نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 168

إضافي-لقائهم الأول (2)

إضافي-لقائهم الأول (2)

الفصل 168: إضافي-لقائهم الأول (2)

 

 

لكن مع ذلك، شعر هامل أن هذا لا يهم. حياته كان يجب أن تضيع بالفعل منذ فترة طويلة على أي حال. إنه محظوظ بما يكفي للبقاء على قيد الحياة حتى الآن، ولكن بدلا من الاستمرار في العيش بدافع الامتنان لبقائه المحظوظ، فضل أن يعيش وفقا لرغباته ويبقي عينيه على أهداف كراهيته للحصول على هذا الانتقام. حتى لو انتهى به الأمر بالموت في هيلموث، طالما أنه يمكن أن يقتل حيوانًا شيطانيًا واحدًا على الأقل أو وحشًا شيطانيًا قبل وفاته، فقد شعر أنه يمكن أن يكون راضيا عن ذلك.

هل دعاه هذا الرجل حقا لمشاركة وجبة؟

“…فيرموث.” قالت سيينا بنبرة جادة حيث اشتعلت خصلات صغيرة من اللهب حولها. “إنه مجرد لقيط من المرتزقة يمكن أن يُرى في أي مكان تقريبا. هل هناك حقا أي سبب يجعلنا نصطحب شخص مثله معنا؟”

ثم، دون انتظار الرد، غادر فقط من تلقاء نفسه. بالنظر إلى شخصية هامل، ليس من الغريب بالنسبة له أن يصفع هذا الرجل الوقح الذي بدا أنه يعبث معه على مؤخرة رأسه، لكن الجو الفريد الذي أطلقه فيرموث قمع دافع هامل لاختيار العنف.

 

 

 

هامل يدرك جيدا ما هذا الشعور. إنه تحذير بأنه لا ينبغي أن يلمس هذا الرجل، وأنه إذا تقاتلا، فسيكون هو المهزوم، وإذا أمكن، لا ينبغي أن يتورط هامل مع هذا الرجل.

 

 

“حسنا…” وافق المرتزقة بلا حول ولا قوة.

“اللعنة.” لعن هامل، لأنه شعر بالضيق من السماح لنفسه بالتراجع بسبب هذا الشعور.

في المقام الأول، من هم بحق الجحيم؟ لقد خاطبوه على أنه هامل ديناس، ونعم، هذا صحيح، هذا اسمه. فلماذا لم يقدموا أنفسهم بحق الجحيم؟ من يعتقدون أنفسهم بحق اللعنة، يحلقون من السماء ويحدقون في وجهه مع تلك العيون البغيضة غير المحترمة؟ و اخيرًا، لماذا ذلك الوغد الضخم ذو العضلات المنتفخة ينظر إليه بعيون متلألئة لا تتطابق مع التعبير الشرس على وجهه؟

 

“دعونا نأكل ونتناول مشروبًا حتى نمتلئ، ثم بمجرد الانتهاء من الهضم….” حمل فيرموث كأسه ثم أكمل بِإبتسامة، “دعنا نحظى بقتال ودي.”

ليس الأمر كما لو أن هذا الرجل أظهر له أي عداء، ولم يلتقيا في ساحة المعركة. لقد التقيا فقط في الشارع. لا، بالتفكير في الأمر، هذا الرجل قد اقترب من هامل من جانب واحد ثم دعاه فجأة لمشاركة وجبة.

 

 

“يبدو أنه لا يمانع بدعوته بالأحمق لأنه حقا واحد.” أشار هامل بسخرية.

انتظر، لا.

“…هاهاها.” ضحك هامل على مضض.

 

هل دعاه هذا الرجل حقا لمشاركة وجبة؟

في المقام الأول، من هم بحق الجحيم؟ لقد خاطبوه على أنه هامل ديناس، ونعم، هذا صحيح، هذا اسمه. فلماذا لم يقدموا أنفسهم بحق الجحيم؟ من يعتقدون أنفسهم بحق اللعنة، يحلقون من السماء ويحدقون في وجهه مع تلك العيون البغيضة غير المحترمة؟ و اخيرًا، لماذا ذلك الوغد الضخم ذو العضلات المنتفخة ينظر إليه بعيون متلألئة لا تتطابق مع التعبير الشرس على وجهه؟

 

تاب!

 

 

ولكن بسبب سمك فخذي مولون، لم يتمكن المنديل حتى من تغطية إحدى ساقيه. ثم التقط مولون سكينا وشوكة في يديه الكبيرتين. أدوات المائدة هذه بالتأكيد لم يصنعوا لأيدٍ كبيرة كهذه، لذلك توجب على مولون أن يمسكها بأطراف أصابعه لاستخدامها.

حجر مرمي أمام قدم هامل. وكما لو أن السماوات قد رتبت هذا، الحجر في الوضع المثالي بالنسبة له لركله. ولكن أليس من الطبيعي أن يكون هناك الحجارة في مكان مثل هذا؟ نظر هامل إلى مؤخرة رأس فيرموث، الذي يبتعد ببطء ثم إلى سيينا وانيسيه، اللتان تتبعان فيرموث حيث استمروا في إثارة جو من الازدراء له.

‘…قديسة النور، انيسيه سليوود.’

 

“أنت حقا قطعة من القمامة، أليس كذلك؟” قالت سيينا بشخير متغطرس، لا تزال غير راضية بشدة عن هامل. مميلة رأسها إلى الجانب في زاوية ملتوية، نظرت إلى هامل وسألت، “أنت مرتزق، وهم المرتزقة، لذلك ألستم على حد سواء زملاء في نفس الخط من العمل؟”

مولون لا يزال إلى جانب هامل. عندما نظر إلى هامل بابتسامة قلبية، اكتشف مولون أن جسد هامل يبدو أنه تم تصميمه وتطويره فقط للصراع. بدأ مولون يتخيل كيف يمكن لمثل هذا الجسم أن يتحرك بمرونة وبشكل غير متوقع بمجرد بدء المعركة، وتقدم هذا السيناريو المتخيل إلى مواجهة كاملة داخل رأسه.

كرد فعل على هذه الكلمات التي بدا أنها خرجت من فراغ، تحول الجميع للنظر إلى مولون.

 

فيرموث، سيينا، انيسيه ومولون أشهر الأبطال في القارة بأكملها، ولدى مجموعتهم قوة قتالية كافية لمواجهة أحد جحافل الشياطين العديدة.

فكر مولون ‘أنه قوي، لكنني ما زلت أفوز.’

“امممم…فيرموث سيدفع رسوم الإصلاح.” أعلن مولون.

 

 

ليس أستطيع الفوز، بل فاز. معركتهم قد وصلت بالفعل إلى نتيجة داخل رأس مولون، وأومأ برأسه بثقة في النتيجة. كمحارب شجاع من قبيلة بايار الشمالية، ابن حقول الثلج، اقترب من هامل، الذي سيصير رفيقه الجديد ومد يده.

في هذا النوع من العصر، ليس من غير المألوف رؤية قساوسة يحملون السلاح، لكن رجال الدين الذين أصروا على ارتداء أردية رجال الدين بدلا من ارتداء الدروع بينما لا يزالون يحملون صولجانًا بفخر ليس مشهدا مألوفا.

 

حجر مرمي أمام قدم هامل. وكما لو أن السماوات قد رتبت هذا، الحجر في الوضع المثالي بالنسبة له لركله. ولكن أليس من الطبيعي أن يكون هناك الحجارة في مكان مثل هذا؟ نظر هامل إلى مؤخرة رأس فيرموث، الذي يبتعد ببطء ثم إلى سيينا وانيسيه، اللتان تتبعان فيرموث حيث استمروا في إثارة جو من الازدراء له.

عرض مولون: “هيا، دعنا نذهب معا.”

لكن في تلك اللحظة….

 

 

لم يستجِب هامل وبدا مرتبكا بسبب دعوة فيرموث المفاجئة. رغبة في بناء صداقة رائعة مع رجل مثل هامل، الذي سيصير رفيقه في المستقبل القريب، حاول مولون أن يربت على كتف هامل برفق كعلامة مبكرة على صداقتهما.

 

 

قالت انيسيه وهي تنظر إلى هامل بعيون ضيقة: “لديك لسان حاد حقًا.”

لكن في تلك اللحظة….

 

 

فكر هامل ‘أنهم يطلبون الضرب فقط.’

ركل هامل الحجر عند قدمه فجأة. هدف هذه الركلة، بالطبع، مؤخرة رأس فيرموث. لقد ركل الحجر بقوة لدرجة أنه إذا ضرب، فستكون القوة كافية لتفجير رأس رجل عادي.

 

 

عرض مولون: “هيا، دعنا نذهب معا.”

ولكن يستحيل أن يُضرَب.

“إذن، لماذا يكون بطل الضوء الشهير ورفاقه… آتيًا للبحث عن مرتزق تافه مثلي؟” سأل هامل بسخرية.

 

كراش!

قبل أن يركل الحجر، وبعد ذلك أيضا، توقع هامل بالفعل هذا. وبالفعل، هذا هو الحال. اختفى الحجر الذي ركله هامل – بعد أن طار خطوة واحدة للأمام – كما لو أنه لم يكن موجودا من الأساس.

بدأ مولون في تقطيع قطع اللحم بعيون محبطة. مع كل تحريكة من سكينه، أطلقت الطاولة القديمة ضوضاء صرير. لا يبدو أن لديه أي مهارات لإستعمال السكين، لكن سيينا وانيسيه، المسؤولان عن تعليم مولون الأخلاق، بدت عليهما نظرات سعيدة أثناء تبادل النظرات.

 

فيرموث، سيينا، انيسيه ومولون أشهر الأبطال في القارة بأكملها، ولدى مجموعتهم قوة قتالية كافية لمواجهة أحد جحافل الشياطين العديدة.

“…هوه.” نفخ هامل بدهشة.

 

 

لم يتغير تعبير فيرموث وهو يستمع إلى المحادثة بأكملها.

رأى هامل بوضوح ما حدث للتو. تم القبض على الحجر الطائر في شبكة طاقة سحرية مبنية بشكل متقن ثم اختفى. لكن العملية بدت سريعة لدرجة أنها جعلت الأمر يبدو كما لو أن الحجر لم يتم رميه في المقام الأول.

 

 

مولون لا يزال إلى جانب هامل. عندما نظر إلى هامل بابتسامة قلبية، اكتشف مولون أن جسد هامل يبدو أنه تم تصميمه وتطويره فقط للصراع. بدأ مولون يتخيل كيف يمكن لمثل هذا الجسم أن يتحرك بمرونة وبشكل غير متوقع بمجرد بدء المعركة، وتقدم هذا السيناريو المتخيل إلى مواجهة كاملة داخل رأسه.

“…هاهاها.” ضحك هامل على مضض.

ربما بسبب الضوضاء، بقي هؤلاء المرتزقة هم العملاء الوحيدون في هذا المطعم. فلماذا اختار هذا المطعم؟ غير قادر على فهم الأسباب الكامنة وراء هذا الاختيار، أطلقت سيينا نظرة على فيرموث، لكنها سرعان ما أدركت سبب اختيار هذا المطعم.

 

عند هذه النقطة، لم يملك هامل خيار سوى إطلاق الشخير وهز رأسه بصدمة. لماذا لم يتعرف عليهم على الفور؟ بينما كل واحد من هؤلاء الأشخاص الأربعة، حتى بمفرده، هم جميعًا أشخاص غير عاديون مع مظاهر فريدة من نوعها؟

على الرغم من أنه قد سار بالفعل إلى الأمام، إلا أنه تمكن من إعداد حاجز طاقة سحرية مثل هذا دون أي تحذير من هجوم. إنه عرض باهظ للمهارة لاستخدام مثل هذا الحاجز فقط لصد حجر واحد. على الرغم من إعاقة مزحته على الفور، وجد هامل نفسه مهتمًا أكثر من كونه محرجًا. لطالما ظل هامل واثقا من مهاراته في التلاعب بالطاقة السحرية، لكنه لم يعرف يقينًا هل هو قادر على فعل شيء متخفي ومتطور مثل ما أظهره له فيرموث للتو.

 

 

 

على الرغم من أنه لم يرغب في قبول عرض فيرموث لمشاركة وجبة معا، حقيقة أن فيرموث لم ينظر إلى الوراء ولو مرة واحدة بعد القيام بشيء من هذا القبيل جعل هامل يتبع خطواتهم.

كراش!

 

على الرغم من أنه لم يرغب في قبول عرض فيرموث لمشاركة وجبة معا، حقيقة أن فيرموث لم ينظر إلى الوراء ولو مرة واحدة بعد القيام بشيء من هذا القبيل جعل هامل يتبع خطواتهم.

“سيينا.” نادى فيرموث اسم سيينا بصوت منخفض، ولا يزال لم يستدِر للنظر إلى الوراء. “لا تفعلي ذلك.”

 

“أين بحق الجحيم وجدت مثل هذا اللقيط؟” لعنت سيينا بنقرة من لسانها وهي تشتت التعويذة التي أعدتها للتو، وتخفي شفرة طاقة سحرية الحادة التي تطفو أمامهم. “أعرف أن المرتزقة يمكن أن يكونوا همجيين، لكن يبدو أن هذا اللقيط هو واحد من أكثر الأشرار، حتى من نوعه. فيرموث، هل تدرك ما حاول فعله للتو؟ ذلك الوغد حاول أن يفتح رأسك.”

“هذا صحيح!” قفزت سيينا إلى المحادثة فور أن وجدت ثغرة. “من تعتقد نفسك لكي تستمر في وصف مولون بأنه أحمق؟ صحيح أن مولون قد يكون أحمق، لكن ليس من المقبول أن تسمي مولون أحمق، هل فهمت؟”

“لكن هذا لم يحدث.” أشار فيرموث.

 

 

ثم، دون انتظار الرد، غادر فقط من تلقاء نفسه. بالنظر إلى شخصية هامل، ليس من الغريب بالنسبة له أن يصفع هذا الرجل الوقح الذي بدا أنه يعبث معه على مؤخرة رأسه، لكن الجو الفريد الذي أطلقه فيرموث قمع دافع هامل لاختيار العنف.

“أنت على حق، أنت على حق. كل ذلك بفضل مدى مهارتك.” وافقت سيينا بسخرية. “لقد لاحظت ذلك واعتنيت به بسرعة قبل أن أحتاج إلى فعل أي شيء. لكن أتعلم ماذا؟ أنا حقا لا أحب هذا اللقيط، لذلك أريد أن أعلمه درسا أولا بجعله يأكل الأوساخ. يجب أن يكون لي الحق في القيام بذلك، صحيح؟”

ليس الأمر كما لو أن هذا الرجل أظهر له أي عداء، ولم يلتقيا في ساحة المعركة. لقد التقيا فقط في الشارع. لا، بالتفكير في الأمر، هذا الرجل قد اقترب من هامل من جانب واحد ثم دعاه فجأة لمشاركة وجبة.

“سيينا.”

“بسبب الطاقة السحرية تحول شعرك إلى اللون الأرجواني…هذا عرض تافه للغاية.” علق هامل.

“حسنا، لقد فهمت.”

لم يستطع أحد فهم ما قصده بهذا الادعاء.

بدون أي شكاوى أخرى، عبست سيينا بدلا من ذلك. عندما فعلت ذلك، نظرت إلى انيسيه، التي تسير بجانبهم. ظلت انيسيه تنظر إلى الأمام مباشرة بتعبير هادئ، لكن سيينا تذكرت بوضوح كيف ارتجف ركن فم انيسيه قليلا بتسلية عندما شعرت بالهجوم القادم من خلفهم.

 

 

هذه المرة، صفعت انيسيه ظهر يد مولون. الضربة المفاجئة جعلت مولون ينظر إليها بتعبير مرتبك. أثناء النظر إلى مولون بعيون ضيقة، فتحت انيسيه منديلا ووضعته على ركبتيها. ثم التقطت سكينا وشوكة وأمسكت بها حتى يراها مولون.

‘…كما أقول دائما، أنا الشخص العادي الوحيد في هذه المجموعة.’ فكرت سيينا.

 

 

 

في حين أن انيسيه عادة ما تقدم فيرموث بأمانة وتضيف دائما سيدي إلى اسمه، في أعماقها، يبدو أنها كانت تتطلع لرؤية فيرموث يصاب بالحجر الذي ركله هامل للتو.

 

 

“دعونا نأكل ونتناول مشروبًا حتى نمتلئ، ثم بمجرد الانتهاء من الهضم….” حمل فيرموث كأسه ثم أكمل بِإبتسامة، “دعنا نحظى بقتال ودي.”

المكان الذي قاد فيرموث هامل إليه هو مطعم عادي يمكن العثور عليه في أي مكان تقريبا. في هذا النوع من العشاء على جانب الطريق، يمكن دائما العثور على عدد قليل من المرتزقة يشربون في هذا الوقت من اليوم. في الواقع، توجد مجموعة من المرتزقة حقًا، يجلسون معا ويشربون بصخب في وسط المطعم.

 

 

“…قد يكون هذا هو الحال، لكنك، هامل، ليس لديك الحق في مناداة مولون بالأحمق. الوحيدون الذين يستطيعون القول إن مولون أحمق هم أصدقاء مولون ورفاقه.”

ربما بسبب الضوضاء، بقي هؤلاء المرتزقة هم العملاء الوحيدون في هذا المطعم. فلماذا اختار هذا المطعم؟ غير قادر على فهم الأسباب الكامنة وراء هذا الاختيار، أطلقت سيينا نظرة على فيرموث، لكنها سرعان ما أدركت سبب اختيار هذا المطعم.

تمتم هامل، “إنه مجنون إبن—”

 

“لا.” تحدث فيرموث أخيرا.

في اللحظة التي رأى فيها هؤلاء المرتزقة، الذين نظروا إلى سيينا وانيسيه بعيون شهوانية، وجه هامل وهو يسير خلف المرأتين، تضاءلت وجوههم برعب كما لو إنهم قد اصطدموا بشيطان. لم يضطر هامل لقول كلمة أو النظر إليهم، لكن المرتزقة وضعوا بهدوء زجاجات الخمر التي يشربونها ونهضوا على الفور من مقاعدهم.

 

 

 

“ادفعوا الفاتورة قبل أن تذهبوا.” ألقى هامل هذه الكلمات على المرتزقة بينما هم على وشك مغادرة المطعم. “وتأكدوا من ترك بقشيش سخي لصاحب المتجر الذي اضطر لفتح مطعمه في وقت مبكر من اليوم بسببكم.”

 

أجاب المرتزقة بخنوع: “نعم يا سيدي….”

 

“بما أنكم ستدفعون للرجل، سأكون ممتنا أيضا إذا تركتم شيئا لرعاية طعامنا أيضا.” ألقى هامل.

هامل يدرك جيدا ما هذا الشعور. إنه تحذير بأنه لا ينبغي أن يلمس هذا الرجل، وأنه إذا تقاتلا، فسيكون هو المهزوم، وإذا أمكن، لا ينبغي أن يتورط هامل مع هذا الرجل.

 

لطالما عَزا هامل بقائه المستمر حتى الآن إلى عدة عوامل: الأول هو أنه قوي، والثاني أنه عبقري، والثالث هو أنه حظ سعيد. لكنه يعلم أنه بمجرد سفره إلى هيلموث، ربما ينفد حظه. حتى لو إنه قوي وعبقري…ربما لا يزال يموت على أي حال.

“حسنا…” وافق المرتزقة بلا حول ولا قوة.

 

 

ربما بسبب الضوضاء، بقي هؤلاء المرتزقة هم العملاء الوحيدون في هذا المطعم. فلماذا اختار هذا المطعم؟ غير قادر على فهم الأسباب الكامنة وراء هذا الاختيار، أطلقت سيينا نظرة على فيرموث، لكنها سرعان ما أدركت سبب اختيار هذا المطعم.

في النهاية، لم يُترَك للمرتزقة أي خيار سوى ترك محتويات محافظهم بالكامل على المنضدة قبل المغادرة. قبل أن يختار فيرموث مقعدا، سحب هامل مقعدا فارغا وجلس عليه.

 

 

ولكن بسبب سمك فخذي مولون، لم يتمكن المنديل حتى من تغطية إحدى ساقيه. ثم التقط مولون سكينا وشوكة في يديه الكبيرتين. أدوات المائدة هذه بالتأكيد لم يصنعوا لأيدٍ كبيرة كهذه، لذلك توجب على مولون أن يمسكها بأطراف أصابعه لاستخدامها.

“أنت حقا قطعة من القمامة، أليس كذلك؟” قالت سيينا بشخير متغطرس، لا تزال غير راضية بشدة عن هامل. مميلة رأسها إلى الجانب في زاوية ملتوية، نظرت إلى هامل وسألت، “أنت مرتزق، وهم المرتزقة، لذلك ألستم على حد سواء زملاء في نفس الخط من العمل؟”

 

“لأن لدينا رابطة كوننا زملاء في نفس مجال العمل يسعدنا أن ندفع مقابل وجبات بعضنا البعض. لذا أليس من الجيد أن أدفع مقابل وجبات هؤلاء الأوغاد في وقت آخر؟” جادل هامل.

“ما المشكلة مع وصفه بأنه أحمق عندما يتصرف مثل واحد…؟ لا، انتظر لحظة. مولون؟ فيرموث؟” أدرك هامل متأخرًا ما تعنيه هذه الأسماء وسرعان ما أدار رأسه نحو الرجلين.

 

 

“كما لو إنك ستفعل شيئا من هذا القبيل.” سخرت سيينا.

 

 

 

“ألستِ وقحةً جدا لشخص التقيت به اليوم فقط؟ لا، الآن فقط، في الواقع؟” أشار هامل. “وأيضا، بقيت أتساءل منذ فترة…فقط لماذا صبغت شعرك باللون الأرجواني؟ هل لأنك تريدين أن تكوني أكثر تميزا في ساحة المعركة؟”

بعد التفاجئ، أومأ مولون برأسه بشكل متفهم. ثم وضع مولون يديه الكبيرتين أمامه. بمجرد أن فعل ذلك، هزت سيينا إصبعها ورسمت دائرة، وألقت تعويذة غطت يدي مولون بالرغوة الفقاعية والماء.

“إنه ليس مصبوغًا!” صرخت سيينا وفي عينيها الغضب ثم خلعت قبعتها. خفضت رأسها فجأة لتريه جذور الشعر في الجزء العلوي من رأسها وقالت، “لقد كان لدي شعر أرجواني منذ صغري! قد لا يكون المرتزق الأحمق مثلك على دراية بهذا، لكن كائنات مثلي، محبوبة من قبل الطاقة السحرية والسحر، هذا التفضيل يمكن أن يؤثر جسديًا!”

 

“بسبب الطاقة السحرية تحول شعرك إلى اللون الأرجواني…هذا عرض تافه للغاية.” علق هامل.

 

 

 

هل يجب أن تقتله فقط؟ اشتعلت النيران في عيون سيينا وهي تحدق في هامل.

 

 

 

قالت انيسيه وهي تنظر إلى هامل بعيون ضيقة: “لديك لسان حاد حقًا.”

لكن في تلك اللحظة….

 

بعد التفاجئ، أومأ مولون برأسه بشكل متفهم. ثم وضع مولون يديه الكبيرتين أمامه. بمجرد أن فعل ذلك، هزت سيينا إصبعها ورسمت دائرة، وألقت تعويذة غطت يدي مولون بالرغوة الفقاعية والماء.

مع عباءته القديمة البالية والندوب على وجهه، لم يبدو مظهره قريبا أبدًا من جيد، وحتى الطريقة التي تحدث بها بدت مبتذلة.

“دعونا نأكل ونتناول مشروبًا حتى نمتلئ، ثم بمجرد الانتهاء من الهضم….” حمل فيرموث كأسه ثم أكمل بِإبتسامة، “دعنا نحظى بقتال ودي.”

 

 

“السير فيرموث، هل يجب أن يكون حقا هذا المرتزق على وجه الخصوص؟” قالت انيسيه.

 

 

 

“كما قلت.” أكد فيرموث بتجاهل.

 

 

“هل سمعت عن شجاعتي؟” انعطف رأس مولون للخلف وهو يرد على تمتمة هامل بعيون مشرقة.

“قد يكون هامل أضعف مني، لكنه لا يزال قويا جدا. سنكون قادرين على إثبات ذلك لك إذا تنافسنا مع بعضنا البعض الآن، لكنني لا أريد أن أؤذي فخر هامل من خلال التنافس معه عندما لا يزال غير مألوف معي. يجب على المحارب أن يحترم زملائه المحاربين.” قال مولون، الذي جلس عرضا بجوار هامل، بجدية وهو ينفخ صدره بفخر.

 

 

“امممم…فيرموث سيدفع رسوم الإصلاح.” أعلن مولون.

كرد فعل على هذه الكلمات التي بدا أنها خرجت من فراغ، تحول الجميع للنظر إلى مولون.

 

 

أحد الناجين من مملكة آشال الشمالية. قد تم أسره من قبل الشياطين عندما كان في الخامسة عشرة من عمره فقط. ثم، أثناء نقله إلى هيلموث…كشف عن نفسه على أنه عبقري وحشي عندما قام مع مولون بإبادة الشياطين المرافقين وأنقذ العبيد الآخرين بمساعدة سيف واحد. بعد ذلك، توجه إلى الإمبراطورية المقدسة وحصل على اعتراف السيف المقدس، ليصير بطل النور.

“…لماذا بدأ هذا الشخص المتوحش فجأة يتحدث مثل الأحمق؟” سأل هامل في النهاية.

ثم، دون انتظار الرد، غادر فقط من تلقاء نفسه. بالنظر إلى شخصية هامل، ليس من الغريب بالنسبة له أن يصفع هذا الرجل الوقح الذي بدا أنه يعبث معه على مؤخرة رأسه، لكن الجو الفريد الذي أطلقه فيرموث قمع دافع هامل لاختيار العنف.

 

عند هذه النقطة، لم يملك هامل خيار سوى إطلاق الشخير وهز رأسه بصدمة. لماذا لم يتعرف عليهم على الفور؟ بينما كل واحد من هؤلاء الأشخاص الأربعة، حتى بمفرده، هم جميعًا أشخاص غير عاديون مع مظاهر فريدة من نوعها؟

“مرحبا! من تعتقد نفسك لتسمي مولون بالأحمق؟” تمسكت سيينا بفرصة توبيخ هامل على الفور.

 

 

 

في الوقت نفسه، اعتمدت بمهارة على طاقة سحرية للضغط على هامل، بل ذهبت إلى حد الاعتماد على عصاها السحرية، آكاشا، التي تم وضعها تحت ثيابها لمزيد من القوة. إذا هاجمها هامل فجأة كما فعل من قبل، فهي تفكر في تصحيح عقله الصغير وجعله يدرك ترتيب القوة بينهما.

 

 

“سيينا.” نادى فيرموث اسم سيينا بصوت منخفض، ولا يزال لم يستدِر للنظر إلى الوراء. “لا تفعلي ذلك.”

“ما المشكلة مع وصفه بأنه أحمق عندما يتصرف مثل واحد…؟ لا، انتظر لحظة. مولون؟ فيرموث؟” أدرك هامل متأخرًا ما تعنيه هذه الأسماء وسرعان ما أدار رأسه نحو الرجلين.

 

 

 

على الرغم من أنه سمع نفسه يدعى أحمق عدة مرات الآن، إلا أن مولون لم يظهر أنه شعر بالإهانة وظل يحدق بثبات في المطبخ. بدا أن قلقه الوحيد هو عندما يتم تقديم الأطباق التي طلبها.

 

 

“هذا صحيح!” قفزت سيينا إلى المحادثة فور أن وجدت ثغرة. “من تعتقد نفسك لكي تستمر في وصف مولون بأنه أحمق؟ صحيح أن مولون قد يكون أحمق، لكن ليس من المقبول أن تسمي مولون أحمق، هل فهمت؟”

“…مولون رور، ابن حقول الثلج.” قال هامل أخيرا.

ومع ذلك، أدار هامل بصره بعيدا عن مولون ونظر إلى فيرموث، الجالسا مقابلهم.

 

عرض مولون: “هيا، دعنا نذهب معا.”

“هل سمعت عن شجاعتي؟” انعطف رأس مولون للخلف وهو يرد على تمتمة هامل بعيون مشرقة.

أجاب فيرموث بتعبير لطيف: “هذا ما يطلقونه علي.”

 

 

ومع ذلك، أدار هامل بصره بعيدا عن مولون ونظر إلى فيرموث، الجالسا مقابلهم.

 

 

“وماذا في ذلك؟ هل سيبدأ في محاولة تحطيم رأسي؟” رد هامل بتحدي.

“…وأنت، أنت فيرموث… فيرموث لايونهارت، صحيح؟ سيد السيف المقدس، بطل النور؟” سأل هامل للتأكيد.

 

 

 

أجاب فيرموث بتعبير لطيف: “هذا ما يطلقونه علي.”

 

 

هل دعاه هذا الرجل حقا لمشاركة وجبة؟

عند هذه النقطة، لم يملك هامل خيار سوى إطلاق الشخير وهز رأسه بصدمة. لماذا لم يتعرف عليهم على الفور؟ بينما كل واحد من هؤلاء الأشخاص الأربعة، حتى بمفرده، هم جميعًا أشخاص غير عاديون مع مظاهر فريدة من نوعها؟

لطالما عَزا هامل بقائه المستمر حتى الآن إلى عدة عوامل: الأول هو أنه قوي، والثاني أنه عبقري، والثالث هو أنه حظ سعيد. لكنه يعلم أنه بمجرد سفره إلى هيلموث، ربما ينفد حظه. حتى لو إنه قوي وعبقري…ربما لا يزال يموت على أي حال.

هناك كاهنة شقراء جميلة وخبيثة مع وجه خير بدا دائم الإبتسام. ولكن على عكس مظهرها، فركل ثقيل يتدلى من خصرها.

 

 

“السير فيرموث، هل يجب أن يكون حقا هذا المرتزق على وجه الخصوص؟” قالت انيسيه.

في هذا النوع من العصر، ليس من غير المألوف رؤية قساوسة يحملون السلاح، لكن رجال الدين الذين أصروا على ارتداء أردية رجال الدين بدلا من ارتداء الدروع بينما لا يزالون يحملون صولجانًا بفخر ليس مشهدا مألوفا.

لكن مع ذلك، شعر هامل أن هذا لا يهم. حياته كان يجب أن تضيع بالفعل منذ فترة طويلة على أي حال. إنه محظوظ بما يكفي للبقاء على قيد الحياة حتى الآن، ولكن بدلا من الاستمرار في العيش بدافع الامتنان لبقائه المحظوظ، فضل أن يعيش وفقا لرغباته ويبقي عينيه على أهداف كراهيته للحصول على هذا الانتقام. حتى لو انتهى به الأمر بالموت في هيلموث، طالما أنه يمكن أن يقتل حيوانًا شيطانيًا واحدًا على الأقل أو وحشًا شيطانيًا قبل وفاته، فقد شعر أنه يمكن أن يكون راضيا عن ذلك.

 

ليس أستطيع الفوز، بل فاز. معركتهم قد وصلت بالفعل إلى نتيجة داخل رأس مولون، وأومأ برأسه بثقة في النتيجة. كمحارب شجاع من قبيلة بايار الشمالية، ابن حقول الثلج، اقترب من هامل، الذي سيصير رفيقه الجديد ومد يده.

‘…قديسة النور، انيسيه سليوود.’

 

أما بالنسبة للساحرة التي تجادلت معه منذ وقت سابق أثناء النقر على لسانها — فقد كشف هذا الوجه الوقح بشكل صارخ عن كراهيتها الداخلية له دون أدنى نية لإخفائه. شعرها الأرجواني غير مصبوغ ولكن بدلا من ذلك تم تغييره إلى هذا اللون بواسطة طاقة سحرية القوية. أخيرا، ذكرته عيناها الخضراء بالغابة.

“مرحبا! من تعتقد نفسك لتسمي مولون بالأحمق؟” تمسكت سيينا بفرصة توبيخ هامل على الفور.

 

 

‘الساحرة الفائقة، سيينا ميردين.’

قبل أن يركل الحجر، وبعد ذلك أيضا، توقع هامل بالفعل هذا. وبالفعل، هذا هو الحال. اختفى الحجر الذي ركله هامل – بعد أن طار خطوة واحدة للأمام – كما لو أنه لم يكن موجودا من الأساس.

كل واحد منهم هو شخص مشهور.

“…وأنت، أنت فيرموث… فيرموث لايونهارت، صحيح؟ سيد السيف المقدس، بطل النور؟” سأل هامل للتأكيد.

 

انيسيه سليوود قديسة النور التي أخفتها الإمبراطورية المقدسة عن بقية العالم. قيل أن ضوء انيسيه يمكن أن ينبعث بكثافةٍ وإشراق أكثر من الضوء المنبعث من عشرات الكهنة الذين يعملون معا. السحر الإلهي الذي المعروف بإرتباطه بالمعجزات، لأنه يمكن أن يشفي المعوقين، ويفتح عيون المكفوفين، وحتى يعيد ربط الأطراف الساقطة في لحظة.

مولون الرور نجل سيد قبيلة بايار، التي اشتهرت بأنها قبيلة تتمتع بموهبة استثنائية في القتال، حتى بين القبائل الأصلية الأخرى التي عاشت في تلك الأرض الشمالية الباردة.

ليس أستطيع الفوز، بل فاز. معركتهم قد وصلت بالفعل إلى نتيجة داخل رأس مولون، وأومأ برأسه بثقة في النتيجة. كمحارب شجاع من قبيلة بايار الشمالية، ابن حقول الثلج، اقترب من هامل، الذي سيصير رفيقه الجديد ومد يده.

 

“ما المشكلة مع وصفه بأنه أحمق عندما يتصرف مثل واحد…؟ لا، انتظر لحظة. مولون؟ فيرموث؟” أدرك هامل متأخرًا ما تعنيه هذه الأسماء وسرعان ما أدار رأسه نحو الرجلين.

انيسيه سليوود قديسة النور التي أخفتها الإمبراطورية المقدسة عن بقية العالم. قيل أن ضوء انيسيه يمكن أن ينبعث بكثافةٍ وإشراق أكثر من الضوء المنبعث من عشرات الكهنة الذين يعملون معا. السحر الإلهي الذي المعروف بإرتباطه بالمعجزات، لأنه يمكن أن يشفي المعوقين، ويفتح عيون المكفوفين، وحتى يعيد ربط الأطراف الساقطة في لحظة.

 

 

فيرموث، سيينا، انيسيه ومولون أشهر الأبطال في القارة بأكملها، ولدى مجموعتهم قوة قتالية كافية لمواجهة أحد جحافل الشياطين العديدة.

سيينا ميردين-ساحرة شابة، على الرغم من كونها بشرية، ترعرعت على أيدي الجان. في أحد الأيام، غادرت فجأة غابة سمر ونزلت إلى ساحات القتال خارج الغابة، حيث انتشرت الوحوش والوحوش الشيطانية. هناك، تصرفت وكأنها تجسيد لكارثة طبيعية — البرق والرياح واللهب إجتاحوا الأرض مع كل وميض من عصاها.

 

…أخيرًا، هناك فيرموث لايونهارت.

على الرغم من أنه سمع نفسه يدعى أحمق عدة مرات الآن، إلا أن مولون لم يظهر أنه شعر بالإهانة وظل يحدق بثبات في المطبخ. بدا أن قلقه الوحيد هو عندما يتم تقديم الأطباق التي طلبها.

 

“…رفيق، أنت تقول….” كرر هامل كلام فيرموث السابق بينما زوايا فمه ترتعش بابتسامة.

أحد الناجين من مملكة آشال الشمالية. قد تم أسره من قبل الشياطين عندما كان في الخامسة عشرة من عمره فقط. ثم، أثناء نقله إلى هيلموث…كشف عن نفسه على أنه عبقري وحشي عندما قام مع مولون بإبادة الشياطين المرافقين وأنقذ العبيد الآخرين بمساعدة سيف واحد. بعد ذلك، توجه إلى الإمبراطورية المقدسة وحصل على اعتراف السيف المقدس، ليصير بطل النور.

هذه المرة، صفعت انيسيه ظهر يد مولون. الضربة المفاجئة جعلت مولون ينظر إليها بتعبير مرتبك. أثناء النظر إلى مولون بعيون ضيقة، فتحت انيسيه منديلا ووضعته على ركبتيها. ثم التقطت سكينا وشوكة وأمسكت بها حتى يراها مولون.

 

 

“…حسنا الآن، أليس هذا شيئا رائعًا.” تمتم هامل بينما شفتيه ترتعشان بإبتسامة طفيفة.

 

 

“اللعنة.” لعن هامل، لأنه شعر بالضيق من السماح لنفسه بالتراجع بسبب هذا الشعور.

هم جميعا أبطال مشهورون سمع عنهم أكثر من مرة. ربما تكون الشائعات حولهم كثيرة، لكن هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها هامل بأي منهم شخصيا.

 

 

 

“إذن، لماذا يكون بطل الضوء الشهير ورفاقه… آتيًا للبحث عن مرتزق تافه مثلي؟” سأل هامل بسخرية.

قبل أن يركل الحجر، وبعد ذلك أيضا، توقع هامل بالفعل هذا. وبالفعل، هذا هو الحال. اختفى الحجر الذي ركله هامل – بعد أن طار خطوة واحدة للأمام – كما لو أنه لم يكن موجودا من الأساس.

 

…بووم!

“يبدو أن لديك فهما واضحا لمكانتك.” قالت سيينا بابتسامة: “أنا حقا لا أحبك كثيرا، ولكن طالما أنك على دراية بموقفك وتعرف متى تحني رأسك، أعتقد أنه يمكنني تعلم التسامح معك.”

المكان الذي قاد فيرموث هامل إليه هو مطعم عادي يمكن العثور عليه في أي مكان تقريبا. في هذا النوع من العشاء على جانب الطريق، يمكن دائما العثور على عدد قليل من المرتزقة يشربون في هذا الوقت من اليوم. في الواقع، توجد مجموعة من المرتزقة حقًا، يجلسون معا ويشربون بصخب في وسط المطعم.

 

 

هل يجب أن يضربها مرة واحدة فقط…هل يمكنه حتى ضربها؟ بينما يشد قبضتيه أسفل الطاولة، حدق هامل بِـسيينا.

فيرموث أراده…أن يصير رفيقه؟ لم يستطع هامل فهم معنى هذه الكلمات.

 

 

تحدث فيرموث: “دعونا نتوقف عن إستفزاز بعضنا البعض.” هدأ صوته على الفور الجو العدائي الذي بدأ ينضج على الطاولة بينما تابع: “سيأتي الطعام قريبا.”

“إنه ليس مصبوغًا!” صرخت سيينا وفي عينيها الغضب ثم خلعت قبعتها. خفضت رأسها فجأة لتريه جذور الشعر في الجزء العلوي من رأسها وقالت، “لقد كان لدي شعر أرجواني منذ صغري! قد لا يكون المرتزق الأحمق مثلك على دراية بهذا، لكن كائنات مثلي، محبوبة من قبل الطاقة السحرية والسحر، هذا التفضيل يمكن أن يؤثر جسديًا!”

“ووه….” صاح مولون بإثارة وهو يقفز من مقعده.

إنطفئ الشرر الذي أشعلته سيينا. كما اختفى الضوء الذي يحوم حول قدمي انيسيه.

 

 

ثم التقط فجأة طاولة بأكملها وركض على عجل إلى المطبخ. لقد قرر أنه بدلا من جعلهم يحضرون كل طبق واحدا تلو الآخر…سيكون أكثر ملاءمة التقاط طاولة الطعام بأكملها واستخدامها كصينية فقط.

 

 

فيرموث أراده…أن يصير رفيقه؟ لم يستطع هامل فهم معنى هذه الكلمات.

تمتم هامل، “إنه مجنون إبن—”

فكر هامل ‘أنهم يطلبون الضرب فقط.’

“مولون فقط طيب القلب.”، تحدث انيسيه، وقاطعت هامل. فتحت غطاء قارورة الماء المقدسة، هزتها برفق، ثم أحضرتها أمام أنفها لشم الرائحة المتصاعدة منها وهي تتابع، “هل تعتقد حقا أنه أحمق لدرجة أنه سيسمح لك بحماقة بالاستمرار في وصفه بأنه أحمق؟ حتى لو إن شخصية مولون ليست وحشية مثل شخصيتك، هل تعتقد حقا أنه سيستمر في الضحك بهدوء إذا استمررت بالسخرية منه لكونه أحمق؟”

بدأ مولون في تقطيع قطع اللحم بعيون محبطة. مع كل تحريكة من سكينه، أطلقت الطاولة القديمة ضوضاء صرير. لا يبدو أن لديه أي مهارات لإستعمال السكين، لكن سيينا وانيسيه، المسؤولان عن تعليم مولون الأخلاق، بدت عليهما نظرات سعيدة أثناء تبادل النظرات.

“وماذا في ذلك؟ هل سيبدأ في محاولة تحطيم رأسي؟” رد هامل بتحدي.

عند هذه النقطة، لم يملك هامل خيار سوى إطلاق الشخير وهز رأسه بصدمة. لماذا لم يتعرف عليهم على الفور؟ بينما كل واحد من هؤلاء الأشخاص الأربعة، حتى بمفرده، هم جميعًا أشخاص غير عاديون مع مظاهر فريدة من نوعها؟

 

“…بوهاها!” سيينا، التي كانت في منتصف قطع شريحة من اللحم لنفسها، انفجرت في الضحك. “ما الذي قاله هذا اللقيط فقط؟ هـ-هل قال حقا أضعف؟ فيرموث، إنه يتحدث معك، صحيح؟ صحيح؟ ها….هاها….هاهاها!”

“لماذا لا تكتشف الإجابة على ذلك بنفسك.” أجابت انيسيه: “ستكون قادرا على معرفة هل هو أحمق أم غبي من خلال—”

فووش.

كراش!

 

رن صوت كبير من الخلف. بالنظر إلى ما حدث، أدركوا أنه صوت الطاولة التي تم سحقها إلى قطع لأنها لا تستطيع تحمل قوة قبضة مولون. تم إرسال الأطباق التي تم وضعها بالفعل على الطاولة تسقط بسبب هذا، لكن مولون سرعان ما التقط كل طبق من الأطباق بخفة الحركة بدت غير طبيعية عند النظر إلى حجمه الكبير وألقى بها مرة أخرى في الهواء.

“…حسنا الآن، أليس هذا شيئا رائعًا.” تمتم هامل بينما شفتيه ترتعشان بإبتسامة طفيفة.

 

 

هبطت الأطباق المرسلة وهي تطير في الهواء على الطاولة التي بجانبها.

“أنت على حق، أنت على حق. كل ذلك بفضل مدى مهارتك.” وافقت سيينا بسخرية. “لقد لاحظت ذلك واعتنيت به بسرعة قبل أن أحتاج إلى فعل أي شيء. لكن أتعلم ماذا؟ أنا حقا لا أحب هذا اللقيط، لذلك أريد أن أعلمه درسا أولا بجعله يأكل الأوساخ. يجب أن يكون لي الحق في القيام بذلك، صحيح؟”

…بووم!

“بما أنكم ستدفعون للرجل، سأكون ممتنا أيضا إذا تركتم شيئا لرعاية طعامنا أيضا.” ألقى هامل.

اهتز المبنى قليلا كرد فعل على حركات مولون العنيفة التي تركت عدة آثار أقدام عميقة على الأرض.

 

 

 

“امممم…فيرموث سيدفع رسوم الإصلاح.” أعلن مولون.

 

 

في اللحظة التي رأى فيها هؤلاء المرتزقة، الذين نظروا إلى سيينا وانيسيه بعيون شهوانية، وجه هامل وهو يسير خلف المرأتين، تضاءلت وجوههم برعب كما لو إنهم قد اصطدموا بشيطان. لم يضطر هامل لقول كلمة أو النظر إليهم، لكن المرتزقة وضعوا بهدوء زجاجات الخمر التي يشربونها ونهضوا على الفور من مقاعدهم.

“…يا له من أحمق…!” تنهدت انيسيه وهزت رأسها.

ثم التقط فجأة طاولة بأكملها وركض على عجل إلى المطبخ. لقد قرر أنه بدلا من جعلهم يحضرون كل طبق واحدا تلو الآخر…سيكون أكثر ملاءمة التقاط طاولة الطعام بأكملها واستخدامها كصينية فقط.

 

 

“يبدو أنه لا يمانع بدعوته بالأحمق لأنه حقا واحد.” أشار هامل بسخرية.

 

 

 

“…قد يكون هذا هو الحال، لكنك، هامل، ليس لديك الحق في مناداة مولون بالأحمق. الوحيدون الذين يستطيعون القول إن مولون أحمق هم أصدقاء مولون ورفاقه.”

 

 

“السير فيرموث، هل يجب أن يكون حقا هذا المرتزق على وجه الخصوص؟” قالت انيسيه.

“هذا صحيح!” قفزت سيينا إلى المحادثة فور أن وجدت ثغرة. “من تعتقد نفسك لكي تستمر في وصف مولون بأنه أحمق؟ صحيح أن مولون قد يكون أحمق، لكن ليس من المقبول أن تسمي مولون أحمق، هل فهمت؟”

 

“فقط لماذا يا رفاق جلبتموني لي هنا؟” سأل هامل فجأة، غير قادر على فهم الوضع الذي وجد نفسه فيه بغض النظر عن مدى صعوبة محاولته.

ومع ذلك، أدار هامل بصره بعيدا عن مولون ونظر إلى فيرموث، الجالسا مقابلهم.

 

 

لم يتغير تعبير فيرموث وهو يستمع إلى المحادثة بأكملها.

“…حسنا الآن، الجميع بإستثنائك يبدو أنهم لا يحبونني، أليس كذلك؟ ولا أريد حقًا السفر مع أوغاد لا يحبونني أيضًا. تمامًا مثلما قالت تلك القديسة المشاكسة هناك، لماذا لا تذهب للعثور على لقيط آخر لتأخذه معك؟” سخر هامل.

 

“كما قلت.” أكد فيرموث بتجاهل.

ولكن مثلما مد مولون ذراعيه على نطاق واسع وبدأ في حمل الطاولة الجديدة إلى حيث البقية يجلسون، سأل فيرموث فجأة، “هامل ديناس، هل أنت على استعداد لتصير رفيقي؟”

إنطفئ الشرر الذي أشعلته سيينا. كما اختفى الضوء الذي يحوم حول قدمي انيسيه.

لم يظهر مولون أي نية لإيلاء أي اهتمام لمحادثتهم. وضع الطاولة الجديدة في منتصف مقاعدهم، ثم مد يده على الفور نحو ساق لحم خنزير كبيرة مشوية. بسبب هذا، صفعت سيينا، الجالسة بجانبه، ظهر يده.

في هذا النوع من العصر، ليس من غير المألوف رؤية قساوسة يحملون السلاح، لكن رجال الدين الذين أصروا على ارتداء أردية رجال الدين بدلا من ارتداء الدروع بينما لا يزالون يحملون صولجانًا بفخر ليس مشهدا مألوفا.

 

 

بعد التفاجئ، أومأ مولون برأسه بشكل متفهم. ثم وضع مولون يديه الكبيرتين أمامه. بمجرد أن فعل ذلك، هزت سيينا إصبعها ورسمت دائرة، وألقت تعويذة غطت يدي مولون بالرغوة الفقاعية والماء.

 

 

 

بعد تنظيف يديه، مد مولون يده إلى ساق الخنزير مرة أخرى.

“يبدو أن لديك فهما واضحا لمكانتك.” قالت سيينا بابتسامة: “أنا حقا لا أحبك كثيرا، ولكن طالما أنك على دراية بموقفك وتعرف متى تحني رأسك، أعتقد أنه يمكنني تعلم التسامح معك.”

 

“لكن هذا لم يحدث.” أشار فيرموث.

سلااب!

 

هذه المرة، صفعت انيسيه ظهر يد مولون. الضربة المفاجئة جعلت مولون ينظر إليها بتعبير مرتبك. أثناء النظر إلى مولون بعيون ضيقة، فتحت انيسيه منديلا ووضعته على ركبتيها. ثم التقطت سكينا وشوكة وأمسكت بها حتى يراها مولون.

 

 

اهتز المبنى قليلا كرد فعل على حركات مولون العنيفة التي تركت عدة آثار أقدام عميقة على الأرض.

“….هممممم….!” أومأ مولون بإدراك وهو يضع منديلا على ركبتيه مثل انيسيه.

إذا صار رفيقًا للبطل الشهير، فيرموث، فقد يكون قادرا على البقاء لفترة أطول في هيلموث. قد تكون هذه الحقيقة وحدها كافية لأن يكون هامل على استعداد ليصير رفيق فيرموث……

 

هامل يدرك جيدا ما هذا الشعور. إنه تحذير بأنه لا ينبغي أن يلمس هذا الرجل، وأنه إذا تقاتلا، فسيكون هو المهزوم، وإذا أمكن، لا ينبغي أن يتورط هامل مع هذا الرجل.

ولكن بسبب سمك فخذي مولون، لم يتمكن المنديل حتى من تغطية إحدى ساقيه. ثم التقط مولون سكينا وشوكة في يديه الكبيرتين. أدوات المائدة هذه بالتأكيد لم يصنعوا لأيدٍ كبيرة كهذه، لذلك توجب على مولون أن يمسكها بأطراف أصابعه لاستخدامها.

 

 

 

صرير، كرييكي….

وسط هذا الجو البارد، طرح مولون مرة أخرى شيئا غير ذي صلة تماما، “لقد سمعت أن محاربي مملكة البحر هم رجال شجعان حقا. أود حقا التنافس معهم.”

 

“هذا صحيح!” قفزت سيينا إلى المحادثة فور أن وجدت ثغرة. “من تعتقد نفسك لكي تستمر في وصف مولون بأنه أحمق؟ صحيح أن مولون قد يكون أحمق، لكن ليس من المقبول أن تسمي مولون أحمق، هل فهمت؟”

بدأ مولون في تقطيع قطع اللحم بعيون محبطة. مع كل تحريكة من سكينه، أطلقت الطاولة القديمة ضوضاء صرير. لا يبدو أن لديه أي مهارات لإستعمال السكين، لكن سيينا وانيسيه، المسؤولان عن تعليم مولون الأخلاق، بدت عليهما نظرات سعيدة أثناء تبادل النظرات.

 

…بينما هؤلاء الثلاثة يفعلون كل هذا، إنشغل هامل بالتفكير في كلمات فيرموث الأخيرة.

بصوت مرتعش، قالت انيسيه، “سـ-سيينا، لا، احم، لا تضحكي بشدة. إذا بدأتِ في الضحك هكذا، ثم سأفعل أنا أيضًا…بوهو…. بوهو….بوهاهاها…! الـ-الضحك هكذا—! إهانة، احم، هو إهانة كبيرة….”

 

بينما يسكب بعض الكحول في كأسه بإيماءة رشيقة، تابع فيرموث، “يجب أن تكون أنت.”

فيرموث أراده…أن يصير رفيقه؟ لم يستطع هامل فهم معنى هذه الكلمات.

 

 

انتظر، لا.

فيرموث، سيينا، انيسيه ومولون أشهر الأبطال في القارة بأكملها، ولدى مجموعتهم قوة قتالية كافية لمواجهة أحد جحافل الشياطين العديدة.

“لأن لدينا رابطة كوننا زملاء في نفس مجال العمل يسعدنا أن ندفع مقابل وجبات بعضنا البعض. لذا أليس من الجيد أن أدفع مقابل وجبات هؤلاء الأوغاد في وقت آخر؟” جادل هامل.

 

 

أما هامل…فهو يخطط بالفعل لأخذ سفينة في هذا الميناء والتوجه إلى هيلموث. انتهت معظم الحروب التي دارت في أراضي توراس. انسحبت الوحوش الشيطانية والشياطين الآن إلى هيلموث، وتم إبادة الوحوش لدرجة أنهم لم يعودوا قادرين على تكوين أي جيوش. لم يعد هناك أي ساحات قتال متبقية في هذه الأراضي ليشارك فيها هامل.

 

 

 

ومع ذلك، لم يبدُ ذلك كافيًا لهامل. أراد هامل قتل المزيد من الوحوش والوحوش الشيطانية والشياطين. إذا أمكن، أراد أن يمحوهم حتى لا يتبقى أي منهم في هذا العالم.

 

 

……لكن هامل لم يستطع حقا تحمل المواقف التي أظهرها الأشخاص الأربعة أمامه حتى الآن. الأمر كما لو أنهم لم يشعروا حقا أنهم بحاجة إلى اصطحاب شخص مثله معهم. حتى مولون، على الرغم من كل صداقته، بدا مقتنعا بأنه أقوى من هامل. أظهرت سيينا وانيسيه بوضوح أنهما لا يستطيعان فهم سبب تأهيل هامل ليصير رفيقهما.

هل من أجل السلام العالمي؟ لا. لم تولد رغبة هامل من هذا الشعور الرائع بالواجب. لقد كرههم فقط. أراد قتلهم جميعا. حتى لا يضطر أبدا إلى وضع عينيه على أحدهم مرة أخرى. وهكذا، أراد القضاء على جميع الوحوش الشيطانية، والشياطين، وحتى ملوك الشياطين.

 

 

في حين أن انيسيه عادة ما تقدم فيرموث بأمانة وتضيف دائما سيدي إلى اسمه، في أعماقها، يبدو أنها كانت تتطلع لرؤية فيرموث يصاب بالحجر الذي ركله هامل للتو.

لهذا السبب الشخصي بشكل لا يصدق قرر هامل التوجه إلى هيلموث. هناك، كل يوم مليء بمعارك لا تنتهي. على الرغم من إرسال التعزيزات إلى هيلموث من جميع أنحاء القارة، إلا أن قوات هيلموث لا تزال تترك وراءها جبالًا من الجثث البشرية يوما بعد يوم.

 

 

 

لطالما عَزا هامل بقائه المستمر حتى الآن إلى عدة عوامل: الأول هو أنه قوي، والثاني أنه عبقري، والثالث هو أنه حظ سعيد. لكنه يعلم أنه بمجرد سفره إلى هيلموث، ربما ينفد حظه. حتى لو إنه قوي وعبقري…ربما لا يزال يموت على أي حال.

 

 

 

لكن مع ذلك، شعر هامل أن هذا لا يهم. حياته كان يجب أن تضيع بالفعل منذ فترة طويلة على أي حال. إنه محظوظ بما يكفي للبقاء على قيد الحياة حتى الآن، ولكن بدلا من الاستمرار في العيش بدافع الامتنان لبقائه المحظوظ، فضل أن يعيش وفقا لرغباته ويبقي عينيه على أهداف كراهيته للحصول على هذا الانتقام. حتى لو انتهى به الأمر بالموت في هيلموث، طالما أنه يمكن أن يقتل حيوانًا شيطانيًا واحدًا على الأقل أو وحشًا شيطانيًا قبل وفاته، فقد شعر أنه يمكن أن يكون راضيا عن ذلك.

لكن في تلك اللحظة….

 

 

“…رفيق، أنت تقول….” كرر هامل كلام فيرموث السابق بينما زوايا فمه ترتعش بابتسامة.

 

 

رن صوت كبير من الخلف. بالنظر إلى ما حدث، أدركوا أنه صوت الطاولة التي تم سحقها إلى قطع لأنها لا تستطيع تحمل قوة قبضة مولون. تم إرسال الأطباق التي تم وضعها بالفعل على الطاولة تسقط بسبب هذا، لكن مولون سرعان ما التقط كل طبق من الأطباق بخفة الحركة بدت غير طبيعية عند النظر إلى حجمه الكبير وألقى بها مرة أخرى في الهواء.

إذا صار رفيقًا للبطل الشهير، فيرموث، فقد يكون قادرا على البقاء لفترة أطول في هيلموث. قد تكون هذه الحقيقة وحدها كافية لأن يكون هامل على استعداد ليصير رفيق فيرموث……

ومع ذلك، أدار هامل بصره بعيدا عن مولون ونظر إلى فيرموث، الجالسا مقابلهم.

 

على الرغم من أنه لم يرغب في قبول عرض فيرموث لمشاركة وجبة معا، حقيقة أن فيرموث لم ينظر إلى الوراء ولو مرة واحدة بعد القيام بشيء من هذا القبيل جعل هامل يتبع خطواتهم.

“لا يهمني ما تريد مني، ولكن أنا لا أريد حقا الاستماع إلى أوامر شخص أضعف مني، حسنا؟” قال هامل متحديا.

 

 

 

……لكن هامل لم يستطع حقا تحمل المواقف التي أظهرها الأشخاص الأربعة أمامه حتى الآن. الأمر كما لو أنهم لم يشعروا حقا أنهم بحاجة إلى اصطحاب شخص مثله معهم. حتى مولون، على الرغم من كل صداقته، بدا مقتنعا بأنه أقوى من هامل. أظهرت سيينا وانيسيه بوضوح أنهما لا يستطيعان فهم سبب تأهيل هامل ليصير رفيقهما.

 

 

“بسبب الطاقة السحرية تحول شعرك إلى اللون الأرجواني…هذا عرض تافه للغاية.” علق هامل.

لم يرضَ هامل عن أي من هذا. بغض النظر عن مدى قوتهم، فقط إلى أي حد يرون أنفسهم أقوياء؟ هل يبدو كَـحثالة لهم حقًا؟

 

فكر هامل ‘أنهم يطلبون الضرب فقط.’

عند هذه النقطة، لم يملك هامل خيار سوى إطلاق الشخير وهز رأسه بصدمة. لماذا لم يتعرف عليهم على الفور؟ بينما كل واحد من هؤلاء الأشخاص الأربعة، حتى بمفرده، هم جميعًا أشخاص غير عاديون مع مظاهر فريدة من نوعها؟

 

 

“…بوهاها!” سيينا، التي كانت في منتصف قطع شريحة من اللحم لنفسها، انفجرت في الضحك. “ما الذي قاله هذا اللقيط فقط؟ هـ-هل قال حقا أضعف؟ فيرموث، إنه يتحدث معك، صحيح؟ صحيح؟ ها….هاها….هاهاها!”

 

بصوت مرتعش، قالت انيسيه، “سـ-سيينا، لا، احم، لا تضحكي بشدة. إذا بدأتِ في الضحك هكذا، ثم سأفعل أنا أيضًا…بوهو…. بوهو….بوهاهاها…! الـ-الضحك هكذا—! إهانة، احم، هو إهانة كبيرة….”

 

“كما هو متوقع، أنت حقا محارب حقيقي!” قال مولون وهو ينظر إلى هامل بابتسامة كبيرة.

ثم، دون انتظار الرد، غادر فقط من تلقاء نفسه. بالنظر إلى شخصية هامل، ليس من الغريب بالنسبة له أن يصفع هذا الرجل الوقح الذي بدا أنه يعبث معه على مؤخرة رأسه، لكن الجو الفريد الذي أطلقه فيرموث قمع دافع هامل لاختيار العنف.

 

كرد فعل على هذه الكلمات التي بدا أنها خرجت من فراغ، تحول الجميع للنظر إلى مولون.

باانغ!

“فقط لماذا يا رفاق جلبتموني لي هنا؟” سأل هامل فجأة، غير قادر على فهم الوضع الذي وجد نفسه فيه بغض النظر عن مدى صعوبة محاولته.

أمال هامل كرسيه مرة أخرى ثم ضرب بكلتا قدميه الطاولة. عند رؤية هذا، انقطع ضحك سيينا وانيسيه فجأة.

فكر مولون ‘أنه قوي، لكنني ما زلت أفوز.’

 

المكان الذي قاد فيرموث هامل إليه هو مطعم عادي يمكن العثور عليه في أي مكان تقريبا. في هذا النوع من العشاء على جانب الطريق، يمكن دائما العثور على عدد قليل من المرتزقة يشربون في هذا الوقت من اليوم. في الواقع، توجد مجموعة من المرتزقة حقًا، يجلسون معا ويشربون بصخب في وسط المطعم.

فووش.

كل واحد منهم هو شخص مشهور.

 

 

“…فيرموث.” قالت سيينا بنبرة جادة حيث اشتعلت خصلات صغيرة من اللهب حولها. “إنه مجرد لقيط من المرتزقة يمكن أن يُرى في أي مكان تقريبا. هل هناك حقا أي سبب يجعلنا نصطحب شخص مثله معنا؟”

ولكن بسبب سمك فخذي مولون، لم يتمكن المنديل حتى من تغطية إحدى ساقيه. ثم التقط مولون سكينا وشوكة في يديه الكبيرتين. أدوات المائدة هذه بالتأكيد لم يصنعوا لأيدٍ كبيرة كهذه، لذلك توجب على مولون أن يمسكها بأطراف أصابعه لاستخدامها.

“…لم أتوقع الكثير منه، ولكن أليس هو فظ جدًا.” قالت انيسيه. “السير فيرموث، بدلا من مرتزق مثل هذا، وهو مجرد كلب بري، هناك عدد لا يحصى من المحاربين الآخرين الذي سيكون من الأفضل الاختيار من بينهم. يقال إن الابن الوحيد لقائد الفرسان في إمبراطورية كيهل يتمتع بمظهر وشخصية رائعة إلى جانب مهارات استثنائية…ألن يكون من الأفضل الذهاب إلى كيهل وتجنيده بدلا من ذلك؟”

بصوت مرتعش، قالت انيسيه، “سـ-سيينا، لا، احم، لا تضحكي بشدة. إذا بدأتِ في الضحك هكذا، ثم سأفعل أنا أيضًا…بوهو…. بوهو….بوهاهاها…! الـ-الضحك هكذا—! إهانة، احم، هو إهانة كبيرة….”

وسط هذا الجو البارد، طرح مولون مرة أخرى شيئا غير ذي صلة تماما، “لقد سمعت أن محاربي مملكة البحر هم رجال شجعان حقا. أود حقا التنافس معهم.”

 

“…حسنا الآن، الجميع بإستثنائك يبدو أنهم لا يحبونني، أليس كذلك؟ ولا أريد حقًا السفر مع أوغاد لا يحبونني أيضًا. تمامًا مثلما قالت تلك القديسة المشاكسة هناك، لماذا لا تذهب للعثور على لقيط آخر لتأخذه معك؟” سخر هامل.

 

 

 

“لا.” تحدث فيرموث أخيرا.

اهتز المبنى قليلا كرد فعل على حركات مولون العنيفة التي تركت عدة آثار أقدام عميقة على الأرض.

 

هناك كاهنة شقراء جميلة وخبيثة مع وجه خير بدا دائم الإبتسام. ولكن على عكس مظهرها، فركل ثقيل يتدلى من خصرها.

إنطفئ الشرر الذي أشعلته سيينا. كما اختفى الضوء الذي يحوم حول قدمي انيسيه.

بعد التفاجئ، أومأ مولون برأسه بشكل متفهم. ثم وضع مولون يديه الكبيرتين أمامه. بمجرد أن فعل ذلك، هزت سيينا إصبعها ورسمت دائرة، وألقت تعويذة غطت يدي مولون بالرغوة الفقاعية والماء.

 

…بينما هؤلاء الثلاثة يفعلون كل هذا، إنشغل هامل بالتفكير في كلمات فيرموث الأخيرة.

بينما يسكب بعض الكحول في كأسه بإيماءة رشيقة، تابع فيرموث، “يجب أن تكون أنت.”

سلااب!

لم يستطع أحد فهم ما قصده بهذا الادعاء.

 

 

أما بالنسبة للساحرة التي تجادلت معه منذ وقت سابق أثناء النقر على لسانها — فقد كشف هذا الوجه الوقح بشكل صارخ عن كراهيتها الداخلية له دون أدنى نية لإخفائه. شعرها الأرجواني غير مصبوغ ولكن بدلا من ذلك تم تغييره إلى هذا اللون بواسطة طاقة سحرية القوية. أخيرا، ذكرته عيناها الخضراء بالغابة.

ثم قال فيرموث، “إذا أردت حقا التحقق من مهاراتي، فماذا عن الانتهاء من تناول الطعام أولًا.”

 

“…ماذا؟” سأل هامل بِـحَيرة.

 

 

 

“دعونا نأكل ونتناول مشروبًا حتى نمتلئ، ثم بمجرد الانتهاء من الهضم….” حمل فيرموث كأسه ثم أكمل بِإبتسامة، “دعنا نحظى بقتال ودي.”

على الرغم من أنه سمع نفسه يدعى أحمق عدة مرات الآن، إلا أن مولون لم يظهر أنه شعر بالإهانة وظل يحدق بثبات في المطبخ. بدا أن قلقه الوحيد هو عندما يتم تقديم الأطباق التي طلبها.

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط