نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 152

التحقيق (1)

التحقيق (1)

الفصل 152: التحقيق (1)

“انهم جميعا آمنون.” ذكر جينوس.

 

 

بعد مرور يومين آخرين، نهض يوجين أخيرًا من السرير. على الرغم من أنه لم يتعافَ تمامًا، إلا أنه بعد خمسة أيام كاملة الراحة التامة في الفراش، تعافى جسده الآن بدرجة كافية لدرجة أنه صار قادرا على التحرك.

 

 

“دعني أقول فقط، بينما أكره الإمبراطورية المقدسة، أكره المحققين أكثر. هل تعرف لماذا؟” سألت ميلكيث.

“ألا تحتاج مني أن أقدم لك بعض الدعم؟” اقتربت منه مير وعرضت.

بصراحة، لم يملك يوجين أي شكوك تجاههم. ماذا عن قسوتهم تجاه السحرة السود والشيطانيين؟ هذا بالضبط ما كان عليه هامل في حياة يوجين السابقة أيضا. في العالم الفوضوي قبل ثلاثمائة عام، مالفيكاروم هم أيضًا أحد حلفاء هامل.

 

“لسنا هنا لنتعاطف مع الحادث المؤسف لعشيرة لايونهارت، ولا نحن هنا للمساعدة في اكتشاف الحقيقة.” قال أتاراكس وهو يرفع يده ويمسك كتف هيموريا: “هذه الحادثة هي حالة غريبة وغير مسبوقة لبقايا ملوك الشياطين، الذين تم إخضاعهم قبل ثلاثمائة عام، وعادوا لإحداث الفوضى. في مالفيكاروم الحالي، قد لا يسمح لنا بمطاردة السحرة السود أو الشياطين، لكن…إذا اكتشفنا كسر أي محرمات، لا سيما ارتكاب أي جرائم تنطوي على استخدام البشر، فإن مالفيكاروم لن تتردد في مطاردة الجناة، بغض النظر عمَّن هم.”

لكن يوجين هز رأسه وقال: “لا حاجة.”

“هذا أمر يبعث على الارتياح.” قال أتاراكس بابتسامة وهو يضع الشاكو قلعه من على رأسه في تحية: “حسنا اذن…يرجى قيادة الطريق. نحتاج لأن نرى المكان الذي أدى فيه ذلك الشيطان، إيوارد لايونهارت، طقوسه المحرمة والفاسدة وشبه الكارثية.”

وقف يوجين أمام المرآة، يجفف شعره الرطب.

 

 

“لا حاجة لك لأن تقول مثل هذا الشيء.” قاطع أتاراكس يوجين بهز رأسه. “هناك سبب وجيه بالنسبة لك لأن لا تكون قادرًا على أن تعلن أنك سيد السيف المقدس، وأليست القديسة كريستينا والكرسي البابوي يعرف بالفعل عن وضعك كَـالسيد الجديد للسيف المقدس، بعد كل شيء؟”

“كيف تشعر أن بالاستحمام بعد خمسة أيام؟” سأل مير.

 

 

هذا عالمٌ لم يعد بإمكانك فيه اصطياد السحرة السود بشكل عشوائي أو إظهار عداء مفتوح تجاه قوم الشياطين. لذلك بالنسبة لهذا الفرع من المحققين، الذي وجد في الماضي لغرض وحيد هو القيام بذلك، لا يزال موجودا، لم يستطِع يوجين إلا أن يشعر بالدهشة.

قال يوجين بتجاهل: “يبدو الأمر كما هو دائمًا؟”

“ماذا عن الناجين؟” سأل أتاراكس.

قالت مير: “بعد كل شيء، ظل الزيت يتراكم في شعرك لمدة خمسة أيام.”

“…البطريرك.” تنهد كلاين واقترب منه بهذه التحية.

 

“حسنا، قد يكون هذا هو الحال، ولكن حتى الآن، ربما لا يزالون يضطهدون سرًا مستدعي الأرواح، صحيح؟” كما قالت هذا، إمتلأت عيون ميلكيث بالمرح البهيج.

نفى يوجين هذا بعبوس، “لكن هذا لم يحدث؟ ألا تعلمين أنني ظللت أعتني بذلك كل يوم باستخدام السحر؟”

 

“ثم لماذا تحتاج حتى إلى الاستحمام؟”

“لسنا هنا لنتعاطف مع الحادث المؤسف لعشيرة لايونهارت، ولا نحن هنا للمساعدة في اكتشاف الحقيقة.” قال أتاراكس وهو يرفع يده ويمسك كتف هيموريا: “هذه الحادثة هي حالة غريبة وغير مسبوقة لبقايا ملوك الشياطين، الذين تم إخضاعهم قبل ثلاثمائة عام، وعادوا لإحداث الفوضى. في مالفيكاروم الحالي، قد لا يسمح لنا بمطاردة السحرة السود أو الشياطين، لكن…إذا اكتشفنا كسر أي محرمات، لا سيما ارتكاب أي جرائم تنطوي على استخدام البشر، فإن مالفيكاروم لن تتردد في مطاردة الجناة، بغض النظر عمَّن هم.”

“لأنني أردت ذلك؟”

“أنت وقح جدا…” تمتمت مير.

“نعم، نعم.” إستسلمت مير بضحكة وهي تسحب كرسيًا خلف ظهر يوجين.

أوضح يوجين: “هذا لأنه ليس مجرد روح عادية.”

 

 

ثم وقفت مير على الكرسي وبدأت في تمشيط شعر يوجين. شعره، المبلل قبل لحظات قليلة، قد جفف بالفعل بفعل رياح دافئة تهب عليه.

“ماذا عن الناجين؟” سأل أتاراكس.

 

 

تذمر يوجين: “لا يحتاج الأمر حقا إلى التمشيط.”

 

 

 

“أفعل هذا لأنني أشعر بالملل.” أوضحت مير: “أيضا، هل تعتقد حقا أنه غير ضروري؟ يبدو أنك تعتقد أن الشعر الأشعث يناسبك بشكل أفضل، لكنني أعتقد أنك ستبدو أفضل بكثير مع شعر ممشط بدقة.”

“قبل خمسة أيام، كان الأمر أسوأ مما هو عليه الآن.” تحدث يوجين بشكل عرضي، ثم فتح عباءته. “…بدون قوة السيف المقدس وآكاشا، لما تمكنت من البقاء على قيد الحياة.”

“هل تعرفين لماذا؟ هذا لأن لدي وجه وسيم.” تفاخر يوجين.

 

 

أصيب أتاراكس والآخرون بالغباء.

“أنت وقح جدا…” تمتمت مير.

“تم تأسيس اتصال مع يوراس.” ذكر ديارد.

 

 

بينما مير تمشط شعره، عدل يوجين ملابسه. إرتدى الزي الرسمي الأسود لعشيرة لايونهارت. بدا أنيقا، بدون أي تجاعيد، لكن يوجين لا يزال يشعر بالحاجة إلى العبث بملابسه عن طريق فك الزر ثم إعادة تثبيته.

“نعم، هذا هو السبب في أنها غريبة جدا…كم هو مثير للاهتمام.” قالت ميلكيث بحماس: “بقايا ملوك الشياطين الذين هزموا منذ مئات السنين بقيت في أسلحتهم…هذا ما أستطيع فهمه. ومع ذلك، لكي تتحول هذه البقايا ثم تصير أرواح؟ هناك بالفعل العديد من الأوراق المكتوبة حول العلاقة الوثيقة بين الطاقة السحرية والأرواح، ولكن لكي يصير ملك الشياطين روحًا—”

 

أجاب يوجين بشكل مراوغ: “…لقد فعلت فقط ما يجب أن أفعله.”

“ماذا عن عباءة الخاصة بك؟” سأل مير.

“هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها قلعة البلاك لايونز. هل لا بأس لو تجولت قليلًا؟” طلبت ميلكيث.

 

 

أجاب يوجين: “لا ينبغي أن تكون هناك مشكلة في ارتدائها.”

 

 

 

بابتسامة ناعمة، لفت مير عباءة الظلام حول أكتاف يوجين. بعد أن انتهت، نظر يوجين إلى المرآة، ليجد أنه، لسبب ما، لم يعجبه حقا مظهر شعره الممشط المرتب.

 

 

على الرغم من أنها تتمتع بمظهر جميل لطفل يبلغ من العمر عشرين عاما…لم تسمح سيل لنفسها بإنهاء هذه الفكرة. في اللحظة التي بدأت فيها تفكر في ميلكيث من هذا الجانب، شعرت سيل أنها على وشك الحصول على بعض الأفكار الوقحة حول رئيسها المباشر، كارمن لايونهارت…بصفتها كابتن الفرقة الثالثة، وهي امرأة، رغم أنها قوية وجميلة، لم تترك للآخرين أي خيار سوى احترامها….

لذلك بعثره عرضا بيده.

 

 

“دعني أقول فقط، بينما أكره الإمبراطورية المقدسة، أكره المحققين أكثر. هل تعرف لماذا؟” سألت ميلكيث.

“لماذا تفعل شيئا كهذا!” صاحت مير، نفخت خديها بإستياء.

‘ذلك الشيطان.’

 

في العادة، ستستقبل والدها بابتسامتها، لكن سيل الحالية لم تستطع حمل نفسها على القيام بذلك. سرعان ما حنت رأسها نحو غيلياد بينما تكبح الرغبة في البكاء.

ومع ذلك، لم تصِر بعناد على المزيد من التمشيط وانزلقت على الفور في العباءة حيث فتحها يوجين لها.

 

 

ميلكيث، التي تبعت لوفليان عبر بوابة الإنتقال، ترتدي زيا عاديا بشكل مدهش اليوم. معطفٌ أسود لامع من الجلد. ومع ذلك، فقد إرتدت أحذية جلدية عالية جدا لدرجة أنها صعدت إلى ركبتيها وأحدثت ضوضاء صرير مع كل خطوة تخطوها.

“لا تخرجي اليوم إلا إذا ناديتك.” أوعز يوجين.

 

 

تحدث جينوس فجأة: “من فضلك اتبعني.”

“فقط ماذا تظنني؟” قالت مير مع العبوس. “لستُ مهملةً بما يكفي لأسبب لك أي مشكلة، سيدي يوجين.”

“…البطريرك.” تنهد كلاين واقترب منه بهذه التحية.

عند بوابة الإنتقال الخاصة بقلعة البلاك لايونز، وقف عدد قليل جدا من الناس حولها لدرجة أن الأمر بدا غريبًا.

“في البداية، إعتقدت أن التقرير خاطئ….ولكن أعتقد أنه تم العثور على سيد جديد لِـآلتاير حقًا…!” هتف أتاراكس بدهشة.

 

“هذا ضخم. كم كان ذلك سيئًا حتى لا توجد أي أرواح الأرض هنا؟” تعجبت ميلكيث.

هذا لأن الترحيب بزوار اليوم ليس شيئًا يُفخَرُ به. أولئك الذين ينتظرون عند بوابة الإنتقال مع يوجين هم جينوس، الذي وصل بعد فترة وجيزة من يوجين، سيل، التي قضت معظم الوقت فاقدة للوعي من بين التضحيات. هناك أيضا كلاين، الذي تم تعيينه حديثا في مقعد رئيس المجلس. علاوةً على ذلك، المسؤول الوحيد عن إدارة بوابة الإنتقال شخصيًا هو قائد الفرقة السادسة، ديارد.

“لا تخرجي اليوم إلا إذا ناديتك.” أوعز يوجين.

 

 

أخبرهم ديارد: “الضيوف من آروث سيكونون أول من يصل.”

ارتجفت التربة التي لامست يديها، وصعد الناس الطينيون بحجم إصبع من الأرض.

 

‘…لكن أليسوا منظمة قديمة الطراز جدًا بالنسبة للعصر الحالي؟’

بعد التحقق من الوقت، رفع ديارد عصاه.

 

 

“…في الواقع، يبدو…أن أرواح الظلام كانت هنا حقًا….هذا أمر غير معتاد تمامًا.” تمتمت ميلكيث وهي تربت على رأس الناس الطينيين بإصبعها. “أرواح هذه الأرض…ليست حقا في وئام مع التربة هنا. تم دفعهم من رقعة مختلفة من الأرض إلى هذه الأرض. وهناك…هممم…عدد الأرواح البدائية أقل مما ينبغي.”

بووف!

أتاراكس هو رجل ذو شعر أشقر طويل، لكن المرأة، هيموريا، شعرها أقصر من أتاراكس وغطت فمها بقناع معدني أسود. مع تمايل الشعر الذي يبدو أنه قد تم قصه بسكين، تفحصت هيموريا محيطها.

أشرقت بوابة الإنتقال كما تم تأسيس الاتصال.

 

 

 

بعد ذلك بوقت قصير، بدأت بوابة الإنتقال في التموج. أول من خرج هو لوفليان مرتديًا رداءً أسودًا. بدلا من يوجين، الذي هو أول من قابل عينيه، اقترب لوفليان من كلاين، الرئيس الجديد للمجلس، ومد يده إلى الرجل.

 

 

“ثم لماذا تحتاج حتى إلى الاستحمام؟”

قال لوفليان محييًا إياه: “لقد مر وقت طويل منذ أن التقينا آخر مرة.”

 

 

“هل شيء كهذا ممكن حتى؟” سألها يوجين.

قال كلاين بابتسامة ساخرة وهو يصافح يد لوفليان: “كان من الأفضل لو تم لم شملنا في مناسبة أكثر فرحًا.”

 

 

قالت مير: “بعد كل شيء، ظل الزيت يتراكم في شعرك لمدة خمسة أيام.”

ميلكيث، التي تبعت لوفليان عبر بوابة الإنتقال، ترتدي زيا عاديا بشكل مدهش اليوم. معطفٌ أسود لامع من الجلد. ومع ذلك، فقد إرتدت أحذية جلدية عالية جدا لدرجة أنها صعدت إلى ركبتيها وأحدثت ضوضاء صرير مع كل خطوة تخطوها.

 

 

 

“مرحبا!” قالت ميلكيث.

لذلك أخرج السيف المقدس وآكاشا وأظهرهما للمجموعة. لم تحظ آكاشا باهتمام كبير، لكن عيون الجميع أشرقت وهم ينظرون إلى السيف المقدس الذي يحمله يوجين في يديه. لم يستطيعوا إلا التفاجئ. هذا السيف المقدس هو جزء من أسطورة فيرموث العظيم وقيل إنه السيف الأسطوري الذي قطع ثلاثة ملوك شيطانيين. بعد مرور فيرموث، صار البطريرك فقط قادرًا على حمل السيف المقدس خلال الاحتفالات العائلية، ولم يعترف السيف المقدس بأي شخص على أنه سيده.

 

 

أقيمت جنازة قبل بضعة أيام فقط، ومع مدى خطورة الحادث الأخير، غرق جو القلعة في الحداد، لكن…لم تهتم ميلكيث بأي من ذلك. بعد إلقاء نظرة خاطفة على محيطها، رصدت يوجين ولوحت له بابتسامة عريضة.

“نعم، نعم.” إستسلمت مير بضحكة وهي تسحب كرسيًا خلف ظهر يوجين.

 

 

خاطبت ميلكيث سيل أولًا، “لقد مرت فترة منذ أن التقينا آخر مرة، أليس كذلك، السيدة الشابة؟ هل تتذكرينني؟”

تمتم أتاراكس: “قد يعني ذلك أيًضا أن عبادة الروح هي حقا نوع من البدع.”

“…نعم، بالطبع.” ردت سيل على مضض.

 

 

أصيب أتاراكس والآخرون بالغباء.

“إذن أين تلك القائدة التي لا تعرف كيف تتصرف وفقًا لسنها؟ أنا أتحدث عن المرأة التي استمرت في التحقق من الوقت من ساعة جيبها على الرغم من أنها ترتدي ساعة معصم.”

“أيضا، كان هناك شجرة….سوداء هناك. لا أعرف هل يجب أن يطلق عليها حقا شجرة، لكن حسنا، بدت على الأقل وكأنها واحدة. تم تعليق التضحيات من فروعها التي تتلوى مثل المجسات. لقد اُبتُلِعَ كل شيء بكآبة مظلمة.” قال يوجين وهو ينظر إلى سيل: “بما أنه لم يتم القبض علي كتضحية، إذا أردتم أن تعرفوا كيف يبدو ذلك، فيجب أن تسألوا سيل بدلا عني. حيث إستطاعت الحفاظ على وعيها جزئيا حتى في هذه الحالة.”

 

“همم؟ ماذا قلت؟ لا أستطيع سماعك جيدا.” كذبت ميلكيث.

“…الكابتن كارمن متمركزةٌ حاليا في المنزل الرئيسي.” شعرت سيل في النهاية بالضغط لكشف الحقيقة من قبل ميلكيث المبتسمة بمرح، على الرغم من أنها أرادت حقا أن تقول، من أنت لاتهام شخص ما بأنه غير قادر على التصرف في عمره؟

“…السيف المقدس في أيد أمينة.” أكد لهم يوجين في النهاية.

“هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها قلعة البلاك لايونز. هل لا بأس لو تجولت قليلًا؟” طلبت ميلكيث.

تحدث جينوس فجأة: “من فضلك اتبعني.”

 

 

“لماذا لا نؤجل ذلك لوقت لاحق؟” تدخل كلاين. “يجب أن يصل البطريرك قريبا أيضًا.”

 

“امم، حسنا، لقد مرَّ بما فيه الكفاية بالفعل. سأحرص على الحفاظ على تعابير وجهي.” وعدت ميلكيث.

لذلك بعثره عرضا بيده.

 

 

ولكن لماذا عليها أن تلتصق بهذا الرجل كما لو إنه من الطبيعي لها أن تفعل ذلك؟ قامت سيل بتجعيد حواجبها وهي تنظر إلى يوجين وميلكيث. هل هذا شيء مشابه لعاطفة الأم؟ في الواقع، هذا بالتأكيد احتمال وارد. لم يستطِع يوجين معرفة شعور حب الأم. لذلك قد يكون أنه صار ودودًا مع هذه المرأة التي لديها شخصية ناضجة، كمية لا بأس بها من السنوات، ومليئة بالعاطفة الأمومية.

 

 

“قبل خمسة أيام، كان الأمر أسوأ مما هو عليه الآن.” تحدث يوجين بشكل عرضي، ثم فتح عباءته. “…بدون قوة السيف المقدس وآكاشا، لما تمكنت من البقاء على قيد الحياة.”

‘…على الرغم من أنها ليست أمًا، أليست مثل الجدة؟’ تكهنت سيل بوقاحة.

جمعت ميلكيث كومة من التربة بيديها. ثم نشرت أصابعها وتركت التربة تتدفق مثل حبيبات الرمل.

 

أكد له كلاين، “سيصل قريبا. لقد تمكنا للتو من الاتصال بكيهل.”

على الرغم من أنها تتمتع بمظهر جميل لطفل يبلغ من العمر عشرين عاما…لم تسمح سيل لنفسها بإنهاء هذه الفكرة. في اللحظة التي بدأت فيها تفكر في ميلكيث من هذا الجانب، شعرت سيل أنها على وشك الحصول على بعض الأفكار الوقحة حول رئيسها المباشر، كارمن لايونهارت…بصفتها كابتن الفرقة الثالثة، وهي امرأة، رغم أنها قوية وجميلة، لم تترك للآخرين أي خيار سوى احترامها….

 

 

 

“تم تأسيس اتصال مع يوراس.” ذكر ديارد.

بووف!

 

 

عند هذه الكلمات، إنحنت ميلكيث نحو يوجين وهمست، “لذلك سمعت أن محققًا قادم؟ هل سبق لك أن قابلت واحدًا من قبل؟”

“ماذا عن عباءة الخاصة بك؟” سأل مير.

أجاب يوجين: “لم أفعل.”

“فقط ماذا تظنني؟” قالت مير مع العبوس. “لستُ مهملةً بما يكفي لأسبب لك أي مشكلة، سيدي يوجين.”

 

“….همم.” همهمت ميلكيث بعناية.

“دعني أقول فقط، بينما أكره الإمبراطورية المقدسة، أكره المحققين أكثر. هل تعرف لماذا؟” سألت ميلكيث.

“…أبي…”همست سيل وهي تدفن وجهها في صدر والدها وبكت قليلا.

 

 

أومأ يوجين برأسه وقال، “أعرف. يقال أنه في الماضي البعيد، حكمت الإمبراطورية المقدسة على عبادة الروح على أنها نوع من البدعة وأُضطُهِدَ مستدعوا الأرواح، صحيح؟”

 

لهثت ميلكيث، “يا إلهي، أنت على دراية تامة، أليس كذلك؟ يبدو أنك قمت أيضًا بالكثير من الدراسة حول تاريخ السحرة؟”

“لسنا هنا لنتعاطف مع الحادث المؤسف لعشيرة لايونهارت، ولا نحن هنا للمساعدة في اكتشاف الحقيقة.” قال أتاراكس وهو يرفع يده ويمسك كتف هيموريا: “هذه الحادثة هي حالة غريبة وغير مسبوقة لبقايا ملوك الشياطين، الذين تم إخضاعهم قبل ثلاثمائة عام، وعادوا لإحداث الفوضى. في مالفيكاروم الحالي، قد لا يسمح لنا بمطاردة السحرة السود أو الشياطين، لكن…إذا اكتشفنا كسر أي محرمات، لا سيما ارتكاب أي جرائم تنطوي على استخدام البشر، فإن مالفيكاروم لن تتردد في مطاردة الجناة، بغض النظر عمَّن هم.”

“لكن ألم يكن كل ذلك منذ وقت طويل حقًا؟” أشار يوجين.

 

 

 

“حسنا، قد يكون هذا هو الحال، ولكن حتى الآن، ربما لا يزالون يضطهدون سرًا مستدعي الأرواح، صحيح؟” كما قالت هذا، إمتلأت عيون ميلكيث بالمرح البهيج.

قال لوفليان محييًا إياه: “لقد مر وقت طويل منذ أن التقينا آخر مرة.”

 

“هل تعرفين لماذا؟ هذا لأن لدي وجه وسيم.” تفاخر يوجين.

أثناء التحديق مباشرة في عينيها، شخر يوجين وتمتم، “أنتِ مثل جدة تستمتع بالأطفال الخائفين من خلال إخبارهم بقصص مخيفة….”

 

“همم؟ ماذا قلت؟ لا أستطيع سماعك جيدا.” كذبت ميلكيث.

“…السيف المقدس في أيد أمينة.” أكد لهم يوجين في النهاية.

 

 

بينما غطت ميلكيث أذنيها وأصدرت صوت اااهاااا لإغراق أي اعتراضات، بدأت بوابة الإنتقال تتألق.

“نعم، هذا هو السبب في أنها غريبة جدا…كم هو مثير للاهتمام.” قالت ميلكيث بحماس: “بقايا ملوك الشياطين الذين هزموا منذ مئات السنين بقيت في أسلحتهم…هذا ما أستطيع فهمه. ومع ذلك، لكي تتحول هذه البقايا ثم تصير أرواح؟ هناك بالفعل العديد من الأوراق المكتوبة حول العلاقة الوثيقة بين الطاقة السحرية والأرواح، ولكن لكي يصير ملك الشياطين روحًا—”

 

 

خرج شخصان من بوابة الإنتقال. كلاهما يرتديان أردية حمراء مثل الدم، وتحتهما، يرتديان الزي الأسود النفاث الذي يرتديه جميع كهنة إله النور، مع شاكوس أسود على رؤوسهم.

“دعني أقول فقط، بينما أكره الإمبراطورية المقدسة، أكره المحققين أكثر. هل تعرف لماذا؟” سألت ميلكيث.

 

“يمكن أن ينتشر التلوث بسرعة حتى من أصغر الندوب. بعد تفتيش موقع الطقوس، سنقوم بمقابلة كل من الناجين على حدة.” أعلن أتاراكس.

قدم الرجل في المقدمة نفسه، “اسمي أتاراكس، وأنا عضو في المالفيكاروم. وهذه هي هيموريا، تلميذتي.”

طلب كلاين: “في هذه الحالة، لن تمانع في مراقبتي.”

أتاراكس هو رجل ذو شعر أشقر طويل، لكن المرأة، هيموريا، شعرها أقصر من أتاراكس وغطت فمها بقناع معدني أسود. مع تمايل الشعر الذي يبدو أنه قد تم قصه بسكين، تفحصت هيموريا محيطها.

تمتم أتاراكس، “….إنه حقا آلتاير…!”

 

“هيا الآن…لا يجب أن تظهر مثل هذا المظهر المثير للشفقة.” وبخه كلاين.

على الرغم من أن هيموريا أبقت صمتها ولم تقل أي تحية، تحدث أتاراكس كما لو إنه يتحدث مكانها، “أليس البطريرك هنا بعد؟”

 

أكد له كلاين، “سيصل قريبا. لقد تمكنا للتو من الاتصال بكيهل.”

“امم، حسنا، لقد مرَّ بما فيه الكفاية بالفعل. سأحرص على الحفاظ على تعابير وجهي.” وعدت ميلكيث.

حدق يوجين بشكل واضح بكل من أتاراكس وهيموريا. مالفيكاروم، ذلك الفرع العنيف والقاسي من المحققين، كان موجودًا أيضًا منذ حوالي ثلاثمائة عام.

 

 

بابتسامة ناعمة، لفت مير عباءة الظلام حول أكتاف يوجين. بعد أن انتهت، نظر يوجين إلى المرآة، ليجد أنه، لسبب ما، لم يعجبه حقا مظهر شعره الممشط المرتب.

بصراحة، لم يملك يوجين أي شكوك تجاههم. ماذا عن قسوتهم تجاه السحرة السود والشيطانيين؟ هذا بالضبط ما كان عليه هامل في حياة يوجين السابقة أيضا. في العالم الفوضوي قبل ثلاثمائة عام، مالفيكاروم هم أيضًا أحد حلفاء هامل.

“قبل خمسة أيام، كان الأمر أسوأ مما هو عليه الآن.” تحدث يوجين بشكل عرضي، ثم فتح عباءته. “…بدون قوة السيف المقدس وآكاشا، لما تمكنت من البقاء على قيد الحياة.”

 

 

‘…لكن أليسوا منظمة قديمة الطراز جدًا بالنسبة للعصر الحالي؟’

بدأ يوجين يقول، “اعتذاري لإخفائه—”

هذا عالمٌ لم يعد بإمكانك فيه اصطياد السحرة السود بشكل عشوائي أو إظهار عداء مفتوح تجاه قوم الشياطين. لذلك بالنسبة لهذا الفرع من المحققين، الذي وجد في الماضي لغرض وحيد هو القيام بذلك، لا يزال موجودا، لم يستطِع يوجين إلا أن يشعر بالدهشة.

بدأ يوجين يقول، “اعتذاري لإخفائه—”

 

“نحن هنا لنفعل ما يجب القيام به.” قال أتاراكس بعزم: “وهكذا، لن نطلب الإذن. رئيس المجلس، نحن نتفهم أنك قد ترغب في التستر على إحراج عشيرتك، لكن…ماذا لو بقيت أي بذور شيطان في رؤوس التضحيات؟ ماذا لو أدى ذلك إلى وقوعهم في الجنون وأداء نفس الطقوس الشيطانية التي قام بها إيوارد؟”

إهتزت بوابة الإنتقال.

أوضح يوجين: “هذا لأنه ليس مجرد روح عادية.”

 

 

قوم يوجين ظهره وهو يحدق في بوابة الإنتقال. بعد ذلك بوقت قصير، مر بطريرك عشيرة لايونهارت، غيلياد، عبر بوابة الإنتقال. الانطباع الذي حصل عليه يوجين من غيلياد الحالي مختلف بشكل ملحوظ عن غيلياد الذي التقى به يوجين قبل بضعة أشهر فقط. بدا للبطريرك خدود مجعدة بعمق ودوائر سوداء تحت عينيه. لحيته لا تزال مرتبة بدقة، لكن يوجين تمكن من رؤية الجروح التي تُرِكَْت على خدي غيلياد وذقنه.

 

 

“…البطريرك.” تنهد كلاين واقترب منه بهذه التحية.

‘…لكي يخطئ مثل هذا المحارب الماهر ويجرح بواسطة ماكينة حلاقة.’ فكر يوجين بأسف.

‘…لكي ترسل الكنيسة المعاقب أتاراكس…والمقصلة هيموريا.’ فكر جينوس.

 

 

يبدو أن جسده بالكامل قد تقلص خلال الأشهر القليلة الماضية. يبدو أن حالة غيلياد العقلية قد تحطمت بسبب حادثة إيوارد الأخيرة.

لم يخطئ عندما شعر أن جسد غيلياد كله بدا أصغر. أذرع غيلياد أرق حقا مما كانت عليه قبل بضعة أشهر فقط. لقد مرت خمسة أيام فقط منذ التعامل مع حادثة إيوارد، لكن يبدو أن الضيق الذي شعر به غيلياد خلال هذه الأيام القليلة كافٍ لترك خديه غارقين إلى الداخل وذبول عضلات ذراعه.

 

‘ذلك الشيطان.’

“…البطريرك.” تنهد كلاين واقترب منه بهذه التحية.

فقط لكي يسقط غيلياد على ركبتيه ويقول، “أنا آسف جدا.”

 

 

فقط لكي يسقط غيلياد على ركبتيه ويقول، “أنا آسف جدا.”

 

إنذهل كلاين بهذا المنظر وسرعان ما سحب غيلياد للوقوف على قدميه.

 

 

 

“هيا الآن…لا يجب أن تظهر مثل هذا المظهر المثير للشفقة.” وبخه كلاين.

بدأ يوجين يقول، “اعتذاري لإخفائه—”

 

 

“….هل لدي حقا أي خيار سوى القيام بذلك؟ كل هذا حدث بسبب عدم كفاءتي. هذ-هذه الأزمة…لا أعرف كيف أبدأ حتى في تحمل المسؤولية عن هذا…” سكت غيلياد لا يعرف ماذا يقول.

 

 

 

“…دعنا نناقش كل ذلك لاحقا. في الوقت الحالي، قف بشكل مستقيم….أطفالك يشاهدون، تذكر هذا.” ذكره كلاين.

“ربما، بمجرد أن ينتهي هذا الموسم، لن تكون هناك حتى شفرة من العشب متبقية في هذا المجال؟ هذا غريب جدا….هذا هو…بدلا من أن تكون الأرض ميتة….حسنا، هذا صحيح…إذن هذا هو الحال. يبدو أن الأرواح البدائية للأرض قد تحولت بالفعل إلى أرواح ظلام؟” افترضت ميلكيث.

 

قال كلاين بابتسامة ساخرة وهو يصافح يد لوفليان: “كان من الأفضل لو تم لم شملنا في مناسبة أكثر فرحًا.”

تنهد كلاين بعمق، وربت على كتف غيلياد. بهذا التذكير، عاد الضوء متأخرًا إلى عيون غيلياد المظلمة القاتمة. التفت للنظر إلى سيل ويوجين.

 

 

‘…لكي ترسل الكنيسة المعاقب أتاراكس…والمقصلة هيموريا.’ فكر جينوس.

في العادة، ستستقبل والدها بابتسامتها، لكن سيل الحالية لم تستطع حمل نفسها على القيام بذلك. سرعان ما حنت رأسها نحو غيلياد بينما تكبح الرغبة في البكاء.

 

 

 

“…هااااه…!” أطلق غيلياد تنهيدة مرتاحة عندما اقترب من يوجين وسيل.

“….للإعتقاد أنني سأكون قادرًا على رؤية مثل هذه القوة الشيطانية الشريرة المشؤومة في مكان خارج هيلموث…” تمتم أتاراكس.

 

قال كلاين بابتسامة ساخرة وهو يصافح يد لوفليان: “كان من الأفضل لو تم لم شملنا في مناسبة أكثر فرحًا.”

سحبهم إلى عناق وحنى رأسه فوقهم.

 

 

“مرحبا!” قالت ميلكيث.

“…سمعت القصة الكاملة….إنه حقًا أمرٌ مريح…أن تكونوا بخير.” غمغم غيلياد بهدوء.

“حسنا، لقد أصدر أيضًا صوت كااااغ قبل عضه.” تمتم يوجين وهو يسير إلى المذبح حيث بقيت أجزاء من الدائرة السحرية.

 

 

“…أبي…”همست سيل وهي تدفن وجهها في صدر والدها وبكت قليلا.

طوال هذا الوقت منذ دخولهم الغابة، ظلت ميلكيث مركزة دون قول حرف. توقفت عن المشي لبضع لحظات، ثم انحنت ولمس التربة بيديها.

 

 

بدلًا من ترك أي دموع، نظر يوجين إلى الذراع التي لفها غيلياد حول كتفيه.

“….همم.” همهمت ميلكيث بعناية.

 

تشدد تعبير كلاين بسبب كلمات أتاراكس. نظر إلى أتاراكس بعداء غير معهود في عينيه. ردت هيموريا على هذه النظرة بوضع أصابعها على القناع الذي غطى فمها ونظرت إلى كلاين.

لم يخطئ عندما شعر أن جسد غيلياد كله بدا أصغر. أذرع غيلياد أرق حقا مما كانت عليه قبل بضعة أشهر فقط. لقد مرت خمسة أيام فقط منذ التعامل مع حادثة إيوارد، لكن يبدو أن الضيق الذي شعر به غيلياد خلال هذه الأيام القليلة كافٍ لترك خديه غارقين إلى الداخل وذبول عضلات ذراعه.

أقيمت جنازة قبل بضعة أيام فقط، ومع مدى خطورة الحادث الأخير، غرق جو القلعة في الحداد، لكن…لم تهتم ميلكيث بأي من ذلك. بعد إلقاء نظرة خاطفة على محيطها، رصدت يوجين ولوحت له بابتسامة عريضة.

 

“….للإعتقاد أنني سأكون قادرًا على رؤية مثل هذه القوة الشيطانية الشريرة المشؤومة في مكان خارج هيلموث…” تمتم أتاراكس.

“…شكرًا لك، يوجين.” خاطبه غيلياد بامتنان.

عند هذه الكلمات، إنحنت ميلكيث نحو يوجين وهمست، “لذلك سمعت أن محققًا قادم؟ هل سبق لك أن قابلت واحدًا من قبل؟”

 

“….للإعتقاد أنني سأكون قادرًا على رؤية مثل هذه القوة الشيطانية الشريرة المشؤومة في مكان خارج هيلموث…” تمتم أتاراكس.

أجاب يوجين بشكل مراوغ: “…لقد فعلت فقط ما يجب أن أفعله.”

تذمر يوجين: “لا يحتاج الأمر حقا إلى التمشيط.”

 

‘…لكي يخطئ مثل هذا المحارب الماهر ويجرح بواسطة ماكينة حلاقة.’ فكر يوجين بأسف.

“لولاك لفات الأوان لفعل أي شيء.”

 

“…كنتُ محظوظا فقط. ليست قوتي فقط أيضًا.”

 

كما قال هذا، نظر يوجين إلى المحققين من مالفيكاروم — أتاراكس وهيموريا. اللذان يحدقان بشكل واضح في خصر يوجين العاري.

“ألا تحتاج مني أن أقدم لك بعض الدعم؟” اقتربت منه مير وعرضت.

 

 

“…السيف المقدس في أيد أمينة.” أكد لهم يوجين في النهاية.

أشرقت بوابة الإنتقال كما تم تأسيس الاتصال.

 

 

“هذا أمر يبعث على الارتياح.” قال أتاراكس بابتسامة وهو يضع الشاكو قلعه من على رأسه في تحية: “حسنا اذن…يرجى قيادة الطريق. نحتاج لأن نرى المكان الذي أدى فيه ذلك الشيطان، إيوارد لايونهارت، طقوسه المحرمة والفاسدة وشبه الكارثية.”

“هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها قلعة البلاك لايونز. هل لا بأس لو تجولت قليلًا؟” طلبت ميلكيث.

‘ذلك الشيطان.’

 

اهتزت عيون غيلياد بسبب هذه الكلمات. ومع ذلك، هو ليس في وضع يسمح له بإظهار أي رد فعل على هذا الاتهام. تنهد غيلياد فقط وترك يوجين وسيل من احتضانه.

 

 

 

تحدث جينوس فجأة: “من فضلك اتبعني.”

 

 

“كم هذا فظيع.” هدر أتاراكس وهو يضيق عينيه ويرفع يده.

لم يثق جينوس بالمحققين ككل. ولكن حتى فيما بينهم، اسم أتاراكس مشهور بشكل خاص بسبب سمعته القذرة المرتبطة به، والتي يعرفها جينوس جيدا.

 

 

 

‘…لكي ترسل الكنيسة المعاقب أتاراكس…والمقصلة هيموريا.’ فكر جينوس.

 

 

 

على الرغم من أنه يعلم أنه سيتم إرسال شخص ذو مكانة عالية بسبب أهمية هذا الحادث، لكن للتفكير في أنهم سيرسلون المعاقب حقا. وتلميذته، هيموريا، رفيعةُ المستوى مثل أتاراكس.

“هذا كل شيء.” قال يوجين عند وصولهم إلى الموقع الذي جرت فيه الطقوس: “هناك…هذا هو المكان الذي عقدت فيه الطقوس. ربما هناك عدد قليل من آثار ذلك متبقية؟ تم رسم دائرة سحرية في جميع أنحاء الأرض…كما تم طلاء أجزاء منها في الهواء، لكن تلك اختفت.”

 

 

“ماذا عن الناجين؟” سأل أتاراكس.

 

 

 

“انهم جميعا آمنون.” ذكر جينوس.

“….هل لدي حقا أي خيار سوى القيام بذلك؟ كل هذا حدث بسبب عدم كفاءتي. هذ-هذه الأزمة…لا أعرف كيف أبدأ حتى في تحمل المسؤولية عن هذا…” سكت غيلياد لا يعرف ماذا يقول.

 

“….هل لدي حقا أي خيار سوى القيام بذلك؟ كل هذا حدث بسبب عدم كفاءتي. هذ-هذه الأزمة…لا أعرف كيف أبدأ حتى في تحمل المسؤولية عن هذا…” سكت غيلياد لا يعرف ماذا يقول.

“تقصد أنهم لم يعانوا من أي تلوث عقلي؟”

 

“لحسن الحظ، هذا هو الحال.”

“أيضا، كان هناك شجرة….سوداء هناك. لا أعرف هل يجب أن يطلق عليها حقا شجرة، لكن حسنا، بدت على الأقل وكأنها واحدة. تم تعليق التضحيات من فروعها التي تتلوى مثل المجسات. لقد اُبتُلِعَ كل شيء بكآبة مظلمة.” قال يوجين وهو ينظر إلى سيل: “بما أنه لم يتم القبض علي كتضحية، إذا أردتم أن تعرفوا كيف يبدو ذلك، فيجب أن تسألوا سيل بدلا عني. حيث إستطاعت الحفاظ على وعيها جزئيا حتى في هذه الحالة.”

“يمكن أن ينتشر التلوث بسرعة حتى من أصغر الندوب. بعد تفتيش موقع الطقوس، سنقوم بمقابلة كل من الناجين على حدة.” أعلن أتاراكس.

“حسنا، لقد أصدر أيضًا صوت كااااغ قبل عضه.” تمتم يوجين وهو يسير إلى المذبح حيث بقيت أجزاء من الدائرة السحرية.

 

“حسنا، لقد أصدر أيضًا صوت كااااغ قبل عضه.” تمتم يوجين وهو يسير إلى المذبح حيث بقيت أجزاء من الدائرة السحرية.

“كما تعلم، لا تبدو نبرة صوتك كشخص يطلب الإذن.” أشار جينوس بقوة.

“نعم، هذا هو السبب في أنها غريبة جدا…كم هو مثير للاهتمام.” قالت ميلكيث بحماس: “بقايا ملوك الشياطين الذين هزموا منذ مئات السنين بقيت في أسلحتهم…هذا ما أستطيع فهمه. ومع ذلك، لكي تتحول هذه البقايا ثم تصير أرواح؟ هناك بالفعل العديد من الأوراق المكتوبة حول العلاقة الوثيقة بين الطاقة السحرية والأرواح، ولكن لكي يصير ملك الشياطين روحًا—”

 

“ربما، بمجرد أن ينتهي هذا الموسم، لن تكون هناك حتى شفرة من العشب متبقية في هذا المجال؟ هذا غريب جدا….هذا هو…بدلا من أن تكون الأرض ميتة….حسنا، هذا صحيح…إذن هذا هو الحال. يبدو أن الأرواح البدائية للأرض قد تحولت بالفعل إلى أرواح ظلام؟” افترضت ميلكيث.

“يجب القيام بهذا. أنتَ لا تريد أن يسقط المزيد من عشيرتك في الفساد، هل تريد؟” رد أتاراكس.

فقط لكي يسقط غيلياد على ركبتيه ويقول، “أنا آسف جدا.”

 

ميلكيث، التي تبعت لوفليان عبر بوابة الإنتقال، ترتدي زيا عاديا بشكل مدهش اليوم. معطفٌ أسود لامع من الجلد. ومع ذلك، فقد إرتدت أحذية جلدية عالية جدا لدرجة أنها صعدت إلى ركبتيها وأحدثت ضوضاء صرير مع كل خطوة تخطوها.

تشدد تعبير كلاين بسبب كلمات أتاراكس. نظر إلى أتاراكس بعداء غير معهود في عينيه. ردت هيموريا على هذه النظرة بوضع أصابعها على القناع الذي غطى فمها ونظرت إلى كلاين.

 

 

كما قال هذا، نظر يوجين إلى المحققين من مالفيكاروم — أتاراكس وهيموريا. اللذان يحدقان بشكل واضح في خصر يوجين العاري.

“لسنا هنا لنتعاطف مع الحادث المؤسف لعشيرة لايونهارت، ولا نحن هنا للمساعدة في اكتشاف الحقيقة.” قال أتاراكس وهو يرفع يده ويمسك كتف هيموريا: “هذه الحادثة هي حالة غريبة وغير مسبوقة لبقايا ملوك الشياطين، الذين تم إخضاعهم قبل ثلاثمائة عام، وعادوا لإحداث الفوضى. في مالفيكاروم الحالي، قد لا يسمح لنا بمطاردة السحرة السود أو الشياطين، لكن…إذا اكتشفنا كسر أي محرمات، لا سيما ارتكاب أي جرائم تنطوي على استخدام البشر، فإن مالفيكاروم لن تتردد في مطاردة الجناة، بغض النظر عمَّن هم.”

تمتم أتاراكس: “قد يعني ذلك أيًضا أن عبادة الروح هي حقا نوع من البدع.”

“…وبالتالي؟” ضغط كلاين.

أكد له كلاين، “سيصل قريبا. لقد تمكنا للتو من الاتصال بكيهل.”

 

“….همم.” همهمت ميلكيث مرة أخرى، وعيناها تضيق.

“نحن هنا لنفعل ما يجب القيام به.” قال أتاراكس بعزم: “وهكذا، لن نطلب الإذن. رئيس المجلس، نحن نتفهم أنك قد ترغب في التستر على إحراج عشيرتك، لكن…ماذا لو بقيت أي بذور شيطان في رؤوس التضحيات؟ ماذا لو أدى ذلك إلى وقوعهم في الجنون وأداء نفس الطقوس الشيطانية التي قام بها إيوارد؟”

 

“حسنا، أتفهم الضرورة.” قال كلاين على مضض وهو يتنهد ويهز رأسه: “…ومع ذلك، اسمحوا لي أن أصحح شيئًا واحدًا فقط. ليس لدي أي نية للتستر على إحراج عشيرتنا. لأننا إذا حاولنا إخفاء ذلك بشكل أعمى، فكل ما سنفعله هو أن نتسبب في تعفن أنفسنا من الداخل. ومع ذلك، ما أنا قلق بشأنه هو أن أساليبك في إجراء المقابلات مع التضحيات قد تكون قاسية للغاية.”

 

وعد أتاراكس: “ستكون مقابلاتنا لطيفة ومهذبة.”

“لكن ألم يكن كل ذلك منذ وقت طويل حقًا؟” أشار يوجين.

 

أصيب أتاراكس والآخرون بالغباء.

طلب كلاين: “في هذه الحالة، لن تمانع في مراقبتي.”

 

 

 

وافق أتاراكس، “نعم، يرجى المشاهدة كما تريد.”

“فقط ماذا تظنني؟” قالت مير مع العبوس. “لستُ مهملةً بما يكفي لأسبب لك أي مشكلة، سيدي يوجين.”

توجهوا إلى أعماق الغابة. العثور على المكان الذي تم فيه أداء الطقوس ليس أمرا صعبا حيث أن العديد من البلاك لايونز يحرسون الغابة لذلك لا يمكن لأي وحوش شيطانية أن تلحق الضرر بالموقع.

 

 

 

“….همم.” همهمت ميلكيث بعناية.

 

 

‘…لكن أليسوا منظمة قديمة الطراز جدًا بالنسبة للعصر الحالي؟’

طوال هذا الوقت منذ دخولهم الغابة، ظلت ميلكيث مركزة دون قول حرف. توقفت عن المشي لبضع لحظات، ثم انحنت ولمس التربة بيديها.

“أيضا، كان هناك شجرة….سوداء هناك. لا أعرف هل يجب أن يطلق عليها حقا شجرة، لكن حسنا، بدت على الأقل وكأنها واحدة. تم تعليق التضحيات من فروعها التي تتلوى مثل المجسات. لقد اُبتُلِعَ كل شيء بكآبة مظلمة.” قال يوجين وهو ينظر إلى سيل: “بما أنه لم يتم القبض علي كتضحية، إذا أردتم أن تعرفوا كيف يبدو ذلك، فيجب أن تسألوا سيل بدلا عني. حيث إستطاعت الحفاظ على وعيها جزئيا حتى في هذه الحالة.”

 

 

“….همم.” همهمت ميلكيث مرة أخرى، وعيناها تضيق.

 

 

 

ارتجفت التربة التي لامست يديها، وصعد الناس الطينيون بحجم إصبع من الأرض.

على الرغم من أنه يعلم أنه سيتم إرسال شخص ذو مكانة عالية بسبب أهمية هذا الحادث، لكن للتفكير في أنهم سيرسلون المعاقب حقا. وتلميذته، هيموريا، رفيعةُ المستوى مثل أتاراكس.

 

لذلك أخرج السيف المقدس وآكاشا وأظهرهما للمجموعة. لم تحظ آكاشا باهتمام كبير، لكن عيون الجميع أشرقت وهم ينظرون إلى السيف المقدس الذي يحمله يوجين في يديه. لم يستطيعوا إلا التفاجئ. هذا السيف المقدس هو جزء من أسطورة فيرموث العظيم وقيل إنه السيف الأسطوري الذي قطع ثلاثة ملوك شيطانيين. بعد مرور فيرموث، صار البطريرك فقط قادرًا على حمل السيف المقدس خلال الاحتفالات العائلية، ولم يعترف السيف المقدس بأي شخص على أنه سيده.

“…في الواقع، يبدو…أن أرواح الظلام كانت هنا حقًا….هذا أمر غير معتاد تمامًا.” تمتمت ميلكيث وهي تربت على رأس الناس الطينيين بإصبعها. “أرواح هذه الأرض…ليست حقا في وئام مع التربة هنا. تم دفعهم من رقعة مختلفة من الأرض إلى هذه الأرض. وهناك…هممم…عدد الأرواح البدائية أقل مما ينبغي.”

أتاراكس هو رجل ذو شعر أشقر طويل، لكن المرأة، هيموريا، شعرها أقصر من أتاراكس وغطت فمها بقناع معدني أسود. مع تمايل الشعر الذي يبدو أنه قد تم قصه بسكين، تفحصت هيموريا محيطها.

جمعت ميلكيث كومة من التربة بيديها. ثم نشرت أصابعها وتركت التربة تتدفق مثل حبيبات الرمل.

 

 

 

“ربما، بمجرد أن ينتهي هذا الموسم، لن تكون هناك حتى شفرة من العشب متبقية في هذا المجال؟ هذا غريب جدا….هذا هو…بدلا من أن تكون الأرض ميتة….حسنا، هذا صحيح…إذن هذا هو الحال. يبدو أن الأرواح البدائية للأرض قد تحولت بالفعل إلى أرواح ظلام؟” افترضت ميلكيث.

 

 

سحبهم إلى عناق وحنى رأسه فوقهم.

“هل شيء كهذا ممكن حتى؟” سألها يوجين.

 

 

“….للإعتقاد أنني سأكون قادرًا على رؤية مثل هذه القوة الشيطانية الشريرة المشؤومة في مكان خارج هيلموث…” تمتم أتاراكس.

“بالنسبة لي؟ بالطبع، هذا مستحيل. ليس لدي أي عقود مع أرواح ظلام، ولا أريد أن أبرم عقدًا معهم. وحتى مع ذلك، ليس وكأنني أحتاج إلى معرفة أرواح الظلام مباشرة، صحيح؟ لا يمكن لأي روح أن تتداخل أو تعيق الأرواح الأخرى لعناصر مختلفة تماما. حتى لو تحدثنا عن ملوك الأرواح.” قالت ميلكيث بضحكة مكتومة وهي تقف. “لذلك لا ينبغي أن يكون لروح الظلام العادية القدرة على استيعاب الأرواح البدائية لعنصر آخر بالقوة. علاوة على ذلك…ألم تقل أنه كان قادرا على تظليل عيون وآذان فرسان البلاك لايونز المرموقين؟ هاها! هذا مستحيل.”

الفصل 152: التحقيق (1)

أوضح يوجين: “هذا لأنه ليس مجرد روح عادية.”

 

 

 

“نعم، هذا هو السبب في أنها غريبة جدا…كم هو مثير للاهتمام.” قالت ميلكيث بحماس: “بقايا ملوك الشياطين الذين هزموا منذ مئات السنين بقيت في أسلحتهم…هذا ما أستطيع فهمه. ومع ذلك، لكي تتحول هذه البقايا ثم تصير أرواح؟ هناك بالفعل العديد من الأوراق المكتوبة حول العلاقة الوثيقة بين الطاقة السحرية والأرواح، ولكن لكي يصير ملك الشياطين روحًا—”

 

تمتم أتاراكس: “قد يعني ذلك أيًضا أن عبادة الروح هي حقا نوع من البدع.”

أجاب يوجين: “لا ينبغي أن تكون هناك مشكلة في ارتدائها.”

 

 

قالت ميلكيث بشخير وهي ترفع يديها: “ما زلتم تنفثون مثل هذا الهراء.”

قال كلاين بابتسامة ساخرة وهو يصافح يد لوفليان: “كان من الأفضل لو تم لم شملنا في مناسبة أكثر فرحًا.”

 

 

زحف شعب الطين مرة أخرى إلى التربة، مما تسبب في ارتعاش الأرض وارتفاعها. موجة الأوساخ التي أظهرتها لهم ميلكيث مرة أخرى في غابة عشيرة لايونهارت.

الفصل 152: التحقيق (1)

 

قال كلاين بابتسامة ساخرة وهو يصافح يد لوفليان: “كان من الأفضل لو تم لم شملنا في مناسبة أكثر فرحًا.”

أعلنت ميلكيث بفخر: “بالنسبة لشخص مثلك، ليقول مثل هذا الهراء، فأنت لا تستحق ركوب هذه الموجة الترابية المذهلة من الأرض.”

 

 

“ماذا عن الناجين؟” سأل أتاراكس.

وبخها لوفليان: “بدلا من القيام بشيء محرج للغاية، دعينا نذهب بالفعل.”

تذمر يوجين: “لا يحتاج الأمر حقا إلى التمشيط.”

 

“كما تعلم، لا تبدو نبرة صوتك كشخص يطلب الإذن.” أشار جينوس بقوة.

“هذا كل شيء.” قال يوجين عند وصولهم إلى الموقع الذي جرت فيه الطقوس: “هناك…هذا هو المكان الذي عقدت فيه الطقوس. ربما هناك عدد قليل من آثار ذلك متبقية؟ تم رسم دائرة سحرية في جميع أنحاء الأرض…كما تم طلاء أجزاء منها في الهواء، لكن تلك اختفت.”

لكن يوجين هز رأسه وقال: “لا حاجة.”

قوبل بالصمت بينما الآخرون يتفحصون الموقع.

“…في الواقع، يبدو…أن أرواح الظلام كانت هنا حقًا….هذا أمر غير معتاد تمامًا.” تمتمت ميلكيث وهي تربت على رأس الناس الطينيين بإصبعها. “أرواح هذه الأرض…ليست حقا في وئام مع التربة هنا. تم دفعهم من رقعة مختلفة من الأرض إلى هذه الأرض. وهناك…هممم…عدد الأرواح البدائية أقل مما ينبغي.”

 

 

“أيضا، كان هناك شجرة….سوداء هناك. لا أعرف هل يجب أن يطلق عليها حقا شجرة، لكن حسنا، بدت على الأقل وكأنها واحدة. تم تعليق التضحيات من فروعها التي تتلوى مثل المجسات. لقد اُبتُلِعَ كل شيء بكآبة مظلمة.” قال يوجين وهو ينظر إلى سيل: “بما أنه لم يتم القبض علي كتضحية، إذا أردتم أن تعرفوا كيف يبدو ذلك، فيجب أن تسألوا سيل بدلا عني. حيث إستطاعت الحفاظ على وعيها جزئيا حتى في هذه الحالة.”

 

“…حقًا الآن، هذا…” تمتم لوفليان بهدوء وهو ينظر حوله إلى المناطق المحيطة، ثم أطلق شخيرًا. “هذا أسوأ مما إعتقدت.”

“….همم.” همهمت ميلكيث مرة أخرى، وعيناها تضيق.

وافقه يوجين: “لقد كانت الطقوس مروعة تماما.”

لذلك بعثره عرضا بيده.

 

 

“لا، أنا لا أتحدث عن الطقوس.” أوضح لوفليان وهو يرفع إصبعه ويشير إلى شيء ما: “يمكن اعتبار أنه من حسن الحظ أن يكون هناك ضحية بريئة واحدة فقط ضاعت.”

بووف!

 

“هذا أمر يبعث على الارتياح.” قال أتاراكس بابتسامة وهو يضع الشاكو قلعه من على رأسه في تحية: “حسنا اذن…يرجى قيادة الطريق. نحتاج لأن نرى المكان الذي أدى فيه ذلك الشيطان، إيوارد لايونهارت، طقوسه المحرمة والفاسدة وشبه الكارثية.”

أشار لوفليان إلى آثار المعركة. نظر لأسفل إلى حفرة كبيرة عميقة لدرجة أنه بدا كما لو أنها اخترقت على طول الطريق نحو مركز الأرض. صفرت ميلكيث أيضا وهي تلقي نظرة حولها.

 

 

 

“هذا ضخم. كم كان ذلك سيئًا حتى لا توجد أي أرواح الأرض هنا؟” تعجبت ميلكيث.

أعلنت ميلكيث بفخر: “بالنسبة لشخص مثلك، ليقول مثل هذا الهراء، فأنت لا تستحق ركوب هذه الموجة الترابية المذهلة من الأرض.”

 

 

“كم هذا فظيع.” هدر أتاراكس وهو يضيق عينيه ويرفع يده.

“يجب القيام بهذا. أنتَ لا تريد أن يسقط المزيد من عشيرتك في الفساد، هل تريد؟” رد أتاراكس.

 

 

أمسك بالهواء بأصابعه ذات القفاز الأبيض وفرك أصابعه معا. بعد القيام بذلك، تم صبغ قفازاته على الفور باللون الأسود.

 

 

لهثت ميلكيث، “يا إلهي، أنت على دراية تامة، أليس كذلك؟ يبدو أنك قمت أيضًا بالكثير من الدراسة حول تاريخ السحرة؟”

“….للإعتقاد أنني سأكون قادرًا على رؤية مثل هذه القوة الشيطانية الشريرة المشؤومة في مكان خارج هيلموث…” تمتم أتاراكس.

 

 

 

“قبل خمسة أيام، كان الأمر أسوأ مما هو عليه الآن.” تحدث يوجين بشكل عرضي، ثم فتح عباءته. “…بدون قوة السيف المقدس وآكاشا، لما تمكنت من البقاء على قيد الحياة.”

 

على الرغم من أنه تلقى بالفعل الكثير من الاهتمام، إلا أن يوجين لم يرغب في جذب المزيد من الاهتمام والشك من هؤلاء الغرباء.

 

 

تذمر يوجين: “لا يحتاج الأمر حقا إلى التمشيط.”

لذلك أخرج السيف المقدس وآكاشا وأظهرهما للمجموعة. لم تحظ آكاشا باهتمام كبير، لكن عيون الجميع أشرقت وهم ينظرون إلى السيف المقدس الذي يحمله يوجين في يديه. لم يستطيعوا إلا التفاجئ. هذا السيف المقدس هو جزء من أسطورة فيرموث العظيم وقيل إنه السيف الأسطوري الذي قطع ثلاثة ملوك شيطانيين. بعد مرور فيرموث، صار البطريرك فقط قادرًا على حمل السيف المقدس خلال الاحتفالات العائلية، ولم يعترف السيف المقدس بأي شخص على أنه سيده.

 

 

“هذا ضخم. كم كان ذلك سيئًا حتى لا توجد أي أرواح الأرض هنا؟” تعجبت ميلكيث.

“…هوه…” تنفس أتاراكس في رهبة وهو أيضًا ينظر إلى السيف المقدس بعيون معجبة.

“لا تخرجي اليوم إلا إذا ناديتك.” أوعز يوجين.

 

 

هيموريا، التي لم تنطق بكلمة واحدة حتى الآن، نظرت أيضا إلى السيف المقدس بعيون متفاجئة.

لذلك أخرج السيف المقدس وآكاشا وأظهرهما للمجموعة. لم تحظ آكاشا باهتمام كبير، لكن عيون الجميع أشرقت وهم ينظرون إلى السيف المقدس الذي يحمله يوجين في يديه. لم يستطيعوا إلا التفاجئ. هذا السيف المقدس هو جزء من أسطورة فيرموث العظيم وقيل إنه السيف الأسطوري الذي قطع ثلاثة ملوك شيطانيين. بعد مرور فيرموث، صار البطريرك فقط قادرًا على حمل السيف المقدس خلال الاحتفالات العائلية، ولم يعترف السيف المقدس بأي شخص على أنه سيده.

 

لم يخطئ عندما شعر أن جسد غيلياد كله بدا أصغر. أذرع غيلياد أرق حقا مما كانت عليه قبل بضعة أشهر فقط. لقد مرت خمسة أيام فقط منذ التعامل مع حادثة إيوارد، لكن يبدو أن الضيق الذي شعر به غيلياد خلال هذه الأيام القليلة كافٍ لترك خديه غارقين إلى الداخل وذبول عضلات ذراعه.

تمتم أتاراكس، “….إنه حقا آلتاير…!”

لكن يوجين هز رأسه وقال: “لا حاجة.”

“نعم، هذا صحيح.” أكد يوجين.

“تم تأسيس اتصال مع يوراس.” ذكر ديارد.

 

إهتزت بوابة الإنتقال.

“في البداية، إعتقدت أن التقرير خاطئ….ولكن أعتقد أنه تم العثور على سيد جديد لِـآلتاير حقًا…!” هتف أتاراكس بدهشة.

 

 

“….للإعتقاد أنني سأكون قادرًا على رؤية مثل هذه القوة الشيطانية الشريرة المشؤومة في مكان خارج هيلموث…” تمتم أتاراكس.

بدأ يوجين يقول، “اعتذاري لإخفائه—”

“لكن ألم يكن كل ذلك منذ وقت طويل حقًا؟” أشار يوجين.

“لا حاجة لك لأن تقول مثل هذا الشيء.” قاطع أتاراكس يوجين بهز رأسه. “هناك سبب وجيه بالنسبة لك لأن لا تكون قادرًا على أن تعلن أنك سيد السيف المقدس، وأليست القديسة كريستينا والكرسي البابوي يعرف بالفعل عن وضعك كَـالسيد الجديد للسيف المقدس، بعد كل شيء؟”

 

رفع أتاراكس يديه.

“حسنا، أتفهم الضرورة.” قال كلاين على مضض وهو يتنهد ويهز رأسه: “…ومع ذلك، اسمحوا لي أن أصحح شيئًا واحدًا فقط. ليس لدي أي نية للتستر على إحراج عشيرتنا. لأننا إذا حاولنا إخفاء ذلك بشكل أعمى، فكل ما سنفعله هو أن نتسبب في تعفن أنفسنا من الداخل. ومع ذلك، ما أنا قلق بشأنه هو أن أساليبك في إجراء المقابلات مع التضحيات قد تكون قاسية للغاية.”

 

 

“هيموريا! صفقي لسيد السيف المقدس!” أصدر أتاراكس تعليماته.

 

 

أتاراكس هو رجل ذو شعر أشقر طويل، لكن المرأة، هيموريا، شعرها أقصر من أتاراكس وغطت فمها بقناع معدني أسود. مع تمايل الشعر الذي يبدو أنه قد تم قصه بسكين، تفحصت هيموريا محيطها.

رفعت هيموريا يديها بصمت وبدأت في التصفيق. لكن صوت تصفيق أتاراكس بدا أعلى بكثير من صوت هيموريا.

 

 

تنهد كلاين بعمق، وربت على كتف غيلياد. بهذا التذكير، عاد الضوء متأخرًا إلى عيون غيلياد المظلمة القاتمة. التفت للنظر إلى سيل ويوجين.

“كفى.” قال أتاراكس بينما توقف تصفيقهم فجأة. “الآن، يا سيد السيف المقدس، من فضلك، أخبرنا قصتك البطولية عن كيف قتلت الشيطان الذي حاول النزول إلى هنا!”

نفى يوجين هذا بعبوس، “لكن هذا لم يحدث؟ ألا تعلمين أنني ظللت أعتني بذلك كل يوم باستخدام السحر؟”

“لقد مات لأنني أرجحت السيف المقدس خلاله.” أوضح يوجين ببساطة.

“لأنني أردت ذلك؟”

 

“هيا الآن…لا يجب أن تظهر مثل هذا المظهر المثير للشفقة.” وبخه كلاين.

أصيب أتاراكس والآخرون بالغباء.

“…وبالتالي؟” ضغط كلاين.

 

 

“حسنا، لقد أصدر أيضًا صوت كااااغ قبل عضه.” تمتم يوجين وهو يسير إلى المذبح حيث بقيت أجزاء من الدائرة السحرية.

“انهم جميعا آمنون.” ذكر جينوس.

نفى يوجين هذا بعبوس، “لكن هذا لم يحدث؟ ألا تعلمين أنني ظللت أعتني بذلك كل يوم باستخدام السحر؟”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط