نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 103

السوق (3)

السوق (3)

الفصل 103: السوق (3)

 

‘أين ذهب؟’

 

لم يستطِع أوجيتشا، سيد حري قبيلة جارونغ، إلا أن يشعر بالارتباك. حيث لم يعد يرى تاجر العبيد. هل يمكن للرجل أن يهرب؟ ولكن هل سيهرب حقا، تاركا وراءه الجان الذي دفع الكثير من المال لشرائهم وحتى زوجته؟

 

والأكثر أهمية، لو إن التاجر قد هرب حقا، فقط متى وجد ثغرة للقيام بذلك؟ ظل أوجيتشا ينظر إليه مباشرة، ولم يلتفت أبدًا.

يكره يوجين هذا النوع من السحر بسبب كم يشبه السحر الأسود. وهكذا، لم يشعر بالحاجة إلى إظهار أي رحمة. بعد كل شيء، خصمه ليس شخصًا يستحق الرحمة من الأساس. هذا اللقيط هو الذي حاول مهاجمته دون أن يستفزه هو.

 

شارك سيغنارد في الحرب منذ ثلاثمائة عام. وهو أحد الناجين القلائل الذين بقوا من حُراس الجان. في غابة أضرمتها إيريس، رأى مئات الجثث التي تنتمي إلى الجان الذين سُحِبَتْ أمعائهم. هذا المشهد قد رسخ نفسه بعمق في دماغ سيغنارد، وصار ذكرى لا تتزعزع ظلت تطارده على مدى مئات السنين الماضية.

في الواقع، لقد رمش عدة مرات. نظرًا لأنه إنسان فقط، لم يستطع أوجيتشا بالتأكيد الإستمرار في فتح عينيه دون أن يرمش.

لقد خطط أوجيتشا للقفز عاليًا في السماء وسحق جمجمة تاجر العبيد اللعين من خلال تحطيمه من فوق. لكن قفزته الحالية بالكاد سمحت له بالقفز فوق الحاجز.

 

اعترف سيغنارد بتجاهل: “بما أن مئات السنين قد مرت، يجب أن تكون الإتجاهات قد تغيرت أيضًا.”

بالضبط خلال غمضة عين. تلك هي فترة زمنيةٌ طويلة بما يكفي ليهرب يوجين بعيدًا عن ناظريه.

“ليس باليد حيلة. أخبرتك أنني لم أتمكن من الاحتفاظ بالذكريات بشكل صحيح.” تذمر سيغنارد بعبوس. “كل ما تبقى من ذكرياتي هو….بعض الذكريات المجزأة. بالاعتماد فقط على هؤلاء، تجولت في بحثٍ يائس عن ملاذنا.”

 

 

بام!

“بما أن هذا هذا هو الحال، إذن لماذا لا نذهب للبحث عنه معًا فقط؟” عرض يوجين، رأسه موجه إلى الجانب.

سقطت ركلة من خارج مجال رؤيته على فك أوجيتشا. تجاوزت هذه الضربة تماما كل توقعات أوجيتشا. من يمكن أن يتوقع أن تاجر العبيد المتواضع سيكون قادرا على التحرك هكذا؟

“وماذا ستفعل إذا طلبت منك هذا المال؟” قال يوجين.

نتيجة لذلك، لم يتمكن أوجيتشا حتى من إطلاق صرخة. حيث تلقى هجومًا مفاجئًا سريعًا وحادا للغاية. بضربة واحدة فقط، فقد أوجيتشا وعيه. اتسعت مقلتاه وفقد رؤيته حيث ترنح العملاق الذي يزيد طوله عن مترين على قدميه.

عندما أخفى مثل هذا الأفكار في نفسه، أمسك يوجين باللجام. مع ضربة على الخيل بهذا اللجام، بدأت العربة في التحرك.

 

 

بوم!

تلعثم داجارانج، “بـ-بالطبع سأعطيه لك….”

 

 

سقط رأس أوجيتشا الأصلع للخلف، وسقط في وسط بركة من القيء. داجارانج، الذي لا يزال يتسكع حيث وجد نفسه غير قادر على التخلص من دوار الحركة، لم يستطع إلا أن يصرخ.

“…هاه؟” إلتفتت كريستينا إلى يوجين بتعبير محتار على وجهها.

 

أوجيتشا لا يزال مستلقيا هناك فاقدًا للوعي. ولكن ماذا سيحدث إذا استيقظ؟ هل سيكون أوجيتشا قادرًا على فعل أي شيء لتغيير هذا الوضع؟ سيد حرب قبيلة جارونغ، شخص فقد وعيه بضربة واحدة من تاجر العبيد هذا، والذي توسل من أجل حياته بينما يتبول أمام الوحش الذي قتل برون؟

“ما-ما-ماذا!؟”

 

حتى دون مسح القيء الذي يلطخ فمه، قفز داجارانج للخلف. على الأقل، حاول القفز إلى الوراء. كشخص ظل يعاني من زيادة الوزن لمعظم حياته، لم تتمكن ركبتاه المرهقتان من تنفيذ القفزة المفاجئة.

 

 

 

في النهاية، لم يستطِع داجارانج التراجع بقدر ما أراد. بعد أن اتخذ بضع خطوات فقط، فإن الاضطراب الذي انطلقت منه هذه الحركة داخل جسده المتضخم أدى مرة أخرى إلى إطلاق رغبته في التقيؤ.

لم يجيب سيغنارد على الفور. بعد النظر إلى يوجين لبضع لحظات، ابتسم ابتسامة عريضة وهز رأسه.

 

 

“أوواارغ….”

 

تقيأ داجارانج في جميع أنحاء وجه أوجيتشا الفاقد للوعي. رأى يوجين كل أنواع الأشياء الفوضوية والرهيبة خلال حياته السابقة، لكن وجهه لا يزال إلتوى بتعبير صادق يدل على الاشمئزاز بسبب ما يراه أمامه.

 

 

 

“اللعنة، هذا مقرف.” لعن يوجين.

العنصر الذي أخرجه داجارانج من جيبه هو عبارة عن محفظة صغيرة. قلب داجارانج المحفظة رأسًا على عقب وهزها. سقطت عدة صناديق مجوهرات كبيرة مع صوت جلجلة.

 

تكثفت خيوط الرياح حول أطراف أصابعه وإنطلقت بإتجاه داجارانج.

داجارانج استمر في التقيؤ. “أورررغ…. واوارغ….”

ارتفعت الأرض أمامه لتصير حاجزًا.

“فقط كم أكلت حتى أمكنك الإستمرار في التقيؤ والتقيؤ دون أي علامة على التوقف؟” قال يوجين وهو يحرك أصابعه.

هل سيكون الإنسان قادرا على البقاء على قيد الحياة بعد أن تكون أطرافه ملتوية مثل اللولب ثم يتم إلقاؤها بعيدًا؟ حتى لو سمح لهم القدر بطريقة ما بالبقاء على قيد الحياة، كيف سيكونون قادرين على الاستمرار في العيش في هذه الغابة الوحشية بجسد لا يستطيع التحرك من تلقاء نفسه؟

 

ارتفعت الأرض أمامه لتصير حاجزًا.

تكثفت خيوط الرياح حول أطراف أصابعه وإنطلقت بإتجاه داجارانج.

“نعم.” أكد يوجين بإيماءة.

 

“وماذا ستفعل إذا طلبت منك هذا المال؟” قال يوجين.

بوم!

توسل داجارانج، “مـ-مـ-من فضلك، من فضلك تجنب حياتي….”

أصابت رصاصة من الرياح داجارانج مباشرة على صدره وعلقت هناك دون تشتت. كشخص تعاقد مع تيمبست، ملك أرواح الرياح، يوجين يمكن السيطرة على هذا النسيم البسيط بسهولة كما لو إنه طاقة جسده السحرية.

عاصفة ضخمة ابتلعت أوجيتشا. ثم تحولت العاصفة العادية إلى عاصفةٍ من الشفرات، مما أدى إلى تمزيق ملابس أوجيتشا إلى قطع.

 

“…لأنه إذا لم تأتِ إلى هنا، لما إمتلكت أي أمل في جعل الجان يغادرون بأمان هذه القرية. وهكذا يجب أن أعرب عن امتناني.” أوضح سيغنارد بصدق.

“أورررغ…. أوواارغ….!”

 

بدأت كرة الرياح المدمجة في بطن داجارانج الآن في الدوران. أثناء حفره في بطن داجارانج السمين، بدأ كل جسده يهتز. لم يهتز فقط جسد داجارانج — بل هزت كرة الرياح العنيفة أحشاء داجارانج أيضًا، مما أجبر كل ما بقي في بطنه ولم يتقيأهُ بعد لكي يخرج من المريء.

 

 

عندما أخفى مثل هذا الأفكار في نفسه، أمسك يوجين باللجام. مع ضربة على الخيل بهذا اللجام، بدأت العربة في التحرك.

بالنسبة لشخص مثل داجارانج، الذي ولد لعد وعاش حياة دون أي معاناة أو مشقة، بدا الألم الذي يشعر به حاليًا إحساسًا غير معروف لم يختبره من قبل في حياته وتمنى ألا يختبره مرة أخرى في المستقبل. بعد أن تقيأ داجارانج كل ما في بطنه، تُرِكَ يزحف على الأرض، والدموع والمخاط يقطر على وجهه.

“نعم.” أكد يوجين بإيماءة.

 

نظر يوجين إلى أوجيتشا بتعبير غير مبال على وجهه. على عكس فروة رأسه الخالية من الشعر، جسد أوجيتشا مغطى بشعر كثيف. أومأ يوجين برأسه لنفسه وشد يده في قبضة.

توسل داجارانج، “مـ-مـ-من فضلك، من فضلك تجنب حياتي….”

 

“من قال إنني سأقتلك؟” قال يوجين وهو يجعد أنفه.

 

 

“…هاه؟” إلتفتت كريستينا إلى يوجين بتعبير محتار على وجهها.

يوجين فقط قلق من أن داجارانج سيستمر في التقيؤ دون أن يتمكن من الإجابة على أسئلته، لذلك فالهدف من هجومه هذا هو التأكد من نفاد القيء منه. بدلًا من الاقتراب من داجارانج، وجه يوجين إصبعه إليه.

“أكره أن أكون بطلًا.” بصق يوجين دون وعي مشاعره الحقيقية.

 

بينما ينظر حوله، تذكر يوجين شيئا ما، ‘فيرموث….’

“أوي!” على الرغم من أن يوجين قد أشار إليه بإصبعه فقط، إلا أن داجارانج أطلق صريرًا وركع على ركبتيه.

 

 

 

لن ينسى داجارانج أبدًا الألم الذي شعر به للتو عندما أطلقت تلك الأصابع الممدودة كرة الرياح التي هاجمته. وهكذا، لم يستطِع داجارانج إلا أن يركع على ركبتيه بشكل استباقي في وضع التوسل. في جميع السنوات الثلاث والعشرين من حياته، هذه هي المرة الأولى التي يفتقر فيها هذا السيد الشاب إلى الثقة في أن سلطته باعتباره ابن الكونت ستكون كافية لحمايته من التهديد أمامه مباشرة.

 

 

لكن لا شيء من ذلك يهم يوجين. قام بتعبئة صناديق المجوهرات داخل عباءته، ثم عاد إلى العربة.

“كم من المال لديك معك حاليًا؟” سأل يوجين بصراحة.

لوح يوجين بيده اليمنى نحو أوجيتشا.

إجتمع إصبع السبابة وإبهامه معًا وحركهما مع بعضهما، شكل يوجين دائرة بيده. من الواضح ما ترمز إليه هذه الإشارة، لكن هذا الطلب الجشع طمأن داجارانج في الواقع. لو إن كل ما يريده يوجين هو المال، إذن أليس هذا شيئًا يسهل حله بكل بساطة؟

الفصل 103: السوق (3)

“لـ-لدي حوالي ثلاثمائة مليون سال نقدًا. أما المجوهرات، لدي حوالي مليار سال.” اعترف داجارانج بصدق.

“…..في السنوات الأخيرة، واجهت عددًا من جان الظلام أكثر من المعتاد.”، تمتم سيغنارد وهو يضرب السيف المعلق على جانبه. “في كل مرة يقتربون منها، أمسك بهم، أستجوِبُهم وأُعدمهم. من خلال القيام بذلك، إستطعت فهم ما يجري. لقد سمعت أن الفاسدة، إيريس، تحاول إصابة المزيد من الجان بفسادها من أجل تأمين موقعها.”

 

 

“وماذا ستفعل إذا طلبت منك هذا المال؟” قال يوجين.

ومع ذلك، يوجين لا يزال يعطي داجارانج تحذيرًا. ثم استدعى النسيم والذي حمل صناديق المجوهرات الثقيلة إليه.

 

 

تلعثم داجارانج، “بـ-بالطبع سأعطيه لك….”

لم يستطِع أوجيتشا، سيد حري قبيلة جارونغ، إلا أن يشعر بالارتباك. حيث لم يعد يرى تاجر العبيد. هل يمكن للرجل أن يهرب؟ ولكن هل سيهرب حقا، تاركا وراءه الجان الذي دفع الكثير من المال لشرائهم وحتى زوجته؟

“أنا ممتن لأنك على استعداد لإعطائه لي. ولكن ربما عليك أن تتذكر هذا الحادث في وقت لاحق وتحاول ألَّا ترغب في الإنتقام مني؟” أكد يوجين عن قصد على كلمة لاحق وهو يحدق في داجارانج.

‘أين ذهب؟’

 

وجه يوجين متنكر. الهوية التي استخدمها لدخول سمر مزيفة أيضا. ومن الأساس، منذ أن دخل الغابة حقًا، لم يستخدم في الواقع بطاقة هوية. أما بالنسبة للعملة والمجوهرات التي يأخذها حاليا من داجارانج؟ أشياء مثل هذه يمكن جعلها أموالًا شرعية بغض النظر عن المبلغ.

تسببت هذه الكلمات في أن يستفيد داجارانج من رأسه على أفضل وجه لأول مرة خلال كل الثلاثة والعشرين عامًا من حياته. توصل على الفور إلى إستنتاج: منذ أن تم نطق الكلمة لاحق، ألا يعني ذلك أن التاجر لم ينوِ قتله؟

 

هز داجارانج رأسه على الفور.

 

 

“أليس هذا مضحكًا؟ تلك الفتاة وحش — لا، إنها قطعة من القرف لا ينبغي أن توجد حتى. لدرجة أنه من الصعب تصديق أننا كنا في يوم من الأيام من نفس العرق، ناهيك عن الانتماء إلى نفس الأُمة. بعد أن صارت المسؤولة عن ذبح الكثير من الجان قبل ثلاثمائة عام، هل تعتقد حقًا أنها تستطيع فقط أن تأخذ الجان المتبقين في احتضانها في هذه المرحلة؟”

أقسم داجارانج: “أُقسِمُ على شرف الكونت كوبال، لن يحدث شيء كهذا بالتأكيد.”

 

 

بوم!

“لماذا تضع شرف والدك البريء على المحك؟” تذمر يوجين وهو يحدق بِـداجارانج. “لم أفعل أي شيء لإستفزازك. إذا اضطررت حقًا إلى ابتكار شيء ما، فسيكون ذلك أنني لم أبِع لك العبد الذي تريده. ولكن كتاجر، الأمر متروك لي أن أقرر هل سأبيع لك شيئًا أم لا، أليس هذا صحيحًا؟”

انفجرت عاصفة الرياح. مع غرق جسده بالرياح، تمزق كل شعر أوجيتشا من جذوره بسبب الانفجار، ولم يترك خصلة واحدة خلفه.

“نعم.” وافق داجارانج بسرعة.

“اللعنة، هذا مقرف.” لعن يوجين.

 

 

“ثم كان ينبغي أن تنتهي الأمور بمجرد أن نفترق، ولكن بعد ذلك توجب عليك محاولة قتلي. أليس هذا صحيحًا؟ لقد تواطأت بالتأكيد مع ذلك المواطن الذي يرقد هناك، الشخص الذي لا يزال فاقدًا لوعيه. لقد خططت لقتلي، وخططت أيضًا لقتل المرأة التي معي، ثم تسرق الجان الذي لدي لنفسك. هل أنا على حق؟” نظر إليه يوجين بتحدي.

سقطت ركلة من خارج مجال رؤيته على فك أوجيتشا. تجاوزت هذه الضربة تماما كل توقعات أوجيتشا. من يمكن أن يتوقع أن تاجر العبيد المتواضع سيكون قادرا على التحرك هكذا؟

 

بوم!

“نعم…” اعترف داجارانج على مضض. طوال الوقت، ظل داجارانج يصلي داخليا لنفسه، لا تستيقظ.

 

أوجيتشا لا يزال مستلقيا هناك فاقدًا للوعي. ولكن ماذا سيحدث إذا استيقظ؟ هل سيكون أوجيتشا قادرًا على فعل أي شيء لتغيير هذا الوضع؟ سيد حرب قبيلة جارونغ، شخص فقد وعيه بضربة واحدة من تاجر العبيد هذا، والذي توسل من أجل حياته بينما يتبول أمام الوحش الذي قتل برون؟

“هذا بالضبط ما أشعر به.” تمتم يوجين بتجاهل.

إرتجف داجارانج من الخوف، ومد يده ببطء إلى جيبه.

 

 

‘…كم هو رائع.’ فكرت لافيرا في نفسها وهي تحدق في ظهر يوجين بعين عاطفية.

أومأ يوجين بالموافقة. “نظرًا لأنك الشخص الذي تسبب في حدوث كل هذا في المقام الأول، يجب أن تكون أيضًا الشخص الذي يتحمل المسؤولية عن ذلك.”

“أوي!” على الرغم من أن يوجين قد أشار إليه بإصبعه فقط، إلا أن داجارانج أطلق صريرًا وركع على ركبتيه.

العنصر الذي أخرجه داجارانج من جيبه هو عبارة عن محفظة صغيرة. قلب داجارانج المحفظة رأسًا على عقب وهزها. سقطت عدة صناديق مجوهرات كبيرة مع صوت جلجلة.

 

 

“ليس باليد حيلة. أخبرتك أنني لم أتمكن من الاحتفاظ بالذكريات بشكل صحيح.” تذمر سيغنارد بعبوس. “كل ما تبقى من ذكرياتي هو….بعض الذكريات المجزأة. بالاعتماد فقط على هؤلاء، تجولت في بحثٍ يائس عن ملاذنا.”

“هذا هو الثمن الذي دفعته للحفاظ على حياتك.” حذره يوجين وهو ينظر إلى داجارانج بعيون ضيقة. “إذا حاولت أن تجدني مرة أخرى، فلن تكون قادرًا على الدفع لي بالمجوهرات فقط، سآخذ حياتك حقًا على أنها تكلفة خطاياك.”

 

وجه يوجين متنكر. الهوية التي استخدمها لدخول سمر مزيفة أيضا. ومن الأساس، منذ أن دخل الغابة حقًا، لم يستخدم في الواقع بطاقة هوية. أما بالنسبة للعملة والمجوهرات التي يأخذها حاليا من داجارانج؟ أشياء مثل هذه يمكن جعلها أموالًا شرعية بغض النظر عن المبلغ.

“…” إستمع يوجين بصمت.

 

 

ومع ذلك، يوجين لا يزال يعطي داجارانج تحذيرًا. ثم استدعى النسيم والذي حمل صناديق المجوهرات الثقيلة إليه.

 

 

يوجين فقط قلق من أن داجارانج سيستمر في التقيؤ دون أن يتمكن من الإجابة على أسئلته، لذلك فالهدف من هجومه هذا هو التأكد من نفاد القيء منه. بدلًا من الاقتراب من داجارانج، وجه يوجين إصبعه إليه.

“…ارررغ….” عندها فقط فتح أوجيتشا عينيه بأنين.

 

 

تكثفت خيوط الرياح حول أطراف أصابعه وإنطلقت بإتجاه داجارانج.

أول شيء شعر به هو نكهة معقدة ودقيقة بشكل لا يوصف. وراء ذلك، بقيت رائحة مألوفة إلى حد ما. سرعان ما أيقظ هذان الشيئان عقله في حالة ذهول.

بدأ صوت صرخات أوجيتشا* يتلاشى. ليس ذلك بسبب توقف الصراخ؛ بدلا من ذلك، بدأ مصدر الصراخ يطير بسرعة بعيدًا عن داجارانج.

 

“بما أن هذا هذا هو الحال، إذن لماذا لا نذهب للبحث عنه معًا فقط؟” عرض يوجين، رأسه موجه إلى الجانب.

“غاغ!” صرخ أوجيتشا وهو يقف منتصبًا.

أعطت هذه الكلمات لِـيوجين شعور سماع مزحة سيئة، سخر وقال: “من السخف أن نتوقع موتًا مريحًا له. إذا تمكن بطريقة ما من البقاء على قيد الحياة، فهو في مصير أسوأ من الموت؛ وحتى لو هو محظوظ ومات بمجرد أن يضرب الأرض، فسيظل يعاني من كل هذا الألم قبل أن يموت.”

 

 

أثناء كشط القيء الذي غطى رأسه ووجهه، سرعان ما نظر أوجيتشا إلى محيطه. رأى داجارانج على ركبتيه، وصناديق المجوهرات تطفو في الهواء. وأمامه وقف تاجر العبيد.

 

 

“نعم.” أكد يوجين بإيماءة.

دفع الغضب جسد أوجيتشا إلى العمل الفوري. أطلق هديرًا وهاجم يوجين.

بدأ صوت صرخات أوجيتشا* يتلاشى. ليس ذلك بسبب توقف الصراخ؛ بدلا من ذلك، بدأ مصدر الصراخ يطير بسرعة بعيدًا عن داجارانج.

 

الشيء نفسه ينطبق على لافيرا. لمست الحفرة المشوهة التي كانت ذات يوم عينها اليمنى قبل أن يتم طعنها بالسيف من قبل سيدها السابق ثم كويها. بدأت حرارة غير مألوفة تحترق في محجر عينها. حرارة من نوع مختلف تماما عن الألم الذي شعرت به عندما تم كوي عينها المصابة.

أوجيتشا ليس شخصًا فاز بمنصب سيد الحرب فقط على أساس مظهره المخيف. قامت الطاقة السحرية، التي سرعان ما بدأ في تفعيلها، بتسريع جسد أوجيتشا إلى أن صار مثل الظل المتحرك.

لم يستطِع أوجيتشا، سيد حري قبيلة جارونغ، إلا أن يشعر بالارتباك. حيث لم يعد يرى تاجر العبيد. هل يمكن للرجل أن يهرب؟ ولكن هل سيهرب حقا، تاركا وراءه الجان الذي دفع الكثير من المال لشرائهم وحتى زوجته؟

 

 

ومع ذلك، فإن هذا المستوى من التسارع لا يزال يبدو بطيئًا بالنسبة لِـيوجين. نقر على لسانه وضغط برفق بِـقدمه على الأرض.

بعد تقديم إنحناءة لسيغنارد، الذي تبع يوجين، التفتت إلى يوجين وسألت، “هل سننطلق الآن؟”

 

“كم من المال لديك معك حاليًا؟” سأل يوجين بصراحة.

بابابانغ!

مكملًا حبل أفكاره، سأل يوجين صديقه القديم، ‘…هل شعرت بهذا يثقل كاهلك أكثر مني؟’

ارتفعت الأرض أمامه لتصير حاجزًا.

 

 

الجميع يدعوه بالبطل والحاجة إلى تحمل توقعات الجميع. بغض النظر عن المكان الذي ذهب إليه، فإن أولئك الذين تعرفوا على فيرموث سيطلبون منه دائمًا إنقاذ العالم، هزيمة ملوك الشياطين والإنتقام لمقتل أطفالهم، آبائهم، أُمهاتهم وأصدقائهم.

‘سحر!’ أدرك أوجيتشا بصدمة أنه إرتفع عن الأرض. كما فعل، شعر أن شيئا ما قد توقف.

“…هاه؟” إلتفتت كريستينا إلى يوجين بتعبير محتار على وجهها.

 

 

تمكن محاربو سمر جميعًا من الحصول على حماية الأرواح دون الحاجة إلى تعلم سحر الإستدعاء. المحاربون الذين ولدوا في هذه الغابة الشاسعة يمتلكون تقاربًا مع الأرواح منذ الولادة، وفي حالة أوجيتشا، حصل على حماية أرواح الرياح.

 

 

“أتمنى أن تحظى بموت مريح.” صلت كريستينا في الاتجاه الذي طار فيه أوجيتشا ويداها أمام صدرها.

الأرواح البدائية الموجودة في كل عاصفة رياح هي التي سمحت لأوجيتشا بالتحرك بسلاسة شديدة مقارنةً بحجمه. ومع ذلك، فإن قفزته الحالية إلى الأمام لم تبدُ قوية كما توقع.

تمكن محاربو سمر جميعًا من الحصول على حماية الأرواح دون الحاجة إلى تعلم سحر الإستدعاء. المحاربون الذين ولدوا في هذه الغابة الشاسعة يمتلكون تقاربًا مع الأرواح منذ الولادة، وفي حالة أوجيتشا، حصل على حماية أرواح الرياح.

 

 

لقد خطط أوجيتشا للقفز عاليًا في السماء وسحق جمجمة تاجر العبيد اللعين من خلال تحطيمه من فوق. لكن قفزته الحالية بالكاد سمحت له بالقفز فوق الحاجز.

 

 

 

‘ماذا يحدث؟’ سأل أوجيتشا نفسه.

 

 

 

السبب بسيط جدًا. لم تستطع الأرواح البدائية بدون إرادتها مقاومة قيادة الأرواح العليا، والآن، كل الرياح في المنطقة تحت سيطرة يوجين. بعبارة أخرى، توافق أوجيتشا مع يوجين هو الأسوأ على الإطلاق.

 

 

“…أعتقد أنه ربما يجب عليك التوجه غربا.” قال سيغنارد بشكل غامض.

لوح يوجين بيده اليمنى نحو أوجيتشا.

 

 

ناريسا تبكي وهي تقول وداعا. على الرغم من أنهم سافروا معًا لبضعة أيام فقط، يبدو أنها طورت إعجابًا به. حتى عندما بكت، نظرت إلى يوجين بإعجاب في عينيها الدامعة.

رووار!

انفجرت عاصفة الرياح. مع غرق جسده بالرياح، تمزق كل شعر أوجيتشا من جذوره بسبب الانفجار، ولم يترك خصلة واحدة خلفه.

عاصفة ضخمة ابتلعت أوجيتشا. ثم تحولت العاصفة العادية إلى عاصفةٍ من الشفرات، مما أدى إلى تمزيق ملابس أوجيتشا إلى قطع.

 

 

 

“غاغ!” صرخ أوجيتشا وهو يكافح في منتصف زوبعة التقطيع هذه.

بينما ينظر حوله، تذكر يوجين شيئا ما، ‘فيرموث….’

 

على الرغم من أنها المرة الأولى التي يقدم فيها يوجين هذا العرض، إلا أنه توقع بالفعل أن يرد سيغنارد بهذه الطريقة. حاجز الأشجار الخرافية ليس مطلقًا. السبب في أن هذه القرية التي بنيت من أجل الجان المتجولين استمرت طوال هذه السنوات هو أن سيغنارد قد قطع جميع المتسللين الذين حاولوا الاقتراب منها.

نظر يوجين إلى أوجيتشا بتعبير غير مبال على وجهه. على عكس فروة رأسه الخالية من الشعر، جسد أوجيتشا مغطى بشعر كثيف. أومأ يوجين برأسه لنفسه وشد يده في قبضة.

والأكثر أهمية، لو إن التاجر قد هرب حقا، فقط متى وجد ثغرة للقيام بذلك؟ ظل أوجيتشا ينظر إليه مباشرة، ولم يلتفت أبدًا.

 

 

بووم!

 

انفجرت عاصفة الرياح. مع غرق جسده بالرياح، تمزق كل شعر أوجيتشا من جذوره بسبب الانفجار، ولم يترك خصلة واحدة خلفه.

 

 

على الرغم من أنها المرة الأولى التي يقدم فيها يوجين هذا العرض، إلا أنه توقع بالفعل أن يرد سيغنارد بهذه الطريقة. حاجز الأشجار الخرافية ليس مطلقًا. السبب في أن هذه القرية التي بنيت من أجل الجان المتجولين استمرت طوال هذه السنوات هو أن سيغنارد قد قطع جميع المتسللين الذين حاولوا الاقتراب منها.

“اااااغ!” أطلق أوجيتشا صرخة عالية النبرة وهو يعاني من ألم لم يشعر به من قبل في حياته.

 

 

‘سحر!’ أدرك أوجيتشا بصدمة أنه إرتفع عن الأرض. كما فعل، شعر أن شيئا ما قد توقف.

سقط أوجيتشا الحليق على الأرض، لكنه لم يتمكن من الهبوط على قدميه. أثار يوجين عاصفة رياح أخرى والتي رفعت أوجيتشا مرة أخرى في الهواء.

“بالطبع لا أستطيع فعل ذلك. لأنني لا أعرف ما قد يحدث عندما أكون بعيدا عن القرية.” أوضح سيغنارد.

 

 

“إ-إتركني!” طلب أوجيتشا وهو يحاول بطريقة ما أن يحرر نفسه بعيدًا عن الرياح.

 

 

‘سحر!’ أدرك أوجيتشا بصدمة أنه إرتفع عن الأرض. كما فعل، شعر أن شيئا ما قد توقف.

تمخض قلب أوجيتشا عندما ضغط على كل ما لديه من الطاقة السحرية وصلى بجدية للأرواح التي منحته حمايتها. بالإضافة إلى ذلك، قام بتنشيط سحر قتال قبيلة جارونغ.

‘YEP، إنها تمتلك عقلًا معطوبًا كما هو متوقع.’

 

 

استعار سحر قتال قبيلة جارونغ قوة الأرواح. يمكن اعتباره نوعًا من استحضار الأرواح. ليس جارونغ فقط — هناك العديد من القبائل التي استخدمت هذا النوع من الشعوذة القتالية المشتقة من استحضار الأرواح، والتقنيات التي استخدمها أوجيتشا ليست شيئًا غير مألوف في سمر.

لن ينسى داجارانج أبدًا الألم الذي شعر به للتو عندما أطلقت تلك الأصابع الممدودة كرة الرياح التي هاجمته. وهكذا، لم يستطِع داجارانج إلا أن يركع على ركبتيه بشكل استباقي في وضع التوسل. في جميع السنوات الثلاث والعشرين من حياته، هذه هي المرة الأولى التي يفتقر فيها هذا السيد الشاب إلى الثقة في أن سلطته باعتباره ابن الكونت ستكون كافية لحمايته من التهديد أمامه مباشرة.

 

“لـ-لدي حوالي ثلاثمائة مليون سال نقدًا. أما المجوهرات، لدي حوالي مليار سال.” اعترف داجارانج بصدق.

لكنه شيء لا ينبغي استخدامه في رأي يوجين. شعر يوجين بالأرواح التي تنجذب إلى أوجيتشا. هذا مشابه لكيفية سحر الإستدعاء الأسود للأرواح المستاءة ومحو الأنفس تماما من حياتهم الماضية.

استعار سحر قتال قبيلة جارونغ قوة الأرواح. يمكن اعتباره نوعًا من استحضار الأرواح. ليس جارونغ فقط — هناك العديد من القبائل التي استخدمت هذا النوع من الشعوذة القتالية المشتقة من استحضار الأرواح، والتقنيات التي استخدمها أوجيتشا ليست شيئًا غير مألوف في سمر.

 

 

‘كم هذا مثير للاشمئزاز.’ فكر يوجين بِـإنزعاج.

 

 

 

يكره يوجين هذا النوع من السحر بسبب كم يشبه السحر الأسود. وهكذا، لم يشعر بالحاجة إلى إظهار أي رحمة. بعد كل شيء، خصمه ليس شخصًا يستحق الرحمة من الأساس. هذا اللقيط هو الذي حاول مهاجمته دون أن يستفزه هو.

 

 

“…أعتقد أنه ربما يجب عليك التوجه غربا.” قال سيغنارد بشكل غامض.

“أوواغ!”

 

غطى داجارانج أذنيه، ارتجف جسده وهو يحاول حجب الصراخ الذي يأتي من فوق رأسه. هناك أيضا صوت طقطقة ظهر بينما بدأت عظام أوجيتشا تلتوي بقوة. سرعان ما بدأ أوجيتشا بالصراخ من أجل الرحمة، مما جعل داجارانج يتذكر ذكرى منذ أيام قليلة تمنى بجدية ألَّا يتذكرها أبدًا.

حتى دون مسح القيء الذي يلطخ فمه، قفز داجارانج للخلف. على الأقل، حاول القفز إلى الوراء. كشخص ظل يعاني من زيادة الوزن لمعظم حياته، لم تتمكن ركبتاه المرهقتان من تنفيذ القفزة المفاجئة.

 

بوم!

ذكرى الوحش التي مزق برون إلى قطعتين بهذه السهولة. عيونهم الوحشية التي تومض بالذهب من تحت غطاء رأس رداءهم، والأنياب الحادة التي ظهرت في كل مرة تتجعد فيها شفاه الوحش بإبتسامة.

“هذا هو الثمن الذي دفعته للحفاظ على حياتك.” حذره يوجين وهو ينظر إلى داجارانج بعيون ضيقة. “إذا حاولت أن تجدني مرة أخرى، فلن تكون قادرًا على الدفع لي بالمجوهرات فقط، سآخذ حياتك حقًا على أنها تكلفة خطاياك.”

 

 

‘أر-أريد فقط أن أعود.’ صلى داجارانج بِـيأس. ‘أعود إلى بيتي…إلى شيموين….’

“نعم.” وافق داجارانج بسرعة.

بدأ صوت صرخات أوجيتشا* يتلاشى. ليس ذلك بسبب توقف الصراخ؛ بدلا من ذلك، بدأ مصدر الصراخ يطير بسرعة بعيدًا عن داجارانج.

 

(**بالمناسبة قام المترجم بوضعها أوج-تشان بعد أن تركها مترجمه الآلي من الكورية هكذا ويقول أنه الآن وهو بلا شعر مناسب لتكون تشان مقترنة بإسمه فتركها هكذا.) 

سواء في الماضي أو الحاضر، فإن مثل هذه النظرات المليئة بالتوقعات سلطت ثقلًا لا يطاق. ولكن هل لدى الجان أي خيار آخر غير الصلاة بجدية من أجل نجاح يوجين وكريستينا؟ هم يعرفون أن لا ضمان بأن تبقى قريتهم آمنة. لذلك لم يسعهم إلا تعليق توقعاتهم على يوجين وكريستينا.

 

 

هل سيكون الإنسان قادرا على البقاء على قيد الحياة بعد أن تكون أطرافه ملتوية مثل اللولب ثم يتم إلقاؤها بعيدًا؟ حتى لو سمح لهم القدر بطريقة ما بالبقاء على قيد الحياة، كيف سيكونون قادرين على الاستمرار في العيش في هذه الغابة الوحشية بجسد لا يستطيع التحرك من تلقاء نفسه؟

 

لكن لا شيء من ذلك يهم يوجين. قام بتعبئة صناديق المجوهرات داخل عباءته، ثم عاد إلى العربة.

 

 

 

“أتمنى أن تحظى بموت مريح.” صلت كريستينا في الاتجاه الذي طار فيه أوجيتشا ويداها أمام صدرها.

ظل الجان صامتين تمامًا، ولم يجرؤوا حتى على التنفس. ومع ذلك، حتى عندما بذلوا قصارى جهدهم لعدم جذب الانتباه، رأوا داجارانج الذي لا يزال راكعًا على الأرض. شعر الجان، الذين اعتادوا على التعرض للاضطهاد أثناء بيعهم كعبيد، بمتعة غير مألوفة عندما رأوا هذا النبيل البشري راكعًا على الأرض ويتوسل من أجل حياته، ولم يجرؤ بعد على رفع رأسه.

 

 

أعطت هذه الكلمات لِـيوجين شعور سماع مزحة سيئة، سخر وقال: “من السخف أن نتوقع موتًا مريحًا له. إذا تمكن بطريقة ما من البقاء على قيد الحياة، فهو في مصير أسوأ من الموت؛ وحتى لو هو محظوظ ومات بمجرد أن يضرب الأرض، فسيظل يعاني من كل هذا الألم قبل أن يموت.”

 

ردت كريستينا بإبتسامة ناعمة: “ومع ذلك، بعد وفاته، قد يجد السلام.”

 

 

إرتجف داجارانج من الخوف، ومد يده ببطء إلى جيبه.

‘YEP، إنها تمتلك عقلًا معطوبًا كما هو متوقع.’

“اااااغ!” أطلق أوجيتشا صرخة عالية النبرة وهو يعاني من ألم لم يشعر به من قبل في حياته.

 

توسل داجارانج، “مـ-مـ-من فضلك، من فضلك تجنب حياتي….”

عندما أخفى مثل هذا الأفكار في نفسه، أمسك يوجين باللجام. مع ضربة على الخيل بهذا اللجام، بدأت العربة في التحرك.

 

 

حتى دون مسح القيء الذي يلطخ فمه، قفز داجارانج للخلف. على الأقل، حاول القفز إلى الوراء. كشخص ظل يعاني من زيادة الوزن لمعظم حياته، لم تتمكن ركبتاه المرهقتان من تنفيذ القفزة المفاجئة.

ظل الجان صامتين تمامًا، ولم يجرؤوا حتى على التنفس. ومع ذلك، حتى عندما بذلوا قصارى جهدهم لعدم جذب الانتباه، رأوا داجارانج الذي لا يزال راكعًا على الأرض. شعر الجان، الذين اعتادوا على التعرض للاضطهاد أثناء بيعهم كعبيد، بمتعة غير مألوفة عندما رأوا هذا النبيل البشري راكعًا على الأرض ويتوسل من أجل حياته، ولم يجرؤ بعد على رفع رأسه.

أوجيتشا لا يزال مستلقيا هناك فاقدًا للوعي. ولكن ماذا سيحدث إذا استيقظ؟ هل سيكون أوجيتشا قادرًا على فعل أي شيء لتغيير هذا الوضع؟ سيد حرب قبيلة جارونغ، شخص فقد وعيه بضربة واحدة من تاجر العبيد هذا، والذي توسل من أجل حياته بينما يتبول أمام الوحش الذي قتل برون؟

 

بعد تقديم إنحناءة لسيغنارد، الذي تبع يوجين، التفتت إلى يوجين وسألت، “هل سننطلق الآن؟”

الشيء نفسه ينطبق على لافيرا. لمست الحفرة المشوهة التي كانت ذات يوم عينها اليمنى قبل أن يتم طعنها بالسيف من قبل سيدها السابق ثم كويها. بدأت حرارة غير مألوفة تحترق في محجر عينها. حرارة من نوع مختلف تماما عن الألم الذي شعرت به عندما تم كوي عينها المصابة.

“أوواغ!”

 

بابابانغ!

‘…كم هو رائع.’ فكرت لافيرا في نفسها وهي تحدق في ظهر يوجين بعين عاطفية.

 

 

عاصفة ضخمة ابتلعت أوجيتشا. ثم تحولت العاصفة العادية إلى عاصفةٍ من الشفرات، مما أدى إلى تمزيق ملابس أوجيتشا إلى قطع.

“…أعتقد أنه ربما يجب عليك التوجه غربا.” قال سيغنارد بشكل غامض.

 

 

‘كم هذا مثير للاشمئزاز.’ فكر يوجين بِـإنزعاج.

“كلماتك لا تبدو مؤكدةً جدا.” انتقد يوجين.

 

 

غطى داجارانج أذنيه، ارتجف جسده وهو يحاول حجب الصراخ الذي يأتي من فوق رأسه. هناك أيضا صوت طقطقة ظهر بينما بدأت عظام أوجيتشا تلتوي بقوة. سرعان ما بدأ أوجيتشا بالصراخ من أجل الرحمة، مما جعل داجارانج يتذكر ذكرى منذ أيام قليلة تمنى بجدية ألَّا يتذكرها أبدًا.

“ليس باليد حيلة. أخبرتك أنني لم أتمكن من الاحتفاظ بالذكريات بشكل صحيح.” تذمر سيغنارد بعبوس. “كل ما تبقى من ذكرياتي هو….بعض الذكريات المجزأة. بالاعتماد فقط على هؤلاء، تجولت في بحثٍ يائس عن ملاذنا.”

 

“بما أن هذا هذا هو الحال، إذن لماذا لا نذهب للبحث عنه معًا فقط؟” عرض يوجين، رأسه موجه إلى الجانب.

السبب بسيط جدًا. لم تستطع الأرواح البدائية بدون إرادتها مقاومة قيادة الأرواح العليا، والآن، كل الرياح في المنطقة تحت سيطرة يوجين. بعبارة أخرى، توافق أوجيتشا مع يوجين هو الأسوأ على الإطلاق.

 

 

لم يجيب سيغنارد على الفور. بعد النظر إلى يوجين لبضع لحظات، ابتسم ابتسامة عريضة وهز رأسه.

 

 

 

“بالطبع لا أستطيع فعل ذلك. لأنني لا أعرف ما قد يحدث عندما أكون بعيدا عن القرية.” أوضح سيغنارد.

 

 

تسببت هذه الكلمات في أن يستفيد داجارانج من رأسه على أفضل وجه لأول مرة خلال كل الثلاثة والعشرين عامًا من حياته. توصل على الفور إلى إستنتاج: منذ أن تم نطق الكلمة لاحق، ألا يعني ذلك أن التاجر لم ينوِ قتله؟

على الرغم من أنها المرة الأولى التي يقدم فيها يوجين هذا العرض، إلا أنه توقع بالفعل أن يرد سيغنارد بهذه الطريقة. حاجز الأشجار الخرافية ليس مطلقًا. السبب في أن هذه القرية التي بنيت من أجل الجان المتجولين استمرت طوال هذه السنوات هو أن سيغنارد قد قطع جميع المتسللين الذين حاولوا الاقتراب منها.

 

 

ظل الجان صامتين تمامًا، ولم يجرؤوا حتى على التنفس. ومع ذلك، حتى عندما بذلوا قصارى جهدهم لعدم جذب الانتباه، رأوا داجارانج الذي لا يزال راكعًا على الأرض. شعر الجان، الذين اعتادوا على التعرض للاضطهاد أثناء بيعهم كعبيد، بمتعة غير مألوفة عندما رأوا هذا النبيل البشري راكعًا على الأرض ويتوسل من أجل حياته، ولم يجرؤ بعد على رفع رأسه.

“…..في السنوات الأخيرة، واجهت عددًا من جان الظلام أكثر من المعتاد.”، تمتم سيغنارد وهو يضرب السيف المعلق على جانبه. “في كل مرة يقتربون منها، أمسك بهم، أستجوِبُهم وأُعدمهم. من خلال القيام بذلك، إستطعت فهم ما يجري. لقد سمعت أن الفاسدة، إيريس، تحاول إصابة المزيد من الجان بفسادها من أجل تأمين موقعها.”

نظرت لافيرا إليه أيضًا بعيون مشابهة لعيون ناريسا.

“…” إستمع يوجين بصمت.

لا، ليست كريستينا فقط. العديد من الجان ينظرون أيضًا إلى يوجين بعيون يملأها الأمل.

 

 

“أليس هذا مضحكًا؟ تلك الفتاة وحش — لا، إنها قطعة من القرف لا ينبغي أن توجد حتى. لدرجة أنه من الصعب تصديق أننا كنا في يوم من الأيام من نفس العرق، ناهيك عن الانتماء إلى نفس الأُمة. بعد أن صارت المسؤولة عن ذبح الكثير من الجان قبل ثلاثمائة عام، هل تعتقد حقًا أنها تستطيع فقط أن تأخذ الجان المتبقين في احتضانها في هذه المرحلة؟”

أوجيتشا ليس شخصًا فاز بمنصب سيد الحرب فقط على أساس مظهره المخيف. قامت الطاقة السحرية، التي سرعان ما بدأ في تفعيلها، بتسريع جسد أوجيتشا إلى أن صار مثل الظل المتحرك.

صرير.

العنصر الذي أخرجه داجارانج من جيبه هو عبارة عن محفظة صغيرة. قلب داجارانج المحفظة رأسًا على عقب وهزها. سقطت عدة صناديق مجوهرات كبيرة مع صوت جلجلة.

 

 

أمسك سيغنارد مقبض سيفه بإحكام وهو يطحن أسنانه. “لا أستطيع أن أثق في كلمتها. إيريس وجان الظلام خاصتها يقولون انهم يقدمون للجان المتجولين الخيار فقط، ولكن لا يمكن أن تكون هذه هي الحقيقة. بالتأكيد هي ترعب هؤلاء الجان الفقراء وتحولهم قسرًا إلى جان ظلام. إذا رفض الجان قبول العرض، فمن المؤكد أنهم سَـيُقتَلون. ماذا سيحدث لو أتى جان الظلام….بينما أنا غائب عن القرية؟”

سواء في الماضي أو الحاضر، فإن مثل هذه النظرات المليئة بالتوقعات سلطت ثقلًا لا يطاق. ولكن هل لدى الجان أي خيار آخر غير الصلاة بجدية من أجل نجاح يوجين وكريستينا؟ هم يعرفون أن لا ضمان بأن تبقى قريتهم آمنة. لذلك لم يسعهم إلا تعليق توقعاتهم على يوجين وكريستينا.

شارك سيغنارد في الحرب منذ ثلاثمائة عام. وهو أحد الناجين القلائل الذين بقوا من حُراس الجان. في غابة أضرمتها إيريس، رأى مئات الجثث التي تنتمي إلى الجان الذين سُحِبَتْ أمعائهم. هذا المشهد قد رسخ نفسه بعمق في دماغ سيغنارد، وصار ذكرى لا تتزعزع ظلت تطارده على مدى مئات السنين الماضية.

ومع ذلك، فإن هذا المستوى من التسارع لا يزال يبدو بطيئًا بالنسبة لِـيوجين. نقر على لسانه وضغط برفق بِـقدمه على الأرض.

 

 

“….إذا تمكنا من العثور على ملاذ الجان، فقد يساعدك ذلك في التغلب على صدمتك.” قال يوجين بابتسامة مريرة: “بعد كل شيء، نظرًا لأنه لم يتمكن أحد من العثور عليه لمئات السنين، يجب أن يظل في سلام.”

 

“…نعم، هذا صحيح.” تمتم سيغنارد وهو يخفف قبضته الضيقة على مقبض سيفه.

والأكثر أهمية، لو إن التاجر قد هرب حقا، فقط متى وجد ثغرة للقيام بذلك؟ ظل أوجيتشا ينظر إليه مباشرة، ولم يلتفت أبدًا.

 

ظلت كريستينا تنتظره بالفعل عند مدخل القرية.

“إذا لم نتمكن من العثور عليه، فلا تشعر بخيبة أمل كبيرة.” تابع يوجين: “قد لا تكون كبيرةً مثل سمر، لكن الغابة في منزلنا الرئيسي كبيرةٌ جدًا أيضًا. لن يحدث فرقٌ ملحوظٌ حتى لو بدأ مائة أو نحو ذلك من الجان يعيشون بداخلها.”

 

“…إضافةً إلى ذلك، يجب أن تكون أكثر أمانًا.” تنهد سيغنارد وهو ينظر إلى يوجين بتعبير مرتاح. “…شكرًا لك، هامل.”

 

حاول يوجين التخلص منه، “ماذا تقول فجأة؟”

 

“…لأنه إذا لم تأتِ إلى هنا، لما إمتلكت أي أمل في جعل الجان يغادرون بأمان هذه القرية. وهكذا يجب أن أعرب عن امتناني.” أوضح سيغنارد بصدق.

تلعثم داجارانج، “بـ-بالطبع سأعطيه لك….”

 

نتيجة لذلك، لم يتمكن أوجيتشا حتى من إطلاق صرخة. حيث تلقى هجومًا مفاجئًا سريعًا وحادا للغاية. بضربة واحدة فقط، فقد أوجيتشا وعيه. اتسعت مقلتاه وفقد رؤيته حيث ترنح العملاق الذي يزيد طوله عن مترين على قدميه.

“حسنا، ماذا يمكنني أن أقول.” قبل يوجين هذا الشكر بشخير ووقف. “لذلك على أي حال. يجب أن أذهب غربًا من هنا….هل هناك أي شيء آخر؟”

 

اعترف سيغنارد بتجاهل: “بما أن مئات السنين قد مرت، يجب أن تكون الإتجاهات قد تغيرت أيضًا.”

 

 

‘سحر!’ أدرك أوجيتشا بصدمة أنه إرتفع عن الأرض. كما فعل، شعر أن شيئا ما قد توقف.

سخر يوجين منه قائلًا: “نذلٌ عديم الفائدة.”

 

 

 

“…أثناء التوجه غربًا، انتبه جيدًا للورقة. إذا قمت بذلك، فمن المحتمل أن تكون قادرًا على إيجاد طريقك إلى الملاذ….” خفض سيغنارد نظرته وتنهد ثم أكمل: “…أخشى أنه ليس لدي أي نصيحة أخرى لك.”

 

“إذن فَـهذا كل ما أريد معرفته. سوف أنطلق على الفور.” ربت يوجين على كتف سيغنارد وترك الكوخ.

 

 

 

ظلت كريستينا تنتظره بالفعل عند مدخل القرية.

 

 

 

بعد تقديم إنحناءة لسيغنارد، الذي تبع يوجين، التفتت إلى يوجين وسألت، “هل سننطلق الآن؟”

مكملًا حبل أفكاره، سأل يوجين صديقه القديم، ‘…هل شعرت بهذا يثقل كاهلك أكثر مني؟’

“نعم.” أكد يوجين بإيماءة.

 

 

 

لم تنتظره كريستينا فقط عند المدخل. كل الجان الذين عاشوا في هذه القرية خرجوا لتوديعهم. يبدو أن هناك مؤمنين يعبدون إله النور بينهم، حيث وضع بعض الجان أيديهم معًا وصلوا لكريستينا.

“أوواغ!”

 

 

لا، ليست كريستينا فقط. العديد من الجان ينظرون أيضًا إلى يوجين بعيون يملأها الأمل.

 

 

 

مثل هذه النظرات ليست غريبة عليه.

 

 

اعترف سيغنارد بتجاهل: “بما أن مئات السنين قد مرت، يجب أن تكون الإتجاهات قد تغيرت أيضًا.”

‘إنه ثقيل.’ فكر يوجين مع نفسه.

“….إذا تمكنا من العثور على ملاذ الجان، فقد يساعدك ذلك في التغلب على صدمتك.” قال يوجين بابتسامة مريرة: “بعد كل شيء، نظرًا لأنه لم يتمكن أحد من العثور عليه لمئات السنين، يجب أن يظل في سلام.”

 

سقط رأس أوجيتشا الأصلع للخلف، وسقط في وسط بركة من القيء. داجارانج، الذي لا يزال يتسكع حيث وجد نفسه غير قادر على التخلص من دوار الحركة، لم يستطع إلا أن يصرخ.

سواء في الماضي أو الحاضر، فإن مثل هذه النظرات المليئة بالتوقعات سلطت ثقلًا لا يطاق. ولكن هل لدى الجان أي خيار آخر غير الصلاة بجدية من أجل نجاح يوجين وكريستينا؟ هم يعرفون أن لا ضمان بأن تبقى قريتهم آمنة. لذلك لم يسعهم إلا تعليق توقعاتهم على يوجين وكريستينا.

 

 

“…نعم، هذا صحيح.” تمتم سيغنارد وهو يخفف قبضته الضيقة على مقبض سيفه.

بينما ينظر حوله، تذكر يوجين شيئا ما، ‘فيرموث….’

أقسم داجارانج: “أُقسِمُ على شرف الكونت كوبال، لن يحدث شيء كهذا بالتأكيد.”

ناريسا تبكي وهي تقول وداعا. على الرغم من أنهم سافروا معًا لبضعة أيام فقط، يبدو أنها طورت إعجابًا به. حتى عندما بكت، نظرت إلى يوجين بإعجاب في عينيها الدامعة.

“…..في السنوات الأخيرة، واجهت عددًا من جان الظلام أكثر من المعتاد.”، تمتم سيغنارد وهو يضرب السيف المعلق على جانبه. “في كل مرة يقتربون منها، أمسك بهم، أستجوِبُهم وأُعدمهم. من خلال القيام بذلك، إستطعت فهم ما يجري. لقد سمعت أن الفاسدة، إيريس، تحاول إصابة المزيد من الجان بفسادها من أجل تأمين موقعها.”

 

 

نظرت لافيرا إليه أيضًا بعيون مشابهة لعيون ناريسا.

 

 

بووم!

مكملًا حبل أفكاره، سأل يوجين صديقه القديم، ‘…هل شعرت بهذا يثقل كاهلك أكثر مني؟’

“غاغ!” صرخ أوجيتشا وهو يقف منتصبًا.

الجميع يدعوه بالبطل والحاجة إلى تحمل توقعات الجميع. بغض النظر عن المكان الذي ذهب إليه، فإن أولئك الذين تعرفوا على فيرموث سيطلبون منه دائمًا إنقاذ العالم، هزيمة ملوك الشياطين والإنتقام لمقتل أطفالهم، آبائهم، أُمهاتهم وأصدقائهم.

“أوواارغ….”

 

“ما-ما-ماذا!؟”

“أكره أن أكون بطلًا.” بصق يوجين دون وعي مشاعره الحقيقية.

“ليس باليد حيلة. أخبرتك أنني لم أتمكن من الاحتفاظ بالذكريات بشكل صحيح.” تذمر سيغنارد بعبوس. “كل ما تبقى من ذكرياتي هو….بعض الذكريات المجزأة. بالاعتماد فقط على هؤلاء، تجولت في بحثٍ يائس عن ملاذنا.”

 

“….إذا تمكنا من العثور على ملاذ الجان، فقد يساعدك ذلك في التغلب على صدمتك.” قال يوجين بابتسامة مريرة: “بعد كل شيء، نظرًا لأنه لم يتمكن أحد من العثور عليه لمئات السنين، يجب أن يظل في سلام.”

“…هاه؟” إلتفتت كريستينا إلى يوجين بتعبير محتار على وجهها.

 

 

بينما ينظر حوله، تذكر يوجين شيئا ما، ‘فيرموث….’

“هذا بالضبط ما أشعر به.” تمتم يوجين بتجاهل.

 

في الواقع، لقد رمش عدة مرات. نظرًا لأنه إنسان فقط، لم يستطع أوجيتشا بالتأكيد الإستمرار في فتح عينيه دون أن يرمش.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط