في الضحك.

“بعد أن مُت، انتهت الحرب بقسم فيرموث.” واصل سيغنارد حديثه، “الجان الآخرين وأنا….عدنا إلى أراضينا. لم نملك خيارًا سوى القيام بذلك. لا يمكن كسر السلام الذي حققناه بالكاد بسبب انتقامنا.”

 

 

“لا ترمِ مثل هذا الهراء.” لعن يوجين وهو يسحب ورقة شجرة العالم التي تم تخزينها داخل عباءته.

فووش.

 

 

عند رؤيتها، اهتزت عيون سيغنارد بعنف. لهث ثم قال: “….هل هذه….؟”

 

“إذا أخبرني أحدهم أن سيينا ماتت، فلن أصدق ذلك حتى أضع عيني شخصيًا على جثتها. لذلك إذا أردت إقناعي بأنها ميتة، أحضر لي جسدها. أو على الأقل قُدني إلى حيث يتم الاحتفاظ بجسدها.” طالب يوجين.

 

 

كسر السيف لحظة اصطدامه بشيء ما.

يد يوجين الأخرى لم تخرج بعد من داخل عباءته. لم يشعر سيغنارد بأي نية قتل قادمة من يوجين، لكنه يعلم أن يوجين سيظل قادرًا على ضربه بالسيف حتى بدون نية القتل.

لم يطلب منهم أن يتبعوه، لكن يوجين تبع سيغنارد دون أن يطرح أي أسئلة.

 

إز!

كشف يوجين: “على عكس حياتي السابقة، تعلمت قدرًا كبيرًا من السحر.”

 

 

“ما الذي تفعله هنا؟” سأل سيغنارد، لم يعد يتحدث بصوته العقلي.

الحاجز حول هذه القرية شيء لا يمكن لأي ساحر عادي أن يبدأ في تقليده.

هذا هو المبدأ الأساسي لإيمان الجان. في وسط ملاذ الجان وقفت شجرة خرافية عمرها ألف عام. أطلق الجان على هذه الشجرة الخيالية العملاقة اسم شجرة العالم، وهم يعتقدون أن أرواح جميع الجان الموتى، بما في ذلك أسلافهم، يقيمون في تلك الشجرة.

 

تجاهله يوجين دون أن يقول أي شيء كَـرَد. ردا على هذا الصمت، خفض الجارديان سيفه، ثم قلب الغطاء الذي يغطي وجهه.

“إذا أردت إقناعي بأنها ماتت، فعليك أولًا أن تشرح لي عن حاجز هذه القرية. هذا الحاجز، الشخص الذي صنعه هي سيينا، أليس كذلك؟” سأل يوجين.

 

 

آآآآآآآآه! صرخت سيينا حتى تورم حلقها وبكت دموع الدم.

تنهد سيغنارد تنهيدة طويلة قبل الوقوف.

أليسَ متهورًا جدًا؟ لكن مثل هذه الأفكار لم تخطر ببالها. عندما يتعلق الأمر بأشياء مثل هذه، لم تتجادل كريستينا مع يوجين.

“هامل. ماذا ستفعل إذا رفضت أن أثق بك حتى النهاية ورفضت أن أقول لك أي شيء؟” قال سيغنارد.

“سيغنارد، تمامًا مثل الطريقة التي تعرفت بها علي، انيسيه ستتعرف علي أيضا. ربما لم أقل أي شيء علانية، لكنني لم أخفِهِ أيضًا. لو تعرفت علي، لتعرفت علي في وقت أسرع بكثير مما فعلت أنت.”

 

“لقد كبرت حقًا. لقد تعلمت حتى كيفية إفتعال قتال.” أشاد يوجين.

” ثم سأفعل ما فعلته بك قبل ثلاثمائة عام.” أجاب يوجين: “سأضربك حتى تصير على وشك الموت، وأوصلك إلى مرحلة لا يكون لديك خيار فيها سوى التحدث، حتى لو لم تُرِد ذلك.”

لو إنها قد قادتهم، لَـأُجبِروا على التجول في هذه الغابة الكبيرة لبعض الوقت.

“كما أنت الآن، هذا مستحيل.”

“المشكلة هي هذه. من الواضح ما أريد، لكن إنجازه صعب للغاية. أو على الأقل الأمر صعب للغاية بالنسبة لي الآن.” تمتم يوجين.

“هذا ليس مستحيلًا.”

بدت عيناها في ذلك الوقت غريبة بعض الشيء. لقد أزعجه الأمر قليلا، لكن كريستينا ما زالت لم تذكر شيء عن هامل. لو إن كريستينا هي حقا انيسيه، فلا سبب لها لإخفاء نفسها بهذه الطريقة.

فووش.

“…..لا، أليس من السخف حتى أن أسألك عن ذلك؟” تمتم سيغنارد لنفسه وهو يستدير.

 

“ومع ذلك، توقف عن الهجوم، أليس كذلك؟” أشارت كريستينا.

اجتاح لهيب صيغة اللهب الأبيض جسد يوجين.

“هامل.” شخر سيغنارد. “منذ متى كنا قريبين بما فيه الكفاية ليكون هناك ثقة غير مشروطة بيننا؟”

 

“هذا ينطبق علي أيضًا.” وافق يوجين بابتسامة ومر عبر الباب.

“بالمقارنة مع الأشياء التي أريد إنجازها، فإنه ليس حتى على نفس الترتيب من حيث الحجم.” تفاخر يوجين.

 

 

 

هل يمكن أن يفوز إذا قاتل مع سيغنارد؟ إذا استخدم كل ما لديه، سيف المون لايت، السيف الملتهب، رمح التنين، سهم الصاعقة، سيف تيمبست والسيف المقدس، إذن نعم. نظرًا لأنه يمتلك ما يكفي من الأسلحة، إذا إستخدم الإشتعال منذ البداية، فسيفوز بالتأكيد.

“سيغنارد، تمامًا مثل الطريقة التي تعرفت بها علي، انيسيه ستتعرف علي أيضا. ربما لم أقل أي شيء علانية، لكنني لم أخفِهِ أيضًا. لو تعرفت علي، لتعرفت علي في وقت أسرع بكثير مما فعلت أنت.”

 

 

“هل هذا صحيح….” قبل سيغنارد ادعائه بضحكة مكتومة ونظر إلى ورقة شجرة العالم.

“يبدو أننا بحاجة إلى إجراء محادثة. ماذا تريد أن تفعل؟” سأل سيغنارد يوجين.

 

غير يوجين الموضوع، “إذن ماذا كنت تفعل مع نفسك؟ ثلاثمائة عام، هذه ليست فترة زمنية قصيرة، حتى بالنسبة للجان.”

في النهاية، قال لِـيوجين: “…إتبعني.”

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط