نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 104

سيينا (1)

سيينا (1)

الفصل 104: سيينا (1)

 

بعد أيام قليلة من توجههم غربًا، بإتباع توجيهات سيغنارد.

في هذه الحالة، ألن يكون من الأفضل له الانتظار في مكان سيتأكدون من العودة إليه؟

 

 

بعد مغادرة قرية الجان المتجولين، لم يواجهوا أي شيء مزعج بشكل خاص. لقد واجهوا بعض الوحوش واكتشفوا آثارًا للقبائل المجاورة، لكنهم لم يصادفوا أيًا من السكان الأصليين.

[هذا صحيح. الأرواح البدائية تشبه الطاقة السحرية. يمكن أن تراهم حتى….كَـجانب آخر من الطاقة السحرية. تمامًا مثل كيفية وجود الطاقة السحرية في كل مكان في الوجود، كذلك الأرواح البدائية. تتكون كل من الرياح، الأرض، النار والماء من الطاقة السحرية والأرواح البدائية.]

 

 

“…آه.” صدم يوجين للحظات.

 

 

وومب!

شعر بِـحركة قادمة من ورقة شجرة العالم التي قد خزنها في جيب صدره. وليس مجرد وهم. تركزت معظم حواس يوجين على هذه الورقة المجففة خلال الأيام القليلة الماضية من السفر، يوجين ليس أحمق بما يكفي لإرتكاب مثل هذا الخطأ بغض النظر عن مدى شغفه بإنتظار الرد.

 

 

ملفوفين بأغصان الأشجار مع تعبيرات مريحة على وجوههم، وقد دفنوا في جدران هذا الممر الواسع.

سحب يوجين الورقة على الفور من جيبه. هدأت الرياح التي تهب نحوهم ثم حدق في الورقة وهو يمسكها في راحة يده.

 

 

 

بدأت الورقة تتحرك مرة أخرى. بعد أن جاءت إلى جانبه في مرحلة ما، أشرق وجه كريستينا عندما رأت هذا.

“سيدي يوجين.” نادته كريستينا.

 

[هذا الشعور….إنه مثل….إنه يذكرني بهالة ملك الشياطين الشريرة.]

تحركت الورقة في كف يوجين ببطء. في حين تحركت باستمرار قليلًا، تحركت الورقة إلى الأمام في اتجاه معين.

 

 

[هذا مستحيل. الأرض هنا ميتة. هذا هو الحال منذ بعض الوقت. بدون توفير كمية هائلة من الطاقة السحرية، من المستحيل إحياء هذا المكان.]

“إنها مثل البوصلة.” تمتم يوجين وهو يعيدها داخل جيبه.

بعد ذلك بوقت قصير….

 

ومع ذلك، إتضح أن الأمور ليست بهذه السهولة. بالنسبة للروح، العقود مطلقة. بغض النظر عن مقدار السلطة التي يمتلكها تيمبست كملك أرواح الرياح، من المستحيل بالنسبة له جعل أرواح الرياح التي تحت قيادته تسرب أي معلومات عمَّن تعاقدت معها.

“لماذا تعيدها إلى جيبك؟” سألت كريستينا.

 

 

“هل تسخر مني؟”

“إنها مرهقة من إمساكها في يدي ونحن نسافر. على أي حال، حتى لو احتفظت بها في جيبي، لا يزال بإمكاني الشعور بالمكان الذي تحاول التوجه إليه.” أوضح يوجين.

قال بصوت مرتجف: “مرحبًا.”

 

 

هذا الاتجاه….بعيد قليلًا عن جهة الغرب. بدا الأمر وكأن ذاكرة سيغنارد لم تخطئ، لذا لكي يفشل في العثور على منطقة الجان حتى مع ذلك، يجب أن يكون هناك سبب آخر منعه من القيام بذلك. بينما يشعر بقلبه ينبض بالإثارة، سَرَّعَ يوجين خطواته.

‘لا تقل شيئًا سخيفًا جدًا. هذه هي أراضي الجان. هذه هي شجرة العالم أمامنا مباشرة.’ رد يوجين بقوة وهو يسير إلى الأمام.

 

“….لا يبدو أن هناك أي شخص هنا.” غمغم يوجين.

عندما ذهبوا في الاتجاه الذي تشير إليه، أصبح رد فعل الورقة أقوى. في البداية، حدث الأمر كَـحركة بسيطة فقط، لإظهار أنهم يسيرون في الاتجاه الصحيح، لكنها الآن تتأرجح عمليا كما لو إنها تحاول الخروج من جيبه.

 

 

‘أليس هذا هو الحال؟’

مع نمو رد فعل الورقة بشكل أقوى، صارت خطوات يوجين أيضًا أسرع. دون أن تفقد مسار حركات يوجين، استمرت كريستينا في اللحاق به.

مثل كل الجان الآخرين، هي تنام بعمق.

 

الفصل 104: سيينا (1)

“سيدي يوجين.” نادت كريستينا.

 

 

“….إنها مثل المظلة.” تمتم يوجين بصوت منخفض.

رد يوجين: “أعلم.” وصوته يرتجف قليلا.

جعل الصوت الموحد لنبضات قلبهم هذا المقطع يبدو وكأنه طبل عملاق.

 

تجاهل يوجين ذلك وقفز من الجرف، مع كريستينا ترفع جناحيها من الضوء وتتبعه.

حتى أثناء تركيزه على التحرك إلى الأمام، لم يفوت يوجين التغييرات التي تحدث من حولهم. بدأت الرياح في تتحرك وأعطت شعورًا بأنها مختلفة عن النسيم العادي.

مد يوجين يده المرتجفة لِـلَمسِ سيينا. لكن في النهاية، لم يستطع فعل ذلك. لقد خشيَّ أن تتحطم سيينا إلى قطع إذا لمسها بلا مبالاة. مثل كل الأشجار الميتة والساقطة التي رآها في الطريق قبل وصوله إلى هنا.

 

رد يوجين: “أعلم.” وصوته يرتجف قليلا.

ليست الرياح فقط. أعطت الأرض والأشجار أيضًا شعورًا مختلفًا عن الغابة التي ظل هذان الشخصان يسيرانِ فيها خلال الشهرين الماضيين أو نحو ذلك.

 

 

[هذا صحيح. الأرواح البدائية….لا، أرواح شجرة العالم. ربما لم يشكلوا الأنا بعد، لكنهم يراقبونك.]

لكن، لم يستطِع يوجين معرفة ما هو مختلف عنه بالضبط. وهكذا أخرج وينِد من عباءته.

 

 

 

[…هذا مثير للدهشة.]

“ماذا علينا أن نفعل عندما نريد أن نعود؟” سألت كريستينا بِـقلق.

رن صوت تيمبست داخل رأس يوجين. دون الحاجة إلى أي تفسير على الإطلاق، أدرك تيمبست الوضع على الفور.

‘…تم ثقب صدرها.’

 

 

[روح بدائية….لا، هل يمكن أن تكون هذه روح شجرة العالم؟]

 

‘ماذا يعني ذلك؟’ سأل يوجين.

“هل تسخر مني؟”

 

“فاتني ذلك.” تمتم الرجل ذو القلنسوة المرتفعة وهو يشم الهواء.

[هل تعرف ما هي الروح البدائية؟]

 

‘بالطبع أعرف. إنها أدنى فئة من الأرواح والتي لا تمتلك إرادة خاصة.’

 

ضحك تيمبست ضحكة مكتومة منخفضة عند سماع هذه الإجابة.

بعد أن هبط الاثنان في قاع الجرف، ساروا إلى المدينة. المباني قديمة، مع جذور تنمو من الأرض وتلتف حول المباني.

 

 

[أدنى فئة من الأرواح أنت تقول….حسنًا، أعتقد أنه يمكنك أيضًا رؤيتها بهذه الطريقة.]

‘حسنا، هذا طبيعي. ولكن ما دخل كل هذا بِـروح شجرة العالم؟’

‘أليس هذا هو الحال؟’

الطريق مغلق الآن مرةً أخرى.

[الأرواح البدائية هي الجوهر النقي للأرواح. أضعف من أرواح الرياح الدنيا، السيلف، الروح البدائية لا يمكنها حتى مقاومة النسيم الذي يمكن أن تنتجه السيلف، لكن….الأرواح البدائية لن تفقد نفسها حتى عندما تكون عالقة في نسيم السيلف.]

فقط أن…..لديها ثقب ضخم في صدرها. الشيء الذي يبقيها على قيد الحياة هو شجرة العالم، التي تلتف أغصانها حول نصف جسدها.

‘….’ استمع يوجين بصمت.

 

 

 

[سواء أنا، ملك الأرواح، أو سيلف، روح أقل، جميعنا كنا أرواحًا بدائية في مرحلة ما.]

 

بعد التفكير لبضع لحظات، سأل يوجين، ‘….هل هي حالة مماثلة للطاقة السحرية؟’

إذا تم تنشيط التربة وزرعت البذور، هل ستكون قادرة على جعل هذا المكان صالحًا للعيش؟

[هذا صحيح. الأرواح البدائية تشبه الطاقة السحرية. يمكن أن تراهم حتى….كَـجانب آخر من الطاقة السحرية. تمامًا مثل كيفية وجود الطاقة السحرية في كل مكان في الوجود، كذلك الأرواح البدائية. تتكون كل من الرياح، الأرض، النار والماء من الطاقة السحرية والأرواح البدائية.]

 

‘ولكن لماذا ردك يبدو غامضًا جدًا عندما قلت انك كنت في مرحلة ما روحًا بدائية؟’ أشار يوجين.

بعد اجتياز الجان الذين سقطوا في نوم عميق، توقفت خطوات يوجين.

 

[هذا مستحيل. الأرض هنا ميتة. هذا هو الحال منذ بعض الوقت. بدون توفير كمية هائلة من الطاقة السحرية، من المستحيل إحياء هذا المكان.]

[هامل، هل لديك أي ذكريات عن عندما كنت جنينًا؟]

“وماذا في ذلك، هل يشعرون بالترحيب؟”

‘…لدي ذكريات عن لحظة ولادتي.’

 

[ومع ذلك، لا تتذكر الوقت الذي كنت فيه في رحم أمك. حتى حقيقة أن ذكرياتك تبدأ من اللحظة التي ولدت فيها هي لأنك تجسدت من جديد بذكريات وشخصية حياتك السابقة. الناس العاديون، بغض النظر عن مدى جودة ذاكرتهم، لن يكونوا قادرين على تذكر اللحظة التي ولدوا فيها.]

 

‘حسنا، هذا طبيعي. ولكن ما دخل كل هذا بِـروح شجرة العالم؟’

‘لا، بالنظر إلى قِدَمِها، فهي حقا آثار عتيقة.’ بينما صحح يوجين نفسه، نظر إلى الوراء.

بعد أن وقع عقدًا مع تيمبست، اعتقد يوجين أنه بعد مجيئه إلى سمر، ربما سيكون قادرًا على الحصول على تيمبست لمساعدته في العثور على الجان وملاذ الجان الخاص بهم. تيمبست هو ملك الريح، مع قيادة أعلى أرواح الرياح، وبما أن الجان لديهم تقارب فطري مع الأرواح، فقد تمكن عرقهم بأكمله من توقيع عقود مع الأرواح دون الحاجة إلى تعلم أي تقنيات استدعاء روحية معينة.

بعد أن وقع عقدًا مع تيمبست، اعتقد يوجين أنه بعد مجيئه إلى سمر، ربما سيكون قادرًا على الحصول على تيمبست لمساعدته في العثور على الجان وملاذ الجان الخاص بهم. تيمبست هو ملك الريح، مع قيادة أعلى أرواح الرياح، وبما أن الجان لديهم تقارب فطري مع الأرواح، فقد تمكن عرقهم بأكمله من توقيع عقود مع الأرواح دون الحاجة إلى تعلم أي تقنيات استدعاء روحية معينة.

 

 

ومع ذلك، إتضح أن الأمور ليست بهذه السهولة. بالنسبة للروح، العقود مطلقة. بغض النظر عن مقدار السلطة التي يمتلكها تيمبست كملك أرواح الرياح، من المستحيل بالنسبة له جعل أرواح الرياح التي تحت قيادته تسرب أي معلومات عمَّن تعاقدت معها.

بدأت الورقة تتحرك مرة أخرى. بعد أن جاءت إلى جانبه في مرحلة ما، أشرق وجه كريستينا عندما رأت هذا.

 

 

[تماما كما كنت أقول.]

قبل مرور الكثير من الوقت، وصل يوجين مباشرة عند سفح شجرة العالم. الموقع الدقيق….حسنا، لا يهم أين بالضبط. أخذ يوجين الورقة من جيبه وجعلها قريبة من شجرة العالم.

إمتلأ صوت تيمبست بإثارة لا يمكن إخفاؤها.

“…آه.” صدم يوجين للحظات.

 

شعر بِـحركة قادمة من ورقة شجرة العالم التي قد خزنها في جيب صدره. وليس مجرد وهم. تركزت معظم حواس يوجين على هذه الورقة المجففة خلال الأيام القليلة الماضية من السفر، يوجين ليس أحمق بما يكفي لإرتكاب مثل هذا الخطأ بغض النظر عن مدى شغفه بإنتظار الرد.

[لو إن الروح التي تسكن في الرياح تسمى روح الرياح، فإن الروح التي تسكن في شجرة العالم يجب أن تكون روح شجرة العالم. إنه تختلف عن روح شجرة عادية.]

 

‘…أليست شجرة العالم في الأساس مجرد شجرة خرافية قديمة؟’

 

[هل أنت جاد حقًا؟!]

رد يوجين: “أعلم.” وصوته يرتجف قليلا.

‘لا، أردت فقط أن أحاول قول ذلك. حتى أنا أعلم أن شجرة العالم خاصة.’

‘…تم ثقب صدرها.’

لا يمكن القول عن الشجرة التي تمكنت شتلة شابة منها من إقامة حاجز ومنع تقدم المرض الشيطاني مجرد شجرة عتيقة موجودة منذ فترة طويلة. من الأساس، الأشجار الخرافية نادرة للغاية وتستخدم كمواردٍ سحرية قوية.

[لو إن الروح التي تسكن في الرياح تسمى روح الرياح، فإن الروح التي تسكن في شجرة العالم يجب أن تكون روح شجرة العالم. إنه تختلف عن روح شجرة عادية.]

 

لقد وجد أخيرًا بعض الجان.

[…لطالما وضع الجان إيمانهم في شجرة العالم. إنهم يعتقدون أن أسلافهم الموتى وأولئك الذين فقدوهم — كل أرواح الجان تسترشد بشجرة العالم بعد وفاتهم، ويعتقدون أيضًا أن الشجرة ستحمي عرقهم دائمًا.]

قرر التخلي عن مطاردة روائحهم.

‘لكن الأمر ليس كما لو إن كل الجان يؤمنون بهذا. بعد كل شيء، هناك أيضًا الجان الذين يؤمنون بإله النور.’

 

[أليس هذا شيئا لا مفر منه؟ الإيمان هو الخيار الذي يتخذه الجميع بأنفسهم. على أي حال، فإن شجرة العالم هي وجود روحي وقوي حصل على معظم إيمان عرقٍ كامل.]

شعر بِـحركة قادمة من ورقة شجرة العالم التي قد خزنها في جيب صدره. وليس مجرد وهم. تركزت معظم حواس يوجين على هذه الورقة المجففة خلال الأيام القليلة الماضية من السفر، يوجين ليس أحمق بما يكفي لإرتكاب مثل هذا الخطأ بغض النظر عن مدى شغفه بإنتظار الرد.

الغابة — لا، الفضاء نفسه بدأ يهز. بدأت الأرض تتحرك ببطء وبدا أن الأشجار تتراجع.

بوم. بوم.

 

هم حاليا على قمة جرف، وأسفلهم إمتدت مدينة. مدينة موجودة منذ مئات السنين. بالنظر إلى الأمر هكذا، بدا الأمر وكأنه خراب قديم.

[على الرغم من أنني ملك أرواح الرياح، لا أستطيع السيطرة على الرياح في هذا المكان. لن أكون الوحيد أيضًا. بغض النظر عن أي ملك أرواح هو، فإنه لن يكون قادرًا على السيطرة على الأرواح المقيمين هنا.]

وقف يوجين بحذر. ثم، دون أن يقول أي شيء، تقدم إلى البحيرة. دعم سطح البحيرة قدم يوجين دون حتى تموج.

الورقة في جيب يوجين تهتز. عندما أخرجها، رأى أنها تصدر شعاعًا ساطعًا من الضوء. ثم بدأت تطفو في الهواء من تلقاء نفسها. لم يحتفظ يوجين بالورقة.

‘إنها ميتة.’

 

لا، لم يستطع رؤية السماء بغض النظر عن مدى محاولته. كل ما يمكن رؤيته، بغض النظر عن المكان الذي استدار إليه، هي الأغصان والأوراق.

وومب!

لم يستطع رؤية المسار الذي ربطهم بهذا الموقع. جذور الأشجار والكروم والتربة متشابكة مع بعضها البعض، مما أدى إلى سد المسار الذي قادهم إلى هنا.

الفضاء أمامهم تشوف وفتح مسار. عندما طارت الورقة في الممر، مد يوجين يده إلى كريستينا. ترددت كريستينا للحظة ثم أخذت يد يوجين.

قد يبدو الأمر وكأنه استعارة سيئة، لكن هذا المشهد أمامهم بدا حقا وكأنه مظلة. بدت الفروع والأوراق الخضراء التي لا تعد ولا تحصى للشجرة الضخمة التي أمامهم، شجرة العالم، وكأنها مظلة غطت السماء.

 

 

“…هل سيكون خطيرًا….؟” سألت كريستينا بتردد.

 

 

تجاهل يوجين ذلك وقفز من الجرف، مع كريستينا ترفع جناحيها من الضوء وتتبعه.

“مستحيل.” تمتم يوجين وهو يقترب من كريستينا. ثم انطلق من الأرض وقفز إلى الحفرة في الفضاء.

‘ماذا عن الأرواح؟’

 

 

بعد أن مر الاثنان من خلال الفتحة، أُغلِقَت الفتحة مرة أخرى. عادت الغابة التي زحفت بعيدًا لفتح مسار إلى مظهرها الأصلي.

وقف يوجين بحذر. ثم، دون أن يقول أي شيء، تقدم إلى البحيرة. دعم سطح البحيرة قدم يوجين دون حتى تموج.

 

“…إلى أين ذهب الجان؟” تحدثت كريستينا.

بعد ذلك بوقت قصير….

مع نمو رد فعل الورقة بشكل أقوى، صارت خطوات يوجين أيضًا أسرع. دون أن تفقد مسار حركات يوجين، استمرت كريستينا في اللحاق به.

 

بصوت يهتز، سأل: “ماذا حدث لك؟”

بوم!

 

من مكان بعيد، سقط رجل على الأرض. بعد تنظيف الغبار من هبوطه، التفت للنظر إلى المناطق المحيطة. حتى الأشجار التي زحفت بعيدا عن طريقها لفتح مسار قد عادت بالفعل إلى طبيعتها، كما أن التربة التي انقلبت قد تراجعت أيضا.

ثم استسلم يوجين أخيرًا، وأسقط وجهه في يديه وهو يبكي.

 

ابتسم يوجين وهو يحدق فيما حوله.

الطريق مغلق الآن مرةً أخرى.

 

 

 

“فاتني ذلك.” تمتم الرجل ذو القلنسوة المرتفعة وهو يشم الهواء.

الفضاء أمامهم تشوف وفتح مسار. عندما طارت الورقة في الممر، مد يوجين يده إلى كريستينا. ترددت كريستينا للحظة ثم أخذت يد يوجين.

 

عبروا المدينة واقتربوا من شجرة العالم. لقد بدت كبيرة بالفعل عندما كانوا يشاهدونها من مسافة بعيدة، ولكن مع اقترابهم، بدأوا يدركون مدى ضخامة شجرة العالم حقا. الشجرة على الأقل كبيرة مثل الجبل.

الرائحة….إختفت. على الرغم من اختفائهم بالتأكيد في هذا الموقع، إلا أنه لم يتم ترك أي أدلة حول مكان وجودهم، كما لو إن كل ذلك هو مجرد وهم.

الورقة في جيب يوجين تهتز. عندما أخرجها، رأى أنها تصدر شعاعًا ساطعًا من الضوء. ثم بدأت تطفو في الهواء من تلقاء نفسها. لم يحتفظ يوجين بالورقة.

 

 

“اللعنة.” بصق الرجل لعنة، مع تجهم يلف شفتيه.

ثم وجدها.

 

 

لقد أراد فقط أن يتبعهم بسلام إلى وجهتهم، ولكن يعتقد أن الأمور ستنتهي حقا على هذا النحو….هذا كله لأن هذا الشقي الصغير هو حساس للغاية. لهذا تخلف قليلًا للتأكد من الحفاظ على مسافة جيدة ومتابعتهما.

 

 

 

فكر الرجل في نفسه، ‘ هل يمكن أن يكونوا….في مكان قريب؟’

أي نوع من التعابير يجب أن يظهر؟

لا توجد طريقة لمعرفة ذلك. على الرغم من أنه يجب أن يكونوا هنا الآن….لقد تم مسح أثر رائحتهم من هذا الموقع. يبدو أن روائحهم تطفو في مكان مختلف تمامًا — لا، روائحهم منتشرة في جميع أنحاء رقعة الغابة المحيطة. هل ذلك لأن الأشجار قد إنحرفت جانبًا لخلق مسار، وهذا قد خلق عاصفة من الرياح؟

 

‘انها مثل متاهة.’ لاحظ الرجل كما تحسس مسارات الرائحة المختلفة والتي لا تعد ولا تحصى.

 

 

قال لها يوجين، “إنتظري هنا.”

قرر التخلي عن مطاردة روائحهم.

الغابة — لا، الفضاء نفسه بدأ يهز. بدأت الأرض تتحرك ببطء وبدا أن الأشجار تتراجع.

 

“…نعم، يبدو الأمر هكذا.” وافقت كريستينا أيضًا على ملاحظته. “يبدو أن كل شيء في هذا المكان مرتبط بشجرة العالم. ومع ذلك، هذا كل ما في الأمر. على عكس ما رأيناه….الطاقة السحرية هنا غير موجودة تقريبًا.”

حسنا اذن، ماذا يفعل الآن؟ هل يجب أن ينتظر هنا دون تفكير، عندما لم يملك أي فكرة عن موعد عودتهم؟ ليس الأمر كما لو إنه هناك أي ضمان بأنهم سيعودون في نفس المكان، هل هناك؟ نظرًا لأن هذا هو الحال، فقد ينتهي به الأمر بالانتظار هنا لفترة طويلة، فقط لعدم تحقيق أي شيء. شعر الرجل بالاشمئزاز من مثل هذا الاحتمال.

 

 

الفصل 104: سيينا (1)

في هذه الحالة، ألن يكون من الأفضل له الانتظار في مكان سيتأكدون من العودة إليه؟

 

“….وااو….” لهثت كريستينا.

“هل تتحدث عن الأرواح؟”

 

 

‘هل يعرف هذا الشخص حقًا كيف يصدر مثل هذا الصوت البريء؟’

 

أدار يوجين رأسه وهو يسمع هذا التعجب الواضح القادم من بجانبه. بدا مظهر الرهبة على وجه كريستينا نقيًا لدرجة أنه يمكن بسهولة تسميته بأجمل تعبير رآه عليها على الإطلاق. بلا أي من الغطرسة خاصتها أو تعجرفها. أُعجبت كريستينا بصدق بالمشهد أمامها.

[أدنى فئة من الأرواح أنت تقول….حسنًا، أعتقد أنه يمكنك أيضًا رؤيتها بهذه الطريقة.]

 

لم يستطع رؤية المسار الذي ربطهم بهذا الموقع. جذور الأشجار والكروم والتربة متشابكة مع بعضها البعض، مما أدى إلى سد المسار الذي قادهم إلى هنا.

‘هذا لا مفر منه.’ وضع يوجين ورقة شجرة العالم مرة أخرى في جيبه وتطلع إلى الأمام. كما شعر بنفس الإعجاب عند رؤيته أمامه.

“وماذا في ذلك، هل يشعرون بالترحيب؟”

 

مشى يوجين بصمت في الممر الطويل الذي في الداخل. هذا المكان هو داخل شجرة العالم. الطاقة السحرية في الخارج نادرة بالتأكيد، ولكن هناك المزيد من الطاقة السحرية داخل الشجرة نفسها أكثر من أي مكان ذهب إليه يوجين.

“….إنها مثل المظلة.” تمتم يوجين بصوت منخفض.

 

 

مد يوجين يده المرتجفة لِـلَمسِ سيينا. لكن في النهاية، لم يستطع فعل ذلك. لقد خشيَّ أن تتحطم سيينا إلى قطع إذا لمسها بلا مبالاة. مثل كل الأشجار الميتة والساقطة التي رآها في الطريق قبل وصوله إلى هنا.

قد يبدو الأمر وكأنه استعارة سيئة، لكن هذا المشهد أمامهم بدا حقا وكأنه مظلة. بدت الفروع والأوراق الخضراء التي لا تعد ولا تحصى للشجرة الضخمة التي أمامهم، شجرة العالم، وكأنها مظلة غطت السماء.

 

 

 

قالت كريستينا: “بدلًا من المظلة….يبدو الأمر أشبه بسقف ضخم.”

لكن، لم يستطِع يوجين معرفة ما هو مختلف عنه بالضبط. وهكذا أخرج وينِد من عباءته.

 

 

“حسنا، قد يكون هذا صحيحا. لكن في النهاية، كلاهما يغطي الأشياء، صحيح؟” أجاب يوجين وهو ينظر إلى السماء.

 

 

جعل الصوت الموحد لنبضات قلبهم هذا المقطع يبدو وكأنه طبل عملاق.

لا، لم يستطع رؤية السماء بغض النظر عن مدى محاولته. كل ما يمكن رؤيته، بغض النظر عن المكان الذي استدار إليه، هي الأغصان والأوراق.

“…آه.” لهث يوجين.

 

ملفوفين بأغصان الأشجار مع تعبيرات مريحة على وجوههم، وقد دفنوا في جدران هذا الممر الواسع.

هم حاليا على قمة جرف، وأسفلهم إمتدت مدينة. مدينة موجودة منذ مئات السنين. بالنظر إلى الأمر هكذا، بدا الأمر وكأنه خراب قديم.

قام يوجين بتقييم المدينة. ‘سيكون من المستحيل على أي من الجان المتجولين الانتقال إلى هنا.’

 

 

‘لا، بالنظر إلى قِدَمِها، فهي حقا آثار عتيقة.’ بينما صحح يوجين نفسه، نظر إلى الوراء.

وقف يوجين بحذر. ثم، دون أن يقول أي شيء، تقدم إلى البحيرة. دعم سطح البحيرة قدم يوجين دون حتى تموج.

 

“…آه.” لهث يوجين.

لم يستطع رؤية المسار الذي ربطهم بهذا الموقع. جذور الأشجار والكروم والتربة متشابكة مع بعضها البعض، مما أدى إلى سد المسار الذي قادهم إلى هنا.

 

 

 

“ماذا علينا أن نفعل عندما نريد أن نعود؟” سألت كريستينا بِـقلق.

“سيينا ميردين.” قال يوجين اسمها.

 

“اللعنة.” بصق الرجل لعنة، مع تجهم يلف شفتيه.

“حسنا، من يدري.” أجاب يوجين عندما بدأ يمشي إلى الأمام. “في الوقت الحالي….يمكننا أن نعرف هذا فقط. قد يكون هذا المكان جميلًا، لكنه ليس مكانًا يمكن لأي شيء أن يعيش فيه.”

 

“…نعم، يبدو الأمر هكذا.” وافقت كريستينا أيضًا على ملاحظته. “يبدو أن كل شيء في هذا المكان مرتبط بشجرة العالم. ومع ذلك، هذا كل ما في الأمر. على عكس ما رأيناه….الطاقة السحرية هنا غير موجودة تقريبًا.”

 

هذه مشكلة غريبة. تتميز شجرة العالم بمكانة رائعة، للوهلة الأولى بدت مليئة بالطاقة السحرية، تمامًا مثل المنطقة الموجودة في غابة لايونهارت المحيطة بالنهر. ومع ذلك، لم توجد هنا تقريبًا أي طاقة سحرية يمكن استشعارها. حتى كل هذه الأوراق الخضراء، من الخارج قد تبدو مليئة بالحيوية، ولكن لسبب ما أعطت شعورًا أنها ستنهار إلى غبار إذا حاول لمسها.

بوم. بوم.

 

بعد مغادرة قرية الجان المتجولين، لم يواجهوا أي شيء مزعج بشكل خاص. لقد واجهوا بعض الوحوش واكتشفوا آثارًا للقبائل المجاورة، لكنهم لم يصادفوا أيًا من السكان الأصليين.

‘ما الذي يجري هنا؟’ فكر يوجين في نفسه.

‘….’ استمع يوجين بصمت.

 

‘….’ استمع يوجين بصمت.

تم تذكيره بقبر فيرموث، المساحة المليئة بالزهور الاصطناعية المتفتحة. الأشجار والعشب هنا ليسوا مزيفين، ولكن في حين أنها قد تكون حقيقية، إلا أنها بلا حياة.

 

 

 

[هل كل الطاقة السحرية تتركز في الحاجز؟]

بعد اجتياز الجان الذين سقطوا في نوم عميق، توقفت خطوات يوجين.

‘ماذا عن الأرواح؟’

“مستحيل.” تمتم يوجين وهو يقترب من كريستينا. ثم انطلق من الأرض وقفز إلى الحفرة في الفضاء.

[هممم….هذا غريب.] تمتم تيمبست. [الأرواح صامتة. هم هناك، لكنهم لا يظهرون أنفسهم.]

[سواء أنا، ملك الأرواح، أو سيلف، روح أقل، جميعنا كنا أرواحًا بدائية في مرحلة ما.]

تجاهل يوجين ذلك وقفز من الجرف، مع كريستينا ترفع جناحيها من الضوء وتتبعه.

قرر التخلي عن مطاردة روائحهم.

 

[سواء أنا، ملك الأرواح، أو سيلف، روح أقل، جميعنا كنا أرواحًا بدائية في مرحلة ما.]

بعد أن هبط الاثنان في قاع الجرف، ساروا إلى المدينة. المباني قديمة، مع جذور تنمو من الأرض وتلتف حول المباني.

 

 

‘انها مثل متاهة.’ لاحظ الرجل كما تحسس مسارات الرائحة المختلفة والتي لا تعد ولا تحصى.

“….لا يبدو أن هناك أي شخص هنا.” غمغم يوجين.

 

 

“…آه.” لهث يوجين.

توقع يوجين أن يكون الجان هنا في انتظارهم. ومع ذلك، لا يوجد هنا جان يمكن العثور عليهم في أي مكان في المدينة. على الرغم من أن المكان جميل، إلا أنه لا يمكن لأحد أن يعيش هنا. الطاقة السحرية خافتةٌ جدًا ولا يوجد هنا كمية كافية تمكن الناس من العيش بها.

 

 

وومب!

عندما مروا عبر المدينة، رأوا بعض الأشجار الجافة.

 

 

 

هذه الأشجار ملفوفة ومتصلة بجذور شجرة العالم، لكنها ليست أشجارًا خرافية. بدلًا من ذلك، هناك عدة أنواع مختلفة من أشجار الفاكهة. اقترب يوجين من إحدى الأشجار ووضع يده عليها.

 

 

‘ماذا تقصد بذلك؟’

‘إنها ميتة.’

“لا، أنا جاد هنا. هذا ليس مكانا مناسبا لشخص ما للعيش فيه. لا يوجد أي جان يعيشون هنا أيضًا. هل تعتقدين حقًا أن جميع الجان الذين يعيشون هنا قتلوا؟ المدينة في حالة جيدة جدا بحيث لا يمكن أن يكون ذلك صحيحا.”

شعر أن الشجرة ستنهار بضغطة طفيفة من يده.

 

 

بعد مغادرة قرية الجان المتجولين، لم يواجهوا أي شيء مزعج بشكل خاص. لقد واجهوا بعض الوحوش واكتشفوا آثارًا للقبائل المجاورة، لكنهم لم يصادفوا أيًا من السكان الأصليين.

ليست الأشجار فقط. جفت التربة أيضًا. لم تحتوِ أي من الآبار الموجودة في جميع أنحاء المدينة على أي مياه.

قالت كريستينا: “بدلًا من المظلة….يبدو الأمر أشبه بسقف ضخم.”

 

 

قام يوجين بتقييم المدينة. ‘سيكون من المستحيل على أي من الجان المتجولين الانتقال إلى هنا.’

مع نمو رد فعل الورقة بشكل أقوى، صارت خطوات يوجين أيضًا أسرع. دون أن تفقد مسار حركات يوجين، استمرت كريستينا في اللحاق به.

إذا تم تنشيط التربة وزرعت البذور، هل ستكون قادرة على جعل هذا المكان صالحًا للعيش؟

 

[هذا مستحيل. الأرض هنا ميتة. هذا هو الحال منذ بعض الوقت. بدون توفير كمية هائلة من الطاقة السحرية، من المستحيل إحياء هذا المكان.]

 

كم سيكون ذلك بالضبط؟’

‘إنها ميتة.’

[بمقارنتها مع الخط السحري في ملكية عشيرة لايونهارت….ستحتاج إلى عدة أضعاف ذلك من الطاقة السحرية.]

‘ما الذي يجري هنا؟’ فكر يوجين في نفسه.

‘ماذا لو إمتلكنا قلب التنين؟’

 

[…هل يمكن أنك تفكر حقًا في سرقة عصاة سيينا؟]

بعد التفكير لبضع لحظات، سأل يوجين، ‘….هل هي حالة مماثلة للطاقة السحرية؟’

آكاشا هي عصاةٌ سحريةٌ مصنوعةٌ من فرع من شجرة العالم وقلب التنين.

‘ماذا لو إمتلكنا قلب التنين؟’

 

 

‘لو توجب علي ذلك.’ اعترف يوجين.

رن صوت تيمبست داخل رأس يوجين. دون الحاجة إلى أي تفسير على الإطلاق، أدرك تيمبست الوضع على الفور.

 

 

[حتى قلب التنين لن يكون كافيًا. أشعر أن هذا قد يتطلب أكثر من مجرد طاقة سحرية. هامل، أستطيع أن أشعر بعدم الراحة غير المعروفة قادمة من هذا الفضاء كله.]

وفي الأسفل، هناك بحيرة ضخمة عند سفح شجرة العالم.

‘ماذا تقصد بذلك؟’

“حسنا، من يدري.” أجاب يوجين عندما بدأ يمشي إلى الأمام. “في الوقت الحالي….يمكننا أن نعرف هذا فقط. قد يكون هذا المكان جميلًا، لكنه ليس مكانًا يمكن لأي شيء أن يعيش فيه.”

[هذا الشعور….إنه مثل….إنه يذكرني بهالة ملك الشياطين الشريرة.]

“لا، أنا جاد هنا. هذا ليس مكانا مناسبا لشخص ما للعيش فيه. لا يوجد أي جان يعيشون هنا أيضًا. هل تعتقدين حقًا أن جميع الجان الذين يعيشون هنا قتلوا؟ المدينة في حالة جيدة جدا بحيث لا يمكن أن يكون ذلك صحيحا.”

‘لا تقل شيئًا سخيفًا جدًا. هذه هي أراضي الجان. هذه هي شجرة العالم أمامنا مباشرة.’ رد يوجين بقوة وهو يسير إلى الأمام.

 

 

 

“…إلى أين ذهب الجان؟” تحدثت كريستينا.

“….إنها مثل المظلة.” تمتم يوجين بصوت منخفض.

 

أي نوع من التعابير يجب أن يظهر؟

“ربما قرروا جميعا الدخول في حالة سبات معا.” افترض يوجين: “أو ربما انتقلوا فقط إلى مكان مختلف؟”

“…آه.” صدم يوجين للحظات.

“هل تسخر مني؟”

عندما مروا عبر المدينة، رأوا بعض الأشجار الجافة.

“لا، أنا جاد هنا. هذا ليس مكانا مناسبا لشخص ما للعيش فيه. لا يوجد أي جان يعيشون هنا أيضًا. هل تعتقدين حقًا أن جميع الجان الذين يعيشون هنا قتلوا؟ المدينة في حالة جيدة جدا بحيث لا يمكن أن يكون ذلك صحيحا.”

‘….’ استمع يوجين بصمت.

على الرغم من عدم وجود أحد هنا، إلا أن المدينة ليست في الواقع في حالة خراب.

“ماذا علينا أن نفعل عندما نريد أن نعود؟” سألت كريستينا بِـقلق.

 

 

عبروا المدينة واقتربوا من شجرة العالم. لقد بدت كبيرة بالفعل عندما كانوا يشاهدونها من مسافة بعيدة، ولكن مع اقترابهم، بدأوا يدركون مدى ضخامة شجرة العالم حقا. الشجرة على الأقل كبيرة مثل الجبل.

‘ماذا تقصد بذلك؟’

 

[هذا صحيح. الأرواح البدائية تشبه الطاقة السحرية. يمكن أن تراهم حتى….كَـجانب آخر من الطاقة السحرية. تمامًا مثل كيفية وجود الطاقة السحرية في كل مكان في الوجود، كذلك الأرواح البدائية. تتكون كل من الرياح، الأرض، النار والماء من الطاقة السحرية والأرواح البدائية.]

وفي الأسفل، هناك بحيرة ضخمة عند سفح شجرة العالم.

 

 

[هامل، هل لديك أي ذكريات عن عندما كنت جنينًا؟]

على الرغم من أن كل المياه في الآبار قد جفت، إلا أن المياه في هذه البحيرة ظلت كما هي. نظر يوجين بهدوء إلى سطح البحيرة.

سيينا تتنفس بشكل ضعيف، وقلبها ينبض أيضا.

 

 

في أعماق البحيرة، تمكن من رؤية جذور شجرة العالم. وقد انتشرت هذه الجذور في جميع أنحاء المدينة، الأرض وحتى الأشجار الجافة، ورُبِطَ كل شيء مرة أخرى بشجرة العالم. جثم يوجين ووضع يده على سطح البحيرة.

“…آه.” لهث يوجين.

 

هذه مشكلة غريبة. تتميز شجرة العالم بمكانة رائعة، للوهلة الأولى بدت مليئة بالطاقة السحرية، تمامًا مثل المنطقة الموجودة في غابة لايونهارت المحيطة بالنهر. ومع ذلك، لم توجد هنا تقريبًا أي طاقة سحرية يمكن استشعارها. حتى كل هذه الأوراق الخضراء، من الخارج قد تبدو مليئة بالحيوية، ولكن لسبب ما أعطت شعورًا أنها ستنهار إلى غبار إذا حاول لمسها.

“…حقًا الآن…” قال يوجين بحسرة.

[…هل يمكن أنك تفكر حقًا في سرقة عصاة سيينا؟]

 

 

الطاقة السحرية هنا ليست خافتةً مثل أي مكان آخر.

توقع يوجين أن يكون الجان هنا في انتظارهم. ومع ذلك، لا يوجد هنا جان يمكن العثور عليهم في أي مكان في المدينة. على الرغم من أن المكان جميل، إلا أنه لا يمكن لأحد أن يعيش هنا. الطاقة السحرية خافتةٌ جدًا ولا يوجد هنا كمية كافية تمكن الناس من العيش بها.

 

 

كل الطاقة السحرية التي تنتشر عادة في جميع أنحاء الفضاء تتركز الآن في شجرة العالم. انتشرت جذورها مثل الأوعية الدموية، حيث أن الطاقة السحرية هو الدم الذي يتدفق مرة أخرى إلى شجرة العالم. صب يوجين كل تركيزه وحاول أن يشعر إلى أين بالضبط تتدفق كل الطاقة السحرية.

‘لو توجب علي ذلك.’ اعترف يوجين.

 

“اللعنة.” بصق الرجل لعنة، مع تجهم يلف شفتيه.

ثم وجدها.

[هذا صحيح. الأرواح البدائية تشبه الطاقة السحرية. يمكن أن تراهم حتى….كَـجانب آخر من الطاقة السحرية. تمامًا مثل كيفية وجود الطاقة السحرية في كل مكان في الوجود، كذلك الأرواح البدائية. تتكون كل من الرياح، الأرض، النار والماء من الطاقة السحرية والأرواح البدائية.]

 

‘ما الذي يجري هنا؟’ فكر يوجين في نفسه.

وقف يوجين بحذر. ثم، دون أن يقول أي شيء، تقدم إلى البحيرة. دعم سطح البحيرة قدم يوجين دون حتى تموج.

 

 

بعد أن هبط الاثنان في قاع الجرف، ساروا إلى المدينة. المباني قديمة، مع جذور تنمو من الأرض وتلتف حول المباني.

“سيدي يوجين.” نادته كريستينا.

[روح بدائية….لا، هل يمكن أن تكون هذه روح شجرة العالم؟]

 

تم تذكيره بقبر فيرموث، المساحة المليئة بالزهور الاصطناعية المتفتحة. الأشجار والعشب هنا ليسوا مزيفين، ولكن في حين أنها قد تكون حقيقية، إلا أنها بلا حياة.

قال لها يوجين، “إنتظري هنا.”

“وماذا في ذلك، هل يشعرون بالترحيب؟”

ربما بدا هذا الأمر مفاجئا، لكن كريستينا لم تستجوبه. أعطت إيماءة طفيفة وبقيت على الشاطئ بينما يوجين يسير عبر البحيرة الكبيرة.

‘هذا لا مفر منه.’ وضع يوجين ورقة شجرة العالم مرة أخرى في جيبه وتطلع إلى الأمام. كما شعر بنفس الإعجاب عند رؤيته أمامه.

 

 

قبل مرور الكثير من الوقت، وصل يوجين مباشرة عند سفح شجرة العالم. الموقع الدقيق….حسنا، لا يهم أين بالضبط. أخذ يوجين الورقة من جيبه وجعلها قريبة من شجرة العالم.

الفضاء أمامهم تشوف وفتح مسار. عندما طارت الورقة في الممر، مد يوجين يده إلى كريستينا. ترددت كريستينا للحظة ثم أخذت يد يوجين.

 

‘لا، أردت فقط أن أحاول قول ذلك. حتى أنا أعلم أن شجرة العالم خاصة.’

تشقق لحاء شجرة العالم إلى قسمين، وفتح طريقًا. حاول يوجين تهدئة أعصابه عندما صعد إلى الشجرة.

[هممم….هذا غريب.] تمتم تيمبست. [الأرواح صامتة. هم هناك، لكنهم لا يظهرون أنفسهم.]

 

“إنها مرهقة من إمساكها في يدي ونحن نسافر. على أي حال، حتى لو احتفظت بها في جيبي، لا يزال بإمكاني الشعور بالمكان الذي تحاول التوجه إليه.” أوضح يوجين.

مشى يوجين بصمت في الممر الطويل الذي في الداخل. هذا المكان هو داخل شجرة العالم. الطاقة السحرية في الخارج نادرة بالتأكيد، ولكن هناك المزيد من الطاقة السحرية داخل الشجرة نفسها أكثر من أي مكان ذهب إليه يوجين.

‘بالطبع أعرف. إنها أدنى فئة من الأرواح والتي لا تمتلك إرادة خاصة.’

 

 

[…إنهم صامتون.]

لقد أراد فقط أن يتبعهم بسلام إلى وجهتهم، ولكن يعتقد أن الأمور ستنتهي حقا على هذا النحو….هذا كله لأن هذا الشقي الصغير هو حساس للغاية. لهذا تخلف قليلًا للتأكد من الحفاظ على مسافة جيدة ومتابعتهما.

“هل تتحدث عن الأرواح؟”

 

[هذا صحيح. الأرواح البدائية….لا، أرواح شجرة العالم. ربما لم يشكلوا الأنا بعد، لكنهم يراقبونك.]

“…آه.” لهث يوجين.

“وماذا في ذلك، هل يشعرون بالترحيب؟”

 

[شيء من هذا القبيل.]

تشقق لحاء شجرة العالم إلى قسمين، وفتح طريقًا. حاول يوجين تهدئة أعصابه عندما صعد إلى الشجرة.

ابتسم يوجين وهو يحدق فيما حوله.

 

 

إذا تم تنشيط التربة وزرعت البذور، هل ستكون قادرة على جعل هذا المكان صالحًا للعيش؟

لقد وجد أخيرًا بعض الجان.

بعد أن هبط الاثنان في قاع الجرف، ساروا إلى المدينة. المباني قديمة، مع جذور تنمو من الأرض وتلتف حول المباني.

 

قالت كريستينا: “بدلًا من المظلة….يبدو الأمر أشبه بسقف ضخم.”

ملفوفين بأغصان الأشجار مع تعبيرات مريحة على وجوههم، وقد دفنوا في جدران هذا الممر الواسع.

 

 

[على الرغم من أنني ملك أرواح الرياح، لا أستطيع السيطرة على الرياح في هذا المكان. لن أكون الوحيد أيضًا. بغض النظر عن أي ملك أرواح هو، فإنه لن يكون قادرًا على السيطرة على الأرواح المقيمين هنا.]

لا يبدو أنهم ماتوا. لقد بدوا وكأنهم سقطوا في نوم عميق. إستطاع سماع تنفسهم الخافت، ودقات قلبهم المتزامنة مع بعضهم البعض.

“ماذا علينا أن نفعل عندما نريد أن نعود؟” سألت كريستينا بِـقلق.

 

ملفوفين بأغصان الأشجار مع تعبيرات مريحة على وجوههم، وقد دفنوا في جدران هذا الممر الواسع.

بوم. بوم.

 

 

[على الرغم من أنني ملك أرواح الرياح، لا أستطيع السيطرة على الرياح في هذا المكان. لن أكون الوحيد أيضًا. بغض النظر عن أي ملك أرواح هو، فإنه لن يكون قادرًا على السيطرة على الأرواح المقيمين هنا.]

جعل الصوت الموحد لنبضات قلبهم هذا المقطع يبدو وكأنه طبل عملاق.

بعد ذلك بوقت قصير….

 

بوم. بوم.

“…آه.” لهث يوجين.

“…هل سيكون خطيرًا….؟” سألت كريستينا بتردد.

 

‘لو توجب علي ذلك.’ اعترف يوجين.

بعد اجتياز الجان الذين سقطوا في نوم عميق، توقفت خطوات يوجين.

[هذا الشعور….إنه مثل….إنه يذكرني بهالة ملك الشياطين الشريرة.]

 

“…آه.” لهث يوجين.

“…لقد وجدتك.”

‘لا تقل شيئًا سخيفًا جدًا. هذه هي أراضي الجان. هذه هي شجرة العالم أمامنا مباشرة.’ رد يوجين بقوة وهو يسير إلى الأمام.

أي نوع من التعابير يجب أن يظهر؟

 

لم يستطع معرفة ذلك بمفرده. هل يجب أن يبتسم لأنه سعيد؟ أو….مثلما فعلت هي، هل يجب أن يبدأ في البكاء؟

ربما بدا هذا الأمر مفاجئا، لكن كريستينا لم تستجوبه. أعطت إيماءة طفيفة وبقيت على الشاطئ بينما يوجين يسير عبر البحيرة الكبيرة.

“سيينا ميردين.” قال يوجين اسمها.

[شيء من هذا القبيل.]

 

[على الرغم من أنني ملك أرواح الرياح، لا أستطيع السيطرة على الرياح في هذا المكان. لن أكون الوحيد أيضًا. بغض النظر عن أي ملك أرواح هو، فإنه لن يكون قادرًا على السيطرة على الأرواح المقيمين هنا.]

مثل كل الجان الآخرين، هي تنام بعمق.

 

 

 

فقط أن…..لديها ثقب ضخم في صدرها. الشيء الذي يبقيها على قيد الحياة هو شجرة العالم، التي تلتف أغصانها حول نصف جسدها.

 

 

 

مد يوجين يده المرتجفة لِـلَمسِ سيينا. لكن في النهاية، لم يستطع فعل ذلك. لقد خشيَّ أن تتحطم سيينا إلى قطع إذا لمسها بلا مبالاة. مثل كل الأشجار الميتة والساقطة التي رآها في الطريق قبل وصوله إلى هنا.

ابتسم يوجين وهو يحدق فيما حوله.

 

على الرغم من أن كل المياه في الآبار قد جفت، إلا أن المياه في هذه البحيرة ظلت كما هي. نظر يوجين بهدوء إلى سطح البحيرة.

‘…تم ثقب صدرها.’

‘…تم ثقب صدرها.’

إلتفت أجزاء من شجرة العالم معًا لملء الحفرة. وهكذا، تم ربط سيينا بشجرة العالم.

 

 

“إنها مثل البوصلة.” تمتم يوجين وهو يعيدها داخل جيبه.

‘…لكنها لم تمت.’

“فاتني ذلك.” تمتم الرجل ذو القلنسوة المرتفعة وهو يشم الهواء.

سيينا تتنفس بشكل ضعيف، وقلبها ينبض أيضا.

تم تذكيره بقبر فيرموث، المساحة المليئة بالزهور الاصطناعية المتفتحة. الأشجار والعشب هنا ليسوا مزيفين، ولكن في حين أنها قد تكون حقيقية، إلا أنها بلا حياة.

 

من مكان بعيد، سقط رجل على الأرض. بعد تنظيف الغبار من هبوطه، التفت للنظر إلى المناطق المحيطة. حتى الأشجار التي زحفت بعيدا عن طريقها لفتح مسار قد عادت بالفعل إلى طبيعتها، كما أن التربة التي انقلبت قد تراجعت أيضا.

حاول يوجين أن يبتسم.

لكن، لم يستطِع يوجين معرفة ما هو مختلف عنه بالضبط. وهكذا أخرج وينِد من عباءته.

 

 

قال بصوت مرتجف: “مرحبًا.”

لا، لم يستطع رؤية السماء بغض النظر عن مدى محاولته. كل ما يمكن رؤيته، بغض النظر عن المكان الذي استدار إليه، هي الأغصان والأوراق.

 

 

لم تأتِ محاولته هذه بنتائج كبيرة حيث لم ترد عليه. جلس يوجين بِـضعفٍ على الأرض وهو ينظر إلى سيينا.

 

 

الفضاء أمامهم تشوف وفتح مسار. عندما طارت الورقة في الممر، مد يوجين يده إلى كريستينا. ترددت كريستينا للحظة ثم أخذت يد يوجين.

“سيينا.” ناداها يوجين مرةً أخرى.

 

 

“…نعم، يبدو الأمر هكذا.” وافقت كريستينا أيضًا على ملاحظته. “يبدو أن كل شيء في هذا المكان مرتبط بشجرة العالم. ومع ذلك، هذا كل ما في الأمر. على عكس ما رأيناه….الطاقة السحرية هنا غير موجودة تقريبًا.”

لم يحصل على رد.

[هل كل الطاقة السحرية تتركز في الحاجز؟]

 

[…إنهم صامتون.]

بصوت يهتز، سأل: “ماذا حدث لك؟”

 

ثم استسلم يوجين أخيرًا، وأسقط وجهه في يديه وهو يبكي.

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط