نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 167

إضافي-لقائهم الأول (1)

إضافي-لقائهم الأول (1)

الفصل 167: إضافي-لقائهم الأول (1)

“أنا أقول أنه يجب عليكم الذهاب وتنظيف بول وقرف قائدكم، الذي سيظل محصورًا على كرسي متحرك لبقية حياته.” قال الرجل ضاحكًا وهو يجلس فوق طاولة الاستقبال.

“اللعنة، هل أنت جاد الآن؟”

 

“هذ-هذا….لكنني أخبرتك بالفعل مرات عديدة، إنه ليس شيئا يمكنني ترتيبه لمجرد أنك تصر على ذلك—”

 

“هناك الكثير من السفن في هذا الميناء، لكن هل تخبرني بجدية أنه لا أحد منهم على استعداد للإبحار!”

‘أليس وغدًا جدًا مع الأشخاص الذي يقابلهم لأول مرة؟’ ارتجفت عيون سيينا بسبب الغضب بينما استمرت في التحديق بِـهامل.

باانج!

“فقط من خلال النظر إليكم، أستطيع أن أعرف أنكم مجرد مجموعة من الحثالة الذين بالكاد تمكنوا من التخرج من التدريب المهني، لذلك هل من المفترض حقًا أن تكونوا هنا؟” ذكَّرهم الرجل “لقد تم قطع ساقي رئيسكم قبل يوم.”

اهتزت الطاولة الخشبية كما لو إنها على وشك الانكسار. ارتجف جسد موظف الاستقبال في مواجهة هذا الانفجار العنيف. الضغط الشديد يثقل كاهله، مما يمنعه من الحركة. عرف موظف الاستقبال أنه ليس وكأن هذا الرجل أمامه غير قادر على كسر الطاولة بهذه الضربة الآن؛ الأمر فقط أنه اختار عدم القيام بذلك.

ليست فقط الساحرة هي الوحيدة التي تراقب الرجل.

 

 

“…بـ-بغض النظر عن مقدار إصرارك، لا أستطيع أن أفعل ما هو خارج إستطاعتي.” أصر موظف الاستقبال المسكين.

 

 

 

“أُصر عليك؟ هل يجب أن أظهر لك ما يبدو عليه الأمر حقًا عندما أبدأ في الإصرار؟” لعن الرجل، “اللعنة، لقد قاسيت الكثير للوصول إلى هنا. لذا قد أستولي على سفينة، أقطع مرساة، وأبحر بنفسي.”

 

“أرجوك…..تحتاج إلى تفهم الوضع—”

“هناك الكثير من السفن في هذا الميناء، لكن هل تخبرني بجدية أنه لا أحد منهم على استعداد للإبحار!”

تم قطع مناشدات موظف الاستقبال اليائسة فجأة. العيون المحتقنة بالدم التي تحدق به جعلته يشعر وكأن هناك قبضة تضغط على قلبه. غير قادر على مواصلة الكلام، إرتجفت عيون موظف الاستقبال بشدة.

على الرغم من أنه قال هذا، إلا أن الساحرة بالتأكيد لم تستطع فهم ما يعنيه المحارب بهذا.

 

ليست فقط الساحرة هي الوحيدة التي تراقب الرجل.

رن صوت فجأة، “بغض النظر عن مدى افتقارك إلى الأخلاق، لا يجب أن تذهب إلى هذا الحد، صحيح؟”

 

تنهد صوت آخر: “أعتقد أن هذا هو مدى فظاعة هذا العالم.”

 

 

قال فيرموث وهو يستدير في مكانه: “يبدو أنك لم تأكل بعد، فلماذا لا تتناول وجبة معنا.”

سمع الرجل ضوضاء صاخبة تقترب من خلفه.

 

 

رن صوت ضرب المعدن من داخل عباءته. مجرد ضوضاء صغيرة، لكن الفرسان تراجعوا.

تحول وجه موظف الاستقبال إلى شاحب بينما زاوية شفتي الرجل أمامه إلتوت بابتسامة.

“…وفقط لماذا أنت واقف هناك؟” سأل الساحر.

 

عليها أن تعترف بأن هذا المرتزق هو أيضا شخصية مشهورة بين المرتزقة الآخرين. مرتزق شاب يستطيع استخدام جميع أنواع الأسلحة بمهارة والعودة حيا حتى من أقسى ساحات القتال. شبح الحرب الذي لم ينضم لأي مجموعة مرتزقة، ولم يقُد أي مرؤوسين، وبدلًا من السعي للحصول على أعلى أجر، تجول فقط بحثا عن ساحات قتال مليئة بالوحوش الشيطانية.

بدأ الرجل يستدير ولا يزال يبتسم: “كنت أتساءل أي أبناء كلبات بدأوا في النبح.”

 

 

 

وقفت هناك مجموعة من الفرسان الشباب الذين لم تحتوِ وجوههم الناعمة على ندبة واحدة. أشرق درعهم، المصقول بجد وحتى مزيت، تحت ضوء الشمس.

“أرجوك…..تحتاج إلى تفهم الوضع—”

 

“ألا يمكنك فقط أن تعطيني رشفة واحدة؟” توسلت سيينا.

“ولكن اتضح أنه بدلًا من مجموعة من الكلاب، إنهم مجرد مجموعة من الجراء اللطيفة.” قال الرجل مع ضحكة مكتومة ساخرًا.

“مخادع؟ هممم، حسنا. أعتقد أن هذا يعني أنك لا تريد أن تختار بنفسك؟ بما أن هذا هو الحال، سأختار بعناية نيابة عنك.”

 

 

“…ماذا قلت للتو؟”

“…إنه ليس شخصًا يمكنكما أن تنظرا إليه بازدراء.” أصر مولون رور عندما تنحى عن السور. “قد تبدو هجمات هذا الرجل وحركاته ضحلة، لكن كل عمل يتدفق بسلاسة ومرونة مثل المياه المتدفقة. تم صقل جميع أركان مهاراته القتالية إلى الحد الذي لا يستطيع الناس العاديون حتى أن يبدأوا في تخيله — وليس ذلك فقط.”

في مواجهة هذه السخرية المبتذلة، أظلمت تعبيرات الفرسان. أعلن الشعار المنقوش على درع صدرهم أنهم أعضاء في فرسان توراس الفضيين. عند رؤية الشعار، انفجر الرجل في الضحك مرة أخرى.

….هل هذا الرجل حتى مبارز من الأساس؟ انتشر هذا السؤال فجأة في أذهان الفرسان المحيطين بالرجل.

 

….هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها فيرموث مثل هذا العناد المربك. في الطريق إلى هنا، رأوا العديد من الأبطال المحتملين، ومن بينهم، هناك أيضا عدد غير قليل ممن استلهموا من مآثر فيرموث وطلبوا قبولهم في المجموعة.

“فقط من خلال النظر إليكم، أستطيع أن أعرف أنكم مجرد مجموعة من الحثالة الذين بالكاد تمكنوا من التخرج من التدريب المهني، لذلك هل من المفترض حقًا أن تكونوا هنا؟” ذكَّرهم الرجل “لقد تم قطع ساقي رئيسكم قبل يوم.”

قال فارس بتردد: “…أنت، أنت مجرد مخادع….!”

 

الشيء نفسه ينطبق على سيينا أيضًا. من بين أعضاء مجموعتهم، مولون هو الوحيد الذي قبل إصرار فيرموث منذ البداية دون أي شكاوى.

“…ماذا تقصد بذلك….؟” تمتم فارس.

رن صوت ضرب المعدن من داخل عباءته. مجرد ضوضاء صغيرة، لكن الفرسان تراجعوا.

 

 

“أنا أقول أنه يجب عليكم الذهاب وتنظيف بول وقرف قائدكم، الذي سيظل محصورًا على كرسي متحرك لبقية حياته.” قال الرجل ضاحكًا وهو يجلس فوق طاولة الاستقبال.

بدأ الرجل يستدير ولا يزال يبتسم: “كنت أتساءل أي أبناء كلبات بدأوا في النبح.”

 

 

في معركة قبل بضعة أيام، تم تفجير مبنى نقابة المرتزقة بالكامل إلى أشلاء، لذلك صار لا بد من إنشاء مكتب استقبال مؤقت على جانب الطريق للتعامل مع أي تقارير عن المهمة. وبفضل ذلك يحدث هذا.

“أنا لست أحمق.” قال مولون.

 

بعد تعرضهم لهذه السلسلة من الإهانات، لم يستطع الفرسان الشباب التحمل بعد الآن وإستلوا سيوفهم. عند رؤية هذا، إمتلأ وجه موظف الاستقبال باليأس.

أحد الفرسان قال بشراسة، “لقيط مرتزق مثلك يجرؤ على التصرف مجنون جدا—!”

 

بعد تعرضهم لهذه السلسلة من الإهانات، لم يستطع الفرسان الشباب التحمل بعد الآن وإستلوا سيوفهم. عند رؤية هذا، إمتلأ وجه موظف الاستقبال باليأس.

لكسر الصمت، سأل الرجل، “…ماذا؟ هل مجرد إصبع على كل يد لا يزال أكثر من اللازم؟”

 

 

أوقف المشاة الذين يمرون خطواتهم وبدأوا يتفرجون على هذا المشهد. على الرغم من أن معركة واسعة النطاق وقعت هنا قبل بضعة أيام فقط، مشاهدة أشخاص آخرين يقاتلون بدلا من المشاركة شخصيًا في رعب ساحة المعركة، سيكون دائمًا ممتعًا.

خرجت يدا الرجل منقبضة والإصبع الأوسط مرفوع.

 

الشيء نفسه ينطبق على سيينا أيضًا. من بين أعضاء مجموعتهم، مولون هو الوحيد الذي قبل إصرار فيرموث منذ البداية دون أي شكاوى.

“أوه، إذن فأنتم تستلون سيوفكم؟ ماذا بعد هذا؟ هل ستبدأون في رمي المناديل؟ أو ربما القفاز؟” سخر الرجل ولوح بيده باستخفاف. ثم أمسك أنفه وأكمل سخريته منهم، “هف هف….ارغ، أفواهكم لا تزال بها رائحة لبن الأم….هل الأطفال يعتقدون حقا أن هذه هي الطريقة التي يجب بها إمساك السيف؟ هاه؟ هل سبق لك حتى أن قطعت شخصًا مع تلك السكاكين خاصتكم؟ في المقام الأول، هل تخططون حقا لإسقاطي بعد إخراج سيوفكم؟ همم؟ أو هل تعتقدون أنه فقط من خلال إستلال سيوفكم وإتخاذ وضعية الفارس، ستكونون قادرين على جعل هذا اللقيط المرتزق يهرب بعيدا من تلقاء نفسه؟”

ادعى مولون بثقة: “لا يمكنني شرح ذلك بالضبط، لكن نوعا من المزاج الفريد يختلط بمهارات هذا الرجل.”

“إستلَّ سيفك!” صاح فارس شاب، الذي بدا أنه زعيم المجموعة.

“في الوقت الحالي، قد لا تكون مهاراته موثوقة بدرجة كافية. ومع ذلك، سيكون قادرًا على اللحاق بنا بسرعة كبيرة.” وعد فيرموث.

 

 

عند سماع هذا التحدي، ضحك الرجل مرة أخرى ووقف فوق طاولة الاستقبال.

على الرغم من أنه قال هذا، إلا أن الساحرة بالتأكيد لم تستطع فهم ما يعنيه المحارب بهذا.

 

“…هذه هي المرة الأولى التي أقدم فيها مثل هذا الطلب.” تحدث فيرموث أخيرًا. اقترب أكثر من الدرابزين واستمر، “لكن من الآن فصاعدا، لن أقدم أي طلبات مماثلة لك.”

اختلط عدد قليل من المرتزقة والفرسان بين المتفرجين الذين توقفوا لمشاهدة العرض. يمكنهم التعرف على من هذا الرجل وشعروا بالشفقة على هؤلاء الفرسان الشباب الذين بدا أنهم لا يعرفون شيئا عن العالم الحقيقي. ارتجف المرتزقة بِـرعب بينما يتخيلون ما سيحدث بعد ذلك، وحتى الفرسان بدأوا في التراجع بضع خطوات، دون الرغبة في الوقوع في القتال أو التعرض لأي ضربات عشوائية.

تحول وجه موظف الاستقبال إلى شاحب بينما زاوية شفتي الرجل أمامه إلتوت بابتسامة.

 

 

“سيفي؟” كرر الرجل بضحكة مكتومة عندما مد كلتا يديه داخل العباءة البالية الملفوفة على كتفيه.

 

 

الشيء نفسه ينطبق على سيينا أيضًا. من بين أعضاء مجموعتهم، مولون هو الوحيد الذي قبل إصرار فيرموث منذ البداية دون أي شكاوى.

….هل هذا الرجل حتى مبارز من الأساس؟ انتشر هذا السؤال فجأة في أذهان الفرسان المحيطين بالرجل.

 

 

“توقف عن الهراء وانزل من هناك. ألا تشعر بالأسف على السور الذي يجب أن يحمل الجزء الأكبر الضخم من جسدك؟” سألت الكاهنة وهي تدحرج عينيها وتحدق بالخناجر في ظهر المحارب.

قرقعة.

“أنا أسألك، لماذا بحق الجحيم طرت فجأة إلى هنا لمجرد النظر إلى شخص ما؟”

 

….هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها فيرموث مثل هذا العناد المربك. في الطريق إلى هنا، رأوا العديد من الأبطال المحتملين، ومن بينهم، هناك أيضا عدد غير قليل ممن استلهموا من مآثر فيرموث وطلبوا قبولهم في المجموعة.

رن صوت ضرب المعدن من داخل عباءته. مجرد ضوضاء صغيرة، لكن الفرسان تراجعوا.

“اختاروا.” أمر الرجل.

 

“…ماذا؟” شخر هامل فقط.

…..هذا حدث كَـرد فعل غريزي.

قال الرجل، “كما ترون، يمكنني استخدام العديد من الأسلحة باستثناء السيوف. هل لديكم أي الأسلحة تفضلون أن أستخدمها؟”

 

بعد إحضار قارورة الماء المقدس التي تحملها معها دائما إلى شفتيها، أخذت انيسيه سليوود عدة جرعات من الماء المقدس بدت قوية بما يكفي لحرقها من الحلق إلى المعدة برشفة واحدة فقط. ثم نظرت إلى فيرموث بعينيها الضيقتين.

بدلا من التراجع، ما يحتاجون إليه حقا هو التقدم للأمام والضرب بسيوفهم. ولكن على الرغم من أنهم يعرفون أن هذا هو ما يحتاجون للقيام به، إلا أن أجسادهم اتخذت خطوة إلى الوراء بشكل لا إرادي.

في معركة قبل بضعة أيام، تم تفجير مبنى نقابة المرتزقة بالكامل إلى أشلاء، لذلك صار لا بد من إنشاء مكتب استقبال مؤقت على جانب الطريق للتعامل مع أي تقارير عن المهمة. وبفضل ذلك يحدث هذا.

 

بالطبع، هي تعلم أن هذا هو الحال. عبست سيينا وهي تستدير للنظر إلى الوراء نحو فيرموث.

“اختاروا.” أمر الرجل.

 

 

 

فرقعة.

 

 

هذا الأحمق، مولون، قال إنه شعر بشيء ما. ومع ذلك، لم تشعر سيينا وانيسيه بأي شيء من هامل. هل هناك حقا شيء لا يمكن رؤيته إلا من قبل المحاربين؟

عندما رفرف الرجل بعباءته، سقطت الأسلحة المختلفة المعلقة على جسد الرجل على الأرض.

 

 

….هل هذا الرجل حتى مبارز من الأساس؟ انتشر هذا السؤال فجأة في أذهان الفرسان المحيطين بالرجل.

هناك حوالي ثلاثة أو أربعة سيوف من جميع الأطوال والأنواع المختلفة، فأس ثقيل، رمح قصير، سوط وفركل….والعديد من الأسلحة الأخرى فوق ذلك. الكثير لدرجة أنه من الصعب تصديق أنه يستطيع حتى التحرك أثناء حمل كل هذه الأسلحة على جسده.

قال الرجل، “كما ترون، يمكنني استخدام العديد من الأسلحة باستثناء السيوف. هل لديكم أي الأسلحة تفضلون أن أستخدمها؟”

 

 

قال الرجل، “كما ترون، يمكنني استخدام العديد من الأسلحة باستثناء السيوف. هل لديكم أي الأسلحة تفضلون أن أستخدمها؟”

 

قال فارس بتردد: “…أنت، أنت مجرد مخادع….!”

الشيء نفسه ينطبق على سيينا أيضًا. من بين أعضاء مجموعتهم، مولون هو الوحيد الذي قبل إصرار فيرموث منذ البداية دون أي شكاوى.

“مخادع؟ هممم، حسنا. أعتقد أن هذا يعني أنك لا تريد أن تختار بنفسك؟ بما أن هذا هو الحال، سأختار بعناية نيابة عنك.”

“…ماذا تقصد بذلك….؟” تمتم فارس.

يبدو أنه لا يزال لديه المزيد من الأسلحة التي لم يخرجها بعد حيث أعاد الرجل يديه المفتوحتين إلى داخل عباءته. بدأت عيون الفرسان الذين يراقبونه دون وعي ترتجف من القلق. لسبب غير معروف، بدأ الإحساس بالوخز ينتشر عبر جلدهم.

 

 

“انيسيه.” أجاب فيرموث “لقد سألتِني ما يمكن أن يفعله هذا المرتزق من أجلنا وما أتوقعه منه بالضبط، صحيح؟”

“ماذا عن هذا؟” سأل الرجل بابتسامة عريضة امتدت الندوب على خديه.

ليست فقط الساحرة هي الوحيدة التي تراقب الرجل.

 

قال فيرموث بابتسامة باهتة: “أريده أن يقاتل إلى جانبنا.”

عندما بدأ في سحب يديه من داخل العباءة، شهق الفرسان واتخذوا خطوة أخرى إلى الوراء، فقط ليتجمدوا عندما أنهى الرجل ما يفعله.

 

 

 

خرجت يدا الرجل منقبضة والإصبع الأوسط مرفوع.

“إستلَّ سيفك!” صاح فارس شاب، الذي بدا أنه زعيم المجموعة.

 

اختلط عدد قليل من المرتزقة والفرسان بين المتفرجين الذين توقفوا لمشاهدة العرض. يمكنهم التعرف على من هذا الرجل وشعروا بالشفقة على هؤلاء الفرسان الشباب الذين بدا أنهم لا يعرفون شيئا عن العالم الحقيقي. ارتجف المرتزقة بِـرعب بينما يتخيلون ما سيحدث بعد ذلك، وحتى الفرسان بدأوا في التراجع بضع خطوات، دون الرغبة في الوقوع في القتال أو التعرض لأي ضربات عشوائية.

احتفظ الرجل بتعبير جاد على وجهه وهو يلوح بإصبعه الأوسط بطريقة لافتة للنظر.

“…أعتقد أنه مثالي بالفعل لمجموعتنا كما هو.” صرح فيرموث بثقة.

 

 

لكسر الصمت، سأل الرجل، “…ماذا؟ هل مجرد إصبع على كل يد لا يزال أكثر من اللازم؟”

“مستحيل.” رفضت انيسيه بحزم.

إرتبك الفرسان، “هذا….”

“ماذا تقصد، ليس ذلك فقط؟” كررت سيينا كلام مولون بفضول.

عندما انفجر الحشد بالضحك، تحولت وجوه الفرسان إلى اللون الأحمر في حرج. الإذلال والغضب المتصاعد من أعماق قلوبهم بدد خوفهم الغامض.

 

 

تحول وجه موظف الاستقبال إلى شاحب بينما زاوية شفتي الرجل أمامه إلتوت بابتسامة.

كَـشخص واحد، تقدم الفرسان إلى الأمام.

 

 

 

 

 

“….هل هذا حقا هو الرجل الذي اخترته؟”

“ومن تكون أنت؟”

على سطح مبنى بعيد، عبست ساحرة ترتدي قبعة كبيرة فوق ثيابها وهي تسأل هذا السؤال.

“…اررغ!” تأوهت سيينا فجأة وهزت رأسها لأنها شعرت أن صدرها ينقبض بانزعاج من كلام فيرموث الصريح. “وماذا في ذلك؟ هل نحن فقط سنقف هنا نراقبه؟ بما أنك تريد الذهاب لجعله رفيقنا، ألا ينبغي لنا فقط أن نذهب الى هناك ونتحدث معه!”

 

“….لا يكفي مجرد اللحاق بنا. فيرموث، أنت تعرف ذلك أيضا، صحيح؟ سنذهب إلى هيلموث قريبًا، ومن هناك، سنذبح ملوك الشياطين.” جادلت سيينا بمجرد أن هدأت دهشتها ومدت إصبعها للإشارة إلى هامل. “هذا الرجل الذي يقرع بشكل واضح مجموعة من الفرسان الشباب ويسرق سيوفهم….يستحيل أن يقاتل إلى جانبنا—!”

على الرغم من أن هذا الموقع بعيد جدا عن الموقع الذي يدور فيه القتال، إلا أنها إستطاعت مراقبة المشهد كما لو إنه يحدث أمام أنفها مباشرة، ويمكنها حتى الاستماع بوضوح إلى محادثتهم.

“أنا أقول أنه يجب عليكم الذهاب وتنظيف بول وقرف قائدكم، الذي سيظل محصورًا على كرسي متحرك لبقية حياته.” قال الرجل ضاحكًا وهو يجلس فوق طاولة الاستقبال.

 

 

قال صوت آخر: “أنا لا أحبه.”

 

 

 

ليست فقط الساحرة هي الوحيدة التي تراقب الرجل.

قرقعة.

 

على الرغم من أنه قال هذا، إلا أن الساحرة بالتأكيد لم تستطع فهم ما يعنيه المحارب بهذا.

نقرت كاهنة ترتدي أردية بالأبيض والأسود على لسانها وهزت رأسها كما قالت، “قد تكون مهارته لا يعلى عليها، ولكن كشخص، فهو مبتذل للغاية. أقسم بإسم الإله، أن الرجل يجب أن يكون واحدا من أوقح وأكثر المرتزقة المتعجرفين الذين رأيتهم في كل حياتي.”

بدا هذا المرتزق قويا جدا، ولكن مع هذا المستوى من القوة فقط، لم تتمكن الساحرة من رؤية ما جعل مهارات الرجل خارجة عن المألوف.

“…ومن الأساس، حتى مهارته لا تبدو رائعة، صحيح؟” قالت الساحرة دعمًا لكلمات الكاهنة.

 

 

 

بعد ذلك، قام المحارب العملاق، الذي صعد فوق الدرابزين على السطح وهو يمنع النسيم من ضرب بقية المجموعة، بهزة شديدة برأسه وقال، “لا، لا ينبغي الاستخفاف بمهارات هذا الرجل.”

 

“…وفقط لماذا أنت واقف هناك؟” سأل الساحر.

 

 

عندما انفجر الحشد بالضحك، تحولت وجوه الفرسان إلى اللون الأحمر في حرج. الإذلال والغضب المتصاعد من أعماق قلوبهم بدد خوفهم الغامض.

“الطريقة التي يتحرك بها أثارت جسدي ودفأت دمي. روحي كمحارب تصرخ بأنها تريد التنافس مع هذا الرجل.” أوضح المحارب.

 

 

هذا الأحمق، مولون، قال إنه شعر بشيء ما. ومع ذلك، لم تشعر سيينا وانيسيه بأي شيء من هامل. هل هناك حقا شيء لا يمكن رؤيته إلا من قبل المحاربين؟

“توقف عن الهراء وانزل من هناك. ألا تشعر بالأسف على السور الذي يجب أن يحمل الجزء الأكبر الضخم من جسدك؟” سألت الكاهنة وهي تدحرج عينيها وتحدق بالخناجر في ظهر المحارب.

“ألا يمكنك فقط أن تعطيني رشفة واحدة؟” توسلت سيينا.

 

إرتبك الفرسان، “هذا….”

لكن بدلًا من الرد، أومأ المحارب برأسه وغمغم بإعجاب “…فقط ما الذي يجعل مهارته مثيرة للإعجاب….؟ اممم…أعتقد أنني فهمت.”

 

على الرغم من أنه قال هذا، إلا أن الساحرة بالتأكيد لم تستطع فهم ما يعنيه المحارب بهذا.

القتال قد انتهى بالفعل.

 

يبدو أنه لا يزال لديه المزيد من الأسلحة التي لم يخرجها بعد حيث أعاد الرجل يديه المفتوحتين إلى داخل عباءته. بدأت عيون الفرسان الذين يراقبونه دون وعي ترتجف من القلق. لسبب غير معروف، بدأ الإحساس بالوخز ينتشر عبر جلدهم.

بدا هذا المرتزق قويا جدا، ولكن مع هذا المستوى من القوة فقط، لم تتمكن الساحرة من رؤية ما جعل مهارات الرجل خارجة عن المألوف.

 

 

“ماذا تقصد، ليس ذلك فقط؟” كررت سيينا كلام مولون بفضول.

تحدثت الكاهنة: “لا يزال هذا غير كاف.” انحنت إلى الأمام، ودعمت جسدها على الدرابزين، وفتحت زجاجة صغيرة من الماء المقدس تتدلى من خصرها وهي تتابع، “سيدي فيرموث، لا يمكنني معرفة سبب رغبتك في قبول هذا المرتزق كواحد من رفاقك.”

 

وقف فيرموث لايونهارت على بعد خطوات قليلة خلف بقية المجموعة. بشعره الرمادي، الذي ليس أسودًا ولا أبيضًا، وعيونه الذهبية، التي تألقت كما لو إنها مغزولة من الذهب، بدا وجهه جميلا جدا لدرجة أنه من الصعب تصديق أنه ينتمي إلى رجل، لكنه في نفس الوقت لم يبدُ نعامًا.

‘…ولكن لماذا يحاول دعوة شخص هو مجرد مرتزق تافه ليكون رفيقنا؟’ فكرت سيينا مع نفسها بإحباط.

 

 

“…أعتقد أنه مثالي بالفعل لمجموعتنا كما هو.” صرح فيرموث بثقة.

 

 

 

بعد إحضار قارورة الماء المقدس التي تحملها معها دائما إلى شفتيها، أخذت انيسيه سليوود عدة جرعات من الماء المقدس بدت قوية بما يكفي لحرقها من الحلق إلى المعدة برشفة واحدة فقط. ثم نظرت إلى فيرموث بعينيها الضيقتين.

 

 

“اللعنة، هل أنت جاد الآن؟”

“مولون وحده يكفي ليكون بمثابة مقدمة المجموعة. سيدي فيرموث، فقط ما الذي تتوقعه من ذلك المرتزق؟ ما الذي تعتقد أن ذلك المرتزق يمكن يقدم لنا ويجعلك مصرا جدا على ضمه كعضو في مجموعتنا؟” شككت انيسيه بحدة.

سمع الرجل ضوضاء صاخبة تقترب من خلفه.

 

 

“…أنا أتفق أيضا مع ما تقوله انيسيه.” أثناء تعديل قبعتها التي بدأت تميل إلى الأمام، واصلت سيينا ميردين حديثها، “ليس لدي الكثير من المهارة في القتال، لكن هذا المرتزق لا يبدو أقوى من مولون، على الرغم من أنه يبدو أكثر بربرية من مولون….إذن لماذا بالضبط نضيف أحمقًا آخرًا إلى مجموعتنا؟”

“اختاروا.” أمر الرجل.

“أنا لست أحمق.” قال مولون.

في معركة قبل بضعة أيام، تم تفجير مبنى نقابة المرتزقة بالكامل إلى أشلاء، لذلك صار لا بد من إنشاء مكتب استقبال مؤقت على جانب الطريق للتعامل مع أي تقارير عن المهمة. وبفضل ذلك يحدث هذا.

 

“توقف عن الهراء وانزل من هناك. ألا تشعر بالأسف على السور الذي يجب أن يحمل الجزء الأكبر الضخم من جسدك؟” سألت الكاهنة وهي تدحرج عينيها وتحدق بالخناجر في ظهر المحارب.

“بما أن هذا المرتزق ليس جيدًا في حراسة المقدمة مثل مولون، ماذا يفترض أن يفعل؟ يقاتل عن قرب؟ بما أنك معنا، فيرموث، هل نحن حقا بحاجة مقاتل آخر؟ أو، هل يمكن أن يكون ذلك، على عكس مظهره، هذا المرتزق هو أيضا رجل دين مؤمن؟” سألت سيينا بسخرية عندما مدت يدها إلى دورق الماء المقدس الذي وضعته انيسيه على الدرابزين. “لو إنه كاهن لديه إيمان أكثر من مدمنة الماء المقدس هنا، ويمكنه عمل معجزات أكثر قوة، إذن….هيهي، يجب أن يكون من الجيد قبول—”

فرقعة.

قاطعتها انيسيه، “هذا مستحيل، صحيح؟”

“…سيدي فيرموث، هل تلقيت….وحيًا؟” سألته انيسيه بصوت يرتجف.

صفعة!

 

صفعت يد انيسيه بشدة ظهر يد سيينا وهي تعلن، “أنا قديسة النور. لا يوجد كاهن في هذا العالم يمكن أن يكون إيمانه قريبا من إيماني، ولا حتى قليلًا. لهذا السبب أنا الشخص الذي تم اختياره لمرافقة السير فيرموث في هذه الرحلة.”

تنهد صوت آخر: “أعتقد أن هذا هو مدى فظاعة هذا العالم.”

“ألا يمكنك فقط أن تعطيني رشفة واحدة؟” توسلت سيينا.

“في الوقت الحالي، قد لا تكون مهاراته موثوقة بدرجة كافية. ومع ذلك، سيكون قادرًا على اللحاق بنا بسرعة كبيرة.” وعد فيرموث.

 

 

“مستحيل.” رفضت انيسيه بحزم.

 

 

تدلت أكتاف سيينا بسبب هذا الرفض الحازم.

“…اررغ!” تأوهت سيينا فجأة وهزت رأسها لأنها شعرت أن صدرها ينقبض بانزعاج من كلام فيرموث الصريح. “وماذا في ذلك؟ هل نحن فقط سنقف هنا نراقبه؟ بما أنك تريد الذهاب لجعله رفيقنا، ألا ينبغي لنا فقط أن نذهب الى هناك ونتحدث معه!”

 

 

“…إنه ليس شخصًا يمكنكما أن تنظرا إليه بازدراء.” أصر مولون رور عندما تنحى عن السور. “قد تبدو هجمات هذا الرجل وحركاته ضحلة، لكن كل عمل يتدفق بسلاسة ومرونة مثل المياه المتدفقة. تم صقل جميع أركان مهاراته القتالية إلى الحد الذي لا يستطيع الناس العاديون حتى أن يبدأوا في تخيله — وليس ذلك فقط.”

 

“ماذا تقصد، ليس ذلك فقط؟” كررت سيينا كلام مولون بفضول.

 

 

صفعت يد انيسيه بشدة ظهر يد سيينا وهي تعلن، “أنا قديسة النور. لا يوجد كاهن في هذا العالم يمكن أن يكون إيمانه قريبا من إيماني، ولا حتى قليلًا. لهذا السبب أنا الشخص الذي تم اختياره لمرافقة السير فيرموث في هذه الرحلة.”

ادعى مولون بثقة: “لا يمكنني شرح ذلك بالضبط، لكن نوعا من المزاج الفريد يختلط بمهارات هذا الرجل.”

 

 

“أوه، إذن فأنتم تستلون سيوفكم؟ ماذا بعد هذا؟ هل ستبدأون في رمي المناديل؟ أو ربما القفاز؟” سخر الرجل ولوح بيده باستخفاف. ثم أمسك أنفه وأكمل سخريته منهم، “هف هف….ارغ، أفواهكم لا تزال بها رائحة لبن الأم….هل الأطفال يعتقدون حقا أن هذه هي الطريقة التي يجب بها إمساك السيف؟ هاه؟ هل سبق لك حتى أن قطعت شخصًا مع تلك السكاكين خاصتكم؟ في المقام الأول، هل تخططون حقا لإسقاطي بعد إخراج سيوفكم؟ همم؟ أو هل تعتقدون أنه فقط من خلال إستلال سيوفكم وإتخاذ وضعية الفارس، ستكونون قادرين على جعل هذا اللقيط المرتزق يهرب بعيدا من تلقاء نفسه؟”

“مولون، بأي فرصة، هل طلب منك فيرموث معروفا مقدما؟ هممم؟ هل طلب منك فيرموث أن تدعمه قليلا؟” سألت سيينا بشكل مرتاب.

قاطعتها انيسيه، “هذا مستحيل، صحيح؟”

 

 

نفى مولون: “لم يطلب مني فيرموث أن أفعل شيئا كهذا.”

“ومن تكون أنت؟”

 

 

بالطبع، هي تعلم أن هذا هو الحال. عبست سيينا وهي تستدير للنظر إلى الوراء نحو فيرموث.

أو على الأقل، هذا هو انطباع سيينا عنه عند النظر من بعيد، ولكن هل ستتغير الأمور حقا عند النظر إلى هامل عن قرب؟ نظرت سيينا بتعالٍ إلى هامل مع تعبير متشكك.

 

أو على الأقل، هذا هو انطباع سيينا عنه عند النظر من بعيد، ولكن هل ستتغير الأمور حقا عند النظر إلى هامل عن قرب؟ نظرت سيينا بتعالٍ إلى هامل مع تعبير متشكك.

….هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها فيرموث مثل هذا العناد المربك. في الطريق إلى هنا، رأوا العديد من الأبطال المحتملين، ومن بينهم، هناك أيضا عدد غير قليل ممن استلهموا من مآثر فيرموث وطلبوا قبولهم في المجموعة.

“ماذا عن هذا؟” سأل الرجل بابتسامة عريضة امتدت الندوب على خديه.

 

 

‘…ولكن لماذا يحاول دعوة شخص هو مجرد مرتزق تافه ليكون رفيقنا؟’ فكرت سيينا مع نفسها بإحباط.

“…بـ-بغض النظر عن مقدار إصرارك، لا أستطيع أن أفعل ما هو خارج إستطاعتي.” أصر موظف الاستقبال المسكين.

 

“…ومن الأساس، حتى مهارته لا تبدو رائعة، صحيح؟” قالت الساحرة دعمًا لكلمات الكاهنة.

عليها أن تعترف بأن هذا المرتزق هو أيضا شخصية مشهورة بين المرتزقة الآخرين. مرتزق شاب يستطيع استخدام جميع أنواع الأسلحة بمهارة والعودة حيا حتى من أقسى ساحات القتال. شبح الحرب الذي لم ينضم لأي مجموعة مرتزقة، ولم يقُد أي مرؤوسين، وبدلًا من السعي للحصول على أعلى أجر، تجول فقط بحثا عن ساحات قتال مليئة بالوحوش الشيطانية.

قال فارس بتردد: “…أنت، أنت مجرد مخادع….!”

 

خرجت يدا الرجل منقبضة والإصبع الأوسط مرفوع.

ذلك هو المرتزق هامل ديناس.

 

 

 

“…هذه هي المرة الأولى التي أقدم فيها مثل هذا الطلب.” تحدث فيرموث أخيرًا. اقترب أكثر من الدرابزين واستمر، “لكن من الآن فصاعدا، لن أقدم أي طلبات مماثلة لك.”

 

“…سيدي فيرموث.” قالت انيسيه بتردد.

 

 

قال الرجل، “كما ترون، يمكنني استخدام العديد من الأسلحة باستثناء السيوف. هل لديكم أي الأسلحة تفضلون أن أستخدمها؟”

“انيسيه.” أجاب فيرموث “لقد سألتِني ما يمكن أن يفعله هذا المرتزق من أجلنا وما أتوقعه منه بالضبط، صحيح؟”

سمع الرجل ضوضاء صاخبة تقترب من خلفه.

القتال قد انتهى بالفعل.

 

 

 

جميع الفرسان السبعة الذين حاصروا هامل أصيبوا بكسر في أحد أطرافهم وتمددوا الآن عبر الأرض. وهامل الآن يجمع السيوف التي أسقطها الفرسان ويفحصها. على الرغم من أنه يسرق أسلحتهم علانية، لم يحاول أي من المتفرجين منعه.

 

 

 

“…لست متأكدا مما سيكون قادرًا على فعله أيضا.” اعترف فيرموث. “ومع ذلك، لديه بالتأكيد شيء أريده.”

“ومن تكون أنت؟”

“…هاه؟” شخرت انيسيه.

رن صوت فجأة، “بغض النظر عن مدى افتقارك إلى الأخلاق، لا يجب أن تذهب إلى هذا الحد، صحيح؟”

 

 

قال فيرموث بابتسامة باهتة: “أريده أن يقاتل إلى جانبنا.”

سمع الرجل ضوضاء صاخبة تقترب من خلفه.

 

تنهد صوت آخر: “أعتقد أن هذا هو مدى فظاعة هذا العالم.”

اتسعت عيون انيسيه إلى دوائر بسبب هذه الابتسامة. ليست انيسيه فقط هي التي أظهرت مثل هذا التعبير المفاجئ. حتى سيينا، التي تتسلل خلسة بالقرب من قارورة الماء المقدس الخاص بانيسيه، تجمدت في منتصف تحركها، وشعر مولون، الذي ظل يسافر مع فيرموث لأطول فترة، بإنخفاض فكه.

 

 

“هذ-هذا….لكنني أخبرتك بالفعل مرات عديدة، إنه ليس شيئا يمكنني ترتيبه لمجرد أنك تصر على ذلك—”

“في الوقت الحالي، قد لا تكون مهاراته موثوقة بدرجة كافية. ومع ذلك، سيكون قادرًا على اللحاق بنا بسرعة كبيرة.” وعد فيرموث.

 

 

 

“….لا يكفي مجرد اللحاق بنا. فيرموث، أنت تعرف ذلك أيضا، صحيح؟ سنذهب إلى هيلموث قريبًا، ومن هناك، سنذبح ملوك الشياطين.” جادلت سيينا بمجرد أن هدأت دهشتها ومدت إصبعها للإشارة إلى هامل. “هذا الرجل الذي يقرع بشكل واضح مجموعة من الفرسان الشباب ويسرق سيوفهم….يستحيل أن يقاتل إلى جانبنا—!”

 

قاطعها فيرماوث، “سيقاتل، وسيكون قادرا على الوقوف إلى جانبنا في وقت قصير.”

“ولكن اتضح أنه بدلًا من مجموعة من الكلاب، إنهم مجرد مجموعة من الجراء اللطيفة.” قال الرجل مع ضحكة مكتومة ساخرًا.

“…سيدي فيرموث، هل تلقيت….وحيًا؟” سألته انيسيه بصوت يرتجف.

إمتلك ندبة كبيرة على خده الأيسر. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدة ندوب صغيرة أخرى على وجهه. عيناه معادية بما فيه الكفاية لدرجة أنه يمكن معرفة أنه نذل من أول نظرة.

 

إمتلك ندبة كبيرة على خده الأيسر. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدة ندوب صغيرة أخرى على وجهه. عيناه معادية بما فيه الكفاية لدرجة أنه يمكن معرفة أنه نذل من أول نظرة.

ردًا على هذا، هز فيرموث رأسه ببطء وأجاب، “إنه ليس وحيًا. هو فقط إصراري العنيد. أنوي أن أجعله رفيقي بطريقة ما، لذلك أفعل ما بوسعي لمحاولة إقناعك.”

“دعنا نذهب ونقول مرحبا، نصافحه، ونختبر قوتنا ضد بعضنا البعض.” اقترح مولون: “ثم دعونا نرفع كأسا لأعدائنا الذين سقطوا. إذا فعلنا ذلك، فنحن بالتأكيد سنصير أصدقاء.”

“…اررغ!” تأوهت سيينا فجأة وهزت رأسها لأنها شعرت أن صدرها ينقبض بانزعاج من كلام فيرموث الصريح. “وماذا في ذلك؟ هل نحن فقط سنقف هنا نراقبه؟ بما أنك تريد الذهاب لجعله رفيقنا، ألا ينبغي لنا فقط أن نذهب الى هناك ونتحدث معه!”

لكسر الصمت، سأل الرجل، “…ماذا؟ هل مجرد إصبع على كل يد لا يزال أكثر من اللازم؟”

“دعنا نذهب ونقول مرحبا، نصافحه، ونختبر قوتنا ضد بعضنا البعض.” اقترح مولون: “ثم دعونا نرفع كأسا لأعدائنا الذين سقطوا. إذا فعلنا ذلك، فنحن بالتأكيد سنصير أصدقاء.”

 

“…لم أرغب حقا في تكوين أصدقاء أكثر بربرية وحماقة منك.” تنهدت انيسيه، ولا تزال غير مقتنعة وتبدو غير راض.

“…أنا أتفق أيضا مع ما تقوله انيسيه.” أثناء تعديل قبعتها التي بدأت تميل إلى الأمام، واصلت سيينا ميردين حديثها، “ليس لدي الكثير من المهارة في القتال، لكن هذا المرتزق لا يبدو أقوى من مولون، على الرغم من أنه يبدو أكثر بربرية من مولون….إذن لماذا بالضبط نضيف أحمقًا آخرًا إلى مجموعتنا؟”

 

‘…ولكن لماذا يحاول دعوة شخص هو مجرد مرتزق تافه ليكون رفيقنا؟’ فكرت سيينا مع نفسها بإحباط.

ومع ذلك، نظرًا لأن فيرموث قد ذهب بالفعل حتى الآن لتقديم مثل هذا الطلب، فهي لا تريد رفضه بعد الآن.

 

 

ادعى مولون بثقة: “لا يمكنني شرح ذلك بالضبط، لكن نوعا من المزاج الفريد يختلط بمهارات هذا الرجل.”

الشيء نفسه ينطبق على سيينا أيضًا. من بين أعضاء مجموعتهم، مولون هو الوحيد الذي قبل إصرار فيرموث منذ البداية دون أي شكاوى.

فرقعة.

 

 

‘…ماذا لديه بالضبط؟’

في معركة قبل بضعة أيام، تم تفجير مبنى نقابة المرتزقة بالكامل إلى أشلاء، لذلك صار لا بد من إنشاء مكتب استقبال مؤقت على جانب الطريق للتعامل مع أي تقارير عن المهمة. وبفضل ذلك يحدث هذا.

هذا الأحمق، مولون، قال إنه شعر بشيء ما. ومع ذلك، لم تشعر سيينا وانيسيه بأي شيء من هامل. هل هناك حقا شيء لا يمكن رؤيته إلا من قبل المحاربين؟

….هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها فيرموث مثل هذا العناد المربك. في الطريق إلى هنا، رأوا العديد من الأبطال المحتملين، ومن بينهم، هناك أيضا عدد غير قليل ممن استلهموا من مآثر فيرموث وطلبوا قبولهم في المجموعة.

مرتزق من الطبقة الدنيا بسلوك خشن — هذا كل ما يمكنهم رؤيته في هامل. لا أكثر ولا أقل.

 

 

القتال قد انتهى بالفعل.

 

“أوه، إذن فأنتم تستلون سيوفكم؟ ماذا بعد هذا؟ هل ستبدأون في رمي المناديل؟ أو ربما القفاز؟” سخر الرجل ولوح بيده باستخفاف. ثم أمسك أنفه وأكمل سخريته منهم، “هف هف….ارغ، أفواهكم لا تزال بها رائحة لبن الأم….هل الأطفال يعتقدون حقا أن هذه هي الطريقة التي يجب بها إمساك السيف؟ هاه؟ هل سبق لك حتى أن قطعت شخصًا مع تلك السكاكين خاصتكم؟ في المقام الأول، هل تخططون حقا لإسقاطي بعد إخراج سيوفكم؟ همم؟ أو هل تعتقدون أنه فقط من خلال إستلال سيوفكم وإتخاذ وضعية الفارس، ستكونون قادرين على جعل هذا اللقيط المرتزق يهرب بعيدا من تلقاء نفسه؟”

“ومن تكون أنت؟”

عندما انفجر الحشد بالضحك، تحولت وجوه الفرسان إلى اللون الأحمر في حرج. الإذلال والغضب المتصاعد من أعماق قلوبهم بدد خوفهم الغامض.

أو على الأقل، هذا هو انطباع سيينا عنه عند النظر من بعيد، ولكن هل ستتغير الأمور حقا عند النظر إلى هامل عن قرب؟ نظرت سيينا بتعالٍ إلى هامل مع تعبير متشكك.

“سيفي؟” كرر الرجل بضحكة مكتومة عندما مد كلتا يديه داخل العباءة البالية الملفوفة على كتفيه.

 

على الرغم من أنه قال هذا، إلا أن الساحرة بالتأكيد لم تستطع فهم ما يعنيه المحارب بهذا.

“أنا أسألك، لماذا بحق الجحيم طرت فجأة إلى هنا لمجرد النظر إلى شخص ما؟”

“في الوقت الحالي، قد لا تكون مهاراته موثوقة بدرجة كافية. ومع ذلك، سيكون قادرًا على اللحاق بنا بسرعة كبيرة.” وعد فيرموث.

‘أليس وغدًا جدًا مع الأشخاص الذي يقابلهم لأول مرة؟’ ارتجفت عيون سيينا بسبب الغضب بينما استمرت في التحديق بِـهامل.

 

 

“أُصر عليك؟ هل يجب أن أظهر لك ما يبدو عليه الأمر حقًا عندما أبدأ في الإصرار؟” لعن الرجل، “اللعنة، لقد قاسيت الكثير للوصول إلى هنا. لذا قد أستولي على سفينة، أقطع مرساة، وأبحر بنفسي.”

إمتلك ندبة كبيرة على خده الأيسر. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدة ندوب صغيرة أخرى على وجهه. عيناه معادية بما فيه الكفاية لدرجة أنه يمكن معرفة أنه نذل من أول نظرة.

 

 

 

قال فيرموث: “هامل ديناس.” لأنه كان أول من يطفو من السماء ويهبط أمام هامل. أثناء الضغط على شعره الرمادي، الذي تعصف به الرياح بيد واحدة، اقترب من هامل وسأل، “هل أكلت؟”

 

تحولت وجوه هامل والجميع إلى بلهاء بتفاجئ من سؤال فيرموث الغريب.

على الرغم من أنه قال هذا، إلا أن الساحرة بالتأكيد لم تستطع فهم ما يعنيه المحارب بهذا.

 

“فقط من خلال النظر إليكم، أستطيع أن أعرف أنكم مجرد مجموعة من الحثالة الذين بالكاد تمكنوا من التخرج من التدريب المهني، لذلك هل من المفترض حقًا أن تكونوا هنا؟” ذكَّرهم الرجل “لقد تم قطع ساقي رئيسكم قبل يوم.”

“…ماذا؟” شخر هامل فقط.

تحول وجه موظف الاستقبال إلى شاحب بينما زاوية شفتي الرجل أمامه إلتوت بابتسامة.

 

 

قال فيرموث وهو يستدير في مكانه: “يبدو أنك لم تأكل بعد، فلماذا لا تتناول وجبة معنا.”

بعد ذلك، قام المحارب العملاق، الذي صعد فوق الدرابزين على السطح وهو يمنع النسيم من ضرب بقية المجموعة، بهزة شديدة برأسه وقال، “لا، لا ينبغي الاستخفاف بمهارات هذا الرجل.”

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط